Jump to content
Baghdadee بغدادي

baghda

Admin
  • Posts

    158
  • Joined

  • Last visited

Profile Information

  • Gender
    Male

baghda's Achievements

Newbie

Newbie (1/14)

0

Reputation

  1. حزب العودة GMT 7:30:00 2007 الخميس 14 يونيو زهير كاظم عبود http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2007/6/240377.htm
  2. الحياة» سألت الرئيس العراقي عن الحاضر وعلاقات المعارضة السابقة بعواصم الجوار ومحطات في سيرته الشخصية (1) ... طالباني: أسقط الأميركيون صدام وطالبونا بتشكيل حكومة ففشلنا غسان شربل الحياة - 09/06/07// لم تغيّر الرئاسة أطباع جلال طالباني. لا يزال صديق الصحافة والصحافيين. لا مكان عنده للأ سئلة المحظورة. تسأله فيذهب بعيداً. يكشف أحياناً بعض ما يمكن أن يثير الغضب أو العتاب. لكن على الصحافي أن يتنبه إذ يحاوره. فهو لاعب بارع وقديم. خبير في حسن التخلص. يطالبك أحياناً بوقف آلة التسجيل ليروي لك نكتة من العيار الثقيل الذي يتعذر نشره. يعرف جلال طالباني قصة الجغرافيا التي ألحقت بالأكراد ظلماً تتعذر مداواته. سلك طريق طهران وأقام فيها. وسلك طريق دمشق وأقام. هذا من دون أن ننسى بيروت والحقبة الفلسطينية في مسيرته. في العام 2001 ذهبت أحاور ورثة القائد الفلسطيني الدكتور وديع حداد. خاطف الطائرات الشهير. الرجل الذي أطلق كارلوس في العالم. وخلال تلك الحوارات ظهر اسم جلال طالباني ايضاً وهو ما سيؤكده في هذا الحوار. كلما التقيت الرئيس العراقي الحالي أحاول التسلل إلى ذاكرته. وتقضي الأمانة الاعتراف بأنه لا يبخل بوقته على رغم كثرة انشغالاته والمصائب المتلاحقة التي تعصف ببلاده. سألته عما بقي لديه من طموحات غير استقرار العراق. قال إنه يحلم بالتقاعد لدى انتهاء ولايته الحالية للتفرغ لكتابة المذكرات. لا أعرف لماذا لا أتقبل ببساطة حديث الحكام في منطقتنا عن زهدهم بالموقع والأختام. قد أكون مخطئاً هذه المرة. فليسامحني الله. ثمة سؤال كان يدور في ذهني وأنا أرى الجيش الأميركي يتخبط في المستنقع العراقي. هل حاولت واشنطن تشجيع العراقيين على تشكيل حكومة غداة إسقاط نظام صدام حسين أم أنها كانت تتطلع إلى إدارة أميركية مباشرة لعراق ما بعد صدام؟ وسيكشف الرئيس العراقي في رده على هذا السؤال ما يساعد على تفسير بعض الحاضر. لقد فشلت المعارضة في الاتفاق على حكومة وكانت الأسباب مذهبية. لعب طالباني دوراً أساسياً في حض واشنطن وطهران على التحاور حول استقرار العراق. تعثرت محاولتان قام بهما ونجحت الثالثة التي كان شريكاً في الدفع باتجاهها. سألته عن احتمال قيام إدارة إيرانية للعراق أو بعضه. رد مؤكداً أن الشــيعة العراقيين لن يكونوا تابعــين لإيران ولافتاً إلى أن المــراجع الشيعية في العــراق تعارض «ــولاية الفقيه» وهي العامود الفقري للنظام القائم في طهران. يوم كان نظام صدام قائماً كان طالباني يذهب إلى طهران ودمشق باحثاً عن الدعم السياسي والسلاح. سألته عن علاقته بآية الله الخميني والرئيس الراحل حافظ الأسد والعقيد معمر القذافي. وهنا الحلقة الأولى: } كان إسقاط صدام حسين حلماً يراود المعارضة، واليوم بعد هذه السنوات، هل تشعرون بالخيبة، وهل التغيير في العراق جاء أقل مما تشتهون؟ - لا، انا أشعر بالفرح، لأننا تخلصنا من أبشع ديكتاتورية في العالم، فالشعب العراقي كان يتعرض لحرب ابادة على يدي صدام حسين. والمقابر الجماعية التي تضم مئات الألوف من الأناس الأبرياء تشهد على ذلك. ثم إننا تخلصنا من الأجهزة القمعية لصدام حسين، مخابرات، وأمن، وأجهزة خاصة، كذلك تخلصنا من القوة العسكرية الصدامية التي لم تكن تحمل صفة الجيش العراقي في الحقيقة. والآن يمكننا ان نلاحظ ان الشعب العراقي اتيح له المجال، للمرة الأولى، لأن يتمتع بالحريات والحقوق الديموقراطية من خلال الانتخابات الحرة وانتخاب البرلمان وصحافة حرة وليكون لكل حزب حق اصدار صحيفة او اذاعة او تلفزيون. كما ان الاقتصاد تحرر من سيطرة الدولة وأصبح القطاع العام والخاص يعملان بشكل جيد. هنالك تطور كبير. في الحقيقة الجانب الوحيد المؤسف بعد التحرير هو الأمن. وجوانب الحياة الأخرى تشهد تقدماً هائلاً في العراق: الديموقراطية والحريات التي نتمتع بها الآن لا مثيل لها في المشرق ولا في العالم العربي، فأنت ترى مثلاً نائباً في البرلمان يتحدث ويطالب بالتغيير واسقاط النظام، ونائب آخر يطالب بتغيير الدستور، وآخر يطالب بتغيير الحكومة وهكذا. هذا النوع من الحرية لم يكن موجوداً أبداً، إذاً هناك آمال كثيرة تحققت للمعارضة العراقية، والشيء الوحيد الذي لم يتحقق هو الأمن والاستقرار. الثورات الكبيرة التي تؤدي الى انهيار النظام تعقبها حالات من الفوضى. لاحظ الثورة الايرانية كم سنة احتاجت حتى تحقق الأمن الداخلي الكامل في ايران. الى جانب ذلك نحن كما قلنا وقال الأميركيون ارتكبنا اخطاء. في الواقع لو تشكلت حكومة موقتة مباشرة بعد سقوط النظام، لكان الوضع تغير في العراق، ولو كان هناك مثلاً تعاون كامل بين قوى المعارضة التي تملك قوات شعبية وقوات التحالف لأمكن السيطرة على البلد ومنع «الفرهود» والسلب وآخره. طبعاً لم يتحقق حلم الأمن، ولكن الأحلام الاخرى كلها تحققت. و «فرهود» مصطلح عراقي، يعني ان كل واحد ينهب ما تصل اليه يده حتى الموظف في دائرته وهكذا. } ما هي أبرز الأخطاء التي وقع فيها العراقيون، وتراها الآن من موقعك كرئيس جمهورية؟ - أكبر خطأ وقعنا فيه اننا تباطأنا في تشكيل الحكومة الموقتة. في بداية التحرير جاء غاي غارنر وخليل زاد الى كردستان وطلبا مني ومن الأخ الاستاذ مسعود بارزاني مرافقتهما الى بغداد لتشكيل حكومة عراقية موقتة، وذهبنا الى هناك. كانت المعارضة آنذاك مؤلفة من أطراف محدودة، هذه الأطراف لم تصدق الخبر. عقدنا لقاء مع غارنر وخليل زاد ومندوب من البنتاغون وقائد القوات البريطانية والأميركية. أمام الجميع كرر غارنر قوله: «أيها العراقيون شكلوا حكومة موقتة لتديروا البلد وأنتم المعارضة التي تعاملنا معها، تفضلوا وقوموا بتشكيل الحكومة من جانبكم». } من كان حاضراً من المعارضة؟ - الطرفان الكرديان وأحمد الجلبي واياد علاوي والدكتور عادل عبدالمهدي من «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية»، في العراق، ولست متأكدا من حضور الدكتور إبراهيم الجعفري، هذه هي الأسماء التي انا متأكد منها. كلنا استبشرنا خيراً. طلبوا شيئاً واحداً منا هو أن نوسع دائرة المعارضة حتى تشمل قوى أخرى غير موجودة، وكي تكون الصيغة شاملة. لم نستطع نحن المعارضة تشكيل هذه الحكومة ومر شهر من دون أن نتوصل الى نتيجة، ما دفع الأميركيين الى ان يسلكوا طريقاً آخر. } هذا كلام مهم جداً؟ - نعم. } يعني أن الاميركيين لم يفرضوا صيغة جاهزة كمجلس الحكم؟ - كان هذا قبل مجلس الحكم بفترة طويلة، يمكن أنه لم يكن قد مضى شهران على سقوط صدام عندما أتوا بهذا الموضوع. كان ذلك في البداية عندما كانت بغداد هادئة وكنا نسكن في فنادق آنذاك وليس في مناطق خاصة. وكان هناك طلب من غارنر ومن خليل زاد للمعارضة لتشكيل حكومة. غاي غارنر كان المسؤول الأول عن العراقيين. وقد استبدل لاحقاً ببول بريمر. وخليل زاد كان السفير المفوض لدى المعارضة من قبل الرئيس جورج بوش. اعتقد ان الفشل من جانب المعارضة في تشكيل هذه الحكومة الموقتة، من أهم أسباب ما حصل لاحقاً في العراق. وهذا سر لك. وبعد ذلك حدث ما يلي: تبدل غارنر وأتى بريمر وقد أتى وكأنه نائب الملك في الهند. } لماذا عجزت قوى المعارضة وقتها عن تشكيل الحكومة؟ هل لعدم نضجها؟ - لأسباب عدة وكثيرة، أولاً لم يكن هناك اتفاق على توسيع المجلس، واعتقد أن اسم من يتولى الرئاسة كان السبب، فبعض القوى كان يفكر أن رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعياً والمقترح الأميركي لم يكن كذلك. } هل اقترح الأميركيون اسماً معيناً؟ - اقترحوا جلال طالباني. خليل زاد كان معنا في لندن في المعارضة، والمعارضة في لندن طلبت ان أرأس انا جميع جلسات المعارضة. غارنر قال لي انت تستطيع ان توفق وتكون قاسماً مشتركاً بين الجميع. غارنر لم يكن يعرفني ولكن عندما لاحظ خلال فترة أكثر من اسبوع، قال لي انت تصلح لتكون أول رئيس عراقي، رئيس وزراء أو رئيس جمهورية، كان لديهم هذا الانطباع، واقترحوا هذه الشيء علي. وانا قلت له اذا كانت القوى العراقية توافق انا مستعد. وكان هناك عدد من الاخوان يطمحون ان يكونوا هم من المؤتمر الوطني العراقي وأيضاً من الطرف الآخر والاخ اياد علاوي كان ممكناً والاسلاميون يطمحون إلى ايصال شيعي، فلم يتم الاتفاق على هذا الوضع، كما لم يتم الاتفاق على القوى التي يجب ان تنضم إلى هيئة المعارضة التي كانت موجودة آنذاك. } للدقة والأمانة، هل بإمكاننا أن نقول إن الاميركيين كانوا مع تشكيل حكومة عراقية موقتة؟ - في بداية سقوط نظام صدام حسين. وعندما فشلت هذه المحاولة بدلوا غارنر وبدلوا خليل زاد ايضاً، ورجع الاثنان الى واشنطن، وأتى بدلاً عنهما بريمر. } بريمر هو «نائب الملك»؟ - نعم. وأتى بريمر بمجموعة من العراقيين الاختصاصين وأغلبهم من ذوي الجنسيات الاميركية، ونصبهم على وزارات ليحكم عن طريق هؤلاء هذه الوزارات. هذه المحاولة فشلت ايضاً ولم يتم الحكم كما يجب. وطبعاً صدر قرار مجلس الأمن السيئ الصيت الذي حول الوضع في العراق من تحرير الى احتلال. هذا القرار نحن في المعارضة رفضناه كاملاً. اذكر ان الدكتور أحمد الجلبي قال للسفير البريطاني إن الـ «مس بل» التي كانت تحتل العراق في العشرينات كانت أحسن منكم، لأن «مس بل» قبل 70 سنة كانت تميل الى تشكيل حكومة عراقية وانتم بعد 70 سنة ترفضون تشكيل حكومة عراقية موقتة. فجرى نوع من الانقطاع بين المعارضة وبين سلطات الاحتلال التي اصبحت رسمياً تتمتع وفق القانون الدولي بسلطات الاحتلال، وبالتالي بسلطات الحكم والتصرف بكل شيء في العراق. } كيف كان أسلوب بريمر؟ - أسلوب نائب الملك. } يعني غير قابل للمفاوضة؟ - غير قابل للتغيير، يفاوض ولكن يمشي على رأيه، كيفما كان ويتمسك برأيه. بعد ذلك طرحت فكرة مجلس الحكم. } من طرحها؟ - بريمر طرحها، لكن بشكل غير مناسب. نحن رفضنا ايضاً من يعين مجلس الحكم. كان بريمر يريد تعيين مجلس الحكم بالمناصفة بيننا وبينهم، أي بين قوى المعارضة وبينهم، ونحن رفضنا. وقلنا إما نحن نعين أو لا نشترك. جرت مناقشات وبالنتيجة قررنا نحن العشرين مندوباً ان نعطيه حق تعيين ثلاثة بموافقتنا، والثلاثة كانوا أشخاصاً جيدين مثلاً الدكتور عدنان الباجه جي الشخصية الوطنية العراقية المعروفة. نحن قلنا اننا نرحب بتعيينه ايضاً، فتم تشكيل مجلس الحكم. داخل مجلس الحكم شكلنا لجنة رئاسية. هذه اللجنة سأقول لك أسرارها، تشكلت من سبعة أطراف، لم يكن فيها لا حزب «الدعوة» ولا «الحزب الاسلامي» العراقي. أنا والاستاذ مسعود بارزاني أصررنا وقلنا يجب ان يكون حزب «الدعوة» موجوداً وكذلك «الحزب الاسلامي العراقي». اذا لم يكن الطرفان عضوين في هيئة مجلس الرئاسة، فنحن لن نشترك. قبلوا بوجهة نظرنا، وقبل حزب «الدعوة» و «الحزب الاسلامي». } هذه هيئة رئاسة مجلس الحكم؟ - نعم، تكونت هيئة رئاسة المجلس بالتناوب. مجلس الحكم بدأ يمارس صلاحيات. في الحقيقة كثير من الصلاحيات أعطاها مجلس الأمن لمجلس الحكم، ونحن ايضاً مارسنا بمبادرات من عندنا. مثلاً انا ترأست وفداً وذهبت الى طهران والى تركيا لعقد اتفاقات وتفاهمات كثيرة، بينما كان علينا في ذاك الوقت تحديد ما يتعلق بالعلاقات الخارجية. جرت محادثات مطولة بيننا وبين سلطات الاحتلال حول استعادة السيادة وتم عقد اتفاق بيننا وبين بريمر لاستعادة السيادة في حزيران (يونيو) وكان هذا في بيته في بغداد. وتم الاتفاق ووقعناه على انه في نهاية حزيران استعادة السيادة وبعد ذلك اجراء انتخابات. وذهب القرار إلى مجلس الأمن والاقتراح انه خلال فترة تجري انتخابات بعدها بفترة يتم إعداد الدستور بعدها بفترة يجري انتخاب برلمان دائم ويأتي استفتاء وتأتي حكومة دائمة... الخ. كل هذه المراحل قطعناها، وقد تم حقيقة اجراء ثلاثة انتخابات في العراق، أول مرة انتخابات علنية حرة من دون قيد ولا شروط، فظهرت قوائم. في مرحلة الانتخابات الأولى كثير من الاخوة العرب السنّة قاطعوا الانتخابات و «هيئة علماء المسلمين» برئاسة الشيخ حارث الضاري دعت الى مقاطعة الانتخابات بحجة انه في ظل الاحتلال لا يمكن أن يشتركوا في الانتخابات، وان الانتخابات غير شرعية. ولكن جرت الانتخابات بحرية كاملة في الحقيقة في كل المناطق. والقوائم الثلاث التي برزت هي «قائمة الائتلاف العراقي الموحد» و «قائمة التحالف الكردستاني» و «القائمة العراقية». وبعد ذلك جرى انتخاب الحكومة وكذلك في مجلس الحكم ايضاً انتخبنا رئاسة الجمهورية. وأيضاً حصل خلاف بيننا وبين بريمر حول من يكون، نحن نريد الشيخ غازي الياور وهو كان يريد الدكتور عدنان الباجه جي، ولم نتفق. أصررنا نحن على الشيخ غازي. وشاعت في ذلك النكتة الكردية: انا كنت رئيس المجلس وكنت أصر على الشيخ غازي وهم يصرون على عدنان، نحن سنعلن باسم الأمم المتحدة الدكتور عدنان، وقلت لهم أنا سأعلن باسم العراق وباسم مجلس الحكم الشيخ غازي، فسألوني عن تبديل رأيي او كذا، فقلت لهم الكردي اذا قال لا فهو لا، وهذه الكلمة اصبحت مشهورة والشيخ غازي اصبح الرئيس في ما بعد. } من كان يقول الرأي الآخر المضاد لرأيك؟ - بريمر، وأخونا الأخضر الابراهيمي ايضاً. } ماذا فعل الإبراهيمي في العراق؟ - أولاً أريد ان اقول لك شيئاً، الأخضر صديقي وانا اعرفه منذ قديم الزمان ولذلك لا اريد ان اتكلم عنه. وكل ما استطيع ان اقوله عنه انه لم يقم بما كنا نتوقعه منه. } من دون تفاصيل. - نعم من دون تفاصيل. } لنتحدث عن موضوع الدستور؟ - خلال وضع الدستور جرت نقاشات مطولة بين قوى خارج البرلمان، خصوصاً «الحزب الاسلامي». نحن الأطراف الممثلة في البرلمان، فاوضنا «الحزب الاسلامي العراقي» وغير «الحزب الاسلامي»، فاوضنا جماعة الدكتور عدنان الدليمي وجماعة صالح المطلك وخلف العليان من أجل الوصول الى نتائج مشتركة حول الدستور. لم نتوصل إلا إلى اتفاق مع «الحزب الاسلامي» والدكتور عدنان الدليمي على نقاط ان نصوّت على الدستور مع حق تعديل بعض المواد في ما بعد. طبعاً جرت بعض التعديلات على الدستور بناء على طلبي، لكن ليس كل التعديلات المطلوبة. أجلنا التعديلات الأخرى. «الحزب الاسلامي» أبدى شعوراً بالمسؤولية الوطنية الكبيرة في هذا الموقف، وكذلك الاخ الدكتور عدنان. وهؤلاء قالوا لي ان يكون لبلد دستور حتى لو كانت لدينا ملاحظات على هذا الدستور، أحسن من ان يكون هناك فراغ. وطرح الدستور للاستفتاء، وقلنا للذين يعارضون ارفضوا الدستور، لأن هناك مادة في طريقة الاستفتاء تقول إنه اذا رفضت ثلاث محافظات بأكثريتها الدستور، يعتبر معلقاً، يعني غير مقبول. لم تصوّت ثلاث محافظات ضده، فقبل. وبعد ذلك جرت انتخابات في هذه المرة العرب السنّة شاركوا بنشاط وحصلوا على 54 مقعداً. بعد ذلك بدأت المناقشات بين الأطراف حول تشكيل الحكومة وحول طريقة الحكم وحول المساهمة، وتوترت العلاقة بين كتلة «التوافق» العراقية التي تمثل السنّة وبين «الائتلاف» العراقي الى درجة القطيعة. اتذكر ان الدكتور حسين الشهرستاني كان مخولاً من قبل الائتلاف للتفاوض مع التوافق كان يقول: «يا اخوان تعالوا واقعدوا معنا»، ويقولون: «لا، لا نقعد معكم إلا بشروط»، وانقطعت الصلة. وطبعاً قمت بدور ودعوتهم الى غداء في منزلي. على مائدة الغداء قلت يا اخوان ليكن هناك لقاء آخر سياسي وتم عقد لقاءات متواصلة في منزلي بشكل يومي تقريباً وتوصلنا بعد نقاشات طويلة الى مبدأي التوافق والمشاركة الحقيقية في الحكم، بحيث ان الحكم لا يجري كما يجري في أي بلد برلماني أي أن الأكثرية هي التي تقرر وهي التي تحكم إنما يجب ان يكون هناك في العراق حكم قائم على مبدأي التوافق والمشاركة الحقيقية في الحكم. توصلنا معاً الى برنامج سياسي للحكومة المقبلة والى اتفاق آخر بتشكيل لجنة هي الهيئة السياسية للمجلس السياسي للأمن الوطني، بحيث ان هذا المجلس يكون برئاسة رئيس الجمهورية والرئاسات الثلاث تجتمع به مع رؤساء الكتل البرلمانية بحيث يضم هذا المجلس كل القيادات العراقية، وهو الذي يشرف على الحكم، وهذا نوع من المشاركة والتوافق... الخ. وعلى أساسه تم اختيار رئيس المجلس النيابي من العرب السنّة ورئيس الوزراء من العرب الشيعة ورئيس الجمهورية من الاتحاد الكردستاني. في الحقيقة هناك فهم خاطئ في العالم، أنا أريد ان أصححه، هذه ليست مقررات الدستور ان يكون رئيس البرلمان عربياً سنياً ورئيس الجمهورية كردياً ورئيس الحكومة شيعياً، هذه عملية نتيجة التوافق والتفاهمات وجرت في ظروف غير طبيعية حتى يستقر الوضع في العراق وحتى يكون هناك هدوء وانذاك حسب القانون الذي يجري، قد يكون رئيس المجلس شيعياً. } لا يوجد نص في الدستور على ذلك؟ - لا، ولا يوجد اتفاق ايضاً على ذلك، مثلاً في لبنان هناك اتفاق جنتلمان. نحن فقط في هذه المرحلة، حتى فيها النظرية تقول رئيس الجمهورية ينتخب بالأكثرية، ورئيس الوزراء ينتخب من الكتلة الأكثر عدداً مثلاً بعد أن تعطلت تشكيلة الحكومة، نحن هددنا بأننا نحن «الاتحاد الكردستاني» و «التوافق العراقي» و «الكتـــلة العـــراقية» سنـــشكل كتلة في البرلمان تضمن لنا الأكثرية وتعطينا حق اختيار رئيس الـــوزراء، بمعنى انه لا يوجد نص ولا هناك اتفاق جـــنتلمان ان يكون حتماً رئيس الجمهورية كردياً ورئيس الوزراء عربياً شيعياً ورئيــس البــرلمان عربياً سنياً هذا غير موجود. هذا يكون بالأكثرية في البرلمان، الغالبية ربما ترشح سنياً أو كردياً لرئاسة الوزراء. تشكلت الحكومة بالتركيبة الحالية وبدأ التنفيذ، وأنا اقر ان مبدأ التوافق ومبدأ المشاركة الحقيقية لم يطبقا تماماً. نحن الآن بصدد ايجاد آلية تضمن تحقيق هذين المبدأين في الحكومة الحاضرة، وبذلنا جهود كثيرة حقيقية في ما وصلنا اليه، والسفير خليل زاد ساعدنا في ازالة العقبات وتسهيل الأمور وتحقيق ما تم تحقيقه في العراق وللتاريخ علي ان اقول هذه الحقيقة. } هل كانت هناك عشية الحرب اتصالات أميركية - ايرانية كما حدث في افغانستان؟ في ايران قالوا لي صراحة انهم ساعدوا اميركا على إسقاط طالبان، ماذا عن العراق؟ - صحيح. أنا أعتقد ان الايرانيين ساعدوا على اسقاط صدام. الايرانيون كانوا يرحبون ويؤيدون اسقاط صدام على ايدي القوات الاميركية، أما إذا كانت هناك علاقات سرية واتفاقات وتنسيق بينهم أنا لا أعرف بذلك، ولكن أعرف من طبيعة علاقتنا مع ايران واتصالاتنا ان الايرانيين كانوا يفضلون ويرحبون بإسقاط صدام على أيدي قوات التحالف. وكانت عندهم قناعة وثبت انها قناعة صحيحة ان أميركا ستجري انتخابات والحكومة ستكون بأيدي الأكثرية في العراق ولذلك رحبوا بهم. } هناك انطباع ان الايرانيين أظهروا انهم أكثر ذكاء من الأميركيين بكثير بسبب هذه النقطة، أي أن الأميركيين جاؤوا لإزالة نظام عدو لإيران والأكثرية في العراق أقرب الى ايران، هل لديك شعور الآن ان ايران أصبحت المستفيد الكبير مثلاً؟ - اعتقد ان الشعب العراقي هو المستفيد الكبير، وايران ايضاً مستفيدة، وايران لعبت لعبة ذكية. ايران لم تستطع اسقاط صدام حسين ولا زحزحته قيد شعرة من الحكم. نحن لم نستطع اسقاط صدام حسين والمعارضة العراقية لم تتمكن. الله أرسل لنا جورج بوش لإسقاط صدام حسين وترك العراق لمن يحكمه عن طريق الانتخابات. نحن عندنا أحد رجال الدين الكبار في كردستان العراق يقول استناداً الى الآية التي تقول «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». ان الله أدخل في قلب بوش ان يذهب لتحرير العراق من الديكتاتورية، فذهب محققاً هذه الإرادة. هذا ايضاً موجود عندنا. الايرانيون في افغانستان استفادوا وفي العراق استفادوا لأن نظام طالبان كان ضدهم والنظام العراقي كان ضدهم. } يمكن الحديث عن دور عراقي في تشجيع أميركا على الحرب، وان المعارضة العراقية لعبت دوراً. هل المعارضة العراقية كانت مؤثرة في القرار الاميركي؟ - لا، بالعكس نحن كان لدينا خلاف مع القرار الاميركي. نحن عندما ذهبنا الى واشنطن اقترحنا ان نقوم نحن باسقاط نظام صدام حسين، هذا قبل السقوط بأشهر. كان اقتراحنا ان نقوم نحن قوات البيشمركة وقوات المجاهدين قوات بدر بالاتفاق مع المعارضة داخل الجيش العراقي بإسقاط النظام العراقي مع مساعدة أميركية في الجو أو في منع استخدام اسلحة الدمار الشامل ضدنا، ولكنهم لم يوافقوا على هذا الرأي. } هذا بحث في واشنطن؟ - نعم في واشنطن، ثم كان عندنا رأي آخر ان نشترك معهم في فرض الأمن والاستقرار عندما يأتون الى العراق، لم يوافقوا بصورة عامة إلا في كردستان. وافقوا عندما رفضت تركيا السماح بمرور القوات الأميركية، ونحن رحبنا بهم. أنزلوا بعض القطعات المجوقلة وكانت قليلة غير كافية. قوات البيشمركة هي التي حررت مدينتي كركوك والموصل لكن تسلمها الأميركيون فوراً كي تكون تحت سيطرتهم. } البيشمركة إذاً هي التي حررت كركوك والموصل؟ - نعم، ولكن سلمتا فوراً الى القوات الأميركية. هكذا كانت الآراء متباينة في البداية، ولكن عندما حدث ما حدث كان رأينا انه يجب ان نستفيد من الوضع الجديد وانه أثناء القتال بين قوات التحالف وقوات صدام نحن ايضاً تقدمنا، قوات بدر وقوات المجاهدين في الجنوب ونحن في الوسط وشمال العراق، تقدمنا لاحتلال أماكن والاستيلاء على اسلحة ودبابات ووسائل كثيرة. } قبل الحرب هل جرى البحث في مصير صدام حسين؟ - لا، لم يتم البحث، نحن لم نبحث بمصير صدام حسين كقيادة وعراق. ولكن أنا سأقول لك، باستثنائي أنا لأنني لا أؤمن بالإعدامات كان الآخرون يرحبون ويطالبون بإعدام صدام حسين وحتى الناس. أنا مرة سئلت من قبل صحافي صديق وأجبت أنا لا أؤيد حكم الاعدام، فقامت القيامة علي في كردستان وسألوني كيف لا تؤيد حكم الاعدام، صدام عمل حلبجة وإبادة وقتل. أنا أريد أن أقول لك شيئاً بالحقيقة، في اليوم الذي اعتقل فيه صدام حسين كان هناك عيد في الشمال والجنوب، ربما في الوسط السني لم تكن الحماسة شديدة، لكن في الوسط الشيعي والكردي والتركماني كان الجو أشبه بالعيد. } إذا انتقلنا إلى الحاضر، هل تريد إيران عراقاً ضعيفاً مفككاً أم أن الخلاف كان مع نظام صدام حسين؟ - كان الخلاف مع نظام صدام حسين، كان خطراً عليهم. إذا كان العراق صديقاً لهم فهم يريدون صديقاً بحالة جيدة، اما اذا كان العراق معادياً لهم، فهم يريدونه ضعيفاً وغير قادر على الحركة. } ألا يوجد خطر ان تمسك ايران بأوراق داخل العراق وتؤثر على قراره؟ - لا، أنا اعتقد ان شيعة العراق لن يكونوا أبداً تابعين للشيعة في ايران. اولاً دعني اقول لك أمثلة المرجعيات، عندنا أربع مرجعيات، على رأسهم سماحة السيد علي السيستاني، هؤلاء مختلفون مع ايران حول موضوع ولاية الفقيه، فهم لا يريدون ولاية الفــقيه، وهذا خلاف كبير. شيء يذكر بالحركة الشيوعية العالمية والخلاف بين الصين وروسيا. ثانياً هؤلاء المراجع يعتبرون انفسهم هم مراجع الشيعة في العالم. ثالثاً النجف الاشرف هو «فاتيكان الشيعة» في العالم وليس قم أو مشهد. رابعاً أكثر أضرحة أئمة الشيعة موجودة في العراق، الإمام علي والحسين والعباس والكاظم والعسكريان. هناك واحد فـــقط مات في مشهد. عندما يذهـــبون الى قبره يقـــولون: «يا غريب الدار السلام عليكم». لذلك لا خطر من ان يكون شـــيعة العـــراق اتبــاعاً لإيران أبداً. } هناك قوى عراقية أقامت طويلاً في ايران وتدربت وتمولت وتسلحت؟ - نحن اقمنا طويلاً في ايران والحزب الديموقراطي الكردستاني العراقي أقام كثيراً في ايران، وكذلك الحزب الشيوعي العراقي، والمعارضة العراقية كلهم اقاموا في ايران ولم نصبح ايرانيين. غداً حلقة ثانية طالباني روى لـ«الحياة» قصة الأسلحة و«الحل الايراني» (صوت العراق) - 10-06-2007 ارسل هذا الموضوع لصديق روى لـ«الحياة» قصة الأسلحة و«الحل الايراني» وتقرير الاستخبارات عن وجود عزة الدوري في اليمن ولقائه مع بشير الجميل (الثانية والأخيرة) ... طالباني: قال عزيز ليس لكم في كركوك غير حق البكاء عليها غسان شربل الحياة - 10/06/07// روى الرئيس جلال طالباني نماذج عن صعوبة التفاوض مع نظام صدام حسين الذي كان يتظاهر بالمرونة حين يحدق به الخطر ثم يعاود التشدد فور شعوره بزواله. قال ان صدام سئل عن اختفاء آلاف البارزانيين فأجاب: «أرسلناهم الى جهنم وبئس المصير». وكشف ان حسين كامل، صهر صدام، قال لوفد ذهب للتفاوض معه: «أنا لا أعرف كيف أقعد معكم والله لو سمح لي الرئيس أن أسحقكم واحداً واحداً وأرميكم الى إيران وأنهيكم لفعلت». ونقل عن «عضو مجلس قيادة الثورة» طارق عزيز قوله لوفد كردي «لكم في كركوك حق وحيد هو حق البكاء عليها». وتحدث الرئيس العراقي عن علاقاته يوم كان في المعارضة بكل من آية الله الخميني والرئيس حافظ الأسد ومصير الأسلحة التي كانت تأتي عبر طهران. وسألته «الحياة» إن كان يعرف القائد الفلسطيني الدكتور وديع حداد، مهندس خطف الطائرات، فرد معترفاً: «كنت أعمل معه أيضاً». وروى أنه أقام في السبعينات في حي الأشرفية في شرق بيروت في غرفة قدمها له أحد أعضاء الحزب الشيوعي. واضاف ان شكوكاً راودت شبان حزب الكتائب في الحي حول هوية الغريب فأرسلوا في طلبه ووجد نفسه أمام بشير الجميل قائد «القوات اللبنانية» آنذاك ورئيس الجمهورية لاحقاً. وقال ان الجميل كان ودوداً ورحب به وعرض عليه الحماية. وأكد طالباني انه لا يشعر بالخيبة لأن دولة كردستان العراق لم تقم وأنه اعتقد دائماً أن الحل هو قيام عراق ديموقراطي تعددي فيديرالي مستقل. وهنا نص الحلقة الثانية والأخيرة من الحوار: } متى كانت آخر مرة التقيت فيها صدام حسين؟ - سنة 1991 أو 1992. } وبعدها لم يحصل أي لقاء؟ - لا، ووجه لي رسالة قبل حرب العراق بأيام فيها تهديد ووعيد، وأنا رددت عليه برسالة مماثلة، لكن من دون تهديد، نصحته ان يستقيل من الحكم وان يسلم الحكم الى حكومة موقتة في البلاد وان يجنب العراق أهوال الحرب ويجنب حزبه وأهله وعائلته المصير المعلوم. } كم مرة رأيته بعد تحرير الكويت؟ - مرات عدة بعد حرب تحرير الكويت. ثلاث مرات تقريباً. } كيف كانت اللقاءات؟ - كان اللقاء ودياً في المرحلة الأولى، كان يشعر بالضعف، قليلاً قليلاً شعروا بالاطمئنان والأمان فتبدلوا. } ماذا كنت تبحث معه؟ - المسائل الاساسية، الديموقراطية في العراق وحقوق الانسان والحقوق الكردية. في البداية قبلوا وقال نعم نقبل ونبحث هذه المسائل، وعندما تعزز موقفهم وانتهت المخاطر عليهم، قالوا: أي ديموقراطية، هذه فكرة بورجوازية ونحن اشتراكيون كيف نبحث هذه المسائل البورجوازية. } من هم؟ - رئيس الوفد عزة الدوري وطارق عزيز. وحقوق الانسان قالوا إنها مهزلة، الغرب خلق هذه الفكرة كذريعة ضد المعسكر الاشتراكي، أما الحقوق الكردية فنحن كنا مستعدين لكل شيء وللكثير من المسائل، يعني مثلاً بالنسبة الى كركوك كانوا مستعدين الى مسائل كنا راضين فيها. بعد ذلك قالوا نحن نعطيكم حكماً ذاتياً وهذا الموجود، انظروا أي بلد يعطيكم ذلك، ايران أم سورية؟ وبالنسبة الى كركوك، طارق عزيز قال: لكم حق واحد ان تبكوا عندما تمرون بكركوك كما تشاؤون بحرقة بصياح وبحرارة، وأنا قلت له: كثر الله خيرك يا أبو زياد والله أنت رجل كريم، قال: هل تمزح؟ قلت: لا والله 15 مليون شيعي محرومون من حق البكاء في عاشوراء فأنت على الأقل تعطينا حق البكاء. } هل كانت المفاوضات مع عزة الدوري؟ - أحياناً مع عزة الدوري وأحياناً مع طارق عزيز، وأحياناً مع حسين كامل وكان اشرسهم بالكلام حسين كامل. } كيف كان اسلوب حسين كامل؟ - كان اسلوباً شرساً ونزقاً. مرة لم أكن معهم كان يقول للوفد الكردي انا لا أعرف كيف أقعد معكم والله لو سمح لي الرئيس ان اسحقكم واحداً واحداً وارميكم الى ايران وانهيكم لفعلت. } كان مفاوضاً لبقاً؟ - في هذا الاجتماع أهان الكل. الوفد الكردي كلف سامي عبدالرحمن ان يرد، سامي رد بطريقة مؤدبة، وقال له: جرحتنا وهذه ليست لغة حليف الخ، الباقون لم يقتنعوا فخرجوا وكان راكباً في السيارة وفيق السامرائي وهو مدير الاستخبارات العسكرية، حاول السامرائي تطييب الخواطر، وقال لهم هذا شاب، لا تزعلوا هذه هي طبيعة كلامه ولكنه لا يقصد شيئاً، أحدهم قال انه قد أهانكم وأهاننا. هذا كان عريف بالجيش والآن هو فريق اول عليكم وهذه إهانة لكم ولنا، وكل فضله انه متزوج بنت الرئيس. بعدها استدعي وفيق وقيل له ان هذا الكلام غير مؤدب وسألوه لماذا لم ترد عليه. يعني يبدو انهم كانوا قد وضعوا آلة تسجيل في سيارة رئيس الاستخبارات العسكرية، والسامرائي أزيح من المسؤولية. } أزيح لهذا السبب؟ - نعم. } في أي لقاء سئل صدام عن البارزانيين وقال انهم ذهبوا الى الجحيم؟ - لا قال ذلك علانية، ذات يوم قال لي لم يأت مسعود، فقلت أنت تعرف البارزانيين ومشكلتهم، ولكن بعدها قال وأذيع التسجيل في المحكمة. سئل أين 8 آلاف بارزاني اعتقلوا، فأجاب: ارسلناهم الى جهنم وبئس المصير. ماذا بشأن عزة الدوري؟ الآن هو قائد المقاومة وحزب البعث أليس غريباً ان يستطيع التخفي ويتولى القيادة؟ - يتخفى، أم يسكن بلداناً عربية. } هل طلبتموه من السوريين؟ - لا، هو في اليمن. } هل كان في سورية وذهب؟ - نعم كان في سورية، ويقال إنه ذهب الى الخليج ومنه الى اليمن وهذه معلومات الاستخبارات العراقية. } هل هناك فشل في ايجاد قواسم مشتركة بين المجموعات العراقية بين السنة والشيعة والأكراد؟ - نعم. } ألا يخيفك هذا على المدى الطويل على وحدة العراق؟ - هذا أحد أسباب تذكر بعض الإخوة العرب السنة أنه لم يتحقق التوازن والتوافق المطلوب في القضايا الاساسية ولم تتحقق المشاركة الحقيقية. هذه المسألة يجب ان تتحقق في العراق وإلا لن يتحقق الوئام المطلوب بين المكونات الثلاثة للمجتمع العراقي العرب السنة والعرب الشيعة والأكراد. } المعارضة اللبنانية تطالب بشيء اسمه الثلث المعطل، أي ان يكون لديها ثلث المقاعد في الحكومة بحيث انها تستطيع ان تضع «فيتو» على اي قرار لا يعجبها، هل السنة العرب يريدون مثل هذا الحق؟ - لا إنهم يريدون اتفاقاً بأن تكون هناك قرارات يوافق عليها التحالف الكردستاني والتوافق العراقي والائتلاف العراقي. وتقريباً الشعور بنوع من الفيتو، ولكن بشكل مهذب. } متى تعرفت إلى الرئيس حافظ الأسد؟ سنة 1967 كان وزيراً للدفاع، عندما أتينا من ندوة الاشتراكيين العرب في الجزائر وحصل عدوان على مصر وسورية، أتينا براً والوفد العراقي. استقبلنا الاخوان السوريون ومنهم الرئيس حافظ الأسد ولكن لم نتعارف. أما المرة الثانية للتعارف فكانت في عام 1970 عندما كان هو رئيساً للوزراء. كنت ماراً من العراق إلى بيروت عبر سورية في أبو الشامات، وهي نقطة التفتيش والجوازات، فأوقفوني وقالوا: انك ممنوع من دخول سورية. وانزلوا حقيبتي من السيارة التي كنت فيها، فبقيت في الصحراء كي انتظر سيارة لأعود إلى بغداد. في هذه الأثناء مرت سيارة للمقاومة الفلسطينية وكان فيها طبيب يعرفني نزل وسلّم عليّ وسألني عن حالي. قال: أنا ذاهب إلى دمشق هل تريد خدمة؟ فقلت نعم، وطلبت منه أن يوصل لي رسالة الى رئيس وزراء سورية، فكتبت رسالتي قلت له: «أنا فلان على الحدود وأريد أن أمر عبر سورية الى بيروت وقد منعوني من الدخول بتهمة قديمة، وأنا أعتقد أن الظروف تبدلت، فأرجو من سيادتكم أن تأمروا بالسماح لي بالمرور إلى بيروت». } ما هي التهمة القديمة؟ - نحن كنا بالجبل وسورية كانت تتعاون مع الحكومة العراقية ضدنا. مرت فترة وأنا هناك، وإذ برئيس المخفر يسأل: «استاذ جلال استاذ جلال»، فقلت والله انفرجت، فقلت نعم، قال انه جاء أمر من رئيس الوزراء بالسماح لك بدخول البلد، وسيرسلون لك سيارة بعد قليل. } كم من الوقت بقيت على الحدود؟ - ساعات عدة. وطبعاً لم أقعد، ولكن تمشيت على الحدود، وأرسل لي سيارة مرسيدس أخذتني الى فندق «سميراميس» المشهور، وقالوا انت ضيف رئيس الوزراء ويريد أن يراك. استقبلني وتعارفنا وصرنا أصدقاء منذ ذلك الوقت. } يعني رأيته عشرات المرات؟ - إن لم يكن أكثر. } ومتى كان آخر لقاء؟ - قبل وفاته بفترة قصيرة، وخلال فترة وجودي في سورية كان كريماً وكان دائماً يقدر دوري في المعارضة العراقية. وهناك نكتة بيني وبينه وأبو جمال (عبدالحليم خدام) حيث في يوم من الأيام اتصل بي أبو جمال، وقال تعال اشرب قهوة، فذهبت فقال ان الرئيس يقول ان ندعك تتولى أمر توحيد المعارضة العراقية لأن لديك علاقة جيدة بين جميع الأطراف، فقلت: جيد، سأقوم بالعمل شرط أن تعطيني اثنين من البعثيين عاقلين ولا يخربان الأمر، فقال: قل لا تريد أن تعمل، تساءلت: لماذا؟ فقال: لأنكم انتم لا تملكون اثنين عاقلين. } هل كان يقدم لك دعماً؟ - نعم، كان يقدم لنا دعماً مادياً وتسليحياً وتدريبياً وكل شيء. وأنا اريد أن أروي لك قصة تعجبك. بعد انتصار الثورة الإيرانية ارسل لنا طائرة محملة بالأسلحة إلى طهران، فاستدعوني وذهبت إلى هناك. الأخ الذي جاء بالأسلحة كان على علاقة وثيقة مع الدكتور صادق من المجموعة الحاكمة وبموافقة من الإمام الخميني أيضاً على الموضوع. سئلت كيف ستوصل الأسلحة، فقلت: نحن نضع قائمة ونسجل كل الأرقام وإذا وقع سلاح بيد الأكراد في إيران نحن مسؤولون. كانوا لا يريدون أن يعطونا، ولكن بحضور الأخ السوري لم يكونوا يريدون أن يزعلوه فأعطونا كمية، أعطونا تقريباً حوالي 200 قطعة سلاح. أنا كنت خارجاً من هناك إلى دمشق ومنها ذهبنا الى ليبيا. في هذه الأثناء وقعت الحرب العراقية - الإيرانية. استبشرت خيراً وقلت سيعطوننا كل أسلحتنا وزيادة، باعتبار أننا نقاتل ضد الحكومة العراقية. رجعت إلى هناك وكان وزير الدفاع الدكتور مصطفى شمران. استقبلني بحماسة وحرارة وقبّلني، وقال لي: مشكلة الأسلحة قد حللتها لك. فقلت له ألف شكر. أنا فهمت من كلمة حللتها لك أن الأسلحة جاهزة وسآخذها معي إلى العراق، فقلت له كيف ننقلها؟ قال: لا لقد حللتها لك. فسألته كيف؟ قال وزعتها على الباسدران. وأضاف ماذا ستفعلون بالأسلحة، أنت لا تريد بيعها؟ فقلت: لا والله. وقال: ألم تكن تريد أن تعطيها الى البيشمركة، فأجبت: نعم، قال: قسم منهم يقاتلون بها والقسم الآخر يقتلون ويصبحون شهداء. فقلت: نعم، فقال: لقد خلصتك من كل هذه المشكلة ووزعت الأسلحة على الباسدران، وهم يقومون بالقتال ضد الحكومة العراقية. } كيف تختصر شخصية حافظ الأسد؟ - في تقديري، كانت شخصية رجل دولة، وشخصية قائد سياسي متمكن وواثق من نفسه وبعيد النظر ويفهم المسائل بذكاء. سأروي لك قصة عن كيفية فهمه للأمور لها علاقة بالقتال بين العراق والأكراد واتفاقية آذار (مارس) 1975 بين صدام والشاه وهي اتفاقية الجزائر. وزير الخارجية الأميركي قام بهذه العملية من أجل أن يتفرغ الحكم العراقي للثورة الكردية، وكي يزيدوا الضغط على سورية وتضطر للمساومة مع خطة كيسنجر. مرة كنت في زيارة الرئيس الأسد وقال لي جاءني كيسنجر وقال هل تعرف ان هناك مفاوضات بين العراق وإيران وسيتم الاتفاق بينهما؟ فقلت نعم، هذا خبر سار أشكرك عليه، فقال لي: كيف تقول ذلك؟ فقلت: غداً تفرغ العراق من الحرب الكردية سأذهب الى بغداد وأجلب الجيش العراقي وسأضعه معي في الجولان. اصفر وجه كيسنجر وقال: هل هذا ممكن؟ فقلت: لماذا غير ممكن، نحن ننتمي الى حزب البعث. لاحظ هنا ذكاء حافظ الأسد، لقد فهم قصد كيسنجر أنه يريد أن يضغط عليه وبسرعة رد بجواب بليغ. } في هذه المرحلة هل قدم العقيد القذافي لكم الدعم؟ نعم، العقيد القذافي دعمنا كثيراً بالمال والسلاح وكل شيء وأيضاً ارسل لنا سلاحاً ولكن اخواننا الباسدران أخذوه. } هل كان دعم القذافي انطلاقاً من عدائه لصدام حسين أم لقناعته أن الأكراد أصحاب قضية محقة؟ - لا، بل لأن عنده قناعة أن الأكراد مظلومون، ولديه موقف ينفرد به تجاه الأكراد. وموقفه أن هناك أمة كردستانية شقيقة للأمة العربية وحل مشكلة هذه الأمة يكون بتحريرها وتوحيدها واستقلالها، وأن تكون صديقة للعرب والترك، وهذا هو الحل لهذه القضية. وهو يقوله في كل مكان، وقالها في مؤتمرات، وقالها لرئيس الوزاء التركي وقالها لهاشمي رفسنجاني، فهو رجل مقتنع بهذا الشيء وهو يتعاطف مع الأكراد ولديه عداء لصدام حسين. هذان الشيئان وراء دعمه للأكراد. } متى رأيت القذافي آخر مرة؟ - عام 1980. } هل هناك اتصال حالياً؟ - لا. } هل ربطتك علاقة مع الإمام الخميني؟ - نعم لقد كانت علاقتنا مع الإمام الخميني عندما كان في النجف الأشرف. كنا على علاقة مع المعارضة الإيرانية. آنذاك في الستينات كانت هناك فئتان نشيطتان للمعارضة العراقية، فئة تسمى المنظمة الثورية لحزب تودة الشيوعي في الخارج، وفئة ثانية هي اتحاد الطلبة الايرانيين في الخارج، أحد مندوبي اتحاد الطلبة جاء الى العراق للاتصال بالإمام الخميني. وأخبرنا ان هناك شخصية تدعى آية الله ال وانه ضد الشاه ويجب ان تساندوه. اتصلنا بابنه السيد مصطفى، وقلنا له نحن مستعدون ان نخدم الإمام. عندما انتقلنا للقتال في الجبال ايضاً كتبنا له وقلنا له: ماذا تأمر نحن موجودون على الحدود الإيرانية ومستعدون لما تأمره، وعندما ذهب الى باريس أرسلنا له الدكتور فؤاد معصوم وعادل سفيرنا في بوخارست ذهبا واتصلا به وأكدا له الاستعداد لمقاتلة النظام الإيراني ان اراد، وقلنا له ان قوات البيشمركة تحت تصرفك. } التقيتموه قبل عودته؟ - نعم، قال لا، أنا اشكركم، وكان له طلب واحد هو أن نقيم له اتصالاً مع آية الله حسين منتظري، وهو كان مبعداً الى مدينة كردية إيرانية، قمنا بذلك، ثم عندما رجع الى ايران زرناه في البداية، وفد من قبلي، ثم زرته في مدينة قم. كانت علاقتنا جيدة مع الإمام الخميني. } عندما تتذكر مرحلة بيروت من كان صديقك الأقرب في لبنان؟ - أنا كنت اشتغل مع «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وهم كانوا يحمونني، ومن بين القوى الأخرى كان الاستاذ محسن ابراهيم صديق قريب والاستاذ نايف حواتمة وكمال بك جنبلاط. وفي فترة من الفترات عندما اشتد النفوذ العراقي هربت من المنطقة المسلمة الى المنطقة المسيحية فأخذت شقة قرب مقر حزب الكتائب. } أين؟ - في بيروت اعتقد كانت في الاشرفية. فالشقة كانت لشخص شيوعي وأنا علاقتي جيدة كانت ضمن الحزب الشيوعي، شخص شيوعي اعطانا شقته وكانت شقته غرفة واحدة فذهبت الى هناك وبعد فترة انتبه شبان الكتائب وأرادوا ان يعرفوا من هذا الغريب الذي جاء لينام هنا. استدعوني الى مقر الحزب، فأخبرتهم أنا فلان ابن فلان وجئت. بشير الجميل كان موجوداً في العمارة، ناداني ورحب بي كثيراً. وقال لي لم نكن نعرف من تكون، وألف أهلاً بك. } متى كان ذلك؟ - في السبعينات. فقال نحن نرحب بك ونعرف وضعكم. وسألني ان كنت أريد تسهيلات او حماية، فقلت له اذا حميتموني هنا في المنطقة أنا اشكركم، فاذا احتجت إلى أي شيء سأراجعك. بقيت هناك الى ان رجعت مرة اخرى الى القاهرة. } هل كانت لك علاقة مع جورج حاوي، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني آنذاك؟ - طبعاً، كنت اعرفه ولكن ليست كالعلاقة مع محسن ابراهيم. } ألم تعد ترى محسن ابراهيم؟ - بعد انهيار الثورة الكردية رأيته مرة اخرى عام 1975. سأروي لك نكتة عن محسن ابراهيم. كنا عائدين من ندوة الاشتراكيين العرب في الجزائر عام 1967، كنت جالساً مع الشهيد عبدالخالق محجوب في الطائرة. الشهيد عبدالخالق سألني وقال لي جلال هل تعرف انه يوجد أكراد في السودان، فقلت لا والله، فقال: نعم هناك اكراد وعائلات كردية، وعندما كنا طلاباً كنا اعضاء في ناد اسمه نادي القلم وكان هناك شباب أكراد وواحد منهم شاعر، وهناك شاعر عربي سوداني وكل واحد يهجو الآخر، كان غالباً الشاعر الكردي ينتصر عليه إلا مرة كان هذا الشاعر السوداني العربي عمل شعر هجاء (...) الكرد والتتر، فقلت له حتى أنت يا بروتوس فقال يا جلال هذا ما حصل. فقلت لا الماركسية تقول إن كل فكر له أساس مادي لازم ان يكون في قلبك شيء، فلماذا تروي هذا فقال يا جلال انت تعرف مشاعري الكردية. تدخل محسن الذي كان يجلس قبالتنا وقال: يا استاذ جلال انت مغشم نفسك انتم الكرد مصيركم إما الإبادة او الابادة على ايدي العرب تريدونها قومياً نحن حاضرون، تريدونها أممية شيوعية نحن حاضرون أيضاً. } كم عمرك الآن سيادة الرئيس؟ - أنا من مواليد 1933، وفي هذا الصيف سيصبح عمري 74 سنة. } جلال طالباني مناضل سياسي ورئيس حزب ورئيس العراق. ماذا تريد ايضاً سيادة الرئيس؟ - أريد أن ارتاح قليلاً وأكتب مذكراتي. وفي الحقيقة أريد ان لا أترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية. } متى تنتهي ولايتك؟ - بعد 3 سنوات، وأتفرغ لكتابة مذكراتي وارتاح قليلاً. } فقط هذا ما تريده؟ - وهل هذا قليل بعد هذا العمر الطويل، فأنا من الصف السادس الابتدائي اشتغل بالسياسة، اي من سنة 1947. مضى من الوقت 60 سنة وأنا في السياسة والجبال والاحزاب والمنافي ألا يكفي هذا؟ بقي من عمري ثلاث أو اربع سنوات أريد ان اقضيها بهدوء وأن أنام مرتاحاً. } دعنا نتكلم بصراحة ما هي المتعة التي توفرها السلطة؟ - السلطة لا متعة فيها، والله السلطة فيها متاعب. ولكن هناك بعض الناس، أعتقد من ضعاف النفوس من يعتقد انه بواسطة المركز يكبر ويتباهى وهي كلها متاعب. وأنا أعتقد ان قيمة الانسان ليست بالمنصب، قيمة الانسان بمكونات نفسه وكفاحه وقدراته السياسية والفكرية، هذا سبب، السبب الآخر ان بعض الناس تستفيد مادياً من الحكم، وهذا ليس بقليل. أنا عندما توليت رئاسة الجمهورية كان هناك قرار بمنع الرقابة المالية من أن تأتي إلى الرئاسة. اصدرت أمراً أن الرقابة المالية تأتي وتمر وأول من تمر على حساباته هو جلال طالباني رئيس الجمهورية. } هل حلمت يوماً أن تصبح رئيس العراق أم رئيس اقليم كردستان؟ - لا والله، بل كنت أتمنى، ولكل انسان أمنية في حياته، تمنيت وأنا شاب أن أكون استاذاً جامعياً، أن أكون بروفيسوراً، وأكون بين الشباب والشابات وفي أي مكان كان، ولكن مع الأسف لم يتم ذلك. لاحظ أن الحياة أخذتني الى اتجاه آخر. مثلاً أنا كنت في الفرع العلمي في الثانوية ولم أذهب الى الفرع الأدبي وتمنيت أن أكون طبيباً. تقدمت الى كلية الطب، وكان عدد المتخرجين قليلاً، ولكن لم يكن لدي حسن السلوك وكان هذا شرطاً من شروط الأمن العام ولم يقبلوني في الكلية. } حسن سلوك بأي معنى؟ - بالمعنى السياسي، ومن دائرة الأمن العام. وأنا اشتغل بالسياسة. اعتقالاتي بدأت من الصف الرابع الثانوي. أول ما نفيت عام 1950 نفيت إلى مدينة الموصل، وكانت لأمور سياسية، فقد كنت عضواً في الحزب الديموقراطي الكردستاني. أما أن أكون رئيس دولة في العراق، فهذا حلم لم يمر في ذهني. } هل تفضل أن يتذكرك الناس كزعيم كردي ام زعيم عراقي؟ - كزعيم عراقي. أنا دوري انتقل وأريد أن أقول لك شيئاً، أنا منذ دخولي السياسة كنت أؤمن بشعارات الأخوة العربية - الكردية والكفاح الكردي - العربي المشترك، وبأن القضية الكردية لا تحل إلا بكنف القومية العربية التقدمية. وإذا قرأت كتاباتي في السبعينات مثلاً مقدمة كتابي «كردستان والحركة التحررية» عام 1970، أنا دائماً كنت أؤمن بذلك، وكانت نزعتي العراقية متزاوجة وممتزجة مع نزعتي الكردية. كنت كردياً عراقياً في الحقيقة. قبل الحرب عقد المؤتمر العربي - الكردستاني، قررنا أننا نحن عراقيون وكرد. أي عراقيين، وأن مهمتنا الأساسية تحرير العراق وإقامة انتخابات. نظام ديموقراطي فيديرالي تعددي مستقل، وعندما انخرطنا في هذه المهمات وبعد ذلك مهمات المعارضة العراقية ومن دون مبالغة، نحن كنا القاسم المشترك في المعارضة العراقية، وكنا على علاقة جيدة مع جميع الأطراف، وكنا نوحد جميع أطراف المعارضة العراقية، وكنا نوحد بينهم ولذلك أصبحنا، شئنا أم ابينا، جزءاً من العراق. أنا من فترة طويلة اشعر بعراقيتي، وبعدما أصبحت رئيس جمهورية العراق، هذه العراقية أصبحت أكثر وضوحاً. } يعني انت لم تشعر بالفشل أو بالنقص لأنك لم تستطع أن تعلن قيام جمهورية كردستان؟ - أنا لم أكن اعتقد أن قيام جمهورية كردستان ممكن. لذلك لم أشعر بخيبة الأمل. دراستي لتاريخ الكرد ولواقع الكرد ولواقع الشرق الأوسط وللحقائق الذاتية والموضوعية والسياسة الدولية والاقليمية، أوصلتني الى نتيجة أن قيام دولة كردستان غير ممكن، فلماذا اشعر بالأسف على شيء غير ممكن؟ كنت أحلم بعراق ديموقراطي تعددي فيديرالي مستقل، وهذا ما تحقق. والشعب الكردي يتمتع ضمن هذا العراق الديموقراطي بفيديرالية واسعة. أنت تلاحظ أن كردستان منطقة مزدهرة ومتطورة ومتقدمة بشكل يحسدنا الآخرون عليه. عندما جاء وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما الى العراق وأنا كنت في السليمانية، زارني وأقام في المدينة. ذهب الى السوق، وقال هذا بلد آخر. جاء صحافيون مصريون وقال أحدهم عندما كنت أتجول في مدينة السليمانية كنت اعتقد أنني أعيش في بلد أوروبي يتكلم اللغة الكردية. وأريد أن اقول لك مثلاً في عهد صدام حسين كان عندنا جامعة واحدة، واليوم عندنا خمس جامعات في كردستان العراق واثنتان قيد الانشاء بما فيها الجامعة الأميركية. هذا فقط من الناحية العلمية والثقافية. من الناحية الصحية لدينا أجهزة حديثة، أطباؤنا لا يعرفون استعمالها، لذلك فإننا نجلب بعثات من الخارج حتى يتعلموا استعمالها. كما ترى لدينا نمو اقتصادي في القطاع الخاص. في مدينة السليمانية كان عدد أصحاب الملايين قبل سقوط صدام حسين 12 شخصاً، أما اليوم فهم أكثر من ألف شخص. وهذا فقط في السليمانية، أما في أربيل ربما اكثر من هذا، وفي كردستان هناك تطور في القطاع الخاص، وهذا يعني تطور الثروة أيضاً. اعتقد أن هذا ما يخدم الشعب الكردي. عراق ديموقراطي متحرر متقدم ضمن حكم فيديرالي للشعب الكردي، فهذا الذي يخدم الشعب الكردي أكثر من غيره من الوسائل. } أريد أن اسألك سؤالاً قد تستغربه، هل كنت تعرف القائد الفلسطيني وديع حداد؟ - كنت أعمل معه أيضاً. } وهل ذهبت في مهمة إلى أوروبا؟ - نعم، ارسلت مرتين إلى أوروبا. وأقول لك إن الله أنقذني مرتين من الموت المحقق (...). } هذا في «المجال الخارجي» لـ «الجبهة الشعبية»؟ - نعم بالمجال الخارجي، أما في المجال الداخلي أنا كنت أعمل بمجلة «الهدف». وكان فيها غسان كنفاني، وهو لم يسمع نصيحتي. كان يفتح رسائله بيده وأنا كنت أقول له ان هذا غلط، نحن عندنا كابينة في أسفل البناء. دعنا نشتري جهازاً وأي رسالة تأتي نمررها عليه ونعرف من خلاله هل بها اي شيء أو لا، فلماذا تفتحها أنت. وأحياناً يكون بغرفته يفتح الرسائل فأغادر واقول له أنا لا أريد ان انتحر مثلك، ولم يسمع الي. وفعلاً مرة فتح رسالة وحدث ما حدث. لم يكن يستمع الي. أبسط امور الحماية كان لا يعرفها. كان يقود سيارته بنفسه فأقول له: يا استاذ غسان لماذا لا تجلب سائقاً يقود سيارتك فكان يقول انها بورجوازية، وأقول له انها ليست بورجوازية، بورجوازية مقابل من؟ هل هي مقابل اسرائيل؟
  3. الحاكمية الالهية .. حكم الأمة والشعب. عادل عبد المهدي هل تقف الحاكمية الالهية ضد حاكمية الامة والشعب؟ وهل اذا مااريد إقامة حكم الشعب فان شرط ذلك إلغاء الحاكمية الإلهية ! هل هناك فعلا من تناقض؟ وهل ينطلق التصادم والتنافر من العناصر الرئيسية المكونة لكل من الدعوتين ,بحيث لا تنتصر واحدة على حساب أخرى,أو أن لكل من الدعوتين الموقع الطبيعي والمتوازن الذي تحتله,واذا ماتم احترام ذلك فان التكامل والانسجام سيأخذان مجراهما لتزدهر الفكرتان والدعوتان,ويرفدان بعضهما البعض الآخر ؟ الحقيقة الاولى: الحقيقة الدينية الحاكمية الالهية :لا يختلف اثنان من المسلمين أن الحاكمية الاولى والاخيرة تعود لله سبحانه وتعالى,لم يقل لا الشيعة ولا الاشاعرة ولا المعتزلة ولا غيرهم بغير هذه الحاكمية ,لان ذلك من جوهر الدين والاعتقاد والايمان بعبودية الانسان لخالقه.بل لا يمكن لمختلف الديانات أن تقول بخلاف هذه الحاكمية والإ سقط المعنى الاول للدين والخالق والخلقية والنشأة والتوبة والعقاب والبعث والجنة والنار. لكن الامر ليس بهذه البساطة,إذ طالما تتعرض هذه الحاكمية لانواع مختلفة من التحريف والاستلاب,ولايمكننا هنا إلا أن نضع عنوانين كبيرين لا شكال الاستلاب نلخصهما كما يلي: 1- استلاب الذات الالهية: أي عمليات التقمص والتجسيد: شهد كل اشكال الايمان وكل الديانات السماوية وغير السماوية شكلاً من اشكال التجسيد وادعاء الحق الالهي,أما ابتداءً بالنسبة للاديان غير السماوية,أو لاحقا بتحريف التعاليم السماوية.وهذا التحريف هو ليس بالامر اليسير,وهو لايتعلق بصدق أو سوء النوايا فقط ,بل هوبدوره من جوهر الابتلاءات والامتحانات التي تجد مصادرها في طبيعة النفس البشرية,كما جبل الله سبحانه وتعالى هذه النفس. ان هناك سعياً فطريا للبحث عن خالق او سيد هذا الكون هذا السعي الفطري قد يأخذ في احد اشكاله السعي البدائي الذي لا يقبل إلا ببرهان يراه ويلمسه ويشخصه.والقرآن الكريم ينقل هذه الحالة الفطرية أو الجدلية في طبيعة الانسان..(وإذ قال ابراهيم لابيه ازر اتتخذ اصناماً الهةً اني اراك وقومك في ضلال مبين.وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين,فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لااحب الافلين.فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين,فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال ياقوم اني بريء مما تشركون,اني وجهت للذي فطر السموات والارض حنيفا وما انا من المشركين). هذه التصورات تلخص اسئلة كثيرة ومحاججات طويلة في النفس الانسانية تتمثل بمجموعها سعي الانسان للبحث عن خالقه,فمنهم من يهتدي ومنهم من يستمر على ضلاله في مسيرة معقدة يمر عبرها بمخاضات عديدة واسئلة كثيرة يكدح فيها الانسان الى ربه وهو ما قد تعبر عنه الآية الكريمة ياأيها الانسان انك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه). فالانسان في مسيرته المعقدة الطويلة حاول ان يجد خالقه فمنهم من وصل,ومنهم من اصطنع من آيات الله أو من هواة الهة.انه يكون (اشور) كما عند الاشوريين,أو (مردوخ) كما عند البابليين,و(لايوس) كما عند اليونان وقد يكون (جوبيتر) كما عند الرومان,وقد يكون (اللات والعزى) كما عند العرب,و( اهورامزدا) كما عند الفرس,وهو قد يكون النار أو الماء,أو الجبل أو النهر,وهو قد يكون فكرة أو فلسفة كما عند (بوذا) او (كونفوشيوس) لدى الهنود والصينيين,أو قد يكون نظاماً اجتماعيا أو فكرة شعبوية فتضفي الحلولية الربوبية على الشعب أو الحزب أو العلم او النظام دون أن تعلم انها تسقط – ولو ايجابيا- في شكل من اشكال التقمص والتجسيد الحسي أو الفكريووالتي قد تتحول الى اشكال سلبية تماماً اذا ما استحلت المقدس الحقيقي ولم تسر في خطة الطولي وتؤمن بمرجعيته. فكما أن النزوع الى الخالق هو نزعة طبيعية للانتقال من محسوس الحواس الخمس,المحدود,المجزاوالمؤقت الى المحسوس القلوب,الدائم,المطلق,الواحد الاحد.فان النزعة التي تسير بالضد من ذلك هي ايضا نزعة طبيعية كما نرى ذلك في اليهود عندما يتركون كلام الله ليتعبدوا بكلامهم أو كما يصفهم الله سبحانه وتعالى : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين,قل ياايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين),عند النصرانية عندما يتركون خالقهم الحقيقي ليتعبدوا بجسد الرسول والمخلوق : ( يااهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم انما الله اله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الارض وكفى بالله وكيلا). أو عند المسلمين عندما يتركون ما يأمر به الخالق ليتعبدوا بما يأمر به المخلوق..(ياأيها الذين آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً,إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا). هذا السعي بقدر ما يعكس اهمية المحسوسات في حياة الانسان,يعكس ايضا اهمية الغيبيات لديه,وان بؤس الفكر الالحادي المادي كبؤس الفكر الخرافي الاسطوري كلاهما يغرقان في الغلو والتطرف .الفكر الخرافي أو الاسطوري يمدد الحقائق ويخترع التصورات ويعطيها ابعادا وهمية.هذه هي الخطوة الاولى,اما الخطوة الثانية وبعد ان تؤسس الخرافة مكانا في عقله وتصرفه فانها ترتد على حياته الفعلية تنتقص منها وتجعل الانسان عدو نفسه,تسجنه في الاوهام,يعتقد انه يحتضن الحقيقة الشاملة والمطلقة,بينما الحقيقة هي انه يعيش الجهل والمجهول.في حين يقتطع الفكر الالحادي المادي الحقائق ويجتزىء المكونات ليصنع لنفسه فكرة ورؤية تقوم على المباشر والمحسوس فقط.هذه هي الخطوة الثانية,وبعد أن يؤسس المحسوس المحدود أو هاماً وقاناعات ناقصة ووهمية لا يستطيع ان يرى غيرها,يبدأ بتأسيس حتمياته ويعلن عن قدرياته كيف سار التاريخ وكيف سيسير,راسما لنفسه أعلى درجاته القدرية والحتمية ,معتقداً بها بشكل مطلق وشمولي. 2- استلا ب الموضوعات القدسية: لا يتمثل الامر فقط بتحرك العوامل الفطرية بشكلها الابتدائي فقط,او بعمليات الانحراف لمن ارتد عن الله سبحانه وتعالى.فنزعة التجسيد والتقمص كانت اقوى من نزعة الايمان لديه.بل يتعلق الامر بتحرك العوامل الشيطانية وعوامل الفجور في النفس, فتتحرك نزعة الاستبداد الفعلي أو العقلي لتطلق ممارسات استبدادية جبروتية تنتهي عن طريق الاحكام وتحريفها وادعاء الهيمنة عليها الى شكل من اشكال تنصيب الانسان نفسه إلهاً معلناً أو غير معلن في الارض,والادعاء بانه يمتلك مفاتيح العلم الالهي الذي لايقبل نقاشاً أو انتقادا.فهو كسرى وفوعون وقيصر ويزيد وامثالهم,وهو السلطان الجائر والحاكم الظالم والمفتي أو الفقيه الكاذب,وهو حاكمنا الراهن ودولنا المستبدة التي تعصي الله سبحانه وتعالى في اعمالها وتصرفاتها,وتعتدي على حقوق الله والعباد فتعطل حلالاً وتحلل حراماً,كل ذلك باسم الدين والاسلام. انه ايضا استبداد النزعات الاجتماعية التي تطلق المفاهيم الشمولية طبقية أو حزبية أو تنظيمية أو علمية أو غير ذلك فتخرج الاشياء من حدودها لتعطيها الاطلاق,والتي تهدف الى اسر الانسان وايجاد مرجعية عقلية أو مفاهيمية أو تنظيمية فوق مرجعية الله وحاكميتها.فالالوهية قد تأخذ شكل النظام الاجتماعي فتجعلها تعسفاً مقدساً مطلقاً يتقدم على المقدس الحقيقي والوحيد. الحاكمية الالهية ثابتة لاتتغير " ما اختلف عليه من الدهر فيختلف عليه الحال,ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال". تطل على المكان دون أن تتمحور فيه وتدور في الزمان دون أن تنغلق عليه,فيأخذ منها الزمان ما يناسب وقته,ويأخذ منها المكان ما يناسب ظرفه,فهي اعظم من كل الازمنة والجغرافيات,تلهم الاحكام الجارية تراقبها وتدقق في مدى اقترابها أو ابتعادها عن بواطن الاحكام.الحاكمية الالهية كالذات الالهية قريبة من الانسان بدون التصادق وبعيدة بدون افتراق. الحقيقة الثانية :الحقيقة الاجتماعية السياسية إن احدى المسائل التاريخية والمعاصرة هي التفاعل بين الديني والاجتماعي / السياسي,وقدرة الديني على احتواء الاجتماعي / السياسي,وقابلية الاخير على الانصهار في الديني,وتحويل النصوص والتعاليم الى قيم واخلاقيات واحكام,لها من القوة والنفوذ.والاهم منذلك كله لها من الاستمرارية والشرعية ما يجعل التفاعل بين الديني من جهة و الاجتماعي / السياسي من جهة أخرى مسألة متكاملة لا تتعارض ولا تقف واحدة بالضد من الأخرى.هذه هي مهمة الديني,فإما أن ينتقل الى الاجتماعي / السياسي,أو أن يغزوه الأخير فيسخر لنفسه. عملية التحول هذه قد تأخذ شكل صراع بين الديني و الاجتماعي / السياسي,وقد يأخذ شكل تكامل احتواء. فالاجتماعي / السياسي قد يستعير مفرادات الديني وقد يستعير الاخير مفردات الاول.واذا كان هذان الشكلان والصراع بينهما قد ظهرا بشكل واضح في اوربا,إلا أن هذه الاشكالية هي امر عام موجود في جميع المناطق وفي كل الديانات والمجتمعات,لقد ظهر واضحاً في اوربا لان ( الديني ) بقي طويلاً يسيئ التعامل مع الاجتماعي فكان لا بد للاجتماعي / السياسي أن يرتد بقوة على ( الديني ) ,وهي العملية التي اخذت بعدها التاريخي بما صار يسمى بالعلمنة والدولة الوضعية.لكن العلمنة لم تلغ (الديني) لا على صعيد الاجتماعي ولا على صعيد السياسي,حيث ما زالت مفاهيم ( الديني) لها من النفوذ والقوة الضمنية والصريحة الشيء العظيم,ذلك اذا ما تجاوزنا بعض المسائل السطحية والشكلية.فهذه المسألة يجب النظر اليها ليس من خلال الشعارات والخطاب العام الذي يذكر,بل من خلال المواقع والانتماءات والهياكل والفئات التي يدافع عنها الغرب.والأهم من كل ذلك من خلال المرجعيات القيمية التي يؤطر نفسه ضمنها والتي تمنحه الديناميكية والحيوية لفعل مايريد أن يفعله. أ- خذ مثلا عدد الاحزاب الرئيسية التي تسمى نفسها بالاحزاب الاشتراكية المسيحية,خصوصا في دول وسط اوربا الغربية.وكذلك الاحزاب التي تحمل امتدادات مسيحية رغم انها تحمل اسماء اخرى. ب- خذ طرق التعليم والدراسة التي تقول انها علمانية ,لكنها علمانية تختلط بامتدادت للقيم المسيحية.ليس المهم الدفاع عن كنيسة أو اكليروسية معينة.بل المهم حالة الانسجام بين (الديني) والاجتماعي,السياسي كما تطور في الغرب. ج- خذ مثلا الدعم والمركز العظيم الذي يحتله البابا من قبل ما يسمى بالدول العلمانية..واعطاءه عاصمة وسط اوربا وتوفير تغطية اممية لتحركاته وسفراته وهيئاته ليبث قيماً قد تختلف في بعض التفاصيل عن ما تقوله هذه الدولة أو تلك,لكنها تتفق في سياقاتها العامة مع الاهداف التي نظمها الغرب لنفسه في تطوره المعاصر والذي استطاع من خلاله أن يسيطر عللا العالم والذي يسعى عبره الحفاظ على مواقع السيطرة هذه. د- خذ مثلا العملات الوطنية حيث الرموز الدينية..فها هو الدولار يسجل على أحد وجهيه "بالرب نؤمن" وها هو الصليب يظهر على الفرنك السويسري والبارون الاسترليني وغيرهما من عملات! ه- خذ مثلا عددا من الهيئات الانسانية التي اصبحت منظمات ذات ابعاد عالمية,وان منظمة الصليب الاحمر ما هي سوى واحدة من هذه المنظمات المقتدرة القوية. و- خذ مثلا حقيقة ان ملك أو ملكة المملكة المتحدة هو أو هي بالضرروة زعيم أو زعيمة الكنيسة الانجيليكية ومداليل هذه الزعامة تدل على علاقة ( الدين ) بالدولة. ز- لكن افضل مثال يقدم في هذا المجال – رغم كثرة الامثلة- هو ان اهم قضية يعيشها العالم منذ اكثر من قرن هي تنظيم الغرب – بكل ما يدعيه من علمانية – لمشروع قيام دولة اسرائيل انظلاقاً من ادعاءات "دينية" ومطالبات توراتية تعود لعشرات القرون السالفة, هذه الحقيقة التي اخذت ابعادا خطيرة وامتدت كالاخطبوط الى الاقتصاد والاجتماع والقيم والاعلام والسياسة,وسياسات التسلح والقنابل النووية وغيرها ليست بالمسألة التي يمكن بعدها التعامل ضمن منظور فصل الديني عن السياسي / الاجتماعي أو العكس.فلا احد يقوم بذلك , والغرب نفسه الذي يرفع لواء ذلك لا يقوم بهذا الامر,ولم تستطع التجربة الاشتراكية أن تحقق ذلك,فلكل دينه بمعنى من المعاني ولكل دين حقيقته الاجتماعية السياسية بمعنى من المعاني. خلف الرموز والشعارات هناك برامج ونماذج وقيم وسياسات هذه القيم والسياسات هي للاستحواذ وليس للتعميم, اي أنها تطورت من اجل الهيمنة واستعباد الآخرين,وليس من اجل حرية الكل وتحرير المجموع,هذه هي الصورة التي مثلها الاستعمار وما زال يمثلها والذي يحاول البعض اخراجه من عوامل العلة والاسباب وجعل النقاش مجرد خلاف في بعض المفاهيم او مجرد عملية تقدم وتحرر لطرف ,وتخلف وتحجز لطرف آخر.هذا الواقع الذي نلخصه بهذه الكلمات يتركنا امام خيارين لا ثالث لهما: 1- اما ان نقبل التعميم ونحتذي بظاهر ما يقولون ولا نرى حقيقة ما يفعلون فنفصل الديني الحقيقي ( الاسلام ) عن السياسي / الاجتماعي لشعوبنا وامتنا.حينذاك سنفرض على شعوبنا وامتنا ديناً شئنا أم أبينا وسنستورد الكلمات ميتة غير فاعلةولتبقى الحيوية عندهم ويبقى التخلف والتحجز عندنا. 2- او أن نعجز عن تحريك دورتنا وبث الحيوية في اوصالنا فيلتحم الديني بالسياسي / الاجتماعي بتكامل وتوالفودون أن يعطل هذا دور ذلك ودون ان يقف الاخير حجر عثرة امام الاول..اذا عجزنا عن احداث عملية التحام الديني بالاجتماعي / السياسي وترتيب دوائر تكامل وانسجام بينها..فان الجفاف سيصيب عروقنا وستتعطل دائرة الحياة في شرايننا. الغرب لا يتراجع دينياً , بل يجدد ويطور دينه. الحقيقة الواضحة أن ( الديني ) المسيحي اليهودي مهد لقيام الدولة العلمانية..فجذور العلمانية قد قامت منذ ان فصل ( الدين) عن الدولة..وفصل الايمان عن التشريع وغيرها من مفاهيم وذلك بعد الدور الكبير الذي لعبه دخول الافكار المسيحية في الامبراطورية الرومانية..كما أن العلمانية المعاصرة لم تتخل عن الخلفيات المسيحية اليهودية وعن تراث التوراة القديمة والجديدة كما كتبه التلمولايون والقديسون.فالعملية كما تمت تاريخياً عبر الدولة وعبر وسائل عديدة,فبدل أن تحملها المفردات الدينية باشكالها الرمزية والهيكلية القديمة فانها حملتها بمفردات وهياكل سياسية واجتماعية جديدة.هذا النوع من ( الدين ) الجديد يستطيع ان يجدد نفسه ليس فقط على صعيد مناطقه التي انتشر فيها تاريخياً...بل يستطيع أن يمتد ويجدد نفسه عالمياً.. الاهم من ذلك انه لا يجدد نفسه كمجرد حقيقة دينية ,ينقلها الرهبان والحاخامات والمبشرون الناكسون الزاهدون,بل ينقل نفسه اولا وقبل كل شيء عبر "الكنائس" و"البيع" الجديدة التي تمثلها الدولة وبيوتات المال ومراكز الاعلام واشكال خاصة من انظمة التعليم واشكال محددة من الرموز الجديدة تطلقها طقوس وعبادات جديدة وموسيقى خاصة وايقاعات وحركات خاصة واشكال فنية خاصة وانماط من العلاقات والمفاهيم والقيم والمعاملات والطموحات ,تدخل وتخترق جميع الانظمة المفاهيمية والقيمية ,تشمل المسلمين انفسهم. فما يجب النظر اليه كأمر بالغ الاهمية هو ليس فقط اشكال السيطرة أو الهيمنة الشكلية,كاشكال الاستعمار والاستغلال القديم والحديث,وغير ذلك من انظمة للسيطرة والهيمنة,بل يجب التدقيق والنظر ايضاً في القدرة العظيمة على تجديد المفاهيم وانتقال المفهوم من حقيقته ( الدينية ) الى حقيقة اجتماعية وقيمية عامة تبدو حيادية ..تبدو كلية وعامة وكأنها للناس جميعا..فخلف العموميات تختفي شتى المفاهيم التي تنظم الرؤى والتي تخدم علاقات محددة من التحكم..مفاهيم عن الحياة والموت والجنس والطفولة والشيخوخة والبلوغ والمرأة والرجل..ومفاهيم عن الفردية والجماعية..واللباس والعمل ومفاهيم اللذة والسعادة والصدق والامانة..وغيرها من مفاهيم وانظمة تعتبر في النهاية,الاطار الذي ضمنه تنشأ الاجيال وتتكاثر أو تفرخ المفاهيم وتكتسب لنفسها شرعية وقبولية تتلائم كلها مع الحقائق السياسية والاجتماعية والدينية متكاملة في علاقتها بنفسها من جهة..وفي علاقتها مع الآخر من جهة اخرى. لن نضرب امثلة كثيرة عن اعادة تجديد المفاهيم رغم انه يمكن الكلام طويلا في كل مسألة من هذه المسائل بالكثير من الامثلة...خذ مثلا كلمة الصدق اوالامانة...المفكر الاسلامي الكبير محمد عبده عند زيارته لاوربا قال كلاما في غاية الاهمية والخطورة..قال وجدت اسلاماً ولم اجد مسلمين...لقد وجد الصدق والامانة والاخلاص في العمل وروح المساعدة والتفهم..وهذه كلها من الاهداف التي يسعى الاسلام لتحقيقها والوصول اليها..كل هذا صحيح فانك تجد اليوم في الغرب اناسا لا يعرفون الكذب على الصعيد الفردي أو الشخصي...لكنك عندما تطرح المسائل العامة أو التي لها مساس بنظام قيمهم واخلاقياتهم فتسأل احدهم بما في ذلك اناساً لا يمكنك على الصعيد الفردي إلا أن تتحترمهم وتقدرهم وتقول له مثلاً: ايهما اهم محاكمة رجل قتل يهوديين قبل 50 عاماً,أم محاكمة اناس يقتلون اليوم الالآف المرات في لبنان وفلسطين وآسيا وامريكا..عند ذاك ستجد المغالطات والتزوير والغش في النقاش والانفعال في المواقف ومظاهر الحقد والرغبة في الانتقام والعزل والغدر...نعم ان الصدق والامانة امر مهم ,لكن الصدق والامانة ليسا امراً ذاتياً فقط,وليسا غطاء لخدمة التزوير والغش الجماعي والعالمي,حيث تصنع انظمة الاعلام ووسائل الاعلان ومؤسسات التأمين والمصارف والسياحة,حقائق كاذبة في كل وقائعها,لكنها هي التي يصدقها الناس,لانها هي التي تحمي انظمتهم وامتيازاتهم ومواقعهم.فيتحول الصدق والامانة الفردية الى واجهة لتمرير الكذب والاستغلال والغدر الجماعية,التي تعمل تحت غطاء الشرعية الدولية وباسم القوانين والنظام والمفاهيم القيمية والدولية الشمولية والعامة. اننا لا نشير الى هذه الامور من مواقعنا كمسلمين..بل نشير اليها كحقيقة عامة..فالهجوم الاول الذي شنه الغرب الاوربي بعد أن اعاد تكوين نفسه "دينيا" واجتماعيا,كان في البداية ضد النصرانية واليهودية. فالحملات الاولى التي شنها الصليبية الجديدة كانت ضد البيزنطيين والاقباط والكنيسة الشرقية بكل فروعها والتي بقيت تحمل الكثير من تراث سيدنا المسيح ( ع )..الحملات الاولى شنتها الصليبية الجديدة ضد اليهود في الاندلس وفي غير الاندلس. اعادة تجديد "المسيحية"و"اليهودية" في القرون الاخيرة أخذت اشكالاً متعددة,فظهرت البروتستانتية والانجيليكية والكاثوليكية الحديثة واليهودية الجديدة,والتي سعت عبر عملية طويلة متشابكة لا حتواء كل الديانات والتي نجحت الى حد كبير في ذلك عبر نجاحها في ايجاد اجتماعي / سياسي له درجة عالية من التجريد ويضفي على نفسه درجات عالية من الحيادية والعمومية,مما يسهل امامه كسر الحواجز لا من اجل المساواة والحرية والاخاء بين الحضارات والامم,بل من اجل هيمنة امة على امم ومن اجل احلال حضارة محل حضارات..والسعي جار لاحتواء كل المفاهيم وكل الديانات لكل الشعوب والحضارات لتوحيد الرمز والمصطلح والمفهوم والقيم والتي هي في النهاية قيم " الدينيط والاجتماعي / السياسي الغربي,مرة تحت اسم التقدم ,ومرة تحت اسم الحضارة ولاحقاً تحت مفهوم النظام الدولي ,لنصل اخيراً الى مفهوم العولمة. لذلك فالكنائس التي يقول البعض انها تهجر في اوربا,هي تلك التي هجرت دينها القديم,ولم تستطع أن تتكيف مع ( الدين) الجديد..بالمقابل تبنى "كنائس" و"بيع" جديدة ليس بالمعنى المعماري أو الكهنوتي القديم,بل الاهم وقبل كل شيء بالمعاني والمفاهيمية الجديدة..فتكتظ الملاعب باشكال جديدة من "الكنائس",وتظهر رموز أو صلبان أو طاقيات رأس جديدة ..ويظهر قديسون من المشاهير لا يحملون بالضرورة رموزاً قديمة بل يحملون الدعوات الجديدة والاعلانات التجارية والترويجات التي تقف خلفها شبكة معقدة من المصالح والصناعات..الخ. تعبر المفاهيم عن نفسها عبر صور وممارسات "عبادية" جديدة بوسائل جديدة اكثر فاعلية وانتشارا وتأثيرا على النفوس والعواطف والغرائز..حيث تختلط الآلة بالدخان بالحركات,كل ذلك في اجواء من الطقسية التي تفوق في فاعليتها وأسرها للالباب والنفوس اعظم ما عرفته الانسانية لحد الان من طقوس وممارسات. صارت "الكنيسة" التي نجلس صامتين نسمع مواعظها تدخل علينا البيوت,تخترق الحدود ,تأتي الينا ولانذهب اليها...عبر شاشات التلفزة والفضائيات ووسائل الاعلام والبث والصور الجماعية التي تدعو لافكار محددة رغم اللغة الحرة التي تدعيها..وتخفي وراءها منظومة كاملة من القيم الخاصة والممارسات المحددة جدا والهادفة تماماً. لذلك لا يمكن للديني الاجتماعي الغربي أن يرى الآخرين إلا ضمن هذه النظر..( فاذا اراد الاسلام أن يحتل لنفسه موقعاً داخل هذه المنظومة ,فانه لا يستطيع أن يحصل على مقبولية "الديني" الاجتماعي الغربي إلا اذا ما بدأ اولاً بافراغ محتواه وتدميره قيمه ومفاهيمه والأسس التي يقوم عليها ليعيد صياغتها,ليس وفق مصالحه ورؤاه الرئيسة,بل وفق المعايير والضوابط التي تسمح له بالتناغم مع المعايير والضوابط التي تخدم عملية تجديد " الديني " الاجتماعي السياسي الغربي لنفسه...).فعندما ينطلق مفكر فرنسي كبيرك (اتيان برونو ) ويدعو المسلمين لتنظيم انفسهم في ( كنيسة جديدة ) فانه لاينطلق في ذلك من خبث أو سوء نية,بل هو ينقل ما يفكر به في اطار النسق كما تطور عليه " الديني الاجتماعي / السياسي في الغرب ذاته. ولاية الفقيه..نظرية معاصرة للحاكمية الالهية الانجاز العظيم الذي قام به الامام الخميني ( رض ) هو ايقاف النزف في المسيرة الاسلامية واظهار قدرة الاسلام للعودة الى تنظيم رؤية سياسية واجتماعية تستطيع في نهايات القرن العشرين الميلادي أن تعود الى المسرح السياسي والاجتماعي بعد أن اصاب اليأس الكثيرين واعتقدوا أن الاسلام هو دين الماضي وليس دين الحاضر والمستقبل..أو أن الاسلام هو دين ينظم العبادات ولاعلاقة له بالشؤون الاجتماعية والسياسية. لكن انتصار الثورة الاسلامية والنجاح في اقامة الحكومة الاسلامية بقدر ما هزت العالم وادخلته في مرحلة جديدة مازالت تضج بالتفاعلات والاحداث الخطيرة التي ساهمت مساهمة رائدة في انهاض عموم قوى الامة إلا انه في الحقيقة هي انجاز مرحلة الجهاد الاصغر وفتح الباب على مصراعيه لمهام مرحلة الجهاد الاكبر. ان الحقيقة الكبرى التي عكسها انتصار الثورة هو تحقيق امرين وليس امرا واحداً كما يتصور البعض. 1- قيام الحكومة الاسلامية على اساس نظري يعتمد مفهوم ولاية الفقيه..هذا الاساس هو القاعدة الاولى لتطبيق العدل والحاكمية الالهية..حاكمية لاتحمل معاني الكهنوتية أو الطبقية أو الاستبداد الفردي..بل تعتمد اصول المبادىء الاسلامية في دور العلماء الذين يخشون الله : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وفي الاعتماد على الامة والأخذ بيدها في طريق معرفة الاحكام الشرعية والتعريف بها وإرساء الأسس الصحيحة للحاكمية الالهية. 2- اذا كانت ولاية الفقيه كعنوان لتطبيق الحاكمية الالهية ,تعتمد على نهضة العلماء وورثة الانبياء في تحمل مسؤولياتهم,فان الامر الآخر الملازم لمفهوم الولاية هو نهضة الامة واندفاعاتها الجديدة المباركة لتحمل مسؤولياتها ايضا...فبدون الامة يغيب متركز رئيسي من مرتكزات القيادة وولاية الامر.ولاشك أن دور الامة في تقرير مصيرها هو دور اساسي.وان كل النقاشات التي تسعى لاهثة لطمس هذا الحق واستلابه بهذه الحجة أو تلك هي نقاشات عقيمة لا تجد اي مجال لها للانتصار لولا منطق القوة والقسر والخداع. فللرسالات السماوية مرتكزان وليس مرتكزاً واحداً.. 1- اقامة الحجة على الناس,وهذه مهمة الولاية بالدعوة لإطاعة الله ورسوله وأولي الامر. 2- وجود الارادات الحرة للافراد والجماعات ..لان اسقاط مثل هذه الارادة يعني بالضرورة اسقاط ضرورة اقامة الحجة وانتفاء سبب ارسال الرسل ونزول الرسالات.. فالله سبحانه وتعالى عادل رحيم,ومن معاني قدرته ورحمته ان ترك للناس حرية الاختيار ليتحملوا مسؤولية خيارهم ورغبتهم وقراراتهم ( نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ( فذكر انما انت مذكر,لست عليهم بمصيطر ). لذلك ايضاً سارت الجمهورية الاسلامية في هذا الطريق لتعمق من اجراءاتها.اذا لاحظنا انه كلما تقدمت موقعية القيادة الاسلامية,تقدم الدور الاكبر للارادة الشعبية,ووضع في خدمة الامة المزيد من الممارسات والمؤسسات للتعبير عن رأيها وتنفيذ ارادتها.وكلما سارت الامة في تعزيز النهج الاسلامي ودخلت الحياة مفاهيم الاسلام الى الحقائق السياسية والاجتماعية,ارتفع شأن الولاية والحاكمية الالهية.. فالولاية ضمانة لتحرير الامة..وتحرر الامة وتحملها مسؤولياتها ضمانة لتعزيز دور الولاية..وان المسألة حسب تصورنا لاتتعلق بمتطرفين ومعتدلين..فاذا كان التطرف هو تعزيز نهج الولاية,فهذا امر مطلوب في موقعه,ولايمكن لحكم اسلامي أن يستقيم ويتقدم ما لم يعزز هذا المنهج وهذه الموقعية...واذا كان الانفتاح والاعتدال هو تقدم دور الامة في احتلال مسؤولياتها والتمتع بحقوقها المختلفة,فهذا ايضا امر مطلوب في موقعه يحميه الاسلام ويشجع عليه..فالامر في الحقيقة هو ليس تطرفاً أو اعتدالاً إلا اذا ماخرجت الامور عن نصاب معين..بل الامر عند احترام كل موقعية لنصابها ومسؤولياتها فانه سيتحقق التكامل والوحدة..فالحزم أو المسؤولية بدون حرية واحترام رأي الناس والامة استبداد..والحرية بدون مسؤولية فوضى وخراب..إذ يخطأ من يعتقد أن هناك حكماً يمكن أن يقوم على حرية مطلقة..ويتوهم من يعتقد ايضا أن هناك حكماً يمكن أن يدوم بالاستبداد والجبر..كذلك يتوهم من يعتقد,ان كل المواقع تستطيع ان تعمل بنفس الضوابط وبنفس النظرات,بل لابد أن تتوزع الواجبات واشكال الاداء والخطاب,كل في موقعه. وهذا نهج ليس بجديد على الجمهورية الاسلامية,بل هو نهج ارساه الامام الخميني ( رض ) وبدأ باعطاء ثماره في تعزيز دور القيادة ,وكذلك في تعزيز دور الامة في اختيار ممثليها ولعب دورها كاملا عبر مؤسسات دستورية,فيها كل وسائل الرقابة واختيار من تراه مناسباً لاحتلال المواقع التشريعية والتنفيذية في البلاد. هذه هي المسيرة الحقيقية.. وهي المسيرة التي إن استمرت في الحفاظ على قواعدها السليمة,فانها ستعزز من دور الامة وستفتح الابواب اوسع فاوسع للمزيد من الحرية والمسؤلسة, للامة من جهة وللقيادة من جهة اخرى.فاذا ما تكاملت حلقات الدائرة ومنعت الفتنة ان تأخذ طريقها لتستغل وجهات النظر المختلفة,فان عوامل القوة والارادة الحرة ستتمكن من توفير المستلزمات الاساسية لتطبيق العدل وتجاوز المشاكل والعقبات الواحدة تلو الاخرى.وذلك لايمثل تراجعاً عن مبدأ ثوري أو تحجز على شعارات بالية,بل هو تعزيز لمسيرة تسعى أن يأخذ كل من الولاية والامة دورهما المناسب.فالولاية والامة يرتبطان الواحدة مع الاخرى ولاانفكاك بينهما ما دامت الحاكمية الالهية هي ليست السلطان الجائر أوالملك العضوض أو الثيوقراطية وادعاء الحق الالهي..ومادام تحرك الامة هو ليس تحرك شعب مسلوب الارادة تلعب يه الاهواء والمصالح ضد دينه ومصالحه وفطرته وحسه السليم. اهمية العلاقة بين الديني والاجتماعي والسياسي ان مفهومي الامة والشعب ( او الناس ) والولاية والدولة ( الآمرية أو السلطة ) هي مفاهيم في غاية الاهمية والخطورة..رغم أن المفهومين لا يتطابقان لا من حيث المنشأ ولا من حيث الموقعية ولا من حيث الدور,إلا ان وجود معنى من معاني الدولة على الولاية ...ووجود معنى من معاني الشعب في الامة..أو بالعكس فان استيلاء الدولة على الولاية أو عدم نجاح الناس أو الشعب في تأسيس امة,نقول ان هذا التدخل وعملية احتواء احد المفهومين للاخر طالما ضيع الخطوط الفاصلة بين الموقعين مما يشوش الرؤية ويضع العقبات التي تمنع منوضع كل امر في مكانه المناسب..وهو شرط لحسن سير الامور. القرآن الكريم في اسلوب تعامله مع مفاهيم الامة والناس ( الشعب ) يزودنا بتصورات قد تساعدنا في بناء نظام فكري نستطيع من خلاله أن نميز بين مختلف الحالات فلا نصبح اسرى التعميمات والشعارات. فالامة مفهوم ايجابي ( في حالة الامة الاسلامية) ويمثل عموماً حالة الوعي والمسؤولية أو الالتزام التي بلغها الشعب او مجموعة من الشعب أو حتى فرد واحد من الشعب بالقضية التي يؤمنون بها..كان ابراهيم امة..والرسل والانبياء هم نواة أومشاريع امة صالحة قائمة بامرها,تسير بشعوبها نحو الصلاح والخير.في حين أن الظالمين والمستبدين,هم مشروع امة ظالمة يسيرون بشعوبهم نحو الظلم والفساد.فتطور الشعب في الحالة الاسلامية من حالة الكم العددي والتشتت المفاهيمي والمؤسساتي الى مستوى الامة.هو تطور مستوى المسؤولية لدى الشعب لكي يتمكن فعلا من أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ليس عبر الجهد الفردي المنعزل والمحدود,بل كنظام اجتماعي يمتلك كل المقومات,لان تجدد دورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل طبيعي وعفوي يبرز من خلال تطور سلسلة من النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقيمية: ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ). فالصفات الحميدة تعود كلها للامة ( القائمة ) ( المقتصدة ) ( الواحد) ( الوسيط ) عندما تتأسس وتتحمل مسؤولياتها وتؤمن بالله وتعمل في سبيله ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )..كذلك فان تطور الشعب في حالة الامة الظالمة,هو انتقال من حالة الكم العددي ليتحول نظام الظلم من مسألة فردية الى مسألة النظام الظالم الذي يتكرر من تلقاء نفسه لان الاسس التي شيد عليها والاهداف التي نظمت الجموع نفسها بها تنتج وتعيد انتاج الظلم والجور والاستغلال. في الفكرة الاسلامية – كما نرى - هناك تلازم بين مفهوم الامة والولاية..( كذلك الامر لدى ولاة السوء وامة السوء ) كلما اتسعت الولاية اتسعت الامة ..وكلما اتسعت الامة اتسعت الولاية..هناك ايضا تلازم بين مقومات الامة والولاية,فكلاهما يقومان على الوعي والمسؤولية والتكليف واعتبار أن الايمان – وليس العنصر الوضعي ولا توازن القوى – هو العنصر الرئيس للسلطة الذي تأتمر به كل من الولاية والامة..المفهومان ضروريان الواحد للآخر فلا يمكن تصور قيام ولاية دون امة ولايمكن تصور قيام امة دون ولاية ,وذلك مهما كانت صغيرة أو كبيرة ,بغض النظر عن الحقائق الوضعية وتوازنات القوى الآنية... وبالمقابل هناك تلازم بين مفهومي الشعب والدولة.اذ لايمكن قيام دولة دون شعب..أو قيام شعب دون دولة أو سلطة أو امرة..فكلاهما مفهومان وضعيان يمثلان موازين القوى في زمان ومكان معينين..فالدولة هي الاطار الذي يستطيع فيه الشعب أن يؤسس سلطته..والشعب هو مادة الدولة ووعائها.. إن شرعية الدولة,وضعياً ودينياً,لايمكن تحققها دون ارداة الشعب..نؤكد وضعياً ودينياً لان الشعب هو مصدر السلطات..ودينياً لان الدين الحق يرفض ان يقيم سلطة بالاكراه وبالضد من ارادة الناس. اما شرعية الولاية دينياً,فهي مسألة ايمانية وليست بالضرورة وضعية..اما اذا ارادت الولاية ان تكتسب لنفسها شرعية وضعية,فلا مناص ايضا من ارادة الشعب التي تعبر عن نفسها بشكل مباشر أو غير مباشر.والامام علي ( ع ) – وهو ولي بدولة أو بدون دولة – رفض بيعة سرية تجري تحت جنح الظلام ,أو بيعة يتآمر فيها أو يأخذها عنوة. فيقول " لم تكن بيعتكم اياي فلتة" .." دعوني والتمسوا غيري " " فما راعني الا والناس كعرف الضبع الي ينثالون علي من كل جانب حتى لقد واطىء الحسنان,وشق عطفاي,مجتمعين حولي كربيضة الغنم,فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ومرقت اخرى,وقسط آخرون,كأنهم لم يسمعوا كلام الله سبحانه يقول: " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافساداً والعاقبة للمتقين ) بلى !والله لقد سمعوها ووعوها ,ولكنهم حليت الدنيا في اعينهم ,وراقهم زبرجها !اما والذي فلق الحبة,وبرأ النسمة,لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر,وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم,ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس اولها,ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز " " فاقبلتم الي اقبال العوذ المطافيل على اولادها تقولون البيعة البيعة ".."وبسطتم يدي فكففتها ,ومددتموها فقبضتها,ثم تدارككتم علي تداك الابل الهيم على حياضها يوم وردها,حتى انقطعت النعل,وسقط الرداء,ووطىء الضعيف,وبلغ من سرور الناس ببيعتهم اياي ان ابتهج بها الصغير,وهدج اليها الكبير,وتحامل نحوها نحوها العليل,وحسرت اليها الكعاب ". هذه المتلازمات نجدها واضحة في اسم الجمهورية الاسلامية,وفي دستورها ,وفي ممارستها العملية,وفي انتخاب الشعب لرئيس الدولة ولاعضاء مجلس الشورى ..وكذلك لانتخاب الناس لاعضاء مجلس الخبراء الذي ينتخب بدوره ولي الامر والقيادة. لكنه يمكن قيام ولاية بدون دولة,كما يمكن للولاية أن تخسر دولتها على الناس جزئياً أو كلياًوكما حصل مع الامام علي ( ع ) ,دون أن تسقط ولايته بأي شكل كان..كما يمكن قيام امة بدون شعب..قالامة قد تكون فرداً أو مجموعة صغيرة من المؤمنين ,لا يألفون ,معنى الشعب,يلتفون حول ولايتهم... وان الحاكمية الالهية ( او الحكم الاسلامي ) تسعى بالدعوة والارشاد والمثل الصالح والجهاد لكي تتطابق هذه المفاهيم ويتحول الناس ( الشعب ) الى امة..ولكي تدخل على الدولة معاني الولاية. هكذا ينظر الشيعة للامر..ونعتقد ان الامر لا يختلف ايضاً لدى السنة من هذه الزوايا على الاقل..فلم يتأسس لديهم موقع للامامة أو الولاية .بل جعلوا الخلافة شأناً دنيوياً اعطى منذ البداية توازنات الناس وضرورة البيعة الشكلية أو الحقيقية لها.ان المشروع الاسلامي المعاصر مازال في بدايته وهو يواجه تحديات كبرى..واذا لم يتحول الى مشروع لكل الناس فانه سيبقى مشروعاً محاضراً يلجأ الى التدبر دون قدرة حقيقية على طرح نفسه مشروعاً عالمياً للناس,كل الناس.. عندما نقول هذا الكلام إن الناس كل الناس يجب أن يتحولوا الى مسلمين ..لكننا نقول إن الدين سيبقى مجرد امور طقوسية بعيدة كل البعد عما امر به الشرع وعما تريده الحاكمية الالهية اذا لم يحتو الديني الاجتماعي والسياسي.هذا البعد اللازم للدعوة الدينية تجعل المسلمين في مسؤولية مباشرة مع حياة الناس كل الناس,وهو ما يتطلب منهك موقفاً عادلا متوازناً يستطيع ان يقدم الحلول ليس للمسلمين فقط,بل لغير المسلمين ايضا. ان الاسلام العظيم من جهة,والتجربة التاريخية بايجابياتها وسلبياتها من جهة اخرى,تزدودنا بمرجعية عظيمة استطاع بها الاسلام أن يحتوي الاجتماعي والسياسي الى حدود بعيدة,وان يتعامل معها,بحيث تحول الدين في المسائل السياسية والاجتماعية والحضارية والفكرية الى مرجعية حقيقية لقطاعات واسعة من الناس,من مسلمين وغير مسلمين,ليس في البلاد الاسلامية فقط,بل اخذته بوعي أو بدون وعي الشعوب والحضارات الاخرى. اننا مطالبون بفقه يواجه بكامل مسؤوليته الشرعية شؤون الحياة المعاصرة,لابفقه يكرر فتاوى الماضي مع اجراء بعض التعديلات عليها..فالحياة كما نواجهها اليوم هي ليست تطوراً هادئاً لمجريات الامس,أو زيادة كمية لمعطيات التاريخ..بل إن تحولات جذرية – وفي النوع – قد على المفاهيم الحياة والعلاقات بين الناس والامم .كما أن التحدي الذي نواجهه هو ليس عدواناً عسكرياً أو مادياً فقط..انه ,اولاً وقبل كل شيء,اخترق خطير وعميق في القيم والمفاهيم والثقلفات وهو ما يتطلب مستوى راقياً ومتقدماً في مايقابلها من مفاهيم ومؤسسات وقيم اسلامية. ان الغرب يطرح علينا مسائل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والرفاه الاقتصادي والازدهار الحضاري والعديد من المسائل والقضايا..ويجب ان نعترف اننا مرتبكون في قبول أو رفض هذه المسائل ..فكم من مسألة رفضناها ثم قبلناها لاحقاً..وكم من مسألة قبلناها ثم تبين ضررها وفسادها بعد ذلك..ان هذا الارتباك يحصل لان الغرب يطرح علينا منظومة كاملة من الافكار والمفاهيم والممارسات...ونحن نواجهه عشوائيا دون ان نمتلك منظومة كاملة يرتبط فيها الديني بالسياسي والاجتماعي بشكل يجعل ديننا يتفوق على "دينهم" ,واجتماعيا وسياستنا تتفوق على اجتماعهم وسياستهم..لهذه سيخترقون ديننا وسياستنا واجتماعنا لان جزءاً عظيماً من علومنا الدينية ينظر الى الماضي فقط ولا ينظر الى الحاضر والمستقبل ايضاً..لان جزءاً عظيماً من افعالنا هي ردود افعال مرجعيتها الخوف أو الجهل,قبل ان تكون مرجعيتها الاسلام..ولان جزءاً عظيماً من مبادراتنا ودعواتنا وممارساتنا,لم تدخل الدين بجميع معانيه الى الحياة السياسية والاجتماعية وكما يأمر بذلك الدين,بل كما تأمر احيانا عاداتنا وموروثاتنا التي نقول إن جزءاً كبيراً منها قد صنعته عصور الظلم والجور والاستبداد .هذه هي مهمة تقع بالدرجة الاولى على ولاة امرنا ومراجعنا وعلمائنا..وكذلك على مفكرينا وحوزاتنا وجامعاتنا..عندما نقوم كما يجب بهذه العمليةوفان النهضة الاسلامية المعاصرة ستكون قادرة فعلاً على مواجهة التحدي وعلى التخلص من الفقر والجهل والاستبداد والظلم والتخلف لتنتقل من مواقع الحصار والتبرير والتلقي الى مواقع المبادرة والعطاء والخلاص. فالمشروع الاسلامي مطالب,اذن,بتقديم حلول عالمية لا للمسلمين فقط,بل للعالمين اجمع..هذه النظرة لاتتعلق بتنظيم علاقاتنا بخارجنا غير الاسلامي فحسب,بل هي اساسية ايضا لتنظيم داخلنا الاسلامي ايضا,والانفتاح على شتى التيارات لتحريك الايجابي منها والوقوف ضد الفاسد لديها.وسلاحنا في ذلك الدعوة إذ كما يقول الامام علي (ع ): " لايكن لك الى الناس سفير إلا لسانك ",ذلك إلا لمن يعتدي علينا.إذ بدون فهم الامم والحضارات الاخرى,وبدون فهم المظلوميات لدينا ولدى غيرنا,وبدون فهم المشاكل التي نواجهها وتواجهها البشرية كلها,وبدون الاتحاد مع تيارات كبيرة لمواجهة بؤر الظلم والفساد والاستكبار,وبدون مواجهة المشروع ( الديني ) السياسي الاجتماعي لنظام الاستكبار ضدنا بمشروع ديني سياسي واجتماعي متكامل الحلقات,متقدم عليه من حيث اقرار حقوق الناس المادية والمعنوية,فان المشروع الاسلامي هو الذي سيحاصر في عقر داره..وسيدفع الى الزوايا والسراديب ليصبح الاسلام دين الموت وليس دين الحياة..دين الماضي وليس دين الحاضر والمستقبل. المصدر / مجلة التوحيد. مبدأ فصل السلطات عند الطهطاوي سمير أبو حمدان إن أحد المبادىء الأساسية التي تدخل في صلب الفكر السياسي لرفاعة الطهطاوي هو مبدأ فصل السلطات.وكتابه "مناهج الألباب" يتضمن شرحاً وافياً لهذه المسألة.ورفاعة الذي تعرف الى كتابه مونتسكيو "روح الشرائع",وقرأه أكثر من مرة استوحى الكثير من مضمونه وخاصة ما يتعلق منه بجعل السلطات الثلاث,التنفيذية والقضائية والتشريعية,منفصلة,وبحيث لايكون ثمة تشابك بين الواحدة والأخرى.ولنكن أكثر دقة فنقول أن رفاعة,إضافة الى أنه استلهم الكثير من "روح الشرائع",كان على صلة حميمة بالأفكار الأوروبية السائدة في القرن التاسع عشر.وإذا لم يكن,لا في مصر ولا في العالم العربي والاسلامي,مفكر واحد قد طرح هذه المسألة على بساط البحث,واظب رفاعة على شرحها وتفسيرها مطالباً,في الوقت عينه,بأن تكون أساساً لنظام الحكم في مصر.وثمة من يعتبر أن "الجمعية التشريعية" التي نشأت في مصر عام 1913 – وهي أول جمعية لها مضمون برلماني حقيقي – كانت تجسيداً لأفكار الطهطاوي. إن المسألة الأولى التي ركز عليها رفاعة الطهطاوي وهو يتكلم على مبدأ فصل السلطات تتعلق بصلاحيات رئيس الدولة.فرئيس الدولة,عنده,ليس رمزاً للسيادة وحسب وإنما يتمتع باختصاصات كبيرة.وانطلاقاً من هذا الفهم لمسؤولية رئيس الدولة يترجم لنا رفاعة المادة الرابعة عشر من الدستور الفرنسي,وهي التي توضح المكانة السامية لرئيس الدولة.تقول هذه المادة:"الملك (أو رئيس الدولة) هو أعظم أهل الدولة,فهو الذي يأمر وينهى في عساكر البر والبحر وهو الذي يعقد الحروب والصلح والمعاهدة والتجارة بين أمته وغيرها,وهو الذي يولي المناصب الأصلية,ويحدد بعض قوانين وسياسات الدولة ويامر بما يلزم ويمضيه إذا كان فيه منفعة للدولة".وقد شرح رفاعة هذه المكانة التي يتبوأها رئيس الدولة في الأنظمة الدستورية,فقال :"وهو رئيس المملكة وأمير الجيوش البرية والبحرية وقائدهم الأعلى وعليه مدار الأمور الملكية والعسكرية الداخلية والخارجية.وهو الذي يقلد المناصب العمومية لمن يستحق بإصدار اوامره فيها,ويرتب الوظائف وينظم اللوائح المبينة لطرق إجراء الأصول والقوانين ويأمر بتنفيذ الأحكام الصادرة من ديوانه ومحاكمه ومجالسه...وإذا امر المجالس بتنظيم لوائح فانها لايجري مفعولها ولايعتد بها إلا إذا صدق على نفس اللوائح وعلى ترتيب الجزاء على من خالفه". وانطلاقاً من نص الطهطاوي يتضح لنا ان رئيس الدولة يتمتع بصلاحيات واسعة.فهو,إذ يقف على رأس الهرم في الدولة,يصدق في الوقت نفسه على التشريعات والقوانين ويجعلها نافذة.وفي تحديده لصلاحيات رئيس الدولة ينطلق رفاعة من الدستور الفرنسي الذي يجعل رئيس الدولة في منأى عن أي مسؤولية مباشرة,"فذات الملك محترمة" كما يقول الطهطاوي,وعلى هذا فان المسؤولية التنفيذية تقع على الوزراء الذين هم "كفلاء",أي أنهم مكلفون بتسيير امور الدولة على أكمل وجه.فهؤلاء وحدهم يعاقبون أو يثابون وفقاً لما هم عليه من ممارسة صحيحة أو خاطئة للسلطة: أما الملك / الرئيس فحسابه "على ربه,فليس عليه في فعله مسؤولية لأحد من رعاياه".وحده فقط الرأي العام (أو الرأي العمومي,حسب تعبير الطهطاوي) له صلاحية أن يراقب (لا أن يحاسب!) رئيس الدولة,"فالرأي العمومي سلطان قاهر على قلوب الملوك والأكابر لايتساهل في حكمه ولايهزل في قضائه,فويل لمن نفرت منه القلوب واشتهر بين العموم بما يفضحه من العيوب".(وهنا نجد اختلافاً واضحاً بين موقف رفاعة,المرتبط بهذه المسألة تحديداً,في كتابه "تلخيص الابريز" (وكان في الثالثة والثلاثين من عمره عندما نشر هذا الكتاب لأول مرة) حيث يؤيد الثورة على رئيس الدولة في حال أخل ببنود الدستور ولم يراع مصالح الأمة,وبين موقفه في "مناهج الألباب" (وقد أصبح في السبعين من عمره) حيث أن رئيس الدولة (حسابه على ربه)!. لكن هذا كله يجب ألا يذهب بنا الى اعتبار رئيس الدولة,وفق مايراه الطهطاوي,شخصاً مطلق الصلاحية.فهو المؤتمن الأول على الدستور,وعليه ان يراعي مبادئه بل وأن يعمل وفق ماتنص عليه.وعلى أساس من هذا فان صلاحية رئيس الدولة مطلقة وإنما مقيدة بالقوانين المنصوص عليها في الدستور.وفي هذا الاطار يركز رفاعة على وظيفة الدولة.فهي,أي الدولة,وجدت لتحافظ على حقوق المواطنين وحرياتهم.ورئيس الدولة عليه أن يعمل بمقتضى هذا المبدأ.فالمطلوب من رئيس الدولة المحافظة على الدستور وتحقيق الطموحات والغايات التي ينهد إليها المواطنون.فهؤلاء لم يرتضوا الانخراط في إطار الدولة إلا بعد أن التزم رئيسها,أمام الله أولاً وأمام الدستور ثانياً,بتحقيق مطامحهم والدفاع عن حرياتهم وحقوقهم.وعلى هذا فان الطهطاوي ركز في أغلب كتاباته التي تنخرط في إطار فكره السياسي على مايمكن أن نسميه (ضرورة الدولة),وضرورة وجود رئيس "يحسن سياستها".فبدون ذلك,أي بدون وجود الدولة وبغير وجود شخص جدير بالثقة على رأسها,لايستطيع الأمة أن تحفظ "مالها ولاعرضها" ولا أن تتمتع "بحقوقها المدنية ومزاياها البلدية (= الوطنية)".وفي هذا يقول رفاعة :"لا جائز أن تستغني الأمة عن رئيس يحسن سياستها وتدبير مصالحها.فبدونه لا تأمن على التمتع بحقوقها المدنية ومزاياها البلدية,ولاتحفظ نفسها ولا مالها ولاعرضها.فالرئيس المعنون له بأي عنوان كان من ألقاب رياسة الدولة (يعني سواء أكان ملكاً أو رئيساً) هو المحافظ على إجراء الأحكام والقوانين,وعلى حفظ الشريعة والدين". إن مفهوم الدولة الحديثة,وهو المفهوم الذي روج له رفاعة الطهطاوي في البقعة العربية – الاسلامية عامة وفي مصر بوجه خاص يقوم على سيادة القانون.فالقانون هو الذي يقيد بل يحدد الحقوق والواجبات لكل من أفراد الأمة,بمن فيهم الملك / الرئيس نفسه.الأنظمة الدستورية,مثلما لاحظ رفاعة,تمجد سيادة القانون.وعلى هذا فهي تمحض السلطة القضائية مكانة مرموقة في الدستور.فالأحكام التي تصدرها السلطة القضائية حتى الملك / الرئيس لايستطيع التدخل فيها إلا بشروط محددة,والأحرى بشروط قانونية.ولعل هذه الشروط القانونية,إذا ساغ التعبير,تتعلق تحديداً بحق الملك/الرئيس في العفو إزاء بعض الأحكام الصادرة عن السلطة القضائية. إن هذا الحق في العفو المعطى لرئيس يحدده القانون.فرئيس الدولة ليست له يد طليقة في هذا المجال,ويشمل عفوه,وحسب,الجرائم التي تنطوي على خلفية سياسية,وايضاً الأشخاص الصادرة بحقهم أحكام مختلفة بسبب من نشاطهم السياسي.أما ما تبقى من أحكام فليس لرئيس الدولة الحق في التدخل بها أو العفو عنها.ففي الممالك المدققة في الأحكام العدلية – يقول الطهطاوي – "لايصفح الملك عن الجاني في الغالب إلا في ذنب الخوض في الناموس الملكي أو في الصغائر الخاصة بالسياسة الملوكية.ولايتجاوز الملك عن المعتدي في شيء بالنسبة لحقوق العباد المبنية على المشاحة فلا يمنع حدود الله ولا يصفح عن القاتل".وانطلاقاً من ذلك فإن القانون أصبح الشيء الذي "ينظم أمور الدولة ويحدد بطبيعة الأمر حقوق رئيس الدولة وواجباته وعلاقاته بالسلطات العامة في الدولة". وننتقل مع رفاعة رافع الطهطاوي الى الحديث عن السلطة التشريعية وهي المسألة التي أولاها اهتماماً بالغاً.لقد روج الطهطاوي للفكرة البرلمانية في وقت لم تكن الساحة العربية – الاسلامية قد شهدت اي نشاط برلماني على اساس الانتخاب.ولا نعدو الحقيقة إذا اعتبرنا أن كل الهيئات والدواوين والمجالس العثمانية لو يكن لها اي مضمون شعبي,أي أنها لم تكن تحظى بالتمثيل الشعبي الذي يعتبر شرطاً رئيساً في الحياة البرلمانية.ليس هذا وحسب بل إن الهيئات والدواوين والمجالس التي أنشئت في مصر إيان القرنين الثامن والتاسع عشر كانت خاضعة لسلطة الوالي التركي يشكلها ساعة يشاء ويطلب انعقادها أو حلها ساعة يشاء. ومن هنا فان الفضل يعود للطهطاوي في غرس فكرة الحياة البرلمانية,الممثلة بالسلطة التشريعية,في تربة البلاد العربية والاسلامية.وقد أنبت هذا الغرس النبت الطيب بعد سنوات من وفاة الطهطاوي,وذلك عندما قامت في مصر اول جمعية تشريعية على أساس انتخابي.والجدير ذكره هنا أن الطهطاوي مهد لفكرته هذه بترجمته لبنود الدستور الفرنسي وشرحها بحيث اصبحت في متناول الجميع من ساسة ورجال فكر واناس عاديين.وكان رفاعة يرمي من وراء التفسيرات والشروح المسهبة لبنود الدستور الفرنسي الى خلق وعي برلماني في مصر التي لم تكن قد عرفت حتى ذلك الوقت سوى المجالس الادارية المعينة من قبل العثمانيين. وفي شرحه لبنود الدستور الفرنسي تحدث رفاعة عن جوانب مختلفة في الممارسة البرلمانية الديمقراطية,ومنها الجانب المتعلق بفكرة "العملات" أي الدوائر الانتخابية وعددها,وعن شروط الترشيح والتصويت ومدة العضوية فيما يسمى حسب تعبيره,"مجلس رسل العمالات".والى ذلك تحدث عن الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها عضو المجلس فور الاعلان عن فوزه,وعن الجلسات العلنية والسرية,واللجان البرلمانية,وسن القوانين المتعلقة بالضرائب,والقانون الذي يجيز حل المجلس (البرلمان),والدعوة الى انتخابات جديدة,كما تحدث عن العلاقة التي يجب أن تنشأ,وبناء على الدستور,بين أعضاء الحكومة (الوزراء) وبين المجلس,وصلاحية هذا الأخير في مراقبة الوزراء ومحاسبتهم في حالات التقصير.وهذه الأشياء كلها لم تكن قد طرقت,بعد,مسامع الانسان المصري أو العربي. Balagh.com
  4. يختلف البعض في تسميتهم , لاجئين ام مهجريين ولكن الجميع يتفق على ان هناك نزيفا بشريا عراقيا كان وما يزال يدمي جسد العراق افتتح هذا العمود لتسليط الضوء على معاناه لطالما تحدث عنها العراقيون خلال الثلاثين سنه الماضيه وليتم تسليط الضوء عليها الان بوضوح اكبر ربما لاسباب اخرى غير انسانيه ولكن يبقى السؤال , الى متى تستمر محنه العراقيين في وطنهم ادناه مقطع من مقال للنيويورك تايمز يسلط الضوء على بعض جوانب المحنه http://www.nytimes.com/2007/05/13/magazine/13refugees-t.html
  5. أحاول في هذا العمود تسجيل ملاحظاتي اليوميه على الاحداث كمرجع لي مستقبلا لما اكتبه على مختلف المواقع من ملاحظات قصيره وخصوصا على موعي على الفيسبوك salimbaghdadee سالم بغدادي
  6. Iraq: Linchpin of a new oil order Michael Renner* January 4, 2003 http://www.mnforsustain.org/oil_renner_m_u...policy_iraq.htm Rising call: Cut US oil imports Security hawks, environmentalists forge a rare consensus on energy. By Mark Clayton | Staff writer of The Christian Science Monitor http://www.csmonitor.com/2005/0505/p01s04-usfp.html
  7. يحتل موضوع النفط موقع اساسيا في تقرير مصير وسير الاجداث في الشرق الاوسط خلال القرن الماضي و يعتقد الكثير من المحللين الى انه سيكون كذلك لمده اخرى غير بالقصيره. وبالرغم من ذلك في المواطن في هذا الشرق الاوسط يكاد يكون اميا في فهم اسس هذا المجال الحيوي الذي تدخل بشكل مباشر وغير مباشر في تقرير قدره. فبين مغال راديكالي لايفهم سوى لغه المؤامره و الاحاديه في تحليل الامور , الى متغاف لا يعي حقيقه واهميه هذا العامل . افتتح هذا العمود لطرح الافكار المختلفه حول ما يتعلق بالسياسه الامريكيه النفطيه في الشرق الاوسط , املا في توجيه الانتباه الى هذا المجال الحيوي ادناه مقال لكاتب عربي امريكي كتب قبل اكثر من عشره سنوت , اجد فيه بعض الاهميه U.S. Oil Policy in the Middle East Volume 2, Number 4 January 1997 Written by Mamoun Fandy of the Center for Contemporary Arab Studies at Georgetown University. Author of “Middle East Resources for Education and Action,” Worldviews (January-March 1996). Editors: Tom Barry (IRC) and Martha Honey (IPS) http://www.fpif.org/briefs/vol2/v2n4oil_body.html Big Shift in China's Oil Policy With Iraq Deal Dissolved by War, Beijing Looks Elsewhere By Peter S. Goodman Washington Post Foreign Service Wednesday, July 13, 2005; http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/conte...1201546_pf.html
  8. Opening this post as place holder for the new oil law reports and comments العمود مخصص لمجموعه الاراء و المقالات باللغتين العربيه والانكليزيه التي تخص قانون النفط المقترح على البرلمان العراقي يهدف هذا العمود الى تمتين الوعي والثقافه النفطيه التي كانت تعتبر من المحرمات في ظل عهود السيطره المركزيه الشموليه النفط هو ثروه الاجيال , لانريد للاحق منها ان يكون مصيره مثل الماضي الذي احرق في اطار الحروب و النزعه النرجسيه أسئله كثيره بحاجه الى اجابه هل التوقيت مناسب لطرح القانون في ظل ظرف سياسي معقد و استلاب عسكري اجنبي للاراده , ام ان هذه عباره حق يراد بها باطلا سياسيا يحاول وبكل ما يستطيع تاجيل كل ما يوفر للعراقيين من مسببات الاستقرا والرفاهيه التي تصيب مقتلا لامنيات الحالمين بالعوده لمرحله الاستفراد والديكتاتوريه بعد ان انهزم مشروع ارهاب ارده العراقيين هل هناك نقاط نحن بحاجه الى مراجعتها باعتبار هذه الثروه هي ارثنا المشترك الرئيسي الذي نريد له ان يتحول الى عاملا يعزز تلاحمنا ووحدتنا , لا ان يكون من مسببات افتراقنا وقتلنا كما كان في الماضي على عهد عهود الظلام و السرقه والدكتاتوريه و الجهل اليست مفارقه ان نكون فطاحلا في التحليل السياسي و الديني و الطائفي و لكن اشبه بالاميين في مجال النفط و صناعته و قيمته ونحن في منطقه قد كتب تاريخها بحبر من نفط؟ اليس ذلك ما اراده اولي الامر من سارقي نعمتنا التي ورثناها عن ابائنا ,ليس لسبب بل كي يسهل عليهم ذلك.. لعل القيمه الحقيقيه لقانون النفط تتلخص في تلك العمليه التثقيفيه الشعبيه في مجال التعريف بحقوقنا وثروتنا , وكما كان الدستور ثوره عقليه لنجعل من ممارسه نقد القانون وسيله لتعميق فهمنا لهذه الثروه و كيفيه ادارتها للحصول على افضل مردود يخدم خطط التنميه القوميه وبناء العراق الجديد, على الاقل كي نستطيع التمييز بين من يريد لنا الخير وبين من يريد عكس ذلك حتى ولو تلبس بلبوس الاصلاح والخبره. بغدادي
  9. حوار ذهني ممتع , افتح هذا العمود منقولا من عمود اخر معتذرا من الاخوه جميعا لاني اجد فيه اهميه خاصه لمعرفه الاوليات يرجى المتابعه على الرابط http://baghdadee.ipbhost.com/index.php?showtopic=709 المشرف العام على بغدادي ############################################################### العزيز Safa أشكر لك كريم اهتمامك بتساؤلاتي. يبدو أنك تتمتع بثقافة تاريخية تستحق التقدير. جد. ولكن الجواب قد يخلق أحيانا سؤال.إذا كانت التوراة حتى بعد التحريف مازالت تحمل حكم الله فما الجدوى من إرسال عيسى ومحمد؟ كثرة الأديان تزيد من أسباب الاختلاف ومن ثمَّ الخلاف بين البشر لست مجبولا في الحقيقة على حب الجدل ولكن مثل هذه الأسئلة تلح على الذهن. لك تحياتي -------------------- http://www.postpoems.com/members/humanpulse/ ############################################################ Quick Edit Safaa Dec 5 2006, 03:41 PM | العزيز "انسان" سؤالك يختصر كل المسافات, انه بالتاكيد كل الاسئله. نستطيع اختصاره ليتحول الى حوار طرشان او نسترسل فيه حوارا عميقا. انا افضل الثاني ولامانع من الاول قبل ان ندخل في حوار ممتع دعني اسألك :على اي من الاسس يجب ان نبنيه. اقصد الاساس الديني ام الفلسفي ام الانساني ام الاكاديمي. فلكل منحى و مذهب انا افترض ومن خلال معرفتي المتواضعه بكتاباتك الملفته وتساؤلاتك المنطقيه وتجلياتك المحلقه في سمو التصوف , ان منطقك روحي انساني اكاديمي منطقي بعيد عن المسلمات الدينيه و الطروحات الفلسفيه الميتافيزيقيه, فهل نتخذ من ذلك اساس نعتمده حكما في حوارنا ساكون سعيدا ان نطلق لافكارنا العنان في بحر حريه الراي , فهل انت مستعد ############################################################# Quick Edit Insan Dec 6 2006, 11:38 PM | من يسرف في التفكير فيما يتعلم وما يمر به من خبرات يتحول إلى كائن معقد التركيب ذهنيا، ولا بأس في ذلك لأنه ينسجم مع طبيعة الحياة المعقدة. لو نظرنا إلى التراث ووقائع الحاضر بطريقة تبسيطية لأصبحت مواقفنا ساذجة وتستوجب الرثاء. نحن بحاجة إلى مقادير من النقد الذاتي فهذا هو السبيل إلى الإصلاح (الانتقال إلى وضع أفضل). والحق أن نظرتك إلى ما اقترفت من الكلام نظرة ثاقبة وتعكس ثقافة وتَفَهُم واتساع أفق تحسد عليها. الفلاسفة أخذت منهم على قدر ما يستوعب ذهني الضئيل وأُجِلّهم منتهى الإجلال لأنهم أتقياء ولكن بما يملي عليهم منطقهم ونواياهم الصادقة. هم أيضا يؤمنون بالذات الإلهية (أو النظام الخلاق المسيطر) ولكنهم ينزهونها عن التشبيه بصفات وسلوكيات البشر التي ألصقته بها مختلف النصوص الدينية. أما عن أهل التصوف فإني أحب الصالحين ولست منهم إلّا أنهم يحلون في ذهني بشكل مفاجئ أو بالأحرى أدبياتهم. وأما عن أهل التقليد فهم أقرب إلي من حبل الوريد. أحترمهم، لكن أخافهم لأنهم أقرب إلى البطش منهم إلى العقل. وأما عن الحوار فالحوار جيد. والقصد منه تبادل الأفكار ليس إلاّ. المشكلة أنّ مشاركاتي في الحوار هي مجرد أسأله فأنا لا أملك من الحقيقة إلا ما يشبه السراب. لست معلم، أنا تلميذ يتساءل. -------------------- http://www.postpoems.com/members/humanpulse/ ####################################################### Full Edit Quick Edit Safaa Dec 7 2006, 07:18 AM | العزيز "انسان" يصعب علي اختيار نقطه بدايه ولكني ساحاول سرد افكار تبدوا متباعده ولكنها قد تلتقي لاحقا عند نقطه بدأ بها تساؤلك المهم. النظريه الدينيه تنطلق من مبدأ يتمثل في كون الانسان هو مركز اهتمام هذا الكون الهائل والامتناهي في التعقيد حتى بمقاييس الانسان نفسه. من هنا تنشا اشكاليه تحتاج الى فهم , لماذا يهتم خالق هذا الكون , في حاله وجوده, بالعلاقه المباشره بالبشر. وعلى افتراض ان هناك اهتمام خاص فهل ممكن للعقل البشري ادراك ماهيه هذا الخالق وطبيعه ارادته ومن ثم توصيفه من خلال المعرفه الانسانيه. لااريد الدخول في بحث فلسفي هنا ولكن وجدت هذه الاسئله مهمه قبل الولوج الى الاشكاليه الاخرى التي طرحتها. وكما ذكرت , السؤال انما يطرح اسئله. انا اعتقد ان هناك صفه خاصه للبشر تجعلهم متميزين عن كل ما ادركناه ,لحد الان, من موجودات كونيه . هذه الصفه تتمثل بالقدره الغير متناهيه على الابداع والخلق. وما اقصده هنا الخلق الذهني وليس الفيزياوي. ولكي لا اكون مثل الذي يحاول فرض افكاره تعسفا , دعني اشرح هذه الفكره البسيطه اليوم عندما نقارن الموجودات , حيه او غير حيه, انما نقارن حجمها و طاقتها. فالجبل اكبر من الصخره والاسد اقوى من الثعلب . والخالق اقوى من الجميع. اذن ميزه الخالق هي القوه. ولكن ماهو نوع هذه القوه. انها ببساطه القدره على الفعل بنفسه. اي ان منتهى العظمه هي القدره على الفعل وليس الفعل فقط. فالخالق اقوى من القنبله النوويه لانه قادر , حسب النظريه الدينيه, على الاتيان باكبر منها . حتى ولو لم نرى ذلك لننظر حولنا و من خلال هذا القياس البسيط , ماهو الموجود الكوني الفيزياوي , المعروف لدينا , الاكثر قدره على الفعل بنفسه. انه بلا شك الانسان المجبول الى قدره العقل . ربما يقال ان كل الكائنات الحيه لديها قدره الفعل بنفسها وان هناك من الحيوانات ما يستطيع محاكاه البشر وان هناك اجهزه كومبيوتر تفوق قدرات العقل الانساني, ولكن كل تلك لا تصل الى القدره على الخلق بنفسه وبارادته كما يفعل الانسان. ربما نجد من يفوقه او يشاركه يوما من الموجودات الكونيه في امتلاك مثل هذه القدره ولكنه بدون شك يتميز بها توضيحا للفكره , دعني اضرب لك مثلأ طاقه الاسد هي ان ينتقل الى مسافات ربما لاتتجاوز حدود طاقه عضلاته وستكون نفسها بعد الالاف السنين ولكن ماهي حدود طاقه الانسان. اليوم وصل الى القمر , الى اين سيصل بعد الف سنه وفي ضل ثوره العقل الجمعي؟ . واين سيصل بعد مائه الف سنه. هل هناك حدود لتلك الطاقه المتراكمه جذريا تصاعديا. الانسان بدون شك الاقوى والاهم حتى يثبت العكس ماعلاقه ذلك بالسؤال الاول اعلاه الذي طرحته؟ العلاقه ربما تكون من خلال سؤال اخر . اذا افترضنا وجود خالق حكيم لهذا الكون المعقد , فما الحكمه في اعطاء الانسان هذه الميزه. وهل امتلك الانسان هذه القوه المسماه "العقل" بالتطور الطبيعي ام باراده ربانيه خصته بذلك؟ ربما يختلف البعض ولكني من خلال قرائتي الشخصيه ومعلوماتي المتواضعه اؤومن بان هذا التطور العقلي لم يكن تسلسلا طبيعيا . ولااقصد هنا التطور الفيزياوي , فالقرد فيزياويا لايكاد يختلف عن الانسان . انما اقصد موهبه العقل. من يتعرف على الجوانب التشريحيه للمخ الانساني ربما لايجده مختلفا بصوره جذريه عن القرد ولكن مواهب هذا العقل وقدرته عند الانسان تفوق ذلك الذي يتمتع اخوه القرد بعدد مضاعف من الاضعاف بما لايسمح للتطور الطبيعي تفسيره , اخذين بنضر الاعتبار مده حياه الانسان المكتشفه على الارض. بالنسبه لي لابد وان تكون هناك لحظه زمنيه تم فيها ابداع هذه القدره في المخ البشري. انها مثل عمليه تحميل نفس جهاز الكومبيوتر بمشغل انظمه اكثر تطورا, مما يجعل فعاليته اكبر . من يقارن جهاز محمل بنظام "دوس" باخر محمل بنظام " وندوز" مثلا , ربما لا يجد فارقا في المحتوى الفيزياوي فكلاهما عباره عن مجموعه تقنيات ماديه و بيانات وقواعد ولكنه بالتأكيد يجد القدرات مختلفه جذريا بين الجهازين. من هنا فلابد لهذه القدره الانسانيه الهائله ان تكون قد تم امتلاكها كنتيجه لفعل تحميلي غير طبيعي. قبل ان نتقدم للخطوه اللاحقه اريد ان امتحن هذه الفكره من خلال تعليقك او تساؤلك او رفضك لها. فهي في نظري اساس ما يتحصل لاحقا من خطوات حواربه ######################################################## Insan Today, 08:16 PM | طبعا أنا أعجز من أن أجيب على كل الأسئلة التي أثرت بشكل كامل ولكن دعني أستعرضها حسب سياقها في مداخلتك السابقة لأرى إن كان لدي ما يمكن أن أقول: 1. إذا أخذنا مفهوم الخالق حسب النظرية الدينية وبالاعتماد على التاريخ الديني فأنا أملك الثقة على القول بأنه لم يهتم بالعلاقة المباشرة أو غير المباشرة بعموم البشر. كان هناك اهتمام – حسب الكتب الدينية- ببني إسرائيل لما يقارب العشرة قرون بشكل غير مباشر عن طريق أولئك الذين زعموا أنهم رسل أو أنبياء حتى أن كتبهم تتحدث عن "آله بني إسرائيل"!! وليس رب البشرية. ثم جاء من يحاول تصحيح التصور وكانت النتيجة فكر هجين. ويؤسفني أن أقول أنه لا يوجد فكر ديني صافي، منسجم الأجزاء وعلى مستوى العلوم الطبيعية من الناحية المنطقية. 2. ليس بوسعنا إدراك ماهية الخالق بشكل تفصيلي سواء كان هذا الخالق هو الذي تصوره كتب الأديان أو تلك القوه المدبرة التي يتصورها ذهن العقلاني. لكن ما نتيقن منه هو وجوب تحقق صفة الكمال لهذا الخالق بكل أبعاد ونواحي الكمال وهذا هو أس الأسس للجدل بين أهل العقل وأهل النقل. 3. أعتقد أن الطبيعة لها القدرة الذاتية على الفعل بشكل يفوق الإنسان. والحقيقة أن الإنسان في إنجازاته كان يتعلم من الطبيعة. تأمل مثلا ما يسمى living systems لديها قدرة خلاقة قد تفوق قدرة الإنسان من ناحية الدقة ولكن عملها الخلاق هو من أجل استمرارية وجودها. وان كانت قدرتها الخلاقة ليست تصاعدية إلا أنها طبيعية تنبض بالحياة بينما أعمال الإنسان الخلاقة هي صناعية لا روح لها في الغالب (باستثناء إنجازًا مثل التناسخ ). وهذه النظم تتميز بأنها لا تحتاج إلى التجارب التي مر بها الإنسان كي ينمي قدراته الخلاقة. انظر خصائص هذه النظم في: CH 20, Sustainable Society http://www.ratical.org/LifeWeb/Erthdnce/ أو انظر كتاب: The Web of Life by Fritjof Capra 4. مما رأيت لا أستطيع أن أتصور أن هنالك حد. كل ما حقق الإنسان اكتشافا فإن فهمه للطبيعة يزداد مما يمهد لاكتشاف جديد وهلم جرا ولكن هل بوسعه أن يفهم جميع مكنونات الطبيعة، إذن سيكون شبه آله. المأساة أن الإنسان حقق إنجازات فكرية ومادية ضخمة وأخفق في أن يتعايش مع نفسه، لكن هذا ربما يكون خارج مجال النقاش. 5. . هذا السؤال يقودنا إلى السؤال عن الحكمة من وراء وجود الإنسان بشكل عام. والجواب يتطلب وحيا يوحى. وحيث أن الوحي قد انقطع فلابد أن نلتمس الجواب في آخر ما أنزل والذي من المفترض أن يعطينا الأجوبة القطعية المقنعة. هنالك آية تفيد بأن الهدف من خلق الإنسان هو العبادة " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " (الذاريات 56). أنا أجد هذا غير مقنع. فالبشر ناقصون وكل ما يقوم به الناقصون من أعمال فهي ناقصة. فهل يحتاج الكامل إلى الناقص؟ الآن تجد أن بعض النماذج البشرية التي استبد بها مركب النقص تتعطش إلى الهتافات والتصفيق والتعظيم لأنها صغيره في الداخل وتجد في المقابل من البشر من يتمتع بالحكمة ولا يتطلع إلى مثل هذا الأعمال اللامجدية. فما بالك بالآلة على كماله واتساع ملكوته؟ هل يحتاج إلى هذه العبادات الروتينية وخاصة ما كان منها مرهق للناس كالحج وما ينطوي علية من ازدحام وفوضى وتهيئة الظروف لانتشار الأوبئة وحوادث الموت وحركات لا معنى لها كرمي الحجارة والركض حول الكعبة وبين الصفا والمروة وكأنما فقد الناس صوابهم؟ هذا غير مقبول عقلا. وحتى الملائكة لم تقتنع بأن العبادة هي المبرر المعقول فهم يسبحون بحمده ويقدسون له. تأمل هذا النص: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة 30) ملاحظة: لا أدري من المتكلم في هذه الآية ؟ صيغة المتكلم هنا "وإذ قال ربك ..." لا توحي بأنه الرب ولا محمد! شخص وسيط غامض! ولكن في الآية 34 تتغير صيغة المتكلم بحيث يبدو أن الرب هو المتكلم “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ". هذه مجرد ملاحظه اعتراضية. فكر فيها فيما بعد حتى لا تفرع الحوار. وهناك آية تبرر الخلق بأنه الحاجة لاختبار الناس، "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"(الملك 2). والاختبار كما أعلم هو حاجة بشرية لأن علم البشر محدود والوسيلة إلى الاكتشاف هي التجربة والاختبار. أما الرب الذي يعلم ما يكون قبل أن كون فهو لا يحتاج إلى الاختبار. فمسألة الابتلاء مرفوضة بداهة. خلاصة القول لا أنا أعلم مالحكمة ولا القرآن يسعفني بالجواب. 6. . (العقل لا ندري. القدرة نمت بالتدريج ) الإرادة ضرورية لوجود كل شيء بغض النظر عن كون الخالق هو كما تصوره الكتب الدينية أم لا. وقد يكون الإنسان جاء منذ البدء بهيئته الحالية بما في ذلك إمكانياته العقلية وقد يكون مر بمراحل تطور عديدة. لا أحد يعلم. ولكن ما أجزم به أن قدراته الخلاقة قد مرت بمراحل عديدة من التطور عبر التفاعل مع الطبيعة والتجارب. أنظر كيف جعلتني أجيب على الأسئلة كأحد المشائخ وأنا أصلا أبو التساؤلات. -------------------- http://www.postpoems.com/members/humanpulse/
  10. تم فتح عمود خاص للحوار الممتع على الرابط ادناه, راجيا الاخوه الانتقال اليه لاهميته http://baghdadee.ipbhost.com/index.php?showtopic=772
  11. We try our best to clean up such posting. The open registeration policy might need to be revised. However , this might bring some inconviences to members
  12. ياسامعين الصوت يسألوني انت شيعي ؟؟ انت سني ؟؟ وين ساكن؟؟ يم الشيخ لو يم ابو النعمان لو يم ابو الجوادين وآنه بالحسينيه... بالجامع أدور منهو اليوم طاحوا طاح أخوي؟...أنذبح خالي ؟...أبن عمي؟ ما أبجي عليهم... أبجي منهم ياخايبين ضيعتوا الوطن والوطن غالي أعز من روحي عندي يسالوني انت شيعي؟ انت سني؟ وآنه للكاظم أبذاك الصوب ازوره أنامن بالصحن من شمة عطوره وبكربلا للحسين أتعنه ازوره... من صغر ظفري وصغر سني ويسالوني انت شيعي ؟... انت سني؟ آنه بالجوادين بذاك الصوب تباركت وأدفنت أمي و بشيخ معروف نايم المرحوم ما من يوم وسألني على امك أنت طالع لو على عمك النام يمّي؟ بالهويه ياخذوني اليوم ويسالوني وين رايح انت سني؟ كلت والله للعباس جدي مِتعنّي أرد أشوفه ... أسأله العباس سني ؟ كلت متعنّي أشوفن داحي خيبر الكرار أشكيله همّي أرد أشوفن ويرضى الحسين بكربلا... وبنفس الوطن ينهدر دمك و دمي؟ آنه ما ادري أصار بيينه .... آخ وياوسفه الصار بيينه الله واكبرسووهه بيينه ياوسفه ونجحت خططهم ياوسفه اللي طاحوا بالجوامع بالحسينيات اليوم ذوله أولاد خالي ...أولاد عمّي ياهالوادم من الصوبين أتفلش وطنّه يهالوادم وصلت النار بحجرنه وأحتركنه ياسامعين الصوت الجاي منهم أكثر من اليوم بحزنّه ياسامعين الصوت كافي أنت شيعي؟....أنت سني؟ ياخوي الوطن من الصوبين طايح ياخوي من طائفية الشردتنه وطشّرت دمك ودمي ياعراقي أصحى تره أتفلش بلدنا ... ياخويَ احتركنه ما بقى بالوطن غيرالجنايز... على الصوبين يمّك ويمّي ياخويَ الاجنبي وج النار بيينه ياخويَ وفرحان بذبحنه منّا بيينه... ماله شغله يتفرج علينه... أمجتف أبيده ويغنّي ويسألوني أنت شيعي؟... أنت سني؟ ياخويَ ودير بالك فلشوا الجامع الجنت بي وياك أصلّي كالوا الشيعي علكها ... والحسينيه فجّروهه... وكالوا الفجّرهه سنّي ياخوي وآنه للحسن والهادي أضمه.... من زمان انام وياه بالصحن من صغر سنّي آنه افجره وصدّكت والائمه تاج راسي... بعد ابوي وبعد أمي وصدّكت تطيني اِيديَّ.... ومن زمان أنت تشيل همّي ياخوي وصدكت لو نسيت أحنه بثورة العشرين أيد وحده ... وبيهه أنخبط دمك بدمي ياخوي شبيك وكافي عاد العراقي باللبن فتّح ُأهُم اللي شعلوهه وكالوا.... هذا شيعي.... وهذا سني اخوك العراقي الرجاء نشر هذه القصيده لكل العراقيين الاحبة في وطننا العراق الجريح
  13. A flying littel bird An Iraqi is writing diaries on behalf of her sister
  14. Again this web site was under attack .. It is eay to retrieve the data .. pLEASE DON'T POST ANY IMPORTANT ARTICLE AS IT MIGHT BE LOST. Such acts is the best wat to acknowledge our efforts, simply means our site is making a difference otherwise the hacker would not spent time on breaking through.. Thanks to the hacker give us that apportunity
  15. For importance and to have a closer look on how normal Iraqis inside Iraq go with their lifes and keep the hope spirit, below is article from Abo Ahmed's post under "By Iraqis from inside" Thanks for Mutergem to volunteer his time to translate it! -Baghda حفلة تخرج عبودي هو ثاني اولادي وعمره خمس سنوات ونصف بعد الكبير وعمره ثمان سنوات وهو في الصف الثالث والصغير عمره ثلاث سنوات اليوم هو يوم الاثنين المصادف 24/4/2006 هذا اليوم ينتظره عبودي منذ شهر لانه اليوم الذي يتخرجفيه من التمهيدي وهم يتدربون عليه منذ شهر في الروضه لاداء فعاليات هذا اليوم ولكن قبل اسبوع من الان جءنا كتاب من الروضه يقولون فيه انهم قرروا الغاء هذا النوع من الحفلات بناء على كتاب صادر من الوزاره مفاده الغاء هذه الحفلات بسبب الخوف من العمليات الارهابيه التي تستهدف هكذا تجمعات حقيقة احزننا هذا الخبر في البيت انا وام احمد وجدة احمد (والدتي) ليس لسبب فالذي نمر به من الماسي لايعادل شيء في قاموس الحفلات ولكن الذي احزننا هو اصرارنا على ان الحياة يجب ان تستمر لذلك ترانا باقون في بغداد رغم فرصنا العديده في تركها والكن في محافظات امنه مثل كربلاء التي نملك فيها منزلا او حتى السفر الى سوريا والبقاء هناك ونحن ولله الحمد نتمكن من العيش هناك لفتره طويله ولكننا بقينا هنا واصرينا على ان الحياة يجب ان تستمر احزننا الخبر لسبب اخر هو اننا قبل اكثرمن ثلاث سنوات كان ابني الاكبر ايضا في الصف التمهيدي في ذلك الوقت وكان يتدرب لاداء حفلة التخرج والغي الموضوع برمته في حينها بسبب حرب الخليج او (معركة تحرير العراق )او ( معركة اسقاط بغداد) الخ من هذه المسميات التي لاتهمني اطلاقا لان الوطن في نظري هو المواطن وليس التراب ومادام المواطن باقي فالوطن بخير .. فقلنا هل سيحرم عبودي كما حرم اخوه الاكبر من هذه الحفله التي طالما انتظرها بادرت بسرعه ام احمد وجدته الى مراجعة الاداره ومحاولة اقناعها بالعدول عن هذا القراروبالفعل تم التوصل الى حل وسط وهو اختصار الحفله الى الربع وابلاغ العوائلعنها بنوع من السريه وتمت الموافقه على ذلك وفرح عبودي وفرح بقية الاطفال عندما عادوا للتمرين على الحفله وقبل اربعة ايام من الحفله حصل عمل تخريبي استهدف المحوله الكربائيه التي تغذي المنطقه برمتها مما سبب انقاع الكهرباء الى يومنا هذا ورغم ذلك استمرت ادارة الروضه بالتمرين والتهيئه لهذا اليوم وبالامكانات الذاتيه البسيطه وجاء يوم الاثنين وكالعاده وربما زيادة عن العاده كان صوت اطلاق النار والتفجيرات كثيفه جدا جدا ( ربما انها من باب الفرحه بالسيد المالكي او الطلباني او المشهداني ) الله اعلم رغم انه نوع جديد من الاحتفال بواسطة السيارات المفخخه …… على كل تهيانا للذهاب لحفلة التخرج وكان موعدها في الساعه العاشره وذهبت انا وزوجتي ووالدتي وبصحبتنا طفلي الاصغر ذو الثلاث سنوات وابتدا الحفل كالعادة بكلمة المديره التي عبرت عن اعتذارها عن اختصار الحفل بسبب الظروف الحاليه وانها متالمه اكثر منا لان اولادنا هم اولادها ومن ثم قامت الطفله مريم بقراءة سورة الفاتحه وتلتاه الفعاليات الجميله اولها تسليم الرايه من احد اطفال التمهيدي الى احد اطفال الروضه وكم كان هذا جميلا وطفل التمهيدي يقول للاخر ( اسلمك علم الروضه عهدة وامانه ) وبدات الفعاليا وهي اناشيد انفراديه وجماعيه للاطفال وبدا المعلمات بتوزيع الجكليت والكيك علينا وكن كان ذلك غريبا فالكيك يوزع وصوت الرصاص يدوي والجكليت يوزع والاطفال ينشدون والانفجار يدوي في اذاننا والاطفال يسلمون علم الروضه والمفخخات تنفجر والاهالي هنا نمشغلون بتصوير اطفالهم عبر الموبايلات والكاميرات ومن الطف المناظر التي جرت في الحفل هو ان احدى الامهات كانت تهلهل و ( تطش الجكليت على الاطفال ) واذا باربعة اطفال يتركون الفعاليه ويركضون لجمع الجكليت فنادتهم المشرفه(يمعودين كملوا النشيد وبعدين جمعوا الجكليت) وانتهت الحفله على خير وسلامه وعلى السريع ذهبت لاتابع الاخبار لاسمع انه في هذا اليوم كانت هناك ثمان سيارات مفخخه اضافة الى حادث الحزام الناسف في الجامعه المستنصريه كالعاده الدماء الغاليه تسيل والحياة تستمر ونحن جالسون واذا بابني الاكبر حزينا فقلت له مابك فقال ان حظ عبودي احسن من حظي فانا حرمت من هذه الحفله ومن السفر مع اشبال العراق فسالته عن ذلك فاجابني ( انه راى في التيفي قبل ايام ان الفريق العراقي سافر الى امريكا للمشاركه في بطولة كرة قدم للاشبال هناك وانهم استمتعوا مع العوائل الامريكيه حيث قضوا معظم اوقاتهم معهم هناك اثناء البطوله وسبب حزنه هو انه يمتلك مهارات كرويه جيده ولكني لااستطيع ان ارسله الى المدرسه الكرويه لانها في جانب الرصافه وهي بعيده جدا عنا وتستغرق على الاقل ساعه بالسياره والوضع الامني لايساعد على ذلك اي انه سوف يفقد اي فرصه حاليه لممارسة هوايته المفضله وانه راى ذلك كله على قناة الحرة عراق وفي العصر وبعد يوم حار كالعاده واذا فجاة الغيوم تتجمع لمطر مطرا غزيرا والمطر يتحول الى حالوب ويركض الاطفال لجمعه في الحديقه سبحان الله فبعد ضرب الكهرباء يابى الرب الكريم الا ان يرحمنا بتغير في الجو وامطار تتساقط تخفف علينا وطاة الحر الشديد خصوصا ان المطر والحالوب في نيسان يدعونا الى التفاؤل ونحن العراقيين لانملك الا ان نتفاءل وهذا هو سلاحنا الوحيد وفي هذه الاثناء تذكرت ان هناك كلبة في الشارع ولدت قبل شهر ثلاثة جراء والتي نعطف عليها يوميا بالطعام وقلت لامي ماذا تفعل هذه الكلبه المسكينه في هذا المطر الكثيف ونظرت من الباب واذا بها ترضع جراؤها الثلاثه وكان منظر جميل وعلى الفور التقطت لها صوره بالموبايل وجلسنا لتناول الكعك والشاي عصرا فقالت لي امي ( يمه انت مقهور على الكلبه .. انظر الى الدماء والمجازر التي حصلت اليوم ) فاجبتها ان كل فعل دموي او قاسي يثيرني ويستفزني وافعل مابوسعي لمنعه ولكن ماباليد حيله الحياة يجب ان تستمر وانا لله وانا اليه راجعون واتصلت بابن عمتي سليم لاطمئن عليهم لان احدى المفخخات كانت قريبه منهم واجابني الحمد لله انهم بخير ولكنه كان متالما من منظر سيارات تحمل جثثا الى الطب العدلي معظمها مقطوعة الرؤوس ( الله اكبر اكثر من ثلاثين جثه مقطوعة الراس ) ماهذه القلوب التي تقتل وتقطع الرؤوس لا لشيء فقط لمجرد ان الاخر يختلف معهم في الراي الهي افضل ان اكون من مقطوعي الراس على ان اكون من قاطعيه وهكذا تستمر حياتنا وننتظر غدنا ولانملك الا التفاؤل والحمد لله Translating the above by Abo Ahmed -Mutergem ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ Graduation ceremony Aboudi is my 5 years old second son , my first is a third grade eight years old. Today is the monday 2006-04-24 , it is the day that ABOUDI IS WAITING FOR for a month, it is his kinder garden graduation day, kids are practicing the ceremony over a month. One week ago , a school letter told us that they cancel such ceremony following a new instructions by the ministry for security concerns and recent attacks by terrorists on different schools. We were so upset, me , my wife, my mom not for a reason but because we insist that life should continue, that is why we stay in Baghdad at a time we have a house in Kerbala and we can survive easily by moving to a neighboring country. here is another reason why we got upset .Three years ago my elder son ran into same scenario during the war.. We questioned if Aboudi will miss it just like his brother.. My wife approached the administration at the school to convince them to change their mind, they finally reached a compromised solution, they decided to make it in secret and to have only close simple party, kids were so happy and get back to training for the ceremony. Unfortunately four days ago , the electric transformer in the neighborhood got exploded by a terror bomb! However the school decided to continue with the graduation with the available resources.. So the great Monday just arrived though the violent fire was much greater , today explosions where so intense, probably they want to celebrate Maliki and talabani and Meshhadani!. it is a new type of celebration using bomb cars.. Any how we went at ten in the morning. The Principle regret the close party , then the kid Mariem recited a quran sura, then other activities starting with flag delivery and parents taking shots and filming while sweets were spread "Iraqi style". It was so funny when one of the kids skip the activity to collect candies and then return complete his chanting team The sweets was delivered while the explosion sounds and the firing all around, kids are delivering the school flag and the firing on and on.. The ceremony ended safe and we return back home to hear the news that there were eight car explosions and one suicider hit Mustansiria University,. As usual more blood more insist on life while we sit, my elder son came to me so angry , when asked him , he replied : Aboudi was luckier than me. He got the graduation and didn't. Also I missed the chance to travel with the Iraqi kids football team to America. Al hura tv broadcasted a report about the team visit to America and lived with AMERICAN FAMILIES . he was angry because he got a very good skills but I could send him to the football club because it is far on the other side of Baghdad and security situation would not allow to send him .. Afternoon and after a very warm day, a sudden unusual heavy rain and surprisingly hailing! Oh what a coincidence, after damaging the transformer , God bless us us with his mercy by sending such hail and rain to cool the weather. Iraqis think of April rain as a sign of hope.. we don't have any weapon but to feel optimistic . Suddenly I remembered the street dog that got three kittens three month ago, we used to feed it . I asked what this poor dog is doing in such crazy weather, I looked through the door, she was nursing her kittens! I photo it with my mobile phone! While we sat to have our routine afternoon tea and cake, my mom commented " You are feeling sad for the dog , just have a look to all this blood and massacres today".. I replied, all criminal acts depress me and Iwould do any thing to stop it but what we can do, life should continue.. I called by the phone my cousin because one of the exploded cars was near by to their house. He told me that they are safe but the scene of thrity bodies without heads was very sad! I thought, what type of people these criminals are . I wish to be a beheaded than to be a head cutter! Any how we have nothing but keep our optimism high and keep hoping for a better future..
×
×
  • Create New...