Jump to content
Baghdadee بغدادي

Safaa

Members
  • Posts

    255
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by Safaa

  1. الإعتراف الأخير...

    قصة البرنامج النووي العراقي

    يرويها المسؤولان عن انشائه وتطويره

     

    نشرت "الحياة" سبعة حلقات من كتاب جديد للمسؤولين الأبرزين في البرنامج النووي العراقي في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وكتاب "الاعتراف الأخير" الذي كتبه جعفر ضياء جعفر و نعمان النعيمي سيصدر قريباً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت في اواخر الشهر الجاري

     

     

     

     

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...5aec/story.html (part 1)

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...d1f3/story.html (part 2)

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...7021/story.html (part 3)

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...31ea/story.html (part 4)

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...5414/story.html (part 5)

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...ca1c/story.html (part 6)

    http://www.daralhayat.com/special/05-2005/...457c/story.html (part 7)

     

     

    الإعتراف الأخير...

    قصة البرنامج النووي العراقي

    يرويها المسؤولان عن انشائه وتطويره

     

    نشرت "الحياة" سبعة حلقات من كتاب جديد للمسؤولين الأبرزين في البرنامج النووي العراقي في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وكتاب "الاعتراف الأخير" الذي كتبه جعفر ضياء جعفر و نعمان النعيمي سيصدر قريباً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت في اواخر الشهر الجاري.

     

  2. اقتراحات لفتره المائه يوم
    المهندس صفاء الحكيم
    اذار 2011
    مرفقه في ادناه بعض المقترحات التي اجدها ضروريه التنفيذ ضمن سقف المائه يوم الاولى والتي الزمت الحكومه نفسها بها. ربما تجدون فيها الكثير من النقاط غير الجوهريه ولكنها تنطلق من فهم خاص تعلمناه وعايشناه في المهجر.
    فمن اول مستلزمات الحكومات الديمقراطيه هو الحرص على حيازه ثقه المواطن التي عاده ما تتمثل بما يحتك به من دوائر . فمن مراجعات رسميه الى طرق المنافسه في التعيين الى تعقيد في الاجرائات كل ذلك يوصل المواطن الى ما يستشفه من قناعه بفساد الحكومه من خلال عدم ثقته بها او عدم احترامها له او لوقته. لذا فان الكثير من هذه النقاط ادناه لاتشمل المعالجه الحقيقه التي بالتاكيد تتطلب وقتا اطول بكثير من المائه يوم ولكنها تحاول تقليل الفجوه بين الحكومه والمواطن من خلال اجرائات صادمه بينما تعمل الاجرائات الاخرى على تنفيذ الاصلاحات الجذريه

    لائحه ببعض الاجرائات العمليه الممكن تحقيقها خلال المئه يوم الاولى من عمر الوزاره المالكيه الثانيه وذلك من خلال قيام الحكومه بالزام نفسها بها بالاعلان عنها ثم محاسبه الوزارات المعنيه على تنفيذها. اقدمها كمقترحات محاوله مني للمساهمه في مساعده الحكومه لتحديد افضل الخدمات الممكن تقديمها للمواطن بخصوص علاقته بدوائر الدوله و التي اجد فيها واحد من اهم نقاط الاحتقان والانتقاد

    اولا:تحسين طريقه التعامل الحكومي
    اختيار اسوء عشر دوائر حكوميه من حيث معدل مده انتظار استلام ملفات المراجعين وذلك بتوسيع عدد نوافذ استلام المعاملات بما يضمن مده استلام لاتزيد عن ما معدله خمسه عشر دقيقه. على ان يتم التحول الى بقيه الدوائر الاخرى ضمن سقف زمني مناسب من اجل تقليص فتره الانتظار في كافه دوائر الدوله الى ما لايزيد عن سقف الخمسه عشر دقيقه. اهم مايوفره المقترح هو القضاء على الابتزاز و تقليل معاناه المراجع, صاحب الحق الاول
    اصدار التعليمات وتنفيذها ضمن سقف المائه يوم بان تكون قاعه المراجعيين لاي دائره حكوميه بمستوى خدمات غرفه مدير الدائره من ناحيه النظافه و الراحه والمرافق العامه وتخصيص المبالغ اللازمه لها من ميزانيه صيانه هذه الدوائر كـأسبقيه

    البدء بتنفيذ فتح مراكز النافذه المركزيه الواحده في كل منطقه ولغايه مستوى المحله او الناحيه, تكون مهمه المركز مساعده من يرغب من المراجعين وذلك باستلام و ضمان تعقيب المعاملات لدى كافه الدوائر بوصل رسمي دون الحاجه الى مراجعه الدائره المعنيه و خلال فتره لا تتجاوز سقف محدد

    تاسيس دائره لحمايه مصالح المواطنين في رئاسه الوزراء ترتبط بها دوائر مشابهه في كافه المؤسسات والوزارات مهمتها استلام المقترحات و مراجعه شكاوي المواطنين بما يتعلق بتاخر تمشيه المعاملات والاعتراض على الاجرائات الحكوميه و شبهات الرشوه على ان تكون بمتابعه مباشره من قبل الوزراء المعنيين من خلال تشكيل فرق متابعه سريه ترفع تقارير عن مستوى اداء الدوائر في مجال التعامل مع المراجعيين والتحقق من صحه الشكاوي واعطاء ذلك اهميه خاصه. على ان يرافق ذلك حمله اعلاميه وطنيه لحث المواطن على التقدم بشكواه من خلال صناديق خاصه تعد لهذا الغرض فقط

    يكون التعيين على الوظائف الحكوميه مما تتطلب شهاده جامعيه من خلال مركز رئيسي به فروع في كل محافظه وعلى مستوى القضاء بما يشبه دائره التعيين المركزي يقوم بترشيح المؤهلين حسب تسلسل سنه التخرج و درجه التخرج دون الرجوع الى المقابله الشخصيه , على الاقل في الفتره القادمه. اما التعيين على الوظائف الحكوميه مما لاتتطلب شهاده جامعيه فيكون الترشيح على اقدميه التقدم الى لائحه المركز وبتسلسل معلن وشفاف.اي انه لايحق للدوائر تعيين الموظفين الجدد الا من خلال المركز الرئيسي على ان يعلن المركز اسماء المرشحين وتسلسلهم بشكل شفاف وعلى الانترنت كي يعرف كل متقدم تسلسله واحقيته. يمكن دراسه تقديم معونه شهريه على شكل قرض لكل منتسب الى الائحه لحين تعيينه


    ثانيا: انجازات معاشيه
    اعلان سنه 2011 سنه اعفاء ضريبي من كافه انواع الضرائب. الهدف من ذلك تنشيط القطاع الخاص وحركه السوق العقاري بما يخدم توفير فرص افضل للمستثمرين الصغار غير المشمولين بقوانين الاستثمار بما يخدم تقليل مستوى الاسعار كما يعطي فرصه للحكومه كي ترى جدوى العمل بالضريبه من خلال حساب الفرق بين المنافع و الكلف من اجل الوصول الى اسلوب ضريبي امثل للعمل به في العراق الذي يعتمد في ميزانيته بصوره اساسيه على الواردات النفطيه والتي لاتمثل فيها الضرائب سوى عائدا هامشيا مقارنه بما يسببه من ضرر على الافراد و الهياكل الاقتصاديه

    ربط الاجور بارتفاع مستوى المعيشه بحيث تكون زياده الراتب والحد الادنى للاجور متناسبه مع الارتفاع السنوي وحسب ما تقرره وزاره التخطيط

    تنفيذ مشروع الكهربه الدائمه لمراكز المحافظات من خلال عزلها عن الشبكات الوطنيه وتغذيتها بمولدات مركزيه موسميه مناسبه يتم التعاقد حولها مع القطاع الخاص بما يوفر خدمه دائمه خلال فتره ذروه الصيف والشتاء على تتولى الكهرياء الوطنيه مهمه تغذيه الاطراف وحسب المتوفر. اهم ما يحققه ذلك هو تنشيط الحياه الاقتصاديه في المراكز بما يوفر حياه طبيعيه للمحافظات وبما يوفره من بدائل للناس من ناحيه الخدمات وخصوصا في فتره الاحمال القصوى

    ثالثا: انجازات معنويه
    تحديد مراكز حريه تعبير محميه ومخدومه من قبل الحكومه المركزيه في جميع المحافظات, يضمن فيها لكافه الناس حريه التظاهر و التعبير في ايام العطل من دون الحاجه الى موافقات مسبقه. الهدف منها هو اطلاق العنان لفتح قنوات التعبير عن كافه انواع الاحتقان الشعبي في جو صحي بما يخدم المواطن والحكومات المركزيه والمحليه

    فتح باب التسجيل على امتلاك قطعه ارض مجانيه لكل عراقي ممن بلغ سن الثامن عشر ضمن تسلسل معلن وشفاف وعلى ان تقوم الدوله بالعمل على توفير هذه القطع وتوزيعها حسب المتوفر في مناطق التولد و بتسلسل يضمن الاسبقيه من خلال ضوابط واضحه مثل عدد الاطفال والدخل

    يتم الاعلان عن اسماء مستلمي منحه المعونه الاجتماعيه وفي كل منطقه لغرض تشجيع الرقابه الاجتماعيه على صحه المعلومات التي يقدمها المشمولين

  3. ونحن نقبل على عرس جماهيري يوم 25 شباط متمثلا بيوم الغضب العراقي , اقترح ان تتخذ الحكومه العراقيه خطوه استثنائيه ربما تتميز بها عن كافه دول المنطقه. فمن المعلوم ان من سيخرج مطالبا بحق او ناقدا لوضع انما له من حكومته التي انتخبها واجبات, اولها حمايته وثانيها دعمه. وحيث ان العراق وخصوصا العاصمه تمر بوضع امني خاص , اقترح ان يصار الى اعلان منطقه حديقه الامه و رصيف نصب الحريه منطقه محميه وحره بما يشبه الهايد بارك في لندن وبشكل دائم يضمن فيها حريه التعبير حتى لاتباع النظام السابق ولتتوفر فرصه النقاش الحر في الهواء الطلق لمن اراد من دون اجازه مسبقه و على ان تقوم امانه العاصمه بتوفير كافه المستلزمات الخدميه المناسبه اثناء المناسبات الخاصه مثل يوم 25 شباط.

     

    وياحبذا لو استطاعت الجهات الحكوميه تحويل الحدث الى عرس وطني باستقدام الفرق الموسيقيه لعزف الاناشيد والالحان البغداديه الشجيه و تامين التغطيه الاعلاميه المباشره من دون تحفظ لكل مايجري من تضاهرات وشعارات ومناظرات وخصوصا التي لا تتوافق مع سياسه الحكومه

    أن مثل هذه الخطوه ستعكس القيمه الحقيقيه لوجه هذه الحكومه المنتخبه وثقه النظام الجديد بنفسه وشعبه وستكون فرصه لتاسيس المناخ الصحي لنمو معارضه وطنيه كما ستؤمن الجمهور و الممتلكات من عبث العابثين وصيادي الفرص

     

    قد يظن البعض ان هذه دعوه مثاليه لا تتصل بالواقع اليومي المـأساوي المعاش ولكن لنتذكر ان تنظيم وتوجيه هذا الكم من الغضب الجماهيري نحو خير البلاد و العباد هو بحاجه الى افكار خلاقه ولن يحل ازمات الناس الهروب الى الامام باجرائات مسكنه من خلال قطع راتب هنا وزيادته هناك

  4.  

    1- الناس غير منطقيين و لا تهمهم إلا مصلحتهم ، أحِبهم على أية حال

     

    2. إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية خفية ، افعل الخير على أية حال

     

    3. إذا حققت النجاح سوف تكسب أصدقاء مزيفين و أعداء حقيقين ، انجح على أية حال

     

    4. الخير الذي تفعله اليوم سوف ينسى غداً ، افعل الخير على أية حال

     

    5. إن الصدق و الصراحة يجعلانك عرضة للانتقاد ، كن صادقاً وصريحاً على أية حال

     

    6. إن أعظم الرجال و النساء الذي يحملون أعظم الأفكار يمكن أن يوقفهم أصغر الرجال و النساء الذي يملكون أصغر العقول ، احمل أفكاراً عظيمة على أية حال

     

    7. الناس يحبون المستضعفين لكنهم يتبعون المستكبرين ، جاهد من أجل المستضعفين على أية حال

     

    8. ما تنفق سنوات في بنائه قد ينهار بين عشية و ضحاها ، ابن على أية حال

     

    9. الناس في أمس الحاجة الى المساعدة لكنهم قد يهاجمونك إذا ساعدتهم ،ساعدهم على أية حال

     

    10. إذا أعطيت العالم أفضل ما لديك سيرد عليك البعض بالإساءة ، أعط العالم أفضل ما لديك على أية حال

     

    " إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها "

    الرسول الكريم محمد ين عيد الله

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

  5. عزيزي استاذ مصدق

     

    مداخلتكم تفتح الابواب على مصارعها وهي من دون شك تاتي عن خبره و معايشه حقيقيه لواقع نسعى جميعا لتغييره نحو الافضل

    اسمح لي ان اوضح بعض ما جاء في تعليقي على القرار

     

    تشجيع الصناعه المحليه والانتاج الزراعي موضوع حيوي ومصيري فهو يصب مباشره في التنميه القوميه و الامن الغذائي و الرفاه الاقتصادي. حتى الدول الراسماليه تلجا الى اجرائات تحمي بها صناعتها وزراعتها

     

    السؤال هو من يجب ان يدفع الفاتوره

    جميل انك ذكرت تجربه النظام السابق في دعم الصناعه , بربك اين اوصلت تلك السياسه صناعتنا الوطنيه

    لقد حولت الصناعه العراقيه الى قطاع طفيلي يعتاش وينتعش من خلال اجازات الاستيراد وتجارتها لذلك وبمجرد توقف هذا الغطاء انكشفت حقيقه هذا القطاع

    هل يعقل ان منتوج الصناعه في المنطقه الحره الاردنيه او الاماراتيه و التي لاتتمتع باي دعم حكومي استطاع اكتساح منتوج مثيلاتها العراقيه جوده وسعر

    ما تحتاجه الصناعه العراقيه هو برامج دعم حكوميه جديه من قروض ميسره الى افضليه تسويقيه لدى الجهات الحكوميه الى اعفائات ماديه ا الى توفير للطاقه الكهربائيه الى شمولها بامتيازات قوانين الاستثمار التي استغرب اقتصارها على الاستثمار الاجنبي

    و لكن اخر ما تحتاجه هو اعادتها الى مربع تجاره اجازات الاستيراد وفساد الاجهزه الحكوميه وعلى حساب المستهلك

     

    ولاتختلف الزراعه عن الصناعه واذا كانت كل الاجرائات التشجيعيه لم تنجح في تفعيل هذا النشاط فان الطريق لايتم من خلال الهروب الى فرض الرسوم بل من خلال زياده الدعم و محاوله ايجاد وسائل اكثر نجاعه

    شاكرا لكم اهتمامكم راجيا ان تكون الفصليه صندوق من منتوجكم ذو الجوده العاليه وهذه ليست دعايه

     

  6. وصلني الرد التالي من صديق كريم اعتز برايه

     

     

    عزيزي الأخ صفاء المحترم

    السلام عليكم

    مقالك فيه الكثير من النقاط التي يمكن مناقشتها

    هناك دعم واسع للزراعة من الدولة ومن المنظمات الدولية والفلاح المنتج يُحارب بما يدخل من منتجات زراعية من دول الجوار

    يعني الدولة تدعم ويذهب هذا الدعم الى لا شيء بيوت بلاستيكية وكاز للمولدات ومضخات وكلها تكاليف

    ويأتي المنتج الأردني أو السوري بدعم تصدير وبكلف أقل وبلا تعرفة كمركية

    أما الصناعة فاعلم أخي أن الصناعي العراقي الذي كان يعيش البحبوحة التي يحسده عليها حتى الوزير أيام النظام

    والذي أولاده يدرسون في أرقى الجامعات العالمية والعراقية

    اليوم أصبح جليس المقهى أو الجامع يتصدق عليه مترفي هذه الأيام وإذا حالفه الحظ فإن أولاده يشتغلون سواق تكسي

    الله شاهد على ماأقول قبل فترة بسيطة دخل علي شخص صناعي كان يهز السوق بإنتاجه أيام زمان زارني وهو يتوسل أن أشغله سائق موزع

    أو أجد له من يشغله لأنه لايجد ما يدفع لإيجار سكنه

    صحيح أن الفساد موجود في كل المفاصل صح اليوم اجازة الاستيراد التي رسومها لاتتعدى 65ألف دينار يتطلب الحصول عليها 250ألف لأنه من الباب الى المحراب أقل فئة اكرامية عفواً رشوة هي 25ألف

    وصحيح التعرفة على البضاعة حسب القائمة وليس النوعية

    ولكن الصناعة والزراعة تمتص عدد هائل من البطالة اضافة الى المصانع الحكومية والقطاع المختلط تدفع رواتب لعاملين

    بدون عمل يعني يروح كل اسبوع يومين وراس الشهر يستلم راتب كامل

    الشك جبير والركعة صغيرة

    والمشكلة بسوء الإدارة وازاحة التكنو قراط وتنصيب السياسي الذي مكانه الشرعي هو البرلمان وليس الوزارة

    بس هذه الخطوة لابد منها على الاقل تساهم في ترشيد الاستهلاك والحقيقة مزابل العراقيين رجعت ممتلئة بالأكل

    والطبيخ وتعال وشوف تلول الأكل الذي ترميه المواكب الحسينية كل واحد يأكل ملعقة ويرمي الماعون وهو يمشي وينتقل للموكب الأخر يأخذ منه ويرميه وهذه النعمة التي علمونا واحنا صغار أن نحفظها ولا نرمي منها شيء

    ونمسح الماعون حتى الله يترسه ذهب

    تحياتي

    وأشكرك

    لانه فتحت هكذا موضوع احنا سنستضيف مدير الكمارك فاذا عندك

    عركة لو لخه لو فصل احنا حاضرين حتى نكعد سويه على فرشه وناخذلك فصل مربع مال سادة

    والسلام

    أخوك

    مصدق

  7. العراق يعيد العمل بضريبة الاستيراد

    لااملك كافه المعطيات التي تعطيني صوره واضحه عن خلفيه هذا القرار ولكن وبكل مقاييس الاقتصاد الحديث فان هذا القرار سياتي لصالح عصابات مافيا الكمارك اولا و زياده اسعار التكلفه على المستهلك ثانيا فاسحا المجال لبؤر الفساد بالمتاجره باجازات الاستيراد و التلاعب الكمركي كما كان الحال ايام الحكم السابق و بما يزيد مصاعب المستهلك المعيشيه .فهذا القرار ياتي تعزيزا لذلك الانفصال المتعاظم بين الطبقه السياسيه المتنفذه اليوم وتلك الشرائح الاجتماعيه الواسعه الاقل حظا من الناحيه الاقتصاديه
    .

    ليس لدي اي نشاط تجاري ولكني اتسائل ترى كم ستشكل عائدات الكمارك في نسبه زياده الميزانيه وهل تعادل تلك الزياده ما ستعكسه من بطء في الدوره الاقتصاديه نتيجه زياده السعر على المستهلك وما سينتج عنها من زياده في حجم البطاله ولمعاناه ذوي الدخل المحدود. درس اذكر به الاخوه في مراكز القرار العراقي الديمقراطي و اللذين ربما يعتقدون ان تسونامي تونس سيصيب الانظمه الديكتاتوريه فقط , انتفاضه بوعزيزي لم تكن تجاه الاستبداد السياسي بل كانت اساسا ضد الظلم الاجتماعي . ان من اقر العمل بهذا القانون انما يريد ان يصيب شعبيه المالكي وحكومته بالصميم ولااريد ان اكون مالكيا اكثر من الرئيس ولكن هذا ما اراه

    لم افهم كيف سيساهم مثل هذا القرار في تحسين نوعيه المستورد كما جاء في تصريح لاحد المسؤولين. ولو كان هذا هو الهدف فلماذا لاتفرض شروط رقابه اكثر فعاليه بدلا عن زياده الرسوم التي ستسهم في تحول المستورد الى المصدر الاقل سعرا ونوعيه فالتخمين الكماركي المعمول به في العراق لا يعتمد على جوده النوعيه او سعر المنشاء بل على القائمه الثابته . واذا كنا نتحجج بصعوبه فرض مثل هذه الرقابه بسبب الفساد الاداري فكيف نتوقع شفافيه عمليه استحصال التعرفه وان لاتتحول الى فساد اكبر تستفاد منه الطبقه الطفيليه المتنفذه و المنفذه. وكيف نضمن عدم تحول هذا القانون الى وسيله لتشجيع التهريب عبر اقليم كردستان الذي لاتستطيع الحكومه الفدراليه ضمان التزامه الحرفي به في منافذه الحدوديه لانه قد يتعارض مع خطط حكومه الاقليم التنمويه . لماذا ندعو الى رفع التعرفه عن المستثمر الاجنبي بينما نزيدها عمليا على المواطن العراقي

    ربما يعتقد البعض ان هذه القرارات سوف تشجع المنتوج المحلي وهو امر منطقي ولكن السؤال هو على حساب من؟. ان هناك وسائل عديده اخرى يمكن من خلالها تشجيع المنتج الوطني ولنا في تجارب ناجحه كثيره نبراسا نقتبس منه وليس اقرب من تجربه دوله الامارات دليلا و في امريكا البلد الراسمالي يتم تشجيع زراعه بعض المحاصيل الاساسيه بتقديم الدعم للمزارعين لما يبقي اسعارها على المستهلك في حدوده الدنيا . عالميا
    انني من اشد الداعيين الى تشجيع القطاعين الصناعي و الزراعي لانهما صمام امان للامن الاقتصادي الاحادي حاليا بسبب اعتماده على النفط ولكني ارى ان هناك وسائل كثيره اخرى بدأت بها الحكومه و يجب زيادتها و دراسه اسباب عدم فعاليتها . أنا عرف ان البعض ممن وصل الحكومه الجديده هم من كبار ملاك الاقطاعيات الزراعيه التي حصلوا عليها بامتيازات خاصه ايام النظام السابق وان فرض التعرفه الكمركيه على المنتج المستورد سيصب في صالحهم وبالعافيه عليهم فانا لست ضد استفادتهم طالما يساهمون في بناء البلد ولكن يجب ان لا يكون ذلك على حساب المستهلك ففي ذلك مقتلا للاجرائات نفسها و لنراعي الاخرين وخصوصا الضعفاء في مكسبنا لكي نحفظ هذه النعمه من الزوال

    وبالمناسبه اذا كان فرض التعرفه سيشجع المنتوج المحلي فهل ان غايه المشرع هي تشجيع صناعه المشروبات الكحوليه محليا التي ستشهد اعلى نسبه رسوم.اما اذا كانت الغايه هي من اجل زياده كلفتها على المستهلك لزياده موانع تداولها وهو امر مفهوم دوافعه بالنسبه للكحوليات فهل ان هذا يعني اننا نريد تشجع الناس على عدم ارتداء الملابس لانها الاخرى ستخضع لرسوم عاليه وكذا الحال مع بعض الفقرات الزراعيه التي كان لنا تجربه قاسيه في العام الماضي مع فرض زياده رسوم الاستيراد على بعض فقراتها مما زاد السعر في السوق المحلي بشكل خيالي الامر الذي ادى الى تذمر شعبي كبير اضطر الحكومه الى التراجع عن ذلك
    لو كان الامر ولابد فلماذا لا نتعلم من الدرس الايراني كما نجتهد في امور كثيره اخرى . ايران انشأت صندوق لتعويض المواطنين وبدفعات ماديه مباشره قبل رفع اسعار البنزين لذا جائت الاصلاحات الاقتصاديه من دون عواقب اجتماعيه تذكر بالرغم من الحشد الاعلامي المعارض و حجم الضرر الذي اصاب عموم المواطنين. على ا لاقل, اقترح ان يصدر قرار بان توجه عائدات الكمارك الى صناديق اعانه اجتماعيه للعاطلين ومن هم تحت خط الفقر

    صفاء الحكيم
    كانون ثاني
    2011
  8. المادة 2اولاً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:

     

    هي ذاتها تعسفية وتحوي تناقضات بين فرعيها أ, ب

    أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.

    ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية

     

     

    حيث ان مبادئ الديمقراطية تتعارض مع هيمنة فكر اوعقيدة على اخرى

    وعليه فان القوانين الانسانية التي تحمي المواطن وحقوقه بغض النظر عن مبادئه

    وافكاره هي ديمقراطية والدين هو خيار شخصي والخيار ديمقراطي ايضا. وانا المرأة

    المسلمة وزميلي الرجل المسيحي او الصابئي لنا نفس الحقوق في هذا الوطن ولاميزة لي

    كوني مسلمةولافضل سوى العمل الصالح للوطن. لذلك اجد اعطاء حقوق الاقليات الدينية هي

    ليست منحة او فضل من جهة سوى انها واجب الوطن تجاه المواطن. وعلينا ان نتكلم بصراحة والتجارب

    العالمية المعروضة والمعروفة تؤكد اهمية ذلك وكيف ان الدول التي تأخذ بهذا سارت وتسير نحو التطور

    واضعة خلفها هذه الامور التي نتصارع حولها الان.اوروبا تجاوزت هذا الامر منذ زمن وتعايش الناس فيما

    بينهم بمحبة.واصبح الجميع سواسية بعمل كل منهم لصالح الوطن الذي انعم عليه وليس الشحص المعين

    باسمة

     

     

     

    رد على تعليق باسمه

     

    شكرا عزيزتي باسمه

     

    تاكيدا لما تفضلت به انا ارى ان هناك نظريتين في تعاملنا مع الدوله ككيان

    الاول يعتبرها مؤسسه لا معنى لان يكون لها دين او قوميه او حتى اهداف ايديولوجيه

    والثاني يرى ضروره ان تقوم على احد او كل هذه الاهداف

     

    يبدو اننا نعيش مرحله التحول من النموذج الثاني الى الاول لانه الاكثر تلبيه لمتطبات الدوله المعاصره الحديثه بما تتطلبه من وسائل اكثر فعاليه لاداره المجتمع ورفاهيته وتقدمه ومنها سياده القانون و ظمان حريه المعتقد والديمقراطيه في اداره الدوله

     

    لقد شهدنا انحسار نموذج الدوله الدينيه في القرون الماضيه و تحول الدوله القوميه الى خيار الدوله المدنيه في القرنين الماضيين وكذلك بدايه سقوط نموذج الدوله الايديولوجيه المركزيه في القرن الماضي

     

    ما اراه هو اننالازلنا نعيش النموذج الثالث للدوله المتمثل بالهجين الذي ينتقل من النموذج الثاني الى الاول حتى مع اكثر التجارب عمقا فامريكا الاقرب الى النموذج الاول لازال دستورها ينص على الايمان بالله والعراق خير مثل على بدأ التحول نحوهذا النموذج الثالث منتقلا من نموذج الدوله القوميه المؤدلجه المركزيه. العراق يحكمه اليوم دستور يعتبر الاكثر قربا من النموذج الاول من بين كل دساتير المنطقه ولكنه بحاجه الى تطوير وتعديل لضمان عدم الانتكاس في ظل ما نعيشه من احوال مضطربه.

     

    فصل الدوله ليس مطلوبا فقط عن الدين وانما ايظا عن القوميه والايديولوجيا.مامعنى ان تكون الدوله عربيه ومامعنى ان يكون الاقليم كرديا او ان يكون للدوله دين

     

    بالمقابل افهم ضروره ان يكون للدوله او الاقليم لغه او لغات رسميه وان للمواطنين دين او معتقدات وان يتم احترام الهويه الثقافيه والدينيه للمواطنين و ان تكفل لكافه المواطنين حريه التعامل مع الايديولوجيات و الافكار

     

    الاصل هو الانسان

    فالناس من يصنع الدوله

     

    صفاء

  9.  

    نصت الماده 2 على ان دين الدوله هو الاسلام

    وهو امر يعتبر مدخلا للنقاش في موضوع العلاقه بين الدوله والدين

     

    الدعوه للفصل تعني وجوب توضيح هذه الفقره والتي تتبعها

    وهو امر لايقل حساسيه عن ما ادعو له

     

    صفاء

     

    رابط للدستور

    المادة (

    2):

    اولاً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:

    أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.

    ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.

    ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور.

    ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والايزديين، والصابئة المندائيين.

     

    المادة (3):

    العراق بلدٌ متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وهو عضوٌ مؤسسٌ وفعال في جامعة الدول العربية ومتلزمٌ بميثاقها، وجزءٌ من العالم الإسلامي

    .

     

     

     

  10. بدون شك نحن بحاجه الى مبادره من هذا النوع

     

    ولكنه يجب التنبه الى اننا ندعو للفصل كون الدين يمثل حاله من فرض الايديولوجيا على الدوله واضعا احكامه المسبقه فوق القانون والدستور

     

    من هنا يجب تطوير الدعوه لتشمل كل حالات الفرض الايديولوجيه الاخرى من قوميه او فكريه

     

    لذا فبدلا من الدعوه للفصل التي هي دعوه دفاعيه اتفق مع دوافعها حفاظا على الدين و احتراما للدوله التي نسعى جميعا لبنائها, يمكننا الدعوه لدوله مدنيه تكون فيها المواطنه والقانون و الدستور اساسا وحيدا

    حيث يكون للدين او القوميه او الايديولوجيا الحزبيه موقعهم واحترامهم المناسب في اطار الحريات الشخصيه ولكن من دون اسبقيه دستوريه او قانونيه

     

    نحن مقبلون على استحقاق التعديلات الدستوريه تلك المرحله الاهم في بناء العراق الجديد وانه سيكون مناسبا جدا ان تبدا مثل هذه الحمله لحشد الراي العام من اجل بناء الدوله المدنيه الحديثه من خلال حذف كافه الفقرات الوارده في الدستور الحالي والتي تتعارض مع ذلك

    صفاء

  11. ملحمة جلجامش والنص القرآني للمفكر القصدي عالم سبيط النيلي

    ادناه محاضره مهمه في تحليل متميز لتشابه قصه كلكامش كما وردت في الملحمه البابليه والنص القراني لقصه ذو القرنين

    يمكن تمرير الدقائق الخمسه الاولى في حاله عدم الاهتمام بالمقدمه

    http://video.google.com/videoplay?docid=-1...37397630512707#

  12. بلال الصالحي

    الشهيد بارادته

     

     

    اليوم يعود لنا عثمان شهيد جسر الائمه ولكن باسم اخر انه الشهيد البطل بلال

    واذا كانت الاقدارقد اختارت لعثمان الشهاده بموته غرقا وهو ينقذ اخوته فان بلال قد اختار الخلود مخيرا وهو يلقي بنفسه على مهووس حاول تفجبر نفسه في جموع العراقيين

     

    عثمان و بلال اشتركا في الكثير

     

    كلاهما من اهل السنه حمو بارواحهم اخوانهم من العراقيين الشيعه

    كلاهما يحمل اسماء شخصيات اسلاميه كان لها فضل السبق في صحبه الرسول الكريم

    كلاهما رضعا من ماء الرافدين وحملا نخوه ارض لن اجد مثيلا لها في كل بقاع الدنيا

    كلاهما اجتازا الامتحان الاكبر فالجود بالنفس اغلى غايه الجود

     

     

     

     

    حسنا فعل المالكي بتكريم بلال وعائلته كما فعل الجعفري مع عثمان في حينه, المطلوب اعطاء حجم اكبر لتخليد بقيه صور العطاء والوحده العراقيه ولتاكيد تلك اللحمه العراقيه التي ربما نحن جميعا بحاجه الى تذكيرنا بها

    مؤسف ان نرى وسائل اعلام عالميه تهتم بهذا الدرس بينما يغيب عن وسائلنا

    فهذه تضحيه ربما لايقل مستواها عن تضحيه الحر الرياحي يوم عاشوراء

    كيف لا وقد ارتفع بلال شهيدا دفاعا عن محبي الحسين

    كيف لا وقد غطس عثمان في عبق الشهاده انقاذا للسائرين نحو حفيد الحسين

     

     

     

     

     

     

     

    مقال النيويورك تايمز حول بلال

    http://www.nytimes.com/2010/12/17/world/mi...ast/17hero.html

    BALAD RUZ, Iraq — As the suicide bomber clutched the detonator to his explosive belt, preparing to spray fire and shrapnel into a religious procession here, an Iraqi police officer named Bilal Ali Muhammad faced a choice between his own life and something larger. If he ran and took cover, Mr. Muhammad, 31, had a chance to save himself, to continue supporting his widowed mother, to help put his younger brother through college and to watch his three young daughters grow up.

     

    Instead, the officer — a Sunni Muslim — threw himself onto the bomber, blunting the explosion's impact on the Shiite worshipers

    .

     

     

     

    ترجمه بتصرف للمقال

    يروي جاك هيلي المحلل السياسي في نيويورك تايمز قصة بلال بالقول: بينما كان يمسك أحد الانتحاريين بزر التفجير في الحزام الناسف الذي كان يرتديه استعدادا لإشعال النيران وانتثار الشظايا في موكب شيعي، كان على شرطي عراقي، يدعى بلال علي محمد، الاختيار بين حياته وأمر أكبر؛ فإذا ركض بلال البالغ من العمر 31 عاما، واحتمى بساتر يمكن أن ينجو بنفسه ويستمر في إعالة أمه الأرملة ومساعدة شقيقه الأصغر على الالتحاق بالجامعة ومشاهدة بناته الثلاث الصغيرات يكبرن أمام عينيه، لكن عوضا عن ذلك ارتمى السني بجسده على الانتحاري للتخفيف من تأثير الانفجار على الزوار الشيعة
    .

     

    وتقول والدته علاهن حسن، وعلى حجرها بنتان من بناته، في حجرة تمتلئ بالكثير من السيدات اللاتي كن يولولن حزنا: "لقد وهب روحه إلى البلد. لقد كان يؤمن بالله وهذا ما جعل منه رجلا عظيما".

  13.  

    علي بن أبي طالب

    د.علي الوردي

     

    تجادل ذات مرة الجاحظ والإسكافي حول إسلام أبي بكر وعلي.

    يقول الجاحظ: ان أبا بكر أفضل من علي من هذه الناحية لأن أبا بكر أسلم وهو رجل ناضج العقل، أما علي فأسلم وهو صبي لم يبلغ الحلم. واسلام المتقدم في السن، على رأي الجاحظ، أفضل لأنه يعاني مؤنة الروية واضطراب النفس ومشقة الانتقال من دين قد طال الفهم له.

    ويرد الاسكافي على ذلك فيقول: ان اسلام علي في صباه أفضل. فالغالب على أمثاله حب اللعب واللهو، ولكنه آمن بما ظهر له من دلائل الدعوة فقهر شهوته وغالب خواطره وخرج من عادته وحمى نفسه عن الهوى وكسر شرة حداثته بالتقوى.

    وعقد الجاحظ فصلاً طويلاً قارن فيه بين مبيت علي موضع الرسول ليلة الهجرة ومبيت أبي بكر في الغار أثناء الهجرة. ورد عليه الاسكافي رداً طويلاً. ثم أطال الجاحظ في ذكر فضائل لأبي بكر من شجاعة وسخاء بالمال وغير ذلك فرد عليه الاسكافي بالموازنة بين شجاعة علي وموقف هذا وموقف ذاك... .

    ولو اطلع القارئ على هذا الجدل بطوله كما رواه ابن أبي الحديد، لوجد عجباً. فكل من الفريقين يأتي بالأدلة العقلية والنقلية بأسلوب مقنع لكنه لا يقنع إلا صاحبه. أما الفريق الآخر فيعتقد اعتقاداً جازماً بأن رأيه هو الأصوب والأرشد والأقرب إلى كتاب الله وسنة رسوله.

    وإني حين أقرأ مثل هذا الجدل الطويل يخيل لي ان هؤلاء المتجادلين لا يؤمنون بمجيء يوم يحاسب الله به عباده، بعد الموت، فلو أنهم مؤمنون بهذا اليوم حقاً لأجلوا جدلهم إلى حين مجيئه، ولسلموا أمرهم إلى الله ليقضي بينهم بالحق.

    ولست أدري ماذا يقصد هؤلاء من جدلهم. فلو كان أبو بكر وعلي سيرجعان إلى هذه الحياة مرة أخرى لوجدنا لهؤلاء عذراً فيما يتجادلون فيه. ولكنهما ذهبا إلى ربهما منذ زمان بعيد، وهما الآن بين يدي الله. ولن يرجعا إلى هذه الحياة ولو ملأنا الدنيا عليهما جدلاً وخصاماً.

    إننا ندرس التاريخ لكي نستفيد منه لحاضرنا ومستقبلنا. هذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ. ومن السخرية أن نتجادل على أمر مضى عليه ثلاثة عشر قرناً من غير أن ننتفع منه لحاضرنا أو لمستقبلنا شيئاً.

    وأبطال التاريخ لا أهمية لهم إلا من حيث مبادئهم الاجتماعية التي كانوا يسعون وراءها. ونحن حين ندرس التاريخ نريد أن نستشف منه تنازع المبادئ فيه، ونتخذ الأبطال رموزاً لتلك المبادئ.

    إن البطل لا شأن له بحد ذاته. ومنزلته الاجتماعية تقاس بما حمل من مبادئ وبمقدار سعيه نحو تحقيقها وبمبلغ تضحيته في سبيلها.

    فنحن إذ ندرس النزاع بين علي ومعاوية مثلاً، نرى فيه تصادماً بين مبدأيين متضادين، أحدهما يحرص على أموال الأمة ويريد مصادرة الثروات الضخمة والغاء الاقطاع والتسوية في العطاء، والآخر يريد أن يقسم أموال الأمة كما يشتهي السلطان وما تقتضيه مصلحته الخاصة.

    ودراسة هذا النزاع يفيدنا كثيراً في حياتنا الحاضرة لأنه يلقى ضوءاً على ما نعاني اليوم من مشكلات اجتماعية واقتصادية، لا سيما ونحن نمر اليوم بمرحلة انتقال قاسية تتسع فيها الثغرة بين المتخومين والمحرومين.

    أما أن نريد معرفة أيهما أفضل أمام الله، علي أو أبو بكر، فذلك أمر لا دخل له في حياتنا العملية ومرده إلى الله فهو وحده الذي يحكم فيه. وربما انتهينا في هذا الجدل إلى نتيجة ثم رأينا عندما نقف بين يدي الله إن هذه النتيجة التي كافحنا من أجلها مغلوطة من أساسها.

    لو كان الجدل حول أفضلية علي وأبي بكر يدور في نطاق البحث عن المبادئ التي تمس مشاكلنا الراهنة لكان جدلاً نافعاً له أهميته الاجتماعية. ولكن الجدل يدور حول منزلة الرجلين في الدين. وهذا يدخل في نطاق السرائر والضمائر التي لا نعرف عنها شيئاً على وجه اليقين. والله وحده هو الذي يستطيع أن يحكم فيها حكماً قاطعاً.

    يروي الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة أن أحد أصحاب علي سأل علياً عن قضيته مع أبي بكر وعمر وعثمان ولماذا استأثروا بالخلافة دونه وهو أحق بها منه، فأجاب قائلاً: (يا أخا بني أسد... أما الاستبداد علينا بهذا المقام ـ ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول الله نوطاً ـ فإنها أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، والحكم الله والمعود إليه يوم القيامة. ودع عنك نهباً صيح في حجراته. وهلم الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكني الدهر بعد ابكائه، ولا غرو والله فيا له خطباً يستفرغ العجب ويكثر الأود، حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه وسد فواره من ينبوعه. وجدحوا بيني وبينهم شرباً وبيئاً. فإن ترتفع عنا وعنهم محن البلوى أحملهم من الحق على محضه وإن تكن الأخرى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون).

    إن هذا القول المذكور في نهج البلاغة يكشف لنا عن رأي علي في أمر الخلافة والإمامة بوضوح. فعلى قضية رئاسة حرص عليها قوم وتسامح عنها آخرون. وهي اذن ليست بذات أهمية كبرى. إن الأهمية الكبرى في رأي علي تنحصر في نزاعه مع معاوية بن أبي سفيان إذ أن معاوية يريد أن يطفأ نور الله. وعلي مصمم إذن على أن يحمله على الحق أو يموت دون ذلك.

    وما أجدر المسلمين اليوم أن يتعظوا بهذا القول الحكيم. إنهم مشغولون بأمر علي وأبي بكر: أيهما أفضل عند الله، وينسون أمر علي ومعاوية وما فيه من نزاع اجتماعي عميق.

    لقد كان أبو بكر وعلي كلاهما عادلين حريصين على أموال الأمة لا يأخذان منها شيئاً لهما أو لأصحابهما وأقربائهما. وقد نجد بعض الأخطاء هنا وهناك ولكنها أخطاء محتملة قد يعفو عنها الله، وسبحان من لا يخطأ.

    أما النزاع بين علي ومعاوية فهو أعمق من هذا كثيراً. انه نزاع جذري على حد تعبير أهل هذا العصر. فهو لا يدور حول أخطاء بسيطة، إنما هو يدور حول مصير الأمة: هل تجري في طريق العدالة الاجتماعية أم تجري في طريق الحكم الطاغي الذي لا يعرف عدلاً و لا مساواة.

    جاء إلى علي جماعة من أصحابه يشيرون عليه أن يفعل بأموال الأمة كما يفعل معاوية بها لكي يجذب إليه الأشراف والرؤساء من قريش وقبائل العرب الأخرى، فقال: (أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور).

    إن الناس في ذلك العصر لم يفهموا أهمية هذا النزاع حق الفهم. فالعامة كانت تجري وراء رؤسائها والرؤساء كانوا يميلون نحو من يعطيهم من المال نصيباً أوفر. ولا يهمهم أن يكون هذا المال منهوباً أو مغصوباً.

    ولم يفهم الناس أهمية هذا النزاع إلا في العصور الحديثة وذلك بعدما نضج الرأي العام واشتد وعي الشعوب وأخذوا يحاسبون حكامهم على كل فلس يصرفونه من أموال الأمة.

    ومن المؤسف ان نرى رجال الدين في الإسلام لا يزالون حتى يومنا هذا غير مدركين أهمية هذا الأمر العظيم. فهم مشغولون بالتفاضل بين أبي بكر وعلي ويعدون النزاع بين علي ومعاوية أمراً ثانوياً.

    فأهل السنة يرون علياً ومعاوية كليهما مجتهدين إذ كانا يريدان الحق بتلك الحروب الطاحنة التي شنها أحدهما على الآخر. ثم يعود أهل السنة فيقولون: إن علياً كان مصيباً في اجتهاده ومعاوية كان مخطئاً. والمجتهد مثاب مأجور حين يخطئ وحين يصيب.

    فالقضية أصبحت في نظر هؤلاء مسألة خطأ وصواب في الاجتهاد لا غير.

    أما الشيعة فهم يجدون في هذه القضية نزاعاً بين مؤمن ومنافق ثم لا يتغلغلون وراء النزاع ليفحصوا المبادئ الاجتماعية التي تكمن هنالك.

    صار علي بن أبي طالب في نظر هؤلاء مجرد امام أوجب الله حبه على العباد. أما ذلك الكفاح الجبار الذي قام به في سبيل العدالة الاجتماعية فلا أهمية له عندهم.

    فهم يفضلون ناصر الدين شاه على هارون الرشيد مثلاً. وحجتهم في ذلك ان الأول كان يأتي إلى قبر الحسين بن علي زائراً خاضعاً متواضعاً ويأمر بتشييد قبره بينما كان الثاني يؤذي زوار قبر الحسين ويضطهد أبناء علي.

    والواقع ان الشاه لم يختلف عن الرشيد في أمر أموال الأمة التي أوجب الله إنفاقها على أربابها المتسحقين لها. كلاهما كانا من السلاطين الذين ينهبون أموال الأمة ويشترون بها الجواري ـ ثم يبكون بعد ذلك من خشية الله. ولقد زرت قصراً من قصور الشاه أثناء سفرتي إلى إيران في الصيف الفائت فلم أجده يختلف عن أحد قصور الرشيد التي تذكرها كتب التاريخ. وعندئذ تذكرت قول أبي× ذر لمعاوية حين رآه يبنى قصراً باذخاً: إن كان هذا من مالك فهو الإسراف وإن كان من مال الأمة فهي الخيانة.

    إن النزاع بين علي ومعاوية فهو أشبه بنزاع ينشب بين القافلة وقطاع الطريق. فلا مجال لنا أن نقول بأن قطاع الطريق كانوا مجتهدين في تصديهم للقافلة وكان لهم وجه من الحق في عملهم هذا.

    ان أموال الأمة للأمة. وقد رأينا محمداً وأبا بكر وعمر يتحرجون غاية التحرج في أن يأخذوا من هذه الأموال شيئاً لأنفسهم أو أهليهم. ومات كل منهم وهو لا يملك من دنياه سوى ثوب مرقع ونعل مخصوف.

    كان الفقهاء قديماً يقولون: لا اجتهاد في معرض النص. ويمكن أن يقال حديثاً: لا اجتهاد فيما تقرره أكثرية الأمة.

    وهنا قد يجابهنا اعتراض آخر وهو ان أكثرية الأمة نفرت عن علي بن أبي طالب حين أراد أن يحقق فيها العدالة الاجتماعية، وهو عندما قتل لم يكن معه من الأنصار المخلصين سوى عدد قليل، فما تقول في هذا؟

    أقول: ان طريقة علي كانت وفق مصلحة الأكثرية طبعاً. أما أن الأكثرية آنذاك لم يدركوا مصلحتهم فذلك أمر آخر.

    ان نظام الأكثرية الذي تقوم عليه الديمقراطية الحديثة لم يقم إلا بعد توافر شروط عديدة، أهمها: انتشار التعليم ووعي الرأي العام وتكون الأحزاب الحديثة وارتفاع شأن الصحافة وما أشبه. ولا يزال هذا النظام ناقصاً تعتريه كثير من العيوب.

    وكلما اشتد وعي الناس وانتشر التعليم ازدادت مقدرة الأكثرية على أن تفرض رأيها على الحكام.

    أما في عهد علي بن أبي طالب فالمجتمع كان بدوياً قبلياً في الغالب. فكان رئيس القبيلة هو الذي ينطق بلسانها ويسير بها حيث يشاء. وكثيراً ما ينساق الأفراد وراء رؤسائهم نحو ما يضرهم وهم لا يشعرون.

    وقد وصف علي الناس في عهده فقال: (الناس ثلاث: عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة والباقي همدج رعاع ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح).

    والظاهر ان هذا الوصف لا يزال صحيحاً في كثير من البلاد الاسلامية حتى يومنا هذا.

    ونحن إذ ندرس التاريخ نريد أن نجعله وسيلة لتثقيف الناس وسبيلاً لمساعدتهم على حل ما يعانون من مشكلات راهنة.

    إن المسلمين اليوم، كما رأيناهم، يدرسون التاريخ لكي يعرفوا أن فلاناً كان أشجع أو أعلم أو أفضل من فلان، لا يزيدون على ذلك شيئاً. بينما هم سادرون في وضعهم الاجتماعي السيئ، فلا يحاولون أن يعتبروا بما في التاريخ من عظات بالغات.

    وهم حين يستعرضون سيرة رجال التاريخ لا يعرفون منها إلا أن فلاناً مات شهيداً (ليتناكنا معه) وإن فلاناً كان منافقاً (لعنة الله عليه). وهم في كلا الاتجاهين كاذبون.

    إنهم يسيرون في حياتهم كما كان يسير أسلافهم إذ هم يحبذون العدل بألسنتهم وينفرون منه بأعمالهم.

    كلنا ننادي بالحق والحقيقة عندما نخطب أو نتجادل أو نتلو القصائد الرنانة. ولكننا نفعل ذلك لأننا نشعر في قرارة أنفسنا بأن هذه الأقوال التي نتشدق بها سليمة لا ضرر منها ولا مسؤولية عليها. حتى إذا وجد الجد وصار الحق معارضاً لما نحن فيه أسرعنا إلى جعبتنا المملوءة بالأدلة العقلية والنقلية فاخترنا منها ما يلائم موقفنا وصورنا الحق بالصورة التي ترضينا. ثم لا ننسى بعد ذلك أن نواصل تلاوة القصائد الرنانة من جديد.

    كان الناس في صدر الاسلام يتلون القرآن ويذرفون الذمع السخين من خشية الله. وكانوا أكثر منا تعلقاً بتعاليم الاسلام وحباً للعدالة والمساواة التي جاء بها النبي محمد. ولكنهم لم يكادوا يرون علي بن أبي طالب يتبع تلك التعاليم اتباعاً صارماً ويحقق مبادئ العدالة من غير تردد حتى نفروا منه ونصروا أعداءه عليه.

    وجدنا علياً في آخر أيامه كولده الحسين وحيداً، حيث تعاورت عليه ذئاب البشر من كل جانب. فلما ضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف هتف قائلاً: (فزت ورب الكعبة).

    والواقع انه فاز بتلك الضربة فنجى من هذه الدنيا بعد أن أعطى للبشرية درساً لا تنساه ـ هو ان الناس يحبون الحق بأقوالهم ويكرهونه بأعمالهم.

    لقد فرق علي بن أبي طالب بعدله الصارم جماعة المسلمين. وشأن العدل الصارم أنه يفرق الجماعة ويشتت شملها في كل زمان ومكان.

    ويظن المسلمون انهم لو رأوا علياً بينهم اليوم لاجتمعوا إليه ونصروه ولما تفرقوا عنه. وهم في ذلك يخادعون أنفسهم.

    فلو ظهر بيننا اليوم رجل كعلي بن أبي طالب عادلاً لا يساوي بين الناس فلا يدارى أهل الجاه والنفوذ ولا يغدق أموال الأمة على الأصحاب والأنصار ولا يحابى أو يجامل أو يراعي، لتفرقنا عنه كما تفرق عنه أسلافنا ولأقمنا الدنيا عليه وأقعدناها ولعزونا إليه كل منقصة نجدها في القاموس.

    وقديماً قال الفرزدق للحسين بن علي: (قلوب الناس معك وسيوفهم عليك!).

    لو ان أبا بكر وعلياً ظهرا الآن ثم قيل للمسلمين: اختاروا أحدهما، لرأينا المسلمين يتركونهما معاً ويفرون إلى صاحبهم معاوية حيث ينعمون عنده بالطبيخ الدسم والترف الوثير.

    إن معاوية بقصوره الباذخة وموائده العامرة وأمواله الفائضة أقرب إلى قلوبهم من علي أو من أبي بكر أو من أي حاكم آخر يريد أن يحكم بين الناس بالعدل.

    رأينا عقيلاً، شقيق علي، يفر من علي بعدما رآه يعطيه كما يعطى غيره من الناس. فهو الشريف القرشي لا يختلف في عطائه عند علي عن العبد الحبشي. وذهب عقيل إلى معاوية أخيراً وهو يقول: (إن أخي خير لي في ديني ومعاوية خير لي في دنياي).

    وكاد عبيدالله بن عباس، ابن عم علي، يقوم بمثل ذلك. فهو لم يكد يرى من علي محاسبة دقيقة وحرصاً شديداً على أموال الأمة حتى نهب بيت مال البصرة وذهب إلى مكة فاشترى به ثلاث جواري من ذوات العون والنهود. ويقال إنه كتب إلى علي أخيراً يقول: (لئن لم تدعني من أساطيرك لأحملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به).

    إننا نرى بيننا في كل يوم نزاعاً بين علي ومعاوية على وجه من الوجوه. ونحن حين نرى رجلين يتخاصمان أحدهما مترف أنيق يقيم الولائم ويذبح الدجاج والآخر صعلوك لا يملك من جنياه سوى حقه الذي يدافع عنه فهل ننصر هذا أو ذاك؟

    كلنا ندعى إننا نحب الحق ونريده نصره من صميم قلوبنا. ولكننا في الواقع لا نحب إلا ذلك الحق الشعري الذي نلهج به دون أن نعرف حدوده في الحياة العملية. أما الحق الصارم الذي يهدد مصالحنا فنحن من أبعد الناس عنه.

    مما يلفت النظر إن المسلمين اليوم جميعاً يحبون علي بن أبي طالب. فمنهم من يحبه قليلاً ومنهم من يحبه كثيراً ومنهم من يفرط في حبه إلى درجة الغلو. وليس هناك من يكره علياً في هذا العصر إلا طائفة صغيرة هي من بقايا الخوارج وهم منعزلون عن بقية المسلمين في أماكن نائية.

    وقد يسأل سائل هنا فيقول: إذا كان الناس قد نفروا من علي وكرهوه في حياته، فما هو السبب الذي جعلهم يحبونه أو يغالون في حبه بعد وفاته؟

    يقول المثل الدارج بيننا: (لا تعرف قدري إلا بعد أن تجرب غيري). وهذا المثل يذكرنا بنظرية المتصوفة التي تقول بأن الشيء لا يعرف إلا بنقيضه.

    فقد اندفعت جماهير الناس مع رؤسائهم نحو جانب معاوية وتركوا علياً وراءهم، وهم يظنون ان الأمر بسيط لا يعدو كونه اختلافاً بين زعيمين يدينان بدين واحد ويصليان صلاة واحدة ويتلوان كتاباً واحداً.

    ثم تبين لهم بعد مرور الزمان إن الأمر أعمق من هذا. حيث رأوا إن سياسة علي كانت أنفع لهم في المدى البعيد، وإن سياسة معاوية كانت براقة مغرية في الظاهر ولكنها كانت تحتوي في باطنها على سم زعاف لهم.

    لقد كانت الدولة التي أسسها معاوية دولة قومية طبقية قبل أن تكون دولة إسلامية ديمقراطية. فكانت تضع رعاياها في درحات متفاوتة: فقريش في حسابها أفضل من بقية العرب، والعرب أفضل من الموالي، والموالي أفضل من أهله الذمة، وأهل الذمة أفضل من الكفار الذين مصيرهم جهنم وبئس المصير.

    أما علي بن أبي طالب فكانت سياسته على النقيض من ذلك. فكان يعطف على أهل الذمة ويعاملهم معاملة المسلمين. أما التفريق بين العرب والموالي فلم يخطر له على بال. حتى الكفرة كان لا يحب محاربتهم قبل محاربة الظالمين من المسلمين أنفسهم.

    ولهذا كان مجلسه في المسجد الجامع خليطاً من مختلف الشعوب والألوان. وكان متواضعاً معهم إلى أقصى الحدود. قيل إنه كان يقضي بعض أوقاته عند بقال فارس اسمه ميثم التمار، وكثيراً ما كان علي يبيع التمر مكانه إذا غاب ميثم عن دكانه لقضاء حاجة.

    أما معاوية فكان إذا سار رافقه موكب فخم كموكب الأكاسرة، وإذا جلس حف به الحجاب والحراس على أكتافهم السيوف. وكانت مائدته عامرة بالأطعمة الفاخرة حيث كان لا يجلس إليها إلا من كان من أبناء الطبقات العليا على ترتيب وتدريج.

    والناس جبلوا على احترام مثل هذه المظاهر الفخمة ولعلهم يفضلون صاحبها على من كان متواضعاً يلبس الثوب المرقع ويتحدث بأحاديث الزهد والتقوى.

    ولست أرى الناس في عصرنا هذا يختلفون كثيراً عن أناس ذلك العصر.

    يقول مكيافيلي في نصائحه للأمير: ان من الأفضل للأمير أن يكون محترماً مهيب الجانب بدلاً من أن يكون محبوباً. وميكافيلي بهذا يقصد الأمير الذي يعيش في مجتمع كمجتمعنا أو كمجتمع ذلك العهد القديم. فالناس قد يجرأون على المحبوب ويسيئون إليه ويعصون أمره ولكنهم لا يفعلون ذلك مع المحترم المهيب الجانب.

    عاش الناس في عهد علي وهم لا يعرفون قدره، فلما مات وتوالى على منصة الحكم بعده حكام متغطرسون جائرون، أحس الناس بأنهم خسروا بموت علي خسارة لا تعوض أبداً.

    وشاءت الأقدار أن يحكم العراق بعد موت علي بمدة قصيرة رجل اشتهر في التاريخ بظلمه المفرط وقسوته البالغة هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي يصح أن نسميه: (نيرون الشرق).

    وكان الحجاج بالإضافة إلى ظلمه المفرط مبغضاً لعلي بن أبي طالب ومبغضاً لشيعته أشد البغض. وقد اشتد في مطاردة الشيعة وفي تعذيبهم وصلبهم على جذوع النخل حتى صار الرجل يتمنى أن يقال له زنديق أو كافر ولا يقال له انه محب لعلي بن أبي طالب.

    وبهذا صار اسم علي مرادفاً للتذمر من الظلم والنقمة عليه. والمظلوم عادة يتخذ لمظلوميته ملجأ روحياً. فكان اسم علي إذن بمثابة البلسم يتخذه المظلومون دواءاً لجروح قلوبهم.

    كان الحجاج بدوياً في قيمه الاجتماعية. ولهذا كان يهتم بجباية الخراج أكثر من اهتمامه بعمارة الأرض. وقد أدت سياسته هذه إلى خراب الكوفة خراباً اقتصادياً فظيعاً. فأخذ الناس يهاجرون منها هائمين على وجوههم في أرض الله الواسعة. وكانوا ينقلون في هجرتهم هذه أنينهم من الظلم ونقمتهم على الحكام الجائرين.

    وقد كتب عمر بن عبدالعزيز إلى والي الكوفة أثناء خلافته القصيرة يقول له: (سلام عليك. اما بعد: فإن أهل الكوفة قد أصابهم بلاء شديد وشدة وجور في أحكام الله وسنة خبيثة استنها عمال السوء...).

    وأخذ الناس يغالون في حبهم لعلي وفي اشاذتهم بفضله كلما اشتدت الدولة عليهم في أمر من الأمور. كأنهم اتخذوا مدح علي بمثابة النكاية والتحدي يقابلون به جلاوزة الدولة ودعاتها وعاظها.

    صار اسم علي رمزاً لمعارضة الدولة. فلم يكن من الهين على رجل أن يقول انه يحب علياً ثم يبقى محافظاً على ماله أو نفسه. ومعنى هذا ان (ولاية علي) صارت غالبة الثمن عظيمة الكلفة. فهي لم تكن يومذاك كما هي في عصرنا الحاضر ـ كلمة يلعق بها اللسان من غير أن تكون لها دلالة اجتماعية أو سياسية.

    أصبح الناس اليوم يلهجون بحب علي ويتغنون بأماديحه فلا يعترض عليهم أحد. وبهذا نسى الناس الوضع الدقيق الذي كان (حب علي) فيه يعني السجن والعذاب أو ضياع النفس والمال.

    ترك الناس علياً في حياته ثم تمسكوا به بعد وفاته وتلك هي المأساة البشرية الكبرى

  14. http://www.akhbaar.org/wesima_articles/art...1027-99162.html

     

    ألخطاب الالحادي لدى السيد أحمد القبانجي

    27/10/2010

    أ. د. حسين حامد حسين

     

     

    لكن الذي يهمني كثيرا أن لاأسمع ما يطلقه السيد القبانجي من طرحوحات الخطاب ألالحادي الهادم للقيم والمبادئ الايمانية وتأكيد حرصه على تكريس ألأفكار المستهجنة لما يطرحه في مقابلاته مع وسائل الاعلام من محاولات لمسخ الاسلام الحنيف وسلب اعتباراته السامية والاسائة لسمعته .
  15. تعليق

     

    من دون شك فان هذا الموضوع واحد من اهم المواضيع المعاصره التي تواجه المسلمين حاليا

     

    لنستعرض ما قد يثيره من ردود فعل اولا بين المسلمين

     

     

    من يعتقد باسبقيه السنه من بعد القران في تحديد الاحكام الشرعيه, وهم غالب المسلمين اليوم, لابد ان يعتبر عمر مقصرا وذلك ان صحت هذه الروايات وهي منقوله من امهات الكتب والمصادر الموثوقه

     

    بينما من يرى ان هناك فسحه منحها الشارع في اصدار الاحكام المتعلقه بتغيير الظروف , وهم قله من المثقفين الاسلاميين, فسيرى ان عمرا قد سبق عصره باكثر من اربعه عشر قرن عندما سن سنه اثبت الواقع صحتها

     

     

    ولكن لنناقش كلا الطرفين

    بالنسبه للطرف الاول سيبقى السؤال قائما, هل فعلا ان الشريعه بكليتها وكما سنها الرسول او على الاقل كما جاء في ما نسب له من احاديث , هي فعلا امر يصلح لقيام دوله عصريه تقوم على افضل ماتوصلت له التجربه الانسانيه من نظم. ربما مجرد السؤال سيكون كفرا لدى البعض ولكني اشير الى احكام مثل اخذ الجزيه و جواز الرق و حرمه الفائده المصرفيه العامه وصحه الدخول بما ملكت الايمان ولو كانت متزوجه

    وهي امور اضطر المسلمين في مختلف انظمتهم على ايقاف العمل بحدودها جمعا او على الاقل البعض منها و من زمن طويل

     

    بالنسبه للطرف الثاني, لو اخذنا المصلحه وتغيير الظروف عذرا كافيا لتغيير الاحكام , ترى ماذا سيبقى من شريعه الدين امرا ثابتا غير العقيده . الا يدفعنا هذا الى مراجعه جميع احكام الشريعه بما فيها ما افتى بها عمر نفسه وذلك لتغيير الزمان و الظرف

     

     

     

    اسئله بحاجه الى وقفه جاده لا يدفعها رد الفعل بل التأني في الاجابه

     

    ا

     

     

  16. عمر والاجتهاد في النص

    الاربعاء, 04 أغسطس 2010

    عبدالرحمن الخطيب

    كان لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، دور كبير في اتخاذ القرار في تأسيس الدولة الإسلامية، ليس فقط في ما لم ينزل فيه وحي، بل في ما نزل فيه وحي. وفي أكثر من مرة كان الوحي يتفق مع موقف عمر، رضي الله عنه. منها، على سبيل المثال: آية الحجاب، وموضوع الاستغفار والصلاة على عبدالله بن أبيّ، وموضوع أسرى غزوة بدر.

     

    كان، رضي الله عنه، يعتد برأيه ويصر عليه، على رغم مخالفته لنص صريح في الكتاب، مثل: موضوع سهم المؤلفة قلوبهم، والزواج من الكتابية، ومسألة التيمم للصلاة عند غياب الماء، وموقفه من صلاة الاستسقاء، ومسألة الطلاق بالثلاث.

     

    وبقدر ما كان عمر، رضي الله عنه، يوسّع مجال الرأي، فقد كان يضبط بدقة الحدود المرجعية للنص؛ فلم يكن يعترف بسلطة نصية سوى سلطة الكتاب، وقد ظهر ذلك جلياً في موقفه في منع الرسول، صلى الله عليه وسلم، من أن يكتب في مرضه الذي توفي فيه، كتاباً للمسلمين غير القرآن الكريم. وقد أوردت كتب الصحاح الكثير من الروايات التي تشير إلى رفض عمر، رضي الله عنه، الاحتكام إلى نص موازٍ لنص الوحي، وإن كان صاحبه رسول الله، صلى الله عليه وسلم. ومن تلك الروايات عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: «لما حضرت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الوفاة، وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب، فقال الرسول، صلى الله عليه وسلم: هلمّ، أكتب كتاباً، لن تضلوا بعده. قال عمر: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله». ويعلّق ابن عباس، رضي الله عنه، قائلاً: «الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم». يقصد تصدي عمر، رضي الله عنه، لمن أراد لكتاب خاص عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن يكون.

     

    وأُثر عن عمر، رضي الله عنه، أنه كلما تحدث عما ينبغي للمسلمين الالتزام به، اقتصر على ذكر القرآن الكريم. فإثر وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومبايعة أبي بكر، رضي الله عنه، ألقى خطبة أوصى فيها بالاعتصام بكتاب الله وحده، قال: «إن الله أبقى فيكم كتابه الذي هدى به الله رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإن اعتصمتم به هداكم لما كان هداه الله». وقد رغب عمر، رضي الله عنه، عن ذلك خشية أن يتحول التأسي إلى إجبار، والسنة إلى فرض؛ مما يخلق مرجعية نصية أخرى مناظرة للقرآن الكريم. فبقدر ما اعتنى بجمع القرآن مكتوباً، فقد نهى عن تدوين السنن. يقول ابن سعد في (الطبقات): «أراد عمر بن الخطاب أن يكتب السنن، فاستخار الله شهراً، ثم أصبح وقد عزم له، فقال: ذكرت قوماً كتبوا كتاباً فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله».

     

    لم يكتفِ عمر، رضي الله عنه، بمنع تدوين الحديث الشريف، بل نهى الصحابة عن الانتصاب لروايته في الحلقات. وقد جاءت أصداء هذا النهي في بعض شكاوى المقبلين إلى المدينة المنورة في عهده، رضي الله عنه، يطلبون علماً بالسنن، سواء أكانت أقوالاً أم أفعالاً. ومن هذه الشكاوى التي أوردها ابن سعد في «الطبقات» قول أحدهم: «ما لكم أصحاب رسول الله، نأتيكم من البعد نرجو عنكم الخبر أن تعلّمونا، فإذا أتيناكم استخففتم أمرنا». حتى أن أبيّ بن كعب عزم على مخالفة أمر عمر، رضي الله عنه؛ فاستجاب لأحد طالبي أخبار سنن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحدد يوم الجمعة موعداً معه، وقال: «اللهم إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا أخاف فيه لومة لائم».

     

    كان عمر، رضي الله عنه، حازماً في منعه الصحابة من التحدث في أقوال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ عاقب من خالف أمره، مثلما فعل مع أبي الدرداء، وأبي ذر الغفاري، وعبدالله بن مسعود. وكان الكثير من الصحابة مع رأي عمر، رضي الله عنه، في عدم التحدث بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منهم صهيب بن سنان، الذي كان يقول: «هلموا نحدثكم عن مغازينا، أما أن أقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلا». وعمران بن الحصين، الذي قال: «والله لو أردت لحدثت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يومين متتابعين، فإني سمعت كما سمعوا، وشاهدت كما شاهدوا، ولكنهم يحدثون أحاديث ما هي كما يقولون، وأخاف أن يُشبّه لي كما شبّه لهم».

     

    كان عمر، رضي الله عنه، يرفض الحديث عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لرفضه تحول الحديث الشريف إلى سلطة، نتيجة التحوير المتعمد الذي قد يدخله بعض الرواة على أخبار الرسول، صلى الله عليه وسلم، لتحقيق غايات شخصية، أو فئوية، وهذا ما حصل بالفعل في خلافته، رضي الله عنه، مع العباس عم الرسول، صلى الله عليه وسلم، إذ كانت بينهما خلافات؛ فكان العباس يحتمي بقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، منها حادثة توسيع المسجد ليستوعب الأعداد المتزايدة من المصلين، فقد قام عمر، رضي الله عنه، بشراء ما حول المسجد النبوي من الدور، باستثناء حجرات أمهات المؤمنين، ودار العباس، لأنه رفض تسليمها أو بيعها، وحين قرر عمر، رضي الله عنه، افتكاكها من أجل مصلحة المسلمين، اعترض العباس، واحتج بحديث لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ينهى فيه عن توسعة بيوت الله باغتصاب ما حولها من الأراضي، فرفض عمر، رضي الله عنه، حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم؛ لأنه خبر منفرد.

     

    يتضح من مواقفه، رضي الله عنه، عدم اعتقاده بفرض العمل بأحاديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، وكان لا يرى أنه لا يجوز الاجتهاد مع النص، فقد اجتهد عمر، رضي الله عنه، في كلتا الحالتين؛ لأنه رأى، بسعة أفقه، أن بعض المسائل تحتاج إلى أحكام جديدة تبعاً لواقع جديد، كان رضي الله عنه، لا يأخذ بالنصوص بقدر ما يأخذ بمقاصد النصوص.

     

    * باحث في الشؤون الإسلامية.

     

     

    http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/168919

  17. ستيفن هوكينغ: الفيزياء الحديثة تنفي وجود خالق للكون

     

    http://www.elaph.com/Web/technology/2010/9/593713.html

    مراجعه

    اخترت متعمدا عنوان احد المقالات المنشوره في احد وسائل الاعلام العربيه كمدخل لموضوع يثير حاليا جدلا قديما جديد الا وهو المتعلق بالاجابه على سؤال ازلي رافق الانسان على مدى التاريخ. ففي كتابه الجديد يثير العالم الفيزيائي المرموق هذا السؤال حول حاجه الكون الى خالق محاولا الاجابه عليه من خلال اخر معطيات ما توصل اليه العلم الانساني التجريبي و النظريات العلميه المتعلقه باصل نشوء الكون

    كل ذلك ليصل الى استنتاج شخصي ينص على ان العلم التجريبي اصبح متمكنا من وضع نظريه التفسير الموحد و استطاع اخيرا حل معضله ظلت تواجهه في اطار مايعرف بالانفجار العظيم الذي يعتبر حاليا من اكثر الفرضيات احتوائا لمعطيات المعلومات المتوفره للبشريه واقربها الى تفسير الظاهره الكونيه ومن خلال نظريه الاوتار المتعدده والتي كانت تعتبر ولحد وقت قريب جدا النظريه الوحيده المتوفره لتفسير تلك الظاهره بعد الانفجار

     

    يبشر هويكنغ بنظريه " الحرف ام" والتي جائت لتكمل الصوره التي رسمتها نظريه الاوتار المتعدده و لكن لتضع النموذج الرياضي لمرحله ماقبل الزمن اي مرحله الانفجار العظيم ولتسد تلك الثغره التي ولدتها عدم قدره النظريه السابقه على استيعاب تلك المرحله

     

    من هنا يصل العالم الفيزيائي الى استنتاج ان المعرفه البشريه لم تعد بحاجه الى " خالق" لتفسير العله الاولى في ظاهره نشؤ الكون. وعوده الى عنوان المقال اعلاه فان هذا الاستنتاج لم يصل الى حد نفي وجود الخالق كما يفهمه صاحب المقال اعلاه وكثير اخرين بل انه يؤكد وبوضوح في كتابه ان ذلك يقع خارج الاطار العلمي

    فهذه النظريه لاتؤكد ولا تنفي وجود خالق ولكنها تطرح تصورا متكامل لاصل نشوء الكون ,وبشكل ينفي الحاجه الى تدخل خارجي و بما يجعلها متميزه عن سابقاتها من النظريات المماثله في تكاملها في تغطيه كافه المراحل و المدعم بنموذج رياضي بما يجعلها نظريه علميه فيزيائيه وليس تصورا فلسفيا او دينيا محضا

     

     

    وبالتالي فان الجديد هنا ليس في التصور نفسه الذي تطرحه النظريه "ميم" فقد بشر بها عالم فيزياء امريكي منذ اكثر من عشر اعوام ولكن الجديد هو اكتشاف النموذج الرياضي الرصين المدعم ببعض نتائج التجارب الاخيره والتي تؤيد توقعات ذلك النموذج

     

    ربما يتسائل البعض عن مدى الفرق بين تاثيرهذا التصور وبين ما عكسه اكتشاف قوانين نيوتن من رد فعل مماثل حول حاجه المعرفه البشريه الى خالق لتفسير الظواهر الكونيه بعد ان استطاع ذلك الاكتشاف في حينه حل لغز التماسك الكوني والذي كانت النظريه الدينيه السائده تفسره ضمن المعرفه الاغريقيه القديمه والتي ثبت بطلانها

    قبل الاجابه فان المرء بحاجه الى فهم ولو اولي لهذه النظريه وابعادها وهو امر ساحاول التطرق له لاحقا ولكن يجب الاشاره الى نقطه مهمه تتعلق بنظريه الحرف "ميم", فهذه النظريه ربما تفتح المجال واسعا لمرحله عوده العلم التجربي الى اطار الميتافيزيقيا ولو من خلال النموذج الرياضي بديلا عن النموذج الفلسفي او الديني

     

    صفاء الحكيم

    كاليفورنيا

     

     

    يتبع .و
  18. الصدر: سب صحابة النبي وزوجاته زرع للفتنة ومرفوض شيعياً

    أسامة مهدي من لندن

    GMT 6:30:00 2010 الجمعة 22 أكتوبر

     

     

     

    http://www.elaph.com/Web/news/2010/10/6058...mepagemukhtarat

     

     

    هو موقفكم كمرجع شيعي مؤثر في سلوك بعض رجال الدين المحسوبين على الشيعة في سب الصحابة وزوجات النبي محمد (ص)؟

     

    إن هذا ليس مقبولاً دينياً ونحن أوضحنا في فتوى شرعية بحرمة سب الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم وزوجات الرسول وبوجوب احترامهم وان من يقوم بهذا السلوك يهدف الى زرع الفتنة بين المسلمين وتشويه سمعة الاسلام وصورة المذاهب الاسلامية ككل.. واذا كان هناك من قال او أفتى بهذا فهو بعيد عن الاسلام وعن المذهب ولا يعبر عنهما وانما يعبر عن رأيه الخاص وهو رأي غير صحيح وليس من الاسلام والمذهب بشيء.. وعندما نقول ان هذا السلوك حرام فانه مرفوض بالتأكيد.

     

    ** ماهو رأيكم بالموقف الاخير لشيخ الازهر الذي رفض تكفير الشيعة وقال انه يصلي وراءهم وكتابهم هو كتاب المذاهب الاخرى.. وما هو المطلوب لتفعيل هذا الموقف لتحقيق هدف التقارب بين المذاهب الاسلامية؟

     

    إن هذا الموقف ليس غريبا من الازهر الشريف ومن الامام الاكبر الشيخ الدكتور احمد الطيب.. فالازهر دائما هو قمة الايمان والعلم والثقافة والعطاء والعمل من اجل توحيد الكلمة وجمع الشمل ورفض الوقوف بوجه العمل لتفرقة المسلمين على اسس مذهبية او طائفية. ولابد من الاعتزاز بهذا الموقف الكبير المملوء ايمانا وشعورا بالمسؤولية الدينية تجاه المسلمين بكل شرائحهم ومذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم الفقهية.. ولا بد ان نثمن ونحترم ونشد على ايدي شيخ الازهر ونتضامن معه من اجل وحدة المسلمين وتكاتفهم بكل مذاهبهم.. وستسعدنا كثيرا زيارته المرتقبة الى العراق

    .
  19. اق الغد: حوار مع المفكر الاسلامي السيد أحمد القبانجي.

    حوار مع المفكر الاسلامي السيد أحمد
    القبانجي.
    ===========================
    اجرى الحوار: جمال جصاني on 18/ 10/ 2010

    في هذه المستوطنة القديمة نادراً ما يخطر على
    بال سكانها، التوقف والتساؤل عن سبب كل هذا
    الكم الهائل من الهزائم والهرولة الى الوراء،
    وجحافل الفشل المؤتلفة معهم منذ قرون. وان
    التفت القليل منهم الى هذا الأمر المارق عن
    ثوابت الامة، فسرعان ما ترتمي اجراس جمجمته
    المذعورة الى احضان الاجوبة الجاهزة لكل
    انواع القلق والسؤال عن هذه الدنيا، أو
    ماينتظره من سيناريوهات على الضفة الاخرى،
    اجابات لاينالها عبث الزمان والمكان حفرها
    (اولي الامر) بين تلافيف صبغتنا الوراثية.
    اجابات لم ينضح عنها سوى العجاج والشخير
    وموجات من الفزعات الخائبة. وما المشاهد التي
    اندلقت من بقايا الشعوب والقبائل والملل بعد
    تبخر عسس (الدولة العوجة) في 9/4/2003 الا مثال
    صارخ عن حجم البؤس والمرارة الكامنة في قعر
    براميلهم الرمزية.
    في هذه المستوطنة المتراصة بالاشتباكات
    الازلية، حيث يمسك الجميع بخناق بعضهم البعض
    انتصاراً لثارات القرن السابع الهجري
    وبيارغه التي ازدادت نضارة تحت خيمة
    الديمقراطية والتعددية والصناديق الوافدة،
    يخرج الينا من اعماق المؤسسة الدينية
    التقليدية، رجل يدعونا للكف عن اجترار حشائش
    الفقه والاحكام المنقرضة، ولعنة الادمان
    للرطانة الخاوية وطقوس الكراهية والاحقاد.
    رجل دين ينتصر لروح العصر والحداثة والتعددية
    والتسامح ذلك هو السيد أحمد القبانجي،
    الذي
    ابتدأ حياته العملية والفكرية في التتلمذ على
    يد الشهيد محمد باقر الصدر، حيث شارك في
    بواكير النشاطات المناهضة للاستبداد ومنها
    (انتفاضة صفر) حيث تعرض للاعتقال مرتين وبعد
    اطلاق سراحه تعرض للملاحقة مما اضطره لترك
    العراق الى سوريا ومنها هاجر الى ايران حيث
    بداية الثورة الاسلامية، وهناك كان من
    المبادرين لتشكيل حركات الجهاد ضد نظام
    الطاغية المقبور، وساهم في انطلاق المقاومة
    المسلحة في الاهوار وهناك تعرض الى اصابات
    بليغة. بعد ان تماثل للشفاء عاد الى دراسته
    الحوزوية، وخلال ثلاثة عقود من دراسته كتب
    وترجم العديد من الكتب والمؤلفات المهمة
    منها: الاسلام المدني، تهذيب احاديث الشيعة،
    العدل الالهي، الله والانسان، المرأة الحقوق
    والمفاهيم وغيرها كما ترجم للعديد من
    المفكرين الايرانيين مثل الدكتور عبدالكريم
    سروش ومجتهد شبستري ومصطفى ملكيان
    و....
    افكار وآراء السيد احمد القبانجي بعيدة عن
    لجام الطوائف ودين (الهويات القاتلة) لذلك
    يصعب على الطائفين من مختلف مشاربهم هضمها،
    لكن على الضد من ذلك تدخل الى القلوب غير
    الملوثة بادران الطائفية والتشرذم بكل محبة
    وترحاب، انه يدعو الى الالتفات مجدداً الى
    حيث العقل والوجدان لاعادة ترميم العلاقة بين
    الله والانسان. اليوم يبدو القبانجي وحيداً
    وسط صخب الضاجين من (العدائين وراكبي
    الدراجات) لكنها محنة كل الاحرار في كل زمان
    ومكان. وكما همس الامام السجاد ذات يوم:
    رب جوهر علم لو ابوح به
    لقيل لي انت ممن يعبد
    الوثنا
    ولاستحل رجال مسلمون دمي
    يرون اقبح مايأتونه
    حسنا
    ومن اجل تسليط الضوء على افكار السيد أحمد
    القبانجي كان لنا معه هذا اللقاء
    [/size]
    .
    س: في البدء كنتم من تلامذة الشهيد محمد باقر
    الصدر، وبعد مشوار من النشاط الفعال في صفوف
    الاسلام السياسي والايديولوجي انتقلتم الى
    ضفة مايعرف اليوم بـ ( العرفانيون الجدد) هل
    يمكن ان تحدثونا عن ابرز محطات ذلك المشوار
    ؟





    - بسم الله الرحمن الرحيم. كل انسان يسير في
    حياته وفق ماهو موجود في مجتمعه وبيئته
    واسرته، وبما اننا كنا في اسرة دينية
    وبالخصوص شيعية، وكانت آنذاك حكومة مستبدة،
    هي حكومة البعث، وهي معادية بصراحة للدين،
    فمن الطبيعي ان نجد انفسنا منخرطين في الجهاد
    ضدها. عندما دخلت الى الحوزة لدراسة العلوم
    الدينية، اطلعت على كتابات اصحاب الاسلام
    الاصولي مثل محمد قطب وسيد قطب والمودودي
    ومحمد باقر الصدر، عندها بدأ الدين عندي
    يتحول الى آيديولوجيا، وآنذاك لم نكن نعرف
    الايديولوجيا، كنا نعتقد ان الاسلام دين
    ودولة، ودنيا وآخرة ويشمل كل مناحي الحياة،
    وكنا نعد ذلك امتيازاً للاسلام كدين. وبما ان
    الشعوب العربية واجهت الكثير من الظلم
    والاستبداد فذلك دفعها لان تتسلح بالدين، لذا
    تحول الدين الى آيديولوجيا لمقارعة الظلم.
    عندما ذهبنا الى ايران كنا نتصورها كما قال
    الصدر: (ان الخميني قد حقق حلم الانبياء) وكنا
    نتصور الحكومة الايرانية هي الجنة والناس
    سيتحولون الى ملائكة وستكون حكومة مثالية
    يطمح اليها البشر جميعاً،
    غير ان الواقع اثبت
    ان هذا الحلم هو اضغاث احلام، اسفرت الحكومة
    الدينية عن ملامحها الحقيقية بمرور الزمان،
    اذ هي حكومة دنيوية ومستبدة وبعيدة كل البعد
    عن حقوق الانسان، وهذا مل تجلى بوضوح في
    بدايات حكومة الرئيس محمد خاتمي الاصلاحية.
    آنذاك بدأت مرحلة اعادة النظر في الرؤية
    الدينية التي كنا نحملها، هنا علينا التوقف
    عند نقطة مهمة وهي؛ مادام الانسان لايواجه
    عقبة امام افكاره وطموحاته ومسيرته الدينية،
    فانه لايفكر اطلاقاً بالتغيير، كالنهر الذي
    يسير ايام واسابيع حتى يصب في البحر، لكنه
    عندما يجد امامه سداً فسيغير مساره، والانسان
    هكذا مادام لايجد امامه عائقاً فانه يواصل
    سيره باتجاه واحد، لايجد حاجة للتغيير ولكنه
    عندما يواجه عائقاً يتمثل بضرب مصالحه
    الشخصية أو يتناقض ومسلماته العقلية
    والدينية، عندها يضطر لمراجعة افكاره كي يجد
    حلاً،
    وعندما اكتشفنا ان الدولة الاسلامية
    فشلت في انتاج الانسان الصالح والمجنمع
    الصالح، وان المجتمعات الغربية قدمت نموذجاً
    افضل من جهة مراعاتها لحقوق الانسان وحرية
    الاديان وتطور الفكر الديني واحترام
    الآخرمقارنة بما وجدناه في الجمهورية
    الاسلامية،
    آنذاك بدأنا باعادة النظر، ربما
    كان الخطأ موجود فينا ومن منظومتنا الدينية،
    وبعد ذلك تكشف لنا؛ ان القصور والتقصير ليس من
    المسلمين وليس من الاسلام بما هو دين يدعو الى
    الله والقيم الاخلاقية، بل من الفقهاء
    والشريعة المتزمتة والمتمسكة بكل ماهو قديم،
    ذلك ما جعل الاسلام جامداً ومتحجراً
    ولايتلائم مع مقتضيات العصر الحديث. وعندما
    راجعنا مذهب العرفاء، وجدنا الدين الحقيقي؛
    الذي يرتفع بالانسان الى مستويات عالية من
    المعنوية ولا يتناقض مع روح العصر ومتطلبات لحداثة
    .
    [/color]

    [/color]


    س: هل يمكن ان تحدثونا قليلاً عن ملامح
    (العرفان الجديد)؟

    قبل كل شيء يجب الاشارة الى ان مذهب العرفاء
    لايختص بالاسلام فقط، هناك عرفاء من الهندوس
    والمسيحين واليهود و...يشتركون جميعاً بكافة
    اديانهم ومذاهبهم على محور قاعدة اساسية
    واحدة وهي؛ ضرورة الخروج من بوتقة (الأنا)
    والرجوع الى الذات الاصيلة، التي هي الذات
    الالهية التي يقول عنها القرآن (ونفخت فيه من
    روحي)
    فالأنا في كل انسان تدعوه لاحراز
    واكتساب المنافع الذاتية على حساب الآخرين،
    والمنافسة مع الآخرين بحيث يعدو الآخر كما
    قال سارتر: (الآخر هو الجحيم). وعندما ينعتق
    الانسان من قوقعة ذاته من سجنها الى رحاب
    الذات الاصيلة (الروح الانسانية) عندها يحب
    جميع الناس على مختلف عقائدهم ومذاهبهم. هذا
    هو اصل المذهب العرفاني، بينما الفقه-الشريعة
    تدعو الى كراهية الآخر والى التزمت
    والدوغمائية باعتباره يمتلك الحقيقة ودرب
    النجاة والآخر ضال ومنحرف ومن اهل النار،
    لذلك يتعامل معه من موقع الكراهية والعدوان.
    كما اننا في مدرسة العرفان الجديد نختلف عن
    العرفاء والمتصوفة القدماء، فنحن لانقول
    بكبت الغرائز ومحاربة الدنيا،
    كما نقول
    بضرورة كسب المعرفة بكافة الاديان والانفتاح
    المعرفي على المدارس الفكرية والاديان لنأخذ
    منها ماهو نافع وينسجم مع بيئتنا وثقافتنا.
    اما جهاد النفس بالمعنى الصوفي والاعراض عن
    الثروة والدنيا والسلطة، فهذا لانراه
    صحيحاً، والسبب ان المتصوفة القدماء كانوا
    يعتقدون بان النفس الامارة تتلخص بالغرائز،
    وعندما يريدون محاربتها، يتوجهون لمحاربة
    الغرائز، في حين ان الغرائز قد تكون خيرة
    وتدفع الانسان نحو الكمال،
    فيما اذا سلك
    الانسان في طريق الحق واهتم ببناء وتقوية
    الأنا الاصيلة، وخلاف ذلك ان بقي سجيناً في
    اطار الأنا الضيقة، فذلك قد يؤدي الى تحول
    الغرائز الى عامل من عوامل التسافل والانحدار
    وهذا يشمل العقل ايضاً الذي قد يتحول الى
    صنيعة للأنا الضيقة، ولكنه يتحول الى عامل من
    عوامل كمال الانسان اذا سار في الطريق الآخر
    (المعنوي). كما ان العرفان الجديد يختلف عن
    المتصوفة القدماء، الذين كانوا منعزلين عن
    المجتمع ويهتمون بانفسهم، بينما في العرفان
    الجديد، نرى ان الايمان بالله وحب الله يتجلى
    في حب الخير للناس، وتكون اسهامات الانسان
    على مختلف المستويات (السياسية والاجتماعية
    و...) بمثابة افرازات لذلك الايمان
    . صحيح، ان
    الاصل في الدين هو الايما بالله وتجديد
    العلاقة معه، الا ان هذا الايمان ينعكس على
    مستوى العمل؛ في خدمة الناس على كل
    المستويات، وان كان حاكماً او وزيراً....وكان
    مؤمناً وعارفاً بالله سيؤثر ذلك الايمان على
    عمله السياسي ويمنعه عن الفساد والاختلاس
    والغش والى غير ذلك.





    س: كيف تقيمون حصيلة التجارب السياسية التي
    خاضتها احزاب الاسلام السياسي. وهل مثلت حقاً
    وجهاً لنهضة حضارية ومعرفية؟
    [/color]




    في بدايتها كانت الاحزاب السياسية الدينية،
    تدعو لمناصرة الحق ومعارضة الظلم
    والاستبداد، وانطلاقتها عبرت عن استجابة
    لحاجة المجتمعات للعدالة والى القيم
    الانسانية، واستخدمت الدين كقوة تحشيدية
    للجماهير ضد الطغم الحاكمة، وهنا يجب التمييز
    بين مرحلتين؛ الاولى ماقبل استلام السلطة حيث
    تتميز بأدلجة الدين من أجل تشكيل قوة دافعة ضد
    الحكومات الظالمة كما حصل في ايران. والاخرى
    مابعد استلام السلطة وهي التجارب التي شكلت
    انهياراً لاطروحات الاسلام السياسي، وسبب
    هذا الفشل يعود الى انهم لم يفرقوا بين
    المرحلتين ومتطلبات كل مرحلة، ففي المرحلة
    الاولى كان الدين يستخدم كسلاح لمواجهة الظلم
    وتحشيد أكبر عدد ممكن من الناس ضد الظالمين،
    غير ان مرحلة مابعد استلام السلطة او مابعد
    الثورة في ايران، اي بناء الجمهورية
    الاسلامية، هي مرحلة لاتستدعي تهيج العواطف
    والتمسك بالشعارات التي كانت صالحة في
    المرحلة السابقة، لان مرحلة البناء تستدعي
    استخدام العقل والعقلانية، وهذا ما يفتقده
    انصار الاسلام الاصولي الذين تسمروا عند
    حيطان شعاراتهم القديمة، وان تحقيق العدالة
    يعني الرجوع بالمجتمع الى الوراء لتحقيق
    المجتمع الرسالي والنبوي، بغض النظر عن
    المتغيرات العظيمة التي شهدتها المجتمعات
    البشرية، فاليوم لم يعد المجتمع البشري بحاجة
    الى الاحكام التي كانت متناسبة مع المجنمع
    البدوي وشروط الحياة في العصر الجاهلي. وهنا
    بودي ان اقول اننا مع الثورة الاسلامية لكننا
    ضد الجمهورية الاسلامية
    . فالثورة كانت ضد
    الظلم وعملاء الاجانب، لذلك امتدت شعارات
    الخميني الى خارج ايران ولاقت رواجاً وقبولاً
    في المجتمعات الاسلامية التي كانت تعيش تحت
    وطأة الظلم والاستعمار والتخلف، الا ان
    الجمهورية الاسلامية لم تجسد طموحات الشعب
    الايراني في العدالة والتقدم والرقي، لا بل
    ارجعته الى الوراء، واستبدلت التاج
    بالعمامة، وبدلت استبداد الشاه باستبداد
    العمائم، وكما قال النائيني: (الاستبداد
    الديني اخطر انواع الاستبداد). والجمهورية
    الاسلامية جمعت الاستبدادين السياسي
    والديني،
    فتحول الدين الى كابوس واصبح غير
    قليل من الناس يرجعون كل انواع التخلف والظلم
    والتمييز الى الدين، لذلك نشهد اليوم ردة
    صامته لدى الشعب الايراني عن الدين والاسلام،
    والسبب يعود الى حكومة رجال الدين. هذا الأمر
    ينطبق على الاحزاب الاسلامية في العراق التي
    تريد العودة بنا الى الوراء، فهي تريد تشيد
    حكومة دينية على غرار تجربة الجمهورية
    الاسلامية في ايران والبعض تدور في مخيلته
    تجربة طالبان.
    لكن الناس يريدون حكومة مدنية،
    تجسد لهم طموحاتهم في الحرية وضمان حقوق
    الانسان والمواطنة والتعددية والخلاص من
    الطائفية والارهاب.

    س: بعد مرور أكثر من سبع سنوات على انهيار أبشع
    نظام شمولي عرفه تاريخنا الحديث (ببركة
    المشرط الخارجي). هل سيتمكن العراقيون بعد كل
    هذا الموروث الطويل من تقاليد الاستبداد
    والحكم المركزي، من بناء مجنمع ديمقراطي
    تعددي؟
    مازال هناك فاصل امام العراقيين لبلوغهم ضفاف
    الحرية الحقيقية والمجتمع المدني
    والديمقراطية. السد الضاهري المتمثل
    بالحكومة المستبدة ازيح ولكن هذا لايكفي،
    هناك غير القليل من العوائق الثقافية
    والدينية لابد من تجاوزها، فالسد الباطني
    والفكري أشد من السد الضاهري. تواجه
    العراقيين مهمة التغلب على الموروث الديني
    المتحجر الذي يعيقهم عن الوصول الى مرحلة
    المجتمع المدني، لذلك نرى ان الاهتمام
    بالجانب الثقافي اهم من الجانب السياسي،
    ومادام الشعب اسيراً لقيود التراث والافكار
    القديمة فلا فائدة من ازاحة نظام مستبد سرعان
    مايحل آخر محله كما حصل في ايران،
    لذلك لابد
    من تثقيف الناس على متطلبات الحداثة
    ومنظومتها في المواطنة واحترام الآخر،
    واحترام القانون بدل الشريعة، وتعميق مفهوم
    الحرية التي تمثل جوهر الانسان، لا كما
    يشوهها رجال الدين في اذهان الناس باعتبار ان
    الحرية هي الانفلات الاخلاقي.





    س: من خلال ما نضح عن تجارب الاسلام السياسي
    (سنة وشيعة..) انهم اختزلوا الدين بالشريعة،
    والشريعة بمسطرة للحلال والحرام. هل يوجد
    حقاً في القرآن آيات توجب الحجاب وتحرم
    الموسيقى والرقص والغناء؟





    مثل هذه الاحكام غير موجودة في القرآن، لكنها
    موجودة في السنة والروايات، وعلى فرض انها
    موجودة في القرآن، فهذا لايعني انها صالحة
    لهذا الزمان، فالجزية مثلاً موجودة في القرآن
    وكذلك قطع يد السارق و...لكنها لاتصلح لهذا
    الزمان، المهم ان نفهم ماهي الاحكام التي
    كانت صالحة لذلك الزمان وغير صالحة لهذا
    الزمان والتي يجب تجاوزها
    . والقرآن علمنا ذلك
    عبر الناسخ والمنسوخ، فقد تغيرت بعض الاحكام
    عندما تغيرت الظروف بعد الهجرة من مكة الى
    المدينة ونزلت احكام الجهاد والكثير من
    الاحكام الاخرى والتي تتناغم وظروف ذلك
    الزمان وثقافته، مما يعني انها غير دائمية،
    بينما الدين بجوهره يصلح لكافة المجتمعات
    البشرية، كايمان وحب لله وللناس،
    هذا هو
    الدين الذي يستمر الى يوم القيامة، اما
    الشريعة فهي متغيرة ولاتمثل سوى قشور الدين.
    اما فيما يتعلق بالاحكام التي ذكرتها، فالدين
    يؤكد في الانسان ابعاده الخمسة وهي: البعد
    الاخلاقي، والبدني، والجمالي، والروحي،
    والاجتماعي.
    البعد الاخلاقي نجده في الحديث الشريف: (انما
    بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) والدين الحنيف
    لايمكن
    ان يتقاطع والقيم الاخلاقية، كما انه
    لايتقاطع مع الغرائز البدنية مثلاً يحرم
    الزواج ويدعو الى ترك الدنيا، وهكذا البعد
    الجمالي فالانسان فيه غريزة حب الجمال
    والموسيقى والفن والغناء والرسم
    والشعر...فلايجوز للدين ان يزيح هذا البعد
    الجمالي لانه بذلك يمسخ الانسان ويجعله
    مشوهاً، لانه سيحرمه من اشباع حاجة حيوية في
    نفسه، وهكذا في الحاجة الروحية؛ اي الاتصال
    بالله مثل الصلاة والدعاء وامثال ذلك.





    س: في كتابكم (الاسلام المدني) اشرتم الى ضرورة
    عقلنة المسيرة الدينية، سواء على مستوى
    الاعتقادات او التشريعات، كي لايصبح الدين
    عقبة امام المسلمين في الوصول الى منهل
    الحداثة وعلومها الجديدة. هل ستحظى مثل هذه
    الدعوات بالمعاضدة اللازمة من قبل المجتمع،
    أم ستلتحق بالومضات التي توهجت يوماً في
    مضاربنا؟
    عالم اليوم مترع بامكانيات ايجابية، تختلف عن
    السابق، نحن نشهد انتشار عظيم لمفاهيم
    الديمقراطية والحرية والحداثة والعقلانية،
    وهذا الأمر لم يكن في السابق حيث كانت
    المشاريع الاصلاحية على شكل ومضات كما عبرتم
    وانطفأت. وكما يقول هيغل: (لان روح المجتمع لم
    تكن تتقبل الاصلاح...) لكنني متفاءل من ان
    حركتنا الاصلاحية ببركة شيوع ثقافة الحداثة
    وثورة الاتصالات والتقنية الحديثة والصحافة
    الحرة والترجمة الواسعة....كل ذلك ساهم في
    ايجاد الارضية المناسبة لتقبل مثل هذه
    الافكار خاصة من قبل طبقة المثقفين.





    س: عبر مسيرة حياتكم وفي كتبكم وترجماتكم
    ومحاضراتكم، يلمس المتابع مقدار الجهد الذي
    تبذلونه من اجل ترميم العلاقة مع الله. في
    الوقت الذي انبرى البعض لاتهامك بالاساءة الى
    الله ورسوله والائمة و....كيف تفسر مثل هذه
    المواقف؟





    هذا صحيح، فالله ورسوله والاسلام الذي يدينون
    به يختلف عن الله ورسوله والاسلام الذي ادين
    به. لقد جعلوا من الدين والنبي وحتى الله
    صنماً، بعد ان حولوه الى هوية من هوياتهم
    الشخصية، ليصبح جزءا من ذواتهم الانانية، فهم
    يدافعون عن الله والنبي والدين الذي يشكل
    جزءا من هويتهم، لا الله أو النبي أو الدين
    الذي يمثل الحق
    . هم يدافعون عن نفوسهم الامارة
    ولايدافعون عن الحق، لذا من الطبيعي ان يجدوا
    في دعوتي تهديماً لهويتهم ومصالحهم، لانهم
    جعلوا من الدين دكاناً لهم، وحولوا الدين الى
    وسيلة لخدمة مصالحهم الشخصية وحفظ
    امتيازاتهم، التي اكتسبوها من خلال تجهيل
    الناس وتخريف عقولهم. والا فانا ادعو الى
    تنزيه الله عن كل هذه الرسوبات التاريخية،
    وادعوا الى الله الرحيم بدل الله المنتقم،
    ادعو الى الله المحب بدل الله المعذب،
    وادعو
    الى الدين كجوهر، اي ادعو الى روح الدين والذي
    يتمثل بالحب كما يقول الامام الصادق: ( وهل
    الدين الا الحب)
    والحب هنا لا يقتصر على حب
    الارحام والموافق في الدين، بل على حب
    المخالف في الدين ايضاً، فالدين ان اقتصر على
    حب الموافق، فهذا امر تدعو له كل المذاهب
    والاديان الارضية، وذلك ليس بالدين الالهي
    وكما قال السيد المسيح: (احبوا أعداءكم وصلوا
    الى مضطهديكم، فاذا كنت ادعوكم الى محبة
    الاقربين فقط، فما الفرق بين ديني ودين
    العشارين).
    هؤلاء يرون في دعوتي خطراً على دينهم الذي
    حصلوا من خلاله على امتيازات كبيرة واموال
    طائلة وقداسة زائفة. دعوتي ليست خطراً على
    الدين الحق، لانني ادعو اليه وللايمان بالله
    الحق والى الدين الحقيقي الذي يدفع بالانسان
    الى مدارج المعنوية والكمال والمثل
    الانسانية والتي اعدها أصل الدين.

    س: في مثل هذه المجتمعات حيث (تسترد القبائل
    مفاتنها) وتزدهر فيها لافتات وثارات القرون
    السالفة. هل ستجد همساتك الحداثوية اذناً
    صاغية؟
    في مجتمعاتنا الشرقية تمثل العشيرة او
    القبيلة ركناً مهماً من اركان المجتمع
    وبامكانها ان تصبح الى جانب منظمات المجتمع
    المدني في توحيد الناس لعمل الخير ومكافحة
    الارهاب وشد الناس الى بعضهم البعض. اما
    الجانب السلبي فيتمثل بالعشائرية، نحن مع
    العشيرة لا العشائرية بما تمثل من تقوقع على
    العشيرة واعرافها وتقاليدها الرافضة
    للحداثة، وعدم الاحتكام للقانون والانفتاح
    على الآخر. واليوم نشاهد قيم الحداثة تنتشر
    بين الكثير من شباب هذه العشائر من طلاب
    الجامعات والمثقفين والسياسين والاعلاميين...





    س: انتم تدعون الى روحانية متسامحة، تؤمن
    باليبرالية وحقوق الانسان، بينما الجموع
    تتدافع الى حيث خنادق الطائفية والتشرذم. هل
    تعتقدون بوجود قوى اجتماعية تتوافق مصالحها
    مع مثل هذه المنظومة الفكرية الجديدة. وهل
    يمتلك مجتمعنا مثل هذه القوى اصلاً بعد كل هذا
    الخراب؟





    الروحانية لايمكن لها الا ان تكون متسامحة،
    هي تدعو الى المعنوية والقيم الاخلاقية، اما
    الآخرون ممن يلتزمون بالعقيدة فلايوجد فيها
    روحانية، لان العقيدة هي قضايا ذهنية، وهي
    سبب الطائفية، لان كل عقيدة تتصور انها هي
    الدين الحق، ولذلك تعادي العقائد الاخرى،
    والبشر بطبيعتهم لهم عقائد مختلفة، والعقيدة
    تتأثر بالبيئة والثقافة المحلية والتربية
    والمزاج، لذلك تختلف العقائد في المجتمعات
    البشرية، وهي سبب النزاعات والخصومات. اما
    الروحانية فهي سبب للتآلف والمحبة، لانها
    تعبر عن حاجة انسانية اصيلة، وهي الحاجة الى
    المطلق وحب الخير للناس،
    وهي خصيصة يشترك
    فيها البشر جميعاً، لهذا هي تعددية، اي تقبل
    التعدد في العقائد والمذاهب ولا تعاديها، شرط
    ان تكون هذه المذاهب انسانوية لاتدعو الى
    كراهية الآخر.
    اما بالنسبة للقوى المساندة، فنحن نعتمد على
    شريحة المثقفين، من الذين انفتحت عقولهم على
    الحداثة واحترام الآخر المخالف والمواطنة
    وحقوق الانسان، وهذه الشريحة تقف الى جانب
    الدين المعنوي وتنبذ الدين الطائفي، رغم انها
    مازالت محدودة التأثير والبعض منها مازال تحت
    تأثير الرواسب الدينية، غير ان الاحداث
    الاليمة التي عاشها المجتمع العراقي كفيلة
    بتحرير الناس من سطوة الفكر الديني القديم،
    وكفيلة بتوعيتهم بضرورة الاخذ بمقومات
    التمدن وبناء المجتمع المدني والحكومة
    المدنية بدل الحكومة الدينية.

    س: العديد من احزاب الاسلام السياسي انخرطت في
    اللعبة الديمقراطية واستهوتها الصناديق، رغم
    مواقفها المعروفة من الديمقراطية، تحت ذريعة
    اعتماد آليات الديمقراطية بعيداً عن روحها
    وفلسفتها. هل يمكن الفصل بين آليات
    الديمقراطية وروحها؟
    الاحزاب الدينية انخرطت في الديمقراطية
    حفاظاً على مصالحها، هي لاتؤمن
    بالديمقراطية،
    وتحاول ان تجعلها سلماً
    للوصول الى السلطة، لان الديمقراطية مفروضة
    عليهم، هم يعدونها أداة وطريق فقط، في حين ان
    الديمقراطية؛ هي ليست آلية فقط بل تتضمن
    مباني الحداثة وتقوم على اساس احترام الانسان
    واحترام حقه في الانتخاب وحرية التعبير. اما
    الاحزاب الدينية فلا تعتقد بالديمقراطية
    الحقة، لانها تراها مخالفة (للاسلام- الشريعة)
    الاسلام الفقهي الذي يقرر ان القوانين يجب ان
    تكون الهية، ولايجوز للناس اختيارالقانون
    الصالح لهم، في نظرهم يجب على البرلمان ان يقر
    الاحكام والحدود الالهية الواردة في
    الشريعة، وليس من حق البرلمان سن قانون مخالف
    للشريعة، وهذا هو جوهر مخالفتهم للديمقراطية
    التي تؤكد؛ على ان القوانين يجب ان تكون بشرية
    ومدنية، ولايوجد حق الهي في هذا المجال
    . انهم
    يتصورون ان الحلال والحرام في الشريعة
    الاسلامية هي قوانين للحكومة، ومن هنا نرى
    الازدواجية التي يتخبط فيها اتباع الاسلام
    الاصولي والاحزاب الاسلامية، وعدم احترامهم
    للقوانين المدنية بحجة انها أحكام وضعية
    وبشرية، غير مقدسة ويجب عدم الالتزام بها، بل
    يجب الالتزام بالشريعة واحكامها، هذه
    الازدواجية التي صارت غطاءاً لكل انواع
    الفساد المالي والاداري والاختلاس وسرقة بيت
    المال والاحتيال على القانون، لدى اتباع هذه
    الاحزاب بعد وصولها الى السلطة في العراق. ففي
    الوقت الذي يدعون انهم ديمقراطيون ومدنيون،
    نراهم لايحترمون القانون، لانهم يعيشون
    الازدواجية والنفاق، عندما يتضاهرون بانهم
    مع الديمقراطية والقانون وهم لايؤمنون بها.





    س: تدعون الى قراءة مغايرة، تكشف عن الوجه
    الحيوي للقران المتناغم وروح العصر، باعتبار
    ان (القرآن حمال أوجه) وان على الانسان ان
    يبتكر رؤى متجددة للعالم، لانه يحمل بين
    جنباته بذرة الله (نفخت فيه من روحي)...في الوقت
    الذي يعد الدين التقليدي؛ كل جديد بدعة
    والبدعة ظلالة والظلالة في النار. ما مشكلة
    الفكر الاصولي الاسلامي مع الحداثة والحياة
    المعاصرة، هل لكونها ولدت في المجتمعات
    المسيحية كما يقول المفكر الايراني داريوش
    شايغان؟





    القرآن يتضمن العديد من العناصر الحيوية،
    كالقيم الاخلاقية المطلقة التي تمتد الى كافة
    الازمنة والامكنة من قبيل قوله تعالى: (لا
    اكراه في الدين) (واذا حكمتم بين الناس ان
    تحكموا بالعدل) وامثال ذلك من الآيات
    الشريفة، ولكن هناك آيات اخرى (تاريخية) جاءت
    كحل لمشاكل ذلك الزمان؛ كاحكام الرق والهجرة
    والجهاد والغنيمة، والعقوبات كالقصاص
    والديات وامثال ذلك من احكام كانت منسجمة
    وثقافة وحاجات ذلك الزمان
    . اما العصر الحالي
    فقد حدثت تغيرات جوهرية على مستوى المفاهيم
    والموضوعات، ومن هنا نؤكد على الآيات المطلقة
    والتي تنفع البشرية على اختلاف ثقافاتها،
    ونقول بضرورة تجميد العمل بالآيات
    التاريخية، فلا معنى لأخذ الجزية من أهل
    الكتاب أو قتل المرتد وما الى ذلك،
    هذا هو
    السبيل الذي يضمن حيوية القرآن وبقاء الدين،
    اما الالتزام بالشريعة والاحكام الواردة في
    القرآن والسنة مما كان صالحاً لذلك الزمان،
    فمن شأنه ان يجمد الاسلام ويتحول الاسلام الى
    عاملاً في تجميد عقول المسلمين وبقاءهم على
    عتبة القديم والماضي وبالتالي محاربة كل جديد
    بتهمة مخالفته لبعض احكام الشريعة، رغم ان
    الشريعة لاتمثل الدين وروحه بل هي من قشور
    الدين.
    اما بالنسبة لحساسية المسلمين من
    الحداثة كونها جاءت من المجتمعات المسيحية،
    فربما تكون لفترة الاستعمار وما رافقها من
    اضطهاد للمسلمين تأثيراً في رفض ماجاء به من
    قيم حداثوية، ونحن في محاضراتنا نضرب اليابان
    كمثال للحداثة وحقوق الانسان باعتبارها اقرب
    الى قلوب المسلمين.

    س: لقد تحققت نبوءة النائيني: (ان الاستبداد
    الديني هو اخطر انواع الاستبداد) وشاهدنا كيف
    تورمت بعض زعانف الدين على حساب غاياته
    الحيوية. هل تمتلك مدرستكم (العرفان الجديد)
    اجابات تعيد التوازن للدين كي يتصالح وروح
    العصر؟





    اذا اجتمع الاستبداد الديني مع الاستبداد
    السياسي يصبح خطره اشد من الاستبداد السياسي
    المحض، لان الاستبداد الديني يشل عقل الانسان
    وطاقاته الداخلية، بينما الاستبداد السياسي
    يشل طاقات الانسان من الخارج بينما يبقى
    الانسان بعقله وروحه وعواطفه حراً غير مقيد.
    اما في العرفان الجديد فنقول بضرورة اهتمام
    الدين بالسلطة لا استيلاء رجال الدين على
    السلطة، وان الايمان بالله ينعكس في المجال
    الاجتماعي وفي حب الخير للناس، وفي دعم
    الحكومة التي تخدم الناس، لذلك لايتقاطع
    العرفانيون الجدد مع الحكومة المدنية التي
    تقوم على احترام حقوق الانسان وحماية حرياته.

    س: مازالت مسألة حقوق الانسان تطرح بقوة في
    سجالات الاسلاميين والعلمانيين. هل القوانين
    الوضعية العلمانية تتفق والحقوق الالهية؟
    الأصل في الدين؛ ان يكون مناصراً لحق
    الانسان، وان تقاطع الدين مع حق الانسان نرفض
    ذلك الدين، لان هذه الحقوق فطرية وراسخة في
    نفس الانسان؛ كحق الحياة والسكن والزواج
    والعمل وطلب العلم، فاذا جاء الدين وقال
    بجواز وأد البنات سنرفض مثل ذلك الدين،
    فالاصل في حقانية دين ما، هو ان يتطابق مع
    حقوق الانسان الفطرية. بينما اصحاب الدين
    التقليدي من المشايخ ورجال الدين ينظرون
    لحقوق الانسان من داخل النصوص،
    بينما يجب ان
    ننظر لحقوق الانسان من خارج الدين والنصوص،
    كي يكون لدينا معيار لحقانية الدين أو بطلانه.
    فان كان المعيار من داخل الدين نفسه كانت كل
    الاديان صحيحة وعندها حق، فالدين الذي يقول
    بجواز حرق الزوجة مع الزوج المتوفي يكون حقاً
    وهكذا...
    اذن يجب ان نطابق حقانية الدين مع حقوق
    الانسان الراسخة في جوهر الانسان وفطرته.
    لذلك قال النبي: (بعثت لاتمم مكارم الاخلاق).
    اذن الحقوق موجودة خارج الدين، وعلى الدين ان
    يدعم هذه الحقوق لا ان نأخذ الحقوق من الدين،
    وان صرنا نأخذ كل شيء من الدين يتحول الى صنم
    للانسان وهذا يؤدي الى مسخ الانسان عن
    انسانيته، بينما الدين الحق يدعو الى دعم
    انسانية الانسان. ولذلك نقول ان الاصل في
    الحكومة الاسلامية ان تكون ديمقراطية، فان
    تعارضت الاحكام الدينية مع الديمقراطية
    نلتزم بالديمقراطية ونترك الاحكام التي
    تتعارض معها لانها الاقرب الى تحقيق العدالة
    وتقرير المصير.





    س: بداية عام 2010 شهد انطلاق نشاطات الملتقى
    الثقافي للفكر الاسلامي المعاصر الذي قمتم
    بتأسيسه. ماهي الاهداف المرجوة من نشاطاته،
    وهل تحظى مثل هذه النشاطات بدعم وتمويل ما؟





    ليس الهدف تكريس الدين في نفوس الناس، فالدين
    والحمدلله عميق ومتجذر في نفوس العراقيين
    ولاحاجة به لمزيد. لكننا نرى خطراً يحيق
    بالانسان العراقي لا الدين، هذا الخطر يكمن
    في الفكر الديني المزيف، الذي حول الانسان
    الى خادم للدين، بيبنما يجب ان يكون العكس
    فالاصل لدينا ليس الدين بل الانسان العراقي
    الذي يتعرض الى عمليات مسخ من قبل رجال الدين
    الذين يكرسون الكراهية والحقد على الآخر،
    الذي تمخض عن كل هذا الارهاب وسفك الدماء
    المتواصل والذي شوه سمعة العراقيين وسمعة
    الدين لدى المجتمعات البشرية من غير
    المسلمين، وهذا الملتقى يسعى لبيان الاسس
    التي يقوم عليها المجتمع الصالح والقيم
    الجوهرية التي يدعو اليها الدين الاسلامي
    بعيداً عن حضائر الفقه والمتفقهين الذين
    جعلوا من الدين متجراً ودكاناً لمكاسبهم.
    وبالنسبة لامتدادات هذا الخطاب الحداثوي،
    فلا زلنا في بداية الطريق والمؤشرات ايجابية
    وتحظى طروحاته بتأييد غير القليل من الناس
    داخل العراق وخارجه من خلال الانترنيت
    وموقعنا الخاص (وجدان)اما بالنسبة
    للدعم او التمويل فتعتمد على امكانياتنا
    الذاتية المحدودة في نشر افكارنا عبر
    المحاضرات والموقع الالكتروني وهذا لايكلف
    الكثير، والندوات الاسبوعية اقيمها في باحة
    منزلي في الكرادة وهي قسط متواضع لخدمة حركة
    التنوير واعادة الاعتبار للعقل والوجدان
×
×
  • Create New...