Jump to content
Baghdadee بغدادي

Safaa

Members
  • Posts

    256
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by Safaa

  1. شيخ الأزهر يجيب على أسئلة آتية من بلد الفتنتين لبنان - جهاد الزين

     

     

     

     

     

    سأبدأ فضيلة الإمام من النقطة التي لفتت انتباهي في عدد من المقابلات التي جرت معك في "قناة دريم" و"الاهرام" و"الشرق الاوسط"، وأسعدني جداً فيها تركيزك على مستوى التعليم في "الأزهر". وأنت عبر هذا الموضوع لمست مباشرة قضية خطيرة تتجاوز المستوى التعليمي في العلوم الدينية في "الأزهر" والحواضر الدينية الاخرى. أنت يا صاحب الفضيلة تطرح مسألة تردي مستوى التعليم في الجامعات العربية الرسمية أو الوطنية كلها. فأين أصبحت مستويات التعليم في جامعة القاهرة التي كان رائدها أحمد لطفي السيد أو الجامعة السورية التي ترأسها الدكتور قسطنطين زريق والجامعة اللبنانية التي أطلقها الدكتور فؤاد أفرام البستاني والدكتور أحمد مكي والدكتور حسن مشرفيه وقلة غيرهم من الرواد؟ ألا تعتقد، وأنا أعتذر عن الإطالة في السؤال، انك عملياً تطرح الموضوع نفسه: تردي مستويات التعليم العربية في الجامعات الوطنية؟

     

     

    - أولاً نرحب بسيادتك وسعدنا وشرفنا بسيادتك في مشيخة الأزهر صحافياً كبيراً ومخضرماً ولامعاً، وكثيراً ما نقرأ لك في الصحف ورغم امتناعي عن اللقاءات الصحافية في الفترة الاخيرة الا انني رحبت بالالتقاء بسيادتك.

    ثانياً هذا اللقاء للحوار والحديث في بعض القضايا المطروحة على الساحة العربية، وهي ساحة ملبدة بغيوم كثيرة ومصابة بانهيارات وتشققات عديدة.

    أما السؤال عن التعليم في الأزهر ربما أنا من القلائل الذين اتيح لهم حسن الحظ بأن أتعلم في الأزهر وكذلك سوء الحظ بأن أُعلّم بالأزهر.

    المرحلة الاولى التي طلبنا فيها العلم كانت عام 1956 وهو تاريخ التحاقي بالأزهر وكان عمري وقتها عشر سنوات ونصف السنة بعد أن مررنا في التعليم بمرحلة ما يسمى بالكتاب، وحفظنا القرآن حفظاً جيداً وتعلمنا فيه قواعد الاملاء وقواعد الحساب الاربع الجمع والضرب والقسمة والطرح والأوليات والمعارف الاخرى، ودخلنا بعد ذلك الأزهر الذي كان وقتها تتكون مراحله التعليمية من الابتدائية 4 سنوات والثانوية 5 سنوات ثم مرحلة الجامعة قبل أن تتغير الامور بعد ذلك عام 1963م، فنزل التخفيض على سنوات الدراسة الثانوي (4 سنوات) ثم بعد ذلك الاعدادي (3 سنوات) والثانوي (3 سنوات) ليوازي التعليم العام. في ذلك الوقت كنا ندرس كتب التراث القديم مباشرة فكان يقرر علينا في اللغة العربية كتب قديمة بها المتون والحواشي ولك ان تتخيل ذلك، طالب ليس في جعبته إلا القرآن الكريم، ويتعرض لدراسة أمهات الكتب مباشرة. لكن حفظ القرآن الكريم وتلاوته وقدسيته في نفوسنا أضاء لنا هذه العلوم التي كان من المستحيل أن يفهمها طالب في هذه السن (10 سنوات)، وكذلك الامور في كتب النحو ثم درسنا الفقه المالكي

    .

    • هل اخترت التخصص في الفقه المالكي بحكم اختيارك أم بحكم انتمائك الى المذهب المالكي؟

    - التخصص في الفقه المالكي كان بحكم انتمائي الى أبي وجدي، ولدينا مكتبة في البيت بها جميع الكتب، فوالدي رفض ان أدرس المذهب الحنفي وأصر على ذلك حتى لا تختلف الفتوى بيننا بعد أن أكبر وحتى لا أفتي برأي وهو يفتي بآخر، فكان هناك حرص على وحدة الكلمة ووحدة الفتوى ووحدة الناس، وأذكر انه كان من المقرر علينا في الصف الرابع الابتدائي كتاب "شذور الذهب" والآن هذا الكتاب ينصح به كمرجع لطلاب كلية الآداب في أقسام اللغة العربية لطلاب الدراسات العليا والماجستير.

    بعد ذلك انتقلنا الى المرحلة الثانوية وكان نظام الأزهر في ذلك الوقت ان تدرس في المرحلة الابتدائية أوائل العلوم وأوائل النصوص ثم بعد ذلك في المرحلة الثانوية ندرس المواد نفسها، ولكن بتعمق أكثر وبعد هذا يزداد التعمق في المرحلة الجامعية، وكنا نسمي الطالب في المرحلة الاولى بالشاي أو المبتدئ.

     

     

    • هذه التعديلات الاخيرة جاءت بعد القانون المسمى "اصلاح الأزهر" عام 1960؟

    - هذه التعديلات جاءت بعد القانون الجديد وجعلت الاعتماد على مذكرات تكتب بدلاً من النصوص القديمة، والحقيقة في هذا الموضوع أن العقلية الأزهرية في المقام الاول عقلية تراثية وما زلت أقول ان العلوم القديمة مكتوبة بنمط غير متكرر واستشهد بأصدقائي الفرنسيين الذين يدرسون في معهد الآباء الدومينيكان ويقومون بتحضير الماجستير والدكتوراه في علومنا مثل البلاغة، كنت أسألهم هل عندكم في تراثكم اذا أردتم أن ترجعوا الى اللغة الفرنسية في نحوها وصرفها هل ستجدون الشرح والمتون والتعاليق؟ وعرضت لهم كتب ابن سينا وما فيه من شروح

    .

    هل أنت تتكلم عن أسلوب لغوي أو عن عقلية تراثية؟ فلا أتخيل مؤسسة دينية كبيرة لا

    تكون عقليتها الاساسية تراثية بحكم التكوين؟

    - لا أتحدث عن لغة بل عن نمط التأليف ومنهج التعلم في هذه الكتب وهذه الكتب لها مناهج يجب مراعاة التدرج فيها. التخصص له كتب والنهائيات لها كتب. هذه الامور ليست متوافرة الآن وهذا هو السبب الاساسي في تدهور التعليم. في الأزهر نحن نكاد نسابق الزمن للعودة لهذا النظام الذي تربينا عليه أو نفعل المستحيل لأننا درسنا على هذا النظام البلاغة ثلاث مرات مبسطة بأسلوب قديم ثم من كتب متوسطة ثم كتب متقدمة.

     

     

    • اذاً يعتبر الإخلال بالمنهج التراثي للعلماء المسلمين هو مصدر الخلل؟

    - الموضوع معقد. التراث أولاً يضمن لك الوسطية ويضمن لك تقبل الآخر. الذي لا يدرس التراث هو الذي يضيق عقله عن تقبل الآخر، لذلك عندما نقول بعودة تدريس كتب التراث يقولون هل ستعودون بنا الى العلوم التي تُكوِّن المتشددين! المسألة بالعكس تماماً: عدم التمتع بتنوع الآراء والنظريات والافكار وهذه خاصية التراث الاسلامي، وعندنا في التراث الاسلامي (اختلافهم رحمة) فالاختلاف موجود منذ عهد الصحابة وجميعهم على صواب. إذاً التراث كتراث للمسلمين داخلياً متنوع نجد فيه الرأي والرأي الآخر والثالث والرابع والا ما معنى المذاهب الاربعة مختلفة ومتعايشة في الاسلام، بل ان فقهاء المذاهب الواحد يختلفون ومع ذلك يتعايشون هذا بالنسبة للفقه وكذلك النحو: البصريون والكوفيون.

    حينما ندرس في كتب التراث، فإننا أمام قال فلان وقال فلان ثم يأتي الترجيح، اذاً العقلية الاسلامية عقلية نقدية منذ البداية تنتظر الرأي والرأي الآخر، والفكرة والفكرة الأخرى وتفند النظرية وتنتقد، هذا هو عمل التراث في داخل العقلية الاسلامية، فالتراث يهيئنا عندما نتعامل مع غير المسلم على قبول الاختلاف. فالقرآن الكريم يوضح ان الاختلاف سنّة كونية، فالاختلاف في اللغة (اختلاف ألسنتكم وألوانكم) والاختلاف في الجنس والعقيدة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) فالقرآن يقرر حقيقة الاختلاف (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) فالاختلاف مقصد من مقاصد الخلق ودائماً نرى هذا ومتوقع ان هناك من يخالفنا في الدين ويختلف معي وانه موجود الى يوم القيامة. لذلك عندما ننظر للعولمة أو نحاول عولمة الثقافة أو عولمة الدين أو كما يقولون كثلكة العالم، فنحن لا ننكرها فقط بل نعتقد انها خرافة بنص القرآن الكريم، لأن الاختلاف في الدين سيظل لآخر لحظة في عمر الكون. في نص القرآن هذا الاختلاف دائماً موجود وايماني بأن الذي يخالفني موجود معي، جعل العلاقة بيني وبينه كما قررها القرآن هي التعارف - والعلاقات الدولية في القرآن الكريم قائمة على التعارف. اذاً التراث هو الضامن لعقلية الوسطية والحوار والرأي والرأي الآخر

    .

    • كما عبَّرت فضيلتك بهذا المعنى فإن التعمق في التراث الاسلامي ضمانة للاستيعاب العميق لهذا التراث، ديناً وحضارة. لكن هناك سبب آخر لمعضلة تخلف التعليم الديني عند المسلمين وربما تخلف المسلمين هو نقص معرفة الآخر. سأعطي مثلاً كمراقب دون تطفل خارج اختصاصي. إذ أعرف بحكم المنشأ والتجربة معاً بيئات متعددة دينية لبنانية وعربية. أعرف عدداً من القساوسة والآباء الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت من دول عربية مختلفة متخصصين في الفكر الاسلامي، ناهيك عن رجال الدين المسيحيين الغربيين والمستشرقين عموماً، ولكني أكاد لا أعرف رجل دين واحداً من المسلمين، سنة وشيعة متخصصاً في اللاهوت المسيحي أو متخصصاً في التراث الديني اليهودي. ألا تعتقد ان هذه ظاهرة مقلقة وخطيرة وأنت نفسك سمعتك في إحدى المقابلات تتحدث عن ضرورة تطوير مستوى رجل الدين أو عالم الدين المسلم كأحد مشاريعك الاساسية في "الأزهر"؟

    - ملاحظة صحيحة الى حد كبير، ولكن لا يعني هذا ان علماء المسلمين القدامى، حتى علماء الأزهر من جيلي انقطعوا تماماً ولا يعرفون شيئاً في هذه المقارنات بين الاديان أو علم مقارنة الاديان في اللغة الاوروبية. العلماء القدامى لهم عطاء مكتوب في هذا المجال في علوم الاديان المقارنة ونحن المسلمين أول من أنشأ علم الاديان المقارن في تراثنا. هذا موجود لدينا وبشكل معمق وفيه سبق تاريخي وسبق منهجي وفيه سبق رؤية، وربما السبب في اننا لسنا متخصصين في علوم اللاهوت في أوروبا سواء كانت مثلاً مقارنة الاديان اليهودية أو المسيحية انه ربما كثير منا يستنيم الى ما صدر أو ما كتب في هذه الاديان في التراث الاسلامي، وأنا معك في أن هذا خطأ. وأنا شخصياً تنبهت الى هذا وكنت أقول دائماً ان الذي يريد ان يكتب في المسيحية الآن يجب ان يذهب الى الغرب ويتتلمذ على أيدي اساتذة وعلماء من الغرب ثم يكتب ما يراه بعد ان يسمع ويرى. من اجل ذلك نحن حرصنا على ان ننشىء في اصول الدين والكليات الشرعية منذ كنت رئيسا للجامعة على مدى سبع سنوات قسما خاصا يعد صفوة من الطلاب اعداداً لغويا متميزا في الانكليزية وتعاقدنا مع المجلس الثقافي البريطاني والحمد لله اول ثلاثة طلاب سافروا هذا الصيف وحرصنا على ارسال ثمانية آخرين في الصيف المقبل نصفهم تم ابتعاثه ليتخصص في المسيحية والآخر في اليهودية ليرجع لنا عالما باليهودية والمسيحية من خلال الكتب والمصادر والمراجع بالمنهج اليهودي الغربي او المنهج المسيحي الغربي.

    فقد وجدنا كل من يكتب في الفترة الأخيرة عن المسيحية يستند الى ما كتبه الشيخ ابو زهرة او الدكتور علي عبد الواحد وافي من المعاصرين او الامام الغزالي والشهرستاني من السلف. هناك رؤى جديدة لا نعلمها، ظهر نقد جديد للكتب المقدسة واصبح علماً واصبح له علماؤه والمتخصصون فيه، نحن نريد ان ننفتح على هذا وفي الجيل السابق كان الشيخ ابو زهرة يكتب جيدا في المسيحية والدكتور عبد الحليم محمود شيخنا رحمه الله كان يدرّس لنا مقارنة اديان في كلية اصول الدين وكان لديه نص باللغة الفرنسية يقرأ منه ويملي علينا وفي النهاية ترجم النص وكان عن المسيحية وشيخنا رحمه الله كان لا يعتبر نفسه متخصصا ولكن المتخصصين الحقيقيين سيكونون من بين الطلاب الذين يدرسون حاليا في جامعات الغرب.

     

     

    • علمت ان "الجامعة الكاثوليكية" في باريس تدرّس رجال دين مسلمين وتخرّج بهذا المعنى ائمة مسلمين؟

    - سأقول لسيادتك ان الذي يغري المستشرقين او الآباء بالكنيسة هو عمق تراثنا وهم يعتبرونه تراثاً انسانياً عالمياً وهذا ما اصابهم بشغف التخصص وخصصوا اعمارهم كاملة لهذا التراث سواء آمنوا بخلفياته ام لا، لكن يؤمنون بأن هذا التراث تراث عالمي ويجب ان يحافظ عليه وان يدرس لدرجة اننا للأسف نجد كثيرا من الباحثين المسلمين اذا ارادوا ان يكتبوا في موضوع اسلامي قد يولوا وجوههم شطر كتابات غربية ثم يترجمونها حتى يفهموا ماذا يقال في كثير من موارد ابحاثنا الاسلامية اضافة الى اننا كعلماء مسلمين لا نجد البعد الروحي او العمق الفلسفي الموجود في العقائد الاسلامية والتراث الاسلامي على الجانب الآخر بمعنى قد لا يكون الجانب الآخر جذاباً او مغرياً وكل ذلك حصيلة مناقشات مع كثير من المستشرقين في باريس من اليهود والكاثوليك، لكن لا اعني بالتراث الاقتصار عليه فقط بل لا بد من الحداثة ايضا فقد درست في اصول الدين علم النفس والاجتماع والفلسفة الحديثة اضافة الى التراث.

     

     

    • هل تربط اذاً بين مستوى التعليم في الازهر وبين ازمة التعليم في جامعاتنا العربية؟

    - نعم استطيع ان اقول هذا لأن ابنائي وابناء العائلة يدرسون في مختلف الجامعات الاخرى وانا دائم الحديث والحوار معهم واقيم المنهج الذي وراء هذا التشتت في التفكير او التبعثر. المشكلة الآن في نمط التفكير نفسه. فالطالب الآن او الذي يتخرج من الجامعة غير قادر على التفكير المنطقي، غير قادر على استنباط النتائج من القضايا وهذه مشكلة اخرى بل مشكلة اعمق. فقد اصبح العقل العربي في الشباب عقلا يحتاج الى تنظيم التفكير فكلامه يسبق تفكيره والمشكلة جاءت بسبب الاعلام، فما يربي العقل العربي الآن ليس التعليم او الجامعات على ضعفها فالجامعات على ضعفها لا تجد لها اثرا او بصمات لا في تكوين شخصية الشباب ولا في تكوين عقليته ايضا، انما الشباب الآن مرهون بدوائر اخرى تلح على ذهنه ليل نهار وللأسف نحن في واد وتاريخنا في واد واعلامنا في واد آخر.

    والنتيجة اننا لم نعد عربا بثقافة عربية ولا مسلمين بثقافة اسلامية لذلك تتخطفنا بعض الافكار التافهة وتلبس معظمها عمامة الاسلام عن جهل وغرض وهذا معناه ان الساحة لا يوجد بها تأصيل على الاطلاق فلم نصبح اوروبيين كما يريدون. خسرنا على كل الجبهات فلا استطيع ان اقول من انا. الفرنسي مثلا يستطيع ان يقول من انا ضمن دائرة الاتحاد الاوروبي.

    لا يوجد تعليم دقيق وحتى من يتولى مهمة التعليم قد لا يكون بينه وبين التعليم صلة قوية او هو قادر على ادارة العملية التعليمية وهذا خلق نوعا من الضياع على اكثر من مستوى وتستطيع ان تقارن بين الكتب التي كان تدرس للطلاب في سنة 1935 من القرن الماضي او حتى في الخمسينات وبين الكتب التي تدرس للطلاب الآن – اول من امس قرأت في مجلة (الكتاب) التي كانت تصدر عام 1947 مقالا لناظر مدرسة ثانوي كتب مقالا عن (السلام بين الفارابي وروسو وكانت) في حوالى 6 صفحات لا يكتبه متخصص في علوم السياسة الآن وما كتبه وكيل النيابة في محاكمة طه حسين قطعة ادبية رائعة توضح مدى ما كان عليه التعليم من عمق ورصانة

     

    .

    • انا اصلي وراء فضيلتك وفي هذا المجال تحديدا. لكن الاعلام العربي على تخلفه وحتى احيانا على فساده هو جزء من حالة اكبر سياسية واجتماعية واقتصادية. وهذا ما يدفعني الى طرح موضوع آخر متصل يتعلق بالنخبة المصرية ودورها المتراجع. صحيح كما يقال ان الدولة في مصر كانت قائدة للتأثير المصري في الخارج في العصور الحديثة من محمد علي الى عبد الناصر لكن لم يكن هناك يوما دور للدولة بدون ان يكون مترافقا ومتوازيا مع دور المثقف والاستاذ والباحث والرحالة ورجل الدين والصحافي المصري في المحيط العربي والاسلامي. هؤلاء كانوا الطليعة المصرية حتى لو كان بعضهم معارضا للدولة. الآن يغيب امثال هؤلاء الرياديين رغم الازمات الوجودية التي يتعرض لها العالم العربي. الا تعتقد فضيلتك ان المشكلة تتعلق بتراجع بنيوي عربي وتحديدا مصري ولا تنحصر بالاعلام؟

    - اعلم ان سيادتك من رواد الاعلام وحينما انتقد الاعلام انا لا انتقد اشخاصا وانما انقد فترة ونمطا اعلاميا سائدا – وما حدث في مصر حدث في العالم العربي.

    السؤال الذي اطرحه على سيادتك اين النخب؟ حتى وان دللتني على النخب التي تتحدث عنها، على سبيل المثال طه حسين الذي كان يضرب به المثل في التطوير وهو جدير بذلك، ونقد التراث لكنه لم يسىء الى التراث لأنه درس التراث ويعرفه ولم يشترط في نهضته ان تكون هناك قطيعة مع التراث او قطيعة مع الماضي. لكن اليوم النخب التي تتحدث عنها تبدأ من القطيعة مع التراث، هذه الهاوية وقبل ان تتحرك تهوي فيها. والمشكلة ان هذه الشعوب لها تاريخ وحضارة، هذه الارض لها حضارة وتاريخ طويل جدا في احترام الدين واحترام النبوة واحترام الوحي، عندما تستنبت فيها نباتا لا يحترم هذا، بالضرورة ان يموت هذا النبات قبل ان ينمو على وجه الارض.

    ان الحقيقة، دون الرجوع لنظرية التآمر هي الغرب بحربته اسرائيل وراء كل ذلك، لدينا الآن اسلاميون ينظرون بعين واحدة الى الماضي، او مثقفون، او تنويريون بعين واحدة الى الامام لكن الرؤية الحقيقية التي تبني على الماضي غائبة، يوم ان يوجد من النخب من يتحرك من هذا المنطلق ويسند ظهره الى الماضي ويتطلع الى الامام يستطيع ان يبني وان يقود وان يتقدم.

    الحقيقة ان الحروب التي توالت في فترة عمري هذا (1948 – 1956 – 1967 – 1973) 4 حروب شاهدتها في حياتي وكانت كل واحدة منها ترجع بك 50 عاما الى الوراء في الثقافة والاقتصاد، المسألة كما قلت هي ان الغرب اراد بالشرق شرا وحينما خرج من بلادنا لم يتركنا وشأننا، لا تقل ان هذه نظرية المؤامرة ان اعرف ان الغرب جرب الحروب تماما وذاق مرارتها ودفع ثمنها غالياً وهو حريص على الا تحدث بينهم حرب لا في اوروبا ولا في اميركا من القرن الماضي. هذا يلزمه ان تكون الحروب في اماكن بعيدة ولا تغلق مصانع الاسلحة. هذا هو الاشكال، انا لا الوم القادة فقط بل الوم المفكرين والعلماء واساتذة الجامعات. ذكرت اننا غير مواكبين للتقدم العلمي لمَ لا يلام اساتذة كليات الهندسة والطب والزراعة هل وجدت نقدا يوجه الى هذا الفريق المنوط به التقدم العلمي مثل ما نجد نقدا يومياً ويملأ الصحف للاسلام والمهتمين بالاديان؟ هذه هي المشكلة، المشكلة ليست في الاسلام الآن ولا الاسلام عنده مشكلة، المشكلة في التخلف العلمي ومواجهة التخلف العلمي ليست مطلوبة مني كفقيه بل مطلوبة من علماء الطب والهندسة والزراعة

     

    .

    • فكرة عالم الدين الطبيب او عالم الدين المهندس وهذا جذوره في التراث، هل تراودك في مشاريعك الاصلاحية في الازهر؟

    - والله لا تراودني كثيرا فقد عشت التجديد منذ عام 1963 والذي طرأ جديدا هو ان يتخرج الطبيب الازهري الذي يحمل رسالة الازهرالازهر) من يحمل بصمات التراث الاسلامي، ووجدنا فرقاً بين الطبيب الازهري والطبيب الذي يتخرج من الجامعات الأخرى في المجتمع. فالطبيب الازهري له رسالة وهذه الرسالة تنشر رسالة الوسطية والخوف من الحرام، لا نجد طبيباً ازهرياً يتاجر بأرواح الناس او يسرق الاعضاء أو تستقطبه التيارات الاخرى على الجانب الفكري والعقلي فهو محصن لكن الآن نعد أنفسنا بأن يكون هناك داعية متمكن من التراث ومتمكن من العلوم الحديثة وان يكون هناك طبيب مسلم ممتاز يطور مجال الطب ولا مانع أن يدرس بعض العلوم الاسلامية اذا أراد أن يزاول الدعوة

     

    .

    • في الحوار المهم الدائر حول العلمانية أو فصل الدين عن الدولة ويتناول دولاً مثل تركيا وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، بما فيه الفارق بين النموذجين الفرنسي والاميركي. في هذا الحوار والذي تجدد مؤخراً مع القانون الفرنسي بحظر الحجاب الكامل... ربما تحتل مصر موقعاً قوياً بحكم كونها تجمع بين تقاليد الليبرالية الاجتماعية والمحافظة الاجتماعية في الوقت نفسه. فحرية ارتداء الحجاب في مصر مثل حرية عدم ارتداء الحجاب.

    سؤالي هو هنا: رغم معرفتي بموقفك من عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ألا تعتقد ان اعتراض بل نقد علماء الدين الايرانيين وعلماء الدين السعوديين للقانون الفرنسي هذا الاعتراض لديه نقطة ضعف اساسية هي انه في السعودية وإيران مقابل تقليد ارتداء الحجاب ليست هناك حرية عدم ارتداء الحجاب لمن تريد نزعه وبالتالي في ايران والسعودية لا يستطيعون ان ينتقدوا فرنسا على الفرض الذي يمارسونه هم ايضاً في اتجاه واحد انما معاكس؟

    - خلع الحجاب مخالفة لنصوص اسلامية ومعروف ان الاسلام ليس علاقة بين العبد وربه فقط فلا استطيع أن أقول حينما الزم المرأة بإرتداء الحجاب انني أصادر على حقها، هنا أخالف شعيرة من شعائر الاسلام الموجودة، لكن هل المشكلة تصل الى حد الوجوب وحد الفرض، الاجابة على هذا السؤال تتعلق بالفقه أمام مسألة الحجاب، هل خلع الحجاب مخالفة عادية أم كبيرة من الكبائر نعتبره مثل شرب الخمر والزنا؟ اذا كانت كبيرة فيجب عليّ أن أفرضه واذا كانت مخالفة عادية فهو أمر مثل الغيبة اعتبره معصية ولا يحتاج الامر الى تدخل. كل ما علينا كعلماء أن ننكر هذا وننصح بإرتداء الحجاب وننكر على المرأة المسلمة ان تخلع حجابها فقط دون فرض أو تدخل، لأن هذا لم يحدث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحدث ان ضرب النبي امرأة كشفت عن رأسها. النقاب لا يوجد نص عليه في القرآن، أما الحجاب موجود. ومن هنا نرى ان خلعه معصية.

     

    • آتيك، مولانا، من بلد الفتنتين لبنان. الفتنة القديمة المسيحية المسلمة والفتنة الجديدة السنية الشيعية. وهذا كثير جداً على بلد صغير مثل لبنان. تصور سيدي ان هذا اللبنان يحمل دفعة واحدة مشكلة الفتنة المسلمة المسيحية التي عادت تطل برأسها في مصر وجاء بيانك المشترك مع غبطة البابا شنودة حاسماً ضدها، ومشكلة الفتنة السنية الشيعية التي انطلقت من العراق. مصر أم الثمانين مليونا، والعراق أبو الثلاثين مليون نسمة. فكيف للبنان ذي الأربعة ملايين نسمة والرقعة الجغرافية الصغيرة ان يحمل على أكتافه ما تحمله مصر والعراق معاً.

    في أوائل الصيف الماضي قال لي في النجف المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني انه ليس قلقاً على العلاقات بين السنة والشيعة داخل العراق لو ترك الأمر للطائفتين ولكنه قلق من استمرار التوتر الايراني السعودي على المستوى الاقليمي في التأثير على تفاقم الفتنة الشيعية السنية بما يجعل السيطرة على مجرى الامور أصعب.

    ما هو تعليقكم؟

    - هذا الموضوع لا يحتاج لتفكير كثير أو تنظير أو متابعة لأن النذر واضحة هناك قلق يأتينا من خارج المنطقة ودعني أتحدث عن مجالي هنا فقط مثلاً حينما تجد في هذه الآونة الأخيرة بعض الشباب الذين يحاولون الدعوة للمذهب الشيعي (في مصر) ظاهرة جديدة لم تحدث من قبل بل الأمر يهولك عندما نجد بعض الشباب ينتقد السيدة عائشة أو الصحابة هذا يجعلني أقول ان فتنة يخطط لها ويراد لها ان تنبعث في بلاد أهل الاسلام. طبعاً حينما أرى ظاهرة كهذه فانني انكرها ودون الاتهام لأي دولة لأننا نحتاج الى وحدة الأمة الاسلامية لكل دولها وهذا شيء مهم وضروري ونحتاجه وبدونه لا نستطيع ان نرفع رؤوسنا في يوم من الأيام. أبحث عن المستفيد مما يحدث الآن. بعض البلدان الاسلامية، وبعض المتشددين يتحملون جزءاً من المسؤولية حول هذه الفتنة. حينما تكون هناك فضائيات تحكم بكفر الشيعة هذا شيء مرفوض وغير مقبول ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا اسلام، نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات والا ما ترك المستشرقون هذا الأمر فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين ولي بحث في هذا المجال وجميع مفسري أهل السنة من الطبري وحتى الآن لم يقل منهم أحد ان الشيعة لديهم قرآن آخر.

     

    • هل هناك أخطر من موضوع "عصمة الأئمة" كخلاف عقائدي بين السنة والشيعة؟

    - لا يوجد خلاف بين السني والشيعي يخرجه من الاسلام انما هي عملية استغلال السياسة لهذه الخلافات كما حدث بين المذاهب الفقهية (الأربعة) كل الفروق بيننا وبينهم هي مسألة الإمامة. فعندنا في السنة الامامة بالاختيار والرسول صلى الله عليه وسلم ترك للمسلمين اختيار ائمتهم وخلفائهم وهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى للامام علي (كرم الله وجهه) فلو اعتقدت ان سيدنا علي اولى بالخلافة ليست هناك مشكلة ولو اعتقدت ان الأمة اختارت سيدنا أبا بكر وهو أولى لا توجد مشكلة لكن المشكلة في التوظيف وهناك مشاكل عن عامتهم من سب لأبي بكر والبخاري والمشكلة هي في التوظيف المغرض للاختلاف لضرب وحدة الأمة.

     

    • هل ستزور النجف؟

    - اذا ذهبت للعراق سأزور النجف. الازهر واجبه الأول وحدة الأمة الاسلامية وكذلك تجميع المسلمين على رؤية واحدة مع اختلاف الاجتهاد ومستعد لزيارة أي مكان اجمع فيه المسلمين مع بعضهم والنجف بصفة خاصة.

    وأتمنى ان تكون زيارتي بعد حسم مسألة الحكومة لأن ذلك من الأمور التي تؤذينا. قلت للوفد العراقي الذي زارني مؤخراً (وفد مشترك من الأوقاف السنية والاوقاف الشيعية) سآتيكم وأنا أب للسنة والشيعة بشرط ألا تفسر زيارتي لصالح طرف على آخر.

    قرأت ترجمتك عن الفرنسية لكتاب "الولاية والنبوة عن الشيخ الاكبر محي الدين ابن عربي" للباحث علي شوركفيتش. قرأته من الغلاف الى الغلاف بما فيه مقدمتك لما ترجمته. لقد استفدت كثيراً من هذا الكتاب لا سيما في الافق الذي يكشفه من حيث أهمية محاولات فتح المنظومة العقائدية عند السنة عبر "الولي" (كما فعل الشيعة عبر "الامام" وكما فعل المسيحيون عبر "الرسل" ثم "القديسين" ثم "الشهداء") وهذا ما استدعى حسب الكتاب هجوم الشيخ ابن تيمية العنيف على المتصوف الشيخ ابن عربي.

    ما الذي أملى عليك هذه الترجمة؟

    - المقصود هو انصاف الشيخ ابن عربي وتجلية البعد الفكري والفلسفي والروحي في كتاباته، والدعوة الى النظر في هذه الكتابات بعقل مفتوح وان تؤخذ في اجمالهاوكلياتها دون انتقاء او نظرة جزئية تبعدنا عن الفهم العميق والنقد الموضوعي بغير تحامل.

    هذا ايضاً من الامور المحزنة، فالمؤلف الغربي تفرغ لدراسة اعمال ابن عربي لمدة خمسين عاماً بينما لدينا علماء يهاجمون ابن عربي دون قراءة كتاب واحد من كتبه ودون قراءة اسهل هذه الكتب وهو كتاب الفتوحات المكية، وكان من المفروض ان يكتب الباحث الغربي عن ابن عربي استناداً الى كتبنا نحن، ولكن المسألة قد قلبت فنحن ندرس ما يكتبه الغربيون.

     

    • يصادف الآن على رأس الكنيسة الكاثوليكية بابا آت من عالم الأكاديميا وعلى رأس "مشيخة الازهر" رجل مثقف مثلك آت من العالم الأكاديمي. أظن هذه فرصة لحوار مهم لأن المثقفين يمكن لو جازفوا ان يحدثوا فرقاً مثيراً على المستوى الفكري؟

    - ليس لدينا مانع في الحوار – كما قلت لحضرتك – الوحدة الوطنية في الداخل هدفنا وكذلك الوحدة العربية والاسلامية ثم السلام العالمي وهذه رسالة القرآن والرسول عليه الصلاة والسلام أرسل للعالمين رحمة وسلاماً حتى لغير المؤمن به ونحن نرث هذا الميراث النبوي الشريف ونعمل على حمله والالتزام به.

    • الوثيقة التي أعدها الفاتيكان باشراف البابا بينيديكتوس حول كنائس الشرق الأوسط، ويجتمع حالياً اساقفة الشرق الاوسط لمناقشتها، هذه الوثيقة قالت في احدى فقراتها ان الشرق الأوسط أو ما تسميه الوثيقة "العالم العربي – التركي – الايراني" هذا العالم لا يعترف بـ"حرية الضمير" ويقصد بها حرية تغيير الدين. انه يعترف بحرية العبادة وليس "حرية الضمير" بما تعنيه من حرية تغيير الدين؟

    - لقد درسنا هذه الوثيقة ونود بداية ان نقول اننا كمسلمين نحرص على بقاء المسيحيين في الشرق لأن بقاءهم وازدهارهم تعبير عن ثراء حضارة الشرق روحياً ومعنوياً وثقافياً ودليل على ان الاسلام دين التسامح والتعايش وقبول الآخر.

    اما حرية العبادة فمكفولة و"حرية الضمير" يقررها الاسلام الذي يقول كتابه الكريم في محكم آياته "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ويقول سبحانه مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم "ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ويقول سبحانه "فذكّر انما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر" واعتقد ان في هذه الآيات ابلغ رد على موقف الاسلام من حرية الضمير.

     

    • قلت انك لا يمكن ان تصافح أي اسرائيلي رسمي طالما لم تعد اسرائيل الحقوق المشروعة للفلسطينيين، هل هذا يعبّر عن مساحتك الخاصة كشيخ للازهر أم عن تنسيق ما مع سياسة الدولة الرسمية التي لها اعتبارات مختلفة بمقتضى قواعد العلاقات الدولية؟

    - الازهر الشريف جامع وجامعة، ومعبّر عن حكم الاسلام وعن ضمير المسلمين، وهو ليس سلطة سياسية وانما حامل رسالة ومكانة معنوية، ومن ثم فالاعتبارات التي تحكم الازهر الشريف ليست هي الاعتبارات التي تمليها الالتزامات الدولية على المسؤولين السياسيين، والازهر الشريف بحكم مسؤوليته الشرعية لا يستطيع الا ان يعبّر عن ضمير الجماهير الاسلامية تجاه العدوان الاسرائيلي الغاشم والاحتلال الآثم وتدنيس المقدسات، وحصار غزة الصامدة، وما يعانيه اخواننا من فلسطين في كل يوم، ومن هنا فإني أكرر موقفي بأنني لن أصافح مسؤولاً اسرائيلياً ما دامت الحقوق الشرعية للفلسطينيين مسلوبة، وهذا لا يعني موقفاً من اليهود كأصحاب ديانة نحترمها وكأهل كتاب، ويكفي ان تعرف ان رسالتي للدكتوراه كانت عن فيلسوف يهودي عاش في ظل حضارة الاسلام السمحة هو ابو البركات البغدادي. والدعوة الى الاسلام ضمن مهنته لكن التجربة ليست كاملة انما استفدنا والحمد لله في ان نخرج في كلية الطب بالجامعة (

     

    -طه حسين لم يسئ الى التراث رغم نقده له، لأنه درس هذا التراث ولم يشترط أن تكون هناك قطيعة مع الماضي وما كتبه وكيل النيابة في محاكمة طه حسين قطعة أدبية رائعة توضح مدى ما كان عليه التعليم من عمق ورصانة

     

     

    -وجود رجال دين مسيحيين متخصصين في الإسلام وعدم وجود رجال دين مسلمين متخصصين في المسيحية واليهودية هي ملاحظة صحيحة إلى حد كبير

     

     

     

    جهاد الزين - القاهرة

     

     

    جهاد الزين

    jihad.elzein@annahar.com.lb

    [/b]
  2. أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ

     

    تعليق

    التاريخ الاسلامي ملئ بقصص مثل ما اورده المؤرخون و حوادث رائعه قام بها ائمه عظام مثل الخليفه عمر بن عبد العزيز وليس ادل على ذلك من رساله الامام علي الى عامله على مصر الصحابي مالك الاشتر والتي اعتبرتها الامم المتحده ضمن وثائق حقوق الانسان وخصوصا في مقولته العظيمه

     

    الرعيه صنفان فانما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق

     

    المشكله هي في ما الت اليه تلك الرساله المحمديه على يد المسلمين وعلى مدى التاريخ بحيث اصبحنا نؤمن ان محمد يقول ما معناه

    لقد بعثت الى الناس بالسيف فاما ان يؤمنوا او اقيم عليهم الحد

     

    وهو امر فيه مخالفه واضحه للنص القراني

     

    التاريخ الاسلامي مثله مثل كل تاريخ يحفل بكلتا الصورتين وليس لنا الا ان نراجع نفس المصدر للروايه ادناه لنعرف المزيد

     

    علينا ان نميز بينهما ونسال انفسنا دوما اي اسلام نريد وايهم يستاهل ان نفخر به امام انفسنا و الاخرين

    صفاء

     

     

    أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ!!!

    نادى الغلام : ياقتيبة ( هكذا بلا لقب )

    فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع

    ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟

    قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا ..

    إلتفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟

    قال قتيبة : الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية ...

    قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟

    قال قتيبة : لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك ...

    قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل .

    ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

     

     

    لم يصدقوا الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائقاً معدودة ، ولم يشعورا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم ، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به ..

     

     

    وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ..

     

     

    فيا لله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ، أريتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟

    والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم .

     

    بقي أن تعرف أن هذه الحادثة كانت في عهد الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز

     

    حيث أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة

     

    فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم فكانت هذه القصة ألتي تعتبر من الأساطير

     

     

     

    هي قصة من كتاب (قصص من التاريخ) للشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله ....

     

    وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من ( فتوح البلدان ) للبلاذري

  3.  

    الدين المغشوش

    أحمد صبحى منصور

     

     

    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229296#

     

    أهمها أنها اخترعت لها إسنادا ونسبة لله تعالى ورسوله تحت زعم انه ( قال رسول الله ) فيما يسمى بالحديث النبوى ،و( قال الله ) فى الحديث القدسى ،أى أصبح تلك الأكاذيب المفتراة وحيا الاهيا وجزءا من الاسلام ، ومن أجلها تناسى المسلمون ،أو كذبوا بقوله جل وعلا (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ( المائدة 3 ) ، اى إكتمل الاسلام دينا باكتمال القرآن نزولا ، وما بعده لا دخل له بالاسلام ، هو كلام للمسلمين يعبر عنهم ولا يعبر عن دين الله جل وعلا .

    وبذلك قامت أديان أرضية للمسلمين كالسنة و التشيع و التصوف ، أضحت أساطيرها ولهو أحاديثها دينا مقدسا لدى أتباعها الذين يحملون اسم الاسلام ، وهم أبعد ما يكون عن عقائده وشريعته وأخلاقياته

  4.  

    مقال للكاتب حمزه قبلان اعيدنشره للاهميه

    وللمتابعه لما أجد فيه من نقاط بحاجه الى وقفه جديه في نقد الذات

     

    نقد المصادر الشيعية

    حمزة قبلان المزيني

    الوطن السعودية

    الخلاص من أقوال الغلاة والكذابين سيمهد الطريق إلى درجة أعمق من التقارب والتآلف بينهما. ذلك أن كثيرا من الأحاديث المكذوبة يتصل بالعقيدة التي يؤسِّس الخلاف فيها لمشكلات تمنع التقارب ويشرِّع للتكفير المتبادل والتنابذ الشائع الآن

    ظلت بعض "الأحاديث" المكذوبة في مصادر السنة والشيعة سلاحا ماضيا يستخدمه المتطرفون من الجانبين في الصراع المذهبي. وكنت عرضت في مقالات سابقة إلى ضرورة "تدوين" الأحاديث النبوية الشريفة من جديد والاستعانة في إنجاز هذا المشروع المصيري بالمناهج العلمية النظرية والعملية الحديثة التي جدَّت في هذا العصر.

    وأود هنا أن ألقي ضوءا على أحد الاجتهادات التي قام بها أحد علماء الشيعة السعوديين لتحرير الأحاديث المروية في المصادر الشيعية من "الأحاديث" المكذوبة والضعيفة. وتتبين خطورة هذه المشكلة في التراث الشيعي مما يقوله السيد محمد حسين فضل الله ـ رحمه الله ـ عن "الأحاديث" الموجودة في كتاب "الكافي" للكليني. فيقول إن علماء الشيعة يرجعون إلى ذلك الكتاب "في الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولكنهم لا يضمنون صحته كما يضمن علماء أهل السنة صحيح البخاري أو صحيح مسلم، بل يعملون على دراسة كل حديث بمفرده من خلال شروط صحة الأحاديث عندهم".

    ويكمن المشكل هنا في أن اختلاف الاجتهاد بين العلماء لا يَنتج عنه إبقاءُ تلك "الأحاديث" أو إزاحتها من هذا المتن الحديثي المعتبر لأنه ربما لا يلتزم أحد باجتهاد أحد، وهذا ما يبقيها في متناول قراء الكليني، ووجه الخطر هنا أن من الممكن أن يَستخدم الوعاظ المتحمسون والمتطرفون وغير المتخصصين من الشيعة كثيرا من تلك "الأحاديث" التي يرى العلماء المحققون من الشيعة أنها غير صحيحة. كما يمكن أن يستخدم المتطرفون من السنة "الأحاديث" التي لا يرى كثير من علماء الشيعة صحتها سلاحا ضد الشيعة أنفسهم احتجاجا بوجودها في الكتاب.

    ويشير هذا إلى ضرورة أن يسعى علماء الشيعة الموثوقون، الآن أكثر من أي وقت مضى، لتخليص المتن الشيعي ـ وإلى الأبد ـ من "الأحاديث" غير الموثوقة التي تؤسس لكثير من القضايا الخلافية العويصة التي وجدت في فترات الصراع المذهبي. وقد بدأ بعض علماء الشيعة نقد ما يروى من أحاديث في مصادر المذهب. وليس بالإمكان هنا عرض تلك الجهود، لكن يمكن الإشارة إلى جهود الشيخ حسين الراضي العبدالله الذي نشر بعض الكتب النقدية المهمة للمتن الحديثي في المصادر الشيعية. وسأعرض كتابين من كتبه؛ وأبدأ بالأول هنا، وأرجئ عرض الكتاب الثاني إلى مقال تال.

    والكتاب الأول هو (المؤامرة الكبرى على مدرسة أهل البيت: قراءة من الداخل. الوضع والتزوير: أسبابه ـ أبعاده ـ نتائجه ـ علاجه. بيروت: دار المحجة البيضاء، ط1، 1429هـ، 400ص). يقول المؤلف إن غرضه من تأليفه "...علاج بعض الصيحات النشاز التي تُطرح في هذا الوقت وذاك، ومن هنا وهناك وفي بعض الحوزات العلمية من بعض الطلبة حول إشاعة حجية كل الأخبار الموجودة في كتبنا وصحتها ليس في الكتب الأربعة فحسب ـ كما قال به بعض العلماء ـ بل في الموسوعات الكبيرة المتأخرة كالبحار والوسائل ومستدركه والوافي وكتب الصدوق والمفيد وغيرها".

    ويشكو المؤلف من أن التسليم المعهود بصحة هذه المصادر هو المعمول به "لذا نرى مثلا أن كل من يناقش رواية تاريخية أو رواية في الدعاء أو الزيارات قد استأنست أذهان العوام بها قامت عليه العاصفة وسلقوه بألسنة حداد وهكذا في بقية الروايات في الأدعية أو الزيارات أو الفضائل أو بقية الموارد" (ص7). ويبين شيوع "الأخبار الضعيفة والمكذوبة والموضوعة وأخبار الغلاة والرؤى والمنامات والخرافات" والترويج لها في تراث "مدرسة أهل البيت" (ص8). كما يبين ضرورة الدراسات النقدية لذلك التراث الضخم لأن "مثل هذه الدراسات الداخلية والنقد الذاتي تبني هذه المدرسة وتنفض الغبار عنها وتطرد الطفيليات العالقة بها وليس كما يتصور البعض أن مثل هذه الأبحاث تشوه سمعتها" (ص12).

    ويبين أن الوضع والكذب والتزوير لم يكن مقصورا على المدرسة الشيعية بل ابتليت به المذاهب الإسلامية الأخرى ومنها مذهب أهل السنة، لكن "الوضع على مدرسة أهل البيت والكذب عليها (ربما كان) أكثر من غيرها لوجود الدواعي والأسباب الكثيرة" (ص68).

    ويعرض لأسباب الوضع التي تنشأ عنها الروايات المكذوبة في المدرستين. ويورد نقلا عن بعض المصادر أن عدد الأحاديث المكذوبة بلغ 408684 حديثا (ص36)، وليس من الواضح إن كان هذا العدد عند السنة فقط، أم عند الشيعة وحدهم، أم عند المذهبين كليهما. لكنه يقارن بين المدرستين في تتبع هذه الأحاديث المكذوبة فيبين (ص45) أن علماء السنة تصدوا "إلى إفراد مؤلفات في الأحاديث الموضوعة والضعيفة على حدة فضلا عن الروايات التي لم تفرد في بعض الفصول ضمن الكتب المؤلفة في الأحاديث والتراجم"، ويتأسف على أنه "لم يتصد أحد من علماء الشيعة لذلك إلا نادرا".

    ويعرض (الفصل الثالث من الباب الثاني "الغلاة من الشيعة"، ص97ـ225) لأسماء وسِيَر 95 من الغلاة الذين تنسب إلى أكثرهم "روايات في الفقه والعقيدة والأخلاق والاجتماع كما أن بعضهم بلغت رواياته بالآلاف والبعض الآخر بالمئات والباقي بالعشرات أو الآحاد. وقد اختلطت هذه الروايات مع الروايات الصحيحة بحيث لا يمكن تمييزها حتى أفسدتها وفي بعض الأزمنة التي راجت فيها نظريات الغلو والغلاة تصدرت المحافل الاجتماعية والكتب ومجالس الدرس والعزاء والوعظ والإفتاء، وفي كثير من الحالات تستبعد الروايات الصحيحة لإعراض الناس عنها وتقديم روايات الغلو لأنها متداولة بين الناس وقد استأنست أذهانهم بها، بل وأكثر من ذلك إذا أحد تعرض لها بالنقد أو تبيان فسادها قام بعض الطلبة أو عوام الطلبة وأهل المصالح الدنيوية ضده وأمطروه بوابل الإشاعات واتهموه بمختلف التهم حتى يسقطوه من المجتمع خوفا على مراكزهم ودكاكينهم التي لا يقوم سوقها إلا على الخرافات والغلو حتى وإن كان فيه القضاء على شريعة سيد المرسلين ومذهب أهل بيته الطاهرين" (ص ص 224ـــ225).

    ويعرض لبعض الفِرق التي امتهنت الكذب على الأئمة، واختلاق الأخبار التي تزعم لهم من الخصائص ما يمكن أن يصل إلى حد التأليه. ثم يورد نصوصا لبعض الأئمة الكرام يسمُّون فيها بعضَ الغلاة، ويصفونهم بالكذب، ويتبرؤون من اختلاقاتهم، ويؤكدون في مقابل ذلك عبوديتهم هم لله تعالى. ومن تلك النصوص الدالة ما أورده (ص 240) عن الكشي "قال لما لبى القوم الذين لبوا بالكوفة دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فأخبرتُه بذلك فخرَّ ساجدا وألزق جؤجؤه بالأرض وبكى وأقبل يلوذ بإصبعه ويقول بل عبدٌ لله قِنٌّ داخر مرارا كثيرة ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته. فندمت على إخباري إياه".

    لا يغني هذا العرض الموجز عن الرجوع إلى هذا الكتاب المهم للاطلاع على جهد المؤلف في تبيين أحد العوامل المهمة التي تؤسِّس للعداء بين السنة والشيعة. وسينتهي قارئ الكتاب إلى أن الخلاص من أقوال الغلاة والكذابين سيمهد الطريق إلى درجة أعمق من التقارب والتآلف بينهما. ذلك أن كثيرا من الأحاديث المكذوبة يتصل بالعقيدة التي يؤسِّس الخلاف فيها لمشكلات تمنع التقارب ويشرِّع للتكفير المتبادل والتنابذ الشائع الآن. ويستحق المؤلف الثناء على جهده العلمي البارز، والأمل أن يستمر هذا المنحى المحمود بنية صادقة لإقامة الدين على متنٍ حديثيٍّ صحيح سعيا للقضاء على مسببات المشكلات التي ورثناها جميعا.

  5. الاخ السني: ارجو ان تعلم ان الاماميه الاثني عشريه ليسوا جهه واحده. هناك الاخباريون الذين غالبا ما تنسب الى مصادرهم تلك الرويات المثيره للجدل و التفرقه وهناك الاصوليون اللذين يتبعون منهجا عقليا في تمحيص الروايات. على مدى اكثر من الف عام خاض الطرفين صراعا عقائديا ومنذ الشيخ الطوسي مؤسس علم الاصول عند الاماميه. لقد انتهى ذلك الصراع بان انتصر الاصوليون على الاخباريون وظردوهم في كربلاء قبل اكثر من مائتي عام لتتخذ حوزه النجف مكانها المرموق بقياده الفقه الشيعي ولكن الاربعون سنه الماضيه شهدت تراجعا خطيرا في تلك القياده على مستوى التوجيه الشعبي على الاقل بسبب الحمله التي شنها نظام صدام على الحوزه و بسبب تنامي الهجمه السلفيه على الشيعه المدعومه ماديا لاغراض سياسيه تتعلق بثوره الخميني في ايران مما فسح المجال للاخباريون الجدد ان يسيطروا على الساحه الاعلاميه الشيعيه ولو بثوب اصولي

     

    الاخ الشيعي : ارجو ان تعلم ان اغلب السنه من حيث العدد هم من المتصوفه و الاحناف اللذين بعتبرون من وجهه نضر اخوانهم السلفيين والمالكيين من المرجئه واهل البدع والراي . على مدى اكثر من الف سنه خاض الطرفين صراعا كما هو الحال في الجانب الشيعي من المعادله الاسلاميه. لقد انتهى ذلك الصراع بان انتصر الاحناف على الحنابله قبل اكثر من اربعمائه سنه على يد العثمانيين ولكن الاربعون سنه الماضيه شهدت انحسارا في القياده الحنفيه والشافعيه بسبب تراجع دور الازهر من ناحيه وتنامي الدعم النفطي للفكر السلفي بنسخته الوهابيه مما سمح للحنابله الجدد ان يسيطروا على الساحه السنيه الاعلاميه

     

    قبل ان تهاجم الطرف الاخر , حدد الى من تنتمي عقائديا ثم وجه اتهامك الى الجهه التي ترى انها معنيه بالامر

     

     

     

    http://www.shabir.tv/?p=4308

  6. http://www.alayham.com/node/1748

     

     

     

     

    العدد 314 في 26 شباط 1983 للكاتب والصحافي رياض نجيب الريس , الذي يستفسر به من الإمام علي (ع) لشؤون معاصرة , شغلت بال الجميع .

     

     

    " في زمن الأبواب المغلقة , ليس أمام الصحافي خيارات كثيرة . وفي زمن البحث عن طريق امن وسط ظلمة هذه الأيام , ليس هناك من يجرؤ أن بتباسط مع صحافي عن مدلولات اليوم طموحا للوصول إلى معالم الغد. داخل هذا الزمن العربي الرديء , وفي أشهر التمزق الذي عاشه المواطن العربي منذ الغزو الإسرائيلي للبنان , وسقوط الأمة العربية من محيطها إلى خليجها , باعترافها ومن دون اعترافها , تحت ظلال" السلام الإسرائيلي " , لم أجد أحدا اعرفه في العالم فأطرق بابه لأسأله عن الذي يجري , ولماذا جرى وكيف يمكن أن يقف؟ صار اليأس كلمة نكررها صباح أو مساء كل نهار. رحت ابحث عمن يقول لي شيئا. قلت لنفسي : ليس في هذا العصر من هو على استعداد لان يمد رأسه من أية كوة مهما صغرت . حاولت أن اطرق بابا أساسيا من أبواب المعرفة , لعل صاحبه يجيب السائل الحيران . قررت أن ازور الإمام علي بن أبي طالب (ع) خليفة رسول الله وسيد الشهداء وأمير المؤمنين . ولم يسبق لي أن عرفت علي بن أبي طالب من قبل . كانت معرفتي به سطحية تاريخية , كمعرفة المئات من المسلمين أمثالي . فكان لابد أن اطرق كتاب السيد الشريف الرضي ليقودني إلى باب علي بن أبي طالب ويفتحه لي في ( نهج البلاغة) وهو الذي اختاره من كلام أمير المؤمنين (ع). وفتح السيد الشريف الرضي الباب في (نهج البلاغة) على مصراعيه , وكان هذا الباب بالنسبة لي في ساعات الظلمة الكثيرة التي مرت علينا : نورا ساطعا . ومن أنقاض الذل الذي تمسحنا فيه كلنا ومن بين دركات العار التي وصلناها , أتاح لي الشريف الرضي عبر أسابيع طويلة , راحة كبرى ساعدني فيها شرح الأستاذ الشيخ محمد عبده. وتوالت الأسئلة , وما كان أكثرها , وطالت الأجوبة وما كان أسخاها . ولاءن الأسئلة كانت من واضع اليوم فلم أشأ أن اجرح سيدي الإمام بأن أضع أجوبته في أيدي رقباء هذا العصر . لذلك ليس في حديثي المنشور اليوم : كان لابد من بداية لحديثي مع الإمام علي بن أبي طالب (ع) . فأستأذنه بسؤالي الأول:

     

    1 –سيدي أمير المؤمنين . ما هذا الزمان الذي تعيشه أمتك ؟. -"يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل , ولا يظرف فيه إلا الفاجر , ولا يضعف في إلا المنصف . يعدون الصدقة فيه غرما . وصلة الرحم منا . والعبادة استطالة على الناس . فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء , وإمارة الصبيان , وتدبير الخصيان .(...لكن) إذا تغير السلطان تغير الزمان.(... و) صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه ...(... و) آلة الرياسة سعة الصدر .(... لكن) من ملك استأثر."

     

    2 – لكن كيف يواجه المرء , يا أمير المؤمنين , آلة الحكم , وسلطان الحاكم , والوضع العربي كما نعرفه اليوم عاجز ومشلول ؟ . - " لا خير في الصمت عن الحكم كما انه لا خير في القول بالجهل " .

     

    3 – وهل يعمل الحاكم بمشورة المحكومين يا أمير المؤمنين ؟ - " من استبد برأيه هلك , ومن شاور الرجال شاركها في عقولها .(...و) من استقل وجوه الآراء عرف مواقع الأخطاء "

     

    . 4 – لقد أصبح الظلم من معالم أمتك يا سيدي الإمام . أليس لهذا الظلم نهاية ؟ . - " الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر , وظلم لا يترك , وظلم لا يطلب . (... و) يوم المظلوم على الظالم , اشد من يوم الظالم على المظلوم .(...و) يوم العدل على الظالم , اشد من يوم الجور على المظلوم " .

     

    5 – لكن سلطان هذا الزمان يضيق صدره بالعدل يا سيدي ؟ - " من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق "

     

    . 6 – أليس لهذا السلطان يا سيدي أمير المؤمنين من مواصفات ؟ - " لا ينبغي أن يكون الوالي (...) البخيل , فتكون في أموالهم نهمته . ولا الجاهل , فيضلهم بجهله . ولا الجافي , فيقطعهم بجفائه . ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم . ولا المرتشي في الحكم , فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع " .

     

    7 – أين الوطن يا سيدي الإمام , وقد أصبحنا كلنا نعيش في غربة قاسية ؟ - " ليس بلد بأحق بك من بلد , خير البلاد ما حملك (...) الغنى في الغربة وطن , والفقر في الوطن غربة " .

     

    8 - لكن الفقر يا أمير المؤمنين , ليس هو غربتنا الوحيدة . يكاد الفقر يكون مقيما معنا في عصر الغنى العربي . - ألم اقل لابني محمد بن الحنفية : يا بني أني أخاف عليك الفقر فأستعذ بالله منه . فأن الفقر منقصة للدين , مدهشة للعقل داعية للمقت .(...) الفقر هو الموت الأكبر (...) ولو كان الفقر رجلا لقتلته .

     

    9 – لقد شح عطاؤنا يا أمير المؤمنين . حتى يوم كثر مالنا . - " لا تستح من إعطاء القليل فأن الحرمان اقل منه . (...) ومن كثرة نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه .(...) إن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف , وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة , ويكرمه في الناس ويهينه عند الله .(... لكن) ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى .(...) فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له "

     

    . 10 – لكن الحاجة تدفع إلى الطلب أحيانا كثيرة يا سيدي الإمام ؟ - " أن حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك . ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس " .

     

     

    11 – والطمع ؟ - " الطمع رق مؤبد "

     

    . 12 – والعلم يا سيدي , أين منه المال ؟ - " العلم خير من المال . والعلم يحرسك وأنت تحرس المال . المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق (...) العلم حاكم والمال محكوم عليه .(...) أن المال من غير علم كالسائر على غير طريق " .

     

    13 – أحوال العبادة في عالمنا قد ساءت يا سيدي الإمام . لم تعد تدري كيف يتعبد الناس يا أمير المؤمنين , وبماذا تؤمن ؟ - " إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار . وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار " .

     

    14 – ما الفرق بين العاقل والأحمق يا أمير المؤمنين ؟ - " لسان العاقل وراء قلبه , وقلب الأحمق وراء لسانه "

     

    . 15 – والأحمق ماذا يريد عادة ؟ - " انه يريد أن ينفعك فيضرك "

     

    . 16 – والبخيل ؟ - " فأنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه " .

     

    17 – والفاجر ؟ - " فأنه يبيعك بالتافه " .

     

    18 – والكذاب ؟ - " فأنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب " .

     

    19 – والمرأة يا أمير المؤمنين , أين هي من كل هذا ؟ - " أن البهائم همها بطونها . وان السباع همها العدوان على غيرها . وان النساء همها زينة الحياة الدنيا والفساد فيها " .

     

    20 – والغيرة ؟ - " غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان " .

     

    21 – أليس من الصعب الحكم على النوايا يا سيدي الإمام ؟ - " وما اضمر احد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه "

     

    . 22 – كيف نعامل الناس يا أمير المؤمنين في ظل هذه الظروف الصعبة ؟ - " خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم , وان عشتم حنوا إليكم .(... و) لا يمكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك . (... لقد ) هانت عليه نفسه من أمر لسانه " .

     

    23 – وأعداؤنا ؟ - " إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه "

     

    . 24 – وهل نصالح أعداءنا يا سيدي الإمام ؟ - " لا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا , فأن الصلح دعة لجنودك , وراحة من همومك , وأمنا لبلادك . ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه . فأن العدو ربما قارب ليتغفل , فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن "

     

    . 25 – كيف نسعى يا سيدي أمير المؤمنين بين الحق والباطل ؟ - " الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت . (...و) الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم , وعلى كل داخل في باطل أثمان : إثم العمل به وإثم الرضا به (...و) من صارع الحق صرعه " .

     

    26 – وكيف نعمل إذن يا أمير المؤمنين ؟ - " احذر كل عمل يعمل به في السر ويستحي منه في العلانية . واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحب أنكره أو اعتذر منه " .

     

    27 – والحياة , كيف نواجهها والحالة هكذا يا سيدي ؟ - " ليس من شيء إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله , إلا الحياة فأنه لا يجد له في الموت راحة " .

     

    28 – والدهر كيف نعامله يا مولاي الإمام ؟ - " الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك . فإذا كان لك فلا تبطر , وإذا كان عليك فأصبر " .

     

    29 – لكن اللؤم يكاد أن يطغي على دهرنا هذا يا سيدي ؟ - " احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع " .

     

    30 – بل كيف ندفع التهمة عنا ؟ - " من وضع نفسه مواضع التهمة لا يلومن من أساء له الظن "

     

    . 31 – والإصرار على الجهل . كيف نحترس منه يا سيدي ؟ - " من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق " .

     

    32 – حتى لو أصبحنا اليوم من غير أصدقاء ؟ - " اعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان , واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .(...) لكن لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك " .

     

    33 – أين الأمل في كل هذا يا أمير المؤمنين ؟ - " من وثق بماء لا يظمأ " .

     

    34 – أليس من مسك لختام حديثنا هذا يا سيدي أمير المؤمنين ؟ - " ما أكثر العبر واقل الاعتبار "

    .
  7.  

    على عكس ما قد يظن به البعض فان هناك من اهل السنه من يرفض القياس بمعناه الحقيقي عند السنه واقصد قياس الفرع على الاصل وفيما لم يرد به نص

     

     

    وقد وجدت في رد الظاهريه افضل رد بحمل صفه الموضوعيه و كما في الرابط ادناه

    ولكن السؤال هو اننا لو رفضنا القياس الصحيح باعتباره استنباطا يعتمد الراي كما يحتج الظاهريه به في ادناه, فما هي الوسيله الاصوليه التي يمكن ان نصل بها للحكم الشرعي في المستحدثات من دون اعتماد العقل او الاجتهاد العقلي

    الا يجعلنا هذا الرفض امام واقع يقول ان كل المستحدثات حلال على اساس ان الاصل في الحليه طالما لم يرد بذلك نص

    اما ماتذهب اليه السلفيه والاخباريه من ان جميع الاحكام للامور المستحدثه موجوده في الكتب فهو خارج عن نقاشنا العقلي لانه امر لم تثبته الوقائع و لو كان الامر صحيحا لما احتجنا لكل هذا النقاش

    كما ان مثل هذه الكتب لو كانت مخفيه عن العامه كما يعتقد الاخباريون فان عدم توفرها لدى العامه يصبح حجه في عدم الاخذ بها

     

    سؤال احاول البحث عن اجابه عنه

     

     

     

    http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84...%85%D8%B3%D8%A9

     

    وأيضا فأنه يقال في أي شيء يحتاج الى القياس أفي ما جاء به النص والحكم من الله تعالى ورسوله ؟ أم فيما لم يأت به نص ولا حكم من الله تعالى ولا من رسوله ولا سبيل الى ثالث .

     

    فان قالوا فيما جاء به النص علم انه باطل لأنه لو كان كذلك لكان الواجب تحريم ما أحل الله تعالى بالقياس وتحليل ما حرم الله تعالى وايجاب ما لم يوجبه الله تعالى واسقاط ما أوجبه الله عز وجل .

     

    وان قالوا بل فيما لا نص فيه قلنا قد ذم الله تعالى هذا وكذب قائله فأما ذمه ذلك ففي قوله عز وجل { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .

     

    وأما تكذيبه تعالى من قال ذلك ففي قوله تعالى { ما فرطنا في الكتاب من شيء } و { تبيانا لكل شيء } و { لتبين للناس ما نزل إليهم } و { اليوم أكملت لكم دينكم }

     

    فصح يقينا بطلان القياس

     

    وأيضا فان القياس عند أهله انما هو ان تحكم لشيء بالحكم في مثله لاتفاقهما في العلة الموجبة للحكم أو لمشبهه به في بعض صفاته في قول بعضهم فيقال لهم أخبرونا عن هذه العلة التي ادعيتموها وجعلتموها علة بالتحريم أو بالتحليل أو بالايجاب من أخبركم بأنها علة الحكم ؟ ومن جعلها علة الحكم ؟

     

    فان قالوا أن الله تعالى جعلهاعلة الحكم كذبوا على الله عز وجل الا ان ياتوا بنص منه تعالى في القرآن او على لسان رسول الله بانها علة الحكم وهاذا مالا يجدونه .

     

    فان قالوا نحن شرعناها فقد شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله تعالى وهذا حرام بنص القرآن .

     

    وان قالوا : انها علة لغالب الظن وهذا هو قولهم قلنا لهم فعلتم ما حرم الله تعالى عليكم اذ يقول { إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا } واذ يقول رسول الله {اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث} .

     

    قال ابو محمد رحمه الله تعالى وعللهم مختلفة فمن اين لهم بأن هذه العلة هي مراد الله تعالى منا دون ان ينص لفاعلها وهو تعالى قد حرم علينا القول بغير علم والقول بالظن وكذلك يقال لهم في قياسهم الشيء لشبهه به .

    ونزيدهم بأن نقول لهم ما هذا الشبه أفي جميع صفاتهما أم في بعضها دون بعض ؟

     

    فان قالوا في جميع صفاتهما فهذا باطل لأنه ليس في العالم شيئان يتشابهان في جميع صفاتهما وان قالوا في بعض صفاتهما قلنا من أين قلتم هذا وما الفرق بينكم وبين من قصد الى الصفات التى قسمتم عليها وقصد الى الصفات التى لم تقيسوا عليها فقاس هو عليها ؟

     

    ويقال لهم ما الفرق بينكم وبين من قال أفرق بين حكم الشيئين ولا بد من افتراقهما في بعض صفاتهما ؟ فمن أين وجب أن يحكم لهما بحكم واحد لاتفاقهما في بعض الصفات , دون أن يفرق بين حكميهما لافتراقهما في بعض الصفات ؟ وهذا مالامحيص لهم منه ألبته .

     

    فقد صح ان القول بالقياس والتعليل باطل وكذب وقول على الله تعالى بغير علم وحرام لايحل البتة لانه اما قطع على الله تعالى بالظن الكاذب المحرم واما شرع في الدين مالم يأذن به الله تعالى وكلا الامرين باطل بلا شك والحمد لله رب العالمين .

     

    فان قالوا ان العقول تقتضي ان يحكم للشيء بحكم نظيره قلنا لهم اما نظيره في النوعية او الجنس فنعم واما في ما اقتحموه بآرئهم مما لابرهان لهم انه مراد الله تعالى فلا .

     

    وهكذا نقول في الشريعة لأنه اذا حكم الله عز وجل في البر كان ذلك في كل بر واذا حكم في الزاني كان ذلك في كل زان وهكذا في كل شيء والا فما قضت العقول قط ولا الشريعة في ان للتين حكم البر ولا للجوز حكم التمر بل هذا هو الحكم للشيء بحكم الجسم او حكم للانسان بحكم الحمار فقد اخطأ لكن اذا وجب في الجسم الكلى حكم كان ذلك في كل جسم واذا حكم انسان بحكم كان ذلك في كل انسان وما عرف العقل قط غير هذا

  8.  

    تعريف اكثر شموليه بالقياس عند اهل السنه

    انظر الرايط

     

    http://audio.islamweb.net/audio/index.php?...;audioid=179749

     

    فالدليل الرابع من أدلة الأحكام هو: القياس، وفيه خلاف خفيف. القياس لغة: التقدير والمساواة. يقال: قست الأرض بالمتر، أي: قدرتها به. ومن معاني القياس: التسوية بين شيئين، ويأتي أيضاً في بمعنى: الميزان، أي: الذي توزن به الأمور، كما قال الله تعالى: وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [الرحمن:7] أي: الذي توزن به الأمور. والقياس في الاصطلاح: إلحاق فرع بأصل في حكم بجامع بينهما، أو لاشتراك علة بينهما. قوله: (إلحاق) أي: سأسوي الفرع بالأصل. (إلحاق فرع بأصل في حكم) بمعنى: إذا كان الأصل حكمه الوجوب فسيكون الفرع حكمه الوجوب، وإذا كان الأصل مستحباً فالفرع سيكون مستحباً، وإذا كان الأصل محرماً فالفرع يكون محرماً. فمثلاً: أقول: إن الذهب ربوي، يعني: أن الذهب بالذهب يحرم إلا بشرطين اثنين: الأول: التقابض في المجلس. الثاني: المساواة. فأقول: بالنسبة للدولار أو الجنيه، أو بالنسبة للدرهم أو الدينار يلحق بالذهب، فالدرهم والدينار فرع، والذهب والفضة أصل، لكن كيف أعرف أن هذا أصل؟ أعرف ذلك أن الأصل هو: الذي ثبت بالكتاب والسنة أو الإجماع، أما الذي يثبت بالقياس فليس بأصل، فثبت في السنة أن الذهب بالذهب ربا إلا بالشرطين السابقين، وأما الدرهم والدينار والورق أو الدولار أو الجنيه فلم يذكر أي واحد من هؤلاء في النص، فنقول: إن الدولار بالدولار أو الجنيه بالجنيه هذا فرع، فهل نلحقه بالأصل؟ الجواب: نعم، فنقول: يلحق الدولار بالدولار على الذهب بالذهب الذي هو الأصل، وهذا يعني أنه ربوي، ولا بد أن يتوفر فيه شرطان: الشرط الأول: المساواة، فيكون الدولار بدولار، وألف بألف، ولو كان ألف دولار بألف وواحد دولار فهذا ربا؛ لأنه لا بد المساواة. الشرط الثاني: التقابض في المجلس. إذاً: الفرع الذي هو العملة الورقية فرع ألحقته بالأصل، وهو الذهب بالذهب الذي ثبت في السنة. قال: (إلحاق فرع بأصل في الحكم) فحكم الذهب بالذهب حرام إلا بالمساواة والتقابض في المجلس. إذاً: يبقى حكم الدولار بالدولار حرام إلا بالمساواة والتقابض في المجلس، لكن لماذا يلحق الفرع بالأصل؟ الجواب: يلحق لاشتراكهما في العلة. وقد اختلف الفقهاء في علة الربا بالنسبة للذهب: فجمهور أهل العلم يرون أن العلة الثمنية أو غالب الثمنية؛ لأن هناك خلافاً طفيفاً بين أهل العلم؛ فالشافعية والحنابلة أو الشافعية والمالكية يرون أن هذه العلة قاصرة لا تتعدى إلى غيرها. بينما قال الأحناف والحنابلة: العلة في الذهب الوزن. والرأي الصحيح هو رأي الجمهور: أن العلة في الذهب أنها الثمنية أو غالب الثمنية. فلو قلنا بقول الأحناف والحنابلة فمعنى ذلك: أن الحديد بالحديد لا يجوز، إلا وزناً بوزن مثلاً بمثل، لأن الأحناف يرون أن الوزن هو العلة، فأي شيء موزون عندهم يكون ربوياً، ولا يجوز إلا مثلاً بمثل مع التقابض في المجلس. والصحيح الراجح: أن العلة هي الثمنية، فالعلة التي في الذهب الثمنية، والعلة في الجنيه والدولار الثمنية؛ لأنه ثمن للأشياء؛ إذ لا تشتري إلا بها، فالعلة اتفقت هنا، فالجامع بينهما علة الثمنية، فألحقنا حكم الدولار بالدولار بحكم الذهب بالذهب، ويشترط فيه شرطان حتى يصح: التقابض في المجلس، وأيضاً التساوي في العدد. ......

     

     

     

    ذكر أدلة من أنكر القياس

     

     

     

    لكن الإمام ابن حزم الظاهري سل السيوف وسن الرماح ليقطع رقاب من يقولون بالقياس، ومنهجه هو مثل منهج داود الظاهري ، لكن ابن حزم في كتابه (الإحكام) شد الحرب، وشنع على كل من يقول بالقياس، وهذا الرجل له حجة باهرة قوية جداً، لكن عند تدقيق النظر يعلم بطلان هذا القول، و المقصود: أن الذين ينكرون القياس يشنعون على من يقول بالقياس. ومن الأدلة التي استدلوا بها على رد القياس: الدليل الأول: قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات:1] فالله جل وعلا لم يقل في البيرة قولاً، والرسول لم يقل في البيرة قولاً، فإذا تكلمت في ذلك فأنت متقدم بين يدي الله ورسوله. الدليل الثاني: قال الله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء:36] فأي شيء ستتكلم فيه بدون علم - والعلم عندهم هو: العلم اليقيني، أي: الكتاب أو السنة- فقد تكلمت من غير كتاب وسنة، فأنت ستقفو ما ليس لك به علم. الدليل الثالث: أن الصحابة ذموا القياس، ومنهم عمر بن الخطاب فإنه قال: (إياكم وأصحاب الرأي؛ فإنهم أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فتكلموا بالرأي). فذموا الرأي، وأهل الرأي هم أهل قياس. وأيضاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إياكم والمكايلة)! قيل: وما المكايلة؟ قال: المقايسة. فحذرهم من القياس. وورد بسند صحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى بالمسح من ظاهره) لكننا نقف على الأثر، فهذا علي بن أبي طالب رفض القياس، مع أن الشافعي يرى مسح الأسفل والأعلى، ويقيس الأسفل على الأعلى. فالمقصود: أن علي بن أبي طالب أيضاً رفض القياس. ثم قالوا: أنتم تدندنون حول القياس، وتقولون: إن الشريعة جاءت بعدم التسوية بين المختلفين، وبالتسوية بين المتماثلين، لكننا نجد الشرع جاءنا بمتماثلين وفرق بينهما، قلنا: كيف هذا؟ قالوا: المرأة تحيض فلا تصلي ولا تصوم، لكن بعد طهرها تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، وهما متماثلان في الوجوب، فلم فرقتم بين المتماثلين؟ إذاً: أنتم أصلكم باطل، فالشريعة جاءت تفرق بين المتماثلين. وذكروا أمثلة كثيرة منها: أن السارق تقطع يده، والغاصب لا تقطع يده. وهم أيضاً يحتجون بأن أول من قاس هو إبليس، فيقولون: إذاً: أنتم تتبعون إبليس، فإبليس هو قائدكم ومعلمكم؛ لأن إبليس هو أول من قاس، فإنه قال كما حكى الله عنه: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف:12]. قالوا: فأنتم تتبعون خطوات إبليس، والله يحرم هذا، كما قال سبحانه: لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21]. فنقول: الراجح الصحيح مع الجمهور، وأن القياس دليل من الأدلة الشرعية، وكفى بالأدلة التي سردتها من الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة والنظر على أن القياس حجة ودليل شرعي. والله جل وعلا بين لنا القياس بقوله: كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الزخرف:11] فهو بين أنه يثير السحاب في السماء، ثم ينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها، وأنه يحيي الموتى كما أحيا هذه الأرض البوار الميتة، فبين هذا بالقياس، والنبي صلى الله عليه وسلم قاس، والصحابة فعلوا ذلك، فلا نعدو الكتاب ولا نعدو السنة ولا نعدو هؤلاء الذين قاسوا، وهم أفضل الأمة، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الرد على المخالف فنقول: إن استدلاله بقوله تعالى: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات:1] وأن القائس متقدم بين يدي الله ورسوله، نقول: إن القياس ليس تقدماً بين يدي الله ورسوله، فإن الله بين لنا القياس في كتابه، والرسول قد قاس، فهذا ليس تقدماً بين يدي الله ورسوله. وأما استدلالهم بقوله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء:36] وأنك لو عملت بالقياس عملت بالظن، وظنك هذا قد يكون مخطئاً، إذاً: ستقفو ما ليس لك به علم. فنقول: إن الأدلة القطعية شرعت لنا الاجتهاد؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر) فهذا ليس بأنه يقفو ما ليس له علم، ولذلك اشترط العلماء أن الذي يقيس لا بد أن تتوفر فيه آلة الاجتهاد وأدواته، وهذا الكلام يقال لمن لا يملك آلة الاجتهاد، لكن المجتهد قد أحال الله العلم عليه، كما قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]؛ لأن أهل الذكر يتدبرون الأمر، ويتدبرون المسألة ويأتون بالنتيجة. وأما كلام عمر فيحمل على الرأي الذي يصادم النص؛ لأن عمر نفسه أصل القياس، وقال لـأبي موسى : وعليك النظير بالنظير. ثم إن في الأثر ما يؤيد هذا التأويل، وهو أنه قال: أعيتهم الأحاديث، فإذاً: هو يذم الذين يأخذون بالرأي مصادمين به النص. أو نقول: إنه يقصد أهل الأهواء الذين لا يريدون الحق في حال من الأحوال، لكن يضربون بالأحاديث عرض الحائط، وينظرون إلى رأيهم، ويقولون: نقدم العقل على النقل، وهؤلاء هم أهل الأهواء من المعتزلة والجهمية وغيرهم. أما قول علي بن أبي طالب : (لو كان الدين بالرأي لمسحنا الأسفل، لكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح أعلى الخ)، فنقول: أنه أسند الفعل للرسول، وإذا جاء النص بطل الرأي وبطل القياس، فلا قياس مع النص بحال من الأحوال. وبهذا تسلم لنا أدلة حجية القياس، وتكون الأدلة المعارضة كلها أدلة ضعيفة لا تنتهض لنفيه. أما الإشكال الذي أوردوه على قضاء الصوم وعدم قضاء الصلاة فنقول: نحن أصلنا أصلاً وهو: كل قياس صادم النص فهو فاسد الاعتبار، فعندنا نص قال: (كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) فندور مع النص حيث دار، إذاً: قياس الصلاة على الصوم قياس فاسد الاعتبار؛ لأنه مصادم النص. فهذا وجه. الوجه الثاني: المشقة؛ فالصوم شهر واحد في العام، فكان أيسر في القضاء، لكن الصلاة كل يوم، فيشق عليها القضاء، والله جل وعلا يقول: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] فكل ذلك يدل على أن المشقة تجلب التيسير؛ لأن من مقاصد الشريعة التيسير على البشر، فلما خالف القياس هنا مقاصد الشريعة طرح أرضاً ولم نأخذ به. أما قياس إبليس، فنقول: إنه قياس فاسد الاعتبار؛ لمصادمته النص. أيضاً لو تنزلنا معه فيكون قياساً مع الفارق؛ لأن الماء أفضل من النار. ومن النظر أيضاً هناك مستجدات كثيرة جاءت لو لم يكن فيها قياس لضاعت الأمة؛ ولذلك نحن نرى أن الله جل وعلا أراد أن يرفع ويبين لهذه الأمة قدر العلماء بالقياس وبالاجتهاد والنظر، فكل نازلة تنزل ترى العالم يأخذ بالكتاب والسنة ويجتهد حتى يستنبط الحكم من هذا الدليل، ولذلك قال الشافعي : وما من نازلة إلا في كتاب الله جل وعلا، قال تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ [النحل:89] لكن علمها من علمها، وجهلها من جهلها، والعلم يتفاوت، فمنه علم مستنبط، ومنه علم صريح. ......

     

  9.  

    الرابط الى النسخه الكامله للترجمه علما ان الترجمه لم تتم بموافقه المؤلف ومراجعته

     

    http://www.ijtehadat.com/subjects/fathalba...fathalbayan.pdf

     

     

    فتح البيان فيما روي عن علي من تفسير القرآن»

     

     

     

    للعلامة المجتهد المحقق حجة الإسلام السيد/ مصطفى الحسيني الطباطبائي

     

     

     

    من المعروف أن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه كان من أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اهتماماً بالقرآن الكريم كتابةً وتدويناً وحفظاً، وأعلمهم قاطبةً بتفسيره، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه وتأويله.. إلا أنه لم تصل إلينا جميع آثار علي بن أبي طالب في التفسير، ولم يبق منها إلا القليل المتفرق في الكتب كالدرر المنثورة... لذا أراد مؤلف هذا الكتاب أن يجمع ما روي عن علي بن أبي طالب عليه السلام من بدائع التفسير لآيات الذكر الحكيم، ولطائف الاستنباط من نصوص الكتاب المبين، من جميع المصادر الموثوقة الشيعية الزيدية أوالإمامية أو السنية؛ هذا وقد اشترط المؤلف على نفسه أن لا يذكر من الأحاديث والآثار إلا ما وافق منطوق القرآن ومفهومه تاركاً ما رواه الوضاعون والغلاة.

     

    - بدأ المؤلف بمقدمة ممتازة و فصول يبين فيها منـزلة القرآن الرفيعة والعظيمة والأساسية، ومدى اهتمام الإمام البالغ بالقرآن كتابةً وحفظاً وتفسيراً وتأويلاً ومدى حثه المسلمين على تلاوته وتدبّره والعودة إليه عند كل فتنة ولحل كل خلاف فهو حبل الله المتين و المرشد من الضلال المبين والهادي إلى الصراط المستقيم ...

     

    - ثم عقد فصلاً حول تفسير علي بن أبي طالب لبعض آيات القرآن في مجال العقيدة و فصلاً بعده حول تفسيرات الإمام علي لبعض آيات الأحكام والمسائل الفقهية.

     

    - ثم فصلاً ذكر فه نماذج لتفسيرات الإمام علي لكثير من الآيات المتفرقة التي لا يجمعها جامع.

     

    - وأخيراً ذكر فصلاً بين فيه شذرات من استشهادات الإمام الكثيرة بآيات التنـزيل العزيز في خطبه ومواعظه وجهاده ومواقفه...

     

    (ملاحظة: وقد قام الأستاذ سعد رستم كذلك بإعادة ترتيب الكتاب وتنظيمه، وأضاف إليه يسيراً مما فات المؤلف ذكره مما يفي بشرطه من دواعي الصحة والقبول من روائع تفاسير الإمام، فجاء هذا السفر جامعا مانعاً بفضل الله).

  10.  

     

    ادناه الرابط للنسخه الكامله لترجمه الكتاب وملخص لما جاء فيه

     

    يعتير ايه الله سنكلجي من اؤائل الاصلاحيين الشيعه في القرن العشرين

     

     

    http://www.ijtehadat.com/subjects/fahmalko...fahmalkoran.pdf

     

     

    مفتاح فهم القرآن «

     

    للعلامة المصلح آية الله الشيخ شريعت سنكلجي

     

    يُعْتَبَر آية الله الشيخ شريعت سنگلجي مؤسّس ما يمكن تسميته بـ«المدرسة السلفية القرآنية الشيعية الحديثة» التي انطلقت في النصف الأول من القرن الميلادي العشرين.

    نحت هذه المدرسة إلى ترسيخ المرجعية القرآنية، ولاسيما فكرة إمكان فهم النص القرآني البيِّن والواضح بذاته، دون الحاجة للروايات والأخبار لفهمه، كما عملت -من جهة أخرى- على غربلة التراث الروائي الشيعي الذي امتلأ عبر الزمن بالأخبار الدخيلة، فنادى أصحاب هذه المدرسة بنبذ كل الأحاديث التي تخالف كتاب الله تبعاً للقاعدة التي وضعها أئمة أهل البيت عليهم السلام في عرض كل ما ورد عنهم على كتاب الله فما وافقه قُبلَ وما خالفه وجب تركه.

    وَيُعَدُّ كتاب «مفتاح فهم القرآن» من أهم ما ألَّفه المرحوم ســنگلجي في هذا الإطار، وقد كتبه بعد تأليفه لكتابه الشهير «توحيد العبادة»، وكان من آخر ما ألفه قبل أن ينتقل إلى جوار ربه.

    في هذا الكتاب يظهر بوضوح منهج الشيخ سنگلجي الإصلاحي حين يـصرِّح فيه أن المسلمين هجروا القرآن، فكان نصيبهم الفشل والخسران، وأن الحّل الوحيد يكمن في الرجوع إلى الكتاب الكريم. إلاّ أنّ السؤال كيف يمكن فهم القرآن؟ هذا ما يجيب عنه «شريعت سنگلجي» بأخذ الدين عن السلف لا عن الخلف، أولئك ـ أي الخلف ـ الذين جاؤوا مع الفلسفة والتصوّف والاعتزال. ولكي يؤسّس لمرجعية القرآن ودور السنّة الشـريفة طرح في كتابه أفكاراً أساسيةً هامَّةً حول القرآن الكريم وحجيّة ظواهره والطريق الصحيح لتفسيره وفهمه، بعيداً عن تأويلات أصحاب الفرق والمذاهب والأهواء وتحريفات الغالين.

    وأول ما افتتح به سنگلجي كتابه إثبات أن النص القرآني غير محرّف، فذكر أدلّته القاطعة على ذلك، ثم بيَّن أن القرآن قابلٌ للفهم تماماً، لا يحتاج إلى غيره، وأنه لا يجوز تفسير القرآن بالرأي أي بالعقائد والآراء المأخوذة من غير القرآن، أو بالاستناد إلى أخبار تصرف الآيات عن معناها اللغوي الظاهر، وأن هذا من قبيل التفسير الباطني الباطل، وبين شروط التفسير حتى يكون صحيحاً، وبين أهمية معرفة أسباب النزول ومعرفة أحوال العرب في الجاهلية لفهم القرآن فهماً صحيحاً. ثم عقد فصولاً ممتازة في بيان المعنى الصحيح المراد من «البطن» في مقولة إن للقرآن ظهراً وبطناً، وشَرَحَ كيف أن شرط فهم باطن القرآن أن يوافق لغة العرب ويشهد له الشرع، وبيَّن بطلان تأويلات فرق الباطنية وكيف أنهم حرّفوا معاني القرآن توصُّلاً إلى مقاصدهم. وذكر بحثا مفصلا في معنى المحكم والمتشابه، وردَّ كذلك على الصوفية وتأويلاتهم لآيات القرآن.

    ثم بيَّن سنگلجي أن القرآن مستوعبٌ لتمام قضايا الدين الأساسية، وهو أفضل دليل على عقائد الدين وأصوله، وأن براهين القرآن تمتاز وتعلو على ما تذكره كتب المتكلمين أو الفلاسفة في الاحتجاج على أصول الدين، وبين في عدة فصول من كتابه دلائل القرآن على التوحيد - توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية- وعلى النبوة العامة ونبوة نبي آخر الزمان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دلائل القرآن الرائعة على البعث ويوم القيامة وبقاء النفس بعد الموت. ورأى سنگلجي أن السنة دورها تفصيل ما أجمل الكتاب ذكره من أمور الشرعيات والفروع، أما العقائد الأساسية التي عليها مدار النجاة والهلاك فالقرآن هو الذي تكفَّل ببيانها وبيانه في ذلك واضح وكاف. وختم كتابه بنص خطبة حجة الوداع.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

  11. ادناه نموذج يشرح اهميه القياس عند اهل السنه باعتباره احد الادله المعتبره ويعطي نموذجا له

    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=316373

     

     

    لقد اتفق أهل السنة على أن الأدلة المعتبرة شرعاً هي الكتاب , والسنة , والإجماع , والقياس , وهذه الأدلة الأربعة متفقة لا تختلف إذ يوافق بعضها بعضاً ويصدق بعضها بعضاً لأن الجميع حق , والحق لا يتناقض , كما أن جميع هذه الأدلة ترجع إلى الكتاب .

    فالكتاب دل على حجية السنة , والكتاب والسنة دلا على حجية الإجماع , وهذه الأدلة الثلاثة دلت على حجية القياس , لذلك يصح أن يقال إن مصدر هذه الأدلة هو القرآن , باعتبار أنه ماعداه بيان له وفرع عنه ومستند إليه .

    وهناك أدلة اختلف العلماء عليها وهى, قول الصحابي , و شرع من قبلنا ,والعرف ,والاستحسان , و المصالح المرسلة . وغيرها

     

    س1)- عرف القياس ؟

    القياس هو حمل فرع على أصل في حكم لعلة جامعة بينهما .

    ومن هذا التعريف نستنتج أن للقياس أربعة أركان هي :-

    الركن الأول الأصل : وهو المحل الذي ثبت فيه الحكم , ويسمى المقيس عليه , والمشبه به , والملحق به .

    الركن الثاني الفرع : وهو المحل الذي لم يرد فيه نص , ويراد معرفة حكمه , ويسمى المقيس , والمشبه , والملحق .

    الركن الثالث حكم الأصل : وهو الحكم الشرعي الثابت للأصل بالكتاب أو السنة أو إجماع , أما حكم الفرع فلا يعتبر ركناً لأن حكم الفرع ليس جزءاً من ماهية القياس , وإنما هو ثمرة القياس ونتجته , لأن ظهوره للمجتهد متأخر عن حكم الأصل , فهو لم يظهر له إلا بعد عملية القياس , والركن لا يتأخر عن الماهية .

    الركن الرابع العلة : وهى الوصف الذي شرع الله من أجله حكم الأصل ووجده المجتهد في الفرع أيضا .

    واليكم هذا المثال الذي يبين هذه الأركان الأربعة :-

    قول صلى الله عليه وسلم ( الْقَاتِلُ لَا يَرِثُ ) فهذا الحديث يدل دلالة واضحة على أن الوارث إذا قتل موروثه ظلماً وعدواناً فإنه لا يرثه , فحرمان الوارث القاتل من الميراث حكم شرعي , فإذا بحث المجتهد عن علة هذا الحكم فإنه يجد إنها القتل المحرم , وحيثما وجدت هذه العلة غلب على ظنه وجود الحكم معها , لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً .

    ولذلك إذا قتل الموصى له الموصى فانه يمنع من اخذ الوصية لوجود العلة وهى ( القتل غير المشروع ) .

    "فقتل الوارث موروثه : هو الأصل المنصوص على حكمه .

    "ومنع القاتل من الميراث : هو حكم الأصل .

    "والقتل المحرم : هو علة الحكم .

    "وقتل الموصى له الموصى : هو الفرع

     

     

    ادناه نموذج لمنطق يعارض القياس من خلال روايه شيعيه

     

    http://www.alhak.org/vb/showthread.php?t=5420

    وكان من بين ما سأله الإمام جعفر الصادق هو : « أيّهما أعظم عند الله القتل أو الزنا ؟» فأجاب : بل القتل.

    فقال الإمام جعفر الصادق: « كيف رضي في القتل بشاهدين، ولم يرضَ في الزنا إلاّ بأربعة ؟»

    ثم وجّه الإمام جعفر الصادق إلى أبي حنيفة السؤال التالي : «الصلاة أفضل أم الصيام؟» فقال: بل الصلاة أفضل .

    فقال الإمام جعفر الصادق : « فيجب ـ على قياس قولك ـ على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام، وقد أوجب الله قضاء الصوم دون الصلاة؟!» .

     

     

     

    ملاحظاتي على المثلين اعلاه

    في المثل الاول لم ارى قياسا ولكن تطبيقا لحكم. فالحديث كان عاما حول القتل ووراثه المقتول بنسب ام بوصيه

     

    في المثل الثاني

    الروايه المنسوبه للامام جعفر الصادق فيها اشكال خطير

     

    في الحكمين اللذين تذكرهما الروايه يتم المقارنه بين حدثين لاصله مباشره بينهما " القتل والزنا" او" الصلاه والصيام" ويالتالي فان الاحكام المتعلقه بهما ليست محل قياس

    القياس حسب التعريف الذي ورد في النموذج الاول هو في حمل فرع على الاصل لتشابه العله بينهما

    اما ما تنسبه الروايه عن الامام الصادق فهو في مجال المقارنه بين حكمين لموضوعين مختلفين ولاعلاقه بمفهوم القياس في اطار الحكم الشرعي بهما

    ولكن يمكن ان نستنتج من السؤال امرا وهو ان العله في الحكم الالاهي لاتتعلق يالاستنباط المنطقي

    من هنا لايجوز الاستنباط للاحكام بمنطق القياس العام

    يعني اذا كان حكم شارب الخمر الجلد ثمانين جلده فلا يجوز القياس في استنباط حكم المروج الخمر مثل القتل لا لشئ الا لان صناعه و تجاره الخمر اشد ضرر من شربه

     

    و هنا الاشكال في صحه الروايه فالقياس بالمعنى السني يتعلق بالامور التي ليس فيها حكم صريح وتتعلق بالفرع من الاصل المثبت شرع وليس حول قياس نوع الاحكام بالامور التي لاعلاقه بينها كما ورد في الروايه

     

    الروايه توحي ان الامام الصادق غير ملم بماهيه القياس عند ابو حنيفه وهو امر يصعب تصديقه لان الامام الصادق كان معلما لابو حنيفه. الارجح عندي انها روايه مفبركه او محوره من قبل شخص لايفقه معنى القياس عند ابو حنيفه وانما تقولها كي يضفي عليها صفه المناظره العلميه جلبا للانتباه

    ا

    ادرج ادناه نفس الروايه ولكن حسب الراوي السني

     

    ذهب الإمام أبو حنيفة لتأدية مناسك الحج وقابل هناك الإمام محمد الباقر- وهو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم- فرآه الإمام محمد الباقر هناك ووجه له كلاما في

     

    منتهى الشدة فقال له: "أنت الذي غَيَّرت دين جدي فقَدَّمت القياس على أحاديث جدي؟ - و"قَدَّمت القياس" أي تقيس بالرأي-.

    فقال أبو حنيفة: "ما فعلتُ".

    قال الإمام محمد الباقر: "بل فعلتَ".

    فقال أبو حنيفة: "يا إمام، هلا جلست حيث تحب حتى أجلس حيث أحب؟" فجلس الإمام محمد الباقر على ما يشبه الكرسي أو الأريكة، فجاء أبو حنيفة وقال له: "أنت جلست حيث تحب وأنا أجلس على الأرض حيث أحب أن أكون بين يديك".

    وقال له أبو حنيفة: "إنما فعلت ذلك لأن مقامك عندي كمقام جدك عند أصحابه صلى الله عليه وسلم. فقد بدأ معه أبو حنيفة هكذا حتى قبل أن يشرح له وجهه نظره، فقد قال له الإمام محمد الباقر: "أنت الذي غَيَّرت دين جدي!"، فكأنما يقول له أبو حنيفة في أول رد عليه: "انظر لجلستي وطريقتي معك تعرف منها أنني لم أغيّر دين جدك".

     

    ثم جلس كلاهما أمام بعضهما البعض وقال أبو حنيفة: "يا إمام، أنت تقول أنني غَيَّرت دين جدك بالقياس بالرأي وتركت حديثه".

    قال: "نعم، فعلت".

    فقال: "يا إمام، أسألك ثلاثة أسئلة..."

    السؤال الأول: "أيهما أضعف، الرجل أم المرأة؟"

    فقال محمد الباقر: "المرأة أضعف" - بدنيا المرأة أضعف-.

    قال: "في دين جدك صلى الله عليه وسلم أيهما أقل من الآخر، ميراث الرجل أم ميراث المرأة؟" قال له: "المرأة نصف الرجل".

    فقال: "فلو كنت أعمل بالرأي وأترك حديث جدك ودين جدك لقلت المرأة أضعف فتستحق ضعف ما يستحق الرجل. لكني لم أقل ذلك لأن حديث النبي مُقَدَّم عندي على رأيي".

     

    السؤال الثاني: "أيهما أعظم عند الله، الصلاة أم الصيام؟"

    فقال: "الصلاة".

    فقال: "يا إمام، المرأة بعد رمضان يفوتها صلاة وصيام. بما أمرها جدك صلى الله عليه وسلم أن تقضي الصلاة أم الصيام؟"

    قال: "الصيام".

    فقال: "فلو كنت أجتهد برأيي وأترك حديث النبي لقلت الصلاة أفضل، فتقضي الصلاة ولا تقضي الصيام. لكني لم أفعل ذلك. قلت كما قال جدك، تعيد الصيام ولا تعيد الصلاة". يتكلم أبو حنيفة هنا بالعقل ولكن بتواضع.

     

    السؤال الثالث: قال: "يا إمام، أيهما أكثر نجاسة، البول أم النُطفَة؟" - "النُطفَة" أي التي يأتي منها الولد عندما يجامع الرجل زوجته-.

    فقال: "في دين جدي، البول أنجس".

    فقال: "يا إمام، لو كنت آخذ بالرأي وأجتهد وأترك حديث النبي لقلت البول نغتسل منه والنُطفَة نتوضأ منها..." لأن البول أنجس "...لكني قلت كما قال جدك "البول نتوضأ منه والنُطفَة نغتسل منها" فلم أُغَيِّر بالرأي يا إمام، وإنما فعلت ما فعلت يا إمام لأن العراق كل يوم الناس تكون في جديد، فأردت أن أحمل الناس لدين جدك".

     

  12.  

    استعراض مهم لتيارات الاصلاح الديني في ايران

     

    http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home....contentID=11035

     

     

    مسارات إصلاح الفكر الديني في إيران

    26-8-2009

    خالد بن محمد البديوي / كاتب سعودي ـ الدمام

     

    وهذه المقالة ما هي إلا إشارة، ربما تحمل في طياتها بيان أهمية التعرف والتواصل مع تفاعلات المشهد الإصلاحي الديني في إيران، وهو أمر يكاد أن يكون غائباً عن ساحتنا، فالواقع يشهد على وجود قطيعة ثقافية بين المشهد العربي والإيراني، وكأن بينهما جدار فصل عنصري، يهيئ أحسن الأجواء لسيطرة الطائفيين والمتعصبين ويغلق أبواب التواصل البناء بين أصحاب الفكر النير والمشاريع الإصلاحية، أعني تلك المشاريع التي تدعو إلى تصحيح المسار التي تساهم في تجنيب الأمة ويلات كثيرة تستنزف طاقاتها في جبهات خاسرة، نعم وحدهم الطائفيون هم الذين يخشون من نشاط دعوات الإصلاح ويخشون أكثر من تواصل المصلحين. فهل نشهد في المرحلة القادمة بناء جسور التواصل البناء بين أصحاب الفكر في المشهد العربي والمشهد الإيراني. أرجو ذلك.

     

    منذ مدّة وأنا أفكر في الكتابة عن مسارات الإصلاح الديني في المشهد الثقافي الإيراني، لأنني على قناعة أن لدينا ـ نحن العرب ـ قصورا في المعرفة والتفاعل مع هذا الجانب مع شدّة أهميته.

     

     

    والمؤسف أن الباحث يجد شحّاً في الدراسات العربية الموضوعية التي تناولت هذا المجال، وقد تكون أبرز الدراسات المتوفرة هي كتاب (نظرية الستة في الفكر الإمامي الشيعي ـ التكون والصيرورة) للباحث حيدر حب الله، وكتاب (المشهد الثقافي في إيران فلسفة الفقه ومقاصد الشريعة) للباحث عبد الجبار الرفاعي، وهما دراستان لن يستغني عنها المهتم.

     

     

    إن الحديث عن الإصلاح في إيران، يعني الحديث عن مسارات وطرق متعددة قد لا يجمعها إلا نُبل المهمة وإن اختلفت في أساليبها وتنوعت في موضوعاتها ومخرجاتها، كما أن المتتبع للمشهد الثقافي الإيراني يجد مادة ثرية من تجارب (الإصلاح الشيعي الداخلي) بدرجة لا يمكن مقارنتها بأي حال بمثيلها في الشق (العربي الشيعي)، ولربما كان زوال الشعور بالأقلية بين الشيعة في إيران من أكبر أسباب نضج العملية النقدية في المجتمع، خلافاً للشيعة العرب حيث يعدّ إغلاق باب النقد الداخلي هدفاً أساسياً عند الكثير لتخوفهم من التأثير على تماسك الأقلية الأمر الذي يؤدي إلى بطء مسارات الارتقاء وتأخر الإصلاح الداخلي.

     

     

    إن محاولات إصلاح الفكر الديني الشيعي في إيران أخذت لدى البعض مسار إصلاح أدوات المعرفة الدينية وطرق الاجتهاد، كما أن البعض قدّم محاولة إصلاحية من خلال تنقية التراث المروي الذي هو المورد للمعرفة الدينية، في حين تبنى آخرون مسارات أخرى سيأتي الحديث عنها.

     

     

    *مسار تنقية التراث:

     

     

    على صعيد الموروث الحديثي، رأى مجموعة من المنتسبين إلى الدائرة العلمية في إيران أهمية غربلة الموروث المروي في كتب الأخبار، وقد خرجت عدّة محالات في هذا الإطار، كان من أهمها محاولة الميرزا أبي الحسن الشعراني (المتوفى عام 1973م)، حيث ألف كتابه.

     

     

    *أبو الحسن الشعراني:

     

     

    (المدخل إلى عذب المنهل)، وفيه تحدث عن أهمية تنقية الآثار من أجل المحافظة على المذهب الشيعي، وقد وصل الشعراني بقناعته إلى أن خمس المرويات في كتب المذهب في عداد الأحاديث الموضوع على الأئمة، إلا أنه بين أن أغلب الكذب في غير أبواب الفقه.

     

     

    كما أن من أهم المشاريع التي ظهرت في نفس هذا المسار مشروع الشيخ محمد باقر البهبودي، وهو أستاذ جامعي معاصر في طهران، وكان من تلاميذ الخميني والبروجردي والخوئي ومتخصص في علم الحديث.

     

     

    *محمد باقر البهبودي:

     

     

    اهتم البهبودي بمشروع تنقية التراث، وقام بخطوة علمية جريئة أثارت لغطاً وردود أفعال كبيرة، حيث تبنى غربلة أحد أهم مصادر الحديث في المذهب الإثني عشري، وهو كتاب الكافي للكليني، فقام البهبودي بتحقيق هذا الكتاب وتنقيته، مما بدا له أنه ضعيف ومكذوب، فكانت النتيجة التي توصل إليها هي صحة ربع الكتاب فقط (4428 من أصل 16194 أثر)، كما أخرج كتاب صحيح الميزان في التفسير للطباطبائي، وحقّقّ 45 مجلداً من كتاب بحار الأنوار للمجلسي.

     

     

    الجدير بالذكر أن البهبودي عندما أصدر النسخة الفارسية من كتاب صحيح الكافي، قام صاحب المطبعة ـ وبضغط من مراجع دينية ـ بتغيير عنوان الكتاب إلى (زبدة الكافي)، كما قام المرجع منتظري ـ وكان خليفة الخميني وقتها ـ باستدعاء البهبودي، وأمره بسحب جميع النسخ من الأسواق، بما فيها النسخة العربية، حسب ما ذكره الشيخ جعفر السبحاني في حوار مع صحيفة كيهان.

     

     

    يقول الباحث حيدر حب الله في كتابه نظرية السنة: (يرى البهبودي أن حملات النقد ضده كانت بسبب تسميته لكتابه (صحيح الكافي)، إذ إن هذه التسمية أدت ـ في نظره ـ إلى تساؤل كثير من الناس عما يرويه العلماء والخطباء ومدى صحته وسلامته).

     

     

    لقد كان البهبودي صريحاً في تشخيص ما رأى أنه عبث كبير في منهج أهل البيت، وذكر بصراحة أن ظاهرة الدس والكذب كانت ضاربة أطنابها في كتب المذهب، ولهذا اتخذ منهجاً علمياً لمحاربة هذه الظاهرة وتنقية المروي، وفي سبيل ذلك وضع خارطة للوضاعين والضعفاء شملت أسماء لامعة في مجال الرواية، بل وصل الأمر بالبهودي إلى التشكيك في مصداقية الكليني نفسه صاحب الكافي، كما أنه شكك في أسلوب حصول المجلسي على الكتب التي نقل منها كتابه البحار.

     

     

    ويرى حيدر حب الله أن هذه المحاولة التي قادها البهبودي في مطلع الثمانينات الماضية، واجهتها حملة مضادة قوية، أدت إلى تراجع المشاريع من هذا القبيل حتى كادت تضمحل إلا قليلاً.

     

     

    وفي مسار تنقية التراث وتصفيته، يجب الإشارة إلى مشروع آية الله العظمى محمد آصف محسني القندهاري الأفغاني (المولود 1936م)، وهو شخصية شيعية معاصرة بارزة، تعلم في العراق وإيران وناشط سياسي معروف في أفغانستان، لاسيما بعد سقوط طالبان، والأمر الذي يهمنا هنا أنه متخصص في علم رجالات الحديث.

     

     

    لقد أثار محمد آصف محسني زوبعة كبيرة بعد إصداره كتاب (مشرعة بحار الانوار) عام 2000م، وقد اختار محسني بحار الأنوار كمادّة للدراسة، لأنه رأى أن هذا الكتاب هو المصدر الأساسي للخطباء والوعاظ الذين يشاركون في صناعة الرأي العام بين الشيعة، في حين يضع القندهاري ملاحظات كثيرة على هذا الكتاب، ويرى محسني أن أكثر رواياته غير معتبرة.

     

     

    وقد تمسك آصف محسني بمبدأ التخلي عن كل تلك الروايات غير الموثوق بها فقهية أو عقائدية أو سياسية أو غيرها، وهو أمر جعله يتخطى بعض الخطوط الحمراء ليصل إلى التشكيك في بعض الآراء السائدة، كما انتقد محسني تساهل العلماء وطلابهم في تداول الراويات المنسوبة إلى أهل البيت، الأمر الذي أدى في نظر آصف محسني إلى تراجع المسلمين وتخلفهم.

     

     

    الضجة التي أحدثها آصف محسني كانت نسبية مقارنة بما حدث بعد محاولة البهبودي، وقد يعود ذلك إلى أن دوائر الحوزات خفت حساسيتها أمام مثل هذه المشاريع، أو على الأقل أصبحت تتعامل معها بعقلانية أكثر في ردود الفعل.

     

     

    وفي السياق نفسه (تنقية الموروث الديني)، يمكن أن نضع جزءا كبيراً من مشروع آية الله نعمة الله صالحي نجف آبادي، وهو عالم دين معاصر من أصفهان، وقد أثار ضجة في السبعينيات الماضية عندما أصدر كتابه (الشهيد الخالد)، حيث صدم الرأي العام الشيعي عندما تبنى نفي علم الإمام الحسين رضي الله عنه باستشهاده في كربلاء، مما أدى إلى ظهور ردود كثيرة عليه، وكان أبرزها كتاب (الملحمة الحسينية) لمرتضى مطهري.

     

     

    *نجف آبادي:

     

     

    وفي عام 2003م، أصدر صالحي كتابه الأحاديث الموهومة في مجمع البيان (بالفارسي)، ومعه أربع مقالات في التفسير، وقد طبع الكتاب مرتين في نفس العام.

     

     

    تبنى صالحي فكرة تنقية المورث عندما اختار أوسع كتاب في التفسير عند الشيعة، وسار بطريقة جادة في تطبيق معاييره في سبيل تحقيق هدفه، إلى درجة لم يتردد معها في تضعيف بعض الروايات لبعض الأحاديث المهمة، مثل تضعيفه للصيغة الرائجة في الأوساط الشيعية لحديث الكساء، وهي المذكورة في كتاب مفاتيح الجنان، وإن كان صالحي يرى أن أصل الحديث من الصحيح المستفيض.

     

     

    وفي مسار تنقية الموروث، لابد أن يذكر أسماء أشخاص لهم جهودهم في مسارات الإصلاح وغيره، مثل آية الله العظمى أبوالفضل البرقعي (ت:1992م)، حيث تبنى نقد أحاديث الكافي في كتابه (عرض أخبار الأصول على القرآن والعقول)، فقد نقد أحاديثه سنداً ومتناً، وإن كان اهتمام البرقعي بنقد متون الأحاديث وبيان مدى موافقتها للقرآن والسنة القطعية والعقل، أخذ الحيز الأكبر عند البرقعي. والنسخة الفارسية من كتاب البرقعي لم يتح لها الانتشار مثل بقية كتبه التي لم يسمح بطباعتها، أما الترجمة العربية (وجاءت بعنوان: كسر الصنم)، فكانت على يد عبد الرحيم ملا زاده البلوشي، وقد حصل لها رواج نسبي، وسوف نعود لتجربة البرقعي ومثله آية الله محمد موسوي الغروي الأصفهاني في مسارات أخرى إن شاء الله.

     

     

    *مسار إصلاح أدوات المعرفة الدينية:

     

     

    محاولة تقويم الفكر الديني أخذ بعداً آخر لدى شريحة أخرى إيرانية، فقد ظهر على الساحة عدّة مشاريع تنادي بضرورة إصلاح أدوات النظر والاجتهاد في نصوص الشريعة كمقدمة أساسية لمعرفة دينية صحيحة.

     

     

    المحاولات في هذا الاتجاه ليست جديدة في المذهب الشيعي ككل، فقد شهد المذهب من قبل ظهور مشاريع من هذا القبيل، ربما يكون أبرزها ظهور الحركة الأصولية في وسط القرن الرابع الهجري من خلال مشروع فتح باب الاجتهاد وإدخال العقل كأحد الأدلة الشرعية.

     

     

    في الحقبة المتأخرة، ربما يكون من أبرز المشاريع في مسار إصلاح أدوات المعرفة الدينية، مشروع الشيخ الدكتور محمد مجتهد شبستري، وهو أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة طهران (مواليد: 1936هـ)، وهو ليس غريباً على المؤسسة الدينية، إذ يحمل رتبة (آية الله)، وقد بدأ مسيرته الدينية من قم، فتعلم المعارف الدينية فيها، ثم استهوته الفلسفة، فدرسها عند الخميني والطباطبائي (المفسر)، وقبل الثورة، عمل في إدارة المركز الإسلامي في هامبورج في ألمانيا، وهي الفرصة التي أتاحت له التعمق في الفلسفة الأوروبية واللاهوت المسيحي.

     

     

    مع بدايات الثورة، كان شبستري من طلائع المشاركين في السياسة، فقد أُنتخب نائباً في البرلمان الإيراني عام 1979م، إلا أنه ومع منتصف الثمانينات، ترك جميع أعماله السياسة وحصر جهوده في ممارسات ثقافية دينية، قدم من خلالها صياغة مقترحة لمعنى الإيمان وللتعامل مع النصوص الدينية.

     

     

    تبنى الدكتور شبستري القيام بمراجعة نقدية لأدوات المعرفة الدينية، فقام بالدعوة إلى إعادة فهم النص (القرآن والسنة) على ضوء المقولات [ التأويلية] الهرمنوطيقية (hermeneutics= فرع من علم الفلسفة يدرس مبادئ تأويل النصوص المقدسة)، وخلص شبستري إلى القول بأن النص الديني له تاريخ يجب أن يقرأ من خلاله، وأن النص الديني الواحد ذا دلالات مختلفة باختلاف التاريخ، وأن المفسر من أجل أن يصل للمعنى الصحيح، يجب أن يعيش المناخ التاريخي للنص وقت صدوره وأن يتعرف على المغزى من صدوره وظروف المخاطبين والمعنى المستتر خلف الدلالات الشكلية من خلال معرفة المعنى الأساسي الذي تعود إليه جميع المعاني الجزئية، لكن شبستري وبعد نقاش لوظيفة المفسر يعود إلى تأكيد أننا لا يمكن أن نجزم بيقينية أي تفسير لأي نص، ليصل بذلك إلى إبطال التقسيم الاصطلاحي المعروف، القائل بأن الكلام ينقسم إلى ثلاثة: النص والظاهر والمجمل.

     

     

    *محمد مجتهد شبستري:

     

     

    قد يكون الاتجاه النقدي لدى شبستري بعيداً في الظاهر عن السياسة في إيران، إلا أن حقيقة الأمر تقول غير ذلك، لاسيما في إيران حيث (جمهورية الثورة الإسلامية) التي تستند إلى رؤية دينية تقوم على طريقة دينية تعتمد على منهج استدلالي محدد المعالم، مما يعني أن أفكار شبستري تعمل على تقطيع الجذور من تحت الأرض.

     

     

    أهمية شبستري تزداد إذا علمنا أنه أحد الرموز المقربة من الرئيس السابق محمد خاتمي، كما أنه أصبح وبحسب تعبير بعض المهتمين، أهم الرموز التي يتلف حوله المثقفون الدينيون الشيعة المستقلون عن رؤية السلطة في إيران.

     

     

    بعد وصول نجاد إلى السلطة ـ قبل أربع سنوات ـ منع شبستري من نشاطه العلمي في جامعة طهران، كما كثرت الضغوط عليه ولا تزال بسبب "انزعاج" التيار المحافظ الإيراني منه، وفي الأيام التي سبقت الانتخابات الأخيرة شن أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة، هجوماً عنيفاً على رموز التيار الإصلاحي، بسبب سكوتهم إزاء ما نقل عن شبستري حول تشكيكه في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وعصمة الأئمة، وهو أحد أهم ركائز مذهب الشيعة الذي تبنته السلطة في إيران.

     

     

    وبحسب ما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية (عدد الأربعاء 25 شباط 2009)، فقد طالب أحمد خاتمي الإصلاحيين بموقف واضح وصريح مما اعتبره إساءة إلى النبي وأهل البيت، مشدداً على أن سكوتهم هو بمثابة الكفر، ومشيراً إلى أن حديث شبستري عن أن الاعتقاد بولاية الفقيه المطلقة (شرك)، هو خلاف لبديهيات مذهب التشيّع وما هو مشهور عن علمائهم عبر التاريخ، ووصف خاتمي كلام شبستري بأنه نوع من التماشي بين أصحاب هذه الأفكار مع أولئك الذين يسعون لتقويض النظام الإسلامي في ما بات يعرف (بالانقلاب الناعم). في هذا الوقت، اعتصم مئات الطلاب وعناصر التابعة للبسيج في حرم جامعة أصفهان، احتجاجاً وتنديداً بكلام شبستري، وطالبوا الحكومة بحل اتحاد الطلبة الإصلاحي، ووقف نشاطهم السياسي.

     

     

    *الدكتور عبد الكريم سروش:

     

     

    كما أن من أبرز مشاريع نقد أساليب المعرفة الدينية التي شهدتها إيران مؤخراً، مشروع الدكتور عبد الكريم سروش، الذي عنون له بنظرية القبض والبسط في الشريعة أو نسبية المعرفة الدينية، اسم الدكتور سروش الحقيقي هو حسن حاج فرج الدباغ، وهو من مواليد طهران سنة 1945م، وقد حصل على الدكتوراه في الصيدلة من جامعة طهران 1968، ثم سافر إلى بريطانيا عام 1972 لإكمال دراسته في الكيمياء التحليلية، وقد بدا له أن يغير تخصصه، فدرس فلسفة العلم في جامعة لندن، ما أتاح له الإطلاع على تطورات نظريات الفلسفة الغربية والتعمق في مناهجها.

     

     

    عاد سروش إلى إيران بعد الثورة عام 1979م، ليصبح عضواً في لجنة الثورة الثقافية بتوصية من الخميني، ثم انتقل إلى جمعية الحكمة والفلسفة في طهران كباحث متفرغ وتم اختياره كعضو في المجمع العلمي هناك. وقد ظهر سروش منذ أوائل الثمانينات كواحد من الكتاب اللامعين في إيران، واهتم في أول الأمر بمناقشة النظريات الماركسية وموضوعات فلسفة العلم ومن أهم ما كتب في تلك الفترة كتاب (ما هو العلم، ما هي الفلسفة؟) وكتاب (دراسة نقدية لكتاب الشهيد محمد باقر الصدر ـ الأسس المنطقية للاستقراء).

     

     

    بعد منتصف الثمانينات، اتجه سروش إلى ممارسة نقدية داخلية دينية أثارت لغطاً كبيرا، ففي عام 1989 نشر مجموعة مقالات القبض والبسط النظري للشريعة في مجلة (كيهان)، وكانت شرارة "لاندلاع واحدة من أبرز المعارك الفكرية بعد انتصار الثورة الإيرانية، كما شكلت علاقة فارقة في المشهد الثقافي الإيراني بحكم ما أفرزته من محاور وتيارات فكرية معارضة ومؤيدة، ساهمت في الإعداد لاحقاً لبروز مجموعة من التغيرات والتكوينات السياسية".

     

     

    لن يخفى على القارئ لكتابات سروش بأنه متعمق ومؤمن بالتصوف، ولعل اقتباسه مسمى (القبض والبسط)، وهما مصطلحان صوفيان دليل على ذلك، كما أن سروش انطلق من تخصصه في فلسفة المعرفة إلى تقديم رؤية جديدة ترمي إلى إعادة مفهوم المعرفة الدينية، والسؤال المهم ما هي نظرية سروش؟

     

     

    يبدأ سروش التأسيس لنظريته بقاعدة أن المعارف الدينية بشرية، وأن الدين شيء وما نفهمه من الدين شيء آخر، وتبعاً لذلك، فإن الدين هو الثابت وما نفهمه قد يتحول، ثم يأتي إلى قاعدة ثانية وهي أن التغير والتطور سمة ثابتة للمعارف البشرية كلها بما فيها معارف الإنسان بدينه، ليصل سروش إلى صلب نظريته وهي أن جميع المعارف البشرية، بما فيها الدينية مرتبطة ببعضها، وأن حدوث أي تطور في أحدها يعني بالضرورة تطوراً في المعارف كلها بما فيها الدينية، لتكون النتيجة أن فهمنا وقراءتنا للدين سوف تتطور بحسب تطور العلوم البشرية الأخرى، من هنا جاء استعارة مصطلح القبض والبسط عند سروش ليبين أن فهمنا للشريعة ينقبض وينبسط بحسب المعطيات المعرفية البشرية.

     

     

    نظرية سروش أحدثت زلزالا عنيفاً بعد ظهورها في إيران، فقد انبرى لمناقشتها عدد كبير، منهم الشيخ صادق لاريجاني والدكتور عبد الله نصري وأحمد الواعظي.

     

     

    لقد كان المصدر الأساسي لقلق الرافضين لنظرية (القبض والبسط) استشعارهم بأن النظرية تحمل بذور الشك والنسبية في عقائد الدين وأحكامه، حتى أن بعضهم علق عليها بقوله: إن الدين الثابت عند سروش هو ما في اللوح المحفوظ مما يعني عدم وجود ثوابت للدين على أرض الواقع.

     

     

    وقد أوردت صحيفة الشرق الأوسط في عدد 26 سبتمبر 2004 العدد 9434 خبراً يفيد بتعرض سروش للضرب في مدينة قم من قبل بعض المعارضين له، حيث دعي من قبل بعض زملائه لزيارة قم بعد غياب دام 14 عاما، وبعد الاجتماع الذي عقد في منزل صديقه، حضره ما بين 40 إلى 50 شخصا، فوجئ الحاضرون بهجوم مجموعة من الشبان عليهم وضربهم. وهذه الحادثة تشير إلى مدى استشعار بعض المعارضين لسروش خطورة ما يطرحه، الأمر الذي دفع سروش إلى الخروج من إيران والإقامة في الولايات المتحدة.

     

     

    إلى جانب كتاب القبض والبسط، أصدر سروش عدّة كتابات أخرى أهمها كتاب (الذاتي والعرضي في القرآن) وكتاب (بسط التجربة النبوية) وكتاب (الصراطات المستقيمة).

     

     

    كما أن سروش يتبنى أقوالاً يصعب علينا أن نترك الإشارة إليها منها: أن النبوة مكتسبة، وأن القرآن معانيه من الله وصياغته (ألفاظه وتعبيراته) من الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن سروش يتمسك بمبدأ (التعددية الدينية)، بمعنى التعددية الدينية "ويسمى في إيران بلوراليسم"، بمعنى عدم انحصار الفلاح والسعادة في دين واحد، وأن جميع الأديان تنهل من الحقيقة، وتنتهي بالإنسان إلى النجاة والفلاح، وهو باختصار مذهب (وحدة الأديان)، وغيرها من الأقوال التي نكتفي بعرضها في هذه المقالة للتعريف بسروش من زاوية محددة فقط.

     

     

    *محمد جواد الموسوي الغروي:

     

     

    كما أن من أهم محاولات إصلاح أدوات النظر والاجتهاد الديني في إيران محاولة الشيخ، محمد جواد الموسوي الغروي الأصفهاني (المولد عام 1906م)، وهو عالم دين شيعي حاز على مرتبة (آية الله العظمى) وعلى درجة الاجتهاد.

     

     

    وقد كان للسيد الغروي تجربة منهجية مهمة، يصعب على الباحث أن يتجاوزها، وهو يتحدث عن أهم التجارب الإيرانية المعاصر في الإصلاح والتغيير عموماً، إذ تبنى محمد جواد الموسوي الغروي الفكرة التي تقول بأن الدين يجب أن يبني على العلم اليقيني وليس الظني، إلا أن الجديد لدى الغروي أنه استطاع في فترة مبكرة ـ نسبياً ـ أن يجعل من الفكرة تجربة عملية على أرض الواقع، حيث وضع أسساً جديدة لمفهوم الاجتهاد الديني ومصادر المعرفة الدينية مبني على أن كل دليل ظني فهو مرفوض ولا يصح الاعتماد عليه لا في العقائد ولا في الأحكام ولا غيرها.

     

     

    لقد كانت النتيجة الأولى لتوجه الغروي أن أسقط الاستدلال بجزء كبير من المرويات الحديثية واعتبارها ليست جديرة بأن تكون مصدراً للمعرفة الدينية، لأن قصارى ما تفيده هو الظن، وهو بحسب الغروي مما أورد الأمة في المهالك وفتح باب التفرق بين المسلمين عبر فتاوى الفقهاء التي تستدل بالآحاد والظنون.

     

     

    *الغروي الأصفهاني:

     

     

    ويرى الغروي أن الاعتماد على أخبار الآحاد وقع بين أهل السنة أولاً ثم انتقل إلى صفوف الشيعة على يد الطوسي (460هـ) رغبة في مواكبة الفقه.

     

     

    الغروي يؤيد توجهه الاستدلالي بأن القرآن الكريم يؤكد على أن المرجعية المعتبرة هي اليقين فقط، وأنه ـ أي القرآن ـ حثنا على أتباع العلم ونهانا عن إتباع الظن، مشيراً إلى أن النصوص القطيعة (القرآن والسنة) فيها ما يغني عن غيرها، وبناء على ذلك أبطل الغروي الاستدلال بأدلة مشهورة، مثل خبر الآحاد والمصالح المرسلة والإجماعات وغيرها.

     

     

    ومع أن الغروي ينفي حجية خبر الواحد بحد ذاته، إلا أنه عملياً لا يلغيها، بل يرى أن كثيراً منها مؤيد بالدليل القطعي مثل العقل أو القرآن أو السنة المتواترة أو تؤيده أحد الأصول الثابتة، مثل البراءة الأصلية.

     

     

    من جهة أخرى، يرى الغروي أن الاعتماد على كتب الرجال لمعرفة صحة الأحاديث من عدمها خطأ منهجي، لأن مؤلفي تلك الكتب لم يقابلوا الرواة بأنفسهم وإنما اعتمدوا على نقل الناقلين وهو أمر غير قطعي فلا يعتمد عليه.

     

     

    إذن ما منهج الغروي في معرفة صحة الحديث؟

     

     

    يرى الغروي أن لا طريق لمعرفة صحة الحديث من ضعفه إلا من خلال عرض نصّه على القرآن، ثم العقل ثم الأصول المسلم بها كالبراءة الأصلية، ثم السنة القطعية، فإن وافقها قُبل وإلا رُدَّ، ويرى الغروي أن لا سبيل للخروج من تعارض الأحاديث إلا بنفس الطريق أيضاً.

     

     

    وللغروي حديث طويل حول كثرة الأحاديث الموضوعة التي يرى أنها أسست لانتشار الخرافات والغلو عند الشيعة والسنة لاسيما في أحاديث الكرامات والمعجزات وأدعية زيارة قبور الأئمة وغيرها.

     

     

    وكتأسيس عملي لفقه يقوم على نظرية (العلم اليقيني) يضع الغروي بعض المبادئ هي:

     

     

    أولاً: أن أهداف الدين هي تهذيب النفس وإصلاح العمل ولا يمكن أن يحصل هذا بالظن.

     

     

    ثانياً: أن آراء الفقهاء المبنية على الظنون لا تسقط التكاليف.

     

     

    ثالثاً: أن رجوع الجاهل إلى العالم أمر مطلوب، ولكن بغرض حصول العلم للجاهل وليس للتقليد.

     

     

    ويرى الباحث حيدر حب الله بأن هذه المبادئ تحمل نتائج حساسة على التيار السائد "إذ يعني أن المرجعيات الشيعية اليوم ليست مرجعيات حقيقية، وأن ما يكتب على الرسالة العلمية من (مبرئ للذمة) ليس صحيحاً، أي أنها دعوة لعدم تقليد المرجعيات الدينية القائلة بخبر الواحد، وأما المبدأ الثالث فيعني إعادة تكوين لمفهوم التقليد، فلم يعد إتباع المرجع صماً وعمياناً، بل مساءلته عن دليله لكي يقتنع المكلف به، وليست القضية أنه قلد شخصاً لزمه كل ما قاله، حتى ولو لم يقتنع به، كما هو الحال السائد اليوم".

     

     

    الغروي وبسبب توجهاته هذه تعرض لحملة قوية من التشويه والمضايقة، كما أن البرقعي ذكر في كتاب سوانح الأيام أن الغروي يتعرض بشكل دائم هو وكل من يصلي معه الجمعة ـ قبل الثورة ـ للمضايقات والترهيب.

     

     

    *إعلاء مرجعية القرآن:

     

     

    في حديثنا عن أهم محاولات إصلاح أدوات النظر والمعرفة الدينية في إيران، يجب أن نعرج بالحديث عن شريحة أثارت لغطاً كبيراً في الحقبة الماضية ولازالت، حيث شهدت إيران ميلاد تيار ديني حاول تقديم منهج جديد على الساحة الدينية الشيعية.

     

     

    الفكرة الأساسية التي قدمها منظرو هذا الفريق هو (إعادة مكانة الاستدلال بالقرآن في الأوساط الدينية عملياُ)، حيث أحس هؤلاء بأن أدلة القرآن قد توارت خلف بعض المقدمات الكلامية (كتوهم ظنية دلالة القرآن) أو خلف بعض المفاهيم الخاطئة (كالقول بصعوبة فهم القرآن أو لا يفهم القرآن إلا الأئمة أو العلماء) أو خلف روايات تفسر القرآن بشكل باطل.

     

     

    ونظراً لتركيز هذه الفئة على القرآن، شاع تسميتهم بـ (القرآنيون الشيعة)، مع أن أحداً من هؤلاء لم يقل برفض السنة النبوية، كما هو حال القرآنيين في الهند وباكستان.

     

     

    ويعد المؤسس الأول لهذه الفكرة هو آية الله محمد حسين شريعت سنكلجي المتوفى سنة 1943م، وهو عالم دين شيعي درس في إيران والعراق على يد مجموعة من العلماء أمثال المرجع أبي الحسن الأصفهاني وغيره، وقد قاد دعوة إصلاح داخل المذهب الاثني عشري ذات طابع منهجي وعقدي في آن واحد.

     

     

    ملخص ما رآه سنكلجي هو أن المسلمين ابتعدوا عن القرآن قراءة وفهماً واستدلالاً مما أدى بهم إلى الفشل والخراب، الأمر الذي دفع سنكلجي إلى تبني رفع لواء الدعوة إلى إعادة المكانة للقرآن الكريم، وفي سبيل ذلك طرح سنكلجي مبادئه التالية:

     

     

    أولاً: أن القرآن محفوظ من التبديل والتحريف.

     

     

    ثانياً: أن القرآن واضح، وأنه لا يحتاج إلى غيره من أجل فهمه، وبحسب ما قال سنكجلي: (لا توجد في كتاب الله آية واحدة يعجز جميع الخلائق عن فهمها، بل القرآن كله قابل للتدبر والفهم).

     

     

    ثالثاً: أن نص القرآن يتضمن كل ما يتعلق بالدين والشريعة وأنه بيان لكل شيء.

     

     

    رابعاً: رفض التخلي عن السنة النبوية وبيان أن أحكام الشريعة في القرآن مجملة وتحتاج في تفصيلها إلى السنة النبوية، يقول سنكلجي: (والسنة هي التي تبين ما أجمله الكتاب وتشرح كلياته، فلا يمكن فهم القرآن دون سنة النبي صلى الله عليه وسلم)، ويقول: (فإذا عرفنا أن مباحث القرآن كلّيّة ومجملة وأنه لا يمكننا أن نفهمها دون الرجوع إلى السنة اتضح لنا بطلان قول من يسعون إلى تخريب الإسلام وليس لهم في الآخرة نصيب وهم خارجون عن جماعة المسلمين الذين يقولون إن في القرآن بيان لكل شيء وأننا لسنا بحاجة إلى السنة، ثم قاموا بتأويلات باردة للقرآن واتبعوا أهواءهم وآراءهم في فهم كتاب الله).

     

     

    خامساً: أن القرآن استوعب العقائد التي يجب الإيمان بها، فلا حاجة إلى السنة في بيان العقيدة الواجبة. يقول سنكلجي: (أما في المسائل الاعتقادية، مثل إثبات صانع العالم والتوحيد والنُبُوَّة والمعاد فلما كان القرآن قد تعرَّض لإثباتها بكل تفصيل وأقام عليها براهين ساطعة لم نعد بحاجة إلى الرجوع إلى السنة في هذا المجال)، وللإطلاع بشكل أوسع على آراء سنكلجي التي رسمها للاستدلال بالقرآن، يمكن مطالعة كتابه مفاتيح فهم القرآن، وقد ترجمه للعربية الاستاذ سعد رستم، ويمكن الإطلاع عليه عبر موقع اجتهاد الالكتروني.

     

     

    الجدير بالذكر أن شريعت سنكجلي تبنى آراء إصلاحية علمية وعميلة تندرج في إطار محاربة ما اعتبره سنكلجي مظاهر للغلو والخرافات في الدين ودعوة لتنقية الاعتقاد الاثني عشري من المحدثات التي أدخلها الغلاة، وفي سبيل ذلك ألّف كتابه توحيد العبادة بالفارسية وهو مطبوع ومترجم للعربية بتحقيقنا.

     

     

    إذن شريعت سنكجلي أراد من خلال مشروعه تقويم أهم أسلوب للمعرفة الدينية من خلال إعادة طريقة الاستدلال بالقرآن الكريم من أجل الوصول إلى معرفة دينية صحيح وسلوك ديني قويم، وقد استطاع أن يخلق توجهاً لا يزال له حضور في إيران.

     

     

    *عبد الوهاب فريد التنكابني:

     

     

    يعد عبد الوهاب فريد أحد أهم المطورين لفكرة سنكلجي، فهو أحد أبرز تلامذته، ومع أنه لم يصل إلينا عن عبد الوهاب إلا كتاب (الإسلام والرجعة)، وقد نقله إلى العربية الأستاذ سعد رستم، إلا أن المطلع عليه لن يصعب عليه معرفة منهجه الرامي إلى إعلاء الاستدلال بالقرآن، كما هو حال سنكلجي، إلا أن الجديد لدى عبد الوهاب هو قوله باستحالة وجود حديث متواتر في غير ضروريات الدين، وإلغاء أشكال التقليد في الدين، كما أنه رسم صورة للأحاديث الضعيفة وأسباب وجود الأحاديث المكذوبة طريقة معرفتها، و لعل كتابه تفسير علي ابن أبي طالب الذي صدر بعدة أجزاء محاولة جادة في هذا الاتجاه.

     

     

    أول نتيجة عملية لإتباع عبد الوهاب فريد أسلوبه الجديد في طريقة المعرفة الدينة، هو وصوله إلى نفي عقيدة الرجعة، ووصفها بأنها عقيدة الغلاة، ثم يقوي تأويلها إلى عودة الإسلام إلى قوته في دولة الأئمة آخر الزمان.

     

     

    *يوسف شعار:

     

     

    ومن المصنفين في مدرسة إعادة مكانة الاستدلال بالقرآن الكريم، الشيخ يوسف شعار التبريزي (ت: 1394هـ)، وقد اشتهر عنه الاهتمام بالقرآن تدريساً وتفسيراَ، كما أنه أسس مكتباً لتفسير القرآن في تبريزـ وألف عدّة كتب منها: المحكمات والمتشابهات في القرآن، وكتاب تفسير سورة الجمعة وكتاب مقدمة في التفسير.

     

     

    *الدكتور مصطفى حسيني الطباطبائي:

     

     

    يعد السيد الدكتور مصطفى حسيني الطباطبائي ـ حفيد المرجع آية الله العظمى الآشتياني ـ من أبرز الوجوه الإصلاحية الدينية في إيران، كما أن الدكتور مصطفى أكاديمي وباحث إسلامي يعيش في طهران، وله اهتمام بالغ بالقرآن الكريم، ولتوضيح ما يتعلق بعلاقته بمدرسة إعادة مكانة الاستدلال بالقرآن، فإن مصطفى حسيني الطباطبائي يؤكد على مبدأ إمكانية فهم القرآن دون الحاجة للأحاديث في ذلك، كما يقول الدكتور مصطفى بأن أفضل طريقة لتفسير القرآن هو تفسير القرآن بالقرآن، غير أنه يبين أن سهولة القرآن وضوحه لا يناقض وجود معاني دقيقة زائدة على المعنى الإجمالي.

     

     

    كما أن الطباطبائي في سبيل تأكيده على مبدأ الاهتمام بالاستدلال بالقرآن، يرى بأن كتب المرويات مليئة بالأحاديث الباطلة والخرافية، ويرى أن ذلك مما يؤكد أهمية الإعراض عنها والاعتماد على مرجعية القرآن.

     

     

    الطباطبائي له آراء إصلاحية مهمة في سبيل توحيد المسلمين وتقليص دائرة الخلاف بين السنة والشيعة، كما هو واضح في كتابه حل مشكلة الخلاف بين الشيعة والسنة في الإمامة.

     

     

    *محمد الصادقي الطهراني:

     

     

    آية الله الدكتور محمد الصادقي الطهراني من المؤمنين بمبدأ إعادة تكوين طريق المعرفة الدينية عبر إعلاء القرآن الكريم والسنة القطعية دون غيرهما للوصول إلى معارف إسلامية أصيلة.

     

     

    الصادقي الطهراني عالم إيراني معاصر، وله تحقيقات ونتائج علمية أثارت جدلاً في الساحة الإيرانية، حيث يرى الصادقي أن أهم شروط الاجتهاد في الدين هو أخذ طالب العلم دورة بحثية كاملة للقرآن الكريم، وهو ما لا ينطبق على كثير من الفقهاء المتصدرين اليوم.

     

     

    كما لا يقف الصادقي عند القول بـ"أن أفضل طريقة لفهم القرآن هي تفسير القرآن بالقرآن" فقط، بل يرى أن هذه هي الطريقة الوحيد لفهم القرآن، وأن السنة وإن كانت قطعية فلا حاجة لها في فهم القرآن الذي هو نص واضح وميسر وتبيان لكل شيء ولهذا يؤكد الصادقي على بطلان القول بـ"ظنية دلالات القرآن"، وأن قائل ذلك يشارك في ستر حقائق كتاب الله وكاتم للحق، لكنه يبين أن السنة القطيعة يمكن أن ينتفع بها في التفسير القاصرون عن فهم النص الواضح، أما من جهة الأحكام الفقيهة فلا مانع لدى الصادقي أن تؤسس السنة المتواترة أحكاماً لم ترد في القرآن الكريم.

     

     

    الجدير بالذكر أن صادقي قدم خطوة عملية مهمة في تطوير مسار إعادة هيكلة أدوات المعرفة الدينية، حيث قام بتأسيس فقه إسلامي شبه متكامل يعتمد في استدلالاته على الأدلة التي يقول بأنها قطعية، وقد أطلق على هذا الفقه مسمى "الفقه الناطق" في مقابل نوعين آخرين هما "الفقه التقليدي"، وهو الطريقة السائدة التي يصفها الصادقي بأنها همشت دور القرآن الكريم، والفقه الآخر هو "الفقه التجديدي"، ويشير فيها إلى أصحاب نظرية التحول الدائم في فهم الشريعة مثل عبد الكريم سروش ونحوه، وإن كان الصادقي يرى أن بعض الأحكام قد تتغير بتغير أو انتفاء "علة الحكم" لأن الحكم يدور مع علته.

     

     

    وقد جاءت المخرجات التطبيقية لـ"الفقه الناطق" عند الصادقي بآراء صادمة للسائد المتعارف عليه بين الشيعة في إيران، فكان من أبرز آرائه: تحريم التقليد إلا للعاجز عن الاجتهاد، وجواز السجود على الفرش وأنواع السجاد، وربط جواز القصر في السفر بوجود الخوف أو الضرر فقط، ووجوب صلاة الجمعة والجماعة والعيدين، وحرمة تقبيل يد غير المعصوم، ونفي وجوب الخمس في أرباح المكاسب ونحوها من الآراء التي خالف فيها الصادقي الاتجاه الفقهي السائد في إيران.

     

     

    والخلاصة أن آية الله الدكتور الصادقي الطهراني من خلال آرائه، التي دونها في كتبه مثل (تبصرة الفقهاء) وكتاب (الفرقان في تفسير القرآن)، قدّم مشروعاً تطبيقياً مهماً وتطويرا في نفس الوقت لفكرة المدرسة القطعية القرآنية، ذلك المشروع الجدير بدراسات معمقة بشكل أكبر ترصد تطوراته وتفاعلاته وآثاره.

     

     

    ربما قدمت إضاءة لأبرز الشخصيات في مسارات إصلاح الفكر الديني في إيران في هذه الكلمات، وأؤكد بأن هذه المقالة ما هي إلا إشارة، ربما تحمل في طياتها بيان أهمية التعرف والتواصل مع تفاعلات المشهد الإصلاحي الديني في إيران، وهو أمر يكاد أن يكون غائباً عن ساحتنا، فالواقع يشهد على وجود قطيعة ثقافية بين المشهد العربي والإيراني، وكأن بينهما جدار فصل عنصري، يهيئ أحسن الأجواء لسيطرة الطائفيين والمتعصبين ويغلق أبواب التواصل البناء بين أصحاب الفكر النير والمشاريع الإصلاحية، أعني تلك المشاريع التي تدعو إلى تصحيح المسار التي تساهم في تجنيب الأمة ويلات كثيرة تستنزف طاقاتها في جبهات خاسرة، نعم وحدهم الطائفيون هم الذين يخشون من نشاط دعوات الإصلاح ويخشون أكثر من تواصل المصلحين.

     

     

    فهل نشهد في المرحلة القادمة بناء جسور التواصل البناء بين أصحاب الفكر في المشهد العربي والمشهد الإيراني. أرجو ذلك.

  13. يعتبر السيد احمد القبانجي من المتصدين الى موضوعه الاسلام والحداثه. قد نختلف او نتوافق مع ما يطرحه الا اني اعتقد ان هناك الكثير من التساؤلات والطروحات التي يتناولها السيد جديره بالبحث والتعليق

     

    من هذه الامور موضوعه الفصل بين الاسلام العقائدي والاسلام الفقهي

    التي يبدو لي انها المفتاح لكثير من الطروحات الجريئه التي يطرحها السيد وذلك من خلال رفع صفه القداسه الازليه عن الحكم الشرعي و اقتصاره تلك القداسه على الجانب العقائدي

     

    ادناه الموقع الرسمي للسيد القبانجي ولي عوده بعد قرائه كتبه والاستماع الى محاضراته المنشوره على الموقع

     

    http://www.wjdan.org/index.php

  14. I recommend to at least listening to the interview with Deborah Amos on the NPR link below. It is a real tragedy that some Iraqis are going through.

    Though it may look that the book and the author are focusing on certain sect of Iraqis among all groups that are facing similar tragedy, it looks to me that it is good account to help us understand what had happen. It could help Iraqis expedite the healing process.

     

    http://www.npr.org/templates/story/story.p...oryId=124492426

     

     

     

    "One of the reasons I wanted to call this book Eclipse of the Sunnis is because I thought that part of the story has been under-reported and misunderstood," Amos says. "They are a testament to how far Iraq still needs to go."
  15. طريقتي في تحديد من سأنتخب

    نتسائل جميعا عن الطريقه التي يجب اتباعها لتحديد من ننتخب, ادناه الاسلوب الذي وضعته لنفسي وعلى طريقه مبرمجي الكومبيوتر والذي نصحت به من يسألني من الاصدقاء عسى ان يكون مفيدا وليس متأخرا

     

    تحياتي

     

    اذا كان لديك مرشح تعرفه شخصيا وتثق بكفائته في الدفاع عن حقوقك وحقوق البلد, انتخبه وقائمته و لاتهتم لاي قائمه ينتمي لان القوائم ستتغير بعد الانتخابات

    اذا لم يتوفر لك ذلك فاعلم ان النجاح في المرحله القادمه سيرتكز على ثلاثه اركان

    الاول: تطوير الامن من الهادئ الى الامن المستقر من خلال تاسيس دوله يكون القانون فيها سيدا على الجميع ومن خلال شخصيه قياديه مجربه

    الثاني: تفعيل الخدمات واعاده الاعمار وتحسين الاداء الاقتصادي ومستوى المعيشه من خلال رؤيه استرتيجيه تتناسب مع حجم العائدات المتوقع

    الثالث: توسيع دائره من له مصلحه في استقرار العراق من المؤثرين داخليا وخارجيا من خلال تطوير العمليه السياسيه وادخال الاطراف الرافضه لها

     

    اذا كنت تعتقد ان الركن الاول يسبق الاركان اخرى في اهميته, انتخب قائمه دوله القانون337---المالكي

     

    اذا كنت تعتقد ان الركن الثاني هو الاكثر الاهميه في المرحله القادمه , انتخب الائتلاف الوطني316---- عبد المهدي والجلبي

    اذا كنت تعتقد ان الركن الاخير يسبق الاركان الاخرى ومن دونه لن تكون الامور مستقره, انتخب القائمه العراقيه 333--علاوي والمطلك والهاشمي او انتخب قائمه وحده العراق 348 , البولاني وابوريشه و السامرائي

    اذا لم تجب بنعم على اي مما سبق, اذهب الى المركز وانتخب من تشاء او ضع ورقه بيضاء علامه على رفضك للجميع

     

     

    ادناه موقع المفوضيه لتحديد ارقام القوائم والمرشحين

    علما انك تحتاج رقم القائمه ورقم المرشح ان وجد واسم المحافظه التي سوف تنتخب لها

     

    مع الاعتذار الشديد لكل القوائم التي لم يرد ذكرها اعلاه

    http://www.ihec.iq/content/file/House_of_R...ates2522010.pdf

    ا

  16. من يبيع" السبح "اقدر على جمع حباته

     

    لدي ملاحظات يعرفها الكثير من الاصدقاء حول مدى قدره المالكي على قياده مرحله البناء القادمه ولكن الصوره الفوتغرافيه ادناه التي وردتني , وربما على عكس ما اراد ممنتجها, تثبت لي امور عده

    ا

    اذا كان الكثير من معارضي الحكم الشمولي السابق قد اضطرتهم ظروف التشرد المعيشيه الى تقبل معونه ماديه شخصيه من هذه الجهه الاجنبيه او تلك او حتى الى اللجوء الانساني بعيدا الى دول" الول فير" فان المالكي لم يتردد وهو الشخص المهم في حزب تاريخي معارض له قاعده شعبيه كبيره من ان يلجا الى عرق جبينه لسد متطلبات عائلته متأسيا بالامام علي الذي عمل فلاحا اجيرا عندما كان خليفه كي لا يكون عبدا للسحت من اموال بيت المال الذي كان يشرف على توزيع عطاياه. ولربما كان ذلك هو السبب في عدم تحرجه من الوقوف صريحا عندم رأى مصلحه بلده تتعرض للاذى امام الهجمه الارهابيه الماره عبرحدود حكومه مخابراتيه لدوله جاره قضى المالكي فيها ردحا من الزمن

    |

     

    ان رجلا مثله يجمع بين الافق السياسي و الثقافي وبين معترك قساوه الحياه وشظف العيش سيكون اكثر قدره على تصور حجم معاناه المعدمين مما يدعيه اؤلئك المتصدين اللذين عاشوا حياه الرفاه المادي ولم تتطلخ ايديهم بعرق العمل الشاق و اللذين يسطرون باناملهم الناعمه كل تلك البرامج النظريه البراقه في الدفاع عن حقوق الفقراء

    !

    ان نجاحه, وهو بياع سبح كما تقول الصوره, في اداره ملف الامن العراقي البالغ التعقيد لحري بان يجعله مؤهلا لقياده ملف بناء الاستقرار الاجتماعي الاقل صعوبه وتأسيس دوله القانون بعد نجاح عمليه فرضه

     

    |

    اقترح مخلصا على المالكي ان يجعل الصوره ادناه بوستره الانتخابي

    وان يرافقها شعار

    من يبيع السبح اقدر على جمع حباتها المتناثره

  17. مقابله حيه مع قائمه دوله القانون على الانترنت

     

    http://www.stateoflaw.net/

     

     

    ماهوموقف برنامج القائمه من

     

    مقترح تحويل شركه النفط الوطنيه الى شركه مساهمه يمتلك كل عراقي اثناء حياته سهم واحد

     

    مشكله السكن وخصوصا في مجال السكن الشعبي واعطاء الاهميه الاكبرلتفعيل الاقراض العقاري السكني وفتحه الى جميع المواطنين بدلا من حصره بالموظفين

     

    البدء بترشيق الحكومه وحصرها فقط في السياسه الخارجيه والتعليم والصحه و الامن و الدفاع

    واعطاء القطاع الخاص دور القياده في تنفيذ برامج خطه التنميه القوميه وبدعم وتفعيل الاقراض المصرفي

     

    اعاده تاسيس هيئه الاعمار وفصل تنفيذ المشاريع الجديده عن الوزارات وحصرها في الخدمات

  18. العَلمانية والإمامة (1 -4

     

     

    رشيد الخيُّون

     

     

    GMT 13:16:00 2010 الأربعاء 17 فبراير

     

     

     

     

    نصوص لا تُجوَّز الدولة الدينية

     

     

    طموحُ السَّيفِ لا يَخشى إلهـاً

    ولا يَرجو القيامَة والمعـــادا

     

    حُضرت هذه الورقة لمؤتمر العلمانية في المشرق العربي الثاني.. الدولة العلمانية ومسألة الدين، بدعوة من داري نشر: البترا وأطلس، وكان من المفترض عقد المؤتمر مفتوحاً بجامعة دمشق، وعلى هذا الأساس قُدمت الدعوات، إلا أن وزارة الثقافة السورية، في آخر لحظة، أبلغت منظمي المؤتمر، أن يتحول إلى ورشة عمل، ومع ذلك عُقد ما هو أوسع من ورشة العمل باستضافة المركز الثقافي الدانماركي، الذي أتخذ بيتاً من بيوت دمشق القديمة محلاً له. حضر من سوريا صادق جلال العظم، ومن الأردن فهمي جدعان، ومن العراق: رشيد الخيُّون، ومن تونس: رجاء بن سلامة، ومن تركيا: بيناز توبراك وطالب كوشان، ومن بريطانيا: مارك سيد غويك.

     

    في المستهل أقول: ليس هناك دولة، من العالم القديم، ومنها في عالمنا، لم تنسب وجودها وشرعيتها إلى الله تعالى، وأن قوانينها هي قوانين الله. لكن في حقيقة الأمر ليس شيء من عدالة السماء تحقق أو يتحقق، إنه شعار يُرفع لإخضاع النَّاس للمقدس لا أكثر. كم من دماء سفكت، وحرمات هُتكت تحت هذا المبرر. جاء في شريعة حامورابي (1792 - 1750 قبل الميلاد)، وتُعد شريعة هذا الملك الأولى في التاريخ، بهذا الشمول: «عندما حدد (آنو) المتعالي، ملك الأنوناكي، و(أنليل) سيد السماء والأرض ومقرر مصير البلاد لـ(مردوخ) الابن الأكبر لأيا، الحكم على جميع النَّاس، وجعلاه سيداً على الأجيمي، وأطلقا اسمه على بابل، وجعلاه أقوى ما في جهات الأربع، وأقيمت له في وسطها ملكية خالدة بأسس راسخة، رسوخ السماء والأرض، في ذلك الوقت جعلاني.. أنا حامورابي.. الأمير الورع، خادم الآلهة، لأظهر الحق في البلاد»( ). وبهذا كانت الشريعة الشهيرة شريعة الإله لا شريعة الملك الإنسان.

     

     

    وخشية وتحسباً من التكفير، وبالتالي القتل، حسب المنطق السالف، عندما قَدم الشيخ علي عبد الرازق (ت 1964) على إصدار كتابه «الإسلام وأصول الحكم»(1925) استهله بالشهادتين، على غير ما جرت عليه العادة في كتابة خُطب الكتب والمصنفات، وتأكيد عبوديته لله وإيمانه بالرسالة والملائكة، على أمل قطع الطريق على مكفريه، وهو يتحدث عن عدم وجود أو وجوب الإمامة أو الخلافة، وبالتالي الدولة الدينية، ومع ذلك لم يعتقوه، فلم يرد عليه مجلس المحاكمة (كبار العلماء) التحية( )، مع أن آية التحية لم تحدد نوعية الإنسان، الذي يُلقيها، وأمرت الله فيها ردها وبأحسن منها، قال: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾(النساء، آية: 84).

    وفي المستهل أيضاً أود التذكير بمقولة للإمام علي بن أبي طالب (اغتيل 40 هـ)، قالها لابن عمَّه عبد الله بن عباس (ت 68 هـ)، وهو يهم بإيفاده إلى الاجتماع بالخوارج ومفاتشتهم في أمر انشقاقهم عنه: «لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمّال ذو وجوه، تقول ويقولون. ولكن حاججهم بالسُنَّة فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً»( ). ويشرح ابن أبي الحديد (ت 656 هـ) هذه الوصية بالقول: «ذلك أن القرآن كثير الاشتباه، فيه مواضع يُظن في الظاهر أنها متناقضة متنافية»( ). وهناك مَنْ يعدُّ ذلك القول من الحديث النبوي: «القرآن ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه»( ). وكلا الشارحين ابن أبي الحديد، والشيخ محمد عبده (ت 1905) هما من أهل السُنَّة، فالأول، وإن كان هواه علوياً، إلا أنه كان معتزلي الأُصول شافعي الفروع.

     

     

    نقول: حتى السُنَّة النبوية هي حمالة ذات وجوه، فكل طائفة اختلقت، أو روت، الأحاديث التي تجابه بها الطائفة الأخرى، فلأهل السُنَّة كتب عديدة، من أبرزها الكتب الستة: «صحيح البخاري»، و«صحيح مسلم»، و«سنن أبي داود»، و«جامع الترمذي»، و«سُنَّن النسائي»، و«سُنَّن ابن ماجة»، ومصنفوها: محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ)، ومسلم بن الحَجَّاج (ت 261 هـ)، وسليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 هـ)، ومحمد بن عيسى الترمذي (ت 279 هـ)، وأحمد بن شعيب النسَائي (ت 303 هـ)، ومحمد بن يزيد ابن ماجة القزويني (ت273 هـ).

     

     

    أما الشيعة فعندهم الكتب السبعة، أربعة منها للمحمدين المتقدمين الثلاثة: «الكافي»، و«مَنْ لا يحضره الفقيه»، و«الاستبصار»، و«التهذيب»، ومصنفوها: الكُليني(ت 329 هـ)، والشيخ الصدوق(ت 381 هـ)، والطوسي(ت 460 هـ). وثلاثة منها للمحمدين المتأخرين، صُنفت في الفترة الصفوية: «الوافي في شرح الكافي»، و«وسائل الشيعة»، و«بحار الأنوار»، من قبل: الفيض الكاشاني(ت 1680، والحر العاملي (ت 1692)، والمجلسي (ت 1699).

     

     

    وكل منها يحوي الصحيح، والحَسن، والضعيف، وهناك من الموضوعات من الحديث، ولهذا ظهرت كتب الجرح والتعديل، والمختلف في الحديث، وقد رصد ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ) في «المنار المنيف في الصحيح والضعيف»( ) أحاديث ليست بالقليلة من الركيك والمكذوب على الرسول.

     

     

    وقد نُقل عن شيخ المعتزلة وفيلسوفهم، إبراهيم بن سيَّار النَّظام (ت نحو 231 هـ)، وقوفه على اختلاف الرواة والإخباريين، ورواياتهم لأحاديث تناقض بعضها بعضاً، قال: «كيف يجيز السامع صدق المخبر، إذا كان لا يضطره خبره، ولم يكن معه علم يدل على غيبه، ولا شاهد على قياسه، وكون الكذب غير مستحيل منه مع كثرة العلَّل التي يكذب النَّاس لها ودقة حيلهم فيها، ولو كان الصادق عند النَّاس لا يكذب، والأمين لا يخون، والثقة لا ينسى، والوفيَّ لا يغدر، لطابت المعيشة، ولسلموا من سوء العاقبة(إلى قوله) ولولا أن الفقهاء والمحدثين والرواة والصلحاء المرضيين، يكذبون في الأخبار، ويغلطون في الآثار، لما تناقضت آثارهم، ولا تدافعت أخبارهم. قالوا: ولو وجب علينا تصديق المحدث اليوم لظاهر عدالته، لوجب علينا تصديق مثله، وإن روى ضدَّ روايته، وخلاف خبره، وإذا نحن قد وجب علينا تصديق المتناقض مثله، وتصحيح الفاسد، لأن الغلط في الأخبار، والكذب في الآثار، لم نجده خاصاً في بعض دون بعض»( ). وأتى النَّظام على كذا عدد من الأحاديث المتضاربة، لا مجال لذكرها، لكن يمكن للمستزيد مراجعتها في المصدر أدناه.

     

     

    أخلص من هذا المستهل إلى القول: ليس من الحق الإنكار على العازفين عن الدولة العلمانية أو المدنية، والمعتقدين في قيام الدولة الدينية ما يستندون هم أيضاً إلى آيات ومتون أحاديث مؤيدة لوجهة نظرهم، أو منافحتهم من أجل ذلك الهدف، لكنه ليس من الحق أيضاً أن ينكروا على القائلين بالدولة العلمانية أو المدنية، والضاغطين ضد وجهة تلك النظر آيات وأحاديث وممارسات ليست بالقليلة، بل أكثر مما يتشفع به أصحاب فكرة الدولة الدينية.

     

     

    وقبل تناول محجتنا، وهي النصوص، غير الداعمة، بل المباعدة لقيام دولة الدين، أو حكم ظل الله في الأرض، هكذا قالها الشيخ ابن تيمية (ت 728 هـ): »إن السلطان ظل الله في الأرض«( )، لا بد من فك الربط المزعوم ما بين العلمانية والإلحاد، ذلك ما فرضه على أصحاب الدعوة العلمانية فقهاء الإسلام السياسي، حتى غدا العلماني قريناً بالملحد، وأقول هنا، مدافعاً عن حقيقة الدين، مما فرضه عليه الفقهاء، والفقهاء السياسيون، من شدة وعسر، أنه يعطي الحق حتى للملحد بالعيش السليم، وهناك عشرات النصوص، التي تحيل أمر الاعتقاد إلى الله وما سيحاسب به عبده الجاحد، إن صح التعبير.

     

     

    لا أضع العلمانية مقابل الإسلام الدين، مثلما يضعها خصومها، أما محلها الصحيح فهو مقابل الإسلام السياسي، فيمكن ما يقابل الدين، وما ظهر من نظريات أو فرضيات علمية، هو العِلم (كسر العين)، ومنه تكون العِلمانية (كسر العين)، أما على مستوى الاصطلاح السياسي فهي العَلمانبة (فتح العين)، وهي من العَالم، فهذا ما ورد في السريانية، اللغة التي كانت فاعلة بالمنطقة: عَلمو، أو عَلما، أي الدنيا. و ورد في «التعريفات»: «العَالم لغةً عبارة عمَّا يعلم به الشيء، واصطلاحاً عبارة عن كل ما سوى الله من الموجودات، لأنه يعلم به من حيث أسماؤه وصفاته»( ). وورد في قواميس العربية: «العالم الخلق والجمع عَوالم»( ). وليس هناك في المصطلح فرق ما بين العالم والدُّنيا إلا أن العَالم: اسم، والدُّنيا صفة( ). ويأتي العَالم في العربية أيضاً «أهل كل زمان»( ).

     

     

    لا يهم أن تسمى الدولة لا الدينية بغير العلمانية، إذا كان هناك مَنْ يتحسس ويجفل من هذا الاسم أو المصطلح، مع أنه يعني إدارة العَالم أو الدُّنيا «أهل كل زمان»، بالدولة المدنية مثلاً، لكن الخلاف على ما يبدو ليس في التسمية إنما في المضمون، وهو فصل الدولة عن الدين، وبالتالي فصل السياسة الحزبية عن الدين، إذا كان هدف كل حزب الوصول إلى السلطة. باعتقادي، مثلما سعى إلى ذلك الشيخ علي عبد الرازق، أن هناك من النصوص القرآنية الكثيرة، والممارسات الحيَّة، ما لا يُقر دولة دينية ويوجبها، يُديرها حاكمها باسم الله تعالى، ولهذا يحاولون إبعاد مفردة الدينية عن الدولة التي يزعم الإسلاميون قيامها، فلا يقبلون إلا بتسميتها إسلامية، على أساس أن الإسلام ليس ديناً حسب، إنما هو طريقة حياة وسلوك معاش، والنَّاس يعيشون هذا الإسلام بلا توجيهات سلطة، لكن الحقيقة هم يردونها دولة دينية يرادفها تطبيق الشريعة بحذافيرها، على النساء وعلى كل مناحي الحياة.

     

     

    وهذا ما استشعرته قبيلة لمتونة المغاربية، وهو ما يعني بداية تأسيس دولة الملثمين، أو المرابطين، ننقلُ تلك التجربة الحيَّة وذات المغزى، بما ينطبق اليوم، على الجامعات الدينية والإمارات التي حاولوا إشادتها داخل العراق مثلاً، ننقلها عن صاحب «الكامل في التاريخ»: إنه العام 448 هـ، حجَ رئيس قبلية يدعى جوهر، والتقى هناك بفقيه اسمه عبد الله الكُزولي، فطلب منه مرافقته لتعليمهم أمور الدين، لكن الفقيه أراد السلطة، فقال له رجال القبيلة: «أما ما ذكرت من الصلاة والزكاة فهو قريب. وأما قولك: مَنْ قتل يُقتل، ومَنْ سرق يُقطع، ومَنْ زنى يُجلد أو يُرجم، فأمر لا نلتزمه، إذهب إلى غيرنا»! بعدها تمكن الفقيه من تسمية شيخ قبلية «أميراً للمسلمين»، وهو الولي عليه، ولما خالفه رفيقه الأول جوهر عقد مجلساً لمحاكمته بـ «محاربة أهل الحق»، فحكم عليه بالقتل «فقتل بعد أن صلى ركعتين»! وظلت النائرة قائمة حتى تأمر عليهم يوسف بن تاشفين(ت 500 هـ) مؤسس مدينة مراكش وأمير المسلمين المعروف. وهكذا كان الدين وسيلة، فهموها، على بساطتهم، رِّجال قبيلة لمتونة بأن غاية الفقيه ابن ياسين قيام دولة وهو مرشدها أو وليها( ).

     

     

    سأبدأ من النصوص القرآنية، تلك التي تبعد الشأن السياسي وإدارة المجتمع عن الدين، إيماناً بأن النص القرآني حمال ذو وجوه، مثلما تقدم، وبالتالي مثلما للمبشرين بدولة دينية أو إسلامية، من داخل القرآن، للتواقين إلى دولة لا دينية عَلمانية أو مدنية، يعش في ظلها الآخرون بلا تأزم وشروط، الحق بالانطلاق من داخل القرآن أيضاً، وليس من حق أي طرف توظيف النص الديني ورمي الآخر بالكفر أو الإلحاد. وما لا يدعم قيام الدولة الدينية من النصوص القرآنية ما حصر تكليف الرسول بالبلاغ، والإنذار والبشارة، والهداية، ونفى الحِفظ، ونفي السيطرة، والوكالة، ونفي الإكراه، ونفي الإجبار، وجميعها تأتي بمعني السيطرة والتسلط، وهي السلطة.

     

     

    - آيات البلاغ: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾(النَّحل: آية 82). و﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾(آل عمران: آية 20). و﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾(المائدة، آية: 99). ﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾(الرعد، آية: 40). وهناك سور أُخر حددت مهمة النبي بالبلاغ ولا يتعدى البلاغ سوى «تبليغ الرسالة»( )، وليس للمكلف بالبلاغ سلطة أو أمر على الذي أُمر تبليغه.

    - آيات الإنذار والتذكير: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾(هود، آية 12). ﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾(الحجر، آية: 89). ﴿فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾(النَّمل، آية: 92). ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾(العنكبوت، آية: 50). ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ﴾(فاطر، الآيات: 22- 24). ﴿إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾(ص، آية: 70). ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾(الخاشية، آية: 21). ﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾(ق، آية: 45).. وتأتي النذير بمعنى صوت الرسول( )، الحامل الرسالة لتبليغها.

     

     

    - آيات الهداية: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾(يونس، آية 108). ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾(النَّمل، آية: 92). وهناك عدد كبير من الآيات فيه معنى الهداية ومعنى الهداية وترك النَّاس لرَّبهم، بلا فرض سلطة دنيوية عليهم، منها على سبيل المثال: ﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾(الزحرف، آية: 83). ﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ﴾(الطور، آية: 45).

     

     

    - نفي الحِفظ: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ (النَّساء، آية: 80). ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»(الأنعام، آية: 104). ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾(الأنعام، آية: 107). ﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»(هود، آية: 86). ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾(الشورى، آية: 48). والحفظ تأتي بمعنى: الرعاية، والوكالة على الشيء( )، وكلها بمثابة السلطة.

    - نفي السيطرة: ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾(الخاشية، آية: 22). والمسيطر هو الرقيب والمتسلط( )، وكلها تأتي بمعنى السلطة.

     

     

    - نفي الوكالة: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾(الأنعام، آية: 66). ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾(الأنعام، آية: 107). ﴿وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾(الأنعام، آية: 108). ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾(الزمر، آية: 41). ومن معاني الوكالة أو التوكل الاستسلام( )، والوكيل تأتي بمعنى الحفيظ، وهو السلطة بعينها.

     

     

    - نفي الإكراه: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾(يونس، آية: 99). ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(البقرة: آية: 256). فكيف تقم دولة دينية ليس فيها إكراه في الدين! وعدم إكراه الناس على مبادئها وقوانينها، وماذا تعني الشروط العُمرية( ) التي تواجه أهل الأديان، من غير المسلمين.

     

     

    - نفي الإجبار: ﴿نحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ﴾(ق، آية: 45)، جاء في التفسير جبرهم على الإيمان( ). ومعلوم أن الجبار اسم من أسماء الله، والسلطة لا تقوم إلا على الجبر لفرض قوانينها، أو الحاكم لفرض سلطته.

     

     

    هذا عدد من الآيات، التي لا تشير إلى سلطة سياسية أو مُلك أو خلافة الله، والدولة الدينية لا تكون إلى عن طريق خلافة الله، فكتابه دستورها، مثلما يزعم الزاعمون، وإذا سألت أحدهم هل يمكن الموافقة على دستور لا يناقشه المحكومون، ولا يستفتون عليه، ويقترح المندوبون من المواد إليه، سيقال لك إنه كلام الله لا يناقش ولا يُقدم ويؤخر ويحذف، وما هو معلوم أن الله موصوف بأرحم الراحمين، بدليل أكثر من آية، ومنها: ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾(الأعراف، آية: 151)، فكيف يفرض على النَّاس بشر يحكمهم بكتاب الله.

     

     

    وهناك سور إقرار الاختلاف بين النَّاس في الدين وفي الشرع، وكل ما جعله الله لبني آدم، جاء في آيات الاختلاف: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾(المائدة، آية: 48). ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾(يونس، آية: 19). ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾(هود، آية: 118). وشرعية الاختلاف لا يبشر بدولة دينية، إنما دولة يعيش في ظلها الأديان والمذاهب، لا تحاسب رعيتها على أساس الشريعة.

×
×
  • Create New...