Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Everything posted by abusadiq

  1. موضوع لطيف، ويمكن ان نضيف، ان ايا من هؤلاء او غيرهم اذا فازوا فانه فوز للديمقراطية، ، التي غابت عن العالم العربي، ونجاح الانتخابات ، مع مافيها من نواقص ومشاكل ولكنها ستتطور في المستقبل نحو الاحسن، فسويسرا وانكلترا وغيرها من الدول التي ينعتونها بأنها ديمقراطية لم تصل الى هذه المرحلة فجأة ، وانما كانت هناك اخطاء بلا شك، والمهم هو التعلم من هذه الاخطاء والعراقيون اليوم متعطشون للحرية والديمقراطية، ولا شك انهم سيحققونها ، ان اهم ما في الامر انهم بدأوا بها، وهذا هو المهم فطريق الالف ميل يبدا بالخطوة الاولى والعراقيون نفذوا هذه الخطوة/.
  2. بعد ايام سينعقد مؤتمر للتقريب بين المذاهب،وبالذات بين الشيعة والسنة، وهناك من ينظر الى المسالة جديا، ولكن البعض تسيطر عليه النظرة القبلية المتعصبة، اي انه يفهم التقارب بأن يتنازل الطرف الاخر له، وان يقبل بارائه مسبقا، وحتى قبل الاجتماع به، وهذه نظرة ورثها التفكير العربي من العصر الجاهلي ولا تزال مسيطرة عليه. والغريب ان علماء كبار نادوا منذ قرون بضرورة التقارب بين المذاهب، لكن العقل العربي لا يستطيع ان يتحمل هذه الفكرة، ولنا في نظرية الامام الشافعي خير مثال عندما قال ان رأيي صحيح ولكن من الممكن ان اكون على خطأ ورأيك بالنسبة لي خطأ ولكن من الممكن ان يكون صحيحا، وهذه نظرة ، مع كل الاسف، يتناساها الفكر العربي ليعود ويفرض اراءه الخاصة التي يؤمن بها دون الالتفات لاراء الاخرين ولا حتى مناقشتها بعيدا عن النظرة الضيقة المتعصبة، ومن الامثلة على ذلك لاحظ ما يحتويه هذا التحقيق: http://www.aawsat.com//details.asp?section...9&feature=1
  3. السيستاني يحرم بيع الأصوات وشراءها ويؤكد حياد المرجعية بين كل الأطراف السبت, 27 فبراير 2010 Related Nodes: 270205.jpg نقل ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء قوله إنه يحرم بيع وشراء الأصوات. وتحذيره من عدم المشاركة في الانتخابات. وأكد ان مرجعية النجف «محايدة بين كل الاطراف». وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة امس ان «سماحة المرجع حذر من عدم المشاركة وعزوف المواطن عن الانتخابات لأنه سيمنح الفرصة للآخرين ممن يرفضون الأسلوب الديومقراطي في انتقال السلطة وادارة شؤون البلاد، ويتخذون العنف والاساليب غير المشروعة وسيلة لتغيير الواقع والوصول الى الحكم وفرض نهجهم على الآخرين». وأضاف: «من اجل قطع الطريق امام هؤلاء. وحتى لا يتمكنوا من اعادة العراق الى المربع الأول لا بد من مشاركة الجميع في الانتخابات. كل ذلك من اجل ان نؤسس ونرسخ الاسلوب الديموقراطي في تداول السلطة ونبعد شبح العنف والانقلابات العسكرية عن البلاد». اما اذا عزف المواطن عن المشاركة في الانتخابات فسيأتي يوم نندم فيه اشد الندم على ذلك ولكن بعد فوات الأوان». وأوضح الكربلائي ان «المرجعية، انطلاقاً من موقعها وهو الرعاية الأبوية للجميع، لا تتبنى او تدعم اي قائمة واي كلام خلاف ذلك غير صحيح. ويرجى عدم الاستماع الى ما يصدر من هنا وهناك من شائعات تذكر ان للمرجعية موقفاً ظاهراً معلناً ولكنّ لها موقفاً آخر باطناً يخالف هذا الموقف». وزاد ان «المرجعية اسمى وأجلُّ من ان يكون لها موقف ظاهر معلن وموقف آخر مخالف باطن. فالمرجعية لا تخشى احداً ولا تتقي أحداً فإن كان لها موقف فهي تعلنه ولا تتردد ابداً». وأضاف ان «المرجعية العليا تشدد على ضرورة ان يختار الناخب القائمة الافضل والاكثر حرصاً على مصالح العراق في حاضره ومستقبله واقدرها على تحقيق ما يطمح اليه شعبه الكريم من الاستقرار والتقدم لذلك لا يكفي اصل المشاركة بل لا بد من حسن الاختيار للقائمة وكذلك المرشح فلا يكفي اختيار قائمة هي جيدة بنظر المواطن من دون ان يختار المرشح الجيد ايضاً». ودعا الى ان «يتحرى الناخب جيداً عن المرشحين قبل الادلاء بصوته ويختار الأفضل». وعن بيع وشراء الاصوات قال الكربلائي ان «بذل الاموال والهدايا والوعود لحمل الناخب على انتخاب قائمة معينة او مرشح معين امر غير جائز شرعاً ولا اخلاقياً وهو غير مقبول من الدين والاخلاق. ومحرم شرعاً كما ان المال المأخوذ هو سحت او حرام اضافة الى ان جرَّ الناخب لانتخاب قائمة معينة او مرشح معين تتنافى مع كرامة الشعب العراقي والفرد العراقي لأن هذا الشعب أبي ونزيه وله كرامة يرتفع بها عن قبول الاموال لشراء ذمته. إن صوتك ايها المواطن العراقي وصوتك ايتها المواطنة العراقية أغلى من الدنيا وما فيها فلا تبيعوا الشيء الغالي والنفيس بثمن بخس».
  4. هذا المشروع مهم جدا، ويتماشى مع التقنيات العلمية الحديثة التي لا بد من استغلالها لهذه الاغراض، ويمكن الاستماع الى هذه الخطب في الكومبيوتر او تسجيلها لسماعها في السيارة او القطار، اضف الى ذلك فان طريقة العرض وشرح الغامض من النصوص طريقة هادئة وسلسة ومفهومة. وياليت ان كل المشاريع تكون مدروسة ومنسقة بهذا الشكل.
  5. ميسون تفتخر بمقدرة البعث على قهر الشعب العراقي!! محمد ضياء عيسى العقابي في حلقة يوم 7/2/2010 من برنامج "بالعراقي" في فضائية "الحرة" عيّرت الدكتورة ميسون الدملوجي، صراحة، رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بأن السفير الأمريكي السيد (كريستوفر هيل) قد أسمعه كلاما قاسيا عندما قال بأن أمريكا "هي التي أطاحت بالنظام البعثي". للمعلومات فإن السيدة ميسون هي الناطقة الرسمية بإسم "القائمة العراقية" التي يترأسها السيد أياد علاوي وينتمي إليها الدكاترة صالح المطلك وظافر العاني وطارق الهاشمي. كما إن كلام السفير هيل جاء ردا على تصريح السيد المالكي بتصميمه على عدم السماح للسفير بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي. أول ملاحظة لي على كلام السيدة ميسون، وكنت قبله قد إستمعت إلى تصريح السفير بأكمله كما أوردته فضائية الحرة يوم 6/2/2010، لم أجد فيه ما يمكن أن يفسّر على أنه كلام قاس موجه للسيد المالكي. بل على العكس وجدته كلاما تصالحيا أراد منه السفير إثبات مصداقية أمريكا عندما أعلنت إحترامها للدستور والسيادة العراقيتين وخاصة المادة السابعة من الدستور الخاصة بتحريم حزب البعث الطغموي* الذي أفاض السفير في تعداد ووصف أفعاله الإجرامية بأقسى الكلمات والنعوت. وزيادة على ذلك أردف السفير كلامه بتصريح تصالحي جديد في اليوم التالي 7/2/2010، أوردته فضائية "العراقية"، أشار فيه إلى ملابسات قضية إستبعاد بعض الأشخاص من المشاركة بالإنتخابات القادمة والتصريحات المختلفة، نافيا حصول أزمة بين البلدين وأشار إلى أن مثل هذه الأمور تحصل في جميع الدول الديمقراطية في العالم. وهذا التصريح، بالمناسبة، يقطع الطريق على من تمنى وعمل على حث المحافل الدولية على الطعن بشرعية الإنتخابات القادمة. لندع كلام الدكتورة ميسون هذا جانبا، إذ ربما هو من باب التمني كما تمنى قبل أسابيع قليلة النواب السادة صالح المطلك وظافر العاني وحسن ديكان أن يركض إليهم الشعب متلهفا كي يسلحوه ويجروا ورائهم الجيوش الأمريكية لإجتياح إيران وإعادة البئر رقم (4) من حقل فكة وعزل نوري المالكي والنظام الديمقراطي العراقي "البغيض" الذي أتى به، وهو بيت القصيد من وراء طقطقاتهم وأحلامهم الصغيرة. نعود إلى تعيير السيدة ميسون رئيس الوزراء المالكي بقساوة رد السفير الأمريكي عليه، حسب إدعائها، ولنفترض صحة هذا الإدعاء، فأسأل: - أية وطنية تلك التي تسمح للسيدة ميسون أن تعيّر رئيس وزراء بلادها، المنتخب ديمقراطيا، وهو يتعرض لكلام قاس صادر من سفير دولة أجنبية ولشأن عراقي داخلي صرف؟ - أما كان حريا بها أن تدين تدخل السفير في شأن داخلي للبلد، والأنكى أن يتدخل بكلام قاس أي مهين؟ - أما كان يتعين عليها أن تكون حريصة على أن تحاول، قدر الإمكان، تثبيت وتعظيم ما حصل عليه العراق من سيادة يصبو كل وطني حقيقي إلى أن تستكمل مائة بالمائة لا أن تقوم الدكتورة بتحقيرها؟ - أما تدرك الدكتورة بأن كلام السفير بكون أمريكا هي التي حررت العراق، والذي إعتبرته الدكتورة تعييرا للمالكي، هو في الحقيقة تعيير للشعب العراقي قبل المالكي الذي يشكل رمزا هاما من رموز الشعب؟ أليس هذا متطابقا مع طروحات أنصار العهد البعثي الطغموي الذين طالما عيّروا العراقيين بعدم قدرتهم على تحرير أنفسهم من حكم البعث الطغموي؟ وأما يشير هذا إلى إمتداح وإفتخار ضمني ببأس البعث الذي لم يقدر الشعب على الإطاحة به، من جانب الدكتورة وأنصار البعث ؟ هل البأس المستند إلى الإجرام اللامتناهي أمر يفتخر به، ويعيّر ضحاياه، أي الشعب، الذي يفترض فيه أن يكون مصدر السلطات و يهابون كلمته ويتحاشون بأسه؟ (سبحان ربك كيف الأمر منقلب!!) - نعم، لم يقدر الشعب العراقي على إطاحة النظام البعثي الطغموي. لكن الشعب لم يتردد ولم يتأخر لحظة واحدة في مقارعة النظام الفاشي ولم يبخل في تقديم التضحيات الجسيمة وقوافل الشهداء والمعذبين والسجناء والمبعدين. وهنا أسأل المتحدثة الرسمية بإسم "القائمة العراقية": من جعل النظام البعثي الطغموي منيعا لهذا الحد حتى أصبح غير قادر على الإطاحة به غير الله أو أمريكا، لا لأنه نظام شعبي بل لأنه نظام سابح في أوحال الإجرام؟ أليست هي أمريكا وعملائها في المنطقة الذين دفعوه ليخوض حربا نيابة عنهم ضد إيران حرق فيها الأخضر واليابس من الطرفين دون مبرر؟ ألم يرفع السيد دونالد رامسفيلد للرئيس رونالد ريغن تقريرا عام 1984 قال فيه "بإمكاننا التعاون مع صدام حسين"؟ ألم يخذل الرئيس بوش الأب الشعب العراقي، بعد أن شجعه على الثورة، في إنتفاضة الربيع الشعبانية العارمة عام 1991 ، عندما سمح للنظام الطغموي بإستخدام الطائرات لضرب الإنتفاضة بذريعة "شيطان معروف خير من آخر غير معروف"؟ بعد هذا، أما كان حريا بالسيدة ميسون أن تدين السفير إذا إعتقدت أنه وجه إهانة أو كلاما قاسيا لرئيس وزراء بلادها بدلا من التشمّت والتعيير؟!! - من يعرف عقلية الغربيين يعلم أنهم لا يعيّرون شعبا مضحيا، كالشعب العراقي، لأنه لم يتوفق في الإطاحة بالنظام الشمولي الذي يحكمه بالحديد والنار ومدعوما بقدرة مالية كبيرة مستمدة من بترول شعبه المصادر. أما "القسوة" المزعومة في كلام السفير (هيل) فلم تكن هناك، وأعتقد أنها من تمنيات وإبتداع الدكتورة ميسون للنيل من رئيس الوزراء سياسيا ونحن على أبواب إنتخابات عامة. فهل الإضرار بالمصلحة الوطنية من أجل مكاسب إنتخابية هو عمل وطني؟ - وأخيرا، فإن تعيير الدكتورة ميسون ينم عن بنية فكرية غير سليمة من جهة من يمنح الشرعية لأي نظام جديد: هل هي وسيلة إطاحة النظام الفاسد أم صناديق الإقتراع؟ إني أقرأ جواب الدكتورة ميسون بكون الوسيلة هي المانحة للشرعية. ولما كانت أداة إطاحة النظام البعثي الطغموي هي يد أجنبية، لذا فهي، الدكتورة، فخورة بذلك النظام الذي مكّنه طغيانه من قهر شعبه العراقي؛ ولم يسقط إلا على يد أجنبية أسمعت كلاما قاسيا لرئيس الوزراء المنتخب عبر صناديق الإقتراع التي لا تحمل وزنا في معيار المتحدثة الرسمية بإسم "القائمة العراقية". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * الطغمويون والنظم الطغموية: هم أتباع الطغم التي حكمت العراق وبدأت مفروضة من قبل الإحتلال البريطاني في عشرينات القرن الماضي، ومرت النظم الطغموية بمراحل ثلاث هي: الملكية والقومية والبعثية. والطغمويون لا يمثلون أيا من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية بل هم لملوم من الجميع ، رغم إدعائهم بغير ذلك لتشريف أنفسهم بالطائفة السنية وللإيحاء بوسع قاعدتهم الشعبية. مارست النظم الطغموية الطائفية والعنصرية والدكتاتورية والديماغوجية كوسائل لسلب السلطة من الشعب وإحكام القبضة عليها وعليه. والطغمويون هم الذين أثاروا الطائفية العلنية، بعد أن كانت مبرقعة، ومار سوا الإرهاب بعد سقوط النظام البعثي الطغموي في 2003 وإستفاد الإحتلال من كلا الأمرين. كان ومازال الطغمويون يتناحرون فيما بينهم غير أنهم موحدون قي مواجهة الشعب والمسألة الديمقراطية؛ كما إنهم تحالفوا مع التكفيريين من أتباع القاعدة والوهابيين لقتل الشعب العراقي بهدف إستعادة السلطة المفقودة.
  6. الغرب هش في حرب الإنترنت الحرب الإلكترنية مشكلة تواجه الغرب ) حذر خبراء في الشؤون الأمنية والعسكرية من أن الحكومات الغربية تواجه احتمال خطر الحرب المعلوماتية التي قد ينفذها من وصفوهم بالإرهابيين والقوى المعادية، دون أن تتمكن من فهمه. ونقلت صحيفة ذي إندبندنت عن تقرير للحكومة البريطانية جاء تحت اسم "غرين بيبر" قوله إن هجمات الشبكات العنكبوتية "آخذة في التنامي من حيث التكرار والخطورة". وتذكيرا بالتأكيد على أن الدول والشركات معا تقع في دائرة الخطر، أشارت الصحيفة إلى أن شركة غوغل –عملاق البحث الإلكتروني- تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تعاوني مع وكالة الأمن الوطني لتعزيز دفاعات الشبكة بعد أن تعرضت لهجمات قرصنة معقدة. ويحذر المسؤولون الأميركيون والبريطانيون من أن البنى التحتية العسكرية والأسواق المالية أصبحت أكثر هشاشة. ولتجاوز هذا الخطر -تقول الصحيفة- تؤكد الحكومة في تقريرها أن "مراجعة الدفاع الإستراتيجية" المقبلة ستركز على التهديد الذي تشكله التكنولوجيا في أيدي الأعداء. وأضاف التقرير أن "المتمردين" الذين يملكون القدرة الإلكترونية ربما يستطيعون التشويش على أنظمة الأسلحة واعتراض الاتصالات السرية خلال المهمات العسكرية. وتقول ذي إندبندنت إن مجال الإنترنت لا يقتصر بالنسبة للمعارضين للحكومات الغربية على كونه فرصة لشن هجمات مباشرة، بل يمكن أن يشكل أرضا خصبة للتجنيد وتخطيط العمليات. المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية جون شيبمان قال إنه رغم وجود أدلة على الهجمات عبر الإنترنت في الصراعات السياسية الأخيرة، فإن ثمة إدراكا دوليا ضئيلا لمعرفة تقييم الحرب الإلكترونية. وأضاف شيبمان أن حرب الإنترنت ربما تستخدم لتفكيك البنى التحتية للبلاد، والتدخل في سلامة البيانات العسكرية الداخلية لبلد آخر، وإرباك التحويلات المالية أو حتى تنفيذ عدد من الأهداف المدمرة الأخرى. المصدر: إندبندنت
  7. مصرع نوري السعيد كما جاء في الاضبارة التحقيقية يحيى الدراجي مجالس حمد، الخميس, 21 يناير 2010 22:24 كتب روايات عدة عن مصرع نوري السعيد الا ان معظم الباحثين فاتهم مصدر مهم هو الاضبارة التحقيقية التي كانت تحت تصرف مديرية الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع بعد ثورة 1958، ومن الحقائق ان حاكم التحقيق الذي اجرى التحقيق في مصرع نوري السعيد، هو انا .. وقد قمت بالتحقيق في موضوع مصرع نوري السعيد في مبنى الاستخبارات العسكرية وبغرفة معاون الاستخبارات العسكرية الاستاذ المؤرخ خليل ابراهيم، وبأمر من الحاكم العسكري انذاك. لا ادري ماذا حل بالاضبارة التحقيقية، واين هي الان؟ ولكني استعين بالذاكرة وبعض الملاحظات المعروفة لدي لأروي ما توصل اليه التحقيق في مصرع نوري السعيد، اظهارا للحقيقة كما مرت علي وايضاحا لما طمس من التفاصيل الرسمية حولها، مشاركة للجهد الذي بذله السيد هادي حسن عليوي مشكورا. اولا: بأمر من الحاكم العسكري العام انذاك المرحوم احمد صالح العبدي ابلغني المرحوم رفعت الحاج سري ـ مدير الاستخبارات العسكرية ـ حيث كنت الحاكم (القاضي) المنتدب للتحقيق في مقر مديرية الاستخبارات العسكرية بالتحقيق مع رجلين لهما معلومات عن مصرع نوري السعيد جلبها السيد حامد جاسم الذي قدمه لي ليلا ـ ماجد محمد امين على انه أخ الزعيم عبد الكريم قاسم. فبدأت بتدوين اقوال حامد جاسم في غرفة معاون مدير الاستخبارات العسكرية الرئيس الاول خليل ابراهيم في المديرية المجاورة لغرفة المدير وبحضوره وحضور ماجد محمد امين ادخل علي وكان يرتدي عباءة سوداء وعقالا ويشماغا وأدلى بما يلي: "ان اثنين من جيرانه في كرادة مريم من صيادي السمك اسم اولهما حسن واخوه المدعو حسين هما اللذان اركبا نوري السعيد من القصر ذي "المسناية" وهي شرفة الدار العائدة الى الدكتور صالح البصام القريبة من دار نوري السعيد ولقد استقدم المذكوران حسن وحسين لضبط اقوالهما مع حامد جاسم الذي جلبهما معه الى وزارة الدفاع". وكان ماجد محمد امين ينبهني الى ان حامد جاسم هو اخو الزعيم عبد الكريم قاسم، واللغة الدارجة (اللهجة) تجوز النطق بحرف الجيم قافا فجاسم هو قاسم كما هو معروف. ضبطت افادة الاخوين وهما بملابسهما البسيطة (الدشداشة واليشماغ الملفوف على عرقجين) وحزام جلدي يلف الوسط من جسيهما. وقد شهدا بانهما فجر يوم الثورة يوم 14/ تموز 1958 كانا بعد لملمة شباك الصيد في زورقهما قرب مسناية ـ شرفة دار الدكتور صالح البصام التي لها باب على النهر وبعد سماعهما اطلاقات نارية كثيفة في محل قريب منهما فوجئنا برجل يرتدي بجامة زرقاء ويحمل بيده مسدسين وقد نادى عليهما وهما قرب الجرف طالبا الركوب في زورقهما تحت التهديد ولم يعرفاه. وكان في محل الحادث رجل طاعن في السن يسبح في النهر وآخر يرتدي سدارة واقفا قرب سيارة تنتظر السابح الذي ترك السباحة في النهر للسبب نفسه. وقد ظهر ان الشخص السابح هو الاستاذ داود سمرة رئيس محكمة التمييز انذاك وهو يهودي، كليل البصر تعود ان يسبح هناك كل صباح ومعه سائقه الحاج ابراهيم يعينه في الولوج الى الماء والخروج منه.. فقررت استقدامهما بعد ذلك لضبط شهادتهما. واستمر الاخوان حسن وحسين في افادتيهما، انهما وجدا لابس البجامة الزرقاء حامل المسدسين داخل زورقهما وطلب منهما ان يجدفا شمالا ليوصلاه الى مركز الشرطة. فأطاعاه خوفا وابتعدا عن باب يطل على النهر لدار نوري السعيد عند صعودهما في النهر. ثم قبل وصولهما مخفر الشرطة طلب منهما ان يعودا الى قصر الدكتور البصام بعد ان اخذ صوت لعلعة الرصاص يشتد وهو يدمدم "ماكو فايدة.. شيسوي سعيد قزاز؟".. (وزير الداخلية انذاك). وفعلا عند وصوله مسناية الدكتور البصام صعدها ووجد هناك مرتضى اخ الدكتور صالح البصام الموظف في السكك والذي اسرع الى بيت اخيه بعد ان سمع بدوي الرصاص قرب بيت اخيه. لينقله وعائلته الى داره ولما شاهد مرتضى نوري السعيد يصعد المسناية قال له : "شكو بعد.. كلشي خلص" . فدخل نوري السعيد حديقة الدار وخلفه مرتضى البصام وشاهد الدكتور صالح واهله على أهبة ترك الدار.. فطلب منهم ان يوصلوه الى دار الاسترابادي في الكاظمية وفعلا اخذ مرتضى البصام مفتاح سيارة الدكتور التي كانت في الكراج وهي امريكية سوداء ليدخل بدلها سيارته المرسيدس الحمراء..وبعد اتمامه هذه العملية، ادخل نوري السعيد في صندوق سيارته المرسيدس الحمراء وبعد انطلاق الدكتور البصام وعائلته بسيارته السوداء فتح مرتضى باب الكراج وخرج بها وفي صندوقها نوري السعيد متوجها الى الكاظمية والى بيت الحاج محمود الاسترابادي.. الواقع في محلة القطانة حيث قضى ليلة هناك. وهو صديق للعائلة وكان مرتبكا خصوصا بعد ان صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة واذيع من محطة اذاعة بغداد بأن من يلق القبض على الخائن نوري السعيد حيا او ميتا فله جائزة قدرها عشرة الاف دينارثانيا: ماذا حدث للقوة المكلفة من قبل قيادة الثورة بالقبض على نوري السعيد..؟.. لقد كان دليل القوة المهاجمة لدار نوري السعيد على الضفة القريبة لنهر دجلة ـ الكرخ ـ المقدم وصفي طاهر لكونه مرافقا سابقا لنوري السعيد يعرف الدار مدخلا ومخرجا فلما وصلت القوة المكلفة بالمهمة وانتشرت حول الدار والدور المجاورة بما فيها دار الدكتور الاسترابادي وصل وصفي طاهر الدار وفتش عن نوري السعيد الذي كان وحيدا في داره ليلتئذ فلم يجده فظن وصفي انه هرب من النفق المؤدي الى النهر حيث يوجد زورق بخاري لنوري السعيد فلم يجد وصفي طاهر شيئا واكثر الظن انه في تلك اللحظة كان نوري السعيد في الزورق مع صيادي الاسماك حسن وحسين مغربا في النهر قاصدا مركز الشرطة للاتصال بسعيد قزاز بالتلفون لمعرفة ما يجري وعندما يئس وصفي طاهر عاد للدار يفتشه هو ومن معه وبذلك تمكن نوري السعيد من الافلات من قبضة القوة التي كانت تحاصر الدار بدلالة وصفي طاهر، والهرب من دار الدكتور صالح مهدي البصام بسيارة اخيه مرتضى المرسيدس الحمراء.. كما ذكرنا.. متابعا طريق الصالحية فالكاظمية، فدار الاسترابادي القديمة الكبيرة حيث قضى ليلة الرعب الكبير هناك. وعندما شعر نوري السعيد بان لا نجدة للحكم الملكي من الخارج وتيقن من سيطرة الثوار الجمهوريين على البلد، قرر الهروب.. الى اين؟ وكيف؟.. هنا جاءت الافادات التي ضبطت اخر التحقيق مفسرة لها.. فلقد ظهر من الاقوال المدونة في الاضبارة التحقيقيةانه ترك دار محمود الاسترابادي بصحبة زوجة الاسترابادي ـ بيبية سيد علي قطب، وخادمتها الفارسية زهرة حيدر بعد ظهر يوم 15/تموز 1958 في سيارة تعود لآل الاسترابادي. بملابس النساء ـ العباءة والبوشي ـ ليكون نوري السعيد مختفيا عن الانظار فكان ككاعبات عمر بن ابي ربيعة. ثلاثة اشخاص كلهم كاعب المظهر قصدوا دارا بالبتاويين تعود لاخ الوزير ضياء جعفر ولكنهم تركوها وطلب نوري السعيد التوجه الى دار الشيخ الاقطاعي المعروف انذاك محمد العريبي شيخ البو محمد في العمارة يقيم في بغداد مع زوجته في الحجية فتنة لانه عضو في البرلمان ومعه ـ المله ـ وهو سكرتير وكاتب الحسابات ومدير البيت وكان هذه المره موكبهم ماشيا.. ولعدم التأكد من الدار صاروا يركضون فسقط الرداء الاسود ـ العباءة من على رأس نوري السعيد فسحبها لفوق وظهر شعر رأسه وطرف بجامته الزرقاء فصاح الاطفال "هذا رجال يلبس لبس نسوان" فتجمع رجال المحلة ونساؤها وطاردوهم وكان نوري السعيد يقاوم ويطلق النار على ملاحقيه ويحتمي بمداخل البيوت وهي في محلة البتاويين تكون فوق وخلف عتبة مرتفعة قليلا، وانه اصيب بطلق ناري... واصيبت زوجة محمود الاسترابادي ـ بيبية قطب بطلقة قاتلة من المهاجمين من اهل المنطقة واصيبت الخادمة الايرانية في غير مقتل ثم حضر اهل المحلة الى موقع الحادث. وبعد حوالي الربع الى النصف ساعة حضر المقدم وصفي طاهر مع قلة من الجنود.. فوجد نوري السعيد مطروحا مصابا بطلق ناري في رأسه لا يعرف الذي قتله. لذلك جاء الشك بأنه انتحر ولم يخرج التحقيق بنتيجة واضحة تماما هل قتل ام انتحر؟.. لسبب واضح بسيط هو ان وصفي طاهر افرغ عتاد رشاشته في جسد نوري السعيد وهو ميت وقد يكون بمشاركة الجنود الذين معه وقد طلب وصفي من الجمهرة الموجودة سحب الجثة الى ساحة النصر القريبة ووضع الجثة في سيارته العسكرية ـ الستيشن ـ الى باب وزارة الدفاع حيث تلاقفها غضب الجماهير وسحلوها واحرقت قرب محلة الفضل ولم يبق من شهود الحادث حيا سوى الخادمة زهرة حيدر وقد فقد التحقيق اهم عنصر فني لكشف الحقيقة وهو التقرير الطبي العدلي الذي يوضح سبب الوفاة في كل حادثة قتل وهو دليل التحقيق في قضايا القتل عموما وبمختلف انواعه. وقد ادلى وصفي بحديث صحفي يومها الى مراسل جريدة الاهرام القاهرية اذ كان في بغداد ونشر على الصفحة الاولى في عددها الوارد بعد الحادث مع صورة كبيرة لوصفي طاهر مع مانشيت باللون الاحمر "انا قتلت نوري السعيد" وحيث اني كنت اراقب المطبوعات في دائرة الاستخبارات العسكرية معاونا لرفعت الحاج سري فقد استقدمت وصفي طاهر وافهمته ان هذا النشر حدث بدون اذن لتقدير اهمية نشره واعلانه لايجوز له وانما للجهة العليا. ومنعت توزيع ذلك العدد ولم يوزع فعلا. اين الاضبارة التحقيقية الان؟.. لا ادري.. واغلب الظن انها كانت مع الاضابير التي جمعتها ثورة تموز 1958 في وزارة الدفاع وبعد ان هوجم عبد الكريم قاسم في مقره بوزارة الدفاع في يوم 8/ شباط 1963 ودك المقر ربما احترقت الاضبارة او تلفت مع مثيلاتها وربما تكون مازالت موجودة في مكان ما.
  8. مساع برلمانية لسحب الثقة من «هيئة التمييز» وإلغاء قرارها السماح للمستبعدين بالمشاركة في الانتخابات السبت, 06 فبراير 2010 بغداد - حسين علي داود صحيفة الحياة بدأت كتل برلمانية عراقية كبيرة، عشية الجلسة الطارئة لمجلس النواب، تحركاً لإسقاط قرار هيئة التمييز التي سمحت للمرشحين المستبعدين المشاركة في الانتخابات، ويسبق جلسة البرلمان غداً اجتماع للرئاسات الاربع اليوم (الجمهورية والوزراء والبرلمان ومجلس القضاء الاعلى) لصوغ توصيات لتجميد القرار. في غضون ذلك، ارجأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات موعد انطلاق الحملات الانتخابية الى 12 الشهر الجاري بعد ان كانت مقررة غداً في انتظار أن تبت المحكمة الاتحادية بطلب المفوضية حول شرعية القرار الاخير لهيئة التمييز. وأكدت ان «قانون المساءلة والعدالة يطبق على المرشح قبل خوضه الانتخابات وليس بعدها». وفي مؤشر الى احتدام خلاف بين الحكومة العراقية والإدارة الأميركية قال رئيس الوزراء نوري المالكي في اجتماع طارئ للهيئة السياسية «لائتلاف دولة القانون» مساء اول من امس:»لا نسمح للسفير الاميركي (كريستوفر هيل) بتجاوز مهامه الديبلوماسية»، في إشارة إلى تصريحات ادلى بها الأخير هل هي ضد قرارات «المساءلة والعدالة». وابلغت مصادر رسمية «الحياة» ان هناك تحركات مكثفة للكتل البرلمانية التي تحفظت عن قرار هيئة التمييز لاحتوائه، والعمل على ابطاله خلال جلسة البرلمان الطارئة التي ستعقد غداً، لافتة الى ان اتصالات تعقد بين «الائتلاف الوطني» و»ائتلاف دولة القانون» بالاضافة الى «الحزب الاسلامي» والحزبين الكرديين للاتفاق على صيغة معينة لذلك. واشارت المصادر الى أن «هذه القوى ستطعن بشرعية القرار من خلال التصويت على سحب الثقة من هيئة تمييز لمخالفتها الدستور على ان يرفع قرار البرلمان الى المحكمة الاتحادية «. وأعرب القيادي في «ائتلاف دولة القانون» النائب عبد الهادي الحساني عن اعتقاده بأن البرلمان سينجح في إبطال القرار وقال لـ «الحياة» ان «البرلمان سيعمل على سحب الثقة من هيئة التمييز لأنها قامت بممارسات تخل بالقانون والدستور وجاء قرارها سياسياً اكثر منه قانونياً، بتدخل خارجي واضح من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية». واضاف ان «ليس من صلاحية الهيئة تأجيل النظر في قرارات المساءلة والعدالة بل تبيان موقفها من هذه القرارات ورفع تقرير الى البرلمان، الا ان ما قامت به يمثل انتهاكاً واضحاً للمهمة التي كلفت بها، وجاء بضغوط دولية». وكان المالكي قال مساء أول من امس، خلال اجتماع طارئ للهيئة السياسية لكتلة «ائتلاف دولة القانون» التي يتزعمها: «لا نسمح للسفير الاميركي بتجاوز مهامه الديبلوماسية» في اتهام واضح لواشنطن بالتدخل في الانتخابات وقضية استبعاد مرشحين. واشار بيان صادر عن اجتماع الكتلة إلى ان «المجتمعين ناقشوا تداعيات قرار هيئة التمييز بشأن المبعدين عن الانتخابات البرلمانية والضغوط السياسية والتدخلات التي مارستها بعض الجهات على الهيئة ما شكل تجاوزاً للسيادة الوطنية» . من جهته، نفى رئيس «الجبهة العراقية للحوار الوطني» صالح المطلك الذي كان مشمولا وكيانه الانتخابي بالحرمان من المشاركة في الانتخابات ان يكون القرار القاضي بوقف قرارات الاستبعاد خارجياً «بل جاء بقرار من هيئة تمييزتضم سبعة قضاة صوتت معظم الكتل البرلمانية لتعيينهم». وحذر المطلك في تصريح الى «الحياة» من «أي خطوة قد يتخذها البعض لتجميد قرارات هيئة التمييز خلال جلسة البرلمان الطارئة او في المحكمة الاتحادية سيكون تأثيرها سلبياً في الانتخابات وفي العملية السياسية بشكل عام». ومن المقرر ان يعقد البرلمان غداً جلسة طارئة بطلب من رئيس الوزراء لدراسة قرار هيئة، على رغم أنه انهى دورته التشريعية الاسبوع الماضي بموجب الدستور والنظام الداخلي. واكد مصدر مقرب من رئيس البرلمان اياد السامرائي لـ «لحياة» انه دعا الى عقد اجتماع عاجل للرئاسات الأربع اليوم «لبلورة توصيات محددة ترفع الى البرلمان». الى ذلك، أرجأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات موعد انطلاق الحملات الانتخابية الى 12 الشهر الجاري بعد ان كانت مقررة غداً في انتظار بت المحكمة الاتحادية بطلب المفوضية حول شرعية القرار الاخير لهيئة التمييز، مشددة على ان قانون المساءلة والعدالة يطبق على المرشح قبل خوضه الانتخابات وليس بعدها. وقال رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري لـ «الحياة» إن «قرار هيئة التمييز يخالف قانون المفوضية، إذ إن قانون المساءلة والعدالة يطبق على المرشح قبل خوضه الانتخابات وليس بعدها»، مضيفاً ان «المفوضية لن تطبق قرار التمييز حتى ورود قرار المحكمة الاتحادية». ولفت الى ان المفوضية «أجلت موعد انطلاق الحملات الانتخابية خمسة أيام لتتضح الصورة اكثر وتبت المحكمة الدستورية في القرار للحيلولة دون حرمان طرف من فرصته في الدعاية الانتخابية». وكانت هيئة التمييز التي شكلها البرلمان من 7 قضاة حسمت الجدال حول قرار «هيئة المساءلة والعدالة» منع 573 مرشحاً للانتخابات من المشاركة فيها بإصدارها أول من أمس قراراً يعلق قرار المنع، على أن ينظر في ملفاتهم بعد الاقتراع، وأن لا تصادق المحكمة الاتحادية العليا على فوز أي منهم إلا بعد التأكد من عدم شموله بإجراءات «المساءلة».
  9. الهجوم على زوّار الحسين، هل يثبت نظرية المؤرخ توينبي؟ تزايدت في الفترة الاخيرة الهجمات على زوّار الحسين بن فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم، في عدة مناطق من العراق، وكقاعدة اجتماعية عامة فان الجموع عندما تتوقع حدوث اعتداءات أو تفجيرات ضدها، في اي مكان من العالم، فانها تنسحب من الشارع، وتتردد في احياء شعائرها، ولكن زوّار الحسين مع علمهم بالخطر، وبموت محقق قد يصيبهم، نتيجة الانفجارات الانتحارية ضدهم، فانهم يتزايدون يوما بعد يوم، فماذا يعني هذا؟ انه تأكيد لنظرية المؤرخ توينبي صاحب النظرية التي طال حولها الجدل، وهي نظرية "التحدي والاستجابة" وتتلخص في ان الشعوب الحية التي تتعرض للملاحقة او الهجوم لاتموت ولا تتخاذل، وانما تزداد تتماسكا وتزداد قوة، ويبدو ان هذا قد انطبق فعلا على الشيعة، اذ ان زيارة الحسين تزداد عاما بعد عام، مع ازدياد العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة ضد الزائرين، ولم تسطتع كل هذه الوسائل المخيفة للانسان العادي،من مفخخات وتفجيرات انتحارية وما شاكلها، وسقوط المئات بين قتيل وجريح، ان تحد من نشاط المسيرات التي تتجه الى كربلا. السؤال هو لماذا تزداد المسيرات، ويزداد معها زوار الحسين كلما زادت التفجيرات وارتفع عدد القتلى بينهم؟ لا شك انه تأكيد لنظرية توينبي.
  10. موضوع مهم ولا بد للدوائر المعنية من توضيحه،
  11. تعليق الدكتور صبيح صادق الاستاذ في الادب العربي والاسباني في جامعه مدريد في اسبانيا
  12. الشهرستاني : صدام أعطاني قصرا في المنطقة الخضراء لإغرائي للعمل معهم فرفضت الفكة .. هل ما حدث فيها من الجانب الإيراني هو احتلال ام غير احتلال؟ - ما حدث في الفكة تجاوز من قبل قوة إيرانية على بئر عراقية حفرت بأيد عراقية على الارض العراقية، ومنذ السبعينات، وبعد تحديد الحدود بعد اتفاقية الجزائر وبقيت غير مربوطة (وهي غير مكتملة وغير مستغلة طبعا)، وهذا الحقل العراقي الذي هو احد حقول ثلاثة في محافظة ميسان هي : البزركان الكبير، وابو غرب وحقل فكة، وهناك آبار اخرى واذكر منها بئر رقم 11 و 13 و14، كذلك هي حفرت قرب الحدود وتركت منذ السبعينات، وبعد تولينا وزارة النفط نهاية عام 2006 وبداية 2007، من اول الاعمال ذهبت اليها ووجهت بربط هذه الابار بمنظومة الانتاج التابعة لنفط ميسان، ولاول مرة دخلت هذه الابار بالخدمة، وبقيت البئر 14 الى حين استكمالها وهي داخل الارض العراقية، ما حدث هناك هو تجاوز، ولتلافي هذه الاحتقانات في المناطق الحدودية طلبنا منذ عام 2006 من الجانب الإيراني بضرورة تعليم الحدود كي يتعرف حراس الحدود بشكل دقيق ومباشر ولا يحدث تجاوز، واتفق معنا الإيرانيون على وضع العلامات الحدودية . * اتفق .. ويأتي الحرس الإيراني ليقف عندها؟ - هذه ليست منطقة خلاف، الحدود على الخارطة متفق عليها بين الجانبين والوثائق الموقعة بين البلدين مودعة لدى الامم المتحدة، لذا لا تتحمل الاختلاف، اذا هناك اختلاف في منطقة اخرى، فهذه المنطقةحولها بين البلدين لا اختلاف في شأنها . *ما الذي نحتاجه اذن لفك هذه الاشكالية؟ - تحتاج الى لجنة فنية حيث يتم إسقاط الحدود من الخريطة الى الارض ويثبتون الدعائم الحدودية وبذلك ينحسم الامر ويتضح البئر (4) داخل الحدود العراقية وكي يتعرف حراس الحدود الإيرانيين إلى ذلك . * لم نسمع من قبل بمصطلح حقول مشتركة هل من توضيح عنها؟ - كثيرة هي الابار المشتركة مع إيران والكويت كما اتوقع مع بقية الجيران، فالحقل في اعماق الارض الى بعد 200 – 3000 متر، ولكن ما يحدث ان هناك حقلا يجتاز الحدود المتعارف عليها في الصناعة النفطية العالمية، ولضمان حق الطرفين هناك عُرف لتوقيع اتفاقية توحيد الحقول، تعني ان الطرفين يختاران استشاريا او شركة نفطية يكلفانها بتجديد احتياط الحقل وامتداداتها ويعطيانها خارطة الحقول، وعلى الدراسة الفنية يتم تحديد نسبة الحقل من كل جانب ومن ثم يتم الاتفاق بين البلدين، اما ان يتفقا على تطويره بشكل مشترك او تكليف شركة ثالثة واعطاء كل جانب حصته من انتاج الحقل، لماذا تفعل الدول هذا ؟ لان لو اراد كل جانب ان يتسابق مع الجانب الاخر على استخراج النفط من جانبية ستصيب الحقل أضرار ولا يمكن انتاج اكبر كمية ممكنة من الحقل، المفروض في الحقول المشتركة ان تكون هناك خطة تطويرية خطة عقلانية وتوزيع الانتاج بشكل عادل . * لماذا برأيك قامت الاصوات المطالبة بالحرب مع إيران؟ - الاصوات هذه هي نفسها التي كانت تصفق لصدام عندما وقع اتفاقية الجزائر عام 1975 واعتبرت تلك الاتفاقية انجازا كبيرا لحكومة البعث، فلو كان لدى هؤلاء أي حس وشعور وطني اولى بهم ان يعترضوا على ترسيم الحدود في تلك الاتفاقية وان يطالبوا النظام السابق بتطوير حقل الفكة وانتاج النفط، ولكنهم كانوا كلهم خرسان ، ولكن عندما جئت للوزارة وربطت الابار المحفورة قبل ثلاثين سنة وانتجت نفطا، فهم لم يتكلموا بشيء، وعندما اجتازت القوات الإيرانية الحدود وتجاوزت على هذا البئر لم يسألوا الوزارة او الحكومة على الاجراءات التي قامت بها . * اذن سأسألك عن هذه الاجراءات؟ - علمنا ان هناك (11) شخصا عند البئر رقم (4) يوم 18 /11/ 2009، واتيت الى الوزارة يوم الخميس ليلا، ويوم الجمعة عقدنا اجتماعا لمجلس الامن الوطني واتخذنا عدة قرارات منها : تحريك القوات العراقية للاستقرار في الابار العراقية تلك، وبطبيعة الحال ليس من الحكمة ولا المصلحة الوطنية ان نعلن تحريك قواتنا الى هذه الابار، وتحركت القوات واستقرت في ابار حقل فكة تحسبا من ان تتجاوز القوات الإيرانية على هذه الابار، كما اتخذ مجلس الامن الوطني قرارا باستدعاء السفير الإيراني وتكليف السفير العراقي في طهران للتحرك من خلال القنوات الدبلوماسية ومن اجل سحب القوات الإيرانية الى مواضعها والا سيضطر العراق الى اجراءات اخرى لاستعادة حقوقه، ونجحت هذه الجهود وانسحبت هذه القوات من بئر (4) وأنزلت العلم الإيراني الذي سبق لها ان رفعته، ولكنها لم تبتعد الى حيث المخفر الإيراني الذي انطلقت منه، انما نصبت خيمة امام المخفر الإيراني زاعمة بأنها على الارض الإيرانية، وهذا الامر لايمكن التثبت منه وحسمه ما لم تجتمع اللجنة الفنية المشتركة وتسقط إحداثيات الحدود من الخارطة على الارض وتبني الدعائم وتضع العلامات الحدودية ويعرف كل جانب موضع الحد بشكل دقيق وتعرف قوات حرس الحدود المتواجدة هناك من الطرفين ان كل طرف يقف على ارضه . * بما ان الابار الاخرى في تلك المنطقة منتجة، هل اصابها ضرر ما؟ - في كل هذه العملية لم نفقد من انتاج النفط قطرة ولم نتوقف عن الانتاج لحظة، وكل ما في الامر ان البئر رقم (4) غير مربوطة وغير منتجة، وكما قلت لك ان القوات انسحبت واتفقنا مع الإيرانيين على تفعيل عمل اللجنة الفنية المشتركة برئاسة وزارتي الخارجية في البلدين ومشاركة وزارة النفط والجهات المعنية . * يتهمونكم بالولاء لإيران من خلال الاسم (الشهرستاني)، ماذا ترد وتقول؟ - اذكر لك حادثة اثناء محاكمتي من قبل محكمة الثورة التابعة لنظام الطاغية، كان رئيس المحكمة مسلم الجبوري، لما سألتني : ما اسمك ؟ وأجبته : حسين ابراهيم الشهرستاني، بدأ يتكلم عن اهل الريح الصفراء والفرس وغير ذلك، وأتذكر انني جاوبته بصوت مرتفع : (اسمع مسلم، من الاوراق التي اخذها الامن حينما داهم بيتي، شجرة العائلة، وشجرتنا مثبت بها ليس نسب الاب والجد وغير ذلك فقط، بل مثبت فيها اسماء ابائي واجدادي الى الامام موسى الكاظم، الذي نسبه يمتد الى محمد بن عبدالله (ص)، ومحمد بن عبد الله معروف بنسبه الذي يمتد الى (ابراهيم الخليل) وهو معروف، واذا انت تجهل تاريخ العراق سأقول لك ان ابراهيم الخليل ولد في (اور) في مدينة الناصرية سنة (1860) قبل الميلاد، هذا هو تاريخ حسين الشهرستاني بأسماء الاجداد، هذه اصالتنا في العراق، وأتحداك اذا تعرف اسم جدك في العراق، فلا تزايدوا علينا)، ثم انني قلت لمسلم الجبوري : (هذه اصالتنا الاولى، اما الثانية فهي في العراق الجديد، نحن الذين بنينا الدولة العراقية الحديثة، فالسيد هبة الدين الشهرستاني احد قادة ثورة العشرين، وهو اول وزير معارف في اول حكومة وطنية، وان الانكليز حكموا والدي بالاعدام، هذا تاريخنا واتحداك ان تعرف من هو جدك)، هذا الجواب لكل من يسأل عن حسين الشهرستاني. * البعض في مجلس النواب يطالب على الدوام باقالتك بسبب (هدر المال العام)، اي هدر يقصدون ؟ وكيف يمكن الدفاع؟ - انا جئت الى الوزارة وهي تستلم من ميزانية الدولة حوالي خمسة مليارات دولار سنويا لاستيراد المشتقات النفطية، وكانت طوابير المواطنين تنتظر على المحطات في برد الشتاء من اجل الحصول على بعض هذه المشتقات ولا تحصل على حاجتها، والكل يتذكر تلك الصور المأسوية، عام 2009 لم نستلم ولا دينار واحد لاستيراد المشتقات النفطية من الميزانية العامة ووفرنا المنتوج للناس، واصبح الناس يحصلون على ما يردون من دون انتظار، بل ان براميل النفط الابيض اصبحت فائضة عند المواطنين . * من يقف وراء كل هذا الصخب ضدكم حسب رأيك؟ - من كان مسخرا امكانيات وزارة النفط لاغراضه الحزبية والفئوية والمافوية، هذا لا يروق له ان يرى الوزارة وقد قطعت يد السراق ووفرت المنتوج للناس ووفرت للميزانية خمسة مليارات دولار سنويا، كان هناك اكثر من (1500) زورق صيد مزعوم يعطونها من (الكاز اويل) ولا تخرج للصيد، وكانت لديهم لجنة نفطية مرتبطة بمكتب المحافظ تبتز المواطنين والناقلين، هذه انتهت نهائيا وانتهت التجاوزات وتم منع تزويد الزوارق الوهمية والحمد لله . * هل هذا يعني ان التهريب والتجاوزات انتهت نهائيا؟ - اذا كان هناك تجاوز فمن تفجير الانابيب في المنطقة الشمالية والجنوبية، ومن يقوم بهذه الاعمال التخريبية عصابات ومافيات لغرض السرقة، وقد تحدث احيانا من قبل العمال في محطات الوقود الذين يبيعون اللتر الواحد من البنزين اكثر من (450) دينارا، ولدينا لجان تفتيشية مستمرة تسجل هذه المخالفات وتفرض غرامات كبيرة على اصحاب المحطات، ومستمرة بمحاربة المهربين والمفسدين . * بصراحة .. كيف تنظر الى جولة التراخيص ؟ سلبياتها وايجابياتها؟ - ابرز ما تميزت به كانت عملية شفافة امام الكاميرات والشعب العراقي، وكان هناك تنافس حقيقي وحر بين كبريات الشركات العالمية، وهذا مكننا من ان نحصل على افضل العروض الممكنة، هذا لم يكن مسبوقا لا في العراق ولا في دول المنطقة، وكل ما كان يفعله الحكام السابقون في العراق هو الاتفاق مع الشركات ودول معينة ويعطونها امتيازات مقابل الحصول على دعم سياسي لنظام الحكم، صدام فرط بمصالح عراقية كبرى، مع دول مؤثرة في مجلس الامن كي يتجنب الضغوط الدولية، ولما جئنا رفضنا مبدأ المشاركة بالانتاج، قلنا النفط عراقي وجب ان يبقى تحت السيطرة الوطنية كاملا، والشركات التي تأتي للعمل في العراق وتستثمر عشرات المليارات لتطوير حقولنا وزيادة الانتاج سوف ندفع لها اجورا عن كل برميل منتج بجهودها، بناء على ذلك عملنا جولة التنافس ما نقبل بسعر ادنى وحصلنا على اسعار غير مسبوقة بالصناعة النفطية العالمية، يعني المحصلة تطوير عشرة حقول، ثلاثة في جولة التراخيص الاولى وسبعة في الثانية، ومجموع انتاجها مجتمعة يزيد عن (11) مليون برميل في اليوم وتحتاج الى استثمارات تزيد عن (100) مليار دولار، وما ستحصل عليه الشركات عن البرميل المنتج كمعدل هو (دولار و38 سنتا) وعلى الشركات ان تدفع منه اولا (30%) ضريبة ومن المتبقي (25%) الى الشريك العراقي مع المقاول وما يبقى عمليا للشريك الاجنبي هو (89) سنتا لكل برميل، وهو اقل من اي سعر في العالم، هذه الشركات لم تقبل باسعار متدنية كهذه الاسعار . * ايهما وجدته سهلا في التعامل مع العراق، الاوبك ام الاوابك؟ - مهمات الاوبك تختلف عن الاوابك، الاوبك هي التي تتخذ القرارات لتحديد سقف الانتاج لدول المنظمة ومحاولة تثبيت الاسعار عند حدود معقولة ومجزية للدول المنتجة صاحبة هذه الثروة، اما الاوابك .. فعادة فعالياتها تنسيق وتعامل وتكامل بين الدول العربية، سياسات الانتاج والدفاع عن الاسعار تتخذ في الاوبك، والكل يعرف ان العراق حرم من حقه العادل بتصدير النفط ولعدة عقود بسبب السياسات الرعناء للنظام السابق والحروب والحصار وسوء الادارة، وعليه هم يقدرون حاجة العراق الى تعظيم ايراداته من خلال زيادة التصدير وتعويضه عن سنين الحرمان، ولم تناقش الاوبك في اجتماعاتها موضوع انتاج العراق من النفط الخام، وما زال العراق وسيبقى للمستقبل المنظور حرا في انتاج اي كمية وفي التصدير، اي ان العراق الان خارج تحديد سقف الانتاج، هناك (12) دولة الانتاج في (11) منها محددة والعراق مستثنى. * ألم تعترض اي من دول الاوابك على الانتاج العراقي؟ - لم يكن هناك اي اعتراض ابدا من اية دولة، لانهم يعلمون كما قلت حاجة العراق الى انتاج النفط . * كلما يأتي ذكر ايرادات النفط ويسمع المواطن بالمليارات يفتح عينيه واذنيه دهشة، ولكنه يتساءل : اين تذهب هذه الاموال؟ - الوزارة تنتج النفط وتصدره وتسعره بأسعاره الدولية في يوم التحميل، ولكن الايرادات تذهب الى صندوق التنمية العراقية الذي تشرف عليه وزارة المالية، ولا تستلم وزارة النفط من المبيعات دولارًا واحدًا بشكل مباشر، بل ما تحصل عليه وزارة النفط من تخصيصات الموازنة الاتحادية، وغالبًا ما نستجدي من وزارة المالية هذه التخصيصات، وما نحصل عليه لا يكفي لتطوير طاقاتنا الانتاجية، وما خصص للوزارة عامي 2009 و2010 أقل بكثير من حاجة الوزارة، وليس المواطن يقول ذلك بل كنت سمعت شخصًا مسؤولاً يتحدث عن ذلك وكأنه لا يعرف ان وزارة النفط ليست لها علاقة بالايرادات، او ربما يعرف ولكنه يريد ان يشير إلينا بالسوء ليس إلا. * ما آخر رقم من ايرادات النفط العراقي؟ - اخر رقم الى نهاية سنة 2009 هو اكثر من (41) مليار دولار، مقارنة بـ (36) مليار دولار وهو ما كان مخصّصًا له بميزانية 2009. * اي تأثير للازمة المالية العالمية على النفط العراقي والموازنة العامة؟ - نحن نبيع بالسعر العالمي، وعندما يحدث هبوط نتأثر به كما يتأثر به الاخرون، والعام 2009 هبطت فيه اسعار النفط من سعر اكثر من (140) دولار للبرميل الواحد، الى دون الـ (40) دولارًا وبذلك كانت اكثر من (100) دولار، وهي بالتأكيد تؤثر على العراق والدول الاخرى، ولكن اذا ما كانت سنة 2009 بأسعار دون الاربعين فهذه السنة فوق الـ (70) دولارًا. * كثير هو الكلام الذي يقال عن وجود فساد في الوزارة، ولكن ما اريد ان اعرفه هو هل يمكن لعالم ذرة ان يكون المال نقطة ضعفه؟ - اذكر لك حادثة اخرى، بعدما تم اعتقالي وتعذيبي من قبل نظام الطاغية، كنت مشلولا في كل جسمي ومطروحا على الارض ولم يتحرك عندي اي اصبع، جاءني برزان التكريتي وانا مرمي على الارض، وقال لي : (السيد الرئيس يسلم عليك (يقصد صدام) وكلفني ان اتحدث معك) ثم بدأ يشتم الامن، ثم قال (نحن حضرنا لك قصرًا في المنطقة الخضراء التابعة لهم (القصر الجمهوري) ونريدك ان تجيء وترجع الى عملك في الطاقة الذرية، والرئيس قال اعطوه شيكًا مفتوحًا في سويسرا يسحب منه ما يريد، والقصر فيه امتيازات)، لكنني رفضت التعامل معهم، اترى ان نقطة ضعفي المال فيما قلته. * ولكن لماذا تتعرض الى اتهامات مثل هذا النوع ؟ - من يزعم ذلك يعرف انه يكذب، ينقلون لي من اوساطهم انهم يكذبون، ولكنها مستنقعات السياسة التي هبط لها هؤلاء. * رممتم مؤخرًا المصافي بمبالغ طائلة، لماذا لم لا تعملون على انشاء مصافٍ جديدة؟ - عندنا خطتان متوازيتان، الاولى تأهيل وتطوير، وهذا ما قمنا به وهو مطلوب في ان نقدم منتوجًا للناس، مقابل ذلك ابرمنا عقودًا لبناء مصافٍ جديدة عددها اربع في الناصرية وكربلاء وكركوك وميسان، هذه مصافٍ جديدة وأحدث انواع المصافي في العالم وقدمنا عقودًا لوضع التصاميم، وسوف تنجز هذا العام 2010 وسنباشر ببنائها، ولكن مصافي بهذه الاحجام والتقنيات الحديثة لا يمكن اكمال بنائها في العالم بأقل من 4 و 5 سنوات وتكلف مليارات الدولارات، فنحن ماضون في تأهيل المصافي مثلما نحن ماضون في انشاء مصافي حديثة، نحن استلمنا الوزارة منتصف العام 2006 وكان الوضع في قمة التأزم ولم تكن الشركات مستعدة للمجيء الى العراق، وما ان تحسن الوضع الامني بداية 2008 حتى ابرمنا العقود لمصافينا الجديدة. * الى اي حد يمكن ان يصل انتاج النفط العراقي مستقبلا؟ - نحن الان في موجب العقود العشرة سنصل بالطاقة الانتاجية الى اكثر من (12) مليون برميل في اليوم، منها (11) مليون برميل من هذه الحقول العشرة ومليون اخر بالجهد الوطني من بقية الحقول، والايرادات من الممكن ان تتوفر للبلد تكون بحدود (200 – 250) مليار دولار سنويا بالاسعار الحديثة التي هي الان (70) دولارًا للبرميل الواحد، وكلما ترتفع الاسعار في السنين الآتيات سيرتفع هذا المبلغ وهو بالتأكيد اكثر من حاجة العراق السنوية إلى اعادة الاعمار. * نتحدث عن ارقام هائلة من صادرات النفط فيما الرواتب قليلة مع الغلاء، هل ترى ثمة جديد؟ - صادرات النفط تمثل ثلثي الدخل الوطني العراقي الذي هو 63 مليار دينار، ولو نعتبر نفوس العراق 31 مليون يعني معدل دخل الفرد ثلاثة الاف دولار سنويًا، وبالتأكيد ان الجديد هو في تحسن الخدمات في العديد من النواحي الصحية والخدمية وغيرها. * العقود التي وقعتها الوزارة مع الشركات العالمية بالاحرف الاولى... هل ارسلت الى مجلس الوزراء؟ - نعم.. ارسلت، حقل الرميلة ارسل وأقرّ وان شاء الله خلال هذا الاسبوع ستقدم بعض العقود الاخرى لتطوير بعض الحقول، اما التوقيع بالاحرف الالوى فقد تم على الحقول العشرة، وسنقدم خلال هذا الاسبوع حقلين على الاقل. * التعديلات التي جرت مؤخرًا على العقود، هل هي تعديلات جوهرية ام شكلية، وهل وافقت الشركات عليها؟ - كانت تعديلات بسيطة، وقد وافقت عليها الشركات، التعديلات الجوهرية كانت مأخوذة في الاعتبار عندما وضعت صيغة العقود المعيارية. * ما الخير الذي جئت به للعراق من المشاركة في اجتماعات انغولا؟ - ان ما حققه العراق كان امرا غير مسبوق في الصناعة النفطية، لا من حيث طبيعة العقود ولا سقف الانتاج الذي تحقق للعراق والذي لا احد يتوقعه، ولا بالنسبة إلى الاسعار التي وافقت عليها الشركات وهي الادنى، وكان البعض يتحدث عن عصر النفط ما بعد العقود العراقية لان الدول صار لها العراق انموذجًا تحتذي به في تطوير صناعاتها النفطية تحت سيطرتها الوطنية وترفع هذا المستوى الذي هو من الانسب لها. * سمعنا كلاما كثيرًا عن وجود فساد مالي كبير في عقود الشركات التي وافق وصادق عليها الوزير .. ماذا تقول؟ - لا يوجد مثل هذا الكلام ابدا ولن اوافق او اصادق على عقود فيها فساد كما تقول، واعطني امثلة عن ذلك. * مددتم لشركة (رام) لحفر الابار النفطية على الرغم من ان المفتش العام قال انها كبدت العراق خسائر كبيرة ورغم اعترافكم انها متورطة بفساد مالي؟ - لم نوافق على شركة (رام) ابدا، وأحلناها الى المحاكم. * لماذا وافقتم على عقد شركة (فجر الجزيرة) رغم انها معروفة بتهريب المشتقات النفطية ومدرجة على القائمة السوداء؟ - هذه الشركة اوقفنا العمل والتعاون معها وبأمري. * سؤال اخير.. ماذا تفكر بعد الانتخابات المقبلة واين ستكون وبماذا ترغب؟ - انا شخصيًّا.. أديت ما عليّ للعراق سواء في مقارعة النظام الدكتاتوري، والحفاظ على ثروة العراق الوطنية التي هي النفط، واعتقد ان ما اديته للعراق وللشعب العراقي هو شرف كبير، وسوف اسعى مع اخواني في ائتلاف دولة القانون لبناء عراق موحد كريم عزيز يعيش ابناؤه في ظل قانون يساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات ونجنب ابناءنا واحفادنا المآسي التي تحملها هذا الجيل والذي قبله، وانا انظر الى العراق بعد عشر سنوات عراقا اخر بمستوى الاعمار والبناء والخدمات والمستوى المعاشي للمواطنين. عبد الجبار العتابي إيلاف
  13. من خلال المقابلة مع انطون بارا وتعليق د. مؤيد الخفاجي، ومن ثم تعليق صفاء، ارى مايلي: ينبه صفاء الى مسألة غاية في الاهمية، وكثيرا ما تغيب عن أذهان الكثيرين وهي ان أبرز المؤرخين العرب من الموثوق بهم هم من أهل السنة، كالطبري وابن عساكر مثلا، وهؤلاء المؤرخون هم الذين دونوا واقعة الامام الحسين. وأنا اذهب مع صفاء في قوله: يكفي ان نعرف ان من حفظ تاريخ ملحمه الحسين بكل تفاصيلها لم يكن ممن احتسب من الشيعه بل هم عظام مؤرخي السنه. فالحسين كان رمزا اسلاميا قبل ان يتخذه الشيعه اماما وقبل ان تمتد يد التعصب لتجعله رمزا لجهه على حساب اخرى أما ما يتعلق برد الدكتور مؤيد الخفاجي، فهو يقول ان بالامكان ان نطلق مصطلح (شيوعي شيعي) ويعلل ذلك لانه ـ اي الخفاجي ـ سمع به ولكن مصطلح (مسيحي شيعي) غير ممكن. السؤال هو: اذا نقبل بالمصطلح الاول، لماذا لا نقبل المصطلح الثاني؟ يقول الدكتور الخفاجي: هذا الشخص الذى يدعى انه (مسيحى شيعى) و لم ارى او اسمع فى حياتى مثل هذا الغثاء الا الذى قال انى (شيوعى شيعى)!!!!!!! بعد ذلك الدكتور الخفاجي يعتبر ثورة الحسين لا علاقة لها بالعقيدة الاسلامية ويعتبرها كانت (ضد الجور ورفض البيعة للخليفة) هنا لا بد من توضيح مسألة مهمة وهي ان من مبادئ الاسلام الاساسية رفض الظلم والجور، وليس هناك من ضرورة ان نخوض في هذه المسألة، لكون الجميع يعرفون بأنها من مبادئ الاسلام الاساسية . أما (رفض البيعة للخليفة)، فلا بد من تعديل الجملة كي تكون صحيحة، فالحسين لم (يرفض البيعة للخليفة) وانما (رفض البيعة ليزيد بن معاوية) ، وهناك فرق كبير بين الجملتين، لان الخليفة شئ ويزيد شئ اخر، ومن ثم يترتب على الفرق بين الجملتين الكثير الكثير. وهنا ننقل نص الدكتور الخفاجي كي يكون واضحا للقارئ: هو يقول (الإمام الحسين (عليه السلام)، تلك الشخصية التي ضحت من أجل الدين والمبادئ وكي لا ينحرف المسلمون عن الرسالة وحتى يضمن دوام العقيدة وانتقالها من جيل لجيل)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ثورة الحسين عليه السلام كانت ضد الجور ورفض البيعة للخليفة . ما دخل هذا فى العقيدة الاسلامية التى تشمل التوحيد والعبادات و المعاملات …. وحسنا فعل الدكتور مؤيد الخفاجي في انه ذكّرنا بآية غاية في الاهمية، وهي (من أتى الله بقلب سليم) وهذا يعني ان المفهوم الاسلامي يركز على نية الانسان، اي ان الله حسب التفكير الاسلامي يحاسب على سلامة القلب، . يقول الدكتور الخفاجي: سيدنا ابراهيم ابو الانبياء وهو يدعو الله و يقول (( الذى خلقنى فهو يهدين والذى هو يطعمنى و يسقين و اذا مرضت فهو يشفين و الذى اطمع ان يغفر لى خطيئتى يوم الدين .....................................................ولاتخزنى يوم يبعثون يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم)). فسيدنا ابراهيم يقول من اتى الله بقلب سليم و ليس من اتى الحسين عليه السلام بقلب سليم. أي حسب الفهم الاسلامي فان الله سيتعامل مع انطون بارا اعتمادا على سلامة قلبه، وليس من حقنا ان نحكم على سلامة قلبه من عدمه، لانها مسألة شخصية بحتة واخيرا هناك جملة للدكتور الخفاجي تتعلق بالنص السابق، وهي عدم تصديقه بان انطون بارا يحب الحسين أكثر من المسلمين، ولكن الدكتور الخفاجي لا يقدم لنا الدليل على قوله هذا. يقول : و لا اعتقد ان هذا النصرانى هو اكثر حبا للحسين منا ا لا ادري لماذا لا يصدق الدكتور الخفاجي قول انطون بارا ما دامت المسألة باعترافه تعتمد على (من أتى الله بقلب سليم) ؟ ا! وهنا يخطر على بالي ما قاله الفقيه الاندلسي المشهور ابن حزم في جملة مشهورة من أقواله: وهي (أما الحب فخارج عن نطاق ولاية الفقيه)
  14. لا شك ان مسألة التطبير مشكلة لابد للفكر الشيعي ان يحلها بجدية، وبشكل قاطع، لانها اليوم تشكل جزءا من تفكير بعض الشيعة، والفكر الشيعي لابد ان يقول رأيه بصراحة تامة حولها. ان عادة التطبير تسئ الى الفكر الشيعي أكثر مما تفيده، ولهذا على المؤيدين لهذه العادة ان يتأملوا كثيرا فيها، فاذا كان هدفهم التعريف بمأساة الحسين، فان هذه ليست طريقة للتعريف، واذا كانوا يريدون ان ينشروا الاسلام فان هذه العادة لا تؤثر إلا سلبا. ان افضل طريقة لاولئك المعارضين لهذه العادة هي ان يقوموا بحملة اعلامية كبيرة في كل وسائل الاعلام، للتنبه الى ان هذه العادة ليست شيعية، معتمدين في ذلك على تصريحات علماء الشيعة ، مثال ذلك ما قاله اية الله محسن الحكيم: إن هذه الممارسات ( التطبير) ليست فقط مجرد ممارسات... هي ليست من الدين وليست من الأمور المستحبة بل هذه الممارسات أيضا مضرة بالمسلمين وفي فهم الإسلام الأصيل وفي فهم أهل البيت عليهم السلام ولم أرى أي من العلماء عندما راجعت النصوص والفتاوى يقول بان هذا العمل مستحب يمكن إن تقترب به إلى الله سبحانه وتعالى ان قضية التطبير هي غصة في حلقومنا لابد من نشر هذا النص، او النصوص الاخرى، التي وردت في مقال سالم حول هذه الموضوع، على ملصقات ومنشورات صغيرة وتوزع في كل مكان. وهنا لابد من التنبه الى ضرورة عدم اللجوء الى قانون منع التطبير، لان المنع لا يؤدي الا الى العكس، ولا بد من الاقناع، ومن الطبيعي ان الاقناع ليس سهلا، ولكن بمرور الزمن سيعطي ثماره، وقد تستمر العملية جيلا او جيلين أو حتى بعد مائة عام، ولكن لابد من الابتداء بها. ان الذين يمارسون التطبير قسمين منهم من هو متدين، ومنهم من هو غير متدين..فالمتدين عليه ان يعرف ان هذه العادة قد أضرّت بالاسلام ولا ترزال تضر به أيما ضرر، وبالفكر الشيعي خاصة، واساءت لاسم الامام الحسين كثيرا. أما فيما يخص اولئك الذي يطبرون وهم غير متدينين فلا شك انهم يشاركون لاسباب كثيرة، أهمها اظهار أنفسهم بأنهم أقوياء وابراز مقدرتهم وشجاعتهم أمام الناس، من هنا لا بد من تنبه الناس الى ضرورة ان لا يشاركوا في التجمهر لمشاهدة هذه المناظر، وترك موكب التطبير لوحده دون لفت الاهتمام اليه، ولعل عدم الاهتمام على موكب التطبير يساعد على ترك التطبير. ان الطريق طويل، طويل جدا، ولكن على الفكر الشيعي ان يبدأ بمناقشة هذا الموضوع بجدية من الآن.
  15. ان أهمية مشروع توزيع جزء من عائدات النفط على العراقيين، ليس مهما فقط من الناحية المادية، وهي مهمة بلا شك، ولكن أهميتها الحقيقية هي في ان يشعر كل مواطن بأنه انسان موجود ومشارك في بناء هذا البلد. وقد ينظر البعض الى هذا المشروع نظرة مادية بحته، وهي لاشك مهمة، ولكنها ليس بأهمية ان يشعر المواطن بأنه مشارك وبأنه معني بخيرات هذا البلد، وحتى لو ان المواطن يحصل على دولار واحد شهريا، فهو وان كان رمزيا، لكنه سيساعد على تحفيز المواطن بالشعور بأنه ليس بعيدا عن هذا البلد، وانما هو جزء منه.ولا شك ان هذا سيساعده مستقبلا على مناقشة خيرات النفط وخيرات البلد عامة، وتساعده على ان يفهم بشكل أكثر الى اين تذهب أموال الدولة، وتساعده ايضا على ان ينتخب الممثلين الذين يبحثون عن مصلحته ومصلحة البلد، ومن ثم سيناقش ميزانية الدولة بالكامل.
  16. لاشك ان الاقتراح وجيه ومهم، ويستدعي النقاش، لانه يهم كل العراقيين الذين يتطلعون الى بناء بلدهم على اسس سليمة، وضرورة الاتفاق المسبق بين القوى السياسيه، خاصة وان الانتخابات أصبحت قريبة. واهم نقطة في نظري يطرحها الموضوع هو :ـ ضروره وجود منصب رئيس الوزراء القوي و صاحب السلطه التنفيذيه وان يتولى ذلك شخص مستقل ولا مانع من ان يكون المرشح للمنصب من الاشخاص المنتمين الى الاحزاب الحاليه ولكن بشرط الانسحاب الكامل من حزبه كما يسري الامر نفسه على من يرشحه من وزراء وذلك تحت رقابه برلمانيه صارمه وفي ظني لو اتفقت الاطراف على شخص مستقل، سيكون ذلك أفضل، لان المرحلة التي يمر بها العراق الان، هي مرحلة جماعات وطوائف، فما ان يتم انتخاب شخص ما، الا وعارضته احزاب او جماعات، لا لشئ الا لأنه من طرف معين، من هنا فانتخاب شخص مستقل قد يكون الحل الوسط لجميع الاطراف. ويشير المقال ايضا الى ضرورة رقابة صارمة من قبل البرلمان وهذه نقطة حساسة فلا بد للبرلمان ان تكون له رقابة شديدة على المناصب العليا وعملها. النقطة التي لا اتفق معها هي اقتراحه، حول الشروط التي لابد من توفرها برئيس الوزراء فيقول:ـ ان لايكون شخصيه مغموره لان الاطراف المختلفه والمتباعده لن تجد ثقه كافيه في امكانياتها ودوافعها في ظني ان انتخاب شخص معروف او غير معروف لا يؤثر كثيرا، اذا كانت صلاحيات البرلمان كبيرة وصارمة، بل قد يكون الشخص غير المعروف هو الحل الانسب، بسبب حالة العراق الحالية، التي تستدعي شخصا يتفق عليه الجميع، وهي مسألة قد تكون مستحيلة في الظرف الراهن، ولكن قد تكون ممكنة اذا كان هذا الشخص غير معروف.
  17. الإسلام السياسي: ظروف النشأة والتطور السبت, 27 يونيو 2009 شمس الدين الكيلاني * لعل تصدع الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وتقسيم المشرق العربي وفرض الانتداب والحماية الغربية عليه، ومن ثم إلغاء تركيا الكمالية لمؤسسة الخلافة في13 آذار (مارس) عام1924، كانت وراء انكماش الإصلاحية الإسلامية بخطابها المنفتح على الثقافة الأوربية الحديثة، وعلى مفاهيم الديموقراطية والدولة الدستورية، وبروز أطروحات الإسلاميين الجدد. فقد خلّف انهيار الخلافة فراغاً هائلاً على مستوى المرجعيات العليا، تأزم معه الفكر الإصلاحي الإسلامي، وولد سلسلة من المراجعات الفكرية، انبثقت عنها الحركة الإسلامية المعاصرة برهاناتها على بناء عالمية إسلامية ثانية، تستعيد بها النسق الشرعي للخلافة الإسلامية. وقد عبر عن هذا التحول، على الصعيد النظري، رشيد رضا الذي جسده بكتابه «الخلافة العظمى» وبانتقاله إلى موضوعات السياسة الشرعية، كما عبّر عنه، على مستوى الحركة الاجتماعية، جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، التي تأسست في آذار1928م وهي الجماعة الأم لمعظم التيارات الإسلامية والحركية الإسلامية، فكانت دعوتها إلى الدولة الإسلامية، أو تطبيق الشريعة، بمثابة رجع بعيد لقيام الجمهورية العلمانية الكمالية، ولبناء الدولة الوطنية/القومية. فأنفق الفكر الإسلامي الكثير من طاقاته في محاولة استعادة صورة الخلافة الضائعة بصيغتها القديمة. لهذا أتت الردود عنيفة من الإسلاميين على أطروحات علي عبدالرازق التي اعتبر فيها الخلافة مؤسسة وضعية يعود تقرير أمرها إلى الأمة، بينما انتهى الإسلاميون الجدد، في توجهاتهم الجديدة، إلى وضع الشريعة في مقدمة أطروحاتهم ومطالبهم، على حساب مرجعية الأمة، بل في مواجهة الأمة، وفي الوقت نفسه أعلوا من شأن «طليعة» الأمة (الفتية الذين آمنوا بربهم)، أي النخبة المتمثلة بجماعة الأخوان المسلمين، أو جماعة التكفير والهجرة في ما بعد، أو أمثالهم، ووضعوا هؤلاء في مرتبة المؤتمنين على الشريعة والممثلين الحقيقيين للإسلام ولأمة المسلمين، مثلهم في ذلك مثل الأحزاب الشيوعية في نظرتها إلى علاقتها التمثيلية مع الطبقة العاملة، أو مثل الأحزاب القومية (العقائدية) في نظرتها إلى علاقتها بالأمة. فأمام خشية الإسلاميين، في الثلاثينات والأربعينات، على الجمهور من التغريب، وعلى الإسلام من هذا الجمهور، نأوا بالإسلام عن «الأمة» حينما لم يعودوا يأتمنون الأمة/الجمهور على الإسلام، وتمسكوا بالشريعة كملاذ له ولهم، حينها تحولت «الشريعة» في وعي الإسلاميين إلى ما يشبه أيديولوجيا النخبة، التي لم تعد تقتصر مهمتها على إعادة الشريعة إلى السلطة، بل إلى إعادة الإسلام إلى الأمة/الجمهور أيضاً، وإلى انتشال هذا الجمهور من «الجاهلية»!. لذا فإن حركة الأخوان المسلمين جاءت كجواب خاطئ على أزمة حقيقية يعاني منها وعي النخبة الإسلامية، هذا الجواب الخاطئ أبعدها عن هاجس الديموقراطية. غير أن حركة الإخوان المسلمين غدت أهم الحركات الإسلاموية وأكثرها تأثيراً في انتشار وتأطير الفكر الإحيائي على صعيد العربي والإسلامي، ركّزت في بداياتها على الطابع الدعوي والثقافي العام، وعلى المسائل الشعائرية والرمزية وقضايا الهوية. غير إنّ هذا لم يمنع حسن البنا من صياغة مفاهيم سياسية عامة تنبئ بالراديكالية السياسية، فعلى الرغم من أنه لم يعارض دستور1923، الليبرالي في مصر، شدّد على «أن الإسلام مصحف وسيف، وبشّر بالدولة الإسلامية، ووضع في مقدمة اهتماماته، إقامة «الحكومة الإسلامية الحقيقية»، لتكون نواة أو نقطة انطلاق للوصول بالتدريج وعبر مراحل تمهيدية إلى دولة الخلافة الجامعة. فصار قيام «الدولة الإسلامية» التي تطبق الشريعة، لدى البنا، واجباً شرعياً وليس شأناً تدبيرياً فرعياً اجتهادياً كما كانت عليه الحال عند الفقه السني على مر تاريخه، وعند الفقه الشيعي الإخباري في زمن الغيبة. وبذلك كان البنا أول من اعتبر مسألة السلطة، في المجال السني، مسألة عقدية لا اجتهادية وأنها من الأصول لا من الفروع. والحال، اننا إذا عاينا المفاهيم الجديدة التي أضافها البنا و«الإخوان» نجد، أن ما يقبع خلفها تلك المفاهيم، هي حقيقة أن الإسلاميين باتوا يتصورون أن الإسلام في خطر، ليس من الثقافة الغربية فقط بل من الحكام وأيضاً من الجمهور/الأمة الذي أصبح ميالاً للقوميين أو اليساريين، ولم يعد يؤتمن على الإسلام. لذا أرادت أن تفرض حمايتها له ولو بالقوة، فاتجهت استراتيجيتهم إلى استلام السلطة وتطبيق الشريعة وهذا معنى قول حسن البنا: «الإسلام دين ودولة ومصحف وسيف». وعلى رغم ما أظهره من حرص على التكيف مع الفكرة الدستورية التمثيلية، والانتخابات البرلمانية، أدخلنا البنا بأطروحاته تلك في مجال فكري مبتدع لا يشبه الإسلام في قرونه الماضية، يقوم على الدعوة ضمنياً إلى: استيلاء نخبة إسلامية (الإخوان المسلمين) على السلطة لتفعيل الإسلام في المجتمع وإعادته إلى السلطة ولو بالقوة، وهو ما يغاير الإسلام المتعارف عليه. فبينما كان إسلام المذاهب الفقهية المعروفة، يرى أن الجماعة (الإجماع)، هي أساس المشروعية، ومناط المرجعية، وحاضنة للنص والشريعة وشارحة لهما، وبالتالي تملك سلطة المرجعية، نقل الإسلاميون الجدد، مع البنا، العصمة إلى «الشريعة»، والناس /الجماعة بنظرهم قد هجروا الإسلام، فقلبوا في مواقفهم تلك أطروحات الفقه التقليدي رأساً على عقب، ففي حين اعتبر أهل السنّة الشأن السياسي شأناً تدبيرياً فرعياً واجتهادياً، وليس شأناً عقائدياً، اعتبره الإسلاميون جزءاًً من الدين، لا لأن الحاكم مقدس، بل لأنه مكلف بمهمة مقدسة تتعلق بتطبيق شرع الله، وتمسكوا بمرجعية الشريعة في الشأن السياسي على حساب ولاية الأمة على نفسها. كما أنشأ البنا نفسه التنظيم السري (التنظيم الخاص)، الذي قام بدوره بالعديد من الاغتيالات، ودعا إلى حل الأحزاب لدمجها في هيئة واحدة، فمهد لسلطة الحزب الواحد. وهكذا مهد الإسلاميون في مرحلة البنا إلى بزوغ الحركة الإسلامية، التي توجتها أطروحات سيد قطب عن الدولة الدينية الثيوقراطية، دولة الحاكمية، لتدشن تلك الأطروحات اللحظة الثانية في تجربة الإسلام السياسي. * كاتب سوري
  18. [size="5]هذه مشلكة ليست بالسهلة، وأخطر ما فيها ان تكون للمزايدة مع الاخرين، واخطر من هذا اقحام الدين فيها، ، ، فقد يرفع البعض شعار الدين وهم يرمون الى هدف اخر، ،. من هنا فان افضل حل هو تحديد هذه المسالة بقوانين تحد من التشجيع على تعاطي الكحول، كسن قانون للتعريف بمضار المشروبات الكحولية، وقوانين تحد من الدعاية لها، وعدم السماح للاطفال والمراهقين بشرائها، وما الى ذلك من قوانين محددة وواضحة ، مع تنبيه الاطفال منذ الصغر على مضار الكحول مخاطره، وهذا أفضل بكثير من اصدار قانون منعه، خاصة في بلد مثل العراق، ، فهناك الكثيرون ممن لا يتفقون مع قانون المنع، خاصة المدمنون ، فهؤلاء مثلا لا يستطيعون ترك الكحول بقانون أوبغير قانون، ، واضافة الى هذا فان قوانين المنع تعمل على تنشيط عمل المهربين والمضاربين الذين يستبشرون بمثل هذه القرارات ، ليزيدوا من أرباحهم واستغلالهم، ، ، ان مشكلة الدول النامية وحتى بعض الدول المتقدمة ،هي ان بعض السياسيين يحاولون الهاء الناس ببعض القضايا التي تنسيهم قضاياهم الملحة ومشاكلهم الحقيقية، وبدلا من الاهتمام بتوفير الطعام الجيد والماء الصالح للشرب والوقود وتحسين المواصلات والكهرباء ، وما الى ذلك مما يطمح اليه كل انسان ، تثير قضايا لا يزال الشعب في غنى عنها، وفضلا عن كل ذلك ، فان على أصحاب القرار ان يركزوا على الرموز والافكار التي توحد الشعب لا التي تفرق الشعب ، فقد عاني الشعب العراقي الكثير الكثير، ولا بد من انصافه وتعويضه الان.[/size، ، ،
  19. تفتقر الى المعادن والبروتينات... مزروعات اليوم أكبر حجماً... وأقل نفعاً لندن الحياة - 17/03/09// قال الباحث الأميركي في شؤون الغذاء والمزروعات رونالد ديفيس، أن الخضروات والفاكهة الموجودة اليوم تحتوي على كميات من المعادن والمواد المغذية، تقل عن تلك المنتجة قبل 50 سنة بنسب متفاوتة، تتراوح بين 5 و40 في المئة. وأشار ديفيس الى أن كميات المغنيزيوم والحديد والكالسيوم والزنك الموجودة في المنتجات الطبيعية تقل بصورة كبيرة في المنتجات الزراعية التي نتناولها اليوم عن تلك التي تناولها أجدادنا، وإن كان حجم ما نأكله منها قد تزايد بسبب التقنيات الحديثة. وأقر أن بعض البيانات التاريخية التي تحدد كميات المعادن الموجودة في المواد الزراعية قد تكون غير دقيقة، بسبب التكنولوجيا البدائية المستخدمة آنذاك، كما في حالة قياس نسب الحديد في خضروات مثل السبانخ. غير أنه لفت إلى أن تلك المعطيات تبقى الدليل الوحيد الذي يمكن اعتماده للمقارنة، كما نوّه أن بعض المزارع حافظ على عينات من المنتجات تعود الى عقود خلت، ما يسمح بتحليلها ودراستها. واعتبر الباحث الأميركي أن المنتجات الزراعية اليوم تفوق من حيث الحجم المنتجات القديمة، غير أن هذه الزيادة لا تتجاوز كونها «مادة جافة» تحتوي على تركيز منخفض من الفيتامينات والمعادن، بحسب مجلة «تايم». وأضاف ديفيس أن على العلماء التركيز على نقطة أساسية لم تنل الكثير من المتابعة، وهي انخفاض كمية المعادن والمواد المفيدة في المنتجات المعدلة جينياً، والتي جرت هندستها لزيادة الإنتاج. وفي هذا الإطار، نبه ديفيس إلى أن دراسة جرت على القرنبيط المنتج بتعديلات جينية في جنوب كاليفورينا ما بين عامي 1996 و1997 أظهرت وجود نقص في كميات البروتين والأحماض الأمينية المفترض وجودها، إلى جانب تراجع منسوب ستة معادن متنوعة. وبرر ذلك بأن عملية تعديل الجينات لزيادة الإنتاج تركز على مضاعفة الكميات من خلال اختيار الجينات المتصلة بالمواد النشوية «Carbohydrates» عوض العناية بالعناصر المغذية في المزروعات. واعتبر الباحث الأميركي أن ما يشهده العالم حالياً على صعيد الغذاء أمر «مثير للسخرية»، خصوصاً أن الكرة الأرضية باتت تنتج كميات من الطعام أكبر من أي وقت مضى لمواجهة سوء التغذية الذي يعاني منه الملايين، غير أن تلك الكميات تفتقر إلى المواد التي يحتاجها البشر لغذائهم.
  20. مجلة العربي الكويتية السبت 1 نوفمبر 2008 3/11/1429هـ / العدد 600 غارثيا غوميث شيخ المستشرقين الإسبان شاهدٌ على ثورة بغداد 1958 صبيح صادق شاءت المصادفات أن يصل المستشرق إميليو غارثيا غوميث إلى بغداد، باعتباره سفيراً لإسبانيا يوم 13 يوليو 1958، أي قبل يوم من اندلاع الثورة في العراق. وإميليو غارثيا غوميث المولد عام 1905، والمتوفي عام 1996 هو أحد أبرز المستشرقين الإسبان في العصر الحديث، وله العديد من المؤلفات حول الأدب والتاريخ العربيين قديمًا وحديثًا، وترجم الكثير من النصوص العربية إلى اللغة الإسبانية، منها مثلا تحقيق وترجمة كتاب «رايات المبرزين» لابن سعيد المغربي، وكذا ترجمة كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم، ورسالة الشقندي في فضل أهل الأندلس، الواردة في كتاب «نفح الطيب للمقري» (ج3، ص ص186 - 222 طبعة إحسان عباس ) و«الأيام» لطه حسين، كما وترجم أيضًا إلى اللغة الإسبانية شعر العديد من الشعراء الأندلسيين مثل ابن الزقاق وابن زمرك. كتب غارثيا غوميث بحوثًا مهمة حول قصر الحمراء في غرناطة، مثل «قصائد عربية على جدران الحمراء»، و«أضواء قديمة على قصر الحمراء»، كما وله الكثير من الكتب والبحوث التي لا يسع المجال لذكرها. من جهة أخرى، قام باحثون عرب بترجمة بعض كتب المستشرق غارثيا غوميث مثل كتاب «شعراء الأندلس والمتنبي» الذي ترجمه إلى العربية الدكتور الطاهر أحمد مكي و«الشعر الأندلسي» الذي ترجمه الدكتور حسين مؤنس. وكانت الأوساط الثقافية الإسبانية تحتفل باستمرار بالمستشرق غارثيا غوميث في العديد من المناسبات، كما احتفى به معهد الدراسات الإسلامية في مدريد، وخصصت مجلة المعهد عددًا خاصًا به. ويعد غارثيا غوميث واحدًا من أبرز مستشرقي إسبانيا في القرن العشرين، وصديقًا لجيل الـ27، جيل غارثيا لوركا والبرتي واليكسندره، وصدر أمر تعيينه سفيرًا لبلاده في العراق، عام 1958، في لحظة حرجة من تاريخه، وكان على غارثيا غوميث أن يكتب لوزارة الخارجية الإسبانية، ما يدور في العراق. وقد كتب غارثيا غوميث بعد تسلمه منصب سفير إسبانيا في العراق عن ثورة 14 يوليو ضمن تقارير خاصة بالسفارة الإسبانية في بغداد رفعها إلى وزارة الخارجية الإسبانية، وفيها يصف بعض أحداث الثورة في أيامها الأولى، هاهو نص ما كتبه سفير إسبانيا في بغداد غارثيا غوميث عام 1958: ـــــــــــــــ عند وصولي (بغداد) يوم الأحد 13 يوليو 1958، كان في انتظاري السكرتير الثاني للتشريفات، وذلك لانشغال السكرتير الأول، وكان من المقرر أن أقوم بأول اتصال مع وزارة الخارجية في اليوم التالي 14 يوليو الساعة العاشرة والنصف صباحا، ولكن هذا اللقاء تعطل بسبب الثورة. الأيام الأولى للثورة إن الأمن العام جيّد الآن وأعيد النظام بشكل تام، وانحسرت نظرة العداء للأجانب، ولو أن هذه النظرة مستمرة، فالحكومة لاتزال توجّه السب للاستعمار. ويمكن القول - وقد يكون أمرًا محيرًا- إنه بالرغم من عدم مرور وقت طويل منذ اندلاع الثورة، والاتجاه الدموي الفظيع الذي صاحبها أول الأمر، فإن حالة بغداد اليوم طبيعية بشكل غير عادي، هذه الجموع من الناس منقادة، ولبراءتها فإنها مرتابة، تضطرب عندما يُترك لها الحبل على الغارب، وعندما يتوتر تنضبط. 26 يوليو ابتداء من يوم 26 يوليو ظهرت جريدة (العراق تايم) وأعيد فتح النادي البريطاني في منطقة العلوية: الجرائد مستمرة في دعوتها إلى معاملة الأجانب بشكل ودي، وتُبرز المعاملة الحسنة التي لاقوها من قبل العراقيين. الناس منتشرون في الشوارع، وتحضر مجموعات غفيرة لزيارة بيت رئيس الوزراء القتيل نوري السعيد، وبشكل أقل إلى (قصر الرحاب) الذي عاش فيه أفراد العائلة المالكة التي قضت نحبها أيضًا، ولاتزال تظهر على القصر بعض آثار الدخان نتيجة الحرائق، أو آثار بعض القذائف. وباستثناء بعض المناطق الممنوعة، فإن الجماهير تزور بقية الأماكن كي تطّلع على «ترف الظالمين»، أو «كيف كانت تصرف أموال الشعب»! إن ساعات منع التجوّل أخذت تتقلص، وأصبحت ما بين العاشرة ليلاً حتى الرابعة صباحًا، وبعد ذلك عاد ليبدأ من الساعة الثامنة ليلاً بشكل صارم، ثم أخيرًا أخذ يبدأ من الساعة التاسعة ليلاً. 30 يوليو في يوم 30 يوليو، سُمع صوت انفجار شديد بعد الساعة الثالثة ظهرًا بقليل، ولوحظ بالقرب من السفارة الإسبانية عمود هائل من الدخان الأسود، كان يخرج من شعلة وصل لهيبها أحيانًا إلى ارتفاع ثلاثين مترًا، أنه انفجار خزان ضخم للنفط، كما أن الناس أخذوا يتحدثون فيما بينهم حول احتراق بيوت صغيرة وأكواخ يسكنها لاجئون فلسطينيون قرب السوق الرئيسية في المدينة هذا الصباح، وقد نسبت هذه الحرائق أو تلك اعتباطًا إلى «الإنكليز» أو «الأمريكان» أو «اليهود» الذين «ألقوا القنابل» على الحي القديم «وقد تم العثور على الديناميت». كل هذه التفسيرات لم تؤكد. وذكرت بعض الصحف أخيرًا الحدثين: الانفجار وحريق بعض المساكن، ولو أن حريق المساكن أخمد في الحال، وبقليل من الضحايا، لكن الكثير من العوائل حرمت من ملجئها البسيط. وبأمر من الحكومة تم استنفار الشعب كي لا يتكهن أحد بأي تكهنات، وأن تُرفض أي إشاعة حول أسباب هذين الحدثين اللذين لايزالان تحت التحقيق الرسمي الذي لم تُعلن نتائجه حتى الآن، ومن الممكن أن يكون الحدث قضاء وقدرًا أو نتيجة لقلة الكفاءة العلمية، ولكن ليس عملاً تخريبيًا. إن حريق خزان النفط كان هائلاً ومُفزعًا بسبب ضخامة اللهب، ولابد أن نأخذ بنظر الاعتبار أن عمود الدخان هذا يحدث في مدينة تصل حرارتها إلى 50 درجة مئوية تحت الشمس، ومما زاد الطين بلة أن الرياح كانت قوية: إن مكان الكارثة يبعد كيلو مترًا واحدًا من بنايات الدوائر الإسبانية (السفارة والمستشارية والمركز الثقافي) وقد اتجه الدخان نحونا، إن هول الكارثة واتساعها جعلنا نعيش في فزغ دائم. 31 يوليو ضاعف من خطورة الموقف انفجار خزانات أخرى، فازداد اللهب وتضاعف الخوف في ليلة الخميس 31 يوليو، وكان متوقعًا حدوث كارثة حقيقية، ومن الإنصاف القول بأن إجراءات المسئولين والجيش كانت صحيحة تمامًا، حيث تصرّفوا كما لو أن الأحداث تقع في ظروف عادية، ثم بدأ الدخان بعد ذلك بالانحسار وخمد تقريبًا يوم 1 و 2 من شهر أغسطس. السياسة الداخلية السياسة الداخلية مستمرة في خطها الطبيعي المتوقع، فكما هو الحال في حركات دول أخرى مشابهة، ومنها بلدنا - في عهد الجمهورية الإسبانية - فقد كان متوقعًا حدوث إقالات وحركة تطهير وتغيير في الأسماء، شكاوى، مخاوف، نفاق، إشاعات، إشاعات مغرضة.. إلخ. وحسب ما أعلنته الحكومة، فإن محاكمة المعتقلين السياسيين سوف تكون سرية ما عدا القسم الأخير منها، وهي لاتزال محاطة بكثير من الغموض. أرسل إلى سعادة الوزير - وزير الخارجية الإسباني - قائمة ظهرت في جريدة الأهرام المصرية (وليس في الصحافة المحلية العراقية)، وحسب هذه الصحيفة، فإن عدد المعتقلين السياسيين لا يتعدى 65 معتقلاً - مدنيين وعسكريين - ومن الطبيعي فإن هذا الرقم القليل لا يستحق التصديق. لم نعد نسمع شيئًا حول الاغتيالات، ولكن من المحتمل أن نهر دجلة كان مقبرة لكثير من الضحايا، إن المحاكمة الوحيدة التي أعلن عنها هي محاكمة العائلة التي آوت نوري السعيد: زوجين عجوزين - عائلة الاستربادي - الزوج في الثمانين من عمره مع ثلاثة أبناء، وسائق، وخادمين فارسيين «يبدو أنهم قد استضافوا في بيتهم في منطقة الكاظمية، وهي محلة شيعية ببغداد، نوري السعيد عندما خرج يوم 15 يوليو من بيته ملاحقًا متنكرًا بزي امرأة مع سيدة البيت وخادمة فارسية في سيارة، ثم ثارت حولهم الشكوك فلوحقوا وحوصروا في البيت الذي بحثوا فيه عن ملجأ، فتوفيت السيدة العجوز مع نوري السعيد. لقد كانت الأحكام ضد الذين آووا نوري السعيد شديدة، وهي تتراوح بين السجن لمدة عام واحد وخمسة أعوام، أما رواية وتفاصيل بعض الجرائد حول هذه الحادثة فقد شابها الكثير من الخيال . تعليق ما الفائدة الحقيقية التي ستجنيها جموع البائسين والبسطاء من تغيير النظام؟ يُحتمل أن تكون قليلة، وبالكاد يمكن ملاحظتها، ولكن مع ذلك فإن ساعات العمل قد تقلصت من 9 ساعات إلى 8 ساعات، وخُفض سعر الخبز قليلاً، وكذا بعض الحاجيات الأخرى، وأعلن عن النية في تخفيض ملموس في إيجارات البيوت. أما الأشياء الأخرى فهي كلام في كلام، شكاوى ضد النظام القديم وعملاء «الإمبريالية» مع وعود برّاقة، هجوم على النظام الاقطاعي، وضد امتلاك المساحات الشاسعة، بشكل غير شرعي ومتجاوز للحد، وعد بـ«الإصلاح الزراعي»، وهو قيد الدرس الآن من قبل اللجان الفنية وذات العلاقة: هناك دعوة لتشجيع الفلاحين على مضاعفة وتحسين الإنتاج، ومنع سباق الخيل، وأكثر أهمية من ذلك إلغاء قانون العشائر، إذ إن شيوخها كانوا أدوات مخلصة للنظام المنهار. وفي تصريحات صحفية عدة - وأرسل صورة عنه لسعادتكم - نجد أن قائد الثورة صرّح في أكثر من مرة بأنه لا وجود للأحزاب وإنما «حزب واحد» (وهو ما يعمل به جمال عبدالناصر) وهذا رأي لم ينص عليه الدستور، وفي مرة أخرى يصرح بأن الثورة هي شعبية اشتراكية، وهذا أيضًا لم يرد في الدستور. العرب والأكراد والسنة والشيعة من الطريف أنه في دستور مقتضب كالدستور العراقي ان يتم الحديث حول المساواة التامة بين العرب والأكراد في الحياة العامة وهؤلاء الأكراد هم «أتباع نزعة إقليمية» في العراق، وهناك شك وخوف من انفصالهم، وقد ذهب وفد يمثلهم إلى بغداد، فهم يقلقون النظام، ويجب التنبيه إلى أن معظم النفط العراقي هو في منطقة كردية، ويمثلهم في الحكومة الحالية الوزير بابان وزير المواصلات والإعمار. أما في مجلس السيادة (وهو يحل مؤقتًا محل رئاسة الجمهورية) فيمثل السنة رئيس المجلس نجيب الربيعي، ويمثل الشيعة محمد مهدي كبة، بينما يمثل الأكراد خالد النقشبندي.
  21. من مذكرات عربي مهاجر ... تأملات في الفصام بين الشرق والغرب وليد أحمد السيد الحياة - 21/02/09// ما كان حرم جامعة لندن، والذي يمتزج بقلب العاصمة ويتخلل شوارعها والمغاير للحرم الجامعي العربي المغلق، آخر المفاجآت والمفارقات حال التحاقي ببرنامج الدكتوراة في كلية بارتلت للعمارة في (UCL). دهشت فعلاً لتناثر مباني الجامعة بين طرقات لندن الرئيسية، فالمباني كأنها تنداح هائمة على وجهها في شوارع المدينة، أو كأن الطرقات العامة بسياراتها وباصاتها الشهيرة ذات الطبقتين كانت «تسيح» بينها. كانت إجراءات الأمن والحماية الإلكترونية على مداخل المباني من أبرز المفاجآت غير المعهودة، إذ كان من الضروري «غربلة» الداخلين وتمييز الطلبة والأكاديميين عن مئات الآلاف من رواد لندن «ومشرديها» كيلا تصبح ممتلكات الجامعة وحرمها «غنيمة» مستباحة للصوص والمنحرفين الذين تزخر بهم شوارع مدينة العلم والحضارة. وكان يصعب أحياناً تمييز مبنى الهندسة عن مبنى التسجيل أو مبنى نادي الطلبة إلا من لافتة حجرية رقمتها يد نحات إنكليزي على الجدران الخارجية. فهذا المبنى أعتلى مصرفاً وذاك جاور محطة لقطار الأنفاق أو مطعماً من سلسلة المطاعم العالمية أو متجراً لبيع الكتب. وعلى ناصية شارع الكلية قبع هذا البنك أو ذاك بصمت ومكر المرابي الجشع مترقباً ضحاياه من عموم المواطنين والطلبة والمغتربين لإيداع دراهمهم القليلة، ناصباً شباكه الرهيبة بإعلانات خادعة لقبول عرض أو قرض، من أطاعهم قذفوه في غياهب دَين مركب لا يخرج أحدهم منه إلا «منتوف الريش» هارباً مطلقاً ساقيه للريح لا يلوي على شيء. بعض المصارف افترش مندوبوها الساحة الرئيسة للجامعة في خيمة نصبوها لإغواء الطلبة الجدد بفتح حسابات مصرفية تحول لها ملايين الجنيهات من مختلف أصقاع العالم التي قدموا منها مقابل عروض «سخية» بهدية مصرفية تصل لخمسين جنيهاً أو هاتفاً محمولاً «عتيقاً» يمكن الفتيات استعماله كهراوة للضرب في حال الخطر لثقله. وتتوالى المقارنات في العديد من الأماكن والأحوال، منها ما يراه الوافد في «متحف» الخضار والفاكهة ذي الأسعار اللاهبة حين ذهابه «للمول» للتسوق حيث تتكدس السلع «كعينات» ملفوفة بعناية، فهذه «نصف» قطعة خيار أو تفاحة يتيمة لفت بعناية لبيعها بسعر يكافئ سعر «بكسة» كاملة من الخضار أو الفاكهة في بلاد المشرق (قبل 12 سنة طبعاً!). ولا تني المفارقات والمقارنات تتوالى يوماً بعد يوم وعلى مستويات متعددة أكثر تعقيداً ملوحة ببداية أزمة ثقافية هي مرحلة حرجة وحساسة يمر بها كل مشرقي «تغرّب». ولا أدري كم من هؤلاء أتيحت لهم فرصة مشاطرة صفحة من مفكرتهم على منابر عامة مع شرائح واسعة من النخب المثقفة في الوطن العربي الكبير! أول ما يصطدم به المغترب العربي المثقف وجهاً لوجه هو أطروحة محمد عبده الشهيرة «رأيت في الغرب إسلاماً بلا مسلمين ومسلمين بلا إسلام»! وهي مقولة تحوي مفارقة ضمنية بين الشرق والغرب، حيث أطلقها بعد معايشته للغرب فترة تكاد تكون سطحية، وربما «ساذجة»، والتي مرت عقود من دون فرصة حقيقية لمراجعتها. فبعد غربة 12 سنة ومستمرة يمكن القول ببساطة أن مقولة عبده هي ذات شطرين كلاهما مغلوط وغير دقيق بتاتاً! فسماحة الأخلاق الغربية منبعها ومبتداها ومنتهاها مصلحة مادية بحتة ومحضة. فالإلتزام بالمواعيد في الغرب منبعه المصلحة والنظام «الدارج» ويسهل، بل ويصبح كسره حلالاً زلالاً حين تنفض المصلحة. وهناك مثل إنكليزي سائد مفاده «أن الرجل الإنكليزي إن كان في وسعه إخلاف وعده «والهرب بفعلته» من دون مساءلة فعل ذلك على الفور!». فعبارات المجاملة المقتضبة التي تواجه المغترب هي كل شيء، وليس قبلها أو بعدها خلق! فالعلاقات رسمت حدودها المصلحة، والمصلحة الشخصية المحضة. وقد أخبرني صديق في جامعة كامبردج أن من أول ما درس هي العلاقات البراغماتية الخاصة التي قامت عليها العلاقات الغربية، التي يكرسها مثال سائد يدرس كحجر الزاوية في رسم العقلية الغربية، وهو يدور حول 13 نفراً انقطعت بهم السبل في عرض المحيط في قارب يتسع الى 12 فقط وعليهم الاختيار بين معاني الإيثار أو إلقاء واحد منهم في المحيط بالقرعة! «فإسلام» الغرب «ومسلميه» هو إسلام المصلحة والمنفعة الشخصية التي يتحلى بها رجل الأعمال المعاصر في «اصطناع» ابتسامة تحقق له المنفعة المادية، سرعان ما ينطفئ بريقها عند أول محك عملي براغماتي أو مصلحي. فالغرب قرر وفي شكل صارم معالم حدود فاصلة أساسية بين المصلحة المادية وبين الخيرية الإنسانية. فالأولى تحركها نزوات ورغبات وماديات قام عليها والثانية تدفعها وترسي أسسها روحانيات وغيبيات لا يعترف بها. والمفارقة الجوهرية بين الشرق وبين الغرب ناقشها العلامة والمفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي في كتابه «السيرة النبوية» حين أفرد مساحة مهمة في مقدمته لتفسير سبب نزول ديانة الإسلام على العرب من دون العجم في أوروبا أو الفرس عبدة النار آنئذ مثلاً، على رغم أن العرب عاشوا ظلمات جاهلية التيه الوثنية في عبادة الأصنام. وهي فترة حالكة من ظلام الجهل والخرافات عاشتها الأرض قاطبة حين نظر الله تعالى إلى الأرض «فمقتها عربها وعجمها» لما آل إليه حال البشرية من تخبط في ظلمات ما بعد اندثار حنيفية إبراهيم السمحة. فالعرب، كما يشير الندوي، لم تنطبع أو «تنحفر» في أفئدتهم وطبائعهم الشرور على رغم وثنيتهم، بل ظلت أخلاق المروءة والنخوة والكرم والأصالة والقيم الحميدة لصيقة بمجتمعاتهم على رغم ظلمات الوثنية والجاهلية التي عاشوها، على نقيض الظلمات التي عاشتها أوروبا، ظلمات الجهل وظلمات التعدي والظلم الاجتماعي، وظلمات الأنانية المصلحية التي تقيس ما حولها بمسطرة المادة فقط، ظلمات بعضها فوق بعض لا تزال تسود الغرب - على رغم نور العلم - حيث «ترين» الظلمات على القلوب فتمنع عنها تمييز الحق من الباطل، وتغذي نفاقها حين تتضارب مصالح المادة والخير والعدالة الإنسانية، وما فلسطين وقضيتها ونزاعات الشرق والغرب المعاصرة ببعيدة كأمثلة حاضرة. وهكذا تتشكل معالم «صدمة اغتراب ثقافية» يعاني منها المشرقي المغترب تتنامى يوماً فيوماً وتتفاوت حدتها بعوامل تزيد أو تخفف من وطأتها، منها المحيط الجغرافي و«الجيتو» الثقافي المضيف وفئة المشرقي العمرية ومدى صلابة الإحداثيات الفكرية والحضارية في شخصه ووجدانه. فمما يواجه المغترب، وهو مما لفت انتباه محمد عبده لدرجة كبيرة، عبارات اللطف والتسامح والود والاحترام. فالسائد ومنذ اللحظة الأولى التي يضع فيها المشرقي رجله خارج الطائرة هو سماع عبارات «لطفاً»، «أنا متأسف»، «معذرة»، و«رجاء». وفي الحقيقة فإن هذه العبارات على قصرها إلا أنها تشكل أولى الصفعات القاسية التي يتلقاها، فالسائد والدارج وما تعود عليه هو النظرات «الشذراء» الغاضبة، وغالباً ما تنتهي المحادثات القصيرة - في البيئة العربية المتوترة التي تنتظر فتيل الأشتعال - بتشابك الأيدي والقبضات العاتية بين فردين والذي سرعان ما ينتشر بفعل العصبية القبلية «التاريخية» كالنار في الهشيم في الحي والجوار السكني. وفي بعض الأحيان تكون الآية مقلوبة إذ تسبق النظرات «الشذراء» الغاضبة وتشابك الأيدي والقبضات الخشنة أي كلمات مفهومة أو مظهر للمنطق. أما ثاني هذه الصدمات الثقافية فتتمثل في حقيقة مهمة وبسيطة، وهي أن له «حقوقاً» كإنسان وتحتاج هذه الحقيقة إلى سنوات ليستوعبها وعلى مراحل لئلا «تتضارب» الأسلاك في عقله. وتتفاوت سرعة الاستجابة لها بحسب مرحلته العمرية ومدى تشرب عقليته للنظام السائد الذي قدم منه، حيث مورست عليه مختلف أنواع التهميش من كل فئات المجتمع ولسنوات طويلة. وتعد الفترة الأولى من أصعب وأخطر المراحل في حياة الوافد المغترب وليس لها زمن محدد إذ تقصر أو تطول بيد أنها تعتبر مرحلة «اختبار الأسس والقيم المتوارثة» التي اكتسبتها «أباً عن جد» مما ساد في بيئته المحيطة. فالفرد إنما هو ابن بيئته الإجتماعية، التي تعمل على تشكيل، أو إعادة صياغة، إحداثيات فكرة وقناعاته الحياتية. وفي هذه المرحلة تعرض قيمه ومثله الأساسية التي اكتسبها على المحك وتغربل قيمة بعد أخرى. والأفراد هنا متفاوتون، فمنهم من يخلع قيمه قبل ركوبه الطائرة من وطنه ومنهم من يتركها بعد نزوله سلم الطائرة ومنهم من يتشبث بها أو ببعضها سنة أو بضع سنين ومنهم من يعضّ عليها بنواجذه فلا يفلتها أبداً. والشاهد هنا ليس تقرير الخطأ والصواب ومراجعته إنما هي الآلية التي يمر بها الفرد في هذه المرحلة الدقيقة. ويتزامن تبلور هذه المرحلة الأولى مع إدراك إحدى أهم الميزات التي تمنحها الغربة وهي «الحرية»، بما تعنيه الكلمة بمفهومها الواسع، إذ حدودها هي اللانهاية. فالحرية الجديدة تعني تحول المغترب إلى «نكرة» في بيئة فضفاضة تؤمن بالحرية الفردية كأقنوم مقدس من أقانيم نظامها الإجتماعي. ولعل هذه الحرية كانت حلم العربي تاريخياً إذ تفنن المثل العربي في هذا الإطار حين صدح مدوياً بما تناقله الآباء والأجداد: «البلد الذي لا تعرف أحداً فيه فشمر عن ساعديك واعمل ما بدا لك!». وهنا تتجلى معادن البشر ونوعياتهم بين حرية الأختيار وحرية القسر والقهر والتقبل التوارثي القطيعي الذي يفرضه المجتمع التقليدي على أبنائه من دون مجال لأي حرية أو اختيار. ففكرة «الاختيار» إنما هي أساس الاختبار البشري وسر وجوده على هذه الأرض وسر منحة العقل. وهي من أبرز العلامات الفارقة بين العربي المهاجر الذي أعيدت تشكيل إحداثيات فكره في محيط غربي بعيد من أعين الرقباء والمتلصصين اللصيقة، وبين ذاك المشرقي التقليدي القابع في وطنه والذي ترعرع في بيئة لا يتجاوز محيطها الكيلومتر المربع بين مدرسته الإبتدائية مروراً بدراسته الجامعية وانتهاء بمكان العمل. فالأول مارس عملية الاختيار الواعية في ظروف ليست «وراثية» أو بدهية، وإنما عرض أسس عاداته وقيمه ونظم حياته والتي ربما كانت نتاج قبول جماعي «قطيعي» جارف ضمن أطر ونظم الجماعة التي تكون أقوى من نزعات رفضه أو قبوله لها.أما الثاني - «المتقوقع» محلياً - فينقصه وضع قيمه الأساسية على المحك واختبار معدنه، وبخاصة في مرحلة الصدمة الأساسية التي يمر بها المغترب بين عالمين متناقضين، الأول تلقيني يعتمد البيان أساساً لتكوين إحداثيات عقله، والثاني يعتمد العقل والعلم والمنطق في التعامل مع كل الظواهر المحيطة. ومن هنا فغالباً ما تقوم رادارات «التلصص» المحلية التقليدية برصد تحركات وسكنات وأقوال المغترب لملاحظة أقل تغير في حياته وسلوكياته لمحاولات بائسة لتبرير «عقد» مجتمعات التلقين والقبول القطيعي، والنيل من فكرة التغرب برمتها على أنها «الثقب الأسود» الذي ما فتئ يبتلع المهاجرين إلى غير رجعة، ليلفظهم ملحدين ومنحلين أو مرتدين عن قواعد قبيلتهم التي تركوها. وينسى هؤلاء فضائل الحركة والسفر وأن الماء الراكد يأسن، وأن الشمس لو ظلت ثابتة في كبد السماء لملها الناس.
×
×
  • Create New...