Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by abusadiq

  1.  

    المسلمون وأوروبا... وإشكالية ثنائيات الآخر

    عمرو عبدالعزيز منير الحياة - 21/02/09//

     

    يأتي كتاب «المسلمون وأوروبا - التطور التاريخي لصورة الآخر» للمؤرخ العربي قاسم عبده قاسم (دار عين للدراسات - القاهرة 2008) ليكشف لنا أن إشكالية التعامل الغربي مع الإسلام والمسلمين بكل ما تستثيره من تحيزات أو اخفاقات أو صناعة للقوالب الذهنية تثير مفارقة واضحة، خصوصاً لدى من يحاولون استلهام الإدراك الحقيقي لمعنى الأمة الإسلامية أو حتى لمعنى الإسلام من خلال الغرب، ففي الوقت الذي نجح الغرب في استلهام أسس نهضته الحضارية من خلال استكشاف أصوله الإغريقية واللاتينية عبر الحافظة العربية والإسلامية التي نقلت صوراً صادقة للتراث الإغريقي الى الغرب في بواكير مرحلة نهضته من دون اسقاط أو تغيير مخل، نجد أن كثيرين – من أبناء الأمة الإسلامية والعربية – ممن يحاولون استجلاء أسس النهضة العربية والإسلامية من خلال الحافظة الغربية ومن بطون كتب المستشرقين، ينتهون الى ما يزهدهم تماماً في تراثهم الحضاري أو ما يعمق قطيعتهم مع جذورهم الثقافية والدينية والتاريخية.

     

    ويؤكد الكاتب أن تبني الخطاب الغربي عن الإسلام عادة ما ينتهي بالمرء الى حالة من التشكك في بعض الأحيان أو المعادة في أحيان أخرى، أما مجرد ترديد هذا الخطاب والترويج لمفاهيمه فيفضي الى حالة من التشتت التي تفتقد الى أي مدلول، وبخاصة بعد أن انتهى الخطاب الغربي الى هذه الحالة من التعقد والتعدد والتشابك، والتي تتضاد نتائجها الى درجة التعارض الكامل.

     

    وما ان يفرغ القارئ من قراءة الكتاب حتى يجد أمامه حقيقة جلية، وهي أن الخطاب الغربي عن الإسلام والعرب يحوي في داخله كل الثنائيات المنطقية التي يمكن استخلاصها، فهو قد أثبت للإسلام والمسلمين والعرب الكثير من الصفات كما أثبت عكسها تماماً أيضاً بحيث لا يمكن في النهاية أن نحاكمه بناء على أي منها على حدة من دون أن نقع في مشكلة التحليل الانتقائي، فهو قد أثبت للإسلام صفة التهديد ونفاها عنه في الوقت ذاته، وأقر أن المسلمين يشكلون أمة ثم أنكر أن المسلمين يمثلون شيئاً متجانساً، وأقام بنياناً معرفياً قائماً على التعامل مع الشعوب الإسلامية وفقاً لمنهجية ثقافية تؤمن بخصوصية المكون الإسلامي لدى هذه الشعوب، ثم عاد لكي ينكر أن يكون لاستخدام الإسلام كعنصر تفسيري أي دلالة تحليلية، وأعلن أنه يقيم فصلاً بين الإسلام من حيث هو دين عالمي مرموق ومتسامح وبين ما يرتكب تحت ستاره من أعمال إرهابية، ثم توصل الى أن الإرهاب يمثل صفة متأصلة في الإسلام من حيث هو دين وفي المسلمين والعرب بالتبعية، لا فارق في ذلك بين الجماهير العريضة وبين الجماعات المسلحة ولا فارق أيضاً بين الأنظمة المعتدلة والأخرى الراديكالية.

     

    ويؤكد الكاتب أن هذه الرؤى المتنوعة فضلاً عما تؤدي اليه من ارتباك، فإنها تجعل البعض يتصور أن صوغ رؤية ذاتية مستقلة بعد ذلك هي أمر من الصعوبة بمكان، فالغرب لم يدع لنا شيئاً لكي نقدمه أو نقوله عن أنفسنا، ومن هنا تكمن خطورة الثنائيات التي يقدمها الخطاب الغربي عن عالمنا الإسلامي والعربي، فهي تدع المهتم بهذا الشأن بين خيارات كلها مرة، فهو إما أن يؤمن بخطورة التهديد الذي يمكن أن تستثيره الأمة ومن ثم بخرافة ما يثار عن التهديد الإسلامي، وبمعنى آخر، إما أن يقرأ الأحداث قراءة ايديولوجية وإما أن يتعامل معها بشكل واقعي لا مجال لغير الاحتمالات الملموسة، وما يقال عن سائر القضايا الأخرى، والتي يمثل الإسلام والمسلمون والعرب القاسم المشترك فيها.

     

    وعالج الكتاب أيضاً الأفكار والمداخل التي تصلح كمعايير للنظر والتحليل والتي أقرها الإسلام نفسه، فمعنى الوسطية الدينية وتكامل الديني مع الدنيوي ومحورية العقيدة في حياة البشر وعدم الاستسلام للحتميات الاقتصادية والارتباط المعنوي الذي يلم المسلمين في شتاتهم، وروح الجماعة التي تبرزها كافة الشعائر الدينية الإسلامية، وارتباط المعاداة والمسالمة بمدى سريان منهج الله في الأرض والتعايش مع الآخر طالما لم يبدأ بعدوان، كل هذه الأفكار وغيرها تخلو منها معظم الرؤى الغربية التي تتصدى لدراسة العالم الإسلامي والتي تنطلق من قناعات وافتراضات مغايرة. فالخطاب الغربي يتعامل في مجمله مع الإسلام وأتباعه على أنه ظاهرة غربية أو شمولية تحاول أن تمد نطاق سيطرتها الى كل جوانب حياة المرء، فالإسلام وفق الفهم الغربي يحاصر الإنسان بشكل كامل، مرة من داخله: بتنظيم انفعالاته وتوجيه قيمه ومرة من خارجه: عبر صوغ شبكة من التفاعلات الشرعية التي لا ينبغي له أن يحيد عنها وفوق هذا وذاك يحدد له مقاصده العامة وأهدافه التي ينبغي أن يسعى لإدراكها في حياته القصيرة. والإسلام بهذا المعنى هو شيء غير موجود في الغرب الذي يعتبر أن محركه الأساس يتمثل في اللاقيود والتحلل من كافة الآثار الموروثة. التعامل الغربي مع العالم الإسلامي، وفقاً للرؤى السابقة، يثير إشكالية التطرق الى دراسة قضايا الإسلام من خلال مداخل غير ملائمة، أو انطلاقاً من قناعات بحاجة الى برهان.

     

    هذه الدراسة المتميزة حاولت من خلال أقسامها الثلاثة أن تلقي أضواء كاشفة على تلك الرؤية، إذ تتناول في شق منها التطور التاريخي لموقف المسيحيين الشرقيين عامة من حركة الفتح الإسلامية، والتعامل مع الدين الإسلامي والمسلمين وحرص الكاتب على وضع نصوص كاملة أو شبه كاملة لكي يقف بنا على ملامح الصورة لدى الذين كتبوا آنذاك. وأشار الى أن هذه النصوص تعبر عن آراء رجال الكنيسة وليس بالضرورة عن النفسية الجمعية والتصورات العامة لدى الناس العاديين الذين لا نملك من المصادر ما يرشدنا الى موقفهم الحقيقي.

     

    وفي الشق الثاني من الكتاب يتناول التطور التاريخي لصورة الآخر في كل من أوروبا والعالم المسلم مؤكداً أن ثمة علاقة متعددة الجوانب بين العالم المسلم وأوروبا تغيرت على مر القرون بحسب الظروف وتركت بصماتها على صورة الآخر لدى كل منهما. ومن ناحية ثالثة تحاول الدراسة أن تبرز الاختلاف بين مفهوم (التسامح) في الثقافة الغربية عموماً، وفي الثقافة العربية الإسلامية قديماً وحديثاً، موضحة كيف ان اختلاف مفهوم التسامح على هذا النحو قد ترك تأثيراً واضحاً على صورة الآخر في كل من الثقافتين، وكيف انه ما زال يحكم موقف كل منهما من الآخر في أيامنا هذه أيضاً.

  2.  

    الكل ضد مركزية الحكم في العراق

    مصطفى زين الحياة - 16/02/09//

     

    سجل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حضوراً سياسياً بارزاً، وأصبح يشكل، على رغم تواضع حجم حزبه (الدعوة)، مركز قوة تنافس تيارات كبيرة، مثل «المجلس الأعلى» بزعامة عبدالعزيز الحكيم والتيار الصدري، فضلاً عن التيارات «الليبرالية» و «العلمانية». ويعتبر أنصاره رمزاً لاستعادة العراق وحدته بعدما مزقته الحروب المذهبية والطائفية.

     

    بدأ المالكي تثبيت سلطته، بمساعدة الأميركيين طبعاً. أعطاهم ما أرادوا عندما بدأ «صولاته» العسكرية. ولم يثنه تحالفه مع مقتدى الصدر (الصدريون أوصلوه إلى الحكم مفضلينه على مرشح الحكيم عادل عبدالمهدي) عن إعلان الحرب على «جيش المهدي» الذي يعتبره الأميركيون ذراعاً إيرانية، واستطاع إخضاعه بالقوة في معقله في مدينة الصدر، ثم في البصرة، ما اضطر الزعيم الشيعي الشاب إلى التبرؤ من ميليشياته وإرجاء مشروعه العسكري.

     

    ضربة الصدر أعطت المالكي رصيداً شعبياً كبيراً ومكانة لدى الأميركيين الذين قدروا سعيه إلى بناء الدولة واستعداده لمواجهة أقرب حلفائه إليه وإغضاب قطاع واسع من الشيعة.

     

    وإلى مكانته لدى الأميركيين، رأى فيه جزء كبير من السنة رجل دولة لا يهادن أحداً في الدفاع عن سلطتها، وسرّهم التخلص من الميليشيات الشيعية المناوئة. هذا النجاح في مواجهة مسلحي طائفته أتاح له عقد تحالفات مع العشائر و «مجالس صحوتها» في المناطق المتمردة الخاضعة لسلطة «القاعدة»، فبعدما أبدى بعض التحفظ عن تسليحها، خوفاً من تشكيل ميليشيات سنية جديدة، اقتنع بوجهة نظر الأميركيين فوافق على ضم عناصرها إلى المؤسسات الأمنية والمدنية وصرف لهم الرواتب ليشارك شيوخهم في مرجعيتهم.

     

    بعد كل ذلك، أصبح المالكي رجل العراق القوي فأحرز أفضل النتائج في انتخابات المحافظات، متقدماً على كل الأحزاب الشيعية، بما فيها حزبا الحكيم والصدر. لكن هذه المكانة التي حققها أثارت حفيظة كثيرين، لا يريدون حكماً، ولا حاكماً، قوياً في العراق، خصوصاً أنه يرفع شعار الحكومة المركزية في مواجهة دعاة الفيديرالية وإعطاء الحكومات المحلية صلاحيات أوسع بكثير من صلاحيات المركز، ويطالب بتعديل الدستور الذي صاغه الأميركيون.

     

    الخوف من الرجل القوي دفع الزعيم الكردي مسعود بارزاني إلى مهاجمته في كل مناسبة، وذهب به الأمر إلى تشبيه حكمه بديكتاتورية الرئيس الراحل صدام حسين، والتهديد بانفصال إقليم كردستان. وهذا ما حدا بالحكيم، صاحب مشروع إقليم الجنوب والوسط، إلى عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء السابق إياد علاوي للتحالف في مواجهته. حتى أن المرجعية الشيعية في النجف خافت أن يتراجع تأثيرها السياسي، فاستقبلت علاوي للمرة الأولى، بعدما رفضت كل طلباته وكل وساطاته السابقة للقاء المرجع آية الله علي السيستاني، باعتباره يمثل البعث.

     

    وليس الأميركيون، ولا الإيرانيون ببعيدين عن هذا الصراع، الخفي أحياناً والمعلن أحياناً أخرى، فهم بدورهم لا يناسبهم أن يكون في بغداد حكم مركزي قوي. وقد لا يمضي وقت طويل قبل أن تتحالف كل هذه الأطراف لإضعاف دعاة المركزية.

     

    لم يكن مسموحاً، وليس مسموحاً الآن، أن تكون بغداد قوة رئيسية في المنطقة.

  3.  

    الأميركيون المسلمون: أسئلة تبحث عن إجابات

    وليد محمود عبد الناصر الحياة - 14/02/09//

     

    دفعت الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة وتفاعل المجتمع الأميركي مع الحرب في غزة إلى الواجهة بالأميركيين المسلمين ودورهم. وتختلف حكاية الأميركيين المسلمين عن حكاية الأميركيين العرب (نظراً لأن الأخيرين أقل عدداً وأضيق عرقياً، ويمثلون أقلية قومية ولغوية وثقافية، وفي صفوفها غير المسلمين)، كما تختلف بالتأكيد عن حكاية الأميركيين اليهود (وإن كان كل منهما أقلية دينية وثقافية)، وتتقاطع مع حكاية الأميركيين من أصل أفريقي (نظراً لكون نسبة لا بأس بها من الاميركيين المسلمين من الأميركيين الأفريقيين). وقد جاء عدد من الأميركيين المسلمين ضمن العبيد الأفارقة الذين استجلبهم المهاجرون الأوروبيون من أفريقيا لبناء مجتمعهم في العالم الجديد، ثم جاء لاحقاً مهاجرون مسلمون من خلفيات متنوعة: عربية وأفريقية ومن جنوب آسيا وآسيا الوسطى ومناطق أخرى، بالإضافة إلى الأميركيين الذين تحولوا من ديانات أخرى، خاصة المسيحية، إلى الإسلام.

    وكان من أوائل منظمات الأميركيين المسلمين تلك التي خرجت من رحم الأميركيين الأفريقيين، ومنها منظمة «أمة الإسلام» التي قادها أليجا محمد وخلفه مالكولم إكس، والتي سعت للاتصال مع العالم الإسلامي، سواء مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أو غير ذلك، بالرغم من حدوث خلافات بين الجماعة وبين بعض الحكومات الإسلامية، وبعض المنظمات الإسلامية داخل العالم الإسلامي. وتلقت الجماعة اتهامات من رجال دين بالانحراف عن التعاليم الإسلامية الصحيحة. وبالرغم من أن المنظمة طالبت بحصول الأميركيين الأفريقيين على حقوق مدنية مساوية لما يحصل عليه كافة المواطنين الأميركيين، فإن ما صنف على أنه «تطرف» الجماعة كان بسبب احتكاكاتها مع تجمعات أميركية أفريقية أخرى ومع قطاعات أخرى من المجتمع الأميركي ومع السلطات الاميركية، بالإضافة إلى جنوح بعض أعضائها إلى العنف، بما في ذلك ضد المنشقين عن الجماعة، وجنوح بعض أفكار الجماعة للتطرف، لدرجة تكفير بعض أعضائها لمخالفيهم. وبالرغم من هذا التراجع للجماعة، فما زال الأميركيون الأفريقيون يمثلون قطاعاً هاماً من الأميركيين المسلمين.

    وحرص الرئيس السابق جورج بوش على زيارة المركز الإسلامي بواشنطن، والالتقاء بقيادات المنظمات الأميركية الإسلامية. كما اتبع سنة تنظيم مأدبة إفطار بالبيت الأبيض في شهر رمضان الكريم لعدد من القيادات الدينية للأميركيين المسلمين وعدد من قيادات المنظمات الأميركية الإسلامية، وتوجيه رسالة للأميركيين المسلمين بهذه المناسبة.

    وكما هي الحال مع بقية جماعات المصالح فى المجتمع الأميركي، أصبح للاميركيين المسلمين منظمات عديدة لعل أبرزها وأكثرها شهرة المجلس الأميركي الإسلامي «CAIR»، الذي استوعب الأميركيين المسلمين على تنوع أصولهم. ويرأس المجلس حالياً الدكتور نهاد عوض، وهو من أصل فلسطيني. واتسم كير بسمة أخرى، وهي تنوع الخلفيات الفكرية والانتماءات السياسية أو الأهلية التي جاء منها أعضاؤه، واهتم بالأوضاع المدنية والحقوق الثقافية والدينية للمسلمين، ولكن في ضوء إدراك أن المسلمين يعيشون في مجتمع غالبيته من غير المسلمين، والوعي بأنه لا مجال لحديث عن أي مطالب لها صبغة تسييس الدين. وقد انعكس الإقرار بأهمية دور كير ومركزيته في سياق الجماعات الممثلة للأميركيين المسلمين، خاصة في فترة ما بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 ، في مستوي وثقل السياسيين الأميركيين الذين لبوا الدعوة للتحدث في المؤتمرات السنوية لكير.

    وقد سعى كير عقب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 للاستفادة من خبرات جماعات المصالح الأميركية الأخرى، وذلك للتوصل لاستراتيجيات لمعالجة ما نتج عن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 من طرح العديد من الكتاب والسياسيين ورجال الدين المسيحيين واليهود الأميركيين، بل والمواطنين العاديين، الشكوك حول مدى ولاء الأميركيين المسلمين للدولة الأميركية ومدى وجود تعارض بين انتماء الأميركيين المسلمين لدينهم وانتمائهم لوطنهم الأميركي.

    وتوجد منظمات أخرى كثيرة للأميركيين المسلمين، منها «لجنة الشؤون العامة الإسلامية». كذلك توجد منظمة حديثة نسبياً وهي «مسلمون ضد الإرهاب»، نشأت بعد فترة وجيزة من اعتداءات 2001، وتبنت مواقفاً ضد أي من الأفراد المسلمين أو المنظمات الأميركية الإسلامية، داخل الولايات المتحدة أو خارجها، يقوم بالتحريض على العنف أو يتبني خطاباً متشدداً. وقد رشحت المنظمة عدداً من أفرادها في انتخابات محلية بالولايات الأميركية. ويعكس تأسيس هذه المنظمة أن هناك بين صفوف الأميركيين المسلمين من رأى أنه بالرغم من أن الاميركيين المسلمين ليس لهم ذنب في أحداث 11 سبتمبر 2001 فإنهم مطالبون بالقيام بشئ ما لطمأنة مواطنيهم بانهم يقفون معهم في خندق واحد ضد أي خطر مشترك يتهددهم جميعاً كمواطنين أميركيين. وربما كان في مواقف هذه المنظمة بعض المبالغة في تبنى بيانات ضد شخصيات ومنظمات إسلامية متهمة بالترويج للتطرف أو العنف، ولكن المبرر لديها هو الحاجة لنفي تهمة الممالأة في مثل هذه الأعمال من قبل الأميركيين المسلمين وتأكيد غلبة الانتماء للهوية الأميركية لديهم.

    وكانت توجد قناعة لفترة طويلة بأن غالبية الأميركيين المسلمين يميلون للحزب الجمهوري في الانتخابات المختلفة. وكان مرجع ذلك أن هؤلاء وجدوا تقليدياً أن الحزب الجمهوري يتمسك بجوانب الأخلاق وبالأسرة، ويعارض أموراً مثل الإجهاض ويتحفظ على الزواج المثلي، وغير ذلك من أمور تتسق، على الأقل في شكلها الخارجي، مع تعاليم إسلامية. وهنا تكمن أولوية واضحة لدى الأميركيين المسلمين يغلب عليها الطابع المحافظ، أي الأخلاق الفردية وتوفير بيئة لتربية النشء. ولكن ذلك لم يمنع من فتح حوار مع تيارات أخرى خارج عباءة الحزب الجمهوري. ونذكر هنا مثال استضافة رالف نادر المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2004، والقادم أصلاً من خلفية الحزب الديموقراطي، في المؤتمر السنوي العام لـكير عام 2004، وذلك بالرغم من أن نادر تبنى برنامجاً انتخابياً تضمن منح حقوق للمثليين جنسياً، ولكنه بالمقابل دعا إلى حقوق أكثر للأقليات، بما فيها الدينية، في المجتمع الأميركي. كما تجدر الإشارة إلى أن قطاعات هامة من الأميركيين المسلمين مالت للمرشح الديموقراطي «أوباما» خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2008، ربما بدافع كون له أصول إسلامية، أو لكونه من أقلية أخرى، أي الأميركيين الأفريقيين، أو لحالة الاستياء لديهم مما تعرضوا له من إجراءات أمنية في عهد إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن الجمهورية، خاصة بعد أحداث 2001.

    وبمقابل الأميركيين العرب الذين وصل عدد منهم إلى عضوية الكونغرس، فإن الأمر استغرق أطول لكي ينجح أميركي مسلم في انتخابات الكونغرس، وهو ما حدث في انتخابات نوفمبر 2006 النيابية. وربما يفسر البعض هذا بأن الأقلية الدينية أقل قبولاً واندماجاً من الأقلية العرقية أو اللغوية. ولكن إذا كان هذا صحيحاً فلماذا لم يصدق على الأقلية اليهودية؟ ثم السؤال الثاني الذي يفرض نفسه هو: ولماذا يفوز أميركي مسلم بعضوية الكونغرس عقب اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وليس قبلها؟ ولمحاولة الرد على السؤال الأول نقول أن الأسباب خاصة بالأميركيين المسلمين، حيث أنهم بسبب رؤيتهم لوجود رأي لدينهم في مختلف جوانب حياتهم كانوا حريصين على وضع حدود للاندماج دون الانصهار للحفاظ على نمط اخلاق ومنهج تربية متميز. ولمحاولة الرد على السؤال الثاني، فإن اعتداءات 2001 بكل تداعياتها السلبية على الأميركيين المسلمين وصورتهم ومعاملتهم، ولدت آثاراً جانبية غير مقصودة وايجابية منها جلب اهتمام المواطنين الأميركيين بالإسلام والسعي للتعرف عليه، مما جعل الكثير من الأميركيين يتفهمون الإسلام ويتقبلون مواطنيهم الذين يعتنقونه. أما النتيجة الايجابية الثانية لتلك الأحداث فهي سعي قطاعات واسعة من الأميركيين المسلمين ومنظماتهم للقيام بجهد منهجي ومنسق للتعريف بما يرون أنه الوجه الصحيح لدينهم أي التسامح والجنوح للسلم والتآخي والمودة والتعاون في الخير والبر وليس في الاثم والعدوان، وهي جهود أثمرت انطباعات إيجابية أيضاً لدى بعض الأميركيين.

     

     

    * كاتب مصري.

  4.  

    ان المتقلب للصحف العربية، او المستمع الى بعض الفضائيات، يلاحظ هذه الأيام انزعاجا كبيرا من قبل الكثيرين حول نجاح العملية الانتخابية، ومع تحفظنا على بعض المظاهر والكثير من السلوكيات، لكن مبدأ الانتخاب ودعوة الجماهير الى انتخاب ممثليها، بكل حرية ، مسألة جديدة في العراق، وقد تؤثر سلبا او ايجابا على المنطقة ودولها، من هنا يأتي الخوف الكبير من البعض .

    وأيا كان الفائز او الخاسر، فان المهم ان العراقيين بدؤوا يشعرون بأنهم على السكة الان، وعليهم ان يصلحوا القاطرة وينظموها بالشكل الصحيح، وهذا بلا شك يتطلب زمنا، فكل الدول احتاجت لكثير من الوقت كي تكتمل عمليتها الديمقراطية.

    الملاحظ في تحليلات بعض الصحف انها تركز على مسائل جانبية في انتخابات العراق، أو على السلبيات التي ظهرت، ولا تركز على المسالة المهمة، وهي ان العراقيين تعلموا النظام وتعلموا المبدأ الديمقراطي بسرعة، وهذا يبشر بخير، لانهم سوف يتلافون الاخطاء في المرات القادمة، وهذا ما نتمناه.

    أما خسارة فلان او فوزه او خسارة تلك الجهة او خسارتها، فهذه امور طبيعية، وهي تدخل ضمن اللعبة الديمقراطية. ان اهم شئ تعلـّمة العراقيون الآن ، وكثيرون اخرون، هو ان ليس هناك جهة تتربع على السلطة دائما، وليس هناك شخص يفوز دائما والى الابد.

  5.  

    كانت تختار الانتحاريات من «البائسات» وتتلقى التوجيهات من «مفتي أنصار السنة» ... «أم المؤمنين» تقرّ بمسؤوليتها عن 28 عملية انتحارية في العراق

    بغداد الحياة - 04/02/09//

     

     

    سميرة أحمد جاسم في صورة وزعتها الشرطة العراقية. (أ ب)

    أعلن الناطق باسم الخطة الأمنية في بغداد اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي أمس اعتقال «المدعوة سميرة أحمد جاسم الملقبة أم المؤمنين، ومهمتها إعداد الانتحاريات»، مشيراً الى أن «اعتقالها تم في 21 كانون الثاني (يناير) الماضي في وكر إرهابي»، لم يحدد موقعه. وأكد «اعترافها بالمسؤولية عن 28 عملية انتحارية، وإعداد 80 إرهابية» لتنفيذ عمليات أخرى.

    وتشير مصادر «الحياة» إلى أن عملية الاعتقال تمت في ديالى بناء على معلومات أدلى بها معتقلون من «جماعة أنصار السنة». وقال خلال المؤتمر الصحافي انه سيتم قريبا اعلان اسماء وصور القبض على قياديين او ثلاثة من تنظيم «القاعدة» و «الأنصار» مسؤولين عن ادارة بقايا الخلايا البسيطة في بغداد وديالى، مؤكداً استمرار «حصول هذه التنظيمات على تمويل خارجي».

    وعرض خلال المؤتمر الصحافي شريطاً قصيراً تحدثت خلاله المعتقلة (51 عاما) التي بدت كأنها ربة منزل عراقية تقليدية تماما. وقالت: «تعرفت الى شاكر حمود مالك من قرية حنبس (شمال شرقي المقدادية في محافظة ديالى) وعرض علي العمل مع انصار السنة وطلب مني مرافقته الى بغداد لشراء معدات للتفجير عن بعد».

    واضافت أن أول امرأة جندتها كانت: «أم هدى. طلبوا مني نقلها الى البساتين وكلمة السر هي «ام المؤمنين» ثم عدت لتسلمها. كنت اتحدث اليها من دون ان تنطق. وبدت كأنها تقرأ آيات. ثم تركتها تفجر نفسها في مركز شرطة المقدادية» (105 كم شمال شرقي بغداد).

    وتابعت أن الانتحارية الثانية «كانت سعدية خلف وهي عانس طاعنة في السن تحدثت اليها حتى اقنعتها (...) ثم تسلمها مني شاكر وأخذوها الى البساتين. ثم طلبوا مني نقلها الى مرآب للنقل في المقدادية حيث فجرت نفسها».

    وتابعت: «والثالثة كانت آمال وهي معلمة تعاني من مشاكل اجتماعية مع عائلتها وحالتها النفسية تعبة، ترددت اليها واخذتها الى البساتين (...) وقامت بتفجير نفسها عند مقر للجان الشعبية»، في اشارة الى «قوات الصحوة».

    وزادت أنها كانت تتلقى التوجيهات من «مفتي أنصار السنة المدعو حارث الصليوي»، عن طريق شخص يشكل حلقة الربط بينهما يدعى شاكر، كان يطلب منها تجنيد انتحارية لتنفيذ عملية خطط لها مسبقاً، مشيرة الى ان دورها كان في «حض النساء البائسات اللواتي يعانين مشاكل اجتماعية وعائلية على القيام بعملية انتحارية، وتختار قيادة تنظيم أنصار السنة مكان التفجير».

    وكانت قوات خاصة قبضت على ابتسام عدوان، المشرفة على اعداد انتحاريات، بينما كانت في قرية حمادي، شرق بعقوبة. وقال مسؤولون أمنيون في حينها إن «عدوان ورطت الانتحارية رانيا ابراهيم» (15 عاما) التي قالت ان زوجها وامرأة أخرى أرغماها على ارتداء حزام ناسف يزن عشرين كليوغراماً لتفجير نفسها في حشد من الشرطة وسط بعقوبة الصيف الماضي. لكن الشرطة اعتقلتها فور الاشتباه بها في 25 اب (اغسطس) الماضي.

    وكانت اصغر انتحارية في العراق تعتقل.

  6. نصب تذكاري للعلامة حسين علي محفوظ في بغداد

    2009 / 1 / 29

     

    : اعلنت امانة بغداد، الخميس، عن بدء استعداداتها لإقامة نصب تذكاري في العاصمة بغداد، تخليدا للعلامة العراقي الراحل حسين علي محفوظ.

    وذكر بيان للأمانة تلقت وكالة (اصوات العراق) نسخة منه أن أمين بغداد صابر العيساوي “أجرى لقاءات ومداولات مع عدد من المسؤولين والإختصاصيين والمهندسين للوصول الى صيغة نهائية مشتركة لإقامة نصب تذكاري يليق بمكانة العلامة حسين علي محفوظ”.

    وأضاف البيان أن” إتفاقاً أولياً جرى على إختيار حديقة السلام الواقعة في منطقة العطيفية (مدخل مدينة الكاظمية) لتكون موقعاً لإقامة هذا التمثال”، إضافة الى “خيار آخر مطروح بأن يكون موقع النصب داخل المتحف البغدادي والمعني بحفظ التراث”.

    وأوضح أن “تنسيقاً يجري مع دائرة بلدية الكاظمية لتهيئة المكان المناسب في الحديقة المذكورة التي تقع بالقرب من مسكن العلامة (محفوظ)” .

    وكان العلامة الدكتور حسين علي محفوظ توفي خلال الشهر الجاري(كانون الثاني) في بغداد عن عمر ناهز الـ83 عاما، ألف خلالها أكثر من الف مطبوع بين كتاب ومقالة ورسالة وتحقيق، وكان يلقب نفسه بـ(عاشق بغداد) في حين لقبه الوسط العراقي بـ(شيخ بغداد).

    ومن أهم كتبه (الفارابي في المراجع العربية) و(خزائن كتب الكاظمية) و(مصادر في تراث البحرين) و(درس الفلسفة)، كما حقق عددا من المخطوطات النادرة، ويعد من المولعين بدراسة التراث الاسلامي، اضافة الى أنه عالم متخصص باللغات الشرقية.

  7.  

    مجهولون فجروا مركز اقتراع و«القاعدة» هددت المشاركين في انتخابات المحافظات ... العراق: الجيش والشرطة والسجناء والمرضى يقترعون اليوم

    بغداد الحياة - 28/01/09//

     

    يصوّت اليوم حوالي 750 ألف عراقي من عناصر الأمن ونزلاء المستشفيات والسجناء للتصويت «الخاص» في انتخابات المحافظات، وسط مخاوف من عدم وجود ضمانات لتكرار اقتراعهم في التصويت العام السبت المقبل.

    وفيما أعلنت الشرطة أن مسلحين أضرموا النار في مركز انتخابي في الفلوجة، أعرب سياسيون عن خشيتهم من أن تتحول الاتهامات التي تبادلتها الأطراف السياسية خلال الحملة الانتخابية الى أزمة دائمة، خصوصاً أن حزب «الدعوة» و»المجلس الأعلى» نقلا خلافاتهما حول المركزية إلى الشارع.

    وكانت جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» حذرت المشاركين في انتخابات المحافظات من عمليات انتقامية. لكن الشرطة المحلية في المدن التي ما زال للتنظيم خلايا فيها، أكدت أن هذه التهديدات لن تثني المواطنين عن المشاركة الكثيفة في المدن ذات الغالبية السنية.

    ويبدأ اليوم حوالي 750 ألف شخص من عناصر الشرطة والجيش والمعتقلين ونزلاء المستشفيات، الاقتراع في ما يعرف بالتصويت الخاص، أعدت لهم مفوضية الانتخابات مراكز خاصة، لكنها انتقدت وزارتي الدفاع والداخلية لامتناعهما عن تقديم قوائم بأسماء ضباط وجنود الوزارتين لرفعها من سجل الانتخاب المدني، خشية تكرار التصويت.

    إلى ذلك، اعتبرت منظمة «تموز» لمراقبة الانتخابات في بيان أمس ان فرص حصول مرشحي الكتل الصغيرة على مقاعد في مجالس المحافظات «صعبة»، بسبب نظام توزيع المقاعد الذي يتطلب حصول المرشحين، في بغداد مثلاً على 37 ألفاً أو 70 ألف صوت.

    وأعلنت مفوضية الانتخابات ان يوم الجمعة المقبل نهاية الحملات الانتخابية، وعلى المرشحين «الصمت» في انتظار النتائج. وتحولت الحملات الدعائية المكثفة إلى خلافات حادة، أعرب سياسيون عن مخاوفهم من تحولها أزمة سياسية في ما بعد الانتخابات. وحذر النائب المستقل قاسم داود (من الائتلاف الشيعي) من تصاعد حدة الخلافات بين الأحزاب والقوى الكبيرة التي تخطت حدود الدعاية الانتخابية «وقد تتحول إلى أزمة تنعكس على أداء الحكومة». وأشار الى ان «الصراع، حتى بين مكونات الحكومة، بين دعاة المركزية (رئيس الوزراء نوري المالكي) ودعاة اللامركزية وتطبيق النظام الفيديرالي» (عبدالعزيز الحكيم والأكراد).

    وكان طرفا الحكومة الشيعيان «المجلس الأعلى» و «حزب الدعوة»، تبادلا الاتهامات حول دور السلطة المركزية والعشائر والفشل في إدارة المحافظات. وانتقل زعيما الحزبين أمس الى محافظة الناصرية لإحياء مهرجانات انتخابية. وقال المالكي إن «الانتخابات يجب أن تكون وفق سياقات قانونية ودستورية». ودعا الأجهزة الأمنية الى «الحياد وتوفير الأمن للمرشحين والناخبين». وأشار الى ان «الانتخابات تشكل سداً منيعاً لمنع عودة الديكتاتورية وعودة الممارسات التي عانى منها العراق».

    في المقابل، قال نائب رئيس الجمهورية القيادي في «المجلس الأعلى» عادل عبدالمهدي، الذي رافق الحكيم الى الناصرية، إن «الانتخابات وحدها لا تكفي من دون بناء المؤسسات الدستورية القانونية التي لا تعمل وفق رغبات الأفراد». ودعا الى «توزيع الصلاحيات بين بغداد والمحافظات كأمر ضروري للتنمية والبناء والإعمار»، محذراً من «المركزية المقيتة التي تقود الى التخلف والفقر والتراجع، وتؤدي إلى توقف مشاريع تقدمت بها الشركات الأجنبية للاستثمار في قطاعات النفط والكهرباء والغاز والموانئ لكنها ظلت تراوح مكانها».

    ولم تخل الحملات الانتخابية أمس من تحذيرات من التزوير. وقال زعيم جبهة «الحوار» صالح المطلك في ان «أي محاولة للتزوير ستدفع الناس الى اليأس من العملية الديموقراطية وإلى ردات فعل شعبية قد تنتهي بعودة العنف»، فيما حذرت كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من إمكان تبديل صناديق الاقتراع، من خلال استمالة موظفي المفوضية العليا للانتخابات بـ «الرشوة».

    على صعيد آخر، أمر القضاء البريطاني أمس الحكومة بنشر محاضر اجتماعين حاسمين في العام 2003 اتخذ خلالهما رئيس الحكومة السابق توني بلير ووزراؤه القرار المثير للجدل بالمشاركة في الحرب على العراق الى جانب الولايات المتحدة.

    وأثبتت المحكمة المكلفة السهر على احترام حرية الوصول الى المعلومات قراراً امر بنشر تفاصيل اجتماعين عقدا في 13 و17 آذار (مارس) 2003 للنظر في قانونية تدخل عسكري في العراق على ضوء القانون الدولي. وخلصت المحكمة الى ان «المصلحة العامة القاضية بالحفاظ على سرية محاضر اجتماعي الحكومة اللذين قرر الوزراء خلالهما ارسال قوات للمشاركة في عملية عسكرية في العراق (...) اقل أهمية من المصلحة العامة الكامنة في كشفها».

     

     

     

    <h1>مجهولون فجروا مركز اقتراع و«القاعدة» هددت المشاركين في انتخابات المحافظات ... العراق: الجيش والشرطة والسجناء والمرضى يقترعون اليوم </h1>

    <h4>بغداد الحياة - 28/01/09//</h4>

    <p>

    <p>يصوّت اليوم حوالي 750 ألف عراقي من عناصر الأمن ونزلاء المستشفيات والسجناء للتصويت «الخاص» في انتخابات المحافظات، وسط مخاوف من عدم وجود ضمانات لتكرار اقتراعهم في التصويت العام السبت المقبل.<br>وفيما أعلنت الشرطة أن مسلحين أضرموا النار في مركز انتخابي في الفلوجة، أعرب سياسيون عن خشيتهم من أن تتحول الاتهامات التي تبادلتها الأطراف السياسية خلال الحملة الانتخابية الى أزمة دائمة، خصوصاً أن حزب «الدعوة» و»المجلس الأعلى» نقلا خلافاتهما حول المركزية إلى الشارع.<br>وكانت جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» حذرت المشاركين في انتخابات المحافظات من عمليات انتقامية. لكن الشرطة المحلية في المدن التي ما زال للتنظيم خلايا فيها، أكدت أن هذه التهديدات لن تثني المواطنين عن المشاركة الكثيفة في المدن ذات الغالبية السنية.<br>ويبدأ اليوم حوالي 750 ألف شخص من عناصر الشرطة والجيش والمعتقلين ونزلاء المستشفيات، الاقتراع في ما يعرف بالتصويت الخاص، أعدت لهم مفوضية الانتخابات مراكز خاصة، لكنها انتقدت وزارتي الدفاع والداخلية لامتناعهما عن تقديم قوائم بأسماء ضباط وجنود الوزارتين لرفعها من سجل الانتخاب المدني، خشية تكرار التصويت.<br>إلى ذلك، اعتبرت منظمة «تموز» لمراقبة الانتخابات في بيان أمس ان فرص حصول مرشحي الكتل الصغيرة على مقاعد في مجالس المحافظات «صعبة»، بسبب نظام توزيع المقاعد الذي يتطلب حصول المرشحين، في بغداد مثلاً على 37 ألفاً أو 70 ألف صوت.<br>وأعلنت مفوضية الانتخابات ان يوم الجمعة المقبل نهاية الحملات الانتخابية، وعلى المرشحين «الصمت» في انتظار النتائج. وتحولت الحملات الدعائية المكثفة إلى خلافات حادة، أعرب سياسيون عن مخاوفهم من تحولها أزمة سياسية في ما بعد الانتخابات. وحذر النائب المستقل قاسم داود (من الائتلاف الشيعي) من تصاعد حدة الخلافات بين الأحزاب والقوى الكبيرة التي تخطت حدود الدعاية الانتخابية «وقد تتحول إلى أزمة تنعكس على أداء الحكومة». وأشار الى ان «الصراع، حتى بين مكونات الحكومة، بين دعاة المركزية (رئيس الوزراء نوري المالكي) ودعاة اللامركزية وتطبيق النظام الفيديرالي» (عبدالعزيز الحكيم والأكراد).<br>وكان طرفا الحكومة الشيعيان «المجلس الأعلى» و «حزب الدعوة»، تبادلا الاتهامات حول دور السلطة المركزية والعشائر والفشل في إدارة المحافظات. وانتقل زعيما الحزبين أمس الى محافظة الناصرية لإحياء مهرجانات انتخابية. وقال المالكي إن «الانتخابات يجب أن تكون وفق سياقات قانونية ودستورية». ودعا الأجهزة الأمنية الى «الحياد وتوفير الأمن للمرشحين والناخبين». وأشار الى ان «الانتخابات تشكل سداً منيعاً لمنع عودة الديكتاتورية وعودة الممارسات التي عانى منها العراق».<br>في المقابل، قال نائب رئيس الجمهورية القيادي في «المجلس الأعلى» عادل عبدالمهدي، الذي رافق الحكيم الى الناصرية، إن «الانتخابات وحدها لا تكفي من دون بناء المؤسسات الدستورية القانونية التي لا تعمل وفق رغبات الأفراد». ودعا الى «توزيع الصلاحيات بين بغداد والمحافظات كأمر ضروري للتنمية والبناء والإعمار»، محذراً من «المركزية المقيتة التي تقود الى التخلف والفقر والتراجع، وتؤدي إلى توقف مشاريع تقدمت بها الشركات الأجنبية للاستثمار في قطاعات النفط والكهرباء والغاز والموانئ لكنها ظلت تراوح مكانها».<br>ولم تخل الحملات الانتخابية أمس من تحذيرات من التزوير. وقال زعيم جبهة «الحوار» صالح المطلك في ان «أي محاولة للتزوير ستدفع الناس الى اليأس من العملية الديموقراطية وإلى ردات فعل شعبية قد تنتهي بعودة العنف»، فيما حذرت كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من إمكان تبديل صناديق الاقتراع، من خلال استمالة موظفي المفوضية العليا للانتخابات بـ «الرشوة».<br>على صعيد آخر، أمر القضاء البريطاني أمس الحكومة بنشر محاضر اجتماعين حاسمين في العام 2003 اتخذ خلالهما رئيس الحكومة السابق توني بلير ووزراؤه القرار المثير للجدل بالمشاركة في الحرب على العراق الى جانب الولايات المتحدة.<br>وأثبتت المحكمة المكلفة السهر على احترام حرية الوصول الى المعلومات قراراً امر بنشر تفاصيل اجتماعين عقدا في 13 و17 آذار (مارس) 2003 للنظر في قانونية تدخل عسكري في العراق على ضوء القانون الدولي. وخلصت المحكمة الى ان «المصلحة العامة القاضية بالحفاظ على سرية محاضر اجتماعي الحكومة اللذين قرر الوزراء خلالهما ارسال قوات للمشاركة في عملية عسكرية في العراق (...) اقل أهمية من المصلحة العامة الكامنة في كشفها».

  8. دخل إلى القطاع بـ«وسائل خاصة» بعدما تعذر ذلك عبر معبر رفح ... النائب الكويتي وليد الطبطبائي أول برلماني عربي يزور غزة

    الكويت - حمد الجاسر الحياة - 28/01/09//

     

     

    عاد الى الكويت أول من أمس النائب الاسلامي في مجلس الأمة (البرلمان) الدكتور وليد الطبطبائي بعد رحلة محفوفة بالمخاطر الى قطاع غزة الذي دخل اليه بـ«وسائل خاصة» وجال فيه راصداً آثار العدوان الاسرائيلي، وحضر اجتماعاً للجنة المالية بالمجلس التشريعي الفلسطيني تناول مسألة إعادة الإعمار.

    الطبطبائي الذي كان قاد تظاهرات وفعاليات كويتية لمناصرة حركة «حماس» خلال حرب غزة حكى لـ«الحياة» تفاصيل رحلته التي بدأت الخميس الماضي عندما توجه الى القاهرة لمرافقة وفد إغاثة كويتي كان سيوصل شاحنات عدة محملة مواد غذائية الى غزة عبر معبر رفح. غير ان الوفد لم يتمكن من إدخال الشاحنات عبر هذا المعبر واضطر الى العودة، في حين امتنع الأمن المصري عند المعبر عن السماح للطبطبائي بالمرور من دون إذن خاص من القاهرة.

    غير ان النائب الكويتي الذي قطع كل هذه المسافة لم يرض بالعودة، وقال لـ«الحياة»: «اتصلت ببعض من أعرفهم في القطاع فأرشدوني الى وسائل أخرى للدخول، وهو ما كان. ودخلت القطاع الذي كان يلفه الظلام، وقطعت مع من رافقني مسافة 30 كيلومترا الى غزة».

    وأوضح انه جال في أنحاء القطاع: مخيم جباليا الذي دمر قسمه الشمالي بالكامل، بيت لاهيا التي رأى فيها بقايا مشتعلة حتى الآن من القنابل الفسفورية، ومبنى المجلس التشريعي ومرافق حكومية وجوامع ومدارس ومصانع. وقال ان «حجم الدمار لا يصدق، فالمزارع جرفت بالكامل والأحياء والعمارات سوتها الجرافات بالأرض لإعطاء الرماة الاسرائيليين رؤية أوضح، والوضع المعيشي مزر، فلا كهرباء ولا ماء، فيما المؤن الاساسية شبه معدومة، ويكفي ان يكون سعر اسطوانة الغاز 120 دولاراً».

    ولاحظ النائب الاسلامي أيضاً ان الغزيين «كانوا على اطلاع جيد على تفاعل العالم الخارجي مع مأساتهم، وهم ثمنوا كثيراً موقف الكويت شعبياً ورسمياً من محنتهم». ولم يتمكن الطبطبائي من الاجتماع بقياديين مرموقين في حماس مثل اسماعيل هنية او غيره، «فالاعتبارات الامنية جعلت تحركات هؤلاء واتصالاتهم محدودة جداً، وهم يتوقعون الغدر الاسرائيلي ونقض الهدنة في أي لحظة»، لكنه التقى بعض ممثلي الحركة في المجلس الوطني مثل الدكتور احمد ابو حلبية واسماعيل الاشقر.

    وغادر الطبطبائي غزة صباح الاثنين بـ «الوسائل الأخرى» نفسها التي دخل بها. وعلى رغم انه لم يكشف هذه الوسائل، إلا ان المرجح ان يكون سلك بعض الانفاق التي لا تزال قائمة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية. ورحلته هذه جعلته أول برلماني عربي يزور القطاع بعد الحرب.

  9. مدارات - مسرح القتل

    أدونيس الحياة - 22/01/09//

     

    -1-

     

    الجدار العازل، المستوطنات، حصر الفلسطينيين في غزة وحصارهم، تجويعاً وبطالةً، تدمير المحرّمات في الحروب: المستشفيات، المعابد، المدارس، منازل الأبرياء، مقوّمات الحياة ومن ضمنها الماء والكهرباء، آلاف القتلى والجرحى، وفوق ذلك عزل غزّة عن العالم:

     

    هذا كله، في نظر الديموقراطيات الغربية، لا شيء! منطق يشوّه الحقيقة والعقل والمنطق.

     

    وداخلَ هذا «المنطق»، أو بقوّته، يَنْشقُّ العرب، أو «يُشقّون»، سياسياً، واقتصادياً.

     

    مسرح قَتْلٍ وفتكٍ وتدميرٍ و «تصفيقٍ»، لا مثيل له في التاريخ.

     

    -2-

     

    قلت، وأكرر هنا: لستُ متعاطفاً مع «حماس»، عقائدياً، أو إيديولوجياً. وهو ما يمكن ان يُناقَش ويُقوّم، على حدة. غير أنّ هذا لا علاقة له بنضالها من أجل حقوقها الوطنيّة والإنسانيّة المشروعة. ولا يُمكن القبول باتخاذ مُعتقداتها ذريعة لقتل شعب، وتدمير ارضٍ أو احتلالها، وإنكار حقوق. ولا معنى ولا محلّ لتهمة «الإرهاب» هنا. خصوصاً أنها تهمة لاحقت كل من تحرّك من اجل استعادة حقه في فلسطين، مسلمين ومسيحيين.

     

    -3-

     

    لم تعرف المؤسسة السياسية العربية، مؤسسة السّلطة والقيادة والعلاقات الدولية، امتهاناً في تاريخها كلّه، كما تعرفه اليوم، في فلسطين. لا من إسرائيل، وحدها، بل من العالم أجمع.

     

    حقاً، يبدو العرب، اليوم، كأنّ أرضهم الخصبة، الكريمة، العالية، مجرّد صحراء، مجرّد مساحاتٍ سائبة، وكأنّهم، جماعاتٍ وشعوباً، مجرّدُ أعدادٍ فائضةٍ عن حاجة العالم، وينبغي التخلّص منها، أو وضعها في «مَعازل»، بطريقة أو أخرى.

     

    والفاجع السّاخر، في هذا كلّه، هو ان العرب أعطوا كل شيء لإسرائيل و «ديموقراطياتها الغربية»، بالاعتراف والعلاقات الديبلوماسية – أعطوا كل شيء: السلام، والثروة، والقواعد العسكرية، وأسواق التجارة والاستهلاك، والمحالفات من كل نوع، دون أن يأخذوا، مقابل ذلك، أي شيء، بل دونَ ان يُمنّ عليهم حتى بالاعتراف ان لهم حقوقاً، وأنهم موجودون، بشراً كبقية البشر، لا أشباحاً ولا عبيداً. وهذا ما تُواصل تأكيده الحرب الإسرائيلية على غزة (عليهم جميعاً). فهذه الحرب ليست لاجتثاث «الإرهاب الحماسي» وصواريخه، وإنما هي حرب لاجتثاث «الهوية»، شعباً وبلاداً – مقوّمات، وأسساً تاريخية وثقافية وعمرانية واقتصادية. حربٌ تخرُق، الى ذلك، جميع الحُرمات التي توصي بها القوانين الإنسانية في الحروب، تخرقها جميعاً، فتقتل الأطفالَ والنساء، وتدمّر البيوت والمدارس والجوامع والمستشفيات، ومراكز الأمم المتحدة نفسها، الرَّمز الدوليَّ لحقوق الإنسان.

     

    نعم، ليس هناك امتهان في التاريخ كله، كمثل هذا الامتهان الذي يعيشه العرب، اليوم.

     

    وفي هذه «الخِلْطيّة» الإسرائيلية، التي تتبنّاها الديموقراطيات الغربية، تُطلقُ صفة «الإرهاب» على من يدافع عن أرضه، ويبرّأ منها من يغتصبها، ويستوطنُها.

     

    والسؤال المحيّر هو: من أين يَجيء هذا الاستعدادُ، عند السلطات العربية، لقبول هذا الامتهان، والسَّيْر في مخططاته؟

     

    -4-

     

    في كل حالٍ، وتلك هي ذُروة الانحدار الكارثي، أخشى ان تكون المسألة الآن قد أصبحت أبعد من «حماس»: من التنابُذ أو التعاطف معها. وأصبحت أبعد من غزة، ومن الخلاف أو الاتفاق الفلسطيني – الفلسطيني، أو العربي – العربي، وأخشى أن تكون قد أصبحت أبعدَ من فلسطين نفسها.

     

    المسألة هي: دولةٌ – عضوٌ في هيئة الأمم المتحدة، تضرب عرضَ الحائط بقوانين هذه الهيئة ومبادئها، تعطي لنفسها الحقوق والمطامع التي تشتهيها (كل مطمع لها هو حق لها!)، دولة تستأثر بالحق، غصباً عن هذه الهيئة، بالقضاء حرْبياً، على أية قوة عربية لا تطمئنُّ إليها، متى شاءت. وبالطرق التي تشاء، وبالأسلحة العالية التطور، فتْكاً وتدميراً، سواءٌ كانت هذه القوة «فرْداً»، أو «جماعةً» أو «دولةً». وهي طرقٌ تشهد حرب غزّة أنها لا تقيم أي وزنٍ للحياة ومقوّماتها، أو للإنسان نفسه، حتى ليبدو ان «عدوّها» ليس إلا ذريعة للإبادة العمياء دون تمييز. وهو استئثارٌ يتم بتواطؤ، أو رضوخ عربي، ويتم كذلك بنوع من المباركة الدولية.

     

    القضاء على «حماس» هو، بهذا المعنى، ليس إلا قضاءً على الفلسطيني نفسه، مباشرةً، وعلى العربيّ نفسه، مُداورَةً. تعزّز ما أقوله المؤسسة الإسرائيلية السياسية: فهي ترفض ان ترسمَ حداً أو تعترف بحدود بينها، بوصفها دولةً، وبين فلسطين بوصفها «دولةً» مجاورة. وترفض ان تحدد «وضع» الأشخاص غير اليهود الذين يقيمون في إسرائيل. وترفض ان تعطي لرئيس السلطة الفلسطينية أية حرية، حتى حرية الانتقال، أو أية استقلالية في أبسط جزء من أجزاء فلسطين «الفلسطينية». وترفض الى ذلك ان تنسحب من الأرض العربية التي تغتصبها، احتلالاً، في سورية ولبنان.

     

    -5-

     

    ما الواقع العربيّ، اليوم، في ضوء «حرب غزة» أو غزْوها؟ أولاً – فقدت معظم الأنظمة العربية، مشروعية تمثيل حقوق شعوبها في الحياة الكريمة، الحرة، المستقلة، فقدتها، ديموقراطياً وإنسانياً وأخلاقياً.

     

    ثانياً – لا تبدو «حماس»، في هذا الضوء، مجرّد تنظيم سياسي – عسكري – ديني، ولا تبدو أنّها «دينيّة» أكثر من غيرها، إلا بالشعارات التي ليست، في التحليل الواقعي الأخير إلا خطاباً غيبياً، مما وراء الواقع (وهل إسرائيل في واقعيتها دولة علمانيّة، أو غير دينية؟).

     

    على العكس، تبدو «حماس»، في هذا الضوء، كأنها «بصيصُ» عالم آخذٍ بالانطفاء، أو كأنها «انفجارٌ» صغيرٌ في عالم سياسي عربي كبير وخامد. وتبدو، بوصفها كذلك، كأنها «أملٌّ كامنٌ» ضد المؤسسة السياسية العربية، وضد المؤسسة الإسرائيلية السياسيّة، في آن.

     

    ثالثاً – كل شيء، في هذا الضوء، يُشير الى ان الأمن المؤسسيّ العربيّ، آخذٌ من الآن فصاعداً بالوقوع في قبضة الأمن المؤسسيّ الإسرائيلي.

     

    رابعاً – الانتصار على «حماس» بوصفها «تنْظيماً»، هو في هذا الضوء، انتصارٌ محدود وموقّت في معركة ستكون طويلة الأمد. و «طول الأمد» هنا هو، بالضبط، ما تريده إسرائيل. فهو يتيح لها ان «تهضم» جيداً، وأن «تستوطن» جيداً، وأن «تمحو» و «تروض» جيداً، وأن «تُهيمن» جيداً، بحيث يستنزفُ العالمُ السياسي العربي طاقاته كلها في ما لا يُجدي، وبحيث تُعيد بناءه، كما تشاء، وفقاً للإيقاع الذي تشاء.

     

    خامساً – ليس «قتلُ» غزّة، في هذا الضوء، إلا مجرّد فصل في «مسرح القتل». فصل تجريب لقتل «العواصم» العربية.

     

    و «عقاب» العرب هنا ليس واقعاً على «سلوكهم» بل هو واقع على «وجودهم»، وفقاً لتعبير محمد حسنين هيكل.

     

    سادساً – ليست الولايات المتحدة إلا حجاباً – ستاراً لهذا المسرح التراجيدي. خصوصاً انه ليس لإسرائيل التي تُخْرجه وتديره إلا «القوة» – قوة البطش والتدمير. وليست الولايات المتحدة إلاّ «الخزّان» الأكبر للوقود الذي تحتاج إليه هذه القوة.

     

    لكن إســـرائــيل، في هذه «الانتصارات» التي ستحـــققها، لن تكون في نظر التاريخ الإنساني العادل، وفي نظر الحقيقة والعقل، وفي النظر الإنساني بحصر الدلالة، إلا انتهاكاً للإنسان وحقوقه، وللحرية، والحقيقة، والعقل.

     

    سابعاً – «مسرح القتل» هذا، تنعرضُ فيه مرحلةٌ حاسمةٌ من مراحل انقراضنا: انقراض ذلك الألَق الذي عاش خمسة عشرَ قرْناً وكان اسمُه: العرب.

  10. مدارات - مسرح القتل

    أدونيس الحياة - 22/01/09//

     

    -1-

     

    الجدار العازل، المستوطنات، حصر الفلسطينيين في غزة وحصارهم، تجويعاً وبطالةً، تدمير المحرّمات في الحروب: المستشفيات، المعابد، المدارس، منازل الأبرياء، مقوّمات الحياة ومن ضمنها الماء والكهرباء، آلاف القتلى والجرحى، وفوق ذلك عزل غزّة عن العالم:

     

    هذا كله، في نظر الديموقراطيات الغربية، لا شيء! منطق يشوّه الحقيقة والعقل والمنطق.

     

    وداخلَ هذا «المنطق»، أو بقوّته، يَنْشقُّ العرب، أو «يُشقّون»، سياسياً، واقتصادياً.

     

    مسرح قَتْلٍ وفتكٍ وتدميرٍ و «تصفيقٍ»، لا مثيل له في التاريخ.

     

    -2-

     

    قلت، وأكرر هنا: لستُ متعاطفاً مع «حماس»، عقائدياً، أو إيديولوجياً. وهو ما يمكن ان يُناقَش ويُقوّم، على حدة. غير أنّ هذا لا علاقة له بنضالها من أجل حقوقها الوطنيّة والإنسانيّة المشروعة. ولا يُمكن القبول باتخاذ مُعتقداتها ذريعة لقتل شعب، وتدمير ارضٍ أو احتلالها، وإنكار حقوق. ولا معنى ولا محلّ لتهمة «الإرهاب» هنا. خصوصاً أنها تهمة لاحقت كل من تحرّك من اجل استعادة حقه في فلسطين، مسلمين ومسيحيين.

     

    -3-

     

    لم تعرف المؤسسة السياسية العربية، مؤسسة السّلطة والقيادة والعلاقات الدولية، امتهاناً في تاريخها كلّه، كما تعرفه اليوم، في فلسطين. لا من إسرائيل، وحدها، بل من العالم أجمع.

     

    حقاً، يبدو العرب، اليوم، كأنّ أرضهم الخصبة، الكريمة، العالية، مجرّد صحراء، مجرّد مساحاتٍ سائبة، وكأنّهم، جماعاتٍ وشعوباً، مجرّدُ أعدادٍ فائضةٍ عن حاجة العالم، وينبغي التخلّص منها، أو وضعها في «مَعازل»، بطريقة أو أخرى.

     

    والفاجع السّاخر، في هذا كلّه، هو ان العرب أعطوا كل شيء لإسرائيل و «ديموقراطياتها الغربية»، بالاعتراف والعلاقات الديبلوماسية – أعطوا كل شيء: السلام، والثروة، والقواعد العسكرية، وأسواق التجارة والاستهلاك، والمحالفات من كل نوع، دون أن يأخذوا، مقابل ذلك، أي شيء، بل دونَ ان يُمنّ عليهم حتى بالاعتراف ان لهم حقوقاً، وأنهم موجودون، بشراً كبقية البشر، لا أشباحاً ولا عبيداً. وهذا ما تُواصل تأكيده الحرب الإسرائيلية على غزة (عليهم جميعاً). فهذه الحرب ليست لاجتثاث «الإرهاب الحماسي» وصواريخه، وإنما هي حرب لاجتثاث «الهوية»، شعباً وبلاداً – مقوّمات، وأسساً تاريخية وثقافية وعمرانية واقتصادية. حربٌ تخرُق، الى ذلك، جميع الحُرمات التي توصي بها القوانين الإنسانية في الحروب، تخرقها جميعاً، فتقتل الأطفالَ والنساء، وتدمّر البيوت والمدارس والجوامع والمستشفيات، ومراكز الأمم المتحدة نفسها، الرَّمز الدوليَّ لحقوق الإنسان.

     

    نعم، ليس هناك امتهان في التاريخ كله، كمثل هذا الامتهان الذي يعيشه العرب، اليوم.

     

    وفي هذه «الخِلْطيّة» الإسرائيلية، التي تتبنّاها الديموقراطيات الغربية، تُطلقُ صفة «الإرهاب» على من يدافع عن أرضه، ويبرّأ منها من يغتصبها، ويستوطنُها.

     

    والسؤال المحيّر هو: من أين يَجيء هذا الاستعدادُ، عند السلطات العربية، لقبول هذا الامتهان، والسَّيْر في مخططاته؟

     

    -4-

     

    في كل حالٍ، وتلك هي ذُروة الانحدار الكارثي، أخشى ان تكون المسألة الآن قد أصبحت أبعد من «حماس»: من التنابُذ أو التعاطف معها. وأصبحت أبعد من غزة، ومن الخلاف أو الاتفاق الفلسطيني – الفلسطيني، أو العربي – العربي، وأخشى أن تكون قد أصبحت أبعدَ من فلسطين نفسها.

     

    المسألة هي: دولةٌ – عضوٌ في هيئة الأمم المتحدة، تضرب عرضَ الحائط بقوانين هذه الهيئة ومبادئها، تعطي لنفسها الحقوق والمطامع التي تشتهيها (كل مطمع لها هو حق لها!)، دولة تستأثر بالحق، غصباً عن هذه الهيئة، بالقضاء حرْبياً، على أية قوة عربية لا تطمئنُّ إليها، متى شاءت. وبالطرق التي تشاء، وبالأسلحة العالية التطور، فتْكاً وتدميراً، سواءٌ كانت هذه القوة «فرْداً»، أو «جماعةً» أو «دولةً». وهي طرقٌ تشهد حرب غزّة أنها لا تقيم أي وزنٍ للحياة ومقوّماتها، أو للإنسان نفسه، حتى ليبدو ان «عدوّها» ليس إلا ذريعة للإبادة العمياء دون تمييز. وهو استئثارٌ يتم بتواطؤ، أو رضوخ عربي، ويتم كذلك بنوع من المباركة الدولية.

     

    القضاء على «حماس» هو، بهذا المعنى، ليس إلا قضاءً على الفلسطيني نفسه، مباشرةً، وعلى العربيّ نفسه، مُداورَةً. تعزّز ما أقوله المؤسسة الإسرائيلية السياسية: فهي ترفض ان ترسمَ حداً أو تعترف بحدود بينها، بوصفها دولةً، وبين فلسطين بوصفها «دولةً» مجاورة. وترفض ان تحدد «وضع» الأشخاص غير اليهود الذين يقيمون في إسرائيل. وترفض ان تعطي لرئيس السلطة الفلسطينية أية حرية، حتى حرية الانتقال، أو أية استقلالية في أبسط جزء من أجزاء فلسطين «الفلسطينية». وترفض الى ذلك ان تنسحب من الأرض العربية التي تغتصبها، احتلالاً، في سورية ولبنان.

     

    -5-

     

    ما الواقع العربيّ، اليوم، في ضوء «حرب غزة» أو غزْوها؟ أولاً – فقدت معظم الأنظمة العربية، مشروعية تمثيل حقوق شعوبها في الحياة الكريمة، الحرة، المستقلة، فقدتها، ديموقراطياً وإنسانياً وأخلاقياً.

     

    ثانياً – لا تبدو «حماس»، في هذا الضوء، مجرّد تنظيم سياسي – عسكري – ديني، ولا تبدو أنّها «دينيّة» أكثر من غيرها، إلا بالشعارات التي ليست، في التحليل الواقعي الأخير إلا خطاباً غيبياً، مما وراء الواقع (وهل إسرائيل في واقعيتها دولة علمانيّة، أو غير دينية؟).

     

    على العكس، تبدو «حماس»، في هذا الضوء، كأنها «بصيصُ» عالم آخذٍ بالانطفاء، أو كأنها «انفجارٌ» صغيرٌ في عالم سياسي عربي كبير وخامد. وتبدو، بوصفها كذلك، كأنها «أملٌّ كامنٌ» ضد المؤسسة السياسية العربية، وضد المؤسسة الإسرائيلية السياسيّة، في آن.

     

    ثالثاً – كل شيء، في هذا الضوء، يُشير الى ان الأمن المؤسسيّ العربيّ، آخذٌ من الآن فصاعداً بالوقوع في قبضة الأمن المؤسسيّ الإسرائيلي.

     

    رابعاً – الانتصار على «حماس» بوصفها «تنْظيماً»، هو في هذا الضوء، انتصارٌ محدود وموقّت في معركة ستكون طويلة الأمد. و «طول الأمد» هنا هو، بالضبط، ما تريده إسرائيل. فهو يتيح لها ان «تهضم» جيداً، وأن «تستوطن» جيداً، وأن «تمحو» و «تروض» جيداً، وأن «تُهيمن» جيداً، بحيث يستنزفُ العالمُ السياسي العربي طاقاته كلها في ما لا يُجدي، وبحيث تُعيد بناءه، كما تشاء، وفقاً للإيقاع الذي تشاء.

     

    خامساً – ليس «قتلُ» غزّة، في هذا الضوء، إلا مجرّد فصل في «مسرح القتل». فصل تجريب لقتل «العواصم» العربية.

     

    و «عقاب» العرب هنا ليس واقعاً على «سلوكهم» بل هو واقع على «وجودهم»، وفقاً لتعبير محمد حسنين هيكل.

     

    سادساً – ليست الولايات المتحدة إلا حجاباً – ستاراً لهذا المسرح التراجيدي. خصوصاً انه ليس لإسرائيل التي تُخْرجه وتديره إلا «القوة» – قوة البطش والتدمير. وليست الولايات المتحدة إلاّ «الخزّان» الأكبر للوقود الذي تحتاج إليه هذه القوة.

     

    لكن إســـرائــيل، في هذه «الانتصارات» التي ستحـــققها، لن تكون في نظر التاريخ الإنساني العادل، وفي نظر الحقيقة والعقل، وفي النظر الإنساني بحصر الدلالة، إلا انتهاكاً للإنسان وحقوقه، وللحرية، والحقيقة، والعقل.

     

    سابعاً – «مسرح القتل» هذا، تنعرضُ فيه مرحلةٌ حاسمةٌ من مراحل انقراضنا: انقراض ذلك الألَق الذي عاش خمسة عشرَ قرْناً وكان اسمُه: العرب.

  11.  

    أكدت اكتشاف قطع أثرية في بيرو واتهمت شركات «مرتزقة» بمحاولة تهريب كنوز نمرود ... بغداد تطالب واشنطن بإعادة مخطوطات التوراة من إسرائيل

    بغداد - عبدالواحد طعمة الحياة - 17/01/09//

     

    اتهمت وزارة الداخلية العراقية عناصر شركات أمنية متعاقدة مع القوات الاميركية (لم تسمها) بالتحايل لتهريب كنوز نمرود، مشيرة الى قلقها من وجود مخطوطات تعود الى فترة السبي البابلي تتضمن نصوصا من التوراة وتفاسيرها في اسرائيل، بعد ان نقلتها القوات الاميركية عام 2003، زاعمة أنها تحتاج إلى صيانة.

    ويبحث العراق عن آلاف القطع الأثرية المنهوبة منذ عام 2003، بينها 9400 قطعة من مقتنيات المتحف الذي اعلنت الحكومة افتتاحه امام الزوار الشهر المقبل، فيما يعود باقي القطع المفقودة الى المواقع الأثرية والمتاحف المحلية.

    وقال العميد وضاح نصرت، من دائرة التحقيقات الجنائية في وزارة الداخلية، لـ «الحياة» امس إن «شركة أمنية اجنبية» تعمل في العراق حاولت الاحتيال على السلطات بعقد اتفاق، رفضته الحكومة، يقضي بإخراج احد الكنوز الثمينة في جولة خارج البلاد، واتضح في ما بعد ان هذه الشركة كانت تعاني الإفلاس وتخطط لتهريب الكنوز»، لافتا الى ان التحقيقات تشير الى أن عناصر في تلك الشركة وغيرها من شركات المرتزقة «متورطة بالعديد من اعمال تهريب الاثار». ورفض تسمية الشركة لكنه قال إنها «ليست بلاك ووتر وليست اميركية».

    وعن الاثار المهربة الى اسرائيل أوضح أن «هذا الموضوع يعود الى بداية دخول القوات الاميركية الى بغداد عام 2003 حين استولت وحدات عسكرية اميركية على عدد من المخطوطات الاثرية في مبنى جهاز المخابرات السابق ونقلتها الى الولايات المتحدة بحجة صيانتها على ان تعاد الى البلاد خلال فترة لا تتجاوز عامين». واعرب عن قلق وزارته «بعد ورود معلومات تشير الى تهريب المخطوطات الى اسرائيل».

    وعن طبيعة هذه المخطوطات قال: «بحسب ما لدينا من معلومات فإنها تعود الى العصر البابلي وتتعلق بموضوع السبي البابلي لليهود وتضم حسب المعلومات المتوافرة نسخاً من التوراة كتبت في تلك الفترة». وتابع: «سنتوجه خلال الايام المقبلة الى واشنطن للبحث في هذا الموضوع وتقصي الحقائق بعد انهاء مهمة مشابهة في البيرو».

    وزاد إن «مهمتنا في البيرو هي بدعوة من حكومتها التي ابلغتنا أنها ضبطت عددا من القطع الأثرية وستتولى لجنة مشتركة من الاثار ووزارتي الداخلية والخارجية هذه المهمة». وأضاف أن «هناك قضية في محاكم بيروت لاستعادة راس الملك سنطروق، بعدما رفضت الجهة التي لديها التمثال تسليمنا اياه».

    إلى ذلك، أفادت هيئة الاثار ان «المخطوطات التي نقلت الى واشنطن كانت عبارة عن نصوص توراتية وتفسيرات لها نقلت حينها بـ25 صندوقا حديديا و7 صناديق ورقية في آب (اغسطس) عام 2003». واكد الناطق باسم الهيئة عبدالزهرة الطالقاني في تصريح الى «الحياة» انه «في منتصف عام 2008 نشرت صحيفة اسرائيلية خبرا مفاده ان اسرائيل تسلمت عددا من المخطوطات تعود الى الديانة اليهودية مصدرها العراق، ما اثار استغرابنا ووجهنا رسالة الى الجانب الاميركي نبلغه عدم مشروعية التصرف بالاثار العراقية». واضاف ان «الهيئة ابلغت اسرئيل عن طريق منظمة اليونسكو ضرورة اعادة هذه المخطوطات وان اي اثار عراقية، مهما كان اصلها الديني تعود إلينا كون بلدنا متعدد الاديان والقوميات والثقافات».

    وعن محاولة احتيال احدى الشركات الامنية لاخراج كنز أثري من العراق اشار إلى أن «الكنز الذي تم الحديث عنه يعود الى كنوز النمرود، وفعلا تلقينا طلباً من احدى الشركات الامنية لعرضه خارج البلاد الا ان رفض الحكومة اجهض هذه المحاولة».

    واكد ان الجانب الاميركي سبق ان «اثبت جديته في التعامل مع الاثار العراقية المهربة الى الخارج، وحتى اليوم تسلمنا حوالي 6 الاف قطعة مسروقة من المتحف الوطني، كان اخرها تسلم سفير العراق لدى واشنطن نحو 1046 قطعة نهاية العام الماضي لكن ما زالت الاف القطع التي نهبت من المتحف ومن المواقع الأثرية منذ عام 2003 مفقودة حتى اليوم بينها 9400 قطعة من مقتنيات المتحف».

    ورفضت السفارة الاميركية في اتصال مع «الحياة» التعليق على اتهام عناصر الشركات الامنية والجيش الأميركي بتهريب الآثار.

  12.  

    بعد تحذير المشهداني من مخطط لعزل رئيس الحكومة ... جهود إقالة المالكي تصطدم بموقف المرجعية وانتخابات المحافظات اختبار حقيقي لشعبيته

    بغداد - عبدالواحد طعمة الحياة - 26/12/08//

     

    أثارت قضية اقالة رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، وتحذيره عن وجود نية لـ«انقلاب دستوري» على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تساؤلات حيال امكان لعب «المجلس الاعلى الاسلامي» بزعامة عبدالعزيز الحكيم الدور ذاته الذي قام به «الحزب الاسلامي العراقي» مع المشهداني، واعطاء الضوء الاخضر لغرماء المالكي من الأكراد والسنة لإطاحة حكومته. وكان المشهداني أكد أن إزاحته من منصبه تقف خلفها دوافع تتعلق بسعي أحزاب رئيسية إلى عزل المالكي من منصبه.

    ويرفع الحزبان الكرديان (54 مقعداً برلمانياً) اللذان يلعبان دوراً سياسياً فاعلاً قائمة طويلة من الاتهامات ضد المالكي أبرزها النزوع نحو التفرد بالقرارات في قضايا منها «مجالس الإسناد» والمخاوف من اعادة دور عشائر كردية اتهمت بولائها الى النظام السابق، اضافة إلى اتهام المالكي بالتنصل عن دعم وتفعيل عمل لجنة المادة 140 الخاصة بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها مدينة كركوك الغنية بالنفط على خلفية توتر شديد في العلاقة بين الطرفين.

    أما «الحزب الاسلامي» (23 مقعداً)، وهو المكون الخامس في مجموعة (4 +1) أو المجلس الخماسي (يضم اضافة الى الاسلامي والاكراد، «حزب الدعوة الاسلامية»، 25 مقعداً، و «المجلس الاعلى الاسلامي»، 30 مقعداً)، فله خلافات عديدة مع الحكومة أهمها عدم الاستجابة إلى مطالباته في ضم 50 في المئة من عناصر «الصحوة» الى قوات الأمن في الجيش والشرطة، والتي تعتبرها الحكومة وجهاً آخر للميليشيات، وخلافات أخرى على اعادة التوازن الطائفي في أجهزة الأمن والوزارات السيادية ورفض الحكومة شمول عدد من مسؤولي النظام السابق بقانون العفو العام والغاء عقوبة الإعدام عن عدد منهم، وتقاسم السلطات التنفيذية مع رئيس الحكومة والتي كثيراً ما دعا اليها زعيم الحزب طارق الهاشمي.

    ويختلف الطرف الثالث في المعادلة، وهو «المجلس الاعلى»، مع المالكي على «مجالس الاسناد» التي أسسها في جنوب العراق وقضايا انتخابية سمحت بإنهاء تحالف الطرفين في انتخابات مجالس المحافظات. قيادي في «حزب الدعوة» يؤكد لـ «الحياة» أن سيناريو عزل المالكي ممكن نظرياً لكن على المستوى الواقعي تترتب على ذلك مخاطر كبرى. ويقول: «يجب أن لا يخضع مصير البلد الى لعبة سياسية».

    ويضيف أن «الخلافات مع المالكي وحزب الدعوة من جهة والمجلس الاعلى من جهة ثانية لم تصل الى مرحلة كسر العظم»، مشيراً الى أن «هناك اعتبارات تتعلق بموقف المرجعية الدينية من هذا الموضوع في حال حدث». ويتابع أن «هناك صعوبات تتعلق بصعوبة تحقيق نصاب داخل البرلمان، أي جمع 139 صوتاً هي الغالبية المطلقة من عدد أعضاء البرلمان، بحسب الدستور».

    وفيما يرى هذا القيادي القريب من المالكي أن دوافع انتخابية ربما تقف خلف الترويج لقضية الانقلاب الدستوري ضد رئيس الوزراء، يعرب عن اعتقاده من جهة أخرى بأن انتخابات المحافظات ستضع حدوداً واضحة لوزن الاطراف السياسية. يذكر أن المالكي اختار الترشح باسم «تكتل دولة القانون» بمعزل عن حلفائه في الحكومة، ما يعني أن شعبيته الحقيقية ستختبر في هذه الانتخابات».

     

     

    <h1>بعد تحذير المشهداني من مخطط لعزل رئيس الحكومة ... جهود إقالة المالكي تصطدم بموقف المرجعية وانتخابات المحافظات اختبار حقيقي لشعبيته</h1>

    <h4>بغداد - عبدالواحد طعمة الحياة - 26/12/08//</h4>

    <p>

    <p>أثارت قضية اقالة رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني، وتحذيره عن وجود نية لـ«انقلاب دستوري» على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تساؤلات حيال امكان لعب «المجلس الاعلى الاسلامي» بزعامة عبدالعزيز الحكيم الدور ذاته الذي قام به «الحزب الاسلامي العراقي» مع المشهداني، واعطاء الضوء الاخضر لغرماء المالكي من الأكراد والسنة لإطاحة حكومته. وكان المشهداني أكد أن إزاحته من منصبه تقف خلفها دوافع تتعلق بسعي أحزاب رئيسية إلى عزل المالكي من منصبه.<br>ويرفع الحزبان الكرديان (54 مقعداً برلمانياً) اللذان يلعبان دوراً سياسياً فاعلاً قائمة طويلة من الاتهامات ضد المالكي أبرزها النزوع نحو التفرد بالقرارات في قضايا منها «مجالس الإسناد» والمخاوف من اعادة دور عشائر كردية اتهمت بولائها الى النظام السابق، اضافة إلى اتهام المالكي بالتنصل عن دعم وتفعيل عمل لجنة المادة 140 الخاصة بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها ومن ضمنها مدينة كركوك الغنية بالنفط على خلفية توتر شديد في العلاقة بين الطرفين.<br>أما «الحزب الاسلامي» (23 مقعداً)، وهو المكون الخامس في مجموعة (4 +1) أو المجلس الخماسي (يضم اضافة الى الاسلامي والاكراد، «حزب الدعوة الاسلامية»، 25 مقعداً، و «المجلس الاعلى الاسلامي»، 30 مقعداً)، فله خلافات عديدة مع الحكومة أهمها عدم الاستجابة إلى مطالباته في ضم 50 في المئة من عناصر «الصحوة» الى قوات الأمن في الجيش والشرطة، والتي تعتبرها الحكومة وجهاً آخر للميليشيات، وخلافات أخرى على اعادة التوازن الطائفي في أجهزة الأمن والوزارات السيادية ورفض الحكومة شمول عدد من مسؤولي النظام السابق بقانون العفو العام والغاء عقوبة الإعدام عن عدد منهم، وتقاسم السلطات التنفيذية مع رئيس الحكومة والتي كثيراً ما دعا اليها زعيم الحزب طارق الهاشمي.<br>ويختلف الطرف الثالث في المعادلة، وهو «المجلس الاعلى»، مع المالكي على «مجالس الاسناد» التي أسسها في جنوب العراق وقضايا انتخابية سمحت بإنهاء تحالف الطرفين في انتخابات مجالس المحافظات. قيادي في «حزب الدعوة» يؤكد لـ «الحياة» أن سيناريو عزل المالكي ممكن نظرياً لكن على المستوى الواقعي تترتب على ذلك مخاطر كبرى. ويقول: «يجب أن لا يخضع مصير البلد الى لعبة سياسية».<br>ويضيف أن «الخلافات مع المالكي وحزب الدعوة من جهة والمجلس الاعلى من جهة ثانية لم تصل الى مرحلة كسر العظم»، مشيراً الى أن «هناك اعتبارات تتعلق بموقف المرجعية الدينية من هذا الموضوع في حال حدث». ويتابع أن «هناك صعوبات تتعلق بصعوبة تحقيق نصاب داخل البرلمان، أي جمع 139 صوتاً هي الغالبية المطلقة من عدد أعضاء البرلمان، بحسب الدستور».<br>وفيما يرى هذا القيادي القريب من المالكي أن دوافع انتخابية ربما تقف خلف الترويج لقضية الانقلاب الدستوري ضد رئيس الوزراء، يعرب عن اعتقاده من جهة أخرى بأن انتخابات المحافظات ستضع حدوداً واضحة لوزن الاطراف السياسية. يذكر أن المالكي اختار الترشح باسم «تكتل دولة القانون» بمعزل عن حلفائه في الحكومة، ما يعني أن شعبيته الحقيقية ستختبر في هذه الانتخابات».</p>

    </p>

  13.  

    نظّموا احتفالات في أكثر المناطق اضطراباً بعد غياب 5 سنوات ... مسيحيو بغداد يستعيدون احتفالات وطقوس الميلاد

    بغداد - عمر ستار الحياة - 26/12/08//

     

    ارتدت كنائس بغداد أمس حلة جديدة واستقبلت آلاف المسيحيين المحتفلين بأعياد الميلاد، ما جعل احتفالات هذا العام مختلفة عن السنوات السابقة بعد تحسن الأوضاع الأمنية الذي طرأ في عموم مناطق بغداد. ونظمت نوادي العاصمة وفنادقها ليل أول من أمس حفلات حتى ساعات متأخرة لأبناء الطائفة المسيحية وغيرهم من العراقيين، فيما أقامت الكنائس صلواتها ومراسمها الخاصة في هذه المناسبة في مناطق كانت تعتبر مضطربة أمنياً، كما هي الحال في كنيسة يوحنا المعمدان للكلدان الكاثوليك في منطقة الدورة وكنيسة مار كوكيس في حي بغداد الجديدة حيث تعرض المسيحيون لمضايقات وتهجير خلال السنوات السابقة.

    وفي منطقة «الكرادة الشرقية» التي تضم أعداداً كبيرة من المسيحيين، زينت «أشجار الميلاد» واجهات المحال التجارية والمنازل. ويؤكد جوزيف منعم (24 عاماً) أن «أعياد الميلاد ورأس السنة مختلفة كثيراً هذا العام، إذ أتاح لنا الوضع الأمني المتحسن إقامة المراسم والطقوس الخاصة والتقليدية في عموم كنائس واديرة العاصمة وترتيب الحفلات الخاصة والعامة».

    ويشير الى أن الاستعدادات للعيد كانت مكثفة هذه المرة «بعد نجاح الاحتفالات والحفلات التي أُقيمت في عيد الاضحى الماضي بالنسبة إلى المسلمين. لذا فإن عيد رأس السنة سيكون مميزاً، ونأمل في أن يكون عام 2009 مميزاً أيضاً ويحمل كثيراً من التحسن الأمني للعراقيين». وفي كنائس منطقة الدورة، تعالت قراءة التراتيل والاناشيد الدينية بعدما كان ذلك مستحيلاً ابان سيطرة تنظيم «القاعدة» على المنطقة.

    تقول «أم ريتا» التي كانت تشتري «شجرة الميلاد» من سوق الآشوريين الشهيرة في الدورة إن «هذا أول عيد نحتفل به منذ عام 2003 تقريباً، ولم نستطع في أوقات كثيرة مضت حتى الوصول إلى الكنائس». وتشير الى أنها «استعدت مبكراً لهذه المناسبة التي تتطلب تبادل الهديا وشراء شجرة الميلاد وتزيينها وإعداد الملابس الخاصة بأداء صلوات العيد».

    وتضيف أن «عدداً من أقاربنا في أوروبا سيزورنا في رأس السنة بعدما أكدنا لهم تغير الأوضاع الأمنية في شكل كبير، وسنتبادل التهاني معهم مباشرة بدلاً من الانترنت والبريد الالكتروني الذي كان وسيلة اتصالنا الوحيدة معهم». يذكر أن عدد المسيحيين في بغداد تناقص منذ الحرب الأخيرة عام 2003 وتصاعد اعمال العنف. واختارت معظم العائلات الهجرة الدائمة الى دول أوروبية او الى كندا واستراليا، فيما توجه آخرون الى مدن اقليم كردستان مثل عين كاوا في أربيل ودهوك، واستقر كثيرون في سورية او الأردن. وكانت أشد الهجمات التي تعرض لها مسيحيو بغداد حين فجرت جماعات مسلحة متطرفة عام 2004 عدداً من الكنائس في أحياء مختلفة وبخاصة في الدورة والكرادة وبغداد الجديدة.

    ويشكل المسيحيون حوالي ثلاثة في المئة من سكان العراق البالغ عددهم حوالي 29 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين. ووفقاً لإحصاء عام 1987، بلغ عدد المسيحيين في العراق 1.4 مليون نسمة غير أنه يعتقد بأن العدد أقل من مليون نسمة حالياً.

  14. «التقرير العربي الأوّل للتنمية الثقافية» ... الثقافة العربية كما يبرزها الإحصاء والتحليل والنقد

    موريس أبو ناضر الحياة - 26/12/08//

     

    لا يمكن أحداً أن ينكر، أن للكلمات تاريخاً، وأنها أيضاً الى حد ما تصنع التاريخ. هذا الاعتبار إذا كان صحيحاً بالنسبة للكلمات كلها، فإنه قابل للاثبات بصفة خاصة في حالة كلمة «ثقافة» التي تحولت الى مصطلح متعدد المدلولات.

    نحن ندين الى عالم الانتربولوجيا البريطاني غداورد تايلول (1832 - 1917) بأول تعريف لمفهوم الثقافة فهي بِحَسبِ قوله: «هذا الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات، وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في المجتمع».

    يشهد مفهوم الثقافة الذي ابتدعته الثقافة الغربية نجاحاً مطرداً في بلادنا هذه الأيام، وينزع هذا المفهوم الى الحلول مكان مفاهيم كانت أكثر استعمالاً في ما مضى في شأن «حضارة» و «ذهنية» و «شخصية» و «روح». وهو يعني في ما يعنيه ذلك المركب المتجانس من الذكريات والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات والإبداعات والتطلعات التي تحتفظ لجماعة بشرية، تشكل أمة أو ما في معناها، بهويتها الحضارية. بعبارة أخرى، الثقافة هي المعبر الأصيل عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم، وعن نظرة هذه الأمة الى الكون والإنسان والحياة والموت.

    يعتبر الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي أن «الثقافة بمكوناتها وتجلياتها هي قاطرة كل تنمية، والمعين الذي لا ينضب لكل ابداع انساني». وهذا التعريف الذي يتصدر «التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية» الذي أصدرته حديثاً «مؤسسة الفكر العربي» يرسم السياسة الثقافية للمؤسسة التي تقوم على الكشف عن نواحي القصور في الخصوصية الثقافية للأمة، مع الأخذ بقيم التقدم الإنساني المعاصر.

    يشكل مفهوم التنمية الثقافية نقطة الارتكاز للتقرير العربي الأول للتنمية الثقافية، فهو باعتبار أمين عام مؤسسة الفكر العربي، ومنسق التقرير سليمان عبدالمنعم: «كل ما من شأنه أن يساهم، في كل مجال من مجالات النشاط الإنساني في نشر قيم مجتمع المعرفة، وتحديث النظم والوسائل والأدوات الكفيلة باستنفار العقل العربي وتوظيف قواه من ناحية، والارتقاء بالوجدان العربي من ناحية أخرى. وفي جملة واحدة تبدو التنمية الثقافية هي تنمية العقل وتربية الوجدان».

    ثمة محاور أساسية تمثل مرتكزات التنمية الثقافية، وهي المرتكزات التي اعتمدت كموضوعات لهذا التقرير وهي على التوالي: التعليم العالي في البلدان العربية، الإعلام العربي، حركة التأليف والنشر، الإبداع، الحصاد الثقافي السنوي.

    في الواقع، لا تتأتى تنمية ثقافية من دون علم وتعلم ومعارف نظرية وعملية وخدمات ثقافية من جهة، وقراءة واطلاع ومتابعة، وتطبيق وتحصيل علمي، وابداع فكري وأدبي وفني وتقني من جهة أخرى.

    في مجال العلم والتعلم يتضمن التقرير محوراً عن «التعليم العالي في البلدان العربية» يتكشف من قراءته، أن جامعة شانغهاي في العام 2003 نشرت تصنيفاً لأفضل خمسمئة جامعة في العالم فلم تظهر في هذه اللائحة أية جامعة عربية. وفي العام 2004 أعادت الكرّة، ولم تظهر أية جامعة عربية. وكذلك الحال في العام 2005، الى أن جاء العام 2006 فوردت على اللائحة جامعة عربية واحدة، هي جامعة القاهرة، وكانت مرتبتها 404. وفي العام 2007 ظهرت هذه الجامعة مرة ثانية على اللائحة وجاءت في المرتبة 407. هذا، وقد اعتمدت جامعة شانغهاي ستة مرتكزات لتصنيف الجامعات هي عدد المتخرجين، وعدد أفراد الهيئة التعليمية، والباحثون الأكثر ذكراً في 21 حقلاً معرفياً واسعاً، والمقالات المنشورة في مجلات الطبيعة والعلوم، والمقالات المذكورة في الكشاف الموسّع لإسنادات العلوم، والأداء الأكاديمي نسبة الى حجم الجامعة. ويعتبر واضعو تقرير «التعليم العالي في البلدان العربية» أن طرف الخيط الذي يلتقطه هذا التصنيف له دلالة مهمة ويفضي الى فرضية مفادها ان الجامعات العربية ليست موجودة على الساحة العالمية، وأن هناك شكوكاً جدية، حول نوعية التعليم فيها. لعل حضور الجامعات على الساحة الدولية هو اليوم في ظل العولمة في غاية الأهمية، كما يستنتج واضعو التقرير، فكيف تكون دولة اسرائيل التي تضم 8 جامعات، حاضرة على هذه الساحة بسبع جامعات، وتكون 22 دولة عربية تضم 395 جامعة حاضرة بجامعة واحدة خلال عامين من أصل سبعة أعوام؟

    ومن الأمور المهمة أيضاً التي يتضمنها التقرير حول التعليم العالي قضية «انتاجية التعليم العالي والإنتاجية العلمية للباحثين العرب» التي ترتبط بنوعية التعليم بمستواه الراقي أو المتدني وتبين مدة الاستفادة منه في حقول العمل. فقد اورد التقرير مضمون ورقة قدمت للـ «يونسكو» حول التعليم العالي والبحث والمعرفة مفادها أن نزيف الأدمغة في العالم العربي استناداً الى حجم السكان هو أكبر أربع مرات مما في الصين وخمس مرات مما في الهند، ويعني نزيف الأدمغة أن هناك انفاقاً على التعليم العالي لا يُستفاد من عائده. والدول العربية، بما فيها دول الخليج الغنية، تخصص أدنى النسب من الناتج المحلي الخام في العالم للبحث والتطوير، وهي تتساوى في ذلك مع البلدان الأقل نمواً التي تضم الدول الأفقر في العالم، وأن معدل المنشورات العلمية وحضور الباحثين العرب العلماء منخفضان جداً على الساحة الدولية.

    وإذا كانت المنشورات العلمية منخفضة فإن المنشورات عموماً كما يكشف عنها المحور الرابع من التقرير حول «حركة التأليف والنشر» ليست أحسن حالاً. فقد أورد كُتّاب هذا المحور أن الأمة العربية تعاني من أميّتين: أميّة «ألف بائية» أي عدم معرفة القراءة والكتابة، وهناك نسبة 27.802 في المئة من سكان البلدان العربية يعانون من هذا النوع من الأمية، إضافة الى أمية ثقافية أو معرفية بصورة عامة ناتجة من انحسار القراءة والمتابعة العلمية والمعرفية والمهنية عند المتعليمن وشرائح المتخصصين والمثقفين والمبدعين.

    ويكشف التقرير أن ما يطبع من الكتاب العربي بين ألف الى ثلاثة آلاف نسخة، وإذا تم اجراء عملية حسابية يؤخذ فيها عدد سكان العالم العربي البالغ عددهم 332.337.000 مليوناً وقسمت على عدد النسخ التي تُطبع من كل كتاب، أي ثلاثة آلاف نسخة، فإن النسبة تكون نُسخة واحدة من كل كتاب مطبوع لكل 110779 مواطناً عربياً من مجمل السكان. وكما يلاحظ فإن الأرقام تشير الى وضع مأسوي. ذلك أن الكتاب العربي يعاني أزمات ومشكلات كثيرة. فهناك عوائق ارتفاع التكاليف العامة للإنتاج والشحن وقيود العملة وتحويلها، وهناك محظورات الرقابة التي تختلف من قُطر الى آخر ومن رقيب الى آخر في القُطر الواحد، وكل ذلك يزيد من مشكلات الكتاب ويؤخر وصوله الى القارئ، ومن ثم يقلل من فائده ومردوده على المؤلف والناشر.

    في متابعة لحركة التأليف والنشر في كل قطر عربي يبرز التقرير على سبيل المثل أن مجموع ما أنتجته المملكة العربية السعودية عام 2007 من الكتب المودعة رسمياً في مكتبة الملك فهد هو 2425 كتاباً جديداً، وإذا عرضنا هذا الرقم على عدد السكان وجدنا أن كل 11134 فرداً من السكان انتجوا عنواناً جديداً، أو وصل اليهم عنوان جديد مُنتج. إن أكثر حركة النشر السعودية خلال عام 2007 هو في العلوم الاجتماعية 1251 عنواناً، تليه الآداب والبلاغة 404 عناوين، ثم التكنولوجيا والعلوم التطبيقية والطبيعية والرياضيات 34 عنواناً، ثم الأديان 140 عنواناً ثم التاريخ والجغرافيا 137 عنواناً.

    لعل التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي سعى الى أن يكون كما يعترف منسق التقرير سليمان عبدالمنعم تقريراً يتسم «بالجدية والصدقية». وقد توضّح ذلك من خلال المنهج المتبع، وهو منهج الإحصاء والتحليل، الذي ينأى عن الرؤى الشخصية والأحكام النقدية، ويلجأ الى الأرقام لاستكشاف الواقع العربي.

    لكنّ هذا المنهج الإحصائي التحليلي لا يخلو من رؤى نقدية متعددة. رؤى ربما كانت تلمّح أكثر مما تصرّح، وتوحي أكثر مما تعلن عن واقعنا العربي البائس. واقع لا بدّ من الانتقال فيه من الوصف والتشخيص الى النقد والاستشراق، ولا يتم ذلك فقط بالوقوف عند «أدوات الثقافة» وانما لا بد من تجاوزها بغية الوصول الى قلب الخطاب الثقافي، أو بالأحرى الى مضامينه بما فيها المسكوت عنه والمصرح في القريب العاجل.

    أما الذين شاركوا في وضع التقرير فهم: عدنان الأمين، محمود خليل، علي عقلة عرسان، لينا الطيبي، عبده وازن، رفيق الصبان، وطفاء حمادي، نصير شمة، عبدالله بنصر العلوي، ومحمد فاضلي. اضافة الى باحثين مساعدين ومنهم: ملحم شاوول، فادية حطيط، مي خضر، وليد البدري، محمد صلاح، هشام عليوان وسواهم.

  15. اعتبر أن العالم أمام امتحان عسير ... نائب وزير المال الأميركي اعترف بأخطاء حكومته

     

     

    برلين - اسكندر الديك الحياة - 10/10/08//

     

    اعترف نائب وزير المال الأميركي روبرت كيمّيت، وهو سفير أميركي سابق في ألمانيا، في حديث الى مجلة «شتيرن» الألمانية الصادرة أمس، بأن حكومته ارتكبت أخطاء في معالجة الأزمة المالية الحالية متمنياً التوصل قريباً إلى تعاون دولي لمواجهتها.

    وقال للمجلة: «نعم ارتكبت أخطاء» مضيفاً أن الحقيقة «تتمثل في أن جميع المسؤولين في العالم هم راهناً أمام امتحان عسير». وأن « لا أحدَ من المستثمرين، والبنوك، وممولي العقارات، ووكالات التصنيف أو هيئات الرقابة قام بعمله بصورة صحيحة، ما أدى إلى زعزعة أسواق المال». ودافع عن خطة الإنقاذ الأميركية التي أقرت الأسبوع الماضي (بقيمة ٧٠٠ بليون دولار)، مؤكداً أنها «ستصلح الاستغلالات التي حصلت في الماضي».

    واعترف بأن الولايات المتحدة «غالباً ما عرقلت في الماضي أي تعاون دولي لمواجهة الأزمات»، لكنه تمنى على الدول الأوروبية وغيرها عشية اجتماع الدول الصناعية السبع في واشنطن نهاية الأسبوع الجاري، تحقيق تعاون دولي. وأكّد أن حكومته «تريد عملاً مشتركاً وثيقاً مع أصدقائها وحلفائها في الخارج، خصوصاً مع ألمانيا التي تلعب دوراً رئيساً في النظام المالي الدولي».

    وبعد أن دعا نائب وزير المال الأميركي إلى «شفافية أكبر، بخاصة في قطاعات عالية التعقيد في أدوات التمويل المالي» لفت إلى وجود «فضاء رصاصي في النظام المالي من الصعب استكشافه في نهاية المطاف من جانب وكالات تصنيف القروض». واعتبر «هيئات الرقابة غير قادرة على ذلك». وأن تغيير الواقع «مهمة المجتمع الدولي لا الولايات المتحدة وحدها، بخاصة أن نشاط المصارف تعولم».

    ومن دون أن يشير إلى انتقادات المستشارة أنغيلا مركل، رفض كيمّيت الانتقادات المماثلة التي وجهها وزير المال الألماني بيير شتاينبروك إلى حكومته لرفضها، في قمة الدول الصناعية الثماني التي عقدت في ألمانيا العام الفائت، طلب برلين توجيه أسواق المال الدولية بصورة أقوى. وقال إن الأمر تعلق في حينه «بمشاركة رأس المال الخاص وصناديق التحوط، ولا علاقة للأزمة الحالية على الإطلاق بهذه الصناديق»، فهي «بدأت في قلب النظام المصرفي، وهو في نهاية المطاف نظام موجه حكومياً في كل مكان».

  16. احتجاجات في أوساطهم على الغاء المادة 50 من قانون الانتخاب ... مسيحيو العراق يتّحدون في «انتفاضة» للحكم الذاتي... ووعود برلمانية وحكومية بالتجاوب

    جميل روفائيل الحياة - 10/10/08//

     

    تشهد التجمعات السكانية المسيحية في شمال العراق، تظاهرات حاشدة تطالب بالحكم الذاتي للمسيحيين العراقيين الذين يتجمعون في التسمية القومية المركبة (الكلدان السريان الآشوريين) تخلصاً من التسمية الدينية وفروعها المذهبية المؤثرة سلباً على انتمائهم القومي المتوارث، وتفقدهم خصوصيات السمة القومية اللازمة لتثبيت وجودهم المتميز في تجمعاتهم الحالية التي يبلغ عددها نحو ثلاثمئة بلدة وقرية تكاد تكون مغلقة لهم وحدهم في سهل نينوى وما جاورها من إقليم كردستان إضافة إلى مناطق متفرقة من محافظتي دهوك وأربيل، والتي يحاولون من خلالها الحفاظ على ما تبقى من وجودهم في العراق بعدما امتدت الهجرة الطوعية والقسرية بتشتيت أكثر من مليوني شخص منهم في مختلف الدول والقارات خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، إثر قيام النظام العراقي السابق بالتدمير الكامل ل 183 من قراهم، تمت إعادة بناء 125 قرية منها خلال السنوات الخمس الأخيرة ورجع الكثير من سكانها إليها ليبدأوا حياتهم فيها من جديد.

    وانطلقت هذه التظاهرات، التي صاروا يطلقون عليها «انتفاضة الحكم الذاتي» من بلدتي بغديدا (قرة قوش) مركز قضاء الحمدانية (جنوب شرق الموصل) وتللسقف كبرى قرى قضاء تلكيف (شمال الموصل) وامتدت إلى مدينة دهوك في إقليم كردستان ذات الوجود المسيحي الكبير في داخلها وعشرات القرى المحيطة بها.

    وقال روميو هكاري، الأمين العام لـ «حزب بيت نهرين الديموقراطي» وعضو برلمان اقليم كردستان في تصريح لـ «الحياة» «إن إلغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، يعتبر إجحافاً بحق شعبنا، وانتهاكاً للدستور العراقي الذي يضمن الحقوق والحريات المدنية والسياسية لكافة مواطني العراق، ويعتبر مساساً بالديموقراطية التي تشبث بها دستورنا، وإخلالاً بمساواة العراقيين أمام القانون، كما أن الاحتجاج بمسألة عدم وجود إحصاءات دقيقة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري والمكونات الأخرى كالإيزيديين والشبك غير مجد ولا يبرر هذا الغبن بسبب عدم وجود تلك الإحصاءات لدى الإخوة من القوميات الأخرى العرب والكرد والتركمان، لأنها تواصلت تقديرية لكل العراقيين على مدى السنوات الأخيرة».

    واضاف هكاري «لقد أحدث هذا الإجراء المجحف، ردّة فعل قوية لدى أبناء شعبنا في الوطن وفي بقاع العالم، ونحن نأمل بل نثق بأنه ساهم في توحيدنا من أجل الدفاع عن حقنا، والتمسك بالحكم الذاتي وإقراره في الدستورين العراقي والكردستاني، بما يوفر لشعبنا حريته وحقوقه ويجنبه أية مشاكل ومتاعب بسبب محاولات البعض تهميشه».

     

     

    بداية التظاهرات

     

    بدأت التظاهرات، احتجاجاً على القرار الذي اتخذته غالبية أعضاء البرلمان العراقي في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي بإلغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات التي تمنح الأقليات القومية حق التمثيل النسبي (نظام الكوتا) الخاص بها في هذه المجالس. وتطورت بسرعة إلى المطالبة بمنطقة للحكم الذاتي للكلدان والسريان والآشوريين، التي يقول عنها رئيس المجلس الشعبي جميل زيتو، بأنها «أصبحت هدفاً لشعبنا، الذي لن يهدأ حتى تتحقق ويعترف بها الآخرون أسوة بما يسعون إليه من أجل ضمان حقوق شعوبهم».

    ويضيف زيتو: «إن الحكم الذاتي بات اليوم مطلباً جماهيرياً ملحاً لغالبية أبناء شعبنا وأحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية والدينية والمدنية في الوطن والمهجر».

    وإضافة إلى التظاهرات، تصاعدت وتيرة مذكرات رجال الدين المسيحيين والمنظمات السياسية والاجتماعية (الكلدانية السريانية الآشورية) الموجهة إلى القيادات الدينية الإسلامية والسياسية والحكومية العراقية، وساهمت أيضاً حملة عالمية في جمع آلاف التواقيع للمسيحيين وغيرهم من المغتربين العراقيين وتقديم المذكرات إلى المؤسسات الحكومية والدولية تأييداً للمطالب المسيحية العراقية، وتابعت جهات إعلامية مسيحية في العراق وخارجه بكثافة التظاهرات والحملة المحلية والعالمية المؤيدة لها.

    وفي شأن الاحتجاجات والتحركات الدولية، تقول الكاتبة والأكاديمية كاترين ميخائيل (وهي من بلدة ألقوش في سهل نينوى) المقيمة حالياً في واشنطن والتي تشارك في حملة الاحتجاجات الدولية «إن إلغاء الفقرة الخاصة بمنح الأقليات مقاعد في مجالس المحافظات، بادرة مريبة ومحاولة تستهدف تهميش دور المكونات العراقية الصغيرة في عملية اجتثاث مرحلية لتفريغ العراق من أهله الطبيعيين، ليصبح مستوطنة للطائفيين والعنصريين».

    وأثّرت هذه الحملة المحلية والدولية، بقوة في مجالات عالمية نافذة، فبعث المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة باراك أوباما، برسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في 26 أيلول الماضي، يقول فيها «أكتب عن قلقي إزاء سلامة المسيحيين في العراق وغيرهم من الأقليات الدينية غير المسلمة التي لا تزال تواجه صعوبة كبيرة في ضمان أن تكون ممثلة تمثيلاً كافياً في المؤسسات الحكومية العراقية، ووفقاً للتقارير الصحافية، فإن قانون الانتخابات الجديد الذي أقره البرلمان العراقي، أُلغي فيه إلغاء قانون الكوتا الذي كان من شأنه أن يحتفظ بعدد محدد من مقاعد المجالس المحلية للأقليات الدينية غير المسلمة».

    وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان ديمستورا، عن قلق الأمم المتحدة إزاء إسقاط المادة 50 الداعمة لحقوق الأقليات، وقال» أؤكد استغرابي وخيبة أملي. يجب إعادة هذه المادة بأقصى سرعة ممكنة. لأن حماية حقوق الأقليات هو شرط أساسي لعراق ديموقراطي».

     

     

    تأثيرات محلية سريعة

     

    وأسفرت الحملة المحلية والدولية، عن تأثيرات واسعة وسريعة على الصعيد العراقي، فقد التقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار عبد العزيز الحكيم رئيس ديوان الوقف المسيحي عبدالله النوفلي، حيث أعرب الحكيم «عن دعمه وتأييده لتمثيل أوسع للأقليات الدينية في العراق بمجالس المحافظات ومؤسسات الدولة الأخرى، كونهم يمثلون شريحة واسعة من مكونات الشعب العراقي».

    وقال الناطق باسم مكتب السيد مقتدى الصدر في بغداد صلاح العبيدي في 30 / 9 / 2008 « إن السيد يدعم وبقوة مطالب المسيحيين والأقليات الأخرى لضمان المقاعد في مجالس المحافظات».

    وأكد رئيسا البرلمان محمود المشهداني والحكومة نوري المالكي، في لقاءات تلفزيونية وصحافية «قرب مراجعة جديدة لقانون انتخاب مجالس المحافظات» وأشار المشهداني الذي ينتمي إلى «الحزب الإسلامي» إلى أنه ناشد عضو هيئة الرئاسة العراقية طارق الهاشمي الذي ينتمي إلى الحزب نفسه «استخدام صلاحياته ونقض قرار البرلمان بحذف المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، وطلب إعادة المادة نفسها أو معالجة الأمر بما يماثلها ويضمن حق المسيحيين والأقليات بمقاعد خاصة محددة في القانون»، كما أوضح المالكي، أنه بعث برسالة إلى مجلس النواب ومفوضية الانتخابات «لإيجاد حلول تزيل القلق والشعور بالظلم والغربة لدى المجتمعات الأصلية التي تشعر بالفخر لكونها عراقية».

     

     

    عرّاب الحكم الذاتي

     

    يقود حركة الحكم الذاتي للكلدان والسريان والآشوريين في العراق وزير مالية إقليم كردستان سركيس أغاجان، وهو آشوري معتدل يتجنب الظهور في وسائل الإعلام، وقال لـ«الحياة» إنه يجري اتصالات مع أوساط محلية ودولية لتوضيح الحكم الذاتي الذي يسعى إليه، ونيل تأييدها، وهو يشمل منطقة البلدات والقرى المسيحية الكلدانية السريانية الآشورية في سهل نينوى وأخرى تماثلها من ناحية الانتماء الديني والقومي متاخمة لها في محافظة دهوك، وأن مسألة الاعتراف الرسمي بهذا الحكم الذاتي منوطة بالاستفتاء الشعبي الحر النزيه الذي هو سيد كل قرار، والدستور العراقي يسمح بهكذا استفتاء».

     

     

    بنود الحكم الذاتي المنشود

    أسس الحكم الذاتي للشــــعب الكــــلداني السرياني الآشوري، بحسب المذكــــــــرات التي تمّ إبلاغ الحكــومتين العراقية والكردستانية والجهات الدولية ذات العلاقة بها:

    1- يحق للشعب الكلداني السرياني الآشوري في مناطق تواجده التاريخية أن يشكل منطقة الحكم الذاتي.

    2- تحدد حدود منطقة الحكم الذاتي ضمن المناطق المرتبطة مع بعضها البعض في سهل نينوى ومحافظة دهوك في المناطق التي يشكل فيها الشعب الكلداني السرياني الآشوري الأغلبية وسترسم حدود جديدة لتلك المنطقة لتجسيد وحدتها الجغرافية.

    3- يحق لسكان القرى والقصبات والمدن المرتبطة بعضها مع البعض الآخر ضمن مناطق تواجد التاريخية التي لا تشكل جزءاً من منطقة الحكم الذاتي أن يطالبوا الانضمام إليها بأغلبية أصوات ساكنيها.

    4- تكون اللغة السريانية اللغة الرسمية لمنطقة الحكم الذاتي إلى جانب اللغتين الكردية والعربية.

    5- يكون لمنطقة الحكم الذاتي برلمان منتخب من قبل أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ويقوم هذا البرلمان باختيار وزير أول يكون مسؤولاً عن إدارة شؤون منطقة الحكم الذاتي.

    6- يقوم الوزير الأول باختيار الحكومة ويصادق عليها برلمان المنطقة وفقاً للقانون.

    7- يعد برلمان منطقة الحكم الذاتي دستوراً لهذه المنطقة ويكون نافذاً بعد تصديقه من قبل أغلبية سكان المنطقة عن طريق الاستفتاء.

    8- تتمتع حكومة منطقة الحكم الذاتي بسلطات كاملة باستثناء المجالات التي تعتبر سيادية.

    9- ستكون لحكومة منطقة الحكم الذاتي الشرطة وقوى الأمن الداخلي الخاصة بها وسيكون لهم شعارها الخاص، وينظم ذلك بقانون.

    10- ستكون لحكومة منطقة الحكم الذاتي محاكمها الخاصة للحل والفصل في المسائل والقضايا التي تهم الشعب الكلداني السرياني الآشوري ومنها المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق ... الخ.

    11- يقر برلمان منطقة الحكم الذاتي علماً وشعاراً لهذه المنطقة يرفع فوق البنايات العامة داخل هذه المنطقة إلى جانب الأَعلام والشعارات الرسمية.

    12- تخصص لحكومة منطقة الحكم الذاتي موازنة خاصة لغرض إدارة حكومة هذه المنطقة.

    13- يتمتع ساكنو منطقة الحكم الذاتي من غير الشعب الكلداني السرياني الآشوري بالمساواة مع جميع سكان المنطقة من ضمنها حق حرية المعتقد والدين ومشاركتهم في برلمان وحكومة منطقة الحكم الذاتي.

    14- ترتبط الامور التي لها خصوصية قومية ودينية لأبناء شعبنا الذين يقطنون خارج منطقة الحكم الذاتي مباشرة بالمؤسسات المركزية للحكم الذاتي ولهم الحق الكامل في التصويت والترشيح والمشاركة في انتخابات برلمان الحكم الذاتي.

    15- يكون لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (من حملة الجنسية العراقية) في كل دول العالم الحق الكامل في عملية التصويت والترشيح في انتخابات برلمان الحكم الذاتي، كما هو الحال مع مجلس النواب العراقي والمجلس الوطني الكردستاني.

    16- الجزء الذي يقطنه ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والذي يقع خارج حدود منطقة الحكم الذاتي سيكون له الحق الكامل بنيلهم الادارة المحلية وضمن اطار المحافظة التي يسكنها.

  17. احتجاجات في أوساطهم على الغاء المادة 50 من قانون الانتخاب ... مسيحيو العراق يتّحدون في «انتفاضة» للحكم الذاتي... ووعود برلمانية وحكومية بالتجاوب

    جميل روفائيل الحياة - 10/10/08//

     

    تشهد التجمعات السكانية المسيحية في شمال العراق، تظاهرات حاشدة تطالب بالحكم الذاتي للمسيحيين العراقيين الذين يتجمعون في التسمية القومية المركبة (الكلدان السريان الآشوريين) تخلصاً من التسمية الدينية وفروعها المذهبية المؤثرة سلباً على انتمائهم القومي المتوارث، وتفقدهم خصوصيات السمة القومية اللازمة لتثبيت وجودهم المتميز في تجمعاتهم الحالية التي يبلغ عددها نحو ثلاثمئة بلدة وقرية تكاد تكون مغلقة لهم وحدهم في سهل نينوى وما جاورها من إقليم كردستان إضافة إلى مناطق متفرقة من محافظتي دهوك وأربيل، والتي يحاولون من خلالها الحفاظ على ما تبقى من وجودهم في العراق بعدما امتدت الهجرة الطوعية والقسرية بتشتيت أكثر من مليوني شخص منهم في مختلف الدول والقارات خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، إثر قيام النظام العراقي السابق بالتدمير الكامل ل 183 من قراهم، تمت إعادة بناء 125 قرية منها خلال السنوات الخمس الأخيرة ورجع الكثير من سكانها إليها ليبدأوا حياتهم فيها من جديد.

    وانطلقت هذه التظاهرات، التي صاروا يطلقون عليها «انتفاضة الحكم الذاتي» من بلدتي بغديدا (قرة قوش) مركز قضاء الحمدانية (جنوب شرق الموصل) وتللسقف كبرى قرى قضاء تلكيف (شمال الموصل) وامتدت إلى مدينة دهوك في إقليم كردستان ذات الوجود المسيحي الكبير في داخلها وعشرات القرى المحيطة بها.

    وقال روميو هكاري، الأمين العام لـ «حزب بيت نهرين الديموقراطي» وعضو برلمان اقليم كردستان في تصريح لـ «الحياة» «إن إلغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، يعتبر إجحافاً بحق شعبنا، وانتهاكاً للدستور العراقي الذي يضمن الحقوق والحريات المدنية والسياسية لكافة مواطني العراق، ويعتبر مساساً بالديموقراطية التي تشبث بها دستورنا، وإخلالاً بمساواة العراقيين أمام القانون، كما أن الاحتجاج بمسألة عدم وجود إحصاءات دقيقة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري والمكونات الأخرى كالإيزيديين والشبك غير مجد ولا يبرر هذا الغبن بسبب عدم وجود تلك الإحصاءات لدى الإخوة من القوميات الأخرى العرب والكرد والتركمان، لأنها تواصلت تقديرية لكل العراقيين على مدى السنوات الأخيرة».

    واضاف هكاري «لقد أحدث هذا الإجراء المجحف، ردّة فعل قوية لدى أبناء شعبنا في الوطن وفي بقاع العالم، ونحن نأمل بل نثق بأنه ساهم في توحيدنا من أجل الدفاع عن حقنا، والتمسك بالحكم الذاتي وإقراره في الدستورين العراقي والكردستاني، بما يوفر لشعبنا حريته وحقوقه ويجنبه أية مشاكل ومتاعب بسبب محاولات البعض تهميشه».

     

     

    بداية التظاهرات

     

    بدأت التظاهرات، احتجاجاً على القرار الذي اتخذته غالبية أعضاء البرلمان العراقي في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي بإلغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات التي تمنح الأقليات القومية حق التمثيل النسبي (نظام الكوتا) الخاص بها في هذه المجالس. وتطورت بسرعة إلى المطالبة بمنطقة للحكم الذاتي للكلدان والسريان والآشوريين، التي يقول عنها رئيس المجلس الشعبي جميل زيتو، بأنها «أصبحت هدفاً لشعبنا، الذي لن يهدأ حتى تتحقق ويعترف بها الآخرون أسوة بما يسعون إليه من أجل ضمان حقوق شعوبهم».

    ويضيف زيتو: «إن الحكم الذاتي بات اليوم مطلباً جماهيرياً ملحاً لغالبية أبناء شعبنا وأحزابنا السياسية ومؤسساتنا القومية والدينية والمدنية في الوطن والمهجر».

    وإضافة إلى التظاهرات، تصاعدت وتيرة مذكرات رجال الدين المسيحيين والمنظمات السياسية والاجتماعية (الكلدانية السريانية الآشورية) الموجهة إلى القيادات الدينية الإسلامية والسياسية والحكومية العراقية، وساهمت أيضاً حملة عالمية في جمع آلاف التواقيع للمسيحيين وغيرهم من المغتربين العراقيين وتقديم المذكرات إلى المؤسسات الحكومية والدولية تأييداً للمطالب المسيحية العراقية، وتابعت جهات إعلامية مسيحية في العراق وخارجه بكثافة التظاهرات والحملة المحلية والعالمية المؤيدة لها.

    وفي شأن الاحتجاجات والتحركات الدولية، تقول الكاتبة والأكاديمية كاترين ميخائيل (وهي من بلدة ألقوش في سهل نينوى) المقيمة حالياً في واشنطن والتي تشارك في حملة الاحتجاجات الدولية «إن إلغاء الفقرة الخاصة بمنح الأقليات مقاعد في مجالس المحافظات، بادرة مريبة ومحاولة تستهدف تهميش دور المكونات العراقية الصغيرة في عملية اجتثاث مرحلية لتفريغ العراق من أهله الطبيعيين، ليصبح مستوطنة للطائفيين والعنصريين».

    وأثّرت هذه الحملة المحلية والدولية، بقوة في مجالات عالمية نافذة، فبعث المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة باراك أوباما، برسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في 26 أيلول الماضي، يقول فيها «أكتب عن قلقي إزاء سلامة المسيحيين في العراق وغيرهم من الأقليات الدينية غير المسلمة التي لا تزال تواجه صعوبة كبيرة في ضمان أن تكون ممثلة تمثيلاً كافياً في المؤسسات الحكومية العراقية، ووفقاً للتقارير الصحافية، فإن قانون الانتخابات الجديد الذي أقره البرلمان العراقي، أُلغي فيه إلغاء قانون الكوتا الذي كان من شأنه أن يحتفظ بعدد محدد من مقاعد المجالس المحلية للأقليات الدينية غير المسلمة».

    وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان ديمستورا، عن قلق الأمم المتحدة إزاء إسقاط المادة 50 الداعمة لحقوق الأقليات، وقال» أؤكد استغرابي وخيبة أملي. يجب إعادة هذه المادة بأقصى سرعة ممكنة. لأن حماية حقوق الأقليات هو شرط أساسي لعراق ديموقراطي».

     

     

    تأثيرات محلية سريعة

     

    وأسفرت الحملة المحلية والدولية، عن تأثيرات واسعة وسريعة على الصعيد العراقي، فقد التقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار عبد العزيز الحكيم رئيس ديوان الوقف المسيحي عبدالله النوفلي، حيث أعرب الحكيم «عن دعمه وتأييده لتمثيل أوسع للأقليات الدينية في العراق بمجالس المحافظات ومؤسسات الدولة الأخرى، كونهم يمثلون شريحة واسعة من مكونات الشعب العراقي».

    وقال الناطق باسم مكتب السيد مقتدى الصدر في بغداد صلاح العبيدي في 30 / 9 / 2008 « إن السيد يدعم وبقوة مطالب المسيحيين والأقليات الأخرى لضمان المقاعد في مجالس المحافظات».

    وأكد رئيسا البرلمان محمود المشهداني والحكومة نوري المالكي، في لقاءات تلفزيونية وصحافية «قرب مراجعة جديدة لقانون انتخاب مجالس المحافظات» وأشار المشهداني الذي ينتمي إلى «الحزب الإسلامي» إلى أنه ناشد عضو هيئة الرئاسة العراقية طارق الهاشمي الذي ينتمي إلى الحزب نفسه «استخدام صلاحياته ونقض قرار البرلمان بحذف المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، وطلب إعادة المادة نفسها أو معالجة الأمر بما يماثلها ويضمن حق المسيحيين والأقليات بمقاعد خاصة محددة في القانون»، كما أوضح المالكي، أنه بعث برسالة إلى مجلس النواب ومفوضية الانتخابات «لإيجاد حلول تزيل القلق والشعور بالظلم والغربة لدى المجتمعات الأصلية التي تشعر بالفخر لكونها عراقية».

     

     

    عرّاب الحكم الذاتي

     

    يقود حركة الحكم الذاتي للكلدان والسريان والآشوريين في العراق وزير مالية إقليم كردستان سركيس أغاجان، وهو آشوري معتدل يتجنب الظهور في وسائل الإعلام، وقال لـ«الحياة» إنه يجري اتصالات مع أوساط محلية ودولية لتوضيح الحكم الذاتي الذي يسعى إليه، ونيل تأييدها، وهو يشمل منطقة البلدات والقرى المسيحية الكلدانية السريانية الآشورية في سهل نينوى وأخرى تماثلها من ناحية الانتماء الديني والقومي متاخمة لها في محافظة دهوك، وأن مسألة الاعتراف الرسمي بهذا الحكم الذاتي منوطة بالاستفتاء الشعبي الحر النزيه الذي هو سيد كل قرار، والدستور العراقي يسمح بهكذا استفتاء».

     

     

    بنود الحكم الذاتي المنشود

    أسس الحكم الذاتي للشــــعب الكــــلداني السرياني الآشوري، بحسب المذكــــــــرات التي تمّ إبلاغ الحكــومتين العراقية والكردستانية والجهات الدولية ذات العلاقة بها:

    1- يحق للشعب الكلداني السرياني الآشوري في مناطق تواجده التاريخية أن يشكل منطقة الحكم الذاتي.

    2- تحدد حدود منطقة الحكم الذاتي ضمن المناطق المرتبطة مع بعضها البعض في سهل نينوى ومحافظة دهوك في المناطق التي يشكل فيها الشعب الكلداني السرياني الآشوري الأغلبية وسترسم حدود جديدة لتلك المنطقة لتجسيد وحدتها الجغرافية.

    3- يحق لسكان القرى والقصبات والمدن المرتبطة بعضها مع البعض الآخر ضمن مناطق تواجد التاريخية التي لا تشكل جزءاً من منطقة الحكم الذاتي أن يطالبوا الانضمام إليها بأغلبية أصوات ساكنيها.

    4- تكون اللغة السريانية اللغة الرسمية لمنطقة الحكم الذاتي إلى جانب اللغتين الكردية والعربية.

    5- يكون لمنطقة الحكم الذاتي برلمان منتخب من قبل أبناء شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ويقوم هذا البرلمان باختيار وزير أول يكون مسؤولاً عن إدارة شؤون منطقة الحكم الذاتي.

    6- يقوم الوزير الأول باختيار الحكومة ويصادق عليها برلمان المنطقة وفقاً للقانون.

    7- يعد برلمان منطقة الحكم الذاتي دستوراً لهذه المنطقة ويكون نافذاً بعد تصديقه من قبل أغلبية سكان المنطقة عن طريق الاستفتاء.

    8- تتمتع حكومة منطقة الحكم الذاتي بسلطات كاملة باستثناء المجالات التي تعتبر سيادية.

    9- ستكون لحكومة منطقة الحكم الذاتي الشرطة وقوى الأمن الداخلي الخاصة بها وسيكون لهم شعارها الخاص، وينظم ذلك بقانون.

    10- ستكون لحكومة منطقة الحكم الذاتي محاكمها الخاصة للحل والفصل في المسائل والقضايا التي تهم الشعب الكلداني السرياني الآشوري ومنها المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق ... الخ.

    11- يقر برلمان منطقة الحكم الذاتي علماً وشعاراً لهذه المنطقة يرفع فوق البنايات العامة داخل هذه المنطقة إلى جانب الأَعلام والشعارات الرسمية.

    12- تخصص لحكومة منطقة الحكم الذاتي موازنة خاصة لغرض إدارة حكومة هذه المنطقة.

    13- يتمتع ساكنو منطقة الحكم الذاتي من غير الشعب الكلداني السرياني الآشوري بالمساواة مع جميع سكان المنطقة من ضمنها حق حرية المعتقد والدين ومشاركتهم في برلمان وحكومة منطقة الحكم الذاتي.

    14- ترتبط الامور التي لها خصوصية قومية ودينية لأبناء شعبنا الذين يقطنون خارج منطقة الحكم الذاتي مباشرة بالمؤسسات المركزية للحكم الذاتي ولهم الحق الكامل في التصويت والترشيح والمشاركة في انتخابات برلمان الحكم الذاتي.

    15- يكون لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري (من حملة الجنسية العراقية) في كل دول العالم الحق الكامل في عملية التصويت والترشيح في انتخابات برلمان الحكم الذاتي، كما هو الحال مع مجلس النواب العراقي والمجلس الوطني الكردستاني.

    16- الجزء الذي يقطنه ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والذي يقع خارج حدود منطقة الحكم الذاتي سيكون له الحق الكامل بنيلهم الادارة المحلية وضمن اطار المحافظة التي يسكنها.

  18. الخلاف بين السنة والشيعة ليس بجديد، ولكن الجديد هو اثارة الخلاف بين الطرفين في الوقت الحاضر، عصر الانترنيت، والعولمة، والانجازات العلمية المذهله في الشرق والغرب، والوصول الى الفضاء، وفي الوقت نفسه يعاني العالم العربي والاسلامي الامرّين ، وحسب اخر التقارير العلمية فان في مصر خمسة ملايين طفل يعانون من فقر الدم، ناهيك عن اطفال العراق، وغيره من البلدان، ووجود حوالي مليون انسان محصورين في بقعة اسمها غزة، والطريف هو ان الاوربيين يرسلون مساعدات انسانية لهم، والعرب يمنعونها عنهم، كل هذا غيض من فيض، وفي ظل كل هذه المآسي ، نقرأ مقالا يحاول اشعال فتنة طائفية لا يستفيد منها غير اعداء الاسلام، ويلاحظ بان الكاتب يركز بشكل واضح على الخلافات وليس على الالتقاءات بين الطرفين او التقارب بينهما، وحسنا فعل الكاتب صفاء الحكيم ، في تعليقه على هذا المقال، عندما ضرب مثل علاقة ابي حنيفة مع الامام موسى بن جعفر، وكذا علاقة الامام الصادق بعلماء اهل السنة، وغيرها من الامثلة كثبر، لكن الكاتب لا يريد ان يسمع عن هذا او انه يتغافل عنه.

    اضافة الى هذا فان الكاتب يخلط بين المبدأ والعادات، فمبدأ اهل السنة لا يحرض باي شكل من الاشكال على الاعتداء على اهل الشيعة والعكس صحيح، اما العادات وعادات العامة بالذات ، او الدهماء فهؤلاء لا يمكن للكاتب ان يعتبرهم مبدا دينيا، ، فالمبدأ شيئ والعادات شيئ اخر، ولا اظن بان الكاتب لا يعرف هذا ولكنه تغافل عنه بلا شك، فكل ما ذكره هو بعض عادات الدهماء من الناس وهذا يحدث بين مختلف الطوائف في كل العالم،

    فهو يتمسك بالشاذ ليصنع منه حقيقة شائعة، مثله مثل بعض الصحف المتزمته في عالمنا العربي، التي تقول بان الغرب ضد المهاجرين ، نعم هناك من هم متعصبون ضد المهاجرين، وصحيح ايضا ان هناك اعتداءات احيانا عليهم، ولكن ليس صحيحا ان الغرب ضد المهاجرين، بل ان القوانين الغربية تحفظ حقوق المواطن المهاجر اكثر من اية حقوق تمنحها دولنا لاي مواطن،

    اقول هذا كي اوضح ان ما يحدث من شذوذ لا يمكن وضعه قاعدة، والكاتب اراد ان يصنع من هذا الشذوذ قاعدة، من خلال ما يقع هنا وهناك، من افعال شاذة، كي يقول بان اهل السنة او اهل الشيعة يفعلون هذا ، ومن ثم يعرض بعض الحوادث دون تمحيص وبشكل مثير يدعو الى الشك والريبة والتساؤل

    ويلاحظ القارئ ان الكاتب يروج لروح الفتنة ، كما ورد في المقال من ذلك مثلا مايلي:

    فالصحابة المبجلون عند السنة هم ملعونون عند الشيعة لدرجة إنه مسموح بالتبول والبصق على قبر ابو بكر عند الإيرانيين، وعائشة التى اوصى نبى الإسلام المسلمين بان يأخذوا عنها نصف دينهم هى اسوأ امراة فى التاريخ البشرى عند الشيعة وسبها فى كتبهم يتسع لمجلدات، وعمر بن الخطاب رمز العدالة عند السنة هو رمز الظلم والحقد عند الشيعة، والمبشرون بالجنة من فم رسول الإسلام عند السنة هم انجاس وفى الدرك الأسفل من النار عند الشيعة...

    ويقول الكاتب:

    وقوله (القرضاوي) أن الشيعة مبتدعون أى مهرطقون، وهو يعلم أن كل بدعة هى ضلالة وكل ضلالة فى النار... أى المعنى غير المباشر هم كفار رغم خشيته أن يقول المعنى مباشرة فى حين إنه فى نفس الحديث أُتهم القرآنيون بأنهم كفار لأنه يعلم إنهم مجموعة صغيرة مسالمة لا تقدر على مواجهته

     

    وفي الوقت الذي ندعو فيه بكل شدة الى حرية الفكر والكتابة ، فانه لابد من التنبيه الى ضرورة عدم نشر مقالات تحرض على الصراع والاقتتال بين الطوائف، خاصة في مجتمع جاهل كالمجتمع العربي الذي تسيطر عليه العادات البالية المتخلفة، وتتتشر فيه الامية ، وينجر الناس فيه بكل سهولة وراء الثأر والانتقام ، مع انعدام سلطة العدالة.

  19. موضوع مهم، ولا بد من الانتباه الى مثل هذه النقاط، ولكن للاسف فان مثل هذه المواضيع الحساسة تدخل، او يحاول البعض ادخالها، في موضوع الخلاف بين السنة والشيعة، وهي في الاساس ليست كذلك، اذ ان نقد كتب الحديث ضرورة اسلامية قبل كل شيئ، وليست مذهبية، ولا بد ان يكون النقد منهجيا وغير ملتزم بأية فرقة اسلامية، وغرضه الحقيقة فقط. ويذكرني هذا الموضوع بكتاب سبعون صحابي مختلق، وهو من الكتب القيّمة، والتي لابد لنا ان نفكر مليا فيها، وان ندرسها، ويشكل دلالة واضحة على مدى التلاعب بالحديث النبوي عبر التاريخ. ولكن مع الاسف فان الكثيرين يفضلون بعض الاحاديث ويروونها، على الرغم من انهم يشكون في صحتها، ولكنها تناسبهم فيلتزمون بها على الرغم من الشك الواضح فيها، وكل هذا نتيجة التعصب، وعدم الانفتاح الذي طالما يحتاج اليه المسملمون.

    لا شك ان حل هذه المعضلة صعب، ولكن كخطوة اولى، قد يكون من الانسب للمسلمين ان يقوموا بتكوين لجنة خاصة من علماء مختصين من كل الفرق الاسلامية، ثم يبدؤون برواية الحديث واحدا واحدا، فاذا ما اتفقوا جميعا على حديث ما، وضعوه ضمن (الاحاديث المتفق عليها) وبذلك يكون لدينا ، على الاقل، احاديث متفق عليها بين جميع الفرق، حتى لو كانت هذه الاحاديث قليلة جدا، وقد تكون الخطوة الاولى نحو دراسة حقيقية للتوصل الى الاحاديث الصحيحة، وتبقى الاحاديث الاخرى ضمن مجموعة الاحاديث الخاصة بكل فرقة

    1. في ظني ان حسنات الفلم اكثر من سيئاته، فعلى الرغم من التحيز الواضح، وغير العلمي، ، فانه مفيد للمسلمين لاسبابا كثيرة منها انه سيعيد نقاش مسألة الاسلام والارهاب،لان الغربيين
    لديهم نظرة مسبقة حول هذه المسالة وهي ان الارهاب مرتبط بالمسلمين وفتح الملف مرة اخرى هو في الحقيقة يعتبر اعادة النقاش حولها، واعادة النقاش حول هذه المسالة مهم، لان وجهة النظر الغربية السائدة هي ان الاسلام يدعو الى الارهاب، وهي نظرة لابد ان يعاد النظر بها، وحسنا فعل المخرج في ان وضع الفلم على الانترنيت وحسنا فعلت بغدادي أيضا في وضعه كي يتسنى للجميع الاطلاع عليه،

    ان المخرج وصل الى حد من التحيز بحيث لم يستطع ان يقنع المشاهد بما يريد ان يقول ، خاصة وانه يعرض للغربيين ، فهو بكل وضوح متحيز ويريد فرض فكرة واحدة هي فكرة المخرج،

    من جهة اخرى فان مشاهدة المسلمين للفلم ضرورية لانها سوف تدعهم يفكرون ماذا فعل البعض منا كي ينظر الغرب الينا هكذا، وقد نبه القران الكريم الى مثل هذه الظاهرة حين قال اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا، ، وفي الوقت نفسه لابد للجمعيات والمنظمات الاسلامية ان تتحرك خاصة وان الفلم لديه الكثير من الثغرات مثل ما ذكر سالم من ان الترجمة غير صحيحة، وهذه مسالة مهمة في الفكر الغربي،

    في رأيي انه لابد للجميع ان يشاهدوا الفلم من المسلمين ومن الغربيين كي يناقشوه بكل علمية وهدوء، بعيدا عن التعصب والاحكام المسبقة او الجاهزة، وباختصار فانه لابد من ان يظهر مثل هؤلاء المخرجين كي يستطيع المسلمون من الدفاع عن انفسهم في عالم يسيطر عليه الاعلام المتحير ضد المسلمين

  20. ... تعاون معلوماتي أميركي - سوري لتأهيل الشباب العراقي

    دمشق - سمر أزمشلي الحياة - 02/03/08//

     

    بعدما قدمت مساعداتها للشبان من أبناء بلاد الرافدين في جنوب العراق والأردن ولبنان، حطت «منظمة ميرسي كوربس» الأميركية رحالها في سورية التي تضم اكبر عدد من اللاجئين العراقيين (نحو 1.5 مليون) في المنطقة.

     

    وتتركز جهود المنظمة الأميركية على تأهيل الشباب في استخدام الكومبيوتر وعلوم المعلوماتية وتقنياتها لـ «تخفيف حدة الآثار التي قد يؤدي إليها وجودهم في الأحياء التي يعيشون فيها بلا عمل والتي قد تقود إلى احتكاكهم السلبي بالسكان»، على ما يرد في بعض كتيبات المنظمة.

    هل يفلح الكومبيوتر في تخفيف المعاناة الهائلة للاجئين العراقيين؟

     

     

    وفي دمشق أخيراً، وُقّعت مذكرة تفاهم ثلاثية الأطراف بين تلك المنظمة الأميركية غير الحكومية و «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» و «اتحاد جمعيات المعلوماتية العربية» (إجمع).

     

    ووفقاً لهذه المذكرة تتولى «الجمعية المعلوماتية» تنفيذ الأعمال الميدانية وذلك بالاستعانة بالجهات المحلية المتخصصة، بمن فيها مراكز التدريب على الحاسوب والمُدربون المحترفون في المعلوماتية وسواهم. في المقابل، تُقدّم منظمتا «ميرسي كوربس» و «إجمع» الخبرة والمشورة والدعم المالي وتدريب المدربين والمساعدة في إدارة المشروع والإشراف على حسن سير الأعمال فيه. وكذلك اتّفق على إدارة المشروع من خلال مكتب مشترك يضم ممثلين عن الأطراف الثلاثة.

     

     

    الكومبيوتر لإنقاذ اللاجئين

     

    خلال حفل إطلاق هذه المبادرة، أوضح رئيس «السورية للمعلوماتية» راكان رزوق أن الجمعية حصلت على موافقة الخارجية السورية على المشروع الذي جاء بناء على مبادرة عرضتها منظمة «ميرسي كوربس» الأميركية على «اجمع» بهدف التعاون مع الاتحاد وشركاء محليين في البلدان التي تعنى بقضية اللاجئين العراقيين.

     

    وفي سياق متصل، أكد حسين صباغ من إدارة المنظمات الدولية في الخارجية السورية أن «الحكومة تسعى دوماً الى تقديم كل ما من شأنه مساعدة الأشقاء العراقيين الذين هجرتهم الأزمة التي يعانيها بلدهم نتيجة الاحتلال القائم هناك، وخصوصاً في ضوء التقارير الكثيرة التي كشفت عن ازدياد مطرد في حجم معاناتهم». وفي تصريحاته إلى وسائل أعلام مختلفة، أكّد صباغ «ترحيب الحكومة بالمبادرات التي تقدمها جهات متنوعة لمساعدة العراقيين في سورية».

     

    وفي المقابل، عبر ديفيد هولدبريدج المدير الإقليمي لمنظمة «ميرسي كوربس» في الشرق الأوسط عن سعادة المنظمة لتواجدها في سورية لمساعدتها في تحديها لتأمين شؤون اللاجئين العراقيين في بلادها، بما يكفل تسهيل الظروف التي يعيشون فيها، لافتاً إلى «أن المساعدات تتركز على تقديم المعرفة ذات الطابع التكنولوجي».

     

    وأوضح هولدبريدج أن «ميرسي كوربس» منظمة أميركية في الأصل (تحولت في ما بعد إلى منظمة دولية)، لافتاً إلى أنها تملك مقار في الصين وأوروبا. وتحرص المنظمة على التواجد في المناطق التي يعاني أهلوها مشاكل جماعية كالحال في تشاد ودارفور وإثيوبيا وباكستان وأفغانستان والعراق، بهدف العمل على «تخفيف الآلام الناتجة من الكوارث الطبيعية والحروب».

     

    وأشار إلى أن «ميرسي كوربس» تطبّق مجموعة من البرامج في الشرق الأوسط منذ عقدين، وخصوصاً في العراق ولبنان وإيران والأردن والكويت ومصر. وأوضح أيضاً أن مديرة المنظمة شددت على ضرورة العمل في سورية ودعم اللاجئين العراقيين فيها.

     

    وكذلك لفت إلى أن المساعدات التي تقدمها المنظمة في مناطق عملها، تأتيها من جهات عدّة، من ضمنها وزارة الخارجية الأميركية التي قدمت الدعم لـ «ميرسي كوربس» في العراق والأردن. وبيّن أيضاً «أن أموال المساعدات التي ستقدمها المنظمة في سورية مقدمة من قبل أفراد ومن شركات القطاع الخاص في أوروبا والولايات المتحدة». وتتركز المساعدات على تقديم المعرفة ذات الطابع التكنولوجي. وتتعاون الأطراف التي تدعمها على تأمين احتياجات الأطفال واليافعين اللاجئين في حقل المعلوماتية بما يكفل تمكينهم من استخدامها في أعمالهم، وكذلك في الحصول على فرص للعمل، عند عودتهم إلى العراق.

     

     

    تعاون من المعلوماتية العربية

     

    في سياق متصل، أكّد الأمين العام لمنظمة «إجمع» نزار زكا أن الاتحاد العربي لجمعيات المعلوماتية يتعاون في الوقت الراهن مع هذه المنظمة الأميركية في عدد من الدول العربية للمساعدة في تطوير المعلوماتية فيها وفي شكل خاص في الجانب التنموي والاجتماعي. وكذلك لفت إلى وجود «مشروع لمساعدة العراقيين في العراق لكي يظلوا في بلدهم ولا يفكروا بالرحيل عنه». وأوضح أن المشروع يتضمن تدريباً لمجموعات من الشباب في جنوب العراق يحصلون من خلاله على شهادة معتمدة من شركة «مايكروسوفت» في المعلوماتية.

     

    وأضاف أن العراقيين اللاجئين في الأردن «يحصلون التدريب عينه الذي يشبه أيضاً ما يُقدّم للشباب اللبناني (من المناطق اللبنانية كافة) بعد الأذى الكبير الذي تعرضوا له جراء حرب تموز (يوليو) في العام 2006».

     

    يشار إلى أن الولايات المتحدة تضم المقر الرئيسي لمنظمة «ميرسي كوربس» التي قدمت نحو 1.3 بليون دولار لمساعدة الشعوب في مئة دولة. كما عمل برنامج المنظمة الشامل الموحد على توظيف 3400 شخص وامتد ليصل إلى 14.4 مليون شخص في أكثر من 35 دولة.

  21. اللحوم الحمراء.. وسرطان القولون

     

    توصيات طبية بتناول كميات قليلة منها أسبوعيا

     

     

    الغذاء الصحي المتنوع يقلل من حدوث الامراض (كي آر تي)

     

     

    الابتعاد عن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء.. يقلل من حدوث سرطان القولون (كي آر تي)

     

    كمبردج (ولاية ماساشوستس الاميركية): «الشرق الأوسط» *

     

    * تقرير هارفارد الحكمة التي توصل اليها الناس تتضمن الكثير من جوهر الحقيقة، وهي ان الوجبة الغذائية لها تأثير كبير على العديد من الامراض، بما في ذلك المرض القاتل الثاني للاميركيين وهو السرطان. ولكن لكون السرطان على درجة من التعقيد، وينطوي على الكثير من العوامل البيئية والوراثية التي تؤثر على احتمالات الإصابة به، لذلك فإن الصلة بين طعامك وخطورة الاصابة به باتت امرا يصعب فك ألغازه. وفي مسألة علاقة اللحوم الحمراء وسرطان القولون (الامعاء الغليظة) يقدم بحث جديد، تفسيرات معقولة عن هذه العلاقة المشكوك فيها طويلا بين الاثنين.

     

    * اللحم والدجاج والسمك وعلى الرغم من ان النتائج تختلف، الا ان الدراسات التي جرت في مختلف انحاء العالم قد اشارت الى ان الاستهلاك العالي للحم مرتبط بالمخاطر العالية للاصابة بسرطان القولون. وفي بعض الدراسات ظهر ان اللحم الطازج هو المسؤول، وفي الدراسات الاخرى تبين انه اللحم المعالج او المقدد او المملح، لكن في جميع الحالات يبدو ان الشك يحوم حول اللحم الاحمر، وليس لحم الدجاج.

     

    وجاء افضل دليل في دراستين كبيرتين اجريتا في العام 2005، واحدة في اوروبا والاخرى في الولايات المتحدة. وكانت الدراسة الاوروبية قد تابعت 478 الف شخص وامرأة من الاصحاء غير المصابين بالسرطان لدى الشروع بالدراسة. وبعد خمس سنوات تقريبا من المتابعة شخص 1329 منهم بسرطان القولون. فالاشخاص الذين كانوا يتناولون اللحم الاحمر (نحو خمس اونصات يوميا - الاونصة 29 غراما تقريبا) كانوا اكثر احتمالا بنسبة الثلث، في الاصابة بسرطان القولون عن اولئك الذين كانوا يتناولون القليل من اللحم الاحمر (اقل من اونصة واحدة في اليوم كمعدل عام). اما استهلاكهم من الدجاج فلم يؤثر في احتمالات المخاطر بأي شكل من الاشكال، لكن الاستهلاك الكبير من السمك اظهر انه يخفض مخاطر سرطان القولون بنسبة الثلث. وكانت تأثيرات اللحم الاحمر والسمك قد اعلنت بعد تعديل النتائج الخاصة بعوامل الخطورة الاخرى الممكنة بما في ذلك الوزن واستهلاك السعرات الحرارية وتعاطي المشروبات الكحولية والتدخين والتمارين الرياضية وتناول الوجبات الغذائية الغنية بالالياف والفيتامينات.

     

    اما الدراسة الاميركية التي رعتها الجمعية الاميركية للسرطان فقد اضافت معلومات قيمة حول تأثيرات الاستهلاك الطويل المدى للحم. وكان عدد الذين تناولتهم الدراسة 148610 اشخاص تراوح اعمارهم بين الخمسين والرابعة والسبعين سنة. وقام كل شخص من هؤلاء بتدوين عاداته الغذائية والصحية في مذكراته لدى البدء بالدراسة في العام 1982، ومرة اخرى بعد 10 سنوات الى 11 سنة لاحقا بعد ذلك التاريخ. وتبين ان الاستهلاك العالي للحوم الحمراء واللحوم المعالجة في كلا التاريخين مرتبط بالزيادة الكبيرة في مخاطر الاصابة بسرطان الجزء الاسفل من القولون والشرج. وعلى العكس تبين ان الاستهلاك الطويل المدى لكميات كبيرة من الاسماك والدجاج هو من الامور الواقية. وكانت الدراستان مثيرتين للغاية وهما ليستا منفردتين لوحدهما، فقد تبين من تحليل شامل لـ 29 دراسة تناولت استهلاك اللحوم وسرطان القولون ان الاستهلاك العالي للحوم الحمراء زاد من مخاطر المرض بنسبة 28 في المئة، والاستهلاك العالي للحوم المعالجة او المقددة، بنسبة 20 في المئة.

     

    * اللحم والسرطان وكان العلماء قد قدموا عددا من التوضيحات والشروحات التي تتناول العلاقة بين اللحم الاحمر وسرطان القولون. وتلقي احدى النظريات اللوم على الحوامض الامينية المتغيرة الاشكال heterocyclic amines (HCAs) والمواد الكيميائية الناجمة عند طهو اللحم بدرجة حرارة عالية. وقد تكون HCAs هذه تلعب دورا في تطور المرض، ولكن لكون مستويات عالية منها قد تكون موجودة ايضا في الدجاج المطهو، فان ذلك لا يقدم التوضيح الكامل. وكان قد جرى وضع اللوم على المواد الحافظة للطعام في حالة اللحوم المعالجة والمقددة، وخاصة النترات منها، لكون الجسم يقوم بتحويلها الى «نتروسامينس» nitrosamines التي هي من المواد المسرطنة، الا انه لكون اللحوم الطازجة مرتبطة هي الاخرى ايضا بسرطان القولون، فإن الحافظات لن تشكل وحدها الجواب الكامل الشافي.

     

    وكان العلماء من انجلترا قد خرجوا بتوضيح جديد. وكانت ابحاثهم تشمل تجنيد متطوعين اصحاء وافقوا على البقاء في وحدة خاصة بابحاث التمثيل الغذائي (الاستقلاب)، حيث يمكن التحكم تماما بوجباتهم الغذائية، فضلا عن فضلاتهم التي كان يجري جمعها وتحليلها. وقام هؤلاء بتناول واحدة من ثلاث وجبات اختبارية لفترة استغرقت 15 الى 21 يوما. وكانت الوجبة الاولى مكونة من نحو 14 اونصة من اللحم الاحمر يوميا محضرة دائما بحيث يتقلص تكوّن HCAs فيها. وكانت الوجبة الثانية نباتية محض، في حين كانت الثالثة تحتوي على مقادير كبيرة من اللحم الاحمر والالياف. واظهرت نتائج فحص الخروج (الغائط) من 21 متطوعا الذين استهلكوا كميات كبيرة من اللحوم نسبا عالية من مركبات «إن - نتروزو» N-nitroso compounds (NOCs) التي هي مواد كيميائية قد تسبب السرطان. اما المتطوعون الـ 12 الذين تناولوا طعاما نباتيا فقد كانت فضلاتهم تحتوي على نسب قليلة من NOCs، في حين ان الـ 13 الذين تناولوا اللحم مع الوجبات الغنية بالألياف قد انتجوا كميات متوسطة من هذه المركبات في فضلاتهم.

     

    ومثل هذه النتائج كانت مثيرة بحد ذاتها، لكن الدكتورة ميشيل ليوين وزملاءها ذهبوا خطوة ابعد، فقد استطاعوا ان يستخلصوا خلايا من بطانة القولون مغطاة بالخروج مع كل عملية ذهاب طبيعية الى المرحاض للتغوط. وكانت الخلايا من الاشخاص الذين تناولوا وجبات غنية باللحوم قد احتوت على عدد كبير من الخلايا المصابة بتحولات «دي إن أيه» (الحمض النووي المنقوص الاوكسجين)، بسبب مواد الـ NOCs. اما خروج الاشخاص الذين تناولوا وجبات نباتية تماما، فقد كان لديهم عدد اقل من الخلايا المصابة بمواد تالفة او متضررة جينيا، في حين كان الاشخاص الذين تناولوا اللحوم مع الوجبات الغنية بالالياف قد انتجوا عددا متوسطا من الخلايا التالفة.

     

    * نمط غذائي واظهرت هذه الدراسة البريطانية ان كميات كبيرة من اللحوم الحمراء بمقدورها احداث تلف جيني لخلايا القولون خلال اسابيع قليلة. وهذا اكتشاف مهم بحد ذاته، لكنه لا يثبت لماذا اللحم الاحمر يسبب السرطان، اذ لم تكن ولا واحدة من هذه الخلايا خبيثة، كما ان الجسم مجهز بالعديد من الآليات لتقويم واصلاح الحمض النووي المنقوص الاوكسجين (دي إن أيه) التالف. وفي غالبية الحالات تكون عملية الاصلاح ناجحة، لكنها عندما تفشل، تتحول الخلايا الى الوضع الخبيث. وزيادة على ذلك فان البحث هذا يتناسب مع المعلومات الاولى الخاصة بالامراض ويرفع علامة الخطر في ما يتعلق باللحوم الحمراء، فبدلا من التعويل على جسمك لاصلاح الحمض النووي المعطوب، عليك ان تفعل المستحيل لمنع هذا التلف في المرتبة الاولى. وفيما يتعلق بسرطان القولون هناك الكثير الذي يمكن فعله، مثل المحافظة على ما تدخله من سعرات حرارية بحدود المعقول مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وكلا هذين الخيارين من شأنه تخفيض مخاطر سرطان القولون بنسبة كبيرة، فضلا عن درء البدانة، العامل الاخر المسبب للسرطان، وتجنب التدخين بجميع اشكاله، وتناول اطعمة تقي من سرطان القولون على شكل منتجات البان غنية بالكالسيوم، شرط ان تكون قليلة او عديمة الدسم، مع فيتامين «دي» وفواكه وخضراوات وحبوب كاملة غير مقشرة او معالجة. ويبدو ان السمك هو الافضل هنا.

     

    وبالتأكيد فان هذا النمط من الغذاء يتفادى كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والشحوم الحيوانية الاخرى. كما ان تناول جرعات منخفضة من الاسبرين من شأنه تخفيض المخاطر. ولكن مع الالتزام بكل هذا، يتوجب اجراء تنظير للقولون الذي ينبغي ان يتناسب ويتماشى مع عمرك وتاريخ عائلتك وعوامل الخطورة الاخرى للتأكد من عدم وجود السرطان.

     

    والعديد من الاميركيين ترعرعوا وشبوا على وجبات من اللحم والبطاطا. وكلاهما لا يرقى الى اصناف الطعام الصحية، كما ان استطلاعا قام به المعهد الاميركي للابحاث السرطانية وجد ان 72 في المائة من البالغين يركزون في وجباتهم على اللحوم والمنتجات الحيوانية الاخرى.

     

    ولا ينبغي عليك ان تمتنع كليا عن اللحم الاحمر لكي تحيا حياة صحية، لكن الدلائل تشير الى ان من الحكمة تحديد ما تستهلكه منه. وتعلم ان تفكر في ان تكون الخضراوات والحبوب هي الطبق الرئيسي، واللحوم هي الطبق الجانبي. ان تناول ما مقداره اربع اونصات من اللحوم مرتين في الاسبوع يعتبر امرا سليما. وحتى هنا تعلم كيف تختار اللحوم الخالية من الدهون والشحوم وتجنب ايضا تحمير هذه اللحوم وتحميصها. وقلل من تناولك اللحوم المالحة المعالجة والمقددة بقدر الامكان. واختر الاسماك والدجاج وطيور الحبش (من دون جلدها) مكان اللحم الاحمر لكي تكون مصدر البروتين الرئيسي، وحاول ان تكون الفاصولياء والبقوليات المصدر الرئيسي للبروتين والالياف والفيتامينات. وقد يبدو هذا الامر كوجبة جديدة كلية، لكن اذا قمت بهذا التغيير تدريجيا وشجعت عائلتك على ذلك لكي تنضم اليك، لوجدت ان الوجبات هذه تصبح طبيعية تتلذذ بها. وهنا تكون قد حافظت على قولونك، وعلى قلبك ايضا.

     

    * خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد

     

    * هل فكرت يوما ما الذي يجعل اللحم الأحمر.. أحمر؟

     

    * استنادا الى التقديرات فان نحو 79 الف اميركي قد جرى تشخيصهم بسرطان القولون في العام الماضي، لكن سرطان البروستاتا قد جرى تشخيصه في ثلاثة اضعاف هذا العدد من الرجال. وكانت بعض الدراسات قد افادت عن وجود صلة متوسطة الى قوية بين استهلاك اللحم الاحمر وخطورة الاصابة بسرطان البروستاتا. لكن دراسات اخرى لم تجد اي علاقة.

     

    وكانت دراستان منها قد اشارتا الى تحديدات معينة. فقد افادت الدراسة الاولى ان الاستهلاك العالي للحم الاحمر لا سيما المطهو منه والمعالج، مقرون بمضاعفة خطورة الاصابة بسرطان البروستاتا لدى الاميركيين من اصل افريقي، ولكن ليس البيض منهم. اما الدراسة الثانية فقد وجدت ان اللحم المطهو كثيرا يزيد الخطورة الى 40 في المائة. اما اللحم المطهو على درجات حرارة منخفضة فلم يرفع احتمالات الخطورة. لذلك من اجل الحفاظ على صحة القولون والبروستاتا فقد يكون من الحكمة الاقلال من استهلاك اللحوم الحمراء، لا سيما المعالج منها او المحمر او المشوي.

     

    واشارت دراسات اخرى الى الصلة بين اللحم الاحمر وسرطان المعدة والمثانة والثدي. ومقابل ذلك فقد اقترنت الوجبات المنخفضة اللحوم بزيادة طول الحياة. وهذا ما يكفي ان يجعلك تفكر مرتين قبل التهام بضعة بيرغرات، او «هوت دوغز» (السجق الساخن) مشوية في الصيف المقبل.

  22.  

    مقاوماتنا .. والزمن الخطأ

     

    بابر حبيب جابر

     

    أبدأ بالزمن الأصغر الذي بات مفضلاً «للمقاومة» في العراق وهو يوم الجمعة الذي اصطلح عليه المسلمون أن يكون يوم ألفة القلوب وتوحدها ويوم يذر فيه المسلمون البيع متجهين الى ربهم، وأيضا بجانب العبادة جعل هذا اليوم لراحة أجساد كدها التعب، تتوجه فيه من بين فسح قليلة ظلت ترتادها الى أسواق تقليدية عرفتها بغداد وارتبطت أمكنتها بالذاكرة، فلجمعة بغداد اسواقها من شارع المتنبي الذي تركه الإرهاب أثراً بعد عين، ناحراً الثقافة وروادها، الى سوق الغزل الذي يقبع على مسافة كيلومتر شرقه ويرتاده بسطاء الناس وفقراؤهم الذين لم يسلموا رغم كونهم على نقيض رواد الأول لا حظ لغالبيتهم في الثقافة لكن تجمعهم هواية تربية الطيور، فكانوا، وقبلهم المصلون في المساجد، الهدف الذي يفضله الإرهاب زماناً ومكاناً فتتمزق في هذا اليوم المبارك الأجساد البريئة، وهذه المرة بأيدي براءة أخرى عبر أجساد أوصينا أن نرفق بها وبعقول رفع التكليف عنها.

     

    أما الزمن الأكبر الذي أخطأت فيه «مقاومتنا» فانه عندما تستمر في منهجها العنفي التدميري، في وقت بات يسود فيها إجماع لا يشذ عنه الا جماعات العنف، بأن طريق خروج القوات الأجنبية من العراق هو تحقيق حد من السلم والاستقرار، وأن إزالة المخاوف بين المكونات العراقية تستبعد فرضية أن يظل الأجنبي هو الضامن من استئساد جماعة على أخرى، وأن تعجيل زمن بناء الدولة العراقية ومؤسساتها يقابله تخفيض لمساحة وحجم وعمر المحتل، وأن المنادين بالانسحاب في واشنطن ينتظرون أنباء الاستقرار، في حين أن دعاة البقاء تقوي الفوضى فرصهم.

     

    أما المقاومة الثانية «حماس» فهي أيضا تبدو بجلاء أنها تخطئ الزمن، إذ أنها استمرت في انقلابها وشق الصف الفلسطيني معطية بذلك الذريعة بأنه لا يوجد شريك فلسطيني يركن اليه، ومثبتة اعتقادا بأن أي انسحاب إسرائيلي سيكون بديله الفوضى، مع استمرارها بمقاومة الألعاب النارية التي تسميها صواريخ والمستجلبة لانتقام إسرائيلي وحشي، مانحة بذلك المبرر للعزلة والقطيعة عن العالم، فظنت أن اختراقها لهذه العزلة ومنجزها الجهادي تحقق بإقامة فتحات في جدار والتبضع من محلات للبقالة، في حين أن هذا العام كان مهيأ لأن يكون عام ظهور دولة فلسطينية كون الإدارة الامريكية أدركت أن وراء كره المسلم والعربي لها هو الظلم الواقع على الفلسطينيين وان ذلك طالما وظف كحافز لكل الأعمال الإرهابية التي امتدت من بالي الى نيويورك، ولأول مرة يكون هنالك إجماع عربي والتزامات زمنية لإدارة أمريكية تريد في عمرها المتبقي بهذا العام أن تحقق نجاحاً واختراقاً في السياسة الخارجية بأن تحل أكثر مشكلة مزمنة عرفها عالمنا المعاصر، فكان على حماس أن تترك الزمن للإجماع العربي ولتوجه الإدارة الأمريكية وان تستثمر الزخم الدولي غير المسبوق وان تترك السلطة الفلسطينية تخوض التفاوض وان تكسب اللوم أو الثناء وأن تستدرج الدعم الدولي للمانحين لإعانة شعب منهك وأن تحار في توفير طعامه ومستلزماته، وتبقى حماس على موقفها الرافض المتعبد بالثوابت والمحافظ على أطروحة الجهاد والكفاح المسلح.

     

    أما المقاومة الأخرى وهي اللبنانية فكم تمنينا ان يكون زمنها قد بقي عند العام 2000 عام تحرير الأرض والإجماع اللبناني والعربي خلفها كون منجزها شكل الانتصار الأوحد الذي صنعته مقاومة بعد نصف قرن من الهزائم والانسحاقات العربية، وان تكون ظلت هناك دون ان تأتي الى تموز 2006 ذاك الذي فيه صادرت قرار الدولة في الحرب واتهمت بأنها خاضت حربا لمصلحة أطراف إقليمية نتائجها دمرت بنى البلد التحتية وأجهزت على اقتصاد كان على حافة التعافي، مكلفة شعبا بأن يظل يحمل أثقال الآخرين ويخوض حروبهم على أراضيه من أجل ديمومة صمودهم.

     

    الرابعة هي مقاومة حزب العمال الكردستاني(pkk) ضد تركيا، إذ هي تأتي في زمن حكومة العدالة والتنمية التي مثلت أول حكومة تتفهم حاجات الكرد والتي شرعت بوضع برامج عملية لتطوير البنية الاقتصادية والتنموية للمناطق الكردية مع اعتراف صريح بالتنوع القومي وضرورة فتح الفضاءات في التعليم والإعلام باللغة الكردية، تأتي هذه المقاربات متناقضة مع تأريخ من الحكومات التي سبقتها والتي ظلت لم تعترف بكلمة كرد او بوجود تنوع في المجتمع، في حين ان هذا الحزب اعتبر طريق تحقيق الكرد لمصالحهم هو بإدماجهم بالسياسة وعبرها وليس عن طريق العنف فاستقطب الأصوات الكردية وصعد من بين مرشحيه حوالي ثمانين نائبا كرديا للبرلمان في حين ان حزب المجتمع الديمقراطي (الكردي) لم ينجح في ان يوصل اكثر من عشرين نائبا، تأتي هذه المقاومة بدل ان تعين حزبا يحاول ان يفكك ارث الكمالية وهيمنة العسكر، الكمالية التي رفضت الاعتراف بالكرد وأنكرت وجودهم والعسكر الذين لم يعرفوا إلا القوة والإلغاء أسلوباً للتعاطي مع قضيتهم، إذن فان اقل ما تلام هذه المقاومة عليه أنها تأتي في الزمن الخطأ. هذه المقاومات اشتركت جميعها في أنها أولاً تنسى أن الناس مشاريع للحياة وملت أن تكون مشاريع للموت، وثانياً أن أمامها فضاء ديمقراطياً تستطيع أن تصل عبره الى ما تريد بدل حروب وقتال لا تورث إلا الخراب، وثالثاً أنها وإن قاتلت محتلاً، إلا أنها أسست لعنف في المجتمع سيستمر حتى بعد رحيله، ورابعاً أن المقاومات كانت تستفيد من القطبية الثنائية وتتكئ على المعسكر الاشتراكي في دعمها، وكون هذا أصبح الآن من التراث النضالي فاستبدلته المقاومات الحالية بدعم دول الإقليم ولكن الفرق عن الأولى أنها بدل أن توظف الدعم لمصلحة الهدف الوطني فإنها رهنت الأوطان لمصلحة الداعم الإقليمي.

  23. مكتبة الإسكندرية: مكتبة رقمية تضم 29 ألف كتاب و 30 ألف صورة

     

     

     

     

    الإسكندرية: داليا عاصم

     

    أطلق المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية بمكتبة الإسكندرية مشروعاً رقمياً جديداً يحمل اسم «مستودع الأصول الرقمية» DAR وهو نظام لإنشاء وحفظ المحتوى الرقمي بمكتبة الإسكندرية.

     

    وأعلنت الدكتورة نهى عدلي، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات بالمكتبة أن مستودع الأصول الرقمية يقدم لمستخدميه مجموعة من الكتب المرقمنة في مختلف المجالات، وأنه يوجد حاليا أكثر من 29.217 كتابا و 30.126 صورة متاحة من خلال الرابط (http://dar.bibalex.org ) حيث يمكن الاطلاع على جميع الكتب التي لا تخضع لحقوق الملكية الفكرية كاملةً. أما الكتب الخاضعة لقانون حماية الملكية الفكرية، فيسمح للمستخدم بالاطلاع على 5% فقط من الكتاب، كما يمكن الاطلاع على تلك الكتب في المكتبة، من خلال النسخ المطبوعة الموجودة بها. وتوجد إمكانية للبحث في محتوى جميع الكتب، ويجري العمل حاليا على تطوير أداة النشر لتوفير مزيد من الأمن فيما يتعلق بالكتب الخاضعة لحقوق الملكية الفكرية.

     

    ويعد هذا المشروع خدمة فائقة لطلاب العلم والباحثين والأكاديميين حيث يتمكن الزائر للموقع من الاطلاع على نسخة كاملة من الكتاب على هيئة PDF لتمكنهم من القراءة والطباعة ما يوفر عليهم مشقة البحث عن الكتب، ويتمكن الزائر لمكتبة الإسكندرية من الاستفادة بإمكانية طباعة الكتب بالكامل.

     

    وذكرت الدكتورة نهى عدلي أن هذا النظام يعمل كمستودع متجانس لحفظ وأرشفة جميع أنواع المواد التي تتم رقمنتها بالمكتبة، أو تلك التي يتم الحصول عليها من مصادر أخرى، وهو يتيح الوصول إلى المجموعات الرقمية من خلال البحث على الإنترنت والاستعانة بأدوات التصفح. ومن أبرز أهداف مستودع الأصول الرقمية أيضا إدارة عملية الرقمنة آليا وضمها للمستودع.

     

    ومن المميزات التي يوفرها الموقع للباحث أنه يمكن أن يقوم بالبحث من خلاله عن أي مادة علمية أو وثائقية مكتوبة أو مصورة في مجالات علمية مختلفة، منها مجال العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والنفس والفلسفة والعلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا، أو كتب ومراجع في الأدب والبلاغة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية، والرياضيات والمجموعات الخاصة والديانات والمعارف العامة والدوريات والخرائط والموضوعات المتعلقة بالسلام، والاستخدام السلمي للطاقة النووية، والفقر، والسكان، وحرية الصحافة والاتصالات، والحفاظ على التراث، والتعليم، والملكية الفكرية وحقوق النشر والماركات التجارية والتصميمات وبراءات الاختراع، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي، والنمو الاقتصادي، والإرهاب.

     

    ويمكن لزائر الموقع الاستفادة من البحث عن مقاطع الفيديو أو التسجيلات الصوتية؛ إذ يضم الموقع أنواعا مختلفة من الوسائل السمعية والبصرية. وتغطي المواد السمعية والبصرية موضوعات متنوعة: تعليمية، ودينية، وثقافية، وسياسية، وتسجيلية، وسينمائية. فضلاً عن تسجيلات لجميع المؤتمرات والحفلات الموسيقية والفنية والمعارض التي تتم في مكتبة الإسكندرية. ويقدم الموقع طريقة مبسطة للبحث، حيث يمكن لمستخدم الموقع البحث عن ضالته عن طريق استخدام كلمة مفتاحية أو البحث بالموضوع أو باسم المؤلف أو عنوان الكتاب أو الناشر أو سنة الإصدار أو رقم الإيداع أو رقم استدعاء الكتاب من مكتبة الإسكندرية.

     

    وصرح الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، بأن أهمية المشروع تكمن في حمايته للتراث الفكري والثقافي، مؤكدا أن المكتبات الرقمية ضرورية لتشكيل مستقبل الدول النامية، حيث إنها تقضي على المعوقات الاقتصادية التي تحول دون نشر المعرفة على نطاق واسع، كما أن المشروع يمكن أن يسهم كذلك في الترويج للثقافات الشرقية، وبالتالي التقريب بين الحضارات المختلفة، خاصة أن 20 لغة مثّلت الكتب التي تم الانتهاء منها إلى الآن.

  24.  

    العراق: مشاكل كبيرة .. وحلول صغيرة

     

    جابر حبيب جابر

     

    حكومة رومانو برودي التي سقطت في ايطاليا مؤخرا هي الحكومة الحادية والستين في تاريخ هذا البلد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، اي بمعدل حكومة كل 13 شهرا، وعدم الاستقرار هذا ناتج أساسا عن غياب حزب قوي قادر على تشكيل حكومة بأغلبية مريحة وعن نظام انتخابي لم يعالج مكامن الخلل التي تنتج برلمانا مكونا من قوى مشتتة تنتج بدورها تحالفات حكومية هشة وسهلة الزوال مع كل طارئ.

     

    ويبدو ان النظام السياسي العراقي اختار ان يكون نسخة من الإيطالي مع فارق ان ايطاليا قادرة على الاستمرار بحكومة ضعيفة وربما بدون حكومة لبعض الوقت، ولكن الحكومة هي الدليل الوحيد على ان العراق يمكن ان يستمر، كل شيء لدينا يبدأ من هذه النقطة، الأمن والأعمار والمصالحة، فالعراق بلد بحاجة الى ان يبنى من جديد وان يتم استثمار الكثير من الموارد والتخطيط لهذه المهمة، وهو هدف لا يمكن ان تحققه حكومة هشة وبرلمان مفكك وطبقة سياسية مشتتة. فالناظر للحراك السياسي الجاري الآن قد يشعر بقدر من التفاؤل، لكنني ازعم انه تفاؤل مبني على الأماني وليس الواقع.

     

    التحالف الرباعي بين الحزبين الكرديين والحزبين الشيعيين جاء لإرسال رسالة للآخرين بأن هذه الأحزاب قادرة على الاستمرار بالحكم لوحده، والآخرون حاولوا ان يتكتلوا لإرسال رسالة معاكسة، الا انهم فوجئوا بتحالف جديد ينبثق بين الحزبيين الكرديين والحزب الاسلامي اراد به الأكراد ارسال رسالة الى المالكي بأنهم ساخطون عليه بسبب الخلافات حول عقود النفط التي ابرمتها حكومة كردستان وحصص الاقليم من الميزانية وطبعا ما استشف انه عدم حماس من جهة المالكي لتطبيق المادة 140 بخصوص كركوك، والحزب الاسلامي اراد ارسال رسالة الى الائتلاف الموحد بامكانية كسر ما اعتبر تحالفا كرديا ـ شيعيا مسيطرا، لا سيما مع تحركات للتقارب من المجلس الأعلى لإرسال رسالة أخرى الى المالكي بحسب دوافع كل طرف، الأحزاب السنية غير الراضية عن انفراد الحزب الاسلامي بالتحالف مع الكردستاني تقترب من المالكي لترسل رسالة بعدم الرضى، والمالكي يتحرك لجذب الاطراف الأكثر تشددا تجاه المطالب الكردية لإرسال رسالة للأكراد بأنه يمكن أن يستغني عنهم اذا اختاروا ان يكونوا في المعسكر المقابل.

     

    جميع الاطراف حسبت المكاسب والخسائر المحتملة ووجدت ان تفكيك التحالفات القائمة قد ينتج خسائر اكبر من اي مكاسب محتملة، فإذا بالأطراف تقرر العودة رويدا الى «الحكم الجماعي» وهي تسمية تعني في قاموس الطبقة السياسية العراقية العودة الى ما كان عليه الحال في اليوم الاول عند تشكيل الحكومة الحالية. بالطبع ان ذلك افضل مما هو عليه الحال مع حكومة انسحبت العديد من اطرافها وتهدد اخرى بالانسحاب، ولكن لا ضمان ان السيناريو نفسه لن يتكرر طالما ظلت الطبقة السياسية بكل اطيافها تمارس عبثية سياسية مؤسسة على مصالح ضيقة تدور أصلا حول الحصص وحجم السلطة التي يمتلكها كل طرف وليس على البرامج والسياسات وإلا كيف يمكن لخصوم الأمس ان يتحالفوا فجأة كما ان أصدقاء الأمس يصبحوا فجأة خصوما.

     

    منذ ثمانية اشهر وعد رئيس الوزراء بتشكيل حكومة تكنوقراط وهو مفهوم صار محببا للعراقيين بعد ان يئسوا من حكومة الأحزاب، الا انه كان وعدا غير قابل للتحقيق لأنه ينطوي على تغيير جذري لا يمكن لرئيس وزراء يستمد وجوده من تضامن هش بين احزاب لا يجمعها الا اتفاق على محاصصة المواقع ان يقوم به مهما كانت سلامة نواياه، فأول ضحية لحكومة التكنوقراط ستكون رئيس الوزراء نفسه لأنها ستفهم كخطوة لحل العقد السياسي الراهن وبالتالي انهيار نتائجه. ادرك رئيس الوزراء صعوبة ذلك فاخذ يخفض من سقف التوقعات بالإعلان عن نيته ترشيق الحكومة وإلغاء بعض الوزارات التي لا عمل لها سوى ان تكون صوتا لهذه الكتلة او تلك في مجلس الوزراء، ولكن هذه الخطوة ايضا لن تجد النور في الغالب، إذ ان الغاء وزارة ما سيعني الغاء حصة، وبالتالي خلخلة العقد مجددا لأن أحدا ما سيتضرر لنقص حصته، وآخر سيستفيد لأن هذا النقص سيقوي من قيمة حصته، ومراجعة بسيطة للتقاليد السياسية الراهنة يمكن ان تكون كفيلة بتوضيح مدى امكانية حصول ذلك.

     

    لقد انتقلنا من نظام مفرط في مركزيته وفرديته الى آخر مفرط في تفككه وتعدد مراكز القوى داخله، وأي من النظامين لا يمكن ان ينتج دولة ديمقراطية ـ عصرية، والحكومة التي لا يمكن لرئيسها ان يقيل او يختار اعضاءها لا يمكن ان تكون بالمقابل عرضة للمساءلة من برلمان تشارك جميع كتله في الحكم وفي المعارضة، فحتى الاحزاب التي نعتبرها تقليديا حاكمة تنتقد «الحكومة» أحيانا، مستغلة التشويش الذي ينطوي عليه نظام سياسي لا تشكل الوزارة فيه سوى حلقة واحدة من عدة حلقات تتحمل جميعا الخطأ والفشل قبل ان تتسابق على ادعاء النجاح.

     

    بالطبع فان الأحزاب الموجودة وان كانت مختلفة على اشياء كثيرة فإنها ستميل الى الاتفاق على عدم الحاجة الى انتخابات مبكرة لتصحيح الوضع اخذين بالاعتبار أن الراعي الأمريكي سيتردد أيضا أمام هذا الخيار لأنه ومع نقده للطبقة السياسية لا يريد ان يتخلى عنها نحو بدائل غامضة وقد تكون اكثر فشلا. مع ذلك فان الانتخابات ان كانت استحقاقا يستعصي الإسراع به فلا ينبغي تأجيله، كما لا ينبغي إقامته في ظل نفس النظام الانتخابي الراهن لأنه في الغالب سيعيد انتاج ذات المعادلة الصعبة، كما يعيد انتاج الاصطفاف الطائفي، وبدلا من تضييع الوقت بمزيد من اعلان تحالفات اليوم الواحد أو استحداث مزيد من المجالس والإدارات التي تحمل معها مزيدا من المشاكل والمعضلات، لا بد من الشروع بالتفكير مع الخبراء الدوليين بأفضل النظم الانتخابية البديلة، مع تجربة التفكير مرة واحدة خارج اطار المصالح الحزبية والشخصية الضيقة لأن افضل ما يمكن ان يفعله البرلمان الحالي هو ان يمهد لرحيل «جيد».

     

    الشيء الآخر لا بد من إعادة تشكيل للمفاهيم حول الدولة والسلطة والحكومة، بأن لا تعني المشاركة في النظام السياسي أن يصبح الجميع أعضاء في الحكومة، فهي وصفة مجربة لحكومة ضعيفة مفككة عاجزة عن العمل، لا بد من التأسيس لمفهوم المعارضة داخل النظام والتي يمكنها وحدها ان تنتقد الأداء لحكومي، متعكزة على برنامج بديل. أما أعضاء الحكومة، فان وجود البديل سيدفعهم الى ان يتراصوا ويمارسوا الاداء الحكومي بجدية من يدرك ان لفشله ثمنا لا تسدده ترضيات مؤقتة او حلول ترقيعية او مصالحات شخصية.

×
×
  • Create New...