المعتزله الجدد صفاء الحكيم نيسان الكورونا , 2020 المقدمه شهد القرن العاشر الميلادي ما يراه المتابعون صراعًا فكريًا وعقائديًا بين أهل الرأي وبين اهل الحديث للاستحواذ على القرار في مركز الخلافه الاسلاميه في بغداد ,انتهى باندحار الطرف الاول متمثلًا بانتصار الاشاعرة في الحصول على رضا الحاكم و بالتالي تكفير أهل الرأي من المعتزله وغيرهم من الفلاسفه واهل المنطق . معركه حسمت جدالا فقهيا استمر ظويلا وأسست لسياده السلفيه الفكريه منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا على توجه مذهب اهل السنه والجماعة واذا كان مذهب الشيعه قد توزع بين من ذهب بعيدا او قريبا من نتائج هذا الحسم فان ابتعاد فقهاء الشيعه عن مركز الحكم كونهم طائفه منفصله ربما وفر بعض الوقت في ابقاء هذا الجدال مفتوحا الى ان حسم بانتصار الاصوليه العقليه على الإخبارية من اهل الروايه قبل قرنين فقط من الزمن ومن خلال اليه تكاد تكون مشابهه. لكن الاصوليه الشيعيه تبقى في أسسها المعرفية ضمن إطار قيود النص ولاتختلف عن الاخباريه الا في طريقه التعامل معه شهدت الفتره منذ سقوط المعتزله انغلاقا فكريا انعكست نتائجه في ذلك التراجع الملموس في دور الخلافه الاسلاميه كمركز للعلوم والفلسفة بالعالم و انتهاء دورها في رياده التقدم العقلي والفكري و فقد زمام المبادره والرياده الحضاريه لم تخلوا الفتره التي تلت هذا الحسم من نقاط مضيئه في مسيره العقل المسلم تمثلت بتلك التي بزغت في بعض تجارب المسلمين البعيده عن مركز سيطره الاشاعره مثل عصر اماره البويهيين في بغداد وتجربه المسلمين بالأندلس و الدوله الفاطمية في شمال افريقيا . لكن هذه التجارب جميعا سرعان ما آلت الى الانحسار بعد سقوط دولها ليعود الامر الى سيطره الاشاعرة على مركز القرار ان الحاجه تدعو اليوم الى مراجعه هذا الإرث الفكري و العقائدي بعيدا عن مفهوم صراع الحق والباطل وبما يخدم الانسان المسلم و تقدم مجتمعاته و الذي هو بالنهايه محور وهدف الديانات السماوية بالحلقات القادمة سأحاول التطرق الى بعض الملاحظات الشخصيه بما اراه متعلقا بهذا المحور الحلقه الاولى.. التقوييم الهجري http://baghdadee.ipbhost.com/index.php?showtopic=2295