Jump to content
Baghdadee بغدادي

عـمــــــر والتشـــــيــع


Recommended Posts

 

إلى ابن أعظمية النعمان بن ثابت إمام الساحل الشرقي

عثمان بن علي العبيدي

إليه رجلاً أنقذ سبع أرواح من الموت غرقاً من بين الحشود التي سقطت في النهر على طريقها إلى إمام الساحل الغربي

وعند الثامنة تعانقت الروحان وهبط الجسدان معاً تحت مياه الجسر المشترك.

وحسبك أنك حبر هذه السطور.

 

حسن العلوي

دمشق ـ الشام 1/1/2007

 

 

تدافعت حشود عابرة على جسر في بغداد لإقامة المهرجان السنوي لذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق المدفون في مقبرة خصصها لقريش أبو جعفر المنصور عام 150 للهجرة، سميت بمدافن قريش، فدفن فيها ابنه ثم الإمام موسى بن جعفر وحفيده، وعندما توفي الإمام أبو حنيفة النعمان دفن في مقبرة الخيزران، على الجانب الشرقي من دجلة، وهي لعامة الناس، فسميت الأولى بالكاظمية نسبة إلى الإمام الكاظم على الساحل الغربي، وسميت الثانية بالاعظمية نسبة للإمام الأعظم أبي حنيفة، وعلى الجانب الشرقي من دجلة، خرج الشاب عثمان العبيدي، وهو من السكان الأصليين، فرمى بنفسه إلى النهر سبع مرات، أنقذ في كل مرةٍ طفلاً أو رجلاً أو امرأةً شيعية، وفي المرة الثامنة أمسكه الغريق وقد أرهقه التعب، وخارت قواه، فلم يقدر على حمله إلى الشاطئ، وغرق عثمان بثقل من كان يستنقذه!

.

) اعلاه الاهداء الذي تقدم به المفكر العراقي الكبير حسن العلوي لكتابه الجديد

 

اتمنى على كل من يريد التعليق ان يقرأ الكتاب اولا

 

لتنزيل الكتاب اضغط هنـــــــــــا

 

او للاطلاع عليه

http://www.iraqihome.com/march2007-1/36.htm

Link to comment
Share on other sites

الجهد العملاق الذي بذله العلماني المرتزق والبعثي السابق حسن العلوي في لي عنق الحقيقه يوضح بلا شك مقدار العطاء!!!! الوهابي السعودي في كتابته هذا الموضوع الضي يجانب الحقيقه كاملا ولنا رد عليه مستقبلا ان شاء الله كي لا يستغرق الغافلون بنومهم طويلا

Link to comment
Share on other sites

http://www.almalafpress.net/xxview.php?id=8205

 

عمر والتشيع)...النوايا والمضامين

 

 

عبد الستار البيضاني

 

كاتب بمكانة ومستوى حسن العلوي يدرك هذا جيداً ولن يفكر ابداً بان يكون كتابه من تلك الكتب التي تدخل مناطق المسكوت عنه لأثارة الفرقعة الإعلامية، لذلك ننظر الى الكتاب بوصفه محاولة على الجبهة الأعلامية والفكرية لتفكيك عوامل الحرب الطائفية التي أقتربت كثيراً من أبواب العراقيين في الأشهر الماضية،

ولكن الطريقة التي قُدم فيها الكتاب والتغيير في موقف العلوي السياسي بعد ان فقد الأمل بتولي منصب سفير العراق بدمشق ،ومنهجه في تناول المضامين كلها تشكل أسساً لتصور نوايا ودوافع مغايرة قد تجعل الكتاب يعطي مردوداً عكسياً ربما يلقي بالعلوي من قمة(العيطاء) التي فاخر بإعتلاء قمة جذعها!.

 

وهل يمكن ان ننظر ببراءة ال

هذه الطريقة في توزيع ونشر الكتاب؟،بمعنى ان العلوي لم يكن وحده يقف خلف كتابه، وإذ نتوصل الى هذا الأستنتاج نتساءل من هو إذن الذي يقف خلف هذا الكتاب؟.

 

وقد يعزز هذه الشكوك اعتماد المؤلف على بعض المظاهر الأجتماعية التي انقرضت ويفسرها بطريقة خاطئة تزيد الأحتقان الطائفي بدلاً من أن تقرّب الأفكار، ومنها مايطلق عليه عند بسطاء الشيعة(فرحة الزهرة)، وظاهرة تجسيد شخصية (عمر) في بعض المناطق الشيعية، ففرحة الزهرة مناسبة تتلخص بإعتقاد البعض من العامة انه بعد شهر صفر فرحت فاطمة الزهراء لأن المختار الثقفي أخذ بثأر ولدها الحسين عندما قتل قتلته ومنهم الشمر بن ذي الجوشن وحرملة ولم تفرح بسبب مقتل عمر بن الخطاب كما يدعي العلوي!،وان الشخصية التي يجسدها العامة بشكل كاريكاتيري في الشوارع هي ليست شخصية عمر بن الخطاب وإنما شخصية عمر بن سعد الذي قاد معركة الطف ضد الحسين وأصحابه، ويصر المؤلف على هذا الخطأ عندما يذكر أهزوجة (أكل وألبس جديد وألعن عمر ويزيد) التي كان يرددها الأطفال في بعض المناطق كلما أكلوا ثماراً جديدة ولا أدري كيف فاتت المؤلف وهوالمفكر الرصين العلاقة المعروفة بين عمر بن سعد ويزيد بن معاوية وعدم وجود أية علاقة بين يزيد وعمر بن الخطاب؟..ومن ثم مالداعي لذكر ممارسة للسذج من الناس أختفت منذ نهاية الستينيات ولم يعد يتذكرها اي من الأجيال الجديدة في أي منطقة من العراق؟!..وهنا نسأل هل اننا بذكر هذه التفاصيل وبهذا الوقت سنحقن دماء العراقيين بالبحث عن المشتركات أم اننا سنهدر الكثير من الدماء بإضافة أفتراءات جديدة تضاف الى الإفتراءات التي تساق على الشيعة والسنة معاً؟...المساحة لاتسمح بإيراد الكثير من الملاحظات ، لكني لاأمتلك إلا القول :حتى أنت ياحسن العلوي تصفي حساباتك السياسية من خلال الطائفية؟! .
Link to comment
Share on other sites

ادهو الاخ مكرود وكذلك جميع الاخوه ممن يمتلكون من المعلومات التاريخيه الهامه التي تخص الموضوع لئن يتريثوا او بحتجبوا عن اي اي اضافه في هذا الموضوه لا لعدم ايماني بالمناقشه الحره والتي توصلنا الى الحقيقه بل لئن الوضع العراقي لا يحتمل مثل هذه الامور فربما قام احد العراقيين بشرح وجهه نظره وكانت مخالفه للاخر ماذا سيكون مصيره الموت او القتل او التشريد على الاقل لان السلفيون التكفريون بالعراق لا يتوانوا عن غمل اي شيء بينما نحن نحن في بلاد الخجره من الممكن ان ناخذ الامر بهدوء ولكت من يضمن ذلك بالعراق والعراقيين .

على اي حال كلنا نعرف من هو حسن العلوي ومن هو عمر ولا داعي للاستزاده

Link to comment
Share on other sites

  • 4 weeks later...

الحلقة الثانية / عمر وعلي الأول يمنع الفراغ والثاني الانشقاق

 

«عمر والتشيع... ثنائية القطيعة والمشاركة»

«إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه»، فكيف الحال إذا ظهر ما هو أخطر من البدع، يكتسي رداء المقدس الذي لا يمكن التشكيك فيه على الإطلاق؟

حسن العلوي في كتابه الأخير «عمر والتشيع... ثنائية القطيعة والمشاركة»، الصادر عن دار الزوراء في لندن (2007)، فعل ما تغاضت عنه العمائم، وتجنبه الكثيرون من اصحاب اللحى، وهو العلماني الهوى، الهاشمي النسب، العراقي الجنسية، والعربي القومية، والاسلامي الدين.

لقد اقتحم العلوي، ابن السبعين عاما، مدارات صلبة الاختراق من دون تدوير الزوايا الخلافية، او الابتذال بالطرح، فكان معالجا بارعا لعلاقة سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مع سيدنا علي (كرم الله وجهه) بلغة بسيطة استقرأت المرويات وحللتها بما لا يخرجها عن السياقات التاريخية والاعراف الاجتماعية.

العلوي بهذا الطرح خرج عن المألوف او المتعارف عند البعض بوضع علي في منصب المستشار لعمر، فهما عنده يتحركان مع بعضهما، يؤسسان الدولة الفتية الجديدة، وينظران إلى مرضاة الله والاقتداء بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى محمد (عليه افضل الصلاة والسلام)، فعلي عند عمر يؤتى ولا يأتي، وعمر عند علي مكانه عند العرب مكان النظام من الخرز يجمعه ويمسكه. هذا اذا ما تناسينا مصاهرة عمر لعلي من ابنته ام كلثوم التي انجبت له زيدا. انها علاقة بين شخصيتين ينحدر عنها سيل المشاركة ولا يرقى اليها طير القطيعة.

ثمانية عشر الف صلاة اقيمت في المسجد النبوي خلال حكم سيدنا عمر... كم كانت ايام المدينة الخوالي سعيدة وعظيمة رغم الدموع على فراق رسول الرحمة والمحبة والهدى للعالمين. لكن الدولة استمرت، لان فيها رجالات مثل عمر وعلي يقيمون القسط في ارجائها من مركزها المنور.

العلوي غاص في بساتين التاريخ الغضة المرتوية من اللجج النقية، متحسرا على الواحات التي أحرقتها المياه الاسنة بالجهل، ورغم غوصه الرائع كان العلوي يتحرك بتواضع معترفا بانه ليس فقيها او عالما بالدين، بل يسبر غور واحته بمنهج علمي النفس والاجتماع، مستفيدا من تجربتي المفكر العراقي علي الوردي، والمفكر الايراني علي شريعتي من دون ان يغفل تعاطي المدرسة المصرية مع شخصيتي عمر وعلي.

لقـــــد اقــــــام العـــلوي اسقاطــــــات تاريخيـــــة وخصوصا في تأسيس الخمينــــــي في ايران للجمهوريــــة الإسلاميــــــة، اذ يـــــرى العلــــوي ان التجـربــة العمريـــــة كانـــــت امـــــام الخميني شاخصــــة بعـد تأسيســـه الدولـــة الشيعية.

هذا كله والعلـــــوي يكتــــب بمـــــداد ترفده شهـــــادة ابن الاعظمـــــية عـــــثمان بن علي العبـــــيدي، ذلك الشـــــاب الذي انقذ سبعة اشخاص من الغرق في نهر دجلة بعــــد حادث تدافع جسر الائمة الشهير في بغداد خلال اقامة مراسم الذكرى السنوية لاستشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عام 2005، لكن العبـــــيدي اثناء انقـــــــاذه للشخص الثامن خارت قواه، فهبط الجســــدان في الماء وتعانقت الروحان سمواً إلى بارئهما، «فســـــلام على النخل ذي السعفات الطوال، وسلام على التشيع، وعلى ابن حنتمة (سيدنا عمر) الف سلام».

 

الحلقة الثانية / عمر وعلي الأول يمنع الفراغ والثاني الانشقاق

 

 

يكمل العلوي رحلته الممتعة في رحاب شخصية سيدنا عمر بن الخطاب وفي هذه الحلقة سيتم استعراض سياسته القرشية وسياسته العلوية، ومناحي تميزه.

 

سياسة منزوعة الحلاقيم

تبدو للعلوي شخصية عمر متصلة بحياة الناس البسطاء، فقد قلص المسافة بينه وبينهم ولم يكن سهلا على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ان يترسم خطى عمر، يعس في الليل ويخفق بالدرة ويلتحف الرمل ويجلس على قارعة وغيرها من امور وهذا عائد الى النشأة التي ترعرع عليها كل منهما.

في المقابل، كانت علاقة عمر حين اصبح خليفة بقريش ذات منحى خاص، فهو لم يكتف فقط بمنع السفر على رجالاتها كي لايبنوا مراكز تجارية تضعف قوة مراكز الدولة الفتية، ويروى انه وقف في منفذ حدودي هو شعب الحرة وقال انه سيأخذ قريشا من حلاقيمها.

ولذلك؛ انتقدت قريش سيدنا عمر، لانه كان يريد تطويعها باشراكها في ادارة السلطة والافادة من مهاراتها السياسية والاقتصادية والحربية، وفي هذا الصدد يصف العلوي حال علي بن ابي طالب مع قريش بالقول: «لم ينهج علي نهج عمر في الاستفادة من قريش، ولا كانت قريش لينة طائعة معه، كما كانت مع عمر ولا هي ستخضع لقرار يصدر من الخليفة علي بن ابي طالب بعزل احد رجالها عن ولاية أو امارة وليس لاحد منها ان يستسلم لعمار بن ياسر في ولاية الامام علي، كما استسلم زعماء قريش لمحمد بن مسلمة الانصاري، عندما كان يشاطر بعض اموالهم لصالح بيت المال».

ويضيف: «لقد خبر عمر حياة قريش ورجالها، وعرف ما يستبطن رجالها فاستبطنهم، وتحدث فيهم حديث عالم النفس، ورسم شخصياتهم بأسلوب الروائي المعاصر، وكان امينا على علمه وخبرته، فيعطي الرجل منهم في السلب والايجاب، فعنيت فئة بسلبه واخذت اخرى بالايجاب، ولم يمت عمر حتى ملته قريش كما يقول الشعبي.

وعمر كما يقول الوردي يتهم اشراف قريش بأنهم لا يخلصون في الجهاد للاسلام ولايعرضون انفسهم للموت في سبيله».

 

سياسة التصفيات

يستقرئ العلوي الأسباب المعتمدة في سياسة العزل والتعيينات، فلا يعثر على حالة واحدة كان فيها دافع العزل او التعيين سياسيا او شخصيا فكانت مسافته من الجميع واحدة، ويستدل العلوي برواية تقول ان خالد بن الوليد بعد ان عزله عمر من ولاية قنسرين في بلاد الشام قال: «لقد استعملني على الشام حتى اذا كانت بثينة (الحنطة) وعسلا عزلني»، فقام اليه رجل فقال: «اجد انها الفتنة»، فرد عليه خالد: «أما وابن الخطاب حي فلا».

 

القصاص من ابي سفيان

يرى العلوي انه لو ترك الخيار لعمر اثناء فتح مكة لقام بمحاكمة مجرمي حرب قريش، وعلى رأسهم ابو سفيان بن حرب لولا شفاعة العباس بن عبدالمطلب عم النبي (عليه افضل الصلاة والسلام) فعمر طلب من رسول الله ان يضرب عنق ابي سفيان، لكن الرسول رفض ذلك.

ومن هذه الحادثة يلفت العلوي الى بعد سيدنا عمر عن الامويين وعدم ارتباطه بهم كما هو مركوز في اذهان البعض ولذلك يقول: «لو جرى تثقيف الناس بتاريخهم لعلم خلق مهموم بربط عمر حتى هذه اللحظة بتاريخ الأمويين ان الرجل وحده عند فتح مكة كان مهموما بانزال القصاص بأبي سفيان وجماعته، لكن لرسول الله رؤية الهية».

 

احترام الكرامة الإنسانية

يستعرض العلوي جملة مرويات تفيد عن الحس الانساني لدى سيدنا عمر، واحدى هذه المرويات تقول انه «كان لعمر وال على الحيرة يكثر من الهزل، وقد حدث مرة، ان دعا رجلا، فأمال عليه بالطعام والشراب، مادعا به، فمسح بلحيته، فركب الرجل من العراق الى المدينة ليشكو عمر قائلا: لقد خدمت كسرى وقيصر فما اتى الي ما اتى في ملكك. قال: وماذاك؟ قال: نزل بي عاملك فلان فأملنا عليه بالطعام والشراب ما دعا به فاحتبس الهزل فدعاني فمسح بلحيتي، فأرسل اليه عمر، فقال: هيه؟ أمال عليك بالطعام والشراب ما دعوت به ثم مسحت بلحيته؟

والله لولا، ان تكون سنة ما تركت في لحيتك طاقة إلا نتفتها. ولكن اذهب فو الله لا تلي عملا ابدا».

وقد اخذت الرحمة عمر الى ان يعفي المعيل لعائلته من الذهاب الى الجهاد إلا بموافقة ابيه، ولذلك كان يخاطب المجاهدين على الثغور بالقول: «لكم عليَّ ألا القيكم في المهالك ولا اجمركم في ثغوركم، واذا غبتم في البعوث، فأنا ابو العيال، حتى ترجعوا اليهم».

 

الجوع مع الناس

من سمات شخصية سيدنا عمر انه كان يحس بجوع الناس، فكان يجوع معهم، حتى اذا جاء عام الرمادة لم يبعث جباته كي يجبوا الزكاة، بل اخرهم حتى يرتفع الجدب.

و«حدث بعدما اشتدت المجاعة ان جيء عمر بخبز مفتون بسمن، فدعا رجلا بدويا فأكل معه فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك الى جانب الصفحة، فقال له عمر: كأنك مقفر من الودك؟ واجابه الرجل: اجل! ما اكلت سمنا ولا زيتا ولا رأيت آكلا له منذ كذا وكذا الى اليوم، فحلف عمر لا يذوق لحما ولا سمنا حتى يحيا الناس، وظل على هذا العهد حتى اذن الله فعاد المطر وزال عن الناس الجدب».

 

العلاقة مع النصارى

كانت علاقة سيدنا عمر مع المسيحيين تتميز بالحكمة، فهو قبل صدقة بني تغلب، وعين عليهم فرات بن حيان واليا عليهم بدلا من الوليد بن عقبة، وذلك من اجل استتباب الأمن واستقرار الطمأنينة في ربوعهم، ولعل العهدة العمرية الى مسيحيي بيت المقدس تنم عن شخصية عمر السمحة التي تقتدي بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى (عليه افضل الصلاة والسلام».

 

مسمات أخرى

يستحضر العلوي سمات أخرى لسيدنا عمر تنم عن عظم هذه الشخصية. فعمر منع ما يتعارف عليه في يومنا هذا بالتشهير الاعلامي، إذ انه كتب الى واليه في البصرة أبي موسى الاشعري ان يأمر الناس بمجالسة من شرب الخمر في السابق وتاب بعدما شهر به الوالي. ولذلك كان يمنع كشف ما ستره الله عز وجل، كما ورد في حديث له.

وفي أثناء زيارته الى الشام دخل عمر الى بيت أحد ولاته هناك يزيد بن أبي سفيان، فرأى قماشا يتدلى على الحائط، فاستغرب ان تلبس الحيطان ثيابا زاهية من مصنوعات حلب أو دمشق، فاتجه اليها قبل ان يأخذ مكانه في الجلوس وشرع يقطع اوصالها.

قائلا: «ويحك أتلبس الحيطان ما لو ألبسته قوما من الناس لسترهم من الحر والبرد».

 

سياسته العلوية

يعود العلوي مبحرا في أمواج التاريخ الهادئة بسكون حكم عمر وعلاقته بعلي. لقد منع عمر الفراغ وعلي منع الانشقاق. ورغم عدم مبايعة الامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) لسيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ودخوله في قطيعة دامت ستة أشهر، إلا انه قد «سيطر الامام علي على مستوى لا يتحول فيه الخلاف الى معارضة والمعارضة الى حركة مسلحة خلافا للمألوف العربي الطويل وتقاليد المعارضة والاحتجاج، التي كانت لا تضع حواجز بين الرأي والخلاف والتعبير المسلح عنه، فلم يكن ثمة برلمان تتحادث داخله المعارضة، ولا صالة يجتمع اليها السلطة والمعارضة، والقاعدة العربية المعمول بها في تاريخ العرب والمسلمين ان الاعتراض السياسي ينتهي في أقصر زمن بالاحتكام الى السيف. وقومي تميم والفلاة ورائيا.

خرج الامام علي على تقليد سائد في اللجوء الى قوة السلاح أو حتى الى حجج اللسان، فأحال الشهور الستة الى معتكف علمي لدراسة القرآن ومراجعة الاحاديث النبوية وترتيب الاوراق والاولويات واوراقه الشخصية وتنشيط الذاكرة وتسجيل شهادته في اسباب النزول، فأسست في شهور القطيعة الستة لأول مرة في تاريخ العرب والمسلمين ظاهرة السياسي المثقف والخليفة الفقيه ومن يسمى الآن آية الله أو المرجع الدستوري في الدولة. فجددت تلك المرحلة عشرين عاما من التلمذة الروحية لمريد النبي (ص) والتربية العائلية لربيب ابن عمه والمشاركة اليومية في حياة داخل مسكن واحد فكبر مقامه الكبير في نفوس المسلمين وأضيفت لنفوذه الروحي أسباب الورع والزهد والبعد عن النفس في الرياسة وتعال عن الخلاف، ولم يكن لرجل بدور الامام في بناء الاسلام ان يبتعد في القطيعة الى اكثر مما انتهى اليه قراره. وكان من الطبيعي ان يكون اصحاب الامام وهم من رجال الصحبة الاوائل قد بايعوا معه ومعهم الهاشميون الذين لم يبايعوا بعد، ولم يقاطع أي من أصحاب الامام وبني هاشم مركز الخلافة، واندمجوا في الدولة الجديدة ولاة وقادة وأمراء ما بين البصرة والكوفة والمدائن».

وبعد هذا العرض، يلفت العلوي الى ان القطيعة الدائمة عند القائلين بها حدثت في يوم واحد «وهو اليوم العمري عند فريق الغالبية من أهل التشيع المكرر كل يوم والموجود في التاريخ والمنقوش في الذاكرة الموروث للأجيال، هو ليس يوما في التاريخ، انما اليوم الذي ألغى التاريخ، فخرجت حركة ذلك اليوم عن كونها فعلا سياسيا وخطة قرشية الى البعد المعياري المقدس الذي تجرب على ضوء القبول به ورفضه نوايا الاتباع واختبار الحقائق، ودخل مصطلح السقيفة أو يوم السقيفة وأهل السقيفة في المعجم السياسي للتشيع بما يفقد المكان دلالته المكانية الى دلاته المعيارية، ويكتسب ميكافيلية مبكرة معجونة بالكيد والاصرار على التآمر والاتفاق على استلاب الحق وانتهاك المقدس النبوي. ولهذا كان السؤال الاكثر احراجا عند السائل يصوب نحو كاتب السطور من موقف عند السقيفة ستتبناه هذه السطور، وكيف سيكون الموقف الشرعي ازاءه وازائي؟».

ويضيف: «أما جوابي فليس معقدا وليس فيه من الاحراج ما يجعل الخروج منه صعبا. وسيكون التعامل مع مصطلح السقيفة بطريقة سياسية واقعية، والسقيفة مكان غاب عنه المقدس، وهي فعل بشري خالص، لكنها يوم التأسيس الثاني للدولة الاسلامية بعد اليوم الذي أعلن فيه النبي (ص) نزول الوحي وليس مهما، أمام مشروع دولة ناهضة وكبرى، من سيكون الرجل الاول في السلطة سواء كانت البيعة لسعد بن عبادة أم لعلي بن أبي طالب أم لأبي بكر مادام مؤتمر السقيفة سياسيا لم يأت به قرآن ولا حديث نبوي ولا سنة ولا سابقة.

وأظنه موقفا مشتركا للمؤرخين والكتاب والعاملين في السياسة العربية، الذين هم خارج ميدان الخلاف الفقهي في موضوع الولاية نصا كانت أم انتخابا. وعندهم ان السقيفة يوم تقرر فيه مواصلة العمل في مشروع الدولة فلم يؤد الخلاف الى انشقاق مسلح وانقسام بين أتباع وأتباع وظهور إمامين أو خليفتين».

ويتابع: «والسؤال الذي يوجه من كاتب السطور الى سائليه، لو ان الامام علي بن أبي طالب ذهب الى اتخاذ قرار باعلان خلافته وحوله صحابة مؤيدون وأتباع، وحدث الانشقاق المسلح، هل كان ليوم السقيفة ان يواصل بين مرحلتين رحل النبي فيها عن الاولى وبدأت الثانية متصلة بالاولى، من دون فراغ في السلطة والادارة؟

أقول... إذا كانت براعة عمر بن الخطاب، قد سجلت ليوم السقيفة ان يملأ الفراغ، فالذي منع الانشقاق وحال دون الانقسام هو الامام علي بن أبي طالب الذي اكتفى بالاحتجاج العلمي والعيش مع البحث العلمي في القرآن والى جانبه زوجته فاطمة بنت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). إن الامام علي رافض الانشقاق، ولم يكن من روافض خلافة الشيخين».

 

علي وعمر وآل البيت

لقد أخذ عمر برأي علي بشأن بداية التقويم، اذ اعتمد من هجرة الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) من مكة الى المدينة، كما ان عليا بين مخصصات عمر من بيت المال. وإذا كان علي قد نصح عمر بالذهاب الى ايلياء (القدس) فإنه لم ينصحه بالذهاب الى بلاد فارس خوفا عليه.

وفي احدى الروايات سأل علي عمر: أرأيت لو جاءك قوم من بني اسرائيل، فقال لك أحدهم: أنا ابن عم موسى أكانت له عندك اثرة على اصحابه، قال: نعم، قال، فأنا والله أخو رسول الله وابن عمه، فنزع عمر رداءه فبسطه، وقال: والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نتفرق، فلم يزل جالسا عليه، وعمر بين يديه حتى تفرقوا بخوعا لأخي رسول الله وابن عمه!

وفي رواية أخرى ان رجلا شكا عليا الى عمر فلما جلس عمر لينظر في الدعوى، قال عمر لعلي: ساو خصمك يا أبا الحسن! فتغير وجه علي، وقضى عمر في الدعوى، ثم قال لعلي: أغضبت يا أبا الحسن! لأني سويت بينك وبين خصمك؟ فقال علي: بل لأنك لم تسو بيني وبين خصمي يا أمير المؤمنين! إذ كرمتني، فناديتني يا أبا الحسن! بكنيتي، ولم تناد خصمي بكنيته، فقبل عمر رأس علي وقال: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن.

وفي رواية اخرى عن الحسين بن على بن أبي طالب أنه قال: «إن عمر قال لي ذات يوم. أي بني! لو جعلت تأتينا، وتغشانا؟ فجئت يوماً وهو خال «بمعاوية، وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت، فلقيني بعد، فقال: يا بني لم ارك أتيتنا؟ قلت: جئت، وأنت خال بمعاوية، فرأيت ابن عمر رجع، فرجعت. فقال: أنت أحق بالإذن من عبدالله بن عمرو، إنما أنت من رؤوسنا ما ترى! الله، ثم أنتم، ووضع يده على رأسه».

وروى ابن سعد عن جعفر بن محمد الباقر عن ابيه على بن الحسين، قال قدم على عمر حلل من اليمن، فكسا الناس، فراحوا في الحلل، وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه، فيسلمون عليه ويدعون له، فخرج الحسن، والحسين يتخطيان الناس، ليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر مقطب بين عينيه، ثم قال والله ما هنأ لي ما كسوتكم! قالوا: يا أمير المؤمنين! كسوت رعيتك، فأحسنت، قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس، وليس عليهما من شيء، كبرت عنهما، وصغرا عنها، ثم كتب إلى واليه في اليمن ان ابعث بحلتين لحسن، وحسين، وعجل، فبعث اليه بحلتين، فكساهما.

وعن ابي جعفر: انه لما اراد ان يفرض للناس بعدما فتح الله عليه، جمع ناساً من اصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال عبدالرحمن بن عوف: ابدأ بنفسك: فقال لا والله! بالاقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض للعباس، ثم لعلي، حتى والى بين خمس قبائل، حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب، فكتب من شهد بدراً من بني امية بن عبد شمس، ثم الأقرب، فالأقرب، ففرض الأعطيات لهم، وفرض للحسن والحسين لمكانهما من رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

 

عمر والعلويون ضد الاجتثاث

ينقل العلوي انه عندما أمل أبو بكر بحضور عمر على وفد الصلح في حروب الردة خيارين، «إما الحرب المجلية وإما السلم المخزية قالوا هذه المجلية فقد عرفناها فما المخزية؟

قال أبو بكر: ننزع عنكم الحلقة والكراع، ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما اصبتم منا، وتدون قتلانا، أي تدفعون الدية، وتتركون أقواماً يتبعون أذناب الإبل.

نهض عمر فوافقه على شروط واعتراض على اخذ الديات منهم على قتل المسلمين بعذر شرعي مقبول، وان كنت اميل إلى وجود عامل آخر دفع عمر إلى الاعتراض لرؤيته زعماء القبائل في ذلك الوضع الذليل، فأراد ان يخفف عنهم ماداموا قد عادوا إلى الاسلام مرة اخرى. قائلاً عن رفض الدية: ان قتلانا قاتلت على امر الله وأجورها على الله وليس لها ديات، فتتابع القوم على ما قام عمر».

ويشير العلوي في هذا الصدد إلى رفض العلويين استئصال الدولة العباسية لبني امية. إلى ذلك فقد وضع عمر سابقة بعدم جواز سبي المرأة العربية، كما انه اطلق سراح الأسرى من القبائل العربية.

 

الإمام علي يرثي عمر

يشير العلوي إلى انه «قد دخل الإمام علي بن أبي طالب على عمر اثر وفاته فألفاه مسجى بثوب في ناحية من غرفته فرفع الثوب عن وجهه. يرحمك الله أبا حفص ما احد احب إليّ بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ان التقى الله بصحيفته منك. والأكثر تواتراً ان علياً وقف على عمر بعد ان غسل وكفن وحمل إلى سريره فأثنى عليه وقال والله ما على الأرض رجل أحب اليّ من ان القى الله بصحيفته من هذا المسجى بالثوب».

18 ألف صلاة

يحصي العلوي عدد الصلوات في المسجد النبوي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بـ 18 الف صلاة ولذلك يرى ان «سكان الحي الذي يتوسطه المسجد، قد التقوا هناك (41) الف لقاء نستقطع منها ايام الغياب، التي يكون فيها بعض هؤلاء السكان مسافرين إلى مكان آخر، وهم قلما يسافرون. وقد جرت العادة ان يجلس المصلون مع امامهم في حلقات بعد كل صلاة، يتساءلون عن امور دينهم ودنياهم، فاذا امتدت الجلسة نصف ساعة بعد كل صلاة، فسيكون مواطنوا المدينة قد التقوا في عهد عمر عند المسجد (9000) ساعة، عدا ساعات الغياب، فهل كان من بين هؤلاء المصلين رجل يدعى علياً، واخر يسمى عمر، وثالث يدعي عثمان، ام تراهم كانوا يصلون في بيوتهم؟ واذا ما حضروا والتقوا تسعة آلاف ساعة، هل كان الواحد منهم يجلس وظهره على الآخر، ألم يتحدثوا في امر هذه الدولة الجديدة وشؤونها، ويتشاوروا في أذمتها؟ أو يتحدثوا عن عرسهم الجديد. المطلوب ان يتفرغ جيل من الدعاة والباحثين، للبحث عن هذه السنوات المفقودة في حياة الإمام علي، والتي حجبها الفريقان الا قليلاً لكي لا يري اتباع علي المعاصرون، ان امامهم كان إلى جنب عمر، اذناً لفم، ولكي لا يعترف الفريق الآخر ان عمر كان على هذه الصلة بعلي، نشعر بالحاجة إلى مزيد من الأسئلة الساذجة، لنقفوا اثر الإمام، خارجات من بيته ليسأل عن صغرى بناته ام كلثوم، التي طلبها عمر، فاستجاب علي ليولد لهما زيد حفيداً مشتركاً، ألم يحدث ان زار الإمام علي ابنته، وداعب حفيده، وقد رأى بأم عينيه، كيف كان جد اولاده يلاطف الحسن والحسين فيركبان ظهره وهو يصلي، أم ان الإمام قاطع ابنته، لأنها تزوجت من عمر دون رغبته!».

وبناء على ذلك يقول العلوي: «ان العثور على المحاضر الشفهية لـ 10 في المئة فقط، من 18 الف جلسة و9000 ساعة، سيجهز المؤرخين والدعاة بمادة تزيد على ما كتبه الطبري والبلاذري اضعافاً! فكيف اختفت احدى عشرة سنة، و18 الف صلاة و9000 ساعة، ومن وضع الحجز على سكان المدينة، فمنعهم من التجوال، ومكثوا في بيوتهم لا يرى الواحد منهم الآخر، ولا يزاوجه ولا يضاحكه ام انهم كانوا حيين، مثل احياء فلسطين واسرائيل،يترامى فيها الأطفال بالحجارة على جمال السلطة، او ان تكون سلطة المدينة في وضع البحث عن المارقين والمنشقين عن دين الله؟ لا بد من ان واحداً من هذه المشاهد. كان قائماً، والذي يبدو ان الصراع السياسي والطائفي قد فضل مشهد الأحياء الفلسطينية على المشهد النبوي في مسجده، وهذا اجتهاد الفعل اما برهان النقل، فلم يذكر المؤرخون ان الإمام عليا كان لا يحضر إلى الصلاة في المسجد احتجاجاً مثلاً على الخليفة. وإنما ذكروا ان سعد بن عبادة مرشح الخزرج وصاحب السقيفة، هو الذي قاطع الصلاة في المسجد أيام ابي بكر وفي السنة الأولى من خلافة عمر».

 

الرأي العام

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...