Jump to content
Baghdadee بغدادي

الطائفة السنية وتصحيح الخلل التاريخي!!!


Recommended Posts

الطائفة السنية وتصحيح الخلل التاريخي!!!

الأربعاء 07 يناير 2004 05:35

الدكتور فريد أيـار

 

 

دارت بخلدنا الكثير من الافكار والتساؤلات ونحن نقرأ الردود التـي وصـلتنا –ولم نكن نتوقعها بهذه الكثرة - حول المقالة التي كتبناها تحت عنوان (سبل الخروج من عنق الاقصاء الطائفي...تداعيات حالة احباط السنة في العراق)...والتي نشرت في جريدة الزمان العراقية والقبس الكويتية وعلى صفحة ايلاف الالكترونية..

 

تساؤلات حول العلاقات بين ابناء العراق وكيف يمكن ان يعاد بناؤها على نحو خلاق ليعود الجميع الى الاصول والقيم الاخلاقية التي كانت سائدة قبل ان يتم مسخها من قبل الزمرة الجاهلة التي سرقت السلطة لثلاثة عقود ونيف وعملت على افساد الناس بحيث جعلت الوشاية ترتقي الى مصاف القيم النبيلة في قاموسها المتخلف.. تساؤلات حول الكيفية التي يمكن بها الارتقاء بالشعب العراقي الى المستوى الذى تكون فيه افكاره ومصالحه وقواه متقاربة ومتآزرة ولتكون رؤيته الانسانية اكثر شمولاً وعمقاً.

 

 

 

البعد الانساني للطائفة

 

يقول الاديب اللبناني المبدع ادونيس "ان المركب الطائفي للمجتمع يمكن ان يلعب، بوصفه قائماً دوراً حافزاً يضع البلاد كلها في مركب تنافسي لبنائها من الداخل، لا ان ينقلب هم التنافس في الممارسة الى كابح يحّول الطائفة الى منظومة مغلقة، الى "حزب" والى "معسكر" يصبح الفرد فيها محاصراً ولا يجد مرجعيته الفكرية والسياسية الا فيها".

 

"ان البعد الانساني للطائفة يلزمها ان تعمل باستمرار على ان تتخطى وضعها بوصفها طائفة، وان تؤسس لأنفتاح كامل على القيم الانسانية، هكذا ينبغي على الطوائف نفسها ان تهدم حدودها الطوائفية لكي تقيم فيما بينها الحدود الانسانية، حدود الابداع والمشاركات الابداعية، وعلى هذا المستوى لا تجد الطائفة مشروعيتها بالمعنى الكياني الا في انفتاحها الكامل على الطائفة الاخرى، الا في كونها مسكونة بهموم الطوائف الاخرى وبالمسيرة الواحدة في افق المستقبل".

 

مقالتنا حول تداعيات حالة احباط السنة في العراق كانت عبارة عن مجموعة افكار هدفت لايجاد ارضية مناسبة لحل سياسي للمشكلة الامنية في العراق، هذه المشكلة التي تؤرق المجتمع العراقي وتخيف افراده، فلا الاطفال يستطيعون الذهاب الى مدارسهم بأمن وامان ولا النسوة يمكنهن المشي في الشوارع بحرية كما هو الحال في مصر وسوريا ولبنان والاردن، اما اصحاب المحلات فحدث ولا حرج فالسرقات تكثر يوماً بعد يوم فيما خطف الناس وطلب الخوة لأطلاقهم باتت احدى مهن العصابات التي تتكاثر كالفطر في البلد. ووضع بعض رجال الدين، دون اى حق، انفسهم مكان القانون الذى يفترض ان ينظم الحياة الاجتماعية في البلدان المتحضرة فأصبحوا مسؤولين عن اخلاق بني البشر فنراهم يهددون دور السينما بالاغلاق تارة ويفجرون المحلات التي تبيع ما لايناسب ذوقهم او رأيهم تارة اخرى بحجة مخالفة ذلك لتعاليم الدين، ويجبرون النسوة ممن لايرغبن لبس الحجاب على فعل ذلك، وكأن الله عينهم وكيلاً عنه ليصبحوا هم الحكمُ وهم الحكم.

 

في خضم هذا الواقع المريروالمعتم الذي بدأ يهدد وحدة العراق الهشة، يتركز هم الكثير من الكتاب والسياسيين على استحضار التاريخ ومعرفة اية طائفة لها احقية في الحكم ومن كان على حق ومن كان على خطأ غير مدركين الخطورة التي يوقعون بلدهم فيها هم بعضهم الحصول على موقع ما سوف لن ينفعهم ان اهتزت الدنيا تحت اقدامهم، وهم البعض الاخر اعتقادهم ان القدر يجب ان يسير بهذا الاتجاه المفجع.

 

ان ترحم الكثير من العراقيين في الوقت الحاضر على ايام حكم صدام حسين يجب ان ينظر اليه من زاوية جدية، يجب البحث عن اسباب هذا التوجه الخطير والذي ينمو يوماً بعد يوم وازالته... لقد اوجز احد العراقيين ما يحصل في العراق في مقابلة تلفزيونية اذ قال: "في عهد صدام لم تكن لدينا حرية سياسية ولا نستطيع الكلام ضد الحكومة ولكن كانت لدينا حرية اجتماعية وامن وحماية... كنا نستطيع الخروج والعمل والبقاء الى وقت متأخر خارج البيت دون خوف من خطف او سلب او سرقة سيارة او اعتداء على النساء. اما الان فأصبح الامر بالعكس تماماً... لدينا حرية سياسية ولكننا مقيدون وخائفون على عوائلنا واولادنا ومصيرنا واعمالنا وارزاقنا، ثم ردد بيتا من الشعر قائلا :

دعوت على عمر فمات فسرني فعاشرت اقواما بكيت على عمر

 

انطلاقاً من هذه الحقائق والصرخات الاليمة لآبناء الشعب العراقي رأينا ان نتقدم بأفكار قد تصلح كأرضية لمصالحة وطنية سياسية، فكانت مقالتنا التي طالبت باعطاء الطائفة السنية حقها في مجلس الحكم لتساهم في ايجاد الحلول للمشاكل المستعصية ولاسيما الامنية، هذه المطالبة اعتبرت، للاسف الشديد، من قبل بعض مثقفي الطوائف الاخرى وكأنه تفضيل هذه الطائفة على الطوائف الاخرى، فيما الحقيقة كانت بذل الجهد فقط لايجاد اطار لمشاركتها في بناء السلم الاهلي في العراق انطلاقا من مبدأ ضرورة ايجاد حل سياسيى للمسألة الامنية وكون السياسة هي "فن الممكن" وبالتالي فأنه يصبح من تحصيل حاصل ان تعطى تنازلات في بعض الاحيان للحصول على امتيازات لاحقة.

 

كنا نتوقع ان تصلنا ردوداً تضيف وتثري افكار الحوار بين مكونات الشعب العراقي وتنير الطريق لخلق مسارات للتفهم والتفاهم والتلاقي والمحبة وفهم الاخر وصولاً لبلوغ مجتمع حضاري ديمقراطي بعيد عن التعصب والعصبية، ينظر الى الامام متمنياً بلوغ ما وصلت اليه الامم الاخرى من رقي وتقدم، وليس الى الوراء مستحضراً مآسي التاريخ ومشاكله التي لو اخذنا بها الان فان مجتمعنا سيبقى اسير التخلف والقتل والانتقام لفترة تزيد عن الالف عام قادمة..لكن الذي حصل لم يكن كذلك، فبعض ردود الفعل التي وصلت ركزت على النواحي الطائفية فيما كانت بعض الردود الاخرى مؤيدة لطروحاتنا وناقش القسم الثالث مقالتنا بمحبة تميل، ولو بقدر قليل، نحو الطرح الطائفي ايضا الا ان ذلك لم يبعد المضمون العام للرد الذي احتوى في بعضه على مليح الكلام.

 

 

 

حقائق عن الشخصية العراقية

 

اضافت الردود حقائق اخرى الى ما نعرفه عن الشخصية العراقية، فالعديد من الكتاب من ذوي الالقاب الهلامية (كاتب وصحفي عراقي) او (محلل استراتيجي عراقي) او (كاتب ومحلل اعلامي) الى ما شابه ذلك في القائمة الطويلة يختزنون في صدورهم وعقولهم نفسية وتصرف "صدام حسين"، فما ان يكتب شخص كلمة او فكرة لا ترتضيهم حتى ينبري هؤلاء كالديوك في الحلبة يفلشون ريشهم ويطلقون الاحكام ويصدرون قرارات الأقصاء والتخوين وربما لو كان لدى هؤلاء "ادوات للقتل" لاستعملوها ايضاً بضمير مرتاح... نعم هؤلاء الذين لم يتعلموا الاستماع الى الرأي الاخر واحترامه ومناقشته بروحية حضارية يتصرفون كما تصرف صدام حسين الذي قال يوما: "انه يتعامل مع كل من يقف ضده بصورة استباقية لأنه يعرف ان احدهم سيخونه قبل ان يعرف ذلك الشخص انه هو المعني".

 

بعض الردود التي اطلعنا عليها حملت تعابير لا اعتقد انها تستعمل في ادبيات السياسة والنقاش السياسي ولم تكن تحمل الروحية التي تحترم مشاعر الاخرين والذوق العام مثال ذلك وردت في مقالة تعابير مثل (... الحق الذي هرسته برأس قلمك...و.. اوقعت نفسك في خطأ لم تنتبه اليه...و.. يبدو من قراءتك المتعجلة للتاريخ...و.. اوقعك تسرعك في مطب اخر... الخ)... ولأننا لانستعمل مثل هذه المفردات عند التخاطب مع الاخرين فاننا سوف لن نناقش مثل هذه الردود لأنها خرجت عن دائرة النقاش الموضوعي.

 

وعلى غرار احكام المجالس العرفية العسكرية لاحظنا ان بعض الردود اصدرت احكاما استباقية ايضا ووصفتنا بالطائفية دون التفكير بحقيقة وهي انه لا يشترط بالكاتب الذي يكتب عن طائفة معينة بروح ايجابية ان يكون من المنتمين اليها... هذا الواقع ينطبق على كاتب هذه السطور فهي بالتالي تسقط اية "ادعاءات متسرعة" او "تهم صدرت على عجل " بأننا طائفيين علما بأن الطائفية لا تتملك عقولنا، ونتمنى ان لا تتملك "كل" عقل الانسان العراقي ذلك لأن مثل هذا التملك سيجعل الانسان اسير الطائفية ويصبح مستعبداً في عمق اعماقه، يصبح مجرد "رقم" ومجرد "شيء" فقط.

 

ان الحديث عن الطائفة السنية وانها تمتلك "ارثاً ومخزوناً من المفكرين ورجال الدولة والسياسة" امر لانرى فيه اى خطأ، فالمقالة التي كتبناها مخصصة للحديث عن اهل السنة في العراق، وان ذكر امكاناتهم وقدراتهم ورجالهم ومفكريهم لا يعني بالضرورة الانتقاص من الطوائف العراقية الاخرى ورجالاتها... من قال اننا لا نجل ونحترم ثوار ثورة العشرين كالسيد انور الياسري وجعفر ابو الثمن والاخرين؟ ومن نسي اهل الادب والشعر من ابناء الطائفة الشيعية كشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري واحمد الصافي النجفي وآل بحر العلوم وآل الحكيم وآل كاشف الغطاء؟... هؤلاء وغيرهم لهم عندنا المنزلة السامية وسنذكرهم بكل اجلال عند الحديث والكتابة عنهم، اما الموضوع الذي نحن بصدده فلم يكن يتعلق بهؤلاء الكبار حتى نأتي على ذكرهم.

 

تتملكنا الحيرة في بعض الاحيان ونحن نحاول حل مثل هذه الالغاز ونتساءل لماذا يفرض علينا ذكر اعيان طائفة معينة وموضوع مقالتنا يتناول طائفة اخرى؟ وان كان الامر كذلك فلماذا لا نذكر ايضاً الاعيان من الطوائف العراقية الاخرى.. مثلا عند الاخوة المسيحيين اعيان ايضا فالاب انستاز ماري الكرملي من علماء اللغة الكبار وروفائيل بطي الصحفي اللامع وعبد المسيح الوزير واضع معجم الجيش العراقي، ومن الصائبة عالم الذرة القدير واول رئيس لجامعة بغداد المرحوم الدكتور عبد الجبار عبدالله واخرين (معتذرا هنا من هاتين الطائفتين لانه لاتحضرني حاليا اسماء اكثر وهي موجودة اكثر لأذكرها).

 

 

 

رد من وراء البحار

 

في رد من وراء البحار بعنوان(عجز الخطاب الطائفي عن اطفاء الحرائق في العراق) لم يكتف كاتبه بتحليل كل جملة وكلمة من مقالتنا ويوجه اليها نقد ممزوج بتعابير مثل (غارقة في الضبابية..و.. وضعنا في متاهة...و.. انزلق الى التحيز التام، الى ما شابه ذلك) بل حاول نقد ما بين السطور من اللاكلمات وتقويلنا بما لم نقله.

 

اشار كاتب هذا الرد الى ان مقالتنا حول تداعيات حالة احباط السنة في العراق تضمنت العديد من المفاهيم الغريبة والمبهمة وجعلت منه خطاباً طائفياً بحتاً (!!) ثم ابدى كاتب الرد عدم خشيته من ان ينعته احد بالطائفية، ولكنه يخشى من اعطاء هذا الموضوع العويص المفعم بالحساسية حقه مخافة ان يظلم احداً من العراقيين الذين بجمعهم" يشكلون اسرتي الغالية التي ازهو بها (لاحظ ازهو بها) امام العالم " (كما قال)... واستطرد يتحدث عن عشيرته بني خفاجة العربية القديمة الموزعة في الوقت الحاضر على كلتا الطائفتين... الخ.. الخ

 

عندما كان احد الصحفيين يجري مقابلة مع المستشار الالماني السابق هيلموت شميدت طرح عليه السؤال التالي: هل تفخر بكونك المانياً؟ فأجابه شميدت كلا لاافخر بذلك... استغرب الصحفي وسأل لماذا ؟ فأجابه شميدت لقد ولدت المانيا ولا فخر لي في شيء لم افعله او اختاره بنفسي... افخر فقط عندما احقق شيئا صالحا بنفسي..

 

بهذا المنطق الذى يعتمد على استعمال العقل والذى بشر به الفيلسوف الالماني الكبير (امانوئيل كانت) اوجز المستشار الالماني السابق مسألة دقيقة جداً، ولكنها مهمة، تتعلق بالانتمائية والتفاخر والعودة الى الاصول وميز ما بين ما يرثه الانسان حيث لا فضل له فيه وبين ما يقوم به من ابداع يمكنه من نسبه الى نفسه...

 

وهنا نعود الى التساؤل لنقول متى يصل التفكير العربي الى هذه الدرجة من الرقي؟لقد تعود الفكر العربي الانطلاق من الجانب المعاكس، تعود التفاخر بالاشياء التي ليست له فضل في صنعها. ان الانتساب الى دين ما او طائفة معينة او مذهب او عشيرة عربية قديمة (كما ذكر) لا يدعو للزهو بها امام العالم فهذا الامر لا يعني الاخرين... ولو تصورنا الامر معكوساً وافترضنا ان "الزاهي" ولد من عائلة امريكية وعاش في شيكاغو مثلا فهل كان سيزهو بعشيرته الامريكية ؟؟...

 

وحول سبب الحديث حالياً عن حقوق الطوائف في العراق، ولم يحصل في النظام السابق، فان الجميع يعلم يقيناً ان اية مطالبة بحق اية طائفة لم تكن ممكنة في عهد النظام السابق، الذى كبل حرية الراى واقام حقول الغام لاصطياد كل من يفكر في حقوق الانسان وليس الطوائف وحدها...

 

اما اليوم فهناك قدر من الحرية للمطالبة بالحقوق، ولاننا نريد ان نقيم مجتمعاً عادلاً ونظاماً ديمقراطياً حضارياً فأنه من باب اولى تنظيم امورنا وعدم حشر طائفة كريمة كالطائفة السنية في الزاوية، بل على العكس يفترض ان تحصل على حقوقها كاملة غير منقوصة لتلعب دورها في الحياة السياسية العراقية...

 

وبشأن الموضوع الذى اثير من "ان الطائفية لا تشكل جزءاً في ارثنا الحضاري" نقول انه امر يقيني وليس افتراضي..... فاثناء ما كنا في الجامعة ببغداد لم نكن نفكر ونعرف بان هذا الزميل من هذه الطائفة او تلك، ولم نكن نعرف انه من هذا الدين او ذاك، ولم نكن نعرف انه من هذه العشيرة او القبيلة او الفخذ او ماشابه ذلك... ما كنا نعرفه ان هذا الطالب شيوعي وذاك بعثي واخر ديمقراطي ورابع قومي... هذه كانت افكارنا سياسية وليست طائفية دينية، ولا زلنا نحملها اما في هذا الزمن الرديء فالفكر في العراق يعود القهقرى الى احشاء الماضي ليفكر بالطائفية والعشائرية التي "يفخر بها البعض" امام العالم...!!!...فيما هي حقيقة مرض يفقر ويقزّم الفكر والافكار.

 

 

 

نظرة الطوائف لبعضها

 

ان ما اشرنا اليه من ان "نظرة الطوائف" لبعضها لم تكن تتسم يوماً بالعدائية او التمييز رغم العديد من المحاولات التي بذلت في هذا الاتجاه امرً صحيح ويتواكب مع تاريخ العراق السياسي قبل صدام ويفترض عدم فصلها عن الفقرة التالية التي ذكرنا فيها.. "ان النظرة المثالية العراقية في رؤياها للمجتمع العراقي سادها نوع من الارتباك اثناء تشبث صدام حسين بكرسي الحكم لعقود طويلة، ليس بسبب وجود اكثرية سنية في دوائر الحكم العليا، بل لأن طبيعة تكوين النظام السابق، المحتاج لنظرية في الحكم، كانت غريبة عن المقاييس الاجتماعية والسياسية المعتادة ولم يكن يوجد لها مثيل في العالم". هاتان الفقرتان مجتمعتين تعطيان الفكرة الكاملة لما اردنا قوله واثباته.

 

لانعتقد بان عمليات التهجير القسرية لنصف مليون عراقي يختلف عليها اثنان بأنها من ابشع العمليات الوحشية التي اقترفها نظام الجهلة، كما انه لايمكن لأى منصف الا ان يدين العمليات اللاانسانية التي صاحبت قرار التسفير من سرقة الاموال ومصادرة الممتلكات والبيوت ويعتبرها من الافعال الاجرامية..ان هذه الافعال رغم فضاعتها وقسوتها يجب ان لاتكون سبباً لتعميق الجراح بل ان تكون منفذاً للتلاحم وزرع الالفة بين ابناء الشعب العراقي بعيداً عن كل نفس طائفي ومن اية جهة جاء.

 

وان كنا نذكر هذه المآسي فالضمير يحتم علينا ايضاً ذكر حملات "الانفال" سيئة الصيت حيث قتل 182 الف شخص من الاخوة الاكراد وجلهم من "المذهب السني" لذلك قلنا في مقالتنا "ان الاثم والاجرام والقتل الذي مورس في العهد السابق لم يكن بفعل طائفي" بل بدوافع "اجرامية" خالصة دافعها الفزع من ضياع السلطة اضافة الى البارانويا التي كانت تتحكم في ذهن وعقل صدام وازلام سلطته...

 

وحول اشارتنا "بان الاكراد تم اختيارهم او اختاروا ممثليهم بأنفسهم في مجلس الحكم على اساس "الانتماء القومي" وليس "الديني المذهبي" فأن ذلك لايعني، كما جاء في الرد، عدم اعتبارهم من الطائفة السنية كما اننا نعلم علم اليقين ان هناك اكرادا من الطائفة الشيعية هم الفيلية حيث مورست عليهم ايضا بشاعة التسفير ومصادرة الاملاك والمطاردة..واستطرادا فأننا لم نصف، وكما جاء في الرد ايضا، الشخصيات السنية في مجلس الحكم بانها قيادات من بطون التاريخ... ربما لم يطلع " كاتب الرد" وهو بعيد جداً عن ارض الوطن –على البيان الذي صدر ببغداد قبل فترة عن مجموعة من الشخصيات جلها من الطائفة السنية لعب بعضها ادواراً في العهد الملكي والبعض الاخر في بدايات العهد الجمهوري ثم توقفت عن لعب أي دور ساسي او حتى اجتماعي. هذه الشخصيات،التي افاقت من سباتها الذى استمر حوالي الاربعة عقود، بدأت تطرح افكاراً مغلفة بنهج قومي يعود الى فترة الخمسينات من القرن الماضي ولا يتواكب مع روح العصر وحقائقه الجديدة، هؤلاء كنا نقصدهم بقيادات من بطون التاريخ وليس من كان يعمل ويجهد في تخليص وطنه من الحكم الدكتاتوري.هذا مع الاصرار على رأينا بدعوة شباب العراق الى تسلم زمام الامر. فالشباب لهم القدرة والامكانية والتطور مع العصر لقيادة العراق ليكون عراقاً حضارياً متقدماً اما ما اشير من ان دعوتنا للشباب تناقض صراحة الاعلان العالمي لحقوق الانسان فهو امر لانريد الدخول في مناقشته لأنه خارج دائرة الموضوع الذي نحن فيه.

 

قد تكون الفضيلة الوحيدة لهذا الرد ما جاء في السطرين الاخيرين حيث اشير الى ان "الاستمرار في الجدل حول الاغلبية والاغلبية المضادة وعن افضال طائفة على اخرى هو مضيعة للوقت وامعان في الابتعاد عن مصلحة العراق"... نعم هذا صحيح ولكن الجدل سيستمر لان حالة اللاتوازن موجودة وايقاف الجدل سيكون عندما يتم تصحيح الخلل وتحصل كافة الطوائف على حقوقها السياسية وفق مبدأ لا غالب ولا مغلوب.

 

 

 

خطاب الوحدة الاسلامية.. والطائفية

 

اثار رد اخر وردنا بعنوان (الطائفية في خطاب الوحدة الاسلامية الجديد) الكثير من الاسئلة والافتراضات وحتى اتهامات ايضاً... بعض هذه الاسئلة والافكار كنا قد اجبنا عليها اما الاخرى فسنحاول بذل الجهد لمناقشتها وفق المفاهيم التي نؤمن بها وانطلاقاً من النظرة السياسية وليس الطائفية للمسألة برمتها.

 

الرد الذي اخذ مساحة سبع صفحات كان كالمد والجزر في حلو الكلام ومره، فما ان تراه يمدحك في موضوع حتى يبادرك بعكسه بعد جملة او جملتين فيوجه السهام تلو الاخرى... وكأننا اقترفنا ذنباً لا يغتفر لأننا اعلنا افكارنا بشأن مشاركة اهل السنة بشكل عادل في حكم البلد... والمثير ايضاً في هذا الرد ان حرارته تزداد كلما طويت صفحة منه فروح النقاش تبدأ هادئة في الصفحات الاولى ولكنها سرعان ما تشتد حرارتها في الصفحات اللاحقة لتصل الى توجيه الاتهامات بان هناك من" دفعنا لكتابة مقالة الاحباط السني لنأخذ حقنا في مجلس الحكم او الحكومة المرتقبة"... هذا القول احزننا فعلاً سيما واننا لا نجد في "التعابير القاسية" سبيلاً للتبادل الفكري بين الناس. على أي حال نود ان نؤكد اننا لسنا من اولئك الذين "يستأجرون" للكتابة ولسنا من الساعين لأخذ كرسي لا في مجلس الحكم او الوزارة فالمناصب لا تعنينا شيئاً... ما قلناه وذكرناه بصوت عال حول الطائفة السنية الكريمة انطلق من قناعة سياسية –وليست طائفية- بهدف ايجاد حل للمسألة الامنية في العراق وهي الان (ام المشاكل) فلم يقف احدهم فوق رأسنا ليملي علينا افكاره لنضعها في مقالة ونخرجها للناس... هذه امور قد يفعلها غيرنا... ومع ذلك علينا الاشارة الى اننا لا نختلف مع كاتب الرد في الكثير من الطروحات، حتى خلنا اننا نصبو " تقريبا" الى اننا نسير الى ذات الهدف وما يفرقنا فقط انطلاق كل واحد منا من زاويته الخاصة ورؤيته للامور وكيف تسير.

 

ان احداثا تاريخية عديدة حصلت في العراق وحقائق لا يمكن نكرانها، ولكن يفترض في ذات الوقت ان لا تبقى الينبوع الذي يغذي الروح الطائفية بين ابناء الشعب العراقي الذي ابتلي بذلك وشبع من الكلام الطائفي وضاق ذرعاً من بقاء ابوابً الحضارة والتقدم موصدة بوجهه

وحتى نتجنب المجاملات نقول انه في الوقت الذي تسير فيه "النزعة الطائفية" في العالم نحو الزوال والتضاؤل ويزداد الاهتمام بالانسان ورفاهيته والمجتمع وتطوره، نجد ان هذه النعرة تتضاعف ويقوى عودها وبوتيرة متصاعدة في العراق وبعض دول المنطقة مما يبقيها في المراتب الدنيا من سلم التطور والحضارة...

 

عندما اشرنا في مقالتنا ان لدى الطائفة السنية في العراق رجال فكر وسياسة وادارة لم نكن نقصد بذلك اننا " نتشيع لأهل السنة"، كما ان ذلك لايعني عدم وجود امثالهم لدى الطوائف الاخرى في العراق، اما الاشارات العديدة التي جاءت في المقالة حول تولي المناصب في زمن حزب البعث فلم تكن على اساس اختيار للسنة بقدر ما كانت على اساس (علماني-مناطقي) وبعثي ايضاً هذا القول لا زلنا نعتقد بصحته.

 

نشارك كاتب الرد رأيه من ان الشيعة كانوا منذ بداياتهم يسعون الى الوحدة والتسامح بالقول والفعل ومثل هذا القول- لا يشكل لنا حساسية جلدية - وان مبدأي الوحدة والتسامح عندهم يمثلان بعضاً من معتقداتهم الراسخة ومنهجاً من مناهجهم... لذلك ترانا نعول عليهم ولا سيما على سياسييهم المدنيين الكثير الكثير لبناء مجتمع عراقي عادل متقدم وحضاري ولجم من يتفيأ زورا بالعباءة الشيعية ويحاول ارباك النظام الاجتماعي في العراق ويضع نفسه محل القانون العام الذى يجب ان يطبق على جميع العراقيين بدون استثناء.

 

ان ما حصل للطائفة الشيعية في العراق من مآسي في ظل نظام صدام حسين الذى اصبح الان في عالم الذاكرة امر لا يمكن السكوت عنه، فالمقابر الجماعية والتسفير ومصادرة الاموال والممتلكات خطايا وجرائم يجب ان يحاكم كل من لطخ يديه فيها قلنا ذلك في الماضي القريب والبعيد ونقولها الان بقناعة تامة، كما يفترض ان لايكون هناك اى استثناء لهذا الامر.

 

 

 

دكتاتور صغير.. يتسلل

 

وحتى لا يعيد التاريخ نفسه مستقبلاً ويتسلل" دكتاتور صغير" الى مواقع السلطة ليعيد ارتكاب المجازر من جديد، علينا اخذ ما حصل كخبرة لبناء دولة مؤسساتية لا يستطيع احد الانفراد بقرارها، دولة تقوم على اسس الديمقراطية وحرية الفرد والصحافة وحقوق الانسان بعيدة عن كل نظرة طائفية او عنصرية او مذهبية، وبهذا الفعل، وهو حلم جميل، نستطيع غلق كل الابواب وكل الثغرات بوجه المتسللين وفي مثل هذا البناء سوف لن يلطم خد ويستام جيد أي عراقي شيعيا كان ام غير شيعي..

لقد تساءل كاتب الرد في سياق كلامه لأية طائفة ننتمي سيكون جوابنا مستعاراً من قول للشاعر والاديب اللبناني ادونيس الذي قال: "يسعدني ان لا يكون لي انتماء الا للأنسان في ذاته ولذاته، الا للغة التي اكتب بها والنص الذي اكتبه والعمل الذي اقوم به، يسعدني الا تكون لي هوية مسبقة جاهزة مختومة ونهائية... ان تكون هويتي صيرورة مفتوحة بلا نهاية، ان تكون مزيجاً مركباً من الثقافات كلها"...

 

اتينا حول موضوع "تعميم الفعل" في الفكر السياسي والاجتماعي العراقي بثلاثة امثلة احداها حول مسيحي العراق والثانية حول الطائفة الشيعية والثالثة حول السنية... اختار كاتب الرد مناقشة المثل الشيعي وفسره تفسيراً مناقضاً لما ذهبنا اليه فقال "وفهمت من خلال ذلك انك تندد بتعميم الفعل وتشير ضمناً الى ان موقف هذا الرجل الشيعي لا يمثل العموم من مواقف الشيعة وتوجهاتهم"... نقول نحن ان ما وجدناه ليس موقف الرجل من انه يمثل او لا يمثل العموم من مواقف الشيعة"، بل فعل "ذهابه الى ايران" (وليس سوريا مثلاً) هو الذي قاد الفكر الجمعي العراقي الى التعميم بان الشيعة ليسوا عراقيين بل ايرانيين.

 

يجبرنا كاتب الرد في بعض الاحيان على اعتماد الاسلوب والحجة المباشرة في النقاش، هذا الاسلوب الذي يبدو لنا في بعض الاحيان بعيد عن روح النقاش الهادىء او الكياسة في طرح الامور ونأمل ان لا نقع في هذا المطب مع زميل نأمل ان يتواصل الود معه ويتطور...

 

 

 

الوطنية والخيانة

 

وحول ماجاء عن قيام ضابط عراقي بتحييد قطعاته اثناء العمليات العسكرية في العراق يقول الرد "رأيتك تناقض نفسك حين اشرت الى موقف رجل عسكري من قادة الجيش العراقي (موصللي ربما-من اهل السنة) تجاه قوات الاحتلال واخذت تعمم موقفه على جميع ابناء الطائفة السنية في العراق، وتتخذ منه مثلاً وطنياً وبذلك اردت ان تمدح فذممت، واين امريكا وحلفائها العلمانيون من ايران الاسلامية... الخ"..

 

ان مفاهيم الوطنية والخيانة واسعة ومتشعبة جدا ان دخلنا في شرحها فسوف لن نستطيع الخروج منها الا بعد تسطير عشرات الصفحات، ولكن ليكن الله في عوننا ولنبدأ القول بأختصار شديد ان هذا الضابط الذي وصفته بالخيانة –للاسف الشديد- لا نعرفه ولا نعرف ان كان من الموصل او من العمارة او من الطائفة السنية او الشيعية لا يهم كل ذلك المهم انه "عراقي" وان هذا الضابط قام بعمل وطني فأنقذ ما يقارب الـ 20 الف ضابط وضابط صف وجندي عراقي (مسلم سني وشيعي) من موت محقق... هل كنت تريد منه ان يقاتل اكبر واحدث جيش في العالم؟ للدفاع عن من؟ هذا الضابط المقتدر مهنياً وعسكرياً لم يكن يملك السلاح الكافي والطيران الذي يحميه لبدء القتال، فلماذا اذن يخوض معركة خاسرة؟... على من نظهر عضلاتنا ؟... ولماذا هذه المزايدة على الاخرين؟... ماذا كان سيحصل ان قاتل ودمر 20 الف عائلة عراقية... ربما كان سيحصل على شهادة (حسن سلوك وطني) امنحها انا اوانت له اليس كذلك؟... ونحن نستعير نص من ردك لنقول لقد منحتنا فرصة المدح في البداية ثم ارغمتنا على غيره اذ رأيناك تصدر احكاماً على غيرك لم تصدر مثيلاتها حتى محاكم التفتيش الفرنسية...

 

بخلاف اعداد صغيرة من قطعات الجيش العراقي المتمركزة في ام قصر والبصرة والتي كانت متوهمة بان القتال سيكون اكثر ضراوة مما حدث في ليننغراد اثناء هجوم الجيش الالماني السادس عليها، نتساءل من قاتل قوات التحالف التي دخلت العراق وسط الترحيب؟... هل مدن الناصرية وسوق الشيوخ وقلعة صالح والعمارة والحلة وكربلا والنجف والكوفة قاومت دخول هذه القوات؟ ولماذا يوصف هذا الضابط بالخيانة ولا يوصف غيره ممن لبس "الدشداشة" وذهب الى اهله تاركاً قطعاته وجنوده يضربون بالطائرات؟... اليست هذه نظرة طائفية ام ماذا وهل عيب ان يكون الشخص من الموصل الحدباء مثلا ؟؟ وماذا عن بغداد دار السلام ولماذا سقطت في ساعتين ؟ واين هي قطعات الجيش والحرس الجمهوري والخاص والنخبة والفدائيين والقدس ومن لف لفهم؟؟ واين هم الان ؟؟ كل قادة هذه القطعات هربوا وانت تدين ضابطا انقذ عشرات الالاف من ابناء وطننا...

 

فيمكان اخر من الرد نرى كاتبه يدخل في صلب نقاشنا العراقي البحت "امريكا" و"حلفائها العلمانيون" و"ايران الاسلامية"، وهنا يفرض علينا هذا النقاش مواصلة اتباع النهج المباشر لنقول اننا لانحب او نكره امريكا فهي دولة كبرى سوف لن تتأثر بحبنا او كرهنا لها رغم عدم ايماننا بالكراهية لاحد، لديها مصالح في بلدنا ونحن لدينا مصالح معها ولكن القيم الاخلاقية التي نحملها تجعلنا لا ننكر فضلها علينا بازالة النظام الدكتاتوري... فبفضل العمل الذي قامت به( بالتأكيد سيقول قائل انها قامت بذلك لاجل مصالحها والنفط.. اليس كذلك؟).. استطعنا انت وانا ان نكتب ونذهب الى بلدنا بعد فرقة دامت اكثر من عقدين من الزمن، بفضل هذا العمل عاد رجال الدين الشيعة من ايران الى بيوتهم ومراكزهم الدينية وحسينياتهم في النجف الاشرف وكربلاء والكوفة ومدينة الصدر ايضاً... بفضل العمل الامريكي استطاع اخواننا من تنظيم مسيراتهم الدينية والتي منعوا عنها طوال عقود ثلاثة...

 

اما ايران الاسلامية، التي اتمنى ان يقيم العراق معها اوثق العلاقات على اساس المصالح المشتركة، فلاندرى لماذا جئت على ذكرها هنا، ولكننا نترك الحديث عنها لعشرات الاخوة من الشيعة الذين هجرّهم صدام حسين في الثمانينات، فذهبوا اليها معتقدين انها كالفاتيكان بالنسبة لكاثوليك العالم واذ بهم يفاجئون بأشياء واشياء فشدوا رحالهم الى ديار "الغرب الكافر" ولا يزال المئات منهم يعيشون في لندن وباريس وستوكهولم وبيروت ودمشق... وحسبنا ان الكثير من علمائنا الافاضل الذين عاشوا في ايران يمكنهم وصف الحقائق التي حدثت لهم وقتذاك مؤكدا حقيقة ان ايران لايهمها امر احد سوى "ايران" وحدها وما الغزل الجديد مع الشيطان الاكبر بعد مأساة ( مدينة بام الأليمة ) سوى دليل على ذلك ونصحنا ان لايكون احدنا ملكيا اكثر من الملك، والى هنا نتوقف عن الكلام المباح.

 

 

 

الطائفة السنية.. وتحمل العبء

 

يتفق معنا الاخ "كاتب الرد" في مسألة نراها الاخطر في مسيرة بناء عراق الغد، وهي المتعلقة بقيام الكثير من الشيعة بالقاء اللوم على ابناء السنة وتحميلهم مسؤولية ما عانوه على يد السلطة السابقة واعتبارهم سبباً من اسباب معاناتهم عبر تاريخهم مع النظام البائد وان الكثير منهم يعتبرون صدام حسين ممثلاً شرعياً وطبيعياً لطائفة السنة في العراق...

 

رغم ما تحمله هذه التصورات من وهم الا انه –كا يقول كاتب الرد- يشكل فهماً اساسياً لدى قطاع واسع من الشيعة يشبه اقناعه بهذه الحقيقة الى حد بعيد صعوبة اقناع الغرب بان اسامة بن لادن لا يمثل المسلمين ولا يقدم طروحاتهم...

 

ان مثل هذه المسألة يجب التصدي لها بشكل علمي مدروس يجب ان تكون هناك خطة متكاملة لأبعاد الفكر الطائفي عن الشباب وهذا لا يتم الا من خلال جعل المناهج الدراسية معاصرة ومتطورة ولا تتناول مثل هذه المسائل من بعيد او قريب، واقامة مراكز شبابية ونوادي رياضية وان تكون البرامج التلفزيونية موجهة بالشكل الذي يؤمن ابعاد الناس عن الدخول في النقاشات الطائفية وجلها يعود الى التاريخ القديم... اما رجال الدين في الجوامع والحسينيات وقد اصبحوا هم الحكم والحكم فواجباتهم يقضي اثارة اهتمام الشبيبة الاسلامية بالمواضيع التي تهم حياتهم وتقدم مجتمعاتهم وعصرنة افكارهم لا التركيز على الامور الغيبية والحديث عن "الوحدة الاسلامية" لبضعة دقائق في خطب الجمعة فقط والجميع يعلم انها اقوال بدون مضمون حقيقي. ان العراق اليوم امام مأزق خطير جداً وهو يقف على حافة متغيرات ان عرفنا بدايتها فسوف لن نعرف نهايتها وعند ذاك سوف لن تحقق اية طائفة او مجموعة عراقية الربح الذي تفكر به وستكون النتائج مأساة للجميع.

 

يقول كاتب الرد حول فكرتنا زيادة الاعضاء السنة في مجلس الحكم... لقد فهمت –فيما فهمت- من خلال مقالتك انك تدعو الى المساواة، وتدافع عن احقية ابناء طائفة السنة في اشغال المزيد من المراكز في مجلس الحكم... ولكنني –واقعاً- (هكذا يقول الرد) لم اشأ لك ان يكون طرحك للموضوع بهذا الشكل، فالقارئ الممعن قد يلومك على الانزياح نحو الطائفية، بقصد منك او بغير قصد، فمطالبتك بزيادة عدد مقاعد السنة في مجلس الحكم –غير الشرعي- قد يفهمها البعض على انها موافقة مشروطة على قبول مجلس الحكم شكلاً ومضموناً... الخ...

 

نتوقف عن اقتباس النصوص فلو اخذناها كاملة لما انتهت ردودنا على الاسئلة التي طرحت والتفسيرات التي قيلت والسيناريوهات اللاحقة التي وضعت لعملية الانتخاب والاختيار واعتماد النسب المئوية في تشكيل الحكومة اعتماداً على وقائع تاريخية... الى ما شابه ذلك.

 

ان طرح فكرة زيادة عدد اعضاء الطائفة السنية في مجلس الحكم هدفت لايجاد حل لمسألة معينة وفي زمان معين اقتضى وجود مثل هذا الطرح... هناك مشكلة سياسية قائمة حالياً في العراق و تؤثر على الحالة الامنية، كما قلنا وكررنا ذلك، ولأن المشاكل الامنية لا تحل جميعها بقوة السلاح فان الحل السياسي يجب ان يتقدم على الحلول الاخرى.

 

رغم ان العمليات العسكرية التي تحصل داخل العراق سواء ضد قوات التحالف او ضد المنشاءات المدنية التي تهم الشعب العراقي – وهنا الخطورة- تنطلق من المناطق التي اطلق عليها اسم المثلث السني فانه من السذاجة القول ان جميع من يسكن في تلك المناطق يشارك في مثل هذه العمليات لذلك فانه من الحكمة العمل لجلب هؤلاء وهم الاكثرية للجلوس على طاولة واحدة لمناقشة شؤون الوطن والمواطن...

 

قد يشارك بعض ابناء تلك المنطقة في بعض العمليات المرفوضة وطنياً كتفجير البنى التحتية وغيرها ولكن لا العقل ولا المنطق يقبل ان يعمم الفعل على جميع ابناء المنطقة، مؤيدين الرأي القائل ان العمليات العسكرية التي تحصل في تلك المنطقة ليست مقاومة بالمعنى المتداول لهذه الكلمة، وبأن بعض هؤلاء الذي يقومون بهذه الافعال هم من بقايا بعض الاجهزة الامنية التابعة لصدام حسين والتي تقوم حالياً بهذه الافعال على اساس المقابل المادي لها، ونؤيد ان بعض هذه العمليات ولا سيما التي تتسم باجرام اكثر تنفذ من قبل مجموعات ارهابية قدمت من وراء الحدود...وما تفجير المطعم في منطقة الهندية ببغداد ومقتل ثمانية عراقيين وسقوط عشرات الجرحى في ليلة رأس السنة الميلادية سوى دليل واضح على روح الحقد والتعصب التي تحملها هذه العصابات الوافدة من الخارج والتي تدعي زورا انها تحارب الاحتلال الامريكى

مجلس الحكم.. والعزف على اوتار الطائفية

 

ان وصف مجلس الحكم كما جاء في الرد، الذي كتبه مثقف من الطائفة الشيعية الكريمة بانه "غير شرعي"، يضم (13) شيعياً ممن لا يمكن المساس بنزاهتهم ووطنيتهم ونضالهم الوطني فمعظم هؤلاء عملوا بدأب وجهد طوال سنوات في سبيل اسقاط حكم صدام حسين وبسقوطه مكن الشيعة، كما اسلفنا القول، ولأول مرة منذ ثلاثة عقود من ممارسة شعائرهم الدينية دون خوف او وجل واوجد لهم الفرصة الكبرى للمشاركة الفعلية في قيادة البلد.اما ما يقال بان القبول بالمجلس مشروط بزيادة عدد اعضاء السنة فيه فهو تفسير لايتوافق مع الواقع، فالمطالبة بالزيادة طرحت بشفافية ويدون اية شروط او خفايا علما بأنه سواء رغبنا ام لم نرغب فأن هذا المجلس موجود وقائم واذ اردنا ان نتعامل مع الواقع وترك عوالم الغيب والتنجيم فما علينا سوى التعامل مع الوقائع الملموسة وتحسينها بالسبل التي تخدم بلدنا.

في الختام نشير الى ان العزف على اوتار الطائفية يشكل خطورة كبرى على بلدنا، كما ان الاستمرار في استحضار الماضي ومآسيه وجعله زادنا اليومي يعمق من آفة التفكير الطائفي ويزيد ويعمل على غمط حقوق الطوائف والاقليات الاخرى في المساهمة في قيادة البلد وسيكون مثل هذا التوجه تكرار لتجربة فاشلة حصلت في زمن صدام ونأمل ان لا تحصل حالياً او مستقبلاً...

يقول عالم الفيزياء العظيم البرت اينشتاين "حين يحاول المرء تكرار تجربة فاشلة متوقعاً نتائح مختلفة فهذا يكون طريقه المضمون الى الجنون". ان الطائفة اليوم في العراق تخرج عن دينيتها وتصبح حزباً سياسياً... انها ظاهرة تضمر تطوراً يقلب جميع الاسس التي قام عليها العراق بل يمكن القول ان العراق بات مهدداً بخطرالزوال.

 

 

 

 

خلط الاوراق.. وحالة الاحباط

 

عندما تختلط الاوراق في بلد ما وتبرز حقائق جديدة على المسرح السياسي تتأثر موازين اللعبة السياسية تأثراً واضحاً اذ تتشكل حقائق جديدة تكون مفيدة ورابحة لفئات معينة من المجتمع فيما تتأثر اخرى سلباً بمثل هذه التغييرات وتشعر بطعم الخسارة.

 

ما حصل في العراق اثر سقوط نظام المقابر الجماعية من تغييرات سياسية واجتماعية ولا سيما بعد تشكيل مجلس الحكم انعكس سلباً على وضع الطائفة السنية التي بدأت تشعر بالاحباط من الواقع الجديد سيما وان الكثير من ابناء هذه الطائفة الذين كانوا يشغلون مواقع متقدمة في دوائر الدولة المدنية والعسكرية ومراكز القرار المؤثرة على سياساتها اصبحوا بين عشية وضحاها بدون عمل او تأثير داخل المجتمع، بل وذهب الامر ابعد من ذلك حيث وجهت اصابع الاتهام الى العديد منهم ولا سيما هؤلاء الذين عملوا في المؤسسات الامنية والعسكرية.

 

ولان الاحباط حالة نفسية تولد في بعض الاحيان حالات من التحدي غير المدروس، فان بعضاً من افراد الطائفة السنية – وكل له اسبابه – رفع السلاح بوجه قوات التحالف منذ الوهلة الاولى اعتقادا منهم بان هذا السبيل هو الامثل للبقاء واعادة مراكز النفوذ فيما كان الواجب يدعو الكبار والعقلاء من الطائفة السنية اقامة مجلس تمثيلي سني – غير ديني – او جبهة سنية او حزب جامع او لجنة عليا لهم للحديث باسم الطائفة وعكس ارائها وحتى يعلم من يريد ان لا يعلم ان صدام حسين لايمثل الطائفة السنية، وان العمليات العسكرية التي تحصل لا تمت اليها بصلة.

ان تشجيع بدء حوار حقيقي بين الطوائف العراقية وبشكل يقوم على اساس التفهم والتفاهم ووضع برنامج وطني عراقي للنهوض بالبلد وايصاله الى المستويات التي يتمناها كل فرد عراقي بالاضافة للجم العناصر غير المنضبطة والتي تقوم باعمال عسكرية اضرت بالعراقيين اكثر مما اضرت بقوات التحالف، امر يتمناه الجميع ونرى فيه املا لبناء عراق جديد.

لقدعانت الطائفة السنية في العراق، كما غيرها من الطوائف، من النظام الاستبدادى السابق، فبسبب عقود من القمع السياسي وحكم الرجل الواحد والركود الاقتصادى لم تظهر طبقة متوسطة او احزاب سياسية سنية يمكنها ان تملأ الفراغ الذى نتج جراء ازالة الطبقة السياسية المستبدة، لذلك تراها اليوم غير قادرة على ابراز صوتها الا من خلال المصادر القبلية والدينية، وهو واقع ينطبق ايضا بشكل او بأخر على الطوائف العراقية الاخرى. احدث مثال لهذا الواقع مارأيناه مساء يوم 4 كانون الثاني الجارى على شاشه احدى الفضائيات العربية "طبعا" حيث ظهر شخص ينتمي الى احدى قبائل مايدعى بالمثلث السني معلنا تأسيس حركة" الفتح المبين " اذ قال انها " موازية لجيش المهدى الشيعي".. وتضم 3000 عنصر من افراد المجتمع العراقي ومن الجيش العراقي السابق للعمل على عدم تجاهل وتهميش الطائفة السنية في العراق وهو مشروع فاشل بالضرورة، كما قال، واضاف" انه سيقاوم قوة الاحتلال"!!!..."

وهكذا " بجيش المهدى الشيعي" الذى اسسه رجل الدين الشيعي السيد مقتدى الصدر ومن ثم" بحركةالفتح المبين السنية " التي اسسها احد رجال القبائل السنية يمكن ملاحظة التأثير الديني القبلي في المجتمع العراقي وحالة الاستقطاب الطائفية في بلد له جذور حضارية تمتد لخمسة الاف سنة مضت...

 

يقول توماس فريدمان في مقالة كتبها بعنوان " الله والانسان في بغداد" في النيويورك تايمس عدد 4 ديسمبر 2003" ان اى نظام عراقي ديمقراطي في العراق سيكون مكونا من شيعة ذوى نفوذ، سوا كانوا ليبراليين او محافظين.. لكن يجب على الشيعة ان ارادوا الحفاظ على وحدة العراق ان يحترموا حقوق وتطلعات الاكراد والسنة العراقيين بالاضافة الى الاقليات الاخرى ".

وينقل فريدمان عن اسحاق نقاش وهو استاذ في جامعة ( برانديز الامريكية ) ومؤلف كتاب "شيعة العراق" قوله.. "اذ اريد ان تكون هناك حكومة مستقرة في العراق فيجب تشكيلها بناء على حوارشعبي حقيقي وبعد حصول اتفاق حول العلاقة بين الدين والدولة وبين رجال الدين والسياسيين واذ لم يكن الامر كذلك فلن تدوم اية حكومة بعد مغادرة الامريكيين حيث لن تكون لها قاعدة شرعية".

اما جيم هوغلاند في الواشنطن بوست فيقول في مقالة بعنوان " الاختيار السني" منشورة في العدد 18 ديسمبر 2003 ان " امام السنة الان اختيار اساسي، يمكنهم ان يقبلوا بعراق ديمقراطي حيث المجموعات الاخرى ستمتلك السلطة ايضا.. او يمكنهم ان يستمروا في غض الطرف او حتى حماية فلول البعثيين والارهابيين الاجانب المسوؤلين عن المجازر المروعة التي تقع في بلدهم " ويقترح الكاتب "انه لا يجب التخفيف من الضغط على المجموعة السنية للقيام بالاختيار الصحيح"..

واذ اضفنا ماكتبه روبرت فيسك، وهو صحفي بريطاني معاد للامريكان، في مقال نشرته جريدة الاندبندنت البريطانية بتاريخ 7 ديسمبر 2003، اثناء وجوده في مخيم عين الحلوة للفلسطينيين بمدينة صيدا جنوب لبنان من " ان الالاف من الفلسطينيين اصبحوا بتبعون الاسلام السني كالهام بدل قومية الماضي التي فقدت مصداقيتها، يسافرون الى العراق لقتال الامريكيين " وان " المقاتلين الذين يغادرون صيدا ظاهرة مختلفة فالبعض منهم في الاربعينات من عمرهم وشاركوا في مقاومة الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 ويعتبرون الاحتلال الامريكي للعراق عملا غير منته اما اخرون فلهم ميولا دينية ويعتبرون حملتهم كجهاد ضد الولايات المتحدة واسرائيل "..

ان جمعنا كل هذه الاقوال والتوقعات لبانت لنا حقيقة وهي ان امام الطائفة السنية والتي لعبت الادوار البارزة في استقرار العراق في الماضي ( عدا فترة حكم صدام حسين )، مسؤوليات جسام يجب ان تقوم بها للمساعدة في الهام الشعور بالمصير المشترك وبأن جميع العراقيين يحتاجون للتغلب على ماضي مآساوى مهين.

اننا اذ نذكّر ابناء الطائفة السنية بالحكمة القائلة " بان الاشرار ينتصرون عندما يتوقف المخلصون عن العمل " نحثهم على بذل الجهد للتعامل مع الحالة العراقية ولا سيما ما يحصل داخل المثلث السني تعاملاً واعياً بحيث يتم الاعلان عن "فك الارتباط" بين الطائفة السنية كطائفة وبين العمليات العسكرية التي سوف لن تحرك او تهّجر قوات التحالف كما يتوهم او يحلم البعض... وذلك بأصدار بيان واضح بذلك والعمل على تدجين ابناء الطائفة الذين ارتضوا المساهمة بمثل هذه الاعمال. وعدم الالتفات الى الكثير من الترهات والتنظيرات والاوهام التي تنشرها بعض الصحف العربية لبعض الكتاب المتكاثرين، هؤلاء الذين يظهرون الحرص الزائد جدا على العراق ومصيره فيما هم لا يظهرون مثل ذلك لبلدانهم..

وعلى سبيل المثال لاالحصر ما جاء في مقال بعنوان (واشنطن والعراق.. منطلق الحلم ام مقبرة الوهم؟) لكاتب مصري قوله "ولا يخفى ان المشروع الامريكي في العراق واجه تحديات عاتية واهمها المقاومة العراقية التي ركزت على القوات الامريكية بحيث جعلت خيار الانسحاب الامريكي من العراق وارداً"، ولذلك فان المقاومة وحدها اذا (لاحظ اذا) تمكنت من تجاوز الاجراءات السياسية والعسكرية والنفسية والاعلامية التي تواجهها بها الولايات المتحدة فمن المحقق ان خيار الانسحاب الاميركي(!!!) من العراق سيصبح خياراً جدياً".. هذه المقالة تذّكرنا ببيت شعر عربي يقول

وعلام يوغل في الحماسة راقصٍ بأشدِ مما ينفخُ الزمّار

هكذا يحاول بعض الكتاب العرب،الذين يرقصون على الجسد العراقي المتخن بالجراح، تضليل الشعب العراقي فكريا يساندهم في ذلك اجراميا بعض من غير المستفدين من التغيير المنضوين في مجموعات عسكرية وعصابات ارهابية غريبة عن العراق بالاضافة لبعض الكتاب والمثقفين الفلسطينيين الذين لايهمهم ابدا العراق واهله بل يودون "استعمار القضية العراقية" وجعلها اداة لحل قضيتهم فقط... هؤلاء المثقفين العرب الذي بقي ضمير الكثير منهم صامتاً ازاء افضح ما ارتكب بحق شعب عربي ومسلم من مجازر جماعية يتحدثون اليوم ملء افواهم مفلسفين الواقع العراقي ومحاولين دق اسفين تلو الاخر بين ابناءه وطوائفه، غير مدركين ان الوجود الامريكي في العراق في الوقت الحاضر هو وجود استراتيجي ويندرج ضمن المصلحة القومية العليا للولايات المتحدة وليس ضمن سياسة حزب معين او انتخابات الرئاسة علما بأن الثمن الذي قد تدفعه امريكا لخروجهامن العراق هو اكثر بكثير من الثمن الذي تدفعه لبقاءها في الوقت الحاضر. لذلك فأملنا ان لا يلتفت ابناء العراق والطائفة السنية بالذات الى هذه الترهات فهي اقوال مضللة الى جانب حملات الدس والتضليل المنظم لبعض الفضائيات العربية التي تهدف لابقاء العراق ممزقا ضمانا لوحدة العديد من دول المنطقة وديمومة انظمتها واللبيب تكفيه الاشارة.

ان رفع السلاح بوجه قوات التحالف كخطوة اولى كما تدعو بعض المجموعات لتحرير البلد خطوة شاذة تدلل على افتقار في الرؤية السياسية للامور وتبسيط مفرط للحقائق، والجميع يعلم ان هذه العمليات لاتعني موضوع التحرير من قريب او بعيد، بل هي محاولة لخلط الاوراق وجعل العراق ساحة لصراع الولايات المتحدة مع الارهابيين الذين قدموا لتصفية حساباتهم معها، وبهذا الفعل فان العمليات العسكرية التي تنفذها هذه المجموعات (التي ابتدعت بعض الفضائيات العربية لها اسم" المقاومة" بهدف التهييج والتضليل فقط ) ضد قوات التحالف تخدم امريكا اولا وذلك من خلال ابعاد أي صراع عسكري يقوم على ارضها ونقله الى ارض اخرى منها الارض العراقية.

ان موضوع اخراج القوات المحتلة من العراق يفترض ان يخضع لشروط وقواعد تتسم بالحكمة والقدرة على المناورة والعقل، فأولى هذه الشروط وجود اجماع او شبه اجماع من قبل فصائل المجتمع العراقي لتنظيم "مقاومة وطنية" صادقة ذات اهداف محددة وليس كما يحصل الان، وان تبدأ هذه "المقاومة الوطنية" بالعمل السياسي والمفاوضات مع قوات التحالف لتحديد مواعيد خروجها وفي حال عدم القناعةوالوصول الى اتفاق فعندذاك يمكن اللجوء الى الحلول الاخرى ومنها الحل العسكري.

ان اعيان الرأى والفكر في المناطق السنية التي تتوجه اليها الانظار حاليا يعلمون اكثر من غيرهم مدى التذمر الذى يسود الكثير من مناطقهم وكيف تحول اهلها الى رهائن لعصابات كانت قد استفادت في السابق من " مكرمات القائد" وهي الان تعيث في المنطقة فسادا لذلك يتحتم عليها فعل شيْ ما لتنقية هذه المناطق التي تتجمع فيها مجموعات ارهابية معظمها وفد من الخارج.

 

 

 

تصحيح الخلل التاريخي!!

 

في مقالة نشرتها النيويورك تايمز في 25/ اوكتوبر/2003 بقلم ليزلي كيلب الرئيسة الفخرية لمجلس العلاقات الخارجية بواشنطن ورئيسة تحرير سابقة في الجريدة قالت:" ان الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق في العراق قد تكون في تصحيح "الخلل التاريخي" والمضي عبر مراحل تجاه حل اقامة ثلاث دول:الاكراد في الشمال، والسنيون في الوسط والشيعة في الجنوب". واضافت" ان ذلك سيمكن الولايات المتحدة من وضع اموالها وجيوشها في المناطق التي ستحقق فيها النجاح الكبير وبسرعة، أي مع الاكراد والشيعة، وقد تقوم الولايات المتحدة بتخليص معظم قواتها مما يسمى "المثلث السني"، شمال وغرب بغداد، مما سيحرر القوات الامريكية من القيام بحرب مكلفة. ثم ماذا يمكن للمسؤولين الامريكان ان ينتظروا من السنة المستبدين والذين سيكونون محرومين من النفط ومن ايراداته فسيكون تهدئة طموحاتهم او ان يتحملوا العواقب؟"

 

وبعد ان تحدثت كيلب عن مشاريع مماثلة في الاتحاد اليوغسلافي الذي انقسم الى دول بعد عام 1980 وكوسوفو وبوزنيا وغيرها قالت "لقد حكم العثمانيون كل شعوب هذه المنطقة بالطريقة التي كانوا عليها أي بطريقة منفصلة وقام وينستون تشرسل عام 1921 بتوحيد الاجزاء الثلاثة من العراق الحالي من اجل النفط تحت حكم ملكية تدعمها الجيوش البريطانية". واضافت " واليوم فان للسنة مصلحة اكبر من الاكراد والشيعة في الحفاظ على وحدة البلاد. فليس في وسط العراق نفط وبدون ايراداته سيصبح السنة فقراء في وقت قصير.

 

وفي مقطع اخر من مقالها الطويل تقول كيلب "قد يرغب الشيعة في دولة عراقية موحدة اذا تمكنوا من التحكم فيها وهو ما سيقع اذا تم اجراء الانتخابات، لكن من غير المحتمل ان يقبل الاكراد او السنة بحكم الشيعة حتى لو تم ذلك بطريقة ديمقراطية.. اما الاكراد فلديهم مصلحة اقل في أي سلطة مركزية قوية، لم تخدم ابداً مصالحهم"...

ونصحت كيلب بضرورة تبني استراتيجية تقسيم العراق والمضي نحو حل اقامة ثلاث دول على هذه الحقائق وقالت "ستكون الخطوة الاولى هي جعل شمال وجنوب البلاد مناطق حكم ذاتي، مع رسم حدود تكون اقرب ما يمكن من حدود فصل الطوائف العرقية."..

قد تكون مثل هذه الطروحات في الوقت الحاضر مجرد " بالونات اختبار"هدفها معرفة رد فعل الجانب المقابل ولكنها من جانب اخر افكار موجودة في ذهن الدوائر المختصة في دول القرار.. قد يأتي يوم، وحسب الظروف المستجدة، لتوضع موضع التنفيذ.

 

مما لاشك فيه انه لايمكن انكار وجود عناصر دلالية واضحة على عمق الروح الطائفية في المجتمع العراقي، وهي حالة مؤسسة ً للفتنة التي قد تحصد الاخضر واليابس وتقضي على مستقبل الوطن الذي نتمناه ان يكونً ديمقراطياً نموذجياً، لذلك فأن مسؤولية اى تغيير في وحدة الارض والحدود هي مسؤولية جماعية تتحملها تركيبة الشعب العراقي ولايستطيع اى فرد او مجموعة اتينية التنصل من نتائجها.. لم يفت الاوان بعد ولكن لم يبق لدى اهل العراق سوى الدقائق الخمس قبل الثانية عشرة فعلينا العمل بصدق وبضمير مسوؤل لتفادى اى فراق، الذى لوحصل فأنه سيغير لون سماء العراق وترابه ويبكي حتى نخيله الشامخ.

 

Link to comment
Share on other sites

مقالات - سبل الخروح من عنق الاقصاء الطائفي - تداعيات حالة احباط السُنة في العراق - د. فريد آيار

 

ترددت كثيراً ان اخوض في موضوع ليس سهلاً علي العراقي الخوض فيه، لانه لا يشكل جزءاً في ارثه الحضاري والاجتماعي والسياسي.. ولكن لأن للضرورة احكام، كما يقال، فأن الحديث عن حقوق الطوائف في العراق بات يفرضه الواقع المعاش حالياً.. كما تفرضه حتمية الوصول الي الامن الاجتماعي والسياسي.

ترددت كثيراً ان اخوض في موضوع ليس سهلاً علي العراقي الخوض فيه، لانه لا يشكل جزءاً في ارثه الحضاري والاجتماعي والسياسي.. ولكن لأن للضرورة احكاماً، كما يقال، فأن الحديث عن حقوق الطوائف في العراق بات يفرضه الواقع المعاش حالياً.. كما تفرضه حتمية الوصول الي الامن الاجتماعي والسياسي.

بداية لا بد من الاشارة الي بعض حقائق تفرض نفسها في هذا السياق منها ان العراق ليس بلداً طائفياً كما يقال ويشاع بل هو (طوائفي) بمعني تعدد الطوائف في مجتمعه مما يفرض وجود حقوق لكل واحدة وواجبات عليها، اما نظرة الطوائف لبعضها بعضا فلم تكن يوماً تتسم بالعدائية او التمييز رغم العديد من المحاولات التي بذلت في هذا الاتجاه، وشملت هذه النظرة العراقية الخالصة ايضا في عدالتها الاقليات الدينية ذات النسبة القليلة في المجتمع العراقي.

ساد النظرة العراقية المثالية في رؤياها للمجتمع العراقي، المتعدد بطوائفه واديانه، نوع من الارتباك اثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين ليس بسبب وجود اكثرية سنية في دوائر الحكم العليا، بل لأن طبيعة تكوين النظام السابق، المحتاج لنظرية في الحكم، كانت غريبة عن المقاييس الاجتماعية والسياسية المعتادة ولم يكن يوجد لها مثيل في العالم.ومما يدلل علي هذه الحقيقة ان الاثم والاجرام والقتل الذي مورس في العهد السابق لم يكن بفعل (طائفي) بل بدوافع (اجرامية) خالصة دافعها الفزع من ضياع السلطة، اضافة الي البارانويا، التي كانت تتحكم في ذهن وعقل رئيس الجمهورية وازلام سلطته... اما ما يشاع ويقال عكس ذلك الان فهو ما يكونه العقل الجمعي في الشارع العراقي معتمداً علي غرائز تظهر بشكل مؤقت عند الازمات ولكنها سرعان ما تزول. ولابد هنا ان نتوقف لنشير الي ان هذا التفسير لا يتناقض مع الحقائق التي ظهرت بعد سقوط النظام والمجازر وحفلات القتل والمقابر الجماعية التي اقترفها.

 

الفكر السياسي والاجتماعي

يتميز الفكر السياسي والاجتماعي العراقي بظاهرة (تعميم الفعل) وتوسيع رقعته ليشمل مجموعة معينة من الناس، وقد يصدر التعميم في بعض الاحيان بشكل عشوائي وفي حين اخر بشكل معين وهادف.. ولاستحضار بعض الامثلة من تاريخنا المعاصر نقول انه عندما خطف منير روفا قبل عقود طائرة عسكرية روسية وطار بها الي اسرائيل تكونت لدي العقل الجمعي العراقي وقتذاك افكاراً بان (كافة المسيحيين العراقيين هم مشاريع جواسيس محتملين لاسرائيل) وهكذا وضعوا داخل دائرة الشك فأخذت المجموعة بجريرة فرد منها، وعندما اطلق احد ابناء الشيعة من حزب الدعوة الاسلامية الشيعي الرصاص علي مسؤول عراقي بعثي وفر الي ايران اصدر العقل الجمعي العراقي حكمه بأن الشيعة ليسوا عراقيين بل ايرانيين وهكذا...

اليوم تتكون لدي الفكر الجمعي العراقي ايضا قناعة ان اطرافا واسعة من الطائفة السنية تؤيد النظام السابق وتحارب من اجل اعادته، اضافة الي ان جل العمليات العسكرية وحتي (الارهابية) التي هي من فعل خارجي، التي تستهدف المدنيين العراقيين والمنشآت العراقية الخدمية، تحصل ويخطط لها من داخل حدود (الجيوسنية) التي يطلق عليها اسم (المثلث السني).

ان القناعات والخلاصات التي تكونت وتتكون داخل العقل الجمعي العراقي حول (انتمائية) المسيحيين العراقيين للغرب، والشيعة لأيران، والسنة لنظام صدام حسين، ينفيه واقع الحال تماماً، ففي قراءة متأنية للتاريخ ثبت عكس ذلك فالجميع عراقيون حتي العظم، والجميع نالوا ما نالوا من عسف النظام السابق وظلمة حيث قتل المئات من خيرة ابنائه وشرد العشرات منهم الي الخارج ولم يكن هناك استثناء لأحد.

اما لماذا كانت معظم المناصب بيد اهل السنة فأن ذلك لم يكن انتقاء طائفيا، بل كان استمرارا للعهود السابقة اضافة لامتلاك هذه الطائفة، منذ تأسيس الدولة العراقية، ارثا ومخزونا من المفكرين ورجال الدولة والسياسة هذا مع العلم ان الموقع الذي احتلته الطائفة السنية في الحكم سابقا لم يأت نتيجة (اختطافه من الاخرين) او (احتكارها له) بل قدرة منها، بمساعدة الاخرين،علي تسيير البلد.

تواصلت الاستمرارية في الحكم اثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين وبقيت الوظائف الكبري المدنية والعسكرية في ايدي (اشخاص) خرجوا من ذات المناطق التي خرج هو منها، وتشاء ان تكون معظمها مناطق سنية... الا ان ذلك لا يعني ان الحكم كان سنياً بل كان في واقع الحالي (علماني ــ مناطقي) يتلطي،عندما يحتاج، باهداب الدين وحملات الايمان وفرض الحجاب علي (الماجدات العراقيات) والباس العلم العراقي دعاء (الله اكبر) خدمة لمصالحه... ان الطائفة السنية في عهد صدام كانت ــ كغيرها من الطوائف ــ عود ثقاب يشعله عندما يري مصلحته تتطلب ذلك. فالعسف والحرمان والقتل والتشريد نالها كما نال غيرها من طوائف الشعب العراقي وكانت سكين الحكم مسلطة علي رقاب الجميع دون أي تمييزطائفي او مذهبي او ديني.

 

العمليات العسكرية

اثناء بدء العمليات العسكرية في نيسان (ابريل) الماضي لاحظ مراقبون ان اقل المناطق التي حاربت دخول قوات التحالف هي المناطق التي اطلق عليها في ما بعد اسم (المثلث السني)... هذا الامر، باعتقادنا، لم يكن ناتجاً عن خوف من القتال او عدم قدرة علي التصدي لقوات التحالف، بل انه تعبير عن الامتعاض وموافقة ضمنية للخلاص من النظام الدكتاتوري الذي افقر جزءاً كبيراً من تلك المنطقة بدليل اكواخ الطين المنتشرة و الصبية الحفاة بأسمالهم البالية وهم يسيرون في شوارع بلدات المثلث السني المليئة بالحفر والمياة الآسنة.

لا يمكن لاحد ان ينكر احداث التاريخ ليشير الي ان القيادة العسكرية العراقية، التي اشيع عنها انها مؤلفة من غالبية ضباط من الطائفة السنية سعت مرات عديدة لاسقاط الحكم السابق، الا ان النجاح، للاسف، لم يحالفها اما ما فعلته بعد ذلك باتخاذها قرار عدم التصدي لقوات التحالف فقد كان مساهمة ايجابية لاسقاط ذلك النظام. ومن الامثلة البارزة في تلك الفترة قيام قائد عسكري عراقي في الموصل بتوقيع اتفاق مع قوات التحالف لتحييد قطعات عسكرية عراقية كبيرة وبقاءها خارج حلبة الصراع مما سهل لقوات التحالف تنفيذ مهماتها القتالية واضعاف قدرة اية مقاومة مدافعة عن النظام السابق.

كانت علاقة قوات التحالف بالمواطنين في المثلث السني تسير بشكل طبيعي رغم سمة الخوف من المستقبل نظراً لطبيعة اهل تلك المنطقة، الا ان بعض الممارسات التي حصلت قلبت الطاولة وبدأ العداء والكره ينمو ضد قوات التحالف وصل بعدها الي حد القيام بعمليات عسكرية بدأت تزداد يوماً بعد يوم نتيجة تغذيتها من طرف ثالث اقتنص الفرصة للافادة من هذا الواقع. هذه الحالة المستحدثة اوجدت انقساماً في الشارع العراقي فهناك من عد هذه العمليات (شرعية) ضد محتل اجنبي واخر من يعدها (ارهابية) تقوم بها جماعات موالية لصدام و تنظيم القاعدة الاصولي.

في هذا الجو السياسي والعسكري المكفهر خرجت صيغة (مجلس الحكم) المعتمدة علي نسب معينة وتوزيع طائفي غير مدروس من قبل الدوائر المسؤولة في الولايات المتحدة، والتي لم تكن تمتلك تصوراً واقعياً عن التكوين الاجتماعي والديني والمذهبي للمجتمع العراقي، معتمدة في ذلك علي نصائح بعض جهابذة السياسة الجدد في العراق، وعلي اقوال تتحدث عن احصائيات وارقام افتراضية لنسب السكان بهدف الوصول الي نوع من الديمقراطية (العددية) وليس( النوعية)، فخلقت هذه الصيغة (مشكلة جديدة) فيما كان الشعب العراقي ينتظر (الحلول) للمشاكل التي تجابهه.

علي الرغم ان النسبة العددية للطائفة السنية في مجلس الحكم كانت مجحفة وغير منصفة وهي (خمسة اعضاء) وليس عشرة كما قيل واذيع اذ ان الاكراد تم اختيارهم او اختاروا ممثليهم بأنفسهم في المجلس علي اساس (الانتماء القومي) وليس الديني ــ المذهبي، فأن موضوع (اختيار) الاعضاء السنة الخمسة في المجلس (مع احترامنا لاشخاصهم) خضع لاعتبارات ومساومات كان الكثير من ابناء الطائفة السنية بعيدا عنها فعمقت هذه الحالة اكثر فأكثر شعور الطائفة بالاحباط ووسع في ذات الوقت هوة الخلاف والاختلاف مع الجماعات الاخري علي طريقة رسم الخارطة السياسية للعراق الجديد وشرعية وجود قوات التحالف علي ارضه.

إن استحضرنا التاريخ المعاصر قليلا لرأينا ان الشعور السني العراقي بالاحباط هو كما الذي شعر به (المسلمون اللبنانيون) منذ السنوات الاولي لاستقلال ذلك البلد بعدم مساوتهم بالاخرين ومنحهم الفرصة للمساهمة في الحكم وعملية البناء، هذا الشعور كان السبب لاندلاع الحرب الاهلية عام 1975 والتي استمرت خمسة عشر عاماً لم تتوقف الا (بحل سياسي) وبمبادرة من حكومة المملكة العربية السعودية التي جمعت نواب لبنان في مدينة الطائف السعودية وتمت هناك مباحثات مضنية وطويلة توصل الجميع علي اثرها الي كتابة دستور جديد سمي بـ(دستور الطائف) وهكذا توقفت العمليات العسكرية، بقرار سياسي وتم في وقت لاحق دمج معظم المليشيات المسلحة التي كانت تقاتل بعضها البعض بالجيش اللبناني وقوي الامن الاخري وبدأ لبنان مسيرته نحو الاستقرار والبناء.

 

احباط واضح

بات الاحباط السني مما يحصل امراً ظاهراً للعيان واصطف الكثيرون وراء الدعوات المتشددة، وساهم بعضهم في عمليات عسكرية لم يكن يفكرون القيام بها قبلاً... وعدّ فريق اخر ان ما يقوم به هؤلاء ما هو الا دفاع عن النفس والكرامة والحق، ودفاع عن الوجود السني واستمراره في المنطقة... كل ذلك يحصل وبعض الاقلام كانت تبتعد في تحليلاتها عن الواقع وتعتبر ان (جميع ما يحصل من عمليات) في تلك المنطقة هو تحرك تخريبي من قبل اجهزة النظام ضد قوات التحالف التي يحتاجها العراق في الوقت الحاضر علي الاقل. وبهذا التحليل الذي يفتقد للحصافة اعطيت لفلول النظام قوة اكثر مما تستحق.

قد لا تكون المقاربة بين الوضعين العراقي الحالي واللبناني السابق متطابقة بشكل كامل ولاسيما ما يتعلق بوجود (المرجعيات السياسية) ففي الحالة اللبنانية كان لدي المسلمين اللبنانيين مرجعياتهم السياسية التي تستطيع النطق بأسم هذه الطائفة او تلك كما كان لدي الطوائف المسيحية مرجعياتها ايضا والمكلفة بالحديث والمفاوضة نيابة عنها، اما في الحالة العراقية فأن مثل هذه المرجعيات السياسية (وليس الدينية) غير موجودة وبالخصوص عند الطائفة السنية الي جانب عدم وجود (زعيم سياسي) مقبول من معظم اعضاء الطائفة ناهيك عن عدم وجود حزب سياسي له قاعدة جماهيرية (وليس خمسة اسماء) يستطيع الادعاء انه يتحدث بأسم الاغلبية السنية في العراق. هذه الامور يفترض تلافيها بأي شكل من الاشكال لاعلي اساس احياء بعض الشخصيات الذين ينتمون الي القرن قبل السابق بل ايجاد الارضية لبروز قيادات شابة سنية تستطيع فهم الواقع المعاصر وتساهم بكل فعالية في بناء البلد الذي حرصت الطائفة عليه منذ عقود طويلة من الزمن.

 

تدمير البني التحتية

إن اختلاط الاعمال العسكرية التي يقوم بها بعض العراقيين وجلهم، كما يبدو، من ابناء المثلث السني لاسباب يقال عنها انها ضد الاجنبي المحتل، بالعمليات (الارهابية) التي تقتل الابرياء والاطفال ورجال الدين وتحاول تفجير مدارس الاطفال وتدمير البني التحتية، اساء ويسيء كثيرا للطائفة السنية بمجموعها، فأصطلاح (المقاومة) الذي تطلقه بعض الفضائيات ذات المرامي، لا يتوافق وينسجم مع الافعال الارهابية خصوصا وان موضوع الاعلان عن المسؤوليات في جميع الافعال لم تتضح بشكل كامل ما عدا تفجير الناصرية الذي تبنته منظمة القاعدة الاصولية والغريبة عن العراق والعراقيين.

إن اعتقاد بعض العراقيين، ولايشك احد في وطنية الكثير منهم، ان استعمال القوة والعمليات العسكرية ضد قوات التحالف سيؤدي الي اخراجها من العراق امر يحتاج الي كثير من التفكير والتبصر والحكمة ، فالثمن الذي ستدفعه امريكا في حال خروجها، افتراضا من العراق، اكثر بكثير من الثمن الذي تدفعه الان لبقاءها فيه، لذلك يقتضي علي من يفكر بأخراج امريكا وبالطريقة المعمول بها الان، ان يزن الامور بميزان العقل وليس العواطف التي تقود دائما الي استنتاجات خاطئة.

 

قيادات من بطون التاريخ

إن جميع العراقيين يتمنون ان يروا قيادات سنية شابة تظهر علي الساحة السياسية لتلعب دورها في الحياة العامة، قيادات تنظر الي المستقبل وتتعامل علي هذا الاساس لاقيادات، من افاقت مؤخرا من سباتها وخرجت من بطون التاريخ، لتحاول ان تكون الناطقة بأسم سنة العراق الممتلئين بالمعرفة والخبرة والنظرة الحضارية للامور. والتمني موصول بالانفتاح السني علي المجموعات الاخري بهدف ايجاد حوار هادف خدمة لابناء العراق، واعادة النظر في اي جهد عسكري مبذول خارج اطار المؤسسات العسكرية التي تؤسس، بالاضافة لاستنكار الاعتداء علي الاقليات القومية والدينية التي تقع في الموصل بشكل خاص.

ان هذه المجموعة من التمنيات يمكن ان تؤسس لحالة حوار بين الاطراف العراقية لبناء بلد حر مستقل وايجاد السبل العقلانية لانهاء الاحتلال الاجنبي لارض العراق واعادته الي موقعه الرائد بين دول المنطقة.

وعلي الصعيد الاخر، وعلي الرغم من ان مجلس الحكم الحالي سينتهي دوره في اشهر قادمة الا ان الضرورة تقضي بتوسيعه الان واضافة خمسة أعضاء سنة جدد اليه ليتوازن اكثر مع الواقع وليكون للطائفة السنية موقعها الحقيقي في المشاركة بقيادة البلد وبهذا الحل السياسي نكون قد اسهمنا في انهاء العمليات العسكرية او تقليلها الي الحدود الدنيا لتستطيع الجهود العراقية التركيز علي توفير الطمأنينة والامن وسيادة القانون لجميع العراقيين الذين يتوقون لذلك.

 

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1669 --- Date 22/11/2003

 

جريدة (الزمان) --- العدد 1669 --- التاريخ 2003 - 11 -

 

 

Link to comment
Share on other sites

ليس هذا ردا على كاتب المقال ولكن تعليق ابين من خلاله نقاط اختلافي حول بعض ما يطرحه

 

الفكر السياسي والاجتماعي العراقي بظاهرة (تعميم الفعل) وتوسيع رقعته ليشمل مجموعة معينة من الناس، وقد يصدر التعميم في بعض

الاحيان بشكل عشوائي وفي حين اخر بشكل معين وهادف..

هذه ظاهره عامه وليس للعراقيين فيها من خصوصيه. ففي امريكا بلد الحريه الاول في العالم, نجد ضاهره التعميم واضحه لدى عامه الناس.

ولاستحضار بعض الامثلة من تاريخنا المعاصر نقول انه عندما خطف منير روفا قبل عقود طائرة عسكرية روسية وطار بها الي اسرائيل تكونت لدي العقل الجمعي العراقي وقتذاك افكاراً بان (كافة المسيحيين العراقيين هم مشاريع جواسيس محتملين لاسرائيل) وهكذا وضعوا داخل دائرة الشك فأخذت المجموعة بجريرة فرد منها، وعندما اطلق احد ابناء الشيعة من حزب الدعوة الاسلامية الشيعي الرصاص علي مسؤول عراقي بعثي وفر الي ايران اصدر العقل الجمعي العراقي حكمه بأن الشيعة ليسوا عراقيين بل ايرانيين وهكذا...

 

لادري من اين اتى صاحب المقال بهذين المثلين لكي يبرهن ظاهره التعميم. بالنسبه للنظره الخاطئه التي يحملها بعض المسلمين العراقيين, فانها ذات جذور تاريخيه تسبق حادثه منير روفا في الستينيات بوقت طويل يمتد في عمق التاريخ الاسلامي وذلك من ايام الحروب مع الصلبيين والصراع العثماني الغربي ومن ثم الاستعمار البريطاني للعراق وتشجيع يعض الاستثمارات البريطانيه مثل شركه نفط العراق لبعض الفئات من المسيحيين.. وهو امر يطول شرحه ولكن لاعلاقه للحادثه المذكوره بهذه النظره.

اما بالنسبه للمثل الشيعي. فهو براي يحمل الكثير من المفارقه. فاولا لم يحصل ان هرب مطلق النار على طارق عزيز الى ايران. فقد تم اعدامه وجميع اهله ومصادره بيتهم في شارع فلسطين. اما موضوع النظره الى الشيعه على انهم من توابع ايران, فهذه ايظا لها جذور تاريخيه تمتد الى تاريخ الصراع العثماني الايراني الذي كان العراق باعتباره جزء من الاستعمار العثماني , مسرحا لها. حيث كانت السلطات الاستعماريه العثمانيه تعتمد على بعض الوجوه السنيه العربيه/التركمانيه للسيطره على العراق وتتهم العراقيون الاخرين بالعماله للجانب الاخر.

 

اليوم تتكون لدي الفكر الجمعي العراقي ايضا قناعة ان اطرافا واسعة من الطائفة السنية تؤيد النظام السابق وتحارب من اجل اعادته، اضافة الي ان جل العمليات العسكرية وحتي (الارهابية) التي هي من فعل خارجي، التي تستهدف المدنيين العراقيين والمنشآت العراقية الخدمية، تحصل ويخطط لها من داخل حدود (الجيوسنية) التي يطلق عليها اسم (المثلث السني).

اختلف مع الكاتب في هذه ايظا. لااعتقد ان هناك رايا جمعيا بهذه الخصوص فيما يتعلق بالطائفه السنيه. فاكثريه السنه هم من الاكراد وهؤلاء متضررون من صدام اكثر من اي جهه اخرى. كما ان الكثير من السنه العرب في الموصل لايتعاطفون مع هذه الاعمال. هناك بالتاكيد رايا جمعيا بخصوص السنه العرب في منطقه المثلث. ولكن يجب الانتباه الا انهم لايحسبو على الطائفه السنيه بعمومها.

 

ان القناعات والخلاصات التي تكونت وتتكون داخل العقل الجمعي العراقي حول (انتمائية) المسيحيين العراقيين للغرب، والشيعة لأيران، والسنة لنظام صدام حسين، ينفيه واقع الحال تماماً،
فقره اخرى لااوافق الكاتب عليها. لااعتقد ان هناك من له رايا جمعيا بخصوص السنه. بل الموضوع يتعلق بالمتضررين من التغير والمنتفعين من نظام السيطره السنيه العربيه الذي فرضه العثمانيون وثم اتبعه الانكليز. . وقد يكون ذلك اجماعيا في المثلث بسبب التقارب المصلحي والعشائري مع المتنفذين بالحكم البائد.

 

اما لماذا كانت معظم المناصب بيد اهل السنة فأن ذلك لم يكن انتقاء طائفيا، بل كان استمرارا للعهود السابقة اضافة لامتلاك هذه الطائفة، منذ تأسيس الدولة العراقية، ارثا ومخزونا من المفكرين ورجال الدولة والسياسة هذا مع العلم ان الموقع الذي احتلته الطائفة السنية في الحكم سابقا لم يأت نتيجة (اختطافه من الاخرين) او (احتكارها له) بل قدرة منها، بمساعدة الاخرين،علي تسيير البلد.
الكاتب هنا براي يحاول التبرير دون الدخول الاسباب الرئيسيه. واستميحه العذر ان ابين وجهه نظري. نعم كانت الدوله العراقيه الجديده التي اسسها الانكليز بحاجه الى من يشغل الوظائف الحكوميه. وبالرغم من توفر الكادر الشيعي المتميز فقد ارتئ الانكليز اسناد الوضائف الحساسه الى الاقليه السنيه العربيه. ولو رجع الكاتب الى ما كتب ونشر اخيرا من وثائق المخابرات البريطانيه, لوجد ان السبب الحقيقي كان لتخوف الانكليز من ضهور حكومه عراقيه لها قاعده تمثيل شعبيه واسعه. لذا كان الرأي ان يتم اعتماد نموذج الدوله القوميه السنيه في العراق حفاظا على المصالح الاستعماريه انذاك. اما موضوع الكفائه والافضليه فهو امر اعتقد ان الافضل ان لاندخل فيه كي لا يكون هذا المكان موقعا للمزايدات. ولكم في كتب التاريخ ما يغني لتفصيل ذلك.

 

ان الطائفة السنية في عهد صدام كانت ــ كغيرها من الطوائف ــ عود ثقاب يشعله عندما يري مصلحته تتطلب ذلك. فالعسف والحرمان والقتل والتشريد نالها كما نال غيرها من طوائف الشعب العراقي وكانت سكين الحكم مسلطة علي رقاب الجميع دون أي تمييزطائفي او مذهبي او ديني.

 

مره اخرى يدخل الكاتب الطائفه السنيه ضمن مفهوم ضبابي. الصحيح هو استفاده اهل المثلث والذين هم بالصدفه من السنه. والا هل استفاد اهالي الزبير في البصره ام الاكراد من هذا النظام؟

 

كانت علاقة قوات التحالف بالمواطنين في المثلث السني تسير بشكل طبيعي رغم سمة الخوف من المستقبل نظراً لطبيعة اهل تلك المنطقة، الا ان بعض الممارسات التي حصلت قلبت الطاولة وبدأ العداء والكره ينمو ضد قوات التحالف وصل بعدها الي حد القيام بعمليات عسكرية بدأت تزداد يوماً بعد يوم نتيجة تغذيتها من طرف ثالث اقتنص الفرصة للافادة من هذا الواقع. هذه الحالة المستحدثة اوجدت انقساماً في الشارع العراقي فهناك من عد هذه العمليات (شرعية) ضد محتل اجنبي واخر من يعدها (ارهابية) تقوم بها جماعات موالية لصدام و تنظيم القاعدة الاصولي.

الذي يراجع تصاعد الاحداث يجد ان مايسمى بعمليات المقاومه بدأت فعلا بعد اعلان مجلس الحكم بتشكيلته الحاليه التي لايتمتع فيها اهالي المثلث بنسبه تمثيل اكبر من حجمهم الحقيقي.

 

في هذا الجو السياسي والعسكري المكفهر خرجت صيغة (مجلس الحكم) المعتمدة علي نسب معينة وتوزيع طائفي غير مدروس من قبل الدوائر المسؤولة في الولايات المتحدة، والتي لم تكن تمتلك تصوراً واقعياً عن التكوين الاجتماعي والديني والمذهبي للمجتمع العراقي، معتمدة في ذلك علي نصائح بعض جهابذة السياسة الجدد في العراق، وعلي اقوال تتحدث عن احصائيات وارقام افتراضية لنسب السكان بهدف الوصول الي نوع من الديمقراطية (العددية) وليس( النوعية)، فخلقت هذه الصيغة (مشكلة جديدة) فيما كان الشعب العراقي ينتظر (الحلول) للمشاكل التي تجابهه
.

 

اعتقد ان الكاتب يقع في مطب اخر. ان تقسيم مجلس الحكم على اساس الانتماء الطائفي والقومي فيه الكثير من المفارقه الساذجه. فمجلس الحكم هو نفسه اللجنه المنبثقه عن مؤتمر لندن مع توسيع لمشاركه اطراف سياسيه عراقيه اخرى . ولم يدخل اي من اعضاء المجلس على اساس تمثيلهم الطائفي. انما هي فرقعه اطلقتها وسائل الاعلام المعاديه لحريه العراق ولكي يصدقها كاتب المقال. فهل ممثل الجزب الشيوعي ممثل للطائفه الشيعيه؟ ام هل ان اياد علاوي البعثي السابق او احمد الجلبي العلماني ام الهاشمي او الحكيم او غيرهم ممثلين لها. هل يستطيع ان ياتيني بشخص واحد منهم يمكنه ادعاء تمثيل الشيعه؟ او حتى تمثيل المرجعيه الدينيه في النجف؟

ام ان الباججي او الشيخ الياور او الصميدعي او الاخرين ممثلين عن سنه العراق. ان الكاتب هنا اشبه ما يقول ان الحكومه السوفيتيه هي حكومه مسيحيه بسبب اغلبيه اعضاء المنحدرين من عوائل تؤمن بالدين المسيحي. ان اعضاء مجلس الحكم انما تم التنسيق في اختيارهم مع اللجنه بناء على ماضيهم الوطني المشرف و استعدادهم لتحمل المخاطره والتضحيه لبناء العراق الجديد الحر.

 

علي الرغم ان النسبة العددية للطائفة السنية في مجلس الحكم كانت مجحفة وغير منصفة وهي (خمسة اعضاء) وليس عشرة كما قيل واذيع اذ ان الاكراد تم اختيارهم او اختاروا ممثليهم بأنفسهم في المجلس علي اساس (الانتماء القومي) وليس الديني ــ المذهبي، فأن موضوع (اختيار) الاعضاء السنة الخمسة في المجلس (مع احترامنا لاشخاصهم) خضع لاعتبارات ومساومات كان الكثير من ابناء الطائفة السنية بعيدا عنها فعمقت هذه الحالة اكثر فأكثر شعور الطائفة بالاحباط ووسع في ذات الوقت هوة الخلاف والاختلاف مع الجماعات الاخري علي طريقة رسم الخارطة السياسية للعراق الجديد وشرعية وجود قوات التحالف علي ارضه.

مره اخرى يلجأ الكاتب للخلط. فمن ناحيه هو يعتبر كل اعضاء المجلس الذين هم من اصول شيعيه , ضمن مجموعه الاعضاء الشيعه, ولكنه يقفز فجأه ليعتبر هذا المفهوم غير صحيح عندما يناقش الاعضاء الذين هم من اصل سني ويعتبر الاكراد غير مشمولين بهذه البركه لانهم اكراد .. ارجوا مراجعه تعليقي السابق حول الاعضاء الشيعه. اما موضوع الاحباط , فانا اوافق الكاتب عليه ولكن لنفهم اسسه. المسأله لاتتعلق براي بعدد الممثلين, المساله تتعلق بالمبدأ. السنه العرب في المثلث يعرفون انهم اقليه ويعرفون ان توزيع عادل للسلطه سوف يترتب عليه حرمانهم من امتيازات ومواقع نفوذ كانوا يحصلون عليها بسبب النظام الانكليزي السياسي للحكم في العراق والمشروح انفا,. لذا فانهم انما يدافعون عن "حقوق" موروثه اصبحت في نظرهم اشبه بالقانون الطبيعي. ان هذا الطرح الذي يطرحه الكاتب يشكل في راي محاوله ساذجه اخرى لايقاف عجله الزمن من خلال طرح مفاهم عموميه ينتقدها هو نفسه وحللها في ادناه بشكل موضوعي واضح.

من هم السنه في العراق ؟ هل ابن اخي الذي ابوه ينحدر من عائله شيعيه عريقه ومن ام سنيه ,متضرره بشكل مباشر من التغير, هو سنيا ام شيعيا. هل السنه , كما هو الحال مع الشيعه, حزب ام طائفه واحده؟ هل الاكراد ضمنهم ام منفصلون؟ هل السلفييين الذين يكفرون الصوفيه ويخللون قتلهم اسوه بالشيعه هم من هذه الطائفه السنيه المقترحه؟

المساله ياسيدي منتهيه , فمجلس الحكم قد حان اون تخليه عن السلطه المزعومه الى الحكومه العراقيه الاوسع, وعلى العراقيين كافه ان يتسابقوا الى خدمه بلدهم كل من موقعه لخدمه عراق واحد تعددي فدرالي حر. اما هذه الطروحات الطائفيه المبنيه على الاساس الديني الضيق فلن تكون الا طروحات يائسه لاتتناسب مع معطيات المرحله القادمه.

 

إن استحضرنا التاريخ المعاصر قليلا لرأينا ان الشعور السني العراقي بالاحباط هو كما الذي شعر به (المسلمون اللبنانيون) منذ السنوات الاولي لاستقلال ذلك البلد بعدم مساوتهم بالاخرين ومنحهم الفرصة للمساهمة في الحكم وعملية البناء، هذا الشعور كان السبب لاندلاع الحرب الاهلية عام 1975 والتي استمرت خمسة عشر عاماً لم تتوقف الا (بحل سياسي) وبمبادرة من حكومة المملكة العربية السعودية التي جمعت نواب لبنان في مدينة الطائف السعودية وتمت هناك مباحثات مضنية وطويلة توصل الجميع علي اثرها الي كتابة دستور جديد سمي بـ(دستور الطائف) وهكذا توقفت العمليات العسكرية، بقرار سياسي وتم في وقت لاحق دمج معظم المليشيات المسلحة التي كانت تقاتل بعضها البعض بالجيش اللبناني وقوي الامن الاخري وبدأ لبنان مسيرته نحو الاستقرار والبناء.
هذه مفارقه اخرى.. المسلمون في لبنان اغلبيه, واهل المثلث اقليه قليله جدا حتى باكثر الحسابات تفائلا. الحكم في لبنان طائفي والنوذج العراقي يراد له ان يكون منفتحا حرا . المسمين كانو يدافعون تجاه منضومه سياسيه استلبت حقوقهم السياسيه. واهل المثلث انما يناضلون لابقاء منضومه سقيم سياسيه مجحفه بحق بقيه العراقيين.

لذا لااعتقد ان الكاتب كان موفقا بهذه المقارنه الساذجه التي ينتقدها الكاتب لاحقا. اما امكانيه استخدماها كدليل للحل فهو فخ اخر يقع فيه. فهل توجد مرجعيه عربيه او اسلاميه غير عراقيه تصلح ان تكون ارضيه للاتفاق بين العراقيين كما هو الحال مع السعوديه بالنسبه للبنان؟ الحل الوحيد هو ما يحصل اليوم من نقاش يومي داخلي منفتح بين كل الاطراف العراقيه السياسيه والقوميه بعيدا عن البعد الطائفي الضيق والطروحات المريضه.

 

 

إن جميع العراقيين يتمنون ان يروا قيادات سنية شابة تظهر علي الساحة السياسية لتلعب دورها في الحياة العامة، قيادات تنظر الي المستقبل وتتعامل علي هذا الاساس لاقيادات، من افاقت مؤخرا من سباتها وخرجت من بطون التاريخ، لتحاول ان تكون الناطقة بأسم سنة العراق الممتلئين بالمعرفة والخبرة والنظرة الحضارية للامور. والتمني موصول بالانفتاح السني علي المجموعات الاخري بهدف ايجاد حوار هادف خدمة لابناء العراق، واعادة النظر في اي جهد عسكري مبذول خارج اطار المؤسسات العسكرية التي تؤسس، بالاضافة لاستنكار الاعتداء علي الاقليات القومية والدينية التي تقع في الموصل بشكل خاص.

ان هذه الامنيات براي مبنيه على افتراض خاطئ وهو وجود الشعب السني او الشيعي. المساله براي مرتبطه بضهور قناعات شعبيه في منطقه المثلث بان ما يجري لن يكون لصالحهم وان هناك فرصا كبيره تنتظرهم وان سلوك طريق العنف لن يؤدي الى ارجاع الزمن.

ا

.

وعلي الصعيد الاخر، وعلي الرغم من ان مجلس الحكم الحالي سينتهي دوره في اشهر قادمة الا ان الضرورة تقضي بتوسيعه الان واضافة خمسة أعضاء سنة جدد اليه ليتوازن اكثر مع الواقع وليكون للطائفة السنية موقعها الحقيقي في المشاركة بقيادة البلد وبهذا الحل السياسي نكون قد اسهمنا في انهاء العمليات العسكرية او تقليلها الي الحدود الدنيا لتستطيع الجهود العراقية التركيز علي توفير الطمأنينة والامن وسيادة القانون لجميع العراقيين الذين يتوقون لذلك
.

 

لم افهم العلاقه بين الامرين سوى ان الكاتب يريد ان يفترض ان بالامكان تقسيم السطه التشريعيه على اساس قومي او طائفي وبطريقه المحاصصه الدستوريه , وهو امر يرفضه كل العراقيين, كي يتسطيع من خلال هذا الاقتراح تثبيت حصه مفترضه!!

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

بينما "يناضل" بعض السنه العرب من اجل تاسيس العراق الطائفي عبر المطالبه بمجلس طائفي رئاسي,, فانهم يتهمون " الطرف الاخر" بالطائفيه

 

 

http://www.nahrain.com/d/news/04/02/15/srq0215b.html

 

ومقال ممتع لكاتب عراقي معلقا على محنه "مهمه" السيد الابراهيمي.. ساخر ولكنه عمبق

http://www.nahrain.com/d/news/04/02/15/nhr0215j.html

Link to comment
Share on other sites

Guest Guest_tajer

http://www.nahrain.com/d/news/04/02/18/nhr0218s.html

 

In arabic a nice article by The Iraqi Z, Shitaff.. Praising Altalabani for his nobel call to rehabiliat the two Shia holly cities of Kerbala and Najaf. The writer reminding with that strange call by Sunni alclergy who show soldarity with police in falaga while not condeming the exploshion of Elskaria police station!

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...