Jump to content
Baghdadee بغدادي

رموزنا الوطنية


Recommended Posts

رموزنـــا الوطنيـــة

 

رموزنا الوطنية ... هي الأكثر غبنا من أمثالها في سائر بلاد العرب والعالم ... هناك أقاموا لرموزهم التماثيل و أطلقوا أسماؤهم على الشوارع والساحات ومنتديات العلم والثقافة ... ألفوا عنهم الكتب وحفظوا ما أتوا به من علم وفلسفة وفكر في بطونها وادخلوا مواداً عنهم في مناهج مدارسهم إكراما لهم ... نحن شعب يحب رموزه الوطنية ويقدرها, ذاكرته الجمعية حفظت الكثير والكثير عنهم ... ليس لنا سوى الذاكرة فلا كتب كتبت عنهم ولا مناهج المدرسة جاءت بكلمة عن ذكرهم ... هؤلاء كقوانين حمورابي في ذلك الزمن البعيد , لم نر في مدارسنا شيئا عن ماهية هذه القوانين وما هي نصوصها... لم يكن حمورابي معارضا كحال رموزنا الوطنية ... قرأنا عن الشرق والغرب آلافا من أوراق كتب مدارسنا ولم نجد بينها ذكراً لأي منهما , لا لرموزنا ولا لقوانين حمورابي...

 

التاريخ والرجال... الرجال والتاريخ... هذا الترابط الجدلي المتلازم أبدا... مَن صَنعَ مَن؟... ومن اثر وتأثر بمن... هذه الجدلية الأبدية التي أثارت الكثير من التساؤلات ودخلت دهاليز الفلسفة وكتب الحكماء... أفلاطون ومدينته الفاضلة... نيرون ومدينته المحروقة.. مارتن لوثر وإنجيله ...ومارتن لوثر كنج وحلمه... وقبل ذلك المسيح (ع) وصبره وصليبه وصلبه...التاريخ سجل البشرية والحضارة والتقدم وما بين هذا وذاك صفحات قاتمة السواد...

 

محمد (ص) جاء برسالة السماء ليس فقط لوائدي فلذات أكبادهم ... بل لتقويم ما ساد وتسيد من حضارة في حينه ... تلك الحضارة والثقافة والمفاهيم اليونانية الرومانية التي أحاطت كل سواحل حوض البحر الأبيض وغالبية الشرق الأوسط وما كانت تحمله رياح البحر منها إلى أعماق جزيرة أولئك الوائدين... أي حجة و دليل وأي برهان ويقين تلك التي اجتاحت واكتسحت تلك الثقافة والحضارة التي اختط حروفها الأولى أفلاطون وارسطو وفلاسفة ذلك الزمان...

 

.قامت إمبراطوريات الظلم والجور واستـُعبد أبناء الله على ارض الله رغم كدس الإنسانية الهائل مما تراكم من حكمة الحكماء والفلاسفة وكتب مقدسة بعثها الله لرسله ليودعوها هدى لبني البشر... إمبراطورية روسيا القيصرية والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والحالمان لأكبر من الإمبراطورية نابليون وهتلر ... صفحات سوداء قاتمة ... ومن بين ومن بعد كل تلك يظهر هناك لينين مستلهما من ماركس وانجلز ما وجده إنها الانعتاقة لبني البشر فهو ابن الوطن الذي يباع فيه الإنسان كرأس ماعز مع الأرض التي يشقى ويكد لعمارها لغيره... ولكن ذلك أولد أعتى دكتاتورية ولترتكب ابشع جرائم القتل تحت راية حملت أسمى المبادئ .... أنتجت هذه التجربة الإنسانية حكما شموليا وحاكما تبرقع بلباس الإنسانية التي بشرت بها الاشتراكية ... مَن صَنع مَن .... الشيوعية صنعت ستالين أم ستالين صنعها بمقاساته وقياساته... الرجال والتاريخ أم التاريخ والرجال...

 

العراق غاب وتاه في غياهب ظلمات إمبراطورية آل عثمان ... دخلها منتشيا مزهواً بما فيه وما لديه وما عليه وما يحويه من علوم وثراء فاقت الدنيا جميعا... فيسبت قرون في ظلمة الظلمات , يخرج بعدها وقد تعمرت الأستانة واسطنبول وتخربت بغداده وكل مدنه ... الطاعون والسل والجدري والفيضانات ما خرج به من بيت آل عثمان وقد اخذوا كل حلي الثقافة والعلوم وكل الثراء منه... ظلام في ظلام في ظلام هذا كان عطاء آل عثمان لبغداد الثقافة والعلوم والثراء ...

 

رموزنا الوطنية ... كيف واصلوا الدنيا وسايروا حياة أمم عاشت الضوء ... كيف ظهر طلائع العراق من الوطنيين حاملين فكراً وثقافة نسعى ونبحث ونحتاج إليها الآن ... كيف حصل ذلك وبلدهم محملا بأزر ثقيل من التخلف والجهل ... كيف يؤمنون بالديمقراطية في وقت سادت فيها مفاهيم وأخلاق آل عثمان ... لم تكن الديمقراطية ثقافتهم فحسب إنما كانت ممارسة في علاقاتهم مع بعضهم في المشورة والاستشارة للقرار والفعل ... من أين نهلوا تلكم المفاهيم والعلاقات السياسية المتقدمة جداً في عصر تحكمه العصا لمن عصا ...

 

أسماء لامعة في الأفق الوطني العراقي ضببتها غيوم المشروع القومي والسياسات الأحادية والطائفية... محمد رضا الشبيبي , شيخ الشريعة , محمد تقي الحائري , الشيرازي , مهدي الخالصي , محمود الحفيد , واسماء أخرى كثيرة , كيف كان لهؤلاء الرجال مع ثقافتهم الفقهية و الإسلامية أن يواصلوا العالم في عراق قطع آل عثمان سبله مع العالم كما فعل اليوم آل العوجة... ألم تكن رسالتهم حول حق تقرير المصير إلى الرئيس الأمريكي ولسون في العام 1919 خارقة سبات مئات السنين في ظلام آل عثمان... كيف تحدث هؤلاء عن حرية الرأي والفكر وحق الشعوب في تقرير مصيرها في زمن يذبح فيه الآلاف لاختلاف في مذهبهم أو دينهم أو قوميتهم...

 

بعد هذا الرعيل الفذ من قادة الحركة الوطنية والفكرية والدينية ... يتفتق العطاء الوطني العراقي لينجب أمثال جعفر أبو التمن والجادرجي ويوسف سلمان والبرزاني وحديد وقاسم , والآخرين حيث رسموا ألف باء الوطنية العراقية الحديثة تلهمنا مورورثنا الوطني رغم ما علق به ورغم ما تعرض لتشويه وتزوير شلل من نتاج الحصري وعفلق ...

 

إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن الرجال الأفذاذ يتكررون... اليوم وللتو خرجنا من ظلمة ظلام الذين احيوا من رماد النازية والفاشية أشكالا فاقت اصلها عشرات المرات... يخرج لنا رجال أفذاذ هم امتداد لأولئك الرواد ... رائعا ومفرحا أن تسمع الجعفري والبرزاني والجلبي و الحكيم(رض) والطالباني وعلاوي والجادرجي والآخرين مواصلين روادهم الأوائل ومستلهمين من روح عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... متوازين ومتوازنين مع الألفية الثالثة للحضارة , ومستحضرين أسسها من الاشراقات الأولى لشعاعها , حين بزغت تلك الخيوط الذهبية على وادي الرافدين بحضارة أهلهم الأوائل , من ذلك الزمن السحيق الذين كتبوا الحرف الأول للبشرية , فنقشوه حفرا على مسلة حمورابي , حقوق بشر حرم منها أبناء الأرض نفسها بعد الآلاف من السنين...

 

كم كبير دين أولئك وهؤلاء ... رموزنا الوطنية ...لـنَعُـدّ لهم ذاكرة في التاريخ رغم انهم حضور فكر اليوم وغدا كما كانوا امسا... إجلالا واحتراما وإكبارا لهم جميعاً

 

نوري علي

Link to comment
Share on other sites

Guest Guest_Mutergem

Above article by Iraqi wirter libral Mr. Noori Ali, is hounring all those great Iraqi leaders whom raqis would keep remmenbering, Kasim, Hadid, Albarazani, Alchaderchee, Abo Eltiman...The writer thinks that their sacrifies hadn't be lost. He admire the new generation of leaders, Albarazani, Alhakeem, Altalabani, Al Bachachi, Alwai, Aljaafree.. And looking forward for new Iraq to keep contributing in the humen civilization as always did from great Hamoorabi to Prophet Mohamed eras

Hope if I have time to translate the article.. Very interesting..

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...