Jump to content
Baghdadee بغدادي

مشاهدات من الواقع العراقي


Recommended Posts

(2)

 

 

مشاهدات من الواقع العراقي

 

 

قلنا ان المجتمع العراقي قد طرئت عليه كثير من الضغوط وهذا مما افرز الكثير من الافكار الهجينه التي لم نتعودها من قبل فمثلا لم يعد العراقي يهتم اذا ما تعرضت احدى الفتيات للخطف او احد الاشخاص للسرقه او حتى القتل ولم يعد ليتدخل كما كان في السابق للانقاذ , كما انه لم يعد يخاف ازيز الطلقات ولا نيران المدافع او القنابل وصارت الحياه كلها عباره عن اصوات للانفجارات وصخبها فقد شاهدت موقفا غريبا وقع امامي في كربلاء حيث كنت اتجول بالقرب من الصحن الحسيني بمنطقه تسمى (الزينبيه) وهذه المنطقه كما غيرها مكتضه بالبائعين المتجولين ومن اصحاب (البسطات) ممن افترشوا الرصيف والشارع بحيث صارت المنطقه كلها عباره عن دكاكين مزمنه!! فجاءة تعالت اصوات الرصاص من مكان ليس ببعيد عني وسط الزحام الا اني لم استطع تحديده حيث ان الناس لم ينتشروا كما قال عادل امام وضل الجميع يمارس عمله دون أي اهتمام وبعدها بقليل شاهدت اثنين يحملون الخناجر ليطاردوا اثنين اخرين وسط الزحام وبقي الناس على حالهم دون اكتراث , حيث لا شرطه تحمي المواطن ولا هم يحزنون وكل مواطن يحمي نفسه بطريقته ولذلك تجد ان الكثيرين ممن يتعرضون للمضايقه يقومون بالاستنجاد بالامريكين او بالقوات الاجنبيه المقيمه هناك للقيام بحمايتهم وعلى العكس مما كنا نشاهد في الافلام المصريه !! من قصص .

المواطن العراقي بصفه عامه لايثق باي من السياسين المتربعين حاليا في مجلس الحكم واحيانا يصل التجريح الى القول بان كان لنا صدام واحد واليوم قد صرنا بخمسه وعشرون صداما واحيانا يصل الامر الى مقتهم لانهم كما يقولون كانوا منعمين في الخارج ولم يشاركوننا همومنا والان هم في نعيم اخر اسمه الكرسي والمنصب.

ربما يدعم هذه التصورات هو ان وبعد ثمان اشهر من تشكيل مجلس الحكم لم يرى العراقي البسيط أي دورا يخدم اهتماماته فالخدمات التي ينشدها ما زالت معطله فلا كهرباء ولا هاتف ولا مجاري ولا خدمات بلديه تذكر الا فيما ندر وهذا ما يجعل المواطن البسيط يقول قد استبدلنا الدينار بالدراهم !!!! فمن ورق الى خرده!!!. بالرغم من الجهود الحثيثه والمتواصله من قبل سلطه الائتلاف ومجلس الحكم على بناء المدارس واعادة تاهيلها وكذلك هناك اثرا واضحا وجليا لقوات الشرطه في الحفاظ على الامن واحباط محاولات الارهابين الا انها ما تزال اقل من المستوى المطلوب الا ان المواطن يشعر ويعترف بان الامن صار اكثر كفاءه من ذي قبل.

والمواطن متلهف لبناء ذاته بذاته دون ان يكون هناك اهتماما بما يخطط له السياسيون او الاقتصاديون ومقوله (السبع اللي يعبي بالسكله ركي) شائع جدا حتى وان كان ذلك على حساب الاخرين وولائهم صار للدينار ما عدى قله ممن استمروا على المحافظه للمبادئ . ويضربون مثلا (بالحواسم) وهي التسميه التي اطلقها صدام على حربه الاخيره الا ان لها معنى اخر لدى المواطن العراقي اذ انها تعني مجموعه اللصوص الذين سرقوا البنوك والمؤسسات بحيث صاروا من الطبقه الغنيه التي يمكنها ان تصرف بترف وربما لاجيال قادمه.

الوضع المعاشي للمواطن صار اكثر تحسنا وقدررته الشرائيه افضل بكثير وخصوصا الموظفون منهم ولاجل ذلك ارتفعت الاسعار للمنتوجات المحليه الى اضعاف ما كانت عليه الا ان البضائع المستورده في تراجع مستمر لارتباطها بالدولار الذي يتحسن سعره يوما بعد يوم.

اما بالنسبه لرجال الاعمال والملايين فان العمل هنا (على ودنو) كما يقول الاخوه المصريون فالاستثمارات كبيره جدا والكل يتسابق للحصول على وكاله ما او مشروع ما لانهم يرون المستقبل للعراق, الا انه لايخلو من منغصات فقد التقيت باحد رجال الاعمال المغتربين ممن يريدون المساهمه وبشكل فعال لخدمه البلد وشرح لي بعض ما يصبو اليه لخير هذا الوطن وشكى لي ما صادفه من معرقلات حيث مازالت هناك بعض الاشواك في قلب الدائره المسؤوله عن القرار العراقي والتي تحتاج لنكران ذات اكبر ولثقه اكبر من قبل المسؤولين بالمواطن العراقي في الوقت الحاضر كي ما تكون الخدمه اكبر واكثر عطاءا حيث ان بعض الوزراء ما زالوا متعصبين لمذهبهم الفكري على حساب مصلحه الوطن.

الامريكي يتمتع بروحيه مرحه وخصوصا مع الاطفال فقد كنت في جوله داخل بغداد وكانت هناك مفرزه لتفتيش السيارات وكان الطريق مزدحما وعندما رانا الجندي الامريكي وكنت بصحبه ولدي الصغير لوح بيده مداعبا ولدي الذي رد عليه بالمثل فما كان منه الا ان يفسح الطريق لنا للعبور مع ابتسامه هادئه وقد قال لي احد المعارف من انهم يقدمون الشوكولاته ايظا كما قال اخر ممن يكرهون الوجود الامريكي من انه يعامل نفس هذه المعامله في كل يوم حيث يقوم بايصال ابنته الى المدرسه والعوده بها.

وهناك قصه اخرى رواها لي احد المعارف من ان احد العراقيين ممن قاموا (بضرب) اشاره شرطي المرور بالوقوف استوقفه شرطي اخر بصحبه جندي امريكي وطلب منه اوراقه فما كان من السائق الا ان يلوح بحذائه له مستهينا به وهنا تكلم الشرطي مع الجندي الامريكي عما سيفعله فقام الجندي الامريكي بسحب الحذاء ووضعه في فم السائق , هذه القصه رواها عراقي اخر بشكل اخر حيث قال ان الامريكي تعمد هذا العمل لكونه محتلا يريد اهانه كرامتنا .

بطبيعه الحال كان المتكلم الاول شيعيا والاخر سنيا.

 

 

يتبع

 

بهلول الحكيم

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...