Jump to content
Baghdadee بغدادي

العراق ما بين الحضاره الاسلاميه والامريكيه .....ت


Recommended Posts

العراق ما بين الحضاره الاسلاميه والامريكيه .....توافق ام اختلاف؟

 

كان لمقالي السابق (الديمقراطيه ما بين العراق والولايات المتحده) صدى غير مرغوب به لبعض ممن يتخذون من الليبراليه والعلمانيه شعارا لمنهجهم[في الحياه حيث افقدهم توازنهم الثقافي!! لاني لم اوافقهم الراي والعجيب انهم باعتبارها اعظم حضاره انسانيه !!! اوجدت على الكره الارضيه حيث تعتمد على حريه الراي !! ليطلقوا عبارات الشتم والسب كيفما اتفق.

ووجدت ان الرد على هذا البعض , بشكل اخر عسى ان يكون لديهم من سعه الصدر بما يسمح لاعاده تفكيرهم فيما قلته و قالوه وان يكونوا عند حسن ظن الليبراليه الني ينعمون بها الان في بلاد الغرب!!.

في بلد كالعراق (الجغرافي) الان والذي تغلب عليه السمه الاسلاميه بعد ان مرت عليه عدة حضارات منها (سومريه , بابليه, اكديه , اشوريه , واخيرا اسلاميه) وهذه الاخيره هي التي مازالت سائده لهذه اللحظه لا يمكننا ان نلغي فكرا بجرة قلم مهما كان او ان نقلل من اهميته الا بعد ان نفهمه جيدا ونوضح فيه مواقع الخلل ولا يمكننا ايضا ان نمجد فكرا فقط لكوننا قد وجدنا فيه ما يلبي مصالحنا الانيه والدنيويه لنقول عنه انه لا بديل عنه.

وكل فكر يجب ان يؤخذ بكليته أي لايمكن تجزاءته لنقول ان هذه الفقره ممتازه وتلك لا تتوافق مع ما نبغي وهذه تحتاج لتعديل ......الخ , او ان نتبنى جزاءا من هذا الفكر وجزء اخر من فكر اخر ليكون بالنتيجه فكرا هجينا متلون لا يعرف له شكلا محددا.

فالفكر الاسلامي مثلا لا يمكن ان نقول عنه فكرا متخلفا او انه لا يلبي حاجات العصر او ان في حيثياته ما لايتناسب وحقوق الانسان المتعارف عليها حاليا لا ننا بذلك نكون قد مسخنا هذا الفكر ولكن يجب ان نتخذه ككل متكامل لنرى ان كان متكاملا ام لا.

ولكن للاسف ان هذا الفكر لم يتحقق بشكله المطلوب الا في فتره عهد الرساله المحمديه وقد تشعب هذا الدين وانقسم هلى نفسه عدة مرات حتى صار ابناءه منقسمين ومتفرقين للحد الذي بدأ البعض ممن يتخذ من هذا الدين شعارا بتكفير الاخرين اذا ما وافقوا هواه.

ان الحضاره الاسلاميه المعتمده اساسا على التوحيد و(الثواب والعقاب الالهي) الذي يعطي للانسان نوعا من المراقبه الذاتيه التي بواسطتها (اذا ماطبقت بصورتها الصحيحه ) يمكن ان تتحقق العداله في المجتمع ليجعل من المسلمين امه عظيمه لها من الشأن مما لايخفى .

لكن هذا لا يعني بالضروره ان لا تتواجد حضارات اخرى في بلاد اخرى قامت على اسس اخرى ولكل منها فلسفتها الخاصه فهناك الاغريقيه والرومانيه والصينيه وغيرها مما لايتسع هذا المكان لذكرها.

ولكون موضوعنا يتعلق بالعراق فسنكتفي بالدين الاسلامي المتغلغل في احشاء ابناء هذا الوطن كما هو الحال في ما يجاوره من اقطار وامصاربحيث انه شكل حضاره بما لم يسبق لحضارة اخرى او لدين اخر قد شهد مجدا اكبر مما قدمت حتى وصل الامرالى هارون الرشيد الذي كان يقول للغيمه مفتخرا( اينما تذهبين ياتيني خراجك) دلاله على كبر المملكه!!.(لا يعني بالضروره ان هارون كان يمثل الاسلام الحقيقي)

وقد تشعب هذا الدين وانقسم على نفسه عدة مرات حتى صار ابناءه منقسمين ومتفرقين للحد الذي بدأ البعض يتكفير الاخرين اذا ما وافقوا هواه , بالرغم من ان القران قد كتب بلغه واحده ولنسخه واحده ايضا الا ان التفكير الانساني قد اختلف في تفسير بعض الايات اعتمادا على المصالح المكتسبه دينيا او دنيويا وحسب قابليه الفرد على الفهم او التعصب احيانا.

وكي ما نعود لحقيقه هذا الفكر واسسه التي قام عليها مقارنين بذلك مع ما توصل الانسان اليه من تطور حضارته عبرالعصور ليصل الينا اليوم بهيئه الفكر الليبرالي العلماني والذي تتزعم حضارته اليوم الولايات المتحده والذي اغرى الكثير للايمان به باعتباره فكرا مبدعا يمكن ان يطور الانسان ويساعد على ابداعه ليكون في حال افضل وقد ذهب البعض الى القول من انه يتوافق ولا يتعارض مع افكارا اخرى منها الاسلام بل ان البعض قد ذهب الى اعتباره الى انه يمكن ان يغذي او يطور الفكر الاسلامي بعد ان اصابه بعض الصدأ .

وبذلك قد اوجد طائفه اخرى تضاف الى سلسله الانقسامات التي عانى منها المسلمون في السابق بحجه التجديد او الرجوع للمناهل الاصيله للاسلام.

وهذا هو ما اختلف به معهم.

وربما من اغرب ما قرات من ردود كان من احد المغتربين العراقين الذين يبدو انهم قد تاثروا تاثرا بالغا بالحضاره الامريكيه والاسلاميه مما جعله يقول من انها بمثابة الاب والام للوليد ؟!!

وعليه اقول ان الاسلام فكرا وعقيده لا تسمح باي شكل من الاشكال ان يكون معها شريك في الولاء فما بالك اذا كان هذا الشريك ممن يعارضها في كثير من الامور ولا يلتقي ابدا معها في عدة نقاط أي بمعنى انها ربما تصل الى مرحله تتقاطع فيها المفاهيم والافكار ومنها ولنضرب مثلا لذلك هل يمكن للمسلم ان يتزوج او حتى ياكل او يشرب مع مشرك؟؟ فالقانون يضمن له ذلك بينما يحرم عليه دينه ذلك .

من اهم نقاط الاختلاف هي

1- الفكرالليبرالي العلماني لا يعترف بالمقدس بينما الفكرالاسلامي يجعل من المقدس قانونا لا يمكن المساس به او الخوض به .

2- الفكرالليبرالي العلماني لا يعترض على التعامل الميكافيلي كاسلوب في الحياة بينما الفكر الاسلامي يحرم التعامل الميكافيلي ولا يسمح به.

3- الفكرالليبرالي العلماني ليس من اولوياته الاعتراف و الايمان بالهه واحد يحكم الكون بينما الفكر الاسلامي يعتبر الايمان بالهه واحد من اول اولوياته ولا يقبل شريك له في العبادة او التعامل.

4- الفكرالليبرالي العلماني له قوانينه الخاصه النابعه من التفكير الانساني للعلاقات الاجتماعيه والاقتصاديه والاخلاقيه بينما الفكر الاسلامي يعتمد اعتمادا كليا على القران والسنه .

ان هذه النقاط الاربع هي من اهم نقاط الاختلاف التي يرتكز عليها كلا من الفكرين فلذلك فهما لايمكنها ان يلتقيا مهما حاول البعض من التقريب من وجهات النظر من حيث كونهما يشتركان في جعل الانسان محورا للاهميه دون النظر الى جنس او لون البشروكذلك الامميه التي يشترك بها الاثنان التي يراد منها ان تسود العالم الذي نعيش فيه .

ان كل من الفكرين لا يمكنها ان يلتقيا على المستوى الروحي فالفكر العلماني يؤمن بمخطوطه القانون كقاعده للايمان بما جاء بها من مواضيع في حين ان الفكر الاسلامي يؤمن بروح القانون الالهي (الديني) كاساس للعمل (انما الاعمال بالنيات).

في مجتمع كالعراق صاحب خلفيه اسلاميه عريقه لا اعتقد ان ستنجح تجربه ما من ناحيه التطبيق العملي العلماني الا بعد ان يترك المسلمون هويتهم الاسلاميه ولذلك سيكون السؤال

لمن ستكون الاولويه بالنسبه للمسلم اذا ما تعارضت واجباته الدينيه والدنيويه وهو تحت ضل نظام علماني لا يعترف بالدين كاساس بل انه مجرد فكر ضمن مجموعه افكار تتمتع بالحريه تحت ضل القانون الوضعي.

 

بهلول الحكيم

Bahlol58@hotmail.com

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...