Jump to content
Baghdadee بغدادي

مارد الشيعه ما بين المظلوميه والتدجين


Recommended Posts

مارد الشيعه ما بين المظلوميه والتدجين

 

مارد الشيعه الذي ظل محبوسا في قمقمه عدة قرون هل له ان يظهر ليري الاخرين مدى قوته ام انه سيبقى ينتظر فرصه اخرى.

ان مظلوميه هذه الطائفه عبر قرون لم تتوضح للاخرين بشكل جيد يمكن ان يظهر مكامن القوه لديهم وبذلك اتيحت الفرصه للاخرين باعتبارهم الاكثريه من تشويهه صورتهم للحد الذي نفر منه كثير من المسلمين.

ان قله الشيعه لا يعني بالضروره خطأ مذهبهم بل ربما كان الحق مع القله خصوصا اذا ما تفحصنا قوله تعالى( اكثرهم للحق كارهون)بهذه الايه الكريمه نستطيع ان نوضح ما يحمل الانسان من ظلم لاخيه الانسان , وهذا ما ادركه الشيعه ولقرون مضت حتى باتت المظلوميه جزءا اساسيا من مضمونهم الفكري .

فالشيعه هؤلاء القله في عددها الكثيره في تراثها ومنذ اليوم الاول لميلاد فكرهم يشعرون بهذا الغبن والحيف الذي وقع عليهم , فمنذ عزل علي (ع) عن القياده الشرعيه مرورا باغتصاب حق الزهراء (ع) في ارثها والهجوم عليها من بعد( وهي من هي) لتموت حزنا لما اصابها بعد ابيها لما تعرضت له من ايذاء لينتهي الامربمصيبه الحسين (ع)تلك الواقعه التي هزت العالم الاسلامي تشكلت لديهم قناعه تامه من ان هذا العالم الذي يعيشون به عالم مليء بالكراهيه لكل من هو صاحب حق وكما يقول امير المؤمنين (ع) (لا تستوحشوا طريق الحق لقله سالكيه) وبذلك نصح الائمه (ع) بان يكون لاتباعهم حياة خاصه ونموذج يستلهم قواه من اهل البيت (ع) في الصبر وعدم الرضوخ للظالم ليختلف عن ما تموج به التيارات الاسلاميه الاخرى التي كانت تساند السلطان بتغطيه بعض اعماله للاستفادة من الظهور للشارع الاسلامي باعتبارهم القياده الدينيه من ناحيه ومن ناحيه اخرى يستفيد السلاطين من اؤلائك (المشرعين) ليبرروا له اعماله وفعلا انهم قد جهدوا كثيرا في خلق احاديث لتكون (سنه ) كي لاتعارض (بضم التاء) , منها حديث (مااجتمعت امتي على باطل!!!) لتكون حجة على المسلمين في عدم الخروج على السلطان ايا كان ذلك السلطان .

لكن المسلمين (الشيعه) بقوا على طول الخط في الجانب المعارض حتى سموا (بالرافضه ) لانهم رفضوا بيعه ابي بكر ومن تلاه الى يومنا هذا .

خلال تلك الحقبه الطوبله حاول السلاطين ان يعّتموا على اهل البيت (ع) وباساليب شتى منها الابعاد عن مركز القرار كما حصل مع الامام علي (ع) وسبه وشتمه على المنابر فيما بعد او بنزع القوه الاقتصاديه التي كانوا يتمتعون بها كي لا تؤثر سلبا على مخططاتهم كما في اغتصاب فدك من الزهراء (ع) او بالقتل احيانا كما حصل مع الحسين (ع) او المراقبه والابعاد كما حصل مع بقيه الائمه (ع) لينتهي دورهم بالقياده السياسيه بالقتل سما او حبسا , ما عدى فتره قصيره تمتع بها الامام علي (ع) بعد ان اشترط على المسلمين مبايعته علنا وكان كثيرا ما يقوا (اني لكم وزير خير مني امير) وكذلك الصادق (ع) والذي ظهر للفتره التي انتقلت بها الخلافه من بني اميه الى بني العباس ولكن دون استلام سلطه حيث استغلها الاخرون خير استغلال لصالحهم حيث كانوا بامس الحاجه لاظهار مظلوميه اهل البيت (ع) لينالوا بها القياده , ولانهم صاروا اصحاب سلطان فصار من المحتم عليهم ان يجابهوا اصحاب الحق الحقيقيون بمعركه اشد قساوه حتى قال الشاعر( ليت ظلم بني مروان دام فينا وليت عدل بني العباس في النار) .

في هذه الفتره كان الائمه يعرفون ان الدخول في عالم السياسه لا يؤدي الى نتيجه ملموسه لما فيها من مخاطر على الامه خصوصا ان وسائل التنكيل كانت باشد حالاتها ولكنهم وعدوا اتباعهم بالانتظار الى قيام الامام المهدي (عج) الذي سيملأ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.

وهكذا توالوا علماء الشيعه مبدأ الابتعاد عن مراكز القيادة في الحكم واللعب بالسياسه لانها لا يمكن ان تحقق العداله من قبل( شخص غير معصوم) ولكنهم يمكنهم ان يكونوا مراقبين للاوضاع وتفسيرها وتحديد هويتها كي لا يتعرضوا لظلم اخر او على الاقل ايجاد الوسائل للتعامل معه .

ان الامتداد الشرعي لهذا الخط هو الحوزه الدينيه في النجف والذي استمر به الحال ليومنا هذا , وهذا ما يمثله السيد السيستاني .

ان السيد السيستاني يدرك جيدا ان السياسه والاقتصاد في عصرنا هذا كما هو الحال في الماضي مرتبطان بشكل وثيق بحيث يصعب الفصل بينهما ولذلك فمن فضل طريق الدين والارتباط بالقيم الروحيه يكون لديه من نكران الذات ما يمنعه من دخول لعبه السياسه الا ان ذلك لا يعني انه لا يفهمها ولذلك صار حجر عثره امام ما يخطط له المخططون .

وهو يدرك جيدا ان استلام سلطه أي سلطه وتحت أي تسميه او ظل لا يعود الا بالضرر للشيعه وكما قال الامام الصادق (ع)( ما من رايه تقوم قبل ظهور قائمنا اهل البيت الا وكانت رايه ضلال او زيادة في مكروهنا ) ولذلك لا ينصح مراجع الشيعه من الدخول في تفاصيل الحكم .

وانما التوجهه للانسان مباشره من خلال التفاعل معه في البحث في تفاصيل دينه.

اما المخطط الامريكي فانه ربما يحاول ما عجز عنه غيره في ايجاد خطا جديديا للدخول في عالم الاسلام وذلك من خلال اشراك الشيعه بالحكم من خلال اخراجهم من القمقم الذي تسوروا به ولقرون عده في محاوله اذاقتهم طعم (السلطنه ) وبالتالي اذابتهم في مجتمع (حضاري) يجعل من الاقتصاد والسياسه قيما ميكافيليه لتكون عمودا فقريا في نهجهم الحياتي وبذلك يتم (تدجينهم) بالشكل الذي دجن (بضم الدال) من قبلهم من غير منهجهم ليكونوا سواء بسواء في خدمه السلطان الجديد( العلمانيه والعولمه) المراد رسمها على خارطه العالم الجديد .

فهل سيخرج الشيعي من قمقمه ام انه سيبقى قابعا حتى يرى نورا في نفق الحياة المظلم؟ .

 

 

 

بهلول الحكيم

Bahlol58@hotmail.com

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...