Jump to content
Baghdadee بغدادي

طاهرة هروب الفتيات


Recommended Posts

في مواجهة هروب الفتيات.. من المسؤول؟

محمد صادق دياب

 

تتحدث الصحف السعودية عن تزايد أعداد الفتيات الهاربات من منازلهن، ففي مكة المكرمة وحدها 95 حالة هروب للفتيات خلال 8 أشهر، وفي العام الماضي أشارت صحيفة «عكاظ» إلى 850 حالة هروب، نصفهن دون الرابعة عشرة.. وهذه الأرقام تثير القلق، إذا ما نظرنا إليها في ضوء النتائج الخطرة التي يمكن أن تترتب عليها.

 

وفي الكثير من النقاشات لهذه المسألة يتجه الكثير من الآراء إلى تحميل الفتيات مسؤولية الهروب، وبالتالي يوجه أصحاب هذه الآراء خطابهم الوعظي إلى الفتيات، ويتناسون ـ في الغالب ـ الأسباب الأسرية التي قد تتسبب في خلق هذه المشكلات، فنسبة من الأسر تفشل في خلق بيئات آمنة لفتياتها، خاصة تلك الأسر التي يسودها العنف والقسوة والاضطراب، وكذلك البيوت المتهدمة التي انتهت فيها علاقات الازواج بالطلاق، لتحل زوجة الأب ـ الجائرة أحيانا ـ في بيت، وزوج الأم ـ الذي قد يكون غليظا ـ في بيت آخر، وعلى الفتاة أن تتأرجح بين جائرة وفظ.. وقد تواجه الفتيات في بيوت ذويهم تعاملات ظالمة قاسية، ونظرات ذكورية دونية مهينة تدفعهن إلى المغامرة بالهروب، رغم ما يحمله الهروب من مخاطر تفوق معاناة الصبر في بيوتهن.

 

ونحن كمجتمع لا نحسن ترتيب أولوياتنا، فلو خيرت كمثال بين أندية أدبية نخبوية تهتم بالبنيوية والتشريحية والتفكيكية... الخ, وبين مراكز تثقيف أسري لآثرت الانحياز إلى وعي الأسرة، فهي حجر الزاوية لكل محاولاتنا الإصلاحية. وهروب الفتيات مجرد مشكلة واحدة من مشكلات عديدة يفرزها غياب الوعي الأسري.. وأنا أحمل التربية الأسرية نصيبا مما آل إليه حال بعض الشباب من تطرف أو عنف أو إدمان للمخدرات، أو أي خروج على السلوكيات السوية، فالأسرة كالقلب إن صلحت صلح المجتمع.

 

لذا كم أتمنى أن تضم مدننا وقرانا مراكز للتثقيف الأسري تلعب أدوارا مكثفة لإيصال رسالتها إلى كل بيت، وأن يكون ضمن فرق عملها اختصاصيون في التربية والأسرة وعلم النفس والاجتماع يمارسون أدوارا علمية منهجية بعيدا عن النصائح الجاهزة والوعظية التقليدية، فنحن في حاجة ملحة إلى أن تتوازى الإصلاحات في الحقلين التعليمي والأسري لكي لا يهدم البيت ما بنته المدرسة، أو تنزع المدرسة ما غرسته الأسرة.. فهل نفعل؟

Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...