Jump to content
Baghdadee بغدادي

صور إغتيال الشيخ والقاعدة والمقاومة العراقية تتوعد


Recommended Posts

  • 2 weeks later...
  • Replies 67
  • Created
  • Last Reply

Al Qaeda people will all get killed sooner or later.

 

those people are terrorists and have no regards to human lives. they do not represent Islam or muslims, they represent only themselves and their animulistic intentions.

 

Death to terrorists

Link to comment
Share on other sites

الش

يخ مهدي الخالصي والمفكر الاسلامي فهمي هويدي يخرقان جدار الصمت الوعظوي!

2005/03/21

 

علاء اللامي

وجه الامام الشيخ محمد مهدي الخالصي والذي يعد احد رموز مناهضة الاحتلال الامريكي في العراق رسالة الي (السادة العلماء الاعلام والزعماء الكرام من قادة الشعب الاردني المؤمن الصابر المجاهد) تطرق فيها الي ما تناقلته وكالات الانباء من ان اهالي مدينة السلط الاردنية اقاموا مجلسا تأبينياً وتكريميا لشخص يدعي رائد منصور البنا قيل انه هو الذي قام بالتفجير الاجرامي في مدينة الحلة فجرح واودي بحياة العشرات من العراقيين الابرياء. وفي رسالته يضع الشيخ الخالصي جريمة التفجير في الحلة وتلك التي تلتها في الموصل ضمن سياق اثارة الفتنة الطائفية والتمهيد للحرب الاهلية ثم التقسيم.

وباسي ولوعة يكتب الشيخ الخالصي ان (الشعب العراقي لا يصدق ان مسلماً يمكن ان يقدم علي مثل هذه الجرائم المروعة، التي لا تصب الا مباشرة في مصلحة المحتل ولتبرير اهدافه، فهو لهذا يحمل الاحتلال وحلفاءه جريرة هذه المآسي. مقابل هذا تقوم الدوائر المرتبطة بالاحتلال ووسائل اعلامه بمساع تضليلية بغية ترسيخ الفتنة، ولتأكيد المزاعم بان وراء هذه الجرائم جهات عربية او اسلامية) ثم يعرج فضيلته علي ما تناقلته (اخيراً احدي الفضائيات التابعة، تزعم فيه ان مرتكب جريمة الحلة شخص اردني من مدينة السلط، وان مجلساً تابينياً سيقام له هناك لتكريمه باعتباره شهيداً) ثم وبحسم ومبدئية يطالب الشيخ الخالصي مخاطبيه الاردنيين بالتصدي قائلا: (ان كان هذا النبأ ملفقاً، وهو المرجح، فالمطلوب من العلماء الاعلام والقادة المجاهدين الكرام في الاردن الشقيق، لافساد هذا المكر المعادي، والتصدي لهذه الكذبة بالنفي وللجريمة بالاستنكار، اما اذا كان النبأ صادقاً والعياذ بالله، فان مسؤولية اكبر تواجهنا بوجوب شرح الامور للامة لتجنيبها موارد الخطأ والخطر، بترشيدها من ان تسفك دماؤها وتبذر جهودها فيما يضرها وينفع عدوها..).

ولم يصدر حتي الآن رد فعل علي هذه الرسالة من العلماء والزعماء الاردنيين، غير ان وزير الخارجية الاردنية هاني الملقي ندد بما اسماه الاعتداء الذي وقع في مدينة الحلة قبل اسبوعين واسفر عن مقتل 118 شخصا وقال الوزير الاردني. (ان الاردن يدين ايضا ما فعلته عائلة الانتحاري رائد البنا حيث اقامت له جنازة في الاردن الاسبوع الماضي تم تكريمه خلالها علي اساس انه شهيد) ولكنه شدد علي ان ما قامت به عائلة الارهابي البنا لا يشكل انتهاكا للقانون الاردني..

لقد جاءت رسالة الشيخ الخالصي في وقتها تماما مع ان البعض قد يعتبرها متأخرة قليلا او كثيرا، وحسنا فعل الشيخ حين وضع النقاط علي الحروف وسمي الاشياء باسمائها فما حدث في الحلة والموصل واماكن اخري استهدفت فيه عامة العراقيين المدنيين العزل هو جريمة. كما انها جريمة تأتي في سياق سياسي وامني يرعاه الاحتلال الامريكي ويريد من خلاله زج البلد في حرب اهليه تؤدي الي التقسيم.

انني افهم واتفهم حرص الشيخ الخالصي علي عدم اعطاء اية مصداقية لما تطنطن به اجهزة اعلام الاحتلال والمطبلين معها محاولة نفض ايديها الملطخة من دماء العراقيين واقتصار توجيه الاتهام الي الشبكات المسلحة للانتحاريين. غير ان اكتفاء الوطنيين العراقيين المناهضين للاحتلال بتوجيه اللوم وإلقاء المسؤولية المباشرة وغير المباشرة وبشكل عام وعائم وضبابي علي الاحتلال وحده والاحتلال فقط لم يعد كافيا او مقنعا.إن رسالة الشيخ الخالصي تأتي اليوم لتطرح تساؤلات خطيرة ومهمة لم يعد تأجيلها ممكنا خصوصا وان البعض ممن يزعمون العداء للاحتلال والهيمنة الغربية وقع لشديد الاسف في حبائل المخطط الامريكي الاحتلالي وراح يخوض في دماء العراقيين واحذية طائفية تكفيرية لا علاقة لها بجوهر الاسلام الحنيف.

انفجار واحد يؤدي الي مقتل وجرح المئات من الابرياء هو جريمة شنيعة بل وجريمة بشعة ترقي الي مستوي جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها النازيون والصهاينة والفاشيون هناك نوعان من المسؤولية في كل ما يحدث من تدمير ممنهج ومجازر مروعة:

ـ مسؤولية مباشرة يرتكبها الطرف المنفذ المباشر للجريمة.

ـ مسؤولية غير مباشرة وعامة وهي اثقل واكبر يتحملها الاحتلال الامريكي فهو المسؤول بموجب القانون الدولي وبحكم الامر الواقع عن كل ما حدث ويحدث في العراق وللعراقيين.

الطرف المنفذ المباشر قد يكون عميلا مباشرا للاستخبارات الامريكية او العراقية فيفخخ سيارة او عبوة ناسفة ويزرعها هناك او هناك ثم يفجرها عن بُعد وهذا النوع من الجرائم هو الشائع..

او قد يكون ـ المنفذ ـ من الانتحاريين الطائفيين، تم اختراقه من قبل اجهزة الاحتلال مباشرة او غير مباشرة وتوظيف تعصبه الديني وحقده علي الغرب والديانات الاخري ودُفِع بعد ان سُهلت له الظروف للقيام بعملية تفجير انتحارية بين المدنيين العزل. وحتي في هذه الحال فهذا المجرم يتحمل مسؤولية مباشرة عما قام به دون ان يعني ذلك رفع المسؤولية الاكبر والاثقل عن المحتل الامريكي ولا حتي عن المخابرات السعودية التي من مصلحتها هجرة الانتحاريين من السعودية الي العراق وهناك احصائيات مخيفة عن نسبة السعوديين بين صفوف الانتحاريين وكان الدولة السعودية تنفذ مخططا معدا سلفا لتدمير العراق بواسطة شبكات الانتحاريين، ونوضح هنا درئا لسوء الفهم باننا لا نعتبر جميع العرب والمسلمين المساهمين في مقاومة الاحتلال في العراق من هذا النوع الانتحاري الارهابي بل هناك منهم مَن قاتل المحتل قتالا شجاعا وباسلا واستشهد في المعركة ويستاهل التكريم والتمجيد.

اما عن تصريح وزير الخارجية الاردني فما الذي يمكن ان يقوله المرء والسيد الوزير يعتبر جريمة بحجم مجزرة الحلة مجرد اعتداء..

اما انتهاك كرامة وحرمة مسلمين قتلوا ظلما وعدوانا من خلال تكريم المجرم الذي قتلهم في مدينة السلط فلا يشكل انتهاكا للقانون الاردني..

ورغم هذا وذاك يتقاطر المسؤولون العراقيون في الحكومة التي شكلها الاحتلال علي عمان وتوقع العقود بمليارات الدولارات..

بالعودة الي رسالة الشيخ الخالصي، نختم بالقول: ان الخالصي ومعه الملايين من العراقيين المناهضين للاحتلال الاجنبي ينتظرون جوابا قاطعا وواضحا علي التساؤلات التي اثيرت في هذه الرسالة حول تكريم المجرمين الملطخين بدماء العراقيين الابرياء اما اذا لم يكلف احد من المخاطَبين نفسه عناء الرد والاجابة علي هذه التساؤلات فسيكون كل شيء قد اتضح وسيخرج العراقيون والوطنيون منهم خاصة بالدروس والاستنتاجات المناسبة.

وفي السياق ذاته، سياق المقتلة الفظيعة بحق المدنيين العراقيين الابرياء نشرت جريدة الشرق الاوسط ـ عدد 16/3 مقالة للمفكر الاسلامي المصري المعروف بفكره المستنير وعدائه الشديد للهيمنة الغربية فهمي هويدي مقالة بعنوان (مطلوب ادانة اسلامية قوية.. لقتل الشيعة في العراق.. وللسلفية الجاهلة).

في هذه المقالة المهمة نستمع الي اول صرخة حق عربية غير عراقية ـ ومعذرة لمن صرخ قبله فلم ندرك صرخته او تدركنا ـ بوجه المقتلة الفظيعة التي تقوم بها المخابرات الامريكية والاقليمية او بعض التيارات التكفيرية والمخترقة مباشرة من قبل العدو الامريكي او تلك الموظَفة بشكل غير مباشر من قبل العدو ذاته.

مقالة الاستاذ هويدي تأتي لتفضح صمت من اسماهم العلامة العراقي علي الوردي قبل عدة عقود بوعاظ السلاطين خصوصا من العرب غير العراقيين، كما انها تشكل لطمة علي خطوم الذين راحوا يخوضون في دماء الضحايا من المسلمين الشيعة خصوصا وينوحون كذبا ونفاقا خدمة لمشروع ترسيخ الاحتلال والنيل من المقاومة العراقية الباسلة التي تستهدف العدو المحتل ومن يقاتل معه، واخيرا فهذه المقالة تكشف عورة بعض اللازقين بتلك المقاومة لزقة الحق الذي يراد به الباطل حتي بلغ الامر باحد هؤلاء اللازقين انه صار يعطي للشيخ فلان والشيخ فلان فقط الحق بالكلام عن هذه الظاهرة الخطيرة وعلي الآخرين ان يخرسوا والا...!

يمكن ان نعتبر تصريح هذا اللازق منطويا علي تنازل صغير فقد دأب امثال هذا المقاول باسم المقاومة ان هدد كل من يناقش ظاهرة المقاومة او جرائم التفجيرات العشوائية التي تستهدف المدنيين العراقيين بالويل والثبور وعظائم الامور فلنتذكر المقصات التي كانت تقص بها السنة المعارضين في عهد النظام الصدامي!

في مقالته يطلق الاستاذ فهمي هويدي صرخة شريفة طالبا من المراجع الدينية والشخصيات الاسلامية خارج العراق القيام (بحملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء اهل السنة بل صوت الضمير الاسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق).

وقد وردت في هذه الصرخة المقالة عدة حقائق خطيرة نلخصها في التالي وسنقتبس عبارات الاستاذ هويدي حرفيا:

ـ (اصبح مقتل العشرات في العراق خبرا عاديا، تراجعت اهميته في بورصة الاخبار، حتي بات يحتل المرتبة الثالثة او الرابعة في النشرات اليومية، اذ تقدمت عليه اخبار سورية ولبنان والكلام عن الانسحاب من غزة واجتماع الفصائل الفلسطينية وتصعيد ملف ايران النووي).

ـ (يوم الاحد الماضي اعلن عن العثور علي جثث 13 شيعيا قطعت رؤوسهم في منطقة اللطيفية جنوب بغداد. ويوم الخميس الذي سبقه قام انتحاري بتفجير نفسه في رواد مسجد تابع للشيعة في الموصل اثناء مجلس للعزاء مما ادي الي قتل 50 شخصا واصابة اكثر من ثمانين جريحا وفي اليوم التالي مباشرة سقطت قذيفة هاون في نفس المكان. وفي الشهر الماضي قتل 82 من الشيعة في تفجير انتحاري اثناء الاحتفال بذكري عاشوراء. وقبله باسابيع قليلة جري تفجير سيارة ملغومة امام احد مساجد الشيعة في بغداد مما ادي الي مصرع 15 شخصا، وقائمة الوقائع طويلة لم تخل من تصفيات جسدية لعناصر من الشيعة، وآخرين من علماء السنة). ماذا يعني ذلك كله؟

ـ (المقطوع به ان ذلك امر لا علاقة له بالمقاومة الوطنية ولكنه نوع من الاجرام الارهابي الذي لا يمكن تبريره من اي باب، ولا يغير من الطبيعة الاجرامية لتلك العمليات صدور بيان باسم ابو مصعب الزرقاوي يندد فيه بالشيعة ويعتبرهم رافضة ، ويهاجم المرجع الديني آية الله علي السيستاني. بل ان ذلك البيان البائس يمكن استخدامه دليلا علي تورط الزرقاوي وجماعته وضلوعهم في ارتكاب تلك الجرائم البشعة).

ـ (ليس سرا ان السلفيين لهم موقف تقليدي من الشيعة، غير ان السلفيين ليسوا شيئا واحدا، ففيهم المعتدلون والمتطرفون والعقلاء والاغبياء والواعون والجهلاء، ولست اشك في انه اذا كان للسلفيين يد في تلك الجرائم فانها لن تكون سوي يد المتطرفين والاغبياء والجهلاء الذين قد لا يتذرعون عن اشعال حريق مصر في العراق كله لتصفية حسابات قديمة مع الشيعة وهم لا يبالون ـ وقد لا يعرفونـ انهم بما يفعلون يقدمون خدمة مجانية للاحتلال، الذين يزعمون انهم يحاربونه ايضا).

ـ (ليس ذلك هو الاحتمال الوحيد، لاننا ينبغي الا نستبعد اختراقا لصفوف السلفيين من جانب الي طرف آخر يهمه تفجير العلاقة بين السنة والشيعة، وهناك اطراف عدة يهمها ذلك، سواء كانت اجهزة استخبارات اجنبية ـ الموساد او المخابرات المركزية الاميركية مثلا ـ او كانت جماعات ذات صلة بدول اجنبية تهمها اشاعة الفوضي في العراق من ذلك الباب. وحدوث مثل ذلك الاختراق امر ميسور للغاية، خصوصا اننا نتحدث عن شريحة من السلفيين عديمة الوعي، وتتسم بالجهل الذي يعميها عن ادراك مآلات ما يقدمون عليه).

ـ الي جانب ذلك، فاننا لا نستبعد ان تقدم تلك الاطراف بنفسها علي ارتكاب تلك الجرائم، مستثمرة اجواء الفوضي الامنية ضاربه الاطناب في البلاد، وهي تستطيع ان تفعل ذلك وتقبع في الظلام، اطمئنانا الي ان اصابع الاتهام ستشير مباشرة الي السلفيين اصحاب الموقف المعادي للشيعة والمحرض عليهم. يعزز هذا الاحتمال ان العمليات تتم باتقان وتستصحب اختفاء سريعا للفاعلين، بدليل انه لم يقبض علي احد حتي الآن من الفاعلين، الذين اصبحت تبتلعهم الارض بعد ارتكاب جرائمهم.

ما يثير الانتباه ـ ويستحق التقدير والاعجاب حقا ـ ان تلك المحاولات فشلت حتي الآن في تحقيق مرادها، اذ عدا بعض التصرفات الصغيرة وغير المسؤولة التي صدرت عن بعض الافراد علي الجانبين. فان مراجع الشيعة والسنة نجحوا في تفويت فرصة التفجير، وما برحوا بعد كل جريمة يشددون علي اهمية تلاحم الطرفين ويدعون الي ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الانفعالات، وينبهون الي ان اي استجابة انفعالية لمثل تلك الجرائم تهدد وحدة العراق وتخدم مخططات اعدائه).

ـ (ارجح ان الذين يقومون بتلك الممارسات ايا كانت هوياتهم غرباء عن النسيج العراقي وغير مدركين لثقافته الراسخة منذ عقود، هم لا يعرفون مثلا ان التداخل بين السنة والشيعة بعيد المدي، الامر الذي يتعذر دفعه الي القطيعة).

(حتي الآن ما زال المجتمع العراقي عصيا علي احتمالات الحرب الاهلية، وايا كانت تحفظاتنا علي مواقف بعض الاطراف من الاحتلال، فالقدر الثابت ان تجنب الحرب الاهلية واطفاء شرارتها اولا باول يشكل موضع اجماع بين كل الفئات، وهو ما يعزز ثقتنا في نضج العقل الجمعي في العراق، وقوه نسيجه التاريخي والحضاري.

وان قامت المراجع الدينية والقوي السياسية بما عليها في العراق، الا انني ازعم ان المراجع ذاتها الموجودة خارج العراق لم تضم بما يكفي، سواء في الدعوة الي تجنب الحرب الاهلية، او في الدفاع عن وحدة العراق من هذه الزاوية).

ويختم الاستاذ هويدي مقالته بالقول او النداء المضمر التالي:

(لقد تمنيت ان تكون وقفة المراجع الدينية خارج العراق ضد استهداف الشيعة، وضد السلفية الجاهلة التي عبر عنها بيان الزرقاوي ـ ان صحت نسبته اليه ـ اقوي مما هي عليه الآن. لست اتحدث عن مقالة في صحيفة تستنكر العملية، او حلقة في برنامج الشريعة والحياة يتحدث فيها الشيخ يوسف القرضاوي، وانما اتحدث عن حملة تعبئة مضادة قوية وعالية النبرة، تسمع الجميع صوت علماء اهل السنة بل صوت الضمير الاسلامي والوطني الرافض لذلك السلوك، صونا لدماء وكرامة المسلمين الشيعة ودفاعا عن وحدة العراق).

تعليق اخير: لقد خرقت صرخة الاستاذ هويدي جدار الصمت الوعظوي وكانت صادقة في توجهها واتجاهها اما تحليلها للظاهرة موضوع الحديث فلا يبتعد كثيرا عما كتبناه منذ ايام وكرره اخوة لنا في القلم والهم المشترك مركزين علي الامور التالية:

ـ تبرئة المقاومة الوطنية والاسلامية العراقية من هذه الجرائم مع ان فصائل هذه المقاومة بحاجة الي الافصاح عن موقفها المعادي لقتل المدنيين في كل مناسبة تقع فيها كارثة من هذا النوع فالامر لا يكلف شيئا علي الصعيد العملي اما الصمت فلا يخدم سوي اعلام الاحتلال ومن معه ايما خدمة.

ـ تحميل المسؤولية غير المباشرة لكل ما يحدث في العراق وخصوصا تلك الجرائم البشعة للاحتلال الاجنبي وتحميل المسؤولية المباشرة للمنفذ الفعلي لها واعتبارها جرائم مدانة بغض النظر عمن قام بها سواء كان جاسوسا امريكا او صهيونيا او اقليميا او تكفيريا من السلفية الجاهلة.

واخيرا فان من الضروري والملح شرح سياق الظاهرة السياسي والاجتماعي بجرأة ووضوح دون الوقوع في مطبات ومنزلقات الانحياز الطائفي البغيض فكما ان علي الوطنيين ان يكونوا حازمين ازاء جرائم التيارات السلفية الجاهلة كما سماها الاستاذ هويدي فان عليهم ان يكون حازمين ايضا بوجه الجرائم التي ترتكبها مليشيات بدر وغيرها ضد العراقيين العرب السنة ورجال دينهم وزعمائهم.

تحية وفاء لاستاذنا الشجاع فهمي هويدي الذي اشاع فينا بصيص الامل بعد ان كان قتام القنوط يسدل ستارهُ الثقيل علينا ونأمل ان لا تذهب صرخة الاستاذ هويدي في وادٍ غير ذي زرع فيكون الاستاذ كمن يغرد خارج السرب لا سامح الله..

ان المنتصر الحقيقي في حالِ سَمِعَ علماءُ وزعماءُ المسلمين السنة العرب خارج العراق نداء الاستاذ هويدي هي الوحدة الشريفة والمصيرية بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، فهاتان الطائفتان الشقيقتان هما الجناحان اللذان يحلق بهما الاسلام الحنيف، المقاوم، المستنير..

ـ وشكرا استاذنا الشجاع فهمي هويدي! بيَّض الله وجهك!

كاتب من العراق يقيم في جنيف

8

Link to comment
Share on other sites

Guest Mustefser
قصة تعطيل فتاوى كادت تهدر دماء آلاف الخُصَماء السياسيين

الشيخ العلواني في كتابه «إشكالية الردة والمرتدين»: الإسلام دين تزكية وتطهير لا دين تكفير

 

رشيد الخيُّون

لكتاب الشيخ طه العلواني «لا إكراه في الدين.. إشكالية الردة والمرتدين»، أو تفكير الشيخ بأمر الردة قصة تعود أحداثها إلى انقلاب حزب البعث في 8 شباط 1963، ومحاولتهم تطبيق الشريعة في خُصَمائهم السياسيين من الشيوعيين وغيرهم. لذا سعى البعثيون عند كبار فقهاء المذهبين، السُنَّة والشيعة، بالعراق للحصول على فتاوى تقضي بهدر دماء الآلاف من المعتقلين العراقيين، وقد طُلب مثلها من الشيخ العلواني في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أي قبل التنفيذ بخمس ساعات، علماً أن العديد من الشيوعيين كانوا من طوائف العراق الأخرى من مسيحيين، وصابئة مندائيين، وأيزيديين وغيرهم. وقد تزامن مع أخذ هذه الفتاوى إصدار قانون من الحاكم العسكري العام، وكان آنذاك رشيد مصلح التكريتي، عُرف ببيان 13، القاضي بإبادة الشيوعيين. قال الشيخ العلواني متأثراً بما حدث: «لقد كتبتُ دراسات عديدة في الردة وأحكامها. أُعد بعضها لنيل درجات علمية، ماجستير، ودكتوراه، وبعضها دراسات أُعدت في إطار دراسة الحدود الشرعية. وكل تلك الدراسات كانت تمر على عجل على مذاهب المخالفين في حكم الردة من الصحابة وغيرهم، على جلالة أقدار أولئك المخالفين، وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وقد لفت ذلك نظري خاصة بعد أن ابتليت باستفتاء في قضية ردة. كان أخطر ما مر بي في حياتي، وكان له أثر كبير في عقليتي ونفسيتي، بل وفي حياتي كلها»(ص40-41).

وقصة ذلك، حسب ما أوردها الشيخ العلواني، أن الضابط عبد الغني الراوي، أحد قادة انقلاب شباط من القوميين، أتى إلى منزله الملاصق لمسجده، مسجد الحاجة حسيبة البابججي، بمحلة أبو أقلام من الكرادة الشرقية جنوبي بغداد، في الساعة الثانية من صباح يوم تنفيذ حكم الشريعة بالشيوعيين وأتباعهم كافة. وقد كلف الضابط الراوي بالتنفيذ، وأخذ فصيل الإعدام مع أموال لتوزيعها على الجنود الذين يطلقون النار، ومعدات لحفر أخاديد لدفن المقتولين. وبما أن الراوي كان متديناً عروبياً، وغير بعثي، طلب أخذ فتاوى من زعماء المذهبين. فأخذ فتوى من مفتي بغداد السُنَّي نجم الدين الواعظ (ت 1975)، وفتوى من الشيخ الشيعي محمد مهدي الخالصي (ت 1963) بالكاظمية، ومن المرجع الأكبر الشيعي السيد محسن الحكيم (ت1970) بالنجف. وقد اشترط السيد الحكيم «التأكد من عدم اشتباه هؤلاء في انتمائهم أو انخداعهم في ذلك.. أما الشيخان الخالصي والواعظ فقد أفتيا بوجوب قتلهم جميعاً، وبدون تحفظ أو قيد أو شرط»(ص42).

حاول الراوي أن يجعل الفتاوى بالمناصفة، اثنان من فقهاء الشيعة واثنان من فقهاء السُنَّة، وقد طلب الفتوى السُنَّية الثانية من الشيخ العلواني. اعتذر له الشيخ. فبماذا ستنفع فتوى إمام مسجد صغير؟ لكن الراوي كان يثق بآرائه. لذا جاء يقطع الشك باليقين، فالأمر يتعلق بإعدام الآلاف من البشر. بينَ الشيخ العلواني لطالب الفتوى أنها قضية سياسية، لا علاقة للإسلام بها، وأن تحمس البعثيين لهذا القتل يتعلق بخلاف سياسي لا ديني. فلماذا يزج الدين بالسياسة بهذه الطريقة؟ وقال له: «إن هذا حرام شرعاً. أتستطيع أن تتوقف عن التنفيذ، وقد اتخذتم سائر الإجراءات اللازمة لذلك؟». أجابه الرواي بالقول: «لا يستطيعون إجباري على تنفيذ هذه المهمة إذا رفضت».

ولما سأل عبد الغني الراوي الشيخ العلواني بالقول: كيف أفتى الفقهاء الآخرون بالقتل إذا كان الأمر هكذا؟ أجابه: «لقد صيغ لهم السؤال بخبث لينحصر نظرهم في الجانب التكفيري! أما أنا فأعرف أن الإسلام دين تزكية وتطهير لا دين تكفير»(ص45). كما قال الشيخ: «إن البعثيين يعرفون أنك من المصلين، ووالدك من العلماء القضاة، ولأسرتك تاريخ ديني معروف، وأنت معروف بين ضباط الجيش باندفاعك، فحين اختاروك أحسنوا الاختيار. لأنهم يريدون أن يلبسوك والعناصر المتدينة والإسلامية في الجيش تهمة الدموية والوحشية، وإبادة العناصر التقدمية«(ص45). ومَنْ يدري فربما سيأتي الدور على الراوي، وسيقتله أحد الجنود بعد تنفيذ الإعدام بآخر مرتدٍ حسب زعمهم. بهذا الكلام حذر الشيخ العلواني الراوي، طالباً منه ألا يتفوه بكلمة مما دار بينهما، فلن يرحموه إن عرفوا أنه كان وراء تعطيل المشروع. انتهى الأمر عند هذا الحد، ولم تنفذ فتاوى القتل بفضل مشورة الشيخ العلواني. لكن استمر القتل، وحدث ما عُرف بقطار الموت.

أكدت الأيام صحة رأي الشيخ العلواني في أن الأمر لا علاقة له بالدين. فالبعثيون، الذين طلبوا فتوى القتل من مرجعيات الدين، حاربوا هذه المرجعيات وقتلوا أبناءها وبالغوا في قمعها وحصارها منذ 1968 وحتى 2003. وأقاموا جبهة مع الشيوعيين، ثم انقلبوا عليهم. وتغيرت الأحوال فاقترب الشيوعيون من أتباع المرجعيات، حتى جلس على طاولة واحدة سكرتير الحزب الشيوعي العراقي وزعماء المجلس الأعلى، وحزب الدعوة، والمنظمات الإسلامية الأخرى، في مؤتمرات المعارضة. ولم يغلق المرجع الأعلى السيد علي السيستاني الباب بوجه سكرتير الحزب الشيوعي حميد مجيد موسى. والشيوعيون المتدينون بالأمس واليوم ليسوا بالقلائل. إذاً ما شأن الدين وما شأن حد الردة لو نفذت تلك الفتاوى؟

كتب تفاصيل الحادث أيضاً عبد الغني الرواي، كجزء من مذكراته في صحيفة يومية تصدر بلندن. لكنه أغفل ذكر فتوى مفتي بغداد السُنَّي نجم الدين الواعظ، وركز فقط على فتويي فقهاء الشيعة.. آية الله السيد محسن الحكيم، والشيخ محمد مهدي الخالصي. فلربما في الأمر غاية أخرى. كذلك أغفل ذكر العنصرين المتحمسين للقتل الجماعي، وهما: رئيس الجمهورية آنذاك عبد السلام عارف، ورئيس الوزراء أحمد حسن البكر. وبعد أن أنكرت جماعات عديد أمر فتويي فقهاء الكاظمية والنجف، واعتبرتها دساً طائفياً من عبد الغني الراوي، قمتُ بالاتصال بمكتب الشيخ العلواني بأميركا، لأتبين حقيقة ما أورده الراوي في مذكراته. فأجاب الشيخ مصدقاً الرواية، وأنه سجلها كاملة في الكتاب الذي بين أيدينا، وقد قام مشكوراً ببعث الكتاب، الذي استحال عليَّ الحصول عليه بمكتبات لندن.

أورد الشيخ العلواني في كتابه مجمل الآيات القرآنية الخاصة بأمر الردة أو الارتداد، بعد تفسير الردة لغة واصطلاحاً، وأنها تدخل في معنى الارتداد. وقد وصل إلى نتيجة مفادها: أن كل العقوبات الخاصة بأمر الردة هي عقوبات غير دنيوية. ومثلما قلنا لا يسري هذا الأمر على مَنْ أرتد أو خرج عن الجماعة رافعاً سيفه. قال: «فكل هذه الآيات صريحة لم تذكر مرة واحدة حداً للردة أو عقوبة دنيوية لها، وحاكمية تقرير لحرية العقيدة وحمايتها وحفظها، وحاكمية تؤكد أن الإيمان والكفر شأن قلبي بين العبد وربه، وان العقوبة على الكفر والردة بعد الإيمان إنما هب عقوبة أخروية موكولة لله، تبارك وتعالى، وهو سبحانه صاحب الحق الأخير والأول في هذا الأمر»(ص63).

ثم أورد الأحاديث النبوية الخاصة بهذه القضية بالذات، فتوصل إلى النتيجة نفسها، وهي لا حكم أو حد ردة خاص بتبديل القناعة، لأن الأصل هو «لا إكراه في الدين». لكن لم يقتصر أمر حكم الردة على المسلمين فقط، بل مارسها فقهاء أديان أخرى، من قبل الإسلام، وكان الديانة اليهودية في مقدمتها. وهنا يشير المؤلف إلى ما سماه بالاختراق والتطبيع الثقافي. وكان حد الردة أحد تلك المخترقات الثقافية. أما مَنْ قتلوا في العهد النبوي فلم يقتلوا بحد الردة، بل بحدود جرائم أخرى، منها ارتكاب جرائم قتل، أو بجريمة تحريض على قتال المسلمين. ويختم المؤلف فصل «السُنَّة النبوية وقتل المرتد» بالسؤال: هل قتل رسول الله (ص) مرتداً؟ ويجيب على لسان ابن الطلاع في أحكامه: «لم يقع في شيء من المصنفات المشهورة أنه صلى الله عليه وسلم قتل مرتداً ولا زنديقاً»(ص80). ويتعرض الشيخ إلى فتاوى ردة صدرت ضد كُتاب وباحثين معاصرين، منهم مَنْ قُتل بها مثل فرج فودة، والتي أيدها الشيخ محمد الغزالي رغم الاعتدال المعروف عنه، ونفذت كعملية اغتيال من دون أمر شرعي. وقتل بقوانين الشريعة بحد الردة أيضاً رجل الدين السودان الشيخ محمود محمد طه، وكان حسن الترابي نائباً عاماً ولم يرد حكم المحكمة. ثم جاءت فتوى آية الله الخميني ضد سلمان رشدي. وكان من نتائج هذه الفتوى شهرة كتاب «آيات شيطانية»، وأخذت قضيته شهرة دولية، وأعتبر الغرب الإسلام معتدياً على قيمة الحرية. وبالتالي جعلت الفتوى من رشدي رمزاً عالمياً للحرية. في «حين أنه لم يكن سوى أجير رخيص جعل من كتابه وسيلة اشتهار وبالون اختبار»(ص 8).

ويسأل الشيخ العلواني: «لو طبق هذا الحد عبر فترات التاريخ بشكل كامل، هل كانت مجتمعات المسلمين اليوم خالية من أولئك الذين تبنوا تيارات فكرية إلحادية ونحوها، وتجاهلوا هويتهم الإسلامية وعقائدهم الإسلامية؟». ولو قُلب السؤال: لو طبق حد الردة في بلاد المسلمين كلها، هل كان الذين أمضوا فترات مهمة من حياتهم بعيدين عن الإسلام، أحياء ليمارسوا الدفاع عن الإسلام وتزكية تراثه؟ وقد شهد الشيخ، ونزلت دمعة عينه تأثراً، نوال السعداوي، التي طاردها حد الردة، تدافع عن الإسلام أمام مئات الأساتذة من المختصين في دراسات الشرق الأوسط بأميركا(ص10).

لا يتفق الشيخ مع الإجماع الحاصل بين الفقهاء في أمر قتل المرتد. فهو ليس من موجبات حدود الإسلام الدنيوية. «لقد أغلق جمهرة العلماء باب الحديث في هذه القضية بسيف الإجماع، بدعوى الإجماع منذ وقت بعيد اتخذت وسيلة للحيلولة من دون مراجعة بعض القضايا الخطيرة، مثل هذه القضية، فمع وجود الخلاف في حكم الردة في القرون الثلاثة الأخيرة، وعدم تحقق الإجماع في تلك العصور على حكمها. لكن القائلين بوجود حد القتل للمرتد في شريعتنا ادعوا الإجماع»( ص 40). لم تحسم قضية الردة وسط مستجدات تجوب العالم، ومتغيرات تتخذ من حرية المعتقد مرتكزاً للتعبير والممارسة. الحرية التي «أحيطت بسائر الضمانات القرآنية». والحل الأمثل هو الامتثال لـ«لا إكراه في الدين»، كعقيدة ثابتة، لا تقبل التكهنات والتفسيرات التي تحجبها في زمن تشتد الحاجة إليها.

وإذا كانت قصة طلب فتوى، بعد منتصف الليل، لهدر دم أكثر من ثمانية آلاف إنسان بعد تحضير المقابر الجماعية لهم، حافز خريج الأزهر الشيخ العلواني في البحث عن إشكالية الردة، فإن عشوائية فتاوى شيوخ الجهاد اليوم، لقتل عشرات بل مئات المدنيين، وتغليف الخصومات السياسية بالدين كانت الدافع الأهم أن يصدر البحث في هذه الأيام. كانت العقلانية منهجاً للشيخ العلواني في دراسة حكم الردة، وغيرها من الدراسات التي ركز فيها على مد جسور التعايش بين الغرب والشرق. وأن موقفه في نشر التسامح، لم يأتِ كما يعتقد البعض من معايشة طويلة مع الليبرالية الغربية، بل أشارت قصة معارضة مشروع تلك المذبحة إلى أُصول عميقة في ذهنية صاحبها، وقد بدأ متفقهاً بفقه «لا إكراه في الدين»، ومسترشداً بمدرسة تسامح إمامه الأعظم أبي حنيفة النعمان

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...
  • 3 weeks later...
Guest Guest

الداعية أفتى بذبح المدنيين فأطلقت أبو ظبي عليه النار

 

إيلاف GMT 3:45:00 2005 الأربعاء 20 أبريل

 

 

إيلاف تفتح ملف القرضاوي ـ الاتحاد الإماراتية

الداعية أفتى بذبح المدنيين فأطلقت أبو ظبي عليه النار

 

إيلاف ـ المحرر السياسي خاص من أبو ظبي: تطورت الأزمة بين جريدة (الاتحاد) الإماراتية التي تصدر من أبو ظبي والشيخ يوسف القرضاوي بعد لجوء الأخير إلى إقامة دعوى ضد الصحيفة (وحصوله على حكم لصالحه فيها) عقب نشرها أكثر من مقال وافتتاحية تهاجم الشيخ القرضاوي وتتهمه بإصدار فتوى تبيح قتل المدنيين في العراق الأمر الذي ساهم في الإساءة ـ بحسب الجريدة ـ إلى الإسلام وصورته التي تعاني وضعا سيئا من الأساس في المجتمع الغربي. وكانت المحكمة قضت بدفع تعويض قدرة مليون ريال قطري لصالح القرضاوي وهو داعية معروف بثرائه الكبير، من خلال خدمته الطويلة في دولة قطر وحضوره الدائم للمنتديات ومقابلاته التلفزيونية ومقالاته التي ينشرها في صحف عديدة فضلا عن مشاركته في برامج حوارية يقدم فيها فتاواه الشرعية، ومنها مشاركته في البرنامج الديني الذي تقدمه فضائية الجزيرة التي تمولها حكومة الدوحة، هذا فضلا عن استثماراته في بنوك ومؤسسات إسلامية.

 

وكان الخلاف تفجر بين جريدة (الاتحاد) شبه الرسمية التي تصدر في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات التي ظل القرضاوي زائرا دائما لها للسنوات الثلاثين الماضية ويزيد، إثر مقالين متتاليين نشرتهما الصحيفة في سبتمبر (أيلول) 2004 دانت فيهما مواقف القرضاوي التي أيد فيها ذبح الرهائن المدنيين على ايدي من يسمون أنفسهم مقاومة إسلامية للقوات الأميركية في العراق، معتبرا أنها مقاومة ومشروعة وجهادية.

 

وفي متابعتها لتطورات قضية الحكم لصالح القرضاوي، فإن أول ما يلفت النظر هو إصرار الجريدة التي اعتذر مسؤولوها والكاتب عبد الله رشيد عن الحديث لـ "إيلاف" انتظارا لحسم الخلاف القضائي مع القرضاوي وعدد من كتابها على إلصاق هذه الفتوى بالشيخ القرضاوي رغم حرصه شخصيا على نفيها في أكثر من مناسبة كانت الأخيرة منها في أول حلقة من برنامج "الشريعة والحياة" ظهر فيها بعد وفاة مقدم البرنامج ماهر عبد الله، مثلما يلفت الانتباه أيضا تصنيف القرضاوي ضمن تيار السلفية الذي يشجع التشدد الديني رغم انه مصنف باعتباره واحدا من "المستنيرين دينيا" مثلما وصفه كين ليفسينغتون رئيس بلدية لندن خلال زيارته الى العاصمة البريطانية الصيف الماضي.

 

وكانت صحيفة (الاتحاد) استخدمت لهجة عنيفة في انتقاد القرضاوي لدرجة اللجوء إلى استخدام ألفاظ في وصفه قال عنها الكاتب محمد سليم العوا في مقال بنفس الجريدة أن "كاتبها استعمل لغة غير معتادة في النقد الفكري، بل استعمل لغة وألفاظاًَ وتراكيب يعاقب عليها القانون في الإمارات العربية المتحدة التي تصدر فيها "الاتحاد".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم 22 أيلول (سبتمبر) الماضي أن إقدام "القتلة" على ذبح الرهينتين الأميركيتين المدنيين مشهد مأساوي مروع يثير الاشمئزاز والتقزز من فعل كهذا في حق أناس أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم جاءوا إلى العراق "لمساعدة شعبه والوقوف إلى جانبه في اعادة بنائه" معتبرة أن "هذا الفعل الشنيع رد فعل مباشر لتحريض وفتوى القرضاوي بجواز قتل المدنيين الأميركيين وهذا ما كنا نحذر منه من أن الأدعياء والمتسولين والمتسللين على حياض الإسلام الذين جف معين الفكر لديهم ويبست أوراق عطائهم فأصبحوا كالأشجار الميتة لا تُلقي إلاّ الأوراق الصفراء".

 

واضافت الصحيفة في نفس الافتتاحية أن "فتاوى القرضاوي ودعاواه وافتراءاته جعلت من رواده الخاوين يعكفون على هذه الهراءات ويعتبرونها أقوالاً مقدسة ينفذونها وهم معصوبو الأعين مكممو الأفواه، وهنا الطامة والمصيبة أن يتلقف الجاهل قولاً من فم "مدعٍ وأفاق".

 

كما انتقد الكاتب عبد الله رشيد الشيخ القرضاوي أيضا في مقالين له اولهما نشر في شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي والثاني في شهر آذار (مارس) 2005، في المقال الأول اعتبر أن يوسف القرضاوي "أخطأ مرتين. مرة حين أفتى بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق، ومرة أخرى حين أخذته العزة بالإثم فرفض التراجع عن خطئه وأخذ بدلا من ذلك يهاجم كل من انتقده. ولأنه واحد من "رجال الدين" "المقدسين"، فقد جرى خلف يوسف القرضاوي الآلاف من المسلمين، يدافعون عنه وعن خطئه دون أي نقاش، ودون إعطاء الرأي الآخر أية فرصة للتحاور أو النقاش أو طرح آرائه".

 

وأضاف رشيد "إذا كان القرضاوي يرفض الاعتراف بوجود مدنيين أميركيين في العراق، فإنني أعيد بذاكرة سيادته إلى الوراء قليلا، حين كان ورفاقه يدافعون أشد الدفاع عمن كانوا يطلقون على أنفسهم "المجاهدين الأفغان"، الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان الجيش السوفيتي السابق. حينها كان جماعة القرضاوي وكل رجال الدين يعلمون علم اليقين أن الذي يدرب المتمردين الأفغان هم رجال المخابرات المركزية الأميركية، وأن السلاح الذي يستخدمه المتمردون هو سلاح أميركي أو غربي، ومع ذلك لم يتجرأ لا القرضاوي ولا غيره من "رجال الدين" للدعوة لقتال الأميركيين في أفغانستان، أو ليحرم التعامل معهم أو حتى الحصول على أسلحة وأموال منهم".

 

أما مقاله الآخر فعلق فيه على إدانة القرضاوي لمنفذ تفجير الدوحة "سبحان مغير الأحوال، أخيرا أدان يوسف القرضاوي العمليات الإرهابية التي وقعت في الدوحة وأطلق على منفذها انتحاري! ولم ينس الأخ القرضاوي أن يستنكر بشدة قتل الأجانب الذين اعتبرهم أمانة في أعناقنا"، وأضاف قائلا "اليوم اضطر القرضاوي إلى استنكار قتل المدنيين الغربيين، لأن العملية الانتحارية الحقيرة التي ارتكبها الحيوان المخبول ضد مدرسة إنجليزية بداخلها أطفال أبرياء، وقعت في الدوحة، وليس في العراق، إنه تناقض صارخ وواضح كالشمس، هذا الذي أوقع القرضاوي نفسه بين براثنه". وأنهى رشيد مقاله بالقول "أقترح على القرضاوي أن يقرأ سورة ''المنافقون''، وهي السورة رقم 63 من سور القرآن الكريم، واللهم احم دولة قطر الشقيقة وشعب قطر الأخيار من كل سوء ومن كل مكروه ومتعصب وإرهابي.. و(منافق)". لكن على الجانب الآخر يحسب للصحيفة إقدامها على نشر مقال للكاتب محمد سليم العوا ينتقد فيه افتتاحية الاتحاد في صفحات وجهات نظر وهي صفحات الرأي فيها مثلما اشرنا من قبل.

 

وفسر البعض إصرار صحيفة (الاتحاد) الإماراتية على معاداة القرضاوي على أنه انحياز منها للسياسات الاميركية الذي ينعكس بوضوح في صفحاتها منذ وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) الشهيرة والتي عكست مناصرة واضحة لكل السياسات الاميركية ضد الإرهاب دون محاولة تفنيدها وتأييد الصالح منها وانتقاد المجحف مثلما تفعل ليست فقط العديد من الصحف العربية وإنما حتى اغلب الصحف الاميركية نفسها إضافة إلى العديد من الشخصيات العامة في أميركا مثل المخرج مايكل مور والنجم شين بن وغيرهم وأدى التزام جريدة الاتحاد بهذا النهج ألتأييدي المستمر للسياسات الاميركية لتعرضها لانتقادات القراء الذين عبر الآلاف منهم عن استيائه من هذا النهج خاصة في وقت الحرب الاميركية ضد العراق وبنى هؤلاء موقفهم من أن الاتحاد (باعتبارها جريدة العاصمة) لم تتماش مع الموقف الرسمي للدولة الذي يدعم النهج العروبي والوحدة العربية وتعتمد سياسة التوازن في علاقاتها الخارجية وهي مبادئ تجد ما يؤكدها في الكثير من المواقف التاريخية للرئيس الراحل الشيخ زايد الذي أبقى الإمارات دائما صديقة للعرب خصوصا ولكل شعوب العالم بشكل عام حتى أنها تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها خصومة مع أي دولة أخرى سوى إسرائيل التزاما بالموقف العربي وانتصارا للقضية الفلسطينية.

 

وهناك فريق آخر يفسر موقف جريدة الاتحاد من القرضاوي بالتحفظ الواضح من قناة الجزيرة التي يحسب البعض القرضاوي عليها بحكم انه ضيف دائم في احد أهم برامجها (الشريعة والحياة) إضافة إلى مجموعة فتاويه التي طالت مسابقات التسلية ومنها مسابقات الهواتف المحمولة التي أصدر القرضاوي صيف عام 2001 فتوى جازمة بحرمتها ما افقد أصحاب الشركات التي تنظم هذه المسابقات مبالغ خيالية لكن هذا التفسير لا يجد تأييدا ملحوظا بين المراقبين لضعف أسانيده رغم المبالغ الضخمة التي خسرها أصحاب هذه الشركات من جراء فتوى القرضاوي.

 

وكانت علاقة القرضاوي الذي فاز بجائزة دبي للقرآن الكريم باعتباره أفضل شخصية إسلامية عام 2000 بالإمارات قد تعرضت لازمة عنيفة في أعقاب انتقاداته لعدد من الحكومات العربية وطريقة تعاطيها مع الأحداث التي تلت أحداث ايلول ومن بينها الحكومة الإماراتية الأمر الذي أثار الغضب في الإمارات ليس من الانتقاد في حد ذاته وإنما من إقدام الشيخ القرضاوي على قوله علانية وعبر وسائل الإعلام رغم أن العلاقة التي تربطه بالمسؤولين في الإمارات كانت تسمح له وقتها بإبداء ملاحظاته لهم بشكل مباشر بعيدا عن الفضائيات والصحف ما يترتب على ذلك من تضخيم للمواقف وتعميق الخلافات.

 

** وإلى هنا، فإن (إيلاف) تنشر مجموعة المقالات التي نشرت في صحيفة (الاتحاد) سواء بعد صدور حكم المحكمة ضدها لصالح القرضاوي أو تلك التي دعت الداعية إلى مقاضاتها أمام المحكمة. ففي 16-4-2005

نشرت الصحيفة افتتاحية كتبها الدكتور محمد سليم العوا تحت عنوان (انتقاد "الاتحاد"!) جاء فيها الآتي:

 

افتتاحية صحيفة "الاتحاد"، المنشورة في عددها رقم (10672) الصادر يوم الخميس 9 من شعبان 1425 هـ الموافق 23-9-2004، كانت غير مسبوقة من الصحيفة التي عرفت برصانتها وحصافة كتابها وحرصها على التقاليد الراقية في الخبر والتعليق والرأي.

والافتتاحية في "الاتحاد" هي التي تعبر عن وجهة نظر الصحيفة، وتحرص إدارتها على ذكر ذلك صراحة، بصفة دائمة، تحت افتتاحيتها اليومية. وبالتالي فإن المسؤولية الصحفية الأدبية، والمسؤولية القانونية بصورها كافة تتحملها الصحيفة نفسها لا الكاتب الذي يكتب الافتتاحية ولا غيره من الأشخاص أو الجهات. في العدد المذكور تناولت الافتتاحية مسألة قتل شخصين أميركيين في العراق، ونسبت الافتتاحية إلى فضيلة العلامة الأستاذ الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنه هو الذي حرَّض على هذا القتل بإفتائه بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق. واستعمل كاتب الافتتاحية لغة غير معتادة في النقد الفكري، بل استعمل لغة وألفاظاًَ وتراكيب يعاقب عليها القانون في الإمارات العربية المتحدة التي تصدر فيها "الاتحاد"، وفي معظم البلاد العربية التي توزع فيها. ووصف فتاوى الشيخ القرضاوي ـ وهو أكبر علماء أهل السنة المعاصرين ـ بأوصاف لا يليق أن توصف بها الآراء والأفكار مهما كانت درجة الاختلاف مع أصحابها.

 

والغريب أن الافتتاحية مبنية على أمر نفاه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي مرتين أو ثلاثاً. ذلك أن بعض الصحف ووكالات الأنباء نسبت إلى الشيخ يوسف القرضاوي أنه أفتى "بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق"، وأنه قال ذلك في أثناء محاضرة له في نقابة الصحفيين المصريين ألقاها يوم الثلاثاء الموافق 31-8-2004، فلما بلغ هذا النقل الشيخ يوسف القرضاوي ـ وكان آنئذ في الخرطوم يرأس وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتقصي الحقائق وإصلاح ذات البين في أزمة "دارفور" ـ سارع بإصدار بيان أعلنه في المؤتمر الصحافي الذي عقد في فندق "هيلتون" بالعاصمة السودانية صباح يوم الثلاثاء 7-9-2004 ونشرته صحف ووكالات أنباء عربية وأجنبية عديدة.

 

والمرة الثانية التي نفى الشيخ القرضاوي فيها نبأ هذه الفتوى المنسوبة إليه كانت في مؤتمره الصحافي الذي عقده هو في مدينة الدوحة، ونقلته حياً على الهواء قناة "الجزيرة" الفضائية ونقلته عنها عشرات القنوات التلفزيونية في العالم كله، وكان ذلك قبل نشر افتتاحية "الاتحاد" بأكثر من أسبوع كامل!

 

ثم ظهر الشيخ يوسف القرضاوي في برنامجه الشهير "الشريعة والحياة" في أول حلقة له بعد وفاة الأخ الكريم الأستاذ ماهر عبد الله، وتحدث عن موقف الإسلام من المدنيين في أثناء النزاعات المسلحة، ونفى بوضوح أن يكون قتل الأسرى جائزاً أو يكون هو قد أفتى به.

 

وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً مطولاً وزع باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان "حكم الاختطاف واتخاذ الرهائن"، وكان ذلك أيضاً قبل نشر افتتاحية "الاتحاد"، وقد تناقلت البيان وكالات الأنباء العالمية، ونشرته الصحف البريطانية الكبرى، وصحف أمريكية وفرنسية عديدة، فضلاً عن المواقع الإسلامية على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت". وفي هذا البيان، الذي شارك في صياغته ومراجعته الدكتور القرضاوي نفسه، وصف "الاتحاد" العالمي لعلماء المسلمين الخطف واتخاذ الرهائن، سواء وقع على المسلمين أم على غير المسلمين، بأنه اعتداء على الغير، وبغيٌ محرم؛ وأنه عمل من الأعمال الحربية فلا يجوز إطلاقاً خارج نطاق الحرب؛ والمخطوف في حالة الحرب يكون أسير حرب لا يجوز قتله بل مصيره إلى إطلاق سراحه قطعاً لقول الله تعالى "فإما منّاً بعدُ وإمّا فداء" (سورة محمد:40)؛ ولا يجوز، في حالة قيام حرب فعلية، اختطاف الأبرياء أو المدنيين من الأعداء الذين لا يجوز توجيه الأعمال الحربية ضدهم؛ وأضاف بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه "لا يجوز احتجاز المدنيين من الأعداء كرهائن وتهديدهم بالقتل بسبب عمل يرتكبه أو يمتنع عنه غيرهم وليسوا مسؤولين عنه ولا يمكنهم منعه". وهذا البيان صادر عن الاتحاد الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي وقد وزع ونشر باسم هذا الاتحاد في العالم بأسره.

 

فما المطلوب من القرضاوي فوق ذلك؟ وهل هناك أكثر من أن ينفي بنفسه ثلاث مرات في بيانات منشورة ومؤتمرات صحافية وبرامج تلفزيونية صدور فتوى عنه بجواز قتل المدنيين؛ ثم أن يقرر في كل مرة أنه لا يستعمل كلمة "قتل" أصلاً في مثل هذا المقام لأن القتل يحتاج إلى محكمة تحاكم الإنسان، وقاضٍ عادل يدينه بعد أن تتاح له فرصة الدفاع عن نفسه، ونحن في مقام "المقاومة" للاحتلال وما يحف به من أعمال بعضها جائز مشروع وبعضها محرّم ممنوع فأين ذلك من القتل؟ وأن يصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي نفسه البيان الذي لخصت أهم نصوصه آنفاً؟

 

وهل يجوز ـ مع ذلك كله وبعده ـ أن ينسب كاتب الافتتاحية المنشورة في "الاتحاد" إلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي أنه أفتى بخلاف ما قاله هو نفسه مراراً وتكراراً قبل كتابة هذه الافتتاحية. وهل يجوز أن يستخدم مثل ألفاظ الحمق والتسول والتسلل على حياض الإسلام والدعاوى والافتراءات والهراءات (!) ليرتب عليها كاتب الافتتاحية براءته ـ هو والدين الإسلامي ـ من القرضاوي ومن يتبعون آراءه وفتاواه؟

 

ومن الذي أعطى كاتب الافتتاحية المذكورة حق التحدث باسم الإسلام إذا كان هو ينكر على القرضاوي ـ وهُوَ مَنْ هُوَ علماً ومكانة دينية وعملاً للدعوة إلى الله وتأليفاً في علوم الإسلام كافة ـ حق مجرد الإفتاء أو إبداء الرأي الفقهي؟!

 

إنني أتمنى أن يقرأ كاتب هذه الافتتاحية كلامي هذا، وأن يتحقق مما ذكرته من نفي العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الفتوى التي نسبها إليه من لم يحسن فهم كلامه في نقابة الصحافيين المصرية فطنطن بها, ودندن عليها من يتسقطون لعلماء الإسلام هفوة أو كبوة، وأن يعود إلى قلمه فيكتب مصححاً موقفه من العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، ومعتذراً عما جرى به قلمه من ألفاظ وعبارات يعاقب القانون عليها، فإن الحق أحق أن يتبع، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في عكسه أو ضده.

 

لقد أصدَر خمسة وأربعون من علماء قطر وقضاة محكمة الاستئناف بها وأساتذة الجامعة والوعاظ والخطباء والمفكرين ـ أصدروا بياناً أدانوا فيه الحملة التي يتعرض لها العلامة الدكتور يوسف القرضاوي ووصفوه صادقين ـ بأنه أصبح "رمز التوازن والوسطية ورائد الاعتدال". ورأوا أن وقوفهم مع الشيخ القرضاوي في مكانته العلمية ودعوته، وجهاده في خدمة الإسلام والمسلمين استجابة لما أمر الله به من نصرة الدين وأهله ووجوب الدفاع عن عرض المسلم، ولاسيما إذا كان من العلماء الذين جعلهم الرسول صلى الله عليه وسلم ورثة الأنبياء، ووزن الموروث الثقافي الإسلامي مدادهم بدماء الشهداء.

 

ولا شك ـ عندي ـ في أن كاتب افتتاحية "الاتحاد" أولى بالاستجابة لهذه الدعوة الصادقة المخلصة من سواه فإن "الحسنات يُذْهبن السيئات، وذلك ذكرى للذاكرين" (سورة هود:114).

 

* دبابيس

 

كما نشرت الصحيفة تحت زاويتها اللاذعة (دبابيس): سبحان مغير الأحوال•• أخيرا أدان يوسف القرضاوي العمليات الإرهابية التي وقعت في الدوحة وأطلق على منفذها ''انتحاري''!•• وقف القرضاوي أمام حشد من المتظاهرين في قطر ليدين بشدة التفجير الانتحاري الذي ارتكبه الإرهابي التافه ضد مدرسة يتعلم فيها طلاب مدنيون آمنون، لا حول لهم ولا قوة••

القرضاوي قال في سياق استنكاره لتلك العملية الحقيرة بأنها جريمة شنيعة يرفضها ويمقتها الدين الإسلامي والرسول، وهي جريمة تستوجب عقوبة الله في الدنيا والآخرة•• ولم ينس الأخ القرضاوي أن يستنكر بشدة قتل الأجانب الذين اعتبرهم أمانة في أعناقنا، مبينا أن بيننا وبينهم عهدا ووعدا ومعاهدات صداقة، لا يجوز خرقها، مستنكرا قتل أي أجنبي•• وقال أيضا انه لا يجوز المساس بأمنهم وسلامتهم، فهم موجودون على أرضنا للعمل بموجب عقود •• وبالطبع اعتبر القرضاوي قتل المدرس الإنجليزي قتلا لنفس بريئة بغير حق، واعتبر أن مرتكب الجريمة قاتل ومنتحر لن يشم رائحة الجنة، وأن جزاءه جهنم وبئس المصير، يعيش فيها خالدا مخلدا••

ونحن نحيي في القرضاوي هذه الصحوة وتلك الشجاعة الخارقة التي نزلت عليه، وإن جاءت متأخرة كثيرا•• ولكن لا بأس من أن نذكره برأيه في قتل المدنيين الأبرياء من الغربيين العاملين في العراق، وبالأخص الأميركيين والبريطانيين، ونقول له انه حين سئل عن جواز قتلهم على أيدي الإرهابيين من أمثال إرهابيي ''القاعدة'' وغيرهم، قال حرفيا: ''وهل هناك مدنيين أجانب في العراق؟!••''•• وكان يقصد أن كلهم من العسكريين الذين يجوز قتلهم!؟•• ثم أفتى بجواز قتل من يتعامل مع قوات التحالف، ولم يفرق بين مهندس أو ميكانيكي أو فني أو حتى طباخ يعمل لصالح قوات التحالف!

اليوم اضطر القرضاوي إلى استنكار قتل المدنيين الغربيين، لماذا؟•• لأن العملية الانتحارية الحقيرة التي ارتكبها الحيوان المخبول ضد مدرسة إنجليزية بداخلها أطفال أبرياء، وقعت في الدوحة، وليس في العراق•• ليس هذا فحسب، بل يطلق الأخ القرضاوي لأول مرة صفة ''انتحارية'' على مثل هذه الجرائم!•• وهو الذي رفض حتى هذه اللحظة أن يسمي مجرمي ''القاعدة'' الذين يقتلون الأبرياء في العراق ''إنتحاريين''!

إنه تناقض صارخ وواضح كالشمس، هذا الذي أوقع القرضاوي نفسه بين براثنه •• فالذي ارتكب جريمة الدوحة خرج بأفكاره من تحت عباءة الذين يرتكبون جرائم مماثلة بحق الإنسانية في العراق•• الإثنان وجهان لعملة واحدة•• كما أنه ارتكب جريمة ضد من يصفهم القرضاوي وأصحابه بأنهم ''نصارى''•• ولكن الجرائم التي تقع في العراق ضد الأجانب مبررة في عرف القرضاوي، ومرتكبوها ليسوا انتحاريين، بل شهداء•• أما جريمة قطر التي هي وجه آخر للجرائم التي تقع في العراق، اعتبرها القرضاوي سفكا لدماء الأبرياء، مع أنها دماء ''نصرانية''•• وهي حقا سفك لدماء بريئة، ومرتكبها إلى جهنم وبئس المصير•

أقترح على القرضاوي أن يقرأ سورة ''المنافقون''، وهي السورة رقم 63 من سور القرآن الكريم•• واللهم احم دولة قطر الشقيقة وشعب قطر الأخيار من كل سوء ومن كل مكروه ومتعصب وإرهابي•• و''منافق''•

 

في 23 /3 2005

 

 

* الافتتاحيتان أساس القضية

 

وفي الآتي نص افتتاحيتي جريدة (الاتحاد) اللتين كانتا السبب في الدعوى القضائية التي حركها الشيخ القرضاوي والى أول افتتاحية كتبتها في 3 سبتمبر 2004

 

افتتاحية الاتحاد في 22 سبتمبر 2004

 

سبتمبر 2004

 

في الوقت الذي تعاني فيه الأمة من شرور الفتنة وفجور المارقين وشذوذ المنحرفين والخارجين على أصول الدين والملة وتعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تدعو إلى التسامح والتآخي وتنبذ القتل وتجنح إلى العفو واحترام الآخر وتحرم سفك دماء الأبرياء، خرج علينا الدكتور يوسف القرضاوي بفتوى دموية على الملأ داعيا إلى قتل الاميركيين المدنيين في العراق، وليته لم يفت ولم ينبس ببنت شفة، لأن هذه الفتوى المغموسة بالدماء والسائرة في ركاب الغوغاء والهوام التي امتطت هذه الأيام خيل الجنوح والجموح الفظ الغليظ رافعة راية هي منها براء لأنها غرقت في بحار الاثم والعشوائية، والتي أدخلت الأمة بأفعالها المشينة في فوضى القتل والتخريب والتدمير وتزوير المسلمات والثوابت والذهاب بعيدا الى خارج حدود العقل السليم والفكر المستنير والقلوب المؤمنة.

إن الدكتور القرضاوي صمت دهرا ونطق بلا عقلانية وتدبر في الأمور التي تمر بها الأمة والتطلع الى ما وصلت إليه بسبب مثل هذه الأفكار المنحرفة التي اختطفت الإسلام والدين وحولت المسلمين إلى رهائن يساقون الى الجحيم ولا يعلمون متى يكون قدرهم ويومهم في ظل أجواء مشحونة بالحقد والكراهية و مثل هذه الفتاوى تزيدهم ضلالا فوق ضلال وتيها فوق تيه، وليت الدكتور القرضاوي لم يفت بمثل هذه الفتوى، فما يجري على الساحة الاسلامية يكفيها من تهور وتضور المتعطشين إلى دماء الأبرياء، يكفي هذه الأمة التي أدمي جسدها من سهام أبنائها المارقين والخارجين والتي أصابتها في مقتل ،وماذا يعني أن يخرج القرضاوي في هذه الظروف بالذات بمثل هذه الفتوى الموتورة غير أنها القشة التي يراد بها قصم ظهر البعير العربي المتهالك والخائر ،كنا نتمنى من الدكتور القرضاوي أن يقرأ الواقع بعين العاقل المتريث المتمعن لقراءة التفاصيل ليرى الحال الذي وصلت إليه الأمة جراء هذه الموجة الدامية من القتل وإراقة الدماء واستباحة الأعراض وذبح الأبرياء الذين أخذوا بجريرة واقعنا الأليم والمرير ،كنا نتمنى على القرضاوي أن ينظر إلى حال العراقيين الذين طالت الأيادي الشريرة من أبناء جلدتهم أكبادهم وشربت دماءهم وحولت العراق البلد العربي المسلم إلى ساحة لتصفية الحسابات وإفراز الضغائن والأحقاد ،كنا نتمنى على القرضاوي ان ينظر إلى حال العراقيين والجماعات المتربصة بالعراق والتي ترفع لواء الإسلام زورا وبهتانا وهي في الحقيقة توجه سهاما سامة إلى صدر الأمة لتصيبها في مقتل،وعاثت فسادا وإفسادا ولم يسلم من شرها حتى أطفال العراق هل هذا هو الإسلام؟كنا نتمنى على القرضاي أن يكون لسان رحمة ويدا حانية تداوي آلام العراقيين وتبلسم جراحهم، فهم "العراقيون" ومعهم الأمة في محنة وأي محنة العقل فيها يقول درء المفسدة والشر خيرمن جلب المنفعة وإلقاء النفوس البريئة في المهالك، ومثل هذه الفتاوى لا تحمل في طياتها إلا الشر المستطير للعراق والأمة.

 

افتتاحية الاتحاد في 22 سبتمبر 2004

 

أقدم القتلة على ذبح الرهينتين الأميركيين المدنيين، في مشهد مأساوي مروع، يثير الاشمئزاز والتقزز من فعل كهذا في حق أناس أبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم جاءوا إلى العراق لمساعدة شعبه، والوقوف إلى جانبه في اعادة بنائه، والذين أوقعهم الحظ بين أيدي جناة كل قضيتهم القتل، والفتك، وسفك دماء الأبرياء .. ويأتي هذا الفعل الشنيع، كرد فعل مباشر، لتحريض وفتوى القرضاوي من جواز قتل المدنيين الأميركيين، وهذا ما كنا نحذر منه من أن الأدعياء، والمتسولين والمتسللين على حياض الإسلام، هؤلاء هم الذين جف معين الفكر لديهم، ويبست أوراق عطائهم فأصبحوا كالأشجار الميتة لا تُلقي إلاّ الأوراق الصفراء، ومثل فتاوى القرضاوي، ودعاواه، وافتراءاته، جعلت من رواده، الخاوين، يعكفون على هذه الهراءات، ويعتبرونها أقوالاً مقدسة، ينفذونها، وهم معصوبو الأعين، مكممو الأفواه.. وهنا الطامة والمصيبة، أن يتلقف الجاهل، قولاً من فم مدعٍ وأفاقٍ يسير في ظلام تيهه، ويعتقد أنه، يصيغ أعظم الفتوحات.. ونحن ومن هذا المنبر، نتقدم بأحر التعازي، وأصدق المواساة، إلى ذوي الفقيدين اللذين ذهبا ضحية للحقد الأعمى، وندعوهم الى الصبر، ونطالبهم، برفع قضية على صاحب الفتوى، اللئيمة، لتسببها المباشر والمتعمد، في إزهاق روحي الضحيتين ولابد لمن يحرض على الارهاب أن ينال جزاءه الذي يستحق ليكون عبرة لمن لايعتبر . لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ومن حق ذوي الفقيدين أن يطالبوا أي دولة عربية أو إسلامية، تؤوي اصحاب هذه الفتاوى وامثالهم من شراذمة المتأسلمين، وتسليمهم للعدالة، حيث يصدق فيهم قول الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم": "القضاة ثلاثة، إثنان في النار وواحد في الجنة".

فالدين رسالة، والفتوى في الدين أمانة في عنق صاحبها، وما دمار الأمة وخرابها، إلاّ، بهذه الفتاوى، الحمقاء التي أودت بحياة الأبرياء وشوهت أروع قيم الدين الحنيف الذين هم أبعد ما يكونون عنه كبعد المشرق عن المغرب ونحن والدين منهم براء.

Link to comment
Share on other sites

Guest مستفسر

سؤال بسيط

هل اصدر الشيخ القرضاوي فتوى تحرم قتل العراقيين المدنيين بدريعه قتال المحتليين؟ وهو المعروف بتصديه لكل صغيره وكبيره من شؤون المسلمين

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.


×
×
  • Create New...