قرائه اخرى لاحداث كربلاء

[salim]

تتسارع احداث العراق بشكل يصعب على اي محلل ملاحقه تطوراته فما ان ان يطفو حدث ساخن حتى ياتي اخر اكبر بكثير يغطي عليه و بشكل لا سابق له في اسلوب تطور الاحداث في منطقتنا العربيه المتكلسه سياسيا..وليس ادل من ذلك الا مراجعه بسيطه لمحاور تغطيه اخبار العراق خلال شهر لييجد المرء نفسه امام كم هائل من عناوين ربما احتاجت تجارب اخرى لسنين في ا ستيعاب ثقلها . و لاتختلف احداث كربلاء الاخيره عن سابقاتها من ناحيه وزنها ولكنها تؤشر لمنحى اخر قد يغيب وسط زحام تسارع تفاعلات الحدث العراقي المتميز بكلا الجانبين الايجابي و السلبي

 

 

ربما يكون في عفويه الحدث الذي رافق الزياره الشعبانيه امرا و لكن تجاوزها الصريح للمسلمات الدينيه و الاجتماعيه سيكون بالتاكيد بحاجه الى تدقيق وعنايه. من تابع الاحداث سيجد ان هناك ظاهره اشتراك واضح لشريحه من الشباب ذات خلفيه طبقيه مسحوقه وبينما سيكون الاتهام بالجهل او توجيه النظر الى عنصر تحريضي من الامور التبسيطيه التي يلجا لها البعض ولكن ابراز عوامل التحريك الاساسيه سيكون من مستلزمات التحليل الجدي

 

الاحداث كانت مؤشرا اخر على تعاظم غضب شريحه الفقراء والمحرومين على الطبقه السياسيه و الدينيه المسيطره بعد عمليه التغيير في العراق . هذه الشريحه ربما بدأت تخرج من دائره الخوف من الاخر التي سادت فتره الاحتقان الطائفي الى مرحله المطالبه بالحقوق وكسر القيود التي تفرضها الطبقه الحاكمه وخصوصا الدينيه منها. هناك شعور عام لدى هذه الطبقه المسحوقه ان التضحيات التي قدمتها وامالها الكبيره بعد زوال طاعون القهر الدكتاتوري المطلق لم تاتي ثمارها الموعوده وان هناك من استطاع تسلق المخاوف و التضحيات كي يتمكن من فرض سيطرته على مقاليد النظام الجديد. ان ما يمكن تسميته بانتفاضه الفقراء في كربلاء ستؤشر الى منحى جديد يرافق التجربه العراقيه وربما سيكون اهم مايميز فترتها اللاحقه

 

قد يبدو هذا التحليل مجتزئا ولكن استعراض بسيط لمجريات الحدث قد تساعدنا و الاخرين في فهم أعمق لابعاد هذه الظاهره. اغلب اللذين شاهدناهم على التلفاز كان من الاطفال و الشباب وكان تحركهم عفويا و عشوائيا على غير ما روجت له بعض وسائل الاعلام المرتبطه بالجهات الحكوميه و تصريحات بعض المسؤولين الدينيين في المرقدين من كونه عمل منظم و مدفوع بفعل مخابراتي او دعم خارجي.ربما كانت هناك خطط و اوهام مدفوعه من قبل هذا الطرف او ذاك ممن اراد استغلال مناسبه جماهيريه بمثل هذا الحجم ولكن لم يكن الامر بحاجه الى فطنه كي نكتشف ان ماحدث كان بعيد عن كل تلك الخطط و ان اغلب المشاركين هم فعلا ممن يتخذ عاده من التيار الصدري عنوانا ولم يكونوا مستوردين من مناطق اخرى بل من منطقه الحي العسكري و الاحياء الفقيره الاخرى في المدينه وانهم لم يحاولوا اقتحام الصحنين الشريفين او الاعتداء عليهما بل كانت غايه افعالهم هو الفعل التدميري المنفلت والذي يرافق بالعاده جميع افعال العمل الغوغائي المدفوع بشحنات من غضب اجتماعي وقهر استغل الانفلات الامني الذي رافق انهيار وتخاذل قوى الامن المحليه والذي سرعان ما يخفت مع اول ضهور مسلح قوي لرجال الامن . بعض ممن كان يحرق السيارات و الاماكن الخاصه و الفنادق كان يجيب انه يحاول الانتقام من اولئك الاغنياء اللذين يتمتعون ونحن نعاني, اخرين كانوا يشتمون الحكومه لالشئ الا لانها اصبحت بعيده عن تطلعاتهم وامالهم عاجزه عن توفير فرص العمل و الخدمات. البعد الاجتماعي تمثل باكبر صوره عندما هاجمت تلك القطعان المنفلته موكب النائب الصدري المعروف بهاء الاعرجي , فالامر لديها سيان لا ضابط للقهر و الحرمان وكل من يشارك السلطه موقعها ويركب سياراتها الفارهه هو متعاون معها في تعميق القهر والحرمان

 

انه مؤشر خطير بحاجه الى وقفه , ان صبر العراقيين المحرومين بدء ينفذ ولم تعد معه حقن رجال السياسه و الدين المهدئه نافعه في تهدئه الالم. لقد شاهدنا انفجار تلك الالام قبل سنتين عندما تم استفراغها طائفيا . اليوم وبعد انحسار الوجع و الاحتقان الطائفي , سنرى طوفان طاقه الحرمان موجها الى من اصبح الاعتقاد بانه جزء من مسبباتها. الطبقه الدينيه لم تعد قادره على احتواء الازمه وكما فشلت في احتواء الهيجان الطائفي من قبل , فانها لربما تقف عاجزه عن احتواء مشاعر القهر الاقتصادي و الاجتماعي ايظا

 

البعض ممن يرى في الامر فرصه لركوب فيض الحدث كي يوجه سهامه الى الحكومه و النظام السياسي الجديد عليه ان يتذكر ان احتواء مماثل لنفس التيار الجارف قبل اربعه سنوات ,املا في جعله عنصرا مخربا للعمليه السياسيه الجديده, قد انتج اكبر وسائل ترسيخها عندما وقف ابناء تلك الشريحه امام الارهاب القادم من خلف الحدود كي يحولوا رماحهم الى صدور ذلك الوباء بديلا عن توجيهه لاخوه الدم و الوطن كما اراد هذا البعض . المسئله هنا تتعلق بمصير وطن وليس بمصالح فئه واذا احترق الشراع فليس للسفينه من نجاه. نحن بحاجه الى وقفه , الطبقه السياسيه الجديده عليها ان تفتح باب المشاركه امام الجماهير المحرومه والانفتاح المباشر عليها و تفهم معاناتها وتبتعد عن المصادره السياسيه لحلقات الدوله وخصوصا في مجال الانفتاح على شريحه الطبقه الفقيره . اما اصحاب البرامج التعويقيه فعليهم فسح المجال للطبقه الجديده الحاكمه تقديم ولو لجزء من خدمات الدوله من خلال التخفيف في معدل عمليات تخريب البنى التحتيه والابتعاد عن وهم اخر يرى في في جعل المعاناه سببا اخر لافشال التجربه

 

الامر ربما يبدوا نظريا و لكن في النهايه , كل من الطبقتين يعمل على ان يحود النار الى قطعه "كرصه" الخبز التي تعود له كما يقول المثل العراقي , لااعتقد اي منهم يريده في النهايه ا محروقه بشكل كامل , اليس كذلك

 

 

[abusadiq]

بالفعل ان الحرمان وظهور طبقة متنفذه وغنية على حساب الفقراء ، لابد ان تؤدي الى هذه النتيجة المؤلمة، وعلى الحكومة ان تدرس جيدا اسباب هذه الحادثة وامثالها، لان هذا الشاب الذي حرم من كل شي لايهمه الان ان يقوم بأي شيئ، ، ومع كل ذلك فان هناك تعتيما اعلاميا غير مسبوق ، فاحداث العراق تتصدر كل الاخبار ولكن هذا الحدث لم ينكشف بشكل واضح،، وعلى المسؤولين ان يوضحوا بشكل نزيه سبب الاحداث ، وان تكون التحقيقات سريعة ليس فقط لتبيين الحقيقة وانما لمعالجة مشاكل الذين قاموا بهذه الاحداث، والتعامل معهم بشكل يعيدهم الى الطريق الصحيح بعد دراسة مشاكلهم الحقيقية وقد تكون هذه بادرة خير كي يعلم الجميع بان صبر الشارع بدأ ينفذ وان على المسؤولين ان يلتفتوا الى صوت الجماهي وخاصة الطبقات المحرومة

[bahlol]

[color="#0000FF]اؤيد ما جاء به سليم من ان الاحداث الاخيره التي جرت في كربلاء ما هي الا نتيجه خيبه امل كبيره من قبل الطبقات المحرومه والفقيره التي زاجد فقرها فقرا وحرمانا ضد الطبقه الحيتانيه الجديده المسماه بالمنتخبه!!!! ظلما وعدوانا واختاف مع ابو صادق بدعوته الحكومه لمراجعه سياستها فهذه الحكومه ما جاءت الا لتسرق اكثر مما تقدر باستطاعتها السرقه وكما قال احد المسوؤلين الجدد انه يريد تعويض ايام الحرمان ايام الطاغيه [/color]