Jump to content
Baghdadee بغدادي

القوميه بين العروبه و مفهوم الامه


Recommended Posts

القوميه بين العروبه و مفهوم الامه

سالم بغدادي

 

الامه مفهوم ياخذ اشكال بنائه من مضامين واسس وهياكل. المضامين تتعلق بالاهداف العامه ومنها السياسيه و الاجتماعيه والاقتصاديه اما الاسس فانها البنى التحتيه التي تتشكل عليها الامه مثل اللغه و الجغرافيا والاقتصاد و التاريخ المشترك. وفيما يتعلق بالهياكل فهي الوسائل التي تعبر بها الامه عن نفسها مثل الدوله و النظام السياسي

 

وكاي كائن حي تتطور وسائل التعبير عن مفرده الامه باختلاف قوه موقع عوامل التشكيل و الاهداف. ومن هنا فان العروبه كمسمى للامه يكاد يستمد قوته من موقع التراث الثقافي العربي بابعاده اللغويه و التاريخيه والسياسيه. فمفهوم العروبه الذي تشكل في بداياته كتطور منطقي لمفهوم العصبيه القبليه ولياخذ مداه الاوسع في التعبير عن الجماعه الدينيه ثم لينتكص على عقبيه كي ينحصر لاحقا في اطار التمييز العنصري مقابل الامم الاخرى , كان لزاما عليه ان يتطور مع بدايه التشكيل الحديث للكيان السياسي لشعوب منطقه الشرق الاوسط و شمال افريقيا الى ما يستوعب المضامين والاسس التي ذكرناها في المقدمه

 

ومن هنا كان في مفهوم الامه الجديد للقوميين الاوائل مايخرجه عن الاطار الديني او العنصري الى فضاء الاحتواء الاوسع لجميع مكوناته الاجتماعيه ولتصبح اللغه رابطا والتراث وسيله لبعث الهمه بعد كل سنوات الاستلاب الثقافي الطويله التي حاولت فرض اللغه التركيه رسميا في اطار بناء الدوله العثمانيه التي سيطرت على اهم مناطق وشعوب هذه الدول لمئات السنين, من العراق شرقا وحتى المغرب العربي ومن سوريا شمالا وحتى اليمن الجنوبي. واذا كانت تلك الدوله قد نجحت في فرض لغتها على دواووينها الرسميه و في محيط الشريحه الاجتماعيه الضيقه المرتبطه بها , فانها لم تستطع ايقاف التعامل باللغه الام من قبل الطبقات الاجتماعيه الاوسع لاسباب تتعلق اولا بطبيعه العلاقه السلطويه الفوقيه بين مؤسسات تلك الدوله وبين الشعوب التي حكمتها وكذلك بارتباط اللغه العربيه بالمؤسسه الدينيه التي تشكل من خلالها الوعي والثقافه العامه والتي حكمت الدوله العثمانيه باسمها

 

لم يكن غريبا ان يتربط ذلك المشروع القومي الجديد بمفاهيم سياسيه وطنيه مثل التحرير او بالمفهوم العام للحريه بمعناه السياسي او اخرى اجتماعيه تمثلت لاحقا ببدعه الاشتراكيه الناصريه العربيه التي حاولت النخبه جعلها جزء مكمل لمفهوم قومي حديث لامه جديده ترتكز في اسسها الى جوانب عمليه و اهداف اختصرها فكر البعث بشعاره "الخالد" وحده,حريه,اشتراكيه

 

ومع انكسار المشروع القومي العربي بصورته الحداثيه كمعبر عن واقع النهوض بالكيان المجتمعي الجديد متمثلا بهزيمه حزيران , كان طبيعيا ان يقفز الى الساحه من يملئ الفراغ من خلال طرح مفهوم الحكومه العنصريه الشموليه التي يكون فيها الحاكم و العنصروالقبيله محورا بديل عن المشروع القومي الحداثي الاكبر. كما لم يكن مستغربا ان ينبرى المشروع الديني كمنافس في الصراع الكبير لملئ ذلك الفراغ من خلال توسيع مفهوم الامه كي يصبح الدين وعائا بديلا عن العنصريه وهو مشروع له تجربه وجذور ارتبطت في الذاكره المحليه بالعقل الجمعي من ناحيه و لكنها ايظا تحملت كل تلك المساوئ التي خلفها حكم الخلافه العثمانيه الظلامي و لترث عنه كل مسميات التخلف الحضاري و الضيق المعرفي

 

ومن هنا فقد تم تسديد ضربه قاتله الى المشروع الحداثي القومي ليقع بين فكي متسلقي شعار الحداثه العنصريه وبين اؤلئك المروجين للسلفيه الدينيه. فكلا المشروعين كان تعبيرا واضحا عن الانهزام وازمه التجربه و بالتالي قصور النخبه في الخروج بمنظومه فكريه تتعامل مع الاسس لتنتج الهياكل المناسبه لمشروع امه جديد يتعامل مع متطلبات الواقع المعاصر و حجم التحديات الحضاريه

 

واليوم وبعد كل النتائج المأساويه والهزائم التي افرزتها كلا التجربتين , تبشر المرحله القادمه ببوادر مشروع امه فكري نهضوي ياخذ باسباب الحداثه ومتطلبات الدوله العصريه المبنيه على مفاهيم الحريه بمعناها الفردي و الاشتراكيه بمعناها الاجتماعي و القوميه بمعناها الوطني البعيد عن العنصريه العرقيه أوالثقافيه

 

مشروع تكون فيه الثقافه العربيه وسيله لوحده الشعب وليس لبذر الفرقه بين ابنائه, تكون فيه الاشتراكيه وسيله لحمايه الضعيف بدلا عن ان تكون اداه لسيطره الدوله. ولتكون فيه الحريه حق فردي و ليست هبه سلطويه او الاهيه تعطى و تمنع كلما اراد الحاكم وحسب ضوابطه و مصالحه

 

ربما يضن البعض ان المقصود هنا هو اعاده انتاج للدعوه القديمه الى تشكيل سياسي عربي وحدوي , الحقيقه ما اقصده هو فهما قوميا حديثا على مستوى الامه لا يرتبط عضويا بالثقافه العنصريه او المفهوم القداسي الديني . فكر مؤسساتي عملياتي يبني الدول الحديثه ويعطي للامه معناها الحقيقي وليس المعنى المفروض على ارادتها في النزوع الطبيعي لحمايه مصالحها وبناء تجربتها الخاصه. مشروع يبدأ من الفرد ليؤسس للامه على صعيد المنطقه والدوله

اما الوحده فان من يتوحد يجب ان يكون ممتلكا لارادته واول مستلزمات ذلك هو الاستقلال الوطني و الحريه الفرديه و اشباع الحاجات , الطبيعيه منها و الانسانيه. فلا وحده من دون مسسبباتها المتمثله بتاسيس دول ذات انظمه حديثه تكون ممثله لاراده شعوبها من خلال تداول ديمقراطي شفاف للسلطه ولتضع مسأله حمايه حقوق افرادها دستورا مقدسا لايجوز التجاوزعليه . عندما يتحقق ذلك الهدف فان مشروع الوحده سيكون تحصيلا منطقيا وليس هدفا معنويا صعب المنال. اي انه سيتحول من كونه شعار تستنفذ طاقات المجتمع من اجل تحقيقه وغطاء لاشباع فراغ الهزيمه من خلال القفز اماما نحوعالم الاحلام, الى كونه وسيله لتحقيق اهداف اجتماعيه و اقتصاديه و سياسيه تتطلبها تحديات العصر التي تجعل العيش في ظل الكيانات الصغيره امرا اكثر صعوبه

 

 

 

للموضوع صله..

Link to comment
Share on other sites

  • 1 year later...
  • 10 months later...
أعزائي

أغلب من سوف يقرأ هذه الرسالة عاش زمانين مختلفين تماما

الأول زمن الأيمان بالمبادئ وزهو الانتصار

والثاني زمن الكفر بالمبادئ وألم الانحدار

في الأول استمعنا لهذا النشيد بصيغته الأصلية ليعبر عن ذلك الزمن

وفي الثاني نستمع الآن لنفس النشيد ولكن بصيغته الجديدة ليعبر عن هذا الزمن

وبين الأول والثاني مرت السنين شخنا وكبرنا ولكن ضل بعضنا يردد الأول ببهجة وسرور ويستمع للثاني بحسرة وألم

وهذه هي الحياة

النسخة الأصليه لنشيد الوطن الأكبر




أترككم مع النسخة الثانية لنشيد الوطن الأكبر

مع تحياتي

Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...