Jump to content
Baghdadee بغدادي

الجلبي ولعبه الصراعات


Recommended Posts

(1)

الجلبي ولعبه الصراعات

 

الحضاره الغربيه والقوة التي تتمتع بها والمسيطره على مقدارات المعموره حاليا مبنيه اصلا على جانبين اساسين هما السياسه المتمثله بالليبراليه والديمقراطيه التي يتمتع بها ابنائها والاقتصاديه المتمثله بالنظام الرأسمالي , اما المفاهيم الاخلاقيه والمتمثله بالمبادئ الميكافيليه فهي اساس قوي لوجودها لتكون تلك المفاهيم مرتكزا اساسيا للتعامل في ذلك العالم.

وعليه كان لزاما على هذا العالم ان يصل الى نتيجه (العولمه) التي تجعل من العالم قريه صغيره تحت تصرفها لتحكمه كيف تشاء.

وكذلك كان لزاما على الدول المتخلفه والتي تسمى دبلوماسيا بالدول الناميه او( النائمه ) لا فرق اذا ما ارادت النهوض ان تقوم بشراكات معمقه مع الغرب وخصوصا الولايات المتحده التي تعتبر سيده العالم الغربي للنهوض والارتقاء الى صفوف اعلى في الاقتصاد والديمقراطيه والتي تعتبر شرط اساس من توجهيات العالم الغربي لتلك الدول للنهوض , وهكذا فهمت الدرس دول جنوب شرق اسيا التي نهضت نهوضا كبيرا خلال عقود قليله من الزمن من تبنيها ذالك المنحى.

وهنا نطرح سؤالا لماذا بقيت منطقتنا العربيه بهذا الشكل من التردي والتراجع فهل هذا الامر خافيا على دولنا العربيه ؟؟؟

بالطبع انه غير خاف على احد الى ان دولنا العربيه من محطيها الى خليجها من انها تقع ضمن الدول التي تحمل الاسلام دينا!! دون مضمون بالتاكيد وعروبه!! من غيرمعنى بطبيعه الحال كما انها تقع ضمن محيط دوله لها عداء تاريخي معها , وهذه الدوله الصغيره(اسرائيل) في حجمها الكبيره في تطلعاتها استطاعت ان (تجّير) مواقف العالم الغربي لصالحها من خلال اللوبي الذي تتمتع به هناك عبر امرين مهمين :

الاول :- تتمتع بنظام ديمقراطي لا يختلف عن أي نظام حقيقي في الغرب.

الثاني:- هو تمتعها بموقع مهم يضمن مصالح الغرب الاقتصاديه.

وعليه كان التعاطف وكذلك المصالح التي تحكم تلك البلاد(الغرب) سائرا ومندفعا باتجاه اسرائيل دون العرب بالرغم من كثره الموارد الاقتصاديه المتوفره لديهم.

اما دولنا العربيه الحديثه الحاليه والتي رسمت سياستها معاهده (سايكس بيكو) لتكون راضخه لما تمليه عليهم تلك السياسه وتبعاتها من ضمان حق اسرائيل في الوجود(1) مقابل ضمان الوجود الحكام العرب على كرسي الحكم .

كما ان الخلفيه الديكتاتوريه التاريخيه وحق السلطان في البقاء الابدي التي يتمتع بها حكام منطقتنا العربيه , تساعدان كثيرا في رسم صوره هذا الانحدار في المستوى من تخلف اقتصادي وسياسي والذي ينخر بجسد الامه , والمستفيد الوحيد بطبيعه الحال هو (اسرائيل) التي دائما ما تحاول ان تبرز للعالم الغربي التباين الواضح ما بينها وبين تلك الدول المتخلفه(العربيه), ليكون الميزان لصالحها دائما , وهذا ما يفسر تفوق اسرائيل علينا في كل المجالات الاقتصاديه والسياسيه والحربيه و...........الخ.وهذا ما يفسر ايضا مسارعه الحكام العرب لنيل رضا اسرائيل وسكوتها عنهم او تزكيتها لمن يعمل بجد ونشاط اكثر والقزم حسين ملك الاردن خير مثال لذلك.

وما للعرب الا ان يتشدقوا بماض خلى وولى وكأن ولا سبيل لهم للنهوض غير التغني بتلك الامجاد الضائعه.

باختصار شديد ان اليهود كانوا وما زالوا مخلصين لابناء جلدتهم اينما كانوا والعرب منكرون لابناء جلدتهم اينما كانوا ولهذا كان الانكسار الرهيب للعرب والمسلمين .

بعد هذه المقدمه البسيطه نعود لموضوعنا الرئيس وهو الدكتور الجلبي . ما هو دوره ؟ وما هي علاقته بهذا الموضوع؟؟

ان هذا الرجل العراقي الاصيل بالرغم من سنوات الغربه الكثيره التي عاشها في الغرب الا انه لم ينس بلده وهمومه ولذلك كان العراق دائما في مخيلته , والمعروف ان الرجل استطاع وبجهد فردي ان يشق طريقه للوصول الى اعلى مراكز القرار الامريكي لتبني افكاره وهذا ما لم يحصل في أي بلد عربي على حد علمي الى الان وكان له اليد الطولى في اسقاط طاغيه العصر صدام .

كما ان خلفيه الرجل الاقتصاديه وتخصصه المهني بها بالاضافه الى تشربه مفاهيم الديمقراطيه ومعايشتها جعلت منه خليطا من الوطنيه البرجوازيه العراقيه الممزوجه بقيم العداله الاجتماعيه والديمقراطيه ليكون بذلك علما يحتذى به في بلاد عربيه شحت بايجاد شخصيه مثله.

الا ان ما يعاب عليه هو امران

الاول:- كونه شيعي وهذا ما لم تتعود عليه الانظمه العربيه.

الثاني:- انه اذا ما نجح في مشروعه بالعراق في ارساء قيما للديمقراطيه والعداله فان ذلك سيقلل من فرصه اسرائيل باتهام العرب الدائم بكونهم متخلفون ويحملون الدكتاتوريه في دمائهم قبل سياستهم.

وهنا من حقنا ان نسأل هل ستسمح اسرائيل باقامه نظام عراقي ديمقراطي ينافسها بالمنطقه ؟ وخصوصا ببلد مثل العراق يتمتع بموارد اقتصاديه كبيره يسيل لها لعاب العالم.

وهل سيسمح حكام العرب من مشاهده بلد عربي يتمتع بديمقراطيه حقيقيه لتهتز عروشهم ؟

الاجابه ستكون على لسان الابراهيمي المتحالف مع حكام العرب السنه الموغولون بالديمقراطيه!

ولله المشتكى.

 

ولنا عوده ان شاء الله.

 

 

بهلول الحكيم

Bahlol58@hotmail.com

Link to comment
Share on other sites

Guest Guest

(2)

 

الجلبي ولعبه الصراعات

 

 

لقد خلصنا من الحلقه (1) من ان اسرائيل بمشاركه الانظمه العربيه لا يرغبون في تولي الحكم في العراق شخصا مثل الجلبي لما فيه تهديد لمصالحهم.

والان لنتحدث عن موضوع اخر الا وهو مساله (العماله) التي يتشدق بها البعض ليوسم بها الجلبي حيث يصفونه بانه رجل امريكا في العراق سابقا وتخلت عنه لاحقا و....الخ

اول ظهور لمصطلح العماله في المجتمع العربي كان حيث انتشرت الافكار الاشتراكيه ومن جهات تحسب على المعسكر الاشتراكي الذي يتهم كل من يتعامل مع الغرب بكلمه (عميل ) لانه برأيهم يمثل مصالح الغرب بالمنطقه دون شعبه اما من يمثل الشرق (الاتحاد السوفيتي) حينها فانه سيكون حينها (صديق)!!! وحليف.

واذا كان هذا المنطق صحيحا فاننا نستطيع القول بان جميع من حكموا العرب كانوا من العملاء لانهم لم ياتوا جميعا الا بمباركه شرقيه او تزكيه غربيه وحبذا لو اخبرني احدهم عن احد من حكام العرب قديما وحديثا ما لم يكن عميلا لجهه ما؟

اذن مبدأ العماله هو مبدأ نسبي يعتمد اساسا على مدى قدرة هذا (العميل) او (الشريك)! كما يسمى اليوم على توافق مصالح بلاده مع الجهات التي ساندته للمجيئ للحكم ولها من المقدره على الاخذ بيده للوصول الى حال افضل اقتصاديا ومدى مقدرته هذا (الشريك) على دفع الضررعن شعبه.

اما الوطنيه في رأيي هي مقدره ذلك الحاكم على حمايه مصالح شعبه مع من (يحالف او يشارك) بشكل اوسع من حمايه مصالحه الشخصيه.

وعلى نفس المنوال نسأل , من هو الافضل لحكم البلاد , شخص مثل صدام الذي اهلك الحرث والنسل باسم الوطنيه والتحرر ام الشيخ زايد الذي يتغنى بالغرب ليحمى مصالح شعبه بالعماله؟؟

نفس الامر ينطبق على عبد الناصر وقابوس وهكذا.....

والان لنسأل انفسنا مره اخرى عن الاسس التي تكفل بناء الثقه ما بين الحاكم والمحكوم ما دام الجميع عملاء! او شركاء.

وما دام ان الانسان غير معروف النوايا قبل تسلمه السلطه وانه لابد ان يكون محسوبا على جهه ما ,اذن فلا بد ان يكون هناك معايير معينه لاختيارذلك (الحاكم) .

في رأيي الشخصي والمتواضع انها تعتمد على الاتي:-

1- النضال من اجل الشعب والوطن بجديه واضحه وعمل متواصل.

2- الصراحه التي تعزز الثقه ما بين الحاكم والمحكوم.

3- الدفاع عن مصلحه الشعب بصوره اكبر من الدفاع عن المصلحه الذاتيه.

ربما كان هناك الكثير من المواصفات الاخرى التي يمكن ان تدعم القائد ولكني اعتقد ان النقاط الثلاث اعلاه من اهمها , ولو اننا قايسنا هذه الامور على كل فردموجود في مجلس الحكم لوجدنا ان الدكتور الجلبي انه الاقرب لنيل صفه القائد الوطني منه الى العميل , فقد كان متفانيا في العمل على خلاص العراق من محنته ايام المجرم صدام وقد خاطر بحياته عده مرات كي ما ينال العراق حريته على العكس من اخرون فضلوا الجلوس في مقاعد الامراء بانتظار فرصه ما تنقلهم بشكل سحري في مجلس للحكم وربما للرئاسه ايضا.

اما الصراحه فهي احدى سمات هذا الرجل الذي لطالما كان صريحا مع نفسه ومع الاخرين حيث انه كان وما زال يصرح انه مع الخيار الامريكي لخروج العراق مع ازمته وبذلك اختصر المسافه على من يريد نعته بالعماله , وليس كما فعل اخرون حيث كانوا يحملون افكارا اسلاميه او علمانيه لطالما وقفت بالضد مع الشيطان الاصغر (صدام) لينال كثير من (ابناء الخايبه) مصيرهم المحتوم على يديه لتجد نفسها مؤخرا ترتع بالاحظان الدافئه (للشيطان الاكبر)!!

اما النقطه الثالثه فقد جسدها ببراعه مؤخرا بخلافه مع سلطه التحالف بتفجير اهم نقطتين الا وهي مسأله الاقتصاد المتمثله بعوائد النفط والسياسيه المتمثله بالسياده الكامله , هذا الخلاف الذي ربما سيؤدي بحياته السياسيه وربما الدنيويه ايضا , فبدلا من ان يكون (شيطان اخرس) كما هو الحال مع اعضاء المجلس الاخرون ممن يمنون النفس حظا في كرسي الشيطان الاكبر في مجلس الحكم حيث كشفوا عوراتهم امام الشعب العراقي, اذ لم يعد لهم أي تاثير عليه ولو انه مفقود اساسا حيث يقتصر تاثيرهم فقط على منظماتهم وحلقاتهم الحزبيه او المذهبيه لا غير.

نقول بدلا من ذلك انه فضل خيار المواجهه لينال ثقه من يعرفه عن قرب من ابناء الوطن.

وفضلا عن ذلك انه فضّل ان يكون ندا قويا لبريمر والمخابرات المركزيه بدلا من ان يكون ندا للعريف حمادي !! اشارة لترفعه واهميه شأنه.

والان ربما هناك من يقول ان الجلبي قد قام بحركته الاخيره ليس من دوافع وطنيه بل باتفاق مسبق مع جهات امريكيه عليا كي ما ينال نصيبا اوفر لدى الشعب العراقي ودعايه اعلاميه اكبر ليحتل مكانا في قلوب الناس ليكون له نصيب اوفر مستقبلا عند استقرار الوضع وانتقال السياده للعراقيين , ربما يكون هذا الاحتمال واردا ولكن اليس من المستحسن ان نتعامل مع شخص له من العلاقات والامكانات ما يمكنه من التحاور والتشاور مع اصحاب القرار الامريكي للاستفاده منه من خلال تلك العلاقات بدلا من ان يكون حاكما كما هم قاده العرب لا يعرف غير قول (سمعنا واطعنا).

ربما كان هذا الدورسيليق بشخص قريب اكثر من غيره للاعراب السنه لما له خبره في الجلوس على موائد شيوخهم ولما يلاقيه من دعم اعلامي كبير من تلكم الاعراب ليحصل على الدعم الجماهيري , والذي يفتقده حيث انه يفتقد تلك العناصر الثلاث اعلاه .

الا ان التعامل معه حتما سيكون على شاكله الاعراب اياهم حيث صرح بذلك وزير خارجيه قطر حينما قال (اننا لا نذهب لامريكا لنتباحث ونتشاور بل لنتوسل!).

وللتاكد من صحه كلام السيد الوزير, انظر كم من مره وكم من قائد عربي (كبير) قد ( الغيت) (بضم الالف) زيارته للولايات المتحده لعدم الاهليه او انه شد الرحال للسفر دون ان ينال مقابله من الرئيس بوش ! الا بشق الانفس والجيوب ايضا!! مكتفيا بدقائق للتصوير منعا للاحراج.

وبالمقابل كم من مره قام (شارون ) بنفسه بقطع زيارته لنفس الدوله او الغائها ولنفس الرئيس!!! وربما كان لنفس السبب !

اما المرحله الانتقاليه القادمه فانها تتطلب حكومه عراقيه (مشذبه) من (الحمائم) بعد ان تم (تدجينها) لتكون وديعه وتستعمل للزينه وبالشكل الذي يضمن عدم وصول أي من (الصقور) ممن يتسمون بمواقف صريحه وقويه تجاه قوات التحالف كي ما تستطيع الولايات المتحده من ارساء قواعد ومفاهيم جديده بصوره مباشره او غير مباشره تفرض (بضم التاء) على الشعب العراقي لتجعل منه سهلا في التعامل مع الغرب كما ان هذه السياسه ستّمكن قوات التحالف التي ستبقى سنه على الاقل من تاسيس جيش عراقي جديد يكون ولائه للولايات المتحده ليكون ضامنا حقيقيا لمصالحها اذا ما حدث شيئا لم يكن بالحسبان أي شبيه لحاله (تركيا) .

اما أي سيكون موقع الجلبي من هذه الجوله في هذه الحرب ؟

اعتقد ان دوره سيكون في المرحله القادمه التي تلي سنه 2005 أي بعد استلام السلطه كامله واجراء انتخابات حيث سيكون دوره قويا ومؤثرا في تلك المرحله اذ انه لايرتضي دورا اقل من صقر يحوم في السماء العاليه للعراق وهذا ما لايتناسب مع مشروع (بريمر- الابراهيمي) ولذلك كان لرفضه الحالي المساير للمشروع الامريكي والذي يدبره (بريمر) للعراق اثرا كبيرا في كشفه قسما منه وهذا بالتاكيد ما يتطابق باحلام الشارع العراقي ولهذا اذا ما استمر على مواقفه تلك فانه سيكون حينها ممثلا حقيقيا ينتخبه الشارع بكفاءه وهذا ما قصده في لقاءه مع قناة العربيه من ان قوات التحالف قد اعطته وساما وهو يتشرف به.

 

 

لنا عوده ان شاء الله

 

بهلول الحكيم

Bahlol58@hotmail.com

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...