Jump to content
Baghdadee بغدادي

John Adams for Iraqis


Recommended Posts

أفكار في الحكومة

Thoughts on Government

في رسالة رجل نبيل إلى صديقه

John Adams (1) بقلم

ترجمة: د. علي عبد الأمير صالح

سيدي العزيز- لو كنت كفوءاً بمهمة وضع خطة لحكومة مستعمرة من المستعمرات, سأشبع غروري مع طلبك, وأكون سعيداً جداً في الاستجابة لك, لأنه طالما ان علم السياسة المقدس هو علم السعادة الاجتماعية وان نعم المجتمع تعتمد كلياً على قوانين الحكومة, أي حكومة , وهي عموماً أعراف استمرت على مدى أجيال عدة فبالنسبة لعقد مطبوع على حب الخير ليس ثمة خدمة مقبولة اكثر من البحث وراء الأفضل .

بوب(2) أطرى الطغاة كثيراً جداً حين قال:

"عن أشكال الحكومة دع المغفلين يتناقشون ذلك الشكل المدبر جيداً هو الأفضل "

لا شيء يمكن ان يكون مفصلاً اكثر من هذا القول إلا ان الشعراء يطالعون التاريخ كي يجمعوا الأزاهير وليس الثمار انهم يهتمون بالصور الخيالية وليس بجوهر القوانين الاجتماعية. لا شيء مؤكداً من تاريخ الأمم وطبيعة الإنسان اكثر من الحقيقة القائلة ان بعض أشكال حكومة ما هي ملائمة لنحو افضل بسبب كونها تدار بصورة افضل من الأشكال الأخرى .

ينبغي لنا ان نأخذ في الاعتبار ما هي غاية الحكومة قبل ان نقرر ما هو الشكل الأفضل. فيما يتعلق بهذه المسألة كل السياسيين التأمليين سوف يؤيدون الفكرة القائلة ان سعادة المجتمع هي غاية أي حكومة من الحكومات. كما ان كل الفلاسفة السماويين والأخلاقيين سوف يؤيدون الرأي القائل ان سعادة الفرد هي غاية الإنسان.

انطلاقا من هذا المبدأ ينتج ان شكل الحكومة الذي ينقل الطمأنينة, الراحة, الأمان أو بكلمة واحدة السعادة, إلى اكبر عدد منم الأشخاص بأعظم درجة, هذا الشكل هو الأفضل.

كل الباحثين المتزنين وراء الحقيقة سواء القدماء جداً أو الحديثين, الوثنيين والمسيحيين اعلنوا ان سعادة الإنسان فضلاً عن كرامته تكون في الفضيلة. كونفوشيوس, زرادشت, سقراط, والنبي محمد (ص), ناهيك عن ذكر السلطات المقدسة فعلاً, اتفقوا على هذا الأمر.

إذا كان ثمة شكل من أشكال الحكومة, إذا يكون مبدأه وأساسه هو الفضيلة, أليس كل امروء عاقل يعترف به كونه محسوباً حساباً أفضل لتعزيز السعادة العامة أكثر من أي شكل آخر للحكومة؟ الخوف هو أساس معظم الحكومات, إلا ان هذا الخوف عاطفة دنيئة جداً ووحشية جداً, ويجعل البشر الذين يهيمن على صدورهم بلهاء جداً وبائسين جداً, ذلك ان الأمريكيين لن يكونوا ميالين إلى الموافقة على أي قانون سياسي يستند إليه ( أي الخوف) .

الشرف مقدس حقاً, إلا انه يشغل مرتبة أدنى في سلم التفوق الأخلاقي مقارنة بالفضيلة.الحق ,ان السابق(أي الشرف) ما هو إلا جزأ من الأخيرة (أي الفضيلة) وبنا على ذلك ليس له طموحات مساوية كي يسند هيكل الحكومة منتجة لسعادة الإنسانية ,ان أساس كل حكومة من الحكومات هو مبدأ ما أو عاطفة ما في أذهان الناس ,ان اكثر المبادئ نبلا واكثر المشاعر كرما في طبيعة الإنسانية ,إذا,لها افضل الفرص المؤاتية كي تدعم اكثر نماذج الحكومة نبلا وسخاءً.

ينبغي أن يكون المرء لا مبالياً للأقوال الساخرة للإنكليز المعاصرين اذا ما ذكر في أثناء رفقتهم أسماء سيدني (3), هاربختون(4), لوك(5), ملتون(6), نيدهام, نيفيل(7), بيرنيت, وهودلي. ما من ضرورة لقليل من الجلد كي يعترف المرء انه قرأهم. ان الحالة البائسة لهذا البلد, على أي حال, على مدى السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية, قد ذكرتني مراراً بمبادئهم واستنتاجاتهم... سوف يقنعون أي عقل نزيه, ان ليس هناك حكومة جيدة, إلا الحكومة الجمهورية.

ذلك ان الجزء الثمين فقط من الدستور البريطاني هو هكذا, لأن التعريف الدقيق للحكومة الجمهورية هو إنها" إمبراطورية القوانين, وليست إمبراطورية الناس". أي ان الحكومة الجمهورية هي افضل الحكومات, بحيث ان ترتيباً خاصاً لسلطات المجتمع, او, بكلمات أخرى, ذلك الشكل الحكومي المستنبط بأفضل صورة كي يضمن تنفيذاً نزيهاً ومضبوطاً للقوانين, هو افضل الجمهوريات.

من بين الجمهوريات ثمة نوع لا ينضب, لأن التوحيدات الممكنة لسلطات المجتمع قادرة على أحداث تغييرات لا تعد ولا تحصى.

بما ان الحكومة الجيدة هي إمبراطورية القوانين, كيف يمكنك ان تسن قوانينك؟ في مجتمع كبير, يسكن بلداً شاسعاً, انه شيء مستحيل ان يجتمع الكل لسن القوانين. الخطوة الضرورية الأولى, إذا, هو ان نفوض السلطة من الكثيرين إلى أقلية من اكثر فئات المجتمع حكمةً وحباً للخير. لكن استناداً إلى أي قواعد ستختار ممثليك؟ هل ستوافق على عدد وكفاءات الأشخاص الذين سينالون حظوة الاختيار, أم انك ستظم هذا الامتياز إلى ساكني مساحة معينة من الأرض؟

تكمن الصعوبة الرئيسية, ويجب بذل اكبر اهتمام, في تكوين(تشكيل) هذه المجموعة النيابية (التمثيلية). هذه المجموعة يجب ان تكون في نسختها المصغرة جداً صورة دقيقة للشعب ككل. هذه المجموعة ينبغي ان تفكر , تشعر, تستنبط, وتتصرف كالشعب تماماً كي يكون من مصلحة هذه المجموعة ان تقيم العدل الصارم في الأزمنة كلها, يجب ان يكون تمثيلاً متوازناً, أو , بكلمات أخرى, ان المصالح المتكافئة بين الناس يجب ان تكون لها مصالح متكافئة فيها (أي في المجموعة). ينبغي لنا ان نبذل العناية الكبرى كي ننجز هذا العمل, وكي نمنع قيام انتخابات غير عادلة, متحيزة, ومحرفة . هذه الترتيبات, على أية حال, ربما من الأفضل القيام بها في أزمنة ذوات هدوء اكبر من هدوء الوقت الحاضر; وأن هذه الترتيبات سوف تبرز نفسها للوجود طبيعياً, حين تغدوا سلطات الحكومة كلها في أيدي أصدقاء الشعب. في هذه الآونة, سيكون أمرا مأموناً جداً ان نتقدم في كل الأساليب الراسخة, التي ألفها الشعب بحكم العادة .

ان تمثيل الشعب رفي مجموعة واحدة يتم الحصول عليها, ينبثق سؤال يقول, هل ستترك سلطات الحكومة: التشريعية, التنفيذية, والقضائية كلها في أيدي هذه المجموعة؟ في اعتقادي ان الشعب, أي شعب, لا يستطيع ان يكون حراً على مدى زمن طويل, ولا حتى سعيداً إلى الأبد, إذا كانت حكومته تنحصر في مجموعة واحدة.

ان اسبابي لهذا الرأي هي كما يلي:

1. تكون المجموعة المنفردة ميالة إلى كل ضروب الرذائل, الحماقات , وسهولة الانقياد نحو الأثم التي يمتاز بها الفرد, وتخضع إلى نوبات الفكاهة, نوبات الانفعال, والى تحليقات من الحماسة, التحيزات , أو التحامل, وبالنتيجة يسفر ذلك نتائج متهورة وقرارات خرقاء. وهذه الأغلاط كلها ينبغي تصحيحها والعيوب يجب ان تحل محلها قوى مسيطرة من نوع ما.

2. ان المجموعة المنفردة ميالة إلى ان تكون جشعة, وعاجلاً أو آجلا لن تتردد في ان تستثني نفسها من الأعباء, التي سوف تلقيها, من دون وخز الضمير, على ناخبيها في دائرة انتخابية معينة.

3. ان المجموعة المنفردة ميالة إلى ان تنمي طموحاتها , وبعد انقضاء ردح من الزمن لن تتردد في ان تعلن نفسها سرمدية. كان هذا أحد أخطاء] البرلمان طويل الأجل[ ; لكن بصورةٍ استثنائية اكثر( برلمان طويل الأجل) لهولندا الذي أعلنت مجموعته :

أولاً: كونهم سنويين, ومن ثم انهم سيبقون لمدة سبع سنوات وبعدها أعلنوا انهم سيبقون مدى الحياة, وبعد بضع سنوات وبسبب حدوث المراكز الشاغرة الناجمة عن الوفاة وغيرها من الأسباب توجب عليهم ان يملؤنها بأنفسهم من دون ان يرجعوا إلى ناخبيهم مطلقاً .

4. ان أي مجموعة تمثيلية مع إنها مؤهلة جداً إلى ابعد حد وضرورية إلى ابعد حد, كونها فرعاً من السلطة التشريعية هي غير مؤهلة لاستخدام السلطة التنفيذية بسبب الحاجة إلى صفتين ضروريتين هما : التكنم وسرعة الإنجاز.

5. ان أي مجموعة تمثيلية هي كذلك مؤهلة بصورة اقل لان تكون سلطة قضائية لأنه كبيرة العدد, بطيئة جداً, وقليلة المهارة في القوانين.

6. لأن أي مجموعة منفردة المالكة لسلطات الحكومة كلها سوف تسن قوانين مؤقتة لمصلحتها الخاصة, تجعل القوانين كلها مؤقتة لمصلحتها الخاصة وتعتبر الخلافات كلها في مصلحتها لخاصة.

لكن هل تبقى السلطة التشريعية كلها في يد مجموعة واحدة؟

معظم الأسباب آنفة الذكر تنطبق بصورة متساوية كي تبرهن على ان السلطة التشريعية ينبغي ان تكون اكثر تعقيداً, يمكننا ان نضيف إليها لو ان السلطة التشريعية هي كلياً بيد مجموعة واحدة والسلطة التنفيذية بيد فرد واحد, هاتان السلطتان سوف تعارضان إحداهما الأخرى وتتجاوز كل منهما على الأخرى, إلى ان ينتهي الخلاف بالعداء والسلطة كلها التشريعية والتنفيذية ستكون مغتصبة من قبل الأقوى .

السلطة القضائية في حالة كهذه لن تستطيع ان تسوي الخلافات, وان تحفظ التوازن بين السلطتين المتنافستين لأن السلطة التشريعية سوف تقوضه وهذا يكشف ضرورة أيضا منح السلطة التنفيذية رأيا رافضاً للسلطة التشريعية فبخلاف ذلك سوف تتعدى هذه بصورة مستمرة على تلك كي نتفادى هذه المخاطر دعنا نشكل مجموعة متميزة كوسيط بين الفرعين المتطرفين للهيئة التشريعية الفرع الذي يمثل الشعب, وذلك الذي اكتسب السلطة التنفيذية.

دع المجموعة التمثيلية بعدئذ تُنتخب بوساطة الاقتراع السري, من بين نفسها أو من بين ناخبيها او من كليهما, مجموعة متميزة, التي من اجل السهولة, سوف نسميها مجلساً قد يتكون هذا المجلس من أي عدد تشاء لنق 20 أو 30 عضواً ويجب ان يملك ممارسةً حرة ومستقلة لقراره وبالنتيجة صوتا رافضاً في الهيئة التشريعية.

هاتان المجموعتان المؤلفتان هكذا واللتان تكونان الأجزاء المتممة للهيئة التشريعية, دعهما تتحدان, وبواسطة الاقتراع السري المشترك اختر حاكماً الذي , بعد ان يتخلى عن معظم شارات الهيمنة تلك المسماة امتيازات, يجب ان يملك وجوداً حراً ومستقلاً لقراره, ويكون أيضا جزءاً متمماً للهيئة التشريعية. أنا اعرف ان هذا قابل للاعتراضات, وإذا ما شئت, يمكنك ان تجعل منه رئيساً فقط للمجلس, كما هو جاري في ولاية كونيكتكات. لكن بما ان الحاكم مطوق بالسلطة التنفيذية بموافقة المجلس, في اعتقادي ينبغي له ان يكون ذا موقف رافض للسلطة التشريعية. إذا كان منتخباً سنوياً كما يجب ان يكون عليه, يكون لديه دوماً تبجيل وعاطفة كبيرين نحو الناس, نحو ممثليهم ومستشاريهم, أي, بالرغم من منحك ايه ممارسة مستقلة لقراره, فأنه قلما يستخدمها ضد المؤسستين, عدا الحالات التي تكون منفعتها العمومية جلية, وبعض الحالات من هذا الطراز تحدث.

في الضرورة الحالية للشؤون الأمريكية, حينما, يفعل البرلمان , نطرد خارج الحماية الملكية, وبالنتيجة نصرف من ولاءنا للدولة وقد أمسى ضرورياً ان نفترض حكومة من اجل أمننا العادل, الحكم, نائب الحاكم(في ولاية أمريكية, الوزير, أمين الصندوق, المندوب, النائب العام, يجب ان يتم اختيارهم بالاقتراع السري المشترك لكلتا المؤسستين. وهذه وكل الانتخابات الأخرى بخاصة انتخاب النواب(في البرلمان) والمستشارين, يجب ان تكون سنوية, لن يكون في دائرة العلوم برمتها حقيقة عامة ناجحة اكثر من الحقيقة التالية:" حيثما تنتهي الانتخابات السنوية تبدأ العبودية ".

هؤلاء العظماء, فيما يتعلق بهذا الأمر, يجب ان يكونوا مرة واحدة في السنة,

" أشبه بفقاعات فوق بحر محمل بالقضية ترتفع الفقاعات, تنفجر,والى البحر تعود".

هذا الأمر سوف يعلمهم الفضائل السياسية العظيمة للتواضع, الصبر, والاعتدال,من دون هذه يغدو كل امرؤ في السلطة حيواناً مفترساً ضارياً.

هذا الأسلوب في تشكيل المناصب الكبيرة للدولة سوف يقدم حلاً جيداً للحاضر ,لكن إذا ثبت من خلال التجربة انه غير مناسب ,الهيئة التشريعية ,ربما ,عندما تتاح لها الفرصة,تبتكر طرائق أخرى لخلقها ,من خلال انتخابات الشعب عموما ,كما في كونيكتيكات,أو من الجائز ان توسع المدة المحددة التي يتم اختيارهم لها إلى سبعة أعوام ,أو ثلاثة أعوام,أو مدلى الحياة ,أو إدخال أي متغييرات أخرى يجد المجتمع إنها تجلب له الراحة ,الأمان ,الحرية,أو بكلمة واحدة :السعادة.

ان تعاقب المناصب كلها ,بالإضافة إلى تعاقب الممثلين والمستشارين,له مؤيدون,هذا التعاقب كوفح بالرغم من وجود خلافات مقبولة ظاهريا,وسوف تلازمه ,لا ريب,حسنات كثيرة,وإذا كان المجتمع يملك عددا كافيا من الشخصيات المناسبة كي يوفر هكذا تعاقب, لا أرى أي اعتراض على ذلك. هؤلاء الأشخاص من الجائز ان يُسمح لهم بالخدمة مدة ثلاثة أعوام, ومن ثم يتم الاستغناء عنهم مدة ثلاثة أعوام, أو أي مدة زمنية طالت أو قصرت.

أي سبعة أو تسعة أعضاء من المجلس التشريعي ربما يستطيعون ان يشكلوا النصاب, وان يؤدوا عملهم كمجلس استشاري, وأن يقدموا النصيحة للحاكم في استخدام, الفرع التنفيذي من السلطة, وفي فعاليات الدولة كلها.

الحاكم يجب ان تكون له قيادة الميليشيا وجيوشكم كلها. ان سلطة العفو يجب ان تكون مناطة بيد الحاكم والمجلس.

الحكام, القضاة وكل الموظفين الآخرين, مدنيين وعسكريين, يجب تسميتهم وتعيينهم من قبل الحاكم, مع مشورة وموافقة المجلس, ما لم تختار حكومة اكثر شعبية; إذا فعلت هذا, كل الموظفين, مدنيين وعسكريين, ربما يتم اختيارهم بوساطة الاقتراع السري المشترك لكلتا المؤسستين; أو, كي نحافظ على استقلالية وأهمية كل مؤسسة, بوساطة الاقتراع السري لمؤسسة واحدة, بالتعاون مع المؤسسة الأخرى. الأشراف (جمع شريف وهو عمدة البلدة) يجب اختيارهم من قبل المالكين الأحرار لأراضي الأقاليم(المقاطعات); وهكذا يجب اختيار مسجلي العقارات وكتبة المقاطعات.

الموظفون كلهم يجب ان تكون لهم مهمات, تحت سيطرة الحاكم وضمان المستعمرة.

ان كرامة واستقرار الحكومة بكل فروعها, السلوك الأخلاقي للشعب, وكل نعمة من نعم المجتمع تعتمد كثيراً جداً على إدارة للعدالة مستقيمة أخلاقياً وحاذقة, ذلك ان السلطة القضائية يجب ان تكون متميزة عن كلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية, ومستقلة عن كلتيهما, حين تكون هكذا تصبح مخلصا للاثنتين, طالما ان الاثنتين ينبغي فحصهما فيما يتعلق بهذا الأمر. القضاة, إذا, ينبغي ان يكونوا دوماً رجال فهم وخبرة في القوانين, رجالاً ذوي أخلاق نموذجية, ذوي صبر وجلد كبيرين, هدوء , رباطة جأش, ويقظة. أذهانهم يجب ان تلهو بالمصالح المتضاربة, يجب ان لا يكونوا معتمدين على أي فرد أو على أي مجموعة من الأفراد. من أجل تحقيق هذه الغايات, يجب عليهم ان يحافظوا على منزلتهم الرفيعة مدى الحياة في مناصبهم, او بكلماتٍ أخرى, مهماتهم يجب ان يتخللها سلوك حسن, ورواتبهم تُحقق وتُثبت بوساطة القانون. ذلك ان سوء التصرف, الاستجواب الواسع من قبل المستعمرة, مؤسسة الممثلين, سوف تتهمهم بالتقصير أمام الحاكم والمجلس, حيث يكون لهم الوقت الكافي والفرصة المناسبة للدفاع عن أنفسهم, لكن, اذا ما تم الاقتناع بالأمر يجب تنحيتهم عن مناصبهم, وإخضاعهم إلى عقوبات أخرى يعتقد بأنها مناسبة.

ان قانون الميليشيا, الذي يحتاج إلى البشر كلهم, أو مع اسثثناءات قليلة جداً فضلاً عن حالات الضمير, ينبغي تجهيزهم بالأسلحة والذخيرة, وتدريبهم في مواسم معينة, ويحتاج إلى المقاطعات, المدن الصغيرة, أو المقاطعات الصغيرة الأخرى, التي يجب تجهيزها بمواد خام عمومية من الذخيرة وأدوات التخندق, وببعض الخطط الراسخة لنقل المؤن وراء الميليشيا حين تتقدم للدفاع عن بلدها ضد أي اجتياحات مباغتة; ويحتاج إلى تجهيز بعض المقاطعات بمدافع ميدان, وبسريات Matrosses, وربما ببعض الوحدات العسكرية من الخيالة(الفرسان), هذا القانون هو دوماً عُرف حكيم, و, في الظروف الحالية لبلدنا, لا غنى عنها.

ان قوانين التربية العقلية للشبيبة, بخاصة الطبقة الدنيا من الشعب, حكيمة جداً الى ابعد حد ومفيدة, ذلك انه بالنسبة للعقل الإنساني والكريم, لا يُعد أي أنفاق من اجل هذا الغرض تبذيراً.

ان ذكر القوانين الانفاقية (أي قوانين أنفاق المال وبخاصة فيما يتصل بالطعام والكساء) سوف يثير الابتسام. ما إذا كان أبناء بلدنا يملكون الحكمة والفضيلة الكافيتين كي يذعنوا, لا اعرف هذا; ألا ان سعادة الشعب من الجائز ان يتم تعزيزها كثيراً بوساطتها, والدخل المدخر يكون كافياً كي تتواصل هذه الحرب إلى الأبد. الاقتصاد في الأنفاق هو دخل هائل فضلاً عن كونه يعالجنا من أنواع الخيلاء وضروب الطيش وأشكال الحماقات هذه كلها تريقات حقيقية للفضائل العظيمة الرجالية الحربية كلها.

لكن ألا يجب ان تتواصل المهمات كلها باسم الملك؟ كلا . لماذا لا يجب ان تتواصل أيضا على النحو التالي (مستعمرة-إلى أزب أطيب التحيات) ويتم اختيارها من قبل الحاكم؟.

لم لا تكون الأوامر الملكية بدلاً من ان تكون باسم الملك تتواصل هكذا(مستعمرة –إلى الشريف"العمدة") والمجموعة ويتم اختبارها من قبل رئيس المحكمة؟ .

لم لا تنتهي الاتهامات بـ" ضد سلام مستعمرة-وكرامتها؟" ان دستورا يتأسس على هذه المبادئ يدخل المعرفة إلى أفراد الشعب ويلهمهم كرامة واعية كي يصبحوا أحراراً, محاكاة عامة تحدث تجعل الفكاهة الجيدة, المخالطة الاجتماعية, السلوكيات الجيدة والأخلاق الحميدة عمومية. ذلك التنامي في العاطفة الذي تلهمه حكومة كهذه تجعل عامة الناس شجعاناً ومغامرين ذلك الطموح الذي تلهمه إياه تجعله متزنين, مجدين ومقتصدين. ستجد بينه بعض الأناقة أغلب الظن, إنما المزيد من الصلابة, قليل من المسرة, إنما مقدار كبير من العمل, بعض التهذيب, إنما الكثير من الكياسة واللطف. إذا قارنت بلداً كهذا مع أقاليم الهيمنة سواء الملكية منها أو الأرستقراطية سوف تتخيل نفسك في الجنة أو النعيم .

إذا توجب على المستعمرات ان تتخذ الحكومات بصورة منفصلة فيجب ان تترك كلياً لاختيارها الخاص للأشكال وإذا ما توجب وضع دستور قاري فيجب تشكيل برلمان يضم تمثيلاً عادلاً وكافياً للمستعمرات أما سلطته فيجب ألا تقتصر على الحالات : الحرب, التجارة, النزاعات بين مستعمرة ومستعمرة, البريد والأراضي غير المستولى عليها من التاج البريطاني كما أُصطلح على تسميتها هذه المستعمرات في ظل هكذا أشكال من الحكومة, وفي هكذا اتحاد لن تقهرها الحكومات الملكية في اوربا كلها.

كلانا أنت وأنا صديقي العزيز جيء بنا إلى الحياة في زمنٍ كان يرغب فيه اعظم مشرعي العصور القديمة في الحياة. كم قليل من الجنس البشري حدث ان استمتعوا قبلاً بفرصة اختيار الحكومة اكثر من فرصة اختيار الهواء, التراب أو الطقس لأنفسهم أو لأولادهم متى قبل العهد الحالي, امتلك ثلاثة ملايين من البشر السلطة الكاملة والفرصة العادلة كي يشكلوا ويؤسسوا اكثر الحكومات حكمةً وسعادةً تستطيع ان تبتكرها الحكمة الإنسانية؟ آمل ان تفيد نفسك وتفيد بلدك من ذلك الفهم الواسع والمثابرة التي لا تتعب والتي تملكها, كي تساعده في تشكيل اكثر الحكومات سعادةً وتكوين افضل شخصية في شعب عظيم. بالنسبة لي شخصياً, ينبغي لي ان التمسك كي تُبقي اسمي بعيداً عن الأنظار, ذلك ان هذه المحاولة الضعيفة, إذا ما عُرف إنها تعود إلى, سوف ترغمني على ان اطبق على نفسي تلك الأبيات الشعرية لـ جون ملتون الخالد, في واحدةٍ من سونيتاته:

"لم أفعل شيئاً غير ان أحث الجيل على التخلي عن عوائقه

بوساطة القواعد المعروفة للحرية القديمة جداً

حين تطوقني مباشرةً ضوضاء بربرية

ضوضاء, البومات, طيور الوقواق, الحمير, القردة, والكلاب".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 هوامش:

1. جون آدمز John Adams (1735-1826): أول نائب رئيس جمهورية (1789-1797), وثاني رئيس جمهورية(1797-1801) للولايات المتحدة الأمريكية.

2. بوب (الكسندر بوب) Pope(1688-1744) : شاعر انجليزي يعتبر أهم الشعراء في تأريخ الأدب الإنجليزي.

3. سيدني (السير فيليب سيدني)Sidney( 1554-1586): جندي وشاعر وكاتب ورجل بلاط إنجليزي.

4. هارنجتون (جيمس هارنجتون)Harrington (1611-1677): كاتب سياسي انجليزي. كتابه "أوقيانوسات الكومنولث The commonwealth ocean " (1656) يصف المجتمع اليوتوبي, ويدافع عن الدستور المكتوب والأقتراع السري, وحكومة من نبلاء البلاد.

5. لوك(جون لوك) Locke (1632-1704): فيلسوف إنجليزي. عارض نظرية الحق الألهي وقال بأن الأختبار أساس المعرفة.

6. ملتون(جون ملتون) Milton (1608-1674): شاعر انجليزي. يعتبر أعظم شعراء الأنجليز بعد شكسبير. أشهر اثاره ملحمة " الفردوس المفقودParadise lost " العام 1667.

7. نيفيل( ريجارد نيفيل) Neville(1428-1471): نبيل إنجليزي حارب من أجل اليوركيين في حروب الورود wars of the Roses محافظاً على العرش . قتل في معركة (1471) في بارنيت حين استعاد ادوارد الرابع عشر.

 

§ المصدر:

تشارلس فرانسيس آدمز

أعمال جون آدمز, الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية عشرة مجلدات, بوستونLittle and Brown, العام 1851 مستقى من المجلد الرابع الصفحات 189-200.

مُفسدون في جهنم

مجرد عقاب من الله المسالم شعر/جيم جيرارد

ترجمة /د. علي عبد الأمير صالح.

 

 

في معظم تفكيرنا حتى الأن

في الانواحي الأقبح من البغضاء

Link to comment
Share on other sites

Guest Guest_Tajer

Very interesting article , small fonts though!

 

Thoughts on Government

في رسالة رجل نبيل إلى صديقه

John Adams (1) بقلم

ترجمة: د. علي عبد الأمير صالح

سيدي العزيز- لو كنت كفوءاً بمهمة وضع خطة لحكومة مستعمرة من المستعمرات, سأشبع غروري مع طلبك, وأكون سعيداً جداً في الاستجابة لك, لأنه طالما ان علم السياسة المقدس هو علم السعادة الاجتماعية وان نعم المجتمع تعتمد كلياً على قوانين الحكومة, أي حكومة , وهي عموماً أعراف استمرت على مدى أجيال عدة فبالنسبة لعقد مطبوع على حب الخير ليس ثمة خدمة مقبولة اكثر من البحث وراء الأفضل .

بوب(2) أطرى الطغاة كثيراً جداً حين قال:

"عن أشكال الحكومة دع المغفلين يتناقشون ذلك الشكل المدبر جيداً هو الأفضل "

لا شيء يمكن ان يكون مفصلاً اكثر من هذا القول إلا ان الشعراء يطالعون التاريخ كي يجمعوا الأزاهير وليس الثمار انهم يهتمون بالصور الخيالية وليس بجوهر القوانين الاجتماعية. لا شيء مؤكداً من تاريخ الأمم وطبيعة الإنسان اكثر من الحقيقة القائلة ان بعض أشكال حكومة ما هي ملائمة لنحو افضل بسبب كونها تدار بصورة افضل من الأشكال الأخرى .

ينبغي لنا ان نأخذ في الاعتبار ما هي غاية الحكومة قبل ان نقرر ما هو الشكل الأفضل. فيما يتعلق بهذه المسألة كل السياسيين التأمليين سوف يؤيدون الفكرة القائلة ان سعادة المجتمع هي غاية أي حكومة من الحكومات. كما ان كل الفلاسفة السماويين والأخلاقيين سوف يؤيدون الرأي القائل ان سعادة الفرد هي غاية الإنسان.

انطلاقا من هذا المبدأ ينتج ان شكل الحكومة الذي ينقل الطمأنينة, الراحة, الأمان أو بكلمة واحدة السعادة, إلى اكبر عدد منم الأشخاص بأعظم درجة, هذا الشكل هو الأفضل.

كل الباحثين المتزنين وراء الحقيقة سواء القدماء جداً أو الحديثين, الوثنيين والمسيحيين اعلنوا ان سعادة الإنسان فضلاً عن كرامته تكون في الفضيلة. كونفوشيوس, زرادشت, سقراط, والنبي محمد (ص), ناهيك عن ذكر السلطات المقدسة فعلاً, اتفقوا على هذا الأمر.

إذا كان ثمة شكل من أشكال الحكومة, إذا يكون مبدأه وأساسه هو الفضيلة, أليس كل امروء عاقل يعترف به كونه محسوباً حساباً أفضل لتعزيز السعادة العامة أكثر من أي شكل آخر للحكومة؟ الخوف هو أساس معظم الحكومات, إلا ان هذا الخوف عاطفة دنيئة جداً ووحشية جداً, ويجعل البشر الذين يهيمن على صدورهم بلهاء جداً وبائسين جداً, ذلك ان الأمريكيين لن يكونوا ميالين إلى الموافقة على أي قانون سياسي يستند إليه ( أي الخوف) .

الشرف مقدس حقاً, إلا انه يشغل مرتبة أدنى في سلم التفوق الأخلاقي مقارنة بالفضيلة.الحق ,ان السابق(أي الشرف) ما هو إلا جزأ من الأخيرة (أي الفضيلة) وبنا على ذلك ليس له طموحات مساوية كي يسند هيكل الحكومة منتجة لسعادة الإنسانية ,ان أساس كل حكومة من الحكومات هو مبدأ ما أو عاطفة ما في أذهان الناس ,ان اكثر المبادئ نبلا واكثر المشاعر كرما في طبيعة الإنسانية ,إذا,لها افضل الفرص المؤاتية كي تدعم اكثر نماذج الحكومة نبلا وسخاءً.

ينبغي أن يكون المرء لا مبالياً للأقوال الساخرة للإنكليز المعاصرين اذا ما ذكر في أثناء رفقتهم أسماء سيدني (3), هاربختون(4), لوك(5), ملتون(6), نيدهام, نيفيل(7), بيرنيت, وهودلي. ما من ضرورة لقليل من الجلد كي يعترف المرء انه قرأهم. ان الحالة البائسة لهذا البلد, على أي حال, على مدى السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية, قد ذكرتني مراراً بمبادئهم واستنتاجاتهم... سوف يقنعون أي عقل نزيه, ان ليس هناك حكومة جيدة, إلا الحكومة الجمهورية.

ذلك ان الجزء الثمين فقط من الدستور البريطاني هو هكذا, لأن التعريف الدقيق للحكومة الجمهورية هو إنها" إمبراطورية القوانين, وليست إمبراطورية الناس". أي ان الحكومة الجمهورية هي افضل الحكومات, بحيث ان ترتيباً خاصاً لسلطات المجتمع, او, بكلمات أخرى, ذلك الشكل الحكومي المستنبط بأفضل صورة كي يضمن تنفيذاً نزيهاً ومضبوطاً للقوانين, هو افضل الجمهوريات.

من بين الجمهوريات ثمة نوع لا ينضب, لأن التوحيدات الممكنة لسلطات المجتمع قادرة على أحداث تغييرات لا تعد ولا تحصى.

بما ان الحكومة الجيدة هي إمبراطورية القوانين, كيف يمكنك ان تسن قوانينك؟ في مجتمع كبير, يسكن بلداً شاسعاً, انه شيء مستحيل ان يجتمع الكل لسن القوانين. الخطوة الضرورية الأولى, إذا, هو ان نفوض السلطة من الكثيرين إلى أقلية من اكثر فئات المجتمع حكمةً وحباً للخير. لكن استناداً إلى أي قواعد ستختار ممثليك؟ هل ستوافق على عدد وكفاءات الأشخاص الذين سينالون حظوة الاختيار, أم انك ستظم هذا الامتياز إلى ساكني مساحة معينة من الأرض؟

تكمن الصعوبة الرئيسية, ويجب بذل اكبر اهتمام, في تكوين(تشكيل) هذه المجموعة النيابية (التمثيلية). هذه المجموعة يجب ان تكون في نسختها المصغرة جداً صورة دقيقة للشعب ككل. هذه المجموعة ينبغي ان تفكر , تشعر, تستنبط, وتتصرف كالشعب تماماً كي يكون من مصلحة هذه المجموعة ان تقيم العدل الصارم في الأزمنة كلها, يجب ان يكون تمثيلاً متوازناً, أو , بكلمات أخرى, ان المصالح المتكافئة بين الناس يجب ان تكون لها مصالح متكافئة فيها (أي في المجموعة). ينبغي لنا ان نبذل العناية الكبرى كي ننجز هذا العمل, وكي نمنع قيام انتخابات غير عادلة, متحيزة, ومحرفة . هذه الترتيبات, على أية حال, ربما من الأفضل القيام بها في أزمنة ذوات هدوء اكبر من هدوء الوقت الحاضر; وأن هذه الترتيبات سوف تبرز نفسها للوجود طبيعياً, حين تغدوا سلطات الحكومة كلها في أيدي أصدقاء الشعب. في هذه الآونة, سيكون أمرا مأموناً جداً ان نتقدم في كل الأساليب الراسخة, التي ألفها الشعب بحكم العادة .

ان تمثيل الشعب رفي مجموعة واحدة يتم الحصول عليها, ينبثق سؤال يقول, هل ستترك سلطات الحكومة: التشريعية, التنفيذية, والقضائية كلها في أيدي هذه المجموعة؟ في اعتقادي ان الشعب, أي شعب, لا يستطيع ان يكون حراً على مدى زمن طويل, ولا حتى سعيداً إلى الأبد, إذا كانت حكومته تنحصر في مجموعة واحدة.

ان اسبابي لهذا الرأي هي كما يلي:

1. تكون المجموعة المنفردة ميالة إلى كل ضروب الرذائل, الحماقات , وسهولة الانقياد نحو الأثم التي يمتاز بها الفرد, وتخضع إلى نوبات الفكاهة, نوبات الانفعال, والى تحليقات من الحماسة, التحيزات , أو التحامل, وبالنتيجة يسفر ذلك نتائج متهورة وقرارات خرقاء. وهذه الأغلاط كلها ينبغي تصحيحها والعيوب يجب ان تحل محلها قوى مسيطرة من نوع ما.

2. ان المجموعة المنفردة ميالة إلى ان تكون جشعة, وعاجلاً أو آجلا لن تتردد في ان تستثني نفسها من الأعباء, التي سوف تلقيها, من دون وخز الضمير, على ناخبيها في دائرة انتخابية معينة.

3. ان المجموعة المنفردة ميالة إلى ان تنمي طموحاتها , وبعد انقضاء ردح من الزمن لن تتردد في ان تعلن نفسها سرمدية. كان هذا أحد أخطاء] البرلمان طويل الأجل[ ; لكن بصورةٍ استثنائية اكثر( برلمان طويل الأجل) لهولندا الذي أعلنت مجموعته :

أولاً: كونهم سنويين, ومن ثم انهم سيبقون لمدة سبع سنوات وبعدها أعلنوا انهم سيبقون مدى الحياة, وبعد بضع سنوات وبسبب حدوث المراكز الشاغرة الناجمة عن الوفاة وغيرها من الأسباب توجب عليهم ان يملؤنها بأنفسهم من دون ان يرجعوا إلى ناخبيهم مطلقاً .

4. ان أي مجموعة تمثيلية مع إنها مؤهلة جداً إلى ابعد حد وضرورية إلى ابعد حد, كونها فرعاً من السلطة التشريعية هي غير مؤهلة لاستخدام السلطة التنفيذية بسبب الحاجة إلى صفتين ضروريتين هما : التكنم وسرعة الإنجاز.

5. ان أي مجموعة تمثيلية هي كذلك مؤهلة بصورة اقل لان تكون سلطة قضائية لأنه كبيرة العدد, بطيئة جداً, وقليلة المهارة في القوانين.

6. لأن أي مجموعة منفردة المالكة لسلطات الحكومة كلها سوف تسن قوانين مؤقتة لمصلحتها الخاصة, تجعل القوانين كلها مؤقتة لمصلحتها الخاصة وتعتبر الخلافات كلها في مصلحتها لخاصة.

لكن هل تبقى السلطة التشريعية كلها في يد مجموعة واحدة؟

معظم الأسباب آنفة الذكر تنطبق بصورة متساوية كي تبرهن على ان السلطة التشريعية ينبغي ان تكون اكثر تعقيداً, يمكننا ان نضيف إليها لو ان السلطة التشريعية هي كلياً بيد مجموعة واحدة والسلطة التنفيذية بيد فرد واحد, هاتان السلطتان سوف تعارضان إحداهما الأخرى وتتجاوز كل منهما على الأخرى, إلى ان ينتهي الخلاف بالعداء والسلطة كلها التشريعية والتنفيذية ستكون مغتصبة من قبل الأقوى .

السلطة القضائية في حالة كهذه لن تستطيع ان تسوي الخلافات, وان تحفظ التوازن بين السلطتين المتنافستين لأن السلطة التشريعية سوف تقوضه وهذا يكشف ضرورة أيضا منح السلطة التنفيذية رأيا رافضاً للسلطة التشريعية فبخلاف ذلك سوف تتعدى هذه بصورة مستمرة على تلك كي نتفادى هذه المخاطر دعنا نشكل مجموعة متميزة كوسيط بين الفرعين المتطرفين للهيئة التشريعية الفرع الذي يمثل الشعب, وذلك الذي اكتسب السلطة التنفيذية.

دع المجموعة التمثيلية بعدئذ تُنتخب بوساطة الاقتراع السري, من بين نفسها أو من بين ناخبيها او من كليهما, مجموعة متميزة, التي من اجل السهولة, سوف نسميها مجلساً قد يتكون هذا المجلس من أي عدد تشاء لنق 20 أو 30 عضواً ويجب ان يملك ممارسةً حرة ومستقلة لقراره وبالنتيجة صوتا رافضاً في الهيئة التشريعية.

هاتان المجموعتان المؤلفتان هكذا واللتان تكونان الأجزاء المتممة للهيئة التشريعية, دعهما تتحدان, وبواسطة الاقتراع السري المشترك اختر حاكماً الذي , بعد ان يتخلى عن معظم شارات الهيمنة تلك المسماة امتيازات, يجب ان يملك وجوداً حراً ومستقلاً لقراره, ويكون أيضا جزءاً متمماً للهيئة التشريعية. أنا اعرف ان هذا قابل للاعتراضات, وإذا ما شئت, يمكنك ان تجعل منه رئيساً فقط للمجلس, كما هو جاري في ولاية كونيكتكات. لكن بما ان الحاكم مطوق بالسلطة التنفيذية بموافقة المجلس, في اعتقادي ينبغي له ان يكون ذا موقف رافض للسلطة التشريعية. إذا كان منتخباً سنوياً كما يجب ان يكون عليه, يكون لديه دوماً تبجيل وعاطفة كبيرين نحو الناس, نحو ممثليهم ومستشاريهم, أي, بالرغم من منحك ايه ممارسة مستقلة لقراره, فأنه قلما يستخدمها ضد المؤسستين, عدا الحالات التي تكون منفعتها العمومية جلية, وبعض الحالات من هذا الطراز تحدث.

في الضرورة الحالية للشؤون الأمريكية, حينما, يفعل البرلمان , نطرد خارج الحماية الملكية, وبالنتيجة نصرف من ولاءنا للدولة وقد أمسى ضرورياً ان نفترض حكومة من اجل أمننا العادل, الحكم, نائب الحاكم(في ولاية أمريكية, الوزير, أمين الصندوق, المندوب, النائب العام, يجب ان يتم اختيارهم بالاقتراع السري المشترك لكلتا المؤسستين. وهذه وكل الانتخابات الأخرى بخاصة انتخاب النواب(في البرلمان) والمستشارين, يجب ان تكون سنوية, لن يكون في دائرة العلوم برمتها حقيقة عامة ناجحة اكثر من الحقيقة التالية:" حيثما تنتهي الانتخابات السنوية تبدأ العبودية ".

هؤلاء العظماء, فيما يتعلق بهذا الأمر, يجب ان يكونوا مرة واحدة في السنة,

" أشبه بفقاعات فوق بحر محمل بالقضية ترتفع الفقاعات, تنفجر,والى البحر تعود".

هذا الأمر سوف يعلمهم الفضائل السياسية العظيمة للتواضع, الصبر, والاعتدال,من دون هذه يغدو كل امرؤ في السلطة حيواناً مفترساً ضارياً.

هذا الأسلوب في تشكيل المناصب الكبيرة للدولة سوف يقدم حلاً جيداً للحاضر ,لكن إذا ثبت من خلال التجربة انه غير مناسب ,الهيئة التشريعية ,ربما ,عندما تتاح لها الفرصة,تبتكر طرائق أخرى لخلقها ,من خلال انتخابات الشعب عموما ,كما في كونيكتيكات,أو من الجائز ان توسع المدة المحددة التي يتم اختيارهم لها إلى سبعة أعوام ,أو ثلاثة أعوام,أو مدلى الحياة ,أو إدخال أي متغييرات أخرى يجد المجتمع إنها تجلب له الراحة ,الأمان ,الحرية,أو بكلمة واحدة :السعادة.

ان تعاقب المناصب كلها ,بالإضافة إلى تعاقب الممثلين والمستشارين,له مؤيدون,هذا التعاقب كوفح بالرغم من وجود خلافات مقبولة ظاهريا,وسوف تلازمه ,لا ريب,حسنات كثيرة,وإذا كان المجتمع يملك عددا كافيا من الشخصيات المناسبة كي يوفر هكذا تعاقب, لا أرى أي اعتراض على ذلك. هؤلاء الأشخاص من الجائز ان يُسمح لهم بالخدمة مدة ثلاثة أعوام, ومن ثم يتم الاستغناء عنهم مدة ثلاثة أعوام, أو أي مدة زمنية طالت أو قصرت.

أي سبعة أو تسعة أعضاء من المجلس التشريعي ربما يستطيعون ان يشكلوا النصاب, وان يؤدوا عملهم كمجلس استشاري, وأن يقدموا النصيحة للحاكم في استخدام, الفرع التنفيذي من السلطة, وفي فعاليات الدولة كلها.

الحاكم يجب ان تكون له قيادة الميليشيا وجيوشكم كلها. ان سلطة العفو يجب ان تكون مناطة بيد الحاكم والمجلس.

الحكام, القضاة وكل الموظفين الآخرين, مدنيين وعسكريين, يجب تسميتهم وتعيينهم من قبل الحاكم, مع مشورة وموافقة المجلس, ما لم تختار حكومة اكثر شعبية; إذا فعلت هذا, كل الموظفين, مدنيين وعسكريين, ربما يتم اختيارهم بوساطة الاقتراع السري المشترك لكلتا المؤسستين; أو, كي نحافظ على استقلالية وأهمية كل مؤسسة, بوساطة الاقتراع السري لمؤسسة واحدة, بالتعاون مع المؤسسة الأخرى. الأشراف (جمع شريف وهو عمدة البلدة) يجب اختيارهم من قبل المالكين الأحرار لأراضي الأقاليم(المقاطعات); وهكذا يجب اختيار مسجلي العقارات وكتبة المقاطعات.

الموظفون كلهم يجب ان تكون لهم مهمات, تحت سيطرة الحاكم وضمان المستعمرة.

ان كرامة واستقرار الحكومة بكل فروعها, السلوك الأخلاقي للشعب, وكل نعمة من نعم المجتمع تعتمد كثيراً جداً على إدارة للعدالة مستقيمة أخلاقياً وحاذقة, ذلك ان السلطة القضائية يجب ان تكون متميزة عن كلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية, ومستقلة عن كلتيهما, حين تكون هكذا تصبح مخلصا للاثنتين, طالما ان الاثنتين ينبغي فحصهما فيما يتعلق بهذا الأمر. القضاة, إذا, ينبغي ان يكونوا دوماً رجال فهم وخبرة في القوانين, رجالاً ذوي أخلاق نموذجية, ذوي صبر وجلد كبيرين, هدوء , رباطة جأش, ويقظة. أذهانهم يجب ان تلهو بالمصالح المتضاربة, يجب ان لا يكونوا معتمدين على أي فرد أو على أي مجموعة من الأفراد. من أجل تحقيق هذه الغايات, يجب عليهم ان يحافظوا على منزلتهم الرفيعة مدى الحياة في مناصبهم, او بكلماتٍ أخرى, مهماتهم يجب ان يتخللها سلوك حسن, ورواتبهم تُحقق وتُثبت بوساطة القانون. ذلك ان سوء التصرف, الاستجواب الواسع من قبل المستعمرة, مؤسسة الممثلين, سوف تتهمهم بالتقصير أمام الحاكم والمجلس, حيث يكون لهم الوقت الكافي والفرصة المناسبة للدفاع عن أنفسهم, لكن, اذا ما تم الاقتناع بالأمر يجب تنحيتهم عن مناصبهم, وإخضاعهم إلى عقوبات أخرى يعتقد بأنها مناسبة.

ان قانون الميليشيا, الذي يحتاج إلى البشر كلهم, أو مع اسثثناءات قليلة جداً فضلاً عن حالات الضمير, ينبغي تجهيزهم بالأسلحة والذخيرة, وتدريبهم في مواسم معينة, ويحتاج إلى المقاطعات, المدن الصغيرة, أو المقاطعات الصغيرة الأخرى, التي يجب تجهيزها بمواد خام عمومية من الذخيرة وأدوات التخندق, وببعض الخطط الراسخة لنقل المؤن وراء الميليشيا حين تتقدم للدفاع عن بلدها ضد أي اجتياحات مباغتة; ويحتاج إلى تجهيز بعض المقاطعات بمدافع ميدان, وبسريات Matrosses, وربما ببعض الوحدات العسكرية من الخيالة(الفرسان), هذا القانون هو دوماً عُرف حكيم, و, في الظروف الحالية لبلدنا, لا غنى عنها.

ان قوانين التربية العقلية للشبيبة, بخاصة الطبقة الدنيا من الشعب, حكيمة جداً الى ابعد حد ومفيدة, ذلك انه بالنسبة للعقل الإنساني والكريم, لا يُعد أي أنفاق من اجل هذا الغرض تبذيراً.

ان ذكر القوانين الانفاقية (أي قوانين أنفاق المال وبخاصة فيما يتصل بالطعام والكساء) سوف يثير الابتسام. ما إذا كان أبناء بلدنا يملكون الحكمة والفضيلة الكافيتين كي يذعنوا, لا اعرف هذا; ألا ان سعادة الشعب من الجائز ان يتم تعزيزها كثيراً بوساطتها, والدخل المدخر يكون كافياً كي تتواصل هذه الحرب إلى الأبد. الاقتصاد في الأنفاق هو دخل هائل فضلاً عن كونه يعالجنا من أنواع الخيلاء وضروب الطيش وأشكال الحماقات هذه كلها تريقات حقيقية للفضائل العظيمة الرجالية الحربية كلها.

لكن ألا يجب ان تتواصل المهمات كلها باسم الملك؟ كلا . لماذا لا يجب ان تتواصل أيضا على النحو التالي (مستعمرة-إلى أزب أطيب التحيات) ويتم اختيارها من قبل الحاكم؟.

لم لا تكون الأوامر الملكية بدلاً من ان تكون باسم الملك تتواصل هكذا(مستعمرة –إلى الشريف"العمدة") والمجموعة ويتم اختبارها من قبل رئيس المحكمة؟ .

لم لا تنتهي الاتهامات بـ" ضد سلام مستعمرة-وكرامتها؟" ان دستورا يتأسس على هذه المبادئ يدخل المعرفة إلى أفراد الشعب ويلهمهم كرامة واعية كي يصبحوا أحراراً, محاكاة عامة تحدث تجعل الفكاهة الجيدة, المخالطة الاجتماعية, السلوكيات الجيدة والأخلاق الحميدة عمومية. ذلك التنامي في العاطفة الذي تلهمه حكومة كهذه تجعل عامة الناس شجعاناً ومغامرين ذلك الطموح الذي تلهمه إياه تجعله متزنين, مجدين ومقتصدين. ستجد بينه بعض الأناقة أغلب الظن, إنما المزيد من الصلابة, قليل من المسرة, إنما مقدار كبير من العمل, بعض التهذيب, إنما الكثير من الكياسة واللطف. إذا قارنت بلداً كهذا مع أقاليم الهيمنة سواء الملكية منها أو الأرستقراطية سوف تتخيل نفسك في الجنة أو النعيم .

إذا توجب على المستعمرات ان تتخذ الحكومات بصورة منفصلة فيجب ان تترك كلياً لاختيارها الخاص للأشكال وإذا ما توجب وضع دستور قاري فيجب تشكيل برلمان يضم تمثيلاً عادلاً وكافياً للمستعمرات أما سلطته فيجب ألا تقتصر على الحالات : الحرب, التجارة, النزاعات بين مستعمرة ومستعمرة, البريد والأراضي غير المستولى عليها من التاج البريطاني كما أُصطلح على تسميتها هذه المستعمرات في ظل هكذا أشكال من الحكومة, وفي هكذا اتحاد لن تقهرها الحكومات الملكية في اوربا كلها.

كلانا أنت وأنا صديقي العزيز جيء بنا إلى الحياة في زمنٍ كان يرغب فيه اعظم مشرعي العصور القديمة في الحياة. كم قليل من الجنس البشري حدث ان استمتعوا قبلاً بفرصة اختيار الحكومة اكثر من فرصة اختيار الهواء, التراب أو الطقس لأنفسهم أو لأولادهم متى قبل العهد الحالي, امتلك ثلاثة ملايين من البشر السلطة الكاملة والفرصة العادلة كي يشكلوا ويؤسسوا اكثر الحكومات حكمةً وسعادةً تستطيع ان تبتكرها الحكمة الإنسانية؟ آمل ان تفيد نفسك وتفيد بلدك من ذلك الفهم الواسع والمثابرة التي لا تتعب والتي تملكها, كي تساعده في تشكيل اكثر الحكومات سعادةً وتكوين افضل شخصية في شعب عظيم. بالنسبة لي شخصياً, ينبغي لي ان التمسك كي تُبقي اسمي بعيداً عن الأنظار, ذلك ان هذه المحاولة الضعيفة, إذا ما عُرف إنها تعود إلى, سوف ترغمني على ان اطبق على نفسي تلك الأبيات الشعرية لـ جون ملتون الخالد, في واحدةٍ من سونيتاته:

"لم أفعل شيئاً غير ان أحث الجيل على التخلي عن عوائقه

بوساطة القواعد المعروفة للحرية القديمة جداً

حين تطوقني مباشرةً ضوضاء بربرية

ضوضاء, البومات, طيور الوقواق, الحمير, القردة, والكلاب".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 هوامش:

1. جون آدمز John Adams (1735-1826): أول نائب رئيس جمهورية (1789-1797), وثاني رئيس جمهورية(1797-1801) للولايات المتحدة الأمريكية.

2. بوب (الكسندر بوب) Pope(1688-1744) : شاعر انجليزي يعتبر أهم الشعراء في تأريخ الأدب الإنجليزي.

3. سيدني (السير فيليب سيدني)Sidney( 1554-1586): جندي وشاعر وكاتب ورجل بلاط إنجليزي.

4. هارنجتون (جيمس هارنجتون)Harrington (1611-1677): كاتب سياسي انجليزي. كتابه "أوقيانوسات الكومنولث The commonwealth ocean " (1656) يصف المجتمع اليوتوبي, ويدافع عن الدستور المكتوب والأقتراع السري, وحكومة من نبلاء البلاد.

5. لوك(جون لوك) Locke (1632-1704): فيلسوف إنجليزي. عارض نظرية الحق الألهي وقال بأن الأختبار أساس المعرفة.

6. ملتون(جون ملتون) Milton (1608-1674): شاعر انجليزي. يعتبر أعظم شعراء الأنجليز بعد شكسبير. أشهر اثاره ملحمة " الفردوس المفقودParadise lost " العام 1667.

7. نيفيل( ريجارد نيفيل) Neville(1428-1471): نبيل إنجليزي حارب من أجل اليوركيين في حروب الورود wars of the Roses محافظاً على العرش . قتل في معركة (1471) في بارنيت حين استعاد ادوارد الرابع عشر.

 

§ المصدر:

تشارلس فرانسيس آدمز

أعمال جون آدمز, الرئيس الثاني للولايات المتحدة الأمريكية عشرة مجلدات, بوستونLittle and Brown, العام 1851 مستقى من المجلد الرابع الصفحات 189-200.

مُفسدون في جهنم

مجرد عقاب من الله المسالم شعر/جيم جيرارد

ترجمة /د. علي عبد الأمير صالح.

 

 

في معظم تفكيرنا حتى الأن

في الانواحي الأقبح من البغضاء

 

   

 

1 User(s) are reading this topic (1 Guests and 0 Anonymous Users)

0 Members:

« Next Oldest | By members مقالات الاعضاء | Next Newest »

 

 

 

Close Topic Options

Track this topic

Receive email notification when a reply has been made to this topic and you are not active on the board.

 

Subscribe to this forum

Receive email notification when a new topic is posted in this forum and you are not active on the board.

 

Download / Print this Topic

Download this topic in different formats or view a printer friendly version.

 

 

    Forum Home Search Help  Insider's posts أعمده المقيمين في الداخل  - Iraqis للعراقيين  - Non Iraqis لغير العراقيين Comments ملاحظات  - About the site حول الموقع  - Common debate مناقشات عامه Politics سياسه  - Hot issues سياسه ساخنه  - By members مقالات الاعضاء  - Stories under Saddam قصص عراقيه ايام صدام general عامه  - Iraqi Jokes نكات عراقيه  - Sports الرياضه  - Arts فن  - News Women المرأه  - Women's Rights حقوق المرأه Religion دين  - Islamic faith دين اسلامي Iraqi cuisine مطبخ عراقي  - Health & Food الغذاء والصحة  - Iraqi dishs اكلات عراقيه Profession مهن  - Engineering هندسه  - Medical طبيه  - Education تعليم  - Sciences علوم  - Philosophy فلسفه Kids اطفال  - School مدرسه  - Games ,Under 12 please العاب شباب Youth  - School جامعات Teen (19-13) مراهقين  - Education تعليم  - General عامه Languages لغات  - Spanish اسباني 

 

 

 

 

[ Script Execution time: 0.0603 ]  [ 11 queries used ]  [ GZIP Enabled ]

 

 

Powered by Invision Power Board(U) v1.3 Final © 2003  IPS, Inc.

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...