Jump to content
Baghdadee بغدادي

انظروا كم هو رائع: عراق حر جديد يولد


Recommended Posts

An Article by Arab Qatar sholar A. Alnsarii..

 

 

انظروا كم هو رائع: عراق حر جديد يولد

تاريخ النشر: الإثنين21/6/2004, تمام الساعة 01:08 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة

 

 

د. عبدالحميد الأنصاري- كاتب قطري:- المسلسل الإرهابي اليومي المستمر الذي يحصد الأرواح البريئة في العراق بدأ يتصاعد بقرب حلول نقل السيادة في 30/،6 وهو اذ يجد وقوده اليومي في فضائياتنا وبخاصة الجزيرة و العربية المؤججة للصراع، وفي منابرنا المحرضة علي العنف وفي الرموز المهللة لما يحصل في الساحة العراقية وفي تدخلات اقليمية لا تريد للعراق استقراراً، كل ذلك يجب ان لا يحجب عنا إنجازاً عظيماً يحدث هناك، هو بعث جديد لعراق حر يتمتع بالسيادة الكاملة، عراق جديد يولد من بين الأنقاض والدمار والدماء ليعيد الي شعبه كرامته وعزته وليكون عوناً لأمته وسنداً لجيرانه وأشقائه ونموذجاً في البناء والتقدم. الصحف تبشرنا من الآن ومن قبل موعد نقل السلطة بأن العراقيين بدأوا بممارسة السلطة كاملة بعد اختيار الياور رئيساً للجمهورية و علاوي رئيساً للحكومة، حالياً يتولي العراقيون المسؤولية وقد أصبح خبراء التحالف مجرد استشاريين لهم. ذلك يوم مشهود، يوم نقل السيادة حيث يقوم برايمر بتقديم اعلان مكتوب الي رئيس مجلس القضاء العراقي يعترف فيه بسيادة العراق كاملة ويعلن انتهاء الاحتلال رسمياً وقد أكد الرئيس الأمريكي ان دور قوات التحالف سيقتصر علي مساندة القوات العراقية بعد نقل السلطة لضمان أمن العراق، وسيقود العراقيون بلدهم الي السيادة والحرية والاستقرار.

 

من كان يصدق هذه التطورات السريعة؟

 

قبل عام ونصف، أعلنت أمريكا انها ستخلص الشعب العراقي من نظامه الذي جثم علي صدره 3 عقود، اذاقه فيها المر والهوان وبدد ثروته ودمر مقدراته وكان هذا الشعب المغلوب علي أمره يستصرخ أشقاءه العرب فلا مجيب!

 

ولبَّت أمريكا النداء، وضحت بأبنائها، وصرفت المليارات، وخلصت الشعب العراقي من الكابوس الظالم.

 

وقالت أمريكا ان الشعب العراقي سيستعيد حريته ويتولي حكم نفسه، وها هي أمريكا تفي بما قالت وتسلم السلطة قبل موعدها!

 

وتعهدت أمريكا بإعادة إعمار العراق واسقاط الديون العراقية البالغة 120 مليار دولار، وها هي أمريكا تلتزم بتعهداتها كاملة، لقد خصصت ميزانية ضخمة تتجاوز 4.18 مليار دولار للإعمار.

 

وقام الرئيس الأمريكي بجهد خارق لإقناع الثمانية الكبار وبخاصة روسيا وفرنسا وألمانيا بالتنازل عن الديون ونجح في اسقاط أكثر من نصفها هناك الآن في العراق دستور ضامن للحريات وحقوق الانسان لا يضاهيه أي دستور عربي، فالعراق وهو في وضع الاحتلال، البلد العربي الوحيد الذي يتظاهر فيه الناس ضد حكومتهم.

 

لقد سال مداد كثير في الصحف، وتعالت الصرخات من فوق المنابر، وجاهدت فضائياتنا لتصور لنا المخططات الأمريكية لتغيير خريطة الشرق الأوسط والأطماع الأمريكية في البترول العراقي، والغزو الاسرائيلي عبر بوابة العراق، وتأكد الآن ان كل ذلك أوهام وخيالات وضلالات مبعثها الكراهية المرضية لأمريكا لا غير.

 

ولو أرادت أمريكا أن تتلكأ في نقل السلطة لوجدت العشرات من المبررات الجاهزة من العمليات الارهابية ولما ذهبت الي مجلس الأمن لتحصل علي قرار اجماعي بعودة السيادة الكاملة.

 

لقد قلنا ونقول ان تخليص الشعب المضطهد من نظامه العدواني، هدف مشروع قانوناً وشرعاً وعقلاً، وهو تحرير وليقل المكابرون والمعاندون والمنافقون ما شاءوا.

 

حسناً فعلت أمريكا اذ لم تستمع الي نصائح الأوروبيين المذعورين الذين يقولون كثيراً ولا يفعلون شيئاً، ولو فعلت ذلك لما استعاد الشعب العراقي حريته.

 

نعم لأمريكا أخطاؤها والشعب الأمريكي هو أول من يقر بذلك ويحاسب حكومته قبلنا، ولكن من الظلم والبهتان ان نجحد أن لأمريكا -أيضاً- ايجابياتها. تري من كان بوسعه تخليص العالم من الأنظمة المستبدة؟

 

لقد خلّصت أمريكا العالم من ستة أنظمة دكتاتورية من بعد سقوط جدار برلين -نورييغا، ميلوسفيتش، نيكاراغوا، هايتي، الملا عمر، صدام ومن قبل -ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية.

 

دعونا نتصور العالم بوجود هؤلاء الآن! دعونا نتصور كيف كان حال البوسنة والكويت والعراق لو اهتمت امريكا بالمكر الفرنسي أو ألقت بالاً بالشغب الألماني أو راعت التحذير الروسي؟

 

قال علي عزت رئيس البوسنة سنة 1993 لو لم يأت الأمريكيون لانقاذنا ما بقي مسلم علي قيد الحياة في يوغسلافيا، واما الأوروبيون فلا يفعلون شيئاً سيستمرون في النقاش: هل نتدخل عسكريا أم لا؟ حتي يتم القضاء علينا الذين راهنوا علي الحلول الدبلوماسية وقرارات الأمم المتحدة واهمون، فالطغاة لن يرحلوا إلا اذا سقطت القنابل! أمريكا ليست دولة استعمارية ولا تاريخ استعماريا لها مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا واسبانيا وايطاليا -وثبت تاريخياً ان امريكا ما دخلت عسكرياً في بلد لإزاحة نظامه المستبد إلا تركته أكثر حرية وأفضل اقتصادياً وعندنا مثالان بارزان ألمانيا واليابان هؤلاء الذين يقرعون الأجراس لملثمي الفلوجة والنجف هل تعرفون ماذا فعلوا عندما خلا لهم الجو في المدينتين؟

 

لقد أعاد ملثمو العقل والوجه حكم طالبان المقبور، حرقوا دار السينما ومحلات الفيديو، وال CD، وجلدوا المخالفين لقوانينهم وشهروا بهم وفرضوا الحلاقة الاسلامية ومنعوا لعب الدومينو في المقاهي وحرموا الأحزاب السياسية وهددوا الفتيات غير المحجبات وبثوا الذعر والرعب في النفوس وأرهبوا -تقرير الشرق الأوسط عن جمهورية الفلوجة الاسلامية 6/6/2004- تلك هي أفعال المجاهدين الذين تطبل لهم فضائياتنا ويدعوا لهم مشايخنا بالنصر، لقد استدرجوا مؤخراً ثمانية من سائقي الشاحنات من الشيعة الي الفلوجة وقتلوهم وأحرقوا جثثهم -الشرق الأوسط 16/6- هؤلاء المجرمون الملثمون تصفهم فضائياتنا ومنابرنا بالمجاهدين، وتكتب عنهم صحفنا مشيدة بمقاومتهم الوطنية! أي جهاد وأية مقاومة في قتل الأبرياء وتدمير أنابيب البترول وتفجير الممتلكات العامة وكما قال الرئيس الأمريكي: الإرهابيون في العراق لا يحاربون قوات أجنبية بل الشعب العراقي، هم ليسوا أعداء أمريكا بل أعداء الحرية والأمل انظر كم عدد القتلي من الشعب العراقي مقارنة بقتلي الحلفاء.

 

اذا كان ما يحصل هناك جهاداً ومقاومة فلم لا يذهب من يؤيدهم ويبارك لهم لينال أجر الشهادة!.

 

إن أمر هؤلاء الذين يؤيدون الملثمين في الفلوجة عجيب فهم يباركون أعمالهم الإجرامية في العراق ويصفونها جهاداً بينما يصفون نفس العمل الإجرامي في الرياض إرهاباً مع ان الجهة واحدة والفئة واحدة والعمل الإجرامي واحد بنص بيان الزرقاوي الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات السعودية والعراق والمنشور في موقع القلعة الأصولي في رسالة استنجاد الي بن لادن. حيث يقول فيها: أنهم يسابقون الزمن لتشكيل كتائب تتولي السيطرة علي البلاد مع اقتراب موعد تشكيل الحكومة الموعودة أملاً في إفساد مساعي الحكومة العراقية ويقول: اذا فشلنا في السيطرة، علينا المغادرة الي أرض أخري لحمل راية الإسلام أو يختارنا الله كشهداء -الشرق الأوسط 16/6.

 

هناك عراق جديد ينبعث، عراق الغد والمستقبل، سينهض من وسط كل هذا الجنون المدمر متحدياً قوي الشر والتخلف، ذلك مكر التاريخ كما يقول تركي الحمد، وكما يعرفه هيغل ذلك المكر الذي يسري في بنية المجتمعات -رغماً عنها وفي غفلة منها- ليحدث تغييرات نوعية تبدل وجه الحياة والتاريخ والمجتمعات، وهو الذي قال فيه كتابنا الخالد من قبل وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ويقول ومكروا مكراً ومكرناً مكراً وهم لا يشعرون صدق الله العظيم.

 

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...