Jump to content
Baghdadee بغدادي

مالعمل كي يصبح العراق غنيا


Recommended Posts

مالعمل كي يصبح العراق غنيا

سالم بغدادي

نيسان 2011
العراق بلد فقير , فحتى يمكن ان نصل الى مستوى متوسط عائد للمواطن العراقي بمستوى الاماراتي وليس الكويتي اوالامريكي الاعلى عالميا , نحن بحاجه بالاضافه الى امور اخرى الى ان نزيد معدل انتاج نفطنا خمسه عشر ضعف اي ان نصدر ثلاثين مليون برميل يوميا.وهو امر مستحيل من الناحيه التقنيه و مالدينا من نفط . مالعمل؟ نحن بحاجه الى مصدر رزق اخر حتى يمكننا دخول عالم الدول الغنيه. ماهو برايكم؟
طبعا السؤال الاول ولماذا فقط النفط؟ الجواب بسيط . خلال السبعين السنه الماضيه كان و لايزال النفط هو مصدر الدخل شبه الوحيد للدوله العراقيه حيث لاتقل نسبه عائداته في الميزانيه عن تسعين بالمائه. فخلال هذه الفتره كان العراق واقتصاده رهينه لمعدل انتاج النفط وسعره في الاسواق العالميه كما هو الحال في باقي دول المنطقه النفطيه و لاتوجد مؤشرات حقيقيه على تغيير هذه المعادله في الامد القريب
.
السؤال الثاني الذي ممكن طرحه, ماهي العوامل الاخرى في حاله افتراض امكانيه الوصول الى مستحيل معدل انتاج ثلاثون مليون برميل يوميا؟ الجواب توفر نظام الحكم الرشيد ولااعني به نظام معين بحد ذاته ولكن نظام يخدم الوطن والمواطن. وهذا مستحيل اخر تنفيه وقائع السبعين سنه الماضيه نفسها , على الاقل في المستقبل المنظور
السؤال الثالث, وحيث ان امكانيه الاعتماد على النفط و الحكم الرشيد تبدو معدومه, ماهي المقترحات للفتره القادمه كي نبدأ نعمل عليها. طبعا الجواب السهل هو البحث عن مصادر اخرى. ولكن ماهي هذه المصادر؟ اسهل هذه المصادر هو السيطره على حقول نفط اخرى خارج العراق وهو امر حاول صدام تجربته باحتلال منابع النفط في ايران ومن ثم في الكويت ولكنه فشل فشلا ذريعا في الامرين بالرغم من توفر عوامل القوه والاستفراد في حينه. الامر الاخر هو الزراعه, وهذا لايبدو امرا ممكنا في الوقت الحاضر على الاقل لانعدام الطبقه والاراده القادره على اداره نهضه زراعيه بسبب ارتباط ذلك بالحكم الرشيد لان الزراعه استثمار طويل الامد ناهيك عن الانخفاض المريع في المصادر المائيه حيث يتوقع في ظل التناقص المفتعل والطبيعي المتزايد ان يتحول العراق الى دوله صحراويه خلال الخمسين سنه القادمه. اما فكره الاعتماد على الصناعه فانها تبدو من ترف الافكار حيث لاتتوفر ابسط مستلزمات البنى التحتيه ماعدا المواد الاوليه والتي هي بحاجه الى استثمارات هائله لغرض تصنيعها. وفي احسن الاحوال فان كلا الجانبين الزراعي و الصناعي لن يسد سوى جزء بسيط من متطلبات الامن الغذائي و الاقتصادي في ظل ما نعانيه من عدم استقرار
هل معنى ذلك ان الحاله ميؤسا منها وانه لن يمكننا العيش كما يعيش البشر؟
لااعتقد ان الامر بهذه القتامه, فهناك فرص ممكنه حتى في ظل الوضع الراهن . مثلا نحن نبيع النفط الخام فلو عملنا على بيعه مصفى فان العائد سيزداد بحوالي عشرين ضعف. وهنا ياتي السؤال, ولكنك تقول ان الامر بحاجه الى استثمارات هائله
.
الجواب ربما بسيط : نربط عقود تراخيص الانتاج بعقود تصفيه وبنسبه معينه. مثلا في العقود الحاليه كان الاهتمام الرئيسي هو في الحصول على اقل كلفه لانتاج النفط عملا بالفكره البدائيه التي تقول ان التاجر الجيد هو من يربح اكثر وهو امر مفهوم دوافعه في ظل الخوف من مستوى الفساد المستشري في مفاصل الدوله خلال الثلاثين سنه الماضيه بسبب غياب الوازع الوطني والاخلاقي وقد كانت عقود الشهرستاني الاخيره نموذجا مثاليا بحق وبشهاده حتى الاعداء من حيث منتهى الشفافيه و الحرص على المصلحه العامه. ولكن هذا المبدأ ربما يكون اكثر ملائمه لبياع المفرد وليس لتاجر الجمله. في التعريف الحديث, التاجر الجيد هو من يجد الشريك التجاري الافضل والافضل هنا ياتي من خلال مبدأ الون-ون اي ربح الطرفين. اعطيك ارباح اكثر ولكن على ان تعطيني ارباح اكثر. طبعا هذا المبدأ لايبدو سهلا هضمه فصدام كان قد اتبعه ولكن مقابل ثمن دعم دكتاتوريه نظام حكمه سياسيا وعسكريا
في ظل النظام الديمقراطي الجديد تبقى عوامل اخرى تمنع مثل هذه التعاقدات .فهناك تخوف المخلصين على قلتهم من تهم الفساد من خلال التلاعب على حساب المصلحه العامه و عدم الاستعداد بالتضحيه بالسمعه الشخصيه من خلال اتخاذ قرارت جريئه و انعدام الخبره التجاريه في اداره مثل هذه التعاقدات المعقده واقتصارها على الخبره السياسيه و الشخصيه و العلميه ان وجدت
ولكن هذا لايمنع من ان نحاول وعلى الاقل في العقود الجديده القادمه. ففي ظل تزايد الطلب المضطرد وخصوصا بعد كارثه اليابان وعوده التوجه العالمي نحو النفط كمصدر مضمون وامين للطاقه وقله المكتشف المتوفر فانه يمكن طرح مبادى جديده للتراخيص. مثلا اعطيك فرصه لنسبه ربح اكبر على ان نستثمر المنتج في منشات تصفيه وتصدير داخل وخارج العراق ومن ثم نتفق على توزيع العائد للمصفى بدلا من الخام. اي اننا نتفق على نفط مصفى وليس نفط خام . ربما يقول البعض ان هذا النموذج متحقق لحد بسيط في عقود شركه شل لتسييل الغاز المتعثره , السؤال هو لماذا لانعممه ونوسعه على النفط الخام. ولربما يقول اخر وما المانع من التعامل مع النفط المنتج حاليا ومستقبلا على هذا الاساس
بالطبع هذا هو الوضع المثالي بان نضع استراتيجيه ان لانبيع نفطا خام بعد كذا سنه وندخل الصناعه النفطيه المباشره او الاستثمار . المشكله ان هذا بحاجه الى دخول مستثمرين كبار جدا بينما نحن لازلنا نعاني من دخول حتى الصغار منهم . من خلال ربط الانتاج بالتصفيه وجعل ذلك من مميزات الاحاله سيتوفر لنا عاملا اضافيا لتشجيع المستثمر
بالتاكيد هذا مقترح عام وبحاجه الى دراسه معمقه ولكني اطرحه كمثال لأفكار ايجابيه كي ادعو النخبه الى المساهمه في اغناء التجربه العراقيه بما يمكن عمله في المرحله القادمه فالامر ليس محصورا بنقد الجانب السياسي او الاجتماعي السلبي فقط التي ارى اننا نجعلها اطارنا الفكري الوحيد. ربما لان النقد يستحق ذلك وربما لاننا لانملك ادوات البناء , بل الهدم فقط وكما هي عاده من يريد ان يبقى في هامش التاريخ
[/size]
Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...