Jump to content
Baghdadee بغدادي

كيف يتمكن العراق من تحديد مصيره


Recommended Posts

عندما يتكلم الاكاديميون فليسكت كل السياسيين

 

مقال الدكتور علي علاوي على النيويورك تايمز

هل عرفنا الان لماذا استبدل الدكتور علاوي بمهندس كل خبرته انه كان يشتغل في الشورجه مع والده على اعترافه هو ومن ثم بطبيب لم يعرف عن وزاره الماليه الابمقدار ما يدفعه من ضريبه عن وارد عيادته. الا سحقا للمحاصصه وتبا لنا من جهله لا نعرف ما ينفعنا وما يضرنا

سالم

 

 

النسخه الانكليزيه

http://www.nytimes.com/2012/01/02/opinion/...p;smid=fb-share

 

علي علاوي

كيف يتمكن العراق من تحديد مصيره؟

 

العراق الذي خلفته الولايات المتحدة وراءها في الشهر الماضي مختلف اختلافا جذريا عن البلد الذي غزته في العام 2003. فقد ولت عبارات التعزية والسلوان الساذجة في "الحرب على الارهاب" واقامة الديمقراطية. فالسياق الجيوبولتيكي الذي ورثته اميركا للعراق يتحدد الان بخمسة تحديات خطيرة.

 

اول تلك التحديات هو ان العراق في محور المواجهة الاميركية ـ الايرانية؛ فهو المكان الوحيد الذي واجه فيه الجيش الاميركي مباشرة ميليشيا تدعمها ايران.

 

وثانيها ان العراق يقف وسط صراع من اجل التفوق الاقليمي بين ايران والسعودية. فملوك السعودية يعارضون الحكومة الايرانية الحالية لكنهم لا يعارضون بالضرورة النظام الايراني نفسه؛ ولعل من حسن الحظ انهم يستطيعون التعايش مع قيادة ايرانية مختلفة عن الحالية، كما كان عليه حالهم في التسعينيات.

 

وثالثهما ان في الوقت الذي تعود فيه تركيا ثانية لتعزز وجودها في الشرق الاوسط، من اجل مواجهة ايران وترويج رؤيتها الخاصة في التيار الاسلامي المحدَّث، فالعراق يقف في الوسط ايضا. اذ ان تركيا راعية الكتلة البرلمانية التي يهيمن عليها السنة، العراقية، واكبر مصدر للاستثمارات في منطقة كردستان العراقية. وتركيا ايضا منغمسة بشؤون حكومة اقليم كردستان، بغية ان تكون قريبة قربا وثيقا من حركة اكرادها الانفصاليين، المستقرة في شمال العراق.

 

ورابعها ان كردستان العراق منطقة تشهد عمرانا، ومن المرجح كثيرا انها ستنعطف باتجاه شكل معين من اشكال الاستقلال الفعلي. ثم انها قريبة اصلا من هذا الوضع. وما مشهد نائب الرئيس العراقي الهارب، طارق الهاشمي، المتحصن في كردستان بعيدا عن متناول بغداد، الا اوضح برهان على هذا. كما ان نجاح حكومة اقليم كردستان في توفير الامن والخدماتـ على النقيض من سجل الحكومة المركزية الكئيب الذي يغذي الان المطالب الداعية الى اقامة مناطق حكم ذاتي اخرى في العراق، ما يطرح تحديا ضخما بوجه الدولة العراقية المتمركزة والمتعسكرة تاريخيا.

 

واخر التحديات يمثله مناخ المنطقة الراهن الذي يشم منه رائحة انفجار طائفي وشيك. فاليوم، يبدو ان تكرار تلك الكارثة امر ممكن تماما. ذلك ان انتصار سياسيين شيعة يخفي مشاعر قلق من سيادة مجتمعهم. فوسائط الاعلام، بخاصة القنوات الفضائية الناطقة بالعربية، تطفح بمشاعر طائفية هجومية وقحة وتسهم بتشكيل مناخ متأزم ينذر بكارثة وشيكة ـ تحرض عليها أعداد غير قليلة من الاعمال الشنيعة التي تصدر عن رجال دين متزمتين وجهلة، والمستقاة في الغالب من الايديولوجيا الوهابية المتعصبة. لقد استعمل المؤرخ الفرنسي فيرنان بروديل تعبير "طويل اجل" ليصف كيف ان التغيرات السوسيوـ اقتصادية العميقة والبنى التكنولوجية تستنفد مُددا زمنية طويلة. فدور مثل هكذا تبدلات في تحديدها تاريخ المجتمعات والامم هو بمستوى اهمية الاحداث السياسية والازمات الضخمة. يمر الشرق الاوسط اليوم باضطراب ذي شقين له ابعاد واسعة: فثمة تغيرات سريعة جدا في المناخ، ونقص في امدادات المياه، ونمو حضري، وتدهور بيئي، واختلالات دائمة في الاقتصاد والموارد، وانفجارات سكانية تترافق مع اندلاع حروب، واحتلالات، وتدخلات اجنبية، ونزاعات اهلية ودينية، وانتفاضات شعبية. وهذا الاجل الاطويل يمارس تاثيره الان على العراق.

 

تعتمد معيشة العراقيين اعتمادا مفرطا على دولة تستند الى مورد وحيد. فقد انهارت الزراعة فعليا؛ ونضبت انظمة الانهار الكبيرة في بلاد ما بين النهرين؛ وتلاشت طرق التجارة التي كانت قائمة على موقع العراق الجغرافي المتفرد؛ وضمرت خطوط النقل. اما التجار واصحاب المشاريع فهم مجرد حلقات اعادة تدوير ثروة تملكها الدولة وتولدها الدولة والمجتمع الذي كان في السابق منفتحا ومتكيفا ثقافيا ودينيا حلت محله جماعات منعزلة ومغلقة في معسكرات. لقد اثبتت الدول العربية كلها التي ورثت الامبراطورية العثمانية انها غير مستقرة، ميالة للعنف واهدافا سهلة لتدخلات الاجنبي وسيطرته. وبتركه غير مكبوح الجماح، سيبقى العراق رهينة منطقة مضطربة موجود هو فيها ـ ورهينة ثمن النفط. هذا هو ميراث العراق، لكن ينبغي ان لا يكون قدره المحتوم. اذ على العراق ان يعيد تصور الشرق الاوسط، بانشاء اقتصاد جديد، وبنى امنية وسياسية تلم بلدان الشرق الاوسط بنسيج يجمع بعضها البعض في الوقت الذي يعمل فيه على تكييف التنوع الاثني والديني في المنطقة مع بعضه.

 

في الحرب الاميركية ـ الايراينة الباردة، ينبغي من العراق ان يمانع الانجرار الى مواجهة مع هذا الطرف او ذاك. فلدينا مصالح حقيقية لدى كلا الجانبين وبمقدورنا اداء دور مهم في التوسط بينهما بل حتى يمكننا نزع فتيل هذا الصراع.

 

وبشأن الصراع الاقليمي بين السعودية وايران، يتوجب على العراق الوقوف الى جانب العدالة والانصاف من خلال الدفع باتجاه اقامة انتخابات حرة ونزيهة، وتشكيل حكومة تمثيلية، ومنح الاقليات حقوقها وسيادة القانون في اماكن مثل البحرين وسورية ولبنان واليمن.

 

وينبغي من العراق ان يرحب بعودة تركيا الى الشرق الاوسط، ليس بوصفها امبراطورية عثمانية بصيغة جديدة بل كمثال ناجح لاقتصاد ديناميكي متجذر في دولة ديمقراطية تحترم تراثها الاسلامي. وبوسع العراق وقف انجراف حكومة اقليم كردستان الى الاستقلال من خلال ارساء مؤسسات عراقية وطنية منفتحة ونزيهة وثقافة مدنية. وهذه هي افضل الضمانات للوحدة الوطنية.

 

واخيرا، وللحيلولة دون اندلاع حرب طائفية في الشرق الاوسط، يتوجب من العراق ان يقاوم تنطع المتطرفين ويدفع باتجاه فهم شامل للاسلام يقوض ضراوة الايديولوجيين وكراهيتهم. ان سلبية القادة العراقيين ولا مبالاتهم ازاء هذه التحديات الجوهرية تتناقض مع الشدة التي خاضوا بها معاركهم من اجل حيازة سلطة سياسية ونفوذ، والخبل الذي يبدونه في سعيهم الى الارباح المادية لانفسهم ولخلاّنهم.

 

بوسع القيادة الحكيمة والحكمة ان تأخذ بأيدينا وتخرجنا من هذا المستنقع. وان لم يحدث ذلك، فمن المرجح جدا ان تؤدي بنا القوى التي تحيق بالعراق والمنطقة الى كارثة.

 

*علي علاوي تولى منصب وزير التجارة والدفاع والمالية على التوالي في العراق بين العامين 2003 و2006. وهو مؤلف كتاب "احتلال العراق: الفوز بالحرب وخسارة السلام". والمقال نشرته جريدة نيويورك تايمز وترجمه فالح حسن فزع

.

 

Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...