Jump to content
Baghdadee بغدادي

القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء


Recommended Posts

تجشمت قراءة ذلك التهافت الممل الذي كتبه المدعو بحير عن طعنه في الدكتور زغلول النجار ، حملني فضولي عن أي دندنة يدندن الرافضة العلمانيون الجدد ! و إذا و الله أستغرب للكم الهائل من الأحقاد السوداء على هذا الرجل الطيب و المبارك و الذي عم علمه العالم الإسلامي بأسره، و قد لفق له من التهم الرخيصة ما لا ترتضيه نفس أبية!و الغريب أن الكاتب يجبن أن يظهر حقيقة معتقده كما هي عادة منكري البعث هذه الأيام بل يختبئون وراء ستار الدفاع عن القرآن و هم يحملون ضده من الأحقاد ما لا يعلم خسته إلا الله، و عندما بحثت عن جريرة الدكتور النجار لم أجد غير كيل التهم الرخيصة و تزييف كلامه، و لاأدل على ذلك من إيراد معنى الدحو في اللغة و معارضة زغلول النجار فيما زعم أنه ذهب إليه، في حين أن الدكتور يقول في غيرما موضع أن الدحو هو البسط و المد، و تهيئ الأرض لاستقرار الناس و حياتهم عليها ! فهذه المسألة هي تحصيل حاصل ! و دونكم فارجعوا إلى محاضرات الدكتور النجار فهي زاخرة بالحقائق العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم ، دون أن يعني ذلك أن المسلمين سوف يجلسون متكاسلين منتظرين العلم بمعجزات القرآن، و دون أن يحتاجوا إلى من يذكرهم بأن القرآن ليس مصنفا في الفزياء أو الصناعة الثقيلة و الدكتور النجار لا تخلوا محاضرة من محاضراته التي يلقيها في كل الدنيا من التذكير بهذه الحقيقة و القول بأن القرآن هو كتاب هداية و شريعة !فما كل هذه الجعجعة و الزمجرة الخاوية!؟

إن الحقيقة التي لا يختلف حولها مؤمنان هي صدق هذا الكتب و صدوره من الدفة إلى الدفة من الله تعالى ، وما دام الأمر كذلك فإن كل ما أخبر به القرآن هو حقائق علمية و أبدية فالقرآن الكريم قد تحدث عن السماوات و الأرض مآت المرات ! و حيث أننا نسلم بصدق كل ما في هذا القرآن فالواجب الانتباه إلى إشارات القرآن الإعجازية في الأنفس و الآفاق ، يقول القرآن أولم يتفكروا في ملكوت السماوات و الأرض ،و يقول إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم ، و يقول سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق !و تأمل هذه الآية : و هو الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء فيجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله و ينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء و يصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار .

ما كدت أمضي في السطور الأولى لذلك الغسيل الفكري المتسخ حتى أخذت رائحة كريهة تنبعث من بين سطوره تلك الرائحة المعهودة في أوساط الملاحدة المسترفضين، و الذين أضافوا إلى أحقادهم الإلحادية أحقادا رافضية على هذا القرآن و أهله، و الغريب أن هذه الفئة يخيل إليها أن القارئ العربي مستحمر يمكن سوقه كالماشية ! و ما علموا أن نفاقهم مفضوح في الزعم بأن الذي يحملهم على هذا الفجور في الخصام للقرآن و أهله إنما هو حرصهم على القرآن ! و سلامته من التأويلات الباطلة ، و هم الذين يتصيدون كل فكر شاذ منحط يتناول القرآن بالتأويل فيعضون عليه بنواجيذهم ، و يسودون وجوههم بمداده تحت يافطة مفضوحة هي حرية التأويل و التحرر من الضوابط الفقهية و الحديثية !

إن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو حقيقة من كبريات الحقائق القرآنية ، ولاتنعكس هذه الحقيقة و هما إلا في أعين الذين يمشون على رؤوسهم بدل أرجلهم ، و ما أوردتموه من أمثلة منتقاة و ملفقة من هنا و هناك من الشعر و غيره أحقر من أن تقف في وجه الحقائق الساطعة التي أخبر بها القرآن ووعد بالإخبار بها ألم يقل اله تعالى في محكم تنزيله : سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ؟ و هذه الحقائق الإعجازية إنما يعرفها الراسخون في العلم ، و المتخصصون في علوم الأنفس والآفاق ممن فتح الله بصيرتهم على معجزة الوحي الإلهي ، و ما الدكتور زغلول النجارالذي يعد مرجعا عالميا في علم الجيولوجيا إلا واحد من كوكبة من العلماء الربانيين الذين يؤيدهم الله تعالى بتأييد من عنده فيفتح لهم قلوب المومنين ، أما أولئك الذين لا محصلة لهم من العلم سوى فذلكة لغوية ملتوية سادرة في التيه الترادفي و المقابلاتي التي لا تساوي الساعات الطوال بل و العمر المديد في الاشتغال به و اجتراره ونشر غسيله إلا خسرانا في الدنيا وحسرة يوم يسأل الإنسان عن عمره فيما أفناه ؟ { أولئك الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} و الواضح أن الدعو بخير و من وراءه لا يفهم في علوم الطبيعة شئا ، يتجلى ذلك في حديثه عن سكون الشمس في مكانها ، و هي الفكرة التي كانت سائدة في أيام جاليليوا !و رغم تقدم العلم الهائل فإن صاحبنا بعد لم يدرك أن الشمس نفسها تجري في فضاء المجرة _ مجرة درب التبانة _ هي وجميع توابعها و هذه الحركة لم يكتشفها جاليليوا و إنما اكتشفتلاحقا فليس في الكون شئ ثابت لا يتحرك فكيف يزعم أن الشمس في مكانها لاتتحرك!!هذا لا يقوله اليوم تلاميذ الشهادة الابتدائية! أما أن جريان الشمس الذي نراه هو ناتج عن دوران الأرض المحوري فهذا لا ينفي جريان الشمس السابق الذكر كما هو معلوم لمن له مجرد إلمام بعلم الفلك الحديث،و لذلك يقول الله تعالى في سورة يس :{ و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } أما محاولة رد أحاديث نبوية شريفة صحيحة واردة في البخاري و مسلم بمجرد أوهام عقلية أو قصور فهم في التفسير فهي محاولة قديمة لم يجن منها الروافض سوى السراب، و إلا فإن الأخبار الغيبية عن أية ظاهرة كونية لا ينفي أسبابها المادية و انضباطها بالقوانين الكونية الفزيائية، و تأمل معي قول الحق سبحانه :{ و إن من شئ إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم }و قوله تعالى : { و لله يسجد من في السماوات و من في الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و كثير من الناس ، و كثير حق عليه العذاب } فمن أدراك أن كل حركة في هذا الكون من طواف الكهارب على النواة إلى طواف الأقمار على كواكبها إلى طواف الكواكب على نجومها و شموسها إلى طواف النجوم على مجراتها إلى ما شاء الله كل ذلك عبارة عن سجود، إن الراسخين في العلم يتلمسون ارتباط الأقدار الإلهية بكل حركة كونية ، أما السطحيون الذين قال الله تعالى فيهم : { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون } فهم في غيهم يعمهون !

و قد تجلى حقد هذه الطغمة على الإسلام في محاولتهم اليائسة الطعن في صحاح الحديث ، حيث رددوا للمرة الألف رفضهم لأحاديث نبوية قصر فهمهم الكسيح عن معرفتها فزعموا أنها مناقضة للعلم !!من ذلك حديث أن في إحدى جناحي الذبابة داء و في الآخر مضاد له، و أقاموا دنياهم الضيقة عليهم و لم يقعدوها كما لو أنهم وقعوا على ضربتهم القاضية للسنة النبوية!و الغريب أنهم يفعلون كل ذلك دون صبابة من علم، و لم يكلفوا أنفسهم الاطلاع حتى على مبادئ علم البكتيريلوجيا ، و إنما يكتفون بمنهجية السفاء من الناس ! و قد ذكر الدكتور النجار و كل الباحثين في هذا الموضوع مجموعة حقائق أثبتها علم البكتيريا لم يكلفوا أنفسهم البحث العلمي فيها، لأنهم ببساطة غير مستعدين أن يسلموا بوثوقية البخاري و سلامة صحاح السنة النبوية مما لحق كتب الطوائف الضالة من تزوير و تحريف فإن ذلك يغضب زعماءهم من موزعي صكوك الأسطورة المهدوية ، و مشجعي اللطم و جلد الظهور و شج الرؤوس ! و اللعبة لم تعد خافية !ولو أن بحير و من وراءه كانوا أكثر حضارة في مقاربتهم للوضوع لما تسرعوا في التهكم و السخرية الذين هما دائما جحر العاجزين المنهزمين، إننا اليوم نعيش عصر العلوم و الاكتشافات المجهرية ، فما بال بحير و من وراءه يقابلون الحقائق العلمية بمقاربة بدائية موغلة في العناد ! ألمجرد أن الأمر يتعلق بالذبابة ، سبحان الله كأن القرآن قد نزل اليوم يرد عليكم قال الله تعالى : إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم و أما الذين كفروا فيقولون ما ذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا و ما يضل به إلا الفاسقين } سورة البقرة إن علم البكتريولوجيا الحديث و علم البيلوجيا الدقيقة قد أثبتا حقيقة تكل عقولكم عن إدراكها و هي أن الذباب ينتج نوعا من المضادات البكتيرية إسمه العلمي هو البكتيريوفاج ( 1) مهمته القضاء على البكتيريا ، و محايدتها كيميائيا، فإذا ما سقطت الذبابة على سائل فإنها لحكمة ما تزال مجهولة دائما تسقط على جانب و احد، و قد أجريت بحوث مخبرية في أكثر من مكان تبين منها أن غمس الذبابة يؤدي إلى القضاء على البكتيريا التي تحملها الذبابة، و إذا كان أهل هذا الفن و المتخصصون فيه هم الذين قد قالوا ذلك فكان الواجب أن تطأطئوا الرأس بدل تسخيف أنفسكم إلى درجة الشفقة ، و أود هنا أن أحيلكم على ما صرح به الباحث البيولوجي الأستاذ الدكتور أمين رضا أستاذ جراحة العظام والتقويم بجامعة الإسكندرية،

يقول الدكتور أمين رضا :. رفض أحد الأطباء الزملاء حديث الذبابة على أساس التحليل العلمي العقلي لمتنه لا على أساس سنده . وامتدادًا للمناقشة الهادئة التي بدأتها هذه الجريدة أرى أن أعارض الزميل الفاضل بما يأتي :.

1- ليس من حقه أن يرفض هذا الحديث أو أي حديث نبوي آخر لمجرد عدم موافقته للعلم الحالي . فالعلم يتطور ويتغير . بل ويتقلب كذلك . فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بأنه صحيح . ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ . فإذا كان هذا هو حال العلم فكيف يمكننا أن نصف حديثًا بأنه خطأ قياسًا على نظرية علمية حالية . ثم نرجع فنصححه إذا تغيرت هذه النظرية العلمية مستقبلاً ؟.

 

2- ليس من حقه رفض هذا الحديث أو أي حديث آخر لأنه " اصطدم بعقله اصطدامًا " على حد تعبيره . فالعيب الذي سبب هذا الاصطدام ليس من الحديث بل من العقل، فكل المهتمين بالعلوم الحديثة يحترمون عقولهم احترامًا عظيمًا . ومن احترام العقل أن نقارن العلم بالجهل .

 

العلم يتكون من أكداس المعرفة التي تراكمت لدى الإنسانية جمعاء بتضافر جهودها جيلا بعد جيل لسبر أغوار المجهول . أما الجهل فهو كل ما نجهله، أي ما لم يدخل بعد في نطاق العلم . وبالنظرة المتعقلة تجد أن العلم لم يكتمل بعد ، وإلا لتوقف تقدم الإنسانية ، وأن الجهل لا حدود له ، والدليل على ذلك تقدم العلم وتوالي الاكتشافات يومًا بعد يوم من غير أن يظهر للجهل نهاية .

 

إن العالم العاقل المنصف يدرك أن العلم ضخم ولكن حجم الجهل أضخم ، ولذلك لا يجوز أن يغرقنا العلم الذي بين أيدينا في الغرور بأنفسنا ، ولا يجوز أن يعمينا علمنا عن الجهل الذي نسبح فيه ؛ فإننا إذ قلنا أن علم اليوم هو كل شيء ، وإنه آخر ما يمكن الوصول إليه أدى ذلك بنا إلى الغرور بأنفسنا، وإلى التوقف عن التقدم، وإلى البلبلة في التفكير ، وكل هذا يفسد حكمنا على الأشياء، ويعمينا عن الحق حتى لو كان أمام عيوننا، ويجعلنا نرى الحق خطأ، والخطأ حقًا فتكون النتيجة أننا نقابل أمورًا تصطدم بعقولنا اصطدامًا ، وما كان لها أن تصطدم لو استعملنا عقولنا استعمالاً فطريًا سليمًا يحدوه التواضع والإحساس بضخامة الجهل أكثر من التأثر ببريق العلم والزهو به.

 

3- ليس صحيحًا أنه لم يرد في الطب شيء عن علاج الأمراض بالذباب ؛ فعندي من المراجع القديمة ما يوصف وصفات طبية لأمراض مختلفة باستعمال الذباب ، أما في العصر الحديث فجميع الجراحين الذين عاشوا في السنوات التي سبقت اكتشاف مركبات السلفا - أي في السنوات العشر الثالثة من القرن الحالي - رأوا بأعينهم علاج الكسور المضاعفة والقرحات المزمنة بالذباب ، وكان الذباب يربي لذلك خصيصًا ، وكان هذا العلاج مبنيًا على اكتشاف فيروس البكتريوفاج القاتل للجراثيم . على أساس أن الذباب يحمل في آن واحد الجراثيم التي تسبب المرض، وكذلك البكتريوفاج الذي يهاجم هذه الجراثيم . وكلمة بكتريوفاج هذه معناها " آكلة الجراثيم " ، وجدير بالذكر أن توقف الأبحاث عن علاج القرحات بالذباب لم يكن سببه فشل هذه الطريقة العلاجية ، وإنما كان ذلك بسبب اكتشاف مركبات السلفا التي جذبت أنظار العلماء جذبًا شديدًا . وكل هذا مفصل تفصيلاً دقيقًا في الجزء التاريخي من رسالة الدكتوراه التي أعدها الزميل الدكتور أبو الفتوح مصطفى عيد تحت إشرافي عن التهابات العظام والمقدمة لجامعة الإسكندرية من حوالي سبع سنوات.

 

4- في هذا الحديث إعلام بالغيب عن وجود سم في الذباب . وهذا شيء لم يكشفه العلم الحديث بصفة قاطعة إلا في القرنين الأخيرين . وقبل ذلك كان يمكن للعلماء أن يكذبوا الحديث النبوي لعدم ثبوت وجود شيء ضار على الذباب . ثم بعد اكتشاف الجراثيم يعودون فيصححون الحديث.

 

5- إن كان ما نأخذه على الذباب هو الجراثيم التي يحملها فيجب مراعاة ما نعلمه عن ذلك :.

( أ ) ليس صحيحًا أن جميع الجراثيم التي يحملها الذباب جراثيم ضارة أو تسبب أمراضًا.

( ب ) ليس صحيحًا أن عدد الجراثيم التي تحملها الذبابة والذبابتان كاف لإحداث مرض فيمن يتناول هذه الجراثيم.

(جـ) ليس صحيحًا أن عزل جسم الإنسان عزلاً تامًا عن الجراثيم الضارة ممكن،

وإن كان ممكنًا فهذا أكبر ضرر له ، لأن جسم الإنسان إذا تناول كميات يسيرة متكررة من الجراثيم الضارة تكونت عنده مناعة ضد هذه الجراثيم تدريجيًا.

 

6- في هذا الحديث إعلام بالغيب عن وجود شيء على الذباب يضاد السموم التي تحملها ، والعلم الحديث يعلمنا أن الأحياء الدقيقة من بكتريا وفيروسات وفطريات تشن الواحدة منها على الأخرى حربًا لا هوادة فيها ، فالواحدة منها تقتل الأخرى بإفراز مواد سامة ، ومن هذه المواد السامة بعض الأنواع التي يمكن استعمالها في العلاج ، وهي ما نسميه " المضادات الحيوية " مثل البنسلين والكلوروميستين وغيرهما.

 

7- إن ما لا يعلمه وما لم يكشفه المتخصصون في علم الجراثيم حتى الآن لا يمكن التكهن به ، ولكن يمكن أن يكون فيه الكثير مما يوضح الأمور توضحيًا أكمل ؛ ولذلك يجب علينا أن نتريث قليلاً قبل أن نقطع بعدم صحة هذا الحديث بغير سند من علم الحديث، ولا سند من العلم الحديث.

 

8- هذا الحديث النبوي لم يدعُ أحدًا إلى صيد الذباب ووضعه عنوة في الإناء، ولم يشجع على ترك الآنية مكشوفة، ولم يشجع على الإهمال في نظافة البيوت والشوارع وفي حماية المنازل من دخول الذباب إليها.

 

9- إن من يقع الذباب في إنائه ويشمئز من ذلك ولا يمكنه تناول ما فيه فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

 

10- هذا الحديث النبوي لا يمنع أحدًا من الأطباء والقائمين على صحة الشعب من التصدي للذباب في مواطنه ومحاربته وإعدامه وإبادته، ولا يمكن أن يتبادر إلى ذهن أحد علماء الدين أن هذا الحديث يدعو الناس إلى إقامة مزارع أو مفارخ للذباب ، أو أنه يدعو إلى التهاون في محاربته ، ومن صنع ذلك أو اعتقد فيه فقد وقع في خطأ كبير " أ هـ.

هذا ما قاله الطبيب العالم الأستاذ الدكتور أمين رضا بلسان العلم والطب المعاصر وفيه كفاية وغنية جزاه الله خيرًا.

 

أما الحديث عن ابن باز رحمه الله ، فإن لا أحد في العالم الإسلامي يعتقد بعصمته ، بل إن أهل السنة و الجماعة الذين يمثلون أكثر من 90 في المئة من المسلمين ، لا يعتقدون العصمة في أحد من الخلق غير رسول الله ، خلافا لمن أنزل الأئمة منزلة أعلى من منزلة الرسل و الأنبياء ، ففي أصول الكافي أن أبا عبد الله ع سئل أيهما أفضل الرسول أو الإمام فقال : إن الله سمى إبراهيم نبيا قبل أن يسميه رسولا و سماه رسولا قبل أن يسميه خليلا و سماه خليلا قبل أن يسميه إماما ، و من عظمها أي الإمامة أنه قال : لا ينال عهدي الظالمين !! فهذا نص واضح في تقديم الأئمة على الرسل ، و جملة الخميني التي تقول : إن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب و لانبي مرسل ! و لذلك فإننا لا نجد غضاضة و لا حرجا في أن نقول عن بن باز أو غيره ممن لم يأخذ من علوم الطبيعة بحظ ، لقد أخطأت ، و قد رد عليه العلماء ومنهم الدكتور زغلول النجار،

أما الحديث عن تخلف المسلمين و محاولة الإيهام بأن سببه هو اعتماد المسلمين على الإعجاز العلمي في القرآن و السنة فهو لو حكاه أحد على أنه رآى هذا التحليل في المنام لاستدل به على فساد مزاجه ، و لكن أصحابنا قد اختلت لديهم الموازين ، إن تأخر المسلمين يسأل عنه العلمانيون الذين استلموا الحكم من الاستعمار منذ عشرات السنين ، فما تقدموا بالأمة شبرا، هم المسؤولون على الأمية المتفشية و على واقع المرأة و الرجل، و على التخلف الصناعي و العلمي ، هل وقف علماء الإسلام يوما ضد أية دولة أرادت أن تبني صناعات ثقيلة أو خفيفة هل اعترض العلماء المسلمون على تخصيص مقتطعات للبحث العلمي من ميزانية الدولة ؟ هل اعترض العلماء المسلمون على بناء المراكز العلمية في العالم الإسلامي ، إن محاولة جر واقع أوروبا أيام تحكم الكنيسة التي كانت تقيم للعلماء المشانق و المحارق فيما سمي عندهم بالقرون الوسطى و إلصاقه زورا على و اقعنا الإسلامي لهو ظلم عيب على أي باحث أن يتقحم فيه ، إن اختصار المسلمين في صورة كاريكاتية تستهزء منها لن ينفعك في شئ ، فالمسؤولون عن تأخر العالم الإسلامي هم أذناب الاستعمار القديم و الحديث و هؤلاء فرقتان، من يسمون بالعلمانيين و الليبراليين و التقدميين و الحداثيين، وهم المتحكمون في مصير الأمة منذ عهد قديم ن و فئة أخرى من الخونة ن و عملاء الاستعمار الجديد الذين استقدموا الاستعمار و الامبرالية العالمية إلى العالم العربي و الاسلامي كما حدث في العراق ، و هذه الفئة قد تلبس البرانيص و تتعمم بالعمائم السود و البيض و ترسر اللحى، كما فعل زعماء بعض الطوائف الضالة الموغلة في الخرافة و الكهنوتية حتى النخاع ، فإنهم يلتقون مع أعدء دين محمد من العلمانيين و اليساريين و الحداثيين ، يلتقون معهم في مهاجمة السنة المحمدية ، بل هم و الله أي اللبيراليون و الحداثيون هم عالة على كتب غلاة الروافض ، يقتاتون على موائدهم في الطعن في السنة النبوية و الحط من مكانة صحابة الرسول! و لكن هيهات! يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره و لو كره الكافرون.

كتبه أحمد الرواس

Link to comment
Share on other sites

Guest A Rouas
Thank you very much for the very thoughtfull subject about the wonderfull discoveries of Dr. Tariq may Allah reward him , I hope that you paid no attention to that very stupid and absolutly ungratefull raply of wael ; You know he is not a person who should be giving advices about the Holly Quran. If you really dont have some thing you simply can not grant it !! Plus such people are famous of hiding behind Islam only to stab it. They are simly cawards!! They are not brave enough to say the reality about their real belief.They really can not say that they do not believe in Islam . people such as wael feel as if a deadly poisonous snake had bitten them whenever a meracle of the Holy Quran was revailed ! It is just too much for them to sustain. His unfounded claim that the Saudi govenment is behind that remind me of a very famous attetude of the rawafidh ( the rejecters) whenever you face them with clear proof from the Hadiths of our Prophet (PBUH) and feel consequently that they are in the corner they will take refuge in saying that that Haddith was made by the Amawis !!

 

 

 

 

 

 

 

 

I believe these things were funded by the Saudi government, and still is....for whatever reason

 

It makes Muslims and Islam ridiculous...ya 3azizi there are other ways to tap into Science than these ways...It does not prove anything. It harms more than do any good.....The Qoran is not a scientific book and should never be considered as such. You probably know it more than I do...

 

cheers

Thank you very much for the very thoughtfull subject about the wonderfull discoveries of Dr. Tariq may Allah reward him , I hope that you paid no attention to that very stupid and absolutly ungratefull raply of wael ; You know he is not a person who should be giving advices about the Holly Quran. If you really dont have some thing you simply can not grant it !! Plus such people are famous of hiding behind Islam only to stab it. They are simly cawards!! They are not brave enough to say the reality about their real belief.They really can not say that they do not believe in Islam . people such as wael feel as if a deadly poisonous snake had bitten them whenever a meracle of the Holy Quran was revailed ! It is just too much for them to sustain. His unfounded claim that the Saudi govenment is behind that remind me of a very famous attetude of the rawafidh ( the rejecters) whenever you face them with clear proof from the Hadiths of our Prophet (PBUH) and feel consequently that they are in the corner they will take refuge in saying that that Haddith was made by the Amawis !!

Link to comment
Share on other sites

I believe these things were funded by the Saudi government, and still is....for whatever reason

 

It makes Muslims and Islam ridiculous...ya 3azizi there are other ways to tap into Science than these ways...It does not prove anything. It harms more than do any good.....The Qoran is not a scientific book and should never be considered as such. You probably know it more than I do...

 

cheers

Thank you very much for the very thoughtfull subject about the wonderfull discoveries of Dr. Tariq may Allah reward him , I hope that you paid no attention to that very stupid and absolutly ungratefull raply of wael ; You know he is not a person who should be giving advices about the Holly Quran. If you really dont have some thing you simply can not grant it !! Plus such people are famous of hiding behind Islam only to stab it. They are simly cawards!! They are not brave enough to say the reality about their real belief.They really can not say that they do not believe in Islam . people such as wael feel as if a deadly poisonous snake had bitten them whenever a meracle of the Holy Quran was revailed ! It is just too much for them to sustain. His unfounded claim that the Saudi govenment is behind that remind me of a very famous attetude of the rawafidh ( the rejecters) whenever you face them with clear proof from the Hadiths of our Prophet (PBUH) and feel consequently that they are in the corner they will take refuge in saying that that Haddith was made by the Amawis !!

Link to comment
Share on other sites

  • 5 months later...
Guest Ahmed Rouas

تجارة الإعجاز العلمى تقودنا إلى الضلال

GMT 18:45:00 2004 الأحد 7 نوفمبر خالد منتصر

 

أكذوبة الإعجاز العلمى (4)

 

 

 

[ وهم الإعجاز العلمى القرآنى سيطر على عقول القدماء كماسيطر على عقول المعاصرين، وكما تصدى الشيخ شلتوت وبنت الشاطئ لأكاذيب أصحاب بوتيكات الإعجاز حديثاً، تصدى لهم الإمام الشاطبى قديماً فى كتابه المهم "الموافقات فى أصول الشريعه "، فبعد أن تحدث الشاطبى عن عدم جواز تحميل القرآن من المعانى مالايتناسب مع كون العرب أمة أمية قال بوضوح " يجب أن لانلتمس فى القرآن ولافى الحديث مايخرج عن معهود العرب من العلوم والمعارف، وعلوم العرب مذكورة معروفة كالعلم بمواقع النجوم ومايختص بالإهتداء بها فى البر والبحر والعلم بالأنواء وأوقات نزول الأمطار وإنتشار السحاب والعلم بالتاريخ وأخبار الأمم الماضية، وهذا الصنف من المعارف ذكره القرآن فى غير ما آية. . "، هذه هى أنواع وحدود العلوم التى كانت متداولة حينذاك ولم يطلب الشاطبى من القرآن أن يتخطى هذه الحدود العلمية الضيقة، بل وأنكر أن نبحث فى القرآن عن معارف وعلوم أعلى من مستوى الأمية التى كان عليها العرب، ونقتبس هنا هذا الإستنكار فى قوله "أن كثيراً من الناس قد تجاوزوا فى الدعوى على القرآن الحد فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع مانظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها "، ويوضح الشاطبى سبب إستنكاره لأننا " إذا عرضناه على ماتقدم –من أمية العرب –لم يصح "، ولذلك السبب " ليس بجائز أن يضاف إلى القرآن مالايقتضيه، كماأنه لايصح أن ينكر منه مايقتضيه، ويجب الإقتصار فى الإستعانة على فهمه على كل مايضاف علمه إلى العرب خاصة، فيه يوصل إلى علم ماأودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ماهو أداة له ضل عن فهمه "

 

 

[ الضلال هو المصير الذى يتوقعه الإمام الشاطبى لمن يطلبون الإعجاز العلمى والتفسير الكونى فى القرآن، تخيلوا عملية التضليل والتدليس التى يقوم بها دعاة الإعجاز ويغسلون بها أدمغتنا ويزيفون وعينا بدعوى وتحت شعار أنهم يرسخون إيماننا ويثبتون لنا أننا أفضل من الجميع ديناً وعلماً، وأولى أسباب الضلال هى الكارثة المنتظرة إذا إلتمسنا علوم الطبيعة فى القرآن فإننا إن فعلنا ذلك وقلنا عن آيات أنها تحتوى على إعجاز علمى فنحن نفتح الباب لكى يرد علينا من يثبت العكس بأن هذه الآيات بها خطأ علمى، وإذا لم نلجأ للحل الذى طرحته فى البداية وهو أن نعترف بأن القرآن كان يتفاعل مع معارف وعلوم هذه الأمة الأمية كما قال الإمام الشاطبى، ونخرج من هذا الفخ ونرفع عنا الحرج بأن نطلق على مايصفونه خطأ علمياً بأنه مجرد إنعكاس وترديد ورصد لعلوم هذا العصر الذى من الممكن بل من الأكيد أن علوم زماننا تجاوزته بمراحل إذا لم نفعل ذلك فنحن نرتكب جريمة فى حق القرآن، ولكن أن نعاند ونصر على أن هذه الآيات بها إعجاز علمى فبذلك نكون قد فتحنا على أنفسنا أبواب جهنم وقمنا بجر وشد القرآن إلى ملعب ليس بملعبه، وجعلناه مطروحاً على بساط البحوث العلمية الكيميائية ومتأرجحاً على أرجوحة النظريات الفيزيائية والبيولوجية وبذلك نكون قد عبدنا ومهدنا أقصر الطرق لضلال المسلمين وإضلالهم وتزييف وعيهم، وسأضرب بعض الأمثلة من أشهر مايقدمه تجار الإعجاز العلمى تحت إسم إعجاز تطور الجنين حين يتناولون الآيات الخاصة بها فى سورة المؤمنون " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين "، وهى آيات تتحدث إلى المجتمع حينذاك بلغته المتداولة حينذاك عن معجزة الخلق التى هى مجرد خلق هذا الجنين بدون التفاصيل العلمية التى يدعونها، وعملية خلق الجنين والحمل والولادة فى حد ذاتها إقشعر لها بدن الإنسان منذ العصر الحجرى ولم يكن وقتها محتاجاً لأى تفاصيل علمية دقيقة بأن هذه معجزة كانوا ينسبونها قديماً لقوى غامضة ثم نسبت بعد ذلك إلى قدرة سماوية خارقة هى الله خالق الخلق أجمعين، ومايدعيه أصحاب بازارات الإعجاز العلمى من أن هذه الآيات تتحدث عن أمور علمية معاصرة قول مغلوط، وعدم وجود هذه المعلومات والمفاهيم الحديثة عن تكوين الجنين ليس فيها أى إنتقاص من قدر القرآن وقدسيته، فالمفاهيم القديمة المتداولة وقت نزول القرآن كانت تتحدث عن أن الجماع وماينزل منه من سائل منوى هو سبب الحمل وحتى فى سفر التكوين عندما أدين أونان لممارسته العادة السرية كانت الإدانة بسبب أنه بهذه العادة يمنع النسل، وهذه معلومة متداولة لاتعنى أى إعجاز إذا كانت النطفة تعنى الحيوانات المنوية كمايدعون، وبالطبع لابد أن نفهم الآيات من السياق ومن معانى الكلمات التى تشكل الآيات، فالنطفة هى قطرة الماء، والعلقة هى الدم الغليظ ولاعلاقة لها بالدودة التى يتحدث عنها د. زغلول النجار، والمضغة وغيرها من الأشكال لاعلاقة لها بأطوار تكون الجنين ولكنها ببساطة مراحل شاهدتها القابلات والأمهات والناس حينذاك من ملاحظة بسيطة أثناء الإجهاض، فالإجهاض يتم فى أى مرحلة ومن الوارد جداً عندما يحدث الإجهاض أن يصفه هؤلاء بأنه شبه العلقة أو المضغة. . . الخ، كل هذا لايعكس أى معجزة علمية حديثة فالمفاهيم القديمة لاتذكر أبداً دور البويضة ولكن تذكر ماء الرجل وماء المرأة وهو الماء الذى ينزل منها قبل الإيلاج ولاعلاقة له بتكون الجنين بدليل أن فهم الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأشياء كان مرتبطاً بمعتقدات ذلك الزمان، فعلى سبيل المثال هناك الحديث الذى يجيب فيه الرسول –صلعم- عن سؤال المرأة هل تغتسل إذا إحتلمت ؟فرد الرسول -عندما قالت عائشة تربت يداك -قائلاً :دعيها وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه، هذه المفاهيم وغيرها هى التى كانت سائدة ولانستطيع أن ندعى أنها تعبر عن معلومات علمية معاصرة مثل مفهوم إتحاد الحيوان المنوى بالبويضة التى لم نجد لها أى ذكر فى ثقافة العرب القدماء وبالتالى فى القرآن، أما آية فكسونا العظام لحماً فهى تتحدث أيضاً عن مفهوم قديم أيضاً تفاعل معه القرآن لإقناعهم من داخل ثقافتهم وبلسان معارفهم، وهذا المفهوم يتحدث عن خلق العظام قبل العضلات وهو مايعتبره د. زغلول إعجازاً علمياً، ولكن سيندهش د. زغلول ولن يستطيع التخلص من هذا الفخ الذى أوقع نفسه وأوقعنا فيه حين يعرف أن العظام واللحم خلقا فى نفس الزمن لأن أى دارس لعلم الأجنة يعرف أن خلايا الجنين تنقسم إلى ثلاث طبقات :إكتوديرم وميزودرم وإندوديرم والأولى يتكون منها المخ والأعصاب والجلد والثانية وهى محور حديثنا يتكون منها العظام والعضلات بالتزامن والتوازى وليس عظم قبل لحم كما كان القدماء يتصورون أما الطبقة الأخيرة فمنها الأمعاء والكبد. . . . الخ، وأيضاً مفهوم تشكيل الجنين من الماء الدافق بين الصلب والترائب هو مفهوم أيضاً يتسق مع المفهوم الذى كان يقول قديماً هذا الإبن من ظهرى أو من صلبى وبالطبع كان يقولها القدماء قبل القرآن بدون أى إدعاء إعجاز، وكان رجال الدين اليهود والمسيحيون يحاولون نفس المحاولة مع سفر التكوين حين خاطب الله يعقوب قائلاً وملوك سيخرجون من صلبك، وبالطبع تغيرت تلك الفكرة الآن وعرفنا أن الحيوانات المنوية تفرز من الخصيتين وتسبح فى سائل من البروستاتا والحويصلات المنوية، وبذلك نكون قد تأكدنا من أن محاولات رجال الدين فى كافة الأديان لإثبات الإعجاز العلمى محاولة مكتوب عليها الفشل المزمن

 

 

[ السبب الثانى للضلال كما يسميه الإمام الشاطبى والذى يدعونا لإنكار الإعجاز العلمى هو تحويل العبادات والأوامر الإلهية القرآنية إلى فوائد علمية ولاأعرف لماذا هذه التعسف والعناء ؟، فنحن نصوم لأن الله امرنا بذلك وليس لأن الصوم أفضل للكبد والقلب والبنكرياس. . . الخ ولأنه ببساطة إذا كان الأمر يحتوى على كل هذه الفوائد لماذا نأكل الطعام فى كل الشهور الأخرى ولانصومها ؟!، وأنا أصلى لأن الله أمرنى بالصلاة وليس لأنها تمارين رياضية وإلا كانت تمارين الجمباز أفضل !!، وهكذا فتحويل العبادات وتسويقها للبشر بحجة أن فيها فوائد علمية ونظريات فسيولوجية فيه إمتهان للدين والعلم على السواء، ومن أشهر هذه الأوامر الإلهية التى حاول الإعجازيون تبريرها بأسباب علمية وتمريرها على أنها إعجاز علمى أمر الإمتناع عن تناول لحم الخنزير، فأنا كمسلم مطالب بعدم تناول هذا اللحم لأنه أمر إلهى ولكن أن تقدمه لى على أنه إعجاز علمى فأنت تدفعنى بلامبرر على الرد عليك يادكتور زغلول وأقول أن حديثك عن أضرار لحم الخنزير بأنها إعجاز علمى حديث مضلل، وأقول لك لماذا ؟، أولاً لأن الدين الإسلامى ليس الدين الوحيد الذى حرم لحم الخنزير فهناك الدين اليهودى يحرمه أيضاً ففى سفر اللاويين والتثنية تقول التوراه عن الخنزير "من لحمها لاتأكلوا وجثتها لاتلمسوا"، وحتى الديانة المصرية القديمة حضت على كراهية الخنزير فيكفى أن إله الشر ست قتل الإله حورس بينما كان الأول على هيئة خنزير، وفى الأساطير الكنعانية مات كبير الآلهة على يد خنزير برى، وفى الأساطير الإغريقية قتل الإله أدونيس على يد خنزير برى أيضاً، إذن مسألة الإعجاز العلمى لمنع الخنزير ستجرنا إلى مقارنة غير مطلوبة، ثانياً :مسألة أن لحم الخنزير من الممكن أن تصيبه دودة شريطية تسمى التينيا سوليم فإن الإعجازيين يخفون عنا أن البقر من الممكن أن تصيبه دودة شريطية أخرى تسمى التينيا ساجيناتا فلماذا لم نحرم أكل البقر أيضاً ؟!، ويقال أن الخنازير تربى فى حظائر قذرة ولكن إذا عرف د. زغلول أن حظائر الخنازير فى أوروبا أكثر نظافة من بيوت كثيرة موجودة فى بلادنا، وأنه لو شاهد ماذا يأكل الدجاج فى حارات وشوارع القرى سيمتنع فوراً عن أكل الدجاج الذى يتناول أحياناً الفضلات !، هل وقتها سيبيح لحم الخنازير إذا ربيت فى حظائر نظيفة ؟!، أما العجب العجاب فهو ماسمعته من الإعجازيين عن أن لحم الخنزير يجعل الرجل ديوثاً أى لايغار على إمرأته، وهذا كلام فارغ لاأساس علمى له ولاعقلى والحديث فيه إضاعة للوقت !.

 

 

[ ثالث أسباب الضلال هو أن حق اللجوء العلمى للقرآن وإعتباره مرجعاً كيميائياً وفلكياً وبيولوجياً يجعل بعض رجال الدين يفرضون على العلم الحديث تفسيراتهم الدينية فيتناقضوا معه ويجعلوننا أضحوكة العالم، كما حدث مع الشيخ بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد فى المملكة العربية السعودية الذى قال فى فتواه عام 1976 بأن "القول بان الشمس ثابته وان الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ويجب ان يستتاب وإلا قتل كافراً ومرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين"، وقد استند بن باز للدلالة على جريان الشمس والقمر الى بعض الأيات القرآنية مثل قوله تعالى "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى"، "والشمس تجرى لمستقر لها"، "وسخر لكم الشمس والقمر دائبين"، "فلا اقسم برب المشارق والمغارب" ويقول بن باز فى تفسيره أن الجرى فى لغة العرب هو السير والإنتقال من مكان الى مكان،

أما أدلة ثبوت الأرض فقد جمعها بن باز فى الآيات القرآنية مثل "جعل لكم الأرض قرارا"، "جعل لكم الأرض مهادا"، "الذى جعل لكم الأرض فراشا"، "وألقى فى الأرض رواسى ان تميد بكم" ومن تفسيراته ان كون الأرض فراشا مشروط بكونها ساكنة لأنها لو كانت متحركة لما كانت فراشا على الإطلاق، وهكذا أصبح القرآن الكريم بين مطرقة زغلول النجار وسندان بن باز، وفى الحلقة القادمة نناقش الإعجاز العلمى فى الأحاديث النبوية.

 

khmontasser2001@yahoo.com

 

 

http://www.elaph.com/ElaphWriter/2004/11/20472.htm

Link to comment
Share on other sites

Guest Ahmed Rouas

تجارة الإعجاز العلمى تقودنا إلى الضلال

GMT 18:45:00 2004 الأحد 7 نوفمبر خالد منتصر

 

أكذوبة الإعجاز العلمى (4)

 

 

 

[ وهم الإعجاز العلمى القرآنى سيطر على عقول القدماء كماسيطر على عقول المعاصرين، وكما تصدى الشيخ شلتوت وبنت الشاطئ لأكاذيب أصحاب بوتيكات الإعجاز حديثاً، تصدى لهم الإمام الشاطبى قديماً فى كتابه المهم "الموافقات فى أصول الشريعه "، فبعد أن تحدث الشاطبى عن عدم جواز تحميل القرآن من المعانى مالايتناسب مع كون العرب أمة أمية قال بوضوح " يجب أن لانلتمس فى القرآن ولافى الحديث مايخرج عن معهود العرب من العلوم والمعارف، وعلوم العرب مذكورة معروفة كالعلم بمواقع النجوم ومايختص بالإهتداء بها فى البر والبحر والعلم بالأنواء وأوقات نزول الأمطار وإنتشار السحاب والعلم بالتاريخ وأخبار الأمم الماضية، وهذا الصنف من المعارف ذكره القرآن فى غير ما آية. . "، هذه هى أنواع وحدود العلوم التى كانت متداولة حينذاك ولم يطلب الشاطبى من القرآن أن يتخطى هذه الحدود العلمية الضيقة، بل وأنكر أن نبحث فى القرآن عن معارف وعلوم أعلى من مستوى الأمية التى كان عليها العرب، ونقتبس هنا هذا الإستنكار فى قوله "أن كثيراً من الناس قد تجاوزوا فى الدعوى على القرآن الحد فأضافوا إليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين من علوم الطبيعيات والتعاليم والمنطق وعلم الحروف وجميع مانظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها "، ويوضح الشاطبى سبب إستنكاره لأننا " إذا عرضناه على ماتقدم –من أمية العرب –لم يصح "، ولذلك السبب " ليس بجائز أن يضاف إلى القرآن مالايقتضيه، كماأنه لايصح أن ينكر منه مايقتضيه، ويجب الإقتصار فى الإستعانة على فهمه على كل مايضاف علمه إلى العرب خاصة، فيه يوصل إلى علم ماأودع من الأحكام الشرعية، فمن طلبه بغير ماهو أداة له ضل عن فهمه "

 

 

[ الضلال هو المصير الذى يتوقعه الإمام الشاطبى لمن يطلبون الإعجاز العلمى والتفسير الكونى فى القرآن، تخيلوا عملية التضليل والتدليس التى يقوم بها دعاة الإعجاز ويغسلون بها أدمغتنا ويزيفون وعينا بدعوى وتحت شعار أنهم يرسخون إيماننا ويثبتون لنا أننا أفضل من الجميع ديناً وعلماً، وأولى أسباب الضلال هى الكارثة المنتظرة إذا إلتمسنا علوم الطبيعة فى القرآن فإننا إن فعلنا ذلك وقلنا عن آيات أنها تحتوى على إعجاز علمى فنحن نفتح الباب لكى يرد علينا من يثبت العكس بأن هذه الآيات بها خطأ علمى، وإذا لم نلجأ للحل الذى طرحته فى البداية وهو أن نعترف بأن القرآن كان يتفاعل مع معارف وعلوم هذه الأمة الأمية كما قال الإمام الشاطبى، ونخرج من هذا الفخ ونرفع عنا الحرج بأن نطلق على مايصفونه خطأ علمياً بأنه مجرد إنعكاس وترديد ورصد لعلوم هذا العصر الذى من الممكن بل من الأكيد أن علوم زماننا تجاوزته بمراحل إذا لم نفعل ذلك فنحن نرتكب جريمة فى حق القرآن، ولكن أن نعاند ونصر على أن هذه الآيات بها إعجاز علمى فبذلك نكون قد فتحنا على أنفسنا أبواب جهنم وقمنا بجر وشد القرآن إلى ملعب ليس بملعبه، وجعلناه مطروحاً على بساط البحوث العلمية الكيميائية ومتأرجحاً على أرجوحة النظريات الفيزيائية والبيولوجية وبذلك نكون قد عبدنا ومهدنا أقصر الطرق لضلال المسلمين وإضلالهم وتزييف وعيهم، وسأضرب بعض الأمثلة من أشهر مايقدمه تجار الإعجاز العلمى تحت إسم إعجاز تطور الجنين حين يتناولون الآيات الخاصة بها فى سورة المؤمنون " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين "، وهى آيات تتحدث إلى المجتمع حينذاك بلغته المتداولة حينذاك عن معجزة الخلق التى هى مجرد خلق هذا الجنين بدون التفاصيل العلمية التى يدعونها، وعملية خلق الجنين والحمل والولادة فى حد ذاتها إقشعر لها بدن الإنسان منذ العصر الحجرى ولم يكن وقتها محتاجاً لأى تفاصيل علمية دقيقة بأن هذه معجزة كانوا ينسبونها قديماً لقوى غامضة ثم نسبت بعد ذلك إلى قدرة سماوية خارقة هى الله خالق الخلق أجمعين، ومايدعيه أصحاب بازارات الإعجاز العلمى من أن هذه الآيات تتحدث عن أمور علمية معاصرة قول مغلوط، وعدم وجود هذه المعلومات والمفاهيم الحديثة عن تكوين الجنين ليس فيها أى إنتقاص من قدر القرآن وقدسيته، فالمفاهيم القديمة المتداولة وقت نزول القرآن كانت تتحدث عن أن الجماع وماينزل منه من سائل منوى هو سبب الحمل وحتى فى سفر التكوين عندما أدين أونان لممارسته العادة السرية كانت الإدانة بسبب أنه بهذه العادة يمنع النسل، وهذه معلومة متداولة لاتعنى أى إعجاز إذا كانت النطفة تعنى الحيوانات المنوية كمايدعون، وبالطبع لابد أن نفهم الآيات من السياق ومن معانى الكلمات التى تشكل الآيات، فالنطفة هى قطرة الماء، والعلقة هى الدم الغليظ ولاعلاقة لها بالدودة التى يتحدث عنها د. زغلول النجار، والمضغة وغيرها من الأشكال لاعلاقة لها بأطوار تكون الجنين ولكنها ببساطة مراحل شاهدتها القابلات والأمهات والناس حينذاك من ملاحظة بسيطة أثناء الإجهاض، فالإجهاض يتم فى أى مرحلة ومن الوارد جداً عندما يحدث الإجهاض أن يصفه هؤلاء بأنه شبه العلقة أو المضغة. . . الخ، كل هذا لايعكس أى معجزة علمية حديثة فالمفاهيم القديمة لاتذكر أبداً دور البويضة ولكن تذكر ماء الرجل وماء المرأة وهو الماء الذى ينزل منها قبل الإيلاج ولاعلاقة له بتكون الجنين بدليل أن فهم الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأشياء كان مرتبطاً بمعتقدات ذلك الزمان، فعلى سبيل المثال هناك الحديث الذى يجيب فيه الرسول –صلعم- عن سؤال المرأة هل تغتسل إذا إحتلمت ؟فرد الرسول -عندما قالت عائشة تربت يداك -قائلاً :دعيها وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه، هذه المفاهيم وغيرها هى التى كانت سائدة ولانستطيع أن ندعى أنها تعبر عن معلومات علمية معاصرة مثل مفهوم إتحاد الحيوان المنوى بالبويضة التى لم نجد لها أى ذكر فى ثقافة العرب القدماء وبالتالى فى القرآن، أما آية فكسونا العظام لحماً فهى تتحدث أيضاً عن مفهوم قديم أيضاً تفاعل معه القرآن لإقناعهم من داخل ثقافتهم وبلسان معارفهم، وهذا المفهوم يتحدث عن خلق العظام قبل العضلات وهو مايعتبره د. زغلول إعجازاً علمياً، ولكن سيندهش د. زغلول ولن يستطيع التخلص من هذا الفخ الذى أوقع نفسه وأوقعنا فيه حين يعرف أن العظام واللحم خلقا فى نفس الزمن لأن أى دارس لعلم الأجنة يعرف أن خلايا الجنين تنقسم إلى ثلاث طبقات :إكتوديرم وميزودرم وإندوديرم والأولى يتكون منها المخ والأعصاب والجلد والثانية وهى محور حديثنا يتكون منها العظام والعضلات بالتزامن والتوازى وليس عظم قبل لحم كما كان القدماء يتصورون أما الطبقة الأخيرة فمنها الأمعاء والكبد. . . . الخ، وأيضاً مفهوم تشكيل الجنين من الماء الدافق بين الصلب والترائب هو مفهوم أيضاً يتسق مع المفهوم الذى كان يقول قديماً هذا الإبن من ظهرى أو من صلبى وبالطبع كان يقولها القدماء قبل القرآن بدون أى إدعاء إعجاز، وكان رجال الدين اليهود والمسيحيون يحاولون نفس المحاولة مع سفر التكوين حين خاطب الله يعقوب قائلاً وملوك سيخرجون من صلبك، وبالطبع تغيرت تلك الفكرة الآن وعرفنا أن الحيوانات المنوية تفرز من الخصيتين وتسبح فى سائل من البروستاتا والحويصلات المنوية، وبذلك نكون قد تأكدنا من أن محاولات رجال الدين فى كافة الأديان لإثبات الإعجاز العلمى محاولة مكتوب عليها الفشل المزمن

 

 

[ السبب الثانى للضلال كما يسميه الإمام الشاطبى والذى يدعونا لإنكار الإعجاز العلمى هو تحويل العبادات والأوامر الإلهية القرآنية إلى فوائد علمية ولاأعرف لماذا هذه التعسف والعناء ؟، فنحن نصوم لأن الله امرنا بذلك وليس لأن الصوم أفضل للكبد والقلب والبنكرياس. . . الخ ولأنه ببساطة إذا كان الأمر يحتوى على كل هذه الفوائد لماذا نأكل الطعام فى كل الشهور الأخرى ولانصومها ؟!، وأنا أصلى لأن الله أمرنى بالصلاة وليس لأنها تمارين رياضية وإلا كانت تمارين الجمباز أفضل !!، وهكذا فتحويل العبادات وتسويقها للبشر بحجة أن فيها فوائد علمية ونظريات فسيولوجية فيه إمتهان للدين والعلم على السواء، ومن أشهر هذه الأوامر الإلهية التى حاول الإعجازيون تبريرها بأسباب علمية وتمريرها على أنها إعجاز علمى أمر الإمتناع عن تناول لحم الخنزير، فأنا كمسلم مطالب بعدم تناول هذا اللحم لأنه أمر إلهى ولكن أن تقدمه لى على أنه إعجاز علمى فأنت تدفعنى بلامبرر على الرد عليك يادكتور زغلول وأقول أن حديثك عن أضرار لحم الخنزير بأنها إعجاز علمى حديث مضلل، وأقول لك لماذا ؟، أولاً لأن الدين الإسلامى ليس الدين الوحيد الذى حرم لحم الخنزير فهناك الدين اليهودى يحرمه أيضاً ففى سفر اللاويين والتثنية تقول التوراه عن الخنزير "من لحمها لاتأكلوا وجثتها لاتلمسوا"، وحتى الديانة المصرية القديمة حضت على كراهية الخنزير فيكفى أن إله الشر ست قتل الإله حورس بينما كان الأول على هيئة خنزير، وفى الأساطير الكنعانية مات كبير الآلهة على يد خنزير برى، وفى الأساطير الإغريقية قتل الإله أدونيس على يد خنزير برى أيضاً، إذن مسألة الإعجاز العلمى لمنع الخنزير ستجرنا إلى مقارنة غير مطلوبة، ثانياً :مسألة أن لحم الخنزير من الممكن أن تصيبه دودة شريطية تسمى التينيا سوليم فإن الإعجازيين يخفون عنا أن البقر من الممكن أن تصيبه دودة شريطية أخرى تسمى التينيا ساجيناتا فلماذا لم نحرم أكل البقر أيضاً ؟!، ويقال أن الخنازير تربى فى حظائر قذرة ولكن إذا عرف د. زغلول أن حظائر الخنازير فى أوروبا أكثر نظافة من بيوت كثيرة موجودة فى بلادنا، وأنه لو شاهد ماذا يأكل الدجاج فى حارات وشوارع القرى سيمتنع فوراً عن أكل الدجاج الذى يتناول أحياناً الفضلات !، هل وقتها سيبيح لحم الخنازير إذا ربيت فى حظائر نظيفة ؟!، أما العجب العجاب فهو ماسمعته من الإعجازيين عن أن لحم الخنزير يجعل الرجل ديوثاً أى لايغار على إمرأته، وهذا كلام فارغ لاأساس علمى له ولاعقلى والحديث فيه إضاعة للوقت !.

 

 

[ ثالث أسباب الضلال هو أن حق اللجوء العلمى للقرآن وإعتباره مرجعاً كيميائياً وفلكياً وبيولوجياً يجعل بعض رجال الدين يفرضون على العلم الحديث تفسيراتهم الدينية فيتناقضوا معه ويجعلوننا أضحوكة العالم، كما حدث مع الشيخ بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد فى المملكة العربية السعودية الذى قال فى فتواه عام 1976 بأن "القول بان الشمس ثابته وان الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ويجب ان يستتاب وإلا قتل كافراً ومرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين"، وقد استند بن باز للدلالة على جريان الشمس والقمر الى بعض الأيات القرآنية مثل قوله تعالى "وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى"، "والشمس تجرى لمستقر لها"، "وسخر لكم الشمس والقمر دائبين"، "فلا اقسم برب المشارق والمغارب" ويقول بن باز فى تفسيره أن الجرى فى لغة العرب هو السير والإنتقال من مكان الى مكان،

أما أدلة ثبوت الأرض فقد جمعها بن باز فى الآيات القرآنية مثل "جعل لكم الأرض قرارا"، "جعل لكم الأرض مهادا"، "الذى جعل لكم الأرض فراشا"، "وألقى فى الأرض رواسى ان تميد بكم" ومن تفسيراته ان كون الأرض فراشا مشروط بكونها ساكنة لأنها لو كانت متحركة لما كانت فراشا على الإطلاق، وهكذا أصبح القرآن الكريم بين مطرقة زغلول النجار وسندان بن باز، وفى الحلقة القادمة نناقش الإعجاز العلمى فى الأحاديث النبوية.

 

 

إنني لا أفهم أبدا تهافت البعض في لهثهم المفضوح من أجل معارضة ما أصبح مشهورا عند الباحثين مما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن و السنة ، و خير ما أجيب به هؤلاء المغتاظين من النجاح الباهر للإعجاز العلمي في القرآن و السنة و تصويرهم له كأنه عبث هو و ضع النقط على الحروف على و الإثبات بأن للإعجاز العلمي ضوابط من إلتزم بها فلن يكون منه أدنى خطر على النص القرآني على الإطلاق ، و لن تنجح محاولة بعض المغرضين في نشر أية ضبابية على جهود المخلصين في هدا الميدان مثل الدكتور المتمكن و المتبحر زغلول النجار بارك الله في مجهوداته الجبارة و التي أطبقت العلالم و الحمد لله ، و احتراما لعقل القارئ الكريم فإنني أدلي هاهنا ببعض ما كتبته فيما يخص جوانب مهمة و مصيرية في بحوث الإعجاز العلمي

 

 

هذا المصطلح أصبح اليوم مشهورا بين المسلمين و الباحثين بعد أن اكتشف الباحثون أسرارا علمية واضحة تدل بوضوح كبير على صدق هذا الكتاب و أنه منزل من عند الله ، و قبل الولوج في الموضوع لا بد أن نناقش في البداية مجموعة من القضايا التي لها علاقة بالإعجاز.

أولا : هل الإعجاز و التحدي من صميم أهداف القرآن و مقاصده العليا أم هو شئ طارئ عليه ؟و متكلف عليه ؟

ثانيا : إن كان الإعجاز من صميم و سائل القرآن للدعوة فهل هو خاص بالإعجاز اللغوي و البياني أم أنه إعجاز شامل ؟

ثالثا : هل هناك ضوابط للبحث و الكتابة في مجال الإعجاز في القرآن عامة و الإعجاز العلمي خاصة ؟

بالنسبة للسؤال الأول هل الإعجاز و التحدي من صميم أهداف القرآن و مقاصده العليا أم هو شئ طارئ عليه ؟و متكلف عليه ؟ أقول بأن الإعجاز و التحدي من صميم أهداف القرآن الدعوية. فالقرآن الكريم جاء ناثرا بين يدي البشرية درره الباهرات لكي تتدبرها ، و يعمل الناس عقولهم في مدلولاتها ، و مراميها البعيدة فالله تعالى جعل العقل و التمييز مناط التكليف و ما لم يستعمل الإنسان عقله و يصل إلى الاقتناع الشامل عن طريق عقله و قلبه ما كان للاعتقاد معنى ، فمما هو مشهور عند أهل السنة و الجماعة أن إيمان المقلد لا يقبل، فلا بد للمرء من أن يكون قد وصل إلى الاقتناع العقلي بصدق رسالة الرسول و صدق صدور الكتاب العزيز من لدن الحكيم العليم حتى يقبل إيمانه و يعتد به ، و الناس تتفاوت في إيمانها على قدر تفاوتها في تدبرها و حسن إدراكها لمقاصد الإسلام العليا ، و لذلك فمن المشهور عند غالبية المسلمين أهل السنة و الجماعة أن الإيمان يزيد و ينقص إذ يقول الله تعالى في محكم تنزيله : {و إذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا و هم يستبشرون }. فلا شك إذا أن الإعجاز جزء لايتجزأ من مرامي القرآن العليا ، وقد جاء في القرآن آيات تتحدى المرتابين في هذا القرآن بأن يؤلفوا مثله فقال تعالى :{ و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله و ادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا و لن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين } سورة البقرة رقم 22و يقول سبحانه : { أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن ككنتم صادقين }سورة هود رقم 13 فلا شك إذن أن التحدي و الإعجاز هو من صميم القرآن الكريم و منهجية من منهجيات دعوته، و لكن هل هذا الإعجاز عام أم خاص بالناحية البلاغية ؟ و هذا ما يمهد لنا الطريق للإجابة على السوال الثاني .

عندما نزل القرآن على قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم كان العرب قد برعوا في اللغة و تفننوا فيها و أصبحت مفخرتهم، وفاقوابها كل الشعوب سواء تلك المحيطة بهم أو تلك المتباعدة عنهم ، و يتجلى ذلك في قدرتهم البارعة على إلقاء الشعر بتلقائية و سليقة قل مثيلها إن لم نقول انعدم مثيلها في العالم ، فقد كان الشاعر منهم ليلقي القصيدة الطويلة الموزونة و المقفاة ، ثم يقوم شاعر آخر بمعارضته بقصيدة أخرى تضم أبياتا و أبيات عديدة ، وهما واقفان في مكان واحد ، و قد كانت لهم أسواق معروفة يرتادونها لذلك مثل : سوق عكاظ و سوق ذي المجاز ، و لذلك جاء القرآن الكريم ليتحدى العرب في أفضل ما يتقنونه و أبرع ما يحسنونه و هو اللسان و الفصاحة و البلاغة فوقفوا أمام بلاغة القرآن عاجزين ، وكان النص القرآني شيئا عجبا بالنسبة لهم، فلم يستطيعوا أن يصنفوه لا في خانة الشعر و لا من النثر و لامن الكهانة ! و خير ما يجسد لنا ذلك ما قالهالوليد بن المغيرة الذي استمع إلى القرآن الكريم من رسول الله صلى الله و سلم حينما قرأ عليه من مستهل سورة فصلت : { بسم الله الرحمن الرحيم حــم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا و نذيرا فأعرض أكثرهم لا يسمعون و قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه و في آذاننا وقر و من بيننا و بينك حجاب فاعمل إننا عاملون قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد...... } إلى آخر ما سمع قال : قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة ، و لذلك قال الله تعالى :ٍٍِ( قل لئن اجتمعت الانس و الجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لا ياتون بمثله و لو كان بعضهم لبهض ظهيرا)ٍ سورة الإسراء 88 ولو لم يكن في القرآن غير هذه الآية لاعتبرت وحدها دليلا على صدق هذا الكتاب و أنه منزل من عند الله ، لأنه من ذا الذي يستطيع أن يجازف بتحدي البشرية كلها في ماضيها و حاضرها وكل مستقبلها بأن تاتي بسورة من مثل القرآن! وهو منزل بلسان عربي مبين و بنفس الحروف و الكلمات التي كان العرب و ما زالوا ينطقونها، و قد صدق هذا التحدي وما استطاع أحد أن ياتي بمثل هذا القرآن ، و قد ذهب أهل الفصاحة و البلاغة ، و بقي أهل العلم و الاكتشافات و المخترعات ، فأهل هذا العصر و منذ عصر ما يسمى بالنهضة و التنويرقد أصبح اعتزازهم وافتخارهم بالعلم الطبيعي و ما أحرزوا فيه من اكتشافات و اختراعات سواء في ميدان الطب أو الفلك، أو الفزياء أو الرياضيات أو غيرها لا يعادله أي فخر و اعتزاز، بل عند التحليل نكتشف أن الحضارة الغربية لم تحقق شيئا يذكر في ميادين العلوم الإنسانية مقارنة بالعلوم البحتة و الطبيعية ،فميدان العلوم الأدبية و النفسية يعرف تخبطات و إحباطات و تضاربات و تناقضات بين عشرات الفلسفات المادية و العبثية في الغرب اليوم و قبل اليوم . و باختصار فإن البشرية اليوم تعتز بالتقدم العلمي و الفتوحات العلمية في الآفاق و الأنفس أضعاف ما ما تفتخر به في أي مجال آخر فجاء القرآن ليثبت إعجازه في هذا الميدان أيضا و يثبت تحديه لكل المعاندين و المشاكسين، ومن هنا تأتي أهمية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، و لقد أثبت هذا الفرع من اهتمام القرآن الكريم جدارته حيث أصبح أكثر ما يجلب علماء الغرب إلى الإسلام و الإيمان برسوله صلى الله عليه و سلم .

و في الحلقة القادمة بحول الله سأشرع في الحديث عن جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مع التركيز على جوانب تطرق لأول مرة إن شاء الله ، و هي من قراءتي الذاتية و تأملاتي في القرآن الكريم . ربنا لا تجعلنا ممن قلت فيهم :{ و كأي من آية في السماوات و الأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} سورة يوسف 105

 

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

 

 

 

 

 

بعد أن أجبت على السؤال الأول و الثاني في الحلقة الأولى و هما :

 

أولا : هل الإعجاز و التحدي من صميم أهداف القرآن و مقاصده العليا أم هو شئ طارئ عليه ؟و متكلف عليه ؟

ثانيا : إن كان الإعجاز من صميم و سائل القرآن للدعوة فهل هو خاص بالإعجاز اللغوي و البياني أم أنه إعجاز شامل ؟

 

بقيت لنا الإجابة على السؤال الثالث وهو :

هل هناك ضوابط للبحث و الكتابة في مجال الإعجاز في القرآن عامة و الإعجاز العلمي خاصة ؟

لا شك أن هذا الميدان له فرسانه و له متخصصوه ، و لا يمكن لكل من و جد في نفسه الرغبة أن يطرقه ، بدون أن يكون مزودا بالضوابط الشرعية و العلمية ! و إلا لحق هذا الميدان من الضرر أكثر مما يلحقه من المنفعة ، فلا بد لمن يطرق ميدان الإعجاز في القرآن أن يكون متمكنا من علوم القرآن ، التي من ضمنها علوم الآلة من لغة عربية بجميع فروعها ، و علم البلاغة العربية لتعرف مدلولات القرآن فلا تفسر خارج نطاق آفاق معاني المفردات العربية و خارج نطاق مراميها، و إلا فسوف نحمل النص القرآني المقدس ما لا يتحمله، و كذلك معرفة أسباب النزول ، فأحيانا يكون سبب النزول عاملا حاسما في الوصول إلى مبتغى النص القرآني و الفهم عن الله تعالى،فلا بد أن يعرف المطلق من المقيد، و الخاص من العام ، و الناسخ من المنسوخ، و المحكم من المتشابه ، فلا يمكن لمن يجهل اللغة العربية و فنونها أن يتصدر البحث في إعجاز القرآن اللغوي مثلا، إذ من المسلم عقلا أن فاقد الشئ لا يعطيه!! و كذلك لا يمكن لمن يتصدر ميدان الإعجاز العلمي في القرآن أن يكون جاهلا بمبادئ العلوم الحديثة ، فلا أقل من يكون الباحث في هذا الميدان ملما، و لو على وجه العموم، بعلوم العصر سواء في علم الفلك أو الفزياء و الكمياء ، و علم طبقات الأرض و ما إلى ذلك ، فلا بد أن يتمتع الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بتصور واقعي للكون من حوله! و متابعا للحركة العلمية و تطوراتها ، و ما جد من استكشافات، و إلا فقد يجني على النص القرآني من حيث يريد خدمته !!غير أن هذا الميدان له ضوابطه أيضا ، و هي على العموم : عدم التسرع في حمل النصوص القرآنية على النظريات العلمية ،فهناك فرق شاسع جدا ما بين ما يسمى النظرية العلمية و الحقيقة العلمية . فالحقيقة العلمية هي تلك الحقيقة المادية الفزيائية التي جاوزت منطقة النظرية و الأخذ و الرد ما بين العلماء، و دخلت منطقة الحقائق العلمية التي لا تقبل أية نسبة من الشك ، كمثل كروية الأرض ، و نقصان غاز الأكسجين كلما زاد الارتفاع عن سطح البحر، وكون الأشجار و النباتات مصدرا من مصادر غاز الأكسجين ،و ثاني أكسيد الكربون، و وجود مميزات كيماوية خاصة للمياه العذبة و الملحة و احتفاظ كل منهما بتلك المميزات الكيماوية حتى عند امتزاجهما، و و جود بلايين المجرات في الكون ، التي تحتوي على بلايين النجوم أو الشموس ، و صدور الضياء من الشمس ابتداء و انعكاسه نورا على القمرعرضا .....إلى آخر القائمة.

إذا كانت هذه هي الحقائق العلمية فإن القارئ لا يصعب عليه أن يعرف نقيضها و هي النظريات العلمية التي هي بمثابة محاولات العلماء لإيجاد تفاسير علمية لظاهرة من الظواهر المادية مثل القول بأن أصل الحياة فوق الأرض كان من حيوان مجهري وحيد الخلية هو المسمى الأميبا ! و أن أشكال الحياة فوق الأرض سواء في البحار أو في البر أصلها جميعا واحد ! وأن التنوع لم يوجد ابتداء !و إنما حدث عبر مآت الآلاف من السنين !!هذه مجرد نظرية تعتمد في عمقها على محاولة إلحاق الشبيه بشبيهه، و قياس الماضي الغائب على الحاضر المشاهد و العكس ! فهذا المنحى لا يمكن و صفه بالحقائق العلمية بل هو عبارة عما أسميه بالسباحة في عالم من المتشابهات العلمية و تيه بين ألوانها المتغيرة !!و التائه فيها لا منقذ له من ضلاله و تيهه إلا منارة الوحي الإلهي . و لا عاصم له سوى لجم نفسه عن التردي في حمأة التيه المادي .

بعد الإجابة على تلك الأسئلة المهمة نشرع في أول موضوع يخص الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ، و هو الموضوع الذي و عدت به القراء الكرام ، و هذا الموضوع أطلق عليه العنوان التالي :

القرآن و الوعي الكوني

 

فمن بين أهداف القرآن الكريم ، ومن بين مقاصده العليا، إنشاء مفاهيم جديدة وتصور جديد للكون و الإنسان و الحياة، فإنشاء هذا التصور في المخيلة و الحس الجماعي للأمة أمر واضح جدا في القرآن الكريم ، فلا أعرف في التاريخ كتابا أو مؤلفا اهتم بتوجيه البشرية إلى معرفة حقائق هذا العالم و التفكر في السماوات و الأرض و ما بينهما مثل هذا القرآن العظيم . فلقد ذكرت السماوات و الأرض فيه مآت المرات و ليس العشرات ، و ذكرت الجبال قريبا من ذلك، كما ذكرت الأمطار و كيفية نشوئها و السحاب و كيفية تكونها ، و المياه وحكمة ما أودع فيها ، و الرياح و حكمة هبوبها ، و الأرض و كيفية انبساطها و قدرتها على إمساك المياه في جوفها ، و الجبال و كيفية تجذرها في الطبقات الأرض الخارجية ، و النجوم وأسرارها، و طبيعة ضيائها، و الكواكب و حقيقة وجودها و طبيعة سباحتها في هذا الكون، و تعاقب الليل و النهار على الأرض و كيفية حركته، و هكذا! مآت الآيات و عشرات الجوانب الكونية تعرض إليها القرآن بإشارات غاية في الإعجاز، فإذا ما انتقلنا إلى ما في هذا الكون من دواب و حيوانات ، و مظاهر الحياة و جوانبها ، فإن القرآن قد سبق كل اكتشاف علمي ، و كل تجارب البشر في هذا الميدان . فإن القرآن يعتبر أن الدواب في الأرض على أختلاف أنواعها و أحجامها تعيش حياة اجتماعية تنظيمية! غير عبثية، خلافا لما كان سائدا و ما يزال عند الكثير ! و حتى لا أطيل على أعزائي القراءْ أدخل في تفصيل بعض ما أجمل أعلاه.

النظرة القرآنية للكون: لا شك أن أول ما يشاهده الإنسان في حياته هو الكون من حوله، و أولى الأسئلة التي تلح عليه هي إيجاد تفسير مقنع لمنشإ هذا الكون، و من أنشأه؟ و كيفية عمله، و حجمه و عمره، و يجيب القرآن على السؤال الأزلي من أنشأ الكون و من فطره، بأن الله هو منشئ الكون و موجده، و فاطره من العدم. لأن هذا الكون لا يمكن أن ينشأ وحده طالما أنه مادي في جميع أبعاده و ينطبق عليه ما ينطبق على أي شئ مادي محدود، فالكون منسجم مع نفسه و تحكمه قوانين صارمة و نواميس صادقة لا تتخلف ! فحيث أنه مادي لا يمكنه إذن أن يوجد نفسه بنفسه بل هو في حاجة إلى موجد له و هذا الموجد الذي أوجدده من العدم و فطره من لاشئ يجب أن يكون مختلفا عن طبيعة الكون من حيث المادية و المحدودية ، ومن حيث انحباسه في دائرتي الزمان و المكان، بل لا بد أن يكون أزليا أي لا أول و لا آخر له في جميع صفاته، و الله الأزلي المطلق في صفاته العليا هو سبحانه القادر على إنشاء الكون من العدم ! و طبيعي أن الإنسان لا يستطيع أن يتصور هذا الأمر حق التصور، فالإنسان محدود في قدرته على التفكير و التصور نظرا لأنه لا يمكن أن يتحرر في تفكيره و تخييله من سجن الزمان و المكان ! و الزمان و المكان مخلوقان كبقية الكائنات ، و الأشياء الأخرى ! فلا يمكن إذن أن نخضع أمر الخالق البارئ سبحانه إلى نفس القوانين المادية التي تحكم ما خلق !! غير أن عقل الإنسان يمكنه مع ذلك من الاهتداء إلى الجواب الشافي عن ذلك السؤال الأزلي ، فلا يمكن لأية قوة أن تنشئ هذا الكون إن كانت هذه القوة قوة مادية ، لأنها سوف تكون محتاجة إلى غيرها و هكذا تستمر السلسلة دونما نهاية ، مما يؤدي إلى العبث . فلا بد أن يكون خالق الكون أزليا و غنيا الغنى المطلق و الذي تستمد كل الكائنات و المخلوقات قوتها و حياتها من عنايته و رحمته سبحانه ، قال تعالى : { الله خالق كل شئ و هو على كل شئ وكيل له مقاليد السماوات و الأرض } سورة الزمر 61 و قال تعالى : {الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن } سورة الطلاق 12 و قال تعالى : { أم من جعل الأرض قرار و جعل خلالها أنهارا و جعل لها رواسي و جعل بين البحرين حاجزل أئلاه مع الله !؟} سورةالنمل 61 و الآيات في هذا الباب كثيرة جدا ، و هي تأخذ بيد الإنسان من ظلمات الشرك و التعلق بغير الله و الافتتان بالفلسفات المادية الإلحادية إلى نور الوحي الإلهي ، فلقد ضل الإنسان عبر الأحقاب عن النور الإلهي الذي أرسل الله به الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام ،قال تعالى : { و لقد ارسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط } سورة الحديد 25 وحاول الاعتماد على تصوراته البدائية ، فضل السبيل، وتاه في يم الوثنية و الضلال المبين ، فمنهم من عبد الشمس ظانا منه أنها أعظم شئ في الوجود، و منهم من عبد النجوم و منهم من عبد النار ، ومنهم من عبد الأصنام ! كل ذلك في محاولة لإشباع غريرة التدين التي فطر الله الناس عليها ، و لكنهم إذ أعرضوا عن منهج الله الذي أرسل الله به الأنبياء و الرسل و اعتمدوا على حدسهم و عقولهم فما قادتهم إلا إلى الوثنية و الصنمية .

و بعد أن يجيب القرآن الكريم على هذا السؤال ، لا يكتفي بذلك بل يشرع في دعوة البشرية إلى التفكير و التأمل العميق و الدراسة المستفيضة لهذا الكون من حولها، قال الله تعالى : {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } و قال تعالى : { أولم يتفكروا في ملكوت السماوات و الأرض }سورة الأعراف 185 و قال تعالى : { إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } آل عمران 191 و قال سبحانه : في سورة البقرة : { إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس و ما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها و بث فيها من كل دابة و تصريف الرياح و السحاب المسخر بين السماء و الأرض لآيات لقوم يعقلون .} البقرة 164 و الآيات في هذا المجال أكثر من أن تحصى .و ليس صدفة أن تسمى آيات القرآن آيات ، و ما خلق الله في هذا الكون الفسيح من عجائب و أسرار خلقه سماها آيات أيضا ، فالآيات هي العلامات و المعالم الهادية إلى الحق ، فكأن الله تعالى يقول لنا إن هناك آيات مقروءة في الكتاب و آيات مشاهدة مبثوثة في هذا الكون ، و كلا الآيات تدلان على قدرته سبحانه و تعالى ، و رعايته لما خلق و ما بث في كونه من دابة. و كما أن الله تعالى قد عاب على البشرية عدم التدبر في القرآن الكريم و آياته المعجزة الدالة على الحق فقال جل شأنه : { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } و قال : { أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } سورة النساء 72 فكذالك عاب على الذين لا يتدبرون في آياته الباهرات المبثوثة في الكون من حولنا فقال سبحانه : { و كأي من آية في السماوات و في الأرض يمرون عليها و هم عنها معرضون } يوسف 105 و قال : { أولم يتفكروا في ملكوت السماوات و الأرض ، وما خلق الله من شئ } سورة الأعراف 185فمن خلال هذه الدعوات الملحة في كتاب الله إلى النظر و التأمل و دراسة ما حولنا من من آيات في الأنفس و الآفاق يربي الإسلام أتباعه على الوعي الكوني ، و يدفعهم دفعا إلى اكتشاف أسراره العلمية، و خباياه المعرفية، و لذلك فقد ورد في الآثار أن التفكير مخ العبادة! و بهذا المنهاج الذي يجعل أمر التفكر في السماوات و الأرض واجبا ، على كل مسلم ، يربي القرآن أتباعه على التفاعل الإيجابي مع محيطهم، و التطلع إلى معرفة أسرار الوجود، و عدم الإكتفاء بالانغماس في مشاكل الحياة المادية و نسيان حكمة و جودنا و الغاية التي من أجلها خلقنا . و في الحلقة الثالثة أبسط أمام القراء الأمثلة العملية التي جاءت في كتاب ربنا ، و التي ترفع عاليا مستوى وعي المسلم بالكون من حوله و أثر ذلك في الحضارة الإسلامية .

اللهم الهمنا رشدنا ، و اجعلنا من الذين قلت فيهم : { إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ....}صدق الله العظيم

 

و للمزيد من المعلومات أرجو الدخول على

www.ahmedrouas.jeeran.com

Link to comment
Share on other sites

احتراما لعقل القارئ الكريم فإنني أدلي هاهنا ببعض ما كتبته فيما يخص جوانب مهمة و مصيرية في بحوث الإعجاز العلمي

 

جهد قيم من قبل السيد احمد الرواس

 

 

 

 

قد نختلف وقد نتفق مع طروحاته ولكن الاطلاع الموسوعي و الجهد القيم و التحليل الموضوعي هو بدون شك مما يميز به كتاباته

 

نتمى من الكاتب الكريم ان يزيدنا من نفحات علمه وافكاره فهي بدون شك اضافه كبيره للمكتبه الثقافيه الاسلاميه وحري بموقع بغدادي ان يفخر بمشاركه كتاب متميزين من امثاله

 

ولي عوده ,

Link to comment
Share on other sites

  • 3 months later...
من طقوس بعض القبائل الأفريقية هناك رقصة خاصة لاستنزال المطر! وكذلك الأمر في الإسلام فهناك صلاة الاستسقاء! ولو ناقشت المؤمنين بذلك وحاولت إقناعهم بالدلائل العلمية أن المطر لا ينزل لصلاة أحد ولو كانت صلاة الاستسقاء تستنزل الأمطار لكان عهد محمد ربيع دائم ولكن الثابت أنه كان عهد مجاعات وجدب لرد عليك المؤمنون قائلين ما دام محمد قد صلاها فلابد أن نصليها فالدين يؤخذ بالنقل لا بالعقل. فإذا كان الدين لا يؤخذ بالعقل فليتهم يكفوا عن الحديث عن الأعجاز العلمي في النصوص الدينية فهذا منافي للأمانة حيث يتضمن محاولة تجيير جهود العلماء لحساب الدين وأسلمة نتائج الأبحاث العلمية.
Link to comment
Share on other sites

عزيزي انسان

يحتل الله عند المسلمين موقعا اساسيا في تكوينهم المعرفي لما حولهم. ربما لاتتفق معهم ولكنك لا تستطيع لومهم على ما يعتقدون وما يمارسون.

بعد كل هذا التقدم العلمي المذهل,الانسان المعاصر اصبح اكثر ايمانا بالمسببات الطبيعيه ولكن من يؤمن بان لهذا الكون خالق حكيم لايستطيع الا وان يعتبره المسبب الاول. ولكون هذا المسبب الاول وحسب تعريفهم له , عاقل وعادل, فانهم يحاولون الوصول الى ملكوته من خلال صلاتهم . اما المسببات التي ذكرتها فهي مما قد لاتغيب عن بال الكثير منهم وفيهم العالم الفلكي و الفيزيائ والطبيب , ولكنهم يرون انها كلها من تحصيلات الامور وليس من اسبابها الاصليه التي يعزونها لرب السماوات والارض. دعني اضرب لك مثلا بسيطا

لو افترضنا ان جاهلا في سجنه تعود ان يرى سجانا يدخل عليه كل يوم ليضربه بالسوط. هو يعتقد ان في قتل السجان خلاصا له, فهو يرى انه السبب في معاناته, ولكن الحقيقه ان السبب هو من ارسل السجان . نعم ان فهم تصرف السجان و تحديد طريقه ادائه ربما تمنع الكثير من الاذى ولكن حصر المشكله بالسجان هو قصور عن فهم الحقيقه الكامله.

ارجوا ان اكون قد اصبت في مثلي هذا

اما موضوع العقل والنقل , فاني اتفق معك ان الكثير من المسلين " وليس المؤمنين" قد ابتعد عن المنطق العقلي في تحليل امور دينه ودنياه واستسهل النقل . ربما يعود ذلك الى كسل ذهني او ربما عجز خلقي. لاتنسى ان هذا الابتعاد جاء مترافقا مع عصر الانحطاط الذي حصل بعد انهيار الدوله الاسلاميه على يد هولاكوا والذي تم تتويجه بتلك الفتوى الشهيره التي حكمتنا منذ اكثر من سته قرون والتي فرضها علينا مملوك تولى امر المسلمين, مملوك لايفقه اللغه العربيه فكيف بفهم القران. تلك الفتوى التي حصرت الفقه بعلوم الدين باصحاب الكلام و منعت اهل الراي " العقل" , وذلك موضوع يحتاج الى مناسبه اخرى

 

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

>Dear

>Alsalam alikum

>Someone tried to explain aya from alquraan alkreem

>What is your evaluation?

http://www.alansaree.org/arabic/dhawa.htm

 

عزيزي

 

 

شكرا على هذه الالتفاته اللطيفه.. كما تعرف انا لست ممن يؤمن باقحام التفسير القرأني في اطر وضعيه مبنيه على معرفه علميه محدوده الافق و الزمن. فما نعرفه اليوم قابل للتغير ولكن المعنى القرأني يبقى ثابتا

 

التفسير فيه نوع من الضرافه والاقحام الذكي في ربط مجموعه امور علميه و نصيه للدفع الى المعنى الذي يعتقد فيه المفسر انه قد يضيف قيمه وبعد علمي للنص القرأني

 

هناك قصور بنيوي في الاطار العام للتفسير . فالسماء والارض هما حسب المفهوم القراني من نتاج واراده الخالق والمفسر ربما يعتقد ان الاراده الربانيه محدده بموقع مكاني في الفضاء الخارجي " السماء" وهو بذلك ينطلق من النظريه الدينيه القديمه التي سبقت الرساله المحمديه التي اخرجت مفهوم الخالق وبالتالي ارادته من اطار المكان والزمان. من هنا فانه بعض المفسرين ينطلق في تحليل الايه " يدبر الامر من السماء الى الارض" على ان "الامر " هو رساله للاراده الالهيه تسير لمده زمنيه "يوم" لتصل هدفا جغرافيا "الارض" منطلقه من موقعها " السما ء". وهو كما ارى مفهوم مخالف للمعنى القراني الذي ينص على ان الخالق " يقول له كن فيكون" و الذي ربما اشارت له الايه " اقرب من حبل الوريد".

 

الامر الثاني في الاقحام هو اعتبار " مقداره الف سنه" بمعنى التحديد الزمني الذي اراه معارضا للمفهوم القراني اللحظي للاراده الربانيه, بينما المعنى ربما يذهب الى ان المراد هو للتكثير كما في الايه " يود احدهم لو يعمر الف سنه" البقره:96,

و كما تشير اليه ايه اخرى " تعرج الملائكه والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنه" المعراج:4 ..

 

اما اسلوب التحليل الرياضي الممتع الذي يورده المفسر فهو مما يمكن ان نطلق عليه " زر رجبا ترى عجبا" فلوي ذراع الايه من خلال حصر الامر " بالامر الفيزيائي الكوني" هو مما لايستقيم مع معنى الايه, فالايه تتحدث وبوضوح عن الامر الالهي وليس الامر الفيزيائي المادي . وحتى لو سلمنا ان الامر هو كما يرى المفسر , فما معنى اقحام سرعه الضوء هنا كوحده قياس لسرعه تنفيذ هذا الامر . فهل الجاذبيه مثلا تتحرك بسرعه الضوء؟

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...