Jump to content
Baghdadee بغدادي

من يهن يسهل الهوان عليه


Recommended Posts

Guest مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2006/6/153641.htm

 

مثال الآلوسي رئيس حزب الأمة العراقي وعضو البرلمان العراقي لـ"لإيلاف":

العملاق هو العراق... وأنا أعترف بإسرائيل كدولة

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 102
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

Guest عشيرة العبيد يطلبون المصالحة مع

1st June

بعدما خطف الارهابيون تسعة اطفال وفخخوا جثثهم وجهاء عشيرة العبيد يطلبون المصالحة مع عشيرة الغرانة

ارسل هذا الموضوع لصديق نسخة سهلة الطبع

 

 

 

خاص

 

 

 

 

موجة ارهاب جديدة يشهدها العراق تنبئ عن خطط موضوعة لاظهار مقدرة التكفيريين والبعثيين على الامساك بزمام الوضع الامني في العراق واظهار الحكومة والاجهزة الامنية بصورة العاجز عن حماية المواطنين

من اسبابه ان السيادة الامنية ناقصة وجزء غير قليل من الملف الامني وبخاصة اجهزة المخابرات تتحكم به قوات الاحتلال. ووجود استجابة لدى الحكومة للضغوط التي يمارسها الاميركيون عليها

محاولات يائسة لاتشكل خطورة وستخف وطأتها بعد الاعلان عن تشكيل الحكومة وحصول السنة العرب على نصيب كبير فيها

 

 

 

كانت منطقة الاسكندرية التي تبعد عن بغداد خمسة واربعين كيلومترا تشهد باستمرار ازدياد وتيرة الاعمال الارهابية التي تقوم بها عناصر اجرامية من التكفيريين والبعثيين ، ومن بين من نفذ عمليات الاغتيال والخطف في هذه المنطقة كانت عناصر ،من عشيرة العبيد السنية في الاسكندرية ومناطقها المجاورة ، وبعد تنفيذ هذه العناصر لعدة عمليات اغتيال وتفجير وتخريب ضد المواطنين في المنطقة وخاصة ضد ابناء عشيرة الغرانة الشيعية في تلك المناطق ، استنجد وجهاء هذه العشيرة بالمسؤولين في مختلف الاجهزة منذ فترة طويلة لتوفير الحماية لهم ، ولكن دون جدوى ولم توفر لهم السلطات اية حماية ، وحتى القوات الاميركية لم تتحرك لحماية المناطق التي يسكنها الشيعة من ابناء هذه العشيرة والعشائر الاخرى . وكانت اخر جريمة ارتكبها الارهابيون من ابناء عشيرة العبيد من التكفيريين والبعثيين ، هو خطفهم لتسعة من اطفال اسر عشيرة الغرانة الشيعية ، فقاموا بذبحهم وتفخيخ جثثهم الطاهرة ، وامام هذه الجرائم والجرائم التي اعقبتها منها قطع اسلاك التيار الكهربائي التي تؤدي الى الغرانة ، وجد وجهاء هذه العشيرة ان مسؤولية التصدي لهذه الجرائم تقع على عاتق ابناء عشيرتهم بالدرجة الاولى ، لذا طلبت من عدد من شباب هذه العشيرة ورجالها ليتفرغوا لحماية ابنائهم وعوائلهم من جرائم هؤلاء الارهابيين ، وبالفعل فقد نجح هؤلاء الرجال وبامكانات بسيطة من ان يصدوا هجمات هذه المجموعات الارهابية ، وينفذوا القصاص باربعة من اشهر هؤلاء الارهابيين .

واما هذا التطور ، وجد عدد من المسؤولين في عشيرة العبيد ، ان الواجب يقضي بضرورة وضع حد لهذه المواجهة التي افتعلها الارهابيون البعثيون والتكفيريون من ابناء عشيرة العبيد وممن يؤون من هذه العناصر، والتي دفعت بعشيرة الغرانة الى الدفاع عن ابنائها والتصدي للارهابيين ، فطالبوا وجهاء عشيرة العبيد بمصالحة تنهي هذا التوتر في المنطقة ، وبالفعل فقد شهد مبنى شرطة بابل في مطلع هذا الاسبوع محاولة جدية للمصالحة بين عشيرة الغرانة وعشيرة العبيد ، بحضور قائد الشرطة اللواء قيس المعموري ، وقائد القوات الاميركية في محافظة بابل ، والمقدم الاميركي المسؤول عن امن منطقة الاسكندرية ، وحسب مصادر مطلعة تحدثت لمندوب " نهرين نت " في المحافظة ، فان خطوات جيدة تمت في هذا الشان بعدما عرض وجهاء من عشيرة الغرانة لائحة بالجرائم الارهابية التي ارتكبها

افراد من عشيرة العبيد ضد ابنائهم من خطف واغتيال وتهديد ، وتم الاتفاق على ان يعقد اجتماع اخر لاكمال هذه المصالحة وذلك في منطقة " المحاويل " بحضور وجهاء من عشيرة شمر وامير " زبيد " المحايدة وذلك لتوقيع وثيقة عدم اعتداء والزام عشيرة العبيد بالكشف عن الارهابيين وعدم ايواء اي عنصر منهم مستقبلا .

 

المصدر : نهرين نت

Link to comment
Share on other sites

Guest المهاجر خليفة للزرقاوي،

http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/12/24648.htm

وتعليقا على تعيين المهاجر خليفة للزرقاوي، يقول الزيات لـ"العربية.نت": "اعتقد أن

 

 

المجموعة القريبة جدا من بالزرقاوي هم مصريون وأردنيون وسعوديون ويمنيون، ومن المحتمل أن يكون أبو حمزة المهاجر واحدا منهم، ومؤكد أنه معروف داخل تنظيم قاعدة العراق في قائمة الفصائل بأعماله الميدانية، لأن طبيعة عمل القاعدة في العراق تتسم بالمواجهة التي تحتم توفر الصفات العسكرية لقائد التنظيم".

 

وأوضح الزيات أنه يستبعد أن يكون "أبو حمزة عراقيا، فمجموعة الزرقاوي المقربة منه أكثرهم من المقاتلين العرب، خصوصا أن التنظيمات العراقية السبعة الأخرى، كلها من العراقيين، وهي التي كانت توجه انتقادات أحيانا لأسلوب عمل القاعدة في العراق. ومع الاحتمال بوجود عراقيين في التنظيم وتقديم مساعدات لعمله، لكني لا اتصور أن أحدهم أو بعضهم له وجود في مجموعة القيادة القريبة جدا من الزرقاوي، والتي من المفترض أن خليفته واحد منها".

Link to comment
Share on other sites

تفاصيل ما جرى اليوم في براثا

محسن الجابري - 16/06/2006م - 9:03 م | مرات القراءة: 1090 | مجموع التعليقات: 2

 

 

 

كان جهاز الحماية قد اكتشف زوجا من الأحذية البلاستيكية (شحاطة) صينية الصنع قد خبأ في كل واحد منها باوند (قالب) من مادة السي فور شديدة الانفجار وهي تعادل اربعة مرات قدرات التي ان تي وقد تم وضعها في مكانها بعد أن تم تأمين عدم انفجارها بغية مراقبة من يأتي لأخذها في الوقت الذي عمل الجهاز على تفتيش هادئ لمن سبق له أن دخل المسجد وفي تمام الساعة الثانية عشرة والربع وصل احد أفراد الجهاز إلى المجرم الذي فجر نفسه مما حدا به إلى أن يفجر نفسه بكمية قالبين من السي فور مع بعض الكرات الزجاجية (دعابل) مما أدى إلى استشهاد خمسة من المصلين احدهما استشهد في داخل المستشفى فور وصوله، وجرح 22 مصليا، وقد تم الحادث الاجرامي فيما كان المصلون في المسجد بين راكع وساجد ومتضرع إلى الله وتال لكتابه المجيد.

 

لقد كان المجرم التكفيري ينتظر في واقع الأمر دخول سماحة الشيخ جلال الدين الصغير إلى الحرم لغرض أداء صلاة الجمعة ليفجر نفسه، إلا إن الاجراءات التي اتخذت أدت به إلى أن يفجّر نفسه قبل الوصول إلى الهدف المتوخى في هذه العملية، علما إن طريقة تخبئة المواد كان من الصعب اكتشافها ضمن الوسائل المتاحة وهي لا تكتشف عادة إلا من خلال الكلاب البوليسية أو الأجهزة المتحسسة من الغازات المتفجرة وهي غير متوفرة في العراق لكلفها العالية جدا.

 

بدورهم المصلين والجرحى أثبتوا فدائية عالية فبعد حصول الأنفجار علا صوت التكبير وهتافات: لو قطعوا أرجلنا واليدين، أما الجرحى (عافاهم الله تعالى) فقد كان هاجسهم سلامة سماحة الشيخ وأبدوا استعدادهم للشهادة وانهم جند للمرجعية!

 

يذكر إن الاعلام القاعدي الارهابي كان قد بدأ بالهجوم على سماحة الشيخ والمسجد وتشويه سمعتهما قبل 3 أيام عبر موقع الاجرام المسمى ب(مفكرة الإسلام) لغرض التهيئة والتبرير للاعتداء مما كنا قد أشرنا إليه في الوكالة قبل يومين.

 

وكالة انباء براثا ( واب )

Link to comment
Share on other sites

Guest وعضضنا على نواجذنا
في كلمة هزت الأعماق ليس في مجلس النواب فحسب وإنما في عموم الشارع العراقي قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في كلمته اليوم في افتتاح جلسة مجلس النواب اليوم: إننا لا نعزى بشهدائنا وإنما نقدم التهنئة والتبريك لعوائلهم ولأبناء شعبنا المظلوم على هذه الأوسمة وهذا الشرف الذي أحيط به شهداؤنا، ونحن نفتخر ان نقتل في مساجدنا ونعتز في ان نرتحل إلى الله بظلامتنا ونحن في محراب صلاتنا.

 

ثم قال: لست من النوع الذي انثني أو أركع أو انهزم، وإن هذه الجريمة التي ارتكبت في براثا لن تثني عزيمتي في مواصلة الطريق في أن اكون أمينا للآهداف التي انطلقنا من أجل تحقيقها، وهذه الجريمة التي أثبتت صحة المنهج الذي سرنا عليه تجعلني أكثر اصرارا في أن ابقى صائنا لدماء هذا الشعب وحاميا لوحدته وجهاده في الوقوف أمام وجه من يريد أن يفرق هذا الشعب ويشتته.

لم استغرب في ان استهدف في هذا المسجد المبارك وقبلي يستهدف مسجد السلفيين في تكريت وفي نفس اليوم يستهدف الشيخ يوسف الحسان في البصرة لأن ثمة أجندة واضحة تريد

أن يتقاتل ابناء الدين الواحد والقبلة الواحدة والرب الواحد والنبي الواحد، وإن عصابات أنصار السنة التي استهدفتني ومجلس شورى المنافقين وبقية المجرمين لن يستطيعوا ان يوقفوا مسيرتي نحو تحصين دماء الشيعة والسنة، ولن تردعني هذه الجرائم من أن أبقى الكلمة التي تبقي عقل الإنسان في محله وتقوده إلى الاعتدال والانصاف وأن تعمل على صيانة وحدة الشعب العراقي.

 

لقد كنت قد حذرت اكثر من مرة إلى أن هذا الارهاب يجب ان تكون وقفتنا تجاهه جدية، لأنه سوف يأكل الأخضر واليابس، وإن كلمات الاستنكار والادانة لن تنفع ما لم تقترن بفعل جدي وهادف بصدق لصيانة دماء العراقيين، ووجه عندئذ كلمته لأعضاء مجلس النواب: إن الشعب أرسلكم إلى هنا من أجل ان ترسموا على شفتيه بسمة فاتقوا الله في دماء هذا الشعب في كل كلمة تقولونها، لأن كل كلمة تقولونها قد تتحول في الشارع إلى رصاصة وتتسبب بدم نازف من أبناء العراق، وها قد رأيتم ماذا فعل أحد اعضاء مجلس النواب في محافظة ديالى حينما تحدث بكذب وزور عما جرى في سجن تسفيرات بعقوبة وقدح بحياء عدد من العفيفات مما خلق أزمة اجتماعية في عشيرتي العبيد وعزة في محافظة ديالى وتسببت بقتل العديدين.

 

ثم استطرد قائلا: إن إصرارنا على ان لا تستفزنا هذه الجرائم لوضوح الهدف لدينا، ولقد صبرنا بصورة مذهلة وعضضنا على نواجذنا حتى ادميناها بل حتى قطعناها وانا أحذر من أن هذا الصبر ربما يتسبب مع دوام الارهاب بأن نفقد قدرتنا على اقناع جماهيرنا بالصبر لأن هذه الجرائم تعمل على تحطيم السدود التي وضعناها أم ارادة الغضب الجماهيري، وحذاري من ذلك لأن هذا الغضب لو تفجر لن يكون ثمة رابح والخاسر الأكبر سيكون العراق.

 

وكالة انباء براثا ( واب )

Link to comment
Share on other sites

Guest المساجد في مدينة هبهب

قتل 12 مواطنا عراقيا واصيب 20 آخرون في انفجار عبوة ناسفة بعد الظهر في احد البوابات الخلفية لأحد المساجد في مدينة هبهب التي هلك فيها المجرم الزرقاوي ·

وقالت الشرطة ان العبوة انفجرت امام المدخل الخلفي لمسجد هبهب الكبير في حي العصري وسط منطقة هبهب اثناء خروج المصلين منه بعد اداء الصلاة·

 

ويسود اعتقاد في مدينة بعقوبة ان الانفجار ربما نجم عن خلل في اعداد وتوقيت القنبلة مما تفجر في مكان اعداها، وهو امر تكرر عدة مرات اذ انفجرت منذ شهرين عبوة في قبو المدرسة القادرية ببغداد بيد مصنّعيها، وكما حصل في تفجير مسجد احباب المصطفى في مدينة الحرية أثناء اعداد الارهابيين لسيارة مفخخة في داخل المسجد، وعلى اثرها قاد المجرم أحمد الدباش تظاهرات طائفية ضد شيعة أهل البيت ع في المنطقة وأحرقوا على اثرها مسجد التوحيد في المنطقة

Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...
Guest توماس فريدمان

الإسلاميون واختطاف الديمقراطية في الشرق الأوسط

GMT 20:45:00 2006 الجمعة 14 يوليو

نيويورك تايمز

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

السبت: 2006.07.15

 

 

توماس فريدمان

 

حين تشاهد عبر الفضائيات والقنوات مشاهد العنف المشتعل في منطقة الشرق الأوسط, يخيل إليك أنك قد دخلت هذا "الفيلم" من قبل, وأنك تدري سلفاً ما سيؤول إليه من مآل مأساوي. ولكنك مخطئ هذه المرة, لكونك لم تشاهد هذا الفيلم من قبل. والحقيقة أن حدثاً جديداً تماماً يجري هنا, وأنه حري بنا أن ندرك كنهه. فما نشهده في كل من العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان, هو سعي الأحزاب الإسلاموية لاستغلال الديمقراطية والانتخابات في تحقيق هدفها الرئيسي الذي طالما تطلعت إليه: أسلمة العالم العربي الإسلامي. وليست لما نراه علاقة بأي نزاع من أي نوع كان, ذي صلة بأسرى فلسطينيين أو لبنانيين في السجون الإسرائيلية. بل الحقيقة أنه صراع من أجل السلطة في لبنان وفلسطين والعراق, وهدفه الإمساك بمقاليد السلطة والحكم عبر الحكومات الديمقراطية المنتخبة. ولذلك فإن من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كانت تلك "الديمقراطيات" زائفة أم حقيقية؟

وبالنتيجة فقد سيطر الجناح العسكري الصغير من حركة "حماس" على كافة خيوط السياسة الفلسطينية اليوم, بينما يفعل الشيء نفسه "حزب الله" الشيعي المدعوم إيرانياً في لبنان, على رغم كونه لا يشكل سوى أقلية ضئيلة في مجلس الوزراء اللبناني. وفي العراق أيضاً يتكرر الشيء نفسه تقريباً مع الأحزاب والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران.

والملاحظ أن هذه الأحزاب والجماعات لا تكتفي بالسعي لأن تكون لها اليد الطولى في الديمقراطية الناشئة في بلدانها فحسب, وإنما تنافس بعضها بعضاً من أجل فرض نفوذها إقليمياً. وعليه يمكن القول إنه جرى عملياً اختطاف التجربة الديمقراطية التي شهدها العالم العربي الإسلامي في أعقاب هجمات الحادي من سبتمبر. ذلك أن انتخابات حرة ونزيهة قد جرت في كل من لبنان وفلسطين والعراق. ولا جدال كذلك حول مشاركة الملايين من الناخبين العرب والمسلمين في تلك الانتخابات, تعبيراً من شعوب المنطقة عن رغبتها الأكيدة في تشكيل حياتها ومستقبلها.

لكن بالنظر إلى ضحالة جذور شجرة الديمقراطية في هذه المنطقة, مصحوبة بإضعاف الأغلبيات المعتدلة وترهيبها, فقد أفرز لنا العالم العربي الإسلامي أسوأ ما في التجارب الديمقراطية على الإطلاق. وقد تجلى هذا السوء في وصول أحزاب إسلاموية إلى السلطة عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع, غير أنها تصر على تمسكها بمليشياتها الخاصة, وتتمنع عن تحمل كافة المسؤوليات التي تقع على أية دولة ذات سيادة. وضمن ذلك فهي ترفض أن تكون الحكومة الجهة الوحيدة الرقيبة على كافة الأسلحة. كما ترفض هذه الحكومات الإسلاموية الانصياع للقانون الدولي وتحمل مسؤولياتها إزاءه. من ذلك مثلاً رفضها لاتفاقية الحدود اللبنانية- الإسرائيلية التي جرت المصادقة عليها من قبل الأمم المتحدة. وبالعناد ذاته ترفض حكومات الأحزاب الإسلاموية المنتخبة الامتثال لمبدأ التزام حكومة الحزب الواحد المسيطر على مجلس الوزراء بعد جر البلاد بأسرها إلى حلبة النزاع والحروب.

وعلى حد تعليق المفكر السياسي الإسرائيلي "يارون إزراحي": "فقد أجريت انتخابات حرة نزيهة في كل من العراق ولبنان وفلسطين. وكانت التكهنات الغربية تتوقع أن تسفر تلك الانتخابات عن حكومات شرعية قادرة على لجم العنف, إلى جانب تحملها لعبء مسؤوليات الحكم والقيادة. غير أن الذي حدث في البلدان الثلاثة المذكورة أن تمخضت الانتخابات إياها عن حكومات ليس لها من السيادة إلا مجرد حبر على ورق. وبالنتيجة فهي أبعد ما تكون عن بسط سيادتها على أرضها وحدودها الجغرافية السياسية". ولما كانت تلك هي الحصيلة النهائية, فلم يتم انتخاب أحزاب مثل "حماس" و"حزب الله" أساساً؟! وفي الرد على هذا السؤال يسارع "إزراحي" إلى الإجابة قائلاً: لكونها تقاوم فساد الأحزاب العلمانية الحكومية في بلدانها. بيد أن مشكلة "الأحزاب الإسلاموية" هذه تكمن في تمسكها بأجندتها وأهدافها الطائفية, بدلاً من خدمة المصالح الاجتماعية الأوسع ما أن تبلغ سدة الحكم.

ومن جانبه قال السياسي المسيحي اللبناني بطرس حرب: "إنه من واجبنا أن نحدد لمن يحق اتخاذ القرارات ذات الصلة بالحرب والسلام في بلادنا. وضمن ذلك علينا أن نقرر ما إذا كانت تقتصر تلك القرارات على الشعب اللبناني ومؤسساته القانونية الشرعية وحدهما, أم أنه خيار مطلق بيد أقلية ضئيلة من الشعب اللبناني؟"

وعودة إلى تجارب الديمقراطيات الناشئة في كل من العراق وفلسطين, قال "إزراحي" معلقاً: "عندما يحتفظ أعضاء المجلس الوزاري بمليشياتهم الخاصة, ويعملون خارج إطار الدولة واختصاصاتها ومؤسساتها, فما الذي يبقى سوى عبث الممارسة الديمقراطية ولا معنى محاولات بناء الدولة؟! وإنني لأتساءل لمَ لا تعاقب الشعوب التي انتخبت هذه الأحزاب على أدائها الحكومي المعارض للمصلحة الشعبية العامة؟ وأجيبه قائلاً إن السبب هو أن أولئك الذين يعارضون "حزب الله" و"حماس", إنما يطعن في شرعيتهم ومصداقيتهم, ويجري النظر إليهم شزراً على أنهم مجرد "دمىً أميركية", أو يقتلون بكل بساطة, مثلما حدث لرئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وعلى أية حال, فإن العالم في أمسّ الحاجة لفهم ما يجري هناك في منطقة الشرق الأوسط. فها نحن نرى زهور الديمقراطية الغضة اليافعة التي جرى غرسها في كل من العراق ولبنان وفلسطين, تدوس عليها وتسحقها أحذية المليشيات الإسلاموية المدعومة من قبل كل من سوريا الرافضة للممارسة الديمقراطية الحقة, وإيران المستميتة في تحريم الحداثة على المنطقة. فهل يا ترى أصاب المتشككون القائلون إن الديمقراطية وعلى رغم كونها أنجع أشكال الحكم على الإطلاق, إلا أنها ربما لا تصلح للتطبيق في كل مكان؟! ومهما يكن فإن هذا العزف الأميركي- البريطاني المنفرد لا يفي وحده بغرس تلك الشجرة في العراق.

Link to comment
Share on other sites

Guest السيد حسن نصرالله

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/7/162693.htm

 

 

نعم نحن مغامرون... ولتكن الحرب المفتوحة

 

 

 

GMT 23:00:00 2006 الجمعة 14 يوليو

إيلاف

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

النص الحرفي لنداء الأمين العام ل "حزب الله" :

نعم نحن مغامرون... ولتكن الحرب المفتوحة

 

إيلاف من بيروت: في ما يلي النص الحرفي للنداء الذي وجهه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى اللبنانيين ليل الجمعة عبر قناة "المنار":

" في البداية وأنا في أول خطاب لي معكم بعد تنفيذ عملية "الوعد الصادق" وما تبعها من أحداث. أود أن أتوجه بالتبريك والتعزية الى عوائل الشهداء، الذين قدموا أعز أحبائهم في هذه الأيام القاسية والصعبة وكل ما قدموه في أشرف مواجهة ومعركة عرفها العصر الحديث، بل عرفها التاريخ وان أتوجه الى الجرحى ايضا بالتحية متضرعا الى الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم ويمن عليهم بالشفاء والعافية.

 

وأن أتوجه ايضا بالتحية الى أهلنا الصامدين في جميع المدن والقرى الثابتين الراسخين في أرضهم كما هم راسخون في ايمانهم . وأتوجه بالتحية ايضا لاخواني المجاهدين المقاومين الصابرين المحتسبين المرابطين في كل الخطوط، والمستعدين دائما للتضحية في سبيل ما يؤمنون والذين كانوا وما زالوا يحملون دماءهم على الأكف ورؤوسهم شامخة. في أول خطاب في هذه الأيام بعد عملية "الوعد الصادق" أود أن أقول بضع كلمات، كلمة للشعب اللبناني وكلمة للمقاومين، وكلمة للصهاينة، وكلمة للحكام العرب. ولن أقول كلمة للمجتمع الدولي لأنني لم أؤمن يوما من الأيام كما كثيرون من أمتنا أن هناك شيئا إسمه مجتمع دولي.

 

أولا: أقول للشعب اللبناني، يا شعبنا العزيز الذي احتضن المقاومة وانتصرت به وانتصر بها عام 2000 في 25 أيار، هذا الشعب الذي صنع أول انتصار عربي تاريخي في الصراع مع العدو الاسرائيلي بالرغم من عدم تكافؤ القوى أساسا وبالرغم من تخلي غالبية الأشقاء العرب وغالبية الاخوة المسلمين وسكوت العالم كله، هذا الشعب اللبناني صنع معجزة الانتصار التي أذهلت العالم والتي أذلت الصهاينة، هؤلاء الصهاينة الذين ينظرون الى هذا الشعب نظرة خاصة ومميزة لأنه أنجز في تاريخ الصراع معهم انجازا خاصا ومميزا، المعركة اليوم لم تعد معركة أسرى وتبادل أسرى . قد يقال ان للعدو الصهيوني رد فعل على اي عملية أسر قد تحصل في أي مكان من العالم لأي جيش أو لأي دولة لها حدود ولها ضوابط، ما يجري اليوم ليس رد فعل على عملية أسر، وإنما هو تصفية حسابات مع الشعب والمقاومة والدولة والجيش والقوى السياسية والمناطق والقرى والعائلات التي ألحقت الهزيمة التاريخية بهذا الكيان المعتدي الغاصب الذي لم يعتد على الهزيمة. اليوم اذا، هي حرب شاملة يشنها الصهاينة لتصفية حساب كامل مع لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان وجيش لبنان ومقاومة لبنان انتقاما وثأرا مما تم انجازه في 25 أيار/مايو عام 2000".

 

أضاف:"أيها الشعب العزيز والصامد والمجاهد والشريف والذي أعرف أنه بأغلبيته الساحقة عقلا وقلبا وإرادة وثقافة وفكرا وحبا وعشقا وتضحية هو شعب كرامة وعزة وشرف وإباء وليس شعب عمالة وخضوع وذل وهوان وخنوع. أقول لكم في هذه المواجهة نحن أمام خيارين ليس ك"حزب الله" وليس ك"مقاومة"، مقاومة حزب الله، لبنان دولة وشعبا وجيشا ومقاومة وقوى سياسية أمام خيارين، إما أن نخضع اليوم للشروط التي يريد العدو الصهيوني إملاءها علينا جميعا وبضغط وتأييد ودعم اميركي ودولي وللأسف عربي، إما أن نخضع لشروطه الكاملة التي تعني إدخال لبنان في العصر الاسرائيلي وفي الهيمنة الاسرائيلية، بكل صراحة هذا هو حجم الموضوع، وإما أن نصمد وهو الخيار الآخر وأن نصبر وأن نصبر ونواجه وأنا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى وبالثقة به وبالمجاهدين وبكم وبمعرفتي بهذا الشعب وبهذا العدو، كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا.

 

عندما كانت عملية "عناقيد الغضب" عام 1996، أو "تصفية الحسابات" عام 1993، في البداية كانت يده أعلى وكانت ظروفنا أصعب، أما اليوم الوضع مختلف وثقوا بي تماما ان الوضع مختلف، ما هو مطلوب فقط أن نصبر وأن نصمد وأن نواجه وأن نتوحد، وأنا أعرف وأنا أراهن أن غالبية شعبنا هو شعب صامد ومجاهد ومضح وليس بحاجة الى تحريض وإنما ما أقوله إنما هو من باب إستكمال الفكرة وتثبيت الخيار وتأكيد هذا المعنى.

 

أما الكلمة للمقاومين، لإخواني وأحبائي وأعزائي ومن يراهن عليهم اليوم كل لبناني وكل فلسطين وكل عربي وكل مسلم وكل حر وشريف في هذا العالم وكل مظلوم ومستضعف ومعذب، وكل عاشق للصمود، للشجاعة، للشهامة، للقيم، للشرف، الذي يتجسد فيهم ويجسدونه من خلال وجودهم في ساحات المواجهة ومن خلال قتالهم لهذا العدو، قتال الشجعان الأبطال، أقول لهم أنتم اليوم بعد الله سبحانه وتعالى رهاننا ورهان أمتنا، أنتم عنوان شرفنا، وكرامتنا بكم، يبقى هذا الشرف، بكم تحفظ هذه الكرامة، الانجاز عام 2000 أنتم كنتم الأصل فيه بعد الله سبحانه وتعالى، اليوم أنتم معنيون قبل غيركم أن تحافظوا على انجاز النصر وعلى انجاز التحرير وعلى انجاز الصمود وعلى انجاز الكرامة وهذا يتطلب منكم كما أنتم بالفعل وكما أثبتم حتى الآن في هذه الايام أنكم موضع كل رهان وكل حسن ظن وان من اتكل بعد الله عليكم فهمه فائض وعاقبته حسنة ونصره عزيز وقريب وفتحه مبين".

 

وتابع: "أما للصهاينة، لشعب الكيان الصهيوني في هذه الساعة أقول له، ستكتشف سريعا أيها الشعب، كم أن حكومتك الجديدة وقيادتك الجديدة حمقاء وغبية ولا تعرف تقدير الأمور وليست لديها أية تجربة على هذا الصعيد، أنتم أيها الصهاينة تقولون في استطلاعات الرأي أنكم تصدقونني أكثر مما تصدقون مسؤوليكم، هذه المرة أدعوكم جيدا لأن تسمعوني وأن تصدقوني، اليوم نحن صبرنا بالرغم من الاعتداء الذي حصل ليلا على الضاحية الجنوبية وتراكم الاعتداء على كل قرية وحي وشارع وبيت في لبنان، لا فرق بين الضاحية الجنوبية ومدينة بيروت وأي بيت في جنوب لبنان أو البقاع أو الشمال أو جبل لبنان أو أي زاوية من زوايا لبنان.

 

هذه المعادلة انتهت، لن أقول اليوم اذا ضربتم بيروت فسنضرب حيفا، لن أقول لكم اذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا، هذه المعادلة أردتم أن تسقط فلتسقط نحن وإياكم ، أنتم أردتم حربا مفتوحة، نحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، حربا على كل صعيد، الى حيفا وصدقوني الى ما بعد حيفا والى ما بعد ما بعد حيفا. ا لسنا وحدنا سندفع الثمن ، لن تدمر بيوتنا وحدنا لن يقتل أطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده، هذا الزمن انتهى، هذا كان زمن قبل 1982 وقبل سنة 2000 للميلاد، هذا زمن انتهى. أنا أعدكم بأن هذا الزمن انتهى وبالتالي عليكم ايضا أن تتحملوا مسؤولية ما قامت به حكومتكم وما أقدمت عليه هذه الحكومة. من الآن فصاعدا أنتم أردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة.

 

أنتم أردتم، حكومتكم أرادت تغيير قواعد اللعبة فلتتغير اذا قواعد اللعبة. أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون، أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله. أنتم تقاتلون قوما يملكون ايمانا لا يملكه أحد على وجه الكرة الأرضية. وأنتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وايضا يملكون القدرة المادية والامكانات والخبرة والعقل والهدوء والحلم والعزم والثبات والشجاعة. الأيام المقبلة بيننا وبينكم إن شاء الله".

وختم قائلا:"أما للحكام العرب، لا أريد أن أسألكم عن تاريخكم، فقط كلمة مختصرة، نحن مغامرون، نحن في حزب الله مغامرون نعم، ولكننا مغامرون منذ عام 1982. لم نجر الى بلدنا سوى النصر والحرية والتحرير والشرف والكرامة والرأس المرفوع. هذا هو تاريخنا، هذه هي تجربتنا، هذه هي مغامراتنا. في عام 1982 قلتم عنا وقال العالم أننا مجانين وأثبتنا أننا العقلاء أم من هم المجانين هذا شأن آخر لا أريد أن أدخل في سجال مع أحد. أقول لهم راهنوا على عقلكم وسنراهن على مغامرتنا والله ناصرنا وهو معيننا. لم نراهن في يوم من الأيام عليكم، راهنا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا، ونحن اليوم نقوم بنفس الرهان والنصر آت إن شاء الله. المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن. الآن في عرض البحر في مقابل بيروت البارجة العسكرية الاسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى المدنيين، انظروا اليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنوب الاسرائيليين الصهاينة، هذه البداية وحتى النهاية كلام طويل وموعد. والسلام عليكم ورحمة الله".

 

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

Guest علاوي يحذر من توسع العدوان

علاوي يحذر من توسع العدوان الاسرائيلي لدول اخرى

GMT 19:30:00 2006 السبت 15 يوليو

إيلاف

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

بغداد (ايلاف) : اكد رئيس الكتلة العراقية في مجلس النواب العراقي رئيس الوزراء السابق اياد علاوي تضامنه مع الشعب اللبناني ضد العدوان الاسرائيلي ومع حكومته في سعيها إلى إخراج البلاد من الازمة التي تمر بها محذرا من توسعه الى دول اخرى .

 

ودعا علاوي في بيان له في بغداد ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" اليوم مجلس الامن الدولي والامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى بذل جهود لايقاف تداعيات الموقف بأسرع ما يمكن. واشار الى ان المجتمع الدولي مطالب بالسعي الجاد لإخماد بؤر النزاعات والحروب والتوترات في المنطقة والالتزام بما تتوصل اليه الجهود العربية للخروج من هذه المحنة وايقاف احتمالات توسيع رقعة المعارك الى دول اخرى ..

 

وفي ما يلي نص البيان :

 

تابعنا وبقلق بالغ تطورات الاحداث الاخيرة المؤلمة في لبنان وما تعرض له الشعب اللبناني الشقيق من استهداف لبنيته التحتية والمدنيين، وبهذه المناسبة نعبّر عن تضامننا مع الحكومة اللبنانية في سعيها لإيجاد مخرج سلمي لهذه الازمة عبر مجلس الامن الدولي والامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ولكي تبذل هذه الاطراف جهوداً في إيقاف تداعيات الموقف بأسرع ما يمكن.

إننا نؤيد بقوة ما ذهبت اليه الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل التراب اللبناني وان يلتزم كل اللبنانيين بقراراتها ومواقفها وان تأخذ الحلول السياسية والحوار مجراها، اذ ان من شأن اي تصعيد في النزاع أن يؤدي الى مخاطر جمة ستصيب المنطقة والعالم بأسره. ان المجتمع الدولي مطالب بالسعي الجاد لإخماد بؤر النزاعات والحروب والتوترات في المنطقة والالتزام بما تتوصل اليه الجهود العربية للخروج من هذه المحنة وايقاف احتمالات توسيع رقعة المعارك الى دول اخرى.

واننا اذ نتمنى لشعبنا اللبناني ولحكومته الموقرة ان ينعم لبنان العزيز بالامن والاستقرار وان تنتهي التداعيات المؤلمة التي يشهدها هذا البلد الآمن، ونعلن عن تضامننا الكامل مع الشعب اللبناني وحكومته الشرعية. كما نهيب بالامم المتحدة ومجلس الامن على العمل الفوري لتنفيذ قراراته ذات الصلة بالوضع اللبناني والوقف الفوري لاطلاق النار وتعويض لبنان عن الاضرار التي لحقت بشعبه النبيل.

الدكتور أياد علاوي

رئيس القائمة العراقية الوطنية

الأمين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي

 

ومن جهته أدان ديوان الوقف الشيعي في العراق الهجمة الشرسة والعدوان الغاشم الذي تقوم به القوات الاسرائيلية على الشعب اللبناني . وقال صالح الحيدري رئيس الوقف الشيعي ان هذا العدوان بمثابة اعلان حرب شاملة مدمرة تهدف الى قتل وتدمير كل ما له علاقة بحاضر لبنان ومستقبله ولشعب لبنان وتكويناته. واضاف أن ديوان الوقف الشيعي وهو يرى هذا الهجوم الغادر على اخواننا الشيعة في جنوب لبنان يدعو الجميع للوقوف ضد هذا العمل الاستبدادي البشع الذي تقوم به القوات الاسرائيلية، مطالبا شعوب العالم وخصوصا العربية والاسلامية منها بالوقوف بقوة مع ابناء الشعب الذي يعاني من هذه الهجمة المجرمة من قبل العدو الغاشم.

 

وكانت مدن عراقية شهدت تظاهرات تضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ضد العدوان الاسرائيلي عليهما والذي ادانته احزاب وشخصيات عراقية عديدة في مقدمتها رئيس الوزراء نوري المالكي الذي ندد اليوم بالغارات الاسرائيلية "الاجرامية" على لبنان وغزة محذرا من احتمال تصاعد العنف في انحاء الشرق الاوسط.

 

وندد المالكي بالغارات الاسرائيلية على لبنان وفلسطين وحذر من عواقب التصعيد في المنطقة. ودعا وزراء الخارجية العرب الى اتخاذ موقف واضح يندد بالاعمال "الاجرامية" في لبنان وغزة واكد ان هذا الهجوم سيجعل شعب لبنان اكثر اتحادا وتماسكا في مواجهة التحدي الاسرائيلي ..

 

Link to comment
Share on other sites

ماذا لو كان (نصر الله) زرقاويا؟!

GMT 22:45:00 2006 الأحد 16 يوليو

غالب حسن الشابندر

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

بداية لم أكن من المتعاطفين ولا من المعجبين بالسيد الجليل نصر الله، بل أخالف الكثير من رؤاه السياسية، والكثير من توجهاته التي أعتبرها غير محسوبة بدقة في كثير من الأحيان، خاصة على صعيد مواقفه من القضية العراقية، تلك المواقف التي أثارت حفيظة الشعب العراقي ، خاصة أبناء طائفته، أي بصريح العبارة، شيعة العراق. وكيف لي أن أنسى تلك الخطيئة التاريخية التي انزلقت على لسان أحد رجاله وهو يصف الزرقاوي بأنه (شيخ المجاهدين)، وقبل ذلك دعوته إلى تناسي جرائم صدام حسين والوقوف معه تجاه ما أسماه أنذاك بالعدوان الأمريكي ....

ولكن بودي أن أثير نقطة مهمة في خضم المحنة التي يعيشها الجنوب المؤمن، والضاحية الضحية، والبقاع الطيبة، لأتساءل عن مواقف الشارع العربي والمسلم مما يقدمه السيد الجليل وطائفته الكريمة، أي شيعة لبنان بدون مواربة؟

لماذا هذا السكوت المطبق؟

أين هي مظاهرات الاستنكار والتأييد والتسديد؟

ترى هل لكونه شيعيا؟

نعم!

وإلا ما هو السبب؟

هل قتل بريئا؟

هل كفر مسلما؟

هل قاتل في سبيل مصالحه الشخصية؟

ألم يكن ذر اع حماس؟

لأنه ( شيعي) ضاع صوته، ولم يستفز الغيرة الإسلامية في الشارع (الإسلامي!)

هذا ما أراه ، هذا ما أتصوره؟

لم يفجر نصر الله القنابل والسيارات المفخخة في أسواق المسلمين، ولم يكفر أحدا، ولم يخطف الأبرياء، ويقدم شباب شيعة لبنان فداء لحماس وفلسطين،ويقاتل بأجسام مؤمنة دبابات اسرائيل والصهيونية، ويدعم ثوار غزة، في مواجهة الآلة الإسرائيلية التي راحت تحصد أخواننا في فلسطين، وفيهم من أقام الفاتحة على روحي عدي وقصي، وفيهم من رفع صور صدام حسين يهتف بحياته، ويسميه قائد العرب...

أليس كذلك؟

تلك هي أدبيات الكثير من المواقع التي تسمي نفسها إسلامية سلفية، صحابية، تلك هي المواقع، حيث تصنف حزب الله بأنه حزب يهودي مبطن، حزب صهيوني، بل أكثر من ذلك،تدعي وبكل صلف وصفاقة، أن حربه ضد اسرائيل مسرحية تهدف إلى تمكن الجيش الإسرائيلي من مسلمي الأمة وحرماتها!!!ولا أنسى يوم خرج علينا عبد الباري عطوان من قناة الجزيرة وهو يستهزئ من أطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين بفضل نصر الله وتضحيات (الرافضة الأنجاس)، حيث وسمها بالعملية الهزيلة المضحكة، ساخرا من السيد الجليل بالذات ومن شيعته وحزبه!

أليس كذلك؟

ترى ماذا لو كان نصر الله (سنيا/ زرقاويا)؟

لكان بطل الأبطال، كما هو زورا وبهتانا (بن لادن)، وكما هو زورا وبهتانا (الزرقاوي) ألذي كفر نصر الله عيانا، جهارا.

ماذا لو كان نصر الله من مقاتلي طالبان التي يتمت الأطفال ورملت النساء في افغانستان، حيث لا تزال جبال قندهار مغمسة بدماء أكثر من 15000 قتيل ينتمون إلى مذهب نصر الله، حيث قتلوا بسبب هذا الانتماء لا أكثر ولا أقل!!

ماذا لو كان نصر الله من حزب الاخوان المسلمين؟

ماذا لو كان من مقاتلي حماس التي لبست وشاح الحزن الأبدي على سقوط أعتى ظالم في التاريخ، صدام حسين الذي تسبب بقتل آلاف من أبناء فلسطين في ملابسات معركة الكرامة الشهيرة؟

ماذا لو كان نصر الله صور ة طبق الأصل لأيمن الظواهري؟

هل يبقى الشيعي ليس مسلما حتى لو فنا كل ما يملك في سبيل الإسلام وشرف الأمة كما هو مصطلح نصر الله نفسه ؟

هل يبقى الشيعة في العراق وفي الكويت وفي البحرين وفي السعودية وفي إيران وفي لبنان يهود مبطنين كما يسميهم الزرقاوي وبن لادن وغيرهما حتى لو أن كل الشيعة قتلوا على طريق هذا الشرف العتيد؟

لست من المؤمنين بالكثير من مواقف نصر الله حفظه الله، ولي أكثر من ملاحظة وملاحظة على ما قام به،و ربما لا أجازف إذ اقلت أن ما قام به مغامرة كبيرة، قد تتحول نتائجها ألى كارثة بحقه وحقنا (وأعني ما أقول) ولكن هل يعدم كل ذلك أن نقول حقيقة صارخة...

حقيقة أترجمها على شكل سؤال بسيط، ذلك هو الذي بدأت به عنوان هذه المقالة البسيطة، المقالة الفطرية اعادية.

 

Link to comment
Share on other sites

حيفا في مرمى صواريخ «حزب الله»: قتلى وجرحى ورعب واضطراب كبير

حيفا - آمال شحادة الحياة - 17/07/06//

 

كان صباح حيفا، «عروس البحر» كما يسميها الفلسطينيون، مختلفا أمس عن أيامها العادية بعدما سقطت في مياه بحرها الهادئ، الذي ما زال ينتظر عودة ابنائها الاصليين، اربعة من صواريخ «حزب الله» فيما نشرت صواريخ اخرى بين سكان المدينة حالاً من الاستنفار والذعر والرعب، وهي حال لم تشهدها حيفا منذ سقوطها في يد اسرائيل ليلة 21 - 22 نيسان (ابريل) 1948.

 

وابل من الصواريخ اطلقت باتجاه مناطق تعتبر الاكثر استراتيجية في حيفا، فحولتها خلال ساعات قليلة الى مدينة أشباح. معظم سكانها راحوا يبحثون عن ملاجئ شبه مفقودة والبعض الاخر وجد نفسه يغادر المدينة في حيرة من أمره من دون ان يدري الى أي مكان يتوجه، بعد أن اصبح شمال اسرائيل كله في حال طوارئ نتيجة صواريخ الكاتيوشا التي اطلقها «حزب الله»، فيما ادرجت تل ابيب والخضيرة ونتانيا ضمن المناطق المهددة بالصواريخ. ولم يكن الرعب الذي دب في نفوس سكانها أقل من الرعب الذي عرفه سكان حيفا.

 

المدينة دخلت الساعة التاسعة من صباح امس، مرحلة جديدة في تاريخها بعدما نفذ «حزب الله» تهديده وقصفها بصواريخ فاقت سرعة وصولها الى اهدافها كل توقعات القيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية التي كانت قررت نصب بطاريات «الباتريوت» المضادة للصواريخ في مناطق مطلة على حيفا، في الليلة السابقة فقط. واعترف مسؤول اسرائيلي كبير ان العملية التي نفذها «حزب الله» حققت نجاحاً، ليس فقط لأنها أصابت اهدافها وأدت الى قتل ثمانية واصابة العشرات، ولكن لأنها طالت مناطق قريبة من مناطق عسكرية وصناعية، ما زاد مخاوف اسرائيل من احتمال اصابة هذه المناطق والكارثة الكبيرة التي يمكن ان تنتج عن ذلك.

 

احد العمال العرب من سكان الناصرة يعمل في محطة القطارات التي اصابها القصف قال لـ «الحياة»: «فجأة عند التاسعة صباحا سمعنا صوت اربعة انفجارات كبيرة متتالية فارتعد المكان واهتزت المنطقة»، واضاف: «لم نفهم ما الذي يحدث ولكن الانذارات التي سمعناها قبل يوم حولت شكوكنا الى يقين بأن صواريخ الكاتيوشا وصلت الى حيفا. فهربنا وكانت صفارات الانذار قد اطلقت وهناك من دعا عبر مكبر الصوت الجميع الى الذهاب الى الملاجئ. لكننا لم نعرف عن أي ملاجئ كانوا يتحدثون ولا نعرف اصلا اين توجد هذه الملاجئ، فما كان منا الا ان اختبأنا في قنوات في الارض يقف فوقها القطار عندما يقوم العمال بفحصه». وتابع هذا العامل: «عدد كبير من الصواريخ اصاب مرآب تصليح القطارات، فيما تناثرت اجزاء منها الى اقسام مختلفة من المحطة واصبحت المنطقة خلال دقائق تعيش حال طوارئ، اطلقت خلالها مرات عدة صفارات الانذار كان يليها بعد دقائق قليلة صوت انفجار يهز المكان».

 

وأحدث قصف محطة قطارات حيفا حالاً من القلق على المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل. فمن ناحية انتشر الخوف من ضرب مناطق استراتيجية وحساسة، ومن ناحية اخرى هناك خوف من ان يؤدي تكرار هذه الهجمات الى ارتفاع اصوات الاسرائيليين الرافضين للحرب. وقد ترجم هذا الخوف، امس، الى ارض الواقع عندما تظاهرت سبع نساء امام محطة القطارات ورفعن شعارات تدعو الى وقف الحرب. وتتخوف القيادة الاسرائيلية من أن تتحول هذه الاصوات الى حركة نشطة مثل حركة «اربع امهات» التي نظمت تظاهرة الخمسين ألفا التي ساهمت مساهمة كبيرة في اتخاذ القرار الاسرائيلي بالانسحاب من لبنان. كما ينتشر الخوف بين ابناء حيفا بسبب عدم وجود ملاجئ في المدينة، ما يمكن أن يدفع السكان الى الاحتجاج والضغط بهدف وقف الحرب.

 

الجانب الآخر الذي يزيد قلق الاسرائيليين بعد نجاح «حزب الله» في قصف حيفا، هو ازدياد احتمالات اصابة مصانع تكرير البترول في المدينة والمناطق الصناعية القريبة منها. فبعض الصواريخ التي سقطت امس، لم يصل فقط الى مناطق قريبة من هذه المصانع بل تجاوزها وسقط احدها في منطقة قيسارية، على بعد كيلومتر شمال مدينة الخضيرة، لكن الاسرائيليين فرضوا تعتيماً على الموقع الذي سقط فيه الصاروخ وكشف عنه موقع تابع للاستخبارات الاسرائيلية، وادعى ان الصاروخ هو من نوع «فجر-3».

 

وتشمل المرافق الصناعية في حيفا قطاعين، صناعة المواد الثقيلة مثل منتجات البترول والبتروكيماويات وصناعات اخرى، ومرافق الصناعات العسكرية الموجودة في محيط خليج حيفا. وهناك داخل حيفا الكثير من المرافق الحيوية مثل المطار المدني ومحطة القطارات التي اصيبت امس، وفيها المحطة القديمة التي كانت معروفة من قبل الفلسطينيين قبل 1948 بـ «سكة حديد الحجاز» والتي اقيمت في العام 1905 وكان يسافر منها سكان حيفا الى مدينة درعا السورية، وهي تتصل مع الخط الحجازي من دمشق الى المدينة المنورة. وفي هذه المحطة مكاتب الادارة التي كانت في تلك الفترة وما زالت قائمة وكذلك المرآب.

Link to comment
Share on other sites

بماذا يفكر حزب الله

GMT 19:00:00 2006 الإثنين 17 يوليو

إيلاف

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

ترجمة سامية المصري: إن حسن نصر الله الآن في المكان الذي طالما أراد أن يكون فيه. هذا ما قاله المراسل الدبلوماسي لصحيفة الواشنطن بوست روبن رايت بعد لقائه معه قبل أن تبدأ الحرب الإسرائيلية على لبنان. "منذ أن كنت في التاسعة كانت لدي خطط لليوم الذي سأبدأ فيه هذا العمل،" يقول الأمين العام لحزب الله في مسعاه للقيادة حينما زرته في الأحياء الفقيرة الجنوبية من بيروت منذ مدة ليست بعيدة. وقال: "عندما كنت في العاشرة أو الحادية عشر كان لدى جدتي وشاح أسود طويل، كنت ألفه على رأسي وأقول لهم: أنا إمامكم، وعليكم أن تقفوا خلفي لأداء الصلاة."

 

نصر الله هو من رجال الله والبندقية والحكومة، تقاطعٌ ما بين آية الله الخميني وتشي غيفارا، قائد بشعبية إسلامية بالإضافة إلى كونه خبيراً في التخطيط الفدائي المؤثر. لقد أصبحت العمامة السوداء الآن علامته المميزة، وهو السياسي الأكثر شهرة في لبنان. نجد مقاطع من خطاباته أصبحت كنغماتٍ على الهواتف الخليوية، وصورته باتت ضمن شاشات التوقف الأكثر شيوعاً في أجهزة الحاسب الآلي. الملصقات على الجدران والميداليات وحتى بطاقات الهاتف باتت تحمل صورته. وتسمع خطاباته في سيارات الأجرة بدلاً من أنغام الموسيقى.

 

في عامه السادس والأربعين يبقى نصر الله القائد الأكثر إثارة للجدل في العالم العربي في مركز المواجهة الجديدة الوحشية بين إسرائيل وجيرانها في ربع قرن من الزمان. لكنه ليس عسكرياً نموذجياً, فقد تخطت وظيفته الخط المعقد بين المتطرف الإسلامي والسياسي العلماني. وكان السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة دانيال أيالون أخبرني الجمعة أنه "القائد الأكثر فطنة في العالم العربي, والأشد خطراً."

 

وإلى أن تفجر العنف على طول الحدود اللبنانية – حيث تجري الأحداث الأكثر دراماتيكية عبر الحدود من قبل إسرائيل منذ احتلال لبنان عام 1982 – نجح نصر الله بشكل كبير في أن يكون الاثنين معاً. وبشعبيته المتقدة أطرى مزايا الديمقراطية ثم ناقش مسألة أن التفجيرات الانتحارية وحدها يمكنها أن تحمي الديمقراطية. وقال بفخر في أحد خطاباته بداية السنة: "طالما هناك مقاتلون مستعدون للشهادة, فستبقى هذه البلاد آمنة." والآن على الرجل الذي ساعد في تكوين حزب الله أن يتخذ قراره في النهاية.

 

عندما التقينا في مكتبه قبل معركته الأخيرة مع إسرائيل, قال نصر الله إنه يعتبر أن النشاط السياسي المسالم هو مستقبل حزب الله.

 

وقال مفتخراً: "لدينا الآن وزراء وأعضاء في البرلمان وأعضاء في المجلس البلدي وقادة للاتحادات والنقابات. إذا كنا نُبقي على سلاحنا حتى الآن فذلك يرجع إلى حقيقة أن الحاجة إليه ما تزال موجودة, باعتبار التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان. وسواء واصلنا المقاومة أو توقفنا عنها فنحن الآن نشكل حزباً سياسياً."

 

تُعرف أطراف بيروت بالضاحية, وهي تدل على متاهة من الأحياء تتسم بالفقر والكثافة السكانية والخطورة كونها معقل حزب الله. ممراتها المتسخة مكتظة بالأكواخ, والأعداد الكبيرة من الأسلاك تنتقل من بناية إلى أخرى, في سحب غير قانوني لأسلاك الكهرباء والهاتف والتلفزيون. وبينما تضيء المصابيح ليل مدينة بيروت العصرية, تبقى الضاحية وسط الظلام بشكل مخيف بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

 

أصبح حزب الله يشكل مؤسسة في الضاحية؛ فهو يدير مشفىً رئيسا إضافة إلى المدارس والصيدليات المخفضة ومحال التموين وميتم. كما يدير خدمة لتنظيف المنطقة وبرنامجاً لإعادة إعمار المنازل التي تضررت أثناء الاحتلال الإسرائيلي. كما يدعم عائلات الشباب الذين يرسلهم إلى حتفهم. وبصورة عامة, فهو يستفيد من حوالي 250000 لبناني, ويُعتبر ثاني أكبر صاحب عمل في البلاد.

 

في الضاحية يُعدّ نصر الله رمزاً, اشتُهر لخطابته ووُقِّر باعتباره نصيراً للأقلية الشيعية في لبنان. لم يكن انضمام نصر الله, الذي ولد في منطقة مسيحية من بيروت عام 1960, إلى حزب الله سوى بعد الاحتلال الإسرائيلي. وبتلقيه الدروس الإسلامية من الكليات المختصة في كلٍ من العراق وإيران, أصبح أحد أهم القادة العسكريين في معسكرات التدريب الإيرانية الحديثة.

 

أخبرني نصر الله: "كنت في الثانية والعشرين حينذاك. اعتدنا أن نناقش المواضيع مع بعضنا. إذا كان علينا أن نطرد الاحتلال الإسرائيلي من أرضنا فكيف علينا أن نقوم بذلك؟ لقد شاهدنا ما حدث في فلسطين, في الضفة الغربية وقطاع غزة, وفي الجولان, وفي سيناء. توصلنا إلى قرارٍ بأننا لا يمكن أن نعتمد على الدول العربية ولا على الأمم المتحدة. كانت الطريقة الوحيدة التي أمامنا هي أن نحمل السلاح ونواجه قوات الاحتلال."

 

وبقوةٍ تتكون من مقاتلين يتراوح عددهم من 600 إلى 1000 مقاتل بالإضافة إلى آلاف المساندين الذين يرغبون في أن يصبحوا قنابل بشرية, نجح نصر الله في ما لم تستطع عشرات الآلاف من الجيوش في مصر وسوريا والأردن تحقيقه منذ نصف قرن, وهو إجبار إسرائيل على الانسحاب. واليوم, يبقى جيشه الجيش الخاص المتبقي في لبنان.

 

أصبح نصر الله الأمين العام للحزب عام 1992, في سن الثانية والثلاثين, بعد أن اغتالت المروحيات الإسرائيلية سلفه. وكان قراره الأول هو أن يحوّل الحركة المعروفة بعدائها للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل إلى حركة سياسية وأن يقدم المرشحين للبرلمان. كانت ملصقات حملة حزب الله في ذلك الوقت تضع عبارة "إنهم قاوموا بدمائهم, فقاوموا بأصواتكم", وتضع صوراً للمفجرين الانتحاريين.

 

ولكن التغييرات التي حدثت في حزب الله بقيادة نصر الله يجب ألا تُفهم بالخطأ أنها باتجاه الحداثة. كبقية الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط كان التغيير حول بقاء القضية والناخبين. فقد جاءت نهاية الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت 15 عاماً عام 1990 لتغير المناخ السياسي. ومنذ ذلك الحين احتاج حزب الله إلى المشاركة في العملية السياسية وإلا واجه خسارة السلاح الذي كان يمنحه بعض القوة.

 

واليوم لدى حزب الله 14 مقعداً في البرلمان وهو إحدى الكتل الكبرى, وفي عام 2005 انضم إلى الحكومة للمرة الأولى. وفي العام الحالي أقام نصر الله تحالفاً غير متوقع مع مسيحي يميني كان أحد جنرالات الجيش, بينما ما زال يقبل بما تشير إليه الاستخبارات الأميركية من حوالي 100 مليون دولار سنوياً من إيران في صورة بضائع وأموال نقدية وأسلحة تشمل 13000 صاروخ وقذيفة حسب التوقعات.

 

ولمدة ست سنوات أظهر حزب الله ضبط النفس العسكري. عندما أنهت إسرائيل احتلالها للبنان الذي استمر 18 عاماً في عام 2000 صرح نصر الله: "لقد حررنا الجنوب, وتحرير القدس سيكون المرحلة التالية." وحتى الأسبوع الماضي كانت الهجمات القليلة لحزب الله محصورة في المنطقة المتنازع عليها, مزارع شبعا.

 

لكن الانتقال ما زال بعيداً من الاكتمال, ما زال نصر الله يريده من الجهتين. قبل أسابيع من لقائي به ألقى خطاباً عما نُشر في إحدى الصحف الدنماركية من رسومٍ تسخر من النبي محمد وتسببت في اضطرابات حول العالم وأكثر من 100 قتيل. أدان نصر الله "هؤلاء الحمقى الذين أساءوا إلى نبينا", كما انتقد الهجوم على السفارة الدنماركية في بيروت. وقال: "فلنوقف هذه التفاهة. مسلمين ومسيحيين علينا أن نواصل التعاون ونتوحد لرفض إيذاء أنبيائنا ومعتقداتنا الدينية."

 

وما زال حزب الله يرفض الامتثال لقرار مجلس الأمن 1559 الذي دعا إلى تفكيك ميليشيات حزب الله ونزع السلاح منها. وكان نصر الله أخبرني: "يمكن للقوة الجوية الإسرائيلية أن تدمر الجيش اللبناني خلال ساعات أو أيام, لكنها لا تستطيع ذلك معنا. نحن نمارس حرباً فدائية ... ولبنان ما يزال بحاجة إلى تشكيل للمقاومة الشعبية."

 

وفي حين يتحدث نصر الله عن التكتيكات الإرهابية التي أصبحت مرادفة لحزب الله تحمل رسالته وجهين. وفي رده على القاعدة وهجمات 11 سبتمبر 2001 يقول: "ما ذنب الأشخاص العاملين في هذين المبنيين (مركز التجارة العالمي) من آلاف الرجال والنساء في الحرب التي تحدث في الشرق الأوسط؟ أو الحرب التي يشنها جورج بوش على الشعب في العالم الإسلامي؟ ولذلك نحن ندين هذا التصرف وكل عملٍ مشابه."

 

ماذا عن البنتاغون؟

 

فأجاب: "لم أقل شيئاً عن البنتاغون, مما يعني أننا التزمنا الصمت. لم نبارك ولم نعترض على هذا العمل. نحن, بالطبع, لا نقر أسلوب أسامة بن لادن ومن يسير على نهجه. وقد قمنا بإدانة عديد من العمليات التي نفذوها بشكلٍ واضح."

 

إن استخدام الإرهاب موضوع صعب لرئيس جماعة نجحت في إعادة تعريف التكتيكات المتطرفة. كان حزب الله أول من نشر المفجرين الانتحاريين المسلمين في العصر الحديث, كما كان أول من نفذ هجمات متعددة في الوقت نفسه. وقد تبنّى كل من القاعدة وحماس والمتمردون في العراق هذه التكتيكات – وهي جميعاً حركات سنية.

 

على الرغم من ذلك, كان نصر الله يستخف بابن لادن وطالبان. وفي نيسان (أبريل) حاولت إحدى خلايا القاعدة في لبنان اغتياله. وأدان زعيم القاعدة الأخير في العراق الحركة الشيعية باعتبارها "أحد أعداء السنة" لحمايتها إسرائيل بمنع الهجمات الفلسطينية أن تنطلق من لبنان. وأخبرني نصر الله أن: "الأمر الأسوأ والأشد خطراً الذي واجهته النهضة الإسلامية ... كان طالبان. دولة طالبان أعطت صورة قبيحة جداً عن الدولة الإسلامية."

 

لم يتخل حزب الله عن أصوله المتطرفة حتى في الوقت الذي يحاول فيه تأسيس شرعية سياسية تقليدية.

 

وأخبرني في حديثه عن العراق: "من غير المقبول ومن المحرم إيذاء الأبرياء. من الطبيعي أن يواجه العراقيون جيش الاحتلال, ولكن إذا كان هناك سياح أو مثقفون أو أطباء أو أساتذة ليس لديهم ما يقدمونه تجاه هذه الحرب فإنهم أبرياء وإن كانوا أميركيين, ومن المحرم التسبب بالأذى لهم."

 

وفي 2004 أصدر حزب الله بياناً أدان فيه قطع رأس المقاول الأميركي نيكولاس بيرغ على يد القاعدة في العراق ووصفه بأنه "عمل حقير سبب أذىً عظيماً للإسلام والمسلمين." ولكن في اليوم الذي سبق حديثي معه قام مفجر انتحاري بتفجير قنبلة في مطعمٍ في تل أبيب خلال ساعة الغداء متسبباً في قتل 11 وجرح أكثر من 60 مدنياً. كانت القنبلة مغلفة بالمسامير والمقذوفات فكانت الإصابات موجعة جداً. وتبنت حركة الجهاد الإسلامي, التي تدعمها إيران, هذه العملية.

 

سألت نصر الله كيف يطبق مقياسه على المدنيين في إسرائيل. فوصف الوضع في فلسطين المحتلة بأنه معقد.

 

وأجاب: "في رأينا أنه في فلسطين لا بد من تجنب إصابة النساء والأطفال بأي حالٍ من الأحوال. لكن هذه العملية جاءت بعد اكثر من شهرين للقتل الإسرائيلي اليومي للفلسطينيين وتدمير المنازل والمدارس والحصار الذي فُرِض على الفلسطينيين. ليس هناك من وسيلة اخرى للفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم. ولذلك لا أستطيع إدانة هذا النوع من العمليات في فلسطين المحتلة."

 

 

Link to comment
Share on other sites

الحوار العراقي الشيعي السني

 

 

 

كتابات - محمد محبوب

 

 

 

هناك أزمة لغة مشتركة بين مكونات الشعب العراقي ولاسيما بين الشيعة والسنة ، وهو أمر ينبغي الأقرار به ومعالجته حيث لم يعد ثمة معنى للخطاب التوفيقي الذي يحاول تسفيه هذه الأزمة الحادة والزعم أننا عراقيون موحدون والفتنة مستوردة.

 

 

 

تبدأ الأزمة العراقية من نوع الخطاب الذي يتبناه كل من الشيعة والسنة ، خطاب عدائي مستفز يؤجج الصراع المذهبي ويهدد بأندلاع حرب أهلية في مناطق التماس الشيعي السني ، خطاب متناقض فوضوي لا يستقيم مع الرغبة المعلنة لكل من الطرفين في بناء دولة العدل والمساواة.

 

 

 

تكاد تنحصر مطالبات الطرف السني بكل نخبه السياسية والدينية والثقافية في عدة نقاط ، أهمها ألغاء قانون أجتثاث البعث ، أعادة الجيش وقوى الأمن الداخلي ، ألغاء أو تأجيل تطبيق النظام الفدرالي ، وجدولة أنسحاب القوات الأجنبية ، وهي مطالبات غالبا ماتُطرح بصورة متشنجة أستفزازية تعكس حالة عدم الأستفرار النفسي التي تتلبس النخب التي تتبناها ، بل معظم أوساط المجتمع السني في العراق.

 

 

 

هناك مستوى عال من التذمر يلتقي عنده كل أهل السنة في العراق ، بدءا من رأس الهرم المتمثل بالنخب السياسية والدينية والمثقفة بصورة عامة التي تتصدى للعمل السياسي وأنتهاءا بالقاعدة العريضة التي تمثل المواطنيين السنة في عموم العراق ، ويعود هذا التذمر الى الشعور بتحولهم من طائفة حاكمة لأكثر من ألف وأربعمائة عام الى طائفة محكومة أو مشاركة بصورة نسبية في الحكم.

 

 

 

هذا الزلزال التأريخي الذي حدث عام 2003 شكل صدمة كبيرة ليس لسنة العراق فقط وأنما لكل العالم السني في المنطقة العربية والأسلامية ، وهناك مؤشرات في الوقت الحاضر تشير الى أستفاقة ملحوظة من هذه الصدمة تتجسد في الرغبة بالمشاركة في العملية السياسية وذلك الأقبال الواسع على صناديق الأقتراع في الأنتخابات الثانية ، بالرغم من تمسكهم بخيار الأرهاب كعامل ضاغط على الأحزاب الشيعية للقبول بمزبد من التنازلات.

 

 

 

ولابد من الأقرار بأن النخب السنية أجادت وتجيد أستخدام أدوات الضغط على الطرف الأخر ، فهي تنفي أي علاقة تنظيمية لها بالجماعات المسلحة لكنها حصدت وتحصد الناتج السياسي لأعمال الأرهاب التي تحصل على نطاق واسع في العراق ، وفي نفس الوقت هي تشارك في العملية السياسية وتمارس ضغوط متواصلة لتحقيق مطالباتها السياسية ولا تتردد في الأعلان عن تأييدها لمايسمى بأعمال المقاومة.

 

من الواضح أن الطرف السني فقد المراهنة على أنهيار العملية السياسية وصار مستعدا أكثر من أي مرحلة للقبول بالواقع الجديد بعد 9 نيسان 2003 ، لكن الطرف الشيعي يتحمل مسؤولية كبيرة في أستيعاب هذا التحول وتفهمه وتشجيعه وأحتواء المعتدلين من أهل السنة والتوجه بخطاب مقبول نحو الأوساط السنية الشعبية التي تتحرق الى عودة الحياة الأمنة والأستقرار.

 

 

 

خيار المصالحة ظل أمرا محرما في الثقافة الشيعية اليومية ، ولا زالت اوساط شيعية واسعة حتى اللحظة ترفض هذا الخيار بصورة مطلقة وتشكك في جدواه ، ولو قدر لأياد علاوي عندما كان في الحكم أن يطلقه لقامت القيامة ولن تقعد ، لكن مع الأسلامي نوري المالكي الأمر مختلف فلن يجرأ أحد على أتهامه بالخيانة والتواطئ مع البعثيين والتكفيريين.

 

 

 

الذي يريد للعراق أن يستقر ، الذي يريد بناء دولة حديثة ، عليه أن يؤمن بأهمية التوافق بين مكونات الشعب العراقي ، أهل السنة في العراق كما قدمنا هكذا ، مالعمل أذن ، أهل السنة في العراق هم أمتداد للشارع السني في العالم العربي ، وهو امر واقع لاتملك ألا التعاطي معه ، اذا كنا نعتبر الأنتماء للبعث عار شنار فهو لديهم شرف رفيع ، أذا كنا نسمي العروبيون المتعصبون قومجية ، فهم لدى أهل السنة ملائكة ورسل.

 

 

 

كما أنه ينبغي الأقرار بأن أجتثاث البعثيين والجيش وقوى الأمن الداخلي كان بحق أقصاءا لأهل السنة من الدولة وبالتالي فهم لايطالبون مثلا بعودة البعثيين وأفراد الجيش وقوى الأمن من الشيعة ، القضية بالنسبة لهم حقوق طائفة متضررة كما يعتقدون ، وقادة السنة يرددون من على الفضائيات ليل نهار أن الشيعة هم الذين جلبوا وأسسوا حزب البعث في العراق وهم محقون في ذلك.

 

 

 

قبل عام لم يكن ممكنا القبول بفكرة المصالحة من قبل أحزاب قائمة الأتلاف ، لكن الآن فأن حزب الدعوة هو من أطلق ويقود مبادرة المصالحة مع المتمردين السنة وأن كانت صورة هذه المبادرة لم تتبلور بعد حتى في ذهن من أطلقها ، مع من نتصالح ، سؤال لازال غامضا بالنسبة للكثيرين ، لكن الولايات المتحدة التي تقف وراء هذه المبادرة تريد للحكومة العراقية أن تنفتح على الجماعات المسلحة السنية كافة بأستثناء جماعة القاعدة.

 

 

 

من يرفض التعاطي مع مطالب المتمردين السنة وصولا الى صيغة مقبولة وطنيا وتحقق الأمن والأستقرار في العراق فأنه يريد لدوامة العنف أن تستمر والدماء أن تهرق ، القبول بتحويل ملف البعثيين الى القضاء حل مرضي لكافة الأطراف ، وجدولة أنسحاب القوات الأجنبية مطلب وطني لايمكن الأعتراض عليه ، القبول بفدرالية المحافظات أمر واقعي أفضل بكثير من فدرالية طائفية.

 

 

 

من يرفض التعاطي مع هذه المطالب وبعد كل هذه الكوارث لا يريد الأستقرار والأمن للعراق ، أذا كان الضاري والدليمي والهاشمي والعليان في نظرنا أشرار فأنهم شأنا أم أبينا منتخبون ويتمتعون بتأييد واسع من المجتمع السني ، وأذا كان أهل السنة في العراق بعثيون ووقومجيون فأنهم عراقيون ولانملك أن نلقيهم في البحر ، نحن مضطرون للتعاطي معهم ومع مطالبهم وصولا الى أفضل صيغة توافق ممكنة.

 

 

 

Mahbob04@maktoob.com

 

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/8/173065.htm

 

قادة السنة: مراجعة النفس (1/3)

 

 

GMT 20:30:00 2006 الثلائاء 29 أغسطس

إبراهيم أحمد

 

 

قادة السنة: مراجعة النفس (2/3)

GMT 7:15:00 2006 الأحد 3 سبتمبر

إبراهيم أحمد

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

لا ينبغي السكوت على محاولات التكفيريين استعادة فتاوى بعض فقهاء السنة المتزمتين(بن تيمية خاصة،أو الوهابيين المتوحشين،ينبغي ملاحظة أن الوهابية لا يعترف بها

كمذهب جدي لدى فقهاء السنة بل هي تعتبر انحرافاً وضلالاً ومرفوضة ممقوتة لدى الكثيرين منهم حتى قبل مجيء بن لادن والقاعدة ومنذ ظهورها قبل ما يقرب من قرن ونصف)تلك الفتاوى القائلة إن مذهب الشيعة طارئ على الإسلام وانشقاق عليه وليس نمواً صحيحاً ومعقولاً في سياقه والذي حوروه التكفيريون لما هو أسوء فوصموا الشيعة بالوثنية والكفر وأحلوا دماءهم،لذا ينبغي الرد على هكذا فتاوى قبيحة من مركز فقهيٍ سني مرموق، ولا بأس من مجادلتهم فقهياً ودينياً، وليس بالتصريحات السياسية المجاملة أو المدارية، أو المسفهة.إذ لا بد من استيعاب المذاهب الإسلامية كافة في رحاب دين يريد له فقهاؤه أن يكون واسعاً ومنفتحاً يتعايش فيه جميع أتباعه وفق مذاهبهم المتعددة في وئام وتفاهم أو حوار دائم!

لقد نشطت المؤسسات الدينية السنية على مدى حقب تاريخية طويلة في إنتاج فقهاء ودعاة مصلحين تقاة لكنهم كانوا قلة مغمورة ضاعت للأسف في خضم زحام وعاظ السلاطين وما يسمون بشيوخ الإسلام الذين كان همهم كسب ود الخلفاء وعطاياهم لقاء طمس القيم الطيبة في الدين والدنيا وإصدار الفتاوى المباركة لجور السلاطين وموبقاتهم وفسادهم وما ينزلونه في البلاد والعباد من خراب وانحراف!

وكان رعاياهم السنة دائماً هم من يدفع الثمن من أرواحهم ودمائهم ومعاناتهم!

بالطبع لا يقع اللوم كله على قادة ومراجع السنة في عدم تمكنهم من جعل حكم البلاد حكماً مستنداً على كل الطوائف والأديان، فهناك سيف السلطان مسلط على الرقاب، ولكن لم يكن لهم رأي أو موقف ونضال ثابت في ذلك. على العكس كانت لهم فتاوى مجيزة ومتسامحة في موائد وأسرة وفراش السلاطين أكثر من الفتاوى في دواوين حكمهم وفصلهم في أمور الناس! لا يمكن لهم الاحتجاج بعزلة ونأي الطوائف الأخرى عن الحكم خاصة الشيعة بل تبقيه مسؤولية كبرى في عنق الفقيه والمرجع الديني خاصة ذاك الذي يدعي تحمل المسؤوية مع السلطان!

كل هذه وغيرها قضايا خطيرة وأليمة ينبغي أن يراجعها اليوم ورثة هؤلاء القادة والمراجع السنية ويعكفوا على تحليلها والاعتراف بخطئها وبطلانها والعمل على عدم تكرارها. ويتخلوا عن بقاياها وآثارها. ولعل أفضل حل في ذلك هو أن لا يزجوا الدين في السياسة، ليقوا دينهم من الخطايا والآثام التي وقعت على منابره طيلة العصور الماضية حين كان كتاب المسلمين تحت سيف الخليفة أو الحاكم. أما إذا أصروا على ممارسة السياسة كما هو الحال اليوم وكما يجري الحوار كأمر واقع فلتكن كلمة خير وحق لا دعوة فرقة وأذى!

كان وعاظ السلاطين والدجالون من مراجع السنة يجدون وشائج للتقارب والتحالف مع الأجانب والغزاة والمحتلين ما داموا من طائفتهم،وهذا ما حدث مع الأتراك ودولتهم العثمانية لأربعمائة عام لكنهم لم يجدوا،ولم يبحثوا بإخلاص عن وشائج تقارب مع الشيعة وهم أبناء وطنهم وقوميتهم!

لا يجوز تبرير ذلك بكون الشيعة فعلوا ذلك مع الصفويين أيضاً،فقد يكون من باب رد الفعل إزاء تجاهلهم طويلاً ومع أن الخطأ لا يبرر الخطأ طبعاً لكن من المعروف أن فترات تولى الشيعة الحكم أو السلطة في هذا البلد أو ذاك من العالم الإسلامي القديم كانت قصيرة نسبياً ولا ترقى لآماد حكم السنة التي وصلت لحجم إمبراطوري في بعض الأزمان لذا تبقى مسؤولية قادة ومراجع السنة أكبر عن هذا الانحراف الرهيب في اصطفاف رعايا الإسلام. وما دام الشيعة أقلية في العالم الإسلامي والسنة أكثرية فيه، وكون بغداد المركز السني القديم والمؤسس فخطأ السنة في العراق يغدوا أكبر وأشد ضرراً على المسلمين والعراقيين خاصة!

لقد تعرض الشيعة في العهد العباسي وفي العهود التي تلته خاصة العهد العثماني لمظالم كبيرة ومجازر شنيعة كما تعرض السنة في الاحتلال الصفوي لمجازر لا تقل هولاً وفظاعة ومن غير الإنصاف إلقاء تبعة هذه الجرائم على عامة السنة أو الشيعة ولكن يظل ثمة لوم أو مسؤولية على قادة ومراجع السنة بصفتهم من واكب الحكام على مدى أزمان طويلة، أو بشكل ما كانوا حكاماً لمئات السنين والشيعة كانوا محكومين لمئات السنين بغض النظر إن كان ذلك بإرادتهم أم لا فإن على قادة ومراجع السنة تبيان أن ما وقع على الشيعة من حيف كان أكبر مما وقع على السنة وإن ذلك يقتضي الاعتراف والاعتذار المتكرر وتفهم ما يصدر عن الشيعة من شعور بالظلم، أو تعبير عن المكبوت الطويل والعمل على حله بحوار يوصل إلى مفاهيم مشتركة عن ممارسة مسؤوليات الحكم والإدارة وتكوين فكرة صلبة منسجمة عما يجمعهم وغيرهم في وطن واحد بغض النظر عن اختلاف المفاهيم الروحية والعبادية والطقوس الدينية وطرائق العيش!

وإذ لا يسع الناس نسيان الحقب المعاصرة كمعاناة قسرية أو في محاولة لتفهمها للانطلاق نحو مستقبل آخر مختلف في الكثير من قوامه وملامحه عن الماضي الأليم الذي ما يزال يلقي بظلاله على تفاصيل حياة الناس في العراق ويحدد مصائرهم ومطامحهم.يجدون أن معظم رجال الدين السنة قد تبنوا (صداماً) ونظامه والتفوا حوله بينما هم لو كانوا قد أخذوا عبرة من التاريخ لكانوا الأكثر نباهة وحساسية في رفضه كرجل معادٍ لجوهر دينهم ولقيم العدالة والخير ولوجدوه يحاول بسذاجة وشراسة معاً أن يكون تكرارا بائساً ليزيد والحجاج الذي لم يجن منه الإسلام والمسلمون سوى التمزق والضعف إضافة لدمار النفوس والبلدان!

لقد تجاهل رجال الدين السنة ثورة زميلهم رجل الدين السني عزيز البدري الذي كان أول رجل دين تصدى مع صحبه لحزب البعث ولصدام منذ تكشفت حقيقة مشروعهما التدميري،ومهما اختلف معه في أفكاره وشعاراته لكنها كانت تحمل في جانب منها رفضاً لصدام واستبداده الذي أسفر عن وجهه فيما بعد بأفظع صورة. ‍لقد كان عليهم في الأقل الاحتفاء بثورية البدري كرجل رفض شمولية ودكتاتورية حكم صدام. لكنهم بدلاً من ذلك تجاهلوا مقتله على يد صدام وطمسوا ذكراه وراحوا يجارون صدام في جرائمه بل انبرى بعضهم ليجعل مهمة رجل الدين استجلاب النكات لإضحاك الطاغية وتفسير أحلامه الغبية وإتيانه بأضغاث أحلامهم مدعين أنهم رأوه يطوف الكعبة مع النبي محمد وقاموا بالحج نيابة عن أمه وأبيه وأجازوه في كتابة القرآن بدمه،والدم البشري نجس حسب مفهومهم! كل ذلك منحه السلطة المطلقة ليلغ في دماء المسلمين ‍وغيرهم محمولة على إجازة وفتاوى المذهب السني ورجال الدين السنة‍.وهذه جريمة دينية وإنسانية لا يمكن أن تمر دون عقاب.وينبغي أن يكون هؤلاء سعداء لو قابلها الناس اليوم بالتسامح أو محاولة التجاوز.

لا بد إن صداما والبعث على إيقاعه شعرا بالفرح بزوال حكم الشاه في إيران لكن صدمتهما بالثورة الإيرانية كانت مزلزلة فهي لم تقدم مثلاً على إمكانية الشعب للإطاحة بأعتى وأكبر سلطة في المنطقة تدعي اللبرالية وموالية لأمريكا بثورة شعبية بل إنها أطلقت مبدأ ولاية الفقيه على يد الخميني قائد ومنظر هذه الثورة فأخرج الشيعة من سباتهم الطويل ودفعهم للعمل من أجل أخذ السلطة بأيديهم وبناء الدولة وفق رؤيتهم الخاصة بعيداً عن أية رؤية مشتركة مع السنة أو غيرهم! ولا ينال من زخم هذا المبدأ الاستنتاج القائل بأن المخابرات المركزية الأمريكية قد دفعت باتجاه هذه الثورة أو ساندتها لهدفين أساسيين الأول هو جعل إيران الإسلامية سداً منيعاً بوجه الثورة الشيوعية في أفغانستان والنفوذ السوفيتي المنحدر للخليج العربي، والثاني هو التمكن من مواجهة الإسلام عبر إضعافه بوضع مذهبيه الرئيسيين في كيانين دوليين لا يلبثان أن يتحاربا وهذا ما حدث فعلاً!

 

***

لقد زج صدام العراقيين في حرب خائبة مع الإيرانيين خوفاً على كرسيه من انقضاض مبدأ ولاية الفقيه عليه بثورة مماثلة فتكبد العراقيون ملايين القتلى والمعوقين وخراباً عاماً للبلاد والمجتمع ما يزالون يعانونه. صحيح أن صداماً هو الذي بدأ الحرب والخميني هو الذي أصر على استمرارها لأطماع معروفة وبذلك صار شريكاً له في هذه الجريمة الرهيبة،بل هو الطرف الأكثر إجراماً لكن قادة ومراجع السنة لم يبذلوا من الجهد ما يكفي لتفحص هذه الحرب ومدى شرعيتها وضرورتها لا في بدايتها ولا لاحقاً والخروج باستنتاجات عقلانية مفيدة تفصل بين رؤيتهم الدينية التي ينبغي أن تكون مستقلة عن تخبط حاكم العراق وادعاءاته في الانتماء السني.لقد كان لاجتهادهم الديني والفقهي لو كان صادقاً وشجاعاً أن يؤثر بقدر ما ويعجل بإيقاف هذه الحرب رغم إرادة الخميني وصدام. على العكس لقد عمدوا على تسعيرها فانبرى بعضهم يصدر الفتاوى في كون هذه الحرب جهاداً وفرض عين، وآخرون صاروا مبشرين لها ودعاة بل صاروا على منابرهم جزءاً من ماكنتها الإعلامية مطبلين لما أسموه أمجادها الدنيوية والأخروية. ما أن خرج صدام من هذه الحرب بنصر أبشع من هزيمة حتى فاجأهم باحتلاله للكويت ثم هزيمة جيشه ونظامه أمام قوى عالمية كبرى وجره الحصار على العراقيين لأكثر من أثني عشر عاماً فكان هؤلاء الفقهاء والوعظ الذين تصدروا المحفل الديني السني يدورون مثابرين ملفقين المصادر الشرعية في أيجاد الفتاوى والتبريرات الدينية وفق المذهب السني لها.بل لقد أقدم صدام على فعلة شنيعة انطلت على المراجع السنية إذا اختتم كل ألاعيبه وأكاذيبه الأيدلوجية والمرضية بمحاولة أخيرة للاستنجاد بالدين فأطلق ما سمي بالحملة الإيمانية والتي استندت في قاعدتها العبادية المزيفة على قيم من المذهب السني قام صدام بتحويرها وتشويهها في محاولة يائسة لإلقاء تبعة فشله وهزائمه على إرادة الله وعلى الدين ومقدراته لا على نهجه المتهور وشعارات حزبه الطائشة الفارغة كل ذلك والفقهاء والمراجع لعبة بين يديه تتدفق فتاواهم وإجازاتهم باسم الشرع وخطبهم سيولاً حتى باغتتهم أمريكا بالإطاحة بصدام بغزو شامل!

 

لقد عمل صدام بنهجه وسلوكه الشائن في الحكم على جعل العراق هشاً ونهباً للتدخلات الأجنبية، بل أن صداماً قد عمل أكثر من بوش في جعل العراق مهيئاً للاحتلال! فلم سكتت المراجع السنية عنه وهي تراه يدفع العراق نحو الهاوية؟

ربما يقول هؤلاء القادة ورجال الدين أنه مطلب تعجيزي لهم أن يجابهوا حاكم مثل صدام خاصة في قضايا حروبه!ولكن لم أخذوا على عاتقهم مهام رجل الدين؟ أما كانوا يعلمون أنها

ثقيلة وليست فقط عبادة وأكل وشراب ونساء وقصور وسيارات فارهة؟ أليس هناك حديث نبوي يقول أن الجهاد الأكبر هو قول كلمة حق في وجه سلطان جائر؟ ولكن لم اليوم تتعالى دعواتهم في الجهاد ضد أمريكا ومن معها في العراق وهذا يعني فتح جبهة واسعة ثقيلة في القتال. لماذا يستطيعون هذه وما استطاعوا قول كلمة الحق في وجه صدام؟ ترى أيحق لمن لم يقل كلمة الحق في وجهة السلطان الجائر أن ينظر ويفتي متحمساً للجهاد اليوم؟

ولم يعادون الديمقراطية رغم شوائبها الحالية وهي التي تمنحهم فرصة قول كلمة الحق في وجه سلطان جائر؟ ثم ما هي الحياة التي داسها الاحتلال ويجري البكاء على شرعيتها والتنادي لاستعادتها بالدم والدموع ؟

ألم تكن حياة مجدبة قاحلة تعوي بها ذئاب الرعب وأشباح الموت والجوع والضلال؟ألم يكن الظلم والقسوة والطغيان يعشش في كل مكان؟ هل رأى الناس آنذاك أماناً أو طمأنينة أو لحظة فرح أو سلام؟ أين كانت فتاواهم وأحكامهم ومنابرهم عنها؟ إذا لم يكونوا ضالعين في صنعها فلا بد أنهم راضون عنها أو مدلسون أو ساكتون وكل هذا لا يتوافق مع ادعاء الورع والتقوى. وبالطبع لا تلقى عقبى ذلك على الرعايا من السنة فمهما كان بينهم من خانعين مهطعين مستفيدين فاسدين فهم لم يكونوا مجدبين في الرفض والمعارضة. لقد كان بينهم ثوار ومنتفضين صفعوا صدام بوجهه بكلماتهم النارية وهم يساقون للموت. بل يمكن القول أن الرجال الأباة الذين تصدوا لصدام من السنة هم أكثر من أولئك الذين بقوا أذلاء معه ليسلموا العراق للقوات الأمريكية ويحافظوا على جلودهم ولو إلى حين!

 

إن حديثهم عن شرعية دولة صدام وحكومته محض هراء فصدام كان قد اغتصب السلطة في 17 تموز 1968 ودخل القصر الجمهوري بطبخة أمريكية أعدت في بيروت كان عرابها وطباخها الماهر سفير العراق في لبنان ناصر الحاني الذي عينه صدام أول وزير للخارجية ثم اغتاله بعد أيام! وصدام هو الذي جر البلاد إلى الاحتلال فلماذا قبلوا أن يستلم حكمه من يد الأمريكان ولم يقبلوا أن يسلم حكمه ليد الأمريكان؟ وأي حكم في العراق أو في أي بلد عربي لا يقوم على مباركة وترتيب خارجي أجنبي؟ لماذا يتجاهلون واقع وقدرات الواقع العربي والإسلامي كله؟ ولماذا يتحتم على العراق وحده أن يكون مطهراً قدسياً سماوياً لا أرضياً واقعياً في عالم ملوث ويتلوث فيه كل شيء؟

لماذا لا يشاركون اليوم وبقلب نقي وعقل متفتح في بناء شرعية جديدة لمستقبل العراق تقوم على ما هو موضوعي وعادل وممكن ومرضٍ لكل قوميات وطوائف العراقيين؟

لقد اختار قادة ومراجع السنة لأنفسهم أن يواجهوا الأحداث مركبة ومتدخلة فهم قد خلطوا بين زوال نظام ادعى الخلود وباركوه بفتاواهم الفاسدة ونهوض الشيعة يريدون حقهم في الحكم بعد أن قلب مبدأ ولاية الفقيه زهدهم في الحكم قروناً طويلة! فكانت صدمة مروعة استعصت على فهمهم. أو في الأقل لم يستطيعوا الفصل بين القضايا فيواجهوها كل على حدة مما يسهل عليهم الوصول لحلول صائبة ناجعة لها. زاد من صعوبة الأمر ومرارته أنهم لم يفهموا لماذا دخلت القوات الأمريكية للعراق دون أن يكون لهم رأي أو مشاركة فاعلة في ذلك. بينما كان الأمر واضحاً. فهم ظلوا لا يستطيعون التخلص من اختلاط أوراقهم بأوراق صدام ولم ينضجوا رؤية سليمة وعادلة لحكم البلاد منفصلة عنه وعن نظامه يمكن أن تتعامل معها القوى الدولية بوضوح وطمأنينة‍.وبالطبع إن هذا لا يمنح تبريراً كاملاً وكافياً للإدارة الأمريكية لتجاهل الحجم الحقيقي للسنة مثلما كان على قادة ومراجع السنة أن يغتنموا يوم 9 نيسان ليتخلصوا من ورطتهم مع صدام ونظامه ويمدوا جسور تفاهم مع الأمريكان والعراقيين الذين جاءوا معهم في الأقل كأمر واقع،ودعك من التكتيكات والمناورات الذكية للوصول لأوضاع أفضل لهم وللشعب العراقي!

 

لكنهم للأسف ذهبوا في الاتجاه المعاكس تماماً !فهم لم يروا في الأفق سوى الدبابة الأمريكية فراحوا يناطحونها بكلماتهم النارية من منابرهم داعين الناس لمناطحتها برؤوسهم فسفحت دماء شبان أغرار كثر ولم يتزحزح الاحتلال سنتمتراً واحداً. ولا يعرف أحد الوصفة السحرية التي جعلت قادة ومراجع حقيقية أو زائفة في أوساط السنة يرون وحدهم دون غيرهم من ملايين المسلمين في العراق ومنذ الساعات الأولى لسقوط النظام أن لا طريق للخلاص من الاحتلال الأمريكي للعراق سوى العبوات الناسفة والآربيجي والسيارات المفخخة. فيعلنون أن مقاومة الأمريكان ورجال العهد الجديد من ساسة ومثقفين وشرطة وجيش جديدين وبالسلاح هي واجب شرعي. بينما تجارب العراق والشعوب الأخرى تقول إن هكذا قرار مصيري يقتضي دراسة وتأملاً واستعداداً قد يستغرق سنوات وجهود فكرية وميدانية كبيرة! فماذا جرب قادة ومراجع السنة من العمل السياسي أو حتى من دراسات نظرية أو ميدانية في التاريخ والسياسة والفلسفة؟ وماذا اتخذوا من خطوات متأنية عملية أو فكرية ليتبين لهم ولغيرهم أن العمل المسلح أصبح ضرورة لا مناص منه؟ وأذ افترضنا أنهم وجدوا المقاومة حتمية ولا بد من النهوض بها فهل كان الأفضل أن يكون شركاؤهم بها بقايا البعث وشراذم القاعدة أم الجماهير العريضة من الطائفة الأخرى ومن الكرد وكافة القوميات والأديان الأخرى والوصول إليها بقرار إجماع وطني؟ يعلن على الملأ عبر البرلمان أو مؤتمر وطني حاشد رصين!

 

يتبع

 

 

 

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

من المعروف أن السنة خاصة في الحقب الأخيرة ليست لديهم مراجع خاصة بطائفتهم. بل كان ثمة مرجع إسلامي عام قد يأخذ بأحد مذاهبهم(الحنفي غالباً) لكنه مرتبط بالدولة وبالسلاطين مالياً وإدارياً وخاضع لشئونهم ومصالحهم أكثر من ارتباطه بالعامة سيما الفقراء والمعدمين! وكثيراً ما عصفت بهذه المراجع الاحتلالات والغزوات والحروب ولمئات السنين ومع ذلك ظل بشكل ما ثمة مستوى من المرجعيات الإسلامية المبعثرة والتي يمكن احتسابها للسنة، ولو على نطاق علماء دين مرموقين أو مشهورين وأأمة مساجد محليين. بينما امتاز الشيعة بوجود مراجع كبرى مركزية خاصة بطائفتهم، وبكون مورد عيشها مضمون من (الخمس) وعطايا الناس الأخرى، وهي مصانة ومهابة وقد اتخذت أحياناً طابعاً أسطورياً كما لدى ما سمي بسفراء الإمام المهدي في ما دعي بغيبتيه الصغرى والكبرى، كما اتصف الشيعة في العراق بطاعتهم لمراجعهم والأخذ بكلماتهم بدقة(رغم إن غالبية هذه المراجع من أصول إيرانية) كل هذا يجعل مسؤولية المرجع السني أقل أهمية وخطورة (رغم إنها عراقية وعربية غالباً مع إن بعض مؤسسي مذاهبهم من غير العرب) وعمله يتسم بقلة طاعة طائفته له وبصعوبات أخرى، بينما يكون عمل المرجع الشيعي أكثر أهمية وخطورة وعمله داخل طائفته أكثر سهولة وأشد أثراً!

ومع ذلك، خاصة إذا تجاوزنا أسس شرعية التمثيل الحقيقي، يمكن اليوم مخاطبة شخصيات دينية عراقية باعتبارها قادة ومراجع سنية بشكل ما، سيما وهم ربما تأثراً بالشيعة أو بمتطلبات الوضع الراهن، كونوا مراجع لهم كهيئة علماء المسلمين أو دائرة الوقف السني إضافة للإخوان المسلمين القدماء الذي ظهروا اليوم وراء واجهة الحزب الإسلامي مع خطباء جوامع وفقهاء معروفين اهتموا بالسياسة حتى ليبدوا (كما مراجع الشيعة أيضاً) أن همهم السياسي والاقتصادي قد غلب على همهم العبادي والروحي!

ولكن لابد من التأكيد أن الغالبية العظمى من السنة اليوم هم بلا قادة ولا مراجع،فهم الأغلبية الصامتة المغيبة والمختطفة والمحاصرة بحراب الإرهابيين من فلول القاعدة وأصحاب السوابق من المجرمين العاديين الذين اتخذت منهم بقايا قادة البعث قناعاً لهم. وبين هؤلاء السنة (المغيبين قسراً من قبل القادة والمراجع السنية المفروضة عليهم وليس من قبل الحكومة) قاعدة عريضة من المستقلين والمثقفين الأحرار والعلمانيين وذوي الضمائر الحية الرافضة للدكتاتورية والاستلاب والقمع والإرهاب والمتطلعين لحياة جديدة.وربما تتفاعل اليوم في أعماق تجمعاتهم تيارات وتتبلور قيادات ووجوه تريد المشاركة في العملية السياسية السلمية والحياة الديمقراطية. وقد تفاجئنا الأيام المقبلة بقادة شجعان منهم ذوي رؤية سياسية ناضجة.ولكن لابد من الاعتراف أن هذه الغالبية مازالت مغلوبة ومعزولة ولا تأثير لها على مجريات الأحداث في المناطق السنية إلا بقدر قليل لذا فإن المخاطبة المجدية عملياً هي مع القيادة الظاهرة والبارزة والتي هي رغم عزلتها العامة لها تأثير كبير بحكم ارتباطها بالمفاصل الدينية والبعثية المنهارة وبؤر العمل المسلح حتى ليقال إن بعضها هي الوجوه العلنية لما يسمى بالمقاومة!

ربما أهم ما يواجه هؤلاء اليوم هو أنهم بدلاً من أن يبقوا أسري ذهولهم وصدمتهم لما طرأ على الوضع العراقي عموماً وعلى علاقاتهم مع الشيعة أو في تغير مواقع الشيعة وأخذها لوزن جديد مختلف. من الضروري لهم أن يقفوا لحظات تأمل أعمق وأطول لمراجعة الذات عموماً، وأن لا يركنوا للتقييمات والمقولات الجاهزة التي قد تدغدغ مشاعرهم القديمة أو تستفزهم وتجرهم لمواقف محتقنة ومتوترة. عليهم أن يمارسوا هم مراجعتهم أو نقدهم الخاص الموضوعي والجريء لتاريخهم كله خاصة علاقاتهم بعهود الحكم المختلفة وبالحكام المتنوعين والذين يبلغون المئات على مدى الأزمان ولم يكن بينهم من العادلين سوى أعداد قليلة جداً! وأن يتأملوا علاقاتهم التاريخية القديمة أو المعاصرة مع الشيعة والتي أضحت اليوم شائكة ومعقدة،وتقف على مفترق طرق فإما أن تأخذ طور التآلف والتلاحم والمصير الواحد لهما وللأديان والطوائف والقوميات الأخرى مكونين شعباً متيناً غنياً بتنوعه، أو تنحدر للمزيد من التعقيد والتصادم والتفجر ما يجعل من افتراقهما وتصادمهما النهاية المأساوية للعراق وما قامت على أرضه من حياة عريقة مشتركة امتدت وحتى قبل الفتح الإسلامي له آلاف الأعوام!

لا يجدي قادة ومراجع السنة نفعاً أن يقفوا كل جهدهم العقلي على منابرهم ومقراتهم وصحفهم لإعادة ترتيب شكلية لبيوتاتهم الفقهية والمذهبية للتغني بقوتهم وصواب مواقفهم القديمة والجديدة والرد بتشنج وإنكار على ما يقوله قادة ومراجع الشيعة من أنهم الأكثرية وإنهم قد ظلموا طويلاً تحت حكم السنة وهم الأقلية وآن لهم أن يقلبوا المعادلة. كما لا يجدي أن يرفعوا عقيرتهم قائلين أن هجوماً شيعياً مضاداً قد بدأ اليوم يريد اجتياحهم أو اقتلاعهم من بغداد والمدن الأخرى ومن مناطقهم ومن بيوتهم وتهميشهم وإحالتهم إلى أقلية مضطهدة وإرسال نداءات الاستغاثة لمحيطهم العربي والإسلامي طلباً للنجدة والعون!

إن كل هذا،خاصة إذا أخذ طور المناوشة والسجال الحاد سيزيد الأمور تشابكاً وتفجراً بينهم وبين الشيعة عموماً وقد يخرج القضايا المطروحة من أيديهما وينقلها لجهات أخرى ستتعامل معها ليس لمصلحة السنة أو العراق وشعبه كله ومستقبله بل لمصالحهم هم واعتباراتهم المثقلة باستحقاقات إقليمية ودولية ثقيلة لا شأن للعراق بها أيضاً! وهذه لا ترضى بأقل من الحرب الطائفية أو الأهلية التي تستطيع إشعالها بعود ثقاب طائفي كبير أو صغير وتجعل من أرواح ودماء الناس وقوداً لها!

من الصعب جداً أن تبدأ مراجعة الذات لدى قادة ومراجع الطائفتين من البدايات الأولى والموغلة في القدم للانشقاق الكبير في الإسلام الذي تمخض عن الشيعة كمذهب رئيس جديد لمعرفة أن كان الحق أو نقيضه مع هذا المذهب أو ذاك وهذه الطائفة أو تلك فقد اشتبكت جذور المواقف والمفاهيم وصارت تستعصي على التحديد كما تتشابك جذور شجرتين من فصيلة واحدة فهي ملتحمة منفصلة بنفس الوقت لذلك لا يجدي حتى ميزان الذهب نفسه في تقيم هذا المنطلق أو ذاك! ومن المرجح أن يبقى السني سنياً والشيعي شيعياً لأمد بعيد جداً آخر، أي ضفتين لنهر واحد وربما لا حل في مجال تقريب مذهبيهما إلا في زيادة الجسور بينهما وإزالة الخنادق والجزر والأدغال الموحلة التي خلفتها عصور الظلام والتناحر.وفي بقاء الطائفتين تتعايشان في محبة وسلام ودرء خطر الكراهية والاحتراب عنهما!

ما يجدي قادة ومراجع السنة أكثر من كل ذلك هو محاولة التعرف على حقيقة علاقاتهم مع الشيعة والطوائف الأخرى عبر دراسة وفهم أنفسهم بأنفسهم بوضوح أعمق وشجاعة أكبر. أن يتعرفوا على ذاتهم الكبرى عارية من ثياب السلطان أو قصائد الشعراء وتزويق المؤرخين المأجورين. ودون أوهام العصور وأكاذيب الحنين إلى الماضي القريب أو البعيد! وأن يضعوا أيديهم على مواقع الخطأ والعطب والانحراف في ذلك التاريخ الهائل الطويل الذي كان فيه للأمراء والخلفاء خزائن الذهب والجواهر وآلاف الجواري والغلمان ودنان الخمور وللفقراء والعامة الجوع والسيوف والهوان! ذلك التاريخ الذي لم يكن تاريخهم، أو في الأقل لا ينبغي أن ينتموا له! لقد قطف الحكام وذووهم منه المتع واللذات والأمجاد الفارغة واليوم يتحتم عليهم هم لا غيرهم أن يدفعوا ثمنه عذاباً ودموعاً وأحزاناً!لقد كانوا هم كسنة مع الشيعة ضحايا جور الحكام المستبدين على مر العصور بينما كان الحكام ينسبون أو يحسبون عليهم!

ولكي لا يلقي أحد أوزار التاريخ كلها عليهم،ينبغي أن ينبروا هم قبل غيرهم لنفض غبار التاريخ الملتبس والمشوش والمتورم عن كواهلهم وعقولهم! وليقولوا هم في أي جانب من التاريخ كانوا يقفون وأين سيقفون في المستقبل! ومن أجل راحة ضمائرهم وانطلاقتهم للحياة الجديدة عليهم هم قبل غيرهم أن يتطابقوا مع ضمير التاريخ السوي والصحيح وخلاصته وعبرته العادلة لا مع سيوفه وقصوره وراياته الخفاقة فوق تلال جماجم المظلومين والمحرومين والمهانين،والذين كانوا بلا شك من السنة والشيعة ولكن الحكام كانوا من السنة!

لا أحد يطالبهم أن يسقطوا من تاريخهم العام تلك الصفحات المشرقة التي أشادها قادة منهم أنقياء ومفكرون جادون أصلاء ومتصوفة وزهاد وفقهاء وأتقياء صالحون ولكن بالتأكيد أنهم لا ينبغي أن يتبنوا ذلك الركام التاريخي الهائل من الأفكار والمصطلحات والمفاهيم التي تكونت أو سادت وفق نزوات السلاطين والحكام ووعاظهم وجورهم وأطماعهم!

 

***

هذا الوقت العصيب لا غيره هو وقت إسقاط تلك النرجسية المرضية وأوهام العظمة المقيتة التي غرسها حكام متعسفون ودجالون ومطبلون في أعماق مجموعات كبيرة من السنة وأورثوها أجيالهم وجعلوا أعمارهم ومصائرهم رصيداً مؤلماً لها!

عليهم أن لا يعتبروا أن أكثريتهم في العالم الإسلامي تعني أكثريتهم في العراق أيضاً أو تمنحهم ثقلاً استثنائياً. عليهم أن يأخذوا ثقلهم الخاص في وطنهم من أعمالهم وجهودهم ومن نظرتهم العادلة والمفعمة بالمحبة لأشقائهم الشيعة، ومن سلوكهم المنصف والمتزن والمتسم بأعلى درجات الشعور بالمسؤولية نحوا جميع الأديان والطوائف.

إنه لضروري جداً لهم اليوم عدم الرضى عن الذات مثقلة بمظالم الآخرين،وظلم النفس أيضاً وملاقاة حياة جديدة مكتنزة بالبراءة والاستقامة والطموح المشروع حيث السعادة الحقة والخير الغامر للجميع.

أليس ضرورياً لقادة ومراجع السنة التخلي عن الخطاب القديم المتحجر القائم على الإنكار وإسقاط الأخطاء والذنوب تارة على الأجنبي وتارة على القدر؟ ومن حقهم طبعاً أن يبينوا أخطاء الآخرين ويفندوا ادعاءاتهم ولكن بروح موضوعية هادئة مستعدة لتقبل الحقائق مهما كانت مرة وقاسية! أليس ضرورياً أن لا تأخذهم العزة بالإثم؟ بل ينتقلوا لخطاب عصري جديد يقوم على الاعتراف بالخطأ حيثما وجد،واتباع أسلوب المصارحة والمكاشفة والبحث مع النفس أولاً عن طرائق للخروج من مآزق صنعت في الماضي بأخطاء الأسلاف وأفكارهم وتصميمهم وقناعاتهم سواء إن كانت مشتركة مع أسلاف الشيعة أو غيرهم أو من طرفهم وحسب، والتركيز على نقاط اللقاء وفرص الحاضر وآفاق المستقبل وهي كثيرة وتدعو للتفاؤل وبما يكفي لإزالة الكثير من كآبة ومخاوف الصراعات الحالية!

لينسوا أو يتركوا جانباً مواقف أو مفاهيم الشيعة إزاء أنفسهم أو عنهم أو عن غيرهم ويتلمسوا بجرأة وشجاعة مواضع الخلل في علاقاتهم هم كسنة مع الشيعة ويحصروا داخل ضمائرهم التقصير والحيف الذي وقع منهم على الشيعة (حتى ولو افتراضاً) ولكنه خلق هذه الهوة النفسية الممتدة في الزمان والمكان ولمساحات شاسعة! ولا يجدي ترقيعها بصلاة مشتركة سرعان ما تزول نشوتها، أو مظاهرة تقوم على الهتاف والصراخ لا على التفكير والحوار الجاد والعميق والمطول أيضا!

هل أجهدوا أنفسهم في إيجاد موقف إسلامي جديد من القضايا التاريخية التي تشكل المحاور الرئيسية لدى الشيعة ؟

إن المؤمل أن لا يطول ترددهم في المراجعة والتأمل وأن لا تأخذ عملية المراجعة والتأمل وقتاً تفوت خلاله فرص تدارك الأشياء والأمور،والمؤمل أيضاً أن تكون حصيلة المراجعة إيجابية ومرنه ومتفتحة لتعلن على الملأ بروح رياضية جريئة! ثم لتكن فيما بعد فاتحة لندوات ومؤتمرات وحوارات بين فقهاء ومراجع وعلماء السنة والشيعة تعقد في الكوفة وبغداد بصفتيهما منطلق مذاهبهما! هل هذا صعب التحقق؟ أو غير ممكن؟

إذا تأملوا حال العراق وحال الدنيا ورأوا ببصيرة نافذة أخطاء الماضي ومثالبه وخطاياه

وتوصلوا لحكمة وعبرة ضروريتين، وإذا ما سعى قادة ومراجع الشيعة لتأمل حال العراق وحال الدنيا ورأوا ببصيرة نافذة أخطاء الماضي ومثالبه وخطاياه وتوصلوا لحكمة وعبرة ضروريتين،آنذاك سيسهل اللقاء بل سيسعى كل للقاء الآخر في منتصف الطريق أو في أية بداية فيه، قد يكون هذا مجرد أمنية واهمة أو حلم،وماذا في ذلك؟ لنحلم معاً بما هو خير!

لا بد لهذه المصارحة والمكاشفة لو تمت بقلوب وعقول مفتوحة أن تزيل أو تخفف مما يشعر به الأشقاء في الطائفة الأخرى من حيف أو ظلم أو في الأقل تسقط الحجة من أيدي أولئك الذين يريدون ترحيل مظالم الماضي كلها وإلقاءها على كاهل أبناء الحاضر خاصة تلك الأجيال اليافعة الغافلة التي لا تفقه منها شيئاً ولكنها من الممكن أن تجرهم لأحقادها وعنعناتها فقط،وهذا ما يحدث في العراق كل يوم وكل ساعة!

لينظر فقهاء السنة في تأملاتهم هذه (ولتكن امتداداً لتأملات ومراجع فقهاء كبار في الماضي)إلى هموم الشيعة على أنها همومهم مادامت هي قد تولدت في مجرى الإسلام وحركة نموه وتطوره وفتوحاته وينبروا إلى مناظرات رئيسية (لا موضعية حدثت فعلاً هنا أو هناك،ربما آخرها نهاية القرن التاسع عشر بوساطة جمال الدين الأفغاني في النجف) علها إذا لم تقنع أحدهما بوجهة نظر الآخر (وهذا صعب فعلاً) أن تبني جسوراً ووشائج تفاهم وانسجام يجعل مسار الطائفتين متوازياً لا متعارضاً مهما كان مختلفاً!

من الواجب على قادة ومراجع السنة أجراء هذه المراجعة المتفتحة الجريئة ليس فقط من أجل تلاحمهم مع أشقائهم الذين لهم ثقلهم الكبير في العراق وفي العالم بل من أجل دينهم الإسلامي الذي طالما اعتبروا أنفسهم في صدارته. إن تفاقم انقسامه إلى مذهبين وطائفتين،وحدوث صدامات أو احتكاكات بينهما لا يمكن إلا أن يلقي على دينهم ظلال ضعف ويحد من قدراته على مواكبة هموم العصر وقضاياه المتفجرة والتي أخذت تعصف بكل شيء وقد مست الإسلام وأعلنته متهماً رئيسياً في الإرهاب أو العنف وفي معالجة ما يواجهه من مشاكل داخلية أو خارجية!

واليوم ألا يرى فقهاء السنة أن حكامهم وعلى مدى قرون طويلة قد تمتعوا بصدارة الحكم وحصروه بأيديهم قروناً طويلة (مع انقطاعه بالاحتلالات الطويلة) وقد استغلوا كون الشيعة قد أعرضوا عن تولي الحكم لاعتقادهم بفساد وبطلان الدولة في ما يعتقدونه غيبة المهدي المنتظر فتمادوا بالتفرد في السلطة والتضييق عليهم وظلمهم!

ألم يكن خطأً فادحاً أنهم طيلة هذا الزمن قد ألقوا الذنب عن كواهلهم ووصلوا لراحة الضمير في خلاصهم من شقيق لم يعد منافساً بعد أن زهد بحقه في السلطة والمواريث المتكافئة ؟(حتى بعد سقوط الدولة الأموية، وتفجير دم الحسين لدولة يزيد كما قيل لم تصر الدولة العباسية للشيعة على العكس عادت لمعاداتهم بزخم أشد)

بل لقد ظل قادة ومراجع السنة مرتاحين لانشغال أشقائهم الشيعة بأحزانهم بعيداً عن مطامح السلطة وهمومها ومباهجها! سعداء بخلو الساحة لهم يتوارثون صولجانها ولم يخطر ببالهم أن من الممكن مناقشة قادة ومراجع الشيعة في كون الدولة والمجتمع هما في أمس الحاجة لجهود ومشاركة الشيعة في الحكم والعمل على جذبهم لممارسته معهم وإقناعهم بذلك سواء بالتخلي عن قرارهم المذهبي (وهو ليس من ثوابت الشريعة) أو تكييفه ليجيزهم المشاركة في الحكم باعتباره ضرورة دنيوية لا دينية، ومن الخطر الجسيم أن تتعطل قوة بشرية بحجم الشيعة عن الحكم وتحمل مسؤولياته ومهامه!

قد يرد على ذلك إن الشيعة كانوا مجموعة صغيرة آنذاك وأنه كان من الصعب أو من المستحيل محاورتهم في اجتهادهم المذهبي وإقناعهم بالرجوع عنه ليعملوا سوية على النهوض بأعباء حكم البلاد وهي صعبة وثقيلة خاصة في عهود كان فيها العراق هدفاً للغزوات المتلاحقة وردة وتمرد القبائل والعشائر،ولكن أما كان بالإمكان احترام غيبتهم عن الحكم لتحقيق حضورهم في شئون ما قبل وما بعد الحكم كمجالس المشاورة والتداول خاصة في القضايا الكبرى المتعلقة بالحرب والسلام ونظم الحكم (لا ممارستها، ما داموا قد استنكفوا عنها) وتقدير رأيهم بالرجال الذين يحكمون وما للرعية وعليها من شئون وشجون. ربما سيقول البعض أن ثمة لقاءات ونقاشات ومعاهدات قد حدثت بين علماء وفقهاء الطائفتين في عهود قديمة بل وثمة نقاشات وتوسلات تواصلت منذ أكثر من ألف عام كان محصلتها خيبة وهباء ولكن تلك لم تأخذ طوراً جدياً ولم تخل من ترهيب وترغيب ثم إن من يحكم على وقائع التاريخ من بعيد يلقي اللوم عادة على الحاكم لا على المحكوم! وهو محق بذلك!

يتبع

 

 

 

لنتصارح إذا أردنا أن نتصالح (3)

GMT 17:45:00 2006 الأربعاء 30 أغسطس

حسين كركوش

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

في الحلقة الماضية قلنا إن القطار العراقي قد خرج عن السكة لكنه لم ينحدر بعد نحو هاوية الحرب الطائفية الرهيبة. وتمنينا،أيضا، لو أن زعماء الإتلاف، الذي يشكل الأكثرية البرلمانية، سينجزون خطوة دراماتيكية، ويبادرون، مفوضين من الأكثرية التي انتخبتهم ومنحتهم ثقتها، من جانب واحد، للاتصال بالمعارضين للعملية السياسية الجارية، زعماء وهيئات وأحزاب وتكتلات، للتباحث معهم حول نقاط الاختلاف، مهما كانت هذه النقاط شائكة ومعقدة.

وعندما نقول ذلك، فأننا ندرك تماما وعورة الطريق، وحجم المشاكل المختلف عليها، وأجواء انعدام الثقة التي برزت خلال السنوات الثلاث الماضيات، وحالات التوتر والاحتقان والتمترس الطائفي، المتبادلة. ونحن ندرك، أيضا، إن أي مشاكل كبرى ومعقدة كهذه، لا يتم حلها بأسلوب "الطبطة على الظهر وتبويس اللحى"، ولا يتم حلها على طريقة "كلنا أخوان يا جماعة". فالجميع يعرف أن الحروب الأهلية، في كل زمان ومكان، إنما تنشب بين الأخوة في البلد الواحد، ولهذا سميت، أهلية". ولكن مع كل ذلك، فأن الأمور ما تزال في بداياتها، رغم أن هذه الأمور بدأت تشبه كرة الثلج، كلما تدحرجت زاد وزنها. وكرة الثلج العراقية التي نتحدث عنها، لا تصنعها المياه، إنما دماء العراقيين.

وعلى أي حال، وما دامت بوادر الانفراج قد بدأت تلوح في الأفق، على شكل مبادرة المصالحة الحالية التي أطلقتها حكومة المالكي، فأن فرصة حقيقية قد توفرت لتعزيز هذه المبادرة، والسير بها نحو النهاية، خصوصا أن مسائل الاختلاف قد تبلورت الآن بنقاط محددة، منها: المقاومة، الفيدرالية، جدولة انسحاب القوات الأجنبية، المليشيات، اجتثاث البعث. وسنناقش، هنا، مسألة المقاومة.

 

عزلة نظام صدام جعلت القوات الأميركية تجتاح العراق دون مقاومة

 

قبل أيام من سقوطه، قسم صدام حسين البلاد إلى أربع مناطق عسكرية، وأسند إدارتها إلى لجنة مكونة من نجله الأصغر قصي، وبن عمه علي حسن المجيد، ورفيقيه، أو حوارييه، عزة الدوري وطه ياسين رمضان. وبأيادي هولاء الأشخاص الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليد، رهن صدام مصير العراق، شعبا ووطنا.

أوردنا هذه المعلومة التي يعرفها الجميع لكي ندلل على العزلة التي كان صدام يعيشها، وعدم ثقته بأحد من الناس، بما في ذلك كبار القادة العسكريين وقادة الحزب، الذي كان يفترض انه يحكم البلاد. وكان ذاك الإجراء، هو الأخير من سلسلة إجراءات قاتلة، وخاتمة لحكم فرد واحد حرص أن يكون دائما وأبدا هو العملاق، وما دونه من العراقيين مجموعة أقزام، أو مجموعة أصفار مهملة.

 

وهذا التفرد بالرأي هو سبب بين أسباب كثيرة، جعلت العراقيين، في غالبيتهم الساحقة، لم يذرفوا دمعة واحدة، حزنا وأسفا على سقوط صدام. وعزلة نظام صدام هي التي جعلت القوات الأميركية الغازية تدخل البلاد من أدناها إلى أقصاها، بما في ذلك المناطق التي تسمى الآن ب"الساخنة" أو "المقاومة"، دون أن تطلق بوجهها رصاصة واحدة.

 

وما تزال الصحف العربية الصادرة في تلك الأيام تحمل على صفحاتها الأولى نص الإعلان الذي أصدره الشيخ علي سليمان، نيابة عن شيوخ عشائر الأنبار (سبق أن أشرنا لهذه الوقائع في مقال سابق نشرناه في إيلاف، وها نحن نعيد تكرارها)، وقال فيه: "إننا من باب المسؤولية التاريخية وحقنا للدماء، قامت مجموعة من وجهاء المحافظة بالاجتماع مع القيادة الأميركية وتم الاتفاق على استسلام المحافظة وعدم أطلاق النار على هذه القوات".

وما تزال الصحف الصادرة في 16 أبريل/نيسان 2003، تحمل على صفحاتها الأولى خبر لحدثين وقعا في يوم واحد، أي في 15/4/2006. الخبر الأول عن اجتماع فصائل المعارضة العراقية، في مدينة أور جنوب العراق، بحضور الجنرال الأميركي جاي غارنر(أصبح فيما بعد حاكما مدنيا). والخبر الأخر عن لقاء بين الجنرال الأميركي كورتيس واللواء محمد الجرعاوي قائد قطاع الأنبار، الذي يضم ستة عشر ألف جندي، حيث ظهر اللواء الجرعاوي وهو يلقي التحية العسكرية على الكونيل الأميركي كورتيس، قبل التوقيع على وثيقة الاستسلام، ويقول له بالحرف الواحد: "أشكركم على تحرير العراق وفرض الاستقرار فيه، وأمل أن تكون لدينا علاقات صداقة مع الولايات المتحدة".

وما تزال تلك الصحف تحمل على صفحاتها الأولى نبأ استسلام قادة الفيلق الخامس المرابط قرب الموصل، في 10 أبريل/نيسان 2003 ، بعد أن أرسل سكان محافظة الموصل وفدا ضم قادة الفيلق ومحافظ المدينة ووجهاء المحافظة لملاقاة الزعيم الكوردي مسعود البرزاني، يطلبون وساطته لدى القوات الأميركية "لاستسلام سلمي للمدينة دون قتال"، وكيف أن كبار ضباط الاستخبارات في هذه المحافظة كانوا يحضرون، تباعا، إلى القاعدة العسكرية الأميركية هناك "للتفاوض على تسليم أنفسهم وطلب الحماية الأميركية من أي هجمات انتقامية"، كما نشرت في حينها وسائل الأعلام.

وما زالت تلك الصحف تحمل على صفحاتها الأولى نبأ يقول أن الداعية الإسلامي المعروف المقيم في الخليج الشيخ أحمد الكبيسي، قد أم صلاة الجمعة في 18 نيسان 2003 في مسجد أبي حنيفة بالأعظمية، بعد أن كان قد عاد للعراق بطريقة فاجأت الجميع.

 

أوردنا هذه الوقائع لنقول إن العراقيين لم يكونوا جبناء أو خائنين لبلدهم، عندما قرروا عدم مجابهة القوات الأميركية، ولكنهم وجدوا في نهاية حكم صدام، نهاية لكابوس جثم على صدورهم أكثر من ربع قرن وأحرق، بقراراته القرقوشية، حرثهم ونسلهم. وحتى أولاءك الذين كانوا يعتقدون أن غياب النظام السابق سيغير سلبا، ربما، طبيعة المعادلات القائمة، فأنهم سرعان ما أدركوا أن الأمور لن تسير، بالضرورة، نحو الأسوأ، وأن الأمور ما تزال في بدايتها، ويجب انتظار ما تسفر عنه، بتعقل وصبر وعقلانية وواقعية.

 

وحتى عندما توارى صدام، وبدأ يطلق نداءاته للمقاومة، لم يصغ عراقيون كثيرون لتك النداءات. وعلينا أن لا ننسى أن الذي وشوا بنجلي صدام، وبه شخصيا وبأشقائه وبكبار قادته، فيما بعد، هم أقرب الناس إليه، أو لنقل أنهم ينتمون لسكان المناطق "الساخنة"، كما تسمى الآن. لقد كانت نهاية حكم صدام نهاية سعيدة للغالبية الساحقة من العراقيين.

 

رياح التغيير لم تهب بتوازن على جميع السفن العراقية

 

لكن الأمور لم تسر، بعد ذلك، على هذا المنوال. فقد حل الجيش وسرح قادته بأسلوب مهين. وتم حل وإلغاء وزارات بأكملها، فتحول موظفوها إلى شحاذين. ثم، ظهرت لجنة اجتثاث البعث، التي حملت، عمليا، كل بعثي وزر ما أحدثه صدام من خراب بالوطن. رافقت ذلك، عمليات نهب لممتلكات الدولة، والاستيلاء على بعض الممتلكات الخاصة والعامة من قبل القوى السياسية المنتصرة، حتى بدت الأمور وكأن هذه القوى شرعت تتقاسم "أسلاب ومغانم" تعود لعدو أجنبي مهزوم، وليس لدولة عراقية، يفترض أن القوى المنتصرة جاءت لترميم ما تهدم منها، وإعادة بناء ما تخرب فيها، وإشاعة العدل والإنصاف، وتعزيز روح المسؤولية في صفوف المجتمع، سيرا نحو بناء دولة القانون والمؤسسات التي تحفظ حقوق جميع العراقيين.

وبموازاة ذلك، طبقت القوات الأميركية، سياسة فيها الكثير الكثير من العجرفة والرعونة والصبيانية، والتفرد الأعمى بالرأي، وانتهاكات لأبسط الحقوق، بما في ذلك فضائح تعذيب السجناء، والتصرف بتخبط وبطريقة أوحت بأنها مع هذا الطرف العراقي، ضد ذاك، ورفعت إلى سدة الزعامة عراقيين لم يسمع بهم احد، ثم عادت فأنزلتهم إلى الحضيض، وأبعدتهم وسجنت البعض منهم.

 

وعندما بدأت عجلة العملية السياسية بالدوران، أتضح أن الخطاب العراقي السابق، المعارض لنظام صدام، والذي كان يبشر بإرساء الديمقراطية، ومعاملة العراقيين بالحق والعدل، استنادا على معيار المواطنة وحده، وليس على أي معيار أخر، قد استبدل بخطاب مغاير.

هذا الخطاب "الجديد" أعتمد على مضامين طائفية وأثنية، ليس باتجاه رفع الظلم الطائفي والقومي عن طريق بناء النظام الديمقراطي وتعزيزه، مثلما كانت تقول تلك القوى المعارضة ومثلما كان يأمل العراقيون، وإنما بدأت الأمور وكأنها تسير باتجاه التشفي والثأر والانتقام والإقصاء، واغتنام اللحظة العابرة وفرضها كأمر واقع، على طريقة: منتصر ومنهزم. وبدت الأمور (نقول جيدا بدت، ولم نقل كان الأمر مبيتا) وكأن حلفا شيعيا/كرديا قد ظهر بمواجهة العراقيين السنة.

وهكذا، وبدلا عن عزل مؤيدي النظام السابق، وحصرهم في زاوية قاتلة، فأن الأمور سارت، شئنا أم أبينا، باتجاه زيادة أعداد الناقمين على العملية السياسية والوضع الجديد.

بعد ذلك، تطورت الأمور، فسارت نحو احتقان، ثم اصطفاف، ثم تخندق طائفي. وقد دخل تنظيم القاعدة على خط الأحداث منذ الأيام الأولى بعد سقوط النظام السابق، وبدأ بتوسيع تلك الخنادق، بعد أن دشن حملات إبادة منظمة ضد كل ما هو شيعي وأجج، كتحصيل حاصل، مشاعر كراهية طائفية لدى الشيعة.

 

إصرار زعماء السنة على إنكار وجود الزرقاوي أفقدهم الكثير من مصداقيتهم

 

وفي الواقع، فأن زعماء العراقيين السنة، سواء من شارك منهم في العملية السياسية في جبهة التوافق، أو من ظل يناصر، علنا، المقاومة المسلحة، مسؤولون، رغبوا أو لم يرغبوا، عن نشاط تنظيم القاعدة داخل العراق. فقد ظلوا ينكرون، وبإصرار ولجاجة، وجود الزرقاوي في العراق، ويرددون أن الزرقاوي ما هو إلا "اختراع" أميركي، يهدف إلى إشعال فتنة طائفية. وبالطبع، هم يعرفون، أكثر من غيرهم، بأن ما كان يقولونه غير صحيح، أبدا. فالزرقاوي كان ينشط ويتجول ويسكن وينظم صفوف مقاتليه في أماكنهم. وربما التقى الزرقاوي بعضهم ونسق معهم. وحتى عندما قتل الزرقاوي، فأن هولاء الزعماء لم يستقبلوا موته بنفس الفرح الذي أظهرته غالبية العراقيين. بل، أن ما من أحد منهم تكلف عناء الاعتذار، على الأقل عن غفلته أو خديعته السابقة، فأعلن، مثلا، أن معلوماته عن عدم وجود الزرقاوي كانت غير صحيحة، أو مضللة. والحق، أن مقتل الزرقاوي داخل العراق ساهم في ثلم مصداقية الزعماء العراقيين السنة الذين ظلوا ينكرون بإصرار، وجوده.

والأنكى من ذلك هو، أن تنظيم القاعدة وبعض الذين يدافعون عن المقاومة فسروا صمت المرجعية الشيعية إزاء ما ظل الشيعة يتعرضون له من عمليات إبادة جماعية وبأسلوب لا يمكن وصفه إلا بأنه سافل ومنحط ولم ترتكبه أي مقاومة في تاريخ البشرية، بأنه ينم عن ضعف واستكانة، وليس عن رغبة حقيقية في حقن دماء العراقيين.

 

حقائق رسختها تفجيرات سامراء

 

وهكذا ظلت تسير الأمور، وكأنها اختبار للقوة وتدريبا أوليا للحرب الطائفية، حتى حل يوم الثاني والعشرين من شباط 2006 ، عندما تم تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، وما تلا ذلك من ردود أفعال، وأخرى مضادة لها، ما تزال قائمة، ويتلظى بنارها العراقيون.

الواقع، أن تفجيرات سامراء وما تبعها من تداعيات، كشفت لجميع الأطراف، داخليا وأميركيا وإقليميا، حقائق، ربما كانت غائبة عن بالها. من تلك الحقائق:

 

أولا/ إن المقاومة ليست مجموعة من الصداميين والتكفيريين والزرقاويين. هولاء جزء من المقاومة، وليس كلها. بل، أن المقاومة، لم تعد كفعل سياسي يهدف لطرد الأميركيين، بقدر ما هي غطاء تتواجد تحته شرائح سكانية ومناطق جغرافية بأكملها، تملك القوة العسكرية والتنظيم والدعم، ومن المستحيل القضاء عليها عسكريا. والدليل هو أن الحديث عن المصالحة يجري الآن عن مشاركة العشائر، والجماعات المسلحة، وضباط الجيش السابقين، ورجال الدين، والمثقفين.

 

ثانيا/ توصلت القوى المعارضة بأشكالها وأساليب مقاومتها إلى إن العملية السياسية والحكومة العراقية التي انبثقت منها، ومن يؤيدها من القوى السياسية، ومعها الولايات المتحدة الأميركية (بإدارتها الجمهورية الحالية وبمعارضتها الديمقراطية) لا يمكن هزيمتها من قبل المقاومة، وهي سائرة يوما بعد، باتجاه تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية، وإن الفشل أمر غير وارد وغير مسموح به، أبدا.

 

ثالثا/ أدرك الجميع إن الحرب الأهلية (وبغداد هي أنموذجها، لأنها مدينة مختلطة بامتياز) يحكمها توازن الرعب الطائفي، الذي يعني، أول ما يعني، أن الحرب الطائفية ستكون مذبحة حقيقية تحول، إذا اندلعت، العاصمة العراقية وجميع المناطق العراقية المختلطة، إلى كومة خرائب تسكنها الضواري التي ستعتاش على جثث ودماء القتلى.

 

"التذاكي اللغوي" يحل ما عجزت عن حله السياسة

 

هذه الحقائق جعلت الطرفين، المؤيد للعملية السياسية الجارية، والمقاوم لها، يعيدان النظر بشكل جاد، في مواقفهم السابقة، ويخطو كل طرف خطوة باتجاه الآخر. وعندما أعياهم الحل السياسي لتحقيق ذلك، فأنهم لجأوا، أو بالأحرى عادوا من جديد، إلى "اللغة"، فاستخرجوا منها مصطلحين لغويين، أحدهما هو "المقاومة الشريفة" والآخر هو"الذين لم تتلطخ أياديهم بدم العراقيين".

المصطلح الأول أطلقه أنصار المقاومة، ومفاده: إن المقاومة مقاومتان، أحدهما شريفة نمثلها نحن، والثانية غير شريفة نتبرأ منها. والمصطلح الثاني أطلقته الحكومة ومن يؤيد العملية السياسية الجارية ومفاده، إن المقاومين صنفان، أحداهما لم تتلطخ أياديهم بدم العراقيين، ونحن نتحاور معهم، وآخرون تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء، ونحن لا نتحاور معهم.

وكما نرى فأن المصطلحين كليهما غامضان. إذ، أن الطرفين لم يحددا ولم يوضحا متى وكيف وعند أي حدود يكون هذا المقاوم أو ذاك شريفا، ومتى يكون غير شريف ؟ و متى، وعند ارتكاب أي فعل، تتلطخ يد المقاوم بالدم، أو لا تتلطخ ؟

واضح، أن المصطلحين هما "لعب بالألفاظ" لجأ إليه الطرفان ليصبح "مخرج" مقبول لأزمة مستعصية بدأ الطرفان يرغبان بحلها. ودعونا نطلق على هاذين المصطلحين اللغويين، تسمية " التذاكي اللغوي الايجابي"، تجنبا لاستخدام مصطلحي "الفوضى البناءة" و"الغموض البناء" اللذين ابتذلا لكثرة استعمالهما هذه الأيام على ألسنة الساسة والمعلقين.

ولم لا ؟ ليكن. فما دام الهدف هو حقن الدماء وتجنب الكارثة فأن كل "تخريج" يصبح مقبولا، شرط أن لا تطرح الأطراف، عند اجتماعها، شروطا تعجيزية، وشرط استبعاد كل مقاتل أجنبي، في تنظيم القاعدة وفي غيره، من الحوار. هولاء المقاتلون الأجانب أمامهم خياران: العودة من حيث جاءوا، أو التعامل معهم، في حال بقائهم، كخارجين عن القانون، تعالج أمرهم السلطات الرسمية. وهذا ما حدث في كل الحروب الأهلية. فالحرب الأهلية الأسبانية توصل إلى حلها الأسبانيون أنفسهم. وعندما حطت الحرب أوزارها عاد المتطوعون الأجانب في الفيلق الأممي من حيث جاءوا، رغم أن بعضهم مات خلال تلك الحرب. والحرب الأهلية اللبنانية حلها اللبنانيون أنفسهم، إما الفلسطينيون فقد التفتوا إلى قضاياهم. وقل الشيء نفسها حول ما حدث في أفغانستان وأرتيريا والجزائر وغيرها.

 

حكومة المالكي مرنة وحرة في قرارها، فماذا عن معارضيها؟

 

والحق، أن حكومة المالكي أبدت مرونة لا يستهان بها، فقد أعلنت مرارا وتكرارا أنها مستعدة للتحاور مع جميع العراقيين الرافضين للعملية السياسية. وأخر تصريح حكومي هو ذاك الذي أدلى به الناطق باسم الحكومة السيد علي الدباغ وقال فيه: " ليس هناك شروط أمام من يبغي المشاركة، بل هناك ثوابت وطنية والدعوة مفتوحة للجميع وليس هناك (فيتو) على أحد والحوار هو الطريق الصحيح وليس العنف." صحيفة المدى البغدادية في 28/8/2006 .

هذا موقف ينطوي على شجاعة كبيرة، وواقعية، وشعور بالمسؤولية.

فرضه الأمر الواقع والتوازنات القائمة على الأرض ؟ نعم، قد يكون كذلك. وما العيب ؟ أليس هذا هو النضج السياسي بعينه ؟

وعلى أي حال، فان الكرة، كما يقال، أصبحت الآن في ملعب المعارضين للعملية السياسية، أو المقاومين أو المعترضين، أو لنسمهم ما شئنا. على هولاء جميعا أن يردوا على مبادرة حكومة المالكي. لقد كان النقد الذي يتوكأ عليه المعارضون لحكومة المالكي وللقوى السياسية المشاركة أو الداعمة للعملية السياسية الجارية هو، أن هولاء جميعا لا يملكون حرية اتخاذ القرارات، وأن إرادتهم مرهونة لقوى أجنبية.

حسنا، ها هي حكومة المالكي ومن يؤيدها تقدم الأدلة الملموسة على شجاعتها، وحرية قراراتها. فهل يرد المعارضون بخطوة مماثلة، هذا إذا كانوا أحرارا ويملكون، قولا وفعلا، حرية قرار واستقلالية موقف. ولكن الأمور لا تبدو كذلك. فقد أعلن الأستاذ طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية وزعيم الحزب الإسلامي بأن "هناك قوى سياسية وجماعات مسلحة أبدت رغبتها بالانضمام إلى العملية السياسية إلا أنها تتردد جراء الضغوط الكبيرة الموجهة إليها". صحيفة المدى البغدادية في 29/8/2006 .

 

الحلقة القادمة: مسألة الفيدرالية

 

 

 

 

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/8/170369.htm لنتصارح إذا أردنا أن نتصالح ( 1)

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/8/171666.htm لنتصارح إذا أردنا أن نتصالح (2)

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.

×
×
  • Create New...