Jump to content
Baghdadee بغدادي

المدرسة الخالصية و تيارها


Recommended Posts

المدرسة الخالصية و تيارها

 

نبذة سريعة عن الاسس ، والمناهج ، والنتائج.

 

 

 

المدرسة الخالصية، كمنهج تجديدي علمي اصلاحي وحدوي مجاهد، ظهرت للوجود خلال التحديات التي واجهت العالم الاسلامي وما ران عليه من التخلف والتشتت في اوئل القرن الماضي وما قبله، ففي هذه الفترة تجلت الحاجة الى مبادرات في الاصلاح السياسي والنهوض الحضاري، فشهدت الساحة في هذا المجال حركات اصلاحية مختلفة في مختلف اقطار العالم الاسلامي من اندونوسيا و الهند شراقاً الى حوض النيل و الشمال الافريقي غرباً، قادها رواد مصلحون من امثال الافغاني و محمد عبده و اقبال و المهدي و السنوسي و عمر المختار. وفي العراق كان الإمام الشيخ محمد مهدي بن الشيخ محمد حسين الخالصي حامل لواء هذه النهضة وواضع اسس مدرستها على الاصعدة العملية و الدينية و السياسية. ففي المجال العلمي نظر رحمه الله، في المناهج الحوزوية فرأى ضرورة تطويرها بما يناسب روح الاسلام و حاجات العصر، فعمل على تنقية المناهج من ركام التخلف وتشذيبها من العقبات التي لا تنفع لدين ولا لدنيا، وأهمية فتح آفاقها على العلوم الحديثة بما يوسع افق العالم المسلم ويعيد للمدرسة الاسلامية وحوزتها الدينية وجهها الحضاري الأصيل و إعادة رفدها بالعلوم الحياتية كما كانت عليها في سيرتها الأولى. وفي الناحية الدينية سعى الى رفع مستواها من مجرد الاهتمام بالنهج المذهبي الضيق الى الأفق الإسلامي الأرحب،على أساس العودة بها إلى منابع الدين الأولى من كتاب الله وسنة رسول الله (ص)، و سيرة السلف الصالح من أهل بيت نبيه الاطهار(ع)، بما يحقق للمسلمين على اختلاف اقطارهم ومذاهبهم آفاقاً من التقارب و التفاهم، يؤدي إلى نبذ التخلف والتعصب الطائفي، و يهييء لهم قدراً من الوحدة و التماسك. وفي المجال السياسي دعا رحمه الله، الى الاهتمام المدروس بشأن الامة الاسلامية كلها و التنبه اليقظ لمخططات الاعداء والتصدي الواعي لمحاولات اثارة الخلافات بينهم و فتح الثغرات في صفوفهم بغية التدخل في شؤونهم والسيطرة على ثرواتهم والتحكم في مقدراتهم. وفي كل ذلك وضع الامام الراحل مناهج والف كتباً، وربىّ في مدرسته علماء و قادة تخرجوا في مدرسته وعلى نهجه، فكان منهم علماء كبار و سياسيون معروفون ومراجع مشهورون.

 

إن الاهتمام بالجانب العلمي و التربوي لم يمنع الإمام المؤسس من التصدي شخصياً و عملياً للاهتمام بالقضايا المصيرية من أمور المسلمين السياسية، بل كان المبادر الى التصدي لمعالجتها. فحينما شهدت التحديات تصعيداً خطيراً في مطلع القرن الماضي، وتعرض العالم الاسلامي للغزو العسكري بالهجوم الروسي على إيران و الهجوم الايطالي على طرابلس الغرب (ليبيا) في سنة ١٩١١م، بادر سماحته الى الدعوة لمؤتمر إسلامي عام في الكاظمية جمع فيه الكثير من العلماء و القادة، وكان من نتائجه أن خرج المؤتمر بمقررات لدعم المقاومة و حركة الجهاد في جميع الاقطار و لا سيما في التصدي الفاعل للغزو الاجنبي في البلدين المذكورين؛ ليبيا و ايران. وفي سنة ١٩١٤ حينما أعلنت الحرب العالمية الأولى وتعرض العراق للغزو البريطاني، دعا سماحته الى مؤتمر الكاظمية الثاني الذي خرج بمقررات وجوب إعلان الجهاد و المشاركة العملية من قبل الجميع فيه. و فعلاً خرج بنفسه في مقدمة العلماء وعلى رأس المجاهدين إلى جبهات القتال في جنوب العراق، وبعد سقوط بغداد واحتلال العراق عمل جاهداً على الاعداد للثورة وتعزيز المقاومة لطرد المحتلين، فدعا إلى مؤتمر كربلاء الأول الذي انتهى إلى قرارإعلان الثورة سنة ١٩٢٠حيث القيت خطبة اعلان ثورة العشرين من قبل نجله سماحة الإمام الشيخ محمد الخالصي في صحن العباس (ع) في مدينة سيد الشهداء (ع) بحضور العلماء القادة و جمع غفير من رؤساء العشاير و جمهور العراقيين . وحينما انتهت اليه المرجعية المطلقة بعد وفاة التقى الحائري وشيخ الشريعة قاد الحركة السياسية التحريرية ضد معاهدة الانتداب الاستعمارية ووجود قوات الاحتلال و قواعده العسكرية، والحكومة العميلة المعينة بواسطته.

 

وقد عجزالاحتلال من تنفيذ أغراضه مع كل ماقام به من أبشع أنواع الاجراءات التضليلية و التنكيلية ضد الشعب العراقي و قواه المجاهدة، و لم يستتب له الأمر إلاّ بعد أن عمد الى نفي قائدي مسيرته الامام الخالصي و نجله إلى خارج العراق. وبعد ان استشهد، قدس سرّه، في المشهد الرضوي في ايران بسم دس اليه من قبل عملاء القنصلية البريطانية، استمر نجله الإمام الشيخ محمد في إدامة نهجه العلمي و الحضاري السياسي ، وإنه و إن بقي اكثر من سبع وعشرين سنة في المنفى إلاّ أنه أدام المسيرة على نفس النهج محتفظا بزخم المبادرة النهضوية حتى عاد الى العراق في أواخر سنة ١٩٤٩م، فعمل على إحياء المدرسة من جديد، بعد أن كان الاحتلال واعوانه قد عرضوها للخراب، و حدوا من مسيرتها خلال غياب القادة عن الوطن. فتصدى قدس سره لاعادة بنائها و احياء مناهجها على الاسس التي ارساها والده الامام المجاهد فاستمرت المسيرة وظلت ( المدرسة الخالصية ) تؤدي دورها في خدمة الإسلام و العراق، بالرغم من مختلف العقبات التي وضعت في سبيلها، سواء بكيد الاعداء أو من جهل الأبناء ، ولكن المهم أنها لم ترضخ أبداً ، وها هي ما تزال ترفع بثبات راية وحدة المسلمين و تنويرالأمّة و نهضتهم ضد التحديات المستجدة ولإنقاذ الوطن من الاحتلال و دسائس أذنابه.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...