Jump to content
Baghdadee بغدادي

لماذا الجلبي وليس الجعفري ؟


Recommended Posts

لماذا الجلبي وليس الجعفري ؟

 

بعد ان افرزت النتيجه لصالح الدكتور الجعفري رسميا في الائتلاف العراقي الموحد , هل يعني ذلك نهايه المطاف ام بدايته؟

سؤال يتردد على ألسنه كثير من العراقيين , ولا يعني هذا اتهام شخصي لصالح شخص ضد اخر حيث ان كلا الشخصتين تتميزان بميزات كثيره اقلها انهما قارعا نظام صدام وكانا ممن يسعون للتغير ولو ان لكل منهما وجهته والتي تختلف عن وجهه الاخر.

ومن هنا علينا ان نتتبع تاريخ كل منهما علنا نجد ما للشخصيتين من امكانيه للتاهيل من هكذا منصب خطير يمكن من خلاله تحديد شخصيه العراق المستقبلي.

فالدكتور احمد الجعفري مازال الناطق الرسمي لحزب الدعوه الاسلامي الذي اسسه السيد محمد باقر الصدر والذي عرف عنه انه كان ابا روحيا لكم كبير من المخلصين الاسلامين الذين ضحوا بدمائهم ابان العهد الصدامي المقيت وكانت ذروه الصراع بين الحزب وذاك النظام هو نهايه السيد محمد باقر الصدر في سجون الطاغيه وبذلك اسدلت مرحله مهمه نضالها حيث تم زج الكثيرون في السجون والمقابر الجماعيه وبقى هناك عدد صغير يعمل بالخفاء داخل القطر وقسم اخر خارج القطر منهم من ارتضى ان يكون في ايران ليعمل من هناك ومنهم من توجهه الى اوربا طالبا اللجوء السياسي لتبدأ مرحله جديده من العمل السياسي الاسلامي.

الدكتور احمد الجعفري كان ممن حالفهم الحظ ليكون في المملكه المتحده ليقود من هناك مجموعه الخارج حيث ان حزب الدعوه قد انقسم الى اكثر من جهه احداهما التي بقيت في لتقارع النظام من الجنوب وخصوصا الاهوار وقسم اخر بقي في ايران ليمارس عمله السياسي من هناك والقسم الاخر الذي تطرقنا اليه بخصوص الدكتور الجعفري , وطيله هذه الفتره كان الاختلاف في ممارسه العمل صفه بارزه يتشترك بها الاطراف الثلاثه حتى وصل الامر الى ان تتهم كل جهه الجهه الاخرى وخصوصا بعد سقوط الصنم وذلك من خلال المواقع (الانترنيتيه) ومنها موقع (كتابات) .

عندما رجع الدكتور الجعفري للعراق كان الشارع العراقي قد انسحب الى جههات اخرى ولذالك لم يجد حزب الدعوه الخارج من ايجاد قاعده شعبيه له وبقي يغرد خارج السرب العراقي الداخلي حيث ان عدم الالتقاء مع الاخرين صفه بارزه له كما انه لم يسعى لتوحيد الصفوف مع احد من الاطراف من ربما كان ذلك بسبب تعارض المصالح او الرؤى او الثقه!!!؟

كما ان الدكتور الجعفري لم يعرف عنه خلال توليه رئاسه مجلس الحكم او تولي منصب نائب رئيس الجمهوريه ما يمكنه من اكتساب ثقه احد من غير اتباعه القادمون من الخارج او تقديم منهج عمل او اجنده تمكنه من احتضان العراقيين او على الاقل الجهه التي يمثلها , فعلى العكس من الاكراد او السنه الذين جاهدوا في ابراز تطلعاتهم بشكل مؤثر وملموس .

على العكس من الدكتور الجلبي الذي كان محورا رئيسا في تحريك المياه الراكده في البيت الابيض لتجرف حقبه كابسه وضاغطه على قلوب العراقيين كما ان الدكتور الجلبي لم يعرف عنه انه كان مترددا كالدكتور الجعفري فمؤتمر لندن لم يكن للدكتور الجعفري أي دور بل انه جاء متاخرا وبعد جهد من الدكتور الجلبي الذي اقنعه بالمهمه القادمه كما ان الدكتور الجلبي عرف عنه الصراحه المتناهيه التي لا تحابي ولا تجامل وهذا بطبيعه الحال جزءا مهما من طبيعه تربيته الليبراليه التي تحوي الجميع وتعطي للجميع حريه التعبير عن نفسه على عكس الدكتور الجعفري الذي لاتستطيع ان تاخذ منه حقا ولا باطلا فمصطلحاته الفلسفيه عنق الزجاجه وخضم المخاض و الحركه المفصليه لا يمكنها ان تاخذ دورا مهما في حياه المواطن العراقي الذي يبحث عن الامان والخدمات والعيش الكريم.

كما ان الدكتور الجلبي يعرف عنه المواجهه وابراز احقيه الجهه التي يمثلها بشكل يحرج الاخرين ويضعهم في الزاويه الحرجه على العكس من الدكتورا لجعفري الذي يميل الى تقديم التنازلات من اجل الوحده!!!! ولم الشمل وهو الذي لم يتمكن حتى من لم ثمل مجموعه حزب الدعوه التي تناثر عقدها .

اعتقد ان هناك ضغوطا اقليميه وخصوصا من قبل دول الجوار ومحليه قد مورست على القرار العراقي ليكون اختيار الدكتور الجعفري مرشحا من قبل الائتلاف حيث ان لقاء علاوي بالامس مع الدكتورالجعفري وطريقه العناق والمديح التي تبادلاها كانت لتوحي بالكثير كما ان مصلحه هذه الجهات ان يكون رئيس الوزراء في المرحله الحاليه شخصا يتسم (بالضعف) كي ما يتم تمرير اكثر عدد ممكن من القرارات والخيارات التي بالتاكيد ستضعف من دور العراق عموما والشيعه خصوصا بدعوى نكران الذات والمصالحه و و و و الخ .

ومن هنا نستطيع القول ان المرحله المقبله ستشهد ما يلي

اولا :- رجوع البعثين الى مراكزهم الحساسه .

ثانيا:- التماطل والاسترخاء بمعاقبه صدام واتباعه.

ثالثا :- تمرير الكثير من القرارات التي تحمي مصالح بعض دول الجوار.

رابعا:- تمرير قرارات تتعارض مع قيم الدين الاسلامي .

خامسا:- استمرار مظاهر العنف والارهاب بالعراق.

سادسا:- ندم كثير من شيعه العراق ممن اعطوا صوتهم للائتلاف العراقي الفائز بالانتخابات أي بمعنى اخرى تشتيت الائتلاف الى عده احزاب.

ومن هنا نستطيع القول ان المرحله المقبله ستكون لصالح الدكتور الجلبي وعلى (المدى البعيد) الذي سيسعى جاهدا لابراز دوره واحقيته.

وفي النهايه لا يمكننا ان نستبق الاحداث مادام هناك مؤثرات اخرى يمكن ان تظهر في نهايه المطاف , ومادام كان هذا الاختيار هو اختيار الائتلاف فلا يمكننا الا احترامه ونوحد الصفوف لنكون بجانب الجعفري الذي ننتظر منه ان يكون اكثر حزما واكثر قوه تجاه اعداء العراق من عراقيين وعرب واعاجم لكي نستطيع ان نحلم ونثق ونفتخر .

 

بهلول الحكيم

Link to comment
Share on other sites

Guest تاجر

http://www.elaph.com/Politics/2005/2/43043.htm

 

رساله واضحه المعاني للسيد ابو احمد للجعفري

 

سؤال يجيب على نفسه لمادا يرحبون بالجعفري ولاينامون ليلهم من دون مهدئ امريكي للاعصاب عندما يسمعون اسم الجلبي؟

 

 

Link to comment
Share on other sites

نهاية بهلوان - د.محمد البغدادي

 

[24-02-2005]

حسنا فعلت قائمة الاتلاف واختارت ابراهيم الجعفري بدلا من الجلبي..وبالرغم من اني علماني حد العظم كما يقال الا انني كنت اتمنى ان يفوز الجعفري بدلا من هذا البهلوان العلماني..ان احمد الجلبي هو اسواء سياسي يمكن ان نفكر به لاخراج العراق من هذه المحنه ولاسباب عديده ليس منها موقف الاردن فالاردنيون اتفه من ان يغيرو من قناعتنا اي شيء لكن الذي افزعني من الجلبي هو انتهازيته وتصرفاته الرخيصه منذ ان وطات قدماه العراق ولا اظن ان شخصا بهذه الصفات يمكن ان يقود العراق الى بر الامان...ليس عندي شي شخصي ضده ولكننا تابعنا جميعا كيف كان يتقلب في مواقفه...من علماني ورجل امريكا الاوحد..وبعد ان احس بسحب امريكا يدها عنه..رفع شعار انا شيعي وبطريقه فجه انتهازيه وقمة الرخص السياسي واندس بين الشيعه وبدا بمغازلة ايران.. وبدا بدغدغة المشاعر الطائفيه الرخيصه ..ولولا توجيهات السيستاني وانحيازه لقائمه معينه ماكان ليستطيع ان يحصل على الف صوت.. فكيف وقد اتلف اعصابنا لمدة اسبوع واخذ يطمح برئاسة الوزراء...هذا هو نتيجة تدخل رجال الدين في السياسه..نرجو ان ناخذ العظه منها ونحترم راي العراقي مهما كانت ثقافته ونسمح له بان يكون ملك نفسه وحر في رايه ولا يقاد مثلما تقاد البهائم الى صناديق الاقتراع

انها فرصه تاريخيه للجعفري ان يثبت كفاءته كرجل دوله من الطراز الاول...واول صفات رجل الدوله هي الحزم والوضوح والقوه والا ستفلت الامور مره اخرى ..وان مقتدى يتحين الفرصه للانقضاض مره اخرى فهو مخادع من الدرجه الاولى واجزم انه سيقوم بشيء ما ليجس نبض الحكومه الجديده والجعفري بالذات..وان حدث لانريد كلاما انشائيا منمقا من رئيس الوزراء..نريد جمله مفيده وليس تلاعب بالالفاظ...هي غلطه اخرى من المرجعيه عندما انقذت مقتدى في اللحظه الاخيره من السقوط النهائي...وسندفع ثمن هذه الغلطه اضعافا وان حقنا دماء المسلمين كما قيل فستسيل دماء اكثر فكن حازما ياجعفري مع المخربين شيعة وسنه..مد يدك للسنه المترددين وضع سيفك على الاقليه المجرمه منهم

وليكن في علمك ان العراقيين يريدون الحزم سنه وشيعه وهذا هو سر نجاح اياد علاوي عندما حصد اكثر من مليون صوت لوحده وبدون دعم من احد ..واياك ان ان ترتخي وتضعف..ان احسست انك ستضعف....فاترك هذا المنصب واختر ان تكون وزير خارجيه فقط

والى الاخوه الذين كانوا مندفعين عاطفيا مع احمد الجلبي..اقول لهم..ان لااحد في العراق لديه الحل السحري لحل كل القضايا ومتوهمون انتم ان تصورتم ان الجلبي كان سيفعل الافاعيل..لاتتوقعوا من سياسي متقلب ليس له مبدا ان يكون حلمكم..ان الذي سينجح هو من يكون مقبولا من معظم العراقيين سنه وشيعه..كان علاوي كذلك..ونتمنى للجعفري النجاح

 

mohamrasheed@yahoo.com

Link to comment
Share on other sites

Guest تاجر

أي المرشحين الأصلح ... الجعفري رجل الكلمات أم ( 2_2) - محمد حسن الموسوي

 

[22-02-2005]

أي المرشحين الأصلح ... الجعفري رجل الكلمات أم الجلبي رجل العلاقات؟ قراءة مقارنة في المواقف السياسية للرجليين.

( 2_2)

 

محمد حسن الموسوي

almossawy@hotmail.com

تحدثت بالحلقة الاولى من هذا المقال عن اهمية معرفة المسيرة السياسية لأي سياسي يتطلع الى خوض غمار المنافسة على المناصب السيادية في اي دولة ونظام سياسي وقلت ان معرفة المسيرة تعد كاشفا عن حصيلة التجربة السياسية التي يمتلكها ذلك السياسي, كذلك تعطينا الى حد ما صورة عن البيئة السياسية التي تبلورت فيها روؤاه ومعتقداته وبالتالي طبيعة تفكيره وطريقة تعاطيه مع الوقائع السياسية, وانطلاقا من هذا الاساس نتناول الان المسيرة السياسية للدكتور الجعفري المرشح الاخر لمنصب رئاسة الحكومة.

 

تقول المسيرة السياسية للجعفري انه بدأ حياته السياسية في النصف الاول من الستينيات حينما انتمى الى تنظيم (حزب الدعوة الاسلامية) وكان حينها طالبا في السنة الاولى من الدراسة الجامعية في كلية الطب في الموصل للعام الدراسي 1964_1965وكان مسؤوله في الحلقة الشهيد حسن جلوخان ثم المرحوم عبد الاميرخان الذي انشق فيما بعد على التنظيم واسس مع الشهيد الراحل عزالدين سليم (حركة الدعوة الاسلامية). لم يستمر الدكتور الجعفري في مزاولة العمل الحزبي طويلا حيث جمد نشاطه في عام 1971 بعد القاء القبض على مسؤوله الجديد السيد حسن الشيخ علي الذي انهار في المعتقل واعترف على زملائه في التنظيم حيث اعتقل بسببه سبعون داعية اعدموا جميعا وشكل هذا الاعتراف في حينها انتكاسة للتنظيم, ترك حسن الشيخ علي التنظيم وانتمى الى (حزب البعث) في صفقة تبقي على حياته مقابل العمل للبعثيين داخل الدعوة وكانت مهمة حسن الشيخ علي هي اقناع الدعاة بتجميد نشاطهم والالتحاق ب(البعث) من اجل الحفاظ على حياتهم, وحسن الشيخ علي كان من قيادي الدعوة والذراع الايمن للشهيد صاحب دخيل (ابو عصام) الذي اعدم مع مجموعة الشهيد الشيخ عارف البصري التي عرفت ب(كوكبة الهدى). ترقى حسن الشيخ علي في مراتب البعث وراح يتوسط للدعاة الذين تركوا الحزب او جمدوا نشاطهم بالتوظيف في مؤسسات الدولة. وحسن الشيخ علي كان احد مفكري التنظيم وله مؤلفات عديدة منها (الشخصية الاسلامية) يتحدث فيه عن مواصفات الداعية وصبره وصموده, لكنه وكأغلب المنظرين انهار امام الجلادين من اول لحظة اعتقاله وذهب تنظيره ادراج الرياح. حسن الشيخ علي لايزال لحد كتابة هذه السطور حيّ يرزق يعيش حياة صعبة حبيس داره بعد اصابته بالشلل منذ اكثر من عقد من الزمن.

 

 

 

اتجه الجعفري بعد ان جمد نشاطه بتنظيمه الى مزاولة مهنة الطب وتعين معاونا لمدير احدى المستشفيات الصغيرة ولم يعرف عنه انه مارس اي نشاط سياسي حتى خروجه من العراق عام 1979حيث وصل الى سوريا والتي لم يتأخر فيها كثيرا حيث حطّ رحاله في ايران وبدأ يمارس العمل السياسي المعارض من جديد بعد ان عاد الى التنظيم . كان الجعفري من اوائل العراقيين الذين وصلوا الى هناك. في عام 1982 كان واحد من خمسة عشر شخصا اسسوا (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية) ومثل الدعوة في ذلك المجلس حيث كان مسؤول المكتب التنفيذي في المجلس لمدة ثلاث دورات, والمعروف ان (المجلس الاعلى) تكون حينها من ثلاث كتل هي كتلة الشهيد الراحل محمد باقر الحكيم رحمه الله وكانت مهمة الناطقية محصورة فيها وكتلة (حزب الدعوة) بشقيه شق الاصفي _الحائري ومعهم الجعفري وشق الكوراني ومعه الشهيد عزالدين سليم. وكانت تقع على عاتق هذه الكتلة مسؤولية المكتب التنفيذي. اما الكتلة الثالثة فقد كانت كتلة المستقلين ممثلة بالسيد محمود الهاشمي الذي يشغل الآن مسؤولية السلطة القضائية في النظام الايراني.

 

يُعتبر الجعفري من رجالات الخط الثالث في (حزب الدعوة) بمعنى انه لم يكن من القياديين, ومن الصعب بما كان الحصول على معلومات دقيقة عن طبيعة نشاطه السياسي في مرحلة الستينيات لسببين الاول انه كان عضو في تنظيم سري خيطي حّتم على اعضائه العمل بسرية شديدة ووفقا لما يعرف بأدبيات التنظيم العمل وفقا للظاهرة الطحلبية اي العمل تحت الارض وفي الكواليس لأسباب امنية من اجل تفادي ارهاب السلطة وبطشها, والسبب الثاني ان طبيعة التنظيم لا تسمح بظهور المبادرات الفردية حيث يخضع التنظيم الى نوع من المركزية غير المعلنة ضمن تراتيبية وهيكلية تنظيمية معقدة تُذّوب العمل الفردي فيه لصالح التنظيم . ومن هنا فمن غير المتوقع التوفر على اي مبادرة سياسية او منقبة تذكر للدكتور الجعفري خصوصا اذا ما علمنا ان المرحلة التي انتمى فيها الى الحركة الاسلامية تسمى في ادبياتها بالمرحلة الفكرية او التغيرية التي ركزت على تأصيل الافكار الاسلامية في الوسط التنظيمي وفي المجتمع واسم المرحلة مأخوذ من طبيعتها اي تغيير المجتمع وزرع الافكار الاسلامية وتأصيلها فيه, وفكرة التغيير هذه مأخوذة بشكل او بآخر من نظرية التقابل التي اوجدها سيد قطب حيث يصنف المجتمع الى صنفين متقابلين هما مجتمع الضلالة ومجتمع الكفر وتعتبر هذه النظرية الاساس الفكري لآيديولوجيا التكفير والحق المطلق واستأصال الطرف الاخر التي اعتنقتها المجموعات السلفية في وقتنا الراهن ويمثلها في العراق اليوم الخط الزرقاوي و(هيئة علماء السنة).

 

ولكن وللأمانة العلمية نقول ان الحركة الاسلامية العراقية كانت ابعد ما تكون عن هذه الفكرة الظلامية لكنها تاثرت بها من الناحية النظرية والشكلية وليس من الناحية العملية. والشئ بالشئ يذكر ان ُجل اهتمامات الحركة الاسلامية العراقية حينها كان ينصب على نشر الاسلام الحركي في صفوف الوسط الثقافي العراقي وكذلك محاربة الافكار الالحادية التي غزت العراق, بعد ذلك اضطرت الحركة الاسلامية للدخول في المرحلة الثانية من مراحلها والتي تعرف بالمرحلة السياسية اي مرحلة الصراع السياسي لأسقاط النظام والاستيلاء على الحكم وهذه المرحلة بدأت بأحداث انتفاضة صفر عام 1976 ومن ثم تلتها انتفاضة رجب وان كان هنالك من يراها بدأت عمليا باعدام مجموعة كوكبة الهدى. وفي هذه المرحلة اشتد الصراع مع النظام البعثي وشنت حملة شعواء على الحركة الاسلامية وصلت اوجها مع بداية الحرب العراقية الايرانية حيث ادى ذلك الى فرار قيادات الحركة الى الكويت ومن ثم الى ايران. يُؤخذ على الجعفري انه جمد عضويته في الحركة في تلك المرحلة وهو من اهم الاشكالات التي تثار بين الفينة والاخرى على قيادته لتنظم (حزب الدعوة مجموعة الجعفري) كما باتت تسمى حيث يستغرب قدماء الحركة من تسلق الجعفري السريع للسلم القيادي في تنظيم عُرف بهيكليته المعقدة كأي حزب آيديولوجي.

 

كاتب السطور يرى ان فطنة الدكتور الجعفري وذكائه الوقاد وثقافته الواسعة اذا ما قورن ببقية اقرانه من الاسلاميين وانسحاب اكثر عناصر الخط الاول من الحزب وحصول ظاهرة الانشطارات الاميبية داخل التنظيم كلها اسباب ساعدت في صعود نجم الجعفري داخل بقايا التنظيم. الخلاصة ان الدكتور الجعفري ترك العراق في عام 1979 والتحق بركب الحركة الاسلامية من جديد في ايران حيث انعكست اجواء الحرب العراقية الايرانية على نشاط الحركة وتعرضت الى الكثير من المضايقات في ايران مما لايسمح المقام في شرحه مما اضطره والكثير من الاسلاميين العراقيين لمغادرة ارض ( الجمهورية الاسلامية) وطلب اللجوء في دول الغرب (الكافر) كما تصفه ادبيات الاسلاميين انفسهم.

 

استقر المقام بالدكتور الجعفري في مدينة الضباب لندن كان ذلك في الشهر العاشر من عام 1990. وبالرغم من التحولات الخطيرة التي حصلت في العراق نتيجة غزو الكويت ومن ثم تحريرها لم يشهد اي نشاط ذو قيمة للجعفري ولمجموعته سوى اصدار بيانات الاستنكار والادانة, ولعل اهم نشاط سياسي يسجل له هو احيائه ومجموعته لذكرى شهادة الامام محمد باقرالصدر من خلال مظاهرة سنوية تنطلق من الهايد بارك وتنتهي بالطرف الاغر حيث يلقي الجعفري كلمة بالمتظاهرين. وللشهادة نقول ان هذا النشاط كان في حد ذاته مبادرة اعلامية جيدة تشّد عراقيي المنفى الى قضيتهم لكنه في الحسابات السياسية العالمية يعد عملا لااثر له. بعيد فشل انتفاضة الشيعة في عام 1991التقت اغلب اطياف المعارضة العراقية في عدة مؤتمرات كان الداعي اليها الدكتور الجلبي لم يسجل حضور للدكتور الجعفري في مؤتمر بيروت ولا في مؤتمر فينا الذي انعقد عام 1992 و حضره قرابة ثلاثة مائة معارض بينهم نخبة من الاسلاميين منهم السيد عزت الشاهبندر والشيخ خير الدين البصري والشيخ الهويدي والسيد مصطفى جمال الدين والسيد محمد بحر العلوم والسيد اكرم الحكيم والسيد محمد عبد الجبار والدكتور ليث كبة واخرين وقد وقف الجعفري موقفا معارضا للمؤتمر ووصفت صحيفته(صوت العراق) الصادرة في لندن المؤتمرين بأنهم يسعون وراء مطامع شخصية ويبحثون عن الكراسي ورسمت للتعبير عن سخطها كاريكاتير يسئ الى المؤتمرين . علما ان هذا المؤتمر شكل البداية لمؤتمر صلاح الدين الموحد والذي اشترك فيه (حزب الدعوة) للمرة الاولى.

 

بعيد وصوله الى لندن تحول الدكتور الجعفري الى مصلح اجتماعي ركز نشاطه في مجال الدعوة الاسلامية داخل الجالية العراقية وقد حقق نجاحا ملموسا وحضورا فاعلا لما يمتلكه من ثقافة اسلامية عالية حيث يُوصف بأنه معّمٌم بلا عمامة. ويتميز الجعفري بدماثة الخلق وطيب المعشر وخفة الظلّ وبجاذبية في الحديث فهو بحق امير الكلمات ورجل المحاضرات والندوات وسيد المساجد والحسينيات. تجد في وعظه وتكريزه الحكمة والكلمة الطيبة. اما سبب انحسار نشاطه السياسي في مرحلة التسعينيات فيعود الى الظروف الصعبة التي عاشها تنظيمه وانحسار مده وانفراط عقده والضربة التي وجهت الى التنظيم بأعلان الناطق الرسمي للتنظيم الشيخ الاصفي استقالته وكذلك الى الظروف الدولية التي احاطت بالقضية العراقية مما تسبب في اصابة الكثير من السياسيين العراقيين بخيبة الامل وباليأس والقنوط, لهذا توجه الدكتور الجعفري الى العمل الاجتماعي وبدا وكأنه هجر السياسية. لكن ذلك لم يستمر طويلا فقد عاد الى نشاطه ثالثة قبيل مؤتمر لندن الذي وقف منه مرة ثانية موقفا معارضا وشكل مع مجموعة من الاحزاب أئتلافا مقابل الائتلاف الذي تشكل من الاحزاب الستة التي ُشملت بقانون تحرير العراق. تكون الائتلاف الذي شكله الجعفري من الحزب الشيوعي العراقي ومن حزب البعث فرع سوريا ومن جماعة العلماء الشيخ الناصري ومن الحزب الاشتراكي الناصري ومن مستقليين بالاضافة الى تنظيمه.

 

وصف هذا الائتلاف بأنه ائتلاف الموتى وذلك لأن معظم من شارك فيه لايملك قاعدة شعبية بل ان بعضه انقرض وتحول الى ديناصورات سياسية متحجرة والدليل على ذلك هو فشل هذه الاحزاب في انتخابات المجالس البلدية التي جرت اخيرا فلم يستطيع تنظيم الجعفري على الحصول على اي مقعد في المحافظات العراقية ومثله الحزب الشيوعي. على العموم كانت الغاية من هذا الائتلاف هو معارضة المشروع الوطني العراقي لأسقاط صدام بالتعاون مع العامل الدولي بالوقت الذي اعتبره الجعفري مشروعا امريكيا وكان يحرض الاسلاميين على مقاطعته وعدم الدخول فيه.

 

بدأت عملية تحرير العراق واسقاط النظام البعثي واصطف الجعفري في خانة المعارضين لتلك الحرب وكان اجتهاده حينها انها مشروع امريكي لغزو العراق حيث كان يعتقد وفقا لهذا الاجتهاد والذي ثبت بطلانه بأمكانية اسقاط النظام من دون الحرب يشاطره هذه الرؤية الحزب الشيوعي وعالم الذرة الدكتور الشهرستاني. ولحد هذه اللحظة لم يفصح الجعفري ولا الشيوعيون عن حلهم السحري لأسقاط صدام بلا حرب. بقيّ الجعفري مصرا على هذا الرأي الى ان تم استدعائه هو والحزب الشيوعي من قبل مجموعة الاحزاب السته الى المشاركة في مجلس الحكم الذي تشكل بعيد اجتماع هذه المجموعة بصلاح الدين ومن ثم انتقالها الى بغداد حيث وقف الجعفري والى جانبه السيد حميد مجيد موسى سكرتير الحزب الشيوعي يحّيون الحاكم المدني السيد بريمر ويصافحانه اعترافا منهما بخطأ اجتهادهما السياسي في موضوعة معارضة الحرب. هذه المصافحة دلت على ان سبب رفض الحرب لم تكن فكرة الغزو بل كان الحصول على حصة من كعكة الحكم تلك الحصة التي كانت مفتاح التفاهم مع الامريكيين على اساس قاعدة ان تكون لاعبا افضل من ان تكون متفرجا, اي المشاركة بالعملية السياسية والتغيير من داخلها قدر الامكان.

 

بقيّ امر لابد من ذكره ان الاشهر الماضية من تجربة مجلس الحكم والحكومة المؤقتة كشفت ان بعض الساسة العراقيين يفتقر الى ثقافة الحكم والسلطة ولايزال يتحرك من وحي ثقافة المعارضة بينما ظهر ان هنالك طراز اخر من الساسة العراقيين يتصرفون وكأنهم جبلوا على السلطة والحكم ويتعاملون مع العراق كبلد لا كمسجد ويفهمون جيدا اصول اللعبة السياسية الدولية والمحلية على الرغم من انهم عاشوا حيام المعارضة ايضا. من ياترى هؤلاء وهؤلاء ؟ اترك لألمعية القارئ الكريم التعرف اليهم.ولكنكم تعرفونهم من اعمالهم ومواقفهم السياسية. واما الحديث عن المواقف السياسية للجعفري والجلبي لفرصة اخرى على انني اغير عنوان مقالتي هذه الى ( من المرشحين الاصلح... الجعغري رجل الكلمات ام الجلبي رجل العلاقات؟ قراءة في المسيرة السياسية للرجلين. ونختم الحديث بالقول ان العراقيين اليوم بأمس الحاجة الى سياسي واقتصادي ناجح لا الى مصلح اجتماعي او واعظ فمن ياترى سيختار العراقيون؟

Link to comment
Share on other sites

جاء في مقال الدكتور محمد البغدادي جمله عبارات ارجوا ان يتسع صدره لمناقشتها

فهو يقول كنت اتمنى ان يفوز الجعفري بدلا من هذا البهلوان العلماني..ان احمد الجلبي هو اسواء سياسي يمكن ان نفكر به لاخراج العراق من هذه المحنه

وهذا بحد ذاته تصور مسبق فبدلا من التفكير بمصلحه العراق يفكر الدكتور بعاطفته التي اقام عليها تصوراته.

ويقول في مكان اخر

(وبعد ان احس بسحب امريكا يدها عنه..رفع شعار انا شيعي وبطريقه فجه انتهازيه وقمة الرخص السياسي واندس بين الشيعه وبدا بمغازلة ايران.. وبدا بدغدغة المشاعر الطائفيه الرخيصه)

[24-02-2005ومن المعروف ان الدكتور احمد الجلبيهو من بدأ فضح بعض السياسين الامريكين حرصا على مصالح العراق وكشف الكثير مما كان مخفيا على العراقيين فضلا على الاخرين فبدأ بتقارير المخابرات الامريكيه واخطاءها في العراق وانتهاءا بسياسه بريمر وتجاوزاته اثناء فتره حكمه بالعراق في حينلم يجرا احد ممن كانوا في مجلس الحكم على ذلك بينما فضل الجعفري وغيره من السياسين السكوت اما عن جهل بما يجري من امور اوتغطيه لها وفي كلا الحالتين مصيبه اعظم من غيرها.

ويقول في مكان اخر

(ولولا توجيهات السيستاني وانحيازه لقائمه معينه ماكان ليستطيع ان يحصل على الف صوت)

وهنا بدوري اسال كم كان سيحصل الجعفري لو انه لم يكون داخل هذا الائتلاف ومن كان صاحب فكره جمع الشيعه في تحالف واحد يوحدهم امام الاخرين ممن يريدون تشتيتهم ومن تصدى للمشاكل في النجف خلال ازمه الصدر ومن سعى بكل جهد في فك فتيل ازمه كادت ان تؤدي بالشيعه منزلق لا يعلمه الا الله واين كان الجعفري من كل ذلك ومن المعرف ان تصرف الدكتور الجلبي والذي تسميه بهلوانا وانتهازيا مطابقا لرؤيه السيد السيستاني في توحيد صفوف الشيعه خاصه والعراقيين عامه في قائمه لاثبات حقوقهم.

وتقول في مكان اخر(فكيف وقد اتلف اعصابنا لمدة اسبوع واخذ يطمح برئاسة الوزراء...هذا هو نتيجة تدخل رجال الدين في السياسه.)

اراك تناقض نفسك بنفسك ربما كان ذلك بسبب تلف اعصابك فمن هو رجل الدين الذي تدخل بالسياسه هل كان الجعفري او الجلبي؟؟

وتقول في مكان اخر

]

(انها فرصه تاريخيه للجعفري ان يثبت كفاءته كرجل دوله من الطراز الاول...واول صفات رجل الدوله هي الحزم والوضوح والقوه والا ستفلت الامور مره اخرى .)

كلام جميل وحبذا لو اخبرتنا عن موقف حازم قال به الدكتور الجعفري مما مر به العراق حاليا من ازمات حلال الفتره المنصرمه خصوصا وما مر به من ازمات سابقا .

وتقول في مكان اخر (وان حدث لانريد كلاما انشائيا منمقا من رئيس الوزراء.)

وهذا بطبيعه الحال امنيه كل عراقي وحبذا لو وجهت هذا الكلام الى الدكتور الجعفري الذي لا يجيد غيره.

Link to comment
Share on other sites

انتخاب الجعفري لن يخدم الشعب العراقي حاليا

 

زهير شنتاف

 

Zuhair55@hotmail.com

 

ليس هدا تقييما لشخصية السيد العزيز ابراهيم الجعفري او تشكيكا بقدر ما هو تقييم لاداءه السياسي .

 

عندما اعطينا صوتنا لقائمة الائتلاف العراقي الموحد لم يكن السبب كما روج البعض بان هناك فتوى بتاييد هذه القائمة بل كانت الفتوى بضرورة المشاركة بالتصويت فقط  وان فتواه كانت بالمشاركة في التصويت وليس لمن نصوت لذا فاننا اعطينا صوتنا لقائمة احتوت مجاهدين واشراف و اعزاء ووطنيين عملنا مع بعضهم تحت اسماء مقدسة وقلنا بانه ان الاوان لان نفي بعهدنا الى القائد العظيم الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر عندما رددنا القسم المقدس له وامامه وكذلك وفاءا لشهدائنا الذين ضحوا بحياتهم وبمستقبل عوائلهم حتى ناتي اليوم ونحتل المناصب معتمدين على دمائهم ، ومع احترامنا وتقديرنا للقوائم الاخرى التي كان لها تاريخ نضالي ومعارض لصدام حسين ولم نعر اهتمام للقوائم و الاحزاب التي انشئت وقامت بدون تضحية او جهد او حتى كلمة حق لنصرة اهلنا ايام حكم الطاغية  بل جاؤوا بعد السقوط لينالوا مكسبا هنا ومكسبا هناك .

 

وانتصر الشعب العراقي بنجاح الانتخابات وحقق الائتلاف المقاعد التي يستحقها وجاء موعد تحديد شخصية رئيس الوزراء وهنا كنا نامل ان يضع حزبنا العريق مصلحة الوطن فوق الحزب و الولاء الشخصي ولكن هوس السلطة و القيادة الذي طالما حذر الحزب منها في ادبياته قد طغى فوق صوت العقل و مصلحة الوطن ليتم الاصرار على انتخاب الجعفري رئيسا للوزراء في وقت يحتاج العراق فيه لشخصية قوية متمكنة سياسيا واقتصاديا ولم يقل لنا احد كيف وبقدرة قادر تبخر المرشحون الاخرون ليتم الاتفاق على ترشيح الجعفري وكأن الترشيح داخل الدعوة و ليس في ائئتلاف فلماذا لا يصلح الجعفري حاليا ؟؟؟؟

 

الاداء السياسي للسيد الجعفري قبل وبعد التحرير :

 

لم يكن النشاط السياسي للسيد الجعفري في لندن بنفس قوة نشاطه الاجتماعي ولم تكن علاقته بالدعاة المؤثرين كعلاقاته بالمحيطين به وهذا ما ظهر لا حقا عندما تولى منصب رئيس مجلس الحكم وكان نشاطه في ذروته عند موسم الحج  وان نشاطه السياسي قد ظهر في معارضته الشديدة وبياناته شديدة اللهجة ضد مؤتمر لندن والمشاركين فيه باعتبار انه يرفض الركوب في القطار الامريكي و الذي اصبح هو لاحقا اهم راكبيه وهو ما يعاب عليه باعتبار ان الحنكة السياسية تقتضي عدم مهاجمة الاخرين وتخوينهم ومن ثم القيام بنفس ما قاموا واكثر وهو ما ظهر علنا عندما نشرت صحيفة الوطن الكويتية خبر لقاء الجعفري بالمبعوث الامريكي في لندن قبل اسبوعين من نشر الخبر وهو ما اثار اللغط حول حقيقة وموقف السيد الجعفري و الدي كان من المفترض ان يعلن هو اللقاء وما تم الاتفاق فيه خصوصا وانه بعد هدا اللقاء زادت لقاءاته مع الامريكان في امريكا .

 

( شخصيا لا اقصد من الاشارة الى الاجتماع بالامريكان هو اثارة تهمة لانني شخصيا اعتقد ان اللقاء مع الامريكان لم يكن من المحرمات يوما في قاموسي لذا اقتضى التنويه )

 

وبعد التحرير كان المتوقع ان يكون موقف السيد الجعفري معبرا ومجسدا لحزب يعتبر من اكثر الاحزاب شعبية و تضحية على مستوى العالم العربي و مبشرا عوائل الشهداء بان لحظة الوفاء لابنائهم وشهدائهم قد حانت ولكن واذا بالسيد الجعفري يطمئن الاخرين من الذين ارتكبوا مجازرهم ضد اهلنا ويلتفت اليهم في تصريحاته اكثر مما يلتفت الى عوائل الشهداء وبقية المضطهدين فكان خطابه مخيبا لامال الملايين الدين توقعوا ان تفي الدعوة بوعودها التي طالما وعدتهم بها من الخارج واذا بالسيد الجعفري يتكلم عن الجميع الا عوائل الشهداء .

 

اذن لم يكن النشاط السياسي للسيد الجعفري بنفس قوة نشاطات بقية اعضاء المكتب السياسي و الذين لم تكن لهم  حملات حج وبالتالي فان هذا الصعود المفاجئ لم يكن لا في صالح الشعب العراقي ولا في صالح الدعوة .

 

السيد الجعفري و الدعوة :

 

يخشى الكثيرون من التكلم في هده النقطة في محاولة للتغطية على الشرخ القائم بين السيد الجعفري واعضاء المكتب السياسي وهي معروفة جيدا لمن يتابع الشأن الدعوتي فعلى الرغم من عدم قيامه بمحاولة للتقريب مع الدعوات التي انشقت وهي مهمة جدا في هذه المرحلة فانه لم يكن يرتبط بعلاقات مفترض ان تكون مع اعضاء المكتب السياسي حيث لم يكن السيد الجعفري يخبرهم ولا يعلم اعضاء المكتب بما يدور اثناء لقاءاته مع غير العراقيين سواء قبل التحرير او بعده وهي علامة على ان الامور فيها نوع من الضبابية ةوليست الشفافية التي طالما ينادي بها السيد الجعفري وقد كانت التعيينات التي قام بها بها الجعفري اثناء توليه عضوية مجلس الحكم خير دليل على انه يداري مجموعته اكثر من الدعوة ككل وهذا ليس تشكيكا بقابلية الاخوة المحيطين به بقدر ما هو انصافا لكوادر الدعوة الدين افنوا حياتهم من اجل الدعوة و ليس كالذين تنقلوا بين الاحزاب حتى وضعوا ركابهم عند السيد الجعفري قبل فترة ونالوا حصة الاسد في التعيينات ، كما ان اصرار السيد الجعفري على تولي منصب النيابة والتضحية بثلاث حقائب وزارية دليل على ان هوس السلطة قد اخذ ماخذه خصوصا ادا ما جمعناه مع الاصرار على تولي رئاسة الوزارة و الاصرار الاكبر على مخاطبة المناوئين للحكم الجديد ومحاولة طمئنتهم اكثر من التوجه الى عوائل المضحين و المعدومين و الشهداء وخير دليل هو مخاطبته ( لاخوانه واحبته في الفلوجة ) وعدم مخاطبته افراد الشعب العراقي اثناء ازمة النجف و التي سافر خلالها لاجراء فحوصات طبية في لندن عاصمة الضباب .

 

ومما يثير الغرابة هو اعطاء صفة زعيم حزب الدعوة لبعض وسائل الاعلام للترويج لها قبل اجراء اية مقابلة او تصريح ويبقى غياب ظهور اعضاء المكتب السياسي معه في اي لقاء الكثير من الاستغراب و العجب عن مفهوم الحزب و القيادة ومدى تماسك الحزب خصوصا اذا ما علمنا ان الدعوة ليس لها رئيس بل مكتب سياسي يضم اعضاءا انتخب قلة منهم في المجلس ومن المفترض ان يقرر المكتب السياسي سياسة وتحركات اعضاءه ولكن الظاهر ان الحزب مختصر حاليا في شخص السيد الجعفري و الذي لم نسمع منه يوما اي كلام او تصريح او اشادة بتاريخ واعضاء وشهداء الدعوة نفسها وحتى المظلومين من الشعب العراقي لم يسمعوا منه شيئا وكأن الامر هو ان الرئيس القائد المنصور صدام حسين قد اجرى انتخابات ديمقراطية وقد رشح الدكتور الجعفري نفسه مع مرشحين اخرين و ان العملية الديمقراطية مرت بهدوء و نزاهة وان الشعب العراقي اعطى صوته للسيد الجعفري وبالتالي فليست هناك مجازر وقبور جماعية وغازات كيمياوية لذا بل فكل حديث السيد الجعفري  يدور حول الموزائييك العراقي و الوان الطيف ومحاباة المكونات العراقية وان الكل سيشاركون في الحكم ( القاتل الى جانب المقتول مع ضرورة تطمين القاتل بان الشفافية تقتضي ان ننسى ما فعله ونعطيه الحرية و الحق لان يشارك وان الشهداء قد مضوا والفاتح تكفي اهاليهم ) وكانه شخصية مستقلة كان لها حضورها العالمي الذي دعا الامريكان و البريطانيين و البعثيين و لرافضين للوضع الجديد لان يؤيدوا وبحرارة شخصية السيد الجعفري بينما الحقيقة تقول انه لولا انتماء الجعفري لحزب الدعوة و قيامه بالتحدث باسم هذا المكون المقدس لما عرف احد شخصيته الا ان يكون مصلح اجتماعي او صاحب حملة حج  مثقف ومتدين .

 

الجعفري و الشعب العراقي :

 

حاول الجعفري ومنذ توليه منصب رئيس مجلس الحكم ان يرضي الطرف العربي السني باي شكل من الاشكال فامتنع تماما عن مخاطبة عوائل الشهداء وابناء المقابر الجماعية ولم نسمع انه ( ورغم مناصبه الهامة كرئيس مجلس الحكم او نائب الرئيس ) قد خطب في جماهير البصرة او كربلاء او النجف او الناصرية او السماوة و....... بل صب اهتمامه على الاحزاب السنية العربية والبعثيين والسلفيين وغيرهم من المجرمين في محاولة منه لتطمين البلدان العربية التي تتبنى هؤلاء المجرمين و القتلة وفيما كانت الجماهير تنتظر منه الدفاع عن حقوقهم فاذا به يصر على حماية حقوق الكل الا المتضررين من حكم الطاغية ورغم تشكيك اؤلئك بولائه للعراق وانه ليس بعربي فانه انشغل بالدفاع عن نفسه وبانه من عائلة حجازية ويحب العراق و جاهد من اجله متناسيا ان على الاخرين الذين اوصلوا العراق الى هذه المرحلة ان يثبتوا وطنيتهم واهليتهم ليكونوا عراقيين وان الاحرين هم الطائفيون وليس مطلوبا منه ان يثبت عراقيته ، وان العراقيين عندما يؤيدونه فلانه ابن الدعوة و الدعوة عندهم مقدسة وليس لان العراقيين يعرفون المنظر و المصلح الدكتور السيد ابراهيم الجعفري ، لذا فالتاييد الذي يحصل عليه ليس لشخصه ولو كان لشخصه لما حصل على صوت واحد لان الجماهير لا تؤيد من لا يسمعها ومن لا يطمئنها بل يطمئن اعدائها بحجة الموزائييك و الطيف و المكونات .

 

والان فلا الدعوة تعلم اين موقعها في تحرك الجعفري ولا اعضاء المكتب السياسي يعلمون اين موقعهم في تحرك الجعفري ولا الشعب المظلوم يعرف متى يقف الجعفري الى جانبه وينتصر له ؟ واذا كان الشعب قد اعطى صوته فلان الدعوة لا زالت في قلوب العراقيين ولازال الشهيد الصدر واخته بنت الهدى ماثلين في ذاكرتهم 

 

فهل هو هوس السلطة ؟ ام انه الانتفاخ الذي حذرت منه الدعوة قبل عقود ؟؟

Link to comment
Share on other sites

هل يصلح الجعفري ما افسد علاوي؟

 

    محمد حسن الموسوي  GMT 16:00:00 2005 الأحد 27 فبراير 

 

 

(2_2)

 

 

يعتبرالنجاح في الملف الامني المفتاح لعلاج بقية الملفات التي لاتقل سخونة واهمية عنه وهذا ما ينبغي ان تدركه الحكومة القادمة والتي يتوقع توفرها على مشروع سياسي متكامل تتمكن من خلاله حل معضلة الامن الذي بات يشكل الهاجس الاول لجميع العراقيين. ان حظوظ حكومة الجعفري القادمة في حل المشكلة الامنية باتت اقوى من ذي قبل بعد ان بدأت القوات متعددة الجنسيات بتطبيق خطة تسليم المدن للحرس الوطني العراقي والانسحاب الى خارجها وهذا ما حصل اخيرا في بعض مناطق بغداد على ان تكتمل الخطة في الاسابيع القادمة. وهذا معناه تسليم الملف الامني او اكثره للعراقيين وهو الامر الذي كانت تشكو منه حكومة علاوي ومن هنا فأن اغلب مبرارات الفشل في الملف الامني أخذت تتذلل وما على حكومة الجعفري الا النجاح ولا سبيل الى غير ذلك.

الملف الدستوري:

هو الملف الثاني الذي على الحكومة مواجهة استحقاقاته اذ المتوقع ان تهئ حكومة الجعفري الظروف المناسبة لكتابة الدستور وتشريعه وذلك بالتعاون مع اللجان المكلفة بذلك وبأشراف الجمعية الوطنية المنتخبة. وبعد الانتهاء من كتابة الدستور يتعين على الحكومة عرضه على العراقيين للأستفتاء العام وبعد الموافقة عليه يصار الى سنه ومن ثم العمل به كمرجعية عليا لاينبغي تجاوزها باي حال من الاحوال. اذا ما نجحت الحكومة بهذه المهمة الصعبة فأنها ستكون المرة الاولى في تاريخ العراق التي ُيشرّع فيها دستور دائم يمثل ارادة الشعب اذ منذ سن الدستور الملكي عام 1925مرورا بالدساتير المؤقته وصولا الى قانون ادارة الدولة المؤقت والعراق يعاني من مشكلة دستورية.

 

ثلاث عقبات ينبغي على الحكومة تذليلها عند مواجهة الملف الدستوري. العقبة الاولى وتتمثل في المشاركة بكتابة الدستور لأنه من المتوقع ان تعارض بعض الجهات السياسية المساهمة في تلك المهمة كما عارضت المشاركة في الانتخابات التي جرت مؤخرا وذلك لحسابات سياسية تخصها حيث يتوقع ان تعمل هذه الجهات على عرقلة صدور الدستور من خلال اللجوء الى التكتل في محافظتين من اصل ثلاثة ورفض الدستور ويساعدهم في ذلك قانون ادارة الدولة المؤقت الذي يجيز لثلثي ثلاث محافظات الاعتراض على الدستور الدائم وهذا ما المحت اليه بعض تلك الجهات كتكتيك سياسي. وهنا يتحتم على الجعفري والذي عرف بأعتداله ومقبوليته لدى تلك الجهات اقناعها على المشاركة الفعالة بكتابة الدستور.

 

العقبة الثانية هي الموقف من الاسلام هل سيصار الى اعتماده كمصدر رئيسي ووحيد لكتابة الدستور ام سيصار الى اعتباره واحد من عدة مصادر رئيسية؟ النية تتجه لاعتبار الاسلام واحد من المصادر الرئيسية لكتابة الدستور وليس المصدر الوحيد ومعنى ذلك ان الدستور القادم سوف لن يكون اسلاميا مائة بالمائة وكذلك لن يكون علمانيا مائة بالمائة اذ سيصار الى كتابته بطريقة تكفل احترام الهوية الاسلامية لأكثرية العراقيين والحفاظ على الثوابت الاسلامية من جهة والتواصل مع العالم المتحضر والاستفادة من القوانيين العصرية من جهة اخرى.

وكاتب السطور يزعم ان كتابة الدستور بأنامل اسلامية تمثل الغاية من وراء تعيين الجعفري لمنصب رئاسة الحكومة حتى تضمن الجهات المحافظة عدم صياغتة بطريقة علمانية.

 

العقبة الثالثة تتمثل في الموقف من الفيدرالية، ويتذكر الجميع المشكلة التي واجهت عملية سن قانون ادارة الدولة المؤقت وتحفّظ اغلب القوى الوطنية الفاعلة على موضوعة الفيدرالية الجغرافية اذ ان اغلب تلك القوى مع اعتماد الفيدرالية الادارية كحل عملي لمعضلة المركزية ولمراعاة الهوية الحضارية لبعض مكونات المجتمع العراقي. وكذلك تحفّظ المرجعية الدينية وتحذيرها في وقتها لمجلس الامن من خطورة الاشارة الى موضوعة قانون ادارة الدولة المؤقت الذي اشار الى الفيدرالية العرقية في ثنايا القرار 1546 الذي انهى الاحتلال ومنح العراق السيادة. ومما سيزيد الطين بلة هو اقرار علاوي رئيس الحكومة الحالية بالفيدرالية الجغرافية في خطوة وصفها البعض بالانتهازية لكسب ود الاطراف الداعية الى الفيدرالية العرقية وضمان دعمها له في حالة ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة.

ملف الفساد الاداري:

يعتبر البعض تفشي الفساد الاداري في مؤسسات الدولة العراقية واحد من اهم القضايا التي ساهمت في تعثر حكومة علاوي. ولانجانب الصواب اذا ما زعمنا ان سبب الفساد الاداري الذي عانت منه تلك الحكومة يعود لتركيبتها والتي جاءت كنتيجة لعملية المحاصصة السياسية التي لم يراع فيها عنصري الكفاءة والاخلاص الامر الذي قلل من سيطرة علاوي على اعضاء حكومته على اعتبار انهم لم يكونوا من اختياره بل ان اكثرهم فرض عليه وبعضهم كان من مخلفات الحاكم المدني السابق بريمر، مما ولدّ حكومة غير متجانسة وضعيفة وتعاني الترهل والمحسوبية. ولا نذيع سرا اذا قلنا ان اربعة من حكومة السيد علاوي مشمولين بقانون اجتثاث البعث وعلى ذلك فقس. ومن هنا يتوقع ان يعمل الجعفري على تجاوز هذا الخطأ وذلك من خلال تشكيله لحكومة قوية متجانسة ومنسجمة. وفي اعتقادنا ان الحكومة القادمة اذا لم يتوفر فيها (القوة والانسجام والتجانس) فأن مآلها الى الفشل لاريب.

اما كيف ُيكافح الفساد الاداري فان ذلك سيكون بالتعاون بين الحكومة والجمعية الوطنية وبالتعاون مع ديوان الرقابة المالية ومع موفوضية النزاهة ومع مفتشي الوزارات وبقية المؤسسات ذات الصلة بمعالجة الفساد الاداري وببسط الحكومة يدها على الانفاق ومراقبة عملية صرف الاموال وتنقلها ويكون ذلك كله بالطبع تحت نظر الجمعية الوطنية وبأشرافها.

ملف الخدمات:

ولعله يأتي بالمرتبة الثانية بعد الملف الامني من حيث الاهمية. فالملايين التي شاركت بالانتخابات وتحدت الارهاب وادلت بصوتها تتطلع لتحسين ظروفها المعاشية وتتوقع من الحكومة المنتخبة تقديم الحلول الناجعة لتطوير الخدمات الاجتماعية خصوصا الكهرباء والماء والنفط ومشتقاته.فمن يصدق ان العراق الذي يمتلك اضخم احتياطي في العالم قد استورد ما قيمته المليارين ونصف المليار من الوقود مع ان وزارة النفط العراقية تؤكد عدم وجود مشكلة في توفر النفط ولكن المشكلة سببها الفساد الاداري وعدم تمكن حكومة علاوي من تأهيل مصافي النفط او محطات الطاقة الكهربائيةالتي صرف عليها ملايين الدولارات ولكن من دون جدوى. وهنا لابد من الاشارة الى ان على الحكومة القادمة اعتماد سياسة التمايز الايجابي في الانفاق وذلك من خلال اعطاء الاولوية في اعادة الاعمار والبناء للمناطق الاشد تضررا في الوسط والجنوب العراقي واعادة تأهبل البنى التحتية لتلك المناطق هذا اذا ما عرفنا بان اغلب الصادرات النفطية وغيرها تأتي من الوسط والجنوب.

 

اهالي تلك المناطق يتوقعون ان تعمل حكومة الجعفري على حل كل هذا المشاكل التي سببتها الحكومات السابقة ولسان حالهم يردد هل يصلح الجعفري ما افسد علاوي والارهاب؟ الاشهر التسعة القادمة وحدها فقط التي ستجيب على هذا التساؤل!

 

 

 

* ُكتب هذا المقال على اساس توقع ان الدكتور الجعفري من سيشكل الحكومة الجديدة.

محمد حسن الموسوي

almossawy@hotmail.com

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...
Guest Guest_tajer

Intersting article

 

كان عبد الكريم قاسم يصلح أكثر لقيادة الجيش

وليس الدولة

وزير التجارة السابق وصديق قائد ثورة 14 تموز في كتاب عنه

لندن: رشيد الخيُّون

كتب الكثيرون، محبين وخصوما، حول رئيس وزراء العراق الأسبق عبد الكريم قاسم. لكن كتابة عبد اللطيف الشوّاف، وزير التجارة ومحافظ البنك المركزي العراقي والمستشار القانوني في شؤون النفط في عهده، لها وقع آخر. فهو ابن عم وابن خالة عبد الوهاب الشوّاف. وما لهذا الاسم من تاريخ في الخصومة والانقلاب على عهد عبد الكريم قاسم، في الذكرى الأولى من ثورة 14 يوليو (تموز) 1958. يضاف إلى ذلك أن صاحب الكتاب الشوّاف ظل قريباً من عبد الكريم حتى اليوم الأخير من عهده، فكانت آخر جلسة له معه ليلة السابع من فبراير (شباط) 1963، قبل يوم واحد من انقلاب البعثيين الذي أطاح به. وعلى الرغم من هذا القرب ظل الشوّاف بعيداً عن الولاءات الشخصية والحزبية، فهو قريب إلى عبد الكريم بالمسافة التي ظل بها قريبا إلى ابن عمه وكل الخصوم. هذا ما أشارت إليه كتاباته حول الشخصيات العراقية، ومنها الكتاب الذي بين أيدينا. كان عهد عبد الكريم قاسم في نظر الشوّاف عهداً مضطرباً. لكنه في الوقت نفسه كان عهداً واعداً لولا حدوث انقلاب 8 فبراير 1963، وإسقاطه بهذه الطريقة الدرامية. وحسب المؤلف كانت هذه السنة حبلى بتحقيق الكثير من طموحات ثورة 14 تموز. وفي مقدمتها تحقيق الانتخابات النيابية، وعودة الحياة الدستورية والديمقراطية، بما هو أفضل من السابق. وكان سيعلن عنها في 12 فبراير من العام نفسه. وقد كُلف عبد اللطيف الشوّاف في كتابة مسودة لمشروع الدستور.

وما يؤكد رواية الشوّاف السالفة الذكر، أن جريدة (لوموند) الفرنسية أجرت مقابلة مع قاسم في الخامس من شباط 1963، أجاب فيها على سؤال الصحافي حول وعده بدستور دائم وانتخابات ومجلس تشريعي. قال: «أتحدى أن يُذكر لي مثال واحد عن تعهد قطعته ولم ألتزم به. ففي يوم من الأيام، وكان ذلك في 11 يونيو (حزيران) 1959 خلال مؤتمر الشبيبة الديمقراطية الذي انعقد في بغداد، قطعت وعدا ببناء مدينة الثورة. آنئذ اعتبرني كثيرون مجرد حالم وطوباوي. لكن الجميع اليوم بإمكانهم الذهاب إلى المدينة اللطيفة التي يعيش فيها ثلاثمائة وخمسون ألفاً من السكان، جميعهم من ذوي الدخل المحدود. وقريباً ستكون لها حدائق عامة وشوارع مبلطة ومسبح كبير... أما فيما يخص الدستور، فإنني أتعهد الآن علناً بأن لجنة من الخبراء ستشكل قبل نهاية شهر شباط هذا، لتكلف بإعداد مشروعي دستور دائم وتشريعي انتخابي جديد. وسنضع تحت تصرفها من أجل ذلك نصوص عدد من الدساتير الأجنبية، ومنها النصوص السويسرية والألمانية والفرنسية والمصرية والسورية. وفي كل الأحوال، انني أتعهد علنا أمام الشعب بأن يكون عام 1963 هذا عام ولادة الجمعية الوطنية العراقية» (مجلة أصوات، ترجمة حرفية عن لوموند الفرنسية).

كان عبد الكريم قاسم، حسب شهادة صاحب الكتاب، بعيداً كلية عن الطائفية والعشائرية وأي انتماء آخر ماعدا الانتماء العراقي. «فلم يكن لأي من عناصر النسب والعشيرة والمذهب وجهة العيش والعرق القومي أي تأثير على قراراته السياسية، التي كانت تستهدف تطوير المجتمع العراقي كله بالتساوي، والإخاء بين تعددياته المختلفة».

يذكر الشوّاف أن عبد الكريم كان يأخذه الفرح عندما يرى تجمع السحب في السماء، فهو وعد بالماء، سيسقي الأرضي التي وزعت على الفلاحين بموجب قانون الإصلاح الزراعي. لكنه من جانب آخر ظل حريصا على احترام رؤساء العشائر وملاكي الأراضي السابقين، كان ذلك ضمن أخلاقه البغدادية. فلا يتأخر عن توديع أحد المراجعين منهم حتى الباب الخارجي لوزارة الدفاع، ويوصي بالاهتمام به. وظل بعد إعدام ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري، عصبي المزاج مكتئبا، تأخذه نوبات من البكاء والندم. وقد حصل أن شاهده الشوّاف، بعد اعدامهما في ساحة أم الطبول، يضع أمامه على الطاولة ثلاثة أقداح من الشاي، واحداً له واثنين للطبقجلي وسري. لكنه يعود ويقول: إنهما أغريا عبد الوهاب الشوّاف على الثورة بالموصل ثم تخليا عنه. قال الشوّاف: كان وقع تنفيذ الإعدام شديداً عليه، لأن من سلوك عبد الكريم الشخصي وحتى السياسي أن الرحمة فوق العدل. كيف لا وقد أعفى عن المتورطين بمحاولة اغتياله في أكتوبر (تشرين الأول) 1959. وعذره في ذلك أنهم استهدفوا حياته شخصياً، أما المتورطون في ثورة الموصل فقد استهدفوا الدولة والثورة.

وربما لا يعرف أحد من قبل أن الشوّاف الذي أيدت حركته الأطراف القومية، وجمال عبد الناصر، أنه خاصم عبد الكريم قاسم لأنه ضم عبد السلام عارف، الذي بدا متحمساً قومياً لتحقيق الوحدة الاندماجية مع مصر، إلى جماعة الضباط الأحرار.

كذلك أطنب الشوّاف في الحديث حول نزاهة عبد الكريم قاسم المشهورة عنه بين العراقيين. مؤكداً قصة (الصفرطاس)، وهو مجموعة أوان مرتبطة بعضها بعضاً. يحمل فيها عادة العمال أو البقالون أو الموظفون طعامهم إلى محلات أعمالهم. وعبد الكريم، وهو رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع، ظل يُحمل له الصفرطاس من بيت أخيه حامد أو من بيت أخته. وعندما يذكر المشاركون عبد الكريم قاسم الغذاء المحمول في الصفرطاس يذكرون تصرفاً عفوياً لا يقصد فيه صاحبه إثارة الجمهور، وهو مشهد تبدو غرابته واضحة بعد ما شاهده العراقيون من عجائب في قصور صدام حسين. وإن تبسط الشوّاف بمزايا عبد الكريم قاسم، ونفى عنه كل ما دار حوله من طعون في أخلاقه وسلوكه الشخصي، إلا انه لم يخف امتعاضه وامتعاض وزرائه من طريقة إدارته للدولة، والتخبط في القرارات. فكان من عوائده عقد مجلس الوزراء في ساعة متأخرة من الليل، وبذلك يتحمل الوزراء أعباء العمل ليلاً ونهاراً، فلا يبقى لهم الوقت الكافي لاتخاذ القرارت الصائبة، وكذلك يجعلهم التعب يوافقون على أي قرار يُطرح في المجلس من دون تمحيص ودراسة. وكثيراً ما كان أذان الفجر يدركهم وهم مجتمعون في وزارة الدفاع. ومن سلوكياته غير المحمودة، كان اعتماده على المرافقين العسكريين في إدارة الدولة، وفي تسيير الكثير من الأمور الخارجة عن اختصاصهم، وربما كانوا يستشارون بتوزير فلان أو إعفاء فلان من الوزارة، وإن أراد عبد الكريم إيصال فكرة، أو معرفة الأجواء العامة حول قضية ما بثها إلى أحد مرافقيه، كي تأخذ طريقها غير المباشر، ويأتيه صداها.

يميل الشوّاف في كتابه إلى أن عبد الكريم قاسم يصلح لقيادة الجيش أكثر من صلاحيته لقيادة الدولة. لكن مع ذلك استطاع مواجهة مواقف حرجة سببها له التزامه، غير المنظور، بمبادئ الحركة الوطنية العراقية، منها تعامله في قضية النفط، وإيمانه العميق بتحرير النساء من الفوضى الفقهية، فعزم على إصدار قانون الأحوال الشخصية، وتحمسه المنقطع النظير لرفع مستوى الفقراء، حتى بدا أنه عدو الأغنياء. وكان يردد دائماً، على مسمع من الشوّاف، أن يكون لكل عراقي بيت، وأنه سيدحر الفقر. لكن كم تحتاج تلك الطموحات إلى رؤية سياسة وحكمة جماعية. ظل عبد الكريم قاسم يتصرف بنزاهة مفرطة وبنية طيبة إلى جانب فردية مفرطة أيضاً. ورغم ذلك انتعش الاقتصاد والإعمار في سنوات حكمه حتى استيقظ العراقيون على بيان قتله. وقد نعتت الصحافة الفرنسية ذلك الانقلاب بمهرجان الدم العراقي. كتاب عبد اللطيف الشوّاف «عبد الكريم قاسم وعراقيون آخرون» (الوراق 2004)، الذي توفي صاحبه منفياً بالقاهرة 1996 بعد أن تمكن من تدوين خواطره السياسية والاجتماعية وشهادته على ما حدث في الأربعين سنة الماضية، يعد مرجعاً هاماً، ذلك لمعلوماته وتوازنه بين اتجاهات أغرقت العراق بأزمات ودورات دموية.

 

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...
  • 4 weeks later...

الجعفري لـ«الشرق الأوسط»: كان من حقنا تشكيل الحكومة مع الإخوة الكرد لكننا حرصنا على استيعاب الأطياف السياسية الأخرى

في أول حديث لرئيس حكومة العراق المنتخب لمطبوعة عربية: القضاء العادل سيتعامل مع ملف صدام وليست هناك أية صفقات لإنقاذه

 

معد فياض

لم يأت الدكتور ابراهيم الجعفري الى رئاسة الحكومة بقرار تعيين كما تعين كل رؤساء الحكومات العراقية. الجعفري وصل الى رئاسة الحكومة عن طريق صناديق الاقتراع، واصوات العراقيين هي التي حملته مسؤولية هذا الموقع، كما ان مسيرة نضاله الطويلة هي التي اسست لموقعه بين العراقيين.

الجعفري زعيم اقدم حزب سياسي اسلامي في العراق (حزب الدعوة الاسلامية)، الذي تصدى بكل قوة لوجود نظام صدام حسين ما جعل النظام السابق يشن حربا شرسة ضد هذا الحزب فحصد الآلاف من رؤوس شبابه من طلبة ثانويات وجامعات وعمال وفلاحين وشيوخ. اعدم صدام بكل من كان يشك به عضوا او قريبا من هذا الحزب. الجعفري، أول رئيس حكومة عراقية منتخبة، تحدث لاول مطبوعة عربية منذ تكليفه تشكيل الحكومة، فكان الحوار التالي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد امس:

* ما هي الاسباب الحقيقية لتأخير الاعلان عن تشكيل الوزارة ؟

ـ اصرارانا على ان تستوعب الوزارة اكبر عدد من الاطياف السياسية العراقية سبب في تأخير تشكيلها. البداية كانت مباحثاتنا طويلة مع الاخوة الكرد في «التحالف الكردستاني» ثم مع بقية الشرائح الاخرى بمن فيهم اخواننا العرب السنة، وهذا أخذ وقتا طويلا. ان مبدأنا الاساسي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية من جانب والاهتمام بالكفاءات من جانب آخر على ان تتمتع بقدر عال من الوطنية والنزاهة الى جانب الكفاءة، والأخذ بنظر الاعتبار التنوع.

* هل هناك أي مؤشر لإعلان الوزارة قريبا ؟

ـ بالتأكيد، وأملي كبير بان ننهي الحوار مع بقية الاخوة حول مشاركتهم في الحكومة من اجل ان تشق الوزارة طريقها الى النور، وان تعلن الوزارة ان شاء الله في غضون اسبوع، وسيكون الاسبوع القادم هو اسبوع تشكيل الوزارة.

* هل ستشارك القائمة «العراقية» التي يترأسها الدكتور اياد علاوي في هذه الوزارة ؟

ـ نحن لم نرفض الحوار مع أي طرف من الاطراف بما فيها الشخصيات التي هي من خارج الجمعية الوطنية من اجل استيعاب الجميع، وكذلك مع «العراقية» اذ يبقى مدى استعدادها للمشاركة في هذه الحكومة، نحن نبحث عن اوسع مشاركة للقوى السياسية.

* هل هذا يعني ان «العراقية» وافقت على المشاركة ام لا ؟ هم قالوا نريد 4 وزارات بينها واحدة سيادية، ما رأيكم في ذلك؟

ـ نحن ايضا سمعنا بذلك وانهم يتطلعون للمشاركة على مستوى نائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية وان تكون بين وزاراتهم واحدة سيادية. انت تعلم ان مع وجود الوضع البرلماني الخاص، هناك فرصة لـ«الائتلاف العراقي الموحد» مع «التحالف الكردستاني»، على تشكيل الحكومة منذ البداية وان نتعامل فقط مع الاخوة الكرد، اما بقية المكونات فهو اصرارنا على التحاور معها بالرغم من ان امكانية جمع ثلثي اصوات الجمعية قد تحققت لنا. نحن مصرون على استيعاب كافة القوى الوطنية في هذه الحكومة ولكننا لا نتوقع ارضاء جميع القوى فهناك استحقاقات انتخابية حصلت لتشكيل الكتل الانتخابية ومع ذلك نحن نريد استيعاب الجميع.

* هل فرض دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الاميركي، خلال زيارته لكم الاسبوع الماضي اية شروط او احاديث تدل على انها تدخل في تشكيل الوزارة ؟

ـ لا ابدا ليست هناك اية شروط على الاطلاق، بل لم تتدخل اية شخصية سياسية استقبلتها او تطرح علينا اية شروط. لقد استقبلت رامسفيلد وتحدثنا عن الوضع الراهن وليست هناك اية شروط.

* وماذا عما قاله حول خشيته على العاملين في الاجهزة الامنية وخشيته من الانتقام من قبل بعض عناصرها؟

ـ ابدا، انا شخصيا كنت اتحدث باستمرار عن مساعينا لبناء قوى امنية وطنية مخلصة وكفوءة، ونعرف حساسية الشعب العراقي في هذا المرفق. نحن ندرك ان كافة الاجهزة العراقية قطعت شوطا من البناء ولا نستهدف هدم شيء تم بناؤه ولكننا في نفس الوقت اذا ما وجدنا بعض العناصر غير مناسبة فبالتأكيد سوف تقتصر عملية التغيير على هذه العناصر غير الكفوءة وبشكل شفاف وسريع. لكننا الان نحاول استثمار ما تم بناؤه بشكل جيد.

* اليوم آية الله العظمى علي السيستاني وجه بعدم رغبته في اسناد مناصب وزارية لنواب «الائتلاف الموحد».. ما رأيكم في ذلك ؟

ـ سبق ان وصلتني وجهة نظر السيد السيستاني هذه وانا احترمها لان للبرلمان اهمية خاصة، ووجود عناصر جيدة من «الائتلاف» في الجمعية الوطنية امر مطلوب للمشاركة في بناء الجمعية ولجانها وصياغة الدستور وكذلك دعم بناء الدولة. وفي نفس الوقت قد نحتاج الى عناصر وجودها في الحكومة، هناك موازنة بين الامور وسماحة السيد (السيستاني) اشار مرة الى ان الاصل في المشاركة في الجمعية، وان كانت هناك ضرورة، فيقتصر الامر على قدر الضرورة، وهذا في تقديري شيء صحيح ونحن نحاول ايضا من طرفنا تشجيع الاخوة والاخوات في البرلمان للتفرغ للجمعية الوطنية باستثناء الحالات المشددة.

* ما هو مدى تدخل المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني في أمور الدولة او تشكيل الوزارة؟

ـ ابدا، سماحة السيد (السيستاني) لم يتدخل سواء في تشكيل الحكومة او اسناد هذه الوزارة او تلك لجهة او لشخص معين على الاطلاق، وانما كل ما هناك توجيهات عامة وشفافة وصريحة ومهمة لانجاح العمل السياسي وتقوية الحكومة.

* هل هناك صفقات لإنقاذ رأس صدام حسين ؟

ـ نحن نعتمد القضاء العادل الذي يقوم على اساس القصاص بقدر الجناية، وفي تقديري فان المحاكمة اخذت وقتا اكثر مما ينبغي، وما كانت العملية بحاجة لكل هذا الوقت، ومع ذلك نؤمن بشفافية وعدالة القضاء، واعتقد انه يجب انهاء هذا الملف بسرعة وليست هناك اية صفقات سرية او علنية.

* امامكم ملفات صعبة اهمها الامن والبطالة، كيف ستتصدون لها ؟

ـ بالنسبة للأمن اتصور انه لا بد من التعامل مع الاسباب الحقيقية الكامنة وعدم الاكتفاء بالمعالجات العرضية وضرورة تحريك القضاء في التحقيق والتعامل مع الجناة بشكل عادل وشفاف. من جانب آخر التعامل مع مشاكل الحدود ومسألة القضاء على ظاهرة التسلل من دول الجوار الجغرافي ومعالجة عوامل البطالة التي شكلت بعض عوامل الدخول في هذا النشاط الاجرامي. على صعيد آخر الارتقاء بالاجهزة الامنية العراقية الى مستوى التحدي في المرحلة الراهنة من حيث الكم والنوع والاداء الجيد والتجهيزات المتطورة.

* نواب الجمعية المنحدرون او الممثلون لجنوب العراق يعتبون على تهميشهم وعدم منحهم وزارات تتناسب ووضعهم في البرلمان؟

ـ انا اتعاطف واتفهم هذا العتب، ليس فقط لانهم من الجنوب ، بل لان هذا الجنوب مثلما كان زاخرا في تاريخ العراق بالعطاء السياسي والنضالي والتضحيات كذلك هو زاخر اليوم بالكفاءات، ومن غير الانصاف عدم شمول الجنوبيين بتوزيع الوزارة او المرافق السياسية الاخرى؟

* ما هو برنامج زياراتك الخارجية لاعادة العراق الى واجهة العالم؟

ـ هناك دعوات كثيرة من دول الجوار وبعض الدول العربية الشقيقة وان شاء الله وبعد تشكيل حكومتنا نتطلع لزيارة الدول العربية والاجنبية واقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية ودول العالم حسب شروط تبادل المصالح واحترام الحقوق ازاء تلك الدول، والجانب الاخر رسم الحدود مع هذه الدول.

* كيف ستتعاملون مع موضوع الدولة والدين؟

ـ نحن ننفتح مع الخارج وفق دستور يضم كافة القيم والمبادئ المشتركة لدى شعوب العالم من اجل صناعة عراق جديد يسوده العدل والحرية واحترام عقائد العراقيين ويجعل من البرلمان الجهة التي تحدد الدستور الجديد الذي سيعتمد بالتأكيد ثقافة العراق وتاريخه وقيم ومبادئ الشعب العراقي.

* في ختام هذا الحديث هل لنا ان نسأل عن أولوياتكم؟

ـ توفير افضل الخدمات للشعب العراقي، واهمها الجانب الامني، وبناء اقتصاد جيد، وامور اخرى لا تتأخر عن سلم الاولويات، اتمنى ان تدخل الدولة الى جميع المرافق التي تهم المواطنين.

* اذن نستطيع الان ان نقول ان اعلان الحكومة سيتم بعد اسبوع من الآن؟

ـ اتمنى ان يتحقق ذلك بإذن الله تعالى.

* شكرا السيد رئيس الحكومة؟

ـ شكرا لكم ولمبادرتكم هذه.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...