Jump to content
Baghdadee بغدادي

مذكرات حمار ارهابي


Recommended Posts

مذكرات حمار ارهابي

تمدد الحمار المسن على فراش الموت وهو يتذكر ايامه الخاليه وما اقترفت يداه عفوا (سنابكه) فهو من مواليد 1963 ولد في ليله ظلماء لانور فيها وعندما بلغ عده اشهر اختفى من الانظار ليعود سنه 1968 بكامل قوته وعنفوانه وها هو يكتب قصته . انه الان بائس يقترب من الموت ورجعت به السنوات الى العام 1968 عندما كان مجرد حمار صغير ينهق مع بقيه الحمير في زريبه بعيده لايهتم بها احد وكان كثيرا ما يردد ما يردده البعض نشيد (بلاد العرب اوطاني) في مدرسته الخاصه الا ان نهيقه كان نشازا يزعج ابناء قريته ولأن نهيقه كان جهوريا فلذلك كان مسموعا من قبل حمير القرى المجاوره حيث كان يدعوهم لوجبات الحشيش الغنيه في قريته للاكل فيها والعبث بها بما يحلو لهم من خيراتها دون ان يدفعوا او يساهموا في اعماره. فالخيروفير والاكل كثير وهكذا كانت البدايه ليتكاثر بعدها حميراخرين من بلاد شقيقه وصديقه! كان لزاما عليه ان يبدأ بابناء قريته المقربين ليستولي على ممتلكاتهم كي ما يؤمن له مصدر رزق كاف له ولاعوانه وذلك بتلفيق التهم لهم كي ما يتخلص منهم واحدا بعد الاخر وعندما اشتدت شكيمته قام بتجنيد حمير اخرين للعمل لصالحه وبذلك كون اول مؤسسه ارهابيه تدير شؤون المزرعه وترهب من حولها اذا ما حاولوا الامتعاض . شيئا فشيئا استحوذ على كامل القريه وبدا بتجنيد الحمير الموالين ليفتكوا بالبلاد والعباد دون رحمه ولكنه في نفس الوقت بدأ بتثبيت علاقاته مع القرى العظمى كي ما تكون المنفعه واحده على مبدا (شيلني واشيلك) ولكن تلك القرى وجدت فيه الكفاءه العاليه لتحقيق مصالحهم من خلال التحميل عليه باكثر مما يطاق واثبت لهم من انه جدير بالاهتمام بعد ان رفس جار له رفسه قويه كادت ان تؤدي بحياته لان هذا الجار قد خرج عن اراده الثور الكبير . هذا الامر جعله مقربا منهم ولكنه تمادى في اعماله حتى تصور نفسه من انه يستطيع ان يجابهه اوعلى الاقل يشارك من هو صاحب الفضل عليه في تثبيته بالحكم وفعلا قام بأتخاذ قراراته بنفسه دون استشارتهم وهذا ما ازعجهم منه وقالوا له بالحرف الواحد انك مهما علوت فانك ستبقى بالنهايه حمارا . لم يكترث لهم واستمر في (زكطاته) . في ذات يوم (زكط) تابع لهم صغير في حجمه كبير في ثروته وهذا ما اغاظهم لانه تجاوز الخط الاحمر المرسوم له فقاموا بحصاره دون قتله الى حانت ساعه الصفر هجموا عليه بضربه قاصمه وها هو الان يحتظر الا ان اتباعه الحمير ما زالوا يقاتلون على وهم اسمه عوده حمارهم الغالي واقسموا ان لا يتركوا منفذا الا ونفذوا منه لتخريب الارض بمن عليها وان يقتلوا كل من تحرر من قبضتهم اذا ما حاول ان يستنشق هواء الحريه . ولكن هذه الحمير بدات تضعف وتوهن امام الضربات التي تتلاحق بها من كل حدب وصوب فما كان منها الا الاستعانه باخيهم الحمار المسكين الذي لا يشك به احد فاقنعوه بجرعربه صنعوها بانفسهم لتحمل صواريخ الموت كي ما يقتلوا اكثر عدد ممكن . ها هم الان يحتظرون كما يحتظر كبيرهم الذي علمهم القتل .

 

بهلول الحكيم

Link to comment
Share on other sites

Archived

This topic is now archived and is closed to further replies.

×
×
  • Create New...