Jump to content
Baghdadee بغدادي

من ازاح الزرقاوي


Recommended Posts

كما هو الحال مع الكثير ممن اعتلى ناصيه توجيه الاحداث في عالمنا العربي خلال المراحل الماضيه والراهنه, فان الكثير من الغموض لف هذه الشخصيه التي قد تشترك في نقاط رئيسيه مع اقرانها ممن تحكمت في مصير الالاف من ابناء هذه الامه المقهوره على امرها . اهم تلك النقاط تتمثل في كونها عاده ما تكون شخصيات عاديه مغموره لاتمتلك اي مقومات او تجارب معروفه , الى كونها صناعه اعلاميه متميزه ,واخيرا اتخاذها من استخدام عناصر القوه المفرطه الى حد الجريمه وسيله رئيسيه في تنفيذ الاهداف .

 

الا ان مايميز الاردني احمد فضيل الخلايله الملقب بالزرقاوي هو تمكنه من اختراق ناصيه تنظيم ليس من السهل اختراق حتى ادنى حلقاته , و في ارض ربما لايمت لها بصله , وفي بيئه حاضنه متناهيه في التعقيد و الخطوره. وهو امر بدون شك يحسب لصالحه شخصيا بالرغم من ضخامه الامكانات التي تم توفيرها له من تمويل واعلام و فراغ امني

 

وكعاده التحليلات في عالمنا العربي المنطلقه من نظريه المؤامره فان الرجل لم يكن ليسلم من وضعه في اطار الخيال الشعبي. فمن القول انه شخصيه وهميه صنعت لتمرير ارادات داخليه " صداميه" او خارجيه " امريكيه او اسرائيليه وحتى ايرانيه ", الى من امن بانه محاط باراده ربانيه تحيط به ملائكه تحميه من عسس الشيطان الاكبر او الاصغر..

 

وبين هذا وذاك تبقى كل التساؤلات مشروعه . و من هنا فانني احاول في ادناه تلخيص سيناريوهات, قد تكون معروفه , لما يمكن ان يحيط بظروف الاعلان عن قتله وطبيعه التعقيد الذي رافق واحاط باعماله.

 

اول هذه السيناريوهات هو ان الفصيل المنافس له داخل تنظيم شورى "المجاهدين" ربما قد ساعد في القضاء عليه . فمن المعروف ان الزرقاوي كان قد استغل الحصار الشديد المفروض على الخط الاول لقيادات القاعده المعروفه و المعزوله عن قواعدها , ليتحرك بحريه في ارض العراق مستغلا ما مابدا وكأنه تخبط امريكي ربما مقصود في اداره الملف الامني من ناحيه , ومن ناحيه اخرى الفراغ الكبير داخل التنظيمات الصداميه الذي خلفه انهيار قياداتها وخصوصا بعد القبض على صدام و الخط المتقدم من كادره . يضاف الى ذلك ما ميز الفعاليات السياسيه التي تحكمت في اداره الملفات الامنيه خلال السنتين الاوليتين مابعد سقوط صدام من قصور في احتواء قواعد تلك التنظيمات

 

كل ذلك اعطى ظاهره الزرقاوي ومن صنعها , فرصه تكاد تكون فريده لملئ كلا الفراغين الخارجي والداخلي و ليطرح الرجل نموذجا و بديلا منافسا ومكملا لكليهما داخل العراق ,الامر الذي ربما خلق نوعا من الحساسيه الممكن تجاوزها تجاه قيادات كلا الطرفين في بدايه الامر . ولكن ما زاد الطين بله هو انتهاجه منهجا لايمكن ان يوصف الا بالمميت لكلا الفصيلين.

 

.فقد كان من اعتماده الاسلوب الوحيد الذي يجيده في القتل العشوائي للعراقين و اتخاذ الحرب الطائفيه هدفا معلنا وتحت مسمى المقاومه, و للقسوه المتناهيه التي ابداها والتي لم يعرف لها العراق ولا المنطقه مثيلا , الكثير في احداث صدى سريع لدى تلك القطاعات الشعبيه المصدومه بخذلان قادتها من قاعده او صداميين مما يلبى شهوه ساديه ناتجه عن الشعور بالمهانه .ولكنه أيظا جلب لاحقا اكبر الضرر على تنظيم القاعده من خلال حصرها شعبيا بمضهر اقل ما يقال عنه كونها مطيه لتنفيذ مارب واهداف خبيثه .

 

من ناحيه اخرى فان ارتماء قاده القاعده تحت اقدام الفرصه التي وفرها ضهور الزرقاوي, فيما بدا وكأنه تعويض على تلك الهزيمه المخزيه في افغانستان , ما جعلها ترمي بكل ثقلها البشري وشبكات التمويل لدعمه. ولكن هذا الارتماء لم يكن الا ليكلفها الكثير, فقد ذاقت تلك القياده مراره ذلك الطعم الذي اضطرت لبلعه ما كلفها خيره رجالها الانتحاريين من خلال سوقهم الى محرقه العراق الخاسره . فالعراق هو اسؤ ارض يمكن للقاعده ومنطلقاتها السلفيه الجامده ان تتحرك بها حيث معظم شيعته من اتباع النظريه الكلاسيكيه المحافظه "ثوريا" ومعظم سنته من اتباع المذهب الحنفي الشديد الاعتدال , ناهيك عن عمق الاصول الصوفيه في خلفيتهم الثقافيه. في نفس الوقت الذي مكن هذا الارتماء شخصا عديم الخبره والتجربه من السيطره على منابع مصادر التمويل بحيث كان على الظواهري ان يتقدم بالرجاء كي يحصل على مبلغ زهيد من شخص لم يكن يوما ما يحلم ان يكون حتى من الحرس الشخصيين لبن لادن ناهيك عن ما ال اليه من انه اصبح قائدا كبيرا منافسا له في قياده ذلك التنظيم

 

ومن هنا يمكن ان نفهم تلك الخلافات التي كشفت عنها الرسائل المتبادله بين الطرفين و حث قياده القاعده للزرقاوي على اعطاء القاده العراقيين المحليين الفرصه. ولربما كانت دعوه الظواهري لاعاده النشاط لعمليات القاعده في مصر وبلاد الشام الا وسيله لكسر الطوق الذي فرضه الزرقاوي على عمليات القاعده في العراق . وقد تكللت تلك الدعوات بالنجاح وقبل اشهر بالاعلان عن تشكيل مجلس شورى "المجاهدين" وتكليف احد العراقيين بمسؤليته والذي تمخض عنها تلك الرساله الشهيره التي تعهد الزرقاوي فيها بان يخدم المجلس كجندي . ولكن الامور تدهورت بعد الظهور الاستعراضي الاخير للزرقاوي وخصوصا خطابه الاخير بالدعوه الى اشعال حرب طائفيه خاسره في بلد اغلبيه عربه من الشيعه. ربما ليثبت للجميع انه لن يلتزم بما تم الاتفاق عليه

 

اما بالنسبه للصداميين, فان الامور تاخذ بعدا اخر.. فقد كان اساس الالتقاء بين الطرفين عباره عن نوع من زواج متعه ليس الا. الزرقاوي كان يريد الاستفاده من التعاون للوصول الى عناصر المخابرات الحزبيه والامنيه الصداميه لتغلغلها و استعدادها الاجرامي اما القيادات الصداميه فانها ارادت ان تستفيد من همجيه الزرقاوي واستعداد انتحارييه اللامتناهي , وسيله لكسر اراده العراقيين ومن ثم تعليق جرائمها تلك على يافطته مما يتيح لها لاحقا القفز من دون تحمل اوزار تبعه اعماله البربريه تجاه الشعب. وقد ساعد في الاسراع في تحقيق ذلك التحالف نفاذ مصدر التمويل للصداميين بعد هرب معظم قادتهم الى خارج العراق محملين بالاموال العراقيه التي سرقها صدام بعد اعتقال الاخير

 

ماحدث على الارض لم يكن ليسعد الصداميين فقد أتت شنائع الزرقاوي بغير ما أملوا به .حيث ان العنف العشوائي الطائفي الذي انتهجه لم يكن الا ليجمع شيعه العراق تحت ضل الاحزاب الدينيه المعروفه بعدائها الشديد للصداميين وليقوي من شكيمه تلك الاحزاب والمشاعر المذهبيه .كما تعاظم رد الفعل الشعبي السلبي العام ضد اعماله الهمجيه . ذلك الرد الذي امتد حتى الى تلك الشرائح التي ربما تفاعلت وتناغمت في اول الامر وعلى خلفيه طائفيه او طفوليه ثوريه , مع شعارات المقاومه المسلحه .و ليتسع ذلك الاشمئزاز المعادي لزرقاوي ليشمل معاداه كل من عرف بتحالفه او تغطيته لافعاله من مرجعيات دينيه او سياسيه , وخصوصا وان البيئه الحاضنه له كانت تتركز في محيط واضح من عناصر الحزب و المخابرا ت الصداميتين. وليس ادل من ذلك هو فشل هيئه علماء المسلمين في ابعاد السنه العرب عن المشاركه في الانتخابات المليونيه , وكذلك فشل العناصر البعثيه التي تسللت الى قوائم معينه من الحصول على اي نسبه تذكر من اصوات الناخبين . هذا في وقت كان يفترض فيه ان هناك على الاقل اكثر من خمسه ملاببن بعثي مسجل عند سقوط الصنم.كما يدعي الصدامييون

ومما زاد الاختلاف شده بين الطرفين هو نجاح الزرقاوي في الوصول الى القواعد الدنيا لتلك الاجهزه الامنيه والحزبيه الصداميه . كل ذلك مضافا له النجاح الاسطوري لعموم شرائح المجتمع العراقي في تحدي ارهاب اسود لم يعرف تاريخ العراق له مثيل. ذلك النجاح الذي اسقط كل مراهنات الصداميين على امكان كسر اراده العراقيين المنطلقه عاليا نحو فضاء الانعتاق والحريه. الامر الذي عرض قاده العصابات الصداميه الى مازق جعلها تتجه اكثر لمحاوله ركوب موكب المسيره السياسيه من خلال نوافذ طروحات ذكيه للقاده السياسين العراقين التي استوعبت تلك الازمه الخانقه لفصل من لم تتلطخ اياديهم بدماء العراقين عن ذلك الشؤوم الاسود المتمثل بالزرقاوي . تطور جعل الطرفين على طرفي نقيض في اسلوب معالجته. الصداميين رائوا ان لديهم فرصه للعوده الى احضان العراق اما الزرقاوي الاردني ومن يتحالف معه من جماعات ارهابيه فلم يجدوا الا الاستمرار في القتل الاحمق منفذا من مأزقهم.

 

 

من ما سبق يمكننا تفهم تلك الازمه الكبيره التي كات يعيشها الزرقاوي في الفتره الاخيره . تلك الازمه التي ربما كلفته الوقوع اخيرا في قبضه من يريد الايقاع به ميتا كما اعلن او حيا كما لم يعلن

يتبع

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

صور الزرقاوي قاتلا... وصريعا،

الشرق الاوسط،

ديانا مقلد

 

سريعاً ما ترافق الخبر العاجل ولاحقاً التغطيات المباشرة لخبر مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي بتكرار بث استمر ساعات لمشاهد شريط الفيديو الذي ظهر فيه الزرقاوي قبل حوالي الشهرين. بقيت صور الزرقاوي الأخيرة التي بدا فيها منتشياً ومهدداً وملوحاً بسلاحه مع حوارييه مسيطرة على الشاشات المحلية والفضائية حتى تم توزيع صورة مكبرة لوجه الزرقاوي بعد مقتله فاستحوذت تلك الصور على الاهتمام كله.

 

رغم أن المشاهد المتواترة من العراق يومياً تحوي الكثير من عنف الحرب وبربريتها لكن بلا شك فإن صوراً بعينها ستبقى عالقة في ذاكرتنا. من صور سقوط تمثال صدام حسين.. إلى صور نجليه عدي وقصي مقتولين.. إلى صور صدام خارجاً من حفرة.. إلى صور أبو غريب.. وصور كثيرة لجثث مقطعة أو محترقة.. واليوم صورة الزرقاوي قتيلاً.

 

هذا الرجل الذي اعتبر أسطورة ظهر للعلن في المرة الأولى من العراق وهو يحز رقبة الرهينة الأميركي نيكولاس بيرغ رغم أنه لم يظهر وجهه حينها. فقد اعتمد الزرقاوي ومريدوه سياسة تصوير الضحية تذبح على خلفية صيحات «الله أكبر» من دون أن يظهر وجه الجلاد، مكرسين همجية ما يسمى اليوم في العراق مقاومة.

 

لكن يبدو أن الزرقاوي لم يستطع أن يقاوم كثيراً نرجسية من يتباهى بحزّ الرقاب وتفجير الأجساد محاولا الاقتباس من معلمه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فظهر في شريطه الأخير على نحو حاول فيه تقليد بن لادن ومن ثم تم بثه على شبكة الانترنت. إلا أن سقطة الزرقاوي القاتلة كانت في عدم استفادته من خبرة بن لادن، الذي بات يغير في خلفية صور خطبه، وظهر في عدة أماكن صحراوية سهلت على ما يبدو لعلماء بيولوجيين تحديد مكانه في العراق. ويبدو أن هذا الشريط كان المدخل للوصول إلى الزرقاوي وتحديد رقعة وجوده وبالتالي القضاء عليه بحسب التحليلات المتعلقة بكيفية كشف مكانه.

 

لا شك أن الزرقاوي هو المثال الأكثر فجاجة للإرهابيين الجدد الذين تمكنوا من الاستحواذ على نفس الأسلحة التي وفرتها العولمة. ورغم الحديث المتكرر عن انجذاب كثيرين إلى هذا النمط العنيف من المواجهة واستفادتهم تحديداً من تقنية الانترنت، ورغم أن عددا من المشاركين في المواقع الأصولية تبادلوا التعازي والرثاء على مقتل من يعتبرونه ملهمهم، أظهرت دراسة حديثة لبعض المتخصصين في الإعلام حقائق مغايرة لما هو سائد في الأذهان. فهذه الدراسة التي بحثت في مواقع الانترنت العربية والتي تشهد إقبالا أكبر من العرب تبين أن أول موقع جهادي حاز رتبة الـ72 من بين المواقع العربية. كما أن أول موقع إسلامي حل في المرتبة الـ34 وبالتالي فإن الحديث عن انجذاب شبان عرب كثيرين للـ«بن لادنيين» والزرقاويين يبدو مبالغا فيه.

 

إنهم يملكون المال ويتقنون استعمال التكنولوجيا وجميع أدوات الحداثة من كاميرات وانترنت وهواتف، غير أن الهدف يبقى تحطيم هذه الحداثة وهذه العولمة ولو كلف الأمر حياتهم.

Link to comment
Share on other sites

Guest Guest

SALEM any thing you say needs evidance...what you say is expectations, could be right could be wrong...still i dont reject your opinions because I dont have any evidence that it is wrong.....

This phenomenon(Alkhlaylah or zarkawee) is something new.... muslim activists usually dont have these complicated networks usually they are locall in thier activities, this organization is abnormally complicated,higly sophisticated and extremly bloody.......think a very naiev(simple) person come from Sudan or Somalia kidnapping female french jornalist in her way to make interview with politically active people in Iraq....or killing civillians by bombed car....who convince him to do so ? who cover his expensis?

who gave him passaport......?

Salim ..most people talk about the tool which is in this case (Zarkawee),but not talk the minds behind them

 

One of majore reasons you and many others think in this way bacause the media said Laden or zarkawee....so your thinking is driven by the media,not by self initiation.

To confirm my point:- let us remember the term" civill war" this is initiated by american jornals,then evrybody starts to use it(what ever your belive it will happen or will nothappen).....when the media stop to use this term you forget it!!!!!!!!!!!! and no more civill war in Iraq!!!!!!!!!!!!!!!

 

I think this is an enough evidence how you think.

 

Layth

 

 

 

 

 

كما هو الحال مع الكثير ممن اعتلى ناصيه توجيه الاحداث في عالمنا العربي خلال المراحل الماضيه والراهنه, فان الكثير من الغموض لف هذه الشخصيه التي قد تشترك في نقاط رئيسيه مع اقرانها ممن تحكمت في مصير الالاف من ابناء هذه الامه المقهوره على امرها . اهم تلك النقاط تتمثل في كونها عاده ما تكون شخصيات عاديه مغموره لاتمتلك اي مقومات او تجارب معروفه , الى كونها صناعه اعلاميه متميزه ,واخيرا اتخاذها من استخدام عناصر القوه المفرطه الى حد الجريمه وسيله رئيسيه في تنفيذ الاهداف .

 

الا ان مايميز الاردني احمد فضيل الخلايله الملقب بالزرقاوي هو تمكنه من اعتلاء ناصيه تنظيم ليس من السهل اختراق حلقاته , و في ارض ربما لايمت لها بصله , وفي بيئه حاضنه متناهيه في التعقيد و الخطوره. وهو امر بدون شك يحسب لصالحه شخصيا بالرغم من ضخامه الامكانات التي تم توفيرها له من تمويل واعلام و فراغ امني

 

وكعاده التحليلات في عالمنا العربي المنطلقه من نظريه المؤامره فان الرجل لم يكن ليسلم من وضعه في اطار الخيال الشعبي. فمن القول انه شخصيه وهميه صنعت لتمرير ارادات داخليه " صداميه" او خارجيه " امريكيه او اسرائيليه وحتى ايرانيه ", الى من امن بانه محاط باراده ربانيه تحيط به ملائكه تحميه من عسس الشيطان الاكبر او الاصغر..

 

وبين هذا وذاك تبقى كل التساؤلات مشروعه . و من هنا فانني احاول في ادناه تلخيص سيناريوهات, قد تكون معروفه , لما يمكن ان يحيط بظروف الاعلان عن قتله وطبيعه التعقيد الذي رافق واحاط باعماله.

 

اول هذه السيناريوهات هو ان الفصيل المنافس له داخل تنظيم شورى "المجاهدين" ربما قد ساعد في القضاء عليه . فمن المعروف ان الزرقاوي كان قد استغل الحصار الشديد المفروض على الخط الاول لقيادات القاعده المعروفه و المعزوله عن قواعدها , ليتحرك بحريه في ارض العراق مستغلا ما مابدا وكأنه تخبط امريكي ربما مقصود في اداره الملف الامني من ناحيه , ومن ناحيه اخرى الفراغ الكبير داخل التنظيمات الصداميه الذي خلفه انهيار قياداتها وخصوصا بعد القبض على صدام و الخط المتقدم من كادره . يضاف الى ذلك ما ميز الفعاليات السياسيه التي تحكمت في اداره الملفات الامنيه خلال السنتين الاوليتين مابعد سقوط صدام من قصور في احتواء قواعد تلك التنظيمات

 

كل ذلك اعطى الزرقاوي ومن دعمه, فرصه تكاد تكون فريده لملئ كلا الفراغين الخارجي والداخلي و ليطرح نفسه نموذجا و بديلا منافسا ومكملا لكليهما داخل العراق.الامر الذي ربما خلق نوعا من الحساسيه تجاه قيادات كلا الطرفين في بدايه الامر . ولكن ما زاد الطين بله هو انتهاجه منهجا لايمكن ان يوصف الا بالمميت لكلا الفصيلين.

 

.فقد كان من اعتماده الاسلوب الوحيد الذي يجيده في القتل العشوائي للعراقين و اتخاذ الحرب الطائفيه هدفا معلنا وتحت مسمى المقاومه, و للقسوه المتناهيه التي ابداها والتي لم يعرف لها العراق ولا المنطقه مثيلا , الكثير في احداث صدى سريع لدى تلك القطاعات الشعبيه المصدومه بخذلان قادتها من قاعده او صداميين مما يلبى شهوه ساديه ناتجه عن الشعور بالمهانه .ولكنه أيظا جلب لاحقا اكبر الضرر على تنظيم القاعده من خلال اضهارها شعبيا بمضهر اقل ما يقال عنه كونها مطيه لتنفيذ مارب واهداف خبيثه .

 

من ناحيه اخرى فان ارتماء قاده القاعده تحت اقدام الفرصه التي وفرها ضهور الزرقاوي, فيما بدا وكأنه تعويض على تلك الهزيمه المخزيه في افغانستان , ما جعلها ترمي بكل ثقلها البشري وشبكات التمويل لدعمه. ولكن هذا الارتماء لم يكن الا ليكلفها الكثير, فقد ذاقت تلك القياده مراره ذلك الطعم الذي اضطرت لبلعه ما كلفها خيره رجالها الانتحاريين من خلال سوقهم الى محرقه العراق الخاسره . في الوقت الذي مكن شخصا عديم الخبره والتجربه من السيطره على منابع مصادر التمويل بحيث كان على الظواهري ان يتقدم بالرجاء كي يحصل على مبلغ زهيد من شخص لم يكن يوما ما يحلم ان يكون حتى من الحرس الشخصيين لبن لادن ناهيك عن ما ال اليه من انه اصبح قائدا كبيرا منافسا له في قياده ذلك التنظيم

 

ومن هنا يمكن ان نفهم تلك الخلافات التي كشفت عنها الرسائل المتبادله بين الطرفين و حث قياده القاعده للزرقاوي على اعطاء القاده العراقيين المحليين الفرصه. ولربما كانت دعوه الظواهري لاعاده النشاط لعمليات القاعده في مصر وبلاد الشام الا وسيله لكسر الطوق الذي فرضه الزرقاوي على عمليات القاعده في العراق . وقد تكللت تلك الدعوات بالنجاح وقبل اشهر بالاعلان عن تشكيل مجلس شورى "المجاهدين" وتكليف احد العراقيين بمسؤليته والذي تمخض عنها تلك الرساله الشهيره التي تعهد الزرقاوي فيها بان يخدم المجلس كجندي . ولكن الامور تدهورت بعد الظهور الاستعراضي الاخير للزرقاوي وخصوصا خطابه الاخير بالدعوه الى اشعال حرب طائفيه خاسره في بلد اغلبيه عربه من الشيعه. ربما ليثبت للجميع انه لن يلتزم بما تم الاتفاق عليه

 

اما بالنسبه للصداميين, فان الامور تاخذ بعدا اخر.. فقد كان اساس الالتقاء بين الطرفين عباره عن نوع من زواج متعه ليس الا. الزرقاوي كان يريد الاستفاده من التعاون للوصول الى عناصر المخابرات الحزبيه والامنيه الصداميه لتغلغلها و استعدادها الاجرامي اما القيادات الصداميه فانها ارادت ان تستفيد من همجيه الزرقاوي واستعداد انتحارييه اللامتناهي , وسيله لكسر اراده العراقيين ومن ثم تعليق جرائمها تلك على يافطته مما يتيح لها لاحقا القفز من دون تحمل اوزار تبعه اعماله البربريه تجاه الشعب. وقد ساعد في الاسراع في تحقيق ذلك التحالف نفاذ مصدر التمويل للصداميين بعد هرب معظم قادتهم الى خارج العراق محملين بالاموال العراقيه التي سرقها صدام بعد اعتقال الاخير

 

ماحدث على الارض لم يكن ليسعد الصداميين فقد أتت شنائع الزرقاوي بغير ما أملوا به .حيث ان العنف العشوائي الطائفي الذي انتهجه لم يكن الا ليجمع شيعه العراق تحت ضل الاحزاب الدينيه المعروفه بعدائها الشديد للصداميين وليقوي من شكيمه تلك الاحزاب والمشاعر المذهبيه .كما تعاظم رد الفعل الشعبي السلبي العام ضد اعماله الهمجيه . ذلك الرد الذي امتد حتى الى تلك الشرائح التي ربما تفاعلت وتناغمت في اول الامر وعلى خلفيه طائفيه او طفوليه ثوريه , مع شعارات المقاومه المسلحه .و ليتسع ذلك الاشمئزاز المعادي لزرقاوي ليشمل معاداه كل من عرف بتحالفه او تغطيته لافعاله من مرجعيات دينيه او سياسيه , وخصوصا وان البيئه الحاضنه له كانت تتركز في محيط واضح من عناصر الحزب و المخابرا ت الصداميتين. وليس ادل من ذلك هو فشل هيئه علماء المسلمين في ابعاد السنه العرب عن المشاركه في الانتخابات المليونيه , وكذلك فشل العناصر البعثيه التي تسللت الى قوائم معينه من الحصول على اي نسبه تذكر من اصوات الناخبين . هذا في وقت كان يفترض فيه ان هناك على الاقل اكثر من خمسه ملاببن بعثي مسجل عند سقوط الصنم.كما يدعي الصدامييون

ومما زاد الاختلاف شده بين الطرفين هو نجاح الزرقاوي في الوصول الى القواعد الدنيا لتلك الاجهزه الامنيه والحزبيه الصداميه . كل ذلك مضافا له النجاح الاسطوري لعموم شرائح المجتمع العراقي في تحدي ارهاب اسود لم يعرف تاريخ العراق له مثيل. ذلك النجاح الذي اسقط كل مراهنات الصداميين على امكان كسر اراده العراقيين المنطلقه عاليا نحو فضاء الانعتاق والحريه. الامر الذي عرض قاده العصابات الصداميه الى مازق جعلها تتجه اكثر لمحاوله ركوب موكب المسيره السياسيه من خلال نوافذ طروحات ذكيه للقاده السياسين العراقين التي استوعبت تلك الازمه الخانقه لفصل من لم تتلطخ اياديهم بدماء العراقين عن ذلك الشؤوم الاسود المتمثل بالزرقاوي . تطور جعل الطرفين على طرفي نقيض في اسلوب معالجته. الصداميين رائوا ان لديهم فرصه للعوده الى احضان العراق اما الزرقاوي الاردني ومن يتحالف معه من جماعات ارهابيه فلم يجدوا الا الاستمرار في القتل الاحمق منفذا من مأزقهم.

 

 

من ما سبق يمكننا تفهم تلك الازمه الكبيره التي كات يعيشها الزرقاوي في الفتره الاخيره . تلك الازمه التي ربما كلفته الوقوع اخيرا في قبضه من يريد الايقاع به ميتا كما اعلن او حيا كما لم يعلن

يتبع

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

عزيزي ليث

النقطه التي طرحتها جديره بالملاحظه فنحن جميعا صناعه معلوماتنا . وفي قضيه من هذا النوع ليس لدينا غير الاعلام والاحداث , التي نراها يوميا ,وسيله للوصول للحقيقه التي نقتنع بها.

 

بالنسبه لملاحظاتك من ان علي جلب الدليل , فاني لااعتقد ان احد يستطيع ادراج الادله على اي راي يطرح وخصوصا في مواضيع معقده وغايه في الكتمان . من ناحيه اخرى فان ما اطرحه هو من قبيل الملاحظات وقد جعلت اطاراها في الاحتمال المكن وليس الخبر الاكيد حيث اني وضعته تحت اطار "ربما"

اتمنى ان تعيد قرائه مقالي وساكون شاكرا ملاحضاتك حول النقاط التي لاتتفق معها من خلال قرائتك للاحداث ..

Link to comment
Share on other sites

It has been very difficult for me to understand the essence of the article. It left most of the weight of all the trouble in Iraq on the shoulder of Zarqwi, but Zarqawi is one man and one man cannot do much without a supporting culture from his followers (Arabs and Muslims); the supporting culture is constituted by the following elements:

 

1. Arabs and Muslims men are easily led because of the usual lack of their own conviction and independent thoughts,

2. Arabs and Muslims have huge low self-esteem and to compensate they resort to extreme acts such as violence to boost their confidence or suicide hoping to remembered after their death,

3. Arabs and Muslims are generally ignorant but aware of their ignorance and try to hide this ignorance by extreme acts,

4. Arabs and Muslims have a immense sensitivity of their pride, shame and honour, therefore they can be led easily by tapping on these issues in one way or the other,

5. Arabs and Muslims men and at early age were not given enough motherly love so that they act to compensate for that lack of love, and act in extreme ways to gain that lost love at later stages in their lives. That is why you see most Arab and Muslim men are liked by women who strive for power by using those men who are hoping for a love they missed in their childhood,

6. Arabs and Muslims have not developed the capacity to be emotionally expressive verbally so they do most of their expressions in physical acts rather than mental one; that in itself the legacy of the old primitive man (our hunting ancestors),

7. Arabs and Muslims take political and religious thoughts as a mean to dominate rather than a way to develop more rigorous intellectual capacity which normally help them to regulate their emotions and free themselves from dogmas and rigid doctrines.

 

 

Therefore the analysis of the guy of Zarqawi and others is again a shallow and causal and doesn’t attempt to pin down the real reasons but to put more of superficial political analysis.

 

Arab and Muslim culture have deep rooted problems and not many dare to speak about them because that may be interpreted as denial of their own identity which they need all times…..Salam Ala

Link to comment
Share on other sites

Guest Guest

Ala,

While I agree with most of yours , I think you had missed the point the article trying to make.

 

It is not an anlysis to the roots of terror in Islamic world but, as I understood, about the "Possible" scenarios of Zarqawee banner ending dynamics..

Some of the points that you mention was also pointed out briefly through the article though.. Let us wait for the next parts of this article to see if the writer is making any sense ..

Cheers

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...
Guest نــــــــــــــزار حيدر في حوار

نــــــــــــــزار حيدر في حوار مع رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) عن مقتل زعيم الارهابيين في العراق:

 

هكذا يموت التافهون

 

أجرت رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) الالكتروني، السيدة نوال اليوسف، حوارا مع نــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، وسألته عن معنى مقتل زعيم الارهابيين في العراق اليوم، وما اذا كان ذلك سيضع حدا للعنف الذي يجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.

كما سألته عن رأيه بوزراء الملف الامني في حكومة السيد نوري المالكي، والذين منحهم مجلس النواب أمس الثقة الدستورية؟ والأولويات التي ينتظر العراقيون من الحكومة انجازها على وجه السرعة؟.

 

ادناه نص الحوار:

 

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

 

السؤال الاول:

 

ما هو تعليقكم على مقتل زعيم الارهابيين في العراق، وفي هذا الوقت بالذات؟.

الجواب:

 

بادئ ذي بدء، أود، أولا، أن أهنئ كل ضحايا الارهاب في العراق وعموم العراقيين، بمقتل زعيم الارهابيين وكبير القتلة المجرمين، سائلا العلي القدير أن يأتي عليهم الواحد تلو الآخر، حتى آخرهم، لينعم العراق وشعبه بالأمن والحرية والسلام والتعايش السلمي.

أبارك للعراقيين صمودهم الذين نزعوا به سلاح هذا الارهابي العتيد، فلولاه لما يئس الذين من خلفه، الذين صنعوه وسوقوه اعلاميا، ليقضوا به وطرهم حتى حين.

الحمد لله، فلقد تخلى عنه، أخيرا، من كان يقف خلف هذا الارهابي وتركه يلقى مصيره الأسود.

تركته الأنظمة العربية الطائفية الشمولية التي تخشى تجربة الديمقراطية في العراق، فسكتت على جرائمه دهرا، فيما دعمته بعضها بأسباب الديمومة والاستمرار.

وتركته عدد من الأسر الحاكمة في المنطقة، ممن تخشى على عروشها، الهزة التي ستطيح بها اذا ما استقر العراق، أو هكذا تتصور.

تركه علماء البلاط وفقهاء السلطان من التكفيريين الطائفيين، الذين يرون في دور الأغلبية العراقية نذير شؤم عليهم وعلى عروشهم الدينية الطائفية المتهاوية.

تركه الاعلام الطائفي العنصري الحاقد، الذي ظل ينفخ فيه حتى انفجر على صخرة الصمود العراقي.

هكذا، اذن، يموت التافهون، ممن باع آخرته بدنيا غيره، ظنا منه بأن من يستعمله أداة لتنفيذ أجنداته الخاصة سيعطف عليه بفتات، واذا به يجازيه القتل والى الجحيم.

أتمنى أن لا يكرر من ظل يقف وراء هذا الارهابي ، خاصة عدد من أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، وعلى وجه التحديد، المخابرات الاردنية، نفس التجربة مرة أخرى، فيعمد الى تجنيد أدوات أخرى لذات الأغراض والأهداف.

أتمنى أن يكونوا جميعا قد استوعبوا الدرس الذي سجله صمود العراقيين وتحديهم وثباتهم وصبرهم وعظهم على النواجذ، من أجل الهدف الأسمى المتمثل ببناء العراق الجديد، وصيانة وحدته، أرضا وشعبا.

أتمنى أن يكونوا قد تعلموا درسا مفاده بأن التهديد والقتل لا ينفع سياسة لاركاع العراقيين واذلالهم، ولو كانت هذه السياسة تنجح معهم لنجح الطاغية الذليل صدام حسين الذي سامهم العذاب على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لينتهي به المطاف في بالوعة مهجورة في الصحراء.

نعرف جميعا، بأن الارهابي القتيل كان يحمل في عقله المريض تفاصيل أخطر مشروع طائفي لتدمير العراق، خططت له وحاولت تنفيذه، أكثر من جهة محلية واقليمية ودولية، من خلال اثارة النعرات الطائفية بين العراقيين، ولقد حاول تفجير الشارع العراقي بحرب طائفية ما كانت لتبقي ولا تذر، لولا صبر العراقيين وتحملهم، ولولا الحكمة الواسعة التي تتصف بها قياداته الدينية على وجه التحديد، ولذلك فان مقتله مؤشر على فشل مشروعه الذي نأمل أن يقبر بجانبه من دون رجعة، باذن الله تعالى.

 

السؤال الثاني:

 

يرى البعض، أن مقتل هذا الارهابي هو انتصار للحكومة العراقية، وقوة دفع حقيقية للعملية السياسية الجارية في العراق.

ماذا ترون انتم؟.

الجواب:

 

بالتأكيد، فهو انتصار ليس للحكومة العراقية فقط، وانما لكل العراقيين الذين تحولوا خلال السنين الثلاثة الماضية الى مشروع قتل وتدمير وذبح وتفخيخ لهذا المجرم الارهابي.

برأيي، فان مقتله سيعطي العملية السياسية زخما جديدا يدفعها الى الأمام، كما أنه سيمنح العراقيين ثقة اضافية بالمشروع السياسي الجديد الذي تبنوه منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الآن، والقائم على أساس المشاركة الحقيقية بين مختلف مكونات الشعب العراقي من دون تمييز.

ولذلك فرح العراقيون بمقتله، فيما حزن عليه من يشبهه في الهدف والوسيلة، من التكفيريين والطائفيين وأيتام النظام الشمولي البائد.

السؤال الثالث:

 

بعد مقتل زعيم الارهابيين، هل تعتقد بأن تنظيمات الارهابيين في العراق ستنهار بالكامل؟ وهل ترى أن ذلك سينهي موجة العنف التي تجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.

الجواب:

 

يستحسن أن لا نسترسل في التفاؤل المفرط، بمقتل زعيم الارهابيين في العراق، فالحرب على الارهاب حرب طويلة الأمد، لأنها حرب بين قوى النور وقوى الظلام، انها حرب مصير، فاما أن يكون الشعب العراقي أو أن يسود الارهاب والقتل والتدمير، فتعود عقارب الزمن العراقي الى الوراء.

ان المجرم القتيل لم يكن سوى أداة بيد من صنعه لتدمير العراق والعملية السياسية الجديدة، من بين عدد كبير من الأدوات، وأن من صنعه واستخدمه طوال الفترة الزمنية الماضية، لتنفيذ سياساته وأجنداته الخاصة، لقادر على أن يصنع أمثاله اذا ارتأت مصالحه ذلك، واذا كانت أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية التي ارتأت التخلص من هذه الأداة الآن ولأسباب خاصة، فهذا لا يعني بالضرورة أنها قررت تصفية كل أدواتها والى الأبد، فقد تكون سياستها في المرحلة القادمة تجديد الأدوات بعد أن كادت اللعبة أن تنكشف على الملأ، الا أن المأمول من بقية الأدوات والدمى، أن تعتبر بمصير زميلها القتيل علها تعود الى رشدها فلا تتورط بدماء الابرياء من أجل حفنة من المال الحرام مغلف بفتوى طائفية حاقدة، ومعبأ بشعارات دينية كاذبة ومنافقة وغير حقيقية كالجهاد والمقاومة وما الى ذلك من الخزعبلات والاكاذيب المفضوحة.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، فعندما تكون ماهية الحرب، أية حرب، بهذا المعنى الفلسفي العميق، فانها، بطبيعتها، تكون حرب طويلة الأمد، خاصة عندما يشهد الواقع انقلابا جذريا على الماضي الأسود، كما هي عليه الحال في العراق اليوم.

فالعراق لا يشهد عمليات ترقيع للواقع السياسي المر الذي عاشه العراقيون طوال نيف وثمانين عاما، بل انه انقلاب جذري على موروث سياسي تأسس على الخطأ واستمر كل تلك الفترة الزمنية، حتى اذا نزا النظام البائد على السلطة في تموز عام 1968 قضى على كل ما من شأنه أن يساهم في بناء الانسان والأوطان.

وهذه هي حال الانقلابات الجذرية في القيم والمفاهيم والأسس، عندما تمس واقعا ما، فهي تظل تشهد صراعا دمويا بين قوى الخير والشر، قوى النور والظلام، لحين أن يدب اليأس في الباطل، فترتعد فرائصه وتتحطم مفاصله، فيعلن هزيمته، فينتصر الخير على الشر، والحق على الباطل.

واذا قرأنا تاريخ الأمم والشعوب، فسوف لن نجد في حالة العراق بدعا من هذا التاريخ.

لنأخذ مثلا على ذلك حركة الاسلام أيام التأسيس الأولى على يد رسول الله (ص) ألم يستمر الصراع بين الخير والشر قرابة نيف وعشرين عاما قبل أن ينتصر الاسلام وتتهاوى أركان الشر المتمثلة بعتاد قريش وجبابرتها؟ فلو لم يكن الاسلام يستهدف استحداث انقلاب جذري في مفاهيم وقيم المجتمع آنذاك، لما دام الصراع المرير بين الخير والشر كل تلك الفترة الزمنية، بل للجأ الطرفان الى التفاوض على الغنائم ولتنازل كل طرف عن بعض امتيازاته لصالح الاخر، ولسار كل طرف الى منتصف الطريق للالتقاء بالآخر ولأتفق الجانبان على تقاسم الحصص والغنائم ولانتهى الصراع بينهما في أسرع وقت، كما هو حال تجار السياسة ولصوص الأوطان الذين يتنازلون عن حقوق الناس للآخرين، بمجرد أن يمس الصراع مصالحهم الشخصية.

ما يجري في العراق اليوم هو صراع من هذا القبيل، ولا يمكن أن تكون نتيجته الا أن ينتصر العراقيون في هذه الحرب الشعواء التي يشنها عليهم الارهابيون من التكفيريين وأيتام النظام البائد والطائفيين الذين لا يقدرون، حتى الآن على الأقل، على استيعاب ما يجري في العراق منذ سقوط الصنم، ممن يريدون أن يعودوا بالعراق الى سابق عهده، تحكمه الأقلية على أساس التمييز الطائفي والاثني، فتعود تستفرد بالسلطة، من دون أن يشاركها أحد من العراقيين فيها.

السؤال الرابع:

 

يرى بعض المحللين السياسيين، أن مصرع زعيم الارهابيين يعد فرصة كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، كما أنها فرصة للدول التي لم تقف الى جانب الشعب العراقي في محنته وهو يواجه تحدي الارهاب ويسعى لبناء بلده من جديد لتعيد النظر في مواقفها.

ما هو تعليقكم انتم على ذلك؟.

الجواب:

 

يأمل العراقيون أن يقتنص الجميع الفرصة لاعادة النظر في سياساته السابقة، ولكن، بين الأمل والحقيقة مسافة لا يردمها الا التفكير الواقعي المبتني على أساس الاعتراف بارادة العراقيين التي اختارت العملية السياسية الجديدة، القائمة على أساس المساواة والتداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف والارهاب.

ان على الهيئات السنية في العراق، التي لا زالت تتخذ موقفا سلبيا من العملية السياسية الجارية في البلاد، ساعية الى توظيف أجندات مجموعات العنف والارهاب، أن تعتبر بالنهاية المذلة لهذا المجرم لتعيد بالتالي النظر في سياساتها المشبوهة وغير الوطنية المتورطة في الارهاب، لتقرر الالتحاق بالعملية السياسية الى جانب بقية الفرقاء بمن فيهم السنة الآخرين الذين استنتجوا في نهاية المطاف بأن الارهاب ليس هو الحل وأن العنف لا يخدم البلاد، كما أن العنف والارهاب لا يحققان مصلحة لأحد، ولا يمكن أن يكونا الوسيلة المناسبة لانتزاع حقوق أية فئة أو مجموعة، فاتخذوا قرارهم الشجاع والقاضي بفك ارتباطهم بجماعات القتل والذبح والتفخيخ ليلتحقوا بالعملية السياسية كشركاء حقيقيين، أو هكذا نأمل منهم ونتوسم فيهم.

انهم بحاجة الى اعادة قراءة للمشهد العراقي، تتحلى بالشجاعة والموضوعية والواقعية، حتى لا تأخذهم العزة بالاثم، فيصروا على مواقفهم غير الصحيحة، اذ ليس المشكلة في أن يخطأ المرء، لأن كل ابن آدم خطاء، انما المشكلة، كل المشكلة، تكمن في أن يصر المخطئ على ارتكاب الخطأ، وهو يرى أن الواقع يتغير، ولذلك فان خير الخطائين التوابون.

عليهم أن يعترفوا بهذا الواقع ويتنازلوا لارادة العراقيين التي سجلت رأيها في صناديق الاقتراع بالدم وبالتضحيات الجسيمة، بكل عزيمة واصرار وثقة.

عليهم أن يعترفوا بخطاهم، ولو كان ذلك مع أنفسهم، ليقدروا على البدء بالتفكير الجديد والسليم.

كذلك فان على الأنظمة والمؤسسات العربية السياسية منها والاعلامية، أن تتعظ بمصير هذا الارهابي المجرم، لتعيد، كذلك، موقفها من كل ما يجري في العراق، فلا تظل تدعم مجموعات العنف والارهاب بالفتوى الطائفية الحاقدة والمال الحرام والدعاية السوداء المظللة، والدعم اللوجستي.

عليهم أن يقرروا، فورا، الوقوف الى جانب العراقيين في محنتهم فيغيروا من مواقفهم السياسية ولهجتهم الاعلامية التي لا زالت تحاول تضليل الرأي العام العربي، والا ماذا نسمي تباكي احدى فضائيات العنف الطائفي الحاقد، على بنود اتفاقيات جنيف لأنها انتهكت جراء نشر صور المجرم بعد مقتله، على حد زعمها، في الوقت الذي رأيناها ونراها يوميا وهي تحتفي بالافلام التي تصور المجرم القتيل أو أحد أعوانه، وهم يذبحون ضحاياهم ويقطعون رؤوس الناس؟.

ألا يعني ذلك أنهم، وكما يبدو لي، لا يفكرون بشكل جدي في تغيير مواقفهم بالاستفادة من هذه الفرصة الذهبية؟.

ان عليهم أن يستغلوا الفرصة، بالفعل، لتغيير كل سياساتهم ازاء العراق، والقائمة على الحقد والكراهية والخوف والريبة مما يجري فيه من اعادة بناء النظام السياسي واستبداله بالديمقراطية والانفتاح والمشاركة الحقيقية، بعد عقود طويلة من حكم الأنظمة الاستبدادية الشمولية، ليكونوا عونا لهم.

السؤال الخامس:

 

ما هو تقييمكم لوزراء الملف الأمني في الحكومة الجديدة والذين نالوا أمس ثقة مجلس النواب العراقي؟.

الجواب:

 

لقد قلت في مقال سابق، أنه، ومن أجل أن لا أظلم الحكومة العراقية الجديدة واستعجل الحكم عليها، فسأمنحها مدة ستة أشهر لنتأكد جميعا ما اذا كانت جديرة بالاحترام والتقدير من خلال انجازاتها الوطنية الاستثنائية، أم لا؟.

للأسف الشديد، فلقد تحول موضوع تسمية الوزير أو الوزراء، مجرد تسميتهم، الى انجاز، أو هكذا يخيل للناس، وهذا خطأ كبير، فتسمية الوزير ليس هو الهدف وانما هو الوسيلة من أجل تحقيق هدف أسمى يتجلى في الانجاز.

ما فائدة تسمية الوزير، أي وزير، اذا لم يثبت حرصه على العراق وشعبه الأبي وأمانته على المال العام، واذا لم يثبت كفاءته وقدرته على انجاز الفعل الذي ينتظره العراقيون الذين منحوه الثقة من خلال نوابه في مجلس النواب، الذين حازوا على ثقة العراقيين من خلال صندوق الاقتراع؟.

العراقيون ينتظرون الأفعال والانجازات، وهم، وبصراحة أقول، غير مكترثين بالأقوال كثيرا، فلقد اتخموا شعارات براقة ووعود معسولة وكلام جميل، وبقي أن يلمسوا الانجاز الذي يداوي جراحهم النازفة منذ عقود طويلة.

انهم ينتظرون أن يباشر الوزير بالعمل لينجز الذي عليه من الحق، خاصة وزارات الملف الأمني، الذي يعد حجر الزاوية في توكيد أو انهيار مصداقية الحكومة الجديدة.

وفي كل الأحول، فان العراقيين يتضرعون الى العلي القدير لأن يسدد خطا الحكومة، لتنجح في مهامها التاريخية الموكولة اليها، ويبقى على الحكومة أن تثبت قدرتها وكفاءتها من خلال ابداء اهتمام أكبر بآلام المواطن العراقي وآماله وتطلعاته.

السؤال السادس:

 

ماذا تقول للشعب العراقي ولحكومته الجديدة بعد مصرع زعيم الارهابيين اليوم؟.

الجواب:

 

أقول لهم، انها البداية لمشوار طويل من الحرب على الارهاب، وعليهم جميعا أن يستعدوا لمواجهة كل الاحتمالات، فقد يحاول الارهابيون الرد على مقتل زعيمهم، بتصعيد جرائمهم، وهذا ما يتطلب من الشعب والحكومة الاصطفاف خلف بعض لمواجهة كل الاحتمالات السيئة، فاليقضة مطلوبة، والوعي السياسي والأمني لازم ضروري من ضرورات تحقيق الانتصار على الارهابيين في هذه الحرب المقدسة، من أجل عراق جديد خال من العنف والارهاب بكل أشكاله.

ومن دلائل الوعي والحذر، أن يضع الجميع الخلافات الثانوية جانبا، من أجل أن ينشغلوا بالواجبات فقط، أما النوافل والمستحبات، فعلى الجميع تأجيل النظر فيها والحديث عنها، فاذا ما أضرت النوافل بالواجبات، يلزم التأجيل الى الوقت المعلوم والمناسب.

السؤال السابع:

 

وما هي توقعاتكم لمشروع الوحدة الوطنية الذي من المتوقع أن ينطلق في العراق، اثر اعلان السيد المالكي للمصالحة الوطنية مؤخرا؟.

الجواب:

 

في الحقيقة أنا لا أفهم ما هو المقصود بالمصالحة الوطنية، وبين من؟ ومع من؟.

فمن جانب، يصف الجميع الحكومة العراقية الجديدة، بأنها حكومة وحدة وطنية، على اعتبار أن كل العراقيين ممثلين فيها أو تحت قبة البرلمان، ومن جانب آخر يتحدث البعض، وخاصة جامعة الدول العربية، عن مشروع تطلق عليه تسمية المصالحة الوطنية.

طيب، اذا كان كل العراقيين مشتركون في الحكومة، وهذا باعتراف العراقيين أنفسهم، وكل دول التحالف الدولي، بل وباعتراف حتى من يدعو الى المشروع الآنف الذكر، فماذا تعني المصالحة الوطنية اذن؟.

الا اللهم أن يكون المقصود من التسمية هو المصالحة بين الضحايا والجلادين الذين رفضوا المشاركة في العملية السياسية واختاروا السلاح كوسيلة للتأثير في الشارع العراقي، ليس لأن أحدا من العراقيين رفض مشاركتهم، أو أن قوة معينة أبعدتهم عن المشاركة، وانما لأنهم يرفضون العملية السياسية من أساسها، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يعتقدون بصندوق الاقتراع، فهم لا زالوا مسكونين بنظرية التفرد والاستفراد والاستعلاء والنظرة الفوقية للآخرين، وعدم الاعتراف بالآخر، بغض النظر عن المنطلقات، ما اذا كانت طائفية أو عنصرية أو أي شئ آخر.

أقول اذا كان المقصود بالتسمية، هو مصالحة الضحايا مع أمثال هؤلاء، فان المشروع مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه يعتمد الظلم في أساس منطلقاته، وهذا ما لا يمكن القبول به من قبل كل العراقيين، والا لما جازفوا وتحدوا كل الصعوبات من أجل أن يصلوا الى صندوق الاقتراع ليقفوا أمامه ليدلوا برأيهم وصوتهم في الانتخابات العامة التي أفرزت مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان الباب لا زال مفتوحا ولم يوصد بوجه أي عراقي يريد المشاركة في العملية السياسية، شريطة أن يلقي السلاح ويعترف بها وبأدواتها ونتائجها، ومن ثم يقرر أن يشارك فيها من دون شروط مسبقة.

السؤال الثامن:

 

يرى بعض المراقبين ان احتواء المسلحين الذين يرفعون السلاح بوجه العملية السياسية من قبل الحكومة العراقية الجديدة، سيعجل في وضع حد للعنف والارهاب في العراق.

ماذا ترى أنت؟.

الجواب:

 

لقد بذلت كل الأطراف العراقية، السياسية منها والحزبية والدينية، جهودا مضنية من أجل اقناع المجموعات المسلحة من غير المتورطة بدم العراقيين، لالقاء سلاحها والمشاركة في العملية السياسية.

ولا زال هناك من يبذل الجهود الكبيرة من أجل تحقيق ذلك، ولكن يبدو لي أن من أراد أن يقتنع بالعملية السياسية ويلقي سلاحه، قد اقتنع بذلك وأقدم عليه، أما الباقون فاعتقد بأنهم لا يريدون أن يقتنعوا بذلك ولذلك يرفضون التفكير بصوت عال من أجل أن يصلوا الى النتيجة الايجابية التي وصل اليها من قبل، الكثير ممن حمل السلاح ثم ندم عليه.

برأيي فان مما لا شك فيه، أن أي حوار مع أي مسلح لم يتورط بالدم العراقي، انما هو أمر محمود بل مطلوب، خاصة في هذا الوقت، وعلى وجه الخصوص، اليوم وبعد مقتل زعيم الارهابيين، لأن ذلك سيصيب الكثير من المسلحين بالاحباط واليأس، ما سيدفعهم الى اعادة النظر والتفكير بطريقة واسلوب عملهم، ولذلك ينبغي أن يفتح العراقيون، الحكومة على وجه التحديد، أمامهم ولهم نوافذ أمل جديد يدفعهم ويشجعهم على الاسراع في اتخاذ القرار الصحيح بنبذ السلاح والايمان بالعملية السياسية للالتحاق بها، كل على طريقته.

الذي أتمناه هو، لو أن أي مسلح وجد أمامه نافذة جديدة تفتحها الحكومة أمامه، عليه أن لا يقرأها خطأ، فيتصور بأنها دليل ضعف أو عجز مثلا، بل عليه أن يفهمها على أنها دليل جديد على حرص العراقيين على انتشاله من ورطته لاحتضانه وضمه الى صدر العراق الكبير والحنون على أبنائه كالأم الحنون على ابنها الرضيع.

أما اذا قرأ أحدهم الأمر بطريقة خطأ، فسيحرم نفسه فرصة جديدة، وهو بذلك سيظلم نفسه وبلده وشعبه، وهو سيندم في نهاية المطاف ويلعن الساعة التي أغواه فيها الشيطان الرجيم الذي يزين لأوليائه زخرف القول غرورا، كما يحسن لهم الخطأ ليسيروا اليه ويقعوا فيه، وبعد ذلك، تراه يتبرأ منهم، براءة الذئب من دم يوسف.

السؤال التاسع:

 

ما هو رأيكم في نشر ثقافة التسامح في العراق؟ خاصة مع القوى التي لا تريد أن تشارك في العملية السياسية الجديدة، ولا زال يعلن ولاءه للطاغية الذليل صدام حسين؟.

الجواب:

 

وهل هناك غير التسامح علاجا لمشاكل العراق؟.

ان ثقافة التسامح هي الحل الأنجع للأزمة التي يمر بها العراق، فالعنف والتحدي وسياسات الانتقام والثأر والانشداد الى الماضي من دون التطلع الى المستقبل والفرض والاكراه، ان كل ذلك لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، ولذلك فان علينا جميعا، كعراقيين، أن نعمل على اشاعة روح التسامح القائمة على الاعتراف بالآخر والتنازل أحيانا، اذا اقتضت المصلحة العليا، عن بعض حقوقي للآخرين من أجل تهدئة المخاوف وتطمين النفوس المسكونه بالرعب من الحاضر الجديد، والى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة في كتاب الله العزيز والتي تقول{ان الله يأمر بالعدل والاحسان} فالعدل، كما هو معروف، يعني أن يأخذ كل ذي حق حقه، أما المعروف، فهو أن يتنازل صاحب الحق عن بعض حقوقه، وبطيب خاطر، الى الآخر من أجل تحقيق مصلحة عليا أكبر من هذا الحق أو ذاك، وهذا ما نحتاجه اليوم في العراق الجديد.

ليس هناك أية مشكلة في أن يجهر المواطن بموالاته لأي كان، وان كان للطاغية الذليل، اذ أن من حق كل مواطن أن يعتقد بما يشاء، شريطة أن لا يلجأ الى السلاح لفرض ما يعتقد به هو شخصيا على الآخرين، فذلك هو الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه والتورط فيه أبدا.

لقد قرأت قبل أيام، عبارة يتخذها أحد المواقع الالكترونية العراقية شعارا له، تقول العبارة{نحترم الآخر ولو اعتقد بحجر، لكن، أن يرمينا به، فسنرد الحجر من حيث أتى}.

ما أحلى وأجمل وأروع هذه العبارة بمفهومها الانساني، وكم أتمنى أن يتخذها العراقيون شعارا لهم ينقشونه بماء الذهب ويعلقونه في بيوتهم ومكاتبهم وأماكن عملهم، لتتحول الى واقع فعلي يتعايش معهم، فليؤمن العراقي بما يراه صحيحا، اذ ليس لأي أحد سلطة على قلوب وعقول ووعي الناس، شريطة أن يحترم آراء الاخرين وخياراتهم وما يؤمنون ويعتقدون به، أما أن تؤمن أنت بما تراه صحيحا وتمنعني من أن أعتقد بما أراه أنا صحيحا، فذلك هو الظلم بعينه، والذي ينبغي أن لا نتورط فيه.

كذلك، فان من حقك أن تؤمن وتعتقد بما تراه صحيحا من آراء وأفكار ومبادئ، بل وحتى أشخاص، أما أن تلجأ الى العنف والارهاب والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لترغمني على الاعتقاد والايمان بما تعتقد وتؤمن به، فهذا ما سأقاومه لا زال في عرق ينبض بالحياة، فاذا كان من حقك أن تؤمن بما تشاء، فبالتاكيد ليس من حقك أن ترغم الآخرين على الايمان بما تؤمن به، أبدا.

ليؤمن ويعتقد كل عراقي بما يشاء، وليكن الحوار وقوة المنطق والدليل والاعتراف بالآخر، هو سلاحنا الفعال والأمضى في الاقناع وتغيير وجهات النظر.

بدوره، فان ذلك بحاجة الى أن يتعلم العراقيون فن الاصغاء، فكما يحب الانسان أن يصغ اليه الآخرون عندما يتكلم، عليه كذلك أن يتذكر بأن الآخرين، كذلك، يحبون أن يصغي اليهم عندما يتحدثون، فاذا تعلمنا جميعا فن الاصغاء بنفس الدرجة التي نعرف فيها فن الحديث، فسنكون قد قطعنا أشواطا مهمة على طريق الحوار والاعتراف بالآخر والجدال بالتي هي أحسن.

وأخيرا:

شكرا جزيلا للأخت الكريمة السيدة نوال اليوسف، وشكرا لموقع (سعوديات نت) الالكتروني لاتاحته لي هذه الفرصة الثمينة لأتحدث بها الى رواد الموقع والى كل من سيقرأ الحوار.

متمنيا التوفيق والسداد للجميع.

 

8 حزيران 2006

 

Link to comment
Share on other sites

Guest ماذا كان الزرقاوي والقاعدة يصنعا

ماذا كان الزرقاوي والقاعدة يصنعان في العراق قبل الحرب ؟

GMT 7:15:00 2006 الخميس 22 يونيو

صحافة أجنبية

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

صحيفة ويكلي ستاندرد

 

آخر سؤال طرح على الجنرال بيل كالدويل في لقائه الذي عقده مع الصحفيين يوم الخميس الماضي حول مقتل الزرقاوي كان من مراسل صحيفة نيويورك تايمز ريتشارد أوبيل الذي أراد فيه معرفة المزيد عن أبو المصري ، وهو الشخصية التي يتوقع العديدون أنها ستخلف الزرقاوي في زعامة منظمة القاعدة في العراق . على ذلك السؤال رد كالدويل قائلاً :

 

" أجل ، المصري عربي من مصر وليس عراقياً . ولد ونشأ في مصر وتلقى تدريبه في أفغانستان ، ومعلوماتنا عنه تفيد بأنه ضالع في صنع العبوات الناسفة وزرعها في العراق الذي ربما يكون قد قدم إليه في عام 2002 ومن المحتمل أن يكون هو الذي ساعد في تأسيس أول خلية للقاعدة في بغداد . " شيء غريب ؟ هل يجهل كالدويل أن العراق لم يكن فيه إرهابيون من القاعدة قبل الإحتلال الأميركي في آذار 2003 ؟ الكل يعلم أن الإرهابيين ما توافدوا على العراق أسراباً تلو أسراب إلا بعد أن بدأت الحرب . فما الأمر إذاً ؟ حين يقرأ المرء تغطية مقتل الزرقاوي التي بثتها كبريات الصحف الرئيسة سيفهم لماذا شاعت كذبة أن العراق لم يعرف إرهابيي القاعدة قبل الحرب الأخيرة ولم وامتد الأجل بهذه الكذبة إلى يومنا .

فكثير من الصحفيين أما يجهلون أو يتجاهلون حقيقة أن الزرقاوي كان في بغداد ومعه أكثر من عشرين من أعضاء القاعدة قبل وقوع الحرب بما يقارب العام . هذه الحقيقة لم تطرح للنقاش بصورة جدية . فقد أشار إليها كولن باول فيما قدمه للأمم المتحدة قبل الحرب ، ثم أكدتها لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ في مراجعتها لمعلومات المخابرات عن حرب العراق ، وقد ذكر الجنرال تومي فرانكس في كتابه عن العراق أن الزرقاوي تلقى معالجة طبية في بغداد . وفي حزيران 2002 أمدت الحكومة الأردنية النظام العراقي بمعلومات تفصيلية عن أماكن تواجد الزرقاوي وهذا أمر أقرت به عمان فيما بعد . فلماذا إذاً لم تتضمن التغطية التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” لأبرز الأحداث في حياة الزرقاوي ، والتي بلغت 35 فقرة ، تلك الفترة التي قضاها زعيم الإرهابيين في بغداد ؟ ولماذا يكتفي كريستوفر ديكي في مقالته على صفحات مجلة “نيوزويك” ، التي غطت مختلف جوانب حياة الزرقاوي ونشاطاته ، بالإشارة إلى أن الإرهابي الأردني ارتبط بجماعة إسلامية متطرفة في المنطقة الجبلية من كردستان العراق التي كانت خارجةعن سيطرة صدام من دون أن يتطرق إلى الفترة التي قضاها في بغداد تحت ظل نظام صدام . ولكن عرضاً قدمته مجلة “تايم” بقلم رئيس مكتبها المبدع جون برنز أشار إلى إجابة كالدويل على سؤال أوبل . ولكن العديد من تقارير الأخبار تجاهلت وبكل بساطة حقيقة أن الزرقاوي ومجموعته كانوا يعملون جهاراً في عراق البعث قبل أشهر من دخول القوات الأميركية في آذار 2003 .

 

بل أن البعض تمادى أكثر من ذلك ، حيث ارتأى باتريك كوين ، الكاتب في وكالة اسوشيتد بريس ، أن مزاعم إدارة بوش القائلة بأن الزرقاوي هو همزة الوصل بين العراق والقاعدة كانت خادعة . ويسترسل كوين في مقالته إلى حد القول : " بدأ نسج الأسطورة عن الزرقاوي قبل بدء الحرب في آذار 2003 . قبلها بشهر واحد . ثم أخبر وزير الخارجية كولن باول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن وجود الزرقاوي في العراق دليل دامغ على وجود صلات بين صدام والقاعدة . ولكن مسؤولي المخابرات عادوا فيما بعد ليعلنوا بطلان هذا الزعم . " إلا أن هذا القول هو عين الباطل . فليس فقط أن الزعم لم يعلن بطلانه بل أنه تم تأكيده لدى مراجعة معلومات ما قبل حرب العراق التي أجرتها لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ في تموز 2004 . وفي 5 شباط 2003 أخبر باول مجلس الأمن أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق مما أسماه " شبكة العلاقات المعقدة الخبيثة بين العراق وإرهابيي القاعدة " . يومها قال باول : " تلك الشبكة تجمع بين المنظمات الإرهابية الكلاسيكية وطرق القتل الحديثة ، وإن العراق اليوم مأوى لشبكة قاتلة من الإرهابيين يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي وهو من أصحاب أسامة بن لادن والمتعاونين معه وأتباع القاعدة الآخرين . " ثم مضى باول في وصف نوع التدريب الذي تلقاه الزرقاوي في أفغانستان وخبرته في العمل على الأسلحة الكيمياوية وتطرق في حديثه إلى معمل الأسلحة الكيمياوية الذي كان الزرقاوي يعمل على إنشائه في شمال العراق . وواصل باول حديثه قائلاً بالحرف الواحد : " وإن اولئك الذين يشرفون على إدارة هذا المعسكر هم من مساعدي الزرقاوي العاملين في شمال المنطقة الكردية في العراق الخارجة عن سيطرة صدام . إلا أن بغداد لها عميل يحتل موقعاً رفيعاً في تلك المنظمة المتطرفة التي يطلق عليها اسم أنصار الإسلام والتي تفرض سيطرتها على ذلك الركن من العراق . وفي عام 2000 عرض هذا العميل على منظمة القاعدة تقديم ملاذ آمن لها في تلك المنطقة . وبعد أن طردنا القاعدة من أفغانستان تقبل بعض أعضاءها اللجوء إلى هذا الملاذ الآمن وهم يقيمون فيـه الآن . لكن نشاطات الزرقاوي لم تكن مقتصرة على هذا الركن الصغير من شمال العراق ، حيث أنه سافر إلى بغداد في أيار 2002 لتلقي المعالجة الطبية وبقي في العاصمة العراقية لمدة شهرين حتى يتعافى لخوض معارك جديدة . وخلال هذه الفترة توافد على بغداد ما يزيد على عشرين متطرفاً وأقاموا قاعدة عمليات لهم فيها . ومنتمو القاعدة المتمركزين في بغداد الآن يقومون بتنسيق تحركات الأشخاص والأموال والتجهيزات إلى داخل العراق وفي جميع أنحاءه لصالح شبكة الزرقاوي وهم يعملون الآن في العاصمة بحرية مطلقة منذ ما يزيد على ثمانية أشهر . إن المسؤولين العراقيين ينفون أية اتهامات تربطهم بالقاعدة ، ولكن هذا النفي لا مصداقية له . ففي العام الماضي تباهى عضو في القاعدة زاعماً بأن الوضع في العراق جيد ، على حد قوله ، بحيث سيكون من الممكن إحداث النقلة في بغداد بسرعة . ونحن نعلم أن هؤلاء المنتمين إلى القاعدة مرتبطون بالزرقاوي لأنهم دائبون إلى اليوم على إجراء اتصالات منتظمة بمعاونيه المباشرين ، بما فيهم مخططي الخلية السامة وهم منخرطون في تحريك المزيد من الأموال والمواد . " كان هذا هو ما قاله كولن باول .

 

 

وعاد باول فأشار إلى أن مساعدي الزرقاوي الذين تم القبض عليهم بعد اغتيال موظف الإغاثة الأميركي لورنس فولي في الأردن اعترفوا اثناء التحقيق بأنهم تلقوا السلاح من الزرقاوي . كما أن معظم تلك الخطة كان قد خطط لها في الملاذ الآمن الذي يقيم فيه الزرقاوي داخل العراق . وقد وجدت لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ أن المعلومات التي وردت في كلمة وزير الخارجية باول ، فيما يتعلق بالإرهاب والتي قدمتها وكالة المخابرات المركزية ، قد تم التحقق منها بعناية من قبل محللي الإرهاب والمنطقة ، وأن أي من تلك التقارير المخابراتية لم يأت مختلفاً بأي قدر يذكر عن التقييمات التي أصدرتها وكالة المخابرات الأميركية

بل أن وكالة المخابرات المركزية كانت على علم ، في الواقع ، بوجود صلات بين الزرقاوي والمخابرات العراقية منذ آذار 2002 عندما تقدم زعيم عمليات القاعدة أبو زبيدة طوعاً للمحققين بعد القبض عليه بمعلومات تفيد بأن بن لادن كان يعارض إقامة تحالفات نظامية صريحة مع صدام ، ولكنه كان على استعداد للتغاضي إذا ما تولى غيره مثل تلك العلاقات عنه من دون أن يبلغه . وفي نفس ذلك الإقرار أخبر أبو زبيدة المحققين الأميركيين أن الزرقاوي كان على علاقة طيبة بالمخابرات العراقية . وأبو زبيدة خير من يستطيع الحكم على مثل هذه الأمور لأنه عرف زعيم الإرهابيين الأردني على مدى سنوات ، وقد خططا معاً لتفجير فندق راديسون في عمان ، وتمت محاكمتهما غيابياً عن ذلك الهجوم . وكان الزرقاوي قد أدار معسكراً تدريبياً في هرات في أفغانستان قبل أن ينتقل إلى العراق بعد الغزو الأميركي ، ولكن عملاء جهاز المخابرات الأردني تتبعوه . وقد قامت لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ ، التي أطلقت على الأردنيين وصف " جهاز حكومي أجنبي " ، بمناقشة تلك الأحداث في تقريرها لشهر تموز 2004 الذي قالت فيه : " لقد كان النظام العراقي يعلم ، على أقل تقدير ، بوجود الزرقاوي في بغداد في عام 2002 بعد أن قدم جهازا حكوميا أجنبيا معلومات تتعلق بأماكن وجوده إلى السلطات العراقية في حزيران من عام 2002 . " وقد أكد تقرير مجلس الشيوخ مزاعم باول بأن الزرقاوي كان يعمل من داخل العراق الذي يسيطر عليه نظام صدام ، حيث جاء فيه ما نصه : " كان الزرقاوي وشبكته يعملان من داخل بغداد ومن المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في العراق أيضاً . " وقد تحدث مسؤول أمني أردني مؤخراً إلى صحيفة واشنطن بوست قائلاً : " كان هنالك دليل على أن الزرقاوي موجود في العراق خلال تلك الفترة ، وقد بعثنا بعدة مذكرات إلى العراق حينها نطلب منهم تحديد مكانه وكيفية حصوله على السلاح وكيف يتيسر له تهريبها عبر الحدود .

 

" ويمضي تقرير الواشنطن بوست قائلاً : " يذكر المسؤول الأمني الأردني أن حكومة صدام لم ترد على تلك المذكرات أبداً ، ولكن الوثائق التي أمكن الحصول عليها بعد الإطاحة بالنظام في عام 2003 تظهر أن الأجهزة العراقية قد قامت باحتجاز بعض العاملين التنفيذيين من مجموعة الزرقاوي ثم عادت فأطلقت سراحهم بعد استجوابهم . بل أكثر من هذا أن العراقيين قاموا بتحذير هؤلاء التنفيذيين بأن الأردنيين على علم بمكانهم . وبعد أن تعافى الزرقاوي من إصاباته استأنف تحركاته المتكررة عبر الحدود في المنطقة مستخدماً التنكر وجواز سفر مزور ليتجنب الأردنيين الذين يتعقبونه . "

ترى ما الذي يدعو العراقيين لاحتجاز أعوان الزرقاوي ثم إطلاق سراحهم بعد تحذيرهم بأن الأردنيين جادون في أثرهم؟ ووفقاً لما يقوله المسؤولون العسكريون الأميركيون السابقون والحاليون فإن المقاتلين الأجانب كان قد ألقي القبض عليهم ضمن حملة كاسحة أوسع استهدفت المتطرفين الدينيين العراقيين . ولكن تلك لم تكن نهاية القصة ، حيث أن المقاتلين الأجانب سرعان ما أطلق سراحهم بموجب توجيه مباشر صادر عن مكتب الرئيس العراقي السابق صدام . والمثير في الأمر هو أن هذه الحقيقة المهمة التي سربت إلى وسائل الإعلام بشأن احتجاز إرهابيي القاعدة ثم إطلاقهم قد أسقطت من التقارير الصحفية بالمرة على ما يبدو ولم يشر إليها أحد .

مقتل الزرقاوي المتعصب المتعطش للدماء يذكرنا بحقيقة السبب الذي نقاتل من أجله . ونظرة واحدة إلى الوراء على ما صنعت يداه بعد خروجه من أفغانستان تكفي لجعلنا نمضي في خوض المعركة في العراق.

 

ترجمة الصباح

Link to comment
Share on other sites

Guest الزرقاوي صنيعة المخابرات

http://www.burathanews.com/index.php?show=...article&id=3652

عالم المخابرات – 6 الزرقاوي صنيعة المخابرات ( باء )

-

في حلقتنا السابقة – ألف – كنا قد استعرضنا مرحلة هامة من حياة – أحمد فضيل الخلايلة – التي تأسست فيها ثقافته الفكرية والعقائدية والجهادية بمفاهيم منحرفة ، إبتداء من المسجد وحتى إلتحاقِه في رَكب الجهاد الأفغاني برعاية المؤسسة الوهابية التي مصدر تمويلها مملكة آلسعود . وذكرنا أن الخلايلة وحتى انتهاء دراما الجهاد الأفغاني مازال نكرة لا تعرفه عامة الناس ولا خاصتُها . في هذه الحلقة نسلطُ الضوء على شأن مهم يهتم بنسخير المخابرات العالمية لحركة الخلايلة الجهادية لصالحها بغية الوصول الى أهدافها المرسومة . ف - أبو مصعب – كنية إختارها أحمد فضيل لنفسه أو إختارها واحدٌ من أصدقائه أيام الجهاد المنحرف في أفغانستان لغرض التعتيم على إسمه الحقيقي ، وهكذا يفعلُ الجميع الذين من حوله . الحدثُ الأول الذي برز فيه الخلايلة ليصير - أبو مصعب الزرقاوي – هو قتله لدبلوماسي أمريكي في عمان . جرى هذا الحدث في جوٍّ هادىء ليس فيه استنفار في أجهزة الحكومة الأردنية ، ولا بين الرعايا الأمريكيين في عمان . وما كان له أثر كبير في وقعه سوى أن عادة الأعلام الغربي يرفع النملة فيصورها بعيرا . في تقديرنا مقتل الدبلوماسي المذكور كان بمثابة رصاصة في صدر الأرهاب نفسه ، إضافة الى أنه جريمة يجب متابعة مرتكبيها ومعاقبتهم . لا أعتقد كذلك أن الفاعلين لهذه الجريمة كانوا يتلقون مُخطط العملية من شيخِهم بن لادن الذي مازال لا يثق بالزرقاوي كمساعد قوي له وهو في حالة المُتحَصِن في مغارة مجهولة من مغارات تورا بورا ، هكذا يُقال . من طبيعة عمل المخابرات العالمية أنها دائما تبحث عن وسائل جديدة وناجحة لضرب الخصوم ، وإن أنجح الوسائل التي تراها هي أن تجدها في الخصم نفسه .

 

جريمة القتل التي نفذها الزرقاوي جعلت منه وسيلة في منظور المخابرات الأمريكية فأخذت على عاتقها متابعته وتحديد خطواته ، فوجدت أن الزرقاوي بكل تفاصيلة ماضيها وحاضرها هو الوسيلة التي يمكن التعاطي بها والتي لم يحن قطافها ، لكنه آتٍ ، خصوصا وأن تنفيذ المُخطط لتلك المرحلة الذي يُعنى بضرب العراق وتغيير نظام صدام التكريتي آتٍ وقيد التنفيذ . فعملية ضرب النظام وتغييره أهون على أمريكا من المرحلة التي تليها وقد لا تجد المبرر لوجودها في العراق اذا لم تهِّيأ الأسباب المتاحة. من هنا فهي بحاجة الى خلط كل ألوان الصراع لدعم موقفها العسكري والسياسي والانساني ، وبذلك يكون العراق مسرحا مفتوحا للصراعات السياسية والطائفية والعرقية . فحسابات المخابرات الأمريكية لا تعتمد على الدبابة أولا مثلما تعتمد على نقاط الضَعْف التي في الخصم كثغرة يمكن النفاد منها اليه وضربه في داخل حصنه . لقد تعددت أسباب الصراع الشرعي ما بين أمريكا ونظام صدام ما بعد احتلاله للكويت عام 1990، أو بينها وبين الأرهاب الوهابي ما بعد ضرب الأبراج في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. فصارت أمريكا في الواجهة للدفاع عن المنطقة من شر نظام صدام وضرورة معاقبته على جريمة الأحتلال ، كذلك الخسارة الأقتصادية الجسيمة التي ألحقها الأرهاب في مؤسساتها جعلها أكثر حزما في اجراءاتها وأكثر مشروعية . لقد رسّخت أمريكا وجودها في المنطقة بتوظيفها مشروعية المواجهة على أسس مخابراتية أولا ، وسياسية ثانيا ثم عسكرية .

 

ضمن سياق محكم تم تغيير نظام صدام ( الوسيلة وليس الهدف ) ، وبنفس السياق وصل الزرقاوي الى العراق ومعه أنصارُه . في السنتين الأولى اللتين مضتا على وجود الزرقاوي في العراق وهو يعبث بأجرامه كانت أجهزة الأستخبارات تترصده وتعرف أحيانا حتى مكان منامه دون أن تمسك به ، ودون أن يعرف نفسه محاصرا ومكشوفا . فتتعقبه ليبقى تحت نظرها ، فيفلت منها ، ثم تجد له أثرا وهكذا بينما سخّرت المخابرات المركزية الأمريكية دوائر المباحث في الأردن والسعودية والكويت وقطر لتقوم بمهمة زج عناصر شابّه من بلدانها في معركة الجهاد داخل العراق بتأثير فتاوى تصدرها شخصيات دينية مُفبركة . كذلك تسخير قنوات فضائية عديدة بأساليب ُمبهَمَة ومدروسة ، ووسائل إعلامية أخرى جعلتها في خدمة حركة الجهاد الزرقاوي في العراق ومنها مواقع الأرهاب على الأنترنيت لترويجها وتشجيع أكبر عدد من الشباب العربي بغرض الألتحاق به مهما كلف الثمن . وفي داخل العراق فهناك الأرضية الخصبة التي يمكن للزرقاوي أن يتحرك فيها بتدبير من أتباع صدام الهاربة وفق معاييرٍ طائفية تسعى أمريكا لترسيخها لتصبح هدفها الكبير ويبقى صدام والزرقاوي وسيلتان تستخدمهما المخابرات المركزية الأمريكية لتحقيق حلمها الأكبر . لقد نجح العقل الأمريكي بتصعيد الموقف ليجعل من وجوده في العراق حالة احتلال يجب مواجهتها ، ونجح في تسخير الخصم لمواجهته ثم تسخيره لأنجاز أكبر مُهمَّة كانت قد سعت لها الأدارة الأمريكية في تعميم الحرب الطائفية . فمثلما أمَّن الأمريكيون وسائل الشر السياسي في العراق وتسخير عناصره المتمثلة ببعض المنافقين لمواجهة الخط السياسي العراقي الشرعي ، كذلك أّمَّنوا وسائل الشر الطائفي المستورَد دون عناء . إنها المهمة الصعبة التي ماكان يديرها غير الزرقاوي في بلد ليس للطائفية فيه مكان .

 

إذن : كان الأرهاب والمتمثل بالزرقاوي وكذلك صدام وسيلة للوصول الى غاية أكبر من كل الوسائل هي ( صناعة مستقبل العراق السياسي ) . فهو الشغل الشاغل والحاجز الكبير في طريق خارطة الطريق الأمريكية بعد أن أحسّت أمريكا بفشلها الذريع في عملية ضرب الشعب العراقي بواسطة الحصار الأقتصادي المفروض إبان عهد صدام المخلوع ، وهي تدرك أن مستقبل العراق ماض لصالح الشعب العراقي لكنها وبنفس الوقت تحاول جاهدة تبديد الروح العالية عند الأنسان العراقي في تحقيق طموحاته الوطنية والسياسية . أيضا تعرف جيدا أن مستقبل العراق يمر بمد يده الى بعض جيرانه وقطع أيدي آخرين وهذا ما يعزز مخاوفها ويبدد أحلامها السياسية إتجاه العراق والمنطقة . فكثيرٌ ما نقع في متاهات تفسيراتنا كمحللين سياسيين أو وطنيين نعشق عراقنا فنردد دائما أن أسباب الوجود الأمريكي في العراق هو النفط ثم ننسى الأعتبارات الأخرى التي هي أهم من كل النفط والمعادن الأخرى . لقد غيّرت الولايات المتحدة الأمريكية مفهوم التعايش الأخوي ما بين الطائفتين الشيعية والسنية فذبحت تلك العلاقة الرَحبة بسكين الزرقاوي ، وجعلتها ثقافة عند العامّة . وبعد تحقيق الأهداف إنتهى دورالزرقاوي ليلقى حتفه الموعود بصناعة أجهزة المخابرات ما قبل أجهزة العسكر .

 

قاسم محمد الكفائي

 

كاتب عراقي – كندا

Link to comment
Share on other sites

ماذا بعد غياب الزرقاوي ؟

فوزي زيدان الحياة - 01/07/06//

 

يتبادر الى الأذهان بعد القضاء على أبي مصعب الزرقاوي السؤال الآتي: هل ستتوقف العمليات الارهابية في العراق، ويعمّ الوفاق بين المجموعات المتناحرة؟ أم أن غيابه كوجوده ظرفي، تستمر من بعده المواجهات بين العرب السنّة والشيعة، ليثبت كل طرف وجوده ويرسخ مواقعه في الدولة الجديدة؟ فالشيعة الذين حُرموا من المواقع الرئيسة في الدولة العراقية الحديثة منذ قيامها عام 1920 حتى الاحتلال الأميركي، أتى سقوط نظام صدام هدية كبيرة لهم، للإمساك بمفاصل الدولة والاستئثار بالقرار الوطني، ثأراً لما أصابهم من تسلّط وتغييب في العقود الماضية. وتحالفوا مع جيش الاحتلال في سبيل ترسيخ موقعهم المستجد، وتعامل الأميركيون مع الأكراد بخصوصية، وثبتوا الكانتون الخاص بهم في الشمال، يديرون شؤونه باستقلالية تامة، ويُعتقد بأنهم ضايقوا السنّة وساندوا الشيعة للسيطرة على بقية العراق، ولما واجهوا مقاومة شديدة من العرب السنّة، تحوّلوا نحو انشاء كانتون خاص بهم. يطالب قادة الشيعة علناً بإقامة اقليم خاص بهم، يشمل وسط العراق وجنوبه، ويمتد من بغداد الى الخليج العربي. ويعتبر السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية»، ان «إقامة إقليم جنوب العراق ووسطه امتياز عظيم وأكبر الحلول الناجحة لإصلاح واقع العراق ونيل الحقوق». يسيطر على القرار السياسي للشيعة رجال الحوزات الدينية وعلى رأسهم المرجع الأعلى لديهم السيد علي السيستاني، والقيادات المدنية للقوى والأحزاب الشيعية المنضوية في «الائتلاف العراقي الموحّد» الذي يشكّل الجسم السياسي للشيعة. وفي مقابل مطالبتهم بالكانتون الخاص بهم، يعتبر السنّة والعلمانيون الشيعة الفيديرالية خطوة نحو تقسيم العراق، وإقصائه عن محيطه العربي، وإلغاء دوره القومي، ويتمسكون به وطناً موحداً.

 

ويدعم الأميركيون اقامة دولة فيديرالية في العراق، لأنها تتماشى مع سياساتهم في اضعافه وتفتيته. ومن أجل بلوغ هذا الهدف كان لا بدّ من وجود قيادة سنّية متعصّبة ومتشنجة كالزرقاوي، تعمل لتنفيذ هذا المخطط التقسيمي، بحجة اعادة الاعتبار الى السنّة والحفاظ على وجودهم وكيانهم.

 

وتتطلب اقامة كانتون سنّي، تحديد حدوده وتأمين مصادر التمويل اللازمة لديمومته، إما من واردات النفط في مدينة كركوك بعد تثبيت هويتها العربية، أو تقاسمها مع الأكراد في حال ضُمت المدينة الى الكانتون الكردي، أو مع الشيعة الذين توجد حقول النفط بوفرة في مناطقهم، أو من بيع مياه الأنهار التي تمر في «المثلث» السنّي. ويعود تحرك السنّة الى دفع الظلم الذي تعرضوا له من المحتل الأميركي، بتسريحهم من الجيش وملاحقتهم بحجة الانتماء الى حزب «البعث»، علماً أنهم عانوا كغيرهم من العراقيين جبروت صدام وتسلّطه، ومن شيعة صبّوا غضبهم عليهم، انتقاماً للقهر الذي عانوه من صدام، فنكّلوا بكثيرين منهم، وحرموهم من حقوقهم، بعدما سيطروا بموافقة الأميركيين وتشجيعهم، على مواقع الدولة، ما ولّد لدى السنّة الغضب من الطرفين، فقاوموا الجيش الأميركي المحتل دفاعاً عن استقلال العراق وعروبته، والشيعة خوفاً على مصيرهم، ودرءاً لتهميش دورهم الوطني.

 

عندما جاء الزرقاوي الى العراق، كان هدفه المعلن محاربة الأميركيين و «طردهم من بلاد المسلمين». واستحوذ إعلامه وإرهابه على الساحة العراقية، خصوصاً بعدما أعلن قيام تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، وهو رافد مستقل من تنظيم «القاعدة». وغابت عن الإعلام عمليات المقاومة الوطنية ضد الأميركيين التي ينفذها عرب سنّة من أبناء العراق، والتجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات شيعية (فيلق بدر وجيش المهدي) بعد اندماجها في المؤسسات العسكرية والأمنية، ضد العرب السنّة. وبات حالة يومية اغتيال أبرياء وتصفية معتقلين في السجون العراقية.

 

بدأ الزرقاوي عملياته ضد الأميركيين، وعندما استقرت له الأمور، بدأ يمارس الأعمال الإرهابية من قطع رؤوس بلا هوادة أو رحمة، وسفك دماء بريئة وتأجيج الحرب المذهبية. واستطاع اجتذاب بعض الشبان الى معتقداته، وهي أفكار متحجرة غير متسامحة تروّج زوراً أن ما يرتكبه تنظيم الزرقاوي هو في سبيل الدين.

 

كان الزرقاوي ظاهرة وحظي بشعبية لدى بعض الجماعات في العالم العربي، لمحاربته جيش الاحتلال الأميركي. وأدّى تعاطفها معه الى دفعه لارتكاب مزيد من المجازر والأعمال الإرهابية، وتحويل أرض الرافدين الى أرض الخراب والمذابح والسيارات المفخخة والفتن الطائفية.

 

وحاول الزرقاوي مدّ نفوذه الى لبنان والتدخل في شؤونه والتأثير في مجريات الأمور فيه، من خلال البيانات التحريضية والتهديدات لبعض المرجعيات الدينية والسياسية الشيعية، بهدف إثارة الفتنة بين المسلمين اللبنانيين، واذكاء التشجنات والتوترات المذهبية التي ظهرت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكان لتدخّل القيادات الروحية والسياسية الرئيسة للطائفتين الإسلاميتين، الأثر الكبير في تهدئة الأوضاع واطفاء نار الفتنة قبل اندلاع حريقها في البيت الإسلامي، وقبل أن تتمكن ثقافة الزرقاوي من السيطرة على العقول الضعيفة. ماذا كان الهدف الحقيقي للزرقاوي؟ هل كان مجاراة الأميركيين وغالبية الشيعة في اقامة كانتون سنّي في العراق؟ أو إقامة امارة له، تكون منطلقاً لإنشاء دولة «القاعدة»؟ الأكيد أن الحرب المذهبية التي ساعد في تأجيجها، وأدّت الى الشرخ الإسلامي الواسع والتهجير المتبادل بين السنّة والشيعة، كانت بهدف تحديد حدود دويلته.

 

بين التساؤلات الأخرى: هل كان مقتل الزرقاوي نتيجة معاودة الأميركيين حساباتهم ومراجعة سياساتهم في العراق، بعد تقويم نتائج أعمالهم خلال السنوات الماضية؟ وهل بدأوا بتهدئة الأمور، خوفاً من تداعيات النفوذ الإيراني في العراق وتمكّنه منه؟ هل سيؤدي مقتل الزرقاوي الى فرض متغيرات على الوضع الميداني في العراق، تنعكس على صورة تنظيم «القاعدة» عبر تكثيف العمليات ضد الجيش الأميركي، وتخفيفها على المدنيين؟ هل يستعيد السنّة السيطرة على مناطقهم، ويتسلمون زمام الأمور فيها، ويتفاوضون مع الحكومة الحالية لتحقيق مطالبهم، وبذلك تضعف «القاعدة» وتتلاشى أعمالها الإرهابية بعد أن تفقد الغطاء المحلي لها؟ وهل يطوي موت الزرقاوي ملف الفتنة في العراق، ويفتح الأبواب للمصالحة الوطنية؟ وهل تعتبر دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي الى المصالحة مع المسلحين السنّة، خطــوة في هذا الاتجـــاه؟

 

ان الحل في العراق، كما في لبنان ودول أخرى عربية يكمن في إقامة الدولة المدنية القادرة والآمنة، على أسس العدالة والمساواة وكفالة الحريات، واعتماد الديموقراطية الصحيحة، بعيداً من الأجواء العرقية والطائفية، وأن يتولى العلمانيون قيادة العمل الوطني وادارة شؤون الدولة، ويبتعد رجال الدين عن التدخل في الشؤون السياسية، ويوجهوا جهودهم نحو الإرشاد الروحي وبث روح الإلفة والمحبة بين كل شرائح المجتمع.

 

 

كاتب لبناني

Link to comment
Share on other sites

Guest تنظيم القاعدة بأنهم " باعوا

من جانب اتهمت زوجة الزرقاوي الأولى في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، زعماء تنظيم القاعدة بأنهم " باعوا" الرزقاوي للولايات المتحدة مقابل وعود التخلي عن مطاردة زعيم القاعدة، أسامة بن لادن.!!

 

وأضافت زوجة الزرقاوي قائلة في هذه المقابلة ، إن القيادة العليا لتنظيم القاعدة توصلت إلى صفقة مع المخابرات الأمريكية لأن الزرقاوي أصبح أكثر قوة ونفوذاً. ووصفت زوجة الزرقاوي "أم محمد" أن القبائل السنية (العراقية) والمخابرات الأردنية توسطت للتوصل إلى هذه الصفقة.

 

وأضافت زوجة الزرقاوي قائلة، في المقابلة التي نشرت الأحد الماضي : "لقد باعوا زوجي للأمريكان.. لأنه أصبح أكثر نفوذاً وإزعاجاً."!! وأشارت الصحيفة،التي تصدر في العاصمة الإيطالية روما، إلى أن المقابلة أجريت في جنيف، واصفة زوجة الزرقاوي بأنها "أردنية" وتبلغ حوالي الأربعين عاماً.

 

المصدر : نهرين نت

Link to comment
Share on other sites

Guest خطاب السفير زلماي خليلزاد

خطاب السفير زلماي خليلزاد امام مركز الدراسات الستراتيجية والدولية

 

واشنطن-13-7 : شكراً زبيغ على هذه المقدمة اللطيفة جداً. يعلم العديد منكم ان الأئمة الاثني عشريتكلمون عن واجب المؤمنين بالتمثل ببعض الاشخاص ويسموهم المرجعية. وللعديد من بيننا الذين يلعبون ادوار السياسة ولديهم خلفية اكاديمية، انت يا زبيغ ممن نتمثل بهم. اود ايضا ان اتقدم بشكري الى (CSIS) لاتاحة الفرصة لي لاشاطركم تقييمي للوضع الامني في العراق ووجهة نظري حول السير الى الامام، وللتواصل معكم في بعض الاسئلة والاجوبة.

 

 

 

ساعطيكم اولا خلاصتي للموضوع، اعتقد ان على الامريكيين ان يكونوا متفائلين ستراتيجياً حول العراق بينما يبقون صبورين تكتيكياً. لقد حدث تغيير رئيسي- تحول تكتوني في التوجه السياسي للعرب السنة وهذا ذو اهمية بالغة. لقد قاطعوا انتخابات كانون الثاني 2005 وكان تمثيلهم في الجمعية الوطنية الانتقالية منخفضاً. اليوم يشارك العرب السنة كلياً في العملية السياسية وتمثيلهم في مجلس النواب يوازي نسبتهم من السكان. وانهم قد توصلوا الى الرأي ان الولايات المتحدة هي وسيط مخلص في مساعدة فئات العراق للالتفاف حول خطة وعملية الاستقرار للبلد.

 

 

 

والاكثر من ذلك فأن القاعدة قد تراجعت بصورة واضحة في العراق خلال العام الماضي. وهذا نتج ليس فقط من قتل الزرقاوي اخيرا ً ولكن ايضاً من القاء القبض على او قتل عدد من القادة الرئيسيين الاخرين وخلق بيئة أكثر صعوبة وخطور على القاعدة في العراق.

 

 

 

هذه تغييرات ايجابية اساسية، وادت مجتمعة الى تشكيل وبدء عمل اول حكومة وحدة وطنية للعراق لها وزراء غير طائفيين للامن واتفاقات حول قواعد اتخاذ القرار في المواضيع الحيوية وهيكلية مؤسسات السلطة التنفيذية وبرنامج متفق عليه بصورة واسعة. كذلك مكنت من احراز تقدماً سياسياً والذي نتج عنه اعلان رئيس الوزراء المالكي مؤخراَ لمشروع حكومته حول الحوار والمصالحة الوطنية.

 

 

 

ومع ذلك، وفي عين الوقت، فأن الارهابيين تكيفوا مع هذا النجاح باستغلال التصدع الطائفي في العراق. قبل سنة كان الارهاب والتمرد ضد الائتلاف وقوات الامن العراقية المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار وبالاخص منذ تفجير "المسجد الذهبي" في شباط ان الطائفية العنيفة هي التحدي الرئيسي وهي مصدر مآسي عديدة في شوارع بغداد. ومن الضروري جداً للحكومة العراقية الجديدة ان تحرز تقدماً كبيراً في التعامل مع هذا التحدي خلال الاشهر الستة القادمة. يتفهم رئيس الوزراء هذه الحقيقة.

 

 

 

اليوم، ساناقش الوضع الحالي لهذه الجهود، مع ملاحظة الانجازات التي احرزناها و الخطوات الاخرى التي ننوي اتخاذها بالشراكة مع الحكومة العراقية الجديدة.

 

تعزيز الوحدة الوطنية لاحتواء و نزع فتيل العنف الطائفي

 

 

 

سيتطلب احتواء العنف الطائفي خطوات سياسية وامنية. فعلى المسار السياسي هناك بحاجة الى عدة خطوات لتعزيز الوحدة بين العراقيين.

 

 

 

قبل كل شئ، على القادة العراقيين بناء توافق في الرأي في معالجة عدة قضايا التي تبرز بسبب الدستور الجديد. ولعدم تمثيل العرب السنة في الجمعية الوطنية التي شرعت الدستوربالمستوى المطلوب ، فإن الوثيقة وفرت عملية تعديل سريعة العمل في ظل مجلس النواب الجديدة والكاملة التمثيل. ستكون احدى القضايا الرئيسية والصعبة هي النصوص الدستورية المتحكمة بفدرالية العراق المستقبلية – اي، العملية، التوقيت و قواعد ايجاد اقاليم فدرالية خارج المنطقة الكردية.

 

 

 

كما يقضي الدستور ايضاً من سن تشريع يتحكم بتطوير مصادر البلاد من النفط والغاز، بما في ذلك دور الحكومة الوطنية في تخصيص العائدات.

 

 

 

ويتضمن اجراء آخر ملزم دستورياً انشاء هيئة لمراجعة اجتثاث البعث. وهناك اتفاق بين اكثر العراقيين بحدوث تجاوزات في هذه العملية. والمنحى الصحيح هو اخضاع هؤلاء الذي ارتكبوا جرائم في ظل النظام السابق الى اجراء قضائي، واجراء مصالحة مع الذين كانوا بعثيين ولكن لم يرتكبوا جرائم.

 

 

 

ثانياً، وبعيداً عن هذه القضايا الدستورية، ستنصب جهود الحكومة الجديدة على تعزيز وحدة الشعب العراقي من خلال مشروع رئيس الوزراء المالكي للمصالحة الوطنية والحوار. وهذه مبادرة جريئة، تضع جميع القضايا الاكثر صعوبةً على الطاولة لايجاد حل.

 

 

 

ان الهدف الرئيسي لمشروع المصالحة الوطنية هو لضم عناصر المتمردين، الذين هم حالياً في المقاومة المسلحة، الى العملية السياسية. لقد حارب العديد من المتمردين قوات الائتلاف والحكومة العراقية نتيجة مخاوف في غير محلها من ان الولايات المتحدة كانت تسعى لاحتلال العراق بشكل غير محدد أو بدافع الموضوع الطائفي. الآن ينظر الكثيرون إلى ان السعي وراء أهدافهم يكون بطرق اخرى غير العنف. وايضاً فقد تنامى شعورً اكبر من الواقعية بين القادة السياسيين العراقيين. ويدرك قادة العرب السنة ان الحنين لهيمنتهم السابقة لا يعد الاساس لستراتيجية سياسية واقعية. وقد بدأ قادة العرب الشيعة يدركون ان السعي للانتقام من مجموعات اخرى عن جرائم صدام أو محاولة عزل العرب السنة من لعب دور في الحكومة ليس خياراً واقعيا. وبالتالي، يوجد تفهم متزايد بان المصالحة مع اغلب عناصر المعارضة المسلحة الحالية ممكنة وضرورية لاستقرار العراق، وهذا يستدل عليه من حقيقة طلب بعض المتمردين ان تسلحهم الحكومة لغرض محاربة الارهابيين الاجانب.

 

 

 

ولكون الحكومةالعراقية والمتمردين الذين لديهم الاستعداد للتصالح يلتقون سوية، فان الموضوع الذي سينشاً هو منح العفو لاولئك الذين قد ارتكبوا اعمال العنف خلال النزاع الحالي. ويدرك الزعماء العراقيون بان كل حرب يجب ان تنتهي، ونهاية الحروب تتطلب حتماً قرارات عفو من نوع معين. حيث قد صدرعفو واسع النطاق في نهاية الحرب الاهلية الامريكية. وانتهت العديد من النزاعات الداخلية الحديثة الاخرى بقرارات عفو واسعة. ان الامثلة الحديثة تشمل السلفادور وسيراليون والموزمبيق وافريقية الجنوبية وانغولا واندنوسيا. ونفذت افغانستان عملية تسمح للجميع، عدا قلة من الطالبان السابقين للتبرئ من ماضيهم والاندماج بالمجتمع الافغاني.

 

 

 

انني افهم بان لدى البعض في الولايات المتحدة رد فعل سلبي لفكرة منح قرارات العفو. سنعمل مع الزعماء العراقيين من اجل ايجاد التوازن الصحيح بين المصالحة والمسؤولية، وللتأكد بان اولئك المضحين من الذين توفوا اوجرحوا اثناء تحرير العراق يتم تكريمهم. و سوف لن تكون هناك معايير مزدوجة تمنح العفولاولئك الذين قتلوا جنوداً من الائتلاف ولا تمنحه لاولئك الذين قتلوا عراقيين. و بمقدور الشعب الامريكي ان يكون متيقنا حول تلك النقطة الاساسية. ان التكريم الاعلى للمدنيين والجنود الذين ضحوا لانهاء تهديد نظام صدام وتحرير الشعب العراقي يكون بنجاح قضية العراق الديمقراطي، ولاولئك العراقيين الذين حاربوا هذا التغيير في باديء الامرأن يقبلوا النظام الجديد.

 

 

 

 

 

 

 

بناء قوات امن فعّالة واقامة امن ثابت

 

وبصورة متوازية مع الجهود السياسية، فان الحكومة العراقية وبدعم من الائتلاف يجب ان تزيد من فعّالية قوات الامن العراقية وتعدل عملياتنا الامنية لمواجهة التحدي في السيطرة على العنف الطائفي. وان ذلك يتطلب تعديلات وجهود جديدة في ست مناطق.

 

 

 

اولاً، سوف تستمر الحكومة العراقية والتحالف بتحسين قوات الامن العراقية. فقد ازدادت قوات الامن العراقية خلال الاثني عشر شهراً الاخيرة من 168000 الفاً لاكثر من 265000 الفاً. وبنهاية هذا الصيف فان حوالي 75% من افواج والوية الجيش العراقي ستقود العمليات المضادة للمتمردين مع الائتلاف الذي سيلعب دورالارشاد والاسناد فقط. وبنهاية السنة، فان جميع وحدات الجيش العراقي يتوقع ان تكون في موقع القيادة في عملياتها. ومع ذلك فانه مازال يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به. حيث ينبغي ان يتم تزويد الوحدات العراقية بصورة كاملة بالرجال، لان الجيش العراقي وخاصة الشرطة تحتاج الى تحقيق مستويات عالية من الاستعداد. واننا نقوم ايضاً بتنفيذ الخطط من اجل تسريع تطوير الجيش العراقي من قوة خفيفة تعتمد على الائتلاف في الدعم اللوجستي والقتالي الى قوة ثقيلة ليس بمقدورها فقط مواجهة وحدات عدو مسلحة بشكل جيد واكثر فعّالية، بل وتستطيع ايضا ان تعمل باعتماد اقل على الائتلاف. ويجب علينا ان نحتفظ بالتزام طويل الامد ايضاً لتطوير قيادة عسكرية فعّالة وكذلك العمل مع الحكومة العراقية لاجل القيام بالتحديث المتدرج لقواتهم.

 

 

 

ثانياً، توجد هناك حاجة للقيام باجراءات لضمان ان مؤسسات امن العراق قادرة على نيل الثقة من قبل جميع الاطياف العراقية – الثقة التي يتوجب تامينها اذا ما ستصبح ادوات لكبح الطائفية. ولكن من سوء الحظ هناك امثلة على ان القوات العراقية قد سمحت او تعاونت مع المليشيات الطائفية. ومن اجل التصدي لهذه المشكلة قام رئيس الوزراء السيد المالكي وكذلك وزير الداخلية السيد البولاني باجراء ا صلاح في وزارة الداخلية بضمنه تطهير القوى الطائفية من الشرطة كأولوية قصوى. أنه لأمر حيوي أن تحصل هذه التغيرات بأسرع وقت ممكن. سيساعد الائتلاف ومن خلال اجراءات مؤقتة مثل زيادة اجراءات التدقيق على المتطوعين وتنسيب المستشارين مع وحدات الشرطة لأجل الحصول على تأثير فوري في اداء الشرطة. وكذلك عملنا أنا والجنرال كايسي مع القادة العراقيين لايجاد مجموعة مشتركة لتقييم أمكانيات ومتطلبات قوى الأمن العراقية بالاضافة الى مراقبة القضايا الحرجة مثل عملية الأصلاح في وزارة الداخلية.

 

 

 

ثالثاً: في حين تتم تقوية هذه المؤسسة ستكون الحكومة العراقية في موقف أعادة تأسيس أحتكار الدولة للقوة وهي المهمة المركزية في بناء الدولة. يُدرك رئيس الوزراء السيد نوري المالكي – وهو ملتزم بتولي ذلك – أن الخطوات التالية اساسية لأتمام هذه المهمة. أن الحاجة الى تسريح المجموعات المسلحة غير المرخصة بما في ذلك المليشيات هو جزء مهم في هذه المهمة. مع انه ذلك سيكون صعباً من الناحية السياسية، ألا أن الحكومة تُدرك أن ذلك ضرورياً من أجل أستقرار الوضع في العراق لتقليل العنف الطائفي. يطور القادة العراقيون وبدعم من الأئتلاف برنامجاً لتسريح وأعادة دمج المجاميع المسلحة غير المرخصة والذي سينفذ عندما تتضائل النشاطات المسلحة كجزء من عملية المصالحة. وفيما يقبل رئيس الوزراء هذا التحدي فأن بأمكانه الأعتماد على الدعم الأمريكي.

 

 

 

رابعاً: سيستفيد كل من الحكومة العراقية والأئتلاف من جهود المصالحة في أضعاف وتدمير الأرهابيين والعناصر الأخرى غير المتصالحة. يتفهم رئيس الوزراء السيد المالكي أهمية الوصول الى أقصى مدى لشمول الجماعات المسلحة الراغبة في ألقاء السلاح شريطة ان يقبلوا بالعراق الديمقراطي الجديد ويتعاونوا بالكامل في المساعدة على أستهداف أولئك الذين يصرون على التورط في الأرهاب. نحن ندعم هذا الرأي لأنه سوف يساعد على تقليل العنف في العراق وندعم الأجراءات الأخرى لأجل هزيمة الأرهابيين.

 

 

 

هنالك هوة تتسع بين القاعدة والعرب السنة الذين كانوا جزءاً من المعارضة المسلحة في العراق. لقد نظر الكثير من العرب السنة سابقا أن عمليات القاعدة تخدم قضيتهم . ولكن في الوقت الحاضر فأن العرب السنة يتفهمون بأزدياد بأن الأرهابيين غير مهتمين بمستقبل العراق وأن قادة تنظيم القاعدة يرون العراقيين كمجرد حطب للنار في محاولة لاثارة حرب الحضارات. يرفض العرب السنة المتمردون هذه اللعبة الساخرة اكثر فاكثر. يشير التحذير الموجه من قبل أسامة بن لادن للقادة السياسيين من العرب السنة مثل نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي والوثائق التي تم ضبطها مؤخراً بأن قيادة تنظيم القاعدة تعلم الآن انها تخسر موقعها كنتيجة لعملية المصالحة في العراق. انهم يعرفون بانه اذ ما مضت عملية المصالحة قدماً وبدأت بأمتصاص المعارضة المسلحة للعرب السنة فأنها ستشكل تهديداً يقضي على حركتهم الارهابية.

 

 

 

خامساً: وبينما تتقدم المصالحة السياسية فأن الائتلاف والحكومة العراقية ستنفذ سلسلة من العمليات المركزة على الاستقرار لاجل تطوير امنٍ مستدام في المدن الكبيرة وخصوصاً بغداد. يقود الجنرال كايسي جهد الائتلاف لتظبيط الاستراتيجية العسكرية للتركيز على احتواء العنف الطائفي. ستبني عملياتنا للاستقرار القوى العراقية في منطقة معينة بينما ستعمل مع القادة المحليين لاجل تنفيذ برامج تطوير الحكم المحلي واعادة تنشيط التنمية الاقتصادية. وسيكون تعقب المجموعات المتورطة في العنف الطائفي متطلباً رئيسياً للقوات العراقية. يتوجب على القوات العراقية وبدعم من الائتلاف خلق بيئة تمثل مخاطرةً كافية لمنع المسلحين الطائفيين من شن الهجمات.

 

 

 

سادساً: سيكون الائتلاف قادرا على تعديل عدد قواته في العراق كلما تخرجت أعداد جديدة من القوات الأمن العراقية و كلما تحسنت الحالة الأمنية. ويتفق كل من الحكومة العراقية و الأئتلاف على أن الهدف هو وقوف العراق على قدميه في ما يتعلق باستتباب امنه وان الاخطار تكمن في الاجراءات السريعة جداً او البطيئة جداً في تخفيض قوات الائتلاف. نناقش انا والجنرال كايسي مع الحكومة العراقية تشكيل هيئة مشتركة للعمل بأتجاه انسحاب مشروط لقوات الائتلاف. ان هذا سوف يكمل عمل الهيئة المشتركة فيما يتعلق بأنتقال المسؤوليات الامنية والتي تمخضت عنها اتفاقية النقل الاول للمسؤلية الامنية في محافظة المثنى، والذي سيتم في الثالث عشر من تموز. ان هذا العمل يظهر أن مسؤولية الأمن في أية منطقة سيتم تسليمها الى قوات الامن العراقية حالما تكون مستعدة للنجاح في ذلك. ستستند هذه العملية على تقييمات متواصلة للوضع الامني والقدرات العراقية في التعامل معه. و اذا ما استمر التطور الحالي على وتيرته سيكون بأمكان الائتلاف الاستمرار في تخفيض قواته.

 

 

 

تعبئة الدعم الاقليمي والدولي المتزايد

 

 

 

بالاضافة الى انهاء العنف الطائفي والارهابي فان امام القادة العراقيون فرص وتحديات اخرى بحيث يمكن استغلال كل منها لدعم الجهود العراقية في ترسيخ الاستقرار في بلدهم. ان احدى هذه الفرص التي يستفيد العراقيون منها هي التحول الايجابي في التقييمات الاقليمية والدولية لمستقبل العراق.

 

 

 

يزداد عدد الدول التي ترى أن التغيير السياسي الذي حدث في العراق هو راسخ وحتى ذو فائدة. تشجع عدة دول على المستوى الاقليمي، وبضمنها المملكة العربية السعودية المتمردين من العرب السنة من اجل التحرك نحو المصالحة. ان هذا جزء من عملية للمصالحة الاقليمية ستؤدي الى تحسن العلاقات بين العراق والاقطار العربية الاخرى. ان سلسلة الزيارات الاخيرة التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت لهي اشارة على هذا التطور الايجابي. وقد تضمنت هذه الزيارات اتفاقيات محتملة مهمة للاستثمار والمساعدة.

 

 

 

قامت بالاضافة الى ذلك عدة دول وشركات و بضمنها شركات كبيرة للطاقة بمفاتحة الحكومة العراقية مقترحة زيادة أرتباطاتها في العراق و القيام بالاستثمار في قطاعات اقتصادية عراقية مهمة والدخول في عقود ملزمة. أن هذه التطورات تمثل تحولاً يعكس حسابات بأن هناك احتمالات كبيرة لنجاح العراق الجديد.

 

 

 

امنت الحكومة العراقية اتفاقية مع الامم المتحدة لرئاسة مشتركة لعملية تطوير ميثاق بين العراق والمجتمع الدولي. سيلتزم العراق بموجب هذا الميثاق باهداف محددة وجداول زمنية للاصلاحات الاقتصادية وغيرها مقابل تعهدات بالمساعدة من الحلفاء في الائتلاف وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والدول الاخرى بضمنها بعض الدول التي ربما اعترضت على تحرير العراق ولكنها الآن تراهن على رؤية عراق مزدهر. سوف ندعم هذا الجهد وسيقود وكيل وزير المالية "روبرت كيمت" مشاركة الحكومة الامريكية في هذه العملية بالاضافة الى مستشار وزارة الخارجية "فيليب زيليكو".

 

 

 

و مع ذلك وفي نفس الوقت يتوجب علينا ان نكون صريحين بالاعتراف بالتحدي الذي تمثله بعض الدول كسوريا و أيران. لقد لعبت طهران دورا في توفير الاسلحة و التدريب و المال للمجموعات المتطرفة. تشعر الحكومة العراقية بقلق متزايد حول ما تقوم به ايران من الاعمال التي تؤدي الى زعزعة الاستقرار. يجب على أيران أن تقرر فيما أذا كانت تعارض بصورة متناقضة عراقا مستقرا و قويا و ديموقراطيا. و أذا أصرت ايران على أعمالها غير البناءة، فانه سيكون من الضروري على الحكومة العراقية و كذلك حكومة الولايات المتحدة الامريكية و الدول الصديقة الاخرى للعراق أتخاذ الاجراءات الضرورية لتحرم طهران من قابلية ممارسة السياسات التي تؤدي الى زعزعة الاستقرار .

 

 

 

تحقيق أمكانيات العراق الاقتصادية

 

 

 

أن كل الجهود المحلية و الدولية لاستقرار العراق سوف تدعمها جهود الحكومة العراقية الجديدة لأدراك أمكانيات الاقتصادية للبلد و زيادة الفرص الاقتصادية للشعب العراقي. هنالك فجوة كبيرة جدا بين حالة العراق الاقتصادية و بين امكاناته. لقد كان للعراق أقتصاداً من أكثر الأقتصاديات أزدهاراً وتقدماً في الشرق الأوسط. وفي ظل حكم صدام بددت الادارة السيئة و الصرف المسرف على النزاعات العسكرية هذه المزايا.

 

 

 

ولأستعادة الوضع الطبيعي فأنه يتوجب على العراقيين أن يعملوا الكثير لانفسهم لترتيب بيتهم الاقتصادي وهم بالفعل يقومون بذلك. وقد أجروا تخفيض مهم على دعم الحكومة للبنزين و المحروقات الاخرى. كما أنهم يقومون بزيادة حصة كبيرة من كلفة دعم قواتهم الامنية. وان الحكومة العراقية في طور أعداد صياغة تشريعات جديدة لتشجيع الاستثمار المحلي و الأجنبي. وأستعانت ايضا بالخبرات الدولية لمساعدة خبرائها في أعداد القوانين الجديدة التي تتعلق بالثروة الهايدروكاربونية وتعد الخطوة الضرورية الاولى لتطوير قطاعتها النفطية و الغازية. و كاشارة لنواياها للتحرك نحو ما هو ابعد من التفكيرالقديم الذي منع العراق من المشاركة في الاقتصاد العالمي، فقد تم وضع تشريع لفتح قطاع بيع الوقود بالمفرد حسب أسعار السوق واللاعبين الدوليين امام مجلس النواب من اجل دراسته قبل أجازته السنوية في شهر آب.

 

 

 

أن الفريق الاقتصادي الجديد التابع للحكومة و الذي يقوده رئيس الوزراء السيد المالكي و نائب رئيس الوزراء السيد برهم صالح قد حدّد الاولويات الصحيحة. لقد أكدوا على زيادة انتاج النفط وتحسين الخدمات الاساسية و تطوير شبكة السلامة للفقراء و تشجيع الاستثمار. أنهم يدركون الحاجة الى تنويع الأقتصاد وخصوصاً عن طريق تنشيط قطاعات الاسكان والزراعة. انهم مهيؤن للتقدم الى الامام في خصخصة الشركات القابلة للنمو والتي تملكها الدولة في استحداث قطاع مالي ومصرفي عصري و الاستثمار في البنى التحتية المطلوبة كالنقل والاتصالات والصحة. ان رئيس الوزراء السيد المالكي يُدرك اهمية كبح الفساد من خلال الشروع بالاصلاحات لزيادة الشفافية وتقليل فرص الاستغلال و من خلال تقوية المؤسسات لمحاربة الممارسات الفاسدة. سوف تساعد الولايات المتحدة واصدقاء آخرون للعراق الحكومة الجديدة لتسليم نتائج الى الشعب العراقي في هذه المجالات.

 

 

 

الاستنتاج

 

لقد شرحت من خلال ملاحظاتي الطريق للنجاح في العراق – وطريقة العمل التي على الحكومة العراقية والولايات المتحدة بالاضافة الى الاعضاء الآخرين في التحالف ان ينظروا لها على انها اساسيات لتحقيق الاهداف الاستراتيجية الا وهي عراق مستقر ونموذجي. ان العراقيين يمرون بتحولٍ صعب ويواجهون بنفس الوقت تحديات بناءِ دولةٍ وامةٍ بينما هم يقاتلون ارهابيين وحشيين. لقد اتخذ قادة العراق العهد على انفسهم للمضي في سياقٍ عمل الذي يحقق النجاح. ليس هنالك في خطوات هذه الاستراتيجية من خطوةٍ سهلة ولكن يمكن تحقيق جميعها.

 

 

 

اود ان انهي بقول كلمة عن اهمية النجاح في العراق. انا اعي خطورة البقاء لفترةٍ طويل في العراق واعي كذلك مخاطر ترك العراق باكراً قبل ضمان النجاح. ان الانسحاب الفوري للتحالف قد يؤدي الى اطلاق حرب اهلية طائفية والتي ستجر الدول المجاورة بشكل يتعذر اجتنابه الى حريق هائل في المنطقة الذي سيمزق امدادات النفط ويسبب تفشي عدم الاستقرار في الحدود. وقد يتسبب كذلك بتولي القاعدة السلطة على جزءٍ من العراق وستعيد خلق الملجأ الذي تمتعت به وفقدته في افغانستان. واذا تمكنت القاعدة من كسب موطئ القدم هذا – والذي هو استراتيجية الارهابيين – فانها ستكون قادرة على استغلال موقع العراق الاستراتيجي وموارده الهائلة. ان هذا سيجعل من التحديات الماضية للقاعدة في افغانستان ستظهر وكانها لعب اطفال. وفي النهاية فان الانسحاب الفوري قد يؤدي الى حرب اهلية عرقية حيث يستنتج الاكراد بان التجربة الديموقراطية العراقية قد فشلت ولياخذوا تولي الامور بايديهم ولتصبح القوى الاقليمية متورطة لاجل ضمان مصالحها.

 

 

 

ومهما يكن من فكرٍلإيٍّ كان بخصوص قرار الاطاحة بصدام – فيما اذا كان يدعمه ام لا – فان النجاح في العراق هو الان امرٌ اساسي لمستقبل المنطقة والعالم. تنبثق اغلب المشاكل الامنية للعالم من المنطقة الممتدة من المغرب الى باكستان. ان تحديد شكل مستقبلها هو التحدي الواضح لايامنا هذه. ان ما يحدث في العراق سيكون حاسماً في تقرير كيفية تطوّر هذه المنطقة. ولذلك فان النضال من اجل مستقبل العراق هو امر حيوي لمستقبل العالم.

 

الرافدين

www.alrafidayn.com

Link to comment
Share on other sites

Guest خطاب السفير زلماي خليلزاد

خطاب السفير زلماي خليلزاد امام مركز الدراسات الستراتيجية والدولية

 

واشنطن-13-7 : شكراً زبيغ على هذه المقدمة اللطيفة جداً. يعلم العديد منكم ان الأئمة الاثني عشريتكلمون عن واجب المؤمنين بالتمثل ببعض الاشخاص ويسموهم المرجعية. وللعديد من بيننا الذين يلعبون ادوار السياسة ولديهم خلفية اكاديمية، انت يا زبيغ ممن نتمثل بهم. اود ايضا ان اتقدم بشكري الى (CSIS) لاتاحة الفرصة لي لاشاطركم تقييمي للوضع الامني في العراق ووجهة نظري حول السير الى الامام، وللتواصل معكم في بعض الاسئلة والاجوبة.

 

 

 

ساعطيكم اولا خلاصتي للموضوع، اعتقد ان على الامريكيين ان يكونوا متفائلين ستراتيجياً حول العراق بينما يبقون صبورين تكتيكياً. لقد حدث تغيير رئيسي- تحول تكتوني في التوجه السياسي للعرب السنة وهذا ذو اهمية بالغة. لقد قاطعوا انتخابات كانون الثاني 2005 وكان تمثيلهم في الجمعية الوطنية الانتقالية منخفضاً. اليوم يشارك العرب السنة كلياً في العملية السياسية وتمثيلهم في مجلس النواب يوازي نسبتهم من السكان. وانهم قد توصلوا الى الرأي ان الولايات المتحدة هي وسيط مخلص في مساعدة فئات العراق للالتفاف حول خطة وعملية الاستقرار للبلد.

 

 

 

والاكثر من ذلك فأن القاعدة قد تراجعت بصورة واضحة في العراق خلال العام الماضي. وهذا نتج ليس فقط من قتل الزرقاوي اخيرا ً ولكن ايضاً من القاء القبض على او قتل عدد من القادة الرئيسيين الاخرين وخلق بيئة أكثر صعوبة وخطور على القاعدة في العراق.

 

 

 

هذه تغييرات ايجابية اساسية، وادت مجتمعة الى تشكيل وبدء عمل اول حكومة وحدة وطنية للعراق لها وزراء غير طائفيين للامن واتفاقات حول قواعد اتخاذ القرار في المواضيع الحيوية وهيكلية مؤسسات السلطة التنفيذية وبرنامج متفق عليه بصورة واسعة. كذلك مكنت من احراز تقدماً سياسياً والذي نتج عنه اعلان رئيس الوزراء المالكي مؤخراَ لمشروع حكومته حول الحوار والمصالحة الوطنية.

 

 

 

ومع ذلك، وفي عين الوقت، فأن الارهابيين تكيفوا مع هذا النجاح باستغلال التصدع الطائفي في العراق. قبل سنة كان الارهاب والتمرد ضد الائتلاف وقوات الامن العراقية المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار وبالاخص منذ تفجير "المسجد الذهبي" في شباط ان الطائفية العنيفة هي التحدي الرئيسي وهي مصدر مآسي عديدة في شوارع بغداد. ومن الضروري جداً للحكومة العراقية الجديدة ان تحرز تقدماً كبيراً في التعامل مع هذا التحدي خلال الاشهر الستة القادمة. يتفهم رئيس الوزراء هذه الحقيقة.

 

 

 

اليوم، ساناقش الوضع الحالي لهذه الجهود، مع ملاحظة الانجازات التي احرزناها و الخطوات الاخرى التي ننوي اتخاذها بالشراكة مع الحكومة العراقية الجديدة.

 

تعزيز الوحدة الوطنية لاحتواء و نزع فتيل العنف الطائفي

 

 

 

سيتطلب احتواء العنف الطائفي خطوات سياسية وامنية. فعلى المسار السياسي هناك بحاجة الى عدة خطوات لتعزيز الوحدة بين العراقيين.

 

 

 

قبل كل شئ، على القادة العراقيين بناء توافق في الرأي في معالجة عدة قضايا التي تبرز بسبب الدستور الجديد. ولعدم تمثيل العرب السنة في الجمعية الوطنية التي شرعت الدستوربالمستوى المطلوب ، فإن الوثيقة وفرت عملية تعديل سريعة العمل في ظل مجلس النواب الجديدة والكاملة التمثيل. ستكون احدى القضايا الرئيسية والصعبة هي النصوص الدستورية المتحكمة بفدرالية العراق المستقبلية – اي، العملية، التوقيت و قواعد ايجاد اقاليم فدرالية خارج المنطقة الكردية.

 

 

 

كما يقضي الدستور ايضاً من سن تشريع يتحكم بتطوير مصادر البلاد من النفط والغاز، بما في ذلك دور الحكومة الوطنية في تخصيص العائدات.

 

 

 

ويتضمن اجراء آخر ملزم دستورياً انشاء هيئة لمراجعة اجتثاث البعث. وهناك اتفاق بين اكثر العراقيين بحدوث تجاوزات في هذه العملية. والمنحى الصحيح هو اخضاع هؤلاء الذي ارتكبوا جرائم في ظل النظام السابق الى اجراء قضائي، واجراء مصالحة مع الذين كانوا بعثيين ولكن لم يرتكبوا جرائم.

 

 

 

ثانياً، وبعيداً عن هذه القضايا الدستورية، ستنصب جهود الحكومة الجديدة على تعزيز وحدة الشعب العراقي من خلال مشروع رئيس الوزراء المالكي للمصالحة الوطنية والحوار. وهذه مبادرة جريئة، تضع جميع القضايا الاكثر صعوبةً على الطاولة لايجاد حل.

 

 

 

ان الهدف الرئيسي لمشروع المصالحة الوطنية هو لضم عناصر المتمردين، الذين هم حالياً في المقاومة المسلحة، الى العملية السياسية. لقد حارب العديد من المتمردين قوات الائتلاف والحكومة العراقية نتيجة مخاوف في غير محلها من ان الولايات المتحدة كانت تسعى لاحتلال العراق بشكل غير محدد أو بدافع الموضوع الطائفي. الآن ينظر الكثيرون إلى ان السعي وراء أهدافهم يكون بطرق اخرى غير العنف. وايضاً فقد تنامى شعورً اكبر من الواقعية بين القادة السياسيين العراقيين. ويدرك قادة العرب السنة ان الحنين لهيمنتهم السابقة لا يعد الاساس لستراتيجية سياسية واقعية. وقد بدأ قادة العرب الشيعة يدركون ان السعي للانتقام من مجموعات اخرى عن جرائم صدام أو محاولة عزل العرب السنة من لعب دور في الحكومة ليس خياراً واقعيا. وبالتالي، يوجد تفهم متزايد بان المصالحة مع اغلب عناصر المعارضة المسلحة الحالية ممكنة وضرورية لاستقرار العراق، وهذا يستدل عليه من حقيقة طلب بعض المتمردين ان تسلحهم الحكومة لغرض محاربة الارهابيين الاجانب.

 

 

 

ولكون الحكومةالعراقية والمتمردين الذين لديهم الاستعداد للتصالح يلتقون سوية، فان الموضوع الذي سينشاً هو منح العفو لاولئك الذين قد ارتكبوا اعمال العنف خلال النزاع الحالي. ويدرك الزعماء العراقيون بان كل حرب يجب ان تنتهي، ونهاية الحروب تتطلب حتماً قرارات عفو من نوع معين. حيث قد صدرعفو واسع النطاق في نهاية الحرب الاهلية الامريكية. وانتهت العديد من النزاعات الداخلية الحديثة الاخرى بقرارات عفو واسعة. ان الامثلة الحديثة تشمل السلفادور وسيراليون والموزمبيق وافريقية الجنوبية وانغولا واندنوسيا. ونفذت افغانستان عملية تسمح للجميع، عدا قلة من الطالبان السابقين للتبرئ من ماضيهم والاندماج بالمجتمع الافغاني.

 

 

 

انني افهم بان لدى البعض في الولايات المتحدة رد فعل سلبي لفكرة منح قرارات العفو. سنعمل مع الزعماء العراقيين من اجل ايجاد التوازن الصحيح بين المصالحة والمسؤولية، وللتأكد بان اولئك المضحين من الذين توفوا اوجرحوا اثناء تحرير العراق يتم تكريمهم. و سوف لن تكون هناك معايير مزدوجة تمنح العفولاولئك الذين قتلوا جنوداً من الائتلاف ولا تمنحه لاولئك الذين قتلوا عراقيين. و بمقدور الشعب الامريكي ان يكون متيقنا حول تلك النقطة الاساسية. ان التكريم الاعلى للمدنيين والجنود الذين ضحوا لانهاء تهديد نظام صدام وتحرير الشعب العراقي يكون بنجاح قضية العراق الديمقراطي، ولاولئك العراقيين الذين حاربوا هذا التغيير في باديء الامرأن يقبلوا النظام الجديد.

 

 

 

 

 

 

 

بناء قوات امن فعّالة واقامة امن ثابت

 

وبصورة متوازية مع الجهود السياسية، فان الحكومة العراقية وبدعم من الائتلاف يجب ان تزيد من فعّالية قوات الامن العراقية وتعدل عملياتنا الامنية لمواجهة التحدي في السيطرة على العنف الطائفي. وان ذلك يتطلب تعديلات وجهود جديدة في ست مناطق.

 

 

 

اولاً، سوف تستمر الحكومة العراقية والتحالف بتحسين قوات الامن العراقية. فقد ازدادت قوات الامن العراقية خلال الاثني عشر شهراً الاخيرة من 168000 الفاً لاكثر من 265000 الفاً. وبنهاية هذا الصيف فان حوالي 75% من افواج والوية الجيش العراقي ستقود العمليات المضادة للمتمردين مع الائتلاف الذي سيلعب دورالارشاد والاسناد فقط. وبنهاية السنة، فان جميع وحدات الجيش العراقي يتوقع ان تكون في موقع القيادة في عملياتها. ومع ذلك فانه مازال يوجد الكثير من العمل الذي يجب القيام به. حيث ينبغي ان يتم تزويد الوحدات العراقية بصورة كاملة بالرجال، لان الجيش العراقي وخاصة الشرطة تحتاج الى تحقيق مستويات عالية من الاستعداد. واننا نقوم ايضاً بتنفيذ الخطط من اجل تسريع تطوير الجيش العراقي من قوة خفيفة تعتمد على الائتلاف في الدعم اللوجستي والقتالي الى قوة ثقيلة ليس بمقدورها فقط مواجهة وحدات عدو مسلحة بشكل جيد واكثر فعّالية، بل وتستطيع ايضا ان تعمل باعتماد اقل على الائتلاف. ويجب علينا ان نحتفظ بالتزام طويل الامد ايضاً لتطوير قيادة عسكرية فعّالة وكذلك العمل مع الحكومة العراقية لاجل القيام بالتحديث المتدرج لقواتهم.

 

 

 

ثانياً، توجد هناك حاجة للقيام باجراءات لضمان ان مؤسسات امن العراق قادرة على نيل الثقة من قبل جميع الاطياف العراقية – الثقة التي يتوجب تامينها اذا ما ستصبح ادوات لكبح الطائفية. ولكن من سوء الحظ هناك امثلة على ان القوات العراقية قد سمحت او تعاونت مع المليشيات الطائفية. ومن اجل التصدي لهذه المشكلة قام رئيس الوزراء السيد المالكي وكذلك وزير الداخلية السيد البولاني باجراء ا صلاح في وزارة الداخلية بضمنه تطهير القوى الطائفية من الشرطة كأولوية قصوى. أنه لأمر حيوي أن تحصل هذه التغيرات بأسرع وقت ممكن. سيساعد الائتلاف ومن خلال اجراءات مؤقتة مثل زيادة اجراءات التدقيق على المتطوعين وتنسيب المستشارين مع وحدات الشرطة لأجل الحصول على تأثير فوري في اداء الشرطة. وكذلك عملنا أنا والجنرال كايسي مع القادة العراقيين لايجاد مجموعة مشتركة لتقييم أمكانيات ومتطلبات قوى الأمن العراقية بالاضافة الى مراقبة القضايا الحرجة مثل عملية الأصلاح في وزارة الداخلية.

 

 

 

ثالثاً: في حين تتم تقوية هذه المؤسسة ستكون الحكومة العراقية في موقف أعادة تأسيس أحتكار الدولة للقوة وهي المهمة المركزية في بناء الدولة. يُدرك رئيس الوزراء السيد نوري المالكي – وهو ملتزم بتولي ذلك – أن الخطوات التالية اساسية لأتمام هذه المهمة. أن الحاجة الى تسريح المجموعات المسلحة غير المرخصة بما في ذلك المليشيات هو جزء مهم في هذه المهمة. مع انه ذلك سيكون صعباً من الناحية السياسية، ألا أن الحكومة تُدرك أن ذلك ضرورياً من أجل أستقرار الوضع في العراق لتقليل العنف الطائفي. يطور القادة العراقيون وبدعم من الأئتلاف برنامجاً لتسريح وأعادة دمج المجاميع المسلحة غير المرخصة والذي سينفذ عندما تتضائل النشاطات المسلحة كجزء من عملية المصالحة. وفيما يقبل رئيس الوزراء هذا التحدي فأن بأمكانه الأعتماد على الدعم الأمريكي.

 

 

 

رابعاً: سيستفيد كل من الحكومة العراقية والأئتلاف من جهود المصالحة في أضعاف وتدمير الأرهابيين والعناصر الأخرى غير المتصالحة. يتفهم رئيس الوزراء السيد المالكي أهمية الوصول الى أقصى مدى لشمول الجماعات المسلحة الراغبة في ألقاء السلاح شريطة ان يقبلوا بالعراق الديمقراطي الجديد ويتعاونوا بالكامل في المساعدة على أستهداف أولئك الذين يصرون على التورط في الأرهاب. نحن ندعم هذا الرأي لأنه سوف يساعد على تقليل العنف في العراق وندعم الأجراءات الأخرى لأجل هزيمة الأرهابيين.

 

 

 

هنالك هوة تتسع بين القاعدة والعرب السنة الذين كانوا جزءاً من المعارضة المسلحة في العراق. لقد نظر الكثير من العرب السنة سابقا أن عمليات القاعدة تخدم قضيتهم . ولكن في الوقت الحاضر فأن العرب السنة يتفهمون بأزدياد بأن الأرهابيين غير مهتمين بمستقبل العراق وأن قادة تنظيم القاعدة يرون العراقيين كمجرد حطب للنار في محاولة لاثارة حرب الحضارات. يرفض العرب السنة المتمردون هذه اللعبة الساخرة اكثر فاكثر. يشير التحذير الموجه من قبل أسامة بن لادن للقادة السياسيين من العرب السنة مثل نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي والوثائق التي تم ضبطها مؤخراً بأن قيادة تنظيم القاعدة تعلم الآن انها تخسر موقعها كنتيجة لعملية المصالحة في العراق. انهم يعرفون بانه اذ ما مضت عملية المصالحة قدماً وبدأت بأمتصاص المعارضة المسلحة للعرب السنة فأنها ستشكل تهديداً يقضي على حركتهم الارهابية.

 

 

 

خامساً: وبينما تتقدم المصالحة السياسية فأن الائتلاف والحكومة العراقية ستنفذ سلسلة من العمليات المركزة على الاستقرار لاجل تطوير امنٍ مستدام في المدن الكبيرة وخصوصاً بغداد. يقود الجنرال كايسي جهد الائتلاف لتظبيط الاستراتيجية العسكرية للتركيز على احتواء العنف الطائفي. ستبني عملياتنا للاستقرار القوى العراقية في منطقة معينة بينما ستعمل مع القادة المحليين لاجل تنفيذ برامج تطوير الحكم المحلي واعادة تنشيط التنمية الاقتصادية. وسيكون تعقب المجموعات المتورطة في العنف الطائفي متطلباً رئيسياً للقوات العراقية. يتوجب على القوات العراقية وبدعم من الائتلاف خلق بيئة تمثل مخاطرةً كافية لمنع المسلحين الطائفيين من شن الهجمات.

 

 

 

سادساً: سيكون الائتلاف قادرا على تعديل عدد قواته في العراق كلما تخرجت أعداد جديدة من القوات الأمن العراقية و كلما تحسنت الحالة الأمنية. ويتفق كل من الحكومة العراقية و الأئتلاف على أن الهدف هو وقوف العراق على قدميه في ما يتعلق باستتباب امنه وان الاخطار تكمن في الاجراءات السريعة جداً او البطيئة جداً في تخفيض قوات الائتلاف. نناقش انا والجنرال كايسي مع الحكومة العراقية تشكيل هيئة مشتركة للعمل بأتجاه انسحاب مشروط لقوات الائتلاف. ان هذا سوف يكمل عمل الهيئة المشتركة فيما يتعلق بأنتقال المسؤوليات الامنية والتي تمخضت عنها اتفاقية النقل الاول للمسؤلية الامنية في محافظة المثنى، والذي سيتم في الثالث عشر من تموز. ان هذا العمل يظهر أن مسؤولية الأمن في أية منطقة سيتم تسليمها الى قوات الامن العراقية حالما تكون مستعدة للنجاح في ذلك. ستستند هذه العملية على تقييمات متواصلة للوضع الامني والقدرات العراقية في التعامل معه. و اذا ما استمر التطور الحالي على وتيرته سيكون بأمكان الائتلاف الاستمرار في تخفيض قواته.

 

 

 

تعبئة الدعم الاقليمي والدولي المتزايد

 

 

 

بالاضافة الى انهاء العنف الطائفي والارهابي فان امام القادة العراقيون فرص وتحديات اخرى بحيث يمكن استغلال كل منها لدعم الجهود العراقية في ترسيخ الاستقرار في بلدهم. ان احدى هذه الفرص التي يستفيد العراقيون منها هي التحول الايجابي في التقييمات الاقليمية والدولية لمستقبل العراق.

 

 

 

يزداد عدد الدول التي ترى أن التغيير السياسي الذي حدث في العراق هو راسخ وحتى ذو فائدة. تشجع عدة دول على المستوى الاقليمي، وبضمنها المملكة العربية السعودية المتمردين من العرب السنة من اجل التحرك نحو المصالحة. ان هذا جزء من عملية للمصالحة الاقليمية ستؤدي الى تحسن العلاقات بين العراق والاقطار العربية الاخرى. ان سلسلة الزيارات الاخيرة التي قام بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت لهي اشارة على هذا التطور الايجابي. وقد تضمنت هذه الزيارات اتفاقيات محتملة مهمة للاستثمار والمساعدة.

 

 

 

قامت بالاضافة الى ذلك عدة دول وشركات و بضمنها شركات كبيرة للطاقة بمفاتحة الحكومة العراقية مقترحة زيادة أرتباطاتها في العراق و القيام بالاستثمار في قطاعات اقتصادية عراقية مهمة والدخول في عقود ملزمة. أن هذه التطورات تمثل تحولاً يعكس حسابات بأن هناك احتمالات كبيرة لنجاح العراق الجديد.

 

 

 

امنت الحكومة العراقية اتفاقية مع الامم المتحدة لرئاسة مشتركة لعملية تطوير ميثاق بين العراق والمجتمع الدولي. سيلتزم العراق بموجب هذا الميثاق باهداف محددة وجداول زمنية للاصلاحات الاقتصادية وغيرها مقابل تعهدات بالمساعدة من الحلفاء في الائتلاف وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والدول الاخرى بضمنها بعض الدول التي ربما اعترضت على تحرير العراق ولكنها الآن تراهن على رؤية عراق مزدهر. سوف ندعم هذا الجهد وسيقود وكيل وزير المالية "روبرت كيمت" مشاركة الحكومة الامريكية في هذه العملية بالاضافة الى مستشار وزارة الخارجية "فيليب زيليكو".

 

 

 

و مع ذلك وفي نفس الوقت يتوجب علينا ان نكون صريحين بالاعتراف بالتحدي الذي تمثله بعض الدول كسوريا و أيران. لقد لعبت طهران دورا في توفير الاسلحة و التدريب و المال للمجموعات المتطرفة. تشعر الحكومة العراقية بقلق متزايد حول ما تقوم به ايران من الاعمال التي تؤدي الى زعزعة الاستقرار. يجب على أيران أن تقرر فيما أذا كانت تعارض بصورة متناقضة عراقا مستقرا و قويا و ديموقراطيا. و أذا أصرت ايران على أعمالها غير البناءة، فانه سيكون من الضروري على الحكومة العراقية و كذلك حكومة الولايات المتحدة الامريكية و الدول الصديقة الاخرى للعراق أتخاذ الاجراءات الضرورية لتحرم طهران من قابلية ممارسة السياسات التي تؤدي الى زعزعة الاستقرار .

 

 

 

تحقيق أمكانيات العراق الاقتصادية

 

 

 

أن كل الجهود المحلية و الدولية لاستقرار العراق سوف تدعمها جهود الحكومة العراقية الجديدة لأدراك أمكانيات الاقتصادية للبلد و زيادة الفرص الاقتصادية للشعب العراقي. هنالك فجوة كبيرة جدا بين حالة العراق الاقتصادية و بين امكاناته. لقد كان للعراق أقتصاداً من أكثر الأقتصاديات أزدهاراً وتقدماً في الشرق الأوسط. وفي ظل حكم صدام بددت الادارة السيئة و الصرف المسرف على النزاعات العسكرية هذه المزايا.

 

 

 

ولأستعادة الوضع الطبيعي فأنه يتوجب على العراقيين أن يعملوا الكثير لانفسهم لترتيب بيتهم الاقتصادي وهم بالفعل يقومون بذلك. وقد أجروا تخفيض مهم على دعم الحكومة للبنزين و المحروقات الاخرى. كما أنهم يقومون بزيادة حصة كبيرة من كلفة دعم قواتهم الامنية. وان الحكومة العراقية في طور أعداد صياغة تشريعات جديدة لتشجيع الاستثمار المحلي و الأجنبي. وأستعانت ايضا بالخبرات الدولية لمساعدة خبرائها في أعداد القوانين الجديدة التي تتعلق بالثروة الهايدروكاربونية وتعد الخطوة الضرورية الاولى لتطوير قطاعتها النفطية و الغازية. و كاشارة لنواياها للتحرك نحو ما هو ابعد من التفكيرالقديم الذي منع العراق من المشاركة في الاقتصاد العالمي، فقد تم وضع تشريع لفتح قطاع بيع الوقود بالمفرد حسب أسعار السوق واللاعبين الدوليين امام مجلس النواب من اجل دراسته قبل أجازته السنوية في شهر آب.

 

 

 

أن الفريق الاقتصادي الجديد التابع للحكومة و الذي يقوده رئيس الوزراء السيد المالكي و نائب رئيس الوزراء السيد برهم صالح قد حدّد الاولويات الصحيحة. لقد أكدوا على زيادة انتاج النفط وتحسين الخدمات الاساسية و تطوير شبكة السلامة للفقراء و تشجيع الاستثمار. أنهم يدركون الحاجة الى تنويع الأقتصاد وخصوصاً عن طريق تنشيط قطاعات الاسكان والزراعة. انهم مهيؤن للتقدم الى الامام في خصخصة الشركات القابلة للنمو والتي تملكها الدولة في استحداث قطاع مالي ومصرفي عصري و الاستثمار في البنى التحتية المطلوبة كالنقل والاتصالات والصحة. ان رئيس الوزراء السيد المالكي يُدرك اهمية كبح الفساد من خلال الشروع بالاصلاحات لزيادة الشفافية وتقليل فرص الاستغلال و من خلال تقوية المؤسسات لمحاربة الممارسات الفاسدة. سوف تساعد الولايات المتحدة واصدقاء آخرون للعراق الحكومة الجديدة لتسليم نتائج الى الشعب العراقي في هذه المجالات.

 

 

 

الاستنتاج

 

لقد شرحت من خلال ملاحظاتي الطريق للنجاح في العراق – وطريقة العمل التي على الحكومة العراقية والولايات المتحدة بالاضافة الى الاعضاء الآخرين في التحالف ان ينظروا لها على انها اساسيات لتحقيق الاهداف الاستراتيجية الا وهي عراق مستقر ونموذجي. ان العراقيين يمرون بتحولٍ صعب ويواجهون بنفس الوقت تحديات بناءِ دولةٍ وامةٍ بينما هم يقاتلون ارهابيين وحشيين. لقد اتخذ قادة العراق العهد على انفسهم للمضي في سياقٍ عمل الذي يحقق النجاح. ليس هنالك في خطوات هذه الاستراتيجية من خطوةٍ سهلة ولكن يمكن تحقيق جميعها.

 

 

 

اود ان انهي بقول كلمة عن اهمية النجاح في العراق. انا اعي خطورة البقاء لفترةٍ طويل في العراق واعي كذلك مخاطر ترك العراق باكراً قبل ضمان النجاح. ان الانسحاب الفوري للتحالف قد يؤدي الى اطلاق حرب اهلية طائفية والتي ستجر الدول المجاورة بشكل يتعذر اجتنابه الى حريق هائل في المنطقة الذي سيمزق امدادات النفط ويسبب تفشي عدم الاستقرار في الحدود. وقد يتسبب كذلك بتولي القاعدة السلطة على جزءٍ من العراق وستعيد خلق الملجأ الذي تمتعت به وفقدته في افغانستان. واذا تمكنت القاعدة من كسب موطئ القدم هذا – والذي هو استراتيجية الارهابيين – فانها ستكون قادرة على استغلال موقع العراق الاستراتيجي وموارده الهائلة. ان هذا سيجعل من التحديات الماضية للقاعدة في افغانستان ستظهر وكانها لعب اطفال. وفي النهاية فان الانسحاب الفوري قد يؤدي الى حرب اهلية عرقية حيث يستنتج الاكراد بان التجربة الديموقراطية العراقية قد فشلت ولياخذوا تولي الامور بايديهم ولتصبح القوى الاقليمية متورطة لاجل ضمان مصالحها.

 

 

 

ومهما يكن من فكرٍلإيٍّ كان بخصوص قرار الاطاحة بصدام – فيما اذا كان يدعمه ام لا – فان النجاح في العراق هو الان امرٌ اساسي لمستقبل المنطقة والعالم. تنبثق اغلب المشاكل الامنية للعالم من المنطقة الممتدة من المغرب الى باكستان. ان تحديد شكل مستقبلها هو التحدي الواضح لايامنا هذه. ان ما يحدث في العراق سيكون حاسماً في تقرير كيفية تطوّر هذه المنطقة. ولذلك فان النضال من اجل مستقبل العراق هو امر حيوي لمستقبل العالم.

 

الرافدين

www.alrafidayn.com

Link to comment
Share on other sites

  • 2 months later...

تقرير مهم // خريطة جديدة للمجموعات المسلحة في العراق في ضوء متغيرات ما بعد الزرقاوي

«القاعدة» تحاول التكيف مع فكرة الميليشيا السنّية... وتعاظم ملحوظ لدور «البعث»

السبت 02/09/2006

الجيران ـ بغداد ـ يختلف المتابعون للشأن العراقي في تحديد الخريطة التي خلصت إليها المجموعات المسلحة العراقية سواء بعد الفاصل الزمني الذي تلا تفجيرات سامراء مطلع العام أم بعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي. وعلى رغم اتفاق جميع الأطراف على ان «القاعدة» في غياب الزرقاوي اقل قوة منها بوجوده إلا ان مثل هذه الحقيقة تجد صعوبة في إثباتها إلا من خلال تأشير مفردة «الحرب الأهلية» باعتبارها منفذاً اساسياً ما زال يغذي «القاعدة» بمقومات تواصل عملها حتى بعد ان ضعف نفوذها في اكثر المدن اضطراباً, وان هذا الوجود تكيف استناداً الى تداعيات إحداث سامراء مطلع العام مع فكرة الميليشيا السنية التي يراد لها ان تكون معادلاً عسكرياً للميليشيا الشيعية لناحيتي الأهداف والبرامج ما ترك المجموعات المقاتلة التي رفعت شعار مقاومة الاحتلال امام تحديات خطيرة لعل أبرزها حتمية اصطدامها مع «القاعدة» لتأمين مناطق النفوذ.

مقتل الزرقاوي

لم يكن الزرقاوي مجرد مقاتل مثير للجدل في أطروحاته حول فكرة الجهاد بل ان وجوده على رأس تنظيم «القاعدة» في العراق بين عامي 2004 و 2005 اسهم الى حد بعيد في إضعاف القوى المسلحة التي امتازت بطابع قومي او وطني في مجمل نشاطها القتالي. ويؤكد مطلعون على واقع تلك الجماعات ان الطبيعة القيادية الكارزمية للزرقاوي وأسلوب إدارته للصراع مع تلك المجموعات من اجل ضمان النفوذ على الأرض خصوصاً في محافظات الانبار وديالي والموصل وكركوك قادا الى تبني العديد من المجموعات المسلحة نظاماً عقائدياً مزدوجاً في أطروحاته في محاولة لتجنب الاصطدام مع الزرقاوي وأنصاره يقضي بتجنب استهداف المدنيين والإفتاء بالقتل على الهوية من جهة، وعدم معارضة الزرقاوي في توجهاته التكفيرية وسعيه الى حرب ضد الشيعة بدلاً من القوات الاميركية من جهة اخرى.

 

ويؤكد بعض الذين انخرطوا في تنظيم «القاعدة» وانشقوا عنه بعد مقتل الزرقاوي ان توازنات مصدر قوة التنظيم في فترات سابقة تعود الى عاملين أساسين هما قوة التمويل (الذي كان لشخص الزرقاوي دور اساسي في تأمينه) وأنظمة العقوبات التي لم تكن تسمح بانشقاق او تخلف الأعضاء في التنظيم, ما يقود في الغالب الى اغتيالهم على أيدي زملائهم, وغياب الزرقاوي كما يبدو اسهم في تراخي كلا العاملين المؤثرين في قوة التنظيم.

المجموعات الأخرى

في نهاية عام 2005 برزت للمرة الأولى بوادر صراع طاحن بين الزرقاوي وجماعته من جهة وبقية التنظيمات المسلحة التي كان يتقدمها «الجيش الاسلامي» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش المجاهدين» و «القيادة الموحدة للمجاهدين» من جهة اخرى. ويعزو مطلعون على هذا الصراع تخلي الزرقاوي شكلياً عن قيادة التنظيم لمصلحة تشكيل ما عرف بـ «مجلس شورى المجاهدين» الذي ترأسه عراقي يدعى عبد الله البغدادي ظلت هويته مجهولة الى الآن ما اسهم في إحداث انشقاقات داخل المجموعات الأخرى فيما انخرطت بعض مكوناتها داخل التنظيم الجديد.

 

يقول أبو معاذ من تنظيم «كتائب ثورة العشرين»: ان الزرقاوي استثمر الاعتدال التنظيمي في صفوف تلك الجماعات وإمكان انتقال افراد منها الى مجموعات اخرى من دون ان يتعرضوا الى عقوبات او اغتيالات مقارنة بـ «القاعدة» فأقدم على حملة علاقات عامة لجذب اكبر قدر ممكن من العناصر المسلحة باستخدام الإغراء المالي او «الإغواء العقائدي» وتحقق له بعض مراده عندما شهد تحالف القوى الأربعة الفاعلة في مواجهة «القاعدة» انشقاقاً تمثل بخروج «الجيش الاسلامي» من التحالف وتسرب البعثيين وضباط الجيش الى بعض تنظيمات «القاعدة», ما شكل خطراً حقيقياً على اتجاهات العمل المسلح في العراق دعمته تداعيات تفجيرات سامراء وبروز الهجمات على السنّة على يد ميليشيات شيعية, وهو ما طرح بقوة فكرة التكيف مع مشروع الميليشيات السنّية كبديل لمقاومة الاحتلال، الفكرة التي قادتها «القاعدة» في العراق ووجدت فيها متنفساً لاستمرار وجودها حتى مطلع شهر تموز (يوليو) عندما نفذت قوات أميركية عملية قصف لمنزل تواجد فيه ابو مصعب الزرقاوي في منطقة هبهب في محافظة ديالى.

تراجع نشاط «القاعدة»

على رغم تأكيدات «القاعدة» ان مقتل رجلها في العراق لن يؤثر في طبيعة نشاطها في هذا البلد إلا ان الامور تسري على عكس هذا الافتراض على رغم تصاعد العنف الطائفي في العراق أخيراً وبروز دلالات حرب أهلية تشق طريقها نحو المدن العراقية تباعاً. واللافت في مرحلة ما بعد الزرقاوي بحسب متخصصين في شؤون الجماعات المسلحة غياب خليفته «ابو حمزة المهاجر» عن الحدث الإعلامي بعد الضجة التي أثيرت حول شخصيته, اضافة الى تراجع عام في نشاط «مجلس شورى المجاهدين» الذي يضم ست مجموعات مجهولة اضافة الى تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين».

 

يقول ابو معاذ: ان «مرحلة ما بعد الزرقاوي افرزت متغيرات جديدة أبرزها حدوث انشقاقات في تنظيم «القاعدة» وعودة بعض المنتمين اليه في عام 2005 الى مجموعاتهم الأصلية اضافة الى بروز تشكيلات جديدة حصدت القدر الاكبر من التركيز الاعلامي اهمها جماعة «مناصرو اهل السنة» و «جيش عمر» وكلاهما اختصا بتنفيذ عمليات قتل واغتيال ضد الشيعة حدث بعضها بواسطة تفجير الأسواق في المدن الشيعية او تنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق على غرار حادثة مساء الخميس في مدن الصدر وبغداد الجديدة والبلديات شرق بغداد التي ذهب ضحيتها اكثر من خمسين مدنياً وجرح قرابة 250».

 

وعلى رغم تقارب توجهات هذه التنظيمات مع «القاعدة» إلا ان مصادر مطلعة تؤكد ان هذه التنظيمات تكونت على خلفية انشقاقات تنظيمات الزرقاوي، وربما انضم اليها المتطرفون في تلك التنظيمات بعد عودة الأقل تطرفاً الى مجموعاتهم الاصلية ما يعيد بقوة طرح امكان تكيف «القاعدة» في العراق مع متغيرات غياب الزرقاوي في شكل ميليشيا سنية هي عماد الحرب المفترضة مع مليشيا شيعية مع استمرار الغموض حول تمويلها وطبيعة نشاطها.

 

البعثيون

وبغياب الزرقاوي ايضاً عادت التنظيمات البعثية الى الواجهة من جديد بعد ان كانت ذابت في الخريطة السابقة للمجموعات المسلحة، والظهور الجديد صاحبه نشاط لنائب الرئيس السابق عزة ابراهيم الدوري الذي كان اختفى عن الساحة اكثر من ثلاثة أعوام ليعاود الظهور في تسجيلات صوتية ومقابلات وبيانات كشف بعضها عن واقع التنظيم أخيراً.

 

وتؤكد المصادر ان المجموعات البعثية واجهت خلال الاشهر الست الماضية انشقاقات واضطرابات في عملها اثر إعلان فصائل مسلحة معروفة مثل «كتائب ثورة العشرين» و «الجيش الاسلامي» و «جيش المجاهدين» براءتها من حزب البعث.

 

وكان بيان صدر عن قيادة حزب البعث العراقي الذي يعمل بشكل سري في العراق بفصل محمد يونس الاحمد قائد التنظيمات في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين بالاستناد الى جملة من الاسباب أبرزها تأثيره سلباً في العلاقة مع القوى الاسلامية والوطنية والقومية المقاومة للاحتلال. وجاء في البيان ان الحزب قرر فصل محمد يونس الاحمد من التنظيم وفق المادة 68 من النظام الداخلي لتمرده على اوامر الحزب ومقرراته و «مقاومة منهجه القومي الجهادي واتباعه سلوكاً شخصياً مخالفاً لأخلاقيات الحزب ومبادئه واساءته البالغة لرفاق البعث واستغلاله اموال الحزب في مصالح شخصية وافشاء اسراره لا سيما خلال العامين الماضيين». وانه (الاحمد) «عمد الى اخافة القوى الإسلامية والوطنية والقومية المقاومة للاحتلال بان البعث هو المسؤول الأول عن المقاومة في العراق وانه سيعود ويضع استراتيجية جديدة للبلد من دون اشراك هذه القوى التي اتهم بعضها بالعمالة ما افضى الى انحسار اصدقاء الحزب ومؤيديه لولا الجهد الاستثنائي في تطويق هذه الأزمة».

 

وزاد البيان ان الاحمد «هرب الى سورية بعد اسر الرئيس صدام حسين وترك مسؤولياته المكلف بها في نينوى وكركوك وصلاح الدين وكان يدير هذه المسؤوليات عبر المراسلات الورقية والشفوية من خارج الحدود الى الرفاق في الداخل يدعوهم الى التمرد على قيادات الحزب والاتصال به مباشرة مدعياً انه اصبح نائب امين سر القطر»، وتابع البيان: «الاحمد كلف عدداً من المسؤولين في العراق حث البعثيين على قطع الصلة مع القيادة الرأسية لاسيما الرفيق عبد الصمد في الانبار والرفيق حسن هاشم في محافظات الجنوب والفرات. وأضاف انه قام بتعيين كوادر بعثية جديدة متقدمة كأعضاء في القيادة القطرية».

 

ولفت البيان الى ان «الاحمد تلاعب بأموال الحزب حيث أنفق مبالغ كبيرة كانت بحوزته مخصصة لفروع الحزب المسؤول عنها في كركوك واستحوذ على أموال كان القائد صدام أرسلها الى عائلات الرفاق المعتقلين».

 

وتؤكد مصادر مقربة من المسلحين في العراق ان الأسلوب الذي اتبعته القيادات البعثية كان يذهب الى محاولة إظهار حزب البعث وكأنه قائد للمقاومة في العراق وانه صاحب القرار النهائي في مستقبل هذا البلد فيما ان الحقيقة تشير إلى تواجد البعثيين على شكل مجموعات متفرقة وسط المجموعات الكبيرة حيناً او مستقلة حيناً آخر وان الحيز الذي تحتله لا يؤهلها لاتخاذ قرارات بالنيابة عن تلك المجموعات التي عالجت هذا الخلط بإعلان براءتها من حزب البعث وترك الخيار لأعضائها من البعثيين بالانضمام إليها كأفراد.

 

خريطة جديدة

المتغيرات التي حدثت في طبيعة التحالفات في خريطة المجموعات المسلحة بعد مقتل الزرقاوي تمثلت في تشكيل تحالف بين خمس مجموعات هي: «كتائب ثورة العشرين» و «جيش الراشدين» و «الحركة الإسلامية لمجاهدي العراق» و «عصائب اهل العراق» و «سرايا التمكين». بعضها كان منخرطاً في تحالفات مع «مجلس شورى المجاهدين» الذي ما زل تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين الممثل الرئيسي له، وشهد هو الآخر انشقاقات في صفوفه فيما حدث «برود» في العلاقة بين اقطاب اكبر التحالفات السابقة والذي كان مكوناً من مجموعات مثل «الجيش الإسلامي» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش المجاهدين» و «القيادة الموحدة للمجاهدين» وان مجموعتي «الجيش الإسلامي» و «جيش المجاهدين» تنسقان الآن بمعزل عن الأسماء الأخرى مع وجود محاولات لرأب الصدع بين تلك الأطراف فيما تحولت «القيادة الموحدة للمجاهدين» التي تضم في الغالب ضباطاً في الجيش العراقي ومجموعات بعثية الى «القيادة العامة للقوات المسلحة» وأصبحت ممثلاً للجيش العراقي السابق.

 

وأشارت المصادر الى ان تغير مسارات الدعم المالي واختلاف المواقف من قضايا مثل «مشروع المصالحة» و«ضرب المدنيين» و«الحرب على الشيعة» و«الدعم الإيراني لبعض المجموعات» و«مقتل الزرقاوي» وانشقاقات عقائدية وخلافات مالية اخرى قادت الى تغيير خريطة المسلحين في العراق لمصلحة انشقاق تحالفات قادتها مجموعات متطرفة وسعى ابو مصعب الزرقاوي لتكريسها في الاعوام السابقة واعادة الحياة الى تحالف مجموعات عراقية اخرى مع تنظيم البعث في العراق الذي عاد الى الصورة بعد أنباء عن اتصالات تجريها حكومة نوري المالكي والقيادات الاميركية مع التنظيم عبر وسطاء عراقيين وعرب لقياس موقفه من مشروع المصالحة, اضافة الى ان مراسلات هيئة المصالحة مع بعثيين سابقين لم تعد حتى الآن سوى الى «إعلان مواقف» مازالت متباعدة بحسب مطلعين.

 

وقال «ابو الحارث»، القيادي في مجموعة مسلحة معروفة ان المجموعات الرئيسية بدأت تنظر بعين القلق الى محاولات أميركية وحكومية لشق هذه المجموعات عبر اتصالات مع كوادرها بشكل فردي او استقطاب القيادات العسكرية فيها.

 

واضاف أبو الحارث: «الواقع يشير الى قناعة لدى مختلف المجموعات بتشكيل قيادات موحدة ومجالس سياسية وناطق إعلامي ما يؤهلها للمشاركة في اي حوار في شأن مستقبل البلاد بعد رحيل الاحتلال ومحاولة ايجاد مواقف موحدة إزاء انجرار البلاد الى «الحرب الداخلية الأهلية» التي تحمل المجموعات المسلحة العراقية مسؤوليتها الى المتطرفين في بعض المجموعات السنية بخاصة تلك المرتبطة بـ «القاعدة» والميليشيات الشيعية المسلحة.

 

ولفت الى ان المخاوف من انشقاقات كارثية بين مكونات «المقاومة العراقية» تتضمن مواجهات مع «التكفيريين» على غرار ما يحصل الآن في الفلوجة كانت كفيلة باتخاذ مواقف اكثر جدية إزاء هذا الخيار تتضمن تشكيل تحالفات تفوق في قوتها قوة «المجموعات المتطرفة» وتطرح نفسها كممثل «غير طائفي» للعمل المسلح.

عن ( الحياة )

Link to comment
Share on other sites

الربيعي يكشف وثيقة من القاعدة: - الزرقاوي قائد ميداني يفتقر الخبرة

بغداد- الزمان

وزع المكتب الاعلامي لمستشار الامن القومي موفق الربيعي امس نص وثيقة عثر عليها لدي مقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق. وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي لمستشار الامن القومي ان الوثيقة وهي رسالة موجهة من عطية الجزائري القيادي في تنظيم القاعدة الي الزرقاوي اكدت معلومات سابقة افادت بعدم رضا قادة القاعدة علي ممارسات الزرقاوي في العراق والطلب منه التخلي عن مسؤوليته في قيادتها. وذكرالبيان ان الجزائري القي في رسالته اللوم علي الزرقاوي لانفراده بالقرارات وعدم مراجعته قادته اسامة بن لادن والظواهري وتحذيره انه ليس بمستوي القيادة والتوجيه ويجب عليه الرجوع الي قيادته مشيرا الي انه قائد ميداني وليس قائدا سياسيا او دينيا، وانه جعل العمل العسكري مهيمنا علي العمل السياسي وليس العكس وبذلك فقد قلوب ابناء الامة. وافاد البيان بان الجزائري طلب من الزرقاوي التخلي عن قيادة القاعدة في العراق بسبب اخطائه وقلة خبرته بالسياسة والشريعة والتوحيد ووجود الافضل منه وعدم تعاونه مع علماء الدين ورؤساء العشائر. وانه ابدي تحفظه علي تسرع الزرقاوي باعلانه حربا طائفية داخل العراق وتوسيع رقعة الحرب الي بلدان مجاورة للعراق مثل الاردن مطالبا بالتركيز في العمليات المسلحة علي داخل العراق منتقدا الطريقة الانتقادية في فكر القاعدة في العراق وتبني القسوة والشدة وترك الرحمة والعطف مشيرا الي ان القاعدة في باكستان وافغانستان غير راضية علي القاعدة في العراق. ووجه انتقادات اخري للزرقاوي لتبنيه التحزب والتعصب لتنظيمه واحتقاره واهماله التنظيمات الاسلامية الاخري ومعاداتها، مادحا شخصية عراقية معروفة وعاملين معه معارضين للعملية السياسية. في الوقت نفسه مكفرا الاخوان المسلمين »الحزب الاسلامي« عادا اياهم »كفرة ومرتدين وخونة« بحسب خلاصة مرفقة للرسالة.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...