Jump to content
Baghdadee بغدادي

علمنا ونشيدنا الوطني الجديد


Recommended Posts

elaph.com

Very interesting article by Iraqi Shia writer former Judge Mr. Zuhair Abood

He showed his disagree with current flag. He considers it as sympole of Tyrani and ignorance to Iraqi history and facts..

He calls for a new one, some one that is compatable with the current new era of democracy, liberation and humanity. Some flag that makes all Iraqis believe in..

 

علمنا ونشيدنا الوطني الجديد

GMT 15:45:00 2006 الثلائاء 5 سبتمبر

زهير كاظم عبود

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

صار لنا مجلساً للنواب وانتخب من بين أعضاءه رئيساً للجمهورية صار قاسمنا المشترك، وتم ترشيح واحد منهم رئيساً للوزارة و تم عرض أسماء الوزراء على المجلس ونالوا الثقة. كما صار لنا دستور نتقيد ونلتزم به وستكون لنا محكمة دستورية ومحكمة عليا نتقيد بأحكامها ونلتزم بقراراتها وتفسيراتها ونحتكم اليها في اختلافاتنا وتفسيرنا لنصوص الدستور وصلاحيات الأقاليم والمحافظات..

وصار لنا رأي في حسابات ميزانيتنا التي سترسم لنا مستقبلنا الاقتصادي، وصار لنا رأي في أن نقبل أو نرفض دون أن يتم إعدام اهلنا وأن يتم عرض صورهم في التلفزيون باعتبارهم خونة وعملاء ويتم أعدامهم ودفنهم في مقابر مجهولة، لامليارات بعد اليوم لأبناء الرئيس ولا مطابع للنقد يستحوذ عليها أولاده، ولا امتيازات لعائلة الرئيس وجيرانه وحراسه، ولا درجات فوق الدستور والقانون.

وسيكون لنا علم يرمز لوحدة البلاد ويشير الى ألوان وأشكال لها علاقة بالعراق، ويجب أن يتضمن هذا العلم مايشير الى العرب والأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين والارمن، فهو علم العراق وليس علم البعث، وهو علم جميع أهل العراق وليس علم الشوفينية والعنصرية، وسيكون لنا نشيداً وطنياً من المعيب جداً ان يكون بلغة واحدة ولقومية واحدة، ولنا في دول الفيدراليات أسوة حسنة.

سيكون لنا تأريخاً عراقياً لايمكن ان يتم النظر اليه بعين عوراء ينظر لطرف من التاريخ ويهمل الكثير من تاريخ اخوتنا من الكلدان والأشوريين والأرمن والتركمان والكورد أو العرب، تأريخ عراقي يكتب بأقلام ناصعة وأصيلة لم تستطع أن تطوعها السلطات الشوفينية والطائفية التي تعاقبت على حكم العراق، ولا بذرت فيها جراثيم شوفينيتها القاتلة، ولا انطلت عليها الأصباغ الترقيعية التي تتبرقع بها السلطات لأخفاء ترهلها وعيوبها ولا استطاعت ان تمرر عليها خبث مقاصدها وسوء أهدافها.

والعلم العراقي ليس رمزاً للسلطة الحاكمة ولامزاجاً يريده الحاكم، العلم العراقي مجرد رمز يشير الى تاريخ العراق بكل مكوناته، و أيضاً بكل أديانه وجغرافيته، ولا يمكن أن يتم اختزاله لقومية واحدة دون غيرها، ولا يمكن أن تكون الكتابات التي يراد بها الباطل مدونة فوقه، كما فعلها الطاغية صدام حين خط كلمة (الله أكبر) بخط يده، وهو الذي حارب كلمة الله أكبر بكل ما وسعت سلطاته الأمنية والمخابراتية من قوة.

فصدام نفسه الذي أمر بخط كتاب الله بدمه النجس والمحرم شرعاً، وأصر على تدنيس كتاب الله لغاية كامنة في روحه، وصدام نفسه الذي أمر أن يتم رفع كلمة (الله) من نص المادة 108 من قانون الأثبات العراقي رقم 107 لسنة 1979 مع علمه بأن اليمين بغير الله غير جائزة شرعاً وقانوناً، وصدام نفسه من أمر بقتل رجال الدين وكل من كان يعتقد أن الله أكبر في سلطة القهر والظلم، وصدام نفسه من كان يحارب المصلين لله من كل المذاهب.

وهو نفسه من وظف آيات القرآن الكريم في الجرائم الخسيسة التي أقترفها والتي أراد بها تلويث الدين والتستر بآياته الإنسانية والعميقة المعاني.

ولم يكن العلم العراقي سوى رمزاً من رموز الهيمنة الشوفينية، ورمزاً من رموز القهر والحرب التي شنتها السلطات على شعب كوردستان في العراق، وتحت هذا العلم ذبح المئات بل الآلاف من البشر، وصار رمزاً قسرياً لكل القوميات الباقية، ولم يكن العلم العراقي في العهد البائد سوى رمز لسلطة البعث وصدام، رمزاً للطاغية والفكر الشوفيني المتعصب ولهذا فقد كان العلم لايمثل شعب العراق بكل تأريخه وبكل مكوناته مطلقاً، فقد تم أختزال التاريخ العراقي في تاريخ البعث ورموزه الديماغوغية التي تتناقض مع الواقع، وفرض هذه الرمزية بأسم الوطن، ولهذا وجد العراقيين أنفسهم يطالبون بعلم لايشير الى الدماء التي سالت تحت رايته تحقيقاً لرغبة الحاكم، كما يشاهدون هذه الدماء وهي تلطخ العلم الذي يتحدى مشاعرهم ووجدانهم ويضحك متشفياً بشهداء العراق دون استثناء، ولا يريدون علماً كانت تصطف تحته مجاميع شباب العراق ليتم حصادهم بالرصاص من قبل جيش الطاغية، ولا يريدون علماً يستخدمه الحاكم برقعاً يمرر به جرائمه على شعب العراق حيث لم تسلم منه طائفة أو ديانة أو قومية ولا حتى الجيران العرب منهم او المسلمين.

نفس العلم الذي كان يرمز لصدام لم يزل يرف فوق بنايات العراق ومؤسسات العراق الجديد، وكما لم يزل العديد من المخدوعين بعبارات علم الوطن والرمز الأوحد يحرصون على بقاءه ورفعه مع أن صاحب هذا الرمز سقط الى الحضيض والى الأبد، فقد كان علماً مفروضاً ورمزاً مزوراً لتاريخنا ويشير بكل صلافة للحاكم المستبد الدكتاتور، فلم يتم أستشارة الشعب في أختياره ولا برلمانه ولامؤسساته السياسية أو الثقافية.

حرياً بالعراقيين اليوم أن يصروا على تغيير علم العراق بمايليق بالعراق الجديد بعد ان انتخبنا مجلساً للنواب نكلفه بالمهام التشريعية، وبما يمسح من ذاكرتنا بقع الدم والمعاني الخبيثة التي رسمها الحاكم البائد على ما أسماه ورسمه في تفاصيل العلم، وحرياً بالعراقيين بعد ان فوضوا أعضاء برلمانهم أن يتفقوا على شكل العلم وألألوان التي ترمز للسلطة الاتحادية الفيدرالية العراقية، وأن يكون علمنا بسيطاً بساطة أهل العراق، وبهيجاً مثل تعدد الطيف القومي والديني في العراق، منساباً كما ينساب الزاب ودجلة والفرات والكحلاء وشط العرب وأن يكون علماً نتمسك به جميعاً ولايشير الى قوة السلطات.

علمنا نابع من أرواحنا ومن معاناتنا، وعلمنا يرمز للعراق الجديد، يضم الوان كوردستان وأطياف الجنوب وبرتقال ديالى وطيبة الرمادي، وعلمنا يضم صفاء وطهارة الأيزيدية والمندائيين، وأصالة اليهود والمسيحيين، وعظمة الرسالة المحمدية.

وأن يكون نشيدنا الوطني معبراً عن طيبة المدن العراقية، ويجسد شكل التلاحم بين النخيل العراقي المذبوح وبين ربايا جبال كوردستان التي بقيت صامدة وتكسرت فوق صخورها قرون الدكتاتور، نشيداً تفوح منه روائح البرتقال وعبق القباب الذهبية والزرقاء للأئمة والأولياء، يشير الى ملوية سامراء وأهوار الناصرية وطعم الشلب العنبر في المشخاب وكرم الرمادي وطعم الفستق الموصلي، وبساطة السماوة وعبق العمارة ودفء البصرة وطيبة اهلها، نشيداً يردده اطفالنا من القلب ونحفظه في جوانحنا طيباً طيبة خبز اهل العراق الخارج لتوه من تنور الأمهات، وسهلاً كما يريد العراقي حياته القادمة وأحلامه القادمة.

ليس فقط رئيس أقليم كوردستان العراق السيد مسعود البارزاني من يريد أن يكون لنا علماً ونشيداً وطنياً، فهو يطالب بما يريده معه كل أهل العراق، وبعد أن استكمل أهل العراق كل مستلزمات العملية الدستورية والقانونية، علينا أن نطالب بعلم ونشيد لنرفعه فوق هامة العراق بعد ان ترحل القوات الأجنبية عن بلادنا ليرف والى الأبد فوق هامات العرب والكورد والتركمان والكلدان والأشوريين والأرمن.

علما ونشيداً يصدح فوق قمم جبال كوردستان ويتردد في جنبات صحراء السماوة، وتردده البلابل في كربلاء وديالى، ونشيداً يعرفه أهل البادية وتغنيه حناجر أهل الموصل بلكنتهم المحببة، نشيداً يعرفه اهل البصرة والعمارة والديوانية يرن في اركان بابل ولايتوقف مع خرير ماء دجلة في الكوت، نشيداً به رائحة السعف والجمار في السماوة، نشيداً يعزف لنا كلمات الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين والسياب وعبدالله كوران ومظفر النواب والشيخ زاير وشيركو بيكه س وخاني وأنور مردان وحسن كوره ومولوي والهمداني.

علماً بسيطا يشير الى ألوان الطيف العراقي، ونشيداً سلساً وواقعياً مملحاً بطيبة أهل العراق عرباً وأكراداً وتركمانا ً وكلداناً واشوريين وأرمن، ممزوجاً بدياناته الإسلامية والمسيحية واليهودية والمندائية والأيزيدية لكنه بكل الأحوال سيكون علماً حقيقياً للعراق.

 

Link to comment
Share on other sites

مبالاضافه للتخريب التي شنه صدام وزبانيته هناك تخريب يفوق المتفجرات و القتل العشوائي . انه تخريب العقول , فكيف يعقل ان يرضى شعب على الارض ان يدافع ويتضلل بعلم كان رمزا للطاغوت . علما تم استنساخه بالتفاصيل الدقيقه من بلد عربي اخر ليستبدل بيرقا جمهوريا عراقيا اصيلا كان يحمل كل معاني العراق ورموزه

لقد مثل ذلك الاستبدال المقيت كل معاني القهر ومحاولات مسخ التاريخ العراقي التي مارسها نظام البعث على العقل العراقي

 

نعم نحن مع سرعه تخليص العراق من ارث الشيطان بعد ان تخلصنا من طغيانه.. واذا كان الكرد هم الاقدر على طرح الامور يشجاعه فاننا وفي خضم ما نعانيه لايجوز ان نغفل وان نسمح برمز الديكتاتوريه ان يضلل شهدائنا

 

كل ذلك مطلوب ولكن اسلوب اصدار المراسيم بعدم قبول رفع علم هو من اختصاص البرلمان العراقي . فماذا سيحصل لو ان كل طرف في العراق اصدر مرسوما برفع علم يرتأيه في منطقته وان كل شيخ عشيره رفع رايه عشيرته بدلا من علم العراق

نعم نحن مع سرعه استبدال العلم وخصوصا وان العراق يحكمه اليوم اهله ولكن لسنا مع الخطوات الاحاديه غير الدستوريه

والى ان يحصل ذلك دستوريا لايجوز لاي منا اهانه ما نسميه علمنا العراقي

 

Link to comment
Share on other sites

اضافة على ما قاله سالم في تعليقه حول العلم العراقي، ، أقول انني اؤيده تماما في تعليقه وان ذلك لابد ان يتم ضمن الدستور، وليس ان يتصرف كل واحد حسب هواه

يقول سالم.

 

نعم نحن مع سرعه استبدال العلم وخصوصا وان العراق يحكمه اليوم اهله ولكن لسنا مع الخطوات الاحاديه غير الدستوريه

والى ان يحصل ذلك دستوريا لايجوز لاي منا اهانه ما نسميه علمنا العراقي

 

وهنا اود ان اضيف حادثة لطيفة حدثت في اسبانيا عند ولادة بنت ولي عهد اسبانيا (ليونور) بنت الامير فيليبي ملك اسبانا، حيث يرغب والدها ان تكون هي ولية العهد من بعده ، اي ان تكون ملكة اسبانيا في المستقبل ، ولكن المشكلة هي اذا جاء بعدها ولد ذكر ففي هذه الحالة فانه سيكون أحق من اخته بالعرش ، حسب الدستور الاسباني، الذي يمنح هذا الحق للذكر حتى لو كان اصغر من اخته الانثى، والامير فيليبي بالرغم من انه ابن الملك لا يستطيع ان يتصرف حسب هواه، ، ولحل هذه المشكلة فانهم االان يدرسون تعديل الدستور ، كي ينص على ان الانثى لها حق وراثة العرش حتى لو كان لها اخ ذكر، ولكن المشكلة هي ان التصويت على الدستور يجب ان يتم باستقالة الوزارة والدعوة الى انتخابات عامة، ، وهذا غير عملي الان، لهذا تأجل مشروع تعديل الدستور، حتى انتهاء ولاية الحكومة ثم سيدعون الى انتخابات عامة والى تعديل الدستور،

 

من كل هذا يمكن القول ان الدول التي تحترم نفسها عليها ان تحترم دستورها اولا ، لان احترام الدستور يعني احترم حقوق المواطن اولا واخيرا

Link to comment
Share on other sites

الخلاف على علم العراق يؤجج نزاع الأقاليم!

سليم نصار الحياة - 09/09/06//

 

عقب إسقاط نظام البعث في العراق (نيسان/ ابريل 2003) باشر المواطنون في إزالة صور وتماثيل صدام حسين.

 

ومع ان مراسلي الصحف وشبكات التلفزيون اهتموا بتتبع عملية اسقاط التمثال المنتصب في وسط «ساحة الفردوس» ببغداد، إلا أن إزالة تمثال صدام من «ساحة اربيل» كان حدثاً مختلفاً. والسبب ان الرئيس العراقي السابق تعمد إبراز شخصيته العربية في تمثال يعبر عن هذا الانتماء كمظهر من مظاهر التحدي للأكراد. لذلك طلب من المثّال إظهاره في اربيل بالدشداشة والغطرة والعقال، بخلاف سائر التماثيل التي تظهره وهو يرتدي البذلة ويعتمر القبعة.

 

المراسلون في اقليم كردستان وصفوا يومها عملية اسقاط وتحطيم تمثال صدام حسين، بأنها محاولة انتزاع الخوف المتجذر في نفوس سكان المناطق الشمالية. وقد أظهر سلوك الكبار والصغار وهم يجرون القطع البرونزية في الطرقات، عمق الجراحات النفسية التي حفرها نظام البعث في ذاكرة الأكراد الجماعية. ذلك ان عراق صدام حسين كان يمثل خلال تلك الحقبة، مرجعية انتماء للقوميين العرب الذين شكلت دعوتهم تهديداً متواصلاً لقيام دولة كردية مستقلة. وعلى رغم موافقة صدام حسين على اتفاق 1970 الذي كرس اعتراف بغداد بهوية كردية متميزة، إلا أن ذلك الإقرار كان مشوباً بالحذر وروح الانتقام. تشهد على ذلك أعمال القيادة المركزية في بغداد لكونها مارست ضد الأكراد سياسة شبيهة بسياسة «الترويس» التي اعتمدها ستالين في اوكرانيا وكازاخستان واوزباكستان، أي سياسة تغيير طبيعة التركيبة الاجتماعية والعرقية بحيث يصبح مزج الأقوام عاملاً مشجعاً على هجرة السكان الاصليين. وبهذه الطريقة تمت عمليات تهجير آلاف الأكراد من كركوك، ثم حل محلهم حزبيون نقلوا من العاصمة والأماكن النائية.

 

في 16 آذار (مارس) 1988، استخدم علي حسن المجيد السلاح الكيماوي لضرب سكان «حلبجة»، البلدة الكردية العراقية المتاخمة لايران. وفي حادثة مشابهة أطلق عليها نظام البعث اسم «الانفال»، تعرض الأكراد لعمليات إبادة جماعية وصل عدد ضحاياها الى أكثر من 180 ألف نسمة. وهكذا استمر نظام البعث في اضطهادهم وتهجيرهم حتى بعد اخراج قواته من الكويت سنة 1991. ويبدو أنهم اخطأوا في قراءة الموقف الأميركي عقب تحرير الكويت، فإذا بهم يعلنون حركة التمرد والانفصال بالتزامن مع حركة شعبية مماثلة قام بها الشيعة في الجنوب ايضاً. وبما ان الولايات المتحدة في عهد الرئيس جورج بوش الأب، كانت معارضة لتفكيك العراق، فقد سمحت لقوات صدام بسحق المتمردين ومنعهم من تحقيق الانفصال في الشمال والجنوب. ولكن هذا لم يمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار يحظر وجود قوات صدام حسين في كردستان العراق، الأمر الذي أعطى مسعود بارزاني (الحزب الديموقراطي الكردستاني) وجلال طالباني (حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) الفرصة المناسبة لإعادة بناء المنطقة وتوفير مستلزمات العيش الآمن.

 

خلال فترة الحظر أقامت الادارة المحلية في كردستان نظاماً شبه مستقل ساهمت واشنطن في توفير ظروفه بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي. وكان من الطبيعي ان تنتعش تلك المنطقة المحشورة وسط أربع دول معادية، خصوصاً بعد اسقاط النظام البعثي العراقي وانشغال ايران وتركيا وسورية بمحاولات ملء الفراغ السياسي والأمني الذي أحدثه انهيار السلطة في بغداد. ويعترف زعماء كردستان بأنهم استفادوا من التجارب المؤلمة السابقة التي خبروها منذ زوال «جمهورية أهاباد» واعلان الملا مصطفى بارزاني حركة التمرد. لذلك حصروا اهتماماتهم في تطوير الشمال العراقي المهمل، وراحوا يؤسسون لحكم ذاتي وفق رغبات المجتمع وخصوصياته الثقافية والعرقية واللغوية.

 

واستغلت القيادات الكردية سيطرة الجيش الأميركي ونفوذ الحاكمين جي غارنر وبول بريمر، كي تبسط نفوذها السياسي والعسكري في الشمال. وقد ساعدها على تثبيت هذه الخطوات، انشغال القوات الأميركية والبريطانية بضبط الأمن في مواقع التوتر والتفجير مثل بغداد وتكريت والنجف والبصرة.

 

وفي الانتخابات الأخيرة اتفقت الأحزاب الكردية على الاشتراك بأعلى نسبة في عملية الاقتراع بحيث فازت بـ75 مقعداً في برلمان يضم 275 نائباً. ومع ان الأكراد لا يشكلون أكثر من 17 في المئة من عدد سكان العراق، إلا أنهم تمثلوا بخمسة مراكز مهمة في الحكومة بينها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية. وذكرت الصحف يوم اختيار طالباني رئيساً للجمهورية ان الحاكم الأميركي بول بريمر سمح لصدام حسين بمشاهدة وقائع الجلسة التاريخية. ولم يستطع صدام كبت انفعاله وغيظه وهو يرى كيف احتل مقعده في رئاسة الجمهورية الكردي المطارد جلال طالباني!

 

في مذكراته عن العراق كتب الحاكم الأميركي بول بريمر يقول انه نصح الأكراد بألا يرفعوا سقف المطالب كثيراً، وألا يستغلوا حماية قواته من أجل تحقيق مشاريعهم المستقلة. ولكن نصحه لم يمنعهم من مواصلة توسيع مساحة منطقتهم التي حددها الجيش الأميركي عند الخط الأخضر حيث أوقف الطيران تقدم قوات صدام حسين. وعقب سقوط نظام البعث، وسعت ادارة اقليم كردستان العراق جغرافية المنطقة بنسبة عشرين في المئة تقريباً. وشمل التوسع عمليات التبدل الديموغرافي لمدينة كركوك التي تعمد صدام تهجير أعداد كبيرة من سكانها الأكراد وإحلال بعثيين مكانهم. وعندما تولى اياد علاوي رئاسة الحكومة سمح لمئة ألف من سكانها السابقين بالعودة. وكان ذلك أثناء قدومهم الى كركوك بغرض تسجيل اسمائهم في مراكز الاقتراع.

 

يقول مسعود بارزاني، رئيس اقليم كردستان، ان مسألة كركوك ستحل وفق المادة 140 من الدستور الجديد الذي سمح باجراء استفتاء عام من أجل تقرير مصير مستقبل المدينة. وهو يعتبر كركوك «قدس الأقداس» بالنسبة لشعب الاقليم. ويبدو انه كرر هذا الوصف مراراً أمام الحاكم الأميركي بول بريمر، الذي انتقده على هذا التشبيه قائلاً: ألا يكفي ما أحدث الخلاف حول قدس واحدة من حروب ومشاكل حتى تشغل العالم بقدس ثانية!

 

«قدس كردستان» بالنسبة الى مسعود بارزاني ليست أكثر من محطة تاريخية وهدف معنوي يتطلع اليهما كل كردي في العالم. ثم تحولت الى عامل توحيد بين مختلف الفئات منذ اندلاع الثورة التي قام بها والده الملا مصطفى ضد حكام بغداد. كما تحولت عزلة الأكراد داخل منطقة جبلية بحجم سويسرا تقريباً، الى ملجأ آمن تحميه قوات تدعى «البيشمركة». وهي ميليشيا مشكلة من الحزبين، الديموقراطي والاتحاد الوطني، ويقدر عدد أفرادها بثمانين ألف مقاتل. وكلمة «بيشمركة» باللغة الكردية تعني «الذين يواجهون الموت»، لذلك يطلقون صيحات «كردستان أو الموت» أثناء العرض العسكري.

 

مسعود بارزاني يرفض اعتبار «البيشمركة» ميليشيا، ويقول ان الدستور حسم أمرها بطريقة لا تتعارض مع تشكيل الجيش العراقي النظامي. وهو يرى ان فصائل البيشمركة ستصبح جزءاً من الجيش بحيث تناط بها مهمة حماية اقليم كردستان والدفاع عنه. ومعنى هذا انه يستبعد الإقدام على حل هذه القوات وضمها الى جيش موزع على مختلف المحافظات. وربما استند بارزاني في الدفاع عن موقفه الى دعم القيادة الاميركية التي ايدت انتشار هذه القوات الخاصة في مدن الشمال بهدف التصدي للمتمردين. وهذا ما شجع المراسلين الاجانب على التحدث عن احتمال تحول العراق الى نظام أمراء الحرب على شاكلة النظام الذي أفرزته الحرب اللبنانية، والسبب ان المجلس الأعلى للثورة الاسلامية يرفض هو الآخر حل «قوات بدر» وضمها الى الجيش النظامي. اي القوات التي دربتها ايران، ويقدر عددها بأكثر من 15 ألف مقاتل. ويرفض الحكيم ذوبانها داخل الجيش النظامي، علماً بأنه ممثل في الحكومة. وهو يفضل ان يطبق المفهوم الفيديرالي على المستوى السياسي في حين يحتفظ بـ «قوات بدر» على المستوى الأمني لحماية منطقتي الوسط والجنوب، أي المنطقتين اللتين اشار اليهما، واعتبرهما مهيأتين لتطبيق النظام الفيديرالي الفوري. لذلك، اضطرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت للاجتماع به هذا الاسبوع بهدف اقناعه بضرورة تأجيل تطبيق الفيديرالية الى ما بعد استكمال نشر القوات الأمنية العراقية المقدر عددها بـ115 ألف جندي و130 ألف شرطي. وقد ابلغته ان قوات بلادها ستنسحب في نهاية 2007 شرط تحسن الوضع الأمني.

 

ولكن هذا التطمين لم يقنع عبدالعزيز الحكيم والائتلاف الشيعي والتيار الصدري ومختلف تيارات الشيعة واحزابها. والسبب ان السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد حضر جلسة ولادة الحكومة الكردية الموحدة الخامسة وأيد خطواتها. وهي الحكومة التي نالت «ثقة المجلس الوطني الكردستاني (البرلمان) وجمعت حزبي بارزاني وطالباني في حكومة ائتلافية تمثل الادارتين في اربيل والسليمانية، علماً بأن طالباني يشغل في الوقت ذاته منصب رئيس الجمهورية في العراق الموحد. وفي حفلة الافتتاح (7-5-2006) تحدث نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم الموحد، عن برنامجه لانعاش الاقتصاد والاكتفاء الذاتي، وضمان استخدام اللغة الكردية كلغة رسمية، ثم تحدث ممثل الامم المتحدة ليؤكد دعم المنظمة لحكومة اقليم كردستان التي تشكل - حسب كلامه - أول حكومة عراقية فيديرالية جديدة.

 

بانتظار نجاح مشروع المصالحة والحوار الوطني الذي دعت اليه حكومة نوري المالكي، يتوقع المراقبون في بغداد ان يجدد عبدالعزيز الحكيم دعوته لتطبيق الفيديرالية في منطقتي الجنوب والوسط، خصوصاً بعد اصدار جوازات سفر باللغة الكردية، الأمر الذي يشجع دعاة المشاريع العرقية والمناطقية والمذهبية.

 

ويتسلح الاكراد في دفاعهم عن هذا العمل بالقول ان حقوق الفيديرالية منحتهم حق استخدام لغتهم كلغة رسمية لحظها الدستور. وفي تقدير بعض الوزراء ان انزال علم العراق عن ابنية اقليم كردستان، كان بمثابة السبب المباشر الذي فجر المشاعر المكبوتة، علماً بأن رئيس الجمهورية جلال طالباني أيد موقف حليفه مسعود بارزاني، وأعلن ان العلم الحالي هو علم الصداميين الذي ارتكبت في ظله كل جرائم صدام حسين، بدءاً بعمليات الاضطهاد في الجنوب والشمال، وانتهاء بعملية غزو الكويت.

 

ورد عليه النائب صالح المطلك، زعيم «جبهة الحوار الوطني» مذكراً بأن انتخابه رئيساً للجمهورية العراقية، تم في ظل العلم الذي أمر بارزاني بإنزاله عن المباني الرسمية في اقليم كردستان.

 

وانهى طالباني الجدل القائم بالقول انه يفضل اعتماد علم فترة حكم عبدالكريم قاسم (1959 - 1963) الى حين الاتفاق على قرار بشأن تصميم علم جديد يمثل مرحلة الوحدة الوطنية.

 

ويستدل من مراجعة هذا الموضوع ان رئيس الوزراء السابق اياد علاوي كان قد كلف وزارة الثقافة باعلان مسابقة لتصميم علم عراقي ونشيد وطني جديدين، وبسبب قصر فترة الحكومة الموقتة، انتقل هذا الامر الى عهدة مجلس الحكم الذي كلف بدوره المهندس المعماري المعروف رفعت كامل الجادرجي بتصميم علم جديد.

 

ومعروف ان رفعت الجادرجي كان قد حكم عليه وعلى عقيلته بلقيس بالسجن المؤبد أمضيا منها سنتين في عهد أحمد حسن البكر، ثم خرجا لينشرا كتابهما الشهير «جدار بين ظلمتين». ويعتبر رفعت من خيرة المهندسين المعماريين الذين قدموا للعراق أهم الانجازات واجمل الأبنية. وعليه قرر ان يضع لتصميم العلم الجديد معايير مستوحاة من طبيعة المرحلة كالليبرالية والتجدد والتعددية. لذلك باشر عمله بوضع قطعة بيضاء كمؤشر على الدخول في عهد ليبرالي جديد.

 

وبما ان العراق يرمز اليه ببلاد الرافدين، فقد تعمد اختصارهما في خطين ازرقين، ثم رسم الهلال في الوسط، اي انه باختصار صمم ستة نماذج بوحي من طبيعة المرحلة من دون ان يتطرق في ألوانه الى المسائل الحساسة كالدين والقومية والعنصرية وخلافها.

 

وهو يأمل ان يتبنى مجلس الحكم أحد النماذج قبل ان يستفحل الخلاف ويصبح علم الماضي حجة لنسف الحاضر والمستقبل، خصوصاً ان 16 الجاري يمثل موعد انتهاء المدد المقررة لانشاء الاقاليم.

 

ويخشى المراقبون ان يشهد هذا التوقيت بداية النهاية بالنسبة الى حكومة نوري المالكي وكل ما تمثله من مبادرات تتعلق بالمصالحة والحوار الوطني ووحدة المواقف.

 

 

* كاتب وصحافي لبناني.

Link to comment
Share on other sites

ارى من المناسب ان نحاول هنا وضع بعض المفردات المتعلقه بما نراه مناسبا لعلم عراقي نؤمن به . كل من وجهه نضره

 

اولا ارى العلم ان يكون ذو قاعده اساسيه خضراء لان اصل العراق هو وادي الرافدين الذي اعطى العراق اصالته وعمقه الحضاري والتاريخي

 

ثم هناك النهرين دجله ولافرات هبه وادي الرافدين والنهر الثالث الزاب . وعل العكس من ذهاب الكثيرين الى الرمز لهمابخطين متوازيين فاني ارى ضروره الرمز بثلاثه خطوط تلتقي على شكل حرف V حرف راس السهم الى الاسفل .

من ناحيه للتعبير عن التمازج والالتقاء بين مكوناته الرئيسيه والثانيه لان في ذلك شبه بكلمه الله بالعربيه التي اول من دعى اليها ابو الانبياء ابراهيم من ارض العراق ومن ناحيه اخرى تشبه علامه النصر العالميه للداله على النصر الذي حققه العراقيين في رحلتهم الطويله للنصر على اعدائهم

 

افكار عامه وليس لدي مخطط محدد في البال

ولكني افتح باب الاقتراح

 

Link to comment
Share on other sites

http://www.alsabaah.com/paper.php?source=a...rpage&sid=29637

 

العلــم منذ تأســيس الدولــة العراقيـــة

 

 

 

 

 

الدستور أوجب إيجاد نموذج جديد يرمز لجميع مكونات الشعب

المحامي طارق حرب

نصت المادة( 12) من الدستور العراقي الجديد على:” ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي، وهكذا فان الدستور لم يوافق على العلم العراقي الموجود والمرفوع حالياً في الدوائر الرسمية وانما اشترط اصدار قانون جديد للعلم العراقي

 

 

 

 

وعلى هذا القانون الذي يتولى مجلس النواب اصداره على وفق احكام المادة( 61) من الدستور ان يأخذ بنظر الاعتبار مكونات الشعب العراقي”،

 

وإذا كان الدستور قد اعترف بالقومية العربية والقومية الكردية في المادة( 4) منه فان المادة(125) من الدستور ضمنت الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية لجميع القوميات في الامة العراقية وذكر قسماً منها وهي التركمان والكلدان الاشوريون وسائر المكونات الاخرى وهذا يعني ضمان حقوق الصابئة المندائيين والايزديين واليهود والبهائيين طالما ان هذه المكونات من مكونات الشعب العراقي ولايهم بعد ذلك العدد طالما انهم من مكونات هذا الشعب العريق. وذلك يوجب ان يكون العلم الجديد نحو ما اشترطه الدستور مرصعاً بقيم اوتقاليد او رسوم او معتقدات او اي شيء اخر يعبر عن هذه المكونات ولايقتصر العلم العراقي على ايماءات تخص العرب فقط كما هو واضح من العلم الموجود حالياً او انه يعبر عن العرب والاكراد والتركمان فقط، وانما لابد ان يعبر عن جميع مكونات الشعب العراقي حتى ولو كان هذا التعبير بخط اواشارة بسيطة او علامة معينة طالما ان الدستور اعترف بجميع مكونات الشعب العراقي واجب ان يكون قانون العلم العراقي الجديد تعبيراً عن الامة العراقية بجميع مكوناتها وهذا نص الزامي ووجوبي للسلطة التشريعية (مجلس النواب) اذ لابد لهذه السلطة عند اعداد مشروع القانون من ملاحظة النص الدستوري.

العلم العراقي في الدستور الملكي

في سنة 1925 صدر القانون الاساسي العراقي(الدستور الملكي) ونص في المادة الرابعة على أوصاف العلم العراقي هو اول علم عراقي لان الدولة العراقية لم تكن بأوصاف دستورية او قانونية تحدد علم الدولة بعد انتهاء الحكم العثماني والاحتلال الانكليزي اذ ذكر الدستور في هذه المادة مايلي( يكون العلم العراقي على الشكل والابعاد الاتية: طوله ضعفا عرضه ويقسم افقياً الى ثلاثة الوان متساوية ومتوازية اعلاها الاسود فالابيض فالاخضر على ان يحتوي على شبه منحرف احمر من جهة السارية تكون قاعدته العظمى مساوية لعرض العلم والقاعدة الصغرى مساوية لعرض اللون الابيض وارتفاعه ربع طول العلم وفي وسطه كوكبان ابيضان ذوا سبعة اضلاع يكونان على وضع عمودي يوازي السارية اما طريقة استعمال العلم وشعار الدولة وشاراتها واوسمتها فتعين بقانون. وقد استمر العمل بنشر هذا العلم حتى انهيار النظام الملكي وقيام الجمهورية الاولى (جمهورية عبد الكريم قاسم) في 14 تموز 1958.

علم الجمهورية الاولى

لم يتطرق دستور 27 تموز 1958 الى اوصاف العلم العراقي نحو مافعل الدستور الملكي وانما ترك ذلك الى القانون الذي يتم اصداره لذلك نصت المادة(6) من دستور الجمهورية الاولى على (يعين علم العراق وشعار الجمهورية العراقية والاحكام الخاصة بهما بقانون) وفعلا فقد صدر قانون علم الجمهورية بالقانون رقم 102 لسنة 1959 المنشور في الجريدة الرسمية (الوقائع العراقية) بعددها 189 في27 / 6/ 1959 الذي نص على ان العلم العراقي الجديد يتألف من الالوان الاسود والابيض والاخضر والاحمر العاتك والاصفر وهي الالوان التي تمثل ادواراً مجيدة في تاريخ العراق وعلى ان يكون شكل العلم مستطيلاً طوله ضعف عرضه ويقسم عموديا الى ثلاثة مستطيلات متساوية اولها من جهة اليسار الاسود فالابيض فالاخضر ويتوسط المستطيل الابيض النجم ذو الثمانية رؤوس وهو النجم العربي لونه احمر عاتك رمزاً لثورة 14 تموز وتتوسط النجم دائرة ذات لون اصفر يحيط بها حزام ابيض اما المادة الثانية من هذا القانون فتشير الى ماترمز اليه سمات هذا العلم والوانه فاللون الاسود لراية الرسول وراية العرب في صدر الاسلام وراية العرب في العراق واللون الاخضر لراية العلويين واللون الابيض لراية العرب في الشام واللون الاحمر لراية ثورة 14 تموز وراية العرب في الاندلس واللون الاصفر لراية صلاح الدين الايوبي ويمثل النجم المثمن الاحمر والدائرة الصفراء العرب والكرد رمزاً لتكوينهما الشعب العراقي منذ القدم.

علم الجمهورية الثانية

وبعد انقلاب 8/ 2/ 1963 على حكومة الجمهورية الاولى فان رجال الجمهورية الثانية رفضوا العلم الملكي وعلم الجمهورية الاولى ووجهوا وجوههم شطر الجمهورية العربية المتحدة( وحدة سوريا ومصر) وعلى الرغم من ان دستور هذه الجمهورية (القانون رقم 25 لسنة 1963) لم ينص على ما يتعلق بالعلم العراقي فقد صدر قانون العلم العراقي رقم 28 لسنة 1963 في 30/ 4/ 1963 متاثراً بالعلم الخاص بالجمهورية العربية المتحدة التي قامت بعد وحدة مصر وسوريا على الرغم من ان هذه الجمهورية انتهت بانفصال سوريا عن مصر سنة 1961 وتم نشر هذا القانون بالجريدة الرسمية 812 في 8/ 6/ 1963 حيث قرر هذ القانون بان العلم العراقي يتكون من ثلاثة الوان الاسود والابيض والاحمر لثلاثة نجوم كل منها ذات خمس شعب لونها اخضر على ان تكون الذؤابة الخامسة فوق خط النجمتين المجاورتين الى الاعلى. والمسافات بين النجوم الثلاث وحافتي العلم متساوية ويكون العلم مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله ويكون من ثلاثة مستطيلات متساوية الابعاد بصورة افقية اعلاها اللون الاحمر واوسطها اللون الابيض واسفلها اللون الاسود وتتوسط النجوم المستطيل الابيض. وقد استمر العمل بهذا الشكل على الرغم من صدور تشريعات جديدة حتى يومنا هذا في شهر ايلول 2006.

علم الجمهورية الرابعة

واذا كانت الجمهورية الثالثة(جمهورية الاخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف) قد اعتمدت القانون السابق بشأن علم العراق. فان دستور 21/ 9/ 1968 الذي جاء بعد الاطاحة بنظام الاخوين نص في المادة(6) على ان يعين العلم العراقي والشعار العراقي والاحكام الخاصة بهما بقانون وهذا ما قررته المادة(9) من الدستور العراقي لسنة 1970 والذي استمر لغاية 9/ 4/ 2003 حيث نصت تلك المادة على(علم الجمهورية العراقية وشعارها والاحكام المتعلقة بهما تحدد بقانون) وعلى الرغم من ان العلم العراقي ذا الاصول المصرية ( وحدة مصر وسوريا) تم الغاؤه من مصر منذ أكثر من ثلاثين سنة فان قانون العلم العراقي استمر مصريا. فكان بحق مصريا اكثر من المصريين وعلى الرغم من التعديلات البسيطة جدا كاضافة كلمة( الله اكبر) وهكذا استمر العلم في العراق لمدة تزيد على (40) سنة في حين انه لم يستمر في مصر اقل من نصف هذه المدة وعادت مصر وألغت العلم السابق. وفي سنة 1986 صدر قانون جديد للعلم العراقي لايختلف عن العلم السابق بتكوينه واشكاله سوى شرح لبعض المفردات فقد ذكر ان العلم مستطيل يبلغ عرضه ثلثي طوله وينقسم الى ثلاثة مستطيلات افقية متساوية الابعاد ويكون الاعلى منها احمر والاوسط أبيض والاسفل اسود واستمر قانون العلم رقم 33 لسنة 1986 بالقول: وتكون في المستطيل منها ثلاث نجوم خضراء خماسية الزوايا وتكون المسافات متساوية بين كل نجمة وبينها وبين حافتي العلم وذلك وفق الشكل الملحق بهذا القانون. وتمثل الوان العلم كما يقول القانون الوان الرايات العربية وتمثل النجوم الثلاث الوحدة والحرية والاشتراكية وهذه الراية قد قاتل بطلها شعب العراق في (قادسية صدام المجيدة) وخلافاً لما جرى عليه العرف الدولي بالنسبة للعلم قرر القانون في المادة( 3) بأن العلم لاينكس ولايخفض في اية مناسبة وتطرق القانون الى اماكن رفع العلم وزمان رفعه وحدد جهة الموافقة على طبعه وكيفية استعماله كزينة وطريقة اتلافه والغى القانون الجديد قانون العلم العراقي السابق رقم 28 لسنة 1963 وتم تعديل القانون 33 لسنة 1986 بالقانون رقم 53 لسنة 1987 والذي حدد الانعكاسات الطيفية لالوان العلم وفي 22/ 1/ 1991 تم تعديل قانون العلم بالقانون رقم 6 لسنة 1991 اي بعد اربعة ايام على بدء حرب الخليج الثانية وقبل شهر من الانسحاب من الكويت وتضمن هذا القانون اضافة كلمة( الله أكبر) في العلم العراقي كذلك فان قرار مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم 315 في 10/ 5/ 1987 استحدث شارة علم العراق وصدر نظام علم العراق رقم 6 لسنة 1986 متضمنا تفصيل الاحكام الخاصة برفع العلم العراقي نحو رفعه في جميع المناسبات التي يحضرها رئيس الجمهورية وسيارته ومكتبه وحدد الدوائر التي يتم رفع العلم فيها وحدد بداية رفعه الزماني واحكام رفعه عند وجود ضيف رسمي وحالة رفعه مع علم دولة اخرى فضلا عن تحديد الاشخاص الذين يتم لف نعش كل منهم به بعد وفاتهم وابعاد السارية التي يتم رفع العلم فيها والمراسيم العسكرية مع ملاحظة ان هذا العلم يماثل العلم السوري باستثناء عدد النجوم إذ تكون في العلم العراقي ثلاثاً وفي العلم السوري نجمتين ترمز الى وحدة الاقليمين المصري والسوري كذلك خلا العلم السوري من كلمة (الله اكبر).

رحلة العلم في مجلس الحكم

تضمن قرار مجلس الحكم (1) في 2004/1/5 تشكيل لجنة تتولى تحديد شكل العلم العراقي الجديد والنشيد الوطني الجديد على ان تقدم التوصيات الى المجلس خلال اسبوع وكانت اللجنة مشكلة من الدكتور عادل عبد المهدي والشيخ عبد الكريم المحمداوي ونصير الجادرجي وسمير الصميدعي وفرست احمد وصدر قرار مجلس الحكم 72 في 2004/4/28 متضمنا اعتماد التصميم المرفق ليكون علما مؤقتا لجمهورية العراق لحين انتخاب الجمعية الوطنية واقرار العلم الدائم، وقد تم تصميم هذا العلم من قبل الفنان رفعت الجادرجي وتم اختياره من بين (30) تصميماً ويتكون من اللون الابيض مع خطوط متوازية في الربع الاسفل بالالوان (ازرق- اصفر- ازرق) والخطان الازرقان يمثلان دجلة والفرات والخط الاصفر يرمز الى القومية الكردية وهنالك هلال اسلامي ازرق في وسط المنطقة البيضاء، وقد اوردت الجرائد في وقتها هذه التفاصيل ودفاع صاحب التصميم عنها، ولكن بسبب عدم وجود سلطةفعلية لمجلس الحكم وعدم اهتمام مدير سلطة الائتلاف المؤقتة (بريمر) في موضوع العلم ولانتهاء مدة مجلس الحكم ولتجاهل الحكومة المؤقتة التي تم تشكيلها في 2004/4/28 برئاسة الدكتور اياد علاوي هذا الموضوع وترك الموضوع الى السلطة التشريعية التي سيتم انتخابها وعدم تعرض قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية (الدستور الانتقالي) الى العلم العراقي ولقصر مدة الدورة الانتخابية للجمعية الوطنية التي استمرت لمدة اشهر وانصراف جهدها الى موضوع الدستور والاستفتاء والانتخابات الجديدة فلم تتول الجمعية بحث موضوع العلم كما ان مجلس النواب هو الاخر لم يتول تنفيذ احكام المادة (12) من الدستور الجديد الخاصة بالعلم.

الخاتمة

ان موضوع العلم يتطلب من مجلس الوزراء الدعوة الى مسابقة لتصميم علم عراقي جديد تنفيذا للنص الدستوري لاسيما بعد الذي حصل يوم 2006/9/1 في اقليم كردستان لان الدستور قضى بوجوب ان يكون العلم رمزا لمكونات الشعب العراقي ويتولى المجلس اعداد مشروع قانون جديد للعلم يتم عرضه على السلطة التشريعية (مجلس النواب) ليقول كلمته بشأن شكل العلم واوصافه ونصوص قانونه واعتبار ذلك من الامور العاجلة والملحة التي لا تحتمل التأخير على ان يكون العلم ناطقا باسم الوطن العراق بجميع مكوناته ومناديا باسم المواطن العراقي.

* رئيس جمعية الثقافة القانونية العراقية

 

 

 

 

 

صفحة للطباعة

 

أرسل هذا الخبر لصديق

 

 

 

 

 

· البحث في اخبار الصفحة الاولى لجريدة الصباح

· البحث في اخبار جميع الصفحات

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أكثر خبر قراءة في الصفحة الاولى لجريدة الصباح:

الصباح تنشر نتائج الدراسة الاعدادية

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة الاع

Link to comment
Share on other sites

َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟ - د. سّيار الجميل

 

[14-09-2006]

َعلَم العراق :

هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟

 

د. سّيار الجميل

ان ما يجري في العراق اليوم حول علم البلاد لهو مثير جدا ومؤلم حقا ، اذ نجد خلافات محتدمة حول شرعية علم العراق ، فالعلم رمز هيبة وطنية ، يرفرف خفاقا ليجمع الولاء ، وتقّدم له التحية من أعلى رأس في البلاد الى عامة العباد .. ويحدّثنا التاريخ بأن العلم ليس مجرد خرقة بالية تتغّير من زمن لآخر ! انه رمز وطني لا علاقة له بنظام سياسي ولا بتركيب اجتماعي .. ومنذ القدم عّرفه فيكسيلويدس بأنه " الدليل النادر " او " القطعة البارزة " .. اوجده العراقيون القدماء ليتحّول الى الاغريق والى شعوب أخرى ، ولينتقل من مجرد ديكور من علامات عسكرية مهيبة الى رمز وطن تستخدمه دول وأنظمة واسر حاكمة ، ثم غدت الألوان والزخارف والإشكال في البيارق لغة سيمائية لها دلالاتها القوية على ما تتميز به أي بلاد تاريخا وجغرافية .. وبقدر ما نشهد بأن العلم شاهد رمز لهيبة من ثوابت لا تتغير في بلاد قديمة ، مثل : بريطانيا وتركيا وبلجيكا واليابان منذ قرون طوال.. ، لكنه غدا عرضة للمتغيرات في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والاتحاد السوفييتي والصين وغيرها.

لقد كان للعرب والمسلمين في دولهم القديمة راياتهم الشهيرة ، وصولا الى أيام تكويناتنا الوطنية المعاصرة .. وثمة بلاد عربية لها تقاليدها التاريخية الثابتة في إبقاء أعلامها التي تخفق على ترابها الوطني من دون تغيير كالمغرب وتونس والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان مثلا.. في حين غيّر العراقيون والسوريون والمصريون والليبيون واليمنيون على وجه التحديد راياتهم عدة مرات ، فلقد قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتبديل العلم المصري الأخضر القديم وكل من شعار الدولة والنشيد الوطني . وهكذا ، بالنسبة للزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الذي قام بتغيير علم المملكة العراقية القديم بعلم الجمهورية العراقية وشعارها الجديدين ، وذلك بعد ثورة 14 تموز / يوليو 1958 ، اذ قضى الزعيم قاسم وقتا طويلا يناقش ذلك مع وزرائه ومستشاريه رموز العراق الجديدة .. وخرج العراق بعلم وشعار ولكنهما جميلين احببناهما في طفولتنا ! ومضى زمن قصير اثر اعدام الزعيم قاسم من قبل الانقلابيين البعثيين في العام 1963 ليجتمع قادة البلدان الثلاثة في ما سمي بالوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق ، فخفّ المشير عبد السلام عارف ليغير رموز العراق كرة اخرى فاستنسخ رموز مصر الناصرية : علما ونشيدا وشعارا ، وكذلك فعلت سوريا ، اذ قامت هي الاخرى فغّيرت رموزها . اما مصر ، فان الرئيس انور السادات قام بعد ان تقّلد حكم مصر بتغّيير اسم دولته فأسماها بـ ( جمهورية مصر العربية ) وغير نشيده الوطني من ( والله زمان يا سلاحي ) ، اذ استعاد اللحن الشعبي الخالد للموسيقار سيد درويش ( بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ) وغير َعلَم بلاده بسرعة ، ليبقى عَلَم عبد الناصر يرفرف حتى يومنا هذا فوق العراق بثلاث نجمات وفي سوريا بنجمتين رموزا لوحدة عربية لا وجود لها مع استفحال حرب عربية باردة تناحرت فيها الاذاعات والصحف بين البلدان الثلاثة..

لقد بقي النشيد الوطني المصري ( والله زمن يا سلاحي.. ) يعزف في العراق من دون تغيير على امتداد عهدي الرئيسين عبد الرحمن عارف واحمد حسن البكر ! ومضت سنوات حتى قام الرئيس صدام حسين باستحداث نشيد وطني جديد قام بتلحينه وليد غلميه ، وخطّ بيده كلمتي ( الله اكبر ) على علم العراق فغيرّه للمرة الرابعة من دون الاعتماد على أي نص قانوني ، وكلنا نذكر في العراق على امتداد أكثر من خمس وثلاثين سنة ، إن علمين اثنين كانا يرفرفان في سماء العراق : علم جمهورية العراق الحالي وعلم حزب البعث العربي الاشتراكي وهو العلم القديم للثورة العربية الكبرى عام 1916 . وبعد السقوط والاحتلال عام 2003 ، صادق مجلس الحكم على علم للبلاد رفضه العراقيون مباشرة كونهم وجدوا شبها بينه وبين علم إسرائيل ، فرجع العمل بعلم النظام السابق .. ومؤخرا تغيّر شكل كلمتي ( الله اكبر ) من حروف خطها صدام حسين الى الخط الكوفي من دون الرجوع الى أي مادة قانونية لذلك التغيير !! وكم طالبنا منذ ثلاث سنوات إقرار مادة دستورية باستعادة هيبة رمز وطني لواحد من العلمين العراقيين القديمين لشرعيتهما التاريخية ، ولكي يحترمنا العالم بعد تاريخ مرير من العبثية الصارخة !

إنني أسأل : هل هناك امة على وجه الأرض تتلاعب برموزها الوطنية كما تلاعب بذلك العرب في دول مهمة ؟؟ وهل نجد أمما أخرى قامت بخرق دساتيرها وداست على كل رموزها التي تربت الأجيال في ظلها ؟ ولم أزل أتذكر من عهد طفولتي أيام العهد الملكي أن تقليدا وطنيا كان يجري مساء عند رفع او إنزال العلم في قلب المدينة على إيقاع عزف الموسيقى ، اذ كان الجميع يتوقف عن الحركة تماما في قلب المدينة وفي حالة استعداد شديد .. ولكن هيهات بين ما تربينا عليه من تقاليد وطنية وبين ما يجري اليوم اثر خيانات عظمى بحق رموزنا الشرعية ! ان الرمز الوطني لا تتحكم به الأمزجة الشخصية ولا الأهواء السياسية ، ولقد اقترحت أيضا أن تستعاد شرعية كل من علم العراق وشعار العراق القديمين .. والاستعادة هنا غير التبديل إذا ما استعدنا رموزنا الوطنية والدستورية الشرعية القديمة بعد كل ما حّل بها من تبدلات سياسية .. فهل سيتم ذلك في ظل عبث وتمزق وطني يعيشه العراق ؟ أتمنى حدوث ذلك !

www.sayyaraljamil.com

البيان 13 سبتمبر 2006

Link to comment
Share on other sites

العراق: العلم والمآرب.. وما تشابه

 

أميرة الطحاوي ، الشرق الاوسط

 

يمثل الساسة في غالب العالم الثالث الطبقة التي أتت بهم للحكم أو التي يحكمون لصالحها، ومع ذلك يهتم الساسة أيضا بالمسحوقين والمهمشين، حيث يجري استغلال عواطفهم الدينية والقومية، وحتى تاريخ الشقاء الذي لاقوه، كل شيء قابل للتوظيف لإبقاء الزعماء مرفوعين على الأكتاف؛ إذ كيف سيصبح الرئيس زعيماً من دون أكتاف يرتفع عليها وحناجر تهتف باسمه؟ ورغم أن الحكم لا يتم لصالحهم أبداً إلا إنهم الأغلبية العددية التي يمكن الحديث باسمها في الخطب الرنانة، الجماهير التي سيتم التفاوض والمساومة باسمهم، لإبقاء القادة على كراسيهم ولترتفع تلال أموالهم التي جمعوها من عرق الملايين وليبقوا على مجدهم الأدبي الذي حصدوه أيضاً من صدق وحماس وتضحيات البسطاء والمناضلين الحقيقيين.

 

في فيلم «Wag the dog» يسأل الرئيس الأميركي مساعديه لماذا كل هذه الاجتماعات والحملات لإعادة الاحترام والقدسية لعلم بلاده والتي تطالبوني بحضورها؟ هل تشهد البلاد موجة جماعية لإحراق العلم الوطني؟ هل هناك منظمات ظهرت لاستهداف العلم؟ لكن مستشاري الرئيس يفكرون بطريقة أخرى؛ لقد أرادوا إلهاء المواطنين عن أمر ما وتوحيدهم وراء هدف فكانت حملة إعادة الهيبة للعلم، عنوان الفيلم يعني هز الكلب، شاكسه، اتشاقى وياه وشد ذيله بخبث لجر شكله.

 

لا أحد يعلم لماذا اختار السيد مسعود برزاني الإعلان عن رفضه رفع العلم العراقي بإقليم كردستان، وفي ذكرى مرور عشر سنوات على استدعائه لقوات صدام حسين لتدخل أربيل، ليرتفع نفس العلم مكان أي علم آخر، وليقتل في هذا اليوم أكثر من 90 عراقيا عربيا من معارضين اختاروا كردستان باعتبارها أرضا محررة من قبضة الطاغية ومنطلقاً لإسقاط حكمه، قتلوا مع عدد أكبر من ميليشيا غريم الأمس طالباني.المدهش أن يعلن القرار ولم يكن العلم العراقي مرفوعا أصلاً في كردستان منذ أغسطس1991عندما انسحبت الإدارة العراقية قبل أن يستدعيها هو لاحقاً، دائما هناك فرق توقيت؛ مثلما أثير سابقاً حول الدينار العراقي الجديد «لماذا لا يكتب عليه باللغة الكردية من جهة والعربية من أخرى» بعد أن تمت طباعة الدنانير الجديدة بالفعل.

 

في عهد مجلس الحكم أجيز علم جديد من تصميم «معماري» وكان شقيقه «السياسي» أحد أعضاء لجنة الفصل بين النماذج المقدمة، وطبعت منه آلاف القطع بهولندا ثم لم يرفع أي منها لأنهم غيروا رأيهم، لم يفكر أحد وقتها لماذا طباعته بالخارج ومن سيتسلم الكمية المطبوعة من العلم الملغى؟ وقبل كل هذا: من أي ميزانية ستخصم تكاليف هذه اللعبة؟ لقد عادوا لعلم حقبة صدام المعدل في 1991 المضاف له «الله أكبر»، وجدوا مخرجاً: يحتفظ العلم بنفس العبارة لكن بخط مخالف، قال البعض إنهم اضطروا لذلك بسبب مظاهرات اعتبرت العدول عن لفظة الجلالة كفراً ونزعاً للعراق من محيطه الإسلامي!

 

جاءت تصريحات برزاني قبل أيام من انعقاد البرلمان الكردي، ثم ليصرح بعدها أن انفصال إقليم كردستان وارد إذا أجمع عليه البرلمان، ثم لقاء مع رئيس جمهورية العراق الاتحادية جلال طالباني يسبقه تصريح للأخير يعزز قرار برزاني بإعطاء تكييف قانوني له، قد تستشعر أن هناك توحدا فعليا بين غريمي الأمس، لكن عليك لتصدق أن تتناسى العنف الذي قوبلت به مظاهرات بمناطق برزاني حملت صورة طالباني عند اختياره رئيسا للعراق، وتعثر توحيد الإدارتين منذ انقسامهما الدموي عام 1994 حتى اتفاق واشنطون للمصالحة في 1998 والذي طبق جزئيا وببطء، يكفي لتتصل بهاتف محمول من محافظة لأخرى داخل الإقليم أن تضيف رقم دولة ثالثة، أي توحد؟.

 

تتوالى ردود الأفعال على القرار، انظر ماذا حصدت التصريحات على المستوى الشعبي؟ تغدو مادة ثرية لخطب الجمعة مع بعض الرتوش الدينية، جيش المهدي يعتبر إنزال العلم طاعة لإسرائيل، تحطيم سيارات أجرة فقيرة لسائقين من الجنوب والوسط تحمل ملصقا لعلم العراق قد لا يزيد أحيانا عن بضعة سنتيمترات، مظاهرات في مدن بالوسط يقودها بعثيون، أخرى يقودها معممون بعضها يرى القرار كفراً ورفضاً للفظ الجلالة، كتابات كردية: انظروا..إنهم يكرهوننا فلا تلومونا إذا أردنا الانفصال، تصريحات بها استعلاء قومي أو تهديد مبطن ضد الأكراد، تصريحات مضادة، لقاءات ورسائل متبادلة، حافلات تحمل موظفين يحرقون العلم العراقي أمام مقر البرلمان الكردي، ظهور مكثف للعلم في كثير من مدن الوسط، كلها مادة مثيرة وسهلة للإعلام؛ فلا يمكنك أن تنقل طوال الوقت من العراق أخبار الموت، ستبدو جد عادية من فرط تكرارها اليومي، ومرهقة إذا أردت أن ترصدها بدقة.

 

من حق مواطني إقليم كردستان أن يرفضوا رفع العلم العراقي الحالي على أية بقعة من أراضيهم، ولهم كشعب حق تقرير مصيره، هذه بديهيات يقرها المدخل الإنساني والاعتراف بهم كشعب، الحقوق هنا أصيلة مبدئية، لأنها حقوق شعوب وجماعات بشرية، أحد أجيال حقوق الإنسان، حقوق الشعب الكردي معترف بها من قبل أطراف عراقية، موقف الحزب الشيوعي العراق قبل عقود مثال يوضح هذا، سؤالنا فقط لماذا تختزل كل مطالب الأكراد في عدم رفع العلم؟ ولصالح من توتير الصراع بين المواطنين؟ وبينما مواطني الجنوب والوسط ينتظرون تصريحات حقيقية تحل مشاكل الأمن وتردي الخدمات، كان مواطنو مدن كلار وجمجمال ودربندخان بكردستان بانتظار تصريحات من نوع آخر غير العلم، كانت هناك عائلات مئات المعتقلين تنتظر قرار إفراج، اعتقلوا لتظاهرهم مطالبين بالماء والكهرباء واستئصال أو ترشيد الفساد بإدارة إقليم كردستان، أحدهم كان محكوما بالإعدام في زمن صدام وخرج بعد حبسه لـ13عاماً، اعتقال محامين وإعلاميين وأطفال دون الـ16، عمال اعتصموا بمصنعهم في طاسلوجة بالسليمانية فأطلقت عليهم النيران داخل المصنع!، محاصرة مظاهرات في دهوك احتجاجا على الغلاء، مظاهرات عدة مشابهة شهدها الإقليم منذ 29 يونيو الماضي تستكمل مظاهرة 16 مارس الذي رفض فيها آلاف المواطنين من حلبجة استقبال مسؤولين أكراد في ذكرى قصف المدينة من قبل صدام عام 1988 «إنكم تاجرتم بمأساتنا، ومناطقنا لم تشهد تنمية تذكر» فضربوا بالرصاص ومات فتى دون الـ17 من عمره، ومع بزوغ قصة العلم نظمت مظاهرات أخرى رحب فيها بالصحافيين الذين ضربوا واعتقلوا قبل أيام لأنهم غطوا العنف الذي قمعت به مظاهرات الخبز، حقاً ما قيمة الخبز أمام العلم؟

 

أمام القادة الأكراد فرصة ليصالحوا مواطنيهم، وأمام أصحاب الضمير العراقي الآن مهمة ثقيلة، فمناخ الكراهية للآخر الذي يغذيه الكثيرون بدعاوى قومية ودينية يجب أن يحاصر، فمن سيستفيد؟ قوى إقليمية ومد الوجود الأجنبي ثم العمليات العسكرية ضده وضد المتعاملين ـ وفي رواية أخرى المتعاونين ـ معه أو مع الحكومة، دوامات عنف، دعك الآن من الساسة فمكاسبهم مهما عظمت هي مكاسب رخيصة ووقتية، طالما واصلوا إلهاء الشعب بالثانوي من الأمور والملاعيب: افتعل عداوات وانفخ النار في أخرى انطفأت، انقل شكل الصراع من صراع حكومات وساسة ومصالح وكراسي لصراع شعوب وقوميات وأديان ومذاهب، ستضمن مزيداً من التصفيق، لكن بعد قليل سيعود المهللون لمنازلهم ويكشفون أن الكهرباء مقطوعة وأن ابن المسؤول يحصل أسرع على وظيفة أفضل، وبينما يلملم المواطن العراقي جنوبا جراحه ويدفن ضحايا العنف اليومي، فإن المواطن شمالاً ـ الكلمة على أساس جغرافي ـ سيشمله السيناريو الذي سيعم العراق كله، البحث عن حريات سياسية حقيقية، عن نصيب من موارد وثروات البلاد، تشخيص المسؤولين عن مناخ القمع السياسي والفساد والركود الاقتصادي، وبالطبع أثناء هذه الرحلة سيتم فرز العناصر الصادقة من بين المتاجرين بمصالح وأقوات وتاريخ وتطلعات شعب، ومصير وطن مهدد حقا بكوارث أقلها حرب أهلية، ومثلما كان التصويت لقائمة ما في الانتخابات الأولى بعد إسقاط صدام تصويتا أعمى لمجرد أن القائمة مباركة من السيد، فيما بعد تحتم على المتاجرين بالسيد وبالدين أن يفعلوا الكثير لإرضاء ناخبيهم، بعدها سيختار العراقيون على أساس الجدارة،، شمالا وجنوبا ووسطاً: سيفيق الشعب، سيسائل ويحاسب، سيختار ممثليه الحقيقيين، هي مسألة وقت ليس إلا.

 

* صحافية مصرية

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...