Jump to content
Baghdadee بغدادي

البتاويين حاضنة للمومسات ومروجي


Recommended Posts

تقرير صحفي مأساوي من بغداد // البتاويين حاضنة للمومسات ومروجي المخدرات والكحول - سمسارات يقدمن المال لرجال الأمن لحماية البغايا

احمد عبد الباقي الأثنين 28/08/2006

بالرغم مما تمثله حرفة البغاء من ابتذال لكرامة الأنسان وما تواجهه من رفض اجتماعي وديني واخلاقي الا انها تعد من اقدم الحرف وفق ما اشارت اليه المصادر التأريخية التي وثقت وجود تجارة الجسد للأغراض الجنسية في عصر ما قبل الميلاد واشارت الكتب السماوية الي هذه الاعمال وحرمتها لما فيها انتهاك لكرامة الأنسان وما تسببه من تفسخ اجتماعي واختلاط الانساب.

ولم يخل مجتمع من هذه الظاهرة رغم تفاوت نسبها من دولة لاخري فوجودها في المجتمع الشرقي اقل منه في الغربي فضلاً عن شدة مقت الشرقيين لها انطلاقاً من قاعدتهم الاخلاقية المستمدة من الدين والعرف اللذين يرفضان ويحرمان البغاء وهذا ما خلق جداراً فاصلاً بين المجتمع السوي واوكار الدعارة لايجتازه سوي من انحرف بهم السبيل الي ذلك العالم المملوء بالغموض، المفضي الي العدم.

البتاويين حي بغدادي له من العمر اكثر من ثمانين عاماً وازقة اضاع معالم سواقيها الوسطية طفح المجاري وشناشيل احنت ظهرها السنون واثقلت كاهلها مئات القصص الحزينة.

ويختلف دار (أم.ع) عن الدور المجاورة في منظره المتهالك او تأريخه الموغل في القدم والذي يجعلك يائساً من زواله، لكن ما يميزه هو كونه اقدم بيوت البغاء في هذا الحي.

قبل دخولي الدار استطلعت آراء بعض الأهالي في هذا الحي الفقير المكتظ بالمتشردين وباعة الكحول والحبوب المخدرة، اضافة الي بعض الحرفيين العرب الذين هجروا بلدهم في ثمانينات القرن الماضي ليستوطنوا هذا المكان، وحصلت علي بعض الآراء.

يقول (م.ع) عامل في مخبز(بيوت البغاء في هذا الحي قديمة وموجودة منذ عشرات السنين وليس لنا احتكاك معهم عدا قدوم بعض المومسات لشراء الصمون).

ولدي سؤالي له عن(ام.ع) شتمها وقال (لا ادري متي تموت).

اما بائع الثلج(ح.ك) فيقول (في هذا الحي كلٌ يفعل ما يحلو له علي ان لايتسبب بأذي لاحد ، نحن نحب الديمقراطية عندنا من يشرب الخمر ويمارس البغاء وعندنا من يخاف الله ويصلي اذا لم تصدقني اذهب الي الجامع وقت صلاة الظهر وانظر عدد المصلين)، وعن (ام.ع) قال (انها انسانة طيبة رغم مهنتها السيئة، لقد شاهدتها تحاول انقاذ شاب لاتعرفه امسكه الأنضباط العسكري في العهد السابق لانه لم يكن يحمل هوية لقد عرضت علي الانضباط مبلغ 50 الف دينار مقابل اطلاقه لكنهم رفضوا).

أما (ابو.ر) صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية فيقول (قد لاتصدقني لو قلت لك بأن هذا الحي كان في الماضي من ارقي احياء بغداد بل ان العوائل التي سكنته كانت من اغني العوائل وكان معظمهم من المسيحيين لكن الحال تدهور في الثمانينات بعد ان بدأ يتخذ طابعاً تجارياً وبدأت ظاهرة البغاء تكثر يوماً بعد يوم، وتوافد عليه المهاجرون من احدي الدول العربية الذين عملوا في شتي انواع الحرف كتجارة الملابس والجلود وتصليح الساعات وغيرها ، وتعرض ايضاً لأهمال كبير من ناحية الخدمات والنظافة بالاضافة الي قدم الابنية والدور التي بات معظمها آيلاً للسقوط) وأضاف (كثرة بيوت الدعارة زادت من قبح المكان، لم يقدر احد علي اغلاقها) وأضاف ضاحكاً (انهم يدفعون الرشوة منذ زمن جدي رحمه الله).

حارس مراهق

واخيراً تركت بائع الأدوات الكهربائية لأتوجه الي البيت المطلوب الذي وقف ببابه مراهق لايتعدي عمره 15 عاماً وظيفة هذا الصبي الأسمر الهزيل كما لاحظت تتلخص في اقفال الباب من الخارج بقفل كبير الحجم فور دخول الزبون وفتحه عند سماع طرقات من الداخل، وبذلك يمكنه التسلل بهدوء من مكانه في حال مداهمة المنزل من قبل الشرطة، فالبيت اذاً كان محصن بأجراءات امنية لايستهان بها رغم بساطته.

لم يكن صعباً علي صحفي ان يدخل هذا الوكر وكأنه زبون عادي ، لذلك لم يثر دخولي اهتمام احد ولافضول السمسارة البدينة (ام.ع) التي اتخذت مقعداً في فناء الدار المربع الشكل ذي الاعمدة والمساند الحجرية المتهرئة القيت نظرة سريعة علي بنات الهوي الجالسات علي ثلاث ارائك كانت وجوههن الشديدة التبرج توحي بكآبة ثقيلة الي حد الوحشة، لم يكن ثمة اختلاف بينهن في الملابس المكشوفة والجلسة الخليعة، فضلت ان اكون صريحاً واطلق الرصاصة الاولي بقولي لـ(ام.ع) بأنني صحفي أود اللقاء ببنات الهوي وتسجيل قصصهن ومعرفة اسباب انحدارهن الي هذه المهنة، كان من الطبيعي ان تصعق السمسارة العجوز بما سمعته آذانها، وتتأهب لطردي فوراً الا ان الأوراق النقدية من فئة 100 دولار كان لها دورها الفاعل في حسم الموقف لصالحي بعد ان وعدت بعدم التصريح بالاسماء.

تم اخلاء احدي غرف الدار وتخصيصها لي لمدة خمس ساعات حسب الأتفاق المبرم لأجري حوارات مع المومسات كل علي حدة.

(حكاية .ر)

بنبرة يثقلها الحزن والأسي روت (ر.خ) (من مواليد 1971) بتفاصيل حكايتها واسباب انحدارها الي هذه المهنة، تقول (ر) (توفيت والدتي وانا في التاسعة من عمري، وتزوج والدي من امرأة ثانية مارست اقسي اساليب الظلم تجاهي وتجاه أخوتي الثلاثة الصغار لقد كانت تعمل السحر لوالدي الذي صار متعلقاً بها مطيعاً لأوامرها فأستطاعت اقناع والدي باجباري علي ترك الدراسة عندما لاحظت تفوقي وحصولي علي درجات عالية وشاءت الظروف ان يتقدم لخطبتي رجل في الخامسة والاربعين من العمر كان يكبرني بـ28 عاماً ، لم يجبرني احد علي الزواج منه بل وافقت هرباً من زوجة ابي التي حرمتنا حتي من الطعام).

واصلت (ر) حديثها بعد لحظات صمت تخللتها حسرة (انتقلت بزواجي من جحيم الي جحيم آخر، لقد كان زوجي الذي اكتشفت فيما بعد انه مطلق وله اولاد شباب اعلنوا براءتهم منه لسوء اخلاقه كان انساناً شبه مجنون، لقد حاول قتلي مرتين عندما غضب لأسباب تافهة، كان يضربني بشكل يومي حتي انه تسبب بأجهاضي وانتهي زواجنا بالطلاق بعد سنة ونصف).

واكملت (بعد طلاقي عدت للعيش في بيت والدي وعانيت الأمرين اذلال واحتقار من قبله وزوجته التي لم تعجبها عودتي مما جعلني انتقل الي بين خالتي التي استقبلتني وفاءً لذكري أمي)، وهناك بدأت متاعب جديدة تمثلت بتحرشات ابناء خالتي بي وخصوصاً الكبير الذي اغتصبني عدة مرات واضطررت للسكوت خوفاً من الطرد والعودة الي والدي وزوجته وكان اول شجار بيني وبين خالتي عندما تشاجر الأخوان من اجلي كل منهما يدعي انه يحبني في ذلك شعرت بأن خالتي بدأت تكرهني وفي احدي الليالي شاهدتني في غرفة ابنها الأكبر في وضع غير مقبول فأمرتني بالرحيل فور طلوع شمس اليوم التالي).

قصة جانحة

وتضيف قائلة (لم اعد الي البيت بل ذهبت الي بيت صديقتي (م) في منطقة بيت خالتي لم تكن علاقتي قوية بـ(م) ، بينما كانت هي تحاول التقرب مني دائما لقد كنا في مدرسة واحدة وكانت جميع الطالبات يبتعدن عنها لسوء سمعة امها ، رحبت بي(م) وبقيت عندها مدة طويلة وعرفت ان امها الأرملة تستقبل العديد من الشخصيات البارزة في الدولة من ضباط أمن ومخابرات في العهد السابق، وكانت تمارس السمسرة علي بناتها الأربع بما فيهم (م) الصغري في تلك الأيام تغيرت حياتي او تشوهت الي الأبد بعد ان سرت معهم في الطريق نفسه).

طلبت مني ان تقطع حديثها لتأخذ قسطاً من الراحة ، وبعد ان جففت دموعها اكملت (حالياً اعيش في غرفة بأحدي العمارات القديمة في منطقة (س) بصحبة طفل عمره 9 سنوات ذبحت امه في حملة ذبح البغايا في زمن النظام السابق أحاول ان اعوض هذا الطفل عن الحنان الذي فقده بعد موت أمه لان امي ماتت ايضاً وانا طفلة اذهب صباحاً الي عملي في بيت(ام،ع) لاعود قبل المساء وأجده علي هدوئه جالساً في مكانه).

وأضافت (ارفض استئجاري في الليل لكي ابقي معه).

حكاية (ف).

أما (ف) من مواليد 1974 فلها هي الاخري قصة لاتقل اسي عن قصة زميلتها ، تقول (توفي أبي ولي من العمر 7 سنوات كنت اصغر اخواتي الخمس عندما فتحت عيني علي الدنيا وجدت والدتي تستقبل رجالاً كثيرين في بيتنا وتخرج معهم، وكذلك اختي الكبري المطلقة كنا كلما استأجرنا بيتاً لنسكنه يطردونا منه بعد اشهر ، وعندما اصيبت والدتي بالسرطان وتدهورت صحتها ساءت حالتي المادية بسبب انانية اختي الكبري التي كانت تريد ان تستقل مادياً هي وطفلها وبدأت تأخذ بقية اخواتي معها في مشاويرها للعمل في المهنة نفسها ، اما انا فقد حالفني الحظ بالزواج من شاب احبني كثيراً التقيت به عندما ارسلتني امي للخدمة والسكن في بيتهم لان امه تعرف امي منذ زمان بعيد وهي سيدة محترمة ولها افضال علي الكثير من الناس كان هذا الشاب يرفض الزواج ويحب العيش بحرية ولايفعل شيئاً سوي التجوال بسيارته مع اصدقائه وشرب الخمور، وعندما احبني تغير كثيراً اما امه فقد ضغطت علي نفسها ورضيت ان نتزوج رغم الفارق المادي الكبير ومعرفتها بسمعة عائلتي وبعد زواجنا بمدة قصيرة عاد الي سابق عادته في شرب الخمر منذ استيقاظه صباحاً حتي الليل وفي كثير من الليالي كان اصدقاؤه يسوقون سيارته ويجلبونه الي البيت فاقد الوعي من شدة السكر)، وتضيف (تغيرت معاملته لي تماماً ، لقد بدأ يضربني بشدة عندما يكون سكراناً ويشتم امه ويقسو عليها مطالباً اياها بالمال حتي ماتت من شدة الحزن ليقوم بعد ايام من وفاتها ببيع المنزل وشراء شقة صغيرة سرعان ما باعها هي الاخري ليستأجر بيتاً صغيراً واستمر بأنفاق المال علي الخمر والساقطات)، واكملت حديثها بصوت متهدج (في احد الأيام لم يعد للمنزل لمدة يومين اخبرني بعدها احد اصدقائه ان الشرطة عثرت علي جثته بعد ان قامت عصابة بتسليب سيارته وقتله)، واضافت (واجهت ضغوطاً مادية لاتطاق وكنت بلا عمل فالاطفال بحاجة للطعام ومالك الدار يطالبني بالايجار ويهددني بالطرد، ذهبت الي بيت أهلي فأعطتني اختي الكبري مبلغا بسيطاً من المال واغرتني بالعمل معها من اجلي ولكن انتقاماً مني لاني طالما طالبتها بترك مهنتها ، فأضطررت للعمل معها، وعندما حدث شجار بيني وبين اختي الثانية تدخلت الكبري الي جانب اختي وانتهي الأمر بطردي من البيت وانتهي بي الحال هنا).

حكاية (ن)

تقول (ن) من مواليد 1970(ضعف الحالة المادية والعوز والحرمان تسببت في الحال الذي انا فيه الآن، فزوجي معاق ولي 4 اطفال وبيتنا ايجار وليس لدينا مصدر رزق لقد قام زوجي ببيع السجائر علي الخط السريع ولم يتمكن دخله القليل من سد نفقاتنا في مدة الحصار كنا نتحسر علي رغيف الخبز وكنا نتناول وجبة طعام واحدة في اليوم وعندما ضاق بنا الحال قمنا ببيع البطاقة التموينية لتسديد الأيجار)، وأضافت (لم اجد امامي حلاً آخر ) تبكي (أنا اكره نفسي).

بعيداً عن (السمسارة)

رفضت السمسارة (ام.ع) التحدث بحرف واحد عن اي موضوع رفضاً قاطعاً نصحوني بعدم الآلحاح عليها بإجراء حوار وهذا ما اضطرني للحصول علي المعلومات من البغايا حول ظروف مهنتهن دون علمها.

تقول (ر) : (تستقطع (ام.ع) نصف ما نتقاضاه من اجور بأستثناء (البقشيش) فهو لنا ، وهي تحترمنا ولاتجبرنا علي شيء وقد انفقت الكثير من المال علي رجال الشرطة في المنطقة مقابل قيامهم بحمايتنا).

اما(ف) فتختلف مع زميلتها في الراي تقول ((ام.ع) امرأة مستغلة انها تأخذ نصف اجورنا ولاتنصفنا مادياً).

اما (ن) فتقول (ام .ع) امرأة عملية صحيح انها تحب المال لكنها افضل من الكثير من السمسارات في تعاملها ، لقد عملت مع الكثيرات قبلها كلهن لايعرن اهتماماً لي كأنسانة)، وتضيف (انا اعرف (ام،ع) منذ مدة لم تكن هكذا ، كانت طيبة جدا لكن الكثيرات غدرن بها وسافرن الي سوريا والاردن فبعد ان قدمت لهن الكثير لم تحصل هي بالمقابل علي شيء).

 

الزمان

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...