Jump to content
Baghdadee بغدادي

اكذوبه وهم الامه الواحده


Recommended Posts

أكذوبه وهم الامه الواحده

 

 

سالم بغدادي

salimbaghdadee@hotmail.com

 

الشيعه و السنه مختلفون مهما ادعى البعض عكس ذلك , يختلفون بكل شئ . فقرأنهم الواحد يختلفون في تفسيره وفي الوسائل المعتبره لذلك . نبيهم واحد ولكنهم لايتفقون على الصحاح الموثقه لسيرته. شريعتهم واحده ولكنهم يختلفون في الكثير من مناحيها. صلاتهم لله تعالى و لكنهم يختلفون في مواقيتها و طقوسها . صيامهم كذلك ولكنهم يختلفون في مواعيد امساكهم والافطار. تاريخهم واحد ولكنهم يتقاطعون في تقييمه.

 

نعم يختلفون حتى ولو عبدوا ربا واحدا والتزموا قرانه الذي انزله على نفس النبي المصطفى. ولكن السؤال هل هذا الاختلاف امر مستحدث ام انه تاريخي اختلف حتى المؤرخون في تحديد بداياته. لماذا اذن يثار الان او كلما استدعت الحاجه ؟ ربما يظن البعض ان هذا السؤال هو خارج عن الموضوع , لكني اعتقد انه السؤال كله.

 

من يتابع الحراك الطائفي المذهبي تاريخيا يجد ان هناك تناغما بين تصعيده وبين الظروف السياسيه المحيطه بذلك التصعيد منذ اختار المتوكل العباسي نقل الدوله من مذهب الانفتاح المعتزلي السني الى مذهب التشدد الحنبلي بعد اعاده الاعتبار لسجينه الامام ابن حنبل ليزج بدلا عنه بمخالفيه من السنه والشيعه و ثم لينكل بهم امام السلفيه كما نكلوا به في محاكمته المشهوره بمحنه خلق القران , لالشئ بل نكايه بدعوى الهاشميين و بمنافسيه على الخلافه من ابناء عمومته . منذ ذلك الحدث لم يخل التصعيد في الصراع المذهبي من عامل سياسي يحركه لغايات لاعلاقه لها بالاصل.

 

صلاح الدين حارب الفاطميين و فرض على المصريين الانتقال من المذهب الاسماعيلي الى مذهب سني متشدد لانه وجد في ذلك المذهب ما يشرع في قتل اعدائه الفاطميين. الشاه عباس الصفوي التركي الاصل تحول من التشيع الصوفي الى التشدد الشيعي وفرض على الفرس من ابناء مملكته التحول من مذهب ابن جلدتهم السني الى الاثني عشري الشيعي لالشئ الا لانه وجد في ذلك مخرجا يعفيه من مبايعه التركي الاخر السلطان سليم العثماني زميل دراسته في تكيه امام المتصوفه البكتاشيه الشيخ "بالم سلطان" . ذلك السلطان الذي نصب نفسه خليفه على المسلمين بعد اعتناقه وفرضه المذهب الحنفي على ابناء " مستعمراته" الاسلاميه .والذي هو الاخر لم يتحول من الصوفيه البكتاشيه الا لانه وجد في مذهب الامام ابو حنيفه ما يشرع لغير القريشي العربي اعتلاء ناصيه الخلافه.

 

من يتابع تاريخنا الحديث لن يكون عسيرا عليه تلمس ذلك العامل السياسي . فخلال الثلاثين سنه الماضيه شهد عالمنا الاسلامي موجتين من الغلو في التعصب الطائفي . الاولى بعد انتصار الثوره الخمينيه نهايه السبعينات و الثانيه مانشهده اليوم من زخم طائفي . وبعيدا عن المسميات والفرضيات فان التصعيد الاخير جاء مترافقا وبشكل ملفت للنظر مع التصعيد في الصراع الامريكي الايراني والتفاعل السني الجماهيري الكبير مع صدى انتصار مفترض حققه حزب شيعي على اسرائيل .

فهل كانت تلك مصادفه ام ان لها عواملها السياسيه كما كان لسابقاتها ؟ في الحاتين هناك صراع قوى واضح بين طرف مذهبي اسلامي و اخر غربي

 

صدام العلماني لم يتورع عن ركوب الموجه الطائفيه عندما اراد له حلفائه السابقون ان يكون حصان طروادتهم لصراعهم مع ايران الخميني . في ليله وضحاها تخندقت ابواق نظامه لتفرز كل سواد الحقد الطائفي ولينبري اعدائه السابقون كي يساهم كل من مكانه في النفخ في بوق التعصب حتى اصبحت كتب شتم الشيعه لازمه لكل حاج يصل مكه. واصبحت ايران الشيعيه ملعونه وهي التي كانت حليفا على مدى السنين. فهل تحولت ايران الى التشيع مع انتصار الثوره؟ ام ان استبدال الصولجان الفارسي بالعمامه المحمديه اثار الضغائن والحساسيات كما اشاعوا. ام هل كان الخوف من المد الشيعي المزعوم سببا لذلك التحالف الغريب بين صدام الاشتراكي و "فهد العميل" كما كان يسميه اعلام صدام. وكيف تحول المرحوم الحسين بن طلال من " حسين ملك الاردن" الى " جلاله العاهل الاردني" كما كان ينتعت في نشرات اخبار النظام

كلها اسباب محتمله ولكن هل تكفي لاقناعنا انها كل الاسباب و هل هناك دور غربي و ايراني, سواء, في تصعيد ذلك الحس؟. ربما يعتقد البعض ان الغرب هو من استفاد من الحشد الطائفي في حينه كي يستطيع توجيه اقسى الضربات لايران الاسلاميه .ما خفي على هؤلاء ان نظام ايات ايران الفتي لم يكن باقل استفاده من ذلك التصعيد. الحكام الجدد لم يكن لديهم فرصه اكبر من تلك كي يشددوا الخناق على شعبهم و ليضيفوا على القابهم الكثيره لقبا مهما له صدى في نفوس الايرانيين منذ نشوء دولتهم الشانهاهيه الحديثه , حمايه المذهب وتحرير كربلاء . شعار حارب به الصفويون مئات السنين اعدائهم العثمانين وعلى حساب دماء الشعوب المقهوره والذي اهدى صدام واعوانه فرصه استثماره للحكام الجدد لثمان فقط من السنين كانت كافيه لتجعل من هؤلاء الحكام ساده ايران المتسلطين بدون منازع !

 

كلا الطرفين الغربي و الايراني الاسلامي خرجا منتصرين و دفع الاغبياء من العرب ثمنا لم ينتهي بالدماء التي سكبهاغزيره مئات الاف من العراقيين" سنه وشيعه" فحسب بل تعداه لمئات اخرى من مليارت الدولارات قدمها المغفلون منحا لتمويل حرب الطائفه المشؤمه ولينتهوا باخرى شنها حليف الامس لتستنفذ ما تبقى من رصيد الاجيال القادمه ولتحطم وهم الامن القومي العربي !

 

وما اشبه اليوم بالبارحه, نفس الوجوه ممن فاتها فرصه تلمس اخطاء الامس باعطاء منافسهم المفترض مساعده نادره في التمكن من رقاب الشعب الايراني . يعود "المغفلون الجدد" اليوم و ليقدموا له اغلى فرصه حلم بها الصفويون من قبل ولم يحققوها , السيطره على المرجعيه الشيعيه و طرح نظامهم كحامي رسمي للشيعه في العالم وليس في ايران فقط. فمنذ اختيار الشيخ الكركي "اللبناني"استبدال مرجعيه النجف في بدايه القرن السادس عشر بمنصب شيخ الطائفه الذي منحه اياه طهماسب الصفوي , لم يتمكن رجال الحكم في ايران من اسباغ الصفه الشرعيه الدينيه على عروش طغيانهم وكانت الحوزه النجفيه دائما العظمه التي وقفت لهم بالبلعوم , لاهم قادرون على لفظها ولاهم على الابتلاع. ليأتي اليوم من اعمى الحقد الطائفي بصيرتهم ممن يتسكع على ابواب الدواوين الهماونيه , مستنهظا الهمم وناطقا باسم اهل السنه الذين يكتسح الصفويون من عرب العراق مضاربهم

 

نفس النغم ونفس الوجوه ولكن الموضوع اليوم ليس الصراع مع ايران فقط انما مع الشيعه جميعا و بقياده ايران وليقدموا شيعه العرب من خلال البطولات الدنكشوتيه البلهاء , هديه بخسه على طبق ضيق افق طائفيتهم التاريخي المقيت . عندما ينبري شيخ الفضائيات منصبا نفسه ممثلا لاهل السنه من على منبر التهيج الاعلامي الرخيص ليصارع اهل الشيعه من خلال ثعلب السياسه الايرانيه مخولا رسميا لهم, نستطيع تلمس حجم المؤامره التي يخوض غمارها امثال هذا الشيخ الذي يعتاش على عطايا سلطانه و الذي لم يجد ما يدعوا فيه لنصره الحزب الشيعي في حربه الاخيره مثلا بائسا الا بنصره المسلمين للكفار من الروم. ولنا ان نتلمس حجم الانتصار الذي حققه شيخ السياسه الايرانيه عندما يتم التقديم له بانه من مراجع الشيعه الكبار وهو لم يصل حتى الى درجه الاجتهاد الاوليه, وكم هي سعادته و هو يرى من استغفلهم على مدى السنين , يعودون ليعاود نفس اللعبه معهم

 

ربما يظن البعض ان هذه دعوه غير مباشره للوحده وربما يظن اخرون انها اعتراف باستحالتها واخرون سيشككون في كونها محاوله لكسر طوق التاييد الطائفي لفصيل يجد في الشحن الطائفي وسيله لتحقيق اهدافه السياسيه القصيره الامد . ولكن و بينما نختلف في التقييم , اعود لاطرح سؤالي الاهم

 

من تراه محركا حقيقيا لهذه الموجه الجديده؟ ومن المستفيد؟ الغرب ام ايران ام كلاهما ؟ على اعتبار اننا خارج دائره اتخاذ القرار , فقد ارتضينا منذ زمن ان نحصر الدور في حلبه تنفيذ الحدث فقط بعيدا صناعته

 

Link to comment
Share on other sites

لاشك ان الموضوع مهم ومشوق وينبه الى قضايا عديدة، ويدعو القارئ الى التامل في الكثير من المواضيع ا المهمة التي تربط الماضي بالحاضر، اولها استعلال الحكام الدكتاتوريين لمسالة المذاهب ومحاولتهم الاختباء تتحتها كي يبرروا طمعهم في السلطة وعلى مدى التاريح العربي والاسلامي كان هناك من ادعى بالاسلام ليتحكم بمصير الامة ، وهو ليس اكثر من دكتاتور، قتل الابرياء وشرد الالاف ولم يسمح بمن يناقشه او يعارضه، وهذا موجود في تاريخنا القديم والجديد

 

وينبه ايضا الى ان العرب لا بقرأون التاريح، ولهذا يعيدون نفس الاخطاء ، ولا يزالون يعيدونها،

ولو ان العرب درسوا حروبهم الاهلية، وهي كثيرة، لاخذوا العبرة منها ولما نشاهد اليوم ما نشاهده

 

لكننا لا نتفق مع الكاتب في قوله

يختلفون في الكثير من قوانينها. صلاتهم لله و لكنهم يختلفون في مواقيتها و طقوسها . صيامهم كذلك ولكنهم يختلفون في مواعيد امساكهم والافطار. تاريخهم واحد ولكنهم يتقاطعون في تقييمه

 

وهنا لا بد من الاشارة الى ان ما يسمى بالخلاف هو ليس اكثر من اختلاف في الاجتهاد ،،، والخلاف موجود في كل الامم وفي كل الاديان وفي داخل كل مدهب من المداهب الاسلامية وفي كل الشعوب ديمقراطية او غير ديمقراطية، قديمة او حديثة،،، ولكن المشكلة هي لماذا يبالغ العرب في خلافاتهم ويشعلون الحروب بسببها مع انها خلافات ليست جوهرية، وحتى لو كانت جوهرية ، أليس هناك من سبيل للتعايش والسلام كما تفعل باقي الامم.؟

 

فمسالة الصلاة ومواعيدها مختلفة قليلا ولكن من الممكن للسني ان يصلي حسب توقيته وللشيعي ان يصلي حسب توقيته، بل من الممكن للسني مثلا اذا اراد ان يصلي مع الشيعي ، ان يؤخر صلاته دقائق قليلة ، ونفس الشيئ ينطبق على الصيام ، ومسائل اخرى عديدة هي ليس من صلب الدين وانما من ضمن تفسيراته، بمعنى ان الطرفين يعترفان بوجوب الصلاة، وهذا هو الاساس، والطرفان يعترفان بوجوب الصيام وهذا هو الاساس،[،،، فليس لكل واحد منهم قبلة تختلف عن الاخر ولا لاحدهم قران يختلف عن الاخر ولا احدهم يصوم في شهر اخر، او يصوم في الليل ويفطر في الصباح،

فاذا كان القران ومن ثم النبي ص قد سمحا بالتعايش مع المسيحيين واليهود فما يمنع من تعايش السنة مع الشيعة، مع ان مكان صلاة المسيحيين مثلا مختلف وصبامهم مختلف وطقوسهم مختلفة ، وهما نعود الى نص المقال الذي اوضح لنا استغلال الحكام للاسلام كي يبرروا اطماعهم في الحكم فكثيرا ما قام قواد المسلمين الشنائع بالمسيحيين في الاندلس ، وقام المسيحيون بالمثل ايضا، ولكن الحكام المسليمن نسوا او تناسوا بان الاسلام لا يقبل اهانة الانسان او تعذيبه او قتله لالشئ الا لانه مسيحي

 

فاذا كان التعايش بين الاسلام والمسيحية واليهودية ممكن في نظر الاسلام، فلماذا لا يمكن ان تتعايش الفرق الاسلامية

Link to comment
Share on other sites

  • 4 weeks later...

http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/19/32718.htm

 

فضل الله: الغلو في "علي والأئمة" كفر.. ونرفض الزيادة في الأذان

 

بيروت - الهامي المليجي

 

أكد المرجع الشيعي الكبير آية الله السيد محمد حسين فضل الله أن ما يلتقي عليه السنة والشيعة في الجوانب الفقهية يصل إلى مستوى الثمانين في المائة، وأن عبارة "أشهد أن عليا ولي الله" ليست جزءا من الأذان.

 

ورأى أن الصفوية لا واقع لها الآن مشيرا إلى أن المسلمين الشيعة العرب ليسوا تابعين لايران بالمعنى السياسي أو الديني وهم مخلصون لأوطانهم.

 

واعتبر في حوار مع "العربية.نت" أن الغلو في علي واعتقاد ألوهيته أو ما يقرب من الألوهية، هو كفر، ويعتبر معتقده كافرا كبقية الكفار الآخرين. وطالب المسلمين من السنة والشيعة أن "يستوحوا تلك المرحلة التي عاش فيها الخلفاء الراشدون" قائلا "قد نختلف في مسألة الإمامة والخلافة، لكنها تبقى مسألة تاريخية".

 

وقال إن الحديث عن أن جبريل خان الأمانة "هو حديث سخيف أقرب إلى الخرافة منه إلى الحقيقة، نحن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأن الله سبحانه وتعالى أرسل جبريل الأمين ليحمل الرسالة إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكل من يعتقد غير ذلك هو منحرف عن الإسلام كله".

 

آية الله السيد فضل الله، هو أحد أبرز المراجع الشيعة العرب، ولد في مدينة النجف الأشرف في العراق ويقيم الآن في لبنان. ترعرع في أحضان الحوزة العلمية الكبرى في النجف، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ مبكرة جداً.

 

وكان من الأوائل البارزين في جلسات المذاكرة، حتى برز من بين أقرانه ممن حضروا معه، فتوجّهت إليه شرائح مختلفة من طلاب العلم في النجف آنذاك، فبدأ عطاءه العلمي أستاذاً للفقه والأصول. ثم بدأ بعد ذلك بالتدريس العلمي حيث أصبح أستاذاً للفقه والأصول في حوزة في النجف الأشرف. وقد شرع في تدريس بحث الخارج منذ ما يقارب العشرين عاماً ويحضر درسه العديد من الطلاب من شتى أنحاء العالم الإسلامي عموماً والعربي على وجه الخصوص.

 

صاحبُ باعٍ طويل في العمل الدَّعويّ والتربوي والاجتماعي، بدايةً من تأسيسه جمعية أسرة التآخي في منطقة النبعة في بيروت الشرقيَّة، ثم إمامته لمسجد الإمام الرضا في بئر العبد بعد انتقاله إلى الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، إلى تأسيسه جمعية المبرات الخيرية ذات المؤسَّسات المتعددة.

 

وبالرّغم من انسجامه العام مع رؤية حزب الله، إلاّ أنه فضَّل الاستقلالية عن المواقع الحزبية.

 

فضل الله ينتسب للمرجعية الشيعية العربية التي تدعو إلى التقارب بين المذاهب الإسلامية وهي أبرز اهتمامات المرجعية الإسلامية الإمامية, وقد تميز المراجع العرب من أتباع مدرسة الإمام جعفر بن محمد الصادق عما سواهم من المراجع الآخرين بأنهم كانوا وما زالوا الأكثر اهتماما وعملا في هذا المضمار.

 

ويمثل المرجعية الشيعية العربية في الوقت الحاضر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وكذلك المرجع الإسلامي الكبير السيد محمد حسين فضل الله والشيخ مهدي ألخالصي من العراق والسيد عبدالله الغريفي من البحرين، وآخرون من علماء الإمامية العرب، من أتباع مدرسة الإمام الصادق مازالوا يواصلون العمل من اجل التقارب بين أبناء المذاهب الإسلامية.

 

 

 

 

الاتجاه العروبي والاتجاه الصفوي

 

وقال فضل الله في حديثه مع "العربية.نت" عن الاتجاه العروبي في المرجعية مقابل الاتجاه الصفوي: أنا أعتقدُ أنَّ العروبة لا تمثِّل انحرافاً عن الخط الإسلامي، فعندما نزل الإسلام في البيئة العربيّة، لم يشعر العرب بوجود أيّة مشكلة فيما يطرح عليهم منه، لذلك آمنوا به واحتضنوه وساعدوه وانفتحوا عليه وأعطوه وأخذوا منه، لأنّ العروبة هي حالة إنسانية. وكنت أقول إنّ العروبة هي عبارة عن الإطار الذي يبحث عن الصورة، وكان الإسلام هو الصورة لهذا الإطار.

 

وإنما انطلقت العقدة من العروبة عندما تحركت بطريقة غير إنسانية، وذلك على حساب الأقوام الأخرى، وهو ما ولّد ما سمي بحركة الشعوبية التي قامت كردِّ فعل على التعصب للعرب، وفي الأربعينات صرنا نسمع كمحاكاة للنازية، أنّ العرب فوق الجميع مثلاً. وانطلقت الدعوة القومية أيضاً في ذلك الوقت لتقول إنّ العرب فوق الجميع، كما كان الآريّون يقولون إنّهم فوق الجميع، ثم بعد ذلك تأدلجت العروبة، حيث دخلت فيها الاشتراكية والماركسية، ما جعل المعارضة للماركسية والاشتراكية وليس للعروبة.

 

 

 

 

الصفوية لا واقع لها الآن

 

وأضاف: نحن نقول إنّ العروبة بحسب بعدها الإنساني، لا مشكلة من النَّاحية الإسلامية معها، وإنّما المسألة هي في الأيديولوجية التي أُدخلت في قلب العروبة. أمَّا الصفوية، فلا واقع لها الآن، كما أنّ المسلمين الشّيعة العرب ليسوا تابعين لإيران بالمعنى السياسي أو بالمعنى الديني، بل هناك من يؤيِّد إيران وهناك من لا يؤيّدها، أمّا مسألة الصّفوية، فهي لا تثبت أمام الواقع، لأنّ المسلمين الشيعة العرب مخلصون لأوطانهم. ونحن قلنا ولا نزال نقول في لبنان وفي غيره، إنّه ليس للشيعة مشروع خاصٌّ بهم، والشّيعة في العراق لا يريدون أن تحكمهم إيران، نحن في لبنان، كذلك لنا صداقات مع إيران ومع دول أخرى، ولكننا نشعر بأنّ علينا أن نقرِّر مصيرنا في البلاد التي نعيشها بحسب مصالحنا الأساسية.

 

وأضاف: لم تكن المرجعيَّةُ أساساً منطلقةً من موقع معيَّن، بل كانت في أكثر المراحل في النَّجف الأشرف، وربّما كان أكثر المراجع من غير العرب، لأنّ المرجعية تنطلق من خلال الكفاءة العلمية والثقة الدينية. لذلك ليس هناك صراع بين حوزة النجف وحوزة قمّ، وبين مرجعية النَّجف ومرجعية قمّ. ونحن نلاحظ أنّ مرجعية النجف يتقدّمها السيد علي السيستاني، وهو رجل إيراني وليس عراقياً بحسب طبيعة الانتماء القومي والانتماء الجغرافي. لذلك ليس هناك من يستطيع أن ينقل المرجعية من مكان إلى مكان، لأنّها تتبع التزامات الناس وثقتهم.

 

 

 

 

السجود على التربة الحسينية

 

وأشار فضل الله إلى أن "السجود على التربة الحسينية لا يمثل أية قداسة لهذه التربة". وحرم إدماء الرأس في عاشوراء، قائلا إنه يمثل خطيئة ومعصية. كما حرم إدماء الظهور بواسطة السلاسل، رافضا كل "تقليد جديد يحاول أن يعطي المأساة أبعادا تؤذي الجسد أو تشوه الصورة الإسلامية".

 

وأوضح أن "شد الرحال إلى المراقد لم يرد فيه أي نص من قبل أئمة آل البيت، بل هي حالات ولائية عاطفية تتحرك من خلال المسلمين الشيعة".

 

وقال المرجع الشيعي فضل الله "نحن نحرم تحريما مطلقا الاساءة إلى الصحابة وسبهم، ونحرم الإساءة إلى السيدة عائشة، ونبرئها من قضية الافك لأن الله برأها في ذلك، ولا يجوز لنا اتهامها أو اتهام أية زوجة من زوجات النبي في هذا الموضوع".

 

وأكد أن أغلب علماء المسلمين الشيعة لا يقولون بولاية الفقيه، ولا يرونها ولاية عامة على مستوى ما يقرب من الإمامة والخلافة. وتحدث عن مسألة زواج المتعة مشيرا إلى أنها من المسائل التي لا تزال موضع خلاف في الشريعة، فالمسلمون الشيعة وانطلاقا مما يملكون من أدلة يعتقدون بشرعية المتعة، بينما يعتقد المسلمون السنة أنه لا شرعية لها لأنها نسخت، وهذا بحث علمي اجتهادي لا يجوز لنا أن نتراشق فيه بالاتهامات الباطلة".

 

وقال محمد حسين فضل الله إنه ليس عند الشيعة ولا واحد في المليون من يعتقد أن هناك قرآنا آخر يسمى مصحف فاطمة. وأضاف أن كتاب الله الذي بين أيدي المسلمين هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن الله تكفل بحفظه.

 

 

 

 

مسألة الخلافة والإمامة

 

وتناول مسألة الخلافة والإمامة التي تعتبر الخلاف الأساسي بين السنة والشيعة فقال:

أسجِّل ملاحظةً أمام هذه الحسابات المعقّدة بين فريق الإمامة وفريق الخلافة، وهي أن الذين اختلفوا في مسألة الخلافة والإمامة في العهد الأول بعد رسول الله كانوا يعيشون التواصل والتكامل والتناصح فيما بينهم، بحيث لم تؤثِّر خلافاتهم على أهمّيّة حماية الإسلام من كلِّ الأخطار التي كانت توجه إليه من قبل الآخرين.

 

واستطرد بأن "ما يختلف عليه المسلمون السنة والشيعة خارج نطاق الخلافة، هو بعض الأبحاث الكلامية وبعض الأمور الفقهية، ونحن عندما ندرس الخلافات الفقهية بين الفريقين، نجد أن ما يلتقي عليه السنّة والشّيعة في الجوانب الفقهية يصل إلى مستوى الثمانين في المائة، كما أن المسألة الكلامية الخلافية تنطلق من بحث فلسفي إسلامي، وهو قضية الحسن والقبح العقليين الذي لا يراه الأشاعرة ويراه المعتزلة والإمامية. هذه مسائل علمية كلامية يمكن أن تُحلَّ بالبحث العلمي الموضوعي المعمّق، بعيداً عن الحساسيات الذاتية التي يحاول كل فريق من خلالها اتّهام الفريق الآخر بالضلال أو الكفر أو ما إلى ذلك".

 

وتحدث عن قضية التقديس مشيرا إلى أن لها مظهرين: "الأوَّل هو تقديس الاحترام، فالشيعة يحترمون الأئمة من أهل البيت ويعظّمونهم، ولاسيما أنهم يعتقدون بعصمتهم. والمظهر الثاني هو الغلوّ، ونحن نرفض أيّ نوع من الغلوّ لأيِّ إمام من الأئمة، ولأيِّ نبي من الأنبياء، لأننا نؤمن بالتوحيد الخالص، فالله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد الذي لا بدَّ من أن نوحِّده في الألوهية ولا إله غيره، ونوحِّده في العبادة فلا معبود سواه، ونوحِّده في الطاعة فلا طاعة لغيره، ونوحِّده في الحب فلا حب لغيره إلى جانب حبه".

 

وتابع: "نحن في بحثنا العلميّ الكلاميّ، ننكر كلَّ ما يُتحدَّث عنه في بعض الأبحاث من القول (بالولاية التكوينية للأئمة) أو ما إلى ذلك، فنحن نعظِّمهم ونحترمهم، ولكنّنا نرفض الغلوَّ فيهم، ونعتبر أنَّ الغلوَّ كفر وشرك".

 

 

 

 

"علي" عبد الله وتلميذ رسوله

 

وقال المرجع محمد حسين فضل الله إن الحديث عن خيانة جبريل هو حديث عن خطِّ من خطوط الكفر، وهو إساءة إلى الله تعالى، لأنّ الله لا يمكن أن يأتمن على وحيه شخصاً خائناً، خصوصاً أن الملائكة معصومون {يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}(الأنبياء/27). لذلك فإنّ هذه المقولة ليس لها أي أساس، لا في أحاديث الشيعة ولا في اعتقاداتهم من قريب أو بعيد.

 

وأضاف أن علي بن أبي طالب كان "عبد الله، وتلميذ رسوله وربيبه، وقد كان علمه من علم الرسول، ونحن نعتقد أن رسول الله هو أفضل من علي، وهو أستاذه، وهو الرسول الذي يؤمن به علي. وهكذا بالنسبة إلى الأنبياء، فنحن لا نعتبر بحسب عقيدتنا، أنّ الأئمة أفضل من الأنبياء، فللأنبياء مقام عظيم عند الله سبحانه وتعالى، حيث اختصَّهم برسالته، وللأئمة أيضاً مقام عظيم عند الله، حيث اختصَّهم حسب عقيدتنا بالإمامة".

 

وعن مسألة السجود على التربة الحسينية قال المرجع الشيعي فضل الله "الثابت لدى فقهاء أهل البيت، أنّه لا يجوز السجود إلا على الأرض وما أنبتت مما لا يستعمل بمادته للأكل ولا للّبس، ويقولون إن النبي يقول: "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً"، فالأرض بطبيعتها هي الأساس في المسجد، وأما السجاد والموكيت أو ما أشبه ذلك، أو حتى الأوراق التي يمكن أن تؤكل مثل ورق العنب، فإنّه لا يجوز السجود عليه، ولكن يجوز لنا أن نسجد على العشب أو نسجد على الخشب، ويجوز لنا أن نسجد على الأوراق التي لا تستعمل للأكل من قبل البشر وما إلى ذلك، ولكن لا نسجد على الصوف ولا القطن".

 

وتابع: مسألة التربة هي مجرَّد تراب يُسجَدُ عليه عندما يفقد الإنسان ما يسجد عليه مما يصحُّ السجود عليه، وليست لها أي قداسة، فبإمكان الإنسان أن يكسر هذه التربة ويرميها في الهواء. ولكن بعض الناس يتبرّكون بالتراب الذي هو من كربلاء، باعتبار استشهاد الإمام الحسين عليه، ولكن ليس هناك أية خصوصية وأية قداسة لهذا التراب الذي يسجد عليه المسلمون الشيعة، ولا يلتزمونه بالخصوص، بل إننا نستطيع أن نسجد على الورق، أو أيِّ شيء آخر يُسجد عليه. لذلك، فإن النظرة التي يحملها كثير من المسلمين عن الشيعة في مسألة سجودهم على هذا التراب هي نظرة خاطئة.

 

وقال عن اللطم إنه "مجرد تعبير عن حالة تفاعل الحزن مع المأساة، ونحن نقول إنه لا مشكلة في من يريد أن يعبّر عن حزنه بخصوص المأساة الحسينية في عاشوراء، ولكن باللطم الهادئ الذي لا يضرُّ بالجسد ولا يتحوَّل إلى حالة فلكلورية. إنها مسألة إنسانية تختلف حسب اختلاف الناس في تأثّراتهم بالمأساة".

 

ولاية الفقيه ليست ولاية عامة

 

وأشار إلى أن "نظرية ولاية الفقيه هي نظرية علمية اختلف فيها الفقهاء، ولعل أغلب علماء المسلمين الشيعة لا يقولون بها، فلا يرون للفقيه ولايةً عامة على مستوى ما يقرب من الإمامة والخلافة. وقد كان أستاذنا السيد أبو القاسم الخوئي ينكر شرعية الولاية العامة للفقيه، ونحن نوافقه على ذلك، ولا نرى أنَّ للفقيه ولايةً عامةً على المسلمين، إلا إذا توقَّف حفظ النظام العام للمسلمين على ولايته. ومع ذلك، لا بدَّ للفقيه من أن يستشير أهل الخبرة في كلِّ شؤون السلطة وكلِّ شؤون الحياة، لأنّه لا يجوز له أن يحكم من دون علمٍ ومن دون خبرة.

 

وفي مسألة زواج المتعة قال فضل الله إنها هي من المسائل التي اتَّفق المسلمون على أصل تشريعها، وقد سأل المسلمون النبيَّ محمّداً، حسب كلِّ الروايات، أنهم في بعض الحروب قد تأخذهم الشهوة، فهل نستخصي؟ بمعنى هل نخصي أنفسنا؟ قال لا، ولكن تمتَّعوا، حسب ما جاء في مضمون الحديث. وقد ورد في القرآن الكريم: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}(النساء/24). حيث فُسِّرت من أكثر من شخصية إسلامية، ومنهم ابن عباس، بزواج المتعة.

 

وأضاف: هناك من المسلمين من يعتقدون بأنَّ النبي نسخ هذا الحكم بعد ذلك، ولكن هناك مناقشات علمية في مسألة صحة هذا النسخ، لأنهم يروون ذلك عن علي، بينما يروي المسلمون الشيعة في أحاديث موثَّقة، أنَّ علياً كان يقول: "لولا ما نهى عنه عمر من أمر المتعة، ما زنى إلاّ شقي". وقد نُقل عن عبد الله بن عمر أنّه كان يحلِّل المتعة. ويُقال إنَّ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقف أمام المسلمين وقال: "متعتان كانتا على عهد رسول الله حلالاً وأنا أحرِّمهما"، وذكر متعة النساء ومتعة الحجّ. ويحاول البعض أن يقول إنَّ هذا التحريم لم يكن تحريماً تشريعياً، لأنّه لا حقَّ لأحد في أن يُشرع بعد رسول الله، بل هو تحريم ولايتي.

 

يستطرد: المسألة من المسائل التي لا تزال موضع خلاف في الشرعية، فالمسلمون الشيعة، وانطلاقاً مما يملكون من أدلة يرونها تامّةً وصحيحةً، يعتقدون بشرعية المتعة، بينما يعتقد المسلمون السنة أنه لا شرعية لها، لأنَّها نُسخت. وهذا بحثٌ علميٌّ اجتهاديٌّ لا يجوز لنا أن نتراشق فيه بالاتّهامات الباطلة، ولاسيما أنّ بعض الذين يجوِّزون زواج المتعة، يفلسفون ذلك بأنّ الزواج الدائم في مدى التاريخ لدى كلِّ الأمم، لم يستطع أن يحلَّ مشكلة الجنس، لأن هناك ظروفاً قد تحدث للناس لا يملكون فيها الحلّ للمسألة الجنسية في بعض الحالات الصعبة القاسية.

 

 

 

 

وليد زواج المتعة شرعي

 

وأوضح أن زواج المتعة، كالزّواج الدّائم، يخضع لعقد شرعي، وفيه مهر يُدفع للمرأة، ولكنّه محدَّد بوقت معيّن، وإذا حصل الدخول بين الزّوجين، فإنّ على المرأة أن تعتدّ قبل أن تتزوج إنساناً آخر. ويُعتبر الولد الناشئ من زواج المتعة ولداً شرعياً مئة في المئة، كالولد الذي ينشأ من الزواج الدائم. وفي رأي هؤلاء، فإنّ زواج المتعة الذي لا بد من أن يُنظَّم تحت خطة قانونية تحميه من الانحراف، يمكن أن يشارك في حلّ المشكلة الجنسية إلى جانب الزواج الدائم.

 

 

 

 

مصحف فاطمة ليس قرآنا

 

وبشأن قضية مصحف فاطمة قال إن الالتباس حدث في كلمة مصحف، وكلمة "مصحف" يُراد منها الكتاب الذي يشتمل على صحف. وليس عند الشيعة، ولا واحد في المليون، من يعتقد أنّ هناك قرآناً آخر يسمَّى مصحف فاطمة. إنَّ الروايات التي وردت عن مصحف فاطمة، أنّ فيه وصية فاطمة وبعض الأحكام الشرعية، وأنّ هناك بعض الأحاديث التي تقول إن الله تعالى أرسل إليها ملكاً يؤانسها بعد وفاة أبيها، وكان عليٌّ يكتب ذلك.

 

وأضاف: مصحف فاطمة ليس قرآناً، وهذا ما نؤكِّده بكلّ معنى الكلمة. وأحبُّ أن أنقل عن صديقنا الداعية الإسلامي الكبير المرحوم الشيخ محمد الغزالي في لقائي به قوله: إنني كنت أتحدث مع الكثيرين من علماء المسلمين الذين ينسبون إلى الشيعة تحريف القرآن، أو ينسبون إلى الشيعة أيضاً "مصحف فاطمة"، وأطلب منهم أن ينطلقوا إلى كل بقاع الأرض، ليبحثوا عن مصحف واحد بين أيدي الشّيعة، يزيد فيه حرف واحد عن المصحف الذي هو بين أيدي المسلمين.

 

 

 

 

ليست جزءا من الأذان

 

و عن الاختلاف في الأذان قال فضل الله: نحن لا نعتبر أن عبارة "أشهد أنّ علياً وليّ الله" هي جزء من الأذان، وقد كتبنا ذلك في كتاب الفتاوى، وقلنا إنّنا لا نوافق على أن يُزاد في الأذان أي شيء. هناك خلاف آخر في الأذان في كلمة "حيَّ على خير العمل"، فهناك روايات لدى المسلمين الشيعة بأنّها جزء من الأذان، ولكن المسلمين السنة لا يرون ذلك، كما أن السنة يزيدون في أذان الصبح: الصلاة خير من النوم، والشيعة لا يرون ذلك. أما كلمة "أشهد أن علياً ولي الله" فليست جزءاً من الأذان، ولا يجوز الاعتقاد بكونها جزءاً من الأذان، وإنّما يأتي بها الشيعة للتبرك.

 

Link to comment
Share on other sites

حديث السيد فضل الله مهم جدا، وكان من الافضل للسيد الهامي المليجي، كاتب المقال، ان يورد النصوص التي قالها فضل الله كما هي ، لا ان يأتي بمعناها ، لانها مواضيع حساسة قد يمكن للبعض ان يفسرها تفسيرا اخر
Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...