Jump to content
Baghdadee بغدادي

شرق اوسط اخر


Recommended Posts

شرق اوسط اخر

سالم بغدادي

اب 2012

ربما يكون التحليل المعنون "لا تدفعوا شيعة العراق الى أحضان إيران" الذي اورد رابطه في مؤخره مقالي من اكثر ما قراته مؤخرا دقه في وصف مايجري في العراق. وبالرغم من بعض الملاحظات التي ساوردها الا ان الكاتب في وصفه يبقى متميزا في وضع اليد على هذا الجرح الذي سبب شرخا كبيرا في البنيه الاجتماعيه العراقيه والذي ربما بدأ بالانتشار الى دول جوار وربما مابعد الجوار العراقي.

اول هذه الملاحظات هي ان الكاتب يتحدث عن الشيعه في العراق وكانهم اثنيه قوميه واحده وهو هنا يعكس اتجاه عام حرص على تثبيته الكثير من السياسيين ومن خلفهم وسائل اعلام واجهزه مخابرات ذات اهداف متناقضه ولكن متفقه على التقسيم العراقي الاجتماعي من خلال ثنائيه الشيعي مقابل السني .

الشيعه العراقيون من حيث العقيده مختلفون وفي اختلافهم سعه ربما تصل الى ابعد من اختلافهم مع بقيه الطوائف. وكمثل بسيط ربما يبدو للوهله الاولى هامشيا هو ما حصل في موضوع بدايه العيد, فالسياسيون الشيعه عموما فطرو يوم الاحد متبعين الساده الخامنئي وفضل الله وبقيه مراجع التقليد ومتفقين عموما مع التوقيت لدى اغلب دول العالم السني, بينما فطر اغلب الشيعه العراقيون يوم الاثنين متبعين السيد السستاني كمرجع للتقليد. قد يبدو هذا الامر شكليا لدى البعض واختلاف في الاجتهاد الشخصي ولكنه بالمعنى السياسي يمثل تحديا كبيرا , فالسيد الخامنئي ليس مرجعا للتقليد الشيعي فقط وانما هو يستمد موقعه السياسي النافذ الصلاحيه على عموم السلطه الحاكمه من خلال ولايته كفقيه. ومن هنا فان المساس باتباع هذه الولايه دينيا هو مساس باصل فلسلفه الحكم في ايران وتحدي لا يختلف عليه

.

اما من الناحيه الاجتماعيه فاغلب الشيعه العراقيون وعلى خلاف بقيه الشيعه في بلاد المشرق العربي, ينحدرون من نفس العشائر والقبائل التي ينتمي لها السنه العرب العراقيين, وهذا يحمل بعدا اساسيا من ناحيه المدى الذي يمكن ان يصل له الانقسام الاجتماعي في العراقي وخصوصا ونحن نعرف ان الفهم العشائري لازال متحكما بالتكوين النفسي للمجتمع العراقي . من هنا فاننا نجد السني او الشيعي من اصول غير عربيه اكثر ميلا نحو تقبل الطائفيه وفي ذلك امثله واضحه لامجال للتطويل فيها .

كنت قد كتبت مقالا حول فرضيه وجود اتفاق ايراني تركي سعودي عام لتقسيم العراق من خلال دفع اطرافه الثلاثه الى التقاطع كي يسهل تمدد دول الجوار العراقي الثلاثه, كل نحو المنطقه التي تجاوره وبما يخدم مصالحها:

تركيا للاستيلاء على كركوك بما تمثله من خزين نفطي هائل تفتقده الدوله التركيه كي تعيد مجدها الغابر مرورا بكردستان العراق التي تعمل جاهده على ابعاده عن المركز وكما اصبح يردده اليوم ويحذر منه بعض حكماء كردستان.

السعوديه للاستيلاء على الامتداد الجغرافي والاجتماعي في صحراء العراق الغربيه التي يمكن ان تمتد الى دمشق عبر دويله شرق الاردن لتحقق حلم الملك عبد العزيز بدوله عربيه عظمى في الشرق تواجه دوله مصر في الغرب العربي والتي طالما ينظر لها مؤسس المملكه على انها مصدر الخطر على دولته كما علمته حقائاق التاريخ . هدف تحققه الدوله السعوديه اليوم من خلال دعمها لسياسه التاجيج الطائفي الذي تنتهجه في العراق .

ايران للاستيلاء على جوهره العراق المكنونه , جنوب العراق حيث اكبر خزين نفطي عالمي غير منتج ربما يصل حجم انتاجه الى عشره ملايين برميل يوميا بما يجعل ايران في صداره الدوله المنتجه بما ينافس الولايات المتحده وروسيا وليمكنها من اعاده الدوله الايرانيه العظمى وربما يكون تعويضا عن طموحها النووي وربما بالمشاركه معه. امر تهتم ايران بالعمل عليه من خلال تمدد سيطرتها على الاحزاب الدينيه النافذه في الوسط الشيعي كحامي لها تاره وداعم تاره اخرى

 

.

طبعا امام تحقيق مثل هذه الفرضيه والسيناريو البعيد المدى عائقان, الاول اللحمه العراقيه كبلد واحد وكاثنيات مستقله ترفض التبعيه مما يجعل تنفيذ الامر على حساب الهويه العراقيه او الكرديه او العربيه امرا شبه مستحيل. والثاني يتعلق بالموقف الدولي الذي قد يجد بعض اطرافه في مثل هذا السيناريو تهديدا للمصالح الخاصه وهو امر بحاجه الى تفصيل خارج موضعنا هنا.

 

عموما اللحمه العراقيه قد تم كسرها فعلا على مدى العشر سنوات الاخيره , فالعراقي في الجنوب اصبح يجد في ايران حاميا له وملجأ وجداني وفي حين لايتعدى ذلك الى العقائدي لان النجف لاتزال تملك موقعها المتميز لديه ولكنه مايتم العمل على السيطره عليه حاليا كما يعرف المطلعون على تفاصيل المعركه على خلافه السيد السستاني اطال الله عمره .

وبينما انخرط غرب العراق البدوي وتخوم الوسط في حب حكام الخليج والتمجيد لتجربتهم و اتباع فتيا اهل الفتنه معتبرينهم حماه ديارهم وملجاهم من تهديد اخوانهم في الجنوب و جيرانهم في الشمال الكردي. فان الكرد اليوم يعتبرون تركيا صديقهم الوفي وشريكهم في النزاع مع الركز ووسيلتهم في تحقيق حلم الدوله الكرديه التي يرون فيها غايه احلامهم الورديه بما يحمي ديارهم من تهديد المركز.

 

من هنا فان مايجري ربما لايكون خطأ سياسيا ترتكبه الدول العربيه وتركيا كما يوحي به نداء الكاتب وانما هدفا استراتيجيا يتم العمل به سويه بهدوء وصبر ويتم استكمال حلقاته اليوم في تداعيات الملف السوري.

 

السؤال اليوم, ما هي فرص نجاح هذا السيناريو في حاله وجوده اصلا؟

الجواب سيكون في مدى وعينا كعراقيين لحجم مثل هذه الخطه بمستوياتها الانيه والاستراتيجيه,. ولكن قبل ان نعي ذلك يجب الاعتراف اننا اصبحنا مثل الايتام على مائده اللئام . دعونا نفكر ونجيب على سؤال اخطر :

 

هل في هكذا سيناريو فائده لنا كعراقيين؟ انا اجزم ان نسبه محسوسه اليوم ترى فيه حلا لمشاكلها مع الاخر ومع الواقع المعاشي المتردي. فابن المحمره الايرانيه بدون شك يعيش افضل حالا من ابن عمه في البصره العراقيه وابن رفحاء السعوديه ايظا افضل حالا من ابن الانبار العراقيه. اما ابن غازي عنتاب التركيه فهو بالتاكيد افضل من ابن عمه في كركوك واربيل

 

وفي ذلك اكبر الخطر كما فهمت من محتوى مقاله الكاتب ومعه اتفق تماما. ولكن مهلا وقبل الانجراف في مشاعر وطنيه غير واقعيه , هل ترى فيه فعلا حلا واقعيا على اختلاف موقعك الجغرافي وانتمائك في خريطه العراق الحاليه؟

انا متاكد ان عند البعض منا فان مجرد مثل هذا السؤال هو الكفر بعينه والخيانه, ولكن لنخرج من حال النعامه التي تدفن راسها في التراب تحاشيا للخطر, ولنواجه واقعنا المرير وللاسف.

 

 

 

مقال الكاتب

لا تدفعوا شيعة العراق الى أحضان إيران

 

عاطف العزي

http://www.elaph.com...2/8/757005.html

Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...