Jump to content
Baghdadee بغدادي

من يهن يسهل الهوان عليه


Recommended Posts

Guest Mustefser
ما حقيقة علاقة البعث الصدامي مع التيار السلفي التكفيري ؟

 

كتابات - علاء اللامي

 

  تكلمنا في مقالة سالفة عن احتمالات وجود تحالف بين البعث بقيادة "الدوري " وبين بعض الحركات الإسلامية . وهذا أمر لا يمكن رفضه تلقائيا ،  بل هو محبذ وضروري تماما . غير أن الذي يحدث الآن لا يشير إلى وجود تحالف من النوع المتعارف عليه تاريخيا بين قوى سياسية وعسكرية مختلفة الانتماءات الأيديولوجية والاجتماعية في مرحلة التحرر الوطني ، بل أن الأمر  يبدو وكأن التحالف هو أقرب إلى تحالف الأمر الواقع ، والاضطراري الذي بلغ درجة التحالف بين حزب البعث المصنف كحزب علماني وبين منظمات سلفية بعضها معروف بنهجه التكفيري والبعض الآخر إسلامي وطني غير تكفيري  . سيقول الذين يدافعون عن البعث وما الدليل على وجود تحالف أمر واقع بين البعث والتيار التكفيري  ؟ والواقع ليس ثمة دليل أكثر تأكيدا من استمرار منظمة الزرقاوي مثلا بسلسلة تفجيراتها الإجرامية بحق الجماهير العراقية العزلاء وأحيانا  في مناطق نفوذ البعث ذاتها كالموصل ونجاحها أحيانا في القيام بعدد من التفجيرات والمجازر الرهيبة في إقليم الفرات الأوسط فهل عجز البعث ، علما بان تلك المنطقة تعج بكوادره الأمنية والمخابراتية ، عن رصد وإفشال محاولات المتسببين بتلك المجازر ، أم إنه لا يريد أن يحرك ساكنا لأن له مصلحة في حدوثها ؟

 

  اللافت للانتباه ، إننا لم نقرأ بيانا بعثيا واحدا حاسما في رفضه لتلك التفجيرات المريعة على شاكلة البيانات الصريحة في رفضها لهذه التفجيرات والاغتيالات التي دأبت مثلا هيئة العلماء المسلمين على إصدارها ،  ونتذكر أن البيان الذي صدر عن البعث بعد تفجير النجف لم يكن يخلو من رائحة الشماتة واتهام الضحايا أنفسهم  بأنهم وراء الحادث على اعتبار أن التفجير كانت خلفه مصالح وخلافات مالية بين المرجعيات الدينية الشيعية ،  في حين أعلنت منظمة الزرقاوي عن مسئوليتها عن تلك العملية التي حصدت أكثر من مائة وعشرين مصليا و شاع فيما بعد  اسم الشخص الذي قام بها وهو صهر الزرقاوي ذاته " والد زوجته " الشيخ ياسين الذي قاد سيارة إسعاف محملة بالمتفجرات وفجرها في حشود الزوار  والمصلين .

 

كما يمكن لنا أن نشير ، ما دمنا ناقش احتمالية تحالف البعث بقيادة الدوري مع بعض المنظمات الإسلامية الجهادية التكفيرية وغير التكفيرية ، إلى البيان الذي أصدره الدوري وسمي بيان البيعة والذي يشكر فيه " المجاهدين " الذين بايعوه. والأكيد ، أنهم لم يبايعوه أمينا عاما لحزب اشتراكي بيعة قومية  !!  بل بايعوه أميرا إسلاميا سُنيا عليهم !هذا ما يقود إليه منطق الأشياء و تداعيات البداهة التي لا يحسب حسابها القادة الشموليون  لاعتقادهم وإيمانهم المريض بفردانيتهم و تفردهم الذاتي المرضي !  لنقرأ فقرات معبرة من رسالة الشكر التي وجهها الدوري إلى المبايعين ولنأخذ فكره عن اللغة  التي صار يكتب بها الأمين القطري العام بالوكالة ، فبعد البسملة الشريفة يصدِّر الدوري رسالته المؤرخة في أوائل آيار 2005 بآية  قرآنية تتحدث عن بيعة مجموعة المسلمين للنبي العربي الكريم محمد بن عبد الله وتقول الآية  :

 

( أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما )

 

ثم يخاطب الدوري (الرفاق والأخوة في قيادة الجبهة ومجاهديها الأبطال ) وبعد ذلك تأتي ( تحية الإيمان والجهاد والفداء ، تحية من عند الله مباركة طيبة بكم يا فخر الرجال يا أبطال العروبة والإسلام اعتزاز عالي وخاص بجهادكم وبطولاتكم وتضحياتكم ، حياكم الله أعزكم الله وأنزل السكينة في قلوبكم واثابكم فتحا قريبا ) ويخبر الدوري المجاهدين بأنه تسلم قرارهم بمبايعته ثم يخبرهم قائلا ( وأعلموا أنها بيعة خالصة مخلصة لله وبالله وفي سبيل الله لا لدينا ( لدنيا ) نصيبها ولا لأمرأة ننكحها وانما بيع وشراء مع الله جل شأنه مالك الانفس )

 

 

 

وسيطول بنا المقام لو شئنا التوقف عند كل صغيرة وكبيرة في هذه الرسالة ، وإنما أردنا ان نعطي القارئ مثالا حقيقيا على اللغة التي كان ومازال الدوري يستعملها ليجيب  مَن شاء الإجابة إن كانت هذه اللغة تقول شيئا ستراتيجيا أو تكتيكيا، أو إنها تنتمي لنصوص التحريض المقاوم والبروباغاندا الحزبية المألوفة ، أم إنها نوع من التأتأة أو الرطانة التي يرطن بها بعض أدعياء الصوفية والدراويش المفتعلين البعيدين كل البعد عن  الصوفيين العرفانيين و المساواتيين كالبسطامي والحلاج والكيلاني والحافي والجنيد وابن سبعين "قدس " ، وإلا ماذا يمكن أن يَفهم القارئ من فقرة طويلة كهذه الفقرة التي نقتبسها حرفيا من رسالة الدوري مع احترامنا لألفاظ الجلالة والآيات الكريمة الواردة فيها  ؟ (...فأن بيعتكم هذه هي بيعة للشعب والأمة والوطن بل هي بيعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واعلموا أن يد الله فوق أيديكم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما فأصبروا يا عز الأمة وتاجها وياقرة عين الوطن الغالي وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ، واعلموا علم اليقين أن من يتق الله يجعل لـه مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، يجعل لـه مخرجا من ضيق الشك والشرك والنفاق ويرزقه الايمان من حيث لم يحتسب يجعل لـه مخرجا من ضيق الضعف والهوان والتردد ويرزقه القوة والمنعة والهمة العالية والثقة بالنفس وبالشعب والأمة من حيث لا يحتسب يجعل لـه مخرجا من ضيق الظلم والبغي والعدوان ويرزقه النصر من حيث لا يحتسب يجعل لـه مخرجا من ضيق الابتلاء والامتحان ويرزقه الفوز في الحياة الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب ، فقاتلوا المشركين الكافرين المحتلين والخونة والعملاء والمرتدين كافة كما يقاتلونكم كافة وانصروا الله ، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ، واعلموا إن ينصركم الله فلا غالب لكم ولاتهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين بالله والأمة وبرسالتها الخالدة ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة واعلموا أن جهادنا اليوم يحتاج إلى الايمان العميق بالله أولا وبما جاء من عند الله ويحتاج إلى الهمة العزوم والثبات في حومة الوغى وانتم ايها الرجال الأبطال المؤمنون حقا فأنتم اهل العراق وأنتم أهل التاريخ والحضارات وانتم حملة الرسالات . فأنتم صفوة ابناء الأمة ورجالها وأنتم عزها وفخرها ، واعلموا أيها الأحبة ان الجهاد يحتاج إلى الرجال والمال وليس لنا اليوم الا رجال العراق الاشم وماله الطيب فحيا الله العراق ورجاله ونسائه وأعز الله العراق ورجاله ونسائه وبارك الله في العراق ورجاله ونسائه فأن الخير كله في رجال العراق وماله فالعراق في الكون هو كنز الايمان بالله وبرسالاته ورسله والعراق هو رمح الله في الارض واهل العراق ورجاله هم الذين كانوا ولازالوا يحرسون الثغور على امتداد تاريخ امتهم الطويل ويمدون الأمصار بأموالهم ، فاعدوا أيها الأعزاء وطوروا برنامجا شاملا وعميقا لاعداد الرجال على قواعد الأيمان بالله وبالوطن )

 

  إن كان الدوري يعتقد بأنه قد أصبح إسلاميا أو صوفيا لمجرد أنه كرر لفظ الجلالة بضع  مرات في بضعة  أسطر فقد جانب الصواب وحايث المزاح . ويبدو وكأن الدوري ومن معه في القيادة البعثية الحالية لا يعلمون بأن "الوطنية " في اعتقاد  السلفيين الجهاديين عموما ليست إلا وثنية تستبدل الإيمان بالله بالإيمان بالوطن ولهم أبحاثهم وكتاباتهم في هذا السياق ،  ولا يبدوا إنهم يعرفون أصل تسمية " الحرس الوثني " التي راحوا يطلقونها على "الجويش / تصغير جيش " الذي شكلته سلطات الاحتلال  فهذه التسمية – الحرس الوثني - أيها  الاشتراكيون البعثيون وحلفاؤهم من اليسار واليمين ، هي من مبتكرات التيار التكفيري الجزائري أطلقها على فرق "الحرس الوطني" وهي مليشيات شبه حكومية شكلتها الحكومة الجزائرية لمواجهة العمليات التي كان يقوم بها ذلك التيار و العبارة – الحرس الوثني -  تنسب إلى أحد اثنين  من قادتهم الذين قتلوا وهما جمال الزيتوني  أو حسن حطاب ! 

 

 

 

  وقبل أن نطوي رسالة البيعة للدوري نود الإشارة إلى ملاحظتين وردتا فيها : الأولى ، يوصي فيها الدوري  المجاهدين الذين بايعوه باعتبار ( كل رجال العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه عربا وأكرادا وتركمانا مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة كلهم عراقيون  أماجد  لا فضل لعراقي على عراقي اليوم إلا بالإيمان والجهاد والفداء ) ولكنه وبعد أربعة أسطر على هذا الكلام المعقول ، يهمل هذا المعنى المتقدم ليشترط مشاركة العراقي في ما يسميه " الجهاد المقدس " ليكون عراقيا فيقول ( ومن يريد أن يكون عراقيا حقا فلينضوي تحت راية الجهاد المقدس لطرد المحتل وتحرير الوطن ..) بمعنى إن  مَن لن ينظم إلى جهاد الدوري وحلفائه " المقدس " ، و مَن يقاوم الاحتلال تحت رايات تحريرية  أخرى غير راية الدوري / صدام ، فهو سيخسر كل شيء بما في ذلك هويته العراقية وقد يقذف به مجاهدو الدوري خارج الحدود كما حدث لآلاف الأسر العراقية في الثمانينات من القرن الماضي .

 

  ...نصل الآن إلى أهم وثيقة بعثية صدرت بعد الاحتلال وبالضبط في التاسع من أيلول/سبتمبر 2003 وتحمل عنوان " المنهاج السياسي والستراتيجي للمقاومة العراقية " والحقيقة فقد أهملنا عددا كبيرا من الوثائق والبيانات والرسائل  لأنها لا تضيف جديدا على صعيد مضامين فكر البعث القديم أو خلال فترة قيادة عزة الدوري الذي – بالمناسبة - تكرم على النبي إبراهيم بالجنسية العراقية ، في رسالته الموجهة إلى القيادة القومية للحزب والمؤرخة في  أوائل آيار/ نيسان  2005 ، و أسماه " النبي إبراهيم العراقي " !

 

  يمكن اعتبار وثيقة " المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة العراقية أكثر الوثائق تنظيما و حرَفيّة  إضافة إلى إنها مكتوبة بلغة تشي بالكثير من الأكدمة والميل  التنظيري مع إن الأمر لا يخلو من الحذلقة والتقعر اللذين لا مبرر لهما أحيانا ، كما أن هذه الوثيقة تبتعد بشكل ملحوظ عن أجواء البروباغندا الحزبية التقليدية والصياح البعثي  المألوف ، وتنحو منحى  لغة هادئة لا تخلو من تقاليد وعادات الأستذة ، وأساليب القطع و الجزم واحتكار الحكمة .كما إنها تتميز  بكثرة المصطلحات العلمية في سياقاتها الصحيحة غالبا ، ووجود مصطلحات وعبارات أخرى مبتكرة من قبل محررين ذوي خبرة . سنلاحظ أيضا أن هذه الوثيقة تخلو بشكل شبه تام من أي تمجيد أو إطراء أو مجرد ذكر أو تذكير  بصدام حسين وأعضاء قيادته ، غير إنها وفي ختامها توجه تحية مبتسرة تقول (عاش مناضلو البعث وعاش الرفيق الأمين العام أمين سر قطر العراق.. ) دون أن يتعب محرروها أنفسهم ويذكرون اسم ذلك الأمين العام !

 

لا نريد أن نبدأ قراءة هذه الوثيقة من ذيلها، ولذا سنعود إلى بداياتها لنقدم عرضا لما بدا لنا الأكثر أهمية من سواه :

 

  ..يعلن " المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة العراقية " وسنسميه اختصارا " المنهاج " حينا و " الوثيقة "حينا آخر ، وسنقتبس منه حرفيا ، يقول إن  (المقاومة العراقية الباسلة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي حددت هدفها الستراتيجي بوصفها حركة تحرير وطني "بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق ..) ولا وجود لذكر أية أهداف أخرى كتلك التي تدعو إليها  بيانات الحزب من قبيل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه يوم 8 نيسان وإعادة الشرعية والرئاسة لصدام حسين .  ولكن صبرا ، فثمة شيء مهم وذو صلة في فقرة قادمة . ثم تعرِّف الوثيقة العراق المحتل بأنه (العراق الجغرافي- السياسي: "جمهورية العراق" ذات السيادة، والدولة العضو المؤسس في جامعة الدول العربية، وفي هيئة الأمم المتحدة، والمحتلة أراضيه من جانب القوات الأمريكية والبريطانية والأسترالية وغيرها بفعل العدوان المخالف للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والذي شنت عليه الحرب في 19/3 / 2002 مما أدى إلى احتلاله وإسقاط حكومته الشرعية وإحلال "سلطة احتلال مؤقتة" مكانها. إن ما قام ويقوم به المحتل بتأسيس مجالس ووزارات وإدارات وهيئات سياسية وتنفيذية وغيرها لتحل مكان حكومة جمهورية العراق الشرعية بعد تاريخ 9/4/2003 يعتبر باطلا وغير شرعي ويعد جزءا لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، وتعامله المقاومة معاملتها للاحتلال نفسه.) بمعنى آخر فإن " المنهاج " يقدم في هذه الفقرة الأساس النظري والحقوقي للمطالبة بإعادة صدام حسين إلى السلطة ،ولكن بشكل مراوغ ومن خلال اعتبار إن ما ( قام ويقوم به المحتل بتأسيس مجالس ووزارات وإدارات وهيئات سياسية وتنفيذية وغيرها لتحل مكان حكومة جمهورية العراق الشرعية بعد تاريخ 9/4/2003 يعتبر باطلا وغير شرعي ..) والواقع فالمنظِّر البعثي يحاول هنا خلط الأوراق واستثمار "لاشرعية " الاحتلال وما نتج عنه بهدف إضفاء شرعية مزعومة  على نظام صدام . والمعروف أن نظام البعث هو نظام انقلابي ،  فرضته منظمة سرية مسلحة " البعث " على الشعب العراقي في 17 تموز 1968 ، وقد استمر لا شرعيا رغم الاستفتاءات الرسمية  التي نظمها الحكم والتي بلغت نسبة التأييد فيها كما قلنا لرئاسة صدام مائة بالمائة ، و هذا بحد ذاته رقم  يجعها مسخرة من المساخر السياسية فما قام على باطل يظل باطلا ولو استمر في الوجود عشرين قرنا ! وبالمقابل ،وتأسيسا على ما سبق  ،فإن "لا شرعية " النظام الانقلابي لحزب البعث لا تترتب عليها ،أو تنجم عنها ، أية شرعية ومن أي نوع للحكومات المحلية التي شُكلت أو التي ستشكل في عهد الاحتلال ، طالما ظلت قوات الاحتلال  في العراق .

 

  إن الحكومة العراقية الشرعية ، هي تلك التي تنبثق عن توافق عراقي واسع بين ممثلي السكان والقوى السياسية المطالبة بالاستقلال الحقيقي ، وبقطع تام مع الاحتلال وأجهزته، و يمكن أن تكون تلك الحكومة "حكومة مؤقتة " في الداخل إذا  سمح الوضع العام ، كما يمكن أن تكون "حكومة منفى" لفترة محددة تنتهي باستلام السيادة الفعلية من المحتلين وتبدأ الاستعداد لانتخابات شرعية ورئاسية ديموقراطية وتعددية في العراق تحت إشراف ومراقبة دولية وعلى أساس مبادئ المواطنة الحديثة وليس على أساس المحاصصات الطائفية والعرقية .

 

  يعرف "المنهاج " بعد ذلك قوات الاحتلال ، ولا جديد هنا .  ثم يعرف المقاومة العراقية فيقول  ( المقاومة العراقية : هي المقاومة الوطنية المسلحة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي، من خلال كوادره المناضلة ومقاتلي الجيش العراقي البطل وقوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص الباسلة وقوات الأمن القومي المقدامة ومجاهدي منظمة فدائيو صدام البواسل والمقاومين العراقيين الوطنيين والمتطوعين العرب النجباء..)

 

  وثمة الكثير مما ينبغي التوقف عنده هنا ، ولكننا سنكتفي بأمرين : الأول هو إصرار "المنهاج " على تأكيد استحواذ واحتكار حزب البعث على صفتين فهو "قائد المقاومة " وهو أيضا "مديرها"  ، دون توضيح الفارق ، إن كان ثمة فارق ، بين القيادة و الإدارة ، و دون  تعيين المحتوى السياسي والعسكري لكل منهما . دع عنك إن هذا التعريف ، الذي يقطر شمولية واحتكارا ، يغلق الباب أمام وصف أية مقاومة  أخرى لا يقودها أو يديرها حزب البعث بالمقاومة العراقية الوطنية ، وفي ذلك استمرار تكراري  لسياسة الحزب الواحد ،والزعيم الواحد ،و " المقاومة الواحدة " ، تلك "الوحدانوية " التي اختطها هذا الحزب طوال  حياته السياسية .

 

الأمر الثاني ، هو حصر وثيقة "المنهاج" للقنوات المقاومة التي يديرها ويقودها البعث في (كوادره المناضلة ومقاتلي الجيش العراقي البطل وقوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص الباسلة وقوات الأمن القومي المقدامة ومجاهدي منظمة فدائيو صدام البواسل والمقاومين العراقيين الوطنيين والمتطوعين العرب النجباء ) . وهنا فقد وردت عبارة " المقاومين العراقيين الوطنيين " ولكن -كما يبدوا واضحا من الصياغة - كأفراد ارتضوا المقاومة تحت راية القائد والمدير البعثي ، وقد ورد تسلسلهم بعد تعداد الأجهزة المخابراتية والعسكرية الحكومية وبعد ميليشيا " فدائيي صدام " . إن هذا التفصيل - الذي قد يبدو  صغيرا بحد ذاته -  يفصح تماما عن الماهية الحكومية والبيروقراطية للمقاومة المنفصلة عن الشعب ، بما يجعلها أقرب إلى مجاميع من الموظفين و ضباط الجيش والشرطة والمخابرات فاقدي الامتيازات  والرواتب والرتب  منهم إلى مقاومة حقيقية في حركة تحرر وطني تريد تحرير وطنها وليس تحرير رواتبها واستعادة امتيازاتها . وبالمناسبة ، نتساءل ، لماذا ينزعج بعض مؤيدي المقاومة من قول عملاء الاحتلال بأن المقاومة هي مقاومة لفلول النظام ومخابراته في حين تصرح الوثيقة البعثية الرسمية بهذا المعنى وبذات الكلمات ؟ أليس حريا بهم عوضا عن إبداء إمارات الانزعاج والاستنكار الدفاع عن ضرورة تعزيز استقلالية المقاومة ونقد هذه الممارسات والتنظيرات البعثية البيروقراطية المخابراتية ؟

 

  ننتقل إلى مقدمة المنهاج لنطَّلع على أولى "الأوامر النظرية " حيث تأمر الوثيقة بالقول ( يجب أن يكون فهمنا المقابل في مواجهة الأطراف الأخرى (عربية وإقليمية ودولية) مبنيا على أن استمرارية المواجهة مع الولايات المتحدة منذ قرار وفق إطلاق النار المعلن من جانب الولايات المتحدة في نهاية شباط 1991، كانت هي الأساس، وبخيار أمريكي محكوم بمعطيات وأهداف الستراتيجية الأمريكية تجاه الإقليم أولا والعالم ثانيا)

 

غير إن العودة إلى تاريخ موافقة النظام على وقف إطلاق النار في نهاية شباط 1991 ، واعتبارها نقطة في استمرارية المواجهة ليست كل شيء ، ولا هي نقطة البداية ، فالوثيقة تعود إلى الوراء كثيرا ، وتخبرنا بعد قليل بأن  ( المواجهة الأمريكية المستهدِفة للنظام السياسي في العراق والتي أدت إلى احتلاله هي حالة مشخصة منذ عام 1972، وبنيت على أسس قياسية مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة (الإمبريالية) في ذلك الوقت والذي حكمته تعادلية الحرب الباردة، والتداعيات اللاحقة لعدوان حزيران 1967، والانسحاب العسكري البريطاني من شرق السويس "الخليج العربي" وسياسات وأزمات الطاقة في العقدين السابع والثامن من القرن الماضي. )  وعلى أية حال فإن تشخيص الحالة  يعني  وجودها ، بمعنى إن حالة استهداف الإمبريالية الأمريكية لما تسمية الوثيقة " النظام السياسي في العراق "كانت موجودة منذ سنة 1972 أي بعد أربعة أعوام  على عودة البعث إلى السلطة من خلال انقلاب 17 تموز1968 . والحقيقة ، فلا يمكن المرور مرور الكرام على هذه النظرية التي أقل ما يقال عنها إنها عجيبة ولا تخلو من طرافة ، ولا بد من طرح أكثر الأسئلة مباشرة : لماذا هذه الاستفاقة  المتأخرة والتصريح اليوم بذلك الاستهداف ؟ و وفق أية حسابات أو خطط جيوسياسية رُسِم ذلك الاستهداف ؟ وأين نضع سنوات "الدهن على دبس " بين النظام البعثي  والغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا طوال عقد السبعينات والثمانينات  ؟ و أين نضع  الحرب بالوكالة التي شنها النظام البعثي ضد  إيران الخارجة لتوها من ثورة منتصرة  ومعادية للغرب والصهيونية جذريا، تلك الحرب التي اعترف صدام ذاته بأنها كانت " فتنة من عمل الشيطان " بعد نال جرائها تأييد الغرب كله وفي مقدمته أمريكا ؟ وكيف ننظر إلى دور حزب البعث في تدمير النظام الوطني و اللاطائفي المنبثق عن ثورة 14 تموز 1958 واغتيال مؤسس الجمهورية العراقية عبد الكريم قاسم ؟ وأي نظام أجدر بالاستهداف الأمريكي أهو نظام قاسم الوطني  المعادي للغرب أم النظام الذي قتله وأدار مذبحة فظيعة لأنصاره ومؤيده من اليسار الديموقراطي ؟ لا جواب ! ولا يبدو أن ثمة جواب ممكن على أسئلة كهذه ، فالعقلية الشمولية لا تنتظر أسئلةً بل طاعةً وتصفيقاً عاصفاً لما تقول.

 

هامش : يبدو إن العداء البالغ درجة الحقد الأعمى لثورة الرابع عشر من تموز 1958وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم مؤسس الجمهورية العراقية ليس حكرا على البعثيين بل يشاركهم فيه بعض عناصر وكتبة الحركة القومية من الناصريين وغير الناصريين ممن يعتبرون قاسم ملحدا ومعاديا للعروبة والإسلام ( كما كتب أحدهم قبل أيام وهو بالمناسبة شيعي من حيث الانتماء الطائفي )  متناسيا أن البعثيين قتلوا عبد الكريم قاسم بعد أن غدروا به وأسروه فاستشهد وهو صائم ) فيما تنهال بركاتهم وصلواتهم القومية النتنة على أشد متطرفي النزعة العلمانية التركية ذات الموقف الملعلع في عدائه للإسلام والعروبة وعلى  باذر بذرة الطائفية القذرة في العراق ساطع الحصري والذي – بالمناسبة -  قضى على آخر معالم بغداد العباسية فأزال سورها التاريخي ذا القيمة التاريخية والحضارية والمعنوية والذي لا يقدر بثمن يوم كان أمينا للعاصمة ، إضافة إلى تجريده لملايين العرب العراقيين الشيعة من عروبتهم في سائر كتاباته واعتبارهم عجما وفرسا . كنا نتصور أن هذه الترهات القادمة من قاع المستنقع الستيني العراقي قد اندثرت وبادت لشدة ضحالتها ومنافاتها للواقع  ولكن يظهر أن بعض المدمنين عليها لا يستطيعون نسيانها ، أو تنفس الهواء النقي من دونها ،شفاهم الله وعافاهم !

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 102
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

Guest Mustefser

الصفحة

هل سينتهي البعث إلى حزب طائفي في الشمال الغربي واقعاً ، وعراقي وقومي اسماً وفكرا ؟

 

كتابات - علاء اللامي

 

نتابع في هذه المقالة قراءة وتحليل المنهاج الاستراتيجي للمقاومة الذي أصدرته وأقرته القيادة الحالية لحزب البعث الصدامي التي يقودها بالوكالة عزة الدوري . فبعد كل النقاط والمبادئ التي سلفت الإشارة إليها تمطرنا وثيقة "المنهاج " بمجموعة مما تسمية ( عوامل مضافة تحكم تطور مسار المواجهة تلك ) وتقصد بين الولايات المتحدة والنظام السياسي في العراق . وسنورد تلك العوامل المضافة كما هي لأخذ العلم بها :

 

(1- النهاية المعروفة للحرب الباردة وإعادة تشكل أوروبا السياسي- الاقتصادي.

 

2- متطلبات التفرد والقوة الأعظم للولايات المتحدة.

 

3- الوصول المشبوه لليمين المحافظ للسلطة في أمريكا.

 

4- أسبقية حصول الضربة في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 على تبلور وإقرار ملف السياسة الخارجية الأمريكية لإدارة بوش الابن (المتباطئ) وتشكل ردة الفعل الأمريكية (المجابهة) في مفردات الخطاب السياسي للإدارة على الصعد الاقتصادية والدفاعية والأمنية.

 

5- التوظيف المكثف "للحرب على الإرهاب" في طرح ومحاولة فرض الصيغ التحالفية والتغيرية على الدول والمجتمعات والثقافات الأخرى.

 

6- استمرار تباطوء الاقتصاد الأمريكي ودخوله مرحلة الأزمة.

 

7- فشل سياسات الطاقة المعلنة "انتخابيا" للإدارة الأمريكية.

 

8- التهيئة لدور "إسرائيلي" مختلف له حدود من التماس الإداري-الأمني المساعد للولايات المتحدة ..)

 

حين نضع بعض ،وربما أغلب هذه العوامل في الخلفية الاستراتيجية المعلِّلة للحرب الأخيرة على العراق بهدف احتلاله ، ستكون في مكانها الصحيح ولا اعتراض على ذلك . غير أن الهدف الأمريكي الأول لم يكن كما يلح "المنهاج" هو اقتلاع النظام السياسي أو الإطاحة بصدام حسين والمجموعة الحاكمة لأنها "وطنية ومعادية للإمبريالية والصهيونية " حتى لو كانت شعارات النظام تضبح بذلك ليلا ونهارا ، بل إن الهدف الحقيقي هو احتلال العراق وتدمير الدولة العراقية وجعل العراق مثابةً وقاعدة جغراسياسية وعسكرية للولايات المتحدة في الشرق تثب منها شرقا وغربا ، شمالا وجنوب ، للهيمنة على قلب العالم وملتقى القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا ، أما سقوط النظام فهو كما آنفنا مجرد نتاج ثانوي لتلك الحرب ، وإلا لماذا لم تسعَ الولايات المتحدة لإسقاط هذا النظام منذ 1972 إن كانت قد استهدفته فعلا منذ ذلك التاريخ ؟ والحال ، فقد كان النظام الشمولي البعثي من أهم العوامل المساعدة والمسهلة لتحقيق المخطط الأمريكي وليس العكس من خلال فشله في إدارة الأزمات المتتالية ، أو في إحداث انعطافة حاسمة في الوضع الداخلي بما ينهي الوضع الدكتاتوري ويهيئ الوضع الداخلي لمقاومة حقيقية وصلبة . لقد كتبنا في مناسبات عديدة ،قبل الحرب الأخيرة ، بأن نظام صدام مات موتا سريريا في آذار 1991 ، ولم يكن بعدها إلا جثة سياسية متحركة ، وكان بإمكانه عمل الكثير على الصعيد الوحيد المنقذ وهو الصعيد الداخلي غير إن النظام جَبُنَ عن مواجهة شعبه وتسديد الاستحقاق الديموقراطي التعددي ، فواصل سيرته الشمولية المستعدة للمساومة على كل شيء إلا على واحد بالمائة من السلطة السياسية التي يحتكرها بجشع ونرجسية لا مثيل لهما .

 

 

 

وفي فقرة معنونة " الأهداف المعلنة والأهداف الحقيقية "تقول وثيقة " المنهاج " كلاما طويلا وعريضا ومكررا ، لتخلص منه إلى أن المستهدف هو "النظام السياسي الوطني في العراق وسياساته المستقلة ودوره المتميز في حركة عدم الانحياز ..الخ "مع الإشارة إلى أن

 

( حربين قد استهدفتا العراق في تلك الفترة، وكانتا تستهدفان نظامه السياسي بشكل معلن وبتبريرات مختلفة، لكنهما انطلقتا من أن هوية وتطبيقات النظام السياسي في العراق غير مقبولة في مواجهة من يتعرض للقومية/للعروبة من منطلقات الدين أو الإمبريالية. وبالتالي كانت الحربان (والمواجهة المستمرة الآن) تركز وتراهن على عوامل التفتيت في النسيج العراقي والعربي.) ثم تعدد الوثيقة مجموعة من إنجازات النظام التي جعلته مستهدفا ( كرفض الهيمنة، وإعطاء الهوية السياسية والتنموية للنفط العراقي، والمواقف المعروفة داخل منظمة الدول المصدرة للنفط، والسياسة الخارجية المستقلة للدولة العراقية، وتأخر عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1967 مع الولايات المتحدة، والتوجه الحثيث لبناء التوازن العلمي والدفاعي مع "إسرائيل" ودول الجوار غير العربية المتربصة أو المتحالفة مع الولايات المتحدة، والدعم الاقتصادي لدول عربية وغيرها، والتأسيس المتوازن المبني على المصالح لعلاقات متكافئة مع دول أوروبية مؤثرة، إنما شكلت عوامل مضادة لستراتيجية الولايات المتحدة الكونية. ) ويمكن أن نتبين الجوهر عديم القيمة على الصعيد الجيوسياسي والمأخوذ من شعارات مرحلة ولت وانقضت هي مرحلة الستينيات مشيرين بأننا لا نقول ذلك من منطلقات ارتدادية أو منحرفة باتجاه الترويج للبديل الهيمني الإمبريالي كما يفعل بعض " يساريي الإمبريالية المنحطين " بل من منطلق اكتشاف الماهيات والتجليات الجديدة والجديرة بالحقبة التاريخية الراهنة ليكون من ثم الفعل المناهض و المعادي للإمبريالية وقوى العولمة كونيا أكثر جدوى وفاعلية وتأثيرا .

 

لقد انقضت حقبة السيتينات بتوازناتها ، و تلاشت حالة المد العالمثالثي العارم والرائع فيها ، وسيكون مَن يريد مجابهة الغرب الإمبريالي في الراهن التاريخي باستراتيجيات متخلفة من قبيل "الجبهة الموحدة وحزبها الأوحد " وما شابه ذلك كمن يقاتل عصابة مسلحة بالرشاشات الثقيلة بعكاز خشبي ! ثم ، وعلى سبيل المحاججة وتبيان حقيقة الإنجازات البعثية يتساءل المراقب مثلا : ماذا يعني رفض الهيمنة الأجنبية لاقتصاد محكوم تماما ومرتبط أشد الارتباط بالاقتصاد الرأسمالي العالمي وهو مجرد سوق استهلاكي طفيلي لذلك الاقتصاد ؟ وما معنى إعطاء الهوية السياسية والتنموية للنفط إذا كان النظام الدكتاتوري جعل من النفط وسوى النفط مجرد مصرف جيب وحساب شخصي له ولأفراد طاقمه القيادي ؟ أما المواقف المستقلة للنظام البعثي ، ودوره في المنظمات العالمية ، فخير مثال على خوائها هو المكانة البائسة فعلا للدولة العراقية خلال فترة حكم النظام الصدامي ، وأخيرا فإن محاولة بناء التوازن العلمي والدفاعي مع "إسرائيل" والذي كلف العراق ثروات هائلة فمعلوم أن ذلك التوازن قد نحر بغباء على رمال الكويت في مغامرة غير محسوبة العواقب بغض النظر عن وجاهة الأسباب الموجبة العميقة والمتعلقة بالأحقية التاريخية لخوضها .

 

ثم ، وبكرم واستسهال تنظيري معهودين تعلن الوثيقة ( بما أنه ثبت أن الاستهداف الاستراتيجي في المواجهة أمريكيا هو (إسقاط النظام السياسي في جمهورية العراق) والذي كان لا يتحقق إلا من خلال :

 

1- استمرار وتصعيد وتفعيل المواجهة السياسية.

 

2- إحباط كل محاولات القيادة السياسية العراقية لرفع الحصار.

 

3- تقييد التحرك العراقي السياسي والاقتصادي تجاه دول الإقليم والعالم.

 

4- إعادة ترتيب وتمكين الاصطفاف الرسمي العربي "ما أمكن" ضمن مسار الفعل الأمريكي لإسقاط النظام السياسي في العراق،

 

5- محاولة الربط المباشر للاستهداف الستراتيجي بمشروعية الذرائع، والشروع بالفعل العسكري العدواني بقيادة الولايات المتحدة. ) يمكن اعتبار هذه الفقرة من أكثر فقرات الوثيقة صدقا ودقة ، ولكن الأمر المهم ليس في هذا الباب بل في كيفية الرد على هذه الخطة من قبل النظام ؟ ما هي الإجراءات التي اتخذت والترتيبات المضادة تكتيكيا لخلق حالة من التخلخل في معادلة القوة المائلة لصالح الولايات المتحدة ؟في الحقيقة فإن الوثيقة لا تقول شيئا بهذا الخصوص ،ولكنها تعود إلى مناحة التوقعات السوداوية التي كانت القيادة البعثية قد توصلت إليها . والحقيقية فقد كررنا أن أية عملية للحسم وكسر الميلان في معادلة القوة المختلة في تلك المواجهة ونقلها من مواجهة بين نظام شمولي وقوة إمبريالية كالولايات المتحدة ، تستلزم أولا وقبل كل شيء ، تفكيك الشمولية والدكتاتورية والانفتاح على المجتمع في ثورة سلمية حقيقية تبلغ ذروتها في التخلي الطوعي عن الحكم والاحتكام إلى صندوق الانتخابات ولكن كلاما كهذا قد يغامر المرء وقتذاك فيقوله لجنكيزخان وينجو بجلده ولكن ليس لصدام حسين ونظامه !

 

ثم تخبرنا الوثيقة - و سنورد الفقرات بشيء من الاختزال لطولها - بأن ( القيادة السياسية العراقية قد شخصت في حينه وقبل العدوان الحالات والاحتمالات التالية:

 

• - أن المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية لن تبقى سياسية، بفعل المبادرة ونوعية الأداء السياسي العراقي المقابل في هذه المواجهة، والذي تمثل بالنجاح العراقي بإحداث التباعد الموضوعي بين مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا (الذيلية)، وباقي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

 

• - أن احتمالات المساومة Compromise مع الولايات المتحدة بشكل عام وبغض النظر عن طبيعة الإدارة في البيت الأبيض، هي احتمالات شبه معدومة، وتحققها مرتبط بتبدل الجغرافيا-السياسية في المنطقة والتي رسمت منذ 1917

 

• - أن العجز الرسمي العربي في أحسن الحالات، والتبعية والتآمر في أسوأ الحالات، لم ولن يخدم إمكانية تطوير المواجهة السياسية مع الولايات المتحدة وإيصالها إلى مرحلة المساومة.

 

• - وكذلك فإن الشروع باستنفاذ أدوار أنظمة عربية رئيسية في الخليج سواء بعد التواجد أو الاحتلال العسكري الأمريكي اللاحق لعدوان 1991، أو بعد 11 أيلول 2001 وما تبعه من بروز الدور الإيراني بتكوينه "الإسلامي الخاص" الموظف بما ينسجم والدور المنشود لإيران في المستقبل، على حساب الدور السعودي المستنفذ سياسيا وإسلاميا، بعد اندحار الشيوعية واستنفاذ توظيف الإسلام "التبعي والمستسلم" بحيث أدى ذلك بروز الإسلام "الرافض والمقاوم" من رحم الإسلام التبعي والمستسلم وبما يتعارض مع كينونة وتوجهات النظام السعودي... وكان لإيران ما كان لها، ويمكن أن يكون في المستقبل، من خلال "موقفها الحالي" من الإسلام الرافض والمقاوم لتداعيات الحرب العدوانية الأمريكية في أفغانستان والعراق جارتا إيران.

 

• - لقد دبرت الولايات المتحدة بروز أدوار الصغار في منظومة الخليج العربي والنظام الرسمي العربي في أماكن أخرى من الوطن العربي، بحيث أن لعب الأدوار أصبح مرتبطا بالتبعية التلقائية من اجل ضمان دور النظام المعني أو تجديده أو تطويره لأجل البقاء أو توريث الحكم حتى في الأنظمة غير الملكية

 

• - لقد شخصت القيادة السياسية في العراق أيضا، ومنذ فترة طويلة أعقبت عودة العلاقات الطبيعية مع مصر في منتصف الثمانينيات، عمق الأزمة الموروثة في النظام المصري الحالي من عهد السادات، وعدم تمكن أو رغبة هذا النظام من تجاوزها، وارتهانه الساكن لمنطلقاتها،

 

 

 

• - في الوقت الذي أعملت فيه القيادة السياسية في العراق مبدأ الترابط القومي والموضوعي للصراع العربي الصهيوني المتمثل "حصرا" بنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، مع نضال الشعب العراقي لفك الحصار، كانت الولايات المتحدة تروج لمبدأ الحل المسموح به للقضية الفلسطينية من خلال قبول أنظمة عربية بمشروعية الذرائع بإسقاط النظام السياسي في العراق كمدخل لازم لحل القضية الفلسطينية وذلك تحت غطاء الشرعية الدولية بتطبيق قرارات مجلس الأمن ".

 

خلاصة تشخيصات القيادة البعثية هي إذن : المواجهة مع الولايات المتحدة لن تبقى سياسية ، بمعنى إن الحرب قادمة ، و المساومة بين النظام الصدامي والأمريكان شبه معدومة ، أي إن الحرب على الأبواب ، ثم إن الأنظمة العربية باتت مستنفذة الدور الأمر الذي ينطبق على إيران مع ملاحظة صمت الوثيقة عن تركيا أما النظام المصري فهو في أزمة وهناك لاعبون عرب صغار يتحركون ضمن مدار التبعية وأخيرا الربط بين إسقاط النظام السياسي في العراق كمدخل لحل القضية الفلسطينية من وجهة نظر الاستراتجية الأمريكية . ومرة أخرى يتكرر السؤال ترى ماهي الاستراتيجية التي اعتمدتها هذه القيادة " الماهرة " في فن التشخيص الاستراتيجي ؟ وكيف ردت عمليا على هذه الزوايا والخطوط العريضة المشكِّلة للخطة الميدانية المعادية ؟ هل نجحت في كسر تحالف هنا ، أو عقدت آخر جديد هناك ؟ هل تمكنت من بناء قوة اعتراضية حقيقية على مستوى الإنسان أو المادة التسليحية ؟ لا جواب ، إذ لا شيء من هذا القبيل ! غير أن مَن يكون ماهرا في توجيه الأسئلة دون أن تكون لدية أية فكرة عن الإجابات سينتهي كما انتهى أصحاب الوثيقة نظاما وقيادة وزعيما .

 

 

 

...تصل وثيقة " المنهاج السياسي للمقاومة العراقية " إلى خيارات المقاومة فتطرح للتنفيذ مهمة بناء وتطوير خيارات المقاومة العراقية انطلاقا من عدة مبادئ يمكن تلخيصها في : الحس الوطني ، والانتماء القومي العربي ، والمعين الحضاري الإسلامي ، والممارسات الجهادية والنضالية المتراكمة ، وفهم طبيعة المواجهة ، والتطبيقات الثورية المستنبطة من الواقع ، والاسترشاد بفكر البعث ورسالته ، إضافة ست نقاط إنشائية أخرى من قبيل ( تحليلها ومرجعيتها ورصدها وتشخيصها لأدوار العملاء ومتابعة وتوصيف أدوار الأنظمة العربية سواء في مرحلة ما قبل الاحتلال وما بعده، وكشف مداخلات دول الجوار الأجنبية وترتيبات تعاونها مع الاحتلال وكشف وتحديد انتهازية المصالح الاقتصادية للغير في ظل الاحتلال وتأشير الدور المعطى "للكيان الصهيوني" وتطورات هذا الدور في ظل الاحتلال وتعاون أنظمة عربية ... الخ )

 

والواقع ، وإذا ما غضضنا النظر - مؤقتا - عن محاولة تبعيث المقاومة فكريا ومبدئيا وجعلها مجرد ذيل ملحق بمنظمات الحزب ، وفكر الحزب ،ورسالة الحزب ، فإن محرر المنهاج راح يخلط بين مبادئ لابد من ترتيبها بحسب أولوياتها، وبين مهمات تنفيذية مصاغة بهذا القدر أو ذاك من الملموسية ، مازجا كل ذلك بطرق رسم الاستراتيجية العامة للمقاومة ! ولا نعتقد بأن "المنهاج" بلغ درجة في السوء الأسلوبي والترتيب التنظيري كما بلغها الآن تحديدا . ثم ، وبمجرد أن ينتهي " المنهاج " من حفنة النقاط التي لخصناها فيما سلف ، حتى يعدد لنا مجموعة أخرى من النقاط ، يقدم لها بعبارة تبدو تتمة لحديث سابق ولكنها لا تخفي انحشارها وافتعالها وتقول (وعليه.. فالمقاومة العراقية كحركة تحرير وطنية تؤمن ) لنقرأ مجموعة المبادئ التي تؤمن بها المقاومة ، فنجد إنها مجرد تكرار سبق وأن ورد بعدة صيغ وهذه خلاصة سريعة بالنقاط التي تؤمن بها المقاومة ، إنها تؤمن : باستمرارية المقاومة طالما كان هناك احتلال وبأي صيغة وعلى أي جزء من ارض العراق وبغض النظر عن القرارات الأممية اللاحقة للاحتلال. وبشرعية المقاومة وحقها في العمل العسكري وغيره وبالتعرض القتالي على قوات الاحتلال أفراد ومعدات وتجمعات ومنشئات ومعسكرات ومقرات وهيئات وإدارات وخطوط إمداد ومرافق خدمات ومساندة ومباني محتلة ومراكز أمن مساعدة وغيرها. و بشرعية وواجب التعامل القتالي أيضا مع المتعاملين والعملاء أفرادا وأحزابا وهيئات وغيرها من العناوين والمسميات. و بمنع وعرقلة جهد الاحتلال من التصرف والتمكن والاستغلال، كيفما كان شكله، لثروات ومرافق وممتلكات العراق، وبالطرق والصيغ التي تقتضيها متطلبات تحقيق الهدف عسكرية أو إدارية أو فنية.و بتعميم المقاومة المسلحة على أرض العراق كلها وبفعل ومشاركة العراقيين كلهم، والتأكيد على واجبهم وحقهم المتكافئين في المقاومة وتحرير العراق تحت أي عنوان أو مسمى.و بالعمل على تحقيق تشكيل جيش تحرير العراق كتطوير في عمل المقاومة لتحرير العراق. و بانعدام احتمالات الدعم من قبل الأنظمة العربية كلها و بواجب وحق الجماهير العربية في الانخراط بالمقاومة العراقية المسلحة على قاعدة المسؤولية والحق القوميين وغير المتعارضة مع مسؤولية وحق العراقيين المؤسس على قاعدة الوطنية العراقية.

 

ونود التوقف عند نقطة مهمة ، كما نعتقد ، وردت في سلسلة المبادئ السابقة ، وهي تلك الخاصة بمهمة بناء وتشكيل "جيش تحرير العراق " حيث ينظر "المنهاج" لهذه المهمة كنتاج لتطور عمل المقاومة العراقية . والواقع لا يمكن لنا أن نجزم بحقيقية ما يعنيه محرر المنهاج بهذه المهمة الكبيرة والاستراتيجية ، والتي يمكن أن تقلب الوضع العام برمته وتحشر المحتل وحلفاءه في الزاوية المميتة ، لا يمكن لنا أن نجزم إن كان يُقصد بها – هنا - ما قُصِد بها في سوح تحررية أخرى ! ترى هل يعني "المنهاج " أن هذه المهمة تهدف إلى توحيد عمل الفصائل المساهمة في الفعل المقاوم مع احترام استقلالية كل فصيل ، أم يقصد بها تطبيق أسلوب الجبهة التحررية الموحدة ..؟ إن ورود هذه المهمة الكبيرة في جملة صغيرة ولمرة واحدة وبهذه الصياغة السريعة والمبتسرة لا يجعل القارئ يشعر بالتفاؤل ولا بجدية المنهاج في إيرادها أو تناولها مما يجعلها أقرب إلى زلة اللسان منا إلى عنوان لاستراتيجية متماسكة .

 

يختتم المنهاج بخلاصة مكثفة نفهم منها أن الوثيقة تؤمن بأن ( الأهداف التكتيكية للمقاومة ستعمل لترجيح الهدف الستراتيجي المتمثل بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحدا ووطنا لكل العراقيين. وهي "أي المقاومة" بفعلها المسلح والتعرضي تدخل لاعبا مؤثرا في تعميق المأزق السياسي بفعل الاستحقاقات الانتخابية للرئاسة الأمريكية والانتخابات العامة البريطانية..) وتقوم ركائز ومبررات هذه القناعة على ما يسمه "المنهاج " ( زيف الأهداف المعلنة للحرب وعدم مشروعية الذرائع واستهداف إسقاط النظام السياسي في العراق واحتلاله. و استحالة تطبيق برامج الاحتلال السياسية والاقتصادية والأمنية والأخرى على أرض العراق، وبالتالي عدمية تعميمها في الإقليم والعالم.و تعطيل الأدوار المحتملة لأنظمة عربية متآمرة.وتأزيم الإقليم ومفرداته ومنع تحقيق مصالح الأخريين المجاورين على حساب العراق ووحدته الوطنية، وتعظيم تكلفة مساندتهم للعدوان وتعاملهم مع إفرازاته الداخلية في العراق المستهدفة تفتيت الوحدة الوطنية العراقية على حساب مصالح عرقية ومذهبية وجهوية وفئوية مرتهنة للاحتلال ومرتبطة بوجوده. ) وأخير نودع هذه الوثيقة بالأسطر التالية و التي لها مذاق التعويذة المأساوية أكثر منها رؤية استشرافية لبرنامج سياسي لحركة تحرر وطني في القرن الحادي والعشرين : (وانطلاقا من المنهاج السياسي والستراتيجي تستمر المقاومة الباسلة وتعمم وتخوض صفحات المنازلة ضمن المواجهة المستمرة وتعبر مراحل حرب التحرير الوطنية وتعطي النموذج المنتصر كما فعلت شعوب أخرى في أوقات مختلفة من عمر الإنسانية في صراعها مع قوى الشر والعدوان والاحتلال. )

 

المشكلة المركزية التي تحكم هذه الوثيقة والنصوص الأخرى التي تعرضنا لها بالتحليل ، وتحكم بالتالي الذهنية القيادية البعثية الحالية التي قامت بتحريرها ، هي في الفراق البائن ، والذي لا يخفى على أحد ، بين رغائب البعث الذاتية كحزب وقيادة وبين حقائق الواقع الملموس الذي لا يقبل القفز والتسويف . إن الخلط بين الرغبة الذاتية والهدف الحقيقي المستنبط من الوقائع يؤدي في النهاية إلى إنتاج نصوص إنشائية تدور على نفسها، وتحاول التعويض عن النقص المنهجي وعن الفارق بين الواقع والرغبات بتسطير منظومة من المبادئ العامة المخلوطة بالتوجهات التكتيكية . إن هذه العموميات النقدية لا تكفي لتفسير التناقض القاتل الذي يخترق أوراق البعث من أدناها إلى أقصاها .

 

وسيقول قائل : هل هذا هو الأوان المناسب لنقد برامج ووثائق جهات تشارك في المقاومة وتعيش حالة اشتباك فعلية مع قوات الاحتلال ؟

 

لقد تطرقنا بشيء من الإيجاز إلى هذه الحجة في مناسبات عديدة وبودنا التوقف عندها مرة أخرى بشيء من التفصيل . إن هذه الحجة والتي خلاصتها ( ليس الوقت ملائما لنقد المقاومة أو البعث ، دعونا ننتصر وبعدها خذوا راحتكم في النقد ...)إن هذه الحجة ليست جديدة علينا في خندق معارضة النظام الشمولي بالأمس ، وفي خندق مناهضة الاحتلال اليوم . فحين أصيب النظام الحاكم بالشلل بعد هزيمته في الكويت و"انتصاره " على الشعب العراقي وإغراق انتفاضة ربيع 1991 بالدماء ، وإزاء النقد الذي وجهناه مبكرا للنظام وطالبناه بالقطع مع ماضيه وواقع حاله الشمولي وإعادة السلطة إلى الشعب عندها : وقف في وجوهنا مَن قال هذه الحجة نفسها ( ليس الوقت ملائما للديموقراطية والتعددية ، دعونا نحطم الحصار وبعدها .. إلى آخر المعزوفة إياها ) ومعلوم إن النظام واصل سلوكه التدميري والدكتاتوري فلم يحطم لا حصارا ولا بطيخا ولا هو خرج من المواجهة بماء الوجه أو نجح في بناء حالة سياسية وعسكرية تكون بمثابة المصدّة الحقيقية للعدوان القادم ..! وحدث ما حدث ، وتم احتلال العراق ، ودمرت الدولة العراقية ، وتجري الآن محاولات بطيئة ولكنها مستمرة لبناء نظام سياسي عميل للولايات المتحدة ،فيما ينزلق البلد إلى مشاريع التقسيم الفعلي على الأرض ومشاريع البلقنة أو اللبننة ويسير المجتمع العراقي نحو احتمالات خطيرة من نشوب الحرب الأهلية الطائفية إلى التفتت والانهيار المجتمعي التام ، وانتشار الظواهر السلبية الصحية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية المهلكة . وكل هذا يجري فيما أوراق البعث تكرر الأغاني القديمة ذاتها ، وتنشد المزيد من التمجيد لشخص الدكتاتور السجين ولشخص عزة الدوري أو " الضمير الشرعي للحزب " كما أسمته إحدى الأوراق ، فكيف يمكن السكوت على كل ذلك ؟ وهل يمكن أن تنتصر مقاومة يحولها البعض إلى صنم مقدس غير قابلة للنقد أو المس وهي التي تجيش بالظواهر السلبية ؟ ثم ، إذا لم يأتي النقد المخلص ، والهادف للتصحيح الآن ،والآن وحسب ، فما فائدة النقد الذي سيأتي فيما بعد ، فيما بعد خراب البصرة .. لا سامح الله ؟!

 

لنكن واضحين ، فالاحتمالات التي يمكن أن تحكم سياق الأحداث في العراق اليوم ، وتلك التي تسمح باستشراف آفاق ومستقبل هذا الحزب ، بناء على ما توصلنا له من خلاصات خلال قراءتنا التحليلية هذه ، لا يمكن أن تخرج عن واحد من المسارات المتوقعة التالية :

 

- أن يتحول البعث بقيادته الحالية وسياسياته الصدّامية الراهنة إلى قوة محلية ، وطنية وقومية الشعارات ، وطائفية واقعا وجمهورا ومسارا في مناطق الشمال الغربي الصحراوية ، وسيكون المردود الفعلي وعلى الأرض لأدائه العسكري والسياسي تقسيميا مضرا بالوحدة السياسية والجغرافية العراقية شاء أو أبى .

 

- أن يتم محاصرة الذراع العسكري للبعث وتفكيكه أو تصفيته باستخدام أسلوب السحق الشامل وحمامات الدم التي يتقنها العدو الأمريكي المحتل ضد المدن والبلدات في مناطق الشمال الغربي ومثال ذلك الفلوجة الشهيدة .

 

- أن تنزلق القيادة البعثية أو جزء مهم منها في لعبة المفاوضات المؤدية إلى المشاركة في ما يسمى بالعملية السياسية " الاحتلالية " .

 

أما الاحتمال الذي نتمناه وندعو إليه مع كل الشرفاء المناهضين للاحتلال ونظام المحاصصة الطائفية والعرقية الدائر في الفلك الأمريكي فهو : أن تبرز قوة بعثية ، نقدية ، شجاعة ، وطنية ، جديدة الشكل والمضمون ، على أنقاض التجربة السابقة و الراهنة و تقطع مع طرفين : الأول هو القيادة الصدّامية الحالية ، والثاني هو التيار البعثي الذي التحق أو سيلتحق بالاحتلال ، وستنجح هذه القيادة يقينا ، وإن بصعوبة ، بالتوسع وعقد تحالفات وطنية وثورية لتكون عنصرا من عناصر حركة وطنية ،عراقية، جديدة، مناهضة للاحتلال تتميز بالشمولية والفعلية الأعمق والأخلاقية القتالية العراقية الموروثة والمفعمة بمعنى الشهامة والرحمة والتضحية والعفو عند المقدرة ، واحترام الروح الإنساني و البعيدة كل البعد عن الغدر ، والخيانة ، والقسوة ، والإذلال ، والتهديد ، والابتزاز ، والدموية البهيمية .

 

لقد دمر "البعثُ " العراقَ ثلاث مرات خلال حكم صدام حسين ومجموعته ، وليس مسموحا له أبدا ، ولا ينبغي أن يكون مسموحا له أبدا ، بتدمير المقاومة العراقية من خلال سلوكه الدكتاتوري الدموي ، وتفكيره الشمولي ،وبرامجه وبياناته الهتافية المفعمة بروح عبادة الشخصية ، وتحالفاته الخاطئة وغير المبدئية ، وعلى البعثيين العراقيين الوطنيين قبل غيرهم أن يقوموا بواجبهم نحو المقاومة التي هي أمل الشعب العراقي الوحيد كله فينفذوا "ثورتهم "الخاصة و في داخل بيتهم البعثي ليربحوا المستقبل بعد أن خسروا الماضي و يوشكون على إضاعة الحاضر ...

 

اللهم أشهد .. لقد بلغناهم ، فأعنِ الشرفاء منهم على قول وفعل الحق !

 

هامش "خارج /داخل" الصدد :

 

في مداخلة لي اليوم الثلاثاء 28/2005 على إحدى القنوات الفضائية العربية ، استنكرت وبشدة اغتيال النائب في الجمعية الوطنية "ناقصة الشرعية " الشيخ ضاري علي الفياض وأحد أبنائه ، وهو بالمناسبة رجل مسن اختير لكبر سنه رئيسا لهذه الجمعية في جلستها الأولى ، وقلت ما معناه : أن استهداف النواب المنتخبين بالقتل والاختطاف والاعتداء ، ورغم كل التحفظات التي سجلناها على عملية الانتخابات وعلى الجمعية العامة التي تمخضت عنها هو جريمة فظة وإهانة للشعب العراقي وتحديدا للآلاف من العراقيين الذين انتخبوا هذا النائب أو غيره . ومع ذلك أجدني بحاجة إلى إبداء التوضيح التالي :

 

إن الجمعية العامة المنتخبة بوصفها سلطة تشريعية تختلف تمام الاختلاف عن الحكومة - أية حكومة - بوصفها السلطة التنفيذية ، وحين نرفض استهداف أعضاء السلطة التشريعية فنحن لا نضفي عليها أية شرعية مضافة بل ندعو إلى احترام إرادة الشعب العراقي المعبر عنها في انتخاب هذا النائب أو ذاك طالما لم يخرج عن إطار مهمته التمثيلية التشريعية وطالما دعا ويدعو إلى استقلال العراق الحقيقي وخروج القوات المحتلة . كما إن الدعوة إلى عدم الاستهداف تشمل فحسب أعضاء السلطة التشريعية المحافظين على صفتهم هذه ، أما النواب الذين التحقوا أو سيلتحقون بالحكومة والأجهزة التنفيذية الأخرى ، فهم ، وفقا لأغلب التجارب التحريرية في العالم ( إلا في حالات الاستثناء عند المغالين والمتطرفين كحركة "الدرب الساطع " الماوية في البيرو مثلا ) .. فهم خارج الحصانة النيابية ، ثم إن هناك العشرات من النواب الوطنيين المتمايزين عن (حلفاء الاحتلال الصرحاء ) في داخل هذه الجمعية ، ومن أولئك العشرات وقع ثلاثة وثمانون نائبا ، مؤخرا ، على عريضة تطالب بجدولة انسحاب القوات المحتلة ، ولذلك لا ينبغي خلط المواصفات والمسميات واستسهال سفك الدم العراقي تحت وطأة شهوة القتل التي لا علاقة لها بالثوار المكافحين من أجل التحرر والانعتاق إذ أن هؤلاء أنصار للحياة والحرية وليسوا أدوات للموت والدمار . إن ثقافة القتل العشوائي والعبثي والثأري لأسباب طائفية تكفيرية أو حزبية متعصبة أو عنصرية منتنة ستلحق أفدح الضرر بمعسكر مناهضة الاحتلال العراقي بعامة وبالمقاومة الوطنية والإسلامية العراقية بخاصة والتي تستهدف ، وينبغي لها أن تستهدف قوات الاحتلال ومن يقاتل معها فعلا وحصرا ..

 

هامش أخير : بعد أن انتهينا من هذه السلسة من المقالات حول برامج ووثائق البعث الصدامي ودوره الخطير والتدميري في المقاومة الوطنية والإسلامية نستعد الآن لإكمال وترصين وتوسيع دراسة أخرى ملتهبة حول محور آخر يتناول الفضائح السياسية والمالية والأخلاقية والأمنية ، الموثقة لحلفاء الاحتلال في مجلس الحكم "بحر العلوم " والحكومة الانتقالية " علاوي "والتي تلتها " الجعفري "هؤلاء الذين لا يقلون خطرا على الشعب العراقي من الجيثوم البعثي الصدامي وشكرا وامتنانا لا حدود لهما لمن زودنا بما لديه من وثائق ومعطيات وصور ولمن سيزودنا بأمثالها على العنوان الإلكتروني التالي ، دفاعا عن العراق وشعبه العظيم ،الصابر ، المضحي .

 

 

 

allamialaa@hotmail.com

 

 

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...
Guest mustefser

داخلة ممثل التيار الوطني الديموقراطي في ندوة بيروت " مستقبل العراق "

 

كتابات - علاء اللامي

 

توضيح : شاركتُ في ندوة بيروت حول مستقبل العراق وموضوع تشكيل جبهة وطنية للقوى المناهضة للاحتلال تلبية لدعوة وجهتها الجهة المنظمة وتنفيذا لتكليف زملائي في قيادة التيار . ولأسباب إجرائية تتعلق بظروف الحجز فقد وصلت متأخرا ولم أشارك في أشغال الندوة في يوميها الأول والثاني .. كانت الندوة في قسمها الأول والذي حددت له ثلاثة أيام من حيث المبدأ مخصصة لأغراض بحثية فيما خصص اليوم الأخير أضيف له فيما بعد نصف يوم من اليوم الثالث لموضوع مناقشة إمكانية تشكيل جبهة وطنية شاملة للقوى المذكورة .

 

ولأننا في التيار الديموقراطي ،شأننا شأن أغلب القوى التي شاركت ، لم نكن نعلم شيئا عن الأطراف المشاركة ولا عن تفاصيل التحضيرات والأوراق البرنامجية المعدة لها فقد قررنا المشاركة بصفة مراقب في أشغال القسم الثاني من الندوة الذي تقرر أن يكون بصفة تمثيلية بعكس القسم الأول المتعلق بالأبحاث العلمية والنظرية التي تقرر أن يكون بصفة شخصية .

 

في الجلسات البحثية التي أتيحت لي المشاركة فيها قدمت مداخلتين قصيرتين إلى جانب عددا من الزملاء المشاركين وتحديدا في مناقشة تقرير لجنة " إعادة الإعمار " جوهرها التساؤل عن إمكانية استرجاع مبالغ التعويضات والأموال العراقية التي سرقت تحت يافطة إعادة الإعمار لصالح الشعب العراقي وعن إمكانية مقاضاة المحتلين دوليا عن جريمة السرقة تلك و مداخلة في لجنة " القضية الكردية " لتبيان الفرق بين الفيدرالية والكونفدرالية .

 

كانت تنيك المداخلتين شخصيتين كما أسلفت ، أما المداخلة السياسية فقد أدليت بها في الجلسة الأولى التي عقدت في النصف الثاني من نهار اليوم الثالث وكانت رئاسة الجلسة للدكتور وميض نظمي يساعده في الإدارة منذر الأعظمي كما دعت إدارة الجلسة باقر إبراهيم إلى المنصة ليقرأ على المشاركين ورقة سياسية أعدها هو لتكون أرضية للنقاش .

 

بعد قراءة الورقة أدلى بعض المشاركين بمداخلات عامة وفضفاضة دون أن يعرّفوا بأسمائهم أو الجهات التي يمثلونها مع أن المشاركة في تلك الجلسة كانت بصفة تمثيلية للقوى وليست شخصية بحجة قيلت هو أن بعض الأخوة القادمين من الداخل لا يمكنهم التصريح بالجهات التي يمثلونها لأسباب أمنية . وبعد عدة مداخلات لعدد من الأخوة طلبت الكلام وأدليت بالمداخلة المرتجلة التالية .. وللأمانة فقد اعتمدت في كتابة هذا النص بشكل رئيسي على ورقة تضم رؤوس أقلام كتبتها في حينها وعلى الذاكرة ، علما بأن أحدا ليس بوسعه المزايدة أو التحوير أو التكذيب لسبب بسيط وقاطع وهو أن جميع جلسات الندوة كان يتم تسجيلها بالصورة الصوت بواسطة كاميرة الفيديو من قبل مصور في وسط القاعة .. وعذرا سلفا إن اشتطت الذاكرة أو اضطرب أداؤها فسبحان الكامل المنزه عن السهو والغلط والنسيان . ملاحظة أخرى هي إنني لم أتطرق لموضوع مشاركة البعثيين الصادمين لأنهم لم يكونوا قد أعلنوا عن وجودهم بعد في الندوة وحين أعلنوا ذلك فضلت الأخذ بمبدأ المقاطعة والانسحاب من الجلسة الأمر الذي فعله زميلي ممثل الخط الصدري قبلي بثوانٍ قليلة .

 

معلومات عامة :

 

-وجهت الدعوات ، كما قالت الجهة المنظمة إلى حاولي مائتي مشارك . وتشير الكراسة النهائية لأسماء وعناوين المشاركين التي بحوزتنا إلى مشاركة 108 مشارك ومشاركة ومن بينهم بضع سيدات .

 

- حمل البيان الختامي للندوة والذي نشر في جريدة "السفير " البيروتية تواقيع خمسين مشارك وقد ذكر أحد الزملاء المشاركين الذين شاهدوا القائمة بأن العدد الموجود فعلا لا يتجاوز خمسة وعشرين توقيعا ..

 

- وقد أصدر ممثل التيار الصدري الشيخ حسن الزركاني تكذيبا نفى فيه أن يكون قد وقع على البيان وقد ذهب إلى الجهة المنظمة بعد انتهاء أشغال الندوة وطالبهم بتفسير لما حدث ، ولماذا زجوا باسمه في قائمة الموقعين ، فعرضوا عليه قائمة الموقعين وقالوا له : اسمك غير موجود فيها يا شيخ ولكن يبدو إنه نزل سهوا !!

 

- ( المعروف والشائع هو إن الأسماء تسقط سهوا أما أن تنزل سهوا فهذا من مبتكرات ندوة بيروت / العراقية !)

 

- كما نفت عدة شخصيات أخرى من بينها الدكتور علي الأعسم والأستاذ صباح جواد والأستاذ سامي الرمضاني أعضاء لجنة " ديموقراطيون عراقيون ضد الاحتلال " أن تكون قد وقعت على ذلك البيان الختامي بل أكدوا إنهم قالوا للمنظمين إنهم يرفضون هذا البيان رفضا تاما لأنه أسوأ من النسخة الأصلية .

 

- ونترك التعليق على هذا النوع من التصرفات السياسية للقارئ .

 

- كما رفض الشيخ هادي الخالصي التوقيع على البيان الختامي وهو لم يحضر أية جلسة من جلسات المؤتمر التي حضرناها بما فيها الجلسة الختامية وكان لنا حوار جانبي معه سيرد ذكره في الريبورتاج الصحافي الذي سننشره قريبا حول الموضوع .علما بأن شقيقه الشيخ جواد الخالصي و الذي يحمل صفة رئيس المؤتمر التأسيسي هو – أي المؤتمر التأسيسي - صاحب فكرة هذه الدعوة لعقد الندوة كما ذكر السيد وميض عمر نظمي نائب رئيس المؤتمر المذكور في الندوة ذاتها وفي لقاء تلفزي مع قناة أي أن بي بعد الندوة مساء الثلاثاء 2/8/2005 في برنامج " حوار حول قضية عراقية "الذي يعده ويقدمه الأستاذ ماجد السامرائي ..

 

- أدناه النص التقريبي للمداخلة التي قدمها كاتب السطور ممثلا رسميا للتيار الوطني الديموقراطي العراقي :

 

 

 

- أشكر الأستاذ رئيس الجلسة لإتاحته الفرصة لي لتقديم هذه المداخلة المرتجلة .. وأود أن أبدأ بملاحظة تقنية أو عملية ، فالأصول المعتمدة في هذا النوع من الاجتماعات والمؤتمرات السياسية تقتضي أن يقدم المتداخل أو المتحدث نفسه ويعرف بنفسه و بالجهة التي يمثلها ثم يقدم مداخلته ، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن ..ولهذا سأطبق هذه القاعدة بادئا بنفسي فأقول : أنا تلميذكم علاء اللامي .. المسؤول الإعلامي في التيار الوطني الديموقراطي العراقي .. والتيار هو أقرب إلى تجمع سياسي للمستقلين يحمل برنامجا سياسيا يلخصه شعار " العمل من أجل قيام المؤتمر التأسيسي الوطني المستقل تمام الاستقلال عن الاحتلال والممثل لأوسع شرائح المجتمع العراقي على أساس توافقي وليس على أساس المحاصصات الطائفية والعرقية والحزبية ..لقد انطلقنا في تبنينا لهذا الشعار من التجربة التاريخية لشعوب العالم : فحين تنهار دولة بفعل غزو خارجي أو كارثة طبيعية تعود السيادة الوطنية إلى السكان الطبيعيين في تلك الدولة وهؤلاء السكان ينتخبون أو يتوافقون على ممثلين لهم في هيئات أعلى تتجمع في ما سميناه المؤتمر التأسيسي .. بمعنى إن المؤتمر التأسيسي الذي أطلقنا فكرته واسمه ودعونا وندعو إلى قيامه ليس جبهة أو تحالفا بين أحزاب وقوى سياسية بل هو أشبه بالبرلمان الشعبي الاستقلالي الذي أوجبته ظروف استثنائية .

 

لقد تلقينا شاكرين دعوة مركز الوحدة العربية للمشاركة في هذه الندوة وقد قرر زملائي في التيار أن تكون مشاركتنا بصفة مراقب .. وقد يتساءل ساءل لماذا مراقب فأقول :

 

حضورنا بصفة مراقب مبعثه عدة أسباب منها : إننا نجهل هوية وأسماء الأطراف المشاركة في هذه الندوة وماهية برامجها السياسية ، وإنها - أي الندوة - تقررت وخطط لها دون تنسيق وتخطيط مشترك مسبق مع ذوي العلاقة وثالثا هو إننا بصراحة لسنا مقتنعين بشعار قيام الجبهة الوطنية الشاملة ودعوني أتساءل واعذروني لصراحتي التي قد تستفز البعض : أية جبهة هذه التي يراد لها أن تقوم بين جهات لا تستطيع أن تعلن حتى عن أسمائها وصفات ممثليها أو أسماء الأطراف المشاركة فيها ؟

 

ومن ناحية أخرى فقد شكلت في داخل بلادنا العديد من الجبهات والتحالفات ومجالس الأحزاب وكلها تلاشت .. كلها اندثرت أو تحولت إلى أسماء وعناوين لا وزن لها فما هي الضمانات أو الموجبات التي ستجعل مصير الجبهة التي تنوون إقامتها مختلفا عن تلك المشاريع الجبهوية ؟

 

موضوع آخر أود التوقف عنده .. لقد تحدث بعض الحاضرين عن موضوعة إن هذا الطرف أو ذاك هو الممثل الشرعي للشعب العراقي ، وأعتقد إن موقفنا في التيار الوطني الديموقراطي من المقاومة العراقية الباسلة معروف جدا ، فنحن نؤيد ونساند ودون تردد أو تحفظ هذه المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية وكنا أول من بشَّر بولادتها في وسائل الإعلام الفضائية وغيرها بعد أيام قليلة من احتلال العاصمة الحبيبة بغداد ، وكل هذا موثق ،حتى إن البعض سخر منا حينها في وسائل الإعلام واتهمنا بالمبالغة ..

 

كما إننا نفرق بينها كمقاومة وطنية تستهدف المحتلين ومن يقاتل معهم وبين الأعمال الإرهابية الشنيعة التي ترتكب باسمها أو تلصق بها. غير إن لنا موقفا مختلفا من موضوع التمثيل الشرعي للشعب العراقي فنحن نعتقد إن هذا الشعار مات سياسيا منذ عقود وهو جاء وتكرس في ظروف تاريخية مختلفة في تجارب مختلفة ..دعوني أذكركم بأن تكريس منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني جاء في خضم صراع ضار بين المنظمة التي هي تحالف جبهوي عريض لجميع القوى الفلسطينية المقاتلة وبين الحكم الأردني الذي كان يحاول الاستحواذ على هذا التمثيل فكان أن أيدت الأنظمة العربية في مؤتمر الرباط منظمة التحرير واعتبرتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، فأين نحن من تلك الظروف واللوحة السياسية ؟

 

هناك أسئلة مهمة يجب أن تطرح أو أن نطرحها على أنفسنا بهذا الخصوص : مثلا.. كيف سيكون موقفنا من الجمعية العامة المنتخبة رغم جميع تحفظاتنا على ظروف إجرائها والأطراف التي شاركت فيها .. هناك حقيقة هي أن ثمانية ملايين عراقي وعراقية شاركوا فيها ، وهناك ثلاثة وثمانين نائبا من هذه الجمعية ذاتها وقعوا على عريضة سياسية قبل أيام قليلة تطالب برحيل الاحتلال .. فهل نشطب على هؤلاء جميعا ونعتبرهم عملاء للاحتلال ؟

 

شيء من هذا القبيل يمكن أن يقال عن كيفية التعامل مع جزء عزيز من شعبنا العراقي هو الشعب الكردي .. كيف يمكن لنا أن نربح ونكسب أجزاء مهمة من هذا الشعب للخيار الاستقلالي ؟ هل يجوز لنا أن نغمط حقوق الكرد المشروعة وحقوق عراقيين آخرين من أبناء الأقليات بعد الممارسات الدموية التي ارتكبها النظام المطاح به بحقهم ؟ وبالمناسبة أيضا ما الموقف الذي يجب أن نتخذه من الماضي القمعي والدموي للنظام السابق ذلك الماضي الذي مازال يخيف ويرعب الناس في بلادنا ؟

 

شيء آخر يمكن أن نتوقف عنده مفكرين : نحن عرب العراق لدينا الحق كل الحق في نقد ومهاجمة من يزعمون تمثيلنا من أمثال الجعفري والياور ، ولكن هل من حقنا أن نصادر حق الأكراد ونصبح نحن الناطقين باسمهم أم إن علينا أن نساعدهم بحكمة على أن يفعلوا ما يساعدهم على الخروج من هذه الحالة السياسية التي يعيشونها وكأنهم مختطفون من قبل قوى قاهرة ؟

 

بالعودة إلى موضوع الجبهة الوطنية ، أكرر بأننا نرى أن هذا الهدف حين يطرح بالشكل الذي طرح فيه لن يكون له أيما أفق ولهذا فنحن نقترح عليكم شعارا أكثر واقعية وعملية وهو ضرورة تشكيل لجنة للمتابعة وتنسيق العمل الوطني يكون هدفها الرئيسي هو العمل من أجل تنسيق النشاطات من أجل إقامة المؤتمر التأسيسي وشكرا لكم .

 

 

 

انتهت المداخلة ، وبعدها مباشرة تساءل رئيس الجلسة الأستاذ وميض نظمي وبطريقة لا تخلو من الافتعال - مع شديد احترامي للأستاذ وميض الذي أبدى تواضعا وصبرا ومثابرة لا حدود لهما خلال إدارته للجلسات - إنْ كان الدكتور حسن هاشم لديه مداخلة أو إنه طلب الكلام .. ولما كنت لا أعرف هذا الشخص فقد بقيت جالسا في مقعدي ولكنني لاحظت إن الشيخ حسن الزركاني ممثل الخط الصدري الذي كان يجلس قبالتي والى جوار ذلك الشخص الصدامي ( فخريطة الجلسة مرتبة حسب الحروف الأبجدية وكلاهما اسمه حسن ، نهض حسن الزركاني وعلى وجهه ملامح عدم الارتياح والانزعاج .. وحين بدأ حسن هاشم الدليمي كلمته بتوجيه التحية للجالسين باسم القيادة القطرية لحزب البعث الاشتراكي بادرت إلى تجميع أوراقي والانسحاب فورا ..

 

لحقت بالشيخ الزركاني فوجدته في حوار مع شخص آخر في سلالم الفندق المؤدية إلى البهو فقلت له بأنني سأنتظره هناك ، وهناك اتفقنا و بعد مناقشة سريعة لما حدث على الانسحاب فغادرت أنا الفندق وبقي هو بانتظار بعض الأصدقاء ...

 

في الجلسة التالية علمت بأنه استجاب لطلبات ودعوات ملحة من قبل بعض المشاركين بالعودة إلى الجلسة والرد على ممثل البعث الصدامي وهو ما فعله وقد نشر الأخوة في المكتب الإعلامي في تيارنا خبرا على موقع "العراق للجميع " مفاده أن ممثل التيار الوطني الديموقراطي والخط الصدري قد انسحبا من الندوة ثم عادوا و نشروا توضيحا مفاده أن المندوبَين قاطعا كلمة ممثل البعث الصدامي ولم ينسحبا من الندوة نهائيا .. وبالمناسبة فالمقاطعة والانسحاب والتصويت بالرفض أو بالورقة البيضاء أو رفض التوقيع ، هذه كلها أساليب وممارسات ديموقراطية معترف بها في مؤتمرات كهذه أو في هيئات تشريعية منتخبة وغير منتخبة ، أقول هذه الملاحظة لمن يعتقدون بأن "التصفيق والردح " لصالح مَن يستحوذ على المنصة هو الأسلوب "الديموقراطي" الوحيد الذي يعرفونه أو يعترفون به . المؤسف جدا هو أن خلو تجربتنا السياسية العراقية من ثقافة التعامل الديموقراطي السلمي في التعبير عن الرفض والامتناع والموافقة جعلت بعض الذين شاركوا أو علقوا عن بعد على هذه الفعالية السياسية ( منهم كتاب متوازنون نحترم محاولاتهم لتمييز أنفسهم عن الصداميين ) جعلتهم يصعدون بتصورهم القاصر والفقير عن "الديموقراطية " إلى الذروة المثيرة للاستغراب . لقد رفض أحد هؤلاء الكتاب أن يصدق أن ثمة من يجرؤ على مقاطعة الخطيب الصدامي وينسحب فكذَّب الخبر جملة وتفصيلا و دبج مقالة يعلن فيها أن اللامي وغيره لم يقاطعوا ولم ينسحبوا من الندوة حين ألقى ممثل الصداميين كلمته .. هكذا بكل صفاقة وعدم احترام لكاميرة الفيديو التي لا تعرف الكذب والنفاق !

 

غدا سننشر مداخلة حسن هاشم الدليمي عملا بحرية الرأي وتنوير الرأي العام وبعد ذلك مباشرة ننشر النص الكامل لمداخلة الشيخ الزركاني !

 

كما ندعو الزملاء المشاركين في الندوة والذين قدموا مداخلات متميزة ومهمة كالأستاذين صباح علي الشاهر و سامي الرمضاني وغيرهما إلى موافاتنا بمداخلاتهم أو بنبذة عنها لنشرها إن كانوا يرغبون في ذلك وشكرا لهم سلفا .

Link to comment
Share on other sites

Guest Mustefser

بيان توضيح لموقف التيار الصدر في مؤتمر بيروت ( ندوة مستقبل العراق) صادر عن مكتب العلاقات الخارجية لمكتب الشهيد الصدر (قدس)

 

 

 

شارك الشيخ حسن الزركاني مسؤول العلاقات الخارجية لمكتب السيد الشهيد الصدر (قدس) ممثل التيار الصدري في ندوة مستقبل العراق المنعقدة في بيروت من الفترة 25-28/7/2005م بدعوة من مركز دراسات وبحوث الوحدة العربية وقد شارك في الندوة العديد من القوى والفعاليات السياسية والاسلامية والقومية واليسارية وانقسمت اعمال الندوة الى شقين :

 

الشق الاول استمر ليومين ونصف تم فيها مناقشة مسودة دستور لمرحلة ما بعد التحرير وقانون الاحزاب والقضية الكردية واعادة اعمار ....الخ من الدراسات الاكادمية التي تعين اي حكومة وطنية تأتي بعد الاحتلال لتحكم في فترة التحرير وقد ساهم في اعداد ومناقشة هذه الدراسات العديد من الاساتذه والخبراء السياسيين وكان فيها ممثل بصفته الشخصية وقد ادار هذه الجلسات الدكتور خير الدين حسيب وقد اقيمت عدة لجان لمناقشة الدستور واعادة تشكيل الجيش العراقي والسياسة النفطية واعادة الاعماروقانون الاحزاب ومستقبل الاعلام ولجان اخرى.

 

الشق الثاني: وفي اليوم الثالث والرابع من المؤتمر ابتداءا من جلسة ما بعد الظهر في اليوم الثالث انتقلنا الى الحوار المباشر فيما بين الاطراف السياسية المشتركة الرافظة للاحتلال وصاحبة مشروع المقاومة بكافة اشكالها المشروعة (سلما وحربا) للاعداد لعمل جبهوي يوحد قوى المقاومة والممانعة والرفض للاحتلال وينظم عملها باتجاه الهدف المنشود لتساهم في تعجيل انهاء معاناة الشعب العراقي المظلوم والاستعداد لمرحلة ما بعد التحرير .

 

والفارق هنا عن الشق الاول من المؤتمر ان التمثيل في الشق الثاني ليس بالصفة الشخصية بل بالصفة التمثيلية للحركات والاحزاب والتيارات والمنظمات, وفي اثناء الحوار طرحت فكرة المصالحة الوطنية لجميع الفراقاء السياسين في العراق فرفضها البعض وايدها البعض الاخر،فقد وصف المعارضون للمصالحة ان الحالة في العراق لا تحتاج الى مصالحة فلا توجد حالة خصام حتى نتصالح، ورأى المؤيدون للمصالحة ان الحاجة للمصالحة ملحة واستدل على وجود اعضاء في المؤتمر متخاصمين منذ عدة عقود ، وطرح الدكتور وميض نضمي مدير هذه الجلسة فكرة ان حمل السلاح من قبل اي جهة وممارسة المقاومة ضد الاحتلال يكون بمثابة طي لمرحلة الماضي بكل اثارها السلبية وان هذا الدور برائيه يجُب ما قبله من الجرائم والاخطاء المرتكبة من قبل البعض.

 

بعدها شارك احد الاعضاء المتواجدين في المؤتمر بكلمة ومداخلة بخصوص العمل لتشكيل الجبهة الوطنية وذلك بالنيابة عن حزب البعث العراقي فقاطع الشيخ الزرگاني المؤتمر وانسحب من القاعة، ولكن القوى والفصائل والحركات والكثير من الشخصيات المشاركة في المؤتمر طالبوا وبالحاح من سماحة الشيخ حسن الزرگاني ان يرد ويبين موقف التيار الصدري مما طرح لانهم سيرتبون مواقفهم بناءا على موقف التيار الصدري فصار لابد من عودة الشيخ لطرح رأيه بصارحة وشجاعة كافية كي لاتبقى النهايات مفتوحة ولا يبقى مجال لمتقول ان يحلل بالطريقة التي تحلو له واليكم نص المداخلة الارتجالية التي القاها الشيخ في الموتمر :

 

 

 

مداخلة الشيخ حسن الزركاني في جلسة مستلزمات اقامة الجبهة الوطنية في يوم 27/7

 

 

 

أولا: اشكر الأخوة المشاركين المطالبين بإلحاح على أبداء التيار الصدري رأيه مما يطرح ، واشكر رئيس الجلسة والإخوة المستمعين على إتاحة المجال.

 

ثانيا: حرصت أن أميل في اغلب الحوارات على قلة المشاركة والصمت وأحيانا لان أجواء الندوة تسير باتجاهين محرجين لي : الأول أما أن أكون مقاوما وأرضى بالبعث كشريك في المقاومة جملة وتفصيلا. والثاني:ان ارفض فأكون مصطفا مع الاحتلال. وهذه الإشكالية أحرجتنا فان السياقات التي سار عليها المؤتمر هي التي حجبتني بعض الشيء عن إبداء رأيي.

 

ثالثا: دار حديث كثير عن قضية من هو الممثل الشرعي للشعب، فقال البعض (المقاومة هي الممثل الوحيد للشعب العراقي)، ونحن من جهتنا ويعلم الجميع ذلك بأننا اصدق مصاديق المقاومة الوطنية ضد الاحتلال حيث قاومنا بعناويننا وبأسمائنا وبوجوهنا المكشوفة وبمشروعنا التحرري. وقال سماحة السيد الصدر علانية (إن عدوي بوش) ومع ذلك نحن لا ندعي إننا الممثل الشرعي والوحيد للشعب، فنحن هنا كمؤتمرين لا نستطيع إن نفرض على الشعب من يمثله، فهذا حق الشعب وعلى الشعب أن يختار من يمثله. فنحن التزمنا موقفنا وخياراتنا ونترك حرية الاختيار للشعب أن يختار ممثليه، فلا بد أن لا نغمط الشعب حقه في هذا المجال.

 

رابعا: اسمع كلاما كثيرا عمن يقول أن رفع السلاح ضد الاحتلال ( يجُبُ ما قبله ) ويغسل كل الذنوب السابقة، وأنا أقول إن هذا الكلام ليس تاما والحكم ليس حكمي بل حكم رسول الله (ص) حينما شاهد بعض الصحابة يبخبخون لأحد الشهداء من المسلمين ويقولون له هنيئا لك الجنة، فنهاهم رسول الله (ص) وقال لقد قاتل من اجل حسبه ونسبه وفي رواية أخرى كي يقال عنه شجاع وقد قيل فلا اجر له عند الله، وعليه فليس كل من حمل السلاح في العراق هو قاصد طرد الاحتلال عن بلاده فالنوايا مختلفة. فهناك من هو خالص مخلص، وهناك من قاتل من اجل الغنائم المسماة حاليا ب(الحواسم)، وهناك من قاتل تباكيا على سلطة مفقودة، وهناك من يستفيد من هذا الوضع المضطرب لتحقيق مكاسب سياسية وغيرها، وهناك من يحمل فكرة التقسيم وكلهم يحملون السلاح، وأنا لا أستطيع أن أتعامل مع نواياهم فهذه يعلمها الله، ولكن على كل من أساء للعراق والعراقيين أن يقوم بخطوات عملية ويقدم القرابين الكافية للشعب العراقي حتى تكون هناك إمكانية للعودة إلى حضيرة الشرفاء والوطنيين ولا يكفي ان ترفع احدهم السلاح ليغسل ما سبق من الجرائم والذنوب.

 

خامسا: نحن في التيار الصدري حينما نشخص هذا التشخيص ونوضح اكثر فيما سيأتي لا أظن إن الإخوة الحاضرين يشكون في ان التيار الصدري حالة وطنية خالصة أثبتت وتحاول إن تستمر على وسطيتها وقربها من كل الإطراف. ونضالهم مع إخوانهم التركمان في كركوك، مما يدل على أنهم فوق القضية القومية وحينها صرحت في كركوك بأننا سنكون مع الأكراد إذا ما تعرضوا لضغط من التركمان، اي اننا مع الجميع بغض النظر عن القومية ونحن مع الجميع بغض النظر عن الطائفية والاثنية حينما قاتل إخوانكم من التيار الصدري وسالت دمائهم على ثرى الفلوجة. وهذا الكلام بلا منة بل واجب وطني مقدس استجابة من السيد مقتدى الصدر لنداء وطلب إخوانه من وفد وجهاء وشيوخ وعلماء دين الفلوجة الذين أخذتهم شخصيا لجناب السيد قبل بدء المعارك في النجف. وتعلمون حجم الضرائب التي دفعناها نتيجة لمواقفنا المبدأية التي أشرت إليها. وعليه فنحن حينما نشخص خلالا ما غير نابع من خلفية ضيقة بل خلفية وطنية بحتة تراعي دين الله ووحدة العراقيين. وكما لاحظتم من خلال مداخلات إخوانكم في الندوات حينما يُصنف الحضور يقولون نحن هنا يساريون وقوميون وإسلاميون وتيار صدري وكأنهم من غير ان يشعروا لا يستطيعون تصنيف التيار الصدري على جهة معينة، وان كنا إسلاميين في عقيدتنا ومسيرتنا ولكن نهجنا الوطني والوسطي هو الذي جعل للتيار خصوصية خاصة.

 

وعليه فان الجبهة المنشودة والتي يسعى كل المشاركين للوصول إليها تبقى الخطوات متلكئة باتجاهها لأني أرى أن المؤتمر يسير بطريق ويدور حول محور البعث ومحاولة أيجاد الطريقة الانسيابية لعودته إلى الوطن والساحة السياسية، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة وتريث، فعلى الرغم من البيان الذي ألقاه الدكتور حسن هاشم ممثل حزب البعث والذي أبدى فيه إمكانية النقاش مع كوادر حزبه لإعادة كشف الحساب ومناقشة أخطاء الماضي بطريقة النقد الذاتي كخطوة في طريق المصالحة، ولكننا في التيار الصدري نحن الذين حرصنا على المشاركة على الرغم من تحفظاتنا على وجود حزب البعث، ولكن رغبتنا الوطنية في أن نبقى صمام أمان وضمانة وطنية للشعب العراقي، وكما بينت سلفا. واستشهد بقضية الوساطة بين هيئة علماء المسلمين وفيلق بدر فلو لم يكن التيار الصدري بهذه الحالة الوطنية الوسطية لما استطاع احد ان يطفئ شرارة الحرب الأهلية التي انطلقت، ولو لم يكن للتيار الصدري حسنة الا هذه الوساطة فهي باعتقادي أهم واكبر وأروع من أي نضال أخر قام به التيار بعد احتلال العراق. وكل الإطراف قد رضيت بوساطة السيد لعلمهم بحرصه وعلمهم بوطنيته وعدم وجود الحالة الانتهازية لدى السيد والتيار. اذا من هنا كان حضورنا المؤتمر استجابة لدعوة إخواننا المشاركين واللجنة المشرفة على المؤتمر.

 

ومن هنا فانا أقول نيابة عن التيار الصدري بأننا نصنف البعثيين إلى عدة أصناف:

 

1. صنف مجبور ومرغم ولم يصدر منه ضرر على المجتمع بشكل ملحوظ وهؤلاء مازالوا في بيوتهم ومناطقهم ونفس البيئة التي عاشوا فيها.

 

2. صنف أخر وبحسب ما صنفه بعض البعثيين الموجودين في المؤتمر، وهم ( حثالة البعثيين) الذين يعملون مع المحتل من أول دخوله للبلد.

 

3. صنف نهب أموال الدولة وملء أرصدته وهرب.

 

4. صنف تلطخت أيديهم بدماء العراقيين.

 

وهؤلاء جميعا يُصنفون بعثيين إضافة إلى من تصفونهم بالمناضلين ضد الاحتلال ويحملون السلاح.... وهنا نحن لا نستطيع التمييز بين هذه الأطراف ألا من خلال المواقف والقرابين التي يجب أن يدفعها البعثيون الآخرون قربنا للشعب العراقي الذي ما زال يلعق دماء الجروح التي ألحقها به البعث وصدام والصداميون.

 

ونرى ان قضية كشف الحساب وان كانت خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها جرعة غير كافية في هذه المرحلة، بل لابد من إعلان البراءة عن صدام وأزلامه المطالبة بمحاكمته كي تكون هذه الخطوة دافعا كبيرا لتبرئة البعثيين الآخرين الذين يريدون أن يستمروا بالعمل الوطني مع باقي الفرقاء السياسيين.

 

وبخلافه لا أظنني أستطيع الاستمرار مع جبهة يكون احد أطرافها من يدين بالولاء لنظام مجرم الحق بالشعب اكبر النكبات ولست بحاجة إلى تفصيل.

 

ونحن في التيار الصدري لا نرى لنا هما ألان إلا العدو المشترك وهو المحتل الأجنبي الذي نريد خروجه بأسرع وقت لأنه آس البلاء لمجتمعنا المظلوم لعدة عقود، كما إننا نؤكد على ضرورة استمرار الحوار الوطني بكل أشكاله لان الحوار هو السبيل الوحيد الذي يتكفل لنا جميعا ديمومة المقاومة والوصول إلى التحرير وتنظيم عراق ما بعد التحرير.

 

 

 

الشيخ حسن الزرگاني

Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...
Guest Mustfser

كراج النهضة

GMT 7:00:00 2005 الجمعة 19 أغسطس

. علي شايع

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

ويسألونك عن كراج النهضة..

فقل: هو مرآب لسيارات النقل العام في بغداد كبير، بالأمس انفجر الحقد التكفيري فيه..

بالأمس، الأرض مدّت وألقت ما فيها وتخلّت.. حتى سال دم جنوبي ليختلط بآخر شمالي.. وكان العراق كلّه هدف الانفجار ذاك، حيث يلتئم المسافر محتشدا بالآخرين، كلّ إلى جهته..

بالأمس مكان استودع ابن زريق البغدادي قمره الطالع من فلك الأزرار، ومن بين أجنحة حمامات كان الجواهري قد رأى لواذهن بين ماء دجلة وطينها..

بالأمس الأرض مدّت.. وألقت ما فيها.. وتخلّت.. مكانَ غنى الشاعر ملتاعاً الى بغداد:

 

فقد طفتُ في شرق البلاد وغربها وسيرتُ رحلي بينها وركابيا

فلم أرَ فيها مثل بغداد منزلاً ولم أرَ فيها مثل دجلة واديا

 

هو إذن كراج النهضة البسيط، فليس لدينا مطارات تربط شرق البلاد بغربها، أو تصل عالما بآخر مثلما يدّعى عن مطار هيثرو، ولا محطات لقطارات تشابه ما أراه ملتاعاً، هنا، في هولندا حيث فاق عدد قطاراتها الألف قطار، وعلى سكك تصل إلى خمسين ألف كيلو مترفي مساحة بلاد تفوقها بقليل مساحة مدينة السماوة العراقية التي كانت تعسكر فيها القوات الهولندية..

تذكرتها وتذكرت"الريل"؛ ذلك القطار الليلي المارّ في أغنية جنوبية على سكة وضعها الإنكليز قديما، ليسرق نصفها الشمالي القائد الضرورة!، وقت صارت سقوفاً لملاجئ حربه مع إيران.. تركها في أرضهم، عائدا إلى اتفاقية الجزائر بوهم نصر عروبي كبدنا فيه غالي الأرواح ومليارات الدولارات..

سأنسى كلّ الخسائر تلك لأتذكّر أكوام الحديد والخرسانة الباقية في إيران!!.. قرب طائرات هرّبها الطاغية إليهم / الى الصدأ خوفا من القصف في الحرب الأخيرة..

أقول لازلنا في العراق نستقل باصات النقل العتيقة في كل جهات العراق لنصل متهالكين برداً في الشتاء، وحراً في الصيف.. في مناخ تطرّف دهره علينا..

 

ويسألونك عن كراج النهضة.. لم تكتب عنه، قل؛هو فقير كرواده والعابرين منه، فقير تشم فيه بؤس الوافدين من الجهات الأربع.. بالأمس، وبسبب تفجير تكفيري، اختلطت خطى العابرين دماً فيه، امتزجت بسواد العراق كلّه، لحظة لم تفرّق القنابل بينهم، فكما يرأب هذا المرآب الجهات كلها بألوان من فيه، يجمعهم عرباً وأكراداً، وآشوريين... و.. و.. تقاسموا موتاً لم تتغير خرائطه مذ ترجل ملك تلك الجهات الأربع عن عجلة معاركه في تلك الوهدات على مشارف دجلة..

ومذ صاح القرشي؛ إنما هذا السواد بستان لقريش....

بالأمس مرّ اسم هذا الكراج في إعلام العالم، صار مشهوراً، ولكن إلى م يشهرنا الموت؟..

بالأمس.. تجاوز عدد قتلانا ضحايا تفجيرات منتجع شرم الشيخ المصري، يوم هبّت الجامعة العربية مستنكرة لتعلن وقفتها مع مصر وإصرارها على أن تكون القمة العربية القادمة في شرم الشيخ..

فمن لنا بمؤتمر للفقراء والمنسيين في كراج النهضة؟..

لنا أن نسأل ولا ننتظر إجابة، هكذا منذ وقت طويل، نسأل ونستغرب من تواتر الزمان علينا، ومن بساطة أمهات لازالت قلوبهن تحوم على ذلك المرآب البئيس، وبين حقائب جند تسوقهم الأقدار في جبهات الحرب وجهاتها.. وبدعائهن المستديم:"فأمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"..

لنا أن نسأل ولا ننتظر إجابة، عن سرّ الزمان في أمن بغداد..

أسأل عن مشاع الموت البغدادي وفي نفسي نكتة ذكّرتني بها مصيبة كراج النهضة؛ فقرب كراج آخر كانت سيارة الانقلابي طاهر يحيى- رئيس وزراء العراق أيام عبد الرحمن عارف وأيام انقلاب البكر- تمرّ من هناك، وفجأة أمر رئيس الوزراء سائقه أن يتوقف، مرتبكا لسماع صراخ يتعالى بهستيرية وانفعال عمَّ المكان: ثورة، ثورة، ثورة.. حتى أمر السائق على الفور أن يتجه به إلى وزارة الدفاع، حيث منطلق كلّ ثورة عراقية وانقلاب أيامها، فوجد الوضع بما هو عليه من استقرار في الوزارة، وتقصى حقيقة الصيحات عن الثورة في وسط بغداد، فقيل له، ربما كان نداء السائقين لركاب يتجهون إلى "مدينة الثورة" إحدى ضواحي بغداد!.

Link to comment
Share on other sites

ملصقات لساحة النهضة

 

عبدالمنعم الاعسم

 

aalassam@hotmail.com

 

الذين فجروا ساحة النهضة صباح الثلاثاء الماضي المزدحم بالمارة والكادحين والنساء الشعبيات والجنود والاطفال تحدروا من اكثر الصفحات عارا في التاريخ المكتوب، ومن اكثر الكهوف عتمة على الارض، ذلك لان القتل العشوائي الذي يتعامل مع الانسان كرقم مجرد لا ذكر له إلا في تلك الصفحات المشينة التي كتبتها اجناس متوحشة..اجناس مهووسة.. اغارت على البشرية في دورات تاريخية متباعدة، كما ان هذا القتل الذي صنع مهرجانا من الاشلاء والدماء في ساحة النهضة لا مثيل لهمجيته إلا تلك الاعمال التي ارتكبتها حيوان كهفية من مذابح مروعة، إرضاء لغريزة التنكيل البدائية، ولا تزال تثير التقزز حتى الآن.

 

انها عملية ستحسب، يوما، في عداد ردات التاريخ، حيث يجري إنزال الانسان الى مرتبة اكثر الحيوانات انفلاتا، ويجري تقريب عالم المدينة الى عالم الغابة، في وقت تضع العلوم والاكتشافات الجديدة نفسها في خدمة تحضير الجنس البشري والارتقاء به اكثر فاكثر.

 

انها انتكاسة في النوع، وفي دورة الحياة ونظم العقل، ومحاولة لاطفاء الانفتاح في قسمات المدنية الجديدة، وهي نموذج شرير للشعارات السياسية المتدينة، وهي استعارة ظلامية من عالم اخر، لا نعرفه،غير عالمنا.

 

أكاد اعرف من اين جاء هؤلاء الذين قتلوا انفسهم وقتلوا معهم عراقيين ابرياء في ساحة النهضة ، وروعوا عائلات وامهات وسكان احياء فقيرة كثيرة، ودكوا شبكات الكهرباء، ولغمّوا الطرق العامة، ونسفوا المواسير وقطعوا مياه الشرب عن مئات الالوف من المواطنين، وعاثوا في سبل وفرص معيشة الملايين، ومن أي أرض تحدروا، وأجزم انهم صلوا صلاة الفجر، وتبادلوا ايات العقاب، من غير عزم علي عمل الخير، ولا ارتداع عن الاجرام، قبل ان يأخذوا سياراتهم الملغومة بالغدر وصواريخهم المعبأة بالموت الي الهدف، حيث تناثرت هناك الجثث وتشابكت ايدي المارة بأرجل العاملين برؤوس النساء والاطفال، وحيث دفن بشر أحياء لا جريرة لهم إلا المصادفة في المكان تحت جحيم من الانقاض والطابون، وأجزم انهم قرأوا ادعية كثيرة مستعار من كتاب الله، وتمتموا باسمائه الحسنى ، قبل ان يبدأوا رحلة "المقاومة" الهمجية نحو معاقبة العراقيين وتدمير حياتهم وآمالهم المشروعة ليوم آمن ، ويبدو ان هذا بالتحديد هدف عملياتهم، وإن اتخذ من وجود القوات الاجنبية ذريعة، ومن هزيمة طالبان في افغانستان حجة، ومن الانتقام لسقوط صدام حسين شفاعة.

 

أجزم ان هذه "الجماعة" التي احترفت القتل غريبة عن العراقيين..غريبة عن لغاتهم ولهجاتهم واسمائهم.. وإن ولد بعضها بين ظهرانيهم، وإنها لو ولدت في مكان فانها ولدت في عتمة، واتحدت في محافل بعيدة لاتعرف النور وشحذت سكاكينها في آخر الليل .

 

في قصة لكاتب دانيماركي، تقول الفتاة لقاطع الطريق قبل ان يطلق عليها النار: لقد استقويت عليّ بالعتمة، فانت والعتمة شيء واحد.. شيء أمقته، وسيمقته العالم.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 

..وكلام مفيد

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

" قل لي كيف يتعامل مع خصومه اخبرك من اي عصر جاء".

 

ماركيز

Link to comment
Share on other sites

Guest Mustefser

ماذا يريد التكفيريون - تحرير العراق من العراقيين أم من المحتلين ؟

 

إلى الأرواح البريئة التي أُزْهِقَت في محطة "النهضة" للمسافرين

 

كتابات - علاء اللامي

 

لم يعد الصمت ممكنا، وحتى الكلام المُلاك كثيرا عن ظاهرة استهداف المدنيين العراقيين العزل بات مكررا ،مريبا، فالمجزرة القذرة التي ارتكبت يوم الأربعاء 17/آب في محطة المسافرين في ساحة "النهضة " في العاصمة بغداد وخلفت ، حتى الآن ، أكثر أربعة و ستين شهيدا ومئات الجرحى تكشف من حيث خطتها الشيطانية وتوقيتات انفجاراتها عن هوس إجرامي بالقتل ، وعطش رهيب للدماء البشرية : ثلاث انفجارات مخطط لها بدقة ، حدث الأول في حافلة لنقل الركاب في ساحة النهضة .. يندفع جمهور الناجين والجرحى القادرين على الحركة إلى بوابة المحطة حيث حضرت قوات الشرطة ..عند البوابة تنفجر سيارة في وسط الزحام بعد دقائق على الانفجار الأول .تنقل جثث الشهداء والجرحى إلى المستشفى وعند المستشفى تنفجر سيارة ثالثة أخرى . إنها خطة شيطانية متقنة لإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى . خطة إبادية خطط لها ونفذت بأعصاب باردة وروح حاقدة على العراقيين عامة والعرب الشيعة خاصة فمحطة المسافرين التي استهدفت تلتقي عندها وتنطلق منها حافلات المسافرين للمحافظات الجنوبية الثلاث البصرة والناصرية والعمارة .

 

نسترجع الكلام المكرر في مناسبات حزينة ومأساوية كهذه ،ونستذكر بيانات الشجب والاستنكار وتحميل مسئولية ما يحدث للاحتلال الأجنبي والإيحاء أو الإعلان عن أن الاحتلال وجهات مخابراتية مرتبطة به أو بدول إقليمية قد تكون وراء هذه الجرائم الشنيعة ، نسترجع ونستذكر كل ذلك ونقول بأن هذا الكلام بات مريبا وقاصرا ويسهل -شاء أصحابه أم أبوا - على المجرمين جرائمهم لأنه يجعلهم في مأمن من رد فعل حقيقي يشل نشاطهم ويعريهم ويلحق بهم العقاب .

 

لقد حان الوقت لتطوير المواقف وإعلان البراءة التامة من المجرمين ومن يقف وراءهم ويؤويهم ويقدم لهم المساعدات ويتحالف معهم . ليس هناك عميل أمريكي أو جاسوس للموساد مستعد لتفجير نفسه مقابل مال الدنيا . هذا ما يقوله المنطق البسيط .

 

وبما أن هناك العديد من الحالات والعمليات التي قام بها انتحاريون في تجمعات للمدنيين وحتى لو كانوا يستهدفون المحتلين كما حدث في مجزرة أطفال "النعيرية " القذرة ، وبما ان هناك شبكة إرهابية لها صيت ورموز وجود معترف به على الأرض وفي الإعلام كالمنظمات التكفيرية وفي مقدمتها منظمة القاعدة وأنصار السنة وجيش الصحابة تلك المنظمات التي أباحت علنا دماء المسلمين من العرب الشيعة فإن السكوت عن توجيه الاتهام الى هذه الجهات وعدم المطالبة بالقضاء عليها وعزلها يعتبر نوعا من التستر على مجرمين دمويين يتسترون بأردية الجهاد الديني والعداء للاحتلال .

 

كيف يجب أن نقرأ ونستوعب هذه الكوارث المتلاحقة والتي خلاصتها مقتل أكثر من ستين مدني عراقي مقابل ثلاثة من جنود الاحتلال في يوم واحد ؟و يمكن اعتبار هذه الأرقام قاعدة عامة ودقيقة . كيف يجب أن نقرأ ونستوعب الصمت المخزي العربي والإسلامي عن جرائم قتل المدنيين العراقيين ؟ لو استثنينا تصريحات مهندس الانتصار على الصهاينة في جنوب لبنان السيد حسن فضل الله المرشد الروحي لحزب الله في لبنان والذي يبادر في كل جريمة إلى إدانتها بحزم وبكلمات قوية وصريحة فلن نجد شيئا . حين اغتيل السفير المصري على أيدي عصاب التكفير هاج الشارع المصري الرسمي والشعبي وماج . حتى منظمتي "الجهاد " و "الجماعة الإسلامية " أصدرتا بيانين قويين يدينان الجريمة ويكفران مرتكبيها فما الفرق بين دماء مسلم واحد " سفير " ودماء ستين مسلما "مسافر" في محطة للحافلات ؟ أم إن منظمتي " الجهاد " و "الجماعة الإسلامية" ينطلقان من خصوصية معينة للدم الفرعوني المصري جعلتهما يصرخان بالرفض عند اغتيال السفير المصري ثم تعودان إلى الصمت فورا ؟ وبالمناسبة فحتى كوفي عنان كان أسرع من طنطاوي في إدانة الجريمة . نقول أسرع منه ، مع إن هذا الأخير لم يصدر عنه حتى الآن حرف واحد ، ولكنه سيصدر بيانا ما فالشغل شغل والمواقف مواقف .

 

عراقيا .. تواصل أطراف تزعم أن لها وزنها ودورها في معسكر مناهضة الاحتلال وفي المقاومة العراقة صمتها عن هذه الجرائم ، وبعضها يتكرم بأربعة أو خمسة أسطر من الإدانة والاستنكار وبحروف دون نقاط سياسية أو في أحسن الأحوال تعليق دماء الأبرياء على رقاب المحتلين أو المخابرات الإقليمية فقط دون الإشارة إلى المنظمات التكفيرية التي تعلن وبالصوت العالي عداءها الطائفي وتكفيرها لأغلبية سكان العراق .في الوقت نفسه تواصل بعض الأحزاب والشخصيات إنشاد أناشيد الانتصار على المحتل خلال بضعة أيام وتصور المحتلين وكأنهم يهيئون حقائبهم للرحيل فيما هم في واقع الأمر يخططون لزيادة عدد قواتهم الفعالة والتي لم تبلغ حتى الآن عدد شرطة مدينة نيويورك التي تبلغ 137 ألف شرطي كما يقول أحد أعضاء الكونغرس ، ويواصلون إطلاق دعوات الثأر المبتذلة من خصومهم إن هذه القوى وفي مقدمتها البعثيين الصداميين يقدمون بتفكيرهم وممارساتهم هذه الدليل تلو الدليل على أنهم مصابون بحالة مريعة من البارونويا السياسية التي من تجلياتها وأعراضها كما يؤكد علماء النفس : الانقطاع عن الواقع القائم والغرق في الأوهام والحنين إلى الماضي وتحويل الرغبات والتمنيات إلى بديل للواقع ومفرداته ( المحتلون سيهربون غدا ) وجنون العظمة وإدعاء التنبؤ أو الاستشراف الخارق والشعور بالتفرد والتمييز دون وجه حق أو دليل ( صدام هدية الله للعراقيين وهدية العراقيين إلى العالم ) والعقلية الاتهامية والتخوين والشك والتشويه في مواجهة أي نقد أو تصحيح أو استفسار والأمثلة أكثر من أن تحصى .. إنها باختصار شديد العقلية البعثية والشمولية العتيقة ذاتها .

 

ثم هل يمكن أن تنمو وتنشط تلك المنظمات التكفيرية في مناطق معينة من العراق دون أن تجد أرضا خصبة توفر لها مأوىً وإمدادا بالمال والمعلومات الاستخباراتية والسلاح وخصوصا المواد المتفجرة التي استعملت منها مئات الأطنان ؟ ثم مَن يؤوي هؤلاء المتسللين ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه ؟ وهل يمكن لهم الصمود والاستمرار والنمو دون دعم ومساندة وتعاطف ذي منبع طائفي ؟ إن ملف وجود المتطوعين العرب وغير العرب من غير العراقيين قد فتح وبقوة منذ فترة على يد أحد رجال الدين من العرب السنة هو الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي ، رئيس الوقف السني في العراق ، والذي صرح قبل بضعة أيام بعدم جدوى وجود أولئك المتطوعين ، وأن العراقيين يكفونهم القيام بمهمة مواجهة الاحتلال ، وأن كل من قدم من الخارج بقصد سفك دم العراقيين يجب أن تنزل به أقصى العقوبات .وفي السياق نفسه نذكر بأن كاتب هذه السطور كان من المدافعين الأوائل عن حق الأخوة العرب وغير العرب من غير العراقيين في القدوم إلى العراق المحتل والمساهمة في كفاح شعبه ضد الاحتلال على اعتبار مفاده إن ذلك يقع في دائرة الحق والواجب ، وعلى اعتبار أسبقية العراقيين في المشاركة في جميع كفاحات الأقطار العربية من أجل الحرية والاستقلال . غير إننا اليوم ، ومع صعود الاستقطاب الطائفي الذي يغذيه الاحتلال وعملاؤه، ومع صعود ظواهر جديدة لم تكن موجودة في المجتمع العراقي ، ومع تصاعد وتكاثر جرائم التفجيرات العشوائية أو تلك المخطط لها بدقة إجرامية ضد جماهير المدنيين كما في عملية تفجير محطة "النهضة" للمسافرين الثلاثية، لكل هذه الأسباب فإن خروج جميع المتطوعين العرب وغير العراقيين من العراق أصبح أمرا ملحا ولا يقبل التأجيل وسوف يوفر انسحاب الأخوة المتطوعين وبخاصة الأبرياء منهم من جرائم القتل على أساس تكفيري طائفي ما يلي :

 

- سيسحب البساط نهائيا من تحت أقدام الاحتلال والحكومة المتحالفة مع الاحتلال التي تنسب تلك الجرائم إلى المتطوعين .

 

- ستوفر أرواح الكثيرين من الأبرياء وتشعِر المواطنين بأنهم في مأمن وأمان في وطنهم ويمكنهم مواجهة الاحتلال بحرية وشجاعة أكثر .

 

أما بالنسبة لاحتمال تأثر الجانب العسكري للمقاومة العراقية بهذا الانسحاب فهو لن يكون كبيرا ومهما في جميع الأحوال ، ولن يتعدى نسبة محدودة جدا سيتم تعويضها بسرعة بفعل التحاق مجموعات كبيرة من مناطق الجنوب والفرات الوسط في الجنوب بالمقاومة بعد أن يسقط حاجز نفسي وسياسي كان يعرقل هذا الالتحاق بسبب تلك العمليات التفجيرية الإجرامية .

 

إن الرسالة التي تحملها هذه الأسطر موجهة تحديدا إلى المتطوعين أنفسهم وإلى الهيئات والاعتبارية والشخصيات في مناطق الغرب والشمال الغربي فدماء العراقيين تسفك والاحتلال متهم في ذلك فهو مستفيد منه في جوانب سياسية ونفسية وقد يكون هو المسؤول عن تنفيذ أو على تشجيع أطراف أخرى على تنفيذ بعض تلك المذابح الفظيعة غير ان الاحتلال ليس المتهم الوحيد ، وهذا أمر يجب أن يفهم جيدا وبإخلاص . ومن الطبيعي أن تتوجه أصابع الاتهام فورا وبكل قوة لمن كفَّر المسلمين الشيعة أهدر دماؤهم علنا واعتبرهم كفارا ومجوسا وبذرة شيطانية بالجملة وعلى جهة التعميم وكل ذلك موثق في وسائل الإعلام .وهنا يحق للمرء أن يتساءل عن هذا العبث الإجرامي وهذه المقتلة الغبية التي لا هدف معقولا لها : ترى ماذا يريد منفذو هذه التفجيرات والاغتيالات ؟ هل يريدون أن يستأصلوا هذه الطائفة العراقية أو تلك وهي التي تتألف من أكثر من خمسة عشر مليونا ؟ وماذا سيحصل حتى لو أبادوا هم ومعهم الأمريكان مليون عراقي من هؤلاء ؟ هل سيفرُّ الناجون كقطعان الغنم ويتركون لهم العراق ؟ أليس من الممكن أن ينقلب السحر على الساحر حين يفيض الكأس بالناس ويتساوى الموت والحياة فيمسي العراق من أقصاه إلى أدناه مسرحا لذوي الأحزمة الناسفة السيارات الملغومة ولن تُستثنى منه هذه المدينة أو تلك وحتى في قلب الشمال الغربي وقد تنتشر هذه الظاهرة البربرية والهمجية في دول الجوار التي تجد بعض "الحسنات" في جحيم العراقيين وتتعاطف مع القتلة لهذا السبب أو ذاك ؟

 

نحن على يقين تام من أن أهلنا في الشمال الغربي سيفكرون مليا بأن المدافع الحقيقي عنهم والحامي الفعلي لهم هم أشقائهم عرب العراق في الوسط والجنوب وعليهم أن ينبذوا ويطردوا ويشلوا فعالية القتلة المتورطين بأعمال إجرامية ويودعوا بكل احترام وتقدير أولئك المتطوعين والمجاهدين الحقيقيين الذي لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين الأبرياء ،أما مواصلة الصمت والتستر وإيواء المجرمين والخضوع لابتزازاتهم فهو سيكون خسارة كبرى لهؤلاء السكان في المستقبل فالاحتلال سيرحل والتكفيريون سيهزمون وسيعود العراقيون للنظر في عيون بعضهم البعض وستكون عيون ذوي الضحايا ملأى بالكلام والمعاني والمواقف ..

Link to comment
Share on other sites

المقاومة الأردنية الشريفة

GMT 10:15:00 2005 الأربعاء 24 أغسطس

. علي الشلاه

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

الاعلام العربي متهماً..

 

لم افاجأ بالعملية الارهابية الزرقاوية التي جرت في مدينة العقبة الاردنية وراح ضحيتها شهيداً بيد الارهاب احد الجنود الاردنيين وهو يؤدي واجبه الوطني، لكن الذي اثار استغرابي ان كتبة الارهاب ومروجيه في الصحف العربية لاسيما الاردنية قد ادانوا هذه العملية الارهابية الدنيئة التي طالما ساندوا مثيلاتها في العراق ودون هوادة، حتى عندما يكون الضحايا عشرات الأطفال كما حصل في بغداد او مئات المدنيين كما حصل في المسيب والحلة الفيحاء، ومثار الاستغراب ان المعلن من قبل الارهابيين عن العملية يشبه تماماً مايعلنونه في ارهابهم على ارض الرافدين، فالهدف هو المحتلون الامريكان لكن الضحايا هم الشعوب سواء في الاردن او مصر او العراق او السعودية، والمقالات المريضة التي تحفل بها صحفنا العربية تبارك القتلة وتدين الشهداء، وكلنا يعلم ان مطبلي الاعلام العربي الذين يجملون صورة الارهاب لايستطيعون العيش ساعة واحدة في ظل تخلف وبدائية وتكفيرية امير المؤمنين ابي مصعب الزرقاوي ( الذي يخطط لاعلان خلافته في شهر رمضان المبارك القادم كما تسرب مصادر ارهابية ضليعة) لكنهم رغم ذلك يمجدون ارهابه وقتله للعراقيين لأسباب مالية ارتزاقية او طائفية عنصرية صارت واضحة للقاصي والداني او مجاملة لغوغاء تحركها الغرائز انفة الذكر.

 

ولايقتصر الأمر على مقالات الرأي بل ان صياغات الأخبار وتحريرها يتم بطريقة اقل مايمكن ان يقال عنها انها منحازة للارهاب وغير موضوعية وتستبطن تبرير الجرائم التي لا يبررها ضمير او عقل من مثل القول ان جريمة موقف الباصات في النهضة في بغداد قريبة من وزارة الداخلية العراقية وتستهدف الوزارة في حين ان المسافة بين الموقف ووزارة الداخلية حوالي عشرة احياء سكنية يجب ان تباد جميعاً حتى تصل الشظايا الى وزارة الداخلية الواقعة في الجهة الاخرى من المدينة وعلى بعد لا يقل عن خمسة عشر كيلو متراً، ناهيك عن ان وزارة الداخلية هي وزارة عراقية لايوجد فيها امريكي واحد ام ان الجهاد الذي يدفع له بعض العرب مدخراتهم وزكاتهم وصدقاتهم صار ضد العراقيين وان هؤلاء المؤمنين الأتقياء يتقربون الى الله بذبح ابناء جلدتهم ودينهم العراقيين.

 

لقد كنا نحذر دائماً من ان الارهاب وكتبته هؤلاء يجرون وبالاً على العرب والمسلمين لن يقف عند حدود العراق ولن يزول بزوال الاحتلال الامريكي كما يتوهم بعضهم بل سيكون لدينا - عراقيون عرب - كما كان لدينا افغان عرب قد يبحثون عن جزائر جديدة لتدميرها بالمدى والسكاكين ذبحاً، واننا حين ندافع عن العراقيين بوجه الارهاب فاننا لانريد الدفاع عن المحتلين الأمريكيين كما يشيع الكتبة من صداميي الهوى ولا نريد حماية العراقيين وحدهم،بل نريد حماية كل الشعوب العربية والاسلامية من هذه الآفة الكارثية بهذا الدفاع الاخلاقي، فنحن لانريد رؤية المفخخات والملثمين في شوارع اية مدينة في العالم فكيف اذا كانت هذه المدينة عربية او اسلامية تشبهنا لغة وحضارة وتاريخاً، رغم ان هذا التشفي بالعراقيين في بعض وسائل الاعلام العربية يدفع بعض العراقيين الى قول كلام جارح لانرضاه لهم ولا للأشقاء العرب، وانني اقول بكل وضوح ودون لبس أو خوف انني مع اي شرطي عراقي أو اردني أو عربي آخريقمع هؤلاء الارهابيين القتلة ويعيدهم الى جحورهم التي جاءوا منها.

 

ان المطلوب اليوم من الاعلام العربي والصحف والفضائيات العربية بشكل خاص ان يلتزموا حدود الموضوعية المهنية ولاينشروا اي تبرير للارهاب أياً كان كاتبه ومهما كانت اسبابه لأن الاعلام العربي وبكل صراحة شريك بالتستر والتبرير والتحريض على كل شهداء الارهاب في العراق والسعودية ومصر والأردن وان بعض كتاب الصحف الأردنية والعربية شركاء في قتل الشهيد النجداوي الذي عطر بدمه ثرى العقبة، مثلما هم شركاء في مقتل الاف العراقيين والعرب وانهم اذا استمروا على منهجهم ذاك فلا غرابة في ان نرى مقالات قادمة تتحدث عن المقاومة الاردنية الشريفة التي تشبه المقاومة العراقية الشريفة في تحريرها للأرض من المواطنين وليس من المحتلين.

 

حمى الله العراق والأردن وسائر الأقطار العربية من الارهاب بكل صنوفه واشكاله ومهما اتسع او ضاق، اما مروجوه وكتبته فأنني اطالب كل ذوي الضحايا وحتى الحكومات العربية بمقاضاتهم على اشتراكهم في هذه الجرائم بالتحريض والتستروالتبرير لأن في ذلك انصافاً للضحايا الماضين وانقاذاً لضحايا جدد قد يطالهم الارهاب الأعمى.

 

* كاتب واكاديمي عراقي، مدير عام المركز الثقافي العربي السويسري

Link to comment
Share on other sites

  • 5 months later...
  • 4 weeks later...

http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/3/132778.htm

 

من هم قتلة الشعب العراقي؟

GMT 21:00:00 2006 السبت 4 مارس

د. عبدالخالق حسين

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

إن قتلة الشعب العراقي جبناء إلى أبعد الحدود، وقد هبطوا إلى الدرك الأسفل من الانحطاط في السلوك وحتى دون مستوى الوحوش الكاسرة. نقول ذلك ليس بدافع الكراهية والغضب فحسب، بل لسبب موضوعي واضح يتعلق بطبيعة القتلة. فهؤلاء جبناء، لأنهم يريدون سد النقص الذي يشعرون به من هزائمهم عندما فروا من أمام القوات الأمريكية وسلموا مفاتيح بغداد وجميع المدن العراقية الأخرى دون قتال يذكر. علماً بأن صدام حسين بدد ثروات العراق الهائلة واستدان عليها عشرات المليارات من الدولارات لشراء الأسلحة الفتاكة، ومع ذلك جبنوا وفروا دون قتال. حقاً وكما قال الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم: (البندقية في يد الجبان عصا). وقد شاهدهم العالم كله من على شاشات التلفزيون وهم يفرون عراة إلا من ملابسهم الداخلية كالجرذان المذعورة. كذلك هزائمهم المخزية في الحروب العبثية الأخرى التي زجهم بها سيدهم المجرم صدام حسين في إيران والكويت. فصار جيش صدام مثالاً للجبن والهزائم. كذلك هبطوا إلى دون مستوى الوحوش، لأن الوحوش تتوقف عن البطش بالفريسة عندما تشبع، أما قتلة الشعب العراقي فلا حدود لنهمهم في القتل ونشر الخراب في البلاد. لذا يقوم فلول البعث بقتل الأبرياء من العراقيين العزل في المعامل والقرى لإثبات شجاعتهم كتعويض عن هزائمهم. فهم في الحروب مع العدو كالحمل الوديع ولكن مع الشعب العراقي كالأسد الهصور

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...
المقاومة» العراقية لا تتلقى توجيهاتها من الزرقاوي ... أميركا تدعم المالكي لإبعاد الميليشيات عن حكومته

بغداد الحياة - 27/04/06//

 

ألقت الولايات المتحدة بكل ثقلها لدفع الكتل السياسية العراقية الى التعجيل بتشكيل الحكومة، آملة في ان يؤدي ذلك الى استقرار أمني يتيح لها سحب جزء كبير من جيشها. فعقد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لقاءات مع طالباني وعدد من المسؤولين العراقيين ناقشا خلالها قضية إسناد الحقائب الأمنية في الوزارة الجديدة الى «مستقلين» من خارج الكتل التي لديها ميليشيات مسلحة.

 

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي (اعتمد أمس هذا الاسم رسمياً) انه يسعى الى ابعاد الميليشيات عن الوزارات لأن «وجودها شكل أزمة كبيرة» لحكومة سلفه ابراهيم الجعفري.

 

وتزامن ذلك مع رفض «هيئة علماء المسلمين» وبعض الجماعات العراقية المسلحة طروحات زعيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبي مصعب الزرقاوي الذي اعتبر اي سني يتطوع في الجيش او الشرطة «عميلاً اميركياً». وأعلنت تنظيمات في المقاومة انها لا تتلقى أوامرها «لا من الزرقاوي ولا من غيره».

 

وأجرى رامسفيلد ورايس سلسلة لقاءات مغلقة مع المسؤولين العراقيين في مقدمهم طالباني هدفها المعلن دعم الولايات المتحدة المفاوضات بين الكتل السياسية لتسهيل تشكيل الحكومة، وناقشا قضية الحقائب الأمنية وشددا على ابعادها عن الميليشيات، ودعيا الى اسنادها لشخصيات مستقلة من خارج كتلتي «الائتلاف» (شيعية) و «التوافق» (سنية).

 

وركز رامسفيلد في مؤتمر صحافي أمس على الجانب الايجابي، وقال: «هذه دولة ذات سيادة وهم يحققون تقدماً مؤثراً». وأكد ان الحكومة الاميركية ستناقش مع الحكومة العراقية وضع قواتها والعلاقات العسكرية بين الجانبين. ودافع عن القوى الأمنية العراقية قائلاً: «ان قدراتها تزداد يوماً بعد يوم. المنتقدون يحاولون التقليل من مستواها وهم على خطأ».

 

وأكد ان «نجاح العراق سيعني فشلاً لايران». وامتدح التوجه الى تشكيل حكومة جديدة، وقال ان «الساعين الى تشكيلها اكفاء يدركون أهمية ادارة الوزارات كوزارات لكل البلاد وليس على اساس طائفي وهم قادرون على محاربة الفساد وبسط نفوذهم في شتى انحاء البلاد».

 

من جهتها قالت رايس خلال زيارة مفاجئة لبغداد على متن طائرة عسكرية قادمة من تركيا ان «نقطة التحول في العراق هي في انه لديه أول حكومة وحدة وطنية دائمة ما يتيح فرصة لمعالجة المشاكل المزعجة التي يواجهها». واشارت الى ان لقاءاتها ركزت على ضمان ألا تؤثر النزاعات الطائفية على اختيار وزير الداخلية والوزارات الأخرى.

 

وأشارت مصادر مطلعة الى ان اسم أحمد الجلبي تم تداوله في نقاشات أمس مرشحاً عن «الائتلاف» للداخلية، فيما رشح حاجم الحسني (رئيس البرلمان السابق) لوزارة الدفاع. لكن المفاوضات لم تحسم بعد.

 

وجاء التحرك الاميركي متزامناً مع ظهور الزرقاوي الذي استعرض مظاهر قوته وحاول ابراز قيادته للأعمال المسلحة في العراق بعد معلومات عن تنحيته وتراجع دوره، مع تشكيل «مجلس شورى المجاهدين» الذي يضم ست جماعات غير معروفة سابقاً، تأتلف حول فكرة تكفير الشيعة والولاء لاسامة بن لادن تحت قيادة جديدة يتصدى لها عبدالله البغدادي.

 

وعلى رغم ان الرد على الزرقاوي جاء سريعاً من العراق على لسان الرئيس طالباني (كردي) ونائبيه طارق الهاشمي (سني) وعادل عبد المهدي (شيعي) الذين دانوه واعتبروه «عدواً للعراقيين» مع تأكيد طالباني انه التقى جماعات مسلحة عراقية وفي طريقه الى «اقرار مبدأ المصالحة الذي سيطرح على الحكومة لفتح الحوار مع حاملي السلاح». إلا ان الجماعات المسلحة التي توصف بـ «المقاومة» لم ترد أمس على تهديدات الزرقاوي وسط معلومات عن امتناع «الجيش الاسلامي» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش محمد» عن خوض معارك كلامية أو عسكرية مع الزرقاوي في هذه المرحلة.

 

وقال مقربون من تلك الفصائل لـ «الحياة» ان «المقاومة العراقية لا تتلقى توجيهات من أحد سواء كان الزرقاوي أو غيره فلها مرجعيتها السياسية والدينية المستقلة، وليست مستعدة للخوض في مجادلات كلامية حول قيادة المقاومة المسلحة».

 

وأشاروا الى ان «العراقيين والاميركيين يعرفون جيداً حجم المقاومة وحجم الزرقاوي ويدركون ان أهدافنا لا تشمل قتل العراقيين أو شن حرب على الشيعة أو سواهم

».
Link to comment
Share on other sites

نصعد جبل بدهوك ونصيف بسليمانية

ونشرب لبن أربيل ونكعد كعدة عربية

ونتغدة بكركــوك ونصعد المــلوية

وناخذ من الموصـــل الكبة المشوية

وياعيني على ديالى محلاها برتقالية

ونمر على بغداد نكول بعون الله محمية

ونتعشى بالأنـبـار تمن ودليــميـة

وكيمر السدة ناكلة من إيد حلاويــة

بين الكصب والهــور نصيد بنية

وناخذ تمر زهدي من الناصـرية

وبالنجف نزور الحضرة الحيـدرية

وانزورالامام الحسين زيارة كربلائية

ونشوف النواطيـر أهل القادسيــة

ومن السمـاوة يا ناس ناخذلنة ركية

من البصرة نتعلم صبر شكد شافت أذية

سألتـوني آنـــي منين وهاي الهـويـة

هذا آني العـراقــي إبن العـراقــيـة

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

Guest أعراس الأنبار مواكب صامتة حزينة

في غياب «الجوبي» و «النايل» ومنع الغناء وبيع الثلج وحضور الفتاوى المتطرفة ... أعراس الأنبار مواكب صامتة حزينة لا تغضب الأميركيين ولا «التكفيريين»

الرمادي الحياة - 04/05/06//

 

لا تذكر ليلى (25 سنة) ما يدل على الفرح ليلة عرسها سوى ابتسامة والدتها التي خرجت من بين دموعها، وما عدا ذلك فإن مظاهر الاحتفال بالأعراس في الأنبار (50 كلم شرق بغداد)، معقل المجموعات المسلحة، لم يتبق منها غير موكب العرس الصامت الحزين بعدما اصبحت رقصة «الجوبي» الشهيرة وأغاني «النايل» و «العتابا» وحتى «الزغاريد» ذكريات من الماضي القريب طمستها الأحزان على ضحايا العنف المتواصل وتأثيرات المجموعات المسلحة ذات الفتاوى المتطرفة والخوف من انتقام «التكفيريين».

 

ويؤكد الأهالي، الذين التقتهم «الحياة» في منطقة حديثة (غرب الرمادي)، ان المجموعات المتطرفة، التي فرضت افكارها على حياة الناس قسراً وحملات الاغتيال، منعت أي مظهر للفرح وحرمت ما كان يدخل ضمن تراث محافظة الانبار كدبكة «الجوبي» الشهيرة، التي يفاخر بأدائها كبار القوم وصغارهم، على انغام «النايل» و»المطبك»، خصوصاً أن اشخاصاً قتلوا على يد مجهولين بعد تنظيمهم حفلة عرس في المدينة، فيما شمل «حظر الفرح» الأغاني و «الزغاريد» وحتى المناقب النبوية (ذكرى نبوية تُستخدم فيها الطبول والمدائح) التي اصبحت بديلاً لأغاني الأعراس قبل عامين، لكنها غدت «محرمة» ايضاً.

 

ويقول مروان الكبيسي من اهالي بلدة البغدادي، بالقرب من حديثة، ان الافكار المتطرفة ليست سبباً وحيداً لغياب مظاهر الفرح، وخصوصاً في الاعراس، بل اسهم الاضطراب الأمني وارتفاع نسب المقتولين والمعتقلين خلال العمليات العسكرية في الانبار، في نشر «ثقافة الحزن» بين الاهالي.

 

وتروي خنساء (15 ربيعاً) قصة اجبارها على الزواج من رجل دين في الفلوجة يُقارب عمر جدها بعد مقتل والدها على يد القوات الاميركية، وتؤكد ان «منع الفتيات من ارتياد المدارس لا يعود فقط الى التدهور الامني وشيوع العمليات العسكرية بل ايضاً الى عودة تقاليد قبلية بالية الى الظهور مجدداً تحت غطاء الالتزام الديني».

 

ويقيس علي محمد امير، من اهالي الفلوجة، تدخل المجموعات المسلحة المتطرفة، التي تدين بالولاء لـ «الزرقاوي» او اسامة بن لادن، في ادق خصوصيات الناس بعدد لا يحصى من الفتاوى الغريبة التي لا تقف عند حدود اختيار اللباس للمرأة والرجل وتحديد شكلهما الخارجي ومنع مظاهر الفرح في المناسبات، بل تتجاوزها الى منع بيع الثلج، بحجة ان «السلف لم يكن يشرب الماء مثلجاً!»، ومنع بيع «المخللات» وملاحقة بائعي الصحف والمجلات وقتل بائعي اقراص بيع الافلام السينمائية والاغاني الذين بات عملهم يقتصر على بيع اقراص مدمجة لعمليات قتل او ذبح او تفجير بالاضافة الى احاديث وخطب شيوخ «القاعدة».

 

ويصف رافع الطبال، احد سكان الفلوجة، حال من كان يمتهن الغناء او العزف على الآلات الموسيقية في الانبار بأنه «مأسوي»، فبدلاً من ان يقتل، قرر الهجرة الى الخارج كما فعل المطرب ابو زمن الفلوجي. اما هو فقد هجر مهنة العزف على الطبل وعاد يزرع الأرض من دون ان يخفي حنينه الى الايام الغابرة.

 

وتعد الانبار، كبرى المحافظات العراقية من حيث المساحة، وهي شهدت العدد الأكبر من المواجهات المسلحة والعمليات العسكرية. وتؤكد تقارير اميركية ان اكثر من 35 في المئة من المعتقلين لدى القوات الاميركية هم من مدن هذه المحافظة التي خسرت ايضاً عشرات الآلاف من الضحايا خلال السنوات الثلاث التي اعقبت احتلال العراق، وبعضهم سقط في قصف اميركي لحفلة عرس او خلال مرور موكب العرس على نقطة تفتيش.

 

وفي غياب «الجوبي» و «النايل» يمر موكب العرس الانباري الحزين على عشرات نقاط التفتيش الاميركية التي تنتشر بكثافة في الشوارع الرئيسية والطرق بين الاحياء الكبيرة لتنحصر امنيات العريس وعروسه بان تمضي ليلة زفافهما على خير فلا يحولها اعتداء جندي اميركي او انفجار سيارة مفخخة الى «كارثة»!

Link to comment
Share on other sites

Guest ميثاق شرف عشائري يحرم التصفية ال

(ميثاق شرف) عشائري يحرم التصفية الطائفية ويطالب الحكومة الاستعانة بالقبائل المشتركة

 

"وطن الجميع"بغداد - الحياة - وقعت مجموعة من زعماء العشائر العراقية امس «ميثاق شرف يقضي بنبذ العنف وتحريم القتل الطائفي في البلاد والعمل على توحيد صفوف العراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والتصدي للعناصر الارهابية التي حولت العراق الى ساحة مفتوحة بعملياتها الاجرامية .

 

وجاء الاجماع على هذه البنود اثناء مؤتمر «الاخوة العشائري»، الذي اقيم في جامع الهاشمي في مدينة الكاظمية، تحت شعار «العشائر العراقية يد واحدة من اجل عراق موحد».

 

وطالب المؤتمر، الذي رعاه آية الله السيد حسين اسماعيل الصدر رئيس مؤسسة الحوار الانساني، بتفعيل دور العشائر العراقية ومنحها دوراً اكبر في الملف الامني العراقي.

 

وقال الصدر ان للعشائر العراقية «قواعد رصينة في المجتمع العراقي يتوجب تفعيل دورها في الملف الامني سواء على الصعيد الرسمي او الاجتماعي ليكون لها دور مباشر في سلامة العراق ووحدته، مبيناً ان الامل لا يزال يراود العراقيين برغم المحن التي تمر بها بلادهم واهلهم».

 

وطالب الشيخ عبود العيثاوي، شيخ عشيرة البوعيثة، القادة السياسيين بمنح العشائر دوراً اكبر في الملف الامني، وقال ان السياسيين «ابعدوا العشائر عن دورها الحقيقي على رغم كونها تمثل صمام الامان في البلاد».

 

مشيراً الى وجود مؤامرات واضحة لتقسيم العراق مطالباً زعماء العشائر بانتزاع حقوقهم من الساسة. وقال ان «الحق لا يعطى بل يؤخذ» وان على شيوخ العشائر «ان لا يتهاونوا في هذه القضية».

 

وطرح العيثاوي مشروعاً جديداً يمنح العشائر دوراً اكبر في الملف الامني يتضمن منح الدولة صلاحيات اوسع لشيوخ العشائر لحماية مناطقهم الجغرافية والرجوع الى العشائر في تشكيل القوة الامنية وعدم السماح بانتساب أي فرد الى الجيش والشرطة دون تزكية عشيرته.

 

وحض على عقد مؤتمر للوحدة الوطنية للعشائر، بين انتماءين مذهبيين (سنة وشيعة)، للحفاظ على وحدة الصف العشائري والابتعاد عن الانطواء المذهبي الى جانب تشكيل مفوضية عليا مستقلة للعشائر العراقية، لافتاً الى ان هذا المشروع سيُطرح على المجلس النيابي للبت فيه.

 

وحذر حامد الحياني، شيخ عشيرة السادة الحيانيين، من مخاطر القتل الطائفي المتفشي في البلاد ووصفه بأنه «مرض خبيث وتمرد على الدين» مشيراً الى ضرورة العمل لاجل وحدة العراق وتفعيل جميع طروحات المؤتمر وعدم الاكتفاء بالشعارات والهتاف.

 

ووصف محمد بك، رئيس تجمع عشائر الشبك، المؤتمر بـ «بذرة الخير»، وقال ان مسؤولية كبيرة «تقع على عاتق العشائر العراقية التي تجاوزت حاجز الطائفية بسبب وجود رابطة الدم».

 

واشار الى ضرورة توحيد الجهود لنبذ الطائفية وردم الفجوة التي خلفتها الصراعات الطائفية معتبراً ان تأثير شيوخ العشائر يمكن ان يوقف نزيف الدم في البلاد برغم كون تأثيراتهم نسبية من عشيرة الى اخرى.

 

وطالب بتشكيل هيئة استشارية من شيوخ العشائر تعمل على التنسيق مع وزارة الدولة لشؤون الامن الوطني، مبيناً انه «الحل السليم» لضبط الملف الامني في البلاد.

 

وطالب الشيخ سالار الحفيد، شيخ مشايخ مدينة السليمانية، بإرساء النظام الفيديرالي الديموقراطي في البلاد، وقال ان الاكراد كانوا مستقلين لمدة 12 عاماً ثم عادوا الى احضان البلاد مرة اخرى بعد زوال نظام الحكم الدكتاتوري، مشيراً الى ضرورة العمل دون تمييز او عنصرية محذراً من ان محاولة بعض الاطراف السياسية فرضت سيطرتها على مراكز السلطة في البلاد ما قد يؤول الى العودة الى الدكتاتورية.

 

وقال ان الاكراد يريدون العيش بسلام في عراق حر وديموقراطي على رغم طموحاتهم واحلامهم الكبيرة وان من مصلحتهم البقاء ضمن عراق ديموقراطي فيديرالي تعددي موحد.

 

وشدد الشيخ حكيم الحسان، ممثل عشائر البصرة، على ضرورة المساهمة الجادة والفاعلة لبناء البلاد وتخليصها من ترسبات المراحل الماضية لا سيما فيما يتعلق بملف الارهاب الذي بات يحصد العراقيين دون رحمة، لافتاً الى اهمية الرجوع الى المرجعيات الدينية والسياسية واعتبارها وجعاً اساسياً في اقامة المشاريع الوحدوية.

 

وانتهى المؤتمر، الذي حضرته اكثر من 100 شخصية من زعماء العشائر من مختلف الطوائف والانتماءات المذهبية والدينية والقومية، الى التوقيع على «ميثاق شرف» للتعاون بين العشائر العراقية السنية والشيعية لحماية ارواح افرادها ضد العمليات الارهابية والمسلحة، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية ورفض الاحتراب الطائفي.

 

وكانت مجموعة من كبار علماء الدين وقعوا على ميثاق مماثل في مؤتمر الافتاء العراقي الذي انعقد في اذار (مارس) الماضي ونص على تحريم دم العراقيين تحريماً مطلقاً مهما كان انتماؤهم الديني او المذهبي او العرقي، وتكفير كل من يستبيح دماء المسلمين واعراضهم، كما نص على تحريم ضرب المراقد المقدسة والجوامع والحسينيات او دوائر الدولة ومرافقها الخدمية الى جانب تحريم التعامل مع الارهابيين اياً كان مصدرهم او انتماؤهم.

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...
Guest ما قبل حل الميليشيات

ما قبل حل الميليشيات

 

نــــــــــــــــــزار حيدر

 

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

 

لا يجادل عاقل، على أن وجود الميليشيات المسلحة في أي بلد، يتناقض والديمقراطية، وهي مصدر تهديد دائم لأمن واستقرار البلد، كما أن وجودها علامة الفوضى وضعف الحكومة المركزية وفشلها في توفير الأمن للمواطن، كما أنها دليل الانفلات الأمني، واشارة واضحة الى البطالة والتسيب التعليمي، الذي يجعل من الشباب والمراهقين، المادة الدسمة للتجنيد في صفوفها.

بكلمة أخرى وموجزة، انها شر في شر في شر.

فالسلاح المنفلت بيد الناس يعرض المواطن للارهاب والقلق الدائم، كما أنه يعرقل عمل مؤسسات الحكومة، ويسلب من مؤسسات المجتمع المدني كل الفرص المتاحة والمتوقعة لبناء البلد على الأسس الدستورية والقانونية المدنية.

ولكل ذلك حول نظام الطاغية الذليل صدام حسين البائد، العراق الى كتل متعددة من الميليشيات الموزعة في طول البلاد وعرضها، وبأسماء ومسميات مختلفة، كان الهدف منها ارعاب الناس وارهابهم، وسطوة زبانيته وأزلامه على أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم، وتسخير كل شئ لخدمة القائد الضرورة، فكان السلاح بيد هذه المليشيات، وسائل العبث المفضلة عند النظام للعب بمقدرات البلاد والعباد.

انها سياسة الأنظمة الشمولية التي تعسكر المجتمع، لتبقى متمسكة في السلطة.

أما في العراق الجديد، فيلزم أن تختفي كل المظاهر المسلحة من الشارع، وتنحصر مسؤولية استخدام السلاح بيد الحكومة فقط، لأن السلاح المنفلت ليس دليلا على تمتع المواطن بالحرية والأمن، كما أنه ليس دليلا على انشغال الناس بمعاشهم.

في العراق الجديد، يجب أن يكون المنطق هو السلاح الوحيد في أيدي الناس (حاكمون ومحكومون) أما السلاح فبيد القانون فقط، ليضرب به على أيدي المجرمين والخارجين عليه، ممن يريدون العبث بأمن الوطن والمواطن.

لا نريد السلاح وسيلة الوصول الى السلطة، ولا نريده وسيلة الحوار بين الفرقاء أو بين الناس، ولا نريده مشاعا بيد القتلة والمجرمين، ولا نريده سيفا مسلطا على رقاب المعارضة، لا نريده كل ذلك، انما نريده فقط آخر الوسائل التي يلجأ اليها القانون لفرض ارادته وسيادته على الناس، كل الناس من دون تمييز.

ولكن:

ما يؤسف له حقا، هو أن السلاح بقي مشاعا بيد القتلة والارهابيين ومجموعات العنف والارهاب والجماعات التكفيرية وأيتام النظام البائد، يسيطرون به على مناطق شاسعة من العراق بعيدا عن ارادة الحكومة، يقتلون به الناس ويذبحون به ضحاياهم ويرعبون به الأبرياء، ويسعون به الى فرض أجنداتهم (السياسية) من خلال تسخير عناصر توصف بالسياسية الا أنها في حقيقة الأمر مطايا بيد مجموعات العنف والارهاب، يسخرونها كيف ومتى يشاؤون، نجحت لحد الآن في اختراق العملية السياسية، فجلس بعضهم تحت قبة البرلمان، وجلس آخرون على مقاعد الحكومة الجديدة، حتى باتوا مصداق قول الله عز وجل {ويسعون في الارض الفساد}.

ظل السلاح بيد نفس الميليشيات التي شكلها النظام البائد، وبالتحالف مع التكفيريين الغرباء القادمين من خلف الحدود، تغذيهم بالسلاح والمال والفتاوى الطائفية التكفيرية والدعم المخابراتي واللوجستي، مجموعات من (رجال دين) طائفيين وأسر حاكمة في المنطقة وأجهزة مخابرات اقليمية ودولية، تتربص بالعراق وشعبه الدوائر، ولا تريد لهم الخير.

لقد فشلت الحكومات العراقية التي تعاقبت على الحكم في بغداد، منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام (2003) ولحد الآن، في نزع أسلحة هذه الميليشيات وتفكيك خلاياها الارهابية الخطيرة، وقطع دابرها وتشريد من يقف خلفهم، يدعمهم بكل وسائل الاستمرار وأسباب الديمومة.

انها فشلت في حماية أرواح المواطنين وتأمين الاستقرار لهم، فظل العراقي يقتل ويذبح ويقطع رأسه ليل نهار، من دون بصيص أمل، أو أفق في المستوى المنظور.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان فشل الحكومات المتعاقبة في الاقتصاص من قتلة الشعب العراقي وجلاديه، وتحديد خطرهم على المواطن المسكين، والغاء دورهم في الحياة العامة، ان كل ذلك، دفع ببعض ضحايا النظام البائد، الى التفكير في حمل السلاح دفاعا عن النفس والاقتصاص من أزلام النظام البائد وزبانيته.

انها معادلة طبيعية، وان كانت خطأ، فعندما تعجز الحكومة عن حماية الانسان، وتفشل في ابعاد خطر القتلة والمجرمين والارهابيين عن حياة المواطن، وعندما لا تقدر على الالتزام بتعهداتها أمام المواطن العراقي، والتي تقف على رأسها الأمن، يكون السلاح المنفلت هو البديل عند عامة الناس، أما الذين لا يريدون الانجرار الى مصيدة السلاح المنفلت، فتراه يختار الهجرة الى خارج الوطن، تاركا مسقط رأسه وأرض صباه وكل ما يملك من مال وأهل وأصدقاء، ليرحل الى أرض الله الواسعة، حيث البلاد التي تحمله، ولذلك ازداد عدد المهاجرين قسرا ورغما عن العراق بشكل مرعب لم يشهد تاريخ العراق مثيلا له، وفيهم الكثير الكثير جدا من الكفاءات العلمية والاختصاصات النادرة، وكل ذلك بسبب الانفلات الأمني وفشل الحكومات المتعاقبة في حماية أرواحهم، وبذلك يكون العراق قد خسر أفضل ما يملك من الطاقات والكفاءات، القادرة بشكل كبير على اعادة بناء العراق، بسبب استنزاف طاقاته وهجرة العقول عنه.

فمن أين يبدأ الحل يا ترى؟.

ان كل من يتحدث اليوم في العراق عن الأمن، يبدأ حديثه عن موضوعة حل الميليشيات، فهو في الحقيقة يتحدث عن النتائج ولا يحاول الاشارة الى الأسباب أبدا.

انهم يريدون أن يبدأوا من الضحية، ويتركون الجلاد والقاتل والمجرم، يريدون البدء من سلاح الضحية الذي ما كان يفكر بحمله ابدا اذا ما وفرت له الحكومة الأمن والسلام، فيطالبون الضحية بنزع سلاحه فيما لا زال الجلاد متخم من قمة رأسه الى أخمص قدميه بالسلاح، كما ونوعا، فهل يعقل أن تنجح الخطة بهذه الطريقة؟.

بالتاكيد كلا وألف كلا؟.

على الحكومة العراقية أولا أن تبدأ مشروعها الأمني وخطتها الأمنية المفترضة والموعودة، من مجموعات القتل والارهاب والعنف، فتنزع أسلحتها وتزيل خطرها المحدق بالعراق والعراقيين، وتقطع دابرها، وتكشف عن كل الجهات الاقليمية والدولية التي تقف وراءها، فاذا شعر الناس بالأمان، بادروا الى وضع أسلحتهم جانبا.

اذ هل يعقل أن تطالب الضحية الخائفة على نفسها والمهددة دائما وأبدا من قبل القتلة والمجرمين، تطالبها بنزع سلاحها، ومن حوله مجموعات ضخمة من القتلة المحترفين والمجرمين المتمرسين، مدججين بالسلاح ؟.

هل يعقل أن تطالب الحكومة، ضحايا العنف والارهاب بنزع سلاحهم، قبل أن تنزع الحكومة سلاح القتلة والمجرمين؟ وتوفر لهم الأمن؟.

هل يعقل أن تطارد الضحية الذي يريد أن يدافع عن نفسه بسلاح بسيط، وتريد أن تقلع سنه الوحيد، قبل أن تقلع أنياب الارهابيين، وتحطم أسنانهم الحديدية التي تقطر دما عبيطا؟.

ان الحكومة العاجزة عن حماية أرواح الناس من عبث الارهابيين، لا يحق لها أن تدعو الضحايا الى عدم الدفاع عن النفس بالامكانات المتاحة، أبدا.

انه من العبث بمكان، ومن السذاجة والبساطة، أن يبادر الضحية الى الكشف عن ظهره، للارهابيين والقتلة، خاصة عندما يشعر بأن الحكومة ذاتها عاجزة عن حمايته، وغير قادرة على نزع سلاح ميليشيات أيتام النظام البائد، والمجموعات التكفيرية.

أولم يقل أحد (الارهابيين السياسيين) أنه يرفض دعوة الارهابيين المسلحين لنزع أسلحتهم، قبل أن يطمئن الى أنه بالفعل لاعب حقيقي ومشارك فعلي في العملية السياسية (من دون أن يوضح طبعا ما اذا كان ذلك بصفته ممثلهم في العملية السياسية أم لا) فوصف العلاقة بين مشاركته الحقيقية في العملية السياسية ونزع سلاح الارهابيين، بأنها (صفقة واحدة)؟.

انهم يبررون سلاح الارهابيين، بل يدافعون عنه، وينعتونه بـ (المقاومة) وهو الذي لا يستهدف الا العراقيين الأبرياء، ولكنهم يصفون الضحايا، ممن اضطروا لحمل السلاح دفاعا عن النفس، بالميليشيا، ما لهم كيف يحكمون؟ انها، والله، قسمة ضيزا؟.

كلهم يتحدثون عن ميليشيا (شيعية) مزعزمة، ويطالبونها بنزع أسلحتها وحلها، ولكن لا أحد يتحدث عن ميليشيا بعثية صدامية تكفيرية ارهابية موجودة بالفعل، تجوب العراق من أقصاه الى أقصاه، وتعيث فسادا في أرض الرافدين الطاهرة، فلا أحد منهم يطالبها بنزع سلاحها، وتفكيك خلاياها التدميرية الخطيرة.

أحد (الارهابيين السياسيين) قدم مشروعا، قال انه مقترح لحل معضلة العراق، تدعو بنوده الى نزع كل سلاح بيد العراقيين، وكذلك نزع سلاح أجهزة الشرطة والحرس الوطني، كما يطلب من القوات متعددة الجنسيات الاعلان عن وقف كل نشاطاتها العسكرية في كل العراق، وبكل أشكالها، وفي المقابل يدعو المشروع الى أن تحتفظ (المقاومة) بكامل سلاحها لحين حل الأزمة التي يمر بها العراق لأنه، كما يقول، خائف على هذه (المقاومة) (....).

اذا لم يكن مثل هذا المشروع، محاولة مفضوحة لاعادة النظام الشمولي المباد، فماذا يمكن تسميته؟.

والشئ بالشئ يذكر، قيل أن رجلا أراد أن يختبر ذكاء صديقه، فسأله السؤال التالي؛

ما هو الشئ الذي شكله مدور، وغلافه الخارجي أخضر، وفي داخله حب رقي؟.

لست ممن يدافع عن السلاح المنفلت، ولست ممن يرغب في أن يرى، ولو للحظة واحدة، مسلحا غير حكوميا يجوب الشوارع، ولست ممن يتجمل بقطعة سلاح، ولست ممن يتمنى أن يصغ الى لعلعة البارود، ولكنني، في نفس الوقت، لست ممن يرغب في خلط الأوراق، فيقبل بدعوة الضحايا الى وضع سلاحهم، في الوقت الذي يحتفظ فيه الارهابيون بكامل عدتهم وسلاحهم، انها سذاجة ما بعدها سذاجة، واستخفاف خطير بدماء الابرياء وحياتهم، وخديعة خطيرة لتعرية ظهر الناس بلا بديل.

علينا أن لا ننجر الى اعلام الارهابيين ودعاية من يقف وراءهم، ولنحذر الحرب النفسية التي أعلنوها ضد ضحايا النظام البائد، فلا نتحدث عن ميليشيات مزعومة، ونغض الطرف عن مليشيات موجودة بالفعل.

اذ كيف يحق لأحد أن يدعو الضحية الى عدم الدفاع عن نفسها، وأخذ الحيطة والحذر، في الوقت الذي يرى فيه الحكومة عاجزة عن حماية الناس وأرواحهم؟ وكيف يرضى عاقل باسقاط سلاح الضحية، ومن حوله كواسر تتحين الفرصة لتنهش بلحمه؟ انها الخيانة والسذاجة والجهل والاستخفاف بأرواح الناس، أليس كذلك؟.

ترى، ماذا ستجيب الحكومة العاجزة عن الدفاع عن شعبها، اذا داهم مسلحون ارهابيون محلة ما مثلا، وأوقعوا في أهلها القتل والذبح والتدمير؟ بعيد مطالبة أهلها بنزع سلاحها فورا؟ بل ماذا أجابت الحكومة الناس عندما داهم الارهابيون التكفيريون مقدساتهم في مدينة سامراء، مثلا؟ وهي التي كانت ترفض أن يدافعوا عنها بأنفسهم، بعد أن عجزت عن تأمين الحماية اللازمة لها؟.

لا تكونوا مثاليين، ولا تفكروا بسذاجة، اقطعوا دابر الارهابيين أولا، وانزعوا سلاح التكفيريين وأيتام النظام البائد، وبعدها سيختفي سلاح المدافعين عن أنفسهم من تلقاء نفسه.

البداية، اذن، تبدأ من حيث يتواجد سلاح مجموعات العنف والارهاب، ومن النقطة التي يتجمع فيها سلاح ميليشيات أيتام النظام البائد ومجموعات العنف والارهاب وسلاح التكفيريين القتلة الذين يريدون العودة بعقارب الزمن العراقي الى الوراء، وبعدها سأكون شخصيا، الضامن لنزع كل سلاح غير حكومي حمله ضحية من ضحايا النظام البائد للدفاع عن النفس، بعد أن يئس من قدرة الحكومات المتعاقبة على حمايته.

ان الخلل لا يكمن في السلاح الذي يحمله المواطن دفاعا عن النفس، وانما في عجز الحكومة في الدفاع عنه، ما يضطره للبحث عن سبل الدفاع الذاتي، على اعتبار أن الأمن هو من أبرز مصاديق فلسفة وجود الحكومة، أية حكومة، في أي بلد في العالم، والا فليذهب الانسان الى الغاب يعيش فيها بين المخلوقات، يدافع عن نفسه بنفسه في اطار قانون الغاب، فالفرق بينه وبين قانون المجتمع هو حماية القانون، فاذا سقط هذا المبرر تحول المجتمع الى غابات متناثرة لا يحكمها قانون، انما سيد الموقف السلاح والمخالب والسكاكين.

نقطة مهمة جدا يجب أن لا نغفل عنها هنا ونحن نتحدث عن السلاح المنفلت في العراق، وهي؛

ان ما يبعث على الأسى والألم، هو أن بعض الضحايا الذين اضطروا لحمل السلاح دفاعا عن النفس، تورطوا بدماء ضحايا آخرين، أي أن بعض السلاح بدأ يخطئ هدفه الحقيقي، فبدلا من أن يكون وسيلة مؤقتة لدفع الضرر عن النفس، كحصانة ضد الارهابيين، واذا به يتحول الى سكين في خاصرة الأخ، وتلك هي الطامة الكبرى.

يجب أن ينتبه الجميع الى هذا الأمر، والا تحول السلاح الى أداة لتصفية الحسابات بين الفرقاء، وبين أصحاب الهدف الواحد والمصير الواحد، فتتكرر تجرية الفرقاء الكرد في تسعينات القرن الماضي، فكم قتل السلاح الكردي (المناضل) من أخوة النضال ورفاق الدرب؟ وهو الذي ما حمله المناضلون الكرد الا دفاعا عن أنفسهم ضد سياسات النظام الشمولي العنصري البائد؟.

يجب حصر مهام السلاح في اطار الهدف الذي لجأ اليه المواطن، وهو الدفاع عن النفس، بعد أن استشعر عجز الحكومات المتعاقبة في الدفاع عنه، والمبادرة فورا للتخلي عنه، عندما يشعر المواطن ويلمس نجاعة الخطة الأمنية التي أعلنت عنها الحكومة الجديدة، وليس قبل الانجاز فالكلام كثير، أما الانجاز فقليل أو معدوم، حتى الآن على الأقل، اذ، وبصراحة أقول، أخشى أن يردد المواطن، القول العراقي المأثور{لا حظت بزوجها، ولا تزوجت سيد علي} اذا تخلى عن سلاحه، ولم تف الحكومة بوعودها الأمنية.

أعيد قولي فأقول، ليحذر الجميع الفخ المنصوب والحفرة التي أمامهم، فلا يقعوا فيها، والا فسيكون الرابح في أي اقتتال بين الأخوة، هو خاسر في حقيقة الأمر، وعندها سيعظ الجميع على أصابعهم ندما {ولات حين مندم}.

 

21 مايس 2006

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.

×
×
  • Create New...