Jump to content
Baghdadee بغدادي

المواطن العراقي ما بين الحوسمه والفدراليه


Recommended Posts

Guest Guest

- اكد المسؤول الاول عن مكافحة الفساد في العراق ان الفساد بلغ خلال العامين الاخيرين مستوى غير مسبوق وان كبار المسؤولين يفتلون رغم ذلك من العقاب بسبب قوانين تسهل لهم الهروب خارج البلاد او الاحتماء بالحصانة البرلمانية.

ونسبت فرانس بريس الى رئيس هيئة النزاهة العراقية القاضي راضي حمزة راضي، في قوله ان "الفساد ازاداد واتسع" بعد سقوط نظام صدام حسين وعزا ذلك الى الى "ضعف الدولة خلال فترات التحول والتغيير والى تعاقب الحكومات قصيرة الامد" في العراق خلال العامين الماضيين.

واكد راضي ان ثمانية وزراء من الحكومات المتعاقبة التي شكلت في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين احيلوا للقضاء بتهمة الفساد ولكن محاكمتهم تتعثر لان بعضهم نجح في الهرب وبعضهم الاخر يلوذ بالحصانة برلمانية.

وحذر راضي، الذي يتولى رئاسة هيئة النزاهة منذ تاسيسها في حزيران/يونيو 2004، من ان افلات كبار المسؤولين من المحاكمة وعدم صدور "احكام رادعة" لا يساعد على محاصرة الفساد.

واوضح القاضي، الذي اعتقل مرتين في نهاية السبعينات لرفضه الانضمام الى حزب البعث العربي الاشتراكي، ان مكافحة الفساد تواجه مقاومة كبيرة مشيرا الى "مقتل 15 قاضيا ممن حكموا في قضايا فساد او ارهاب و21 من محققي هيئة النزاهة" خلال السنتين الاخيرتين.

واوضح حمزة ان هيئة النزاهة بدات فتح ملفات تهريب النفط موضحا انها فتحت قبل ستة اشهر فرعا في البصرة (جنوب) حيث تتم عمليات تهريب للنفط تقدر قيمته "بمليارت الدولارات" مؤكدا ان محققي الهيئة هناك بدوا متابعة الموضوع.

وكشف عن ان "تحقيقات بدات في عملية تهريب كبيرة للنفط في منفذ ربيعة" على الحدود مع سوريا موضحا انها تشمل قرابة 12 موظفا من وزارات النفط والمالية والداخلية.

وقال ان "تحقيقات كبيرة تجري مع 12 من ضباط الحدود وموظفي وزارات المالية والنفط والداخلية والمالية بعد ان تمكن فرع هيئة النزاهة في مدينة ربيعة (على الحدود العراقية-السورية) في ايار/مايو الماضي من ضبط عملية تهريب 1200 صهريج نفط اسود تقدر قيمتها بملايين الدولارات".

واكد راضي ان "ثمانية وزراء من الحكومات المختلفة التي تعاقبت في العراق بعد التغيير (سقوط نظام صدام حسين) احيلوا للقضاء ولكن المحاكمات لم تتم لان اكثرهم هرب الى خارج البلاد وبعضهم يتمتع الان بحصانة برلمانية لم يتم رفعها عنه بعد".

وذكر ان من بين هؤلاء الوزراء الثمانية حازم الشعلان وزير الدفاع السابق في حكومة اياد علاوي "المتهم باهدار 3،1 مليار دولار من المال العام" مؤكدا انه هرب الى الخارج وهو موجود الان في بريطانيا.

وامتنع عن تحديد اسماء بقية الوزراء ولكنه قال انهم "من الحكومات المختلفة التي تعاقبت في العراق" بعد الغزو الاميركي في 2003.

وكان وزيران من حكومة اياد علاوي (اول حكومة عراقية مؤقتة بعد نقل السيادة من قوات التحالف الى العراقيين في حزيران 2004) احيلوا في حزيران/يونيو 2005 الى التحقيق في قضايا فساد وهما وزير النقل السابق لؤي العرس ووزيرة العمل السابقة ليلى عبد اللطيف غير انه لم تتم محاكمتهما.

واضاف راضي انه تمت احالة 1400 قضية فساد الى القضاء خلال العامين الاخيرين من بينها "42 قضية تشمل مدراء عامين ووكلاء وزارات ووزاء".

غير انه قال ان "كبار المسؤولين لم يحاكموا لان اكثرهم هرب او لديه حصانة برلمانية باستنثاء قضية وزارة الدفاع التي حكم على مدير عام فيها بالسجن سنة".

واكد ان "23 متهما اخر احيلوا الى القضاء في هذه القضية ولكن معظمهم هرب داخل العراق وبعضهم غادر البلاد وطلبنا من الانتبريول الدولي القبض عليهم".

وقال ان "عشرات الضباط المرتشين من الشرطة والحرس الوطني موقوفين ومحالين الى المحاكمة كما ان العديد من موظفي وزارة التعليم المتهمين بتزوير شهادات دراسية ووثائق رسمية محالين كذلك للمحاكمة".

واوضح ان ملاحقة الوزراء وكبار الموظفين المتهمين بالفساد تتعثر لعدة اسباب اخرى ابرزها "وجود قوانين تتيح للسلطة التنفيذية التدخل في شؤون السلطة القضائية".

وتابع "على سبيل المثال لا يمكن احالة الموظف الفاسد للمحاكمة الا بموافقة الوزير وهذا الاخير اذا كان مشاركا في الفساد لا يوافق وان لم يكن فانه يرفض ايضا لانه يعتقد ان الكشف عن فساد في وزارته يؤثر على سمعته".

واضاف "القانون ايضا يشترط اجراء تحقيق اداري في اي قضية فساد تحال الى القضاء قبل بدء المحاكمة واي مسؤول او وزير كبير لا يسمح بذلك".

وقال انه بسبب هذا القانون "فان ملفات قضايا الفساد تصل الى الادارات القانونية للوزارات قبل بدء المحاكمة وهو ما مكن وزراء من الفرار قبل المحاكمة لانهم ابلغوا من موظفيهم بامر الملاحقة القضائية".

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 35
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

عودة الجن إلى ميسوبوتاميا

علي الشوك الحياة - 11/07/06//

 

 

 

لم يكن أمر الجن يعنيني في شيء، الى أن وقعت الواقعة في العراق، وغيرت رأيي بنسبة مئة وثمانين درجة. صرت أؤمن بهم كما آمن بوجودهم رئيس اتحادٍ للكتاب في أحد بلداننا العربية، حين سأله محاور عن دليله على وجود الجن، وكان ذلك قبل عشرين عاماً على ما أحسب، وأجاب بما مفاده: «ماذا تفسر الكلام في الراديو الترانزستور؟» فزادني ذلك اعجاباً برئيس الاتحاد، وقناعة بوجود الجن بين ظهرانينا، وفي واقع الحال، وصريح العبارة والمقال، كنت أنا أرتاح الى الجن عندما أقرأ قول القائل: «أتوا ناري، فقلت منون انتم؟/ فقالوا الجن، قلت عموا مساء». (ولا بد أن الشاعر استلهم لفظة «منون» من الجن، فقد تكون من بين مفرداتهم، وهذا انما يدل على ان لغتهم تتلون كما يتلونون هم).

 

وفي سياق اهتماماتي الميثولوجية واستطراداتي اللغوية، بحثت عن أصل كلمة «الجن»، فعلمت أن العفريت، أو الروح الحارسة، أو الجني، يقال له باللاتينية genius، وتعني «عبقري» أيضاً، و «قرين»، أي الشخص الذي يورث في غيره تأثيراً صالحاً أو طالحاً. والجن عند السومريين والبابليين يسكنون في شقوق الأرض ويظهرون في البراري. وهم عند العرب يسكنون في شقوق الأرض أيضاً، وفي الصحارى. ومن «الجن» اشتقت كلمة «الجنون»، لأنهم كانوا يعتقدون أن المجنون هو من يسكن رأسه جني. وبعض الباحثين، بمن فيهم العرب، يردّون لفظة «جن» العربية الى كلمة genius اللاتينية. ومما يعزز هذا الرأي ان مفهوم «العبقرية» الذي تذهب اليه الكلمة اللاتينية، له ما يقابله في الميثولوجيا العربية حول الجن، فعبقر: موضع كانت العرب تزعم أنه كثير الجن، ونسبوا اليه كل حاذق أو جيد الصنع، ومنه جاءت كلمة «العبقرية» العربية.

 

هذا عن أصلهم وفصلهم اللغوي. أما عن حقيقتهم، فجاء في المظان العربية ان الجن «أشخاص غير مرئية» (عن المسعودي)، وأن الجن «خلاف الإنس، وكل ما استتر عن الحواس من الملائكة والشياطين» (تاج العروس للزبيدي). وبما أن الجن ينتمون الى الماضي (لأننا لم نقف على أثر لهم اليوم إلا في الراديو الترانزستور، وحديثاً في العراق)، فقد رأيت ان احتكم أو أفزع الى مصادر الماضي ومظانه في البحث عن هويتهم وحقيقتهم. فنورني كتاب «عجائب المخلوقات» للقزويني بهذه النبذة عنهم: «زعموا أن الجن حيوان ناري، مشف الجرم، من شأنه أن يتشكل بأشكال مختلفة. واختلف الناس في وجود الجن، فمنهم من ذهب الى أن الجن والشياطين مردة الإنس، وهم قوم من المعتزلة (لا أدري ان كان يعني بذلك أنهم يعتزلون الناس، أو يقصد بهم طائفة المعتزلة أصحاب الكلام، فإذا كان يريد بهم الأخيرين، وهذا محتمل، فهو انما يعني ان القزويني أراد الإساءة الى المعتزلة، لأنهم لم يؤمنوا بالجن. ومعذرة لهذا الاستطراد الطويل) ومنهم (والقول للقزويني) من ذهب الى أن الله تعالى خلق الملائكة من نور النار، وخلق الجن من لهبها، والشياطين من دخانها، وان هذه الأنواع لا يراها الناظر، وانها تتشكل بما شاءت من الأشكال، فإذا تكاثفت صورتها، يراها الناظر».

 

وأكد الدميري أيضاً في كتابه «حياة الحيوان الكبرى» ان الجن «أجسام هوائية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة، لها عقول وأفهام، وقدرة على الأعمال الشاقة». واعترف بين قوسين بأن قدرتهم على الأعمال الشاقة هي التي جعلتني أؤمن بوجود الجن في العراق، فضلاً عن كونهم مردة الإنس.

 

وروى أبو العلاء المعري في «رسالة الغفران» عن جني لعين صرع صبية مسكينة من صبايا الإنس، وتصور لها في صورة جرذ، ولما دعوا له الهررة، تحوّل صِلاًّ أرقم، ولما اكتشفوا مخبأ الصل، صار ريحاً هفهافة، وطار الى خشب السقف، ففقدوا أثره... ثم عاد، فلاحق الفتاة المسكينة، وهي في الكلة (الناموسية). فلما رأته أصابها الصرع. واجتمع أهلها من كل أوب، وجمعوا لها الرُقاة والأطبة، فلم يفلحوا في انقاذها، وأسلمت روحها. ثم ارتجل هذا الجني اللعين قصيدة عصماء، أثبتها أبو العلاء في رسالة الغفران، تباهى فيها بمقدرته الفائقة في ترويع بنات الأرض، من أتراب قرطبة، الى فتيات الصين، والى سوداوات الزنج، وحسان الروم والترك والسقلاب (أي الصقالبة الروس)، الخ. ولولا ضيق المكان لنقلت اليكم بعضاً من أبيات هذه القصيدة العصماء.

 

وهذا التلون والتشكل يمارسه الغيلان أيضاً. قال كعب بن زهير: «فما تدوم على حال تكون بها/ كما تَلَوَّن في أثوابها الغول». والغول هو الداهية أيضاً، عند أجدادنا العرب. وهو الحرب أيضاً. قال الراجز: «والحرب غولٌ أو كشبه الغول/ تُزف بالرايات والطبول». لكنني علمت أن الغول كائن عراقي أباً عن جد، فهو بالسومرية Gallu، وكانت الكلمة تقال للعفريت عندهم.

 

والغول في المظان العربية اسم لكل شيء من الجن يعترض طريق المسافرين، ويتلون في ضروب الصور والثياب، ذكراً كان أو أنثى. أما السعلاة، فهي «الواحدة من النساء الجن اذا لم تتغول لتفتن السُفّار (أي المسافرين)». وأذكر أن أمهاتنا حين كُنَّ يُردن إخافتنا (في طفولتنا)، يقلن لنا: «أنا السعيلو، بَيُمَّةْ/ آكل بعيلو، بَيُمِّةْ!».

 

هذا ما كان من أخبار الجن في قديم الزمان. ويفهم من ذلك أنهم كانوا موجودين في معظم بلاد العالم، بما فيها ميسوبوتاميا، وبلاد العرب طبعاً، ورومية (أي روما)، التي أعارتنا الكلمة، أعني «الجن». ثم تواروا عن الأنظار، ابتداءً من أيام العباسيين، حيث شك المعتزلة في وجودهم، كما سبقت الإشارة الى ذلك، وكذلك الجاحظ (وهو معتزلي، كما تعلمون)، وابن سينا. أما الفارابي فقد تهرب من اعطاء رأي قاطع حول وجودهم أو عدمه. ونحن لا نلومه، لأن أمرهم التبس علينا.

 

ودليلنا في ذلك اختباؤهم في الراديو، وظهورهم المضلل للحواس والعقول في التلفزيون. ولعل أكثر ما يدعونا الى اعادة النظر في موقفنا الشاك في وجودهم، ما يترامى الى أسماعنا من حوادث عجيبة تقع في العراق اليوم، يتعذر أو يصعب نسبتها الى الإنس، وفي واقع الحال، ان عودة الجن الى ديارنا سُجلت في أوائل السبعينات، عندما ظهر جني في بغداد مع فأسه الشهيرة التي روّع بها الناس، بمن فيهم كاتب هذه السطور، ولُقب يومها بـ «أبو طُبَرْ» (والطبر هو الفأس). ولم يصدق الناس يومها، بعد ما زُعم من إلقاء القبض عليه، ان الشخص الذي اعترف على شاشة التلفزيون هو «أبو طبر»، لأن أبا طبر كان يمتلك مقدرة على فك الأقفال المضاعفة تفوق مقدرة (هوديني) الساحر في فكها وهو مربوط بسلسلة من حديد داخل صندوق، وكان من بين المتشككين فيه كاتب هذه السطور أيضاً، على رغم ان القاضي الذي حقق مع الشخص الذي اعترف على شاشة التلفزيون بأنه هو أبو طبر الحقيقي، صديق لي. فمن المتعارف عليه في العراق ان الاعترافات كانت تؤخذ كلها تحت التعذيب (وتحت التعذيب يتنصل حتى كارل ماركس من ماركسيته، ويتخلى روكفلر عن ثروته).

 

وللحق نقــول إن أثــر الــجن اخـــتفى بعـــد ذلك، مهما كان السبب. ويبدو أنه عاد بصورة مكشوفة وعلى نطاق واسع، كالذي تشهدونه، بعد حرب الخليج رقم (3). وإلاّ فما هو تفسير هذا الوجود الشبحي لأمة أخرى بين ظهرانينا، تشن حرباً شعواء علينا وتقاتلنا بأجسام هوائية لا مرئية؟ وأدهى ما في الأمر ان الخلق اختلط علينا، فلم نعد نستطيع التمييز بين الإنس والجن الآن، وتلك هي الداهية الدهياء.

 

Link to comment
Share on other sites

  • 2 months later...

بغداد: غيمة من الغضب تنصب على «مولدي الكهرباء»

 

 

 

بغداد: غيمة من الغضب تنصب على «مولدي الكهرباء»

 

رنين الهواتف لا يتوقف بسبب انقطاع التيار

 

 

بغداد: كيرك سمبل *

في مكاتب العراق يتم تأدية طقوس معينة كل صباح خلال أكثر الأشهر سخونة، ويسحب عمال عكار أنفسهم إلى غرفة ثم يتبادلون النكات ويتهالكون على كراسيهم متشكين من مشكلة النوم ليلا: الكهرباء انقطعت، وتعطل مولد الكهرباء، والحرارة كانت غير محتملة، والرضيع لم يكف عن البكاء، والبعوض موجود في كل مكان.

لذلك تتجمع شكاواهم في غيمة واحدة من الغضب لتنصب على هدف واحد: «الرجل المولد للكهرباء»، ولعله أكثر الأشخاص موضوعا للنقمة في المجتمع العراق بعد صدام حسين.

 

للعراق ثلاثة مصادر للكهرباء. فهناك الشبكة الوطنية الضعيفة والتي تقدم كهرباء لساعة واحدة كل أربع ساعات أي لست ساعات طيلة اليوم وأحيانا أقل من ذلك.

 

وفي القمة هناك المولدات الكهربائية الصغيرة الحجم والموجودة في الكثير من البيوت على الرغم من ارتفاع اسعار الوقود كثيرا مما يجعلها نوعا من الترف للكثير من الأسر. وما بين هذين المصدرين هناك الرجل المولد للكهرباء وهو يمتلك محطة كهرباء مصغرة على مستوى المنطقة. وفي بغداد على سبيل المثال هناك ما لا يقل عن مولدة كهربائي لكل عدد صغير من المباني، وهذه تساعد على توفير الكهرباء للبيوت وأصحاب المحلات. وتوضع المكائن تحت سقوف قصديرية وللزبائن أسلاك ملونة تخرج من بيوتهم إلى المولد الكهربائي المحلي بواسطة أعمدة منصوبة باليد، وهذا ما يجعل المولد الكهربائي موصولا بشبكة واسعة من الأسلاك. من الناحية النظرية، يوفر رجل المولدات الكهربائية الكهرباء ما بين 10 إلى 12 ساعة في اليوم، وهو يوقف استخدامها حينما تبدأ الكهرباء الحكومية بالعمل. وخدماته تقيَّم خلال الصيف خاصة، حينما تصل درجات الحرارة حوالي خمسين مئوي، وتصبح مكيفات الهواء أساسية للنوم. ويقدم رجل المولدة الكهربائية خيارا أفضل للعائلات من المولدات الشخصية لان تكاليفها أقل والتيار الكهربائي أقوى مما يسمح لها بتشغيل أجهزتها الكهربائية بشكل متزامن بدلا من تحديد أي منها يجب إقصاؤها: التلفزيون بدلا من الكومبيوتر.

 

يبلغ الاشتراك للحصول على 10 أمبيرات من رجل المولدة الكهربائية حوالي 65 دولارا في الشهر، وهذا يشكل جزءا صغيرا مما يكلفه تشغيل مولدة خاصة. قالت ام عراقية تنتمي للطبقة الوسطى «رجل مولدتي الكهربائية؟ أنا أريد أن أقطع رأسه». واوضحت يسرى، 47 سنة، «إنهم مجموعة من اللصوص. نحن نعتمد بنسبة 99.9% عليهم! إنهم يتحكمون في حياتنا لا يوم بيوم بل ساعة بساعة».

 

لكن مالك المولدة الذي أعطى اسم أبو فاطمة لإخفاء هويته قال «إنه عمل شاق». ويغطي مولده الكهربائي حوالي 95 منزلا وشركة.

 

ومثل ما يقرب من عشرة مالكي مولدات تمت مقابلتهم بدا أبو فاطمة، 28 سنة، وأخوه الذي يعمل شريكا له، حاتم عبد الله كريم، 22 سنة، بطبيعة جيدة ولم يظهر عليهم أي انفعال بسبب الكره الذي يولدونه في نفوس زبائنهم. قال أبو فاطمة «الناس لا يفكرون إلا في أنفسهم وهم يشكون ويشكون».

 

أما مؤيد الذي يمتلك مولدا كهربائيا في منطقة سكنية راقية بالكرادة، فقال «علينا أن نبدأ الكهرباء عند الساعة الواحدة بعد الظهر. وإذا تجاوز الوقت خمس دقائق تبدأ الهواتف بالرنين بشكل مستمر». ثم جاء هاتف، بعد تجاوز الواحدة بوقت قصير. قال مؤيد للآخر على الخط «أنا متأسف جدا» ثم راح يشرح لها إنه انشغل مع صحفي ونسي الوقت. ومع بدء المحرك بحركته استلم شريكه ثلاثين مكالمة على هاتفه الجوال المخصص للشكاوى لكنهم لم يتمكنوا من سماعها بسبب ضجيج المحرك. فضحك الجميع.

 

يقول أصحاب المولدات الكهربائية إن مبدأ السوق الحرة ينطبق على عملهم ويمكن للزبائن غير الراضين بخدماتهم أن يشغل مولده الخاص أو أن ينتقل إلى صاحب مولدة أخرى.

 

لكن الزبائن يتجنبون التغيير من مولدة كهربائية إلى أخرى ودفع اشتراك جديد، وفي الكثير من الحالات النتيجة تكون واحدة.

 

وقال الطالب الجامعي فراس من حي السيدية التي تعد منطقة لأبناء الطبقة المتوسطة «في هذه السنة بدلنا اشتراكنا ثلاث مرات من سيء إلى أسوأ.». وقال إن أسرته وقعت ضحية مكيدة نظمها أصحاب المولدات: فهم يبدأون برفع عدد الساعات لهم وتقليل معدلات السعر مقارنة مع منافسيهم ثم يبدأون بتغيير الوضع إذ يبدأون بعرض ساعات أقل ورفع الأجور. وقال «نحن مذلولون» على يد أصحاب المولدات الكهربائية.

 

لكن الطالب الجامعي الذي يعمل يمتلك بالشراكة مولدة كهربائية في الكرادة قال «أكثر الزبائن غاضبون. ليس هناك سوى عدد قليل من الأشخاص المتعاطفين معنا. والأكثرية منهم يفكرون بأنفسهم فقط».

 

*خدمة «نيويورك تايمز»

الشرق الاوسط

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...

مبادرة عراقية لمحاربة الفساد

 

 

 

جيم موير

بي بي سي- بغداد

 

 

 

 

يحاول البرلمان العراقي التصدي لظاهرة الفساد الإداري

أقر مجلس النواب العراقي رفع الحصانة البرلمانية عن رئيس كتلة المصالحة والتحرير النائب مشعان الجبوري بطلب من مجلس القضاء الاعلى.

 

وهناك مخاوف على نطاق واسع في العراق من انتشار الفساد، وهو ما جعل هذه الخطوة ينظر إليها على أنها إيذان بمرحلة جديدة للقضاء على الفساد.

 

وصدرت بحق الجبوري الذي يعتبر زعيما قبليا ورجل أعمال وواحدا من الشخصيات السنية ذات النفوذ القوي مذكرة اعتقال بعد اتهامه بالاستيلاء على مبالغ مالية تسلمتها إحدى الشركات التي يملكها مقابل إبرام عقود لتجهيز وزارة الدفاع بمواد غذائية.

 

ويترأس الجبوري كتلة برلمانيا صغيرا تتكون من ثلاثة نواب في البرلمان العراقي، إلا أنه نادرا ما يحضر جلسات المجلس النيابي.

 

وكان قد تم اعتقاله في وقت سابق من العام الجاري في مطار بغداد الدولي وبحوزته حقيبة بها مئات الآلاف من الدولارات، وهو ما أكد اتهامات البعض له بالضلوع في عمليات فساد إداري.

 

وفي جلسة رفع الحصانة عن الجبوري قال رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي صباح الساعدي إن الجبوري متهم باتهامات خطيرة استهلكت خزينة الاقتصاد العراقي اكثر من 75 مليون دولار.

 

واضاف الساعدى امام اعضاء البرلمان ان " التحقيقات التي اجرتها هيئة النزاهة.. افضت الى تورط النائب الجبوري بالقضية تورطا مباشرا."

 

ويعتقد أن الجبوري يوجد حاليا خارج البلاد.

 

وبرفع الحصانة عن الجبوري، وهي سابقة من نوعها يريد المسؤولون في العراق التأكيد على أن الإدارة الحالية جادة في التصدي لقضايا الفساد الإداري.

 

ويقول المسؤولون إن حوالي 1200 قضية فساد عالقة بينها 300 قضية يتهم فيها بعض كبار المسؤولين في الدولة بسرقة ما يفوق 7 مليارات دولار.

 

Link to comment
Share on other sites

النهر الثالث

سمير عطا الله

 

في الخمسينات قررت الناصرية الاطباق على الشيوعيين. وعندما قامت حركة الشواف في الموصل، خرج شيخ ومؤسس السعادة العربية احمد سعيد يقول: «اقتلوهم حيث وجدتموهم». ولم يتخط احد هذه الهمجية اللفظية سوى شيوعيي العراق. فلم تكن لديهم اذاعة يدعون فيها الى القتل، ولكن كانت لديهم حبال جاهزة يسحلون بها كل من رأوه في الشوارع وهم يهتفون «ماكو زعيم الا كريم». اما لماذا «ماكو زعيم الا كريم» فلأن العقل العربي، خصوصاً الفرع الشيوعي منه، لم يكن قد اخترع بعد ذلك الهتاف الرخيم «بالروح، بالدم».

 

11 قتيلا في هجوم على محطة تلفزيون ليس فيها سوى مذيعين ومذيعات ومحررين. و40 جثة «مجهولة الهوية» في امكنة اخرى. وما هو الا يوم آخر من يوميات بغداد. فماذا تسمي ذلك؟ انا، شخصيا، اسميه مقاومة. وسوف تظل المقاومة نابضة في العروق الوطنية الملتهبة حتى لا يبقى من يهتف لها. دعوني اكرر من دون ان تسأموا من ذلك. المسؤول عن مذابح بغداد، المجهولة المعلومة، هو العقل العربي الذي يرفض استنكارها. وهو العقل العربي الذي يطرب لها ويشارك في احصاء الجثث ويتفرج على النعوش الخشبية الرخيصة التي تعطى لاهل العراق يدفنون فيها قتلاهم. لماذا لا نسمع رأي الازهر وكافة المرجعيات الدينية في العالم العربي في مهرجان القتل المجاني القائم في العراق؟

 

اين هي مجموعات ونقابات وجمعيات الكتاب والادباء والصحافيين التي تهب لاستنكار اعتقال شاعر او «مثقف» في الاناضول، ثم تذهب الى النوم عندما يقتل العراقيون بالآلاف تحت شمس العرب. ما هذا التقبل المريب للنهر الثالث في بلاد ما بين النهرين: نهر الدماء وسهول الجثث.

 

ما هذا السكوت العربي الرسمي والديني والفكري والحزبي وطبعاً الشعبي؟ فداء مَن يقتل بالرصاص مذيعون ومذيعات؟ وفداء مَن ترمى الارواح «المجهولة» على قارعة الطرق؟ وكيف يهون على امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ان يكون هذا هو حال ومآل بلد عربي في هذا الموقع وهذا الحجم؟ ام اننا قوم متخلفون لم نبلغ بعد ان العراق لم يعد بلداً عربياً، فلندعه وشأنه وجثثه. ولنتركه يشكو، علناً، من قلة المقابر وكثرة الطلب؟ أليس ذلك اقصى حالات الانحطاط الانساني: ان يترك بلد يعلن افلاسه في المقابر، كما روت الزميلة «الحياة»؟ ألا يستحق موتى العراق كلمة صغيرة او دقيقة صمت او لحظة حياء او ثانية تأمل عربي، او بالاحرى تأمل عربي ـ اقليمي مشترك، بلغة هذه الايام؟

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...