salim Posted September 27, 2008 Report Share Posted September 27, 2008 مسلسل (أبو جعفر المنصور) اللاعب الوحيد الذي أودت به اللغة! [/size] GMT 15:15:00 2008 السبت 27 سبتمبر مروان الغفوري يستمر المسلسل - باقتدار لافت - في لمّ شتاتنا أمام شاشة الإم بي سي. وبالرغم من أنه كان بمقدور المسلسل أن ينحاز أكثر إلى مصلحة الهامشي، كما فعل النص الدرامي، وربما التاريخي، نفسه حين انحاز في جزء كبير من الحكاية ومن مشاهد التمثيل إلى مصلحة حضور رجل الهامش القوي "المولى، أبي مسلم الخرساني". إلا أنه أضاع هذه الفرصة الفنّية تماماً. في الواقع، سيبدو هذا المولى سيداً يصنع الحدث ويفضّه، وليس هامشيّاً، وسيتحول من الهامشي إلى المركزي شديد الفاعلية بسرعة محضة ؛ بيد أن روعةً ما كانت ستصب في صالح المحصلة النهائية للمسلسل فيما إذا قرر المنتجون تسمية المسلسل: أبو مسلم الخرساني، في الدعوة إلى الدولة. بدلاً عن " أبي جعفر المنصور". دعونا نقترح مثل هذا الاقتراح لإخراج الدراما من إسار التاريخ الذي انحاز لحكاية الأمير وترك حكاية " المواطن البسيط" للحكواتي. كان بمقدور الدراما التاريخية، بل من لزوميّات حركتها الفاعلة، أن تمنح المغمور الصفحة الأولى، أن تبتدئ به فاتحة النص، وأن تبتعد عن الأمير الذي ملأ التاريخ باسمه، بغلمانه، بنزواته، حتى في حروبه. ففي الحرب يموت الآلاف بينما يتذكر التاريخ – ومثله الدراما العربية – فقط كيف أن الأمير نظر إلى دماء الناس ورؤوسهم ثم قال بتأفف: يبدو أنه ليس لشمس هذا اليوم من مغيب. هذه العبارة وردت على لسان عبد الله بن علي، عم المنصور، في معركة شرسة هزمه فيها " المولى أبو مسلم الخرساني". لقد فعل هوميروس النقيض تماماً، فمنذ أول سطر في إلياذته.، كان هناك أخيليس. الحكواتي العربي، هو الآخر، حاول في لحظةٍ ما أن ينحاز لمصلحة إنهاء المرويّة بتفوق المقتول، الضحية ـ المهمش، كما فعل في سرده لقصة مقتل سعيد بن جبير على يد الحجاج. الأخير، الحجاج، لم يعش بعد مقتله لأكثر من14 يوماً، كما تقول المسرودة اللفظية، قضاها في كوابيس: مالي ولسعيد بن جبير. ومات في الأخير بتأثير لعنة المقتول، لينتصر " المواطن " على الأمير.. في المسلسل، ستسمع على نحو متكرر لأكثر من مرّة ذلك المولى وهو يصرخ أمام مستشاره " أبي إسحاق": متى سأضع قيود المولى؛ وهو ما يعني أن ثمّة حاجة درامية ملحّة لفك قيود هذا المولى، لتغطية غربته التاريخية، من خلال منحه امتياز العنوان: أبو مسلم الخرساني، في الدعوة إلى الدولة.. أو أي اقتراح آخر لا يزيح أبا مسلم الخرساني من حيّز العنوان. ثمّة تشابه وتقابل بين شخصية أبي مسلم الخرساني، كما في العمل الدرامي " أبو جعفر المنصور"، وفي القصة التاريخية ذاتها، وشخصية أخيليس، في الإلياذة التي جسّدتها على نحو بديع شخصية " براد بيت" في فيلم طروادة. لا يبدو أن العاملين على إنتاج المسلسل كانوا على وعي تام بها. Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.