Jump to content
Baghdadee بغدادي

About Ashouraa


Recommended Posts

تمر علينا دكرى عاشوراء كربلاء التي يحيها الملايين من المسلمين حول العالم.. يرجى كتابه مداخلاتكم حول الدكرى وحول اهميتها في التاريخ الاسلامي وخصوصا بما يتعلق المرحله الراهنعه من ميلاد العراق الجديد

In days , Millions of Muslims will remember the day of Ashoura in Kerbala..Please write about it and its importance day in Islamic history, especially with the current tarnsition of Iraq into it's new birth

Link to comment
Share on other sites

Guest mustefser

ع

اشوراء... حدث تاريخي تجاوز الوجدان الشيعي المتألم ليصبح جزءاً من الدراما الإنسانية

 

 

الأثنين 14/2/2005 "الرأي العام" بيروت من حاتم الزين- كثيراً ما يعي الإنسان ظاهرة فيراها وقد يعيش في جوقتها دونما معرفة بأصولها التاريخية والعوامل التي غذتها, ولعل أخطر ما يمكن البحث أو التحقيق فيه هو تلك الظواهر التي لها عمق ديني, ومن تلك الظواهر عاشوراء، المرتبط إحياؤها بالعديد من المراسم اختلفت الآراء من مختلف المشارب حولها, أسئلة كثيرة نطرحها حول إحياء عاشوراء وقد نجد لها جواباً وقد لا نجد, ومنها: متى بدأ إحياء عاشوراء؟ وما هي التقاليد التي ارتبطت بها وتاريخها كالمجالس العاشورائية والمسرح العاشورائي؟ وما هي الآراء حول طرق الإحياء مع الاقتراحات؟ كربلاء، تلك الصحراء التي لم تُعرف إلا باسمها الذي يعني «معبد الآلهة»، كانت أرض الحدث أو الواقعة منذ عام 61 للهجرة, لقد كانت مسرحاً واقعياً لصراع بين فئتين تتعارض قيمهما ومنهجهما ورؤيتهما للواقع . ومن هذا الحدث التاريخي البارز، أي قتل الإمام الحسين، بدأت زينب أخت الإمام الحسين وكذلك أبناؤه بدور إعلامي لتسويق هذه الثورة بين أذهان المسلمين عموماً والشيعة خصوصاً، عبر الأدب الشفوي الذي ينقل عنهم ما جرى في كربلاء.

وهكذا، كانت انطلاقة الأحزان التي عززها ورسّخها حينها الشعر، ذلك المنبر الإعلامي الأبرز والأسرع في دخول وجدان كل إنسان.

متى بدأ إحياء عاشوراء؟

يقول المؤرخ حسن الأمين «إن مجرد الاحتفال شيء وتطوره شيء آخر، فأول احتفال بذكرى مقتل الحسين هو احتفال التوابين على قبر الحسين، وهذا في العهد الأموي, إذ كانت تقام مراسم هذه الذكرى في بيوت الأئمة في شكل خاص», وأضاف أن «أهم شيء في الاحتفالات، زيارة قبر الحسين، ويدل على ذلك ما فعله المتوكل العباسي بمنعه زيارة القبر حيث إنه هدمه وحاول طمسه».

وأشار الأمين إلى أن «الاحتفالات في شكلها العلني بدأت حينما أصبح للشيعة دول وبالتحديد مع البويهيين (في منتصف القرن الرابع للهجرة), فكان كلما يضعف الحكم الشيعي ينعكس ذلك سلبياً على إحياء عاشوراء».

ففي عهد البويهيين كان يعرف الأثر الشيعي التجاري في بغداد في اليوم العاشر من شهر محرم لأنهم كانوا يحيون عاشوراء فقط في هذا اليوم, أما التطور في طرق الإحياء واتخاذ الأيام العشرة الأول من محرم كفترة إحياء، فقد بدأ مع الحكم الصفوي (الصفويين).

ما هي أشكال الإحياء، وما هي التقاليد التي ارتبطت بها؟

إن إحياء أي مناسبة هو شكل من أشكال التعبير يتخذ مظاهر شتى, فعاشوراء بيننا وبينها 1363 عاماً هجرياً, من هنا، كان الزمن عامل مساهمة في تحويل مجرى الإحياء الثابت ـ وإن ببطء ـ من خلال الاقتباس من الموروث الشعبي القديم أو من خلال استيراد بعض أشكال التعبير وشرعنتها.

ولذلك سنعرض مراسم الإحياء قبل الدخول في الآراء التي تتناولها.

أ ـ مجالس العزاء والشعر الحسيني:

يعتبر السيد جعفر مرتضى أن المجالس بدأت منذ عهد الإمام علي بن الإمام الحسين والذي كان حاضراً في كربلاء، ما يعني أنها بدأت في العهد الأموي, وأضاف أن أئمة أهل البيت كانوا يقيمون مجالس شعرية في بيوتهم, وقد ذهب مرتضى إلى أبعد من ذلك بقوله «إن الحزن على الإمام الحسين بدأ حسب الروايات منذ آدم، وكان النبي يجمع الناس للحزن والبكاء على الحسين، وهذا ثابت في النصوص التي لا يمكن النقاش فيها», وأشار الشيخ علي سليم، قارئ مجالس العزاء في «حزب الله،» إلى أنه «كان في بداية إحياء عاشوراء شعر ثم تدريجاً صار هناك خطيب وناعِِ ينعى الإمام الحسين، وبالتالي واحد يقرأ الشعر وآخر السيرة ثم أصبح في النهاية شخص واحد يقرأ السيرة والشعر».وكانت الآلية المعتمدة وما زالت في مجالس العزاء، الشعر الحسيني الذي يعرّفه الشاعر حسن خليفة بأنه هو الشعر الذي قيل في الإمام الحسين وفي تمجيد ثورته وواقعة الطف.

ومن هنا، كما يقول المؤرخ الدكتور إبراهيم بيضون في كتابه «ثورة الحسين حدثاً وإشكاليات»، بدأ يتركب النص الحسيني على تراث الحزن، وأخذت مجالس العزاء التي انتشرت في بقاع الأرض تردد المأساة، وتضيف إليها ما يشحن النفوس ويعمّق الحقد على الظالمين الذين أراقوا دم البطل.

واعتبر بيضون أن الكبت، الظلم النفسي، الفقر، الجبروت، الاحتلال، الاستكبار,,, جميعها مفردات عاشت بين ضلوع الشيعة مدى الدهور، وما انفكت تواجه بعضهم في هذا العصر,,, وكلها أدت، بصورة أو بأخرى إلى رفع وتيرة العزاء الحسيني وشحن خطابه.

ب ـ مواكب العزاء والإضرابات:

اعتبر الدكتور إبراهيم الحيدري، في كتابه «تراجيديا كربلاء»، أن من المعلومات التاريخية التي اتفق عليها أغلب المؤرخين، أن أول موكب عزاء عام أقيم رسميا كان في زمن معز الدولة البويهي عام 963، حيث قامت أول الاحتفالات العلنية يوم عاشوراء في شوارع بغداد.

وهذا ما أكدّه المؤرخ حسن الأمين الذي أضاف أن هذه المواكب كانت عادية وأنه كان يصار لتعطيل الأسواق وإغلاق المحال عند الشيعة.

ج ـ مواكب اللطامة:

وتتكون هذه المواكب من مجموعة أو مجموعات من الرجال تقوم بلطم صدورها بالأيدي كطقس ديني ـ شعبي، مواساة للإمام الحسين وأهل بيته في مأساتهم.

بيد أن مواكب اللطم هذه أخذت تتطور عبر اللطم لا بالأيدي بل بالسلاسل الحديد أو ما يسمى الزناجيل ويتكون الزنجيل من مجموعة من السلاسل الحديد الصغيرة المربوطة من الأسفل بمقبض خشب أو حديد يضرب بها على الظهر والكتفين.

د ـ مواكب التطبير والقامات:

إن التطبير، كما يذكر الدكتور إبراهيم الحيدري، هو جرح الرؤوس الحليقة بالقامات بضربات ليست عميقة.

وأما القامات ومفردها قامة فهي سيوف مستقيمة حادة الجانبين تشبه السيوف الرومانية القديمة، وافضل أنواعها الروسية والتركية.

هـ ـ المسرح العاشورائي:

بدأ المسرح العاشورائي مع الإيرانيين وقد جرى أولى العروض المسرحية في شيراز يوم عاشوراء عام 1011هـ/1602م، أي في عهد الصفويين.

الفنان الدكتور بطرس روحانا، أشار إلى أن المنطقة العربية ولبنان لم يعرفا عاشوراء في شكلها المسرحي إلا في بداية القرن الماضي, ولفت إلى أن أول من دعا ونظم وبادر إلى تنفيذ المسرح العاشورائي كان طالباً إيرانياً من عائلة ميرزا وكان يدرس في الجامعة الأميركية في بيروت, وقد استحصل على إذن خاص من السلطات في ذلك الحين بعد ضغط من القنصلية الإيرانية, وصرح الدكتور إبراهيم الحيدري، في كتابه الذي ذكرنا، بأن عدداً من التجار الإيرانيين، كانوا يحتفلون بذكرى عاشوراء بعد إذن خاص من الباب العالي في النبطية، وذلك بأداء تمثيلية تروي واقعة كربلاء ويؤديها شخصان وباللغة الفارسية، واحد يمثل الإمام الحسين وآخر يمثل الشمر قاتل الحسين.

وأضاف الحيدري أنه في اليوم العاشر من محرم عام 1921 قامت مجموعة من الشباب اللبناني بتمثيل واقعة الطف بكربلاء، وللمرة الاولى في مدينة النبطية, وكان نص المسرحية مترجماً من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية عام 1927.وقال روحانا «إن العمل المسرحي حينها اقتصر ولاعوام طويلة على مبارزات كلامية غير طويلة ومقتل الحسين ثم اقتياد السبايا وعلى رأسهم الإمام زين العابدين على جمال وأحصنة كانت متوافرة وشيئاً فشيئاً دخل هذا الاحتفال المسرحي في المنطقة العربية».

والذي ساعد على إبقاء مقتل الحسين حدثاً تاريخياً عظيماً ـ كما يوضح روحانا ـ هو تنقيح علماء الشيعة لنصوص المجالس من الأساطير والغرائب والخيال وتحويلها نصوصاً عدلت وقسمت في شكل يستطيع شباب شيعة أن يمثلوا عاشوراء ـ إن صح التعبير ـ عبر محاورات بين أبطال المأساة, لكن النصوص هي نفسها التي تعتمد في المجالس لكن بصيغة تعبيرية مختلفة إذ أدخل المسرح والإكسسوارات والعناصر المسرحية والملابس والمكياج (التخضيب مع اللحى), وأدخلت في النبطية اللوحة التي تمثل صحراء كربلاء في خلفية الخشبة.

ومن المظاهر الأخرى التي يمكن أن نضيفها في النهاية زيارة مقامات الأئمة والذين قتلوا مع الحسين في عاشوراء وذكرى الأربعين، المعروفة عند الشيعة.

بعد عرضنا هذه الطرق الإحيائية لعاشوراء نسأل السؤال الأبرز: ما هي الآراء في هذه المراسم؟

القيمة الفنية للشعر المتداول بين قراء العزاء

يدخلك الشاعر حسين خليفة في حديثه عن الشعر الحسيني وقيمته الفنية إلى أعماق التاريخ إذ يقول: إن أهل البيت وظفوا الطاقات الفكرية لدعم ثورة الحسين وتخليصها من تشويه أولئك الذين اخذوا يكتبون أن الإمام الحسين قتل بسيف جده لأنه ثار على الخليفة ولا يجوز الخروج على الحاكم، فمقابل هذا قال أئمة أهل البيت (من قال فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتا في الجنة)، وكانوا يعطون العطيات للشعراء كالكميت ودعبل الخزاعي والسيد الحميري، حتى أن ياقوت الحموي أسمّى قصيدة دعبل التائية بالقصيدة المذهبة, فتوظيف الأئمة للشعر له هدف فكري وإعلامي، لأن الشعر يلتقي مع القرآن والسنة النبوية بما له من طاقةٍ مفتوحةٍ على القراءة المتنوعة المستمرة, وقد قسم الشاعر حسن خليفة (الأخ التوأم لحسين) الشعر الحسيني اقساماً عدة, وقال: إن أولى القصائد كانت ارتجالية بمجرد أن سمع الشعراء باستشهاد الإمام الحسين, وقيمة الارتجال الفنية أقل من غيرها وإن كان هناك بعض المرتجلات التي تبدو قيمتها أقوى, وهناك بعض القصائد النخبوية كالقصيدة اللامية للشريف الرضي الذي كان يكتب في كل يوم عاشوراء الشعر والتي مطلعها:

راحل أنت والليالي نزول

ومضرٌّ بك البقاء الطويل

فهذه القصيدة تعتبر من عيون الشعر العربي وعلى مثالها يوجد الكثير, فالمنسجم مع مبادئ الحسين يضيف إلى شعره عنصر الإلهاب الذي يتعاطف معه أي إنسان فالثورة ملهمة لكل الشعراء وخصبة جداً.

ويضيف الشاعر حسن خليفة أن هناك قصائد كثيرة من محبي الحسين فيها العديد من الركاكة واستصحاب الكلاسيكية, فهناك مثلاً قصيدة كربلاء لا زلت كرباً وبلا للشريف الرضي والتي يقرأها الرواديد دائماً، واعتبرها بعض النقاد منتحلة على الشريف الرضي لأن قيمتها الفنية أقل من قيمة قصائد الشريف الرضي الأخرى, لكن الواقع أن الشريف الرضي قالها ارتجالاً، عندما كان زعيماً لموكب عاشوراء في زيارة الإمام الحسين في كربلاء وكان غرضها الاستنهاض, فالهدف هو الذي يحدد القصيدة ومقدرة الشاعر, أما خليفة فاعتبر أن قصيدة محمد مهدي الجواهري العينية هي أول قصيدة حققت الشروط الفنية الجديدة والشروط الموضوعية من حيث المضمون وجسدت ثورة الحسين جامعة بين العبَرة والعِبرة .

فالجواهري استثار العَبرة (بفتح العين) بقوله :

كأن يداً من وراء الضريح

حمراء مبتورة الإصبع

واستثار أيضاً العِبرة (بكسر العين) حينما يقول :

شممت ثراك فهب النسيم

نسيم الكرامة من بلقع

وأشار إلى أن الجواهري جمع بين الجانب الثوري والجانب العاطفي لا المأسوي, بينما قبله كان شعراً مأسوياً، فقط يريد أن يستدر الدموع ولم يرتفع إلى ثورة الحسين من حيث الفكرة والمضمون وأهداف الثورة, بل على العكس فقد مثل ذلك الشعر القديم الصيغة العشائرية فصوّر الحسين أنه يمثل بني هاشم ويزيد يمثل بني أمية وأنه أيضاً كان هناك عداوات بين هاشم وأميّة قبل الإسلام, فالشاعر الحسيني أراد أن يستثير الحمية الهاشمية على الحمية الأموية رابطاً هذه الاستثارة بالإمام المهدي.

ويكمل خليفة أن قصيدة الجواهري كانت الشرارة الأولى في التغيير في الشعر الحسيني لأنه جمع بين الدعوة إلى الثورة والكرامة والعِبرة والعَبرة, وجاء بعده الشاعر مصطفى جمال الدين في قصيدته البائية وبعده جاء شعراء شباب، ما جعل كربلاء تدخل الشعر العربي المعاصر حيث استخدم قضيتها شعراء غير شيعة كنزار قباني وبدر شاكر السياب ومسيحيون وملحدون ووجوديون وغيرهم ووظفوها في شعرهم, فالشاعر الفلسطيني أحمد دحبور عنده قصيدة «العودة الى كربلاء» وجعل علاقة تماهٍ بين كربلاء وفلسطين من حيث العطش الحسيني وترك العرب الفلسطينيين يواجهون مصيرهم بيدهم, وهناك رسالة ماجستير للشاعر العراقي علي الشلاه تحت عنوان «كربلاء في الشعر العربي المعاصر».

ويضيف أن الشعر الحسيني الحديث نجح واستطاع أن يمشي مع تيار الحداثة، من هنا يدعو خطباء المنبر الحسيني الى أن يتثقفوا ويأخذوا من هذا الشعر ويقرأوه على المنبر الحسيني.ويعلق على المجالس الحسينية، معتبراً أن ثورة الحسين دخلت إلى الوجدان الإنساني حتى أن شاعراً ألبانياً كتب ملحمة من آلاف عدة من الأبيات في الإمام الحسين, في حين يرى أن أكثر خطباء المنبر الحسيني ليسوا خطباء عندهم صوت جميل ونوع من التكسب من هذا المنبر وليس عندهم رسالية في المنبر، وليتهم متكسبون ويؤمنون برسالة، بينما نجد مثلاً أن الشيخ أحمد الوائلي وهو شاعر، يختار قصائد رائعة ويحسن توظيف الشعر عندما يقرأ المجلس الحسيني, والسبب في تدني اختيار الشعر المناسب وتكرار ما قيل في الأعوام السابقة لغرض الإبكاء هو غياب النقد لهؤلاء الخطباء, فلو كانوا أوفياء لما يدعون لقاموا بتوفير العدة والاستعداد لتطوير مستواهم الثقافي وإلا فإنهم يساهمون بتجهيل الناس وتخلفهم وهذا عكس ثورة الحسين وأهدافها, فالسكوت عما يجري على المنابر من الانحطاط عبر معلومات خاطئة تدل على الأمية والجهل بحجة الحرص على البركة هو مشاركة في جريمة ثقافية.

التطبير وتعذيب الجسد

بعدما عرفنا ما هو التطبير، نأتي لنعرف مصدره والآراء حوله, ولعل أبرز من حارب التطبير وإيذاء الجسد كان المرجع العلامة السيد محسن الأمين في بداية القرن الماضي, وأوضح أنه يذكر في المجالس بعض الأمور المعلوم كذبها وعدم وجودها في خبر ولا نقلها في كتاب علماً انها تتلا على المنابر بكرةً وعشياً, وقد سار على منوال الأمين بعد ذلك العديد أبرزهم الشيخ مرتضى مطهري, أما السيد جعفر مرتضى، فيعتبر من أبرز المدافعين في عصرنا عن التطبير واللطم والضرب بالسلاسل، إذ يقول إن مراسم عاشوراء، حتى جرح الرؤوس، وضرب السلاسل واللطم وغير ذلك، لم تثبت حرمتها الشرعية، ولا هي مما يحكم العقل بقبحه، فلماذا يكون فيها توهين للمذهب؟ نعم، قد يكون في ذلك بعض الحرج النفسي لدى فريق من الناس, ولا يكفي مجرد النفور النفسي منه، إذ لو كان كافيا للزم ألاّ يقتل القاتل, هذا الرأي الفقهي تقابله آراء فقهية معارضة، فقد اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أن استخدام السلاسل للضرب بها والتطبير، من الأمور المحرمة إذا أوجبت وهن المذهب, وقد سئل خامنئي: هل التطبير في الخفاء حلال أم أن الفتوى عامة؟ فأجاب: التطبير إضافة إلى أنه لا يعد عرفاً من مظاهر الأسى والحزن وليس له سابقة في عصر الأئمة عليهم السلام وما والاه ولم يرد فيه تأييد من المعصوم عليه السلام في شكل خاص ولا في شكل عام، يعد في الوقت الراهن وهناً وشيناً على المذهب فلا يجوز بحال, ومن أصحاب هذا الرأي أيضاً المرجع السيد محمد حسين فضل الله الذي يعتبر أن بعض أساليب إقامة ذكرى عاشوراء تتمثل في بعض التقاليد التي درج عليها قسم من الشيعة نتيجة ظروفهم التاريخية السابقة، وطبيعة تصورهم لأسلوب التعبير عن العاطفة، كما في ضرب الرؤوس بالسيوف، والظهور بالسلاسل، والزمن الحاضر يرفضها، كما أنها ليست أسلوبا من أساليب التعبير عن الحزن والمأساة، وهي وجه من اوجه التخلف.

هذا من جهة الآراء في التطبير وتعذيب الجسد، أما من أين جاءت هذه التقاليد فهنا لب المسألة.

المؤرخ حسن الأمين قال «إن هناك قولاً يقول ان التطبير بدأ في عهد الصفويين, والشيء الذي قد يكون معقولاً هو أنه كان في بلاد القفقاس، مسيحيون يقومون بتعذيب جسدهم فداء بالسيد المسيح, وكان في القفقاس عدد قليل من الشيعة نقلوه إلى إيران عندما كانوا يذهبون لزيارة ضريح الإمام علي بن موسى الرضا جماهير وهو آخر ما توصلنا إليه».

واعلن أنه يميل إلى القول ان التطبير أتى من بلاد القفقاس بعدما قيل له: كيف تقوم تلك الفرقة المسيحية بتعذيب جسدها، وهكذا تأثر الشيعة الموجودون في تلك البلاد بهم.

خضر

مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس جورج خضر، أشار إلى أنه يوجد في الرهبانية الشرقية والغربية وبالأخص الغربية نوع من تعذيب النفس، وهو تماهٍ بين عذاب الجسد وعذاب المسيح على الصليب, واعتبر أن تعذيب الجسد ليس من عبقرية المسيحية وإلهاماتها الأساسية لأنها تقدس الجسد وتحترمه، مستشهداً بقول بولس: «ألستم تعلمون أن أجسادكم هي هياكل للروح القدس», وأضاف أن التماهي الموجود في الغرب قمته في السمات التي ظهرت للمرة الأولى تاريخياً في القرن الثالث عشر على يدي القديس فرنسيس الاسيزي وعلى قدميه فيما كان رافعاً ذراعيه أمام المصلوب, فقد انعكست جراح المسيح في يديه وقدميه على جراح هذا الراهب, وهذه الظاهرة أي ظاهرة الجراح الطبيعية موجودة في العالم الكاثوليكي عند بعض الناس.ولفت إلى أنه لا يوجد في الإسلام نوع من الفداء بالمعنى المسيحي, فالشاب الجنوبي لو فحصنا كلامه، حسب قواعد علم النفس التحليلي، لربما وجدنا نوعاً من المشاركة أي نوع من الانفعال إذ لا يوجد اندماج بينه وبين جراح الحسين .وأوضح أن انتقال التطبير من الغرب إلى الشرق إثباته صعب رغم وجود هذا التشابه في الأشكال الدينية، معتبراً أن تعذيب الذات لا يندمج مع روحية الإسلام الذي هو دين الانتعاش الجسدي والارتياح واليسر.

هذا الانتقال تحدّث عنه الدكتور علي شريعتي في كتابه «التشيع العلوي والتشيع الصفوي» حيث أشار إلى أن وزير الشعائر الحسينية في ظل الحكم الصفوي (إيران) في غضون القرنين السادس عشر والسابع عشر ذهب إلى أوروبا الشرقية وأجرى هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية وأساليب إحياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك، حتى أنماط الديكورات التي كانت تزين بها الكنائس في تلك المناسبات, واقتبس تلك المراسيم والطقوس وجاء بها إلى إيران حيث استعان ببعض الملالي (جمع ملا وهو قارئ العزاء)، لإجراء التعديلات عليها، وأضاف أن من بين تلك المراسيم النعش الرمزي والضرب بالزنجيل والأقفال والتطبير واستخدام الآلات الموسيقية وأطوار جديدة في قراءة المجالس الحسينية جماعة وفرادى.

وقال شريعتي إن مراسم اللطم والزنجيل والتطبير وحمل الأقفال ما زالت تمارس سنوياً في ذكرى «استشهاد» المسيح في منطقة LOURDER, والجدير ذكره أن قناة «الجزيرة» عرضت في 29 مارس 1997 فيلماً عن احتفالات عيد الفصح في الفيليبين تظهر فيه مجموعة من الرجال يحملون حبالاً غليظة مكورة في نهايتها، يضربون بها ظهورهم بشدة والدماء تسيل.

هل المسرح العاشورائي عمل فني؟

اعتبر روحانا أن المسرح العاشورائي لا يمكن أن يطلق عليه أنه هو المسرح المعروف، ولا يمكن أن يسمى ممثلو واقعة كربلاء ممثلين لأنهم يشاركون في هذه الواقعة على طريقتهم.وتحدث عن مسرح هزلي في إيران «يلعن خلاله يزيد وكل الذين شاركوا في قتل الحسين»، مشيراً إلى أنه بالإمكان الآن التحدث عن تجربة مسرحية حيث هناك تركيب حبكة وحوار، فالمسألة هكذا وضعت في إطار الصراع.وأعرب عن أن مسألة عاشوراء صالحة لأن تتحول مأساة كما حدث مع السيد المسيح، إذ هناك مئات الأفلام عن هذه المأساة لأنها ارتكزت على عقيدة تخليص البشر من الفساد والآثام والقمع, فإقفال الأبواب عن مسألة عاشوراء وحصرها بالشيعة لا يخدم المسألة الإنسانية الكبرى ألا وهي العدل في الوجود, فمسألة الحسين لا تعني الشيعة وحدهم ولذلك عليهم أن يستفيدوا من التاريخ للانطلاق إلى المستقبل.

ودعا إلى إعطاء هامش من الحرية كي يتمكن الفنان من أن يصنع فيلماً ولو بتصرف لأن الحسين قضية إنسانية كبرى، وقال: «مشكلتنا في هذه المنطقة أننا نخاف على أنفسنا بحجة أننا نخاف على عقيدتنا التي هي الحياة, ولذلك علينا ألا نخاف عليها بل علينا الغوص فيها من جديد لتزهر أزهاراً بألوان وعطور وأنواع وكثافة لم يعرفها السابقون, وانتقد الحيدري المسرح العاشورائي واعتبره لا يركز على صدقية تاريخية بقدر ما يركز على الخيال الشعبي لتلك الوقائع وتأثيرها العاطفي، فقد تعرض بعض الحوادث في شكل قد يتعارض مع حقائق التاريخ وأحياناً مع المبادئ التي قامت من أجلها ثورة الإمام الحسين, لذا نرى تشابك الأحداث التاريخية وامتزاجها بقصص وأساطير ليس لها أساس تاريخي.وتحدث فضل الله عن ضرورة إدخال قضية الإمام الحسين إلى المسرح الحديث والسينما، بحيث تكتب السيرة كتابة فنية مبدعة، تخاطب الإنسان في العالم، من خلال العناصر الإنسانية الحيوية الموجودة في داخلها.

هل هناك طقوس وثنية وميثولوجية أدخلت في الإحياء؟ وما هي الآراء حولها؟

اعتبر الحيدري أن هناك علاقة ميثولوجية بين احتفالات بل مردخ (تموز) في بابل من جهة، والاحتفالات بيوم عاشوراء من جهة أخرى، من الممكن أن تشكل إمكان للتشابه فكرياً ووجدانياً كتعبير عن انتصار الخير على قوى الشر، وأن نواح عشتار على حبيبها مردخ (تموز) سنة بعد أخرى، إنما يمثل طاقة خلق وتجديد لمبدأ الأرض ـ الخصوبة ـ الحياة ، مثل الاحتفال بذكرى عاشوراء الذي يمثل تجديداً أو إحياءً لمبادئ الحسين في الرفض والشهادة.

وقال «إيردمنس» إن أحد رموز الاحتفالات هي «كف العباس» التي ترفع في مواكب العزاء وتدل على تشابه واضح مع طقوس بابلية وكريتية وكذلك يهودية قديمة، حيث ترمز الكف إلى الخصوبة، مثلما ترمز إلى الوعي بعودة تموز ثانية، رغم من موته، في ربيع العام المقبل والتقائه حبيبته عشتار إلهة الخصوبة.

وأكد «إيردمنس» أن هذه الطقوس هي استمرار لطقوس الربيع التي كانت تقام من أجل الإله تموز، وأنها استمرت في حران والموصل حتى القرن الحادي عشر وكذلك الثالث عشر الميلادي في شمال العراق ولو في شكل بسيط ومحور.

ولفت المؤرخ حسن الأمين إلى ظاهرة المشي على النار كمظهر جديد من مظاهر الإحياء مشيراً إلى أن مصدرها هندوسي.

فضل الله علق على كلام «إيردمنس» اضافة إلى ربط المستشرق ميتز التشيع بالغنوصية المسيحية، قائلاً أنه ليس هناك أي علاقة بين احتفالات تموز في بابل والاحتفالات بيوم عاشوراء حتى لو التقت في بعض مظاهرها، لأن السير التاريخي يدل على أن الرمزية المتمثلة في عاشوراء تنطلق من أصالة الحزن الإنساني الذي يتفجر في وجدان المؤمنين انطلاقاً من العلاقة الولائية الإيمانية بأهل البيت في صورة المأساة الأليمة التي تتحرك في أحداث عاشوراء، أما كف العباس فإن مناسبتها هي حادثة قطع كفه عند القتال وهو يحمل قربة الماء حيث تختلط مسألة التضحية بقضية العطاء, إن الجذر التاريخي لهذه الاحتفالات لا يحمل أي رموز قديمة لما قبل الإسلام، ولهذا فإن ما ذكره الكاتب لا يرتكز بالتأكيد على العلاقة التاريخية بينها لأن التشابه في بعض الطقوس لا يعني ربط إحدها بالآخر إذا كان كل واحد منهما يختلف عن الأخر في القاعدة التي ينطلق منها, وأضاف أن ربط التشيع بالغنوصية المسيحية لا شاهد له لاختلاف الطقوس المسيحية عن الطقوس العاشورائية في طبيعتها و أشكالها، ولأن خصوصية عاشوراء تنطلق من الأحداث التاريخية فيها وفي حركة الوجدان الشعبي لجهة الانفعال بها والإحساس بالحزن البكائي أو الحزن التمثيلي، فلا علاقة لأحدهما بالآخر,,, فإرجاع أي عادات شعبية دينية إلى أصول دينية تقليدية يتوقف على دراسة العلاقة العضوية بينها على مستوى الروابط التاريخية التي تمثل امتداد بعض العادات في مرحلة أو مجتمع إلى مرحلة أخرى ومجتمع آخر .

هل هناك مجال لإدخال طرق جديدة في الإحياء؟

قبل عرض الآراء حول إدخال طرق جديدة في إحياء عاشوراء لا بد من معرفة رأي قارئ العزاء في ذلك.

فالشيخ علي سليم، قارئ الاحتفال العاشورائي المركزي لـ «حزب الله»، يقول انه يفضل الطريقة المتبعة في إحياء عاشوراء وهي قراءة المجالس، مشدداً على المحافظة على هذا النمط الذي جرت عليه السيرة وأقره الفقهاء.

وحول إضافة الموسيقى والمسرح وغيرهما إلى الإحياء، اعتبر أن ذلك يتنافى مع روحية إحياء الذكرى، لذا فهو ضدّه, وأضاف أنه لا ينبغي تحول قراءة المجالس مهنة وصنعة يمتهنها بعض الناس لأن هذا العمل في ذاته مسؤولية كبرى.

ودعا إلى التحكم بالطرق والأساليب في قراءة العزاء وابتكار أسلوب جديد يكون مؤثرا أكثر ومدرا للدمع أكثر.

وسألنا فضل الله عن جواز اشتراط الأجرة من جانب قارئ العزاء، فأجاب أن قراء مجالس العزاء هم أناس يمتهنون هذه المهنة ويجوز لهم اشتراط المبلغ الذي يريدونه في مقابل قيامهم بذلك وليس لها أي دور عبادي يمنع ذلك.ومع أن هناك فريقاً من الشباب يدعو إلى المحافظة على الطرق التقليدية إلا أن هناك شبابا يدعون إلى ادخال طرق جديدة في احياء الذكرى .

فالشيخ عباس عفيف النابلسي، تساءل «لماذا لا تدخل أشكال التعبير الأخرى لتحكي عن عاشوراء في زمن يستفيد من كل شيء ويرى كل شيء وعاشوراء قيمة كونية عالمية»؟

واتهم بعض قراء العزاء بأنهم «جهلة لا يعرفون الشعر الذي يقولونه أموزون أم لا»، موضحاً أن «هناك حاجة لكوادر يقومون بدورهم لتصبح عاشوراء عاشوراء ثانية لا عاشوراء النحيب والبكاء»، وهذا ما عبر عنه الشاعر حسن خليفة.

إلى ذلك، طلب المطران خضر أن يكون مجلس العزاء قداساً شيعياً يخرج عن دائرة التحريض المذهبي وأن تكون الصرخة ضد أي ظلم يأتي لتبنى روحانية شيعية مرهفة, ودعا إلى إلغاء مظاهر التطبير في النبطية وأن يكون المطبرون كالحسين في أخلاقه لا بجرح أنفسهم.

أما خليفة، فقد عبر عن رأيه بأبيات أبرزها:

واخرج كما خرج الحسين على المدى

واهزأ بلحية كل علج عاهر

لا تحسبن صـوت الحسـين بفـأرة

وتبيعها بخسا غداة العـاشر

صوت الحسين الحق في الصمصام لا

في اللطم أو في عربدات الطابر

باع الحسين مشائـخ شغـلوك عـن

يـزيد فاشغلـهم بزيد آخـر

بعد عرض الآراء من مختلف الاتجاهات وأغلب المظاهر الإحيائية من حيث مصدرها وأشكالها،لا يسع القارئ إلا أن يلاحظ أهمية عاشوراء في الوجدان الشعبي الشيعي, بيد أن المشكلة هي في تحديد مصادر تلك المظاهر الإحيائية التي حاول هذا التحقيق الإجابة عنها، فالمسألة تبقى دائماً في طور المحتملات ومدى تقبل المعنيين العودة الى الذات والنقد لمعرفة الحقيقة والتطور.

المصادر والمراجع

أ ـ بيضون، إبراهيم, «ثورة الحسين حدثاً وإشكاليات»، المطبوعات للتوزيع والنشر، طبعة أولى بيروت العام 2001.

ب ـ الحيدري، إبراهيم, «تراجيديا كربلاء وسوسيولوجيا الخطاب الشيعي»، دار الساقي، طبعة أولى ـ 1999.

ج ـ الخامنائيو علي الحسيني, «أجوبة الاستفتاءات»، الجزء الثاني (المعاملات ـ 1) الدار الإسلامية، طبعة أولى ـ 1999.

د ـ فضل الله، محمد حسين, «حديث عاشوراء»، إعداد وتنسيق جعفر فضل الله، دار الملاك، طبعة ثانية ـ 1998.

هـ ـ شريعتي، علي, «التشيع العلوي والتشيع الصفوي»، ترجمة: إبراهيم دسوقي، دار الأمير، طبعة أولى ـ 1422 هـ.

و ـ النجفي، محمد القاسم الحسيني, «ثورة التنزيه»، دار الجديد، طبعة أولى ـ 1996.

Link to comment
Share on other sites

Guest مستفسر
حول: قد أصّور(الحسين) بالعراق

 

    أحمد عبد الكريم  GMT 7:30:00 2005 الأحد 20 فبراير 

 

المخرج العراقي قاسم حَوَلْ: قد أصوّر فيلم (الحسين) في العراق

 

 

 

حاوره أحمد عبد الكريم: عادت قصة فيلم (الحسين) للظهور بعد ان خبت لسنوات بعد وفاة السيد محمد مهدي شمس الدين الذي تعهد بانتاجه. لكن الفيلم الذي كتب حول السيناريو له وسيقوم باخراجه عاد الامل لظهوره مرة اخرى بعد سقوط نظام صدام حسين حيث سيوفر ذلك فرصة تصويره في مكان الواقعة الاصلي بعد مرواحته سنوات من ولادة فكرة السيناريو.

وكان المخرج قاسم حول يجيب سائليه عن تمسكه بالفيلم طوال هذه السنوات التي قد تكون كفيله بنسيانه بأن فيلم غاندي قد استمر الاعداد له منذ ولادة فكرته سنوات أطول.

ولد المخرج قاسم حول 1940 في ناحية المدينة محافظة البصرة في العراق. بدأ نشاطه الفني من خلال المسرح في سين مبكرة من حياته.

اسس عام 1957 أول فرقة مسرحية في مدينة البصرة وقدم العديد من المسرحيات تأليفا وتمثيلا وإخراجا.

التحق عام 1959 في معهد الفنون الجميلة ودرس الإخراج والتمثيل لمدة خمس سنوات.

خلال فترة دراسته في معهد الفنون قدم من التلفزيون العراقي أعمالا درامية تأليفا وتمثيلا.

بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1964 أسس شركة أفلام اليوم التي أنتجت فيلم ( الحارس ) الذي كتب قاسم حول قصته ومثل أحد أدواره الرئيسية وأخرج الفيلم خليل شوقي. وقد حاز الفيلم على التانيت الفضي في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس ( في تلك السنة حجب التانيت الذهبي ).

وكانت شركة أفلام اليوم أصدرت مجلة سينمائية تحمل عنوان ( السينما اليوم ) تسلم قاسم حول رئاسة تحريرها.

عام 1967 أسس وعدد من أصدقائه الفنانين فرقة مسرحية هي ( فرقة مسرح اليوم).

فألغت السلطة الديكتاتورية إمتياز مجلة السينما اليوم وشركة أفلام اليوم فأسس قاسم حول شركة ( سنونو فيلم ) لكنها لم تمارس نشاطها حيث غادر قاسم حول بلاده إلى لبنان.

عام 1975 عاد إلى العراق وأخرج فيلما وثائقيا طويلا هو فيلم ( الأهوار ) وفيلما روائيا طويلا هو فيلم ( بيوت في ذلك الزقاق) وعاد إلى لبنان وأنتخب رئيسا لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين، وأصبح عضوا في السكرتارية العامة للرابطة في العالم.

يعتبر أحد مؤسسي تيار السينما العربية البديلة الذي تأسس في دمشق عام 1970 وأحد مؤسسي إتحاد السينمائيين التسجيليين العرب وعضوالأمانة العامة واللجنة التنفيذية للإتحاد.

أختير عضوا في لجنة التحكيم لمهرجان موسكو عام 1983 وعضوا في لجنة تحكيم مهرجان الفيلم العربي في روتردام في هولندا عام 2002 ورئيسا للجنة التحكيم في مهرجان أتيودا في كراكوف في بولونيا عام 2003 وعضوا في لجنة التحكيم في مهرجان السينما العربية في باريس بفرنسا الذي يقيمه المركز الثقافي العربي.

أخرج للسينما أكثر من عشرين فيلما وثائقيا وروائيا، ونالت أفلامه العديد من الجوائز بينها جائزة ذهبية وجائزتين فضيتين.

صدرت له كتب عن السينما ومجموعات قصصية ومسرحيات وقصص سينمائية، وكتبت عنه الكثير من الدراسات في كتب عراقية وعربية وألمانية، وقدمت عن أعماله المسرحية والسينمائية العديد من الأطروحات في معاهد السينما والجامعات.

 

بمناسبة اقتراب يوم عاشوراء حيث ستدور احداث فيلمه غير المنجز التقته ايلاف وسالته:

 

* كيف ولدت لديك فكرة فيلم عن الإمام الحسين

 

- عام 1977 وأنا في لبنان قررت أن أبدأ رحلة البحث سينمائيا عن الإمام الحسين عليه السلام الذي يعيش في وجداني صورة متألقة لرجل مسالم مدهش .. هذا الإنسان العظيم الذي جابه الظلم لم يعرف الحقد، فعندما أصابه من أعدائه أول سهم في رقبته جثا على ركبتيه بعد أن أرهقته الجراح ونزف الدم من خده ورقبته، رفع يديه الكريمتين إلى السماء وقال ( اللهم متعالي المكان، أدعوك محتاجا، وأرغب إليك فقيرا، وأفزع إليك خائفا، وأبكي مكروبا، وأستعين بك ضعيفا، وأتوكل عليك كافيا .. يا أرحم الراحمين) .. كيف حتى الآن لم نر عملا دراميا للسينما عن شخص الإمام الحسين في تلك الملحمة الخالدة في التأريخ الإنساني. قال لي صاحبي في بيروت:

سوف لن يسمحوا لك بتنفيذ الفيلم!

قلت من ؟

قال، العرب!

وفي عام 1995 وعندما إستقرت بي سفينة التطواف حول الموانئ وإستقر بي الحال في هولندا بدأت أكتب في الخطوط العامة لسيناريو الفيلم. وكان لقائي مع الصديق الأستاذ محمد سعيد الطريحي الذي تحمس للفكرة وبدأنا نلتقي حتى صرنا بعد ذلك ثلاثة إذ دعم المشروع الدكتور علي الدباغ وبدأت رحلة البحث في الكتابة فيما صديقاي يجرون الإتصالات مع كافة الجهات التي تدعم المشروع وكان في المقدمة منها المجلس الشيعي الأعلى في لبنان ورئيسه الراحل سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين الذي أصبح الأب الروحي للمشروع. بدات أكتب وأرسل له المعالجة والسيناريو ويبدي ملاحظات دقيقة وحريصة ومتنورة.

 

* وهل كان الاتصال بالشيخ شمس الدين فقط؟

 

 

- بل قابلت شخصيات مرجعية كثيرة متخصصة بفكر الإمام الحسين والأحداث التاريخية للواقعة وفيما إذا كان بالإمكان إظهار شخص الإمام الحسين عليه السلام على الشاشة وبأية صيغة ومن يمثل هذه الشخصية. كثيرون من رجال المرجعية أثاروا إعجابي فهم خزين ثقافي .. ما أن تدخل الديوان حتى ترى جدرانا من المجلدات من الأرض إلى السقف وفي كل ديوان سلم يصعدون عليه لجلب المطبوع وعلى الأرض فرشت المجلدات والمصادر .. أتذكر إني إلتقيت بالعلامة الشيخ محمد الهرندي في قم المقدسة وأول ما بدأ الحديث معي تحدث عن فيلم (سالومي) وذكرني كيف لعبت فيه الممثلة إليزابث تايلر والممثل ريتشارد بيرتون أدوارهما ببراعة .. أنا لا أتذكر الممثلين فقد شاهدت الفيلم في الستينات. وبعد ذلك بدأنا نتناقش حول فيلم تيتانيك حتى عرجنا على فيلم الإمام الحسين عليه السلام .. عقول مدهشة عندما تلتقيها تشعر أنك لا تخاف على الوطن .. فهناك رافد كبير للثقافة .. قوم بسطاء طيبون تعلو وجوههم الإبتسامة السمحة .. رجل دين بتلك العمامة البيضاء ومجلدات التأريخ الإسلامي وهو يناقشك بفيلم سالومي ويتحدث عن أداء اليزابث تايلور وريتشارد بيرتون ثم يعرج بالتفاصيل والتحليل والنقد الواعي لفيلم تيتانك. فكيف تخاف ومم تخاف أن تنتج فيلما عن الحسين إذا كانت مرجعيتك بهذا القدر من الوعي.

 

* ثمة افلام ومسرحيات تناولت قصة الامام الحسين.. هل سيكون فيلمك مختلفا عن كل ماتم تقديمه عن الماساة الحسينية؟

 

- ليس كل ما حصل في التاريخ قد تم تدوينه، وليس كل ما دون في التاريخ كان صحيحا.

من هذا المنطلق ينبغي النظر إلى ملحمة الإمام الحسين عليه السلام في تحكيم العقل عند قراءة التاريخ، لأن ثمة عوامل عديدة كانت تلعب دورها في صياغة ذلك التاريخ. ولقد كتبت السيناريو وأمامي ثلاث نقاط هامة:

 

أولا – هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام وهي الفكرة الأساسية التي يحققها الفلم.

ثانيا – التحليل الاجتماعي لطبيعة المجتمع الإسلامي في تلك الحقبة.

ثالثا – مسألة الحزن والبكاء في هذه الملحمة التراجيدية.

علي هنا كمخرج أن أوازن بين الفكرة الأساسية والحقيقة التاريخية والاجتماعية وبين موضوعة البكاء، سيما وإن أمامي ثلاث فئات من المشاهدين.

 

المسلم الشيعي . . المسلم السني .. والمشاهد غير المسلم.

المسلم الشيعي يتوارث الحزن من جيل إلى جيل، ويطهر

نفسه بالبكااء على الحسين عليه السلام. فهو سوف يبكي الحسين وسوف تتحول مشاهد الفلم إلى مأساة في وجدانه مهما عملت كمخرج على تخفيف المأساة.

المسلم غير الشيعي، الذي ينبغي مخاطبته بعدالة الحسين وثورته. إنها ثورة رسالية ضد القمع والظلم والحيف والأرهاب الذي توقعه السلطات الظالمة على المواطن، وأنها ليست معركة طوائف. وهذا ما حاول الحسين عليه السلام وأنصاره أن يخاطبوا الجيش المقابل في أنهم ضحية الظلم أيضا

 

* وكيف تجاوب الاعلام العربي مع فكرة الفيلم؟

- عندما بدأ الإعلام يتحدث عن الفيلم فوجئت بهجمة صحفية غير عادية ومكثفة وللأسف من مصر حيث هاجمني كبار الكتاب على التوجه لإنتاج فيلم عن الإمام الحسين وأندهشت فالمفروض أن يناقش الفيلم بعد إنتاجه وليس قبل إنتاجه. وبقيت ساكتا لم أرد على أحد حتى إتصلت بي مجلة روزاليوسف وأجروا معي حديثا مطولا إشترطت أن ينشر كاملا دون حذف وهذا ما كان فقلت لهم إنني أنتج فيلما عن جندي مصري مات عطشا في الصحراء من أجل وطنه .. هذا هو فيلم الحسين فلماذا تهاجموني بهذه الطريقة!؟

كان مفترضا أن يكون الفيلم الآن على الشاشة لولا وفاة سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الشيعي الأعلى رحمه الله حيث كان أكثر الذين يتحملون عبء الإنتاج بحكم تأثيره على من يملك قدرة التمويل من محبي الإمام الحسين عليه السلام. لم تكن ثمة مشكلة في تمويل الإنتاج لولا المفاجأة في رحيل سماحته.

 

 

 

نبوءة شمس الدين

 

 

في لقائي بسماحته وقبل رحيله بشهر كنت شكوت له المتاعب التي يضعها (بعض) إلإيرانيين في مؤسسة السينما حيث كنت أريد إستئجار المدينة السينمائية منهم لأن الإيرانيين ينوا مدينة الكوفة داخل مدينة السينما (شهرنك) كما كانت المدينة في عهد الإمام علي بن أبي طالب (ع) فقال لي إذا شئت أن تغير مكان التصوير من إيران إلى سوريا فخبرني وأنا أتصل بالسيد الرئيس الأسد وأرتب لك الموافقات ثم أردف قائلا .. من يدري عندما تنجز السيناريو كاملا أن يتم تصوير واقعة الطف في مكانها الأصلي (كربلاء - يقصد أن النظام ربما سيسقط مع نهاية كتابة السيناريو)! وقد سقط النظام بعد أن أنتهيب من كتابة السيناريو بأشهر.

 

* وهل تعتقد إمكانية إنتاج الفيلم الآن؟

 

 

- الآن أنا منشغل بالإعداد لإخراج فيلم (المغني) المدعوم فرنسيا وهو عن شخصية الديكتاتور العراقي السابق، وفيلم الحسين هو هاجسي الحياتي وأمنيتي التي أحلم بها أن أجسد واقعة الطف والمأساة الحسينية أو بالأحرى الملحمة الحسينية، أن أجسدها على الشاشة .. يومها سأشعر بالكفاية .. أتمنى أن لا يخذلني قومي هذه المرة لأني سوف أزعل كثيرا على الوطن!

خمسة وثلاثون عاما قضيتها بدون جواز سفر .. ترأست رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين .. جابهت الدتاتورية على أشد ما تكون المجابهة .. كتبت عن الدكتاتورية بكل تفاصيلها وكشفتها للعالم وعرضت مأساة وطني .. أعرف أن الحالة ملتبسة بعد أن تهاوى تمثال الدكتاتور .. وهذا الإلتباس له قوانينه وأصوله، وكل ما يحدث لا يفاجأني فنظام دكتاتوري أوجد مدرسة في عملية التجهيل ومدرسة في السرقة ومدرسة في فنون الذبح لابد وأن يترك هذه الحالة الملتبسة، ولكني أعرف أيضا أن الأوطان عادة تستوعب الحالة حتى تخرج منها منتصرة وذلك يحتاج إلى وعي أتمنى وأقدر وعي شعبي العراقي وصبره، أن يخرج من الحالة الجحيمية منتصرا. تفاصيل هذا الإلتباس وهذه الفوضى كثيرة وكثيرة جدا وتحتاج إلى خطة عمل متوازنة ودقيقة وأدوات تنفيذ ولكن هذه الخطة وأدوات تنفيذها غير مرئية بوضوح عندي .. لو توفرت في تقديري فستعجل بالخروج من الأزمة نحو الحياة والخروج من المأزق نحو الحرية الواعية والمسؤولة وليست الحرية بمعنى المنفلت والمتجاوز للقيم وللإرث الجميل لا الإرث السلفي المتخلف.

ماذا عن الوضع الثقافي والإعلامي

الوضع الثقافي هو إنعكاس للحالة السياسية وليس منفصلا عنها، كذلك الإعلام .. هناك غياب للثقافة ليس بعد سقوط النظام بل أيضا في صفوف ما كان يسمى بالمعارضة العراقية حيث كنت أرى شخوصها لا يقتربون من الثقافة ولا تعنيهم وأشك أن أيا منهم قد قرأ رواية يوما أو شاهد فيلما سينمائيا أو قرأ قصيدة شعر أو شاهد مسرحية أو حضر معرضا للرسم .. السياسي الذي يغيب منه الثقافي يصبح شخصا بدون ملامح .. بدون هوية .. ويصعب عليه تقييم الحالة السياسية بشكل إنساني ووطني.

 

* ما أهمية إنتاج فيلم الحسين الان؟

 

 

- يشكل إنتاج فيلم الحسين أهمية إنسانية عظيمة في تأريخ الفكر الإنساني وليس الفكر الإسلامي فقط. فالإمام الحسين عليه السلام واجه أسس الظلم والظلام وكشف حقيقتها بموقفه الذي وبعد مرور أكثر من ألف عام نراه يتألق وتزدهر قيمه. ففي لحظة المواجهة قال زهير بن القين لمعسكر عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد والشمر بن ذي الجوشن ورؤساء القبائل الذين خذلوا الحسين وإنحازوا لمعسكر أعدائه مثل شبث بن ربعي وحجار بن أبجر وقيس بن الأشعب ويزيد بن الحارث .. قال لهم زهير بن القين: ( إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتى الآن أخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف. وأنتم للنصيحة أهل، فإذا وقع السيف إنتقطعت العصمة، وكنا أمة وكنتم أمة. إن الطاغية يزيد وعبيد الله بن زياد سوف لن تحصدون من عمر سلطانهما إلا السوء. والله ليسملان أعينكم.ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويمثلان بكم ويرفعانكم على جذوع النخل)

نلاحظ أهمية هذه الكلمات في المجابهة .. ولو تأملناها الآن لوجدناها قائمة وعبيد الله بن زياد المعروف بإسم زياد بن أبيه الذي لا يعرف والده هو قريب جدا ومتطابق حتى في الألفاظ مع شخصية الدكتاتور الذي لا يعرف أباه هو الآخر .. إن هذا نفس عينة ذاك .. يتشابهان بشكل كبير وقد قرأت لقاءات بن زياد مع شرطته وطريقة مناورته في كسب رجال القبائل وفي إثارة الفتنة في المجتمع فوجدتهما متطابقتين.

فيلم الحسين وفي قراءتي الشخصية للأحداث وجدت فيه كشفا لسيكولوجية مجتمع بكامله وفيه دور الفرد في عملية تخريب المجتمع وبشكل خاص عندما يكون في موقع القرار وهو يتصف بصفات مريضة ومركبة.

 

* على من تعول اليوم للاسهام في انتاج الفيلم؟

 

 

- أقول أمنيتي أن لا يخذلني قومي هذه المرة وأن يدعموا إنتاج الفيلم بدون تردد سيما وأن السيناريو قرأ من قبل لجنة شكلت لهذا الغرض وكتبت بيان إعجاب شديد بالسيناريو فقال عنه العلامة السيد باقر الإيرواني ( في سيناريو الفيلم روعة العرض وقوة الجذب ) وقال العلامة الحجة اليد محمد هادي آل الشيخ راضي ( السيناريو بحمد الله وافيا بالغرض مستعرضا الحوادث المهمة في حياة الإمام – ع – بإسلوب مناسب للعمل السينمائي) كما أن المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله الشريف قد بارك المشروع وجاء في رسالته إلى الحاج علي الدباغ ( وإننا نرجو لكم الموفقية والنجاح في مشروعكم فيلم الإمام الحسين عليه السلام نؤكد على حفظ قداسة مقام الإمامة السامي ومنزلته الشامخة ومراعاة مشاعر الأمة من خلال الإحتياط التام في جوانب الموضوع المختلفة داعين المؤمنين لدعم هذا المشروع، سائلين تبارك وتعالى أن يسدد خطاكم لما فيه الخير والصلاح)

كما كان سماحة الإمام محمد مهدي شمس الدين قدس سره قد أرسل رسالة مطولة معنونة بإسم مخرج الفيلم ومدير الإنتاج الأستاذ الطريحي والمدير المفوض للشركة المنتجة الدكتور الدباغ ناقش فيها كل أبعاد السيناريو بناء على عدد من الأسئلة توجه بها له المخرج وطلب منه الإجابة مكتوبة لما عرف به من تخصص في شخصية الإمام الحسين والمؤلفات التي كتبها رحمه الله عنه.

السيد آية الله الخامنيئ مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران بارك المشروع ووافق على إنتاج الفيلم ..

الآن وضعت اللمسات الأخيرة على السيناريو وإخترت مواقع التصوير تاركا لوطني القرار في إنتاج هذا الفيلم الذي أعتبر أن توقيت إنتاجه هو الآن ولا يتحمل التأخير .. وكلفته المالية قد أعددتها ضمن ما نسميه الميزانية المخفضة(وهي لا تشكل قيمة تذكر) قياسا بالأفلام العربية ولكن قيمة الفيلم لاتقدر بثمن، سيما وأني أعددت مع السيناريو سيناريو للأطفال ينتج من نفس مادة الفيلم تحكي لهم قصة الإمام الحسين بشكل مبسط فيصبح لنا فيلمان على مر الأجيال فلنحتفل كل عام بمشاهدة الحسين عليه السلام على الشاشة البيضاء كل عاشوراء. ايها العراقيون (إنتهت مسؤوليتي وبدأت مسؤوليتكم فلا تتركوا الحسين وحيدا وعطشانا للمرة الثانية)!!

 

Link to comment
Share on other sites

Guest مستفسر

http://www.elaph.com/ElaphWriter/2005/2/42419.htm

مقال حول بعض مضاهر الغلو في اداء المراسيم العاشورائيه

يرجى ملاحظه ان رد فعل الكاتب هو من خلال التضخيم الاعلامي لبعض المضاهر العنيفه والدمويه المقززه التي ترافق اداء بعض المتحمسين الحسينين

ان المطلع على حقيقه هده المراسيم يجد ان نسبه ممارسي هدي الفعاليات المستحدثه على مراسيم العزاء الحسيني لا تكاد تتجاوز الواحد بالعشره الالاف ومع دلك يبرزها الاعلام الغربي وكانها جل تلك المراسيم

كان على الكاتب ان يدكر هده الحقيقه وان يبين قيمه مراسيم اداء الاحتفال بعاشوراء الحسين ابن علي ابن ابي طالب في ازاله عروش الطغاه وطبيعه تلك المراسيم العفويه الشعبيه

Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...
Guest Mustefser

مناشدة سماحة السيد السيستاني بشأن التطبير

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السستاني (دام ظله)

 

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

لقد اطلعنا بمرارة وأسف والعالم كله عبر الفضائيات وشبكات التلفزة والانترنيت وبقية الوسائل الاعلامية المسموعة والمكتوبة والمصورة على المشاهد المحزنة وما حدث في مناسبة عاشوراء وذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، حيث الدماء سالت في كل مكان! التطبير والأكفان البيضاء الملطخة بالدماء، واللطم وضرب السلاسل والتي شملت حتى الأطفال.

 

جرى ذلك المشهد المؤسف في الوقت الذي يتطلع فيه العراقيون إلى تأييد وتضامن العالم معهم في محنتهم الكارثية مع الإرهاب البعثفاشي وفرق التكفير والزندقة المتطرفة! فأين نحن من التضامن ووحدة الكلمة ضد الإرهاب، وهناك معتقدات خاطئة وبعيدة عن روح الإسلام يمارسها بعض أبناء الطائفة مما يعكس صورة مشوهة وغير حضارية عنها أمام العالم، في الوقت الذي نصبوا فيه إلى حوار الحضارات في العالم؟.

 

 

 

تعكس تلك المظاهر صورة غير حضارية أمام العالم خاصة أنها عرضت على المحطات الفضائية العالمية، وأعطت انطباعاً سيئاً للغاية عن الطائفة المظلومة على مر التاريخ كونها تماثل صور السيافين التكفيرين اللذين يقومون بقطع رؤوس العاملين الأجانب  في المجالات الإنسانية في العراق.

 

 

 

نحن لفيف من المثقفين العراقيين ومن مختلف القوميات والأديان والطوائف نناشد سماحتكم توجيه نداء لأبناء الطائفة بغرض الكف عن ممارسة هذه البدع التي لا تنم عن أي صلة بجوهر الإسلام. ويمكن لمن يريد التعبير عن حبه لأهل البيت (ع) عن طريق إسالة دمه أن يتبرع بهذا الدم إلى المستشفيات لمساعدة المرضى باسم الحسين (ع) وبطريقة صحية وإنسانية لا عن طريق التطبير.

 

 

 

ففي الثلاثينات من القرن الماضي تصدى المرجع الشيعي الأعلى الشيخ محسن الأمين العاملي لهذه الظاهرة، فأصدر فتوى بتحريمها وتلقى التأييد من المرجع الشيعي السيد أبو الحسن الأصفهاني ولفيف أخر من علماء الدين في النجف الأشرف وكذلك من المثقفين الشيعة أمثال هبة الدين الشهرستاني وجعفر الخليلي. كما هو الآن ممنوع في إيران الإسلامية بفتوى من مرشد الجمهورية آية الله خامنئي.

 

 

 

لذلك نناشد سماحتكم ومراجعنا الأفاضل بإصدار نداء أو فتوى تحدًّ أو تحرم ممارسة هذه الظواهر البعيدة عن جوهر الإسلام خاصة ونحن نعاصر مفاهيم وقيم وتطور جديد في القرن الحادي والعشرين.

 

إذ تمنح تلك المظاهر غير الحضارية الحًّجة للتكفيرين لإطلاق المزيد من الفتاوى ضد أبناء الطائفة الشيعية بغرض قتلهم وتشويه صورتهم أمام العالم. وهذا الأمر يجلب الأذى على أبناء الشيعة ولنا الرجاء من سماحتكم أن تضعوا حداً لهذه الظواهر غير الحضارية.

 

 

 

لكم منا بالغ التقدير والاحترام.

 

 

 

أرسال التواقيع

 

 

 

الموقعون:

 

 

 

1.                د. عبد الخالق حسين، طبيب وكاتب سياسي، المملكة المتحدة

 

2.              د. احمد النعمان، فنان تشكيلي  وكاتب، المملكة المتحدة

 

3.                د. جواد هاشم، وزير التخطيط سابقاً، كندا

 

4.                د.عزيز الحاج، كاتب سياسي، باريس

 

5.                د.نجم الدين غلام، طبيب أسنان وناشط في حقوق الإنسان، لندن

 

6.                د. محمد المشاط، سفير سابقاً، كندا

 

7.                د.لبيب سلطان، أستاذ جامعي ومنسق المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين 

 

8.                د. علاوي الحداد، مهندس السويد

 

9.                د. ماجد الزامل، مهندس مدني، روسيا الاتحادية

 

10.          د. محمد الربيعي، أستاذ في جامعة دبلن

 

11.          د. أريج الحداد، طبيبة، النرويج

 

12.          احمد الرهيمي، مهندس، لندن

 

13.          جواد كاظم خلف، فرنسا

 

14.          د.لقمان الأطرقجي، مهندس معماري، روما

 

15.          حسين الرهيمي، طالب جامعي، لندن

 

16.          د.رياض الأمير، مهندس معماري وكاتب سياسي، فينا

 

17.          رفيف الرهيمي، لندن

 

18.          لؤي جواد الخطيب، دبي

 

19.          نوري العلي، كاتب، ألمانيا

 

20.          د. حسن حلبوص، طبيب جراح، ألمانيا

 

21.          رياحين الجلبي – مهندس أستشاري بريطانيا

 

22.          إقبال حسين، صيدلانية، إنكلترا

 

23.          د. غسان شاكر الربيعي، طبيب استشاري، أبوظبي

 

24.          د. محمد حسون، طبيب استشاري، إنكلترا

 

25.          د. نسرين عبدالقادر، طبيبة، إنكلترا

 

26.          زكريا أنطون، استراليا

 

27.          فخري ضيدان، لندن

 

28.          د. خالد السلطاني، معماري وأكاديمي، دنمارك

 

29.          باسم حلمي، كندا

 

30.          د. عقيل السعدي، خبير اقتصادي، أمريكا

 

31.          د. طاهر بابان، طبيب، السويد

 

32.          د. رياض عبد، طبيب استشاري، إنكلترا

 

33.          د. هشام إبراهيم، طبيب إستشاري، إنكلترا

 

34.          د. محمد جابر، إستشاري في طب العيون، إنكلترا

 

35.          أيوب أوغنا، معماري، مسقط

 

36.          عودة وهيب، إعلامي، كندا

 

37.          د. لينارد يعقوب، طبيب، إنكلترا

 

38.          فؤاد جهاد البغدادي، خبير إقتصادي، كندا

 

39.          محمود الطائي، كاتب روائي، أمريكا

 

40.          د. باري قرداغي، أمريكا

 

41.          لقمان فيلي، إنكلترا

 

42.          د. عدنان جواد الطعمة، أستاذ جامعي و كاتب و محلل سياسي، ألمانيا

 

43.          كاترين ميخائل، واشطن

 

44.          أثير الأنصاري

 

45.          د. هادي علي، إنكلترا

 

46.          حامد السعيدي

 

47.          نعمان منى، مهندس معماري، بريطانيا

 

48.          د.غالب العاني، طبيب استشاري، ألمانيا

 

49.          د. سامي جواد، طبيب استشاري، إنكلترا

 

50.          إلهام العبيدي، أبو ظبي

 

51.          ناجى ابراهيم الوضعى، مهندس، أبو ظبي

 

52.          د. صباح الصكبان

 

53.          حمزة الجواهري، مهندس نفط، أبو ظبي

 

54.          حسام الكامل، محاسب، إنكلترا

 

55.          أياد رحيم، كاتب، أمريكا

 

56.          د. مجيد حميد رضا، جراح، لندن

 

57.          صائب خليل، كاتب

 

58.          بروفسور د. عبد الإله الصائغ, شاعر كاتب, الولايات المتحدة الامريكية

 

59.          د. بهجت عباس, صيدلي, كندا

 

60.          عباس سلمان, اكاديمى, الدنمارك

 

61.          الدكتور منذر الفضل - استاذ جامعي ومستشار قانوني – السويد

 

62.          عماد حسن – مهندس – أمريكا

 

63.          صاحب أحمد – رجل أعمال – أمريكا

 

64.          مصطفى محمد غريب  شاعر وكاتب

 

65.          يوسف ابو الفوز ـ كاتب ـ فنلندا

 

66.          شادمان علي فتاح ـ ناشطة في رابطة المراة العراقية ـ فنلندا

 

67.          د. ميثم محمد علي موسى الهر /اكاديمي / هولندا

 

68.          الدكتور نجاح العميشي- أستاذ جامعي جامعة كالمر- السويد

 

69.          منير الكيلاني -  رسام – السويد

 

70.          فهد محمود / مهندس ميكانيكي وناشط في مجال حقوق الانسان – السويد

 

71.          صلاح نوري النعماني  استاذ جامعي

Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...

يضن الكثيرين ان مساله الحسين هي قضيه خلافيه بين السنه والشيعه الى درجه ان احد المراسلين الغربيين عند وصفه لمسيرات العزاء الحسينيه قال انها ترمز لبدايه ضهور المدهب الشيعي في صراعه مع الدوله السنيه

في الحقيقه قضيه الحسين لم تكن يوما شأنا شيعيا خاصا ويكفي للدلاله على دلك ان الدوله العباسيه كانت قد قامت تحت شعار ثارات الحسين

هناك قضيه يجب التنبيه لها وهي اشكاليه توليه يزيد الحكم من قبل ابيه معاويه ابن ابي سفيان , تلك الاشكاليه التي حكمت تاريخنا الاسلامي بسلسله الملوك الدين حكمونا مند دلك اليوم الاغبر ولحد الان

فالحسين راي في دلك خروجا على مبدا الشورى الدي نص عليه القران واتبعه النبي وبقيه الخلفاء الراشدين ماعدا ابو ابوبكر في ترشيح عمر ابن الخطاب

ولكن يجب الانتباه ان حتى ابو بكر لم ياخد البيعه لعمر في حياته وبدلك ترك الموضوع للمسلمين في قبول الترشيح

اما في حاله معاويه فقد فرض الاخير البيعه لابنه في حياته وبالقوه وممن طريف ما يروى هنا ان معاويه اوصى بان ينزل عمر ابن العاص وكان يتهرب من البيعه ليزيد طمعا بالحكم, بان ينزله بالقبر لتلحيد جثه معاويه. ونفد عمرو الوصيه ولكن ليجد عند خروجه , سياف معاوبه عند باب القبر يطالبه بالبيعه ليزيد , هنا التفت عمرو الى معاويه ليقول قولته الشهيره " انها والله منك لامنه

 

وبدلك فان الموافقه على هدا الامر المبتدع في توليه الحكم هو الخروج على سنه النبي وتعاليم القران

هدا من الناحيه الشرعيه اما من الناحيه الاجرائيه فان عقد الصلح بين الحسن بن على و معاويه كان وكما دكر ابن حجر , ينص على ان لايجوز لمعاويه تعيين من يخلفه وان يترك الامر للمسلمين شورى بينهم

 

ان الملسمين دفعوا ثمنا كبيرا ليس اكبر منه سوى دماء الا بيت الرسول التي اريقت في كربلاء, رفضا لمبدأ استعباد الانسان الدي انما جاء الاسلام لتحريره

تلك الدماء التي كانت على مدى التاريخ زيتا يغدي شعله الحريه الانسانيه المتوقده دائما بشعار كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء

Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...