salim Posted March 20, 2005 Report Share Posted March 20, 2005 وولفويتز لـ القبس ولأصدقائه العرب: لن نتخلى عن دعم نشر الـحرية في العالم العربي الأحد 20/3/2005 "القبس" واشنطن : هشام ملحم- لا يزال الجدل الحاد الذي اثاره ترشيح الرئيس الاميركي جورج بوش لنائب وزير الدفاع بول وولفويتز لرئاسة البنك الدولي، مستمرا في واشنطن والعواصم الغربية، بسبب دوره كأحد أبرز منظري ومخططي الحرب ضد العراق لاسقاط نظام صدام حسين، على الرغم من قناعة المسؤولين الرسميين والعديد من المحللين بان مجلس ادارة البنك المؤلف من 24 مديرا تنفيذيا يمثلون 184 دولة، سوف يوافق في الهاية على ترشيحه. مستعد للتأقلم ويتعامل وولفويتز، بهدوئه المعهود، مع انتقادات خصومه ويقول انه مستعد للتأقلم مع متطلبات منصبه الجديد في حال التصديق عليه، أي أنه سيكون مسؤولا عن مؤسسة دولية نظمتها الامم المتحدة، امام الدول التي تملك البنك وتشارك في ميزانيته، ومعظمها من اوروبا واليابان، وليس امام ادارة بوش، وانه سيستمع الى مختلف الاراء والاجتهادات المتعلقة بوظيفة البنك الرئيسية، أي مكافحة الفقر في العالم. ولكن مرونة وولفويتز يجب الا تفسر على الاطلاق على انها تمثل تراجعا في ايمانه، والبعض يقول هاجسه، القديم، أي ديمقرطة العالم، وهي «التهمة» التي توجه اليه عادة، والتي تلصق بها ايضا صفة «المثالية». جذور أصلية للتنمية ويقول وولفويتز، في مقابلة مع «القبس» ان نجاح التنمية مشروط بان تكون لها «جذور أصلية، وهذا يعني انها لا يمكن ان تفرض من الخارج، وهذا صحيح أيضا بالنسبة لعملية التنمية السياسية». ويضيف مناشدا اصدقاءه العرب: «آمل من الذين يشاركونني رؤيتي بالنسبة لدعم نشر الحرية والديموقراطية في العالم العربي والشرق الاوسط الاوسع، الا يظنوا أنني سأتخلى عن هذه الرؤية». ويتابع: «ولكنني ذاهب الى البنك الدولي الذي يقوم بدور عالمي في التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر، وهذه بالطبع القضايا التي سأركز عليها في منصبي الجديد، ولكنها أيضا عناصر بالغة الاهمية للتغيير الديموقراطي في كل مكان». صفعة للمجتمع الدولي وتركزت الانتقادات الموجهة لوولفويتز على انه رمز او تجسيد «للمحافظين الجدد» وهو التيار السياسي والفكري الذي وقف بقوة وراء غزو العراق والاطاحة بنظام صدام حسين، والذي يدعو الى سياسية خارجية متشددة ضد الانظمة المتسلطة، «والمارقة» حتى ولو كانت احادية الجانب وخارج اطار الامم المتحدة والعلاقات التقليدية مع حلفاء واشنطن. كما ربط بعض المحللين بين تعيين جون بولتون، احد ابرز اقطاب هذا التيار واكثرهم تشددا، مندوبا لواشنطن في الامم المتحدة (وهي مؤسسة انتقدها بولتون بسخرية لاذعة واحتقار واضح في السابق) ورأوا في هذه الخطوات، كما قالت افتتاحية لنيويورك تايمز «صفعة للمجتمع الدولي». ولكن الذين يعرفون وولفويتز ومنطلقاته الفكرية والسياسية، يقولون ان مقارنته ببولتون، وبغيره من نجوم المحافظين الجدد ـ مثل ريتشارد بيرل المسؤول السابق في وزارة الدفاع، او دوغلاس فايث المسؤول الحالي في الوزارة والذي سيستقيل من منصبه قريبا ـ تمثل اجحافا غير مبرر بحق وولفويتز، الذي يقول عن نفسه انه لا يحمل بطاقة انتساب لاي جماعة، ولان مواقفه تختلف واحيانا تتناقض بشكل صارخ مع بعض مواقف المحافظين الجدد. تصنيف كاريكاتيري ويضيف عارفو وولفويتز ان تصنيفه كما يفعل البعض على انه «صقر الصقور اليمينيين» في السياسة الخارجية هو تصنيف كاريكاتيري. وهو على الصعيد الاجتماعي كان من مؤيدي حركة الحقوق المدنية للاقليات في الستينات، ومواقفه الاجتماعية تعكس ايمانا قويا بالحريات الفردية والتعاطف مع المحرومين. واهتمامات وولفويتز الانسانية جعلته في التسعينات يتخذ مواقف غير ارثوذوكسية بالنسبة للمحافظين الجدد او القدامى، وخاصة عندما دعا الى تسليح المسلمين البوسنيين لمقاومة الصرب وحماية انفسهم من المذابح،كما انتقد حكومة الرئيس السابق بيل كلينتون بقوة لانها تأخرت في التدخل العسكري ضد صربيا لوقف التطهير العرقي ضد سكان كوسوفو المسلمين. الاختلاف مع المحافظين ويختلف وولفويتز عن معظم المحافظين الجدد في موقفه الواضح والثابث من القضية الفلسطينية وضرورة ايجاد حل عادل لها، بعكس الاخرين، مثل بيرل وفايث، الذين لا يرون ابعد من اسرائيل ومصالحها في المنطقة. ويقول وولفويتز ان لاميركا مشكلة رئيسية مع العالم الاسلامي اسمها فلسطين، ولذلك فمن الضروري حل هذه المشكلة، اذا كان لاميركا ان تحسن من علاقاتها وصورتها في العالمين العربي والاسلامي. وهو يؤيد الحل القائم على تعايش دولتين مستقلتين: فلسطين واسرائيل جنبا الى جنب، قبل ان يدعو الرئيس بوش لمثل هذا الحل. ومواقف وولفويتز الرافضة للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة معروفة وعلنية، وهي ادت الى هتافات معادية له من جمهور يهودي قبل سنوات حين تحدث باسم الحكومة امام تظاهرة يهودية مؤيدة لاسرائيل، انتقد فيها الاستيطان. كيف يرى العراق؟ ولكن، كيف يرى وولفويتز العراق بعد سنتين من زلزال الحرب، وهو يغادر وزارة الدفاع الان؟ يقول: «انا متشجع جدا لان الانتخابات التي شارك فيها اكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون عراقي لم تكن فقط عملا شجاعا وتحديا للترهيب والعنف، بل عكست رغبة العراقيين العميقة في الديموقراطية. هذه المعركة كانت معركة مهمة وانتصارا كبيرا في حرب مستمرة». وذكّر وولفويتز في حديثه بانه كان قد حذر قبل سنتين من ان النظام البعثي البائد سيقاوم بشراسة. ويضيف: «انصار نظام صدام حسين قد تعرضوا لنكسة كبيرة بسبب الانتــخابات، ويتعرضون الان لضغوط مؤلمة بسبب الضغوط التي تتعرض لها سوريا من الولايات المتحدة». مضاعفات الحرب العراقية ويتعامل وولفويتز، مع تأثيرات مضاعفات الحرب العراقية، ومنها الانتخابات الاخيرة، على الاوضاع والتطورات الاخيرة في المنطقة، ومنها انتخابات فلسطين، والحركة الشعبية في لبنان، والتململ الجديد في الشارع المصري، يتعامل معها بحذر المؤرخ، وليس بحماس السياسي الاميركي، ويقول ضاحكا ومذكرا بعبارة الزعيم الصيني الراحل شون أن لأي المشهورة، حين سئل عن رأيه في أهمية الثورة الفرنسية، فاجاب بعد صمت وجيز: من السابق لاوانه التكهن بذلك. ويضيف وولفويتز: «من الواضح ان هناك تطورات رائعة تحدث في الوقت ذاته في المنطقة الان. وما اذا كان احدها (حرب العراق) قد تسبب بالاحداث الاخرى ربما هي مسألة تكهن في هذا الوقت، ولكن مما لا شك فيه ان هذه الاحداث والتطورات يعزز بعضها البعض ويؤثر بعضها في بعض». ويتابع: «نحن لا نتحدث فقط عن انتخابات العراق، بل انتخابات فلسطين، والتظاهرات الشعبية السلمية في لبنان، فلها تأثير درامي كبير على المنطقة بكاملها. ومن كان يعتقد ان شارون يمكن ان يتصرف كصانع سلام؟ على الاقل بالنسبة لقطاع غزة. وفجأة برز ايضا صانع سلام فلسطيني. هذا يدعونا للقول ان جبل الجليد في المنطقة يبدو كأنه بدأ بالذوبان». تغيير أميركي ويشير وولفويتز الى ان من الواضح الان ان شعوب المنطقة بدأت تدرك ايضا ان هناك «تغييرا في السياسة الاميركية تجاه المنطقة، والعراق هو جزء من هذا التغيير. الرئيس بوش تحدث لاكثر من مرة وفي خطب رئيسية عن الحرية والديموقراطية في العالم العربي والشرق الاوسط الاوسع، واعترف ان اميركا اخطأت في السابق لانها لم تركز على مركزية الحرية والديموقراطية في المنطقة، لانها كانت مهتمة بالاستقرار والامن». ويضيف «النفوذ الاميركي يتحرك الان باتجاه آخر، وهذا عامل ساهم في ما تشهده المنطقة الان.. هذا عامل مساهم في جهود شعوب المنطقة وما تقوم به من اجل مصالحها، الولايات المتحدة لا تستطيع خلق هذه الحركات، وكل ما تستطيعه هو دعم اهدافها في التمكين والديموقراطية». الـحدث اللبناني له وقعه الإقليمي.. بدءاً من سوريا حول ابعاد الحركة الشعبية اللبنانية وتأثيرها على مستقبل سوريا، يقول وولفويتز «ما يحدث في لبنان سيكون له وقعه الاقليمي بدءا من سوريا، لقد قلت في السابق ان سياستنا لا تدعو الى خلق الاضطرابات في سوريا، ولكن هذا يعني ايضا ان سياسة سوريا يجب ألا تؤدي الى خلق الفوضى والاضطرابات في لبنان، فعليهم ان يتوقفوا عن خلق الفوضى والاضطرابات في العراق ايضا». ويضيف وولفويتز وهو يقيس كلماته بدقة «بصراحة اذا كان السوريون (المعارضون للنظام) بحاجة الى الدعم السياسي والتشجيع، فانني شخصيا لا اعارض ذلك». وينهي كلماته بالقول «ولكن الامر البالغ الاهمية الان هو اخراج السوريين من لبنان عسكريا واستخباراتيا وباسرع وقت ممكن وبطريقة حاسمة ومؤكدة، والضغط عليهم للتوقف عن تشجيع ودعم القتلة في العراق، والتوقف عن تأييد أولئك الذي يحاولون تقويض عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل». استذكار موقف سعودي: شيعة العراق عرب لن يكونوا رأس حربة لإيران يستذكر وولفويتز في مجالسه الخاصة نقاشا بين وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والسفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان، خلال زيارة لبيكر، ووفد اميركي ضم وولفويتز، للسعودية خلال الايام الاخيرة لحرب 1991، كيف ان الاميران سعود وبندر قالا بوضوح لبيكر: ان السعودية لا تخشى، بل ترحب بسقوط صدام، وليس العكس كما ادعى البعض، وانها، وهذا هو الامر الاهم، لا تخشى من بروز نظام جديد يكون للشيعة فيه دور رئيسي، لان شيعة العراق عرب ولن يكونوا رأس الحربة لايران في المنطقة، وهو امر كان وولفويتز ولا يزال يؤمن به بقوة. التجربة الأهم: سفير أميركي يهودي في أندونيسيا التجربة الأهم لوولفويتز في اندونيسيا، هي انها عرفته ـ وهو اول سفير اميركي يهودي لبلاده في اكبر دولة مسلمة في العالم ـ على الحضارة الاسلامية عن قرب، وهي تجربة جعلته في وقت لاحق من ابرز منتقدي الطروحات التي كانت سائدة في اوساط الدبلوماسيين والاكاديميين التي تدعي ان الديموقراطية تتناقض مع الدين الاسلامي، ومواقف وولفويتز هذه اثرت في مواقف الرئيس بوش الذي تربطه به صداقة، توطدت عندما كان وولفويتز مستشارا لبوش خلال حملته الانتخابية الاولى. Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Archived
This topic is now archived and is closed to further replies.