Jump to content
Baghdadee بغدادي

ياسامعين الصوت


Recommended Posts

 

ياسامعين الصوت

يسألوني

انت شيعي ؟؟ انت سني ؟؟

وين ساكن؟؟

يم الشيخ لو يم ابو النعمان

لو يم ابو الجوادين

وآنه بالحسينيه... بالجامع أدور منهو اليوم طاحوا

طاح أخوي؟...أنذبح خالي ؟...أبن عمي؟

ما أبجي عليهم... أبجي منهم

ياخايبين ضيعتوا الوطن

والوطن غالي أعز من روحي عندي

 

يسالوني انت شيعي؟ انت سني؟

وآنه للكاظم أبذاك الصوب ازوره

أنامن بالصحن من شمة عطوره

وبكربلا للحسين أتعنه ازوره...

من صغر ظفري وصغر سني

ويسالوني انت شيعي ؟... انت سني؟

 

آنه بالجوادين بذاك الصوب تباركت وأدفنت أمي

و بشيخ معروف نايم المرحوم ما من يوم وسألني

على امك أنت طالع لو على عمك النام يمّي؟

 

بالهويه ياخذوني اليوم ويسالوني وين رايح انت سني؟

كلت والله للعباس جدي مِتعنّي أرد أشوفه ...

أسأله العباس سني ؟

كلت متعنّي أشوفن داحي خيبر الكرار أشكيله همّي

أرد أشوفن ويرضى الحسين بكربلا...

وبنفس الوطن ينهدر دمك و دمي؟

 

آنه ما ادري أصار بيينه ....

آخ وياوسفه الصار بيينه

الله واكبرسووهه بيينه

ياوسفه ونجحت خططهم

ياوسفه اللي طاحوا بالجوامع بالحسينيات اليوم

ذوله أولاد خالي ...أولاد عمّي

 

ياهالوادم من الصوبين أتفلش وطنّه

يهالوادم وصلت النار بحجرنه وأحتركنه

ياسامعين الصوت الجاي منهم أكثر من اليوم بحزنّه

ياسامعين الصوت كافي

أنت شيعي؟....أنت سني؟

 

ياخوي الوطن من الصوبين طايح

ياخوي من طائفية الشردتنه وطشّرت دمك ودمي

ياعراقي أصحى تره أتفلش بلدنا ...

ياخويَ احتركنه ما بقى بالوطن غيرالجنايز...

على الصوبين يمّك ويمّي

 

ياخويَ الاجنبي وج النار بيينه

ياخويَ وفرحان بذبحنه منّا بيينه...

ماله شغله يتفرج علينه...

أمجتف أبيده ويغنّي

ويسألوني أنت شيعي؟... أنت سني؟

 

ياخويَ ودير بالك

فلشوا الجامع الجنت بي وياك أصلّي

كالوا الشيعي علكها ...

والحسينيه فجّروهه...

وكالوا الفجّرهه سنّي

 

ياخوي وآنه للحسن والهادي أضمه....

من زمان انام وياه بالصحن من صغر سنّي

آنه افجره وصدّكت والائمه تاج راسي...

بعد ابوي وبعد أمي

 

وصدّكت تطيني اِيديَّ....

ومن زمان أنت تشيل همّي

ياخوي وصدكت لو نسيت أحنه بثورة العشرين أيد وحده ...

وبيهه أنخبط دمك بدمي

 

ياخوي شبيك وكافي عاد

العراقي باللبن فتّح

ُأهُم اللي شعلوهه وكالوا....

هذا شيعي.... وهذا سني

اخوك العراقي

الرجاء نشر هذه القصيده لكل العراقيين الاحبة في وطننا العراق الجريح

Link to comment
Share on other sites

  • 4 months later...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انا افخر بكل عراقي يملك نفس طريقة تفكيرك وادعوا الله ان يلم الشمل ويوحد الصفوف لدحر اعداء الاسلام الكفرة الفجرة اليهود والامريكان

جزاك الله خير الجزاء

اختك

Link to comment
Share on other sites

بغدادية

 

قالوا سني لو شيعي؟ قلت عراقي وصوتي داوي .. قالوا من عنوانك نعرف؟ جاوبته اني انباري وكوتاوي وعمارلتي و تكريتي بس بالحلة ساكن واصلي مصلاوي..قالوا من أولادك نعرف؟ قلت ولدي عموري وعلاوي! قالوا صلي وهي تبين! قلتلهم انصلي بالخلاني واتوضئ بماء الكوفة ومن النعمان اسمع اذاني واول ركعة بموسى الكاظم وثاني ركعة بالكيلاني... اذا انك عراقي... ارسله لكل عراقي وادعم بلدك في هذه المحنة. بغدادية - بغداد

 

http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2006/12/197336.htm

Link to comment
Share on other sites

المنتخب الاولمبي العراقي جمع كل الطوائف والمذاهب

 

المنتخب الاولمبي العراقي

15/12/2006 15:43 (توقيت غرينتش)

 

 

جاء لاعبو المنتخب الاولمبي العراقي من جميع أنحاء البلاد متغلبين بذلك على الطائفية والمذهبية تحدوهم الرغبة في رفع اسم بلادهم عاليا بتحقيق الانتصارات التي تفرح قلوب العراقيين.

 

ورغم أن العنف الطائفي الذي دفع الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى تقسيم الدوري العراقي إلى ثلاث مجموعات في الجنوب والشمال إضافة إلى منطقة بغداد إلا أن المنتخب العراقي، الذي واجه اليوم الجمعة منتخب قطر في الدور النهائي لدورة الألعاب الآسيوية، لا يعاني من أي صراعات مذهبية. كابتن المنتخب الاولمبي يونس محمود (23) عاما، قادم من محافظة كركوك شمال شرق وتحديدا من منطقة الحويجة ذات الأغلبية السنية ويقود فريقا يضم لاعبين من أبناء محافظة النجف الشيعية جنوب بينهم كرار جاسم وحيدر عبودي.

 

ومن إقليم كردستان الشمالي، يشارك جاسم حاجي، لاعب نادي دهوك، الذي يعد حلقة هامة بين زملائه. ومن بغداد يشترك خمسة عشر لاعبا، خمسة من السنة وعشرة من الشيعة لا تفرق بينهم حواجز مذهبية أو طائفية بينهم علاء عبد الزهرة شيعي اللاعب المحترف في نادي "مسكرمان" الإيراني.

 

ويرى نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، ناجح حمود شيعي أن الأسرة الرياضية العراقية عموما والكروية خصوصا لا تعرف أي نوع من الخلافات المذهبية أو الطائفية. ويضيف حمود الذي ينحدر من محافظة النجف، أن كرة القدم لعبة تجتمع فيها المواهب والمهارات ولا يهم فيها وجهة لاعبيها ومذاهبهم فالكل يسعى لصنع انجاز كروي يرفع اسم بلاده.

 

ويقول لاعب المنتخب الاولمبي علاء عبد الزهرة (20) عاما في كرة القدم لا توجد أية هواجس تثير حساسيات مذهبية فكل اللاعبين مهتمون بصنع نتائج جيدة لرفع اسم العراق لان كرة القدم استطاعت التغلب على المشاكل المذهبية. من جانبه، أكد كابتن الفريق يونس محمود (23) عاما المحترف في نادي الغرافة القطري إن جميع لاعبي المنتخب زملاء وأصدقاء وما يهمنا جميعا هو رفع اسم بلادنا عاليا بتحقيق الانتصارات التي تفرح قلوب العراقيين.

Link to comment
Share on other sites

  • 2 weeks later...
  • 2 weeks later...

--------------------------------------------------------------------------------

 

العراقيون في عمان.. فرقتهم السياسة وجمعتهم حفلات رأس

 

العراقيون في عمان.. فرقتهم السياسة وجمعتهم حفلات رأس السنة

 

الشرق الاوسط تنقل أجواء احتفالات شعب شردته الويلات ولملمته الموسيقى والغناء

 

عمان: معد فياض

جمعت احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية اول من أمس في العاصمة الاردنية عمان العراقيين بكل أطيافهم الدينية والسياسية، حيث أمضوا الليلة الاخيرة من عام 2006 في حفلات أحيى غالبيتها مطربون عراقيون في الفنادق والمطاعم لفخمة الواقعة في الجانب الغربي من عمان.

وتناسى العراقيون جراحهم وأزمات بلدهم الامنية والاقتصادية والسياسية ولو لليلة واحدة، فاجتمع في تلك الحفلات وتحت سقف واحد مسيحيون ومسلمون من السنة والشيعة عرب وأكراد وهم يتغنون ببغداد وبالعراق. وقال سالم ابو سيف الذي كانت تجلس زوجته الى جانبه، وهو مسيحي يمتلك جزءا من فندق علاء الدين الذي يقع قريبا من ضاحية أم أذينة المترف لـ«الشرق الاوسط» ليلة رأس السنة «لقد نظمت هذه الحفلة التي حضرها غالبية كبيرة من العراقيين المقيمين او الزائرين لعمان من اجل ان يتذكروا الليالي الجميلة التي كانت تجمعنا في بغداد مثل هذه المناسبات، وهنا ترى العراقي المسيحي والمسلم من السنة والشيعة العرب والأكراد فهؤلاء هم العراقيون تفرقهم السياسة وتجمعهم الأفراح». وأضاف أبو سيف قائلا بينما كانت فرقة موسيقية عراقية تعزف الاغاني البغدادية «طوال عمرنا لم نكن نعرف في العراق أية فوارق بين من هو مسلم وغير مسلم، ولم نفرق بين سني وشيعي عربي او كردي، أنظر الآن كم هم سعداء يرقصون في بقعة واحدة ويؤدون الرقصة الشعبية (الجوبي). وغدا سيعودون الى حلبات النقاش السياسي من أجل التوصل الى حلول معقولة لمستقبل بلدنا، فنحن هنا ضيوف والعودة الى بيوتنا لا بد منها».

 

وأكد محمد المدفعي نجل الفنان العراقي المعروف الهام المدفعي، وهو (محمد) يمتلك مع صديقين مقهى حديثا في ضاحية عبدون تحمل اسم واحدة من أشهر أغاني والده (خطار) «لقد بحثت مع صديقين عن طريقة لجمع الشباب العراقيين سوية مع أقرانهم الاردنيين في مكان واحد يكون متطورا وجديدا في كل شيء، فتوصلنا الى فكرة هذه المقهى التي نلتقي بها مع اصدقائنا، حيث لا يوجد في عمان بالرغم من كثرة العراقيين أي ناد او مكان يتجمع فيه الشباب ليتبادلوا الآراء ويندمجوا مع واقعهم الجديد في الأردن». وفي ركن من محلة أم أذينة يقوم مقهى الزاوية الذي اسسه قبل سنوات فنان عراقي وبقيت ملكيته تتداول بين العراقيين، حتى آل مؤخرا للشاب سيف سالم الذي نظم هو الآخر حفلة بمناسبة ليلة رأس السنة أحياها مطرب عراقي. وقال سيف «هذه الليلة مخصصة للفرح فقط ولا مجال لأي حديث سياسي او أي نوع من الأحاديث يعمق جراحنا ويكرس لاختلافاتنا، نحن نحتفل في هذه الليلة من غير ان ننسى العراق وأهلنا في العراق وليس كثيرا على العراقيين ان يحتفلوا ويفرحوا من أعماقهم ولو لليلة واحدة، وهم المعروفون بليالي طربهم وفرحهم وبحبهم للحياة». إعلانات حفلات ليلة رأس السنة حملت في غالبيتها أسماء لمطربين عراقيين أحيوا هذه الحفلات أمثال قاسم السلطان وهيثم يوسف وحاتم العراقي وعادل عكلة ونابليون وقيس هشام والفنانة دالي.

 

نور شابة عراقية مقيمة في لندن جاءت الى عمان مع عائلتها للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة قالت لـ«الشرق الأوسط» لقد «جئنا الى عمان لنحتفل مع أقاربنا وأصدقائنا العراقيين والذين لم نلتق بهم منذ سنوات بمناسبة قدوم عام 2007 متفائلين بأن يكون هذا العام سنة خير وسعادة واستقرار للعراق ولكل العراقيين». ولم توافق نور، التي تعمل في إحدى الشركات العقارية في لندن، على البوح بما إذا كانت سنية او شيعية، مسلمة أم غير مسلمة، واكتفت بالقول «انا عراقية وهذا يكفي فلم يدمر العراق ويشتت العراقيين سوى هذه التسميات التي لم نكن نعرفها في يوم من الأيام».عراقيون آخرون جمعوا اصدقاءهم واحتفلوا في بيوتهم اما هربا من صخب الموسيقى او لارتفاع أسعار تذاكر هذه الحفلات التي تراوحت ما بين 70 دينارا أردنيا ( حوالي مائة دولار) و 150 دينارا.

 

العراقيون غنوا ورقصوا وتناسوا الجراح والهموم والأزمات ولو لليلة واحدة يمضون فيها متفائلين نحو عام جديد.

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

مسلسل الموت العراقي من داخل سيارات الأجرة

 

( - 01-03-2007

 

 

سعر برميل الدم العراقي وصل إلى الصفر

 

المسعفون أمام المستشفى يحاولون تغطية وجوههم وهم ينقلون عشرة جثامين لضحايا قتلتهم سيارة متفجرة في بغد

 

01/03/2007

بغداد - عبدالكريم محمد:

لا شيء يجعل الراكب صامتا في العراق، ما دام كل شيء من حوله يحترق ليظهر سببا لإثارته.. ففي سيارات الأجرة، قد تلمس كل شيء عدا الصمت.. ولماذا يصمت العراقي، المعروف بطبعه 'البارود'، وهو يخرج من ملف بيته المتخم بالأزمات، ليقلب، في كل يوم عشرات الملفات الحياتية المملوءة بالآلام والمخاطر والرعب.. وحتى لو كفت ألسنة الركاب قليلا عن نبش واقعهم المأزوم، فستكشف نظرات عيونهم عن آلام تتناسل بالدقائق، ويختزلها المشهد النغمي المتكرر لأجهزة الموبايل التي غدت أجراسا للاطمئنان حينا، ولبث المزيد من أنباء الرعب في أحيان أخرى.

قصص عراقية عديدة من داخل سيارات الأجرة، تبدأ وتتكرر في كل نهار، لتحصي كل ما يدور في الشارع والزقاق والمحلة، وما يحدث في المستشفيات ومراكز الشرطة والمدارس والدوائر الرسمية الأخرى.

ويبدو أن مهمة هذه الممارسة الشفاهية اليومية هي قراءة حرة للمشهد المتأزم المرتبك والمتداخل، بدءا من بيوتهم ومرورا بأمراضهم وقلقهم وخوفهم وصبرهم وسخطهم، وانتهاء بحوادث القتل اليومية التي باتت تتصدر أحاديثهم وتقلقهم.

لن تهدأ أجساد الركاب ولا رؤوسهم ولا إشارات أكفهم.. كل جزء منهم يهتز ويزيح امتعاضه وتذمره وغضبه، فتبدو حواراتهم متسلسلة كحوارات 'الشات' على شبكة المعلومات العالمية 'الإنترنت'.

والملاحظ دائما أن الحوارات لا تبدأ مطلقا من شكوى شخصية يرويها أحدهم. فمثل تلك الحوارات لم تعد ذات قيمة، أوتجد من يسمعها ولا يسخر منها، لأنها باختصار باتت شكوى عمومية شائعة، بعدما انتفت منها شخصنتها المميزة.. بل حتى أخبار الوفيات الطبيعية باتت غير مقنعة ولا ينبغي التطرق إليها إزاء الحديث 'الأكثر شرعية وواقعية' عن حوادث القتل والاغتيالات والخطف والجثث مجهولة الهوية، التي يعثر على العشرات منها يوميا في شوارع بغداد وأطرافها.

لا مجال إذن لحوار مع هذا العجوز الذاهب لتسلم راتبه التقاعدي مع جاره العجوز أيضا، والذي عزف عن سماعه الركاب وأثار سخريتهم وتندرهم. فمثل تلك الحوارات القديمة بات يطلق عليها 'إكسباير' من قبل الصغار والكبار بعد انتهاء مدة صلاحيتها قبل أعوام!.

 

 

 

هذا الحوار 'إكسباير'!

'قال العجوز المتقاعد لجاره: مضى على انقطاع التيار الكهربائي في محلتنا أكثر من 24 ساعة'.. وأجابه جاره: نحن لم نذق 'أمبير' واحد منذ ثلاثة أيام.

الله يعينكم، يقولون في الجرايد عن مشاريع كبيرة لتطوير الكهرباء؟

- كلام جرايد

ما عندكم مولدة؟

- وأين البنزين؟ سعر اللتر الواحد بألف دينار، وماكو.

اشلونكم بالبرد؟

- متدثرين بملابسنا الشتوية، أبشرك، لا غاز ولا نفط.

سعر برميل النفط صار ب 150 ألف دينار.

- وسعر القنينة ب 25 ألف دينار.

هل تسلمتم الحصة التموينية؟

- نصف موادها فقط.. والباقي مضى عليها اشهر.

كل هذا وراضين. بس كون أمان؟

- أين الأمان؟ البارحة حصل انفجار قريب عن بيتنا.

ومحلتنا تعرضت لقصف مدفعي بعد منتصف الليل؟

- الواحد منا يخرج من بيته ولا يدري سيعود أم لا؟!

ورطه، ظلت بس رحمة الله.

الله يجازي كل ظالم و..

هذا مقطع حواري انتهى بالسب والشتم واللعن، وصراع الكتل السياسية وتقسيم الكعكة و.. حسبي الله ونعم الوكيل.

ومع هذا سخر الكثير من الركاب من قدم هذا الحوار ووصفه بعضهم بأنه 'سالفة تعبانة'، بينما وصفه راكب آخر بأنه أقدم من 'زيادة رواتب المتقاعدين!'.

 

 

 

انفجار ليس غير

ولكن ما هو حديث الركاب العصري البديل، الذي يستحوذ على اهتماماتهم ويطلق العنان لآرائهم ووجهات نظرهم؟..إنه هناك. يأتي من خارج نوافذ السيارة دائما. والغريب أن مثل تلك الأحداث، ورغم عظمها فقد تبنى لها الركاب استجابة رتيبة أيضا بسبب تكرار حصولها اليومي. فغدت شائعة ولا تختلف كثيرا عن حوار العجوزين، عدا كونها توطئة لابد منها لعقد الحوارات فيما بينهم.

ففي أحدث انفجار حصل في حوالي الثامنة صباحا في سوق شعبي مزدحم في بغداد ـ الآن صار قديما طبعا ـ تحرك الحاضرون، الذين باتوا شهود عيان فيما بعد، بآلية بدت مألوفة. فبعد تصاعد الدخان من السيارة المفخخة، مصحوبا بدوي هائل، وتناثر المئات من الشظايا، اندلعت النيران بعدد من السيارات، وتصدعت جدران بعض المباني القريبة وتناثرت جثث القتلى، واستغاث الجرحى. فصاح احد المارة من ذوي الخبرة 'تفرقوا بسرعة، فربما سيحصل انفجار آخر'.

وبالفعل، استجاب الجميع وتفرقوا. ثم هرع بعض النشامى لنجدة الجرحى، وسرعان ما وصلت سيارات الشرطة وطوقت مكان الانفجار، وقام الكثير من أفراد الشرطة بإطلاق النار في الهواء، فعمت الفوضى مكان الحادث.

ولكن، كل هذه المظاهر سرعان ما اختفت بعد اقل من ساعة. فالجثث تم حملها بسيارات الحمل الصغيرة التابعة للأهالي مع عدد كبير من الجرحى قبل وصول سيارات الإسعاف، ثم قام رجال الإطفاء بإخماد النيران المشتعلة، بينما تعاون الكثير من المارة مع أفراد الشرطة في سحب هياكل السيارات المحروقة وركنها في إحدى الزوايا القريبة من السوق.

وما إن اختفت مظاهر الانفجار، حتى عاد الباعة إلى مزاولة أعمالهم، وعادت سيارات الأجرة إلى التواجد قرب السوق، بينما تدافع الركاب قرب أبواب السيارات للحصول على احد المقاعد.

و ما هو أقسى من الانفجار نفسه، انشغال عدد من صباغي الأحذية وباعة الأرصفة، وجميعهم من الأطفال المتسربين من المدارس، بجمع بقايا اللحم المتفحم، الملتصق على الجدران أو المتناثر في الحفر والشقوق ووضعه في أكياس ملوثة جلبوها من المزابل! كان ذلك الانفجار ممهدا لطرح المزيد من آراء الركاب ووجهات نظرهم من داخل سيارات الأجرة التي انحشروا فيها.

 

 

 

تجارة الموت.. والمعاق المذهل

قال أحد الركاب وهو يضرب كفا بكف 'كلنا راح أنموت، مايظل واحد سالم بينا.. قتل، قتل، حياتنا صارت كلها مجازر في مجازر'.

ورد عليه شاب معاق ـ ولا ندري كيف تمكن من حجز مقعد له في ظل الفوضى التي أعقبت الانفجار.. ولكن، حين أوضح في معرض حديثه انه عاد قبل يوم من محافظة النجف (160 كيلو مترا جنوبي بغداد)، ويروم الذهاب إلى محافظة كركوك (300 كيلو متر شمال شرق بغداد) أدركنا 'سندبادية' الرجل، والحيوية التي مازال يتمتع بها.. والغريب أن الشاب لم يتحدث عن مشاهداته لحياة سكان المدينة، والأمان النسبي الذي يتمتعون به قياسا للعاصمة بغداد، بل انه عاد مصعوقا من انتعاش تجارة الموت هناك.. قال 'اذهبوا وشاهدوا انتشار مكاتب الأكفان، لقد أحصيت أكثر من ستة مكاتب. واخبرني احد أصحابها أن 'النجف' تستقبل من 200 إلى 300 جثة يوميا، اغلبها مشوهة وعليها آثار تعذيب'، وأضاف 'أما تجارة بيع الأكفان، فقد ازدهرت كثيرا. وهناك أسواق مكتظة بمحال بيع الأكفان ووصل عددها إلى أكثر من 350 محلا'.

وتطرق الشاب إلى أسعار الأكفان وسط دهشة الركاب، فبين أن سعر الكفن الواحد يتراوح بين 10 آلاف دينار إلى 70 ألف دينار، فهناك القماش العراقي الشاحب البياض، وهناك أقمشة مستوردة واشهرها من نوع 'همايون'، سوري المنشأ. وقد تزايد الإقبال على أنواع من أقمشة الأكفان المطرزة بالنقوش وتظهر عليها آيات قرآنية وعدد من الأدعية، بعضها صنع باليد، والأخرى من صنع خياطين مهرة، يستخدمون مكائن خياطة حديثة.

وبرر ارتفاع أسعار أقمشة الأكفان إلى كثرة حوادث القتل والاغتيالات، وتهافت الزائرين من إيران والهند وباكستان وبعض دول الخليج على شراء أكفانهم من محافظة النجف، تبركا بها كونها من الأرض التي تضم رفات 'الإمام'.

ما يجري في مقبرة وادي السلام ووصف الشاب ما يجري في مقبرة وادي السلام بقسميها القديم والجديد، وهي اكبر مقبرة في العالم، قال 'ينتشر الكثير من قراء الأدعية والآيات القرآنية والشحاذين في المقبرة، لاستقبال النعوش وقراءة الأدعية والترحم على أرواح الموتى مقابل حصولهم على 'إكرامية' تتراوح مابين خمسة إلى 25 ألف دينار. وأضاف انهم يحضرون عملية حفر القبور ودفن الجثامين، ويبادرون بقراءة الأدعية فترق قلوب الحضور كثيرا ويجزلون عليهم 'بالهدايا'. كما إنهم يتجولون بين القبور بحثا عن المزيد من زائري القبور لمواساتهم والترحم على موتاهم لقاء مكافأتهم ماليا.

وكشف المتحدث عن مظاهر جديدة بدأت تنتشر بين القبور القديمة، وهي إقدام الكثير من العائلات على بناء القبور بالحجر والمرمر والسيراميك والقضبان الحديدية على ارتفاع ثلاثة أمتار وتزيينها بالنقوش والزخارف والآيات القرآنية ووضع شاهدة مميزة إلى جانب صورة ملونة كبيرة للفقيد، مما أنعش تجارة النقاشين والخزفيين والبنائين والنقارين على الحجر والمرمر، على حد وصفه.

 

 

 

سعر برميل الدم العراقي

وفجأة بدأ الركاب يتشاورون بصخب، من داخل حافلة صغيرة لمعرفة سبب توقف السير في شارع، طالما أقيمت فيه سيطرات وهمية، راح ضحيتها الكثير.. وبعد أكثر من نصف ساعة من السير البطيء الذي أنهك الركاب، زف السائق بشرى نجاتنا، وأزاح قلق الركاب وتخبط ظنونهم.. قال بهدوء مصحوب بقليل من التوتر 'ما كو شي، زلمه مقتول بالشارع' ثم أضاف 'سهله يمعودين'، و أمهلنا، مثل غيره من السائقين دقائق للفرجة من خلال نوافذ سيارته، فشاهدنا جثة رجل في الثلاثين من عمره مرمية في الشارع. كانت يداه موثوقتين من الخلف، ورأسه مثقوبا بعدة إطلاقات نارية. كان يبدو وكأنه نائم، لولا بركة الدم التي أحاطت برأسه واحتفظت بليونتها بسبب برودة الطقس.

لاحظنا أيضا أن عددا من أطفال المدارس كانوا يتوقفون قرب الجثة قليلا، ثم يواصلون سيرهم إلى مدارسهم!

أحد الركاب قال 'هذه هي حال العراقي، برميل نفطه تخطى 65 دولارا ودمه مهدور في الشوارع، خوش تجارة هاي'.. فرد عليه راكب آخر بما شاهده داخل وخارج المشرحة التي عثر فيها على شقيقه بعد يومين على اختفائه، قال تبرعت بالدخول إلى 'ثلاجة الموتى' ـ يقصد المشرحة ـ بعد أن تردد إخوتي وأولاد عمومتي.. الثلاجة تحتاج إلى 'قلب قوي'، وكثيرا ما تقيأ البعض أو أصيب بحالات إغماء من هول منظر الجثث المشوه والممثل بها والمتعفنة.

وأضاف:لاحظت أن الجثث المجهولة يتم تصويرها وتحفظ في جهاز الكمبيوتر، أما أشلاء الجثث التي لا يستدل منها على شيء كونها خليطا من أعضاء بشرية لرجال ونساء وأطفال، فيتم تكليف أحد سائقي الإسعاف بدفنها في أقرب مقبرة.

خارج المشرحة، أضاف الشاب 'في السابق كنت تعثر بصعوبة على سائق يوافق على حمل النعش وذلك بسبب تشاؤمهم، في حين تجد الآن طابورا طويلا مؤلفا من أكثر من ثلاثين سيارة متوقفة بانتظار نقل الجثث إلى داخل وخارج بغداد'. وقد اعترف أحد السائقين بأن عمله في السابق كان يقتصر على نقل جنازة واحدة من حين لآخر.. في حين يرابط حاليا، مثل الكثير من السائقين أمام باب المشرحة لاصطياد 'أجرة دسمة'، حيث وصلت أجرة نقل الجنازة إلى محافظة النجف إلى 180 ألف دينار. بينما بلغت أجرة نقلها إلى محافظة الموصل (225 ميلا شمال بغداد) إلى أكثر من 350 ألف دينار. أما في داخل بغداد، يضيف الراكب، فتعتمد أجرة النقل على مواقع الأحياء ودرجة خطورتها وأوضاعها الأمنية.

وروى المتحدث، عن ممرض يعمل في مستشفى اليرموك أن المشرحة تستقبل أحيانا أكثر من مائة جثة في اليوم الواحد، خصوصا حين تحصل عدة انفجارات في أسواق شعبية مكتظة بالمتسوقين، 'بحسب تقرير صدر أخيرا عن الأمم المتحدة فان أكثر من 120 مواطنا عراقيا يقتلون يوميا بسبب تصاعد أعمال العنف!'.

 

 

 

مجالس عزاء محصنة

قبل أن ينشغل الركاب بجمع أجور النقل، التي غالبا ما يصاحبها شجار بين السائق وأحد الركاب، تناهى إلى أسماعنا أصوات قراء القرآن من عدد من المساجد والحسينيات، وهي دلالة متعارف عليها على إقامة مجالس للعزاء، الأمر الذي فتح صفحة جديدة من الحوارات الصباحية بين الركاب القلقين دائما.

قال أحد الركاب 'مفخخات ومجالس للعزاء يوميا'، فرد عليه راكب آخر 'كانت المساجد والحسينيات تستخدم كمجالس للعزاء مرة في كل شهر. أما الآن فلا يمر شهر بدون خمسة عشر مجلسا للعزاء'.. راكب ثالث تساءل بمرارة 'هل يوجد مسجد أو حسينية في كل الدول الإسلامية يحرسه رجال مسلحون ليلا ونهارا؟'، فجاءه الرد بإسهاب من أحد ركاب المقاعد الخلفية، قال 'الكثير من المساجد والحسينيات التي تقام فيها مجالس للعزاء تتحول إلى ثكنات عسكرية محصنة بأكياس الرمل والأسلاك الشائكة والحواجز الكونكريتية تحسبا من تسلل أحد الانتحاريين أو اختراقها من قبل سيارة مفخخة'.

ثم اشترك معهم راكب آخر موضحا أن لكل مسجد وحسينية فريقا مؤلفا من عدة أشخاص للإشراف على نظافة الأفرشة وصلاحية الإنارة وتشغيل السماعات، وضمان وجود كمية كافية من البنزين لتشغيل المولدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر. وأضاف: لابد أن تجد قارىء قرآن 'ومله' يتردد يوميا لإحياء مجلس حسيني 'اقرايه' كونها فرصة للتكسب، حيث يحصلون على إكرامية من قبل ذوي الفقيد.

الراكب الذي افتتح الحوار قال 'المصيبة الأخرى هي التكاليف الباهظة التي تتحملها عائلة الفقيد بسبب إقامة مجلس عزاء داخل الأحياء الشعبية، حيث تفضل غالبية العائلات تأجير الخيم وبيوت الشعر' والجوادر'وإقامتها قرب بيوتهم لتكون مناما لأقربائهم المعزين الوافدين من عدة محافظات.

 

 

 

اختطاف النساء وبيعهن إلى شبكات الدعارة في الدول العربية

ركاب سيارات الأجرة يكثرون من التلفت يمنة ويسرة، ليتابعوا كل ما يدور في الشوارع والأحياء. ويكثرون من المكالمات الهاتفية عبر أجهزة الموبايل، لمعرفة أحوال أسرهم وأصدقائهم. وحال الانتهاء من بعض المكالمات غير السارة يصرحون لبقية الركاب عن حادث انفجار سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة، أو تعرض أحد الأحياء إلى قصف بمدافع الهاون، وحدوث مواجهات مسلحة في أحد الأحياء وأغلق على إثرها عدد من الشوارع.

وعندما شاهد أحد الركاب رجلا يمسك بيد ابنته، رغم أنها طالبة في الإعدادية على ما يبدو، التفت إلى الركاب وقال 'لم يعد الآباء والأمهات يخشون على أطفالهم فقط، بل باتوا يلازمون أبناءهم وبناتهم خشية اختطافهم'.. واوضح أن جارا له ما زال يبحث عن ابنته، وهي طالبة في المرحلة الإعدادية، اختفت منذ أسبوع، وظل أمله الوحيد معقودا على دائرة الطب العدلي، عسى أن يعثر على جثتها وينتهي من 'كلام الناس' الذي بات يمزقه.

راكب آخر، وهو طالب جامعي قال 'ظاهرة اختطاف الفتيات تشهد تزايدا ملحوظا منذ سقوط النظام السابق، وهناك عصابات وأشخاص يخطفون النساء ويرسلونهن إلى دول عربية للعمل كمومسات تحت الضغط والتهديد بالقتل، كما أن هناك شركات ومكاتب تعمل تحت عناوين مختلفة، تعرض على المتقدمات منحا دراسية وفرص عمل في دول عربية وتسهل إجراءات سفرهن، ثم يكتشفن أنهن تعرضن للنصب والاحتيال بعد أن يجدن أنفسهن تحت رحمة عصابات متخصصة في شراء النساء وبيعهن، في ما يعرف بتجارة الرقيق الأبيض.

الراكب أوضح أيضا أن بعض الأسر العراقية الفقيرة يتم إغراؤها بالمال مقابل إرسال بناتهم للعمل كمربيات في بعض الدول الخليجية، وتكون نهاية ذلك الإرسال هو الوقوع في شبكات الدعارة.

احد الركاب سأل صاحبه الذي كان يجلس إلى جانبه، قال 'ما أخبار خالد؟'.. فأجابه بصوت مسموع 'مازال يبحث عنه'.. ثم سأله ثانية 'ألم يتصلوا به مرة أخرى؟'.. فصمت صاحبه قليلا، ثم قال 'لا، فقط مرة واحدة وطلبوا منه عشرة دفاتر (الدفتر: عشرة آلاف دولار في اللهجة العراقية).

حوار الراكب الهادئ مع صاحبه كان يشبه الحديث عن بيع سيارة 'ما نفيس'.. أما إصغاء بقية الركاب للحوار فكان طبيعيا جدا، كأنهم كانوا يستمعون لحوار حول إعادة امرأة 'زعلانه' إلى زوجها.

القبس الكويتية

Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...

الهجوم على المتنبي

GMT 4:00:00 2007 الجمعة 16 مارس

الحياة اللندنية

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

حميد الكفائي

 

لم تكن المرة الأولى التي يستهدف فيها سوق المتنبي للكتب، ولم يكن من غير المتوقع أن يستهدف مثل هذا السوق الذي يمثل تجمعا يوميا للمثقفين والكتاب والشعراء والطلاب والزائرين على حد سواء. سوق المتنبي المتفرع من شارع الرشيد، أعرق وأشهر شوارع العاصمة العراقية بغداد، رمز من رموز الثقافة والأدب في العراق وهو ليس مجرد سوق للكتب، بل متنفس يلجأ إليه كل من يحب الثقافة والأدب والتعليم، وكل من يستمتع باستطلاع عناوين الكتب القديمة والحديثة والصور النادرة وكل من يرغب أن يزخرف بيته بالمخطوطات والصور الزيتية والكتب. من لم يزره لم يزر بغداد، ومن زاره لن يخرج منه إلا محملاً بأعداد كبيرة من الكتب والمقتنيات الفنية الأخرى.

 

كنت قبل مغادرتي بغداد قبل أشهر عدة قد أقتنيت منه كتبا بعضها كنت قد قرأته منذ زمن بعيد ولا يزال موجودا في مكتبتي لكنني أردت أن أقتني نسخا جديدة وبطباعة أفضل من شارع المتنبي، الذي تتوفر فيه كل الطبعات السابقة واللاحقة، العراقية واللبنانية والمصرية، وأخيرا الإيرانية.

 

لم استطع أن أغادر بغداد من دون أن أحمل معي شيئا من المتنبي، وهذا هو شعور كل قارئ وكاتب وفنان عراقي، بل كل مواطن عراقي أو زائر للعراق. المتنبي الشاعر والمتنبي الشارع يعيشان في أعماق العراقيين عموما والبغداديين خصوصا.

 

استهداف المتنبي هو استهداف للعراق كله بكل مكوناته وتاريخه وثقافته، والمستهدِف هو من دون شك عدو للعراق وللإسلام والثقافة والمعرفة والإنسانية في الوقت نفسه. إنه عداء لا تفسير أو منطق له ولا هدف سوى محاربة الإنسانية والحياة وكل شيء جميل. أهمية المتنبي، الشاعر والشارع، يعرفها الجميع لكن كل هذه الأهمية الثقافية والتاريخية والجمالية للشاعر أو سميه لم تجلب له اهتمام الحكومة العراقية كي تضعه ضمن أولويات الخطط الأمنية المتعاقبة، الناجحة منها والفاشلة، ولم يحظ بالحماية التي يتمتع بها أي وزير أو وكيل وزارة أو مدير عام أو أي من أقارب المسؤولين العراقيين الكبار أو الصغار، ولو علم الإرهابيون أنه يتمتع بحماية معقولة لما استهدفوه أصلا. استهداف المتنبي لم يكن عشوائيا بل خُطط له تخطيطا دقيقا، فالإرهابيون، على خلاف الحكومة العراقية، يخططون ويحْكِمون خططهم ويوقعون أكبر الخسائر بأعدائهم سواء كانوا مواطنين عاديين أم مسؤولين أم رجال شرطة أم مبان أم أضرحة، أم كتب أدب أو مخطوطات. المهم بالنسبة لهم هو إلحاق الأذى بالآخر وهذا الآخر المسكين تقوده حكومة همها الأول هو حماية أفرادها وأقاربهم على ما يبدو، وبرلمان يحارب بعضه البعض ويحاول إفشال خطط الحكومة الأمنية، التي صادق عليها، وكتل سياسية «متحالفة» تسعى لإفشال مساعي بعضها البعض. جريمة الاعتداء على المتنبي لا تضاهيها جريمة أخرى، ليس بعدد الضحايا أو حجم الدمار، بل من حيث الهدف المقصود بالتدمير، فهي اعتداء على الحياة والتاريخ والثقافة والأدب والدين والذاكرة الجمعية العراقية. اعتداء على الفن والجمال والأناقة والرقي. إنه اعتداء على الشرق وقيمه وثقافته ونمط حياته... لم يعلن أحد عن مسؤوليته لا «المقاومة الوطنية» ولا «المقاومة الإسلامية»، لأن الاعتراف بذلك عار حتى على الإرهابيين أنفسهم. عهدنا بالمقاومين أنهم يحملون قيماً ويحاربون ويقتِلون ويقتَلون من أجل حقوق مغتصبة وأهداف إنسانية نبيلة يحترمها قطاع كبير من المجتمع... وهؤلاء المقاومون أو المعارضون الفلسطينيون واللبنانيون والأيرلنديون والإيرانيون والسيريلانكيون والتيموريون الشرقيون، بل ومقاتلو «طالبان»، أمامنا لم يفعلوا هذه الشنائع ولم يدنسوا أهدافهم السامية، في مخيلتهم على الأقل، بقتل أبرياء أو استهداف أبناء بلدهم وجلدتهم، إلا في بعض الاستثناءات المتباعدة التي قد نجد لها تفسيراً مهما كان غريباً. لم يستهدفوا مكتبة أو مستشفى أو جامعة أو كنيسة أو مسجدا أو سوقا أو تجمعا سكانيا. مقاومو أيرلندا الشمالية كانوا يزرعون القنابل الموقوتة في أماكن مهمة، أهلية أو حكومية، لكنهم يتصلون بالشرطة قبل موعد الانفجار بوقت كاف ليعلموها بمكان القنبلة ونوعها ووقت تفجيرها ويتركون للشرطة متسعا من الوقت كي تتمكن من إبطال مفعولها قبل موعد انفجارها. هدفهم من زرع القنبلة هو إرسال رسالة إلى الحكومة مفادها «أننا قادرون على الوصول إلى أي هدف، لكننا لا نستهدف الحياة». لم يستهدفوا الحياة لأنهم يريدون لها أن تستمر ولأنها مقدسة في أعرافهم وقيمهم ودينهم. لكن «مقاومي» العراق الجدد لم يتركوا أمامهم هدفا حياً أو جماداً إلا ضربوه وخربوه ودنسوه مهما كان مقدسا... ولم يقفوا عند حد أو يحترموا مقدسا... إنه الانحطاط الذي تجاوز الحدود والحقد الذي أعمى القلوب والبصائر، والاستسلام التام لنزوات الثأر والكراهية والتجرد الكامل من مشاعر الأخوة والإنسانية... ورغم كل هذه الشنائع والبشائع فإننا نجد من يبرر لهؤلاء دينياً ويصدر لهم «الفتاوى» التي تبيح الشنيع والمحظور والمحرم، أو يجد لهم العذر «فهم يقاتلون المحتل» في شارع المتنبي أو «المرتد» في ضريح الإمام الحسين أو مسجد الإمام الكاظم أو «المتعاون مع المحتل» في أسواق الموصل والحلة والشورجة أو «المرحِّب بالمحتل الكافر» بين أطفال حي العامل أو شرطة الرمادي و»الخائن» بين المهنئين بعيد الأضحى في أربيل أو «الساكت عن الاحتلال» من الشباب في محلات بيع «الآيس كريم» في البصرة في أماسي شهر رمضان المبارك!

 

ما يحصل في العراق اليوم لم يحصل في أي بلد آخر، فلم يصل الاختلاف بين الفلسطينيين أو اللبنانيين أو الجزائريين أو اليمنيين إلى الدرجة التي تدفعهم إلى قتل أطفال بعضهم بعضاً أو هدم مساجد بعضهم البعض أو تهجير بعضهم بعضاً. بل لم يلجأ متطرفو صربيا إلى هذه العشوائية في صراعهم مع البوسنيين... إنه الجنون في أقصى مداه والهمجية بحدود لم نألفها من قبل...

 

ولكن ما هو واجب الأشقاء والجيران وأبناء بني البشر الآخرين إزاء ما يجري في العراق؟ ما هو واجب المثقفين والكتاب والسياسيين العرب والمسلمين؟ حتام يصمتون أمام هذه الفظائع وهذا التدمير الجنوني للحياة؟ هل يعتقدون أن الصمت سيحل المشكلة، أو يوقفها عن الانتشار إلى دول الجوار؟ أين يكمن الحل لمشكلة العراق؟ بل هل هناك حل منطقي أو معقول غير التقسيم والتهجير والتطهير العرقي والطائفي؟

 

وهل يمكن أن تكون هذه الحلول حلولا عملية والعراقيون قد اختلطوا عرقياً وطائفياً وجغرافياً ببعضهم بعضاً؟ روت لنا الأخبار أن عائلتين عراقيتين، إحداهما سنية وأخرى شيعية، قد هُجِّرتا من منزليهما الكائنين في منطقتين مختلفتين في بغداد على أيدي مجموعتين طائفيتين متقاتلتين، فقررتا العيش في منزل واحد جديد! إن كان التلاحم والتواصل الاجتماعي بهذا القدر بين مكونات الشعب العراقي فكيف يمكن أن يكون التقسيم أو التهجير أو التطهير حلاً؟

 

الذين استُهدِفوا في شارع المتنبي هم سنة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان ومسلمون ومسيحيون، مثقفون وكتاب وأدباء وباعة ومتسوقون عاديون. الذين قتلوا هم عراقيون من كل والأعراق والطبقات والطوائف والذين رثوهم هم أيضا من كل الأعراق والطبقات والطوائف. فمن هو العدو يا ترى بين هؤلاء جميعا؟

 

وسط هذه البشائع والفظائع، هناك أيضا جمال وفن وإنسانية وتحد، فقد تجمع مثقفو العراق وأدباؤه من كل الفئات بين ركام شارع المتنبي وحطام أبنيته المحترقة بعد ثلاثة أيام من الاعتداء ليقيموا مهرجاناً أدبياً رفضوا فيه الإرهاب وأعلنوا بتحد قل نظيره أن أدب المتنبي باق وشارعه سيبقى مهما اشتدت قوى الظلام وقست. اجتمع الشعراء والفنانون وقرأوا قصائدهم وأدوا مسرحياتهم وهتفوا بالحياة وأحرقوا «قمصانهم» احتجاجا. إنها طريقة جديدة في الاحتجاج... إنه الإبداع العراقي المتجدد..

 

سيستهدف الإرهابيون المتنبي من جديد، وسيحرقون كتبه ويقتلون كتابه ومثقفيه ومتسوقيه، وسوف يستهدفون أسواق الشورجة والحلة والصدرية والصدر والكرادة والباب الشرقي وساحة الطيران أو مرائب «النهضة» و «علاوي الحلة»... هذا مؤكد، لكن غير المؤكد هو أن تقوم الحكومة العراقية «المنتخبة» بحماية أرواح من انتخبوها وممتلكاتهم، أو أن تقوم الدول المجاورة بملاحقة الإرهابيين لإيقافهم عن ارتكاب مزيد من الجرائم، أو تتوقف عن مساعدتهم أو تسهيل مهمتهم في أقل تقدير، أو أن يتوقف بعض «علماء» الدين من كل الطوائف عن تشجيع العنف في صلوات الجمعة أو برامج «الإرشاد» الديني.

 

Link to comment
Share on other sites

لن يقتلوك ايها المتنبي شاعرا كنت ام شارعا !!

 

د. سيّار الجميل

 

قتل الشاعر العظيم ابو الطيب المتنبي غدرا في صحراء بغداد قبل مئات السنين ، ولكنه بقي حيا يعيش في جوارحنا كل هذا الزمن الطويل بكل مخلداته من اروع الاشعار واسمى الملاحم .. وتيمنا به ، اطلق اسمه على واحد من اهم شوارع قلب العاصمة بغداد ، وشارعه يتفرع من شارع الرشيد ، ولم اجد شبيها لكليهما أبدا ، فلكل منهما لون ما وطعم خاص وطقوس حياة حافلة .. ميزة شارع المتنبي انه معرض كتاب دائم على امتداد الزمن الطويل .. انه اصطفاف عجيب للمكتبات التجارية العريقة ، وتجد الكتب بانواعها تنتشر في كل رقعة وكل رصيف من بائعين صغار يعرف كل واحد منهم شفاها الاف العناوين .. انه جادة المارة المثقفين والقراء والمهتمين ، والطلبة والتلاميذ والمعلمين والاساتذة الجامعيين والموظفين والسابلة المتطفلين والمولعين بالثقافة والمثقفين .. وغيرهم ممن لا تعرفهم من العراقيين .. كّل يأوي الى المتنبي لغاية في نفسه ، فالشارع يجذب كل الصفوة ويزيدهم هو متعة وجمالا وبهاء بأضوائه وأشيائه ..

 

كان في العقود الزمنية المنصرمة يتحسّر المرء فيه على كتاب جديد صدر هنا او هناك ، وبعضها يسّرب من وراء الحدود ليباع فيه خفية بعيدا عن اعين الرقباء والجواسيس ! وتتجلى عظمة الشارع بما يحتويه من روائع الماضي التليد .. لا تشتهي اي كتاب نادر وقديم ، الا وتجده في جعبة المتنبي : مجلات ومأثورات وموسوعات ومجلدات والبومات ومخطوطات ومصورات ودواوين .. وفي كل يوم جمعة يزدحم الشارع باصناف الناس وكأنهم يسترجعون مآثر العظمة الثقافية ايام العباسيين ! ولقد نثرت في ايام الحصار على العراق اعظم الاعمال عندما اخذ الناس يبيعون كتبهم كي يسدوا رمق الحياة وشظفها وهي أعز ما يملكون ..

 

جميعنا سمع بتفجير شارع المتنبي عندما اختاره القتلة ليفجروه بسيارة مفخخة في الاسبوع الماضي ، ارادوا قتل المتنبي من جديد .. وأرادوا قتل الحياة واغتيال البراءة ومحو الكلمة وكل المضامين .. كانوا يريدون حرق الكتاب بعد ان نجحوا بتدمير العراق وحرق العراقيين .. كانوا يريدون قتل التاريخ فهم من اعدى اعداء التاريخ والحضارة والدين .. كانوا يبغون دحر الثقافة والاعتداء على العقل اعتداء اثيما .. كانوا يريدون قبرالحكمة وعصر القلوب .. انهم يريدون ارهاب كل العالم .. يا ترى .. هل يملكون ضميرا حيا ؟ هل يملكون اخلاقا وحضارة ؟ هل لهم انتماء لأي شرعة او دين ؟ هل لهم اي نزعة انسانية وهم يصنعون مشهدا مأساويا يعد من أسوأ المشاهد المروعة التي يحياها كل العراقيين .. مشهد مؤلم من دماء منثورة وبرك قانية وتراب يعفر الاوجه .. حرائق تأكل الكتب الثمينة .. جثث مقطعة الاوصال .. زجاج متناثر في كل مكان .. اجساد مزروعة بالجروح والقروح .. نيران تأكل موجودات المتنبي هنا وهناك .. مشهد لا يمكن ان تصنعه حتى خيالات هوليوود والاعيبها المروعة في افلام تحكي قصص المجرمين !

 

من كان وراء الجريمة ؟ من فقد عقله وضميره ودينه واخلاقه ليفعل هكذا فعلة شنعاء ؟ ان كل حالة من صناعات الموت الجماعي تخّلف عشرات الموتى والجرحى الابرياء.. ما ذنب الابرياء يذهبون ضحايا وقرابين ، ليس لذنب اقترفوه الا لكونهم من العراقيين ؟ هل سمعنا اي فصيل من الفصائل مهما كان جنسه وهدفه يعلن ادانته الصارخة لمثل هذه الاحداث ؟ ما الذي يريده الجناة القساة من هؤلاء الابرياء الطيبين ؟ من له مصلحة حقيقية في قتل العراقيين بهذه الطريقة الجنائية في وضح النهار وعلى مرأى العالمين ؟ وهل الاسلام يقبل قتل اي انسان في هذا الوجود ، بل هل يقبل قتل اي حيوان اليف ، اذ يغدو القاتل حقا من المعتدين الآثمين ؟ من هو المجرم الحقيقي لصناعة الموت في العراق ؟ من يعلن عن مسؤوليته في هذا القتل الآثم كي نعرف اشتراطاته ؟ ام هل انه يقتل ويدمّر لغايات لا ندرك مراميها ابدا ؟؟

 

لقد وجد القتلة ان كل الامكنة قد استبيحت في العراق ، ولم يبق الا ذلك المتنبي الوديع الذي يمتد بقامته في قلب بغداد ، فطالوا حياته بعد الانفراد به ، وارادوا اعدامه وحرق كتبه وتقطيع اوصاله وزرع وجوه الناس بالزجاج والشظايا والتشوهات .. انهم ارادوا قهر اخر معقل لم يزل كل عراقي يلجأ اليه بأمان .. انهم مجموعات شريرة ارادت ارتكاب جريمة اغتيال الثقافة وقصدوا المتنبي وهو عنوانها .. ولكنهم نسوا ان المتنبي لم يزل حيا يرزق بيننا ولم يقتل .. وسيبقى ذكره واثره في ذاكرة الملايين .. ان المتنبي سيبقى حيا لا يموت ، فهو من عمالقة الثقافة العربية ، وسواء رفضناه او عشقناه ، فهو واحد من ابرز الرموز الخالدة التي يزدحم بها العراق والتي تمّثل شواهد حضارة رائعة على امتداد العصور والتي يفخر بها كل المسلمين وغير المسلمين .

 

ان مشروعات القتل والارهاب التي لا تعرف اي نوازع دينية ولا اي سلوكيات اخلاقية ، ولا اي معان حضارية .. مطلوب منّا جميعا زرع وعي جديد بمخاطرها الشديدة على مستقبل مجتمعاتنا ، وان يتخّلص كل المتوحشين من كراهيتهم وبغضائهم ، وان يعيد كل المتعصبين التفكير من اجل فعل خير وكلمة طيبة وابتسامة رائعة .. فالحياة لا تبنى بالدمار ، والسلطة لا تؤخذ من الابرياء .. وعلى الجميع ادانة قتل الابرياء والاعتزاز بالانسان واحترام المثقف والعمل من اجل الاخرين بالتعاون والسماحة والروح الاخوية .. وان مقاومة المحتل لا تنطلق من قتل الابرياء الآمنين والمطلوب استئصال حواضن الارهاب اينما كانت واينما وجدت .

 

وأخيرا ، اقول بأن المتنبي شاعرا وشارعا سيبقيان في قلب بغداد التي عرفناها وعشقناها ، وسوف لن تؤذيه ابدا سيارة مفخخة او تفجيرات قاتلة او حرائق بالغة .. وسيبقى عنوان ثقافة عربية رائعة لا يمكنهم محوها من الوجود أبدا .

 

الرافدين

www.alrafidayn.com

Link to comment
Share on other sites

  • 5 months later...
  • 1 year later...

http://www.elaph.com/Web/Entertainment/2008/9/366831.htm

 

 

 

العالم أجبر إنانا السومرية على ممارسة البغاء في دمشق

 

 

 

GMT 17:30:00 2008 الخميس 18 سبتمبر

 

 

 

 

 

محمد حامد

 

 

الرجل الافندي "السمسار" ; هل لاحظتم الشبه الكبير بمسؤول راحل اشتهر بسيرته بالاعتداء على العراقيات خلال فتره سلطته التي كانت بدون حدود , اترك لكم تحديد من هو فاللوحه سيرياليه تعكس ما بنفس كل منا. تحيه للفنانه بنت العراق المبدعه

 

Link to comment
Share on other sites

في الخلاف الشيعي - السني

 

 

 

GMT 1:45:00 2008 الأربعاء 24 سبتمبر

 

 

 

 

 

الوطن الكويتية

 

 

 

 

خليل علي حيدر

 

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2008/9/368333.htm

 

 

 

ما يتراشق به وعاظ السلاطين بافتعال حرب موهومه لايصب الا في مصلحه ايران في هذا الوقت الحساس في صراع ايران الداخلي والخارجي .مبادره وكاله مهر لم تكن لتاتي الا لشحن الموقف في هذا الوقت الحساس لدى الايرانيين فمواقف هذا الشيخ لم تكن جديده فهو من اعطى غطاء شرعي من قبل لهمجيه قتل العراقيين على الهويه الطائفيه والتي اكتشفنا لاحقا ما قدمته الى ايران من خدمه من خلال شعورعموم الشيعه بالحاجه الى ايران في ضل تلك الهجمه التي كانت تهدد بابادتهم . اي زياده في الحس الطائفي لن تكون الا لمصلحه ايران واضهارها بمضهر الحامي للشيعه اللذين يشكل تعدادهم ما لايقل عن خمس العالم الاسلامي .ان دفع الشيعه الى حضن الساسه الايرانيين ليس له سوى معنى واحد, ثمن مدفوع اما من ايران او من قصيري نضر متسترين او مهوسين بثوب حمايه السنه من الشيعه

Link to comment
Share on other sites

×
×
  • Create New...