Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Everything posted by abusadiq

  1. هل الوضع العربي الراهن مشابه لوضع العرب في الاندلس وسقوطهم مشابه لسقوط الحكم العربي في الاندلس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أكاديميون يطالبون بإحياء ذكرى مرور 4 قرون على طرد العرب من الأندلس تونس – رشيد خشانة الحياة - 24/05/07// طالب مؤرخون وباحثون عرب وأوروبيون بإقامة مؤتمر دولي في السنة 2009 في ذكرى مرور أربعة قرون على طرد العرب من الأندلس يكون محوره «الانعكاسات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية لطرد الموريسكين». جاء هذا في ختام أعمال المؤتمر العالمي الثالث عشر للدراسات الموريسكية الأندلسية الذي أقامته في تونس مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات واللجنة الدولية للدراسات الموريسكية الأندلسية واستمر ثلاثة أيام. وشارك في المؤتمر خمسون باحثاً من اسبانيا وباكستان وبورتو ريكو وتونس والجزائر والشيلي وفرنسا والولايات المتحدة. ودار المؤتمر حول محورين رئيسين هما التأثيرات الشرقية في الأدب الألخميادي الموريسكي وتعاطي محاكم التفتيش مع الموريسكيين الأندلسيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر في اسبانيا وأميركا اللاتينية. وقدمت خلال الجـــلسات العلمية التسع للمؤتمر 24 ورقة بالاسبانية والفرنسية، ألقاها باحثون من أجيال مختلفة، وبرز بينـــهم شباب من الجيل الجديد عرضوا آخر ما توصلوا اليه في أبحاثهم في مجال «الموريسكولوجيا»، معالجين بعض الاشكالات المتـــصلة بالمصطلحات الدينية الإسلامية والمســـيحية في المخطوطات الألخمـــيادية وكذـــلك علم الدلالة والسحـــر فـــي الأدب الأخـــميادي. وألقيت خلال المؤتمر أضواء على اللغة العربية لدى الموريسكيين المنفيين من خلال بحث تناول حياة الموريسكي لوقا في ضوء مصير مخطوط كان مفقوداً، وتوقف باحثون آخرون عند الآثار الباقية للمخطوط ودلالاتها تجاه المطبوع في الأوساط الموريسكية في أراغون. وطرحت أسئلة أخرى حول ما اذا كان الموريسكيون واعين عندما كانوا يكتبون باللغة اللاتينية مع أنها كانت في تلك الأيام لغة الكنيسة ومحاكم التفتيش. وبدت الإجابة على السؤال عسيرة لأن اللغة العربية أبصرت موتاً افتراضياً وليس موتاً حقيقياً كون الموريسكيين لم يتخلوا عنها أبداً، وانما حملهم الصراع الديني على تغيير لغتهم. كذلك أشار باحثون الى الفوارق الاجتماعية والثقافية بين الموريسكيين أنفسهم باعتبار وجود متعلمين بينهم وآخرين أميين. ونادى المشاركون في المؤتمر بإنشاء مخبر للبحث من دوره ترجمة مئات الأعمال والأطروحات حول الذاكرة الجماعية للموريسكيين الأندلسيين. لكن باحثين آخرين دعوا للكف عن النظر الى الأدب الأخميادي الموريسكي دائماً في جانبه المتعلق بالجدل الديني فقط، وحضوا على تجاوز تلك النظرة المتفق عليها لإعطائه أهدافاً أخرى أساسية في علاقة مع الفعل السياسي. كما أثيرت مسائل أخرى حول محاكم التفتيش في اسبانيا وأميركا والمقاومة النسائية والشبابية وحول المدجنين، وكذلك حول وضعية الأبحاث والدراسات المعمارية الموريسكية الأندلسية في تونس خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وتزامن المؤتمر مع صدور أعمال المؤتمر الثاني عشر للدراسات الموريسكية بعنوان «الصور الأدبية للموريسكيين وكتاباتهم ولغتهــم في القرن الســادس عشر». وكانت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات نظمت في الســنة 1992 مؤتمراً تاريخياً دولياً لمنــاســـبة ذكرى مرور خمس مئة ســنة على سقوط غرناطة بمشاركة مائة باحث ومؤرخ من بلدان مختلفة. وعُقدت منذئذ سلسلة من المؤتمرات الموريسكية التي نشرت المؤسسة أعمالها.
  2. وحدة الفن خالد القشطيني لم اجد شيئا يوحد البشر كالموسيقى. وتميزت قوة هذه الرابطة في فن المقام العراقي حيث جرى تقسيم الأداء بين المسلمين واليهود. المسلمون يغنون، او بالأحرى يقرأون المقام، واليهود يعزفون على الآلات في مصاحبة القارئ. وقد وردت حكايات كثيرة في هذا الصدد. سجل بعضها الخبير في فن المقام أستاذنا حسقيل قوجمان. كان من اطرف رواياته الثنائية التي جمعت بين قارئ المقام الشهير الحاج احمد زيدان وعازف الجوزة نسيم بصون. الواقع أن الحاج احمد زيدان لم يبدأ حياته كمغن أو مطرب وانما كان مؤذنا في احد مساجد بغداد. كان له صوت شجي وقراءة رائعة للأذان. لاحظ انه كلما انهى الأذان ونزل من المنارة ليصلي بالناس، صادف رجلا يقف امام باب المسجد ولا يدخل مع الآخرين ليصلي. استغرب من أمره. فسأله لماذا يأتي الى المسجد ويقف انتظارا للأذان ثم لا يصلي؟ اجابه الرجل: «بقا شلون ادخل واصلي وياكم وانا يهودي من بني اسرائيل؟». فعاد الحاج احمد وسأله «ولماذا إذن تأتي الى المسجد وتقف على الباب ؟ تريد تتفرج او تتجسس علينا؟» اجابه الرجل: «كلا انا يهودي موسيقي وأعزف على آلة الجوزة. احضر الى المسجد لأسمعك وانت تؤذن، اسمع كيف تنغم الأذان على انغام المقام واتعلم منك». سأله احمد زيدان: «منو انت؟» قال «انا اسمي نسيم بصون. واترزق من العزف على الجوزة في حفلات الجالغي العراقي وحفلات الفرح، كلما يصير عند الناس زواج او طهور او مناسبة للاحتفال». استمر الحوار بينهما في موضوع موسيقى المقام البغدادي فذهبا الى المقهى المجاور للجامع ليشربا الشاي ويواصلا الحديث. وهكذا نشأت بينهما صداقة فنية. اصبحا يلتقيان باستمرار، المؤذن المسلم وعازف الجوزة اليهودي. يجلسان ويتحاوران، المسلم يعلم اليهودي المقامات والتلاوات واليهودي يعلم المسلم الموسيقى والهارموني. اليهودي يأتي الى الجامع ليسمع الأذان وتلاوة القرآن، والمؤذن المسلم يذهب الى حفلات الجالغي ليسمع العزف والغناء، الابراهيمي والسيكاه والصبا واللامي، وهلمجرا. اخيرا تشجع احمد زيدان فأخذ ينضم اليهم في غناء المقام فهز الآخرين بروعة صوته وإجادته للأنغام. وما هي إلا بضعة اشهر حتى تحول هذا الرجل من اداء مهمة الأذان في الجامع وتجويد القرآن الكريم، وتحول كليا الى عالم الغناء والطرب والفنون الموسيقية. وما هي إلا سنوات قليلة حتى اصبح من أعلام قراء المقام العراقي الذين نتشوق لسماع اصواتهم واغانيهم على الاسطوانات القديمة حتى يومنا هذا. اصبحت هذه الشراكة الفنية، هذا الثنائي الاخواني بين الحاج زيدان وعازف الجوزة نسيم بصون، حلقة من حلقات تطور فنون الغناء والموسيقى الشرقية في بلاد ما بين النهرين.
  3. ثقافة عذاب القبر‏!‏ GMT 22:00:00 2007 الثلائاء 22 مايو الاهرام المصرية -------------------------------------------------------------------------------- أحمد عبدالمعطي حجازي أرجو ان تصبروا معي علي مواصلة الكلام عن الكتاب المصري‏,‏ فالكتاب المصري ليس مجرد سلعة تهم المشتغلين بها والمتكسبين منها وحدهم‏.‏ ولكنه عمود الثقافة المصرية‏,‏ لانه المجال الخصب الذي يزدهر فيه العقل وتحيا اللغة وتتجدد وتزيدنا صلة بأنفسنا وبالعالم المحيط بنا فصحة الكتاب المصري دليل علي اننا أصحاء‏,‏ ومرضه دليل علي اننا مرضي‏.‏ ولهذا تشتد حاجتنا للحديث عن الكتاب المصري الذي لايحدثنا عنه أحد‏.‏ !................... تذكرني هذه الأيام بأيام بيزنطة الأخيرة في أواسط القرن الخامس عشر قبل ان تسقط المدينة في أيدي العثمانيين‏.‏ في تلك الأيام والسلطان علي رأس جيشه يحاصر المدينة ويستعد لدخولها كان البيزنطيون منهمكين في الجدل حول جنس الملائكة هل هم ذكور أم اناث؟ ونحن منهمكون مثلهم في الجدل حول ارضاع الكبير الذي افتي بعضهم بانه لايحل له ان يختلي بالمرأة الغريبة عنه حتي ترضعه من ثديها خمس مرات مشبعات ولو زادت لكان أفضل بالطبع؟؟‏!!‏
  4. الفلسفة الإسلامية ومدى أثرها في الفكر الإنساني عبداللطيف فتح الدين الحياة - 19/05/07// الحديث عن حضور التراث الفلسفي الإسلامي في الفكر الإنساني يستدعي النظر إليه باعتباره رافداً من الروافد التي أغنت الفكر الأوروبي والإنساني على العموم و لا ينبغي أن يفهم منه القيام بنوع من السبق الزمني أو المفاضلة بين فكر فلسفي متأصل وفكر غربي ناشئ، لأن هذا الأمر سيوقعنا في نوع من الإسقاطات باعتبار أن شروط التأصيل تتنافى مع التأسيس الموضوعي للمعرفة. فقولنا مثلا أن ابن خلدون قد أثر في فكر فيكو ومنتيسكيو وأوكوست كونت، لا يعني أفضلية ابن خلدون على هؤلاء الفلاسفة الغربيين أو سبق الغزالي لديفيد هيوم فيما يخص مفهوم السببية. قد يكون في هذا الأمر نوع من عدم احترام الشروط المعرفية الإبستملوجية أو الحضارية لنشوء فكر ما. فالفكر الإنساني تحكمه بنيته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولا يمكن فكر أن يفسر خارج سياقاته الزمانية والمكانية. انطلاقاً من هذا السياق يمكن فهم عملية انتقال التراث الفلسفي الإسلامي إلى أوروبا. لقد تمت عملية الإخصاب بين الفكر العربي والفكر الأوروبي في منطقتين: الأولى إسبانيا وفي مدينة طليطلة، والثانية صقلية وجنوب إيطاليا في عهد فريديريك الثاني المتوفى سنة 1250 م ولقد كانت هاتان المنطقتان نقطتي تلاق بين العقلية الأوروبية الناشئة، لأنها على الحدود بين دار الإسلام وبين أوروبا. كان هناك تبادل ثقافي عن طريق الرحلات وكان هناك تفاوت على مستوى الإنتاج الثقافي ففي الوقت الذي نجد فيه حركة فكرية وعلوماً متأصلة في الساحة العربية الإسلامية كنا نجد في الغرب المسيحي خلاصات شاحبة لآثار ضئيلة من العلم اليوناني وكانت الدراسات في أوروبا محصورة في فئة نادرة من الرهبان. لذلك قامت في أوروبا حركة للترجمة تقوم بنقل ما ترجم عن اليونان إلى اللغات اللاتينية. فترجمت كل من مؤلفات الفارابي وابن سينا والغزالي، كما ترجمت مؤلفات عدة في الفلك والنجوم بينها كتب الخوارزمي التي بفضلها انتقل حساب الهندسة إلى أوروبا باسم اللوغاريتم. ويمكن القول بأن تأثير الفلسفة العربية الإسلامية في تأسيس الفكر العلمي الأوروبي قد طاول كل العلوم بمختلف فروعها من طب وعلوم الطبيعة والفلك والرياضيات والموسيقى. فعن طريق العرب عرفت أوروبا في القرنين الثاني عشر والثالث عشر مؤلفات أرسطو ومعالم فلسفة أفلاطون فقد ترجم كتاب البرهان أو التحليلات الثانية والسماء والعالم والكون والفساد والآثار العلوية. يقول أحد المؤرخين للفلسفة الإسلامية، أن أعظم تأثير للفلسفة العربية في أوروبا يمكن ملامسته لدى فيلسوف قرطبة ابن رشد، ففي الوقت الذي يصعب فيه الحديث عن فارابية أو سيناوية لاتينية، نجد في مقابل ذلك رشدية لاتينية تأسست بموجبها مدارس فلسفية. ويمكن استقراء الواقع الذي ساهم في توسع الرشدية في المجال الأوروبي على المستوى المادي والمتمثل في تعدد شروح ابن رشد حتى صار يعد من بين المصادر الرئيسة عندهم. وعلى المستوى المذهبي يتجلى ذلك في المجالات والمحاورات الفكرية التي تحولت إلى نزاعات رشدية. أما على المستوى الفكري فقد أحدث دخوله تغييراً جذرياً على مستوى المفاهيم العلمية وأصبحت الرشدية رمزاً لكل حركة تحررية. ومن ثمة خرجت الرشدية من قاعات الجامعات إلى شتى المحافل الاجتماعية وأصبحت بمثابة إيديولوجيا في زمن كان فيه الغرب في حاجة إلى الفكر العقلاني المتحرر. كان ابن رشد عاملاً أساسياً في ترسيخ الجدل الساخن والمتواصل بين الفلاسفة الغربيين واللاهوتيين مما تمخضت عنه جملة من التيارات كل بحسب موقعها رشدية محافظة أو رشدية مغالية أو رشدية معتدلة. ظهرت رشدية باريس منذ القرن الثالث عشر الميلادي على رغم مقاومة المدرسة الدومينيكية التي مثلها Albet le grand والقديس توما الأكويني Thomas d’Aquin، كما ظهرت أيضاً رشدية إيطالية في جامعة بادو وبولونيا اللتين تؤلفان جامعة واحدة في شمال إيطاليا ومن أبرز مؤيدي الرشدية اللاتينية في هذه الجامعات نذكر الرهيب الأوغسطيني Paul de venise 1429م، وهو رشدي متشدد ناهض خصوم الرشدية كما يعد نكلتيي فرنيا أبرز مؤيدي الرشدية في القرن الخامس عشر الميلادي، شديد التعصب حتى أنه اتهم بإفساد إيطاليا بالضلال من أجل تأييده نظرية «وحدة العقل» هؤلاء الفلاسفة كانوا يحاربون فلسفة القديس الأكويني Thomas d’Aquin، باعتباره خائناً للفلسفة، وأشادوا بابن رشد باعتباره تجسيداً للعقل الإنساني المتحرر. وقد استمر فكره نشطاً إلى حدود القرن السابع عشر حيث أثر في فكر غاليليوGalilio 1642م في العلم الطبيعي. ومن بين الجامعات الرشدية نذكر أيضاً جامعة أكسفورد وقد مثلها بحق روجيه بيكون Roger Bacon الذي انصبت اهتماماته على دراسة تعاليم أرسطو الطبيعية والفلكية وشراحه العرب. ويمكن القول أن الرشدية دخلت الغرب باعتبارها تمثل التراث الكامل لأرسطو كما شرحه ابن رشد وكما تقبله واستفاد منه الفلاسفة اللاتين. ولعل الرشديين هم الذين اعتنقوا التأويل الرشدي لكتاب النفس وقالوا بوحدة العقل أو النفس والتي ترتب عليها إنكار المسؤولية الفردية وهو العمل الذي أثار غضب نفوس علماء اللاهوت. ارتبطت الرشدية اللاتينية بتيارات فلسفية عريضة انضوت تحت أطروحات ونظريات ومفاهيم تمثلت في مسائل نذكرها: مسألة قدم العالم التي ترفض مبدأ فعل الخلق الإلهي للكون وتتقبل الإله في سياق المتسبب الأول أو المورد الأول للوجود. نظرية العقل الفعال، التي نفت الخلق ونفت أيضاً «عدم فناء النفس الإنسانية»، ورأت في هذا المنحى أن عملية المعرفة والإدراك ليست إلا اتصالاً وتواصلاً من طرف العقول الفردية السلبية (غير الفاعلة) بالعقل الكوني الأعظم. إشكالية العلاقة بين الإيمان بالمعرفة أو الوحي بالعقل والتي عالجها الرشديون اللاتينيون وفق فهم مغاير لرأي ابن رشد. ما هو الدور المنوط بالفيلسوف العربي الإسلامي اليوم في تجديد الفكر الفلسفي؟ لما كانت الفلسفة أبعد المطالب البشرية عن الإقليمية الضيقة كان من واجب المشتغلين بها المشاركة الفعالة في صنع الفكر العالمي والإفادة منه والتفاعل بين المحلي والكوني6. يمكن القول إن الفلسفة لا تتجدد بقراءة تاريخها الخاص، بل إن كل فلسفة تشكل، بطريقة ما، قراءة للبداية اليونانية. وهذا ما نعاينه من خلال القراءة التي مارستها الفلسفة الغربية على تاريخه الخاص، بتأمل الكوجيطو الديكارتي، أو على الفلسفة اليونانية، كما نجد عند نيتشهNietzsche أو هيديغرHeidegger أو ديريدا Derrida أو فوكوFoucault . ونظراً الى كون الفلسفة العربية لم تحض بنفس الاهتمام في القراءة والنقد، تبقى مهمة المفكر العربي، إذاً، هي إعادة قراءة تاريخ الفلسفة قراءة تعيد الى مختلف الحضارات ومختلف الفترات التاريخية المنسية قدرها من الإسهام في هذا التاريخ. لا يمكن اعتبار، منجزات التاريخ المعاصر ملكاً خاصاً بالغرب الأوروبي، فعلى رغم العداء التاريخي الذي تحكمت فيه ظروف ومصالح، فإن معركتنا معه لا ينبغي أن تجعلنا نتغاضى عن أهمية المشروع الحضاري في كليته وشموليته أو نغفل ضرورة استيعاب مكاسبه التاريخية على جميع المستويات وهو الأمر الذي سيتيح لنا انخراطاً أفضل في العالم وفي التاريخ. أن كل مفاصل المشروع النهضوي العربي، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية تتوقف على مدى توافر شرط أساسي هو ضرورة استيعاب أسس الثقافة الحديثة, ومن دون اكتساب هذه القدرة على استيعاب معطيات الثقافة العالمية الحديثة ستجد الثقافة العربية نفسها غير قادرة على استيعاب منطق العالم الحديث، وغير قادرة على فهمه. يمكن أن ننتهي إلى القول إن مشروع الفلسفة هو جزء من المشروع الحضاري الذي يتوخى، بدرجات متفاوتة، رفع رهان الحداثة والخروج من التقوقع والوثوقية وتوسيع مجال السؤال الفلسفي المنفتح والمتجدد، هو أيضاً ضرورة تاريخية لم تتخل عن مهمتها الأساسية وعن غاياتها التنويرية التي حددتها لنفسها، منذ العصور الوسطى...، رهان الفلسفة أيضاً يكمن في إمكان تطوير نزعة إنسانية تعيد قراءة وتأويل معطيات تاريخنا وتراثنا في أفق تحديثه وتبيئته، وذلك ما يحدده الموقف الواعي باحتياجات العصر وبالتراث الغربي المعاصر في آن واحد. ولعل من أقوى رهانات الفلسفة العربية اليوم هو محاولة أقلمة الأبنية الفكرية من أدوات وأجهزة نظرية مع الواقع الاجتماعي بحيث ينبغي التوصل إلى علاقة ارتباطيه بين الأبحاث العلمية وأهدافها التي يمكن أن تتحول إلى مشاريع تؤدي إلى تغيير معالم المجتمع، كالحاجة إلى ترشيد التدبير وعقلنة المؤسسات وترسيخ قيم اجتماعية في مختلف القطاعات وتنمية العنصر البشري كي يكون قادراً على تحدي رهانات الحداثة والتخطيط لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع راهناً ومستقبلاً. * أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بنمسيك جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء.
  5. الأزهر يوقف صاحب فتوى «إرضاع الكبير» عن العمل ويُحِيْلُه للتحقيق بتهمة «إثارة البلبلة» اعتبرها تتنافى مع الإسلام وتخالف مبادئ التربية والأخلاق القاهرة: محمد خليل في تطور مثير لقضية فتوى «إرضاع الكبير»، المثيرة للجدل، التي أفتى بها عَالِمْ إسلامي يُدَرِسْ علم الحديث، في جامعة الأزهر، وأجاز فيها «إرضاع الموظفة لزميلها في العمل حال وجودهما معا في مكتب واحد لمنع وجودهما في خلوة شرعية»، ثم عاد واعتذر عنها، قرر المجلس الأعلى للأزهر في اجتماع طارئ، صباح أمس إيقاف «العَالِمْ الإسلامي» عن العمل بالجامعة وإحالته إلى التحقيق من جراء ما صدر عنه وما تناقلته وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، مما آثار البلبلة في الشارع الإسلامي. وقال المجلس الأعلى للأزهر في بيان أصدره أمس أن ما جاء على لسان الدكتور عزت عطية أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر «يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ويخالف مبادئ التربية والأخلاق ويسيء إلى الأزهر كمؤسسة إسلامية مرموقة». ولازال الموضوع معروضا على مجمع البحوث الإسلامية بتكليف من شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي لتحديد الموقف الشرعي من تلك القضية»، التي كاد الجدل حولها أن يتحول إلى «حرب منشورات»، بين العلماء وشارك فيها طلاب بجامعة الأزهر، بعد أن نقلت وسائل إعلام محلية وعربية فتوى «د.عطية». وذلك لإغلاق باب الخلاف بين علماء الأزهر. وعلى صعيد متصل بردود الفعل على فتوى «إرضاع الكبير» أيد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق قرار المجلس الأعلى للأزهر بإيقاف د.عطية، مؤكدا «حرص المؤسسة الدينية في مصر على القيام بدورها فى التوعية الدينية الصحيحة وتصحيح أي مفاهيم شاذة نتيجة الخلط الذي تحدثه فوضى الفتاوى». وأوضح زقزوق في بيان أصدره أمس: إن فوضى الفتاوى وعدم انسجامها مع العقل والفطرة الإنسانية أكثر خطرا على الإسلام من خصومه، واصفا هذه الفتوى ومثيلاتها بأنها «تمثل انحدارا في الفكر الديني، الذي ينير العقول ويسمو بفكر المسلمين ولا يجرهم إلى التخلف والجهل ومنافاة قواعد الذوق العام»، كما طالب الوزير العلماء والدعاة الذين يتصدون للإفتاء بإحكام عقولهم في كل ما يقولونه ويقرأونه كي يتفق ذلك مع العقل وصحيح الدين والابتعاد عما يشكك الناس في دينهم، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى العامة خاصة ما يتعلق بالجانب السلوكي وحثهم على العمل والإنتاج. وكان الدكتور عزت عطية قد تراجع عن فتواه، قائلا في بيان أصدره مساء أول من أمس حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «ما أثير من كلام حول موضوع ارضاع الكبير وما صرحت به «إنما كان نقلا عن بعض الأئمة مثل ابن حزم وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وأمين خطاب وما استخلصته من كلام ابن حجر رحمه الله .. ومع هذا فالرأي عندي أن الرضاعة في الصغر هي التي يثبت بها التحريم كما قال الأئمة الأربعة وأن «موضوع ارضاع الكبير كان واقعة خاصة لضرورة، وما أفتيت به كان مجرد اجتهاد»، وأضاف: في بيانه «بناء على ما تدارسته مع إخواني من العلماء فأنا أعتذر عما بدر مني قبل ذلك وأرجع عن هذا الرأي الذي يخالف الجمهور». وفي لقاءات متفرقة لـ«الشرق الأوسط» أوضح د.عطية قبل أن يعتذر رسميا عن فتواه «أن الشرع يجيز لأحد البالغين (رجل وامرأة) اللذين تضطرهما الظروف للبقاء في خلوة أن يرضع أحدهما من والدة أو أخت الطرف الآخر، لكي يصبحا أخوين في الرضاعة، وبالتالي تحريم العلاقة الجنسية بينهما»، لكن الدكتور محمد عبد المنعم البري، أستاذ التفسير والحديث، رئيس جبهة علماء الأزهر السابق، وصف فتوى «إجازة إرضاع الرجل الكبير» بأنها «فتنة وافتراء على الشرع الإسلامي الحنيف»، قائلاً إن «ما فهمناه عن الرضاع في كتب السنة أن يكون دون الحولين وأن يكون خمس رضعات مشبعات متفرقات». وقال «البري» جازما: لا يجوز لعلماء من أي تخصص في جامعة الأزهر أن يفتوا في مسائل فقهية لأن الفقه تخصصٌ له رجاله، معتبرا ان ما قاله عطية «كلام الجاهلية والترويج للباطل». وأشار إلى أن الكثيرين من علماء الأزهر المخلصين الذين يتولون إلقاء خطب الجمعة في المساجد خصصوا خطبة الجمعة الماضية للحديث عن موضوع رضاعة الكبير، قائلاً: لقد فوجئت بعد أن فرغت من أداء خطبة الجمعة أمس بقيام بعض الشباب بتوزيع منشورات وبيانات ترفض الفتوى وتؤكد بطلانها. وتفجرت القضية بسبب الخلاف على تفسير لواقعة تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سهلة بنت سهيل بأن ترضع سالماً مولى زوجها أبي حذيفة وكان كبيراً، فلما كبر، حيث أبطل الإسلام التبني، طلبت من النبي الحل لهذا الأمر فأمرها بأن ترضعه خمس رضعات.
  6. «حقيقة» الانحياز.. «وهم» الحياد يتهم الإعلام الأميركي باستمرار بمعاداة العرب وقضاياهم.. فكيف ينظر ويرد الأميركيون على هذه الانتقادات نيويورك: فيصل عباس «لا يوجد اعلام محايد بالكامل»... تلك عبارة تردد كل يوم في قاعات المحاضرات بكليات الصحافة وفي الندوات وفي برامج التلفزيون التي تناقش آداء الإعلام.. بغض النظر عن البلد المعني. لذلك، فليس المقصود من وراء هذا الموضوع «الحكم» ان كان الاعلام الأميركي منحازا أم لا، ولكن نقل بعض القناعات الموجودة لدى كثيرين في العالم العربي، والتي تعتبر أن الإعلام الأميركي ككل – أو جزءا كبيرا منه – معاديا للعرب وقضاياهم، إلى مؤسسات إعلامية وصحافيين أميركيين لمعرفة ما هي آرائهم تجاه مثل هذه المواقف. بداية لا بد من ذكر أكثر من نقطة، البعض في العالم العربي يحكمون على الإعلام الأميركي دون أن يتابعونه... منهم من لا يتحدث الانجليزية اساسا، ويكتفي بالقول أن انحياز الاعلام الأميركي «أمر معروف» دون اعطاء أمثلة أو براهين. من جهة ثانية، فإن عدد المراصد الإعلامية والكتب العربية التي تتابع وتنتقد الإعلام (سواء العربي أو الغربي) قليلة مقارنة بالكم الهائل الذي تتمتع به أميركا، ويكفي ان تتفحص ارفف احدى المكتبات الكبرى لتجد عددا كبيرا من الكتب التي تشكك في مصداقية اعلام أميركا وتنتقده. هناك قناة «فوكس نيوز» مثلا، فقد اعدت كتب ووثائقيات تنتقد السياسات التحريرية لهذه القناة، ويرى كثيرون انها تميل بشكل كبير الى اليمين المتطرف الأميركي وتتخذ مواقف ضد العرب لصالح اسرائيل في كثير من الأحيان. وقد حاولت «الشرق الأوسط» الحصول على اجابة عبر الاتصال بالمكتب الاعلامي لقناة «فوكس»، الا ان المكتب لم يتجاوب مع المحاولات المتكررة للحصول على تعليق. من جهتها اكتفت قناة «سي إن إن» الدولية بالرد عبر بيان نقلته متحدثة باسمها عن مديرها العام توني مادوكس. ولم يجب البيان بالكامل عن مجموعة أسئلة «الشرق الأوسط» التي تضمنت موقف القناة تجاه الانتقادات التي يجمع عليها كثيرون في العالم العربي، وكيف تتصرف في حال ثبت وجود خطأ او تغطية غير متوازنة. البيان اعتبر أنه «حين تزداد العواطف في أزمة ما، يبدو الحياد وكأنه انحياز». وأضاف «تركز سي ان ان انترناشونال تحريريا على كافة العالم وليس منطقة معينة... وكاعتراف بأهمية المنطقة في أجندتنا الاخبارية خصصنا لها 5 مكاتب إخبارية دائمة»، مختتما بالقول «أخلاقيات عملنا في تغطية الأخبار تقتضي الدقة والمسؤولية والتوازن». «سي إن إن» ليست وحدها التي تذكر على الدوم بأسسها وقواعدها التحريرية التي تنادي بالدقة والتوزان، فغالبية المؤسسات الإعلامية الأميركية كذلك. معظم هذه المؤسسات تلتقي عند نقطة الدفاع بشدة عن حياديتها وادعاء انها تصحح الأخطاء ان وقعت بعد التأكد منها، ولعل المثال الأبرز على ذلك هو اعتذار مؤسسات إعلامية أميركية عريقة عن تغطيتها ومواقفها خلال حرب العراق عام 2003، واليوم تبدو برامج تلفزيونية ومقالات عدة أشبه بجلسات محاكمة يومية للادارة الأميركية فيما يخص العراق. كما علينا ان لا ننسى ان القصة الأقسى بحق الادارة الأميركية كانت فضيحة «أبو غريب» والتي لم تكن «سبقا» صحافيا عربيا، وانما اميركيا خالصا حمل توقيع الصحافي سيمور هيرش لبرنامج «60 دقيقة». إلا أنه ثمة نقطة أخرى، وهي عدم وحدة المعايير التحريرية. فمثلا لا يعتبر إيثان برونر، وهو نائب محرر الشؤون الخارجية في صحيفة «نيويورك تايمز» أن عدم نشر صحيفته (كما يدعي كتاب أميركي عنوانه «كيف تسيئ النيويورك تايمز تغطية الصراع في الشرق الأوسط») لما تحدث عنه تقرير لمنظمة «هيومن رايتس واتش» عام 2003 عن انتهاكات اسرائيلية لحقوق الانسان ضد الفلسطينيين يعد انحيازا أو خطأ. وفيما يشير ايثان أنه لم يكن في منصبه الحالي وقتها وان عليه العودة للتحقق من أن التقرير لم ينشر فعلا ، يقول وقد يتفق معه صحافيون كثيرون «انا لا اعتقد اننا ننظر الى تقرير صادر عن احدى هيئات الدفاع عن حقوق الانسان على انه خبر لا بد من نشره». قضية أخرى يشير إليها الكتاب هي ان التايمز لا تعتبر المستوطنات الاسرائيلية على سبيل المثال مخالفة للقانون الدولي، وهنا يعلق برونر لـ «الشرق الأوسط» بانه «اذا تم الاتفاق اننا نشرنا امرا ما لم يكن صائبا فاننا ننشر تصويبا، ونحن نفعل ذلك كل يوم». ويضيف «على سبيل المثال سبق وان ذكرنا ان ملايين الفلسطنيين شردوا بعد احداث عام 48 ولكن الصواب هو انهم كانوا نحو 750 ألفا ولذلك نشرنا تصويبين حول الموضوع خلال السنوات الماضية»، الا ان برونر يضيف «أما قضية المستوطنات، فنحن نتجنب الجزم بالمسائل القانونية فيما يتعلق بأغلبية الشؤون الدولية، وذلك لأن القانون هو أقل وضوحا في الشؤون الدولية من المحلية». وبالانتقال الى نقطة أخرى, فهناك مسألة مدى نفوذ جماعات الضغط الداعمة لاسرائيل على الإعلام الأميركي، وهو أمر تسمع عنه مرارا في العالم العربي. لا ينفي البروفيسور، بوب زيلنك، وهو أستاذ صحافة بجامعة بوسطن ومراسل سابق لشبكة «أي.بي.سي« الأميركية راسل من إسرائيل في الثمانينات، وجود «بعض» التأثير من قبل هذه الجماعات، الا انه يقول «لكنهم يتبعون الاسلوب الصحيح، بمعنى انه لا يوجد شيئ يفاجئهم حيث يبدون دائما على استعداد اذا ما اتصل بهم مراسل وسأل عن ممارسة او سياسة اسرائيلية معينة». ويضيف «يعودون اليك بسرعة وبمعلومات دقيقة، ومن الممكن الا تعجبكم طريقتهم في تدوير الحقائق ولكنك لن تخجل ابدا لكونك نشرت معلومات خاطئة». زيلنك سبق ان كتب مقالات في صحف مثل الواشنطن بوست انتقدت جوانب من السياسة الاسرائيلية دون ان يتم محاولة ايقافها قبل النشر، ويوضح انه تلقى انتقادات عدة بعد النشر من جماعات مؤيدة لاسرائيل ولكنها لم تحو اي تهديدات. ويضيف «وعندما كنت أعمل مع أي.بي.سي كان المذيع الاساسي هو بيتر جينينغز الذي كانت تعتبره الجماعات الاسرائيلية هنا معاديا لاسرائيل وكان يعتبره كثير من الفلسطينيين صديقا عزيزا لحركتهم وطموحهم بدولة ديمقراطية في فلسطين». إذن... فجينينغز كان «صديقا» للفلسطينيين، ولكن هل كان هو الاستثناء أم القاعدة؟ او بمعنى آخر كيف ينظر الصحافي الأميركي العادي الى القضية الفلسطينية؟ يقول ايثان برونر «أعتقد ان الصحافي الأميركي العادي يؤمن بحل الدولتين، وينظر الى اسرائيل الى انها دولة شرعية ولا يتمنى لها الدمار». ثمة أمر آخر، فالبعض في العالم العربي يرى أن كون عدد كبير من الصحافيين الأميركيين يهودا، او امتلاك اليهود لمؤسسات اعلامية قد يشكل سببا للانحياز ضد القضايا العربية. وهنا تجدر الاشارة الى ان كثيرين يخلطون بين معنى كون الشخص«يهوديا» و«صهيونيا»و«اسرائيليا»، وفيما يؤيد كثير من اليهود سياسات اسرائيل، فإن كثيرين ايضا يختلفون معها. يعلق زينلك بالقول: «اذا سلمت بنقطتك بأن هناك من يعتبر في العالم العربي ان هناك سيطرة صهيونية على الاعلام (الأميركي)، فانني اقول انهم لو تفحصوا الواقع على الأرض فسيصلون الى خلاصة أخرى، وهي أن الاعلام الأميركي تدفعه الحوافز نفسها التي تحفز أي مؤسسة أخرى تسعى للربح، بمعنى انها تريد الحصول على اكبر عدد من المتابعين للحصول على اكبر نسبة ممكنة من الاعلان مما يترجم دخلا». ولكن اذا ما سلمنا بما يقوله البروفيسور زيلنك وعلمنا بعد ذلك ان غالبية الأميركيين يؤيدون اسرائيل (53% من الأميركيين لديهم تعاطف مع اسرائيل بحسب احصاء لمؤسسة «غالوب» نشرته صحيفة «جيروسيلم بوست» قبل شهرين)، فإن السؤال البديهي هو لماذا تتخذ صحيفة ما مثلا موقفا يتعارض مع موقف من قد يكونوا غالبية قراءها؟ يجيب زيلنك: «أعتقد أن غالبية الأميركيين الذين يلتقطون الصحيفة صباحا يريدون تغطية عادلة ودقيقة، وليس تغطية موالية لطرف معين سواء اسرائيل ام العرب فهذا ليس ما يشترون الصحيفة من أجله». أما ايثان برونر فيروي ان النيويورك تايمز لم ترسل صحافيا يهوديا ليغطى الأحداث في اسرائيل حتى العام 1984 (وكان ذلك من نصيب توماس فريدمان – الذي يكتب عمودا في التايمز حاليا)، ويوضح ان التايمز تراجعت عن هذه السياسة غير المعلنة لأنها رأت انه لا معنى لمنع اي مراسل من اداء عمله طالما يقوم بعمل جيد، في حين يقول من جهة ثانية نحن نحاول الابتعاد عن المراسلين الذين لديهم مواقف سياسية قوية (تجاه أي قضية). سؤال آخر لا بد منه كان عن غياب الصحافيين العرب، وكانت اجابة برونر نفيا تاما حول احتمال وجود اي تمييز ضد اي أحد، العرب تحديدا، فيما يخص التوظيف شرط ان يكونوا من خلفية اكاديمية ومهنية معينة (وهو الحال مع كافة الاعراق والديانات الأخرى) مضيفا «في الواقع نحن نبحث حاليا عن متحدثين بالعربية، وذلك امر جيد لانه يساعدنا في العالم العربي وهنا مع المجتمعات العربية». ويشير من جهة أخرى الى ان التايمز لديها 3 صحافيين عرب حاليا، وعدد من المراسلين الأميركيين المتحدثين بالعربية، ويتم اعطاء دروس باللغة العربية في مقر الجريدة بنيويورك. بدوره يعود زيلنك ليوضح نظرته فيما يخص علاقة الصحافة الأميركية باسرائيل، حيث يقول: «من خلال متابعتي منذ أكثر من 50 عاما، استطيع القول انه كان هناك فترات امسكت فيها القضية العربية بالخيال الاميركي وكانت هناك فترات أمسكت فيها القضية الاسرائيلية بالخيال الاميركي، وكانت هناك فترات لم تستطع اي من القضيتين ذلك». ويضيف « اسرائيل امسكت بالخيال الرومانسي للشعب الأميركي بعد المحرقة (الهولوكوست) بشكل خاص، حيث كان لدينا مجموعة من الأناس غير المسلحين تقريبا يغرسون علمهم في اسرائيل مدعومين بقرار من الأمم المتحدة، وتم مهاجمتهم من 5 جيوش عربية واستطاعوا الصمود رغم ذلك وكان هذا آواخر الأربعينات». ويضيف «ولكن من بعد نهاية حرب الستة ايام في 1967 وبعد ان اصبحت اسرائيل محتلا مع مرور الوقت، بدأ الاعلام الأميركي يظهر شجاعة ويسجل الاستغلال والهجوم على الاراضي العربية الفلسطينية، واذا نظرنا بنظرة صادقة سنجد الكثير من هذه التغطية التي وصفها نقاد صهاينة بانها تشفق على الارهاب وعلى العمليات المسلحة التي كان يقودها ياسر عرفات ضد الاهداف الاسرائيلية». من جهتها تتلقى النيويوك تايمز مثل هذه الانتقادات أيضا، كما يوضح برونر الذي يقول هناك من يرانا اننا صحيفة «تختلق الاعذار للارهابيين» و«مناصرة للعرب» بسبب كون «حماس وحزب الله وكثير من الحكومات العربية معادية للسامية وانها تصدر كتيبات وتصريحات وتترك ائمتها يتحدثون ضد اليهود.. متهمين ايانا بأننا نخفي هذه الحقائق عن قراءنا بسبب عدم تغطيتنا بشكل كامل لما يجري». ولكن هل يعتبر ورود الانتقادات من طرفي الصراع (في حالة الاسرائيليين والفلسطنيين مثلا) دليلا على ان المؤسسة الاعلامية تقوم بعملها بشكل جيد،؟ يختلف برونر مع هذا الرأي ويقول انه لا بد من الاستماع ومراجعة كافة الانتقادات. الى ذلك، هناك بعض الانتقادات المتشابهة عربيا واسرائيليا التي تلحق بالاعلام الأميركي، فكما ينزعج كثيرون في العالم العربي من تركيز الاعلام الأميركي فقط على النزاعات والمشاكل. (وهذا انتقاد الإعلام ككل وليس الأميركي تحديدا)، فإن الانزعاج نفسه موجود لدى الحكومة الاسرائيلية وبعض مناصري اسرائيل في أميركا الذين يشعرون ان هناك تركيزا كبيرا على اسرائيل، هذا ما يقوله ايثان برونر من النيويورك تايمز حيث يوضح ان «في عقولهم يوجد هناك تركيز غير مبرر على مشاكل اسرائيل، ويقلقهم بأن تركيزنا بهذه الطريقة يدفع الناس الى تخيل اسرائيل على انها بلد بمجموعة مشاكل لا تنتهي، وان الدعم والايمان باسرائيل سينخفض كنتيجة لذلك». وبالحديث عن موضوع الصورة, فقد استاء كثيرون في العالم العربي من قيام محطات أميركية (و«سي إن إن» من ضمنها) بعرض مشاهد احتفال من يفترض انهم فلسطينيون بوقوع اعتداءات 11 سبتمبر من ضمن مشاهد ردود الفعل حول العالم على وقوع الاعتداءات في ذلك الوقت، والانتقاد هو أن ذلك قد يعطي انطباعا ان كافة الفلسطينيين (او كافة العرب) يشاركون المحتفلين فرحتهم. (والأمر نفسه ينطبق على مشاهد حرق الأعلام الأميركية التي تتكرر في المظاهرات العربية... وتصل الى مشاهد ذبح الرهائن التي ينفذها الارهابيون). وفيما لا مجال لتفادي القول بأننا هنا نتحدث عن النتائج (الصورة) وليس الأسباب (الفعل نفسه)، فإن السؤال ليس ان كان نشر او عرض مثل هذه الصورة امرا صائبا ام لا، ولكن ماذا عن تداعيات ذلك على من لا يشاركون الفاعلين ارائهم، وربما من الانصاف كذلك القول بانه كان على الفاعلين التفكير بذلك قبل ان يقوموا بفعلتهم. حول هذه القضية يعلق ايثان برونر بقوله: «مجددا لم اكن في منصبي الحالي عندما حدثت اعتداءات سبتمبر او كان لي صلاحيات اختيار الصورة مع الموضوع، ولكن ان كان الخيار لي فساقول ان الاحصاءات التي جمعت في الشهور والفترة التي تلت (الاعتداءات) اظهرت ان نسبة هامة من العرب والمسلمين يشعرون بالفعل بانه حان الوقت لأن تعاني أميركا بنفس الطريقة التي يعانون منها هم». ويضيف «لذلك لا ارى انه من غير المناسب نشر مثل هذه الصورة». ويضيف « هناك خطوط عامة للقصص، ومن الانصاف القول انه حاليا في ظل الحرب في أفغانستان والعراق بات الامر اكثر واقعية بان هناك شعورا متزايدا من الغضب في العالم العربي ضد الولايات المتحدة وسياستها». أما البروفيسور زيلنك، فيوافق على ان التركيز على الأخبار السيئة هو من النقاط التي ينتقد عليها الاعلام (بشكل عام وليس الأميركي تحديدا) باستمرار، فانه يرى في نفس الوقت بأن هناك أمورا جيدة تحصل بين وقت وآخر، مثل نهاية الحرب الباردة واتفاقية اوسلو والأحداث الرياضية، الا ان «مهمة الصحافي هي تغطية ما يحدث وليس ابتكار توازن مصطنع». ويضيف «لا يستطيع من يقوم بحرق علم أميركي، أو ذبح رهينة أن يعترض على أن الاعلام سارع لتغطية ذلك، او انه لم يقدم اخبارا ايجابية في المقابل». الا ان زيلنك يقول في نفس الوقت «اوافق على انه من الضروري تحديد بدقة متناهية من كان ومن لم يكن متورطا في أي عمل قذر». * شارك في اعداد هذا الموضوع: طلحة جبريل من واشنطن * .. ولكن ماذا عن انحياز الإعلام العربي ضد أميركا؟ * بيروت: سناء الجاك * هناك أسباب عدة تبرر عداء كثيرين في العالم العربي، والعالم بأسره، لجوانب كثيرة في السياسة الخارجية الأميركية. لكن هل يبرر ذلك «التغاضي» عن القواعد الصحافية عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة، فيمزج الرأي بالخبر ويصبح عدم التوازن أو تحري الحقائق وأخذ رأي جميع الأطراف أمرا مقبولا به؟ ذلك هو ما يحدث في كثير من الصحف والقنوات العربية، والأمثلة لا تعد ولا تحصى. ولعل إجراء بحث سريع عما يقال عن اميركا على شبكة الانترنت يزود الباحث بـ«سلة عامرة»، أما ما ينشر في مواقع الانترنت.. فتلك قصة أخرى. يتحدث الاعلامي أمجد اسكندر عن هذه السلبيات فيقول: «المشكلة مصدرها ان كثيرين في الاعلام العربي يلحقون المزاج الشعبي أكثر مما يلحقون الحقائق. فالمفروض ان يبتعد الصحافي عن المسلمات ويصحح المتداول ويكشف المستور في المعطيات التي تبدو كأنها مكرسة. لكن كثيرا من الاعلام العربي الجماهيري يلحق الموجات ويحول الاميركيين الى شماعة يعلق عليها كل الامور، بالتالي لا يتم الحكم على الشؤون الاميركية بطريقة صحيحة. لذا نلاحظ انه يعمد الى محاربة الاميركيين بشكل غير موضوعي. والصحافي الذي يلتزم بالمصداقية والاحتراف في تعامله المهني مع الشؤون الاميركية يتهم من قبل الآخرين بالتواطؤ والعمالة. الاعلام عندنا لا يفرق بين الفكر النقدي والفكر التهجمي». ويرد اسكندر اسباب الفكر التهجمي الى ان الكثيرين يستسهلون الاسترسال في اظهار الاميركي وكأنه الشيطان ويتمعنون في تحليل مساوئ السياسة الاميركية، لكنهم يعجزون عن استخدام الايجابيات التي تساهم في خدمة قضايانا. وهنا لا بد من القول ان التركيز على السلبيات وعدم اعطاء الايجابيات القدر نفسه من الأهمية هي من سمات كثير من الصحافيين أينما كانوا، وليس فقط العرب. أما الاستاذ الجامعي ورئيس تحرير الاخبارفي اذاعة «صوت لبنان» شربل مارون فيقول: «بعض الاعلام العربي يرفع كليشيهات جاهزة، ويعتبر ان كل ما هو اميركي سيئ ومنحاز ضد العرب. ونحن لا ننكر ان هناك انحيازا كبيرا في السياسة الاميركية ضد العرب، لكن المواجهة لا تكون برفع الكليشيهات. فسبب هذا الانحياز هو ضعف العرب وليس قوة الاميركيين.». ويضيف: «يظهر هذا الانحياز الاعلامي في الرقم المبالغ به دائما لضحايا اميركيين في العراق، كما هي الحال لدى وقوع قتلى اسرائيليين في أي عملية. دائما هناك صعوبة في تلقي الرقم الدقيق. مع الاسف العدو يعطينا ارقاما اكثر دقة». ويشير الى «غياب المحاسبة على المعلومة التي تصل الى الاعلام، كما هي الحال في المراصد الاعلامية الاوروبية والتي تتألف من هيئات رقابية. اما عندنا فالمعلومة تتضمن عواطف شخصية، لأننا نقدم العاطفة كمادة اعلامية من دون مهنية». ويتوقف مارون عند طغيان الرأي العربي على الوقائع ايا كان مصدرها ومهما كانت مصداقية هذا المصدر. لكنه لا يشمل جميع الوسائل الاعلامية، حيث تجهد بعضها لتحقيق توازن، مع التأكيد ان الوسيلة الاعلامية التي لا تتأثر بشيء غير موجودة ليس في العالم العربي فحسب وانما في العالم كله. فالتأثير يأتي من قناعات المحرر ومن الامور السياسية والاقتصادية لكن تبقى بعض الفوارق في معالجة الخبر وموضوعيته، وليس عندما يتعلق بالشؤون الاميركية فقط، وانما بالشؤون العربية الداخلية. لكنه لا يضع المسؤولية فقط على السلطات التي توجه اعلام دولها حيال ابراز العدائية للاميركيين. ويقول: «اذا كانت مجتمعاتنا لا تملك ولم تمنح القدرة لتحاسب اولياء امورها، فان هذا الوضع ينعكس على الإعلام. وعندما يكون المجتمع متخلفا في كل مرافقه، لن يتوفر اي باب يمكن المحاسبة عبره. ومع الاسف تتخذ بعض السلطات الاميركيين شعارا ترفعه، حيث يجب او لا يجب، وكأن هناك رغبة في وضع مسؤولية ما تعيشه مجتمعاتنا على الغير. ونصبح بالتالي أسرى فكرة معينة لا يسعى أحد الى تصحيحها».
  7. فتوى أم وهن! في جلسة سمر قبل أسبوعين سمعت بالفتوى.. بداية، لم يبد ما تردد شفاهة بين أصدقاء واقعياً واعتبرته لا يتجاوز حدود التهيؤات المريضة التي تتحول إلى حكاية يتوهم البعض لكثرة تردادها أنها حقيقية. تداولنا الأمر بسخرية وأسف وهززنا رؤوسنا وأكملنا الحديث عن قضايا أخرى. كان ذلك قبل أسبوعين. لكن اليوم، تحول خبر فتوى أحد مشايخ الأزهر بإباحة إرضاع المرأة لزميلها في العمل منعا للخلوة المحرمة, وأن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات وهو يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج, وأن المرأة يمكنها خلع الحجاب أمام من أرضعته, إلى حدث يمكن إذا تصاعد (وهو ما يبدو أنه كذلك) أن يزلزل مجتمعات. جميعنا يذكر شائعة مصرية أخرى قبل سنوات حول مضغ طالبات مصريات لعلكة تثير الغرائز الجنسية ومصدرها اسرائيل. تلك الفتوى أثارت حملات وردود أفعال كبرى تبين في نهاية الأمر أن لا أساس لها سوى في عقول مطلقيها، لكن الصدى الذي خلفته كان مدوياً. فتوى الشيخ الأزهري الأخيرة حول إرضاع المرأة لزميلها دفعت بخمسين نائبا مصريا إلى تدارس الأمر ومحاولة احتواء الخبر ومنع انتشار الفتوى هذه إعلامياً. بل وقد منح هؤلاء النواب الأزهر وأجهزة الإعلام المصري ما وصفوه بفرصة لوقف الخوض في هذا الموضوع. فعلا فإن الإعلام على اختلاف وسائطه من صحف وإذاعات وتلفزيونات في مصر والدول العربية لم يتطرق إلى هذا الموضوع فهو يتجاوز بكثير حدود الحريات السياسية التي يمكن لبعض القنوات تجاوزها، فهنا نتحدث عن قضية من نوع آخر يبدو محالاً على الإعلام معالجتها. لسنا نناقش ضرورة أن يعالج الإعلام هذه الفتوى. لكن حجم انتشارها والردود عليها يمكن لمسه بسهولة إما مباشرة عبر تداولها بين الناس وإما (وهذا الأهم) عبر الانترنت. ففي الكثير من المواقع العربية كان خبر الفتوى هو الأكثر قراءة وتعليقاً وتداولاً. في مواقع إخبارية كثيرة لم يتجاوز عدد قراء أخبار تفجيرات العراق والاقتتال الداخلي الفلسطيني أصابع اليد الواحدة، أما خبر الفتوى المصرية فكان متداولوها بأرقام خيالية وتعليقاتهم تتفاوت ما بين الهزء والتفجّع والصدمة. لا شك أن هذه الفتوى تحمل في طياتها إهانة كبيرة للمرأة والرجل على حدّ سواء وهي مسيئة لعقلنا وإنسانيتنا على نحو مزعج فعلاً لكنها بالتأكيد لا تستأهل حجم الانشغال بها. فتوى من هذا النوع يمكن أن تكون واحدة من آلاف الأمور التي تسقط سريعاً من دائرة الاهتمام، فنحن بلا شك لدينا قضايا أخرى كثيرة تستحق التوقف والتفكير فيها. لكن انتفاخ خبر هذه الفتوى هو أيضاً دليل مشكلة ومعضلة داخلية في مجتمعاتنا. فحين نصبح عاجزين عن إهمال شطط من هذا النوع، وحين لا نتمكن من تجاوزه ونصرّ على استدخاله في جوهر ثقافة وتحويله إلى قضية، سواء من باب الإدانة أو الاستغراب، ليس سوى دليل وهن وخواء عميقين علينا التأمل مليّاً فيهما.
  8. تناول عصير الفواكه الطبيعي والصافي لا يزيد في الوزن يمد جسم الأطفال بالعناصر الغذائية الضرورية والمفيدة الرياض: «الشرق الاوسط» خلافاً لما يعتقد كثير من الناس، فإن تناول الأنواع الطبيعية والصافية 100% لعصير الفواكه لا يُؤدي إلي زيادة وزن الجسم، وعلى وجه الخصوص لدى الأطفال. ويُؤكد الباحثون من ولاية تكساس الأميركية أن تناول هذه الأنواع من العصير بكميات معتدلة سيُمد الجسم بعناصر غذائية ضرورية ومفيدة بدون أن يكون سبباً في زيادة كمية السعرات الحرارية (كالوري) التي تدخل الجسم، بل سيُسهم في المحافظة علي صحة الجسم والمحافظة على وزن طبيعي له. وتأتي هذه التأكيدات من دراسات مختلفة حول عدم تسبب تناول العصير الصافي للفواكه الطازجة من قبل الأطفال وغيرهم باحتمالات الإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن، مع ورود دراسات أخرى حول فوائد تناولها في التخفيف من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب أو السرطان. * عصير طبيعي وتعتمد فوائد تناول هذه الأنواع من عصير الفواكه على مجموعة من الجوانب: الأول: عدم تسبب تناولها في زيادة الوزن أو السمنة كما سيأتي معنا. والمعلوم أن السمنة وزيادة الوزن سببان مباشران في ارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض الشرايين وأنواع محددة من السرطان. الثاني: احتواؤها على المواد المضادة للأكسدة الطبيعية وإمدادها الجسم بها، أي بخلاف الأنواع الأخرى من عصير الفواكه المحتوية على مواد مضادة للأكسدة غير طبيعية، أو المحتوية عليها بشكل مركز وبنسب غير طبيعية. والمعلوم هو دور هذه المواد المضادة للأكسدة في وقاية وحماية الجسم من تأثيرات العوامل البيئية والمواد الكيميائية الضارة على خلايا الجسم وأعضائه، وخاصة عند الحديث عن أمراض الشرايين في القلب والدماغ وغيرهما، وأمراض السرطان، وتدهور القدرات العقلية الذهنية، وظهور علامات الشيخوخة في الجلد وغيره. كما أن من المعروف أن الدراسات الطبية أثبتت وجود فروق في التأثيرات لتناول المواد المضادة للأكسدة من مصادر طبيعية وفي هيئة طبيعية، أي كالتي تتوفر في الفواكه والخضار الطبيعية أو في عصائرها الصافية بنسبة 100% والطبيعية، وبين تأثير تناول تلك المواد المضادة للأكسدة في هيئات غير طبيعية ومن مصادر غير طبيعية. الثالث: احتواؤها على نسبة طبيعية من السكريات الطبيعية، ما يعني تلقائياً أنها لن تكون سبباً في رفع كمية طاقة السعرات الحرارية من الغذاء اليومي التي يتناوله الإنسان. وهو ما يعني، بالإضافة إلى عدم التسبب بالسمنة أو زيادة الوزن، عدم التسبب بإجهاد البنكرياس في إفراز الأنسولين والتسبب بالإصابة بمرض السكري أو الأمراض الأخرى المرتبطة بارتفاع تناول السكريات، وأيضاً عدم إجهاد الجهاز الهضمي في هضم السكريات وامتصاصها. الرابع: إمدادها الجسم بكميات غنية وطبيعية، وفق النسب الطبيعية المتجانسة، للعناصر الغذائية الضرورية للجسم. وهو ما يُفيد الجسم من جانبين. الأول إمداد الجسم بعناصر غذائية كالفيتامينات والمعادن. والثاني إمداد الجسم بها في هيئة متجانسة من السهل على الجهاز الهضمي التعامل معها وامتصاصها، وهو ما يشمل فيتامينات سي وبي والفوليت والبوتاسيوم والمغنسيوم والحديد وغيرها كثير. الخامس: احتواؤها على الألياف الطبيعية وإمدادها الجسم بها. وهو الفارق الكبير بين عصير الفواكه وبين المشروبات الغازية في التأثيرات المفيدة للأولى والضارة على الجسم في الثانية. ومعلوم مدى دور الألياف في تقليل احتمالات الإصابة بالسكري عبر آليات شتى، ودورها في تقليل الإصابات بأمراض الشرايين واضطرابات الكولسترول والإصابات بالأمراض السرطانية. السادس: بعدها عن احتواء أي مواد حافظة، ضارة أو مفيدة، وسواء كنا نتحدث عن مواد حافظة طبيعية أو صناعية. لأن تناول العصير الصافي والطبيعي يُجنبا الدخول في متاهات المواد الحافظة والتغيرات التي تُحدثها في تراكيب مواد العصير. * العصير والأطفال وكانت نتائج الدراسات الطبية السابقة غير حاسمة في توضيح مدى تأثير تناول الأنواع الطبيعية والصافية 100% من عصير الفواكه على مقدار وزن الأطفال واحتمال إصابتهم بالسمنة. وهذا ما حدا بالباحثين من كلية بيلور للطب في هيوستن بولاية تكساس الأميركية إلى إجراء دراسة واسعة شملت حوالي 4000 طفل ممن تتراوح أعمارهم ما بين سنتين وإحدى عشرة سنة. واستخدموا المعلومات الواردة في البحث الإحصائي القومي للصحة والتغذية بالولايات المتحدة. وقالت البروفسورة تيريزا نيكلاس، الباحثة الرئيسة والمتخصصة في تغذية الأطفال بالكلية المذكورة، إن الجملة المهمة في الدراسة هي أن استهلاك أنواع عصير الفواكه الطبيعية والصافية بنسبة 100% هو مصدر قيم لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية ضمن وجبات الأطفال الغذائية. وأن هذا الاستهلاك لهذه الأنواع من العصير ليست مرتبطة بحصول حالات زيادة وزن الجسم. وكانت الدكتورة نيكلاس قد قدمت نتائج دراستها ضمن فعاليات اللقاء السنوي لمجمع أكاديمية طب الأطفال، الذي عُقد الأسبوع الماضي في تورونتو بكندا في الفترة ما بين 5 إلى 8 مايو الحالي. وتمت الدراسة بدعم من وزارة الزراعة الأميركية، كإدارة حكومية محايدة، ورابطة منتجي العصير بالولايات المتحدة. وأضافت القول «إننا لو نظرنا إلى مدى قوة البراهين والأدلة العلمية، فإننا نجد أن سبع دراسات، إضافة إلى التي قدمتها هذا الأسبوع، تُظهر بأنه لا علاقة بين تناول عصير الفواكه الصافي بنسبة 100% وبين زيادة الوزن كحالة تُصيب الأطفال». واستطردت بالقول إنه حتى تناول أنواع عصير الفواكه الشائعة، أي غير الطبيعية الصافية، لم يكن ذا علاقة بالسمنة أو زيادة الوزن لدى الأطفال. لكنها لاحظت أن إقبال الأطفال فيما بين سن 2 إلى 11 سنة لم يكن عالياً على تناول عصير الفواكه بشكل عام. وهو ما يراه الكثيرون علامة غير صحية في نوعية مكونات محتويات الوجبات الغذائية للأطفال. وقالت إن 43% فقط من الأطفال الذين تمت دراسة نوعية مكونات تغذيتهم، تبين أنهم يتناولون الأنواع الصافية بنسبة 100% من عصير الفواكه الطبيعي، ما يعني أن 57% منهم لا يتناولونها. وهي نسبة أعلى مما توقعته الباحثة على حد قولها. وتبين من نتائج البحث أن المعدل اليومي لتناول عصير الفواكه الصافي لدى الأطفال بلغ حوالي 4 أونصات (الاونصة نحو 29 مليلترا)، أي ما يُعادل تقريباً نصف كوب. وهي الكمية المنصوح بتناولها من قبل الأطفال، وتُمد الجسم بكمية لا تتجاوز 3% من كمية طاقة الطعام اليومية عند احتسابها بوحدات السعرات الحرارية (الكالوري). وكانت هناك مجموعة من الأطفال، بلغت نسبتها 13%، تتناول كميات عالية يومياً من العصير الصافي للفواكه الطبيعية، أي حوالي 12 أونصة وأكثر. لكن هذا التناول العالي لهذه النوعية من عصير الفواكه لم يرفع من احتمالات إصابة هؤلاء الأطفال بالسمنة أو بزيادة الوزن. بل على العكس من هذا، فإن الأطفال الذين أعمارهم ما بين 2 إلى 3 سنوات، والذين يتناولون كميات عالية من نوعية عصير الفواكه هذه، كانوا أقل احتمالاً للإصابة بالسمنة أو بزيادة الوزن بنسبة تفوق ثلاث مرات مقارنة بالأطفال الذين لا يتناولون عصير الفواكه هذا، ما قد يعني أن تناول عصير الفواكه الطبيعي والصافي 100% سبباً في حماية الأطفال من السمنة وإبعاد شبحها عنهم. وتناول الباحثون جانباً أخر بالدراسة، وهو أن مقارنة كمية الدهون الكلية وكمية الدهون المشبعة وكمية الصوديوم وكمية السكر التي يتناولها الأطفال، فيما بين مجموعة متناولي العصير الطبيعي والصافي 100% وبين غيرهم من الأطفال، دلت على أن متناولي العصير الطبيعي والصافي من الأطفال كانوا أقل في تناول تلك العناصر الأربعة الضارة. كما أنهم أكثر إمداداً لأجسامهم بالعديد من العناصر الغذائية المهمة، مثل فيتامين سي، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم وفيتامين الفوليت وفيتامين بي ـ 6، وعنصر الحديد، هذا بالمقارنة مع غيرهم ممن لا يُقبل على تناول الأنواع الصافية والطبيعية من عصير الفواكه. كما أنهم أكثر إقبالاً على تناول الفواكه الطازجة الطبيعية مثل التفاح والبرتقال وغيرهما. وهذه الملاحظات الثلاث لفوائد تناول العصير الصافي للفواكه الطبيعية، حينما تُضاف إلى دوره في تخفيف احتمالات الإصابة بالسمنة أو التسبب بها، تجعل من المنطقي أن يُبدي الآباء والأمهات اهتماماً خاصاً بتوفير هذه الأنواع من عصير الفواكه للأطفال وتعويدهم على تناولها وطلبها.
  9. لفت نظري ان تحصل ، اخيرا، الجالية العربية على وزير في الوزارة الفرنسية، ولكن لا بد ، قبل ذلك ان نلتفت الى ان الوزرات العربية لا تعين شخصا اذا لم يكن من اصل ذلك البلد تماما، ، ولم يحدث لدى الوزارات العربية ان عينوا عربيا الا افي بداية القرن العشرين ثم سيطرت الروح القطرية على العرب ولم نعد نسمع بتعيين وزير من اصل دولة عربية اخرى، ، والان تحقق فرنسا الحلم الذي عاشه العرب في بداية القرن العشرين، لا أدري هل نحن نسير الى الوراء ام الزمن يسير الى الوراء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ عربية.. تخطف الأضواء من وزراء فرنسا حكومة ساركوزي حاولت ضم كل الأطياف السياسية باريس: ميشال أبونجم أعلن امس في فرنسا تشكيل الحكومة الجديدة التي يرأسها فرنسوا فيون. وشهدت الحكومة تعيين اول عربية في وزارة سيادية وهي المغربية رشيدة الداتي (41 سنة) التي عينت وزيرة للعدل، وهي اول شخصية متحدرة من الهجرة المغاربية تتولى وزارة سيادية. وقد عرفت هذه المرأة السمراء الانيقة، التي سرقت الاضواء، قبل وصولها الى الاوساط السياسية العليا، حياة اخرى اصعب بكثير، اذ نشأت في حي فقير وعملت في تنظيف المنازل مع امها قبل ان تعمل مساعدة ممرضة من حين لآخر لتمويل دراستها. وحكومة فيون جاءت وفق التوقعات: حكومة مصغرة من 15 وزيرا و5 وزراء دولة، وبالتساوي بين الرجال والنساء (من غير احتساب وزراء الدولة). كذلك جاءت التشكيلة الوزارية منفتحة على اليسار والوسط. وباشرت حكومة عهد الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي عملها أمس باجتماع لمجلس الوزراء بعد ساعات على إعلان تشكيلها، والتي شغل فيها برنار كوشنر منصب وزير الخارجية، فيما اعطيت وزارة الداخلية الى ميشال اليو ماري، وزيرة الدفاع السابقة.
  10. وزارة الداخلية تمهل التجار 90 يوماً لتسليم أسلحتهم بغداد الحياة - 18/05/07// قررت وزارة الداخلية العراقية إمهال تجار الاسلحة في العراق 90 يوماً لوقف تجارتهم وتسليم الأسلحة الخاصة بهم، فيما قال مدير مشرحة بغداد ان المشرحة تسلمت خلال الايام الثلاثة الماضية 50 جثة ظهرت عليها آثار تعذيب. وما زالت تجارة السلاح في العراق تلقى رواجاً كبيراً واقبالاً واسعاً، في ظل تصاعد العنف وتحولت الى تجارة سرية بعدما كانت مفتوحة منذ بداية الاحتلال عام 2003. ويقول جاسم، أحد التجار «ان الاسلحة المطلوبة اليوم ليست المسدسات والبنادق وحدها، اذ فرضت طبيعة الصراع في العراق الإقبال على الاسلحة الثقيلة ايضاً». مشيراً الى انه اصبح يمارس عمله سراً بعدما بدأت القوات الاميركية تدهم اسواق السلاح وتصادر ما تجده فيها. ويضيف «مع ذلك ما زال بعض الأسواق مثل سوق الباب الشرقي وسط العاصمة توفر الدروع الواقية والملابس العسكرية، بالاضافة الى انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة. وهناك الكثير من عناصر القوات الامنية يشترون ما يحتاجون اليه من ملابس ومعدات من هذه الاسواق». وتفيد المعلومات ان اسعار الاسلحة وصلت الى مبالغ كبيرة مع تردي الاوضاع الامنية، إذ بلغ سعر بندقية الكلاشنيكوف بين 350 الى 400 دولار فيما سعر صندوق الذخيرة 500 دولار. ويؤكد تاجر آخر ان «الاسلحة التي تنتشر في العراق تأتي من المهربين من الدول المجاورة او تتسرب من الجيش والشرطة». ويضيف «ان المواطنين العاديين يقبلون على شراء الاسلحة الخفيفة اما عناصر الميليشيات فيبحثون عن الاسلحة الثقيلة». ومن الاسواق التي يكثر فيها بيع الاسلحة «سوق الحرامية»، غرب بغداد، وكانت تباع فيها الاسلحة والمعدات الحربية بمختلف انواعها مثل قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات والهاونات وقاذفات «ار بي جي»، وحتى الالغام والعبوات، وسعت القوات الاميركية والعراقية الى الحد منها وشددت على عدم تداولها فانتقل سماسرة السلاح الى العمل السري. وأوضح عبدالكريم خلف، الناطق باسم وزارة الداخلية، ان الوزارة تحاول «القضاء على ظاهرة تجارة الاسلحة والبزات العسكرية المنتشرة في بعض مناطق بغداد». وقال لـ «الحياة» ان «الوزارة انذرت كل العاملين في تجارة الاسلحة ومالكيها كي يسلموها الى مراكز الشرطة خلال 90 يوماً، وستجري بعد ذلك عمليات تفتيش واسعة للبحث عن مالكي الاسلحة غير المرخصة وغير المسموح بها وستتخذ بحقهم الإجراءات القانونية». واضاف «ان هناك انتشاراً كبيراً للسلاح في المجتمع العراقي من مصدرين: الاول مخازن الاسلحة التي خلفها النظام السابق واستولى عليها الاهالي بعد حرب 2003 والمصدر الثاني هو التهريب المستمر عبر الحدود». واشار الى ان «هناك انذارات وجهت الى المحلات التي تبيع بزات ومعدات قوات الامن العراقية وسيتم اتخاذ اجراءات حازمة بحق المخالفين». الى ذلك قال الدكتور قيس حسن رئيس معهد الطب العدلي في بغداد لـ «الحياة» ان «المشرحة تسلمت خلال الأيام الثلاثة الماضية 50 جثة معظمها مقيد الايدي ومعصوب العيون قتل اصحابها رمياً بالرصاص»، لافتاً الى ان «أعداد الجثث التي تتسلمها المشرحة عن طريق قوات الامن الداخلي تخضع لجدول بياني وهي تزداد وتنخفض بين الحين والآخر، الا ان اعداد الجثث انخفضت بشكل ملحوظ في الايام الاولى لخطة فرض القانون». واوضح حسين ان المعهد نقل 80 جثة لدفنها في المقابر التي خصصت لذلك في محافظة كربلاء.
  11. [size=5] اللاجئون العراقيون يشكلون عبئاً على الموازنة السورية دمشق الحياة - 19/05/07// يتوقع مسؤولو مساعدات دولية ان تلجأ سورية نهاية المطاف الى تقييد التدفق الهائل للاجئين العراقيين البالغ عددهم حالياً أكثر من مليون شخص والذين يفرون من كابوس قد يزداد تدهوراً. ويتسبب تدفق اللاجئين بين 30 و40 ألفا شهريا، في اجهاد موارد الدولة التي تبنت حتى الآن سياسة انفتاح ازاء اللاجئين. وقال لورنس جوليس، ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في دمشق ان «موقف السوريين قد يتغير تجاه العراقيين شيئا فشيئا». وأضاف: «في حين لا يزال هناك بعض التعاطف. الا أنهم (السوريين) بدأوا أيضاً يشعرون بتبعات هذا العدد الهائل من العراقيين على المدارس والمستشفيات». وتابع ان «الكثير من السوريين يلقون باللوم على العراقيين، عن حق أو من دون وجه حق، في ارتفاع الايجارات والاسعار وفي موجة ملحوظة من الجرائم». والمفوضية هي الوكالة الرئيسية التي تساعد سورية في استيعاب العراقيين الهاربين من أعمال العنف الطائفية التي تمزق بلادهم. وأعرب جان جاك فريسار، كبير موفدي اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن خشيته أيضاً «من أن تعيد سورية النظر في ترحيبها باللاجئين، وسط تزايد الاستياء الشعبي والمخاوف الامنية». وقال: «يمكنك أن تشعر بالقلق من أن السوريين في مرحلة ما قد يقولون: حسنا القارب ممتلئ عن آخره. ربما لا يغلقون الحدود بالكامل لكنهم سيكونون أكثر احجاماً عن استيعاب القادمين الجدد. هذا أمر يشغل البال كثيراً». وعلى رغم العبء المتزايد الذي يشكله اللاجئون فقد أبقت سورية وحدها حدودها مفتوحة. بينما جعل الاردن ومصر وبلدان أخرى الأمر أكثر صعوبة ان لم يكن مستحيلا لدخول العراقيين. ويمكن للعراقيين العبور بحرية الى سورية والبقاء ثلاثة اشهر، وتجديد تصاريحهم لثلاثة أشهر أخرى قبل أن يتعين عليهم العودة الى الحدود والدخول مجددا بالشروط ذاتها. وقال جوليس ان السلطات السورية كانت أصرت في وقت سابق على العراقيين الذين مكثوا ستة أشهر في البلاد المغادرة لمدة شهر، قبل العودة ثانية، ما أثار قلقاً واسعاً والكثير من الاحتجاجات وسط اللاجئين، غير أن دمشق عادت سريعاً الى السياسة القديمة. وتابع أن كثيراً من العراقـــيين عمليا يقيمون من دون تــــــجديد تصاريح الإقامة كما أن السلطات السورية نادراً ما اتخذت اجراءات صارمة ضدهم. وعلى رغم تزايد الاهتمام الدولي وزيادة أموال المانحين هذا العام، الا أن الجهود الانسانية لمساعدة الدول المضيفة للاجئين تبدو متضائلة أمام أعمال العنف التي دفعت بالفعل ما يصل الى أربعة ملايين عراقي الى الفرار أو النزوح. وقال فريسار: «آمل أن أكون مخطئا. لكن كلنا يعتقد بأن الاسوأ لم يأت بعد في العراق وهو ما قد يترجم الى وصول أعداد كبيرة أخرى الى هنا وربما قريباً جداً». وأضاف أن معدل قدوم اللاجئين قد يتزايد بعد انتهاء العام الدراسي في حزيران (يونيو) أو اذا حدثت أي زيادة كبيرة في القتال. وتؤكد سورية انها استوعبت بالفعل «1.4 مليون ضيف» عراقي، 80 في المئة منهم يعيشون في العاصمة دمشق أو حولها. ولا تملك المفوضـــــية العليا لشؤون اللاجئين أي احصاءات دقيقة، لكنها تقول ان عددهم يبلغ المليون شخص. ولا توجد دول أخرى مستعدة لقبول العراقيين أو إعادة توطينهم لديها لذلك فإن سورية تواجه احتمال استضافتهم طالما استمرت المأساة العراقية. فهي تستضيف أيضاً لاجئين فلسطينيين يبلغ عددهم حاليا 400 ألف منذ حرب عام 1948. ويمكن للعراقيين ادخال أطــــــفالـــهم الى المدارس السورية من دون رســـــوم على رغم أن منظمات المساعدات تقول ان قلة قليلة تفعل ذلك. كما يمكن للعراقيين تلقي العلاج مجانا في المنشآت الطبية الحكومية في سورية ما يسبب في انهاك الخدمات العامة التي تئن بالفعل في البلاد. وأظهر مسح أجرته اللجنة الدولية للصليب الاحمر للاجئين العراقيين في سورية أن ما لا يقل عن ربعهم يعيشون في فقر مدقع ويقتطعون من تكاليف الطعام والشراب لتوفير ما يكفي من الاموال لدفع الايجار. ويعيش اللاجئون الذين ينتمون الى مختلف أعراق وطوائف العراق على مدخراتهم أو يحصلون على الاموال من أقارب لهم في العراق أو في الخارج. ويعثر بعضهم على أعمال في الأحياء المزدحمة التي تدفق عليها العراقيون على رغم أن ذلك محظور. وقال فريسار: «الناس قدموا ومعهم أموال ولكنها تنفد ببطء. ستكون هناك لحظة انهيار. لا نعلم متى. لكن بالنسبة الى كثير من الناس ستكون هذا العام».
  12. الكتاب الإلكتروني.. بين النجاح والفشل مثاليٌّ للطيارين والمستكشفين إلا أن القراء يعشقون الكتب الورقية لندن: «الشرق الأوسط» ظلت الكتب الالكترونية موضع شد وجذب بين الخبراء، اذ بينما توقع لها العديد منهم الانتشار، ظل آخرون يعتقدون انها لن تستطيع هزم الكتاب الورقي بسهولة. والكتب الالكترونية ليست سوى «صفائح» الكترونية مسطحة مصممة لتنزيل مواد القراءة، ولأنها تعتمد على البرمجيات فهي مليئة بأساليب العرض المتطورة وأحدث انواع التقنيات الاخرى. وفي كل مرة، يظهر نوع جديد من الكتب الالكترونية تسري موجة من الاثارة في اوساط الجاليات المتحمسة لمثل هذه التقنيات. وتقوم مواقع الاخبار التقنية بتغطية مثل هذه المنتجات مع الاعلان عن الابحاث التي تصدر على شكل اخبار رئيسية مشابهة لتلك الاعلانات والاخبار الخاصة بظهور اجهزة «آي بود» جديدة، او هواتف ذكية. ولا تتوانى مدونات الانترنت مثل مواقع Engadget وGizmodo في نشر اخبارها فورا، بل ان كتاب الاعمدة العلمية في صحف «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» ينفقون اوقاتهم لاختبار الكتب الالكترونية ومراجعتها. * كتب الكترونية خصصت الشركات الكبرى مثل «سوني» و«باناسونيك» و«هيتاشي» و«فيوجيتسو»، الملايين من الدولارات خلال العقدين الماضيين لتطوير ما يأمل الخبراء فيها ان يصبح الجهاز الذي يحل محل الكتاب الورقي، والذي يكون اول تحول في اسلوب قراءة الكتب منذ الكتاب المقدس الذي طبعه غوتينبيرغ في القرن الخامس عشر. وتضم لائحة الكتب الالكترونية الرئيسية الموجودة في الاسواق، او التي ستنزل قريبا اليها: «سوني ريدر»، :إي «ريد ستار إي بوك»، «آي ريكس آي لايد»، «باناسونيك ووردس غير»، «بوكيين سايبوك»، «هيتاشي الباري»، «فوجيتسو فليبيا». لكن من سوء الحظ، فان جميع هذه المنتجات مصيرها الفشل. وبالتأكيد انه ستكون هناك اسواق صغيرة ملائمة للكتب الالكترونية حيثما تحدد الظروف البيئية، او المساحات المخصصة استخدام الكتب الورقية وفائدتها العملية، وحيثما تبرز الحاجة الى الكثير من المعلومات التي ينبغي توفيرها بشكل سريع. ومثال على ذلك، فانها مثالية للطيارين والعلماء العاملين في القطب الشمالي. ولكونها قادرة على تكبير احرف وكلمات النصوص، فانها رائعة ايضا للذين يعانون من اعاقة في النظر. ويعتقد منتجو الكتب الالكترونية، شأنهم شأن الملايين من محبي الاجهزة الجديدة والعارفين بالتقنيات الجديدة والصحافيين، ان الكتب الالكترونية ستصبح يوما اداة شعبية بديلة للكتب الورقية لمطالعة الروايات، وقراءة اكثر الكتب مبيعا التي لا علاقة لها بالخيال العلمي، ومذكرات السياسيين. والفكرة التي يروجون لها هي انه حال انضاج تقنية العرض والوصول الى التوازن الصحيح في عمر البطارية، وامكانية القراءة في ضوء الشمس، والشكل الصحيح، فاننا جميعنا سنشرع في شراء مثل هذه الاشياء لتنزيل الكتب عليها. * النجاح والفشل لكن هذا لن يحصل. ثم لماذا سيفشل الكتاب الالكتروني؟ هناك العديد من المآخذ الصغيرة على الكتب الالكترونية، فهي غالية الثمن مثلا، فالجهاز (العتاد) بحد ذاته يكلف مئات الدولارات. والاسوأ من ذلك ان محتويات مثل هذه الكتب لا تكون رخيصة في شكلها الالكتروني، فالنسخة الورقية من كتاب «قصة غوغل» وغيرها من الكتب تكلف نحو 11.20 دولار لدى شرائها في موقع «أمازون دوت كوم» الالكتروني. لكن محتويات الكتاب ذاته بنسخته الالكترونية يكلف 9.95 دولار لتنزيله، اي ان التوفير يكون بحدود 1.25 دولار فقط. والسبب ان قيمة الكتاب تكمن في قيمته الفكرية، وليس في لب الورق الذي صنع منه، والذي يؤلف الكتاب ذاته. من هنا فان الكتب الالكترونية ليست رخيصة. والعائق الآخر الكبير لسوق الكتب الالكترونية هو ان هناك بدائل لجميع هذه الكتب، اذ يمكن قراءة محتويات أي كتاب مثلا على جهاز الكومبيوتر «بي سي»، وعلى اجهزة اللابتوب والهواتف الجوالة والمساعدات الرقمية الخاصة «بي دي أيه». وهذه جميعها عقبات حقيقية، ولكنها صغيرة يتوجب على منتجي الكتب الالكترونية تذليلها قبل ان تسنح لهم الفرصة لتسويق مثل هذا الجهاز الرئيسي الجديد. لكنها في الواقع لا تعني شيئا لكون هناك حقيقة واحدة قاتلة لا يمكن تغاضيها، والتي من شأنها ان تقتل السوق الجديد للكتب الالكترونية في مهده، وهي ان الناس يعشقون الكتب الورقية. اي بعبارة اخرى ان الكتب الالكترونية ليست، ولا يمكنها ان تصبح متفوقة على الشيء الذي صممت لتحل محله. والاشخاص الذين يهتمون بالكتب الى درجة انهم ينفقون على شرائها 25 مليار دولار سنويا، يعني انهم يعشقونها ويعشقون جميع الامور التي تتعلق بها، وهم يحبون حتى لمس ورقها والنظر الى احرفها وصورها في وضوح لا تضاهيه الكتب الالكترونية بتاتا. والكتاب يعتبر ايضا هروبا من الشاشات الالكترونية التي ينظر اليها الناس كل يوم بطوله. كذلك فهم يحبون ايضا حملها وتعليق الحواشي عليها وتقديمها هدايا ثمينة. وتعتبر هواية جمع الكتب واحدة من اكبر الهوايات في يومنا هذا. لذلك اخفقت الكثير من التوقعات حول المستقبل نظرا الى ان اصحاب الرؤى المستقبلية يميلون الى زيادة التأكيد على الممكن بدلا من المفضل، وهم يعطون وزنا اكبر على التقنية، وليس على الطبيعة البشرية بما يكفي. * توقعات وإخفاقات في يوم مضى وانقضى في عصر الخمسينات، توقع «المستقبليون» ان طعامنا في القرن الواحد والعشرين (الذي نحن فيه الآن) سيكون مؤلفا من نشارة الخشب، وسوف تسير السيارات بالطاقة النووية، وسيصبح كل شئ في المنزل مقاوما للماء، مما يعني ان تنظيفه لا يحتاج اكثر من رشه بخراطيم المياه. لقد آمنوا بذلك وصدقوه، وكانوا على حق، لان التقنية قادرة على صنع كل هذه الاشياء. لكن ثلة من الناس توقفت لتفكر: هل يرغب الناس فعلا في جعل نشارة الخشب قوتا لهم؟ وهل يرغبون في الاصابة بالغبار النووي والتلوث الاشعاعي كلما حصلت حادثة للسيارات؟ وهل يرغب الناس فعلا في الجلوس على مقاعد من البلاستيك واستخدام اثاث مصنوع منه؟ وهل، اخرا وليس اخيرا، هم راغبون في النظر الى شاشات من البلاستيك تعمل بالبطاريات الكهربائية؟ الجواب قطعا لا! وهذا هو السبب البسيط الذي لا يجعل الكتب الالكترونية تقترب حتى من امكانية حلولها محل الكتب الورقية.
  13. مراجعة في التسمية خالد القشطيني انهمك العراقيون منذ سقوط نظام صدام حسين بإعادة تسمية المسميات، وفي أول ذلك أسماء الشوارع والساحات العامة. وهذه مسألة تقتضي بعض التأني والتفكير. من المشاكل اللغوية التي نعانيها في بلادنا العربية مشكلة التسمية. فالمفروض ان ينطبق الاسم على المسمى اذا كان له أي معنى. غير أننا كثيرا ما نتسرع في الأمر على عادتنا. يولد لنا ولد فنسميه باسم جميل أو صادق أو فهيم، والمولود لم يبلغ بعد بضعة أيام من عمره. من يضمن انه سيكون جميلا أو صادقا، أو فاهما؟ هذه مشكلة تخصنا نحن. فعند الشعوب الغربية، الأسماء على الأكثر لا تعني شيئا. جورج وبيتر وجون ونحوها من الأسماء لا تفيد بأي شيء. يقال مثل ذلك عن انتصاراتهم التاريخية. يعتز الانجليز مثلا بمعركة واترلو، والفرنسيون بمعركة اوسترلتز. وكلا الاسمين لا يعنيان شيئا. هذه هي المشكلة التي تواجهنا. مثلا سمى نظام صدام حسين حرب الخليج «أم المعارك» ثم راح الناس يسمونها بأم المهالك بعد ان خبروا نتائجها. يمكن ان يقال مثل ذلك عن قادسية صدام. وهو ما قالوه للسيد عبود بن فالح الذي كان أبا لثلاثة أولاد. جاءوه بجثة الأول وقالوا له: «آسفين يا سيد عبود ابنك مصطفى استشهد في قادسية صدام وهذي جنازته». سلم أمره لله وصلى على روح ابنه. مرت اشهر قليلة وجاءوه بجنازة ابنه الثاني «متأسفين يا سيد عبود ابنك اسماعيل استشهد في قادسية صدام وهذي جنازته، الله يرحمه». سلم أمره لله وترحم على روح ابنه وتجبر بالواحد القهار. مرت اشهر قليلة وجاءوه بجنازة ابنه الثالث «متأسفين سيد عبود، ابنك محمود استشهد بقادسية صدام». ضرب الرجل يديه، يدا على يد، وقال: «يا عمي هذي هي قادسية صدام أو قادسية عبود بن فالح؟!». من الضروري تصحيح سلوكنا بحيث نتريث في التسمية حتى تظهر الحقائق والنتائج. نسمي الولد بصادق عندما يظهر صدقه، وبجمال عندما تفتتن البنات بحسنه، ونسمي البنت بنضال عندما تتزوج بأحد الشعراء وتذوق نضال الحياة ومصائبها. وهذا يعني ـ كما اعتقد ـ أن نترك حقل الاسم في سجل الولادات فارغا حتى يموت الشخص فنكتب اسمه عندئذ بعد ان نتحقق من شخصيته. يقال مثل ذلك عن اسماء الشوارع والجسور والساحات العامة. ينبغي التريث في تسميتها. مثلا ساحة التحرير في بغداد لم تشتهر بشيء أكثر مما اشتهرت بنصب المشانق فيها. واشتهر شارع الرشيد بسحل الضحايا. وشارع الكفاح بالفوضى والخراب، وكل ذلك بسبب التسرع. فلو انتظروا قليلا لأعطوا الأسماء لمسمياتها. ساحة التحرير تسمى بساحة المشانق، وشارع الرشيد بشارع السفيه، وشارع الكفاح بشارع الخراب. وعن قريب ربما نضيف اليها أسماء مثل شارع التسليب، وشارع الخطف وساحة التفجيرات.
  14. اكتشف الفن الإسلامي في منطقة البحر المتوسط».. 18 معرضا للفن الإسلامي عبر الإنترنت إمبراطورية للفن تقطنها المتاحف والمعارض لندن: عبير مشخص من العصر الاموي الى العصر الفاطمي، تتنوع اشكال الفن الاسلامي وتتشعب، وإن كانت كلها تتشابه في اصلها. أما الاختلاف فجاء من التنوع الحضاري الذي افرزته تلك الدول العربية وقدمت من خلاله قطعا فنية من ابدع ما انتج الانسان على مر العصور. أن يوجد متحف واحد يحتضن قطعا تمثل تلك الدول يكاد يكون حلما على ارض الواقع، ولكنه اصبح ممكنا في عالم الانترنت الافتراضي. فقد أعلنت منظمة «متاحف بدون حدود» في مبنى وزارة الخارجية في لندن يوم الاربعاء افتتاح 18 معرضا افتراضيا للفن الإسلامي، رافق افتتاحه تقديم كتاب «اكتشف الفن الاسلامي في منطقة البحر المتوسط». المشروع، الذي يعد الاول في نوعه، يعتمد على توفير معروضات ومعلومات عن الفن الاسلامي على موقع الكتروني بثماني لغات تصاحبها ملخصات تاريخية تشرح تاريخ القطع والقالب التاريخي للدول التي أبدعت في تلك الاعمال. منظمة «متاحف بلا حدود» التي تنبثق عن المفوضية الاوروبية، حددت لعملها هدفاً اساسياً منذ بداية نشاطها وهو تقديم التاريخ من خلال رؤية محلية وبدون أي تدخل خارجي. وتقوم المنظمة على فكرة تقديم المعارض الفنية بصيغة جديدة بحيث يمكن متابعة الاحداث الثقافية المهمة بدون الحاجة لاقامة مواقع على ارض الواقع وبدون تحريك القطع الفنية من مواقعها، ولهذا الغرض اطلقت الموقع الالكتروني: www.discoverislamicart.org، والذي بدأ العمل به في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2005. المعارض الـ18 التي شارك في إعدادها 150 مختصاً من 14 دولة من الشرق الاوسط والاتحاد الاوروبي تدعو الزائر لاكتشاف الدول الاسلامية في منطقة البحر المتوسط وتراثها الحضاري ومخزونها الفني. وتضم هذه المعارض 603 آثار فنية تعكس الحياة في المنطقة من خلال فترة الدول الاسلامية الزاهرة بدءا بالدولة الاموية في دمشق وحتى نهاية الخلافة العثمانية. يتيح الموقع للزوار فرصة لمعاينة تاريخ المنطقة من منظور مشترك والاقتراب من عالم الفن الاسلامي الغني والمتنوع. فعلى سبيل المثال يمثل القسم السوري في تلك المعارض اكثر من 35 اثراً و50 عملا فنياً من متحف دمشق الوطني. بينما عمل فريق من متحف اسكوتلندا الوطني مع فريق من المتحف المصري على معرض المماليك والحج، فيما تعاون متحف فيكتوريا وألبرت مع فريق من تركيا لتنظيم معرض «العثمانيون: الحدائق والنباتات في الفن الاسلامي» كما تعاون متحف غلاسكو من فريق من تونس على تنظيم معرض «العباسيون والخط العربي». تقول ايفا شوبرت، المسؤولة التنفيذية لـ«متاحف بلا حدود» إنه «للمرة الاولى يقيم 40 متحفا من حول العالم معارض في مكان واحد كلها تكون غاليري للفن الاسلامي من مختلف البلدان». وتشير شوبرت إلى ان كل دولة من الدول المشاركة في المعرض ساهمت في اعداد المادة التاريخية المصاحبة للمعرض. وكدلالة على التنوع واحترام الرأي الآخر وضعت المعلومات كما هي. وتضيف «بعض هذه المعلومات متضارب مع بعضه بعضا ولكننا لا نتدخل في ذلك فلكل دولة الحق في وضع المادة التي تراها صحيحة». من بين المواضيع الاساسية التي يدور حولها المعرض؛ موضوع مدى ما تدين به الثقافات المتعددة في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط لبعضها بعضا. فقد تأثر الفن الاسلامي القديم بعناصر من الفن الاغريقي والروماني، وتحول بدوره الى مصدر للإلهام في الحضارات الاوروبية اللاحقة. من جانبها، قالت د. شيلا كانبي، من قسم الآثار الشرقية في المتحف البريطاني، ان العمل على المعرض الحالي سبقته سنوات طويلة من الاعداد والعمل المشترك بين المختصين من مختلف البلدان. وجاءت مشاركة المتحف البريطاني مساهمة في المشروع الذي تبنته مؤسسة «يوروميد» من المفوضية الاوروبية. وتشير كانبي إلى ان الخطوة التالية لافتتاح المعرض هي قيام مجموعة من المدارس من مختلف البلدان المشاركة باقامة مشروع مشترك بينهم وهو ما تعتبره كانبي من انجازات المشروع، فاشتراك طلاب المدارس في العمل في مشروع مشترك من وحي المعرض انما يعتبر على حد تعبيرها «افضل جمهور لذلك النوع من الانشطة». وقدم المتحف البريطاني 50 قطعة من المجموعة الدائمة لديه وكلها تخص الفن الاسلامي، وهي من «قطع يفخر المتحف باقتنائها». ووضعها على الموقع يتيح للمتلقين من أي مكان في العالم معاينتها والقراءة عنها وبذلك يمكنه ايضا معرفة ما يعرضه المتحف البريطاني. وتحتضن الصفحة الاولى للموقع، قطعة مختارة كل يوم مرفقة بالشرح والخلفية التاريخية للقطعة والمتحف المعروضة به. وفي صفحة المعارض تنقسم المعروضات حسب الموضوع فهناك: الحج، المرأة، الغرب المسلم، الماء، الخط العربي، الجنة في الفن الاسلامي والزخارف الهندسية. ويمكن ايضا تصفح الموقع بالنقر على كل دولة على حدة ثم رؤية المعروضات المقدمة من تلك الدولة بشكل منفصل. فمن المائدة النحاسية من عصر المماليك من متحف الفن الاسلامي بالقاهرة، الى آنية من العصر الفاطمي وتمثال لفارس من العصر الايوبي مقدم من المتحف الوطني في دمشق الى مصابيح من المسجد الابراهيمي من متحف الحرم الشريف بالقدس، تتنوع المعروضات التي تتيح للمتصفح فرصة لمشاهدة تلك القطع التي قد لا يتاح مشاهدتها بدون السفر خصيصا لذلك. واشارت اولريكا خميس من المتحف الوطني في اسكوتلندا الى الكتاب الذي صدر بمناسبة المعرض، وهو تحت عنوان «اكتشف الفن الاسلامي». واضافت انه سيطبع في 8 لغات في العام القادم. كما يتيح الموقع ايضا التعرف على المواقع الاثرية في كل بلد من تلك البلدان، وبهذا يتنقل المتصفح بنقرة اصبع من بلد لآخر ليستمتع بمشاهدة آثار الحضارة الاسلامية في كل بلد منها مصحوبة بالشرح المفصل لكل موقع. وعن طريق الوصلات الالكترونية يصبح التنقل عبر المعرض كالتنقل عبر الدول فالدول الـ14 المشاركة مرتبطة ببعضها بعضا من خلال التراث المشترك والتعاون على انشاء المعرض. ويأتي تعبير نيل ماكروغر، مدير المتحف البريطاني، بأن المعرض يحول العالم الى «امبراطورية للفن تقطنها المتاحف والمعارض» هو أبلغ تعبير يصف هذا العمل الثقافي الضخم.
  15. أيام فاتت ناجي القشطيني كثيرا ما ضمت الوزارات العراقية في أيام العهد الملكي شخصيات دينية معممة كان منها الشيخ محمد رضا الشبيبي، الذي تولى رئاسة مجلس الاعيان، والعلامة هبة الدين الحسيني الشهرستاني، الذي تولى وزارة المعارف، والشيخ محمد الصدر، الذي تولى رئاسة الوزراء بعد وثبة عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث. لاحظ الظرفاء لحيته الطويلة البيضاء المسترسلة فوصفوها بلحية النايلون واخذوا يطلقون على رئيس الوزراء «ابو لحية النايلون». وكان النايلون قد ظهر وشاع استعماله في العالم العربي في تلك الآونة واصبحوا يطلقونه على كل شيء جديد ومترف. سمع الشيخ بذلك واستظرفه وراح يداعب اهله وذويه وصغار بيته بحكاية لحيته، لحية النايلون. رويت عنه كثير من الحكايات فقيل إنه عندما حضر حفلة المفوضية اليابانية بمناسبة اليوم الوطني لليابان راحوا يقدمون له المشروبات الكحولية من دون ان يفطنوا الى مكانته الدينية او يفهموا موقف الاسلام من الكحوليات. جاءوا بقدح من النبيذ الابيض وقدموه له فأزاحه جانبا. ويبدو انهم تصوروا انه يفضل النبيذ الأحمر فجاءوه بقدح منه ففعل مثل ذلك. حل بعد العشاء وقت اقداح الليكر والبراندي بألوانها الخضراء والحمراء والصفراء. كان يتركهم يصبون الكأس له كالعادة ثم يدفعه جانبا حتى تكونت حوله مجموعة من الأقداح بشتى الالوان الزاهية. لاحظ ذلك نوري السعيد فالتفت الى الشيخ وداعبه قائلا:«سيدنا ليش ما تشرب كل هالمشروبات قدامك؟». تمتم الصدر بكلمتين او ثلاث من باب الاعتذار عن مس الخمرة. ولكن نوري السعيد الذي ركبته روح الفكاهة والمزاح فأحب ان يداعب زميله في الحكم ورجل الدين المحترم في الموضوع ويشير اليه بفوائد هذه المشروبات للصحة والبدن، ولكن الشيخ طبعا رد عليه بما يلزم وبما يصح. ودخل السياسيان العجوزان في مناقشة طويلة في الموضوع. اخيرا لم يملك نوري السعيد غير ان يقول له:«سيدنا انت لا تصدق كلامي لأنني لا احمل لحية طويلة مثل لحيتك. لو كان عندي لحية مثلها كان صدقتني». وهذا في الواقع ما يقصده المواطن العراقي عندما يقول حسب ما يقول صاحب المثل :«ما احد يصدقني لأنه ما عندي لحية مسرحة». ولكن سماحة الشيخ رحمه الله اجابه قائلا بنهج ساخر:«لا. ولن اصدق ما تقول حتى لو كانت عندك لحية بطول لحيتي ثلاث مرات. لن اصدقك ولن يصدقك احد». وكانت مداعبة واحدة من المداعبات التي اشتهر بها نوري السعيد بينه وبين اصحابه. اشتهر بها بمثلما اشتهر بتذوقه للتراث العراقي من امثال وأغان. وكانت أيام وفاتت.
  16. حوار الطوائف خالد القشطيني افتتح مؤخرا في لندن معرض في المكتبة البريطانية لا يقل هيبة عن هيبة هذه المكتبة العريقة والشهيرة، وكان بعنوان «مقدس: اكتشاف المشترك بيننا». نعم، عنوان غريب ولكن الغرض والموضوع يتضمنان الجمع بين تراث الأديان السماوية الثلاثة، المسيحية واليهودية والإسلام. تضمن المعرض مخطوطات نادرة باللغات العربية والعبرية واللاتينية وكذلك منسوجات ونحاسيات وفضيات ونحو ذلك من المخلفات التاريخية لأبناء هذه الأديان الثلاثة. وكان جلها من المملكة المغربية التي تعايشت على أرضها هذه الأديان الثلاثة لعصور. حضر من المغرب الاستاذ احمد توفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي ليلقي محاضرة بالمناسبة عن الإسلام والديمقراطية. بيد ان المعرض والمحاضرة ساهما بصورة خاصة في اذكاء موضوع التقاء الأديان الثلاثة. الحقيقة ان المتحف البريطاني قدم من جانبه معرضا آخر توخى نفس الغرض وحمل نفس الرسالة. وهذه رسالة ومحاولة دخل فيها الكثير من الباحثين الإسلاميين ليؤكدوا على هذه النقطة، وهي التقاء الحضارات بدلا من نزاع الحضارات الذي طرحه مفكرون غربيون آخرون. في مقابل الإسهام في عمليات العنف ضد المسيحية الأوربية والجمهور الغربي، برز الكثير من المفكرين والإعلاميين العرب، وأيضا الغربيين المتعاطفين مع العرب والاسلام، الذين طرحوا فكرة التقاء الحضارات وانسجام الديانات السماوية الثلاثة تاريخيا وفكريا وروحيا بدلا من طروحات التناقض والتنازع. هذا كله مجهود مشكور ومحمود، ولكن شيئا واحدا يثير اهتمامي. تجري هذه الحملة في الوقت الذي أصبح فيه المسلمون ذاتهم منقسمين على أنفسهم طائفيا ومذهبيا. في كثير من الدول الإسلامية، وفي مقدمتها العراق الآن، يتنازع ويتقاتل ابناء السنة والشيعة والطوائف الأخرى. في العراق أرغموا العوائل على النزوح من بيوتها لاختلافات طائفية. ألا يجدر بنا والحالة هذه ان نفكر بحوار الطوائف وتعايش الطوائف قبل ان نفكر بحوار الأديان والحضارات وتعايشها؟ لم تقتصر عمليات التهجير على الطوائف الإسلامية فقط. قالت الأنباء من العراق ان بعض المسلمين هددوا المسيحيين بالإجلاء من بيوتهم كما في منطقة الدورة، هددوهم بأن يُخرجوا من بيوتهم ويتركوا فيها كل ما ملكوا من منقولات، أو يدفعوا الجزية أو يعتنقوا الإسلام. بأي وجه نواجه الغرب والعالم ككل اذا كان هذا ديدننا في عقر دارنا؟ اذا كان هذا موقف المسلم من المسيحي، وموقف السني من الشيعي أو العكس، فكيف ننتظر من الغير ان يتقبلوا دعوتنا بانسجام الحضارات والتقائها وتعايش ابنائها. الموقف واضح. قبل ان نسعى لإقناع احد بالتقائنا معهم تحت مظلة واحدة علينا أن نقنع بعضنا البعض بانتمائنا الى دين واحد هو دين الإسلام، وحضارة واحدة هي الحضارة الإسلامية، وتاريخ مشترك واحد هو تاريخ الأمة الإسلامية. ما لم نتوقف عن اضطهاد وقتل وتشريد بعضنا البعض، فلن ينجح أي معرض أو طرح أو لقاء في إقناع الآخرين بمصداقية دعوتنا أو استعدادنا للتعايش مع الغير أو انسجام حضارتنا مع حضارتهم. دعونا نعقد ندوات ومؤتمرات عن حوار الطوائف.
  17. توصيات عالمية جديدة لمرضى الربو المريض شريك رئيسي في خطة العلاج الهادفة إلى التحكم في حالته جدة : د. عبد الحفيظ خوجة تقدر الاحصائيات أن هناك ما لا يقل عن ثلاثمائة مليون إنسان مصاب بالربو في العالم، وتختلف باختلاف المناطق، فتصل نسبة الإصابة في بعضها إلى 18 بالمائة. وتبين إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن تكلفة مرض الربو لا تقل عن واحد بالمائة على النظام الصحي العالمي. ومع أن علاج الربو متوافر ويمكن التحكم به، إلا أن هناك عددا كبيرا من الوفيات الناتجة عنه، لذا تفرض جميع هذه الحقائق واقعا لا بد من التعامل معه من أجل الوصول إلى رعاية أفضل بمرض الربو. في يوم الربو العالمي (World Asthma Day (WAD الذي احتفال العالم به اول من امس تحدث الى «الشرق الأوسط» د. محمد بن سعد المعمري العميد المشارك بكلية الطب واستشاري الأمراض الصدرية بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، موضحا أن تأثير الربو اقتصاديا يتناسب عكسيا مع مستوى التحكم بالمرض، فكلما كان التحكم بالربو افضل أصبحت تبعاته الصحية والاقتصادية أقل. وعلى سبيل المثال يؤدي عدم التحكم بمرض الربو الى زيارات أكثر لطلب العلاج الاسعافي، والمعروف أن تكلفة علاج الربو الاسعافي أعلى كثيرا من تكلفته بزيارة مجدولة. ونظرا لكثرة الأدوية المتاحة لعلاج الربو ولاختلاف وجهات نظر الأطباء المعالجين فقد وجد أن التحكم بمرض الربو وتكلفته يقلان بشكل كبير عند تطبيق طرق علاج مقننة ومحكمة ومثبتة على الطب المبني على البرهان. * توصيات عالمية وقد قامت المبادرة العالمية للربو التي يشرف عليها عدد كبير من المختصين والباحثين في مجال الربو والحساسية بإعداد توصيات عالمية موحدة، وصدرت أولاها في منتصف التسعينات ويتم تجديدها بشكل منتظم، وصدر آخر تحديث لها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2006 محتويا على العديد من المفاهيم التي غيرت طرق التعامل مع حالات الربو. وتحرص التوصيات العالمية للعناية بمرض الربو إلى الوصول إلى التشخيص بشكل مبكر وصحيح، والجدول المرفق يبين الأسئلة التي يفترض أن تطرح على المريض لمعرفة احتمال معاناته من المرض وبالتالي عمل الفحوصات اللازمة. إن من أهم التغيرات التي حدثت في التوصيات الجديدة للمبادرة العالمية اعتمادها على التحكم بالربو لرسم الخطة العلاجية بدلا من الاعتماد على حدته. ويعد هذا التغيير انعكاسا لتغير مفهوم العناية بالمرض بحيث أصبح الهدف الأساسي الوصول إلى تحكم أفضل. ويتم سؤال المريض ستة اسئلة تبين مدى التحكم بالمرض: هل حدثت لك أعراض الربو اثناء النهار؟ هل أثر الربو على فعاليات أدائك اليومي؟ هل أدى الربو الى استيقاظك في الليل؟ هل استخدمت بخاخ الربو أكثر من مرتين في الأسبوع؟ هل حدثت لك أزمات ربو السنة الماضية؟ كم هو قياس وظائف الرئة؟ فإذا كانت الاجابة بنعم على سؤالين من الاسئلة السابقة فذلك يعني أن الربو متحكم به بشكل جزئي. أما إذا كانت الإجابة بنعم لثلاثة أسئلة أو أكثر فذلك يدل على أن الربو غير متحكم به. وفي أي من الحالات فالتوصيات العالمية تعطي تعليمات محددة وواضحة، فإذا كان الربو متحكما به لفترة شهرين الى ثلاثة اشهر فذلك يستدعي تقليل الأدوية بالتدرج حتى الوصول الى أقل جرعة ممكنة للتحكم بالمرض. أما إذا كان التحكم جزئيا فذلك يستدعي رفع جرعة العلاج الوقائي. وفي حالة ان الربو غير متحكم به فهذا يستدعي تقييم الحالة بشكل أشمل وأعم من أجل الوصول الى تحكم أفضل بالربو. أما عند حدوث أزمات الربو فلا بد من التعامل مع الحالة كحالة اسعافية. * علاجات الربو ولا يزال البخاخ الحاوي على الكورتيزون العلاج المفضل لحالات الربو الجديدة، إلا أن هناك براهين على أن الأدوية المضادة لمادة الليكوترين بديل مقبول لبخاخ الكورتيزون خاصة في الحالات الخفيفة الحدة ولدى الأطفال. وفي الحالات الأكثر حدة أو غير المتحكم بها يضاف البخاخ الموسع للقصبات الهوائية طويل الأمد كخيار أفضل، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية إضافة الأدوية المضادة لمادة الليكوترين أو مضاعفة جرعة بخاخ الكورتيزون. واتضحت الرؤية بشكل اكبر بناء على البراهين المتاحة بالنسبة لعلاج جديد مضاد لاحدى مواد الحساسية (Xolair) والذي يستخدم في الحالة غير المتحكم بها وشديدة الحدة مع استخدام أقراص الكورتيزون ولديها حساسية مثبتة بفحص الجلد او بعض التحاليل المخبرية الخاصة. ويؤدي هذا العلاج الى تحكم أفضل بمرض الربو وتقليل استخدام الكورتيزون. ويضيف د. المعمري ان المبادرة العالمية للربو لا تزال توصي بتكوين شراكة فاعلة بين المريض والعاملين في المجال الصحي، فمن أهم محاور هذه الشراكة تثقيف المريض عن مرضه، ووضع أهداف مشتركة للوصول إلى تحكم أفضل، كذلك وضع المسؤولية على المريض لمعرفة مدى التحكم بالمرض عبر إجابة الأسئلة المذكورة سابقا. لقد أثبتت الدراسات العلمية أن خطة الشراكة هذه تؤدي إلى نوعية حياة أفضل للمريض واستخدام أرشد للموارد الصحية بتوجيهها لعدد أكبر من المرضى. وركزت المبادرة العالمية على كيفية طرق تطبيق التوصيات الخاصة بمرض الربو عبر تحديد الوسائل المتاحة والمصاعب المتوقعة، وبالتالي تركيز الجهود للاستفادة الأفضل للإمكانات المتاحة وتذليل العقبات والمصاعب حسب واقع كل مجتمع. وأخيرا فإن التطورات الكبيرة في علاج مرض الربو والبراهين العلمية المتراكمة تعطي مزيدا من الأمل لمرضى الربو بالوصول إلى تحكم أفضل عبر الأدوية المتاحة وطرق العلاج المتجددة. * أسئلة تبين احتمال الإصابة بمرض الربو هل حدثت لك ازمة أو أزمات ربو متكررة؟ هل حدثت لك نوبات سعال في الليل؟ هل حدث لك سعال أو أزيز من الصدر بعد التمارين؟ هل حدثت لك أزمة ربو بعد التعرض لمهيجات الحساسية؟ هل يستمر معك السعال بعد نزلات البرد أكثر من 10 أيام؟ هل تتحسن الأعراض بعد علاج الربو؟
  18. سموم في أطباق المقلي والمشوي.. تؤثرعلى القلب تحذيرات طبية من مركبات «أيه جي إي» المخادعة التي تمنح المأكولات مذاقها الشهي الرياض: د. حسن محمد صندقجي في خطوة تُضاف إلي محاولات استكشاف أسباب تفشي أمراض مزمنة بين الناس في مناطق شتى من العالم بنسبة لم تكن معهودة من قبل، وفي سبيل التوجيه الصحي نحو أهمية طريقة إعداد أطباق الأطعمة بُما يُقلل من عُرضة الإصابة بالأمراض، يقول الباحثون من ولاية نيويورك الأميركية إن ثمة مخاطر صحية من تناول أطعمة مشوية أو مقلية تحتوي علي أحد السموم التي قد تثير أنواعاً من الالتهابات التفاعلية في الجسم. و أضافوا أن عمليات البسترة و التعقيم لمشتقات الألبان قد تُسهم أيضاً في زيادة كمية وجود هذه المركبات الكيماوية من نوع «أيه جي إي» AGEs. ومركبات «أيه جي إي» هي مختصر الأحرف من عبارة تسمية المركبات النهائية لعمليات غلايكيشن السكريات advanced glycation end products . وأهمية هذه الدراسة الجديدة واضحة جداً، هي ضرورة التوجه بالبحث والنصائح الطبية نحو طرق إعداد الأطعمة وطهيها بشكل صحي قبل تناولها. والأهمية الأولية اليوم للحديث العلمي عن مركبات «أيه جي إي» تمس بشكل مباشر، حتى الآن، العمل علي تخفيف حدة مضاعفات مرض السكري على مرضاه، وتحديداً تلك المضاعفات التي تطول شرايين القلب والدماغ والكلى وشبكية العينين والأعصاب. وترى نشرات الرابطة الأميركية لمرض السكري أن إحدى الوسائل التي يدور البحث الطبي فيها هو العمل علي خفض نسبة المركبات الكيماوية هذه في جسم مريض السكري. وإن الاقتراح بديهياً أن يكون عبر ضبط نسبة سكر الدم باعتبار أن عدم انضباط تلك النسبة للسكر وارتفاع احتمالات وجوده في الدم يرفع من احتمالات إنتاجها بوفرة، إلا أن المصادر الخارجية لتلك المركبات الضارة و السُمّية تُعطي الجسم مزيداً من مصادر الضرر، باعتبار أن الغذاء المحتوي عليها أعلى في نسبة إمداد الجسم بها. وهو ما يُعبر الأطباء عنه في الرابطة الأميركية لمرض السكري بالقول إن الأطعمة التي يتم تناولها بعد التعرض للحرارة تحتوي كميات مهمة من هذه المركبات الضارة، ما يُقدم للباحثين، وللناس، صورة أخرى عن دور العوامل البيئية، والغذاء أحد أهمها، في نشوء تداعيات مرض السكري. وأنه ربما من الضروري أن تتم إعادة إصدار إرشادات علاجية ووقائية تتضمن الحديث عن طرق إعداد الأطعمة بشكل صحي، إضافة إلى الإرشادات السابقة والروتينية حول كمية الأكل ومكوناته. كما أن هذه التحذيرات الجديدة حول ضرر تراكم مركبات «أيه جي إي» في الجسم بفعل تناول أطعمة معينة، تأتي بالتزامن من تزايد الدراسات الطبية حول الأضرار الناجمة عن طرق لم تكن في السابق شائعة، كما هو اليوم، في إعداد الأطعمة، والتي من أهمها القلي والشواء، على الفحم أو في الأفران أو علي مسطحات معدنية، لإعداد أطعمة تُدعى بالسريعة. وهي أطعمة سُميت كذلك لأن متناولها لا يحتاج إلي ملعقة أو شوكة أو سكينة في إتمام عملية أكلها، ويُمكنه التهامها بسرعة، وفي أي مكان، وكيفما اتفق. والواقع أن الأبحاث الطبية في جانب التغذية وعلاقتها بالأمراض لم تعد مقتصرة علي ذلك الحديث الممجوج والفج حول عدد السعرات الحرارية (كالوري) أو نوعية مكوناتها من السكريات أو البروتينات أو الدهون، بل يتعداه نحو طرق جوانب أخرى، لم يتنبه لها الكثيرون اليوم وإن كانت من سلوكيات السابقين المعروفة، لطرحها وإعادة عرضها. وسبب وصف الحديث عن السعرات الحرارية بالفج والممجوج، كما يقول العديد من الباحثين، أن ثمة خللاً واضحاً وفشلاً يُمنى به البعض عند الاقتصار على هذا الجانب في النظر إلى الغذاء وعلاقته بالتسبب بالأمراض أو في سبيل الوقاية منها. في حين أن ثمة العديد من الجوانب المهمة في تعامل الإنسان مع غذائه، تُحدد إلى قدر كبير النجاح أو الفشل في استخدام الغذاء بالشكل الذي يحتاجه الجسم لمقاومة الأمراض والوقاية منها، ناهيك من الحاجة الأساسية وهي إعطاء الجسم ما يحتاجه لتمكين الإنسان من العيش بنشاط وعافية ذهنية وبدنية. وتشمل الجوانب تلك طرق إعداد أطباق الأطعمة بغض النظر عن البروتينات أو الدهون أو السكريات، وطرق كيفية تناولها سواء في المنزل أو المطاعم، وعدد الوجبات التي تُقسم عليها كمية الطعام اليومي، ومع منْ نجلس أثناء تناول وجبات الطعام، والمدة الزمنية التي يستغرقها أحدنا في تناول وجبة طعامه، وحجم الآنية التي تُوضع الأطعمة فيها وكذلك حجم وسعة الأطباق والملاعق التي نتناول أطعمتنا بها، وغيرها من الجوانب التي سبق طرح العديد منها في ملحق الصحة بالشرق الأوسط. وهو ما يُعرف ضمن نطاق أبحاث «بيئة ونظافة تناول الأطعمة» بالمعنى الواسع لكلمتي البيئة والنظافة. * أطعمة مقلية ومشوية ووفق ما يقوله الباحثون الأميركيون، من كلية الطب بجامعة سيناي ماونت في ولاية نيويورك، فإن مركبات «أيه جي إي» هي مركبات كيماوية ترتفع نسبتها في الأطعمة باختلاف طريقة إعداد طهوها. وهي مسؤولة عن العديد من الأضرار الجسدية و الصحية التي ما يزال الباحثون يتعرفون كل يوم عليها. لكنهم يربطون بينها وبين ارتفاع احتمالات الإصابة بعمليات التهاب واسعة النطاق، ومتفاوتة القوة، في أجزاء شتى من أعضاء الجسم، ومن أمثلتها أمراض السكري، وزيادة مقاومة أنسجة الجسم لمفعول هرمون الأنسولين، وأمراض الأوعية الدموية والكلى، وتدني القدرات الذهنية للذاكرة كما في مرض الزهايمر، وغيرهم. وكان باحثو كلية طب جامعة سيناي موانت قد قاموا بنشر نتائج دراستهم حول مركبات «أيه جي إي» في عدد ابريل(نيسان) من «مجلة علم الشيخوخة : علوم طبية» الأميركية. وشملت الدراسة الجديدة متابعة أكثر من 170 شخصا من الذكور والإناث. وكانت مجموعة البحث المقارن تشمل مجموعتين، الأولى هم الذين تراوحت أعمارهم ما بين 18 و 45 سنة، والثانية ممن أعمارهم تراوحت بين 60 إلى 80 سنة. والهدف من اختيار مجموعتين منفصلتين ومختلفتين في مدى العمر الزمني هو مقارنة نسبة مركبات «أيه إي جي» في أجسامهم، ومعرفة مدى تأثير عامل نقص أو زيادة العمر على درجة تأثر أعضاء الجسم بوجود هذه المركبات الكيماوية في الأطعمة التي يتناولونها جميعاً. وتبين لهم أن نسبة وجود هذه المركبات الكيماوية السمّية أعلى بمقدار 35% في أجسام منْ تجاوزوا سن 60 سنة، مقارنة بمن هم دون سن 45%. كما أنه تبين لهم بالجملة أن ارتفاع الكمية التي يتناولها الشخص من الأطعمة عالية المحتوى من مركبات «أيه جي إي»، وبغض النظر عن مقدار العمر، يُؤدي إلى ارتفاع نسبة هذه المركبات السمية في الجسم. كما ويُؤدي، وهو الأهم، إلى ارتفاع نسبة مركب بروتين ـ سي التفاعلي في الدم c ـreactive protein ، الذي هو أحد المُؤشرات الكيماوية على وجود عمليات التهابات في الجسم. ويُؤدي أيضاً إلى ارتفاع نسبة مركبات أخرى other biomarkers of inflammation ، تُعتبر من مُؤشرات وجود حالات التهابية في الجسم. وبعد المراجعة والتحليل حول معرفة مصادر وجود مركبات «أيه جي إي» في الجسم عموماً، تبين أن الغذاء، وخاصة الأطعمة عالية المحتوى منها، هو العامل الرئيس لارتفاع نسبة وجود مثل هذه المركبات الكيماوية فيه، وذلك بدرجة لا تُقارن باختلاف مقدار الطاقة من السعرات الحرارية (كالوري) في تلك الأطعمة أو اختلاف مكوناتها من بروتينات أو سكريات أو دهون. لكن ما أثار الدهشة حقيقة، هو أن نسبة مركبات «أيه جي إي» كانت عالية لدى صغار السن من البالغين الأصحاء الذين لا يشكون من أية أمراض، والذين يتناولون أطعمة عالية المحتوى من هذه المركبات الكيماوية، بنفس مقدار العلو لدى مرضى السكري. وهذا يعني، على حد قول الباحثين، أن التعرض المبكر لكميات عالية من مركبات «أيه جي إي»، وبصفة متواصلة، قد يُعجل أو يُسهل الإصابة بمرض السكري وبداية المعاناة منه. وقالت البروفسورة هيلين فلاسارا، كبيرة الباحثين في الدراسة وطبيبة الباطنية وطب الشيخوخة ومديرة قسم أبحاث السكري و الشيخوخة بالجامعة، إن مركبات «أيه جي إي» مخادعة ومضللة جداً، لأنها هي المركبات التي تُعطي لمأكولاتنا طعمها الشهي ومذاق نكهتها المرغوب. وأضافت القول، ولذا فإن استهلاك كميات عالية من الأطعمة المشوية والمقلية، يعني تناول كميات عالية من مركبات «أيه جي إي»، وتراكم كميات عالية من هذه المركبات هو شيء سُمّي. واستطرت إنه يجب تقديم معلومات وافية عن تأثيرات تناول مركبات «أيه جي إي» الصحية الى افراد الجمهور. كما يجب أن يُنصحوا باحتساب كمية تناولهم لها، أسوة باحتساب تناولهم كمية الملح أو الدهون المتحولة، كأشياء ضارة. وشددت بالقول علي أنه يجب تحذير الناس من أن وجود نسب عالية من مركبات «أيه جي إي» في دمائهم أسوة بتحذيرهم من وجود نسب عالية من الكولسترول فيه، وأيضاً أسوة بتحذيرهم من التدخين. * مركبات «أيه جي إي». وتعتبر مركبات «أيه جي إي» التي يدور البحث اليوم حولها أحد المركبات الكيماوية التي تنتج من سلسلة من التفاعلات الكيماوية التي تمر السكريات فيها، إما في داخل الجسم أو في خارجه. ويعتمد إنتاجها، باختصار شديد، علي تفاعل كل من السكريات والبروتينات والأوكسجين. ويتم إنتاجها في الجسم، ضمن سلسلة التفاعلات الكيماوية للسكريات مع البروتينات والأوكسجين في ظروف وجود أنزيمات معينة. وقد تظهر أيضاً في هذه التفاعلات مركبات ضارة بروتينية كمادة بيتا أمايلويد beta amyloid proteins ، التي قد تتسبب ببعض المضاعفات المرضية على الكلى أو الجهاز العصبي أو غيرها من أجهزة الجسم. أما حينما يتم إنتاجها خارج الجسم، وفي الأطعمة التي قد يتناولها الإنسان، فإن الحرارة وارتفاعها عامل رئيس في سرعة وتيرة إنتاجها، وكمية ذلك. وأوضح أمثلة ذلك تفاعل السكريات مع البروتينات والدهون أثناء عمليات الطهي. وعليه، فإن عبارات الباحثين تقول إن كل أنواع خلايا الجسم تقريباً لديها استعداد وقابلية للتأثر بهذه المركبات من نوع «أيه جي إي». وان المركبات هذه هي أحد العوامل الرئيسة، التي يزاد حولها البحث، في التسبب بالشيخوخة والأمراض المزمنة المُصاحبة لها. كما أن من المُعتقد بأنها تلعب دوراً مسبباً في المضاعفات والتداعيات التي تطول الأوعية الدموية لدى مرضى السكري. سواء في الأوعية الكبيرة كالتي في القلب أو الدماغ أو الأطراف، أو الأوعية الصغيرة كالتي في شبكية العينين أو الكلى. والإشكالية الأساس في وجود هذه المركبات داخل الأطعمة التي نتناولها، ودخولها بالتالي إلي الجسم وارتفاع نسبتها فيه، هو أنها تختلف في تفاعلها مع الجسم و أنسجته عن تفاعل السكريات الطبيعية التي أتت وتكونت منها. وعليه فإن بعض الباحثين يقول إن الأطعمة بعد الطهي قد تُصبح أقوى بنسبة 200 ضعف في تفاعلها مع جهاز مناعة الجسم. والمعروف أن كثيراً من خلايا أنسجة الجسم، كخلايا بطانة الشرايين وخلايا العضلات الناعمة وخلايا جهاز المناعة، المنتشرة في أعضاء شتى من الجسم كالجهاز التنفسي أو الكبد أو الكلى أو الشرايين، لديها تراكيب معينة علي أسطح جدرانها الخارجية، تُسمى «مستقبلات» Receptors ، متخصصة للتفاعل مع مركبات «أيه جي إي». وأن هذه المركبات من مجموعة «أيه جي إي» حينما تلتصق بتلك المستقبلات في الخلايا فإنها تُثير تفاعلات التهابية مرتبطة بظهور الشيخوخة وظهور تداعيات الإصابة بمرض السكري، مثل مرض تصلب الشرايين في القلب والدماغ والأطراف، ومرض الربو، والتهابات المفاصل، وجلطات القلب، والفشل الكلوي، وتأثر الأعصاب والكلى وشبكية العينين لدى هؤلاء المرضى بالسكري. * معالجة تراكم مركبات «أيه جي إي» لا تزال في مرحلة الأبحاث > ضمن سلسلة من المقالات العلمية للرابطة الأميركية لمرض السكري، تحدثت البروفسورة هيلين فلاسارا والدكتور جامي يوريرباري عن دور السكر ومركبات «أيه جي إي» في ظهور تداعيات مرض السكري، وما هو الجديد في حديث الوسط الطبي عنهما. ومع تفشي وباء مرض السكري عالمياً، والتوقعات، من قبل منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الطبية العالمية، القاتمة جداً والواقعية جداً وفق المعطيات المتوفرة اليوم حول مستقبل عدد الإصابات به في القارات الخمس، فإن موضوع تداعيات مرض السكري من الأولويات الطبية والاقتصادية والإنسانية العالمية والمحلية. وبالرغم من الكم الهائل، علي حد وصف الباحثين، من الدراسات الطبية التي ركزت على الآلية المرضية لنشوء تداعيات ومضاعفات السكري، ابتغاء إيجاد وسيلة علاجية لها ووقائية منها، إلا أنه من غير المعلوم بالضبط ذلك الأساس، على مستوى الخلية ومستوى المركبات الكيماوية فيها، الذي تحصل التداعيات من خلاله. لكن الباحثين لا يزالون يرون أن ارتفاع نسبة سكر الدم وعدم انضباط ذلك بالعلاج أو الحمية الغذائية أو كلاهما معاً عامل أساس ومهم في نشوء التداعيات والمضاعفات. ومما هو مطروح، وبقوة، أن ثمة دوراً أساسياً لتراكم مركبات «أيه جي إي» في الجسم، ومضاعفات وجودها. لأن المركبات هذه، وإن كانت تظهر في الجسم في وقت مبكر من عمر الإنسان، وتحديداً منذ المرحلة الجنينية له، إلا أن كميتها تزداد بشكل حاد مع ظهور الإصابة بالسكري نظراً لتوفر السكر في الدم وخارج خلايا الجسم. وما أكدته الدراسة الحديثة هو أن المصدر الرئيس لمركبات «أيه جي إي» هو تناولها من الأطعمة المحتوية عليها. ويُضاف إلى هذا المصدر المهم مصادر أخرى، مثل الإكثار من تناول سكريات من نوع سكر الفواكه أو فراكتوز fructose و سكر غلاكتوز galactose . ولدى مرضى السكري بالذات، فإن عدم انضباط نسبة سكر الدم بحد ذاتها تُعتبر سبباً في احتمال ارتفاع نسبة هذه المركبات السُمّية. كما أن تدني قدرات الكلى لديهم، بفعل عوامل شتى لدى هؤلاء المرضى، يُقلل من فائدة الكلى في تخليص الجسم منها كما يعمل على زيادة إنتاج الجسم لها وتأثيراتها الضارة عليه. وما يُطرح اليوم على طاولة البحث عن حلول لخفض نسبة وجود مركبات «أيه جي إي» هو الحد من تناولها بالدرجة الأولى. وهو جانب يأخذ كل يوم جدية أكبر في التعامل معها. وربما، كما يتوقعه الكثيرون نتيجة للمعطيات على أرضية واقع البحث العلمي في مضاعفات السكري، أن يكون ثمة في المستقبل إرشادات طبية علاجية ووقائية تمس هذا الأمر. إلا أن محاولات العلماء بالتدخل العلاجي للحد من تأثيرات هذه المركبات السُمّية علي خلايا الجسم بإنتاج أدوية مضادة لمادة «أيه جي إي» Anti-AGE drugs، لم تتوقف. ومن المعروف أن ثمة بعضاً من المركبات الكيماوية التي تمنع تمادي حصول هذه التفاعلات بين مركبات «أيه جي إي» وخلايا الجسم، لعل من أهم ما هو معروف منها مركبات أماينوغواندين aminoguanidine . وإن كان بعض الباحثين يرى أن هذه المادة مقتصر دورها علي منع تكوين مركبات «أيه جي إي»، إلا أن البعض الأخر يرى أنها فوق ذلك تحد من التفاعلات المتقدمة تلك أيضاً. والدراسات التي تمت حولها، علي الحيوانات وليس على البشر حتى اليوم، أثبتت أن لها دوراً في وقف تدهور حصول العديد من تداعيات السكري عليها. وهو أمر وإن كان واعداً، إلا أن التجارب يجب أن تستمر حوله على مرضى السكري من البشر. والجهود في هذا المضمار أثمرت إنتاج أحد المركبات من فئة محطمات مركبات «أيه جي إي» AGE-breakers . وأحد الأمثلة لتأثيرات فئة محطمات مركبات «أيه جي إي» هو الخفض الواضح في شدة عدم مرونة أغلفة الأوعية الدموية، أي جمود توسعها، وارتخائها، مما أدى في التجارب إلى خفض مقدار ضغط الدم وتحسن أداء عضلة القلب عند وجود فشل فيه نتيجة لهذا التدني في قدرات المرونة لعضلته. ويذكر بعض الباحثين كمثال مركب كيماوي يُدعى علمياً إيه أل تي_ 711 Alt-711 ، وهو الأول من الفئة الجديدة من الأدوية التي تعمل على إنتاج وعمل مركبات «أيه جي إي». والذي لا يزال محل دراسات التحقق من الأمان والجدوى العلاجية في العمل على التخفيف من زحف مظاهر الشيخوخة أو في وقف انتشار تداعيات مرض السكري علي أجسام مرضاه.
  19. على الرغم من استحالة اجتماع النقيضين ولكن ليس هناك من شئ اسمه مستحيل في السياسة، فقد اجتمع من قبل وعلى مدى التاريخ، ساسة وقادة ما كان لاحد يتصور بأنهم في يوم من الايام سيجتمعون، ومن يدري فقد يجتمع الرئيس بوش مع الرئيس نجاد، واذا كان هذا شئ مستحيل في الوقت الحاضر، فلنطلق لمخيلتنا العنان ونتخيل بأنهما اجتمعا لنتخيل لقاء بين الرئيسين الامريكي والايراني، واهم نقطة لا تحتمل الانتظار هي الاتفاق مع ايران لايجاد مخرج للورطة العراقية ، ، ، لنتخيل لقاء بين الرئيسين،،، فماذا سيطلب الامريكي من الايراني وماذا سيطلب الايراني من الامريكي ان اقصى ما سيطلبه الايراني هو الاستمرار في البرنامح النووي ورفع الحصار عن ايران، وحفظ مصالح ايران في العراق، واذا فكر الرئيس الامريكي جيدا في هذا سيجد ان امريكا ستخسر بعض الاشياء، ولكن ما ستحققه امريكا، اذا استتب لها الامر في العراق ، هو اضعاف مضاعفة لما ستحققه ايران من مكاسب، ان الوضع في العراق لم يحتمل المزيد ، ولا بد من الاجتماع مع الكل ايا كانوا، ولا بد من الاستماع للكل ايا كانوا، لان عدد الضحايا قد بلغ حدا لا يمكن التغاضي عنه ، ولم يعد احد في العراق يأمن على نفسه وعائلته وهو في بيته، فكيف وابنه يذهب الى المدرسة او يلعب في الشارع مع الاطفال، او حتى عندما يكون في مكان امن كالمسجد او المدرسة او الجامعة، ان الامر وصل الى حد لايمكن السكوت عليه، والعراق سائر نحو الهاوية لا محالة، ولا بد لجميع المسؤولين واصحاب القرار ان يبحثوا عن الحل وان يخسروا شيئا مما كسبوه او سيكسبوه ، كي يربح
  20. السيدة مريم العذراء في القرآن الكريم ولقاء المسيحيين والمسلمين حُسن عبود الحياة - 21/04/07// ان بشارة الملاك لزكريا ولمريم، وسؤال التعجّب عند كليهما، والوقوف إلى جانب العاقر (زوجة زكريا) والعذراء (مريم) أمام الناس أو القوم الذين اتّهموهم بالسوء، ومواجهة زكريا قومه ومريم قومها وهي تحمل الطفل، كل هذا يشترك فيه النصّان الإنجيلي (إنجيل لوقا) والقرآني في ما اعتدنا على تسميته قصّة البشارة للأم وطفولة المولود المحتفى به. لذلك لا يستبعد ان يحتفل مسلمون ومسيحيون بعيد البشارة كما حصل لأول مرة في تاريخ لبنان، اذ احتفل الفريقان في الخامس والعشرين من آذار (مارس) في كنيسة مدرسة الجمهور التي تقع على إحدى تلال لبنان الخضر، وبمبادرة سلام لا سابقة لها عنوانها «معاً حول مريم». دخل شيوخ الإسلام بجببهم وعمائمهم وكذلك دخل آباء المسيحية بأثوابهم السوداء وقبّعاتهم السود ليحتفلوا بشخصية كتابية مسيحية مسلمة تشكل لقاء كبيراً بين المسيحية والإسلام. لم نرَ بين الشيوخ شيخات لكن بين الآباء الإكليروس كان هناك راهبات ذلك ان هذا الاحتفال الكبير استدعته امرأة وأم قادرة ان تجمع فوق الخلافات العقائدية واللاهوتية لتقدم السلام على كل اعتبار. ولعل الشعار الذي صممته إلسا مهنا لمريم (عليها السلام) في زرقة اللون السماوي، وانحناءة وجه مريم على شكل هلال الإسلام لتمثل ضعة الأم الحنون التي تحضن البشرية وتلفها، ما يدل على هذا الاعتراف المتبادل بالتراث المريمي بين المسيحية والإسلام. «معاً حول سيّدتنا مريم» كان شعار الاحتفال الذي نظمته رابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور للاحتفال مسيحيين ومسلمين بعيد البشارة وكأنها بشارة إلى اللبنانيين برسالة سلام، رسالة حب وتعايش وحوار وانفتاح وصفح واحترام. في مناسبة البشارة هذه قدّم المسيحيون والمسلمون كل بحسب تقليده الشعائري مما عنده من تعبيرات فنية وطقسية. فقدم الشيخ محمد البيلي تلاوة من سورة مريم لمقطع البشارة، وقدمت مدائح نبوية ونشيد ابتهالي في الطقس البيزنطي من قانون الأكاتستس. ومن الجانبين كانت هناك شهادات حول دور مريم في حياتهم، وتواشيح لميلاد المسيح (عليه وسلم) ومحمّد (صلى الله عليه وسلم) شارك فيها الجميع وقوفاً مردّدين «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... يا حبيب الله يا أنبياء الله». وتصدرت أغنية مريم «صلاة التعظيم» المعروفة بـ «الماغنيفيكات»، في أكثر من سياق في الكتيب الذي أعدّ لهذه المناسبة. وهذا الصلاة في الإنجيل بحسب لوقا، ولوقا يعدّ الأكثر حساسية للفقير والمتواضع والمرأة في مخزون الذاكرة الكتابية، يغرز في وجدان المرأة لما له من بهجة للوالدة التي تشعر بالولد في أحشائها. وقد سيق نشيد مريم في الكتب (ص 22) بتقطيع جميل حافظ في عربيته على الغنائية في ابتهاج الروح «بالقدير ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه». فالفرح بقدرة الله على قلب الموازين قد صور في «تشتت المتكبّرين بأفكار قلوبهم، وحط المقتدرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين، إشباع الجياع خيراً والأغنياء أرسالهم فارغين...». نجد ما يماثل هذه الغنائية للاحتفال بقدرة الله على العمل في الوضيع والفقير والمرأة نجده في القرآن الكريم في مقدّمة سورة آل عمران التي تأتي كتمهيد لقصّة طفولة مريم ونذر أمها لها للخدمة في المحراب. وهي: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير انك على كل شيء قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت وتُخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب» (آل عمران، الآيتان 26 و27). يلاحظ من القراءات والمدائح والأناشيد خارج النصين الإنجيلي والقرآني التركيز المسيحي على النصوص المريمية مقابل التركيز الإسلامي على النصوص التي تتصل بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والأنبياء، ولا تتصل بمريم وهي المحتفى بها، وهذا لا يدل على نظام أبوي غافل بالضرورة، بل يعود ربما إلى أمرين، إما ان التراث الإسلامي الشعائري يفتقر إلى مدائح تخص مريم أو ان المشاركين قد نسوا هذا الجانب الغني في الإسلام بخاصة عند المتصوّفين والمتصوّفات. لنسمع مثلاً ما قدّمه شارل بيغي (1873 – 1914) كمدخل إلى سرّ الفضيلة الثانية حيث قال ان «هناك حالات لا يكفي فيها الشفعاء والقدّيسون»، في هذا الحالة على المرء ان يتشجع، ويلجأ إلى الوحيدة التي تتمثل بها سلطة الأم. يلجأ إلى التي في منتهى الطهارة لأنها أيضاً منتهى الطيبة والعذوبة. إلى التي في منتهى النبل، لأنها أيضاً منتهى الرقة واللطف. إلى التي في منتهى الغنى والثراء، لأنها أيضاً منتهى الفقر. إلى التي في منتهى السمو، لأنها أيضاً، منتهى الحدب على آلام الناس. إلى التي في منتهى العظمة والكبر، لأنها، أيضاً منتهى التصاغر. إلى التي في ريعان الشباب لأنها أيضاً، ملء الأمومة. لقد استمر شارل بيغي على هذا المنوال في عرض صفات القدرة على الجمع بين الثنائيات المضادة ليقول ان الأم هي التي تجمع بين التضاد وهذا من أجمل ما قرأت من نصوص مريمية ومن قيم تعبّر عنها الأنثى والأم التي عرفت كيف تستسلم إلى أمر الله. ان هذه المناسبة التي أقيمت احتفالاً بالبشارة إلى الأم بالولد والتي فرح بها المسلمون كفرحة أهل المولود لا تقوم إلا ببيئة كبيئة لبنان، بيئة لا تلغي الآخر بل تسترحمه وترجوه وتصلي معه وتناشده. ففي هذه اللحظة الزمنية ليس غريباً على أبناء وبنات هذا الوطن الحزين والخائف ان يُستدعى التراث المريمي للالتفاف حول المرحمة بيننا والرحمة بنا عسى ان يعود الوطن إلى سلامه وطمأنينته كما عادت مريم بعد الرحلة حاملة الطفل بيدها. <h1>السيدة مريم العذراء في القرآن الكريم ولقاء المسيحيين والمسلمين</h1> <h4>حُسن عبود الحياة - 21/04/07//</h4> <p> <p> <table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image"> <tr> <td><img alt="" src="saida_17.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td> </tr> <tr> <td class="caption"></td> </tr> </table>ان بشارة الملاك لزكريا ولمريم، وسؤال التعجّب عند كليهما، والوقوف إلى جانب العاقر (زوجة زكريا) والعذراء (مريم) أمام الناس أو القوم الذين اتّهموهم بالسوء، ومواجهة زكريا قومه ومريم قومها وهي تحمل الطفل، كل هذا يشترك فيه النصّان الإنجيلي (إنجيل لوقا) والقرآني في ما اعتدنا على تسميته قصّة البشارة للأم وطفولة المولود المحتفى به.</p> <p>لذلك لا يستبعد ان يحتفل مسلمون ومسيحيون بعيد البشارة كما حصل لأول مرة في تاريخ لبنان، اذ احتفل الفريقان في الخامس والعشرين من آذار (مارس) في كنيسة مدرسة الجمهور التي تقع على إحدى تلال لبنان الخضر، وبمبادرة سلام لا سابقة لها عنوانها «معاً حول مريم». دخل شيوخ الإسلام بجببهم وعمائمهم وكذلك دخل آباء المسيحية بأثوابهم السوداء وقبّعاتهم السود ليحتفلوا بشخصية كتابية مسيحية مسلمة تشكل لقاء كبيراً بين المسيحية والإسلام.</p> <p>لم نرَ بين الشيوخ شيخات لكن بين الآباء الإكليروس كان هناك راهبات ذلك ان هذا الاحتفال الكبير استدعته امرأة وأم قادرة ان تجمع فوق الخلافات العقائدية واللاهوتية لتقدم السلام على كل اعتبار. ولعل الشعار الذي صممته إلسا مهنا لمريم (عليها السلام) في زرقة اللون السماوي، وانحناءة وجه مريم على شكل هلال الإسلام لتمثل ضعة الأم الحنون التي تحضن البشرية وتلفها، ما يدل على هذا الاعتراف المتبادل بالتراث المريمي بين المسيحية والإسلام. «معاً حول سيّدتنا مريم» كان شعار الاحتفال الذي نظمته رابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور للاحتفال مسيحيين ومسلمين بعيد البشارة وكأنها بشارة إلى اللبنانيين برسالة سلام، رسالة حب وتعايش وحوار وانفتاح وصفح واحترام.</p> <p>في مناسبة البشارة هذه قدّم المسيحيون والمسلمون كل بحسب تقليده الشعائري مما عنده من تعبيرات فنية وطقسية. فقدم الشيخ محمد البيلي تلاوة من سورة مريم لمقطع البشارة، وقدمت مدائح نبوية ونشيد ابتهالي في الطقس البيزنطي من قانون الأكاتستس. ومن الجانبين كانت هناك شهادات حول دور مريم في حياتهم، وتواشيح لميلاد المسيح (عليه وسلم) ومحمّد (صلى الله عليه وسلم) شارك فيها الجميع وقوفاً مردّدين «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... يا حبيب الله يا أنبياء الله». وتصدرت أغنية مريم «صلاة التعظيم» المعروفة بـ «الماغنيفيكات»، في أكثر من سياق في الكتيب الذي أعدّ لهذه المناسبة.</p> <p>وهذا الصلاة في الإنجيل بحسب لوقا، ولوقا يعدّ الأكثر حساسية للفقير والمتواضع والمرأة في مخزون الذاكرة الكتابية، يغرز في وجدان المرأة لما له من بهجة للوالدة التي تشعر بالولد في أحشائها. وقد سيق نشيد مريم في الكتب (ص 22) بتقطيع جميل حافظ في عربيته على الغنائية في ابتهاج الروح «بالقدير ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه». فالفرح بقدرة الله على قلب الموازين قد صور في «تشتت المتكبّرين بأفكار قلوبهم، وحط المقتدرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين، إشباع الجياع خيراً والأغنياء أرسالهم فارغين...».</p> <p>نجد ما يماثل هذه الغنائية للاحتفال بقدرة الله على العمل في الوضيع والفقير والمرأة نجده في القرآن الكريم في مقدّمة سورة آل عمران التي تأتي كتمهيد لقصّة طفولة مريم ونذر أمها لها للخدمة في المحراب. وهي: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير انك على كل شيء قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت وتُخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب» (آل عمران، الآيتان 26 و27).</p> <p>يلاحظ من القراءات والمدائح والأناشيد خارج النصين الإنجيلي والقرآني التركيز المسيحي على النصوص المريمية مقابل التركيز الإسلامي على النصوص التي تتصل بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والأنبياء، ولا تتصل بمريم وهي المحتفى بها، وهذا لا يدل على نظام أبوي غافل بالضرورة، بل يعود ربما إلى أمرين، إما ان التراث الإسلامي الشعائري يفتقر إلى مدائح تخص مريم أو ان المشاركين قد نسوا هذا الجانب الغني في الإسلام بخاصة عند المتصوّفين والمتصوّفات. لنسمع مثلاً ما قدّمه شارل بيغي (1873 – 1914) كمدخل إلى سرّ الفضيلة الثانية حيث قال ان «هناك حالات لا يكفي فيها الشفعاء والقدّيسون»، في هذا الحالة على المرء ان يتشجع، ويلجأ إلى الوحيدة التي تتمثل بها سلطة الأم. يلجأ إلى التي في منتهى الطهارة لأنها أيضاً منتهى الطيبة والعذوبة. إلى التي في منتهى النبل، لأنها أيضاً منتهى الرقة واللطف. إلى التي في منتهى الغنى والثراء، لأنها أيضاً منتهى الفقر. إلى التي في منتهى السمو، لأنها أيضاً، منتهى الحدب على آلام الناس. إلى التي في منتهى العظمة والكبر، لأنها، أيضاً منتهى التصاغر. إلى التي في ريعان الشباب لأنها أيضاً، ملء الأمومة.</p> <p>لقد استمر شارل بيغي على هذا المنوال في عرض صفات القدرة على الجمع بين الثنائيات المضادة ليقول ان الأم هي التي تجمع بين التضاد وهذا من أجمل ما قرأت من نصوص مريمية ومن قيم تعبّر عنها الأنثى والأم التي عرفت كيف تستسلم إلى أمر الله.</p> <p>ان هذه المناسبة التي أقيمت احتفالاً بالبشارة إلى الأم بالولد والتي فرح بها المسلمون كفرحة أهل المولود لا تقوم إلا ببيئة كبيئة لبنان، بيئة لا تلغي الآخر بل تسترحمه وترجوه وتصلي معه وتناشده. ففي هذه اللحظة الزمنية ليس غريباً على أبناء وبنات هذا الوطن الحزين والخائف ان يُستدعى التراث المريمي للالتفاف حول المرحمة بيننا والرحمة بنا عسى ان يعود الوطن إلى سلامه وطمأنينته كما عادت مريم بعد الرحلة حاملة الطفل بيدها.</p> </p> ولقاء المسيحيين والمسلمين حُسن عبود الحياة - 21/04/07// ان بشارة الملاك لزكريا ولمريم، وسؤال التعجّب عند كليهما، والوقوف إلى جانب العاقر (زوجة زكريا) والعذراء (مريم) أمام الناس أو القوم الذين اتّهموهم بالسوء، ومواجهة زكريا قومه ومريم قومها وهي تحمل الطفل، كل هذا يشترك فيه النصّان الإنجيلي (إنجيل لوقا) والقرآني في ما اعتدنا على تسميته قصّة البشارة للأم وطفولة المولود المحتفى به. لذلك لا يستبعد ان يحتفل مسلمون ومسيحيون بعيد البشارة كما حصل لأول مرة في تاريخ لبنان، اذ احتفل الفريقان في الخامس والعشرين من آذار (مارس) في كنيسة مدرسة الجمهور التي تقع على إحدى تلال لبنان الخضر، وبمبادرة سلام لا سابقة لها عنوانها «معاً حول مريم». دخل شيوخ الإسلام بجببهم وعمائمهم وكذلك دخل آباء المسيحية بأثوابهم السوداء وقبّعاتهم السود ليحتفلوا بشخصية كتابية مسيحية مسلمة تشكل لقاء كبيراً بين المسيحية والإسلام. لم نرَ بين الشيوخ شيخات لكن بين الآباء الإكليروس كان هناك راهبات ذلك ان هذا الاحتفال الكبير استدعته امرأة وأم قادرة ان تجمع فوق الخلافات العقائدية واللاهوتية لتقدم السلام على كل اعتبار. ولعل الشعار الذي صممته إلسا مهنا لمريم (عليها السلام) في زرقة اللون السماوي، وانحناءة وجه مريم على شكل هلال الإسلام لتمثل ضعة الأم الحنون التي تحضن البشرية وتلفها، ما يدل على هذا الاعتراف المتبادل بالتراث المريمي بين المسيحية والإسلام. «معاً حول سيّدتنا مريم» كان شعار الاحتفال الذي نظمته رابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور للاحتفال مسيحيين ومسلمين بعيد البشارة وكأنها بشارة إلى اللبنانيين برسالة سلام، رسالة حب وتعايش وحوار وانفتاح وصفح واحترام. في مناسبة البشارة هذه قدّم المسيحيون والمسلمون كل بحسب تقليده الشعائري مما عنده من تعبيرات فنية وطقسية. فقدم الشيخ محمد البيلي تلاوة من سورة مريم لمقطع البشارة، وقدمت مدائح نبوية ونشيد ابتهالي في الطقس البيزنطي من قانون الأكاتستس. ومن الجانبين كانت هناك شهادات حول دور مريم في حياتهم، وتواشيح لميلاد المسيح (عليه وسلم) ومحمّد (صلى الله عليه وسلم) شارك فيها الجميع وقوفاً مردّدين «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... يا حبيب الله يا أنبياء الله». وتصدرت أغنية مريم «صلاة التعظيم» المعروفة بـ «الماغنيفيكات»، في أكثر من سياق في الكتيب الذي أعدّ لهذه المناسبة. وهذا الصلاة في الإنجيل بحسب لوقا، ولوقا يعدّ الأكثر حساسية للفقير والمتواضع والمرأة في مخزون الذاكرة الكتابية، يغرز في وجدان المرأة لما له من بهجة للوالدة التي تشعر بالولد في أحشائها. وقد سيق نشيد مريم في الكتب (ص 22) بتقطيع جميل حافظ في عربيته على الغنائية في ابتهاج الروح «بالقدير ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه». فالفرح بقدرة الله على قلب الموازين قد صور في «تشتت المتكبّرين بأفكار قلوبهم، وحط المقتدرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين، إشباع الجياع خيراً والأغنياء أرسالهم فارغين...». نجد ما يماثل هذه الغنائية للاحتفال بقدرة الله على العمل في الوضيع والفقير والمرأة نجده في القرآن الكريم في مقدّمة سورة آل عمران التي تأتي كتمهيد لقصّة طفولة مريم ونذر أمها لها للخدمة في المحراب. وهي: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير انك على كل شيء قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت وتُخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب» (آل عمران، الآيتان 26 و27). يلاحظ من القراءات والمدائح والأناشيد خارج النصين الإنجيلي والقرآني التركيز المسيحي على النصوص المريمية مقابل التركيز الإسلامي على النصوص التي تتصل بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والأنبياء، ولا تتصل بمريم وهي المحتفى بها، وهذا لا يدل على نظام أبوي غافل بالضرورة، بل يعود ربما إلى أمرين، إما ان التراث الإسلامي الشعائري يفتقر إلى مدائح تخص مريم أو ان المشاركين قد نسوا هذا الجانب الغني في الإسلام بخاصة عند المتصوّفين والمتصوّفات. لنسمع مثلاً ما قدّمه شارل بيغي (1873 – 1914) كمدخل إلى سرّ الفضيلة الثانية حيث قال ان «هناك حالات لا يكفي فيها الشفعاء والقدّيسون»، في هذا الحالة على المرء ان يتشجع، ويلجأ إلى الوحيدة التي تتمثل بها سلطة الأم. يلجأ إلى التي في منتهى الطهارة لأنها أيضاً منتهى الطيبة والعذوبة. إلى التي في منتهى النبل، لأنها أيضاً منتهى الرقة واللطف. إلى التي في منتهى الغنى والثراء، لأنها أيضاً منتهى الفقر. إلى التي في منتهى السمو، لأنها أيضاً، منتهى الحدب على آلام الناس. إلى التي في منتهى العظمة والكبر، لأنها، أيضاً منتهى التصاغر. إلى التي في ريعان الشباب لأنها أيضاً، ملء الأمومة. لقد استمر شارل بيغي على هذا المنوال في عرض صفات القدرة على الجمع بين الثنائيات المضادة ليقول ان الأم هي التي تجمع بين التضاد وهذا من أجمل ما قرأت من نصوص مريمية ومن قيم تعبّر عنها الأنثى والأم التي عرفت كيف تستسلم إلى أمر الله. ان هذه المناسبة التي أقيمت احتفالاً بالبشارة إلى الأم بالولد والتي فرح بها المسلمون كفرحة أهل المولود لا تقوم إلا ببيئة كبيئة لبنان، بيئة لا تلغي الآخر بل تسترحمه وترجوه وتصلي معه وتناشده. ففي هذه اللحظة الزمنية ليس غريباً على أبناء وبنات هذا الوطن الحزين والخائف ان يُستدعى التراث المريمي للالتفاف حول المرحمة بيننا والرحمة بنا عسى ان يعود الوطن إلى سلامه وطمأنينته كما عادت مريم بعد الرحلة حاملة الطفل بيدها. <h1>السيدة مريم العذراء في القرآن الكريم ولقاء المسيحيين والمسلمين</h1> <h4>حُسن عبود الحياة - 21/04/07//</h4> <p> <p> <table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image"> <tr> <td><img alt="" src="saida_17.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td> </tr> <tr> <td class="caption"></td> </tr> </table>ان بشارة الملاك لزكريا ولمريم، وسؤال التعجّب عند كليهما، والوقوف إلى جانب العاقر (زوجة زكريا) والعذراء (مريم) أمام الناس أو القوم الذين اتّهموهم بالسوء، ومواجهة زكريا قومه ومريم قومها وهي تحمل الطفل، كل هذا يشترك فيه النصّان الإنجيلي (إنجيل لوقا) والقرآني في ما اعتدنا على تسميته قصّة البشارة للأم وطفولة المولود المحتفى به.</p> <p>لذلك لا يستبعد ان يحتفل مسلمون ومسيحيون بعيد البشارة كما حصل لأول مرة في تاريخ لبنان، اذ احتفل الفريقان في الخامس والعشرين من آذار (مارس) في كنيسة مدرسة الجمهور التي تقع على إحدى تلال لبنان الخضر، وبمبادرة سلام لا سابقة لها عنوانها «معاً حول مريم». دخل شيوخ الإسلام بجببهم وعمائمهم وكذلك دخل آباء المسيحية بأثوابهم السوداء وقبّعاتهم السود ليحتفلوا بشخصية كتابية مسيحية مسلمة تشكل لقاء كبيراً بين المسيحية والإسلام.</p> <p>لم نرَ بين الشيوخ شيخات لكن بين الآباء الإكليروس كان هناك راهبات ذلك ان هذا الاحتفال الكبير استدعته امرأة وأم قادرة ان تجمع فوق الخلافات العقائدية واللاهوتية لتقدم السلام على كل اعتبار. ولعل الشعار الذي صممته إلسا مهنا لمريم (عليها السلام) في زرقة اللون السماوي، وانحناءة وجه مريم على شكل هلال الإسلام لتمثل ضعة الأم الحنون التي تحضن البشرية وتلفها، ما يدل على هذا الاعتراف المتبادل بالتراث المريمي بين المسيحية والإسلام. «معاً حول سيّدتنا مريم» كان شعار الاحتفال الذي نظمته رابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور للاحتفال مسيحيين ومسلمين بعيد البشارة وكأنها بشارة إلى اللبنانيين برسالة سلام، رسالة حب وتعايش وحوار وانفتاح وصفح واحترام.</p> <p>في مناسبة البشارة هذه قدّم المسيحيون والمسلمون كل بحسب تقليده الشعائري مما عنده من تعبيرات فنية وطقسية. فقدم الشيخ محمد البيلي تلاوة من سورة مريم لمقطع البشارة، وقدمت مدائح نبوية ونشيد ابتهالي في الطقس البيزنطي من قانون الأكاتستس. ومن الجانبين كانت هناك شهادات حول دور مريم في حياتهم، وتواشيح لميلاد المسيح (عليه وسلم) ومحمّد (صلى الله عليه وسلم) شارك فيها الجميع وقوفاً مردّدين «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله... يا حبيب الله يا أنبياء الله». وتصدرت أغنية مريم «صلاة التعظيم» المعروفة بـ «الماغنيفيكات»، في أكثر من سياق في الكتيب الذي أعدّ لهذه المناسبة.</p> <p>وهذا الصلاة في الإنجيل بحسب لوقا، ولوقا يعدّ الأكثر حساسية للفقير والمتواضع والمرأة في مخزون الذاكرة الكتابية، يغرز في وجدان المرأة لما له من بهجة للوالدة التي تشعر بالولد في أحشائها. وقد سيق نشيد مريم في الكتب (ص 22) بتقطيع جميل حافظ في عربيته على الغنائية في ابتهاج الروح «بالقدير ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه». فالفرح بقدرة الله على قلب الموازين قد صور في «تشتت المتكبّرين بأفكار قلوبهم، وحط المقتدرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين، إشباع الجياع خيراً والأغنياء أرسالهم فارغين...».</p> <p>نجد ما يماثل هذه الغنائية للاحتفال بقدرة الله على العمل في الوضيع والفقير والمرأة نجده في القرآن الكريم في مقدّمة سورة آل عمران التي تأتي كتمهيد لقصّة طفولة مريم ونذر أمها لها للخدمة في المحراب. وهي: «قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير انك على كل شيء قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت وتُخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب» (آل عمران، الآيتان 26 و27).</p> <p>يلاحظ من القراءات والمدائح والأناشيد خارج النصين الإنجيلي والقرآني التركيز المسيحي على النصوص المريمية مقابل التركيز الإسلامي على النصوص التي تتصل بالرسول (صلى الله عليه وسلم) والأنبياء، ولا تتصل بمريم وهي المحتفى بها، وهذا لا يدل على نظام أبوي غافل بالضرورة، بل يعود ربما إلى أمرين، إما ان التراث الإسلامي الشعائري يفتقر إلى مدائح تخص مريم أو ان المشاركين قد نسوا هذا الجانب الغني في الإسلام بخاصة عند المتصوّفين والمتصوّفات. لنسمع مثلاً ما قدّمه شارل بيغي (1873 – 1914) كمدخل إلى سرّ الفضيلة الثانية حيث قال ان «هناك حالات لا يكفي فيها الشفعاء والقدّيسون»، في هذا الحالة على المرء ان يتشجع، ويلجأ إلى الوحيدة التي تتمثل بها سلطة الأم. يلجأ إلى التي في منتهى الطهارة لأنها أيضاً منتهى الطيبة والعذوبة. إلى التي في منتهى النبل، لأنها أيضاً منتهى الرقة واللطف. إلى التي في منتهى الغنى والثراء، لأنها أيضاً منتهى الفقر. إلى التي في منتهى السمو، لأنها أيضاً، منتهى الحدب على آلام الناس. إلى التي في منتهى العظمة والكبر، لأنها، أيضاً منتهى التصاغر. إلى التي في ريعان الشباب لأنها أيضاً، ملء الأمومة.</p> <p>لقد استمر شارل بيغي على هذا المنوال في عرض صفات القدرة على الجمع بين الثنائيات المضادة ليقول ان الأم هي التي تجمع بين التضاد وهذا من أجمل ما قرأت من نصوص مريمية ومن قيم تعبّر عنها الأنثى والأم التي عرفت كيف تستسلم إلى أمر الله.</p> <p>ان هذه المناسبة التي أقيمت احتفالاً بالبشارة إلى الأم بالولد والتي فرح بها المسلمون كفرحة أهل المولود لا تقوم إلا ببيئة كبيئة لبنان، بيئة لا تلغي الآخر بل تسترحمه وترجوه وتصلي معه وتناشده. ففي هذه اللحظة الزمنية ليس غريباً على أبناء وبنات هذا الوطن الحزين والخائف ان يُستدعى التراث المريمي للالتفاف حول المرحمة بيننا والرحمة بنا عسى ان يعود الوطن إلى سلامه وطمأنينته كما عادت مريم بعد الرحلة حاملة الطفل بيدها.</p> </p>
  21. فضلات الطعام تؤمن عملاً لأكثر من 6 ملايين «جائع» في العالم ... بيوغرافيا الجوع أو «مأساة» الشبع الخفية الحياة - 12/04/07// «غياب الجوع مأساة لم يقاربها أحد... وحالة «اللا - جوع» لا تثير الفضول، ولم يصب بها أحد باستثناء سكان فانواتو (أرخبيل في أوقيانيا)...». «ليس من الصعب تحديد مكان مغاير لفانواتو، كل الأماكن الأخرى لا تشبهها. والقاسم المشـــترك بيــن الشعوب هو أنهم عرفوا الجوع في مراحل من تاريخهم». ولعل بــطلة المـــعدة الخاوية، هـــي الصين. ماضـــيها توالٍ لا ينقطع لكوارث غذائية خلّفت أكواماً من الموتى. وأول سؤال يطرحه صيني على آخر هو: هل أكلتَ؟». «فهل توجد حضارة أكثر سطوعاً وأكثر عبقرية؟ الصينيون اخترعوا كل شيء، فكروا في كل شيء، أدركوا كل شيء، وخاضوا في كل شيء. أن تدرس الصين، هو أن تدرس الذكاء. وليس المقصود هنا جعل منزلات بين الشعوب، بل على العكس، البرهان على أن الجوع هو هويتهم العليا. وبالجوع أقصد ذلك الافتقار المرعب للكائن بكلّيته، ذلك الخواء القارص، ذلك الصبْوَ ليس إلى طوباوية الامتلاء بل إلى الحقيقة البسيطة: هنالك حيث لا شيء، أتضرّع أن يكون شيء ما». «الجوع هو المرام. هو رغبة تفوق كل الرغبات. هو ليس إرادة، فهي قوة. وهو ليس ضعفاً، لأنه لا يعرف الكلل. والجائع هو شخص يبحث ويسعى. أولئك الذين يولدون شباعاً – وهم كثر – لن يعرفوا أبداً تلك الحسرة الدائمة، ذلك الانتظار المشحون، تلك الحمى، ذلك البؤس اليقظان ليلاً نهاراً». مقاطع من كتاب «بيوغرافيا الجوع»، للكاتبة البلجيكية أميلي نوتومب، تستعيد فيه طفولتها في بلدان مختلفة، قادتها إليها وظيفة والدها الديبلوماسي. وفي قلب الرواية، يكمن الجوع. وسرّ الجوع، أكان شرهاً أم سعادة أو مأساة أم حسرة، يكمن في البحث الدائم عن إنجاز صعب المنال، يشرح تاريخ الشعوب كما الأفراد. ويرد في الكتاب ايضاً: «التغذية المفرطة في الغرب تعجز عن تحقيق حالة «اللا – جوع»، ويكفي أن تخرج إلى الشارع لترى الناس يموتون جوعاً. ولكسب خبزنا علينا أن نعمل. والشهية، عندنا، دائمة...». نعم، أميلي، علينا أن نعمل لنكسب قوتنا اليومي، حتى في الفضلات التي نخلّفها، تلك النفايات التي تؤمّن عملاً للجياع بخاصة، علماً أن فضلات الطعام وحدها تبلغ نحو 22 ألف طن سنوياً في الولايات المتحدة. ولا يستفيد منها الجياع. فتقارير منظمة العمل العالمية واليونيسف ومنظمات غير حكومية من بلدان مختلفة، تقدّر عدد العاملين في لمّ النفايات بنحو 1.6 ملايين في البلدان النامية، وأكثر من 6 ملايين في البلدان ذات الدخل الفردي المتدني. وهؤلاء ليسوا «زبالين» رسميين، إنما من عامة الشعب الفقير. ونسبة النساء من العاملين في اللمّ والتجميع مرتفعة، بين 38 في المئة في فنوم بنه (عاصمة كمبوديا) و60 في المئة في هانوي (عاصمة فييتنام)، وأما الأطفال، من 4 سنوات إلى 18 سنة، فيشكلون نصف عمال لمّ النفايات (غير المرخّصين) في العالم. وكلهم معرّضون لأخطار صحية محدقة، 65 في المئة في بانكوك و97 في المئة في أوليندا. اللمّامون في البرازيل مصابون بأمراض طفيلية، إضافة الى المصابين بأمراض الرئة والتسمم بالرصاص، وغير ذلك. وفقر هؤلاء لا ييسّر لهم شراء معدات وقائية، علماً أن دخلهم يترواح بين 30 دولار و100 دولار شهرياً. مأزق حضاري: غياب الجوع مأساة... وحضوره أيضا
  22. التحفظ على تركيب جهاز تلفزيون في لوحة القياس العائق المتبقي لتحول سيارة الغد إلى صالون متجول التحكم الهيدروليكي بالمقود سيندثر.. وتكثف بخار الماء على الزجاج سيزول لندن ـ برلين: «الشرق الأوسط» تطوير سيارة الغد الى الأفضل والأسهل قيادة والأكثر سلامة، لا يزال الشغل الشاغل لدوائر الابحاث ومصممي السيارات في الشركات العالمية الكبرى. ويبدو أن أحدث تطورين تكنولوجيين سيكونان: الاستغناء عن المقود العامل بالنظام الهيدروليكي، والتخلص نهائيا من مشكلة تكثف بخار الماء على الزجاج الامامي للسيارة، الذي يحجب الرؤية الواضحة للسائق. أما التقنية التي لا تزال تنتظر قرارا قضائيا بالموافقة عليها، فهي مطلب تركيب جهاز تلفزيوني في لوحة القياس للسيارة تمكن السائق من «تقطيع الوقت» في رحلاته الطويلة. على صعيد المقود، ينتظر أن تحل نظم التحكم الكهربائي بالمقود محل الانظمة الهيدروليكية في كثير من السيارات الجديدة. ويعتبر العديد من شركات تصنيع مكونات السيارات، ان هذه النظم مرشحة لمستقبل زاهر سوف يجعل السائق يتندم على الايام التي امضاها في قيادة سيارة يعمل مقودها بالنظام الهيدروليكي. وتوقعت شركة «تي. آر. دبليو» لتصنيع مكونات السيارات، ومقرها الولايات المتحدة، أن يصبح نصف السيارات المصنعة في جميع أنحاء العالم مزودا بشكل من أشكال المساعدة الكهربائية في نظم القيادة بحلول عام 2010. وقد بدأت فعلا شركات صناعة السيارات في التحول إلى هذه التكنولوجيا منذ العقد الماضي، على اعتبارها أخف وأسهل في التركيب وأكثر وفرا للوقود، مقارنة بنظام القيادة الهيدروليكي، الذي يستخدم مضخة تدير المحرك حتى وإن كانت السيارة تتحرك بالفعل. ويقول مايكل باول، كبير المسؤولين الفنيين في شركة «زد. إف. فريدريكسهافن» الالمانية لتصنيع أجزاء السيارات ـ ولائحة زبائنها تضم شركات عملاقة مثل فولكسفاغن، وبي. إم. دبليو ـ انه يتوقع نموا قويا للنظام الجديد، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا. ويستخدم نظام التحكم الكهربائي في المقود، محركا كهربائيا لمساعدة سائق السيارة في المنعطفات، عن طريق مجسات ترصد تحريك السائق لعجلة القيادة. ويقترب سعر هذا النظام من سعر الانظمة القديمة. ولبيان المزايا البيئية والاقتصادية لهذا النظام، تقدر الشركة الالمانية أن عدد الوحدات التي أنتجتها منذ عام 2003، وهي أربعة ملايين وحدة، وفرت 130 مليون غالون (490 مليون لتر) من الوقود. ولتأكيد هذا الاتجاه، بدأت شركة «كويو سيكو»، أكبر مورد لمكونات السيارات لشركة تويوتا ـ وهي الشركة الرائدة في هذه التكنولوجيا ـ في إنتاج وحدات للتحكم الكهربائي في المقود في مصنعها الجديد بمدينة بلزن بجمهورية التشيك عام 2005. أما مشكلة تكثف بخار الماء على الزجاج الامامي للسيارات ـ خصوصا في البلدان الباردة ـ فإن عددا من العلماء العاملين على تطوير تقنيات السيارة، يجزمون بأن هذه المشكلة ستختفي في القريب العاجل وتحديدا عقب توصلهم الى ابتكار طبقة عازلة تضمن رؤية أفضل في سيارات الغد. وهذه التقنية تعتمد على تكنولوجيا الجزيئات متناهية الصغر لتسخين السطح الكامل للزجاج الامامي من دون أسلاك تحجب الرؤية عن السائق. ففي صباح أيام الشتاء، خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة الاميركية، غالبا ما تعيق الرطوبة التي تتكثف على سطح الزجاج الامامي للسيارة، رؤية السائق. وفي درجات حرارة معينة، المعروفة بـ «نقطة الندى»، تتكثف الرطوبة الموجودة في الجو وتشكل طبقة على السطح الاكثر برودة. وقد ذكرت وكالة الانباء الالمانية، أن فريقا من العلماء في مجموعة «فراونهوفر تكنولوجي دفيلوبمنت» بشتوتغارت، يعمل حاليا على نظام توصيل كهربائي يحول دون تكثف بخار الماء على الزجاج الامامي للسيارة على مدى عام أو عامين. وتعتمد هذه التقنية على تسخين الزجاج الامامي بطبقة طلاء كربونية شفافة، أو على نحو أدق بأنابيب كربونية متناهية الصغر، بدلا من وسائل التسخين عالية التكلفة التي تعتمد على عناصر النحاس. وعندما تتصل الطبقة العازلة بمصدر كهربائي، فإنها تتحول إلى سخان كبير يغطي زجاج السيارة بالكامل. وعادة ما تتوقف أنظمة التسخين التقليدية عن العمل في حالة تلف الزجاج الامامي، إثر إصابته بحجر على سبيل المثال. أما التقنية الجديدة، فإنها تستمر في تسخين الزجاج حتى في حالة تعرضه للكسر. ولا تمثل العيوب الطفيفة في الطبقة العازلة مشكلة بالنسبة للتقنية الجديدة بسبب تدفق التيار فوق السطح بأكمله. ومن المميزات الاخرى للموصل «السطحي»، التساوي في توزيع الحرارة، حيث يتم تسخين كل أجزاء الزجاج الامامي بشكل متساوٍ من دون تسرب الحرارة إلى الخارج. ولا تخزن أنابيب الكربون متناهية الصغر أي حرارة. يقول إيفيتشا كولاريك، المسؤول عن المشروع «إن الطبقة العازلة تحول الكهرباء إلى حرارة بشكل شبه كامل وتنقلها إلى الزجاج الامامي». ويصبح الزجاج الامامي واضحا وصافيا في وقت قصير للغاية، ويستهلك ذلك كمية ضئيلة للغاية من الوقود. أما «العقدة» التي يحول القانون والتعقيدات التقنية، حتى الآن، دون تحقيقها، فهي رغبة العديد من السائقين في تركيب جهاز تلفزيوني في سياراتهم. وكانت دراسة أجرتها مجموعة «ماريتز» للبحوث، قد وجدت أن واحدا من بين كل خمسة من سائقي السيارات في بريطانيا وألمانيا، يرغب في تركيب جهاز تلفزيون في سيارته لمساعدته على تقطيع الساعات الطويلة التي يمضيها على الطريق والوقت الذي يضيعه في زحام المرور. لكن تحقيق هذا الطلب دونه حدود قانونية وقيود تقنية في نفس الوقت. شركة «بلاوبونكت» لانتاج أجهزة الوسائط المتعددة للسيارات، تؤكد ان مبيعات أجهزة التلفزيون الخاصة بالسيارات لا تزال محدودة للغاية بالمقارنة مع أجهزة الراديو والاستريو، لكن الاهتمام بها كبير كما ظهر من المعارض الاخيرة للسيارات. وقد حظي نظام «دي. في. بي ـ تي»، بأفضل استقبال تحظى به أجهزة التلفزيون المخصصة للسيارات. ويرمز اسم هذا النظام إلى عبارة الفيديو الرقمي لاستقبال البث الارضي. فلكي تتلقى الارسال التلفزيوني، لا بد من توفر جهاز استقبال مزود بإريال أما نظام بلاوبونكت، فهو جهاز لتوفيق موجات التلفزيون «آي. في. تي. في50». ويمكن نقل البيانات عن طريق معظم أجهزة المشاهدة مع تلك الموضوعة في سقف السيارة أو في نظام الترفيه بالمقعد الخلفي، وهو الاكثر شيوعا. ومن حيث المبدأ، فإن جهاز المشاهدة في لوحة القياس أمام سائق السيارة، مناسب لاستقبال موجات التلفزيون. وفيما يثبت نظام «بلاوبونكت» في السيارة، فإن صناعا آخرين يقدمون حلولا أكثر مرونة، فعلى سبيل المثال تقدم شركة تيراتيك، ومقرها بلدة نيتيلتال في غرب ألمانيا، نظام عصا «يو. إس. بي». وتتم تهيئة العصا ببساطة مع تجويف جهاز الكومبيوتر المحمول، وتتصل بلاقطين «إيريال» قصيرين يمكن تثبيتهما بنافذة السيارة مع شرائح الاستقبال. والمشكلة الوحيدة في نظام «دي. في. بي ـ تي»، هو أنه ليس متاحا حاليا في كل المناطق. أما بالنسبة لنظام الكومبيوتر المحمول، فعيبه الوحيد هو السلامة. فخلال حالات الطوارئ التي يضطر فيها السائق لضغط المكابح بقوة، فإن الجهاز يمكن أن يقذف داخل السيارة. ويقول المتحدث باسم المنظمة الالمانية للسيارات، إن كل الانظمة تمثل مخاطرة في أن السائق قد يشعر بالإغراء لتشغيلها أثناء القيادة «وسيكون هذا ببساطة جنونا». وحذر من أنه «غير مسموح للسائق مشاهدة التلفزيون خلال القيادة»، مشيرا إلى العواقب القانونية القاسية إذا تم ضبط السائق.
  23. «حوار الشرق والغرب» وأثر الرشدية اللاتينية في إيطاليا وأوروبا عبد العزيز موافي الحياة - 28/04/07// عن دار «مصر المحروسة» صدر كتاب (حوار الشرق والغرب... الرشدية اللاتينية في إيطاليا)، للدكتور عصام عبد الله. وعلى رغم الحجم المحدود للكتاب إلا أنه شديد الأهمية، إذ يسلط الضوء على فترة زمنية في تاريخ أوروبا، تشبه - في مظاهرها - تلك التي نعيشها الآن. وإذا كان التخلف يمثل مأزقاً تاريخياً، فإن الخروج منه يمثل - في المقابل - ضرورة وجود، تستلزم استيعاب تجارب الآخرين في مواجهة الإشكاليات القائمة. وبداية، يشير المؤلف إلى أن هذا الكتاب ليس استجابة لحدث أو أحداث طارئة، وإنما هو استجابة لهم مزمن ومقيم، يتعلق بعلاقتنا بالغرب، أو - بالأحرى - بالآخر هو الذي يقابل الذات ويعارضها، بقدر ما هو قائم فيها. وإذا كانت الذات في بعد دائم عن نفسها حتى تستطيع أن تفهم ذاتها، فإن الآخر ليس إلا هذا الابتعاد. وبالتالي، فإن للآخر وظيفة معرفية ذات بعد تاريخي واجتماعي، تتمثل في أن فهم الآخر هو مقدمة ضرورية لإعادة فهم الذات من خلاله. وكأن الكتاب حين يصنع الذات والآخر داخل هذا الإطار المعرفي، يتبع - بتصرف - مقولة ابن رشد: «الحق لا يضاد الحق، بل يوافقه ويشهد له». فالآخر - حتى في تضاده مع الذات - هو سبب وجود تلك الذات، بل ويمثل البرهان العملي على تحققها. لذا، فإن المؤلف - من خلال هذا الكتاب - يسعى إلى البحث عن بعض الأسئلة التي أسقطت عمداً، وربما بفعل فاعل، عن جدلية العلاقة التاريخية بالغرب، وأهمها: كيف استطاع الخطاب الرشدي - بمضامينه الإنسانية والعالمية - التسرب والتغلغل في التحصينات الأوروبية للقرون الوسطى، التي سممتها أجواء الحروب الصليبية، والعداء الشديد لكل ما هو عربي وإسلامي. وبالتالي، فإن المؤلف يستدعي - ضمنياً - السؤال غير المطروح: كيف قبل الغرب أفكار ابن رشد للخروج من إشكالياته التاريخية، في الوقت الذي تجاهلنا تلك الأفكار، بل ورفضناها؟ إن الكتاب يناقش أثر أفكار ابن رشد على أوروبا عامة، وفي إيطاليا على وجه الخصوص، وكيف كانت تلك الآراء بمثابة قوة دفع هائلة في تخطي الغرب لعصوره المظلمة، دخولاً إلى عصر النهضة، ووصولاً إلى العصر الحداثي. لذلك، فإن ما هو مسكوت عنه يظل حاضراً بين ثنايا الكتاب، من خلال إشارة خفية إلى أهمية إعادة إنتاج آراء ابن رشد داخل بيئتها الأصلية، خصوصاً أنها تتميز بقدر من المرونة التي تجعلها قابلة للتطبيق في عصورنا المظلمة الراهنة، خصوصاً مبدأ «ثنائية الحقيقة». فاستطاعت أوروبا أن توجد نوعاً من التطبيع بين المتناقضات: بين الفلسفة من ناحية، والدين من ناحية أخرى، وبالتالي قدمت فرصة تاريخية لكل من العلم واللاهوت لكي يتعايشا معاً. لقد رافقت الرشدية اللاتينية - إذن - عصر النهضة الأوروبية، وشكلت أهم روافده الأساسية منذ القرن الخامس عشر، حيث بدأت إيطاليا الدخول في هذا العصر، وكانت «بادوا» هي معقل الرشدية اللاتينية في هذا القرن والذي يليه، كما كانت جامعتها قائدة لثورة التنوير في أوروبا كلها، كما يؤكد ذلك ارنست رينان. ولقد كانت إيطاليا - في ذلك الوقت - تموج بثلاثة تيارات رئيسية: الحركة الإنسانية، والفلسفة الأفلاطونية، والفلسفة الأرسطية التي سيحمل لواءها ويطورها الرشديون في «بادوا» تحديداً. ويشير المؤلف إلى أن ما يجمع بين هذه التيارات الثلاثة، على ما بينها من اختلافات، هو إيمانها الشديد بـ «الفردية»، في مقابل جماعية القرون الوسطى. وانطلقت الفلسفة الأرسطية من التقليد التعليمي للجامعات في القرون الوسطى، وتركيزه الأساسي على المنطق والمنهج والفلسفة الطبيعية والميتافيزيقا. وكان هذا التقليد ظهر في إيطاليا منذ أواخر القرن الثالث عشر مع جان دي جاندون والرشديين اللاتينيين. واعتبر الأرسطيون في الجامعات الإيطالية – في شكل عام - أن ابن رشد هو «الدليل الهادي» و «المفسر الأوحد» لأرسطو. وفي نهاية القرن الخامس عشر صارت الرشدية دارجة لدى الطبقة الراقية في البندقية، وأصبح من دواعي التباهي، والافتخار للمثقفين أن يتمسحوا بها. وفي هذا التوقيت كان ابن رشد هو نجم الحياة الفكرية والعقلية في بادوا، حيث كان هو الفيلسوف الأكثر تقديراً، إذ اعتبرت آراؤه وكأنها نوع من «الوحي الإلهي»، كما كان الأكثر شهرة بسبب موقفه من «وحدة العقل». وتمثلت رشدية بادوا - آنذاك - في مفاهيمها المفارقة عن القضاء والقدر، والطبيعة الإنسانية التي قللت من قدر كل ما هو شخصي وفردي، بتأكيدها على الخلود الجماعي. وحدث نوع من التحول في الأفكار الرشدية السائدة، حين ظهرت سمات جديدة ومغايرة لخصائصها، حيث أصبحت الرشدية التقليدية تعني - فقط - رؤية بدائية للمعرفة، وإن ظلت مستقلة عن الحل اللاهوتي في الوقت نفسه. وعلى حين كانت «الطبيعة» و «العالم» في السابق هما محور اهتمام معظم الرشديين، أصبحت «النفس» - في مرحلة لاحقة - بؤرة الاهتمام الذي أيقظ الجدل في إيطاليا كلها في نهاية القرن الخامس عشر. كانت هناك تفرقة جذرية أقامها ابن رشد بين الفلسفة والدين، فكل منهما يشكل طريقاً إلى الحقيقة مبايناً للآخر، وأن الفلسفة في مرتبة متميزة عنده، حيث كان من الممكن شرح ذلك من خلال مشكلة «النفس» وخلودها، وهي من أعوص المشاكل الفلسفية، كما يتبين من كتاب «تهافت التهافت». وأشار ابن رشد في هذا الكتاب إلى أن «الكلام في أمر النفس غامض جداً»، حيث كان يدرك أن نظرية العقل الأرسطية تتعارض مع العقائد السماوية، وإنها تهدد مشكلة الحياة الأخرى أو البعث. إن مشكلة العقل، والتفرقة بين الروح والمادة، وخلود النفس، هي مسائل متشابكة حرص ابن رشد على الفصل في ما بينها، ثم حلها. ولذا، فإنه عارض التأويل المادي الذي ابتدعه «الاسكندر الأفروديسي» أحد شراح أرسطو. لقد رأى أرسطو أن العقل العام غير قابل للفساد، وأنه قابل للانفصال عن البدن، وأما العقل الفـردي فهالك ينتهي مع البدن ويفنى بفنائه، وهكذا، أدرك ابن رشد هذا الرأي، فالعقل الفعال وحده هو الخالد، وهذا العقل ليس سوى عقل البشرية العام، فالإنسانية - وحدها - هي الخالدة. وتابع الراشديون رأي المعلم الأول وشارحه الأكبر، فرأوا أن المعرفة ليست وظيفة شخصية على الإطلاق، لكنها الحقيقة التي تعرف ذاتها مرة في هذا الإنسان وأخرى في إنسان آخر. على أن الرشديين استطاعوا أن يجدوا حلاً لتلك الإشكالية، من خلال تبني نظرية «الحقيقة المزدوجة»، أي القول بوجود حقيقتين: فلسفية ودينية، وهي الحيلة المثلى التي اتبعها معظم المفكرين الأحرار، حتى عصر التنوير في القرن الثامن عشر وما بعده. وهكذا، استقر المبدأ الذي رفضته الكنيسة من قبل، حيث كانت تتبنى نظرية الحقيقة الواحدة في القرون الوسطى، لأن العقل والإيمان - طبقاً لتلك النظرية - لا يتعارضان أبداً. ويشير المؤلف إلى أن إيمان الرشديين بنظرية الحقيقة المزدوجة كان حيلة توفيقية، تحايلوا - عبرها - للإفلات من قبضة محاكم التفتيش. وذلك، أصبح الرشديون اللاتينيون هم أصحاب الفكر القويم من وجهة نظر الكنيسة، في مواجهة الفكر المنحرف لاتباع الاسكندر الأفروديسي، بل إن من الرشديين خرج منظرو الكنيسة والآباء البطاركة. ونتيجة لذلك، أصبح اسم ابن رشد يعلو فوق أسماء المفكرين الآخرين في إيطاليا عصر النهضة، ولم يعد الانتساب إلى فكر «الشارح الأكبر» مجرد وسيلة للتباهي، بل أصبح هدفاً لنيل رضاء الكنيسة. وبذلك، فإن قبول الكنيسة لآراء ابن رشد، إنما كان يعني اعترافاً ضمنياً بالتفرقة بين النظامين: الفلسفي والديني وهو أبرز المبادئ الرشدية، والذي أدى - لاحقاً - إلى ظهور الحداثة الغربية. ويشير المؤلف إلى أن كثيراً من الرشديين قد تخلوا عن نظرية «وحدة العقل» والقول بـ «الخلود الجماعي» في عصر النهضة، ليس لأسباب دينية وإنما لدوافع إنسانية وفردية وشخصية، تتعلق بطبيعة هذا العصر. ومن ثم، لجأوا إلى كتاب «تهافت التهافت» لابن رشد، الذي قال فيه بنوع الخلود الفردي، حتى لا يصدم العامة في معتقداتهم، ويحرج مركز الفلسفة أمام خصومها. لقد كان تراجع الرشديين «تراجعاً تكتيكياً»، باعتباره الرأي الأصوب المتوافق مع روح عصر النهضة، ما يؤكد مرونة الأفكار الرشدية وقابليتها للتكيف مع المتغيرات السوسيو تاريخية. وهكذا، صارت مبادئ ابن رشد - ابن عصر النهضة - بمثابة النصير للكنيسة، في مواجهة العدد الجديد المتمثل في الفكرة الإلحادية، بعد أن كانت تلك المبادئ يوماً عدواً لنفس الكنيسة. ومع نهاية القرن السادس عشر لم تعد الرشدية اللاتينية تمثل مذهباً، وإنما منهجاً يقوم على أهم مبدأ من مبادئ ابن رشد، وهو التفرقة بين الفلسفة والدين. وبذلك، لم يعد تدريس أرسطو من خلال شروح ابن رشد محل معارضة من رجال الدين، حيث أصبح هو صمام الأمان للعقيدة المسيحية الكاثوليكية. وخلاصة الأمر أن الرشديين في عصر النهضة الأوروبية في إيطاليا ظلوا أوفياء لمبدأ أو أكثر من مبادئ ابن رشد، وأهمها جميعاً الفصل بين الفلسفة والدين، أو استقلال الفلسفة عن اللاهوت. ومن دون هذا البعد لا يمكن فهم حقيقة الدور الذي لعبته الرشدية في التاريخ الحديث، وكيف كانت نقطة التحول الفاصلة في الفكر الأوروبي، دافعة إياه باتجاه العصر الحديث. * كاتب مصري
  24. جلسة تاريخية لمجلس الامن: التغيرات المناخية تهديد جماعي نيويورك الحياة - 18/04/07// ترأست امس وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت جلسة تاريخية لمجلس الأمن تناولت للمرة الأولى مسألة التغييرات المناخية بصفتها تشكل تهديداً للأمن الدولي الجماعي، وذلك وسط انقسام في آراء الدول النامية التي عارض بعضها طرح الظاهرة البيئية في مجلس الأمن من زاوية الخطر على الأمن العالمي. وترأس بريطانيا مجلس الأمن لهذا الشهر، ما وفر لها الفرصة لطرح مبادرتها في هذا الجهاز المكلف تقليدياً بمعالجة المسائل السياسية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين. وحمل النقاش العلني عنوان «الطاقة والأمن والمناخ» وصيغة مسودة بيان رئاسي تود بريطانيا ان يصدره المجلس في ختام المناقشة التي تشارك فيه أكثر من 50 دولة. وخاطب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون المجلس قائلاً إن «مسائل الطاقة والتغيير المناخي يمكن لها أن تترك أثراً على السلام والأمن» الدوليين، معبراً عن قناعته بأن كل الدول تعترف بان هذا الموضوع يتطلب رداً بعيد المدى يتماشى مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال سفير قطر ناصر النصر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن: «في رأينا، ان القصور في معالجة تغيير المناخ مرده الى الفصل بين موضوع التنمية وموضوع تغيير المناخ». مؤكداً ان «موضوع المناخ هو بالضرورة موضوع تنمية». وتطرق النصر الى الورقة البريطانية المطروحة قائلاً انها «تعالج الأعراض أو العواقب بدلاً عن العلة». وتحدت الوزيرة البريطانية المواقف النقد لمبادرتها. وقالت إن جلسة مجلس الأمن هي لتسجيل اعتراف العالم بأن مسألة التغيير المناخي تهدد «الأمن»، أيضاً وليس فقط الاقتصاد والتنمية والبيئة. وأضافت أن الهدف منها بدء بناء «مفهوم مشترك للعلاقة بين الطاقة والمناخ والأمن. <h1>جلسة تاريخية لمجلس الامن: التغيرات المناخية تهديد جماعي</h1> <h4>نيويورك الحياة - 18/04/07//</h4> <p> <p>ترأست امس وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت جلسة تاريخية لمجلس الأمن تناولت للمرة الأولى مسألة التغييرات المناخية بصفتها تشكل تهديداً للأمن الدولي الجماعي، وذلك وسط انقسام في آراء الدول النامية التي عارض بعضها طرح الظاهرة البيئية في مجلس الأمن من زاوية الخطر على الأمن العالمي.</p> <p>وترأس بريطانيا مجلس الأمن لهذا الشهر، ما وفر لها الفرصة لطرح مبادرتها في هذا الجهاز المكلف تقليدياً بمعالجة المسائل السياسية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.</p> <p>وحمل النقاش العلني عنوان «الطاقة والأمن والمناخ» وصيغة مسودة بيان رئاسي تود بريطانيا ان يصدره المجلس في ختام المناقشة التي تشارك فيه أكثر من 50 دولة.</p> <p>وخاطب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون المجلس قائلاً إن «مسائل الطاقة والتغيير المناخي يمكن لها أن تترك أثراً على السلام والأمن» الدوليين، معبراً عن قناعته بأن كل الدول تعترف بان هذا الموضوع يتطلب رداً بعيد المدى يتماشى مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.</p> <p>وقال سفير قطر ناصر النصر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن: «في رأينا، ان القصور في معالجة تغيير المناخ مرده الى الفصل بين موضوع التنمية وموضوع تغيير المناخ». مؤكداً ان «موضوع المناخ هو بالضرورة موضوع تنمية». وتطرق النصر الى الورقة البريطانية المطروحة قائلاً انها «تعالج الأعراض أو العواقب بدلاً عن العلة».</p> <p>وتحدت الوزيرة البريطانية المواقف النقد لمبادرتها. وقالت إن جلسة مجلس الأمن هي لتسجيل اعتراف العالم بأن مسألة التغيير المناخي تهدد «الأمن»، أيضاً وليس فقط الاقتصاد والتنمية والبيئة. وأضافت أن الهدف منها بدء بناء «مفهوم مشترك للعلاقة بين الطاقة والمناخ والأمن.</p> </p>
×
×
  • Create New...