abusadiq Posted July 20, 2007 Report Posted July 20, 2007 هل عكس «فن الاستشراق» فعلا نواحي الحياة الشرقية؟ هل عكس «فن الاستشراق» فعلا نواحي الحياة الشرقية؟ لوحة للفرنسي يوجين دي لاكروا في صالون حلاقة مغربي لندن: سونيا الكساندريان كما يحدث في بداية كل مزاد يقوم أصحاب المجاميع الخاصة بزيارة الصالات لتفحص ما هو معروض والتأكد من ان البيانات التي تقدمها دور المزاد، حيث تحمل كل لوحة من اللوحات المعروضة اسم مدرسة الفن التي ينتمي اليه الرسام الذي نفذ اللوحة، مثل المدرسة الهولندية، او ان اللوحة نفسها تشير الى جنسية الرسام وتاريخ ميلاده ووفاته. الجامع للأعمال الفنية، خصوصا هذه الأيام، لا ينتمي بالضرورة الى جيل المقتنين المهتمين بالجانب الجمالي للعمل الفني، كما كان الحال بالنسبة لارستقراطية القرون الماضية، فهو مستثمر اولا وأخيرا، حتى ولو كان عنده بعض الاهتمام بالنواحي الفنية الأخرى. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية اليومية قال مخرج الأفلام الأميركي دنيس هوبر انه خسر الملايين لعدم احتفاظه بلوحة اشتراها ببضع مئات من الدولارات في الستينات من القرن الماضي. واحتفظت زوجته باللوحة بعد انفصالهما، وباعتها بأضعاف ثمنها الأصلي، لكن المشتري الجديد احتفظ بها وباعها هو الآخر بأضعاف أخرى. لكن اللوحة بيعت أخيرا بعدة ملايين. ويرى هوبر خسارته بما لم يجنه من الملايين بسبب عدم احتفاظه باللوحة، وليس بعدم قدرته النظر اليها وهي معلقة في بيته. ومزاد لوحات «فن الاستشراق» الذي نظمته دار «سوذبيز» اخيرا شأنه شأن جميع المزادات تهيمن عليه لغة السوق. فهو يأتي ضمن سلسلة المزادات للفن الأوروبي الحديث والانطباعي والفن المعاصر. خبراء المزاد، ومنهم رئيس قسم «فن الاستشراق» في «سوذبيز» أدريان بدييل يرى ان سوق هذا الفن هو سوق متطور تماما لكن هناك دائما مجالا للمزيد من النمو في هذا السوق، آخذين بالاعتبار النشاطات التي تتواصل في مختلف اقتصادات العالم. ولذلك هناك دائما مقتنون جدد وبالتالي فلا بد من ان يتأسس سقف جديد لأسعار اللوحات في هذا المزاد. وردا على سؤال عن الموضوعات المفضلة والذوق المهيمن في سوق الاستشراق يقول بدييل ان هناك أصحاب مجاميع للوحات «فن الاستشراق» في اوروبا وفي الشرق الاوسط وهم ما زالوا يشترون هذه اللوحات، ونجدهم يميلون دائما الى اقتناء قطعة او لوحة تكمل الموضوعات او الفترة التاريخية لمجموعتهم. وطبعا استكمال سلسلة لوحات نفذها فنان حول موضوع محدد قد يزيد من القيمة الاستثمارية للأعمال الفنية، خصوصا ان لوحات المستشرقين تصبح احيانا وثائق لفترات تاريخية تمكن الباحثين استنباط الكثير من نواحي الحياة الاجتماعية عن تلك الفترات عندما يكون هناك صعوبة في ايجاد وثائق تاريخية اخرى تشرحها. خبراء المزاد يقولون إن هذا الفن رافق أدبيات الرحالة الأوروبيين في القرن التاسع عشر، وفيه ايضا جانب من توثيق للديكور المنزلي والتاريخ الاجتماعي عن التقاليد والمفردات الحياتية ودور الرجل والمرأة في هذه المجتمعات والتي كانت مختلفة جدا للحياة في أوروبا الغربية. بمعنى انها تسد ايضا الثغرات الموجودة في معلومات أكاديمية وتتيح توثيقا لما سجله رسامون من هذه البلاد عن موضوعات حياتية في بلدان الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر. ويرى بدييل ان السبب في وجود اهتمام كبير من المقتنين بهذه الأعمال يعود في جانب منه الى النطاق الواسع للموضوعات التي عالجها الرسامون في هذه اللوحات. وان المقتنين لهم ما يفضلون من بين هذه الموضوعات. وغالبا ما نجد هذه اللوحات في بيوت أصحابها تحقق انسجاما من حيث موضوعاتها ايضا. بمعنى ان هناك نطاقا واسعا من الأذواق لدى المقتنين من حيث الموضوعات التي تجذبهم او تكمل مجاميعهم، وذلك لأن صاحب المجموعة يريد في نهاية الأمر ان تعطية مجموعته ارتياحا كبيرا، وهذا بالضبط ما نجده في بيوتهم، حيث مجاميع من هذه الرسومات التي يرجع تاريخها للقرن التاسع عشر تنسجم مع بعضها بشكل جيد. بالطبع هذه التجارب في حياة الرسامين أثرت بالتأكيد على الألوان المستخدمة لدى الرسام، من انعكاسات الشمس الساطعة والألوان الدافئة للنسجيات والأقمشة. والبعض منهم بذلوا مساعي كبيرة لتحقيق الأصالة في رسوماتهم. لكن هناك ايضا بينهم من تعامل مع موضوعاته بشكل عام، ولذلك نجد في بعض هذه الرسومات حالات رسمها الفنانون وهي لن تحصل اطلاقا في أي من هذه البلدان التي قصدوا بها، وكانت من وحي خيالهم. والمعروضات التي قدمت في المزاد تعكس الأسلوب الفني لكل فنان ولكل مدرسة اوروبية. فهناك رسومات الفرنسي يوجين دي لا كروا لعام 1830، وهي تأتي ضمن مهمته كمبعوث الى المغرب وأعماله توثيقية للغاية وينقل فيها صورا من داخل صالون حلاق للرجال مثلا. ومع ان كثيرا من هؤلاء الرسامين زاروا الشرق الأوسط فعلا لكن يوجد بينهم من نقل في أعماله تفسيرات من مصادر اخرى، والسبب في هذا يعود الى كونهم شغفوا بما وجدوه في الشرق الأوسط من موضوعات الحياة والتقاليد، فكل هذا كان بالنسبة لهم غريبا جدا ومختلفا جدا عن الحياة في بلدانهم. ولذلك نجد انهم جلبوا معهم من البلدان التي زاروها قوارير وصحونا وفخاريات وبسطا وسجاجيد ووضعوها في مراسمهم الخاصة يوم نفذوا هذه اللوحات. بمعنى ان هذه القطع التي نقلوها معهم من بلدان الشرق الأوسط لعبت دورا في المدارس الفنية الأوروبية، سواء كانت في النمسا او ألمانيا او لندن. وهذا يفسر الى حد ما سبب استعانة الأكاديميين في تاريخ الفن بمثل هذه اللوحات لتوثيق ما فيها من معلومات مثل تصاميم وألوان النسجيات والسجاجيد التي كانت تصل مثلا من تركيا الى ايطاليا. Quote
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.