الاطفال الذين قتلوا لا يعانون

[abusadiq]

الاطفال الذين قتلوا لا يعانون

 

 

قبل أيام رأيت منظرا لفت نظري في احد المحمعات التجارية ، طفل في العاشرة من عمره تقريبا يجلس مع ابيه، وفي كل لحظة يقبل اباه ويشمه ويمزح معه ويعانقه بشكل غير طبيعي، هذا المنظر ذكّرني بآلام الطفل العراقي عندما كان يفارق اباه وآلام الاب عندما يفارق ابنه،

أقول في العراق لان كل العوائل العراقية تقريبا عانت من هذه المشكلة، وبشكل أساسي أيام الحرب، فإاما ان يكون الاب قد عاني عندما يترك ابنه للالتحاق بالجبهة أو ان يتركه هاربا، أما الطفل فهو لا يفرق بين الحالتين، والمهم عنده هو ان يكون في جوار ابيه

 

كم عاني الطفل العراقي من قراق ابيه؟

ودعنا من ألم الاب الآن.

عندما كنا صغارا كان يقول لنا خال امي ، ونحن نلعب كرة القدم في الشارع ونشتبك في خصام او نصفق فرحين لتسجيلنا هدفا في مرمى الخصم ، وكان هذا قمة ما نفرح به، كان يضحك ويقول أنم لم تتمتعوا في هذه الحياة ، الذين تمتعوا هم ابناء جيلنا

هذا الكلام تذكرته عندما انخرطت في الخدمة العسكرية، كانت اياما عصيبة ، ولكن كنت محظوظا لان العراق لم يدخل بعد اي حرب، ثم جاء الجيل الذي بعدنا ليدخل الحرب ولتمتد خدمته لسنين عديدة ، وكان محظوظا اذا كتبت له الحيا، ، فقلت في نفسي جيلنا مع كل المساوئ التي مر بها أفضل من الجيل الذي بعدنا، ، ثم جاء حيل آخر هذا الجيل الذي خمدت فيه الحروب ، ولكن ساد فيه جو من الرعب اليومي فضلا عن المعاناة اليومية للمواظن العراقي في ابسط امور حيااته

نعود الى القصة الاولى، هذا الطفل الذي يقبل اباه بشكل جنوني، كيف سينشأ، وكيف سينشأ أطفال العراق؟

أطفال العراق الان ، قنابل موقوته، فهم أبناء آباء عانوا كثيرا، ويعاني الان أبناؤهم ايضا ولكن بشكل اخر، لهذا لا بد من مراعاة هؤلاء الاطفال كما يراعي متخصص المتفجرات قنبلة موقوتة، لا بد من الاهتمام البالغ بهم، لانهم نتيجة هموم العراق بالكامل

ولابد للدستور الجديد ان يحتفظ بحيز مهم لرعاية الطفولة ، فهؤلاء هم الذين سيقودون البلاد غدا، فاذا تغذوا على الالام، فسوف يعكسونها غدا على شعبهم

وهنا لا بد ان نتذكر ونترحم على شهداء المجزرة الاخيرة التي حصدت عشرات الاطفال، ولا ذنب لهم غير انهم عراقيون، ولكن هناك فرق بين الاطفال العراقيين الاحياء منهم والاموات، فالاطفال الاحياء الان، قد يستعيدوا عافيتهم جسميا ونفسيا، اذا ما خططنا لتربيتهم بشكل صحيح، وهذا لا بد منه ، كي لا ينجروا في المستقبل الى منظمات ارهابية فيصبحوا قتلة لاطفال آخيرن ، أما الاطفال الذين لاقوا حتفهم فلا حول لنا الا ان نأخذ العبرة مما حل بهم، فهم بعيدون الان عن المعاناة

[Guest الاب العراقي والاب الامريكي]

 

ننقل هنا ذدا الخبر حول اب امريكي واب عراقي )(ايا كان) ولا شك ان للاب الامريكي كل الحق ، ولكن لماذا يحرم الاب العراقي من هذا الحق

 

ها هو الخبر/

 

 

 

 

جندي أميركي في العراق يراقب ميلاد ابنته على بعد 10 آلاف كيلومتر

 

نظم الاتصالات الهاتفية الفضائية ونقل الصور عبر الانترنت أتاحت له التحدث إلى زوجته

 

 

لندن ـ واشنطن: «الشرق الأوسط» ـ أ.ب

شهد جندي أميركي يحارب في العراق، مولد ابنته على مبعدة نحو 10 آلاف كيلومتر، عبر الانترنت والاتصالات الهاتفية الفضائية الاثنين الماضي. وانتقل الرقيب وليام هامريك، افتراضيا وبواسطة نظم الاتصالات المصورة، عبر الانترنت والاتصالات الصوتية، عبر الأقمار الصناعية، قرب سرير زوجته أنجيلا في المستشفى، أثناء عملية الولادة في مستشفى كامدن ـ كلارك التذكاري في باركرسبرغ. وتمكن هامريك، وعمره 25 عاما، من رؤية وسماع كل ما كان يحدث في غرفة المستشفى، وتحادث مع زوجته طوال فترة الولادة بنظم الاتصالات الفضائية. وبعيد الرابعة ظهرا بتوقيت ولاية فرجينيا الغربية، أي بعد منتصف الليل بقليل في بغداد، راقب ابنته التي سميت «إيلينا جو»، وهي تظهر على سطح الأرض. وبالمقابل لم تستطع الزوجة سوى سماع صوت زوجها، ومشاهدة صورة له قرب سريرها، وقالت إن سماع صوت زوجها أمدها بالقوة. ويخدم هامريك في وحدة هندسية تابعة لفرقة تشارلي، وكانت زوجته قد طلبت من المستشفى تمكينه من رؤية ولادة ابنته. ونصب مسؤولو المستشفى النظم اللازمة للاتصالات مجانا، واتفقوا مسبقا مع مسؤولي الجيش الأميركي لنقل صور العملية.