مهزله العقل الافتراضي

[salim]

استخدم المفكر والباحث العراقي المرحوم علي الوردي هذا العنوان الساخر ليشير الى تاثير المفاهيم الدينيه على تفكير العراقيين قبل اكثر من نصف قرن ولااجد حرجا في استخدام نفس العنوان للاشاره الى تاثير القيمه المعرفيه الحديثه متمثله بالانترنت والفضائيات في تشكيل واداره ذلك العقل

وما يدفعني للكاتبه هنا هو نكته طريفه اطلقها احد مواقع الانترنت العراقيه اخيرا تبين مدى تاثير مايكتب في الجو الافتراضي على العقل العراقي وخصوصا انصاف المثقفين ممن يتفاعل مع الخبر الافتراضي بنفس الاسلوب المقدس الذي كان يتفاعل به ابائهم مع الخبر الديني

 

الموقع المذكور اكتسب شهره و تميزا من خلال ادارته الذكيه جدا في اداره وجذب مختلف الاتجاهات وخصوصا المثيره للجدل وهو امر يشكل تطورا نوعيا في الاداء الاعلامي العراقي من دون شك

ومن جمله تلك الاثارات كان الموقع المذكور ساحه لطروحات شخصيه عراقيه افتراضيه من خلال نقدها اللاذع لبعض الضواهر التي لاتوافق راي كاتبها الذي يتخذ بعدا علمانيا وربما صداميا وهو امر يشكر عليه محرر الموقع

المهم انه فجاءه وبدون سابق انذار تم الاعلان عن "استشهاد" هذا الاسم الافتراضي ومن دون ان يكلف الموقع نفسه التحري عن حقيقه وجود فيزياوي للكاتب ومن ثم اعتباره شخصيه معنويه هامه لدرجه انه اعلن الحداد لمده يومين

وهنا النقطه المثيره للجدل وبعيدا عن رأينا بكتابات محرر تلك الاطروحات يبقى السؤال هو كيف تلقى قراء الموقع تلك الفضيحه الاعلاميه .

فبدلا من اعتماد المقوله الاسلاميه "اذا جائكم فاسق بنبأ" او المقوله الفرنسيه من ان المتهم برئ ليس فقط "حتى تثبت ادانته "بل على الاقل حتى يثبت وقوع جريمه

البعض اقام الفواتح والاخر اتهم الطالباني والحكيم بدم القتيل الافنراضي , اما اخرون ومنهم كتاب علمانيون وشيوعيون سابقون طالب بلجنه تحقيق دوليه.. لم يستمر الحال حيث سرعان ما انكفأ البعض متسائلين عن سبب اخفاء شخصيه الكاتب "الشهيد" اذا كان قد قتل فعلا

هنا انبرى كتاب اخرين ملمحين الى ان محرر الموقع ربما يكون قد تعرض لعمليه احتيال قامت بها جهات بعثيه او صهيونيه وربما انكليزيه

بينما لم يخف البعض الاخر انه يعتبر هذا الاستشهاد الافتراضي رمزا للقتل المنظم الذي تمارسه مليشيات الشيعه الكافره والعميله ضد المساكين الصداميين والتكفيرين الديمقراطيين

 

اطرح هذه الحادثه للنقاش متمنيا اثراء الموضع بملاحظاتكم حول مدى تطور العقل العراقي وهل صحيح انه اصبح مفتح باللبن او انه مفتح بموقع افتراضي

[bahlol]

الموضوع الذي طرحه سليم مهم للغايه ويحتاج لمراكز تخصصيه لدراسه واقع المجتمع الحالي وما الت اليه الامور وخصوصا بعد سقوط الصنم وما تلته من احداث .

الموضوع الذي تحدث عنه سليم يشبهه الى حد بعيد فلما بوليسيا تدور احدائه حول بطل يحرك احداثه ثم يختفي فهل تم الامر بناءا على توجيهات المخرج (صاحب الموقع) الذي ارتأى موته ونهايه قصته لتبدأ قصص اخرى ام انها قصه منقوله من واقع حقيقي؟

هذا السوآل يصعب الاجابه عليه لما يمر به البلد من اوضاع شاذه فكل شيء محتمل , فيمكن مثلا ان تكون القصه حقيقيه وان الرعب الذي يعيشه الانسان العراقي هو الدافع الرئيس لعدم الافصاح عن الاسماء الحقيقيه و ما تليها من معلومات مضافه تعزز موقف القصه وممكن ايضا ان تكون القصه كلها حبكه بوليسيه لجذب انتباه كثيرين غادروا الموقع لما وجدوا فيه من ميل لجهه مشكوك امرها ومحاوله لشد الانتباه !! فكل شيء محتمل في عصر يسوده الغموض

[abusadiq]

عندما تكون المسائل غامضة ستكون النتائح غامضة ايضا، ، ويبقى كل شيئ في حيز التكهنات، لان القضية متشابكة كتشابك الوضع الحالي في العراق، وهنا اود ان اقول ان كل هذه الاشياء ممكنة ، بسبب فوضى الحرية الاعلامية التي خرجت عن نطاق االمعقولية والعقلانية، وهنا اذكر هذه الحادثة التي حدثت قبل سنوات، ففي برنامج يطهر فيه اشخاص من النساء والرجال يعيشون في بيت واحد ، والبرنامج يتابع ماذا يجري في هذا البيت، ومن علاقات وتصرفات هؤلاء الاشخاص، وفي احدى المرات يقوم احد الاشخاص بضرب فتاة ، وعندها تثير القناة التلفزيونية سؤالا هل توافق على ما قام به هذا الرجل وهل كان على حق ، ويبدأ المشاهدون في الرد والتعليق ومنهم من كان متحمسا لدرجة كبيرة ، واخرون طالبوا باخراجه من البرنامج ، ، ثم طرح بعد ذلك سؤال هل توافق على طرد هذا الرجل من البرنامج، وهنا اثير هذا السؤال، بين مؤيد ومعارض ، وكانت الاغلبية تصوت لصالح طرد الرجل، فقررت القناة نزولا عند رغبة الجمهور الكريم طرد الرجل من البرنامج، طبعا بعد ان شغل الرأي العالم مدة ، بسبب تصرفه هذا، واستطاعت القناة ان تتفوق على القنوات الاخرى في مقياس عدد المشاهدين، وبعد ذلك استطاعت احدى الصحف فضح هوية هذا الرجل وحقيقته ، وتبين انه موظف في تلك القناة التلفزيونية ، وان القناة ادخلته للقيام بهذا الدور ليس غير،

اقول في هذا العالم اصبح كل شيئ ممكن،