Jump to content
Baghdadee بغدادي

Mutergem

Members
  • Posts

    193
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by Mutergem

  1. الى كل عراقي شريف

     

    من غير المعقول ان نبقى صامتين وقد فتك بنا و استهزأ الاعداء من كل الاجناس .

     

    فهل رضيتم بالذل و الهوان و القنوع ام كممت افواهكم خوفا من عصابات القتل؟

     

    فيا ايها الشيعي احرص على دم اخيك السني و لاتهدر دمه لانه كان جارك او صديق دراستك او زميلك بالعمل او صهرك او نسيبك.واعلم ان التاريخ لن يرحمك وسوف تدون عنك ابشع الكلمات.واعلم ان العالم كله سوف يحتقرك ولا يستقبلك خصوصا كما كنت تستقبل كعراقي بطل في بلاد العرب. وهل اكتفيت من فشل هذه الحكومه الجاهله التي انتخبتها ولم تقدم لك شيئا ولا تؤيد المليشياتها فانها جائت لسرقه بلدك. ولا شأن لاخوانك السنه فيما يجري من اعتداء على الشيعه انما هم فئه باغيه اتت من خلف الحدود...كبر عقلك ولا تتبع اهوائك الزائفه ولا تجعل الشياطين تتلاعب بك. وارفض كل ما يصدر من فتاوى باطله انما هي سكب الزيت على النار.

     

    وانت ايها السني الا تكف عن وصف الشيعه باللاعاجم و الصفويين .ان كنت تدعي بانك الافضل فلماذا تهجر اخوانك باسم الدين الم يكونا جيرانك طيله عقود من السنين الم يكن زميلك في الجامعه شيعي الم يكن عضيدك في المصنع شيعيا وقاتلتم في خندق واحد تدافعون عن الوطن هل نسيت ايها السني عندما سقط الناس من جسر الائمه وثب عثمان الى الماء لينقذ العشرات من الشيعه. لقد محوت بطولة عثمان و محوت كرامة شهدائنا .كيف ستحترم بعدها عندما تسافر خارج بلدك؟؟ستقول "انا قتلت...انا هجرت...انا فجرت". سيقولون" قتلت من؟وهجرت من؟وفجرت من؟ اخوك العراقي... اخرج من ارضنا انك ذميم". ولا شأن لاخوانك الشيعه فيما يجري من اعتداء على السنه انما هم فئه باغيه اخرى اتت من خلف الحدود...كبر عقلك ولا تتبع اهوائك الزائفه ولا تجعل الشياطين تتلاعب بك. وارفض كل ما يصدر من فتاوى باطله انما هي سكب الزيت على النار.

     

    ايها السني وايها الشيعي ضعوا ايديكم يايدي بعض كما في السابق .سيهزم اعدائكم بأذن الله ولا تلتفتوا خلفكم بل انظروا للامام و بحزم من اجل اولادكم المحرومين واتركوا كلمه سنه وشيعه التي تلاك بالافواه ليل نهار وفي كل المنابر وهي اساس البلاء.

     

    رحمه الله من خدم العراق ودافع عنه

     

    واذل و اخزى من تعدى على حقوق الناس

     

     

     

     

     

    ابو عراق

     

  2. --------------------------------------------------------------------------------

     

    العراقيون في عمان.. فرقتهم السياسة وجمعتهم حفلات رأس

     

    العراقيون في عمان.. فرقتهم السياسة وجمعتهم حفلات رأس السنة

     

    الشرق الاوسط تنقل أجواء احتفالات شعب شردته الويلات ولملمته الموسيقى والغناء

     

    عمان: معد فياض

    جمعت احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية اول من أمس في العاصمة الاردنية عمان العراقيين بكل أطيافهم الدينية والسياسية، حيث أمضوا الليلة الاخيرة من عام 2006 في حفلات أحيى غالبيتها مطربون عراقيون في الفنادق والمطاعم لفخمة الواقعة في الجانب الغربي من عمان.

    وتناسى العراقيون جراحهم وأزمات بلدهم الامنية والاقتصادية والسياسية ولو لليلة واحدة، فاجتمع في تلك الحفلات وتحت سقف واحد مسيحيون ومسلمون من السنة والشيعة عرب وأكراد وهم يتغنون ببغداد وبالعراق. وقال سالم ابو سيف الذي كانت تجلس زوجته الى جانبه، وهو مسيحي يمتلك جزءا من فندق علاء الدين الذي يقع قريبا من ضاحية أم أذينة المترف لـ«الشرق الاوسط» ليلة رأس السنة «لقد نظمت هذه الحفلة التي حضرها غالبية كبيرة من العراقيين المقيمين او الزائرين لعمان من اجل ان يتذكروا الليالي الجميلة التي كانت تجمعنا في بغداد مثل هذه المناسبات، وهنا ترى العراقي المسيحي والمسلم من السنة والشيعة العرب والأكراد فهؤلاء هم العراقيون تفرقهم السياسة وتجمعهم الأفراح». وأضاف أبو سيف قائلا بينما كانت فرقة موسيقية عراقية تعزف الاغاني البغدادية «طوال عمرنا لم نكن نعرف في العراق أية فوارق بين من هو مسلم وغير مسلم، ولم نفرق بين سني وشيعي عربي او كردي، أنظر الآن كم هم سعداء يرقصون في بقعة واحدة ويؤدون الرقصة الشعبية (الجوبي). وغدا سيعودون الى حلبات النقاش السياسي من أجل التوصل الى حلول معقولة لمستقبل بلدنا، فنحن هنا ضيوف والعودة الى بيوتنا لا بد منها».

     

    وأكد محمد المدفعي نجل الفنان العراقي المعروف الهام المدفعي، وهو (محمد) يمتلك مع صديقين مقهى حديثا في ضاحية عبدون تحمل اسم واحدة من أشهر أغاني والده (خطار) «لقد بحثت مع صديقين عن طريقة لجمع الشباب العراقيين سوية مع أقرانهم الاردنيين في مكان واحد يكون متطورا وجديدا في كل شيء، فتوصلنا الى فكرة هذه المقهى التي نلتقي بها مع اصدقائنا، حيث لا يوجد في عمان بالرغم من كثرة العراقيين أي ناد او مكان يتجمع فيه الشباب ليتبادلوا الآراء ويندمجوا مع واقعهم الجديد في الأردن». وفي ركن من محلة أم أذينة يقوم مقهى الزاوية الذي اسسه قبل سنوات فنان عراقي وبقيت ملكيته تتداول بين العراقيين، حتى آل مؤخرا للشاب سيف سالم الذي نظم هو الآخر حفلة بمناسبة ليلة رأس السنة أحياها مطرب عراقي. وقال سيف «هذه الليلة مخصصة للفرح فقط ولا مجال لأي حديث سياسي او أي نوع من الأحاديث يعمق جراحنا ويكرس لاختلافاتنا، نحن نحتفل في هذه الليلة من غير ان ننسى العراق وأهلنا في العراق وليس كثيرا على العراقيين ان يحتفلوا ويفرحوا من أعماقهم ولو لليلة واحدة، وهم المعروفون بليالي طربهم وفرحهم وبحبهم للحياة». إعلانات حفلات ليلة رأس السنة حملت في غالبيتها أسماء لمطربين عراقيين أحيوا هذه الحفلات أمثال قاسم السلطان وهيثم يوسف وحاتم العراقي وعادل عكلة ونابليون وقيس هشام والفنانة دالي.

     

    نور شابة عراقية مقيمة في لندن جاءت الى عمان مع عائلتها للاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة قالت لـ«الشرق الأوسط» لقد «جئنا الى عمان لنحتفل مع أقاربنا وأصدقائنا العراقيين والذين لم نلتق بهم منذ سنوات بمناسبة قدوم عام 2007 متفائلين بأن يكون هذا العام سنة خير وسعادة واستقرار للعراق ولكل العراقيين». ولم توافق نور، التي تعمل في إحدى الشركات العقارية في لندن، على البوح بما إذا كانت سنية او شيعية، مسلمة أم غير مسلمة، واكتفت بالقول «انا عراقية وهذا يكفي فلم يدمر العراق ويشتت العراقيين سوى هذه التسميات التي لم نكن نعرفها في يوم من الأيام».عراقيون آخرون جمعوا اصدقاءهم واحتفلوا في بيوتهم اما هربا من صخب الموسيقى او لارتفاع أسعار تذاكر هذه الحفلات التي تراوحت ما بين 70 دينارا أردنيا ( حوالي مائة دولار) و 150 دينارا.

     

    العراقيون غنوا ورقصوا وتناسوا الجراح والهموم والأزمات ولو لليلة واحدة يمضون فيها متفائلين نحو عام جديد.

     

     

     

  3. بؤس النص التاريخي (الإسلامي) في غزوة بني قينقاع!

    GMT 15:45:00 2006 الجمعة 22 ديسمبر

    غالب حسن الشابندر

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    • نقض العهد (إشكالية محيرة)!

    بنو قينقاع كما يقول صاحب السيرة الحلبية (بضم النون وقيل بكسرها وقيل بفتحها … أشهر قوم من اليهود وكانوا أشجع يهود، وكانوا صاغة، وكانوا حلفاء عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وعبد الله بن أبي أُبي بن سلول، فلما كانت وقعة بدر، أظهروا البغي والحسد ونبذوا ا لعهد لانه صلى الله عليه وسلم كان قد عاهدهم وعاهد بني قريضة وبني النضير أن لا يحاربوه، وأن لا يظاهروا عليه عدوه، وقيل أن لا يكونوا معه ولا عليه، وقيل أ ن ينصروه صلى الله عليه وسلم على من دهمه من عدوِّه وأي كما تقدم، فهم أول من غدر من يهود) / المصدر 2 / ص 208.

    نصادف فوضى روائية مؤذية ومزعجة في تحديد المادة أو البند الذي نبذه اليهود فاستحقوا موقف الرسول الجديد منهم ـ وهو موقف في غاية الغموض والإبهام كما سنبين قرييا ــ. فالنص السابق يشير فقط إلى حصول نبذ، ولكن تغيب هوية هذا النبذ!

    تطالعنا صور متعددة لهذا النبذ، في سياقات خبرية مضطربة، تحول حقا دون تكوين رأي تاريخي جيد في صدد هذه (الغزوة) في أكثر من نقطة..

    رواية ابن اسحق

    في سيرة إبن اسحق نلتقي براوية مقتضبة ولكن فيما بعد يفصل فيها إلى حد ما، فهو يثبت في البداية نقض العهد براوية عاصم بن عمر بن قتادة (وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: إن بني قينقاع كانوا أوّل يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله، وحاربوا فيما بين بدر وأحد) / السيرة ص 32 /

    هذه الرواية المقتضبة يفصلها نوعاً ما برواية عبد الله بن المسوِّر بن مخرمة، عن أبي عون، حيث جاء فيها (قال إبن هشام: وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن أبي عون، قال: كان من أمر بني قينقاع أن إمرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرْف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت إنكشفت سوْأتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، وشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع)/ المصدر ص 32 /

    فحسب هاتين الروايتين نفهم أن هؤلاء اليهود بغوا على إمرأة مسلمة، فدفع عنها مسلم، فقتلوه، اي اليهود مما دعا أهل المسلم للإستغاثة بالمسلمين، فأدى ذلك إلى قيام حرب بين يهود بني قينقاع والمسلمين، كما تنص الرواية، فاليهود هم أساس المشكلة هنا، هم الذين بدأوا بشكل وآخر.

    هل نستلم لهذه الرواية؟

    أولا: إن هذه الرواية تتعارض مع رواية أخرى يذكرها الواقدي في مغازية نقلا عن عروة بن الزبير، وهو أقرب لمزاج علماء رجال أهل السنة من أبي عون، وعاصم بن عمر بن قتادة، وسوف نأتي على شي من التفصيل في هذه النقطة لاحقا.

     

    ثانيا: إن الطبري لم يأت على ذكر قصة هذه المرأة، كذلك الواقدي، مما يعني أن بعض المؤرخين وكتاب السيرة يشككون في صحتها.

    ثالثا: إن الرواية أصلا مرسلة، فإن عاصم بن عمر بن قتادة وإن كان ثقة عند رجال السنة ولكن الرجل توفي سنة 120 للهجرة أو سنة 119، فهو متأخر كثيرا عن زمن النص، ولا ندري عمّن روى، كما أن أبا عون الذي هو: محمّد بن عبيد بن سعيد أبو عون وإن كان ثقة ولكن الرجل توفي سنة 116 للهجرة، فروايته مرسلة، وبذلك تكون الرواية بمجملها مرسلة، وبتفصيلها الشارح والمبين لهذا الإجمال هي الأخرى مرسلة!.

    رابعا: ومن الغريب أن الرواية تشير أن حربا نشبت بين يهود بني قينقاع والمسلمين، ولكن يبدو هذه الحرب يتيمة، فلا خبر عن قتل، ولا خبر عن بطل، ولا خبر عن أسر، ولا خبر عن سيف أو فرس، مع العلم أن الروايا ت تصف يهود بني قينقاع بانهم أشجع الناس، وهم أهل حرب!

    أن مراجعة بسيطة لهذه الملا حظات لا تدعنا نستسلم لهذه الراوية، بصيغتها المجملة، وصيغتها المفصَّلة.

     

     

    رواية القُرَظي

    نلتقي بخلط عجيب في رواية محمد إبن كعب القرظي وهو يحدثنا عن مادة النبذ التي بموجبها تغير موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهود بني قينقاع ــ وهو موقف غامض مبهم مجهول كما سنرى ــ أي من التسالم إلى الحرب كما يقولون. ولاجل تنظيم المادة بشكل مريح، سأضطر إلى ترقيم صور النقض المفترضة كما جاء في تضاعيف الرواية.

    الصورة الأولى:

    جاء في صدر الرواية (... عن أبي كعب القرظي، قال: لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وادعْـته يهود كلها، وكتب بينهم وبينها كتابا. وألحق رسول الله صلى الله عليه وسلم كل قوم بحلفائهم، وجعل بينه وبينهم أمانا، وشرط عليهم شروطا، فكان فيما شرط ألاّ يظاهروا عليه عدوا. فلما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب بدر، وقدم المدينة، بغت يهود، وقطعت ما كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد). فهنا تذكر الرواية أن يهود بني قينقاع بغت، الأمر الذي يعني إنها خرمت العهد، أو خرمت مادة من مواد العهد، وكل مادة من مواده ملزمة على حدة. والبغي هنا يعني الإعتداء، ولكن أين هو المُعتدَى عليه؟ وكيف حصل؟ الرواية تسكت عن ذلك،. ويلحق (القرظي) بهذه القطعة مباشرة معالجة قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا البغي فيقول (فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجمعهم، ثم قال: يا معشر يهود، أسلموا، فوالله إنَّكم لتعلمون أنَّي رسول الله، قبل أن يوقع الله بكم مثل وقعة قريش، فقالوا: يا محمّد لا يغرنك من لقيت، إنَّك قهرت قوما أغمارا، إنَّا والله أصحاب الحرب، ولئن قاتلتنا لتعلمَّن أنَّك لم تُقاتل مثلنا) ص 176. جاء هذا التعقيب مباشرة بعد ذكر نبذ اليهود العهد، وقطعها ما كان بينها وبين محمد صلى الله عليه وسلم، مما يعني أن القطعة هذه ملحقة بتلك الحكاية، أي معالجة لهذا النبذ، ومفاد العلاج هنا،، هو دعوة اليهود للدخول في الإسلام. ومن الغريب أن هذا النص اللا حق، جاء على ذكره أيضا إبن هشام في السيرة مستفتحا حديثه عن الغزوة، فيما أخَّره (القرظي) بعد الإشارة إلى نبذ يهود بني قينقاع العهد، فطريقة سوق القرظي للرواية غير طريقة سوق إبن هشام (القرظي)، سياق إبن هشام كان إفتتاحيا، أفتتح به الحديث، كان منذ اللحظة الاولى دعوة. فيما سياق (القرظي) جاء بعد الإشارة إلى نبذ العهد، مما يدل على أن سياقه كان علاجيا، علاجا لهذا النبذ، فإن النص ليس معنى وحسب، بل منازل ومواقع.

     

    الصورة الثانية:

    يقول (القرظي) في روايته مباشرة بعد تلك المعالجة (فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد، جاءت إمرأة نزيعة، من العرب تحت رجل من الأنصار إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائع في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع، فجلس من ورائها و لا تشعر، فخل درعها إلى ظهرها بشوكة، فلمّأ قامت المرآة بدت عورتها فضحكوا منها، فقام إليه رجل من المسلمين فاتّبعه فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل، ونبذوا العهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحاربوا، وتحصَّنوا في حصنهم، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم، فكانوا أوَّل من سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجلى يهود قينقاع، وكانوا أوّل يهود حاربت) / المصدر ص 177 /

    ولنا ملاحظتان أوليتان على هذين المقطعين (الوسط والعجز) من أصل الرواية، أي رواية محمّد بن أبي كعب القرظي.،

     

    الأولى: إنَّ هذين المقطعين يؤكدان أن نبذ يهود بني قينقاع لما بينهم وبين النبي الكريم لم يبدا مع حادثة هذه المرأة، بل كان قبل ذلك (... فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العدواة ونبذ العهد، جاءت أمرآة نزيعة.، من العرب...).

    الثانية: إن نص القرظي مشبع بالتأكيد على نبذ بني قينقاع لما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن هناك شيء في داخله يحثه على إشباع هذه الناحية وإثباتها، فهل هي من أواليات الدفاع عن الذات بسبب إنتماء يهودي سابق؟

    وفي ضوء كل ما سبق، أي في ضوء المقطع الاول والثاني والثالث، نستفيد أن يهود بني قينقاع كانوا قد نقضوا العهد، ثم جاء حادث المرأة المسلمة، ثم جاء بعد ذلك حادث مهم، فإن رجلا مسلما قد إنتصف لهذه المرآة بقتل ذلك اليهودي، ثم ما كان من اليهود إلا قتل الرجل المسلم، فتنادى المسلمون، وتقابل الجمعان، فكانت تلك المعركة، وعلى أثرها حاصرهم رسول الله وأجلاهم (فكانوا أوّل من سار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجلى يهود بني قينقاع، وكانوا أوّل يهود حاربت).

    هل يمكن الإطمئنان إلى هذه الرواية؟

    نلاحظ عليها ما يلي: ــ

    أوَّلا: إن أصل الرواية مرسلة، فإن محمد بن أبي كعب القرظي لم يكن حاضرا الواقعة المذكورة.

    ثاينا: معارضة برواية عروة بن الزبير التي تنفي أن يكون هناك قتال قد حصل بين نبي الله ويهود بني قينقاع.

    ثالثا: الغموض الذي يلف هذه الحرب المزعومة، فهي على كل حال حرب، ومن غير المعقول أن تمر هكذا، بردا وسلاما، أمر من الصعب الإرتكان إلى صحته. لم نقرا شعرا، ولا بطلا، ولا حوارا، فهل ذلك من طبائع الحروب؟ ترى هل هي حرب خاطفة؟

    رابعا: وبودي أن أسأل، هل تصرف ذالك اليهودي بحق تلك المرآة المسلمة نقضا للعهد؟ وهل قتل المسلم لذلك اليهودي شرعيا؟ أي هناك مبرر شرعي نصت عليه شريعة القرآن أنذاك؟ وكيف لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستجيب لنداء أهل هذا الرجل من دون أن يتحقق من سير الأمور، فلعل هناك غشا، أو وهما أو مفارقات تمنع من شن الحرب على أهل عهد.

    من هذا وذاك لا يمكننا أن نركن بسلام إلى رواية محمد بن أبي كعب القرظي،

    رواية عروة بن الزبير

    رواية عروة في هذه القضية طويلة ومضطربة، فضلا عن كونها مرسلة كسابقتها بطبيعة الحال.نحاول هنا وبشي من الصبر تتبع بعض موادها فيما يخص موضوع النبذ، ونؤجل الحديث عن بقية المواد فيما يخص قضايا اخرى لها علاقة بالغزوة.

    المشهد الاول

    يستهل عروة حديثه بالقول بعد حذف السند:

    [...لمَّا نزلت الآية (وإمّأ تخافَنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين) فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية، قالوا: فحصرهم في حصنهم خمس عشرة ليلة أ شد الحصار حتى قذف الله في قلوبهم الرعب...) / الواقدي ص 177 / وتستمر الرواية حتى إستسلامهم عن طوع وصغر كما تلوح الرواية.

    هذا (ا لمشهد) من الرواية يشذ عن الروايات السابقة تماما، فإن يهود بني قينقاع لم ينبذوا عهدا، ولم يتحارشوا أمرآة مسلمة، ولم يقع قتال، بل إن النبي سارع وأعلم اليهود بفسخه العهد كما يفهم عروة من الآية، وحاصرهم وإنتهى الامر باستسلامهم!

    لا أريد مناقشة هذا المشهد، بل أؤجل ذلك لوقته المناسب، إن شاء الله تعالى، ولكن فقط أريد أن أسجل معالم المشهد ونتيجته.

    المشهد الثاني

    يقول عروة (ولقد كانوا ــ بني قينقاع ـ أشجع يهود، وقد كان أبن أُبي أمرهم أن يتحصنوا، وزعم أنَّه سيدخل معهم، فخذلهم ولم يدخل معهم، ولزموا حصنهم فما رموا بسهم، ولا قاتلوا حتى نزلوا على صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه...) / المصدر ص 178 /

    في هذا المشهد من رواية عروة نفهم أن يهود بني قينقاع لم يقاتلوا، وقد نزلوا على رأي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلما.

    ولنا على الرواية الملاحظات التالية: ــ

    أوَّلا: إن الرواية مرسلة أصلا، بل وهي محل شك لان الواقدي ينفرد بها، والواقدي متهوم لدى علماء علم الرجال السني. وإن كنت غير ملزم بهذا الإتهام، ولكن أتعامل حسب مقاسات علم الرجال الذي هو حجة على الآخر.

    ثانيا: إنها معارَضَة برواية إبن إسحق ورواية محمّد بن أبي كعب.

     

    ثالثا: أن مفا د الآية الكريمة كما يقول المفسرون أن الله اخبر نبيه بانه إذا كان يتوجس خيفة من ذي عهد، عليه أن يخبرهم بذلك، ويكون في حل من العهد نفسه، ولكن لا يجوز له ان يبدأهم بقتال، أو حصار، أو تهجير أو أي موقف على هذا الغرار، فإن الله لا يحب الخائنين، هذا ما جاء في الطبرسي والرزاي والزمخشري، وبالتالي، بأي حق يعلمهم الرسول بتوجسه ونبذه العهد على أساس هذا التوجس، ثم يحاصرهم ويأسرهم، ويطردهم من المدينة؟

    من كل هذه الملاحظات من الصعب الإرتكان إلى هذه الرواية.

     

     

    رواية الطبري

    يستند الطبري إلى رواية إبن هشام ولكنه لم يذكر قصة المرأة المسلمة التي تحرش بها يهود بني قينقاع، بل يكتفي بالإشارة إلى أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا العهد، وحاربوا بين بدر و أحد، ثم يعرج على رواية عروة فيقتطع منها المشهد الاول، وبعد ذلك ينقل رواية عن الواقدي بقوله: [ قال الواقدي: وحدثني محمد بن صالح،عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، لا يطلع منهم أحد، ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتفوا (وهو يريد قتلهم)، فكلمه فيهم عبد الله بن أبي) / الطبري 3 ص 85 /

    الغريب أن مثل هذه الرواية غير موجودة في مغازي الواقدي، في حقل غزوة بني قينقاع! ولم أعثر عليها في كتاب الطبقات لابن سعد في خصوص هذه الجملة (وهو يريد قتلهم)!

    هذه هي أهم المصادر التي تتحدث عن نقض العهد في قضية بني قينقاع، أو غزوة بني قينقاع، والذي يحير اللب أنها متناقضة، ومتضاربة، وليس هناك صورة واضحة يمكن الإطمئنان إليها فشتان بين صورة وأخرى، شتان بين القتال والسلم، ولا ندري أي صورة هي الحقيقة.

    إن نصوص الغزوة هذه، فيما عرضناه سابقا، عبارة عن نصوص يتيمة، أي غير منتجة، نحن بين يدي فقر، جدب، غموض، وهي نصوص تعبر عن إخفاق النص التاريخي الذي يتصل بالسيرة النبوية في هذه القضية الخطيرة، وبالتالي، كيف يتسنى لنا أن نؤسس تاريخا، ونشيد معرفة تاريخية، يمكن أن تتحول إلى مصدر إلهام وتغيير وبناء؟

    لم نكن بين يدي نصوص، بل حكا يات كانت يبدو شائعة في زمن هؤلاء الروا ة، اختلط فيها الغث والسمين، الصحيح والزائف، الحقيقة و المبالغة، ولم قادرين على التمييز، فابتلينا بتاريخ أسود، صار مر تعا للعنف و القتل وا لموت والقهر.

     

    • حكم النبي في يهود بني قينقاع

    نحاول الآن الإحاطة بحكم النبي الكريم بيهود بني قينقاع بعد أن تمكن منهم حربا أو سلما، مستندين في ذلك على النصوص الواردة، وهي نصوص تفيد الحكم المذكور بصورة غير مباشرة، فلم توجد هناك نصوص مباشرة في هذه القضية بالذات.

    الصورة الأولى

    نقرا في الطبري (قال الواقدي: وحدثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشر ليلة، لا يطلع عليهم أحد، ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتفوا وهو يريد قتلهم، فكلمه فيهم عبد بن أبي)، وسبق ان قلت إن مثل هذه الروية غير موجودة أصلا في الواقدي، أي في فصل كلامه عن الغزوة المذكورة. ثم كيف يحكم بقتلهم، وهم أسرى طبق الرواية التي تقول أنهم قاتلوا؟ والسؤال أولى لو أنهم نزلوا عند حكمه صلى الله عليه وآله صلحا كما في رواية عروة بن الزبير.

    الصورة الثانية

    نقرا في ابن هشام (وحدَّثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: فحاصرهم رسول لله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أُبي بن سلول،حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحْسن إلى مواليِّ، وكانوا حلفاء الخزرج، قال: فابطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد أحسن في مواليّ، قال: فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرْسلني، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا لوجهه ظُللا، ثم قال: ويحك! أرْسلني، قال: لا والله لا أرْسلك حتى تحسن في مواليِّ، أربع مائة حاسر، وثلاث مائة دارع، قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، أني والله أ خاف أن تدور علي الدوائر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك) / المصدر ص 32 /

    ويرويها ابن اسحق أيضا عن أبيه، إسحق بن يسار،عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، ويرويها الواقدي عن الزهري، عن عروة، وهي الرواية التي ناقشنا بعض محتوياتها قبلا.

    فإن هذا النص يفيد ضمنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكم على يهود بني قينقاع بالقتل، وذلك من قول بن سلول (تحصدهم في غداة واحدة)!

    ولي الملاحظات التالية على ذلك: ــ

    أولا: إن حكم القتل لم يكن ظاهرا في النص على لسان النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، بل جاء على لسان المنافق عبد الله بن أبي بن سلول (تحصدهم في غداة واحدة). فهذه كلمة هذا الرجل، وليست هي كلمن الرسول العزيز، ومن يدَّعي أن كلمة عبد الله بن أبي بن سلول جاءت طبقا لمراد النبي أنذاك؟

    ثانيا: أن حكم القتل هذا يتناقض مع شريعة القرآن في حكم الأسير، فالأسير لا يقتل، هذا فيما إذا كان هناك قتال حقا، أما إذا لم يكن هناك قتال، بل أن الناس نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم صلحا، فالإشكال أقوى وأمضى! وتلك هي رواية عروة (... نزلوا على صُلح رسول الله صلى الله عليه وسلم وحُكمه، وأ موالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم...)، فما هو الموجب للقتل؟!

    لم نعرف بصورة واضحة حكم نبي الله صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الناس، الروايات غامضة ومرتبكة، وبعد ذلك متناقضة أحينا فيما بينها، كما أنها قد تصطدم ببعض الاحكام الشرعية.

    مرة أخرى نلتقي ببؤس تاريخي، بنص تاريخي منهك، لا قابلية له على تاسيس رؤية أو موقف، فكيف يجوز لنا إعتماد مثل هذه النصوص لتأسيس سيرة تربوية نبوية؟

    • نقد قصة ابن سلول:

    لعبد الله بن أبي أُبي قصة في غزوة بني قينقاع، وقد تراوح بيان هذه القصة بين الإجمال والتفصيل في الروايات، نريد هنا تسليط الضوء على هذه الروايات بإسلوب نقدي.

    يتعرض إبن إسحاق لهذه القصة مقتضبا، فهو يقول (قال إبن إسحق: وحدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: فحاصرهم رسول الله صلىالله عليه وسلم حتى نزلوا حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبي سلول، حين أمكنهالله منهم، فقال: يا محمّد أحسن في مواليِّ، وكانوا حلفاء الخزرج، قال: فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمّد أحسن في مواليِّ، قال: فاعرض عنه، فا دخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم... فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إرسلني، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حت رأوا وجهه ظُللا، ثم قال: ويحك إرسلني، قال: لا والله لا أرسلك حتى تُحسن في مواليّ، أ ربع مائة حاسر، وثلاث ما ئة دارع، قد منعوني من الاحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إنّي والله أخشى الدوائر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهم لك) / المصدر ص 33 /

    بصرف النظر عن مفارقات السند، فإن البديهة تنادي هنا وبكل بساطة، ترى أين كان المسلمون من هذه الغلظة التي أبداها ابن سلول مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أين كان عمر وعلي وعبادة بن الصامت وغيرهم من المؤمنين؟ لقد أساء الأ دب أكثر من واحد من الصحابة أو المشركين بحق النبي العزيز، ولكن تصدى لذلك الصحابي الجليل عمر بن الخطاب لهؤلاء المسيئين، ومنعه النبي، وقد تكررت مثل هذه الظاهرة مرا ت، فهل عقمت شجاعة هؤلاء مع إبن سلول؟

    الغريب حقا أن يستجيب رسول الله لإبن سلول في هذا العدد الكبير من يهود بني قينقاع، حاسرين ودارعين، كان حقه القتل كما هو المفترض حسب مطيات هذه الرواية البائسة المتهاوية، فمن هو هذا ابن سلول كي يتنازل رسول الله لإلحاحه، وطلبه، فيحضى بسبب هذا الألحاح وبسبب هذه الطلب مئات بحق الحياة الذين كان نبي الله قد قرر إمضائه هدرا ومحوا؟

    ثم لا ننسى، أن حكم القتل بهؤلاء لا تجيزه شريعة محمد نفسه، فكيف وهذه الحال تستقيم هذه الحكاية المزعومة؟ كيف نوفق بين هذه الحكاية وكون القوم قد نزلوا عند حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلحا على رواية عروة الذي تورط نفسه بهذه الحكاية؟ وليس من المعقول أن ينزلوا عند حكمه صلحا، وحكمه كان القتل؟ فذالك من التناقض المنطقي الوا ضح، ومن هراءات الخرا فة وليس من حكمة العقل.

    لنتفرض أن أصل الحكاية صحيح، ولكن أليس من المقعول أن يُستثنى منهم من يستحق الإستثناء؟ أم هي خبط عشواء ومزاجات تروح وتأتي بين رغبة منافق وقرار نبي؟

    خرافة ما بعدها خرافة، ولكن يا للاسف، تحولت الخرافة إلى حقيقة في نفوس الكثيرين، فتحولت تلك النفوس إلى مرتع شر، وإن كان بعضها بريئ بسبب جهله، أو بسبب تجهيله.

    يروى إن قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون: نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى ا لله أن يأ تي بالفتح أو أ مر من عنده فتصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين)، ولكن أبن كثير في تفسيره يشير إلى تضعيف نزول هذه الأية في موضوع أبن أبي هذا / فقه السيرة هامش ص 242، و الإشارة من الألبناني /.

    يهود بني قينقاع إلى الشام!

     

     

    وما هو مصير يهود بني قينقاع؟

    تجيب الروايات بما يلي (حدثني محمد بن قاسم، عن أبيه، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه، قال: أني... مقبل من الشا م، إذ لقيت بني قينقاع يحملون الذرية وا لنساء، قد حملوهم على الأبل وهم يمشون، فسألتهم فقالوا: أجلانا محمد وأخذ أموالنا، قلت: فأين تريدون؟ قالوا: الشام.قال سبرة: فلمّأ نزلوا القرى أقاموا شهرا، وحملت يهود وادي القرى من كان راجلا منهم، وقووهم، وساروا إلى أ ذرعات فكانوا بها، فما كان أ قل بقاءهم) / الواقدي ص 180 / ويتفق إبن سبرة مع عروة بأن مصير يهود بني قينقاع كان أن سلكوا إلى الشام، حتى أذرعات.

    يشير المحدث الكبير محمد ناصر الألباني، وهو من أكبر علماء السنة المعاصرين في الرواية، يشير بتعليقة سريعة على كل روا يات غزوة بني قينقاع، وذلك في كتاب (فقه السيرة) للشيخ محمد الغزالي، وذلك لما ختم الغزالي حديثه عن الغزوة بإجلاء بني قينقاع وسلوكهم الطريق إلى الشا م، يشير بقوله [ رواه ابن إسحق 2/ 121 عن عبادة بن الوليد بن الصامت، وابن جرير عن عطية العوفي وعن الزهري (وكلها مرسلات)... ] / فقه السيرة ص 243 /.

    وكان الأولى به أن يضيف وروايات متضاربات، وربما بعضها يخالف شرع الله.

    فإذن هناك بؤس تاريخي في نص رواة السيرة النبوية في هذه الوقعة المزعومة، أن كل ما يمكن أن نطمئن إليه من جماع هذه الروايات الغثة الهالكة، أن اليهود، يهود بني قينقاع قد أُجلوا من المدينة، ولم يحصل فيهم قتل، ولم تكن هناك حرب، فأين هو مفهوم الغزوة هنا؟

    يقول الواقدي (... وقد سمعنا في إجلائهم حيث نقضوا العهد غير حديث إبن كعب) / المصدر ص 180.

    أن خاتمة الحديث عن غزوة بني قينقاع، أن لا تاريخ حقا.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

  4. دبي-العربية.نت

     

    دعا باحث إسلامي سعودي لعقد مؤتمر علمي من أجل قراءة جديدة لفكر شيخ الإسلام ابن تيمية، معتبرا أن هذا الفكر تمّ اختزاله في رؤى فكرية محددة، ذلك بمناسبة مرور 7 قرون على وفاته.

     

    ولفت الباحث السعودي منصور بن تركي الهجلة إلى أن فكر ابن تيمية الفقهي يمثل وحدة كلية حية تقوم على 3 قواعد، الأولى اسمية الكلي، المنتجة لنسبية العلم الإنساني ومحدوديته، والثانية ميتافيزيقا علل العبادات التي يطلق عليها الفقهاء التوقيف والتعبد المحض الذي لا يمكن للعقل تعليله، لكن يمكن للعقل فهم آثاره على النفس والحياة وفهم إمكانية تيسيرها، فباب العبادات يقوم على قاعدة يسر الدين: "وما جعل عليكم في الدين من حرج".

     

     

    #####################################333

    نص الحوار

     

    وفيما يلي نص الحوار كاملا

     

    * تشير كثيراً في كتاباتك إلى ابن تيمية، ما سر هذه العلاقة؟

     

    - اهتمامي بفكر ومنتج ابن تيمية (رحمه الله) كان منذ فترة طويلة وكان الداعي الرئيس لهذا الاهتمام هو أن طالب العلم الشرعي في مدارسنا الدينية التقليدية يقبح به أن يكون جاهلاً بعلم الشيخ حتى ولو مجرد معرفة يسيرة ببعض آرائه ومسائله، فضلاً عن أن يكون مهتماً به، طبعاً على تفاوت في نوعية الاهتمام بعلم الشيخ، لأن ابن تيمية كان مدرسة في علوم شتى، وابن تيمية يأخذ بلب أهل العلم حتى من مخالفيه في تقريره المسائل وفي مساحة الاجتهاد التي يدعو إليها.

     

    * ماذا تعني بمساحة الاجتهاد؟.

     

    - يقرر ابن تيمية في كتبه وفتاواه أن المخطئ في أصول الدين أو فروعه لا يأثم أبداً إذا كان مجتهداً، بل قد يكون مأجوراً، وهذا الأمر يقتضي سعة في التعامل مع الأفكار والقضايا المجتمعية، فعندما يذهب عدد من المسلمين لرأي باجتهاد يقوم على الأدوات العلمية المعروفة من استدلال أو تأويل، فإن الأمر يكون اجتهاداً لا يمكن تأثيم صاحبه فضلاً عن الإنكار عليه، واشتراط البعض بأن يكون الاجتهاد سائغاً شرط غامض لا يمكن ضبطه ما دام أن المجتهد كان صادق المقصد وجاداً في بحثه،

     

    لأن هذا الشرط سبّب تحكّم البعض في ذم الناس والقدح فيهم بمجرد سماع مسائل أو آراء تخالف ما يذهبون إليه، بحيث يعتبرون مخالفتهم غير سائغة، والعبرة في الشرع اعتبار قدسية المصدر الذي هو الكتاب والسنة والإجماع القطعي، لذا قرر ابن القيم ـ تلميذ ابن تيمية ـ بأنه لا إنكار في مسائل الاجتهاد، ولهذا السبب ولغيره أدعو دائماً للقراءة العلمية الجديدة والجادة لابن تيمية.

     

    * مثل ماذا؟.

     

    - هناك أفكار فلسفية يصعب شرحها في هذه المقابلة مثل اسمية ابن تيمية وآثار هذه الاسمية على فكر ابن تيمية، ورأي ابن تيمية في محورية فقه المعاملة (المرتبط بحقوق العباد) بالعدل والرحمة اللذين يفسرهما دوماً بالمصلحة، فكل باب المعاملات المعروف في الفقه هو عند ابن تيمية معقول المعنى يخضع للمصلحة، وهذه المصلحة يخضع تقديرها لأمرين: الأول: قيم الأمة وأخلاقها المرتبطة بكون هذه الدنيا وسيلة للآخرة كما في نقده للضرورات الخمس، وفي نقده لتعريف الأصوليين للحكم، الثاني: هو أن تكون الأمة أو ممثلوها هي من تقوم بتحديد مدى أرجحية المصالح على المفاسد خصوصاً في الشأن العام، ولا يجوز بعدها دعوى التخوين أو التأثيم ضد من قرر نظاماً أو مسألة من ممثلي المسلمين وهذا يستفاد منه في مواضع عديدة في كلامه على الإجماع وغيره.

    وابن تيمية يفسر أبواب الفقه المرتبطة بالمعاملات (الذي هو الشق المعقول المعنى في الشريعة) على أساس المصلحة، ولا يرى أن الشريعة في نصوصها تأتي بما هو على خلاف القياس بل هي تتساوق مع المصلحة وتدور معها حيث دارت كما قرره تلميذاه الطوفي وابن القيم، وهذا يكسب مرونة في التعامل مع النص، وفي التعامل مع الواقع المراد معالجته.

     

    * ما المسائل ـ على سبيل المثال ـ التي تهم الإنسان العادي في فكر ابن تيمية وتعالج شؤونه؟.

     

    - مثلاً, ابن تيمية حاول في كتبه تفسير الباب المتعلق بفقه المعاملة كما يسميه الفقهاء بالمصلحة معقولة المعنى، وقد تشعب وتطور هذا الباب إلى علوم عدة في عصرنا الحاضر هي أشبه بتنوع علوم القانون الحالي لموضوعاته المتعددة.

     

    فابن تيمية فكره الفقهي يمثل وحدة كلية حية تقوم على ثلاث قواعد:

     

    القاعدة الأولى: اسمية الكلي، المنتجة لنسبية العلم الإنساني ومحدوديته، وكونه ليس معياراً للوجود وليس مطلقاً عن النسبية يمكنه من تجاوز الغيبيات بعقله المحدود، بحيث لا يمكنه تطبيع الميتافيزيقا ولا تشييء الإنسان كما هو في الفكر الغربي المعاصر، بل الإنسان خليفة الله في أرضه يستجيب في علمه وعمله لآيات الله الكونية الطبيعية باعتبارها وبحثها ومعرفتها، ولآيات الله الشرعية في فهمها وامتثالها وكلتا الآيتين لا يمكن تعارضهما في العقل الإنساني الذي هو محل إدراك الآيتين وبه يعلم الوحدة الحية بين الفكر الديني الشريعي والفكر العلمي الطبيعي واللذين لا يتعارضان، وعليه فالقول بنسبية العقل الإنساني يستحيل معه دعوى العلم بتعارض العقل والنقل وتقديم أحدهما على الآخر، هذه النسبية ليست هي النسبية المطلقة كما في التفكيك الغربي فيما بعد الحداثة، ولكن هي درجة من استيعاب نسبية العلم الإنساني: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء)، (وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً)، بحيث لا يتحول إدراك الإنسان لمعيار للوجود بحيث تكون كما يقول ابن تيمية غاية السفسطة في العقليات وغاية القرمطة في النقليات.

     

    القاعدة الثانية: ميتافيزيقا علل العبادات التي يطلق عليها الفقهاء التوقيف والتعبد المحض الذي لا يمكن للعقل تعليله، لكن يمكن للعقل فهم آثاره على النفس والحياة وفهم إمكانية تيسيرها، فباب العبادات يقوم على قاعدة يسر الدين: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، وهنا تجد اختيارات الشيخ في الاعتبار بالعذر في أبواب العبادات: في الطهارة مثل جواز التيمم لخشية فوات الجمعة والجماعة وفي الصلاة مثل رأيه في جواز الجَمْع إذا خشي الشخص أن يفسد عمله الذي هو مصدر رزقه كالطباخ والخباز، ومن ضمن اختياراته الغريبة بالنسبة للبعض قوله بجواز إمامة المرأة للرجال عند وجود الحاجة، وفي الزكاة مثل تجويزه إخراج قيم الزكاة للحاجة كمصلحة الفقير لقيمة زكاة الفطر مثلاً، وغيرها من أبواب العبادات.

     

    القاعدة الثالثة: عقلانية فقه المعاملات ومصلحيته (كما في موضوع التحسين والتقبيح العقليين الذي يقول به ابن تيمية)، وهذه القاعدة يعبر عنها الفقهاء بأن النصوص فيها معقولة المعنى، لذا يرى ابن تيمية عدم وجود شيء في الشريعة على خلاف القياس، كما يقرر في أهم القواعد بأن ما حرم تحريم مقاصد يباح للضرورة وما حرم تحريم وسائل يباح للحاجة، إذ تصبح المصلحة تتساوق هرمياً مع النص الشرعي وليس تساوقها بشكل استثنائي.

     

    ولابن تيمية اختيارات عديدة في هذا الباب خصوصا باب الغرر وأنه محرم تحريم وسائل وربطه بالمصلحة، وعند هذه النقطة يمكننا معالجة معاملة التأمين التجاري المعاصرة الخالية من الربا في حقيقة صورتها العادية لا كما يزعم البعض، ويأتي في هذا الباب أيضا مسائل عديدة ليس آخرها موضوع عمل المرأة الذي بدأ يشكل أرقاً لأهل الخير الغيورين، فإن توفير عمل كريم للمرأة المسلمة يشكل حماية لها من الانحراف وهو يسد حاجة الآلاف من الفتيات المتخرجات واللاتي تعبن في سني حياتهم دراسياً، في عالم تغير عن السابق؛ إذ أصبح الاستهلاك هو عصب الحياة، فكل شيء بمادة، وأصبحت رواتب الرجال لا تكفي لحياة كريمة، وعليه لا يجوز الوقوف ضد قرارات في هذا الشأن.

     

    ومن جميل اختيارات ابن تيمية في هذا الباب رأيه في تفسير البيِّنة (البيِّنة على المدّعي) في باب أدلة الإثبات القضائية وأنها كل ما أبان عن الحق وليست مجرد الشهادة بحيث يدخل فيها جميع الإثباتات الممكنة ومن ضمنها أدلة الإثبات الحديثة كالتحليل والتصوير وغيرهما.

     

    ومن ضمنها رأيه في أن شهادة المرأة هي من النصف من شهادة الرجل في ما لا تحسن حفظه عادةً وعرفاً بحيث لو تغيرت العادات وأصبحت المرأة تاجرة تكون شهادتها مثل الرجل تماماً، واختيارات الشيخ في باب النكاح والطلاق مثلاً كلها مبنية على مصلحة الأسرة والمرأة بالدرجة الأولى كعدم وقوع طلاق الحائض وطلاق الثلاث وهي وإن كانت مبنية على نصوص مختلف في فهمها أو ثبوتها إلاّ أنه يشير إلى دافع المصلحة عند ترجيحه لهذه الآراء، ومن أبرز آرائه المرتبطة بتحقيق المصالح جواز استلحاق الوالد لولده من الزنا في النسب عند عدم وجود الفراش (أي الزوج) وذلك لمصلحة المولود ولأن للعاهر الحجر عند وجود الفراش، ومن ضمنها تصحيحه لاشتراط المرأة على زوجها بألاّ يتزوج عليها في عقد النكاح لأنه شرط فيه مصلحة أحد طرفي العقد ولا يناقض مقتضى العقد.

     

    * ذكرت اختيارات للشيخ تدل على سعة اختياراته الفقهية، لكن ما نجده ملموساً هو دعوى الجماعات الجهادية في الاستدلال بابن تيمية والاستشهاد بنصوصه التي يرى البعض أنها تحض على العنف؟.

     

    - ابن تيمية له كلام كثير تكلم به في أوقات كثيرة، يعني بعض رسائل الشيخ كتبها وهو شاب وبعضها بعد أن كبُر، كما أن بعضها كتبها لمصالح معينة ولوضع معين، فهي ليست صالحة لكل زمان ومكان، والعبرة بالكليات والقواعد لا بالمسائل الجزئية المرتبطة بظروف معينة، التي من الممكن أن تستغلها الجماعات المتطرفة، ومع ذلك لابن تيمية قواعد ترتبط بمعالجة ما نسميه الآن بحقوق الإنسان بشكل عام مثل قوله إن الحسنات والعبادات على ثلاثة مستويات عقلية وملِّية وشرعية، وعليه فالحقوق تستمد من هذه المستويات ومن ضمنها المستوى العقلي الإنساني المشترك، وكما يقرر ابن تيمية في باب الجهاد في رسالته في القتال حيث استثمر تعليل الفقهاء لتحريم الشريعة لقتل النساء والرهبان والأطفال بأنهم ليسوا من أهل المقاتلة، لذا قام بوضع تعليل أخلاقي للجهاد ـ من خلال استقراء آيات الجهاد في القرآن واستقراء فعله صلى الله عليه وسلم ـ هو أن سبب الجهاد هو المقاتلة والعدوان وليس سببه مجرد الكفر.

     

    * هل تتوقع أن يكون للقراءة الجديدة لفكر ابن تيمية أثر على واقع صراعاتنا الفكرية الموغلة في قضايا جانبية لم تصل للحوار في قضايانا التنموية والنهضوية في مختلف المجالات؟.

     

    - نعم، وهذا ما آمله ويأمله كل مهتم برسالة الإسلام المحققة لهذه التنمية والنهضة التي نصبو إليها، فالإسلام لا يهمل الاعتبار والتجريب الإنسانيين، ليس في مجال العلوم الطبيعية فحسب، بل أيضاً في مجال العلوم الإنسانية، فالاستفادة من الأمم المتقدمة في الإدارة والاقتصاد والتربية والتعليم هو مما دعا إليه القرآن في الاعتبار وهو التبادل المعرفي المشار إليه في قوله سبحانه: (إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وليس هو معرفة الأنساب فقط كما اختزل الآية بعض المفسرين.

     

    لذا أتوقع من القراءة لفكر ابن تيمية أن تحررنا من التقليد وأن تعطينا القواعد العامة في عدم الإنكار والتأثيم للمجتهد اللذين هما (أعني الإنكار والتأثيم) سلطة الغوغاء من الصف الثاني من مقلدي أهل العلم، وأن تحررنا ممن يدعون عصمة فهمهم للشريعة، وهو ما يدعو ابن تيمية إليه دوماً، لذا كان يقول: أكثر ما يفسد الدنيا نصف متكلم ونصف متفقه ونصف متطبب ونصف نحوي، هذا يفسد الأديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد الأبدان وهذا يفسد اللسان، ولاحظ أن نصف المتكلم يفسد الأديان، ونصف المتفقه يفسد البلدان، لأن الفقه هو القانون وهو التشريع المرتبط بعلاقات الناس وتعاملاتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فعند وجود نصف متفقه لا يعرف إلا قاعدة سد الذريعة والخوف من أن يصيبنا مما أصاب مصر من تحرر مع أنها الآن أكثر البلاد الإسلامية محافظة بعد السعودية، لأن الموقف السلبي ينتج فراغاً يسده من لم يرفع للشريعة رأساً.

     

    لذا فإني أدعو ومن خلال هذا اللقاء أن نستثمر مناسبة مرور سبعمائة سنة على وفاة ابن تيمية لأنه متوفى في 20/11/728هـ، بضرورة عمل مؤتمرات وندوات في فكر الشيخ المبخوس حقه من طائفتين متطرفتين: طائفة تدعي وصلاً به وهو منها براء مثل التكفيريين الجهاديين وطائفة تقدح فيه من علمانيي العرب وهم أجهل الناس بتراثه طبعاً، هذا غير من يناوئ ابن تيمية لمواقف أخرى.

     

    * هل ترى أن الوقت مناسب لعمل مؤتمر لابن تيمية مع وجود ما ذكرت؟.

     

    - فكر ابن تيمية (رحمه الله) يؤكد على فهم الدين فهماً حقيقياً كما أنزل وكما جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم) لأن الدين ثورة تصحيحية على تحريفين: تحريف اليهودية والمسيحية للحنيفية التي جاء بها إبراهيم عليه السلام، وعلى ضلال الوثنية الجاهلية والصابئية، وكل تحريف في الأمة فيه شبه من هذه الطوائف التي تثبت الوسائط أو الحلول حتى في الفكر الغربي.

    لذا فابن تيمية يقول دائماً عن الفكر المعتدل بأنه يدعو إلى الحق ويرحم الخلق، فالإسلام التوحيدي التحريري لا يحتاج إلى تحريف أو مقاربة مع هذه الطوائف، بل لا بد أن يكون واثقاً وثابتاً في دعوة الناس للحق، وفي باب التعامل يجب أن تكون الرحمة والتعايش السلمي وسيلتي التعامل مع هذه الطوائف القائم على المصلحة الإنسانية وفق أخلاق الإسلام التي ترحم الحيوان فضلاً عن الإنسان.

     

    * من ترشح من الأسماء التي تقوم بالمحاضرة في هذه المؤتمرات أو الندوات التي تتحدث عن فكر ابن تيمية؟.

     

    - أعتقد أن هذا الموضوع خاضع للجهة العلمية المنظمة لمثل أمر كهذا، ولكن هناك أسماء من المستحسن ألا تغيب في المشاركة ليس لصحة قراءتها لابن تيمية ولكن لوجود آراء لها حول ابن تيمية تحتاج لمعالجة ومذاكرة وهذه الأسماء لامعة في سماء العالم العربي والإسلامي مثل: الدكتور أبو يعرب المرزوقي، والدكتور طه عبد الرحمن، والدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور أحمد الريسوني، والدكتور سلمان العودة، والدكتور عبدالحكيم أجهر، والدكتور عبدالرحمن المحمود، وغيرهم كثير

  5. http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2006/12/198375.htm

     

    تجربتي المريرة مع قناة الجزيرة 2

    GMT 8:45:00 2006 الإثنين 18 ديسمبر

    عماد مهدي

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    الحلقة الثانية

     

    ويأتيني الرد على هذه التساؤلات بأني عراقي ومن المؤكد ان تقاريري لن تكون حيادية!!! تصوروا هم يقولون عني هذا الكلام دون ان أي اثبات لديهم بل لم يجربوني حتى وهم في نفس الوقت بعثوا الى هناك من ارسل تقارير ان ذاكرتي لا زالت تختزن مشاهد الفرح التي كنت اراها في عيون العاملين في القناة واللذة بمصائب العراقيين وهم يرددون على مسامعي ومسامع الاخرين طوال الوقت " الم يكن الافضل لهم لو بقوا تحت حكم البطل صدام حسين اليس اشرف لهم من خيانتهم له "!!!؟؟؟؟ وصوتي المبحوح في داخلي يتسائل بعنف في وجوههم الكئيبة التي لا تعرف الرحمة " ومن خان من؟؟!! من غدر بمن؟؟؟ الا تفهمون؟؟ الا تستوعبون؟؟؟

    ملؤها السم الزعاف ما جعل المشاهد العربي والعراقي بصورة خاصة يشعر حينها ان هؤلاء الذين كانوا يبعثون تقارير من العراق قبل اقفال مكتب الجزيرة كانوا يتعاملون مع الاحداث هناك باسلوب التشفي بمصاب العراقيين بل وتغطى افراح العراقيين بصورة قاتمة ومحزنة حتى وكأن لسان حال المراسل هناك يقول " هؤلاء الد اعدائي بل ان ابناء دولة اسرائيل احب الي منهم "، ومن منا ينسى الاسلوب الغريب والزعيق والتهويل الذي كان يمارسه المؤذن السابق الاخونجي احمد منصور في تغطيته من مدينة الفلوجة وهو ضيف معزز ومكرم في بيوت الارهابيين التكفيرين الصداميين هناك!

     

    اذكر في احدى المرات كتبت مقالة تعبر عن رأيي في الاحداث بالعراق فيما كان يعرف لدى العاملين هناك ب" talk back ركزت بالذات على من يدعون مقاومة الاحتلال من بينهم حتى الشيعة من امثال مقتدى الصدر وجواد الخالصي، وكانت ردود الفعل عنيفة ومتطرفة الى درجة التقزز من العديد من العاملين هناك وعلى رأسهم وكيل السفارة السورية في الجزيرة مهلك العلي اضافة الى القبلي الاصولي تملالي الذي سرق فيما بعد اسم الشهرة الذي كان جميع العاملين ينادونني به " Double Trouble "، بل اني وجهت قبل ذلك عبر هذا talk back دعوة لبقية زملائي لتأسيس فرق للكرة الطائرة والمنضدة وغيرها من الرياضات للتنفيس عن ضغط العمل الذي نعاني منه تحت رحمة المنتجين والمسؤولين واذلالهم للمستضعفين في غرفة الاخبار وطبعا انا على رأس هؤلاء، وكانت النتيجة في غاية الاستغراب والعجب من هذه الدعوة العفوية حتى ان سكرتير مدير القناة المتعجرف الذي يابى دوما الرد على سلامي جائني شخصيا لتسليمي كتاب الفات نظر وتهديد بانزال اشد العقوبات علي ان تجرأت مرة اخرى على المنتجين والمسؤولين حتى ولو على سبيل المزاح والعفوية!!! ولا زالت حتى اليوم احتفظ بهذا الكتاب وبنص الدعوة التي وجهتها الى زملائي التي لا يوجد فيها أي شيء يشير الى كلام سيء او غير ذلك.

     

     

    انا لا اهوى المشاكل او اسعى لها لكن طبيعتي تابى الظلم والاستبداد والسكوت على الباطل، ما جعل البعض يقولون اني احرك المياه الراكدة واثير القلاقل اينما اذهب حتى صرخت احداهن بوجهي قائلة " دعها راكدة يا اخي واحصر كل همومك بجمع المال وشراء شقة في لندن او في باريس او في المغرب كما يفعل الاخرون ومساعدة اهلك في العراق للتخفيف عن معاناتهم وهم يعتمدون على كل فلس تبعثه اليهم، فما الذي ستجنيه من تصديك للاخرين واعتراضك على ما يجري، دعهم يفرحون ييث اشرطة الفيديو لقائدهم المغوار الهمام صدام والارهابيين في العراق الذين يسمونهم بالمقاومة الشريفة... دعهم يا اخي فما الذي سيفعله صوتك المتحضر بين كل هذا الزعيق والصراخ الهمجي الاجوف؟؟!!"

     

     

    احد المنتجين قال لي بصراحة ان التقرير الذي عملته عشية يوم عاشوراء واستمرت الجزيرة باذاعته على مضض وبعد شد وجذب مع نائب مدير الاخبار الذي رفضه كليا في البداية وعاد للاقتناع به بعد ان اتهمني اني اريد تحويل القناة الاخبارية الى قناة المنار!!! ( رغم اني لست من عشاق هذه القناة بالمرة ) كان هو ورقة التوت على حد وصفه التي احتمت فيه الجزيرة من اتهامات العراقيين لها بالتحريض لقتل القادة الشيعة بعد حادثة مقتل السيد محمد باقر الحكيم المدوية في مدينة النجف والتي كادت ان تؤدي فعلا الى حرب اهلية لولا الدعوات المتكررة من المرجعية الدينية في النجف الى التهدئة وتوحيد صفوف العراقيين.

     

     

    نائب مدير الاخبار الشولي الذي كان حسب ما يتناقل جميع العاملين في القناة مجرد موظف بسيط في مكان ما ولا علاقة له بالاعلام لا من قريب ولا من بعيد قرر التخلص مني ولا ادري ان كان هذا الامر قد تم بالتعاون مع مدير الاخبار المصري ام لا. فقد اتصلت بي صباح يوم منسقة جدول الصحفيين العاملين في غرفة الاخبار لتبلغني اني سابدأ عملي في الاسبوع القادم في قسم الغرافيك!!!! نعم في قسم الغرافيك!!! تصوروا صحفيا يكتب الاخبار ولا علاقة له بالامور التقنية ينقل الى قسم الغرافيك ليتم التخلص منه كما تم التخلص من جميع الصحفيين العراقيين في غرفة الاخبار الذي كانوا حينها عددهم لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة كي تخلو الساحة لهم يرسمون لوحة حاضر ومستقبل بل وحتى تاريخ العراق وفق اهوائهم الشيطانية!! علما ان احد هؤلاء الذين تم نقله الى قسم اخر كان من اشد مؤيدي النظام السابق ويحن اليه لكن هذا لم يشفع له البتة. وذهبت حينها للعمل في قسم الغرافيك وانا اضرب اسداسا باخماس ما الذي سافعله بالضبط هناك!!؟؟؟ وبصراحة رغم شعوري بالراحة والاستجمام لعملي في هذا القسم بسبب وجود بعض الشباب الاريحية الا اني افقت بعد ذلك على دوامة التأييد العلني لقادة الارهاب في العالم الذين لوثوا سمعة الاسلام وباتت الدنيا كلها تعادينا بسبب طيشهم وغيهم ورغبتهم الجنونية للشهرة على حساب الدين القيم، فقد كان احدهم احلف بالله يشبه هؤلاء نسخة طبق الاصل ويرتدي فانيلة وبنطلون قصير مشابهة لما يرتديه المعتقلون المتهمون بقتل العراقيين في سجن ابوغريب والذين تم اطلاق سراحهم من قبل القوات الاميركية رغم ثبوت التهم عليهم واعترافهم بكل جرائمهم!!!! حتى ان هذا الشخص وارمز له بحرف ر بذقنه الطويلة ونظراته الحادة التي لم تعرف العفو والتسامح من قبل رغم ذكرهما مرارا بالقران الكريم يتفاخر بعرض الصورة البشعة لمشاهد ذبح الاميركي نيكولاس بيرغ التي نقلها من احد المواقع الارهابية التي يداوم على متابعتها ويردد مع الذباحين الله اكبر، رغم استنكاري وقرفي من هذا الفعل انا وزميل اخر لي كان في القسم الرياضي!!! كما كان عراقي اخر هناك يشاطره هذه اللذة والنشوة، هذا العراقي وارمز له بالحرف أ لا يتقن عمله جيدا وبقي صامدا هناك لعلاقته بشيوخ الاصولية والسلفية عرض ايجار بيت اهله في منطقة السيدية في بغداد لمجموعة من الارهابيين القادمين من وراء حدود العراق حسب ما سمعت واكد لي مقربين له وجاء ببقية اهله الى قطر رغم ان قطر لاتمنح تأشيرات الدخول للعراقيين بهذه السهولة!!!

     

     

    كما ان ذاكرتي لا زالت تختزن مشاهد الفرح التي كنت اراها في عيون العاملين في القناة واللذة بمصائب العراقيين وهم يرددون على مسامعي ومسامع الاخرين طوال الوقت " الم يكن الافضل لهم لو بقوا تحت حكم البطل صدام حسين اليس اشرف لهم من خيانتهم له "!!!؟؟؟؟ وصوتي المبحوح في داخلي يتسائل بعنف في وجوههم الكئيبة التي لا تعرف الرحمة " ومن خان من؟؟!! من غدر بمن؟؟؟ الا تفهمون؟؟ الا تستوعبون؟؟؟

     

     

    ان قناة الجزيرة التي انشئت منذ عشر سنوات لم يكن لها أي غرض للتطوير الاعلامي او الريادة في الحرية الاعلامية كما يظن مع الاسف الكثير من العرب بل للترويج لزعيمها الاوحد صدام حسين وتلميع صورته الباهتة وجعله بطل العرب القومي حتى وان كان السبيل الى ذلك تلويث سمعة خمسة وعشرين مليون عراقي واتهامهم باشبع الاوصاف من خيانة وعمالة والمجوسية والصفوية ووووقائمة طويلة من قاموس المهانات التي كانت تبث على شاشتها دون انقطاع من خلال جمع برامجها وحتى من خلال منبر الاصوليين والارهابيين والقوميين الذي خصصته لهم القناة وفتحت خطوط الهاتف لكل من هب ودب لشتم الاغلبية العراقية وبعض العرب الشرفاء الاصلاء ونعتهم باقذر الصفات، بل ان احد مذيعيها الجزائريين الذي بعثته الجزيرة الى العراق يوما ما للقيام بتغطية الاحداث هناك تعمد ارسال مقتطف صوتي لاحد العوائل الهاربة من القصف الاميركي على مدينة الفلوجة تظهر فيه ام العائلة تسب وتشتم بكلمات نابية شيعة العراق على ما جرى لمدينتها وكأنهم هم وراء هذا القصف الاميركي وخراب المدينة التي جعلها العرب رمزا للمقاومة وتغنوا بها وشبهوها بالفالوجة الاخرى وليس الارهابيين القادمين من وراء حدود العراق الذين جعلوا المدينة عاصمة لامارة طالبانية ومنطلقا لعمليات الغدر والتفخيخ في بغداد.

     

    يتبع..

     

    عماد مهدي

     

    صحفي

     

    تجربتي المريرة مع قناة الجزيرة 1

     

  6. --------------------------------------------------------------------------------

    رواية شهود عيان لعملية خطف جماعي في وسط بغداد

    رواية شهود عيان لعملية خطف جماعي في وسط بغداد: الشرطة على امتار ووحدة من الجيش وصلت متأخرة ... مئة مسلح بزي قوات الأمن اقتحموا منطقة السنك ... و«غنموا» العشرات من الرهائن ومبالغ كبيرة

    بغداد الحياة - 15/12/06//

    جندي في منطقة السنك بعد عملية الخطف. (رويترز)

    من جديد، شهدت العاصمة العراقية أمس عملية خطف جماعي عشوائية، أثارت الهلع بين السكان واهالي المخطوفين الذين يخشون من ان تبدأ جثثهم في الظهور تباعا في الشوارع، ومرة اخرى كان الخاطفون الذين قارب عددهم المئة، يرتدون زي قوات الامن ويستقلون سيارات مشابهة لسياراتها ويتصرفون بثقة عالية وتنظيم جيد، غير عابئين بتوسلات الضحايا وتأكيدات براءتهم. وتزامنت عملية الخطف مع دفن 50 جثة مجهولة الهوية في احدى مقابر كربلاء، بعدما مضى اكثر من ثلاثة شهور على وجودها في مشارح المستشفيات.

     

    ففي الحادية عشرة، ظهر امس، كانت منطقة السنك التجارية الرئيسية في وسط بغداد، والمتخصصة في بيع قطع غيار السيارات، تعج بالزبائن والمارة على عادتها، حين وصلت فجأة عشرون سيارة رباعية الدفع ترافقها بضع سيارات اسعاف ونزل منها نحو مئة مسلح بثياب مموهة بدأوا على الفور في دهم المحلات التجارية واقتياد اصحابها والزبائن والمارة على السواء الى سياراتهم. وقال شهود ان عدد المخطوفين يراوح بين خمسين وسبعين شخصا ربطت ايديهم وراء ظهورهم. واستغرقت العملية زهاء عشرين دقيقة، رحل بعدها المسلحون مع «غنيمتهم» التي شملت ايضا مبالغ مالية كبيرة من المتاجر التي اقتحموها. واعلن لاحقاً ان الخاطفين اطلقوا نحو 30 رهينة.

     

    ونقلت وكالة «فرانس برس» عن احد حراس المباني التجارية ان المسلحين كانوا يصيحون «ابيض اسود حلو، شيل»، في اشارة الى عدم تفريقهم بين مذاهب المخطوفين، أكانوا من السنة او الشيعة او المسيحيين. وقال سامي ميرزا: «دخلوا الى محل صاحب المبنى حيث أعمل واردت ان اطلق النار عليهم لكنني تخوفت من ان يقتلوه في الحال». وأضاف: «صاح احد المخطوفين، قائلا: انا من حزب الدعوة، فأجابوه اهلاً وسهلاً بك تعال معنا اذن، فنحن نبحث عنكم».

     

    وروى محمد مطيع احد الباعة في السوق ان «نحو مئة مسلح يستقلون عشرين سيارة على الاقل تابعة لقوات الامن ترافقها سيارات اسعاف حاصرت السوق وتوزع العشرات من الجنود الذين قالوا ان لديهم مهمة هنا، واكدوا ان لا داعي للخوف». وقال انهم «قاموا بعدها بالقبض على الناس بشكل عشوائي». وأشار الى «عدم تدخل قوات الشرطة التي كانت قريبة من موقع الحادث رغم مناشدة الناس لعناصرها، باستثناء عدد من عناصر جيش المهدي (التابع للزعيم الشيعي مقتدى صدر) بادروا الى اطلاق النار في اتجاه المسلحين».وأوضح مسؤول في «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» في المنطقة، طالباً عدم كشف اسمه: «قيل لنا ان هناك قوة من الحرس الوطني دهمت السوق فتوجهت الى المكان من جهة شارع الرشيد مع زملائي فوجدنا اربعة اشخاص يرتدون زي الحرس الوطني. سألناهم ماذا يحدث فأجابوا: لدينا استفسار يستغرق ربع ساعة فقط لا تقلقوا».

     

    واضاف: «لم نعلم بادئ الامر ان هناك عملية خطف جماعي، لكن بعد لحظات بدأ اطلاق النار بصورة عشوائية فاتصلنا بالجهات المختصة والشرطة والجيش، فأكدوا عدم وجود اي مهمة مماثلة في هذه المنطقة... وصلوا بعدها لكن تحركهم جاء متأخراً جداً».

     

    واكد ان «السيارات التي شاركت في العملية لا تحمل ارقاما او علامات تدل على الجهة التي تنتمي اليها» مشيرا الى «وجود مدنيين يحملون مسدسات خاصة بالشرطة والجيش العراقي كانوا بكامل قيافتهم مما لا يدع أي مجال للشك بهم».

     

    وكان مسلحون يرتدون ثياب قوى أمنية خطفوا عشرات الموظفين والمراجعين في وزارة التعليم العالي منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وعثر على جثث عدد منهم في وقت لاحق.

     

    وقال ناطق باسم وزارة الدفاع العراقية (ا ب) ان منطقة السنك خاضعة لسيطرة وزارة الداخلية، مضيفاً ان «من السهل في العراق شراء ملابس عسكرية شبيهة بزي الجيش او الشرطة من السوق، رغم اننا اعطينا تعليمات بمصادرة مثل هذه الملابس ومعاقبة المتاجرين بها».

  7. المنتخب الاولمبي العراقي جمع كل الطوائف والمذاهب

     

    المنتخب الاولمبي العراقي

    15/12/2006 15:43 (توقيت غرينتش)

     

     

    جاء لاعبو المنتخب الاولمبي العراقي من جميع أنحاء البلاد متغلبين بذلك على الطائفية والمذهبية تحدوهم الرغبة في رفع اسم بلادهم عاليا بتحقيق الانتصارات التي تفرح قلوب العراقيين.

     

    ورغم أن العنف الطائفي الذي دفع الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى تقسيم الدوري العراقي إلى ثلاث مجموعات في الجنوب والشمال إضافة إلى منطقة بغداد إلا أن المنتخب العراقي، الذي واجه اليوم الجمعة منتخب قطر في الدور النهائي لدورة الألعاب الآسيوية، لا يعاني من أي صراعات مذهبية. كابتن المنتخب الاولمبي يونس محمود (23) عاما، قادم من محافظة كركوك شمال شرق وتحديدا من منطقة الحويجة ذات الأغلبية السنية ويقود فريقا يضم لاعبين من أبناء محافظة النجف الشيعية جنوب بينهم كرار جاسم وحيدر عبودي.

     

    ومن إقليم كردستان الشمالي، يشارك جاسم حاجي، لاعب نادي دهوك، الذي يعد حلقة هامة بين زملائه. ومن بغداد يشترك خمسة عشر لاعبا، خمسة من السنة وعشرة من الشيعة لا تفرق بينهم حواجز مذهبية أو طائفية بينهم علاء عبد الزهرة شيعي اللاعب المحترف في نادي "مسكرمان" الإيراني.

     

    ويرى نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، ناجح حمود شيعي أن الأسرة الرياضية العراقية عموما والكروية خصوصا لا تعرف أي نوع من الخلافات المذهبية أو الطائفية. ويضيف حمود الذي ينحدر من محافظة النجف، أن كرة القدم لعبة تجتمع فيها المواهب والمهارات ولا يهم فيها وجهة لاعبيها ومذاهبهم فالكل يسعى لصنع انجاز كروي يرفع اسم بلاده.

     

    ويقول لاعب المنتخب الاولمبي علاء عبد الزهرة (20) عاما في كرة القدم لا توجد أية هواجس تثير حساسيات مذهبية فكل اللاعبين مهتمون بصنع نتائج جيدة لرفع اسم العراق لان كرة القدم استطاعت التغلب على المشاكل المذهبية. من جانبه، أكد كابتن الفريق يونس محمود (23) عاما المحترف في نادي الغرافة القطري إن جميع لاعبي المنتخب زملاء وأصدقاء وما يهمنا جميعا هو رفع اسم بلادنا عاليا بتحقيق الانتصارات التي تفرح قلوب العراقيين.

  8. بغدادية

     

    قالوا سني لو شيعي؟ قلت عراقي وصوتي داوي .. قالوا من عنوانك نعرف؟ جاوبته اني انباري وكوتاوي وعمارلتي و تكريتي بس بالحلة ساكن واصلي مصلاوي..قالوا من أولادك نعرف؟ قلت ولدي عموري وعلاوي! قالوا صلي وهي تبين! قلتلهم انصلي بالخلاني واتوضئ بماء الكوفة ومن النعمان اسمع اذاني واول ركعة بموسى الكاظم وثاني ركعة بالكيلاني... اذا انك عراقي... ارسله لكل عراقي وادعم بلدك في هذه المحنة. بغدادية - بغداد

     

    http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2006/12/197336.htm

  9. القطريون يفخخون مباريات الفريق العراقي !! - فالح حسون الدراجي

     

    (صوت العراق) - 10-12-2006

    ارسل هذا الموضوع لصديق

     

    القطريون يفخخون مباريات الفريق العراقي !!

    -------------------------------------------------

    فالح حسون الدراجي

    كاليفورنيا

    falehaldaragi@yahoo.com

    لا أخفي على القاريء الكريم، أن في قلبي ألماً شديداً، وحزنا عظيماً يصل أحياناً حد البغض والكراهية لمواقف الدول

    العربية من القضية العراقية، فكلما أرى وأسمع تلك المواقف المخجلة، سواء تلك التي تخرج من ( جعبة) الحكومات

    العربية رسمياً، أم تلك التي تأتي من شعوبها (تفخيخياً) وأعلامياً، بخاصة من قبل نخبها الثقافية، والسياسية، والدينية

    أصاب بالدهشة، والحيرة، وقبل ذلك أشعربمرارة الفجيعة، لاسيما وأني لم أستطع حتى هذه اللحظة، أيجاد سبب واحد

    يقنعني بهذه الدونية، واذا كانت الدول العربية- بأستثناء دولة الكويت - تقف وللعام الرابع، بنجاح ساحق ضد مصلحة

    العراق الجديد، دون الحاجة الى ذكر تفاصيل هذه ( الضدية ) وهذا العداء غيرالمبرر، سواء في تجنيد الأرهابيين،

    وتسهيل مهمة دخولهم الى العراق، أو في عمليات دعم وتمويل المنظمات الأرهابية ( في بلاد الرافدين) أو في نشاط

    الأعلام العربي المحموم ضد الشعب العراقي، أو في محاصرة المثقف العراقي الحر، وعدم الأعتراف بمنظماته

    الديمقراطية المنتخبة، كموقف أتحادالأدباء العرب من عضوية أتحاد الأدباء العراقيين، ناهيك عن تلك الفايروسات،

    والسموم الطائفية التي ينفثها ضدنا مفتو وشيوخ الأسلام العربي، وأصرارهم - وبأنحياز مفضوح - على أستخدام لغة

    التحريض، والتخوين ضد الشعب العراقي، وضد حكومته الوطنية المنتخبة، فضلاً عن حجم الحقد، والغِل الكبيرين

    اللذين يحملهما العرب في صدورهم ضد كل ما هوعراقي، أقول، اذا كانت بلدان ( الأمة العربية المجيدة ) تتساوى

    جميعاً بهذا (الشرف القومي) فأن لبعض الدول العربية شرفاً مميزاً، ونشاطاً فاعلاً في العداء ضد العراق، ولعل دولة

    قطر واحدة من أبرزهذه الدول المعادية، ولنبدأ من أيام تمزيق العلم العراقي قبل اكثرمن عشرين عاماً، حين تسابق

    لاعبو، ومسؤولو، وجمهور( گطر) على تمزيق تاج رؤوسهم ( ورؤوس الخلفوهم) في ملعب ( عار ) الدوحة !!

    ثم ننتقل الى مواقف قطرالمتحيزة ضد العراق، وخاصة بعد سقوط النظام الصدامي، حيث تبرزهذه المواقف جليَّة في

    المحافل العربية والأقليمية والدولية، وفي عموم ميادين السياسة، والرياضة، والثقافة، حيث يمضي مندوبو قطر في

    هذه المحافل نحوصناديق التصويت (عمياوي) لصالح أي منافس للمرشح العراقي، حتى لو كان المنافس أحمد عدوية!

    وتحت يدي الآن قائمة وافية بهذه المواقف، اللهُمَّ الا في بعض اللجان الرياضية الأقليمية، بشرط أن يكون المرشح لها

    حسين سعيد، حيث يمنح المصوِّت القطري صوته ( وهو ممنون) وطبعاً فأن هذا التصويت (مو بلاش) أنما

    يأتي - لأسباب تجارية، وتفاهمية، وشوية بعثية - وشويه علاقات أجتماعية، وكله تمام يا حجي همام!!

    ولو واصلنا مواقف الخزي القطرية، منطلقين من ( جزيرة) بن لادن والظواهري والزرقاوي، ودسها المكشوف ضد

    الشعب العراقي، فضلاً عن دعمها العلني للأرهاب والأرهابيين، مروراً بعلاقاتها الودية النشيطة مع الشخصيات،

    والقوى المعادية للعراق الجديد (وهي كثيرة جداً) أضافة الى الجهود المتحيزة التي تبذلها الشخصيات القطرية العاملة

    في الأتحادات الرياضية العربية والأقليمية، وكان آخرها أبعاد اللاعبين يونس محمود وهواري ملا عن جائزة أفضل

    لاعب في قارة آسيا، ومنح الجائزة الى لاعب قطري، هو لايصل في مستواه الى مستوى يونس ( بتك رجِل) !!

    ثم جاءت الطامة الكبرى في أسياد الدوحة، حيث أستبدل منظمو البطولة ( القطريون ) الفريق التايلندي - الضعيف -

    بالفريق الأوزبكستاني - القوي - ليلاعب،عسى أن يخرج الفريق العراقي الأولمبي من البطولة في الدورربع النهائي،

    كما قام (القطريون) وهم منظمو البطولة بتصرفات أقل مايقال عنها (انها تصرفات زعاطيط) حيث قاموا بتغيير وقت

    مباراتنا من الليل الى العصر، وقبل ساعات قليلة من المباراة ، اضافة الى قيامهم بأناطة مهمة التحكيم بحكم ماليزي ( خرنگعي ) ، لايصلح للتحكيم حتى في ملعب ( العوينة ) الشعبي، أو في ساحة ( أبو الوليد ) الشعبية !!

    ولكنَّ شبابنا الأشاوس تألقوا بالغيرة العراقية، رغم (دونية الجماعة وخستهم) ففازوا على أوزبكستان بهدفين مقابل

    هدف وليسحقوا الأحلام الشريرة للكارهين جميعاً، حيث سيمضي (الى الذهب) بأذن الله، ورغماً عن انوف الصغار!!

    وللحق، فأن الشيء الذي يدهشني ويظل يراودني أبداً، هوأصرارهؤلاء (الصغار) على منازلة الكبار، وكذلك تشبثهم

    باللعب مع العمالقة الأبطال، فجزيرة قطرمثلاً، والتي هي بحجم صغيرجداً، ربما أصغرمن خرم الأبرة، تحاول رغم

    ضآلتها،أسقاط دولة عظيمة مثل الدولة العراقية، ولا أعرف كيف تجرؤ بعوضة ما على مناطحة جبل شاهق وعظيم؟

    قد أفهم خصومة الوهابية السعودية للعراقيين، وقد أعرف أسباب ( كراهية ) أيران لحضارة الشعب العراقي الجميل،

    كما أفهم قلق سوريا ورعبها من تجربة أسقاط البعث العراقي، وأحاول جاهداً ان أجد العذر لمؤامرات تركيا، وتملق الأمارات لمنظمات الأرهاب، وأحتفالات الطائفيين الفلسطينيين والأردنيين ( بعرس الشهيدين عدي وقصي) كما أفهم

    غيرة الرئيس المصري من (الدورالعراقي القادم) وأعرف تأثير الأعلام والمؤسسة الدينية المصرية في تحشيد مطايا

    الأرهاب وشحنهم الى العراق، وربما أفهم مواقف ( مجادية السودان ) وأحلام أولاد الزنا في الجزائر، أو حشرات المغرب، أوغيرهم من صراصر القرون الوسطى الذين يتدافعون بالسفر الى الآخرة عبر البوابة العراقية المضمونة.

    كما افهم ويفهم العالم كله أسباب الصراع بين امريكا ( والمرحوم ) الأتحاد السوفيتي، ومبررات التناحرالدامي بين الهند وغريمتها الباكستان، أو الخلافات بين اليونان وتركيا، وبين بريطانيا والأرجنتين، أوالتي بين الدولتين العظمتين

    الصين الشعبية وسلطنة قابوس ( بأعتبارهما بلدان نوويان عظيمان، لهما مصالح عسكرية وأقتصادية متصادمة) !!

    نعم أنا افهم كل هذه الأسباب، وهي يقيناً أسباب معروفة، لكني لم ، ولن أفهم سبباً واحداً يجعل من أمارة ( گطر )

    - والتي لم تزد في الأسلام خردلة - بأن تفكر - مجرد تفكير- بأن تصبح يوماً خصماً لبلد عظيم مثل العراق، بخاصة

    وأننا لم ننافسها يوماً على أفتتاح مكاتب رسمية لأسرائيل في بغداد، سواء أكانت علنية أو سرية، ولا نفكر يوماً بتقديم

    الغاز( للأصدقاء اليهود ) مجاناً ( بثواب روح العمة گولدا مائير) ولا بتقديم الرشاوي لحماس والقاعدة، أو لغيرهما

    من المنظمات الأرهابية المعروفة، كما أن ( أبن الرئيس جلال الطالباني) لم يفكر يوماً بتقليد الأمير القطري، فيخلع

    أباه من منصبه الرئاسي، كما فعل برميل الغاز القطري مع والده !!

    لذا فأن ما فعله القطريون ضدنا أمس، وكذلك أول أمس، وقبل أول أمس، وما سيفعلونه غداً حتماً - وبعد غد أيضاً

    - يجب أن يتوقع الجمهور العراقي الكثير من المؤامرات القطرية القذرة ضدنا - سوف لن يؤثر بنا قيد انملة،

    فمن المستحيل ان تسقط بعوضة - وأن كانت سمينة - جبل حمرين العظيم !! فيونس، وكرار، وعلاء عبد الزهرة، ومحمد گاصد ورحيمة، ومصطفى كريم، وسامرسعيد، ومن خلفهم يحيى علوان وسعدي توما ( لاحظ التشكيل الوطني

    والموزائييكي) وحيث تقف الملايين العراقية ، وحكومة الشعب الوطنية سنداً لهؤلاء الفتية، سوف يسقطون حتماً كل

    الأعاقات والمؤامرات، وسوف يعودون لبيتهما الكبير بالذهب وهو يلمعن وعيون الحاقدين تدمع !!

    وليعلم القطريون جيداً ان عمليات التفخيخ النتنة التي يقومون بها ضد منتخبنا الأولمبي لن تؤثر قطعاً بنا، فالمبلل ما

    يخاف من المطر، وقبلهم جرب الأكبر منهم التفخيخ، وفشل، فالعراقيون اليوم أقوى من الموت، وأكبرمن التفخيخ !!

  10.  

     

     

     

     

    كلمة السيد عبد العزيز الحكيم في معهد السلام في واشنطن

     

    بسم الله الرحمن الرحيم.

     

    في البداية يسرني التقدم بالشكر لادارة المركز على اتاحتها فرصة هذا اللقاء ,وان اشكركم انتم ايضاً على حضوركم ومشاركتكم. كثيرة هي الموضوعات الساخنة في العراق التي يمكن التحدث يها في هذا اللقاء ولكننا لا نريد ان نأخذ الكثير من وقتكم الثمين ،ولذلك اخترت ان اتحدث في الاطار العام وان اترك الخوض في التفاصيل إلى فقرة الحوار،وعلى هذا الاساس سيكون حديثي في البداية جواباً على سؤال ربما يختزل كل الاسئلة والموضوعات في العراق وهو الجواب على سؤال: العراق إلى اين ؟

     

    هل يتجه العراق نحو التقسيم والحرب الاهلية؟ وهل سيكون العراق امتداداً لايران؟ وهل سيكون قاعدة للعدوان على الدول المجاورة؟وهل سيكون ساحة لتصفية الحسابات الدولية؟

     

    الفيدرالية

     

    1ـ يُثار حول موضوع الفيدرالية وتشكيل الاقاليم في العراق مجموعة من التخوفات باعتبارها مقدمة للتقسيم في العراق،وارى ان هذه التخوفات مبالغ فيها ،فالتجارب الفيدرالية في العالم اثبتت انها ساعدت على التوحد اكثر مما ساعدت على التقسيم والتمزق.

     

    ان النظام السياسي الذي تأسس في العراق منذ نهاية الحرب العالمية الاولى،لم يؤسس لمفهوم حقيقي للدولة ،بل اسس لمفهوم السلطة التي استأثرت بها على الدوام فئات قليلة تنتمي إلى طائفة معينة، وقد استبعد هذا النظام بشكل متعمد غالبية الشعب العراقي عن مواقع السلطة ، ولم تحكم هذه السلطة من خلال دستور ولا احترام لحقوق الانسان، ولم تكن منتخبة من قبل الشعب العراقي .

     

    هذه السلطة التي تعاقبت على حكم العراق حوالي قرن من الزمان،لم تنجح ولو مرّة واحدة في خلق الاحساس لدى المواطن العراقي بالاطمئنان بان السلطة في بغداد تمثّله او تعتني بامره او تهتم بمعاناته،وطيلة اثنين وثمانين عاماً عاش غالبية العراقيين الاحساس بالقطيعة مع الحكم في بغداد،فالكرد خلال تلك الفترة عانوا من العدوان المستمر،والمواطنون في الوسط والجنوب عانوا من الاضطهاد الطائفي والاهمال ومصادرة الحقوق، ولم يشعر المواطن العراقي بشكل عام انه مسؤول عن اوضاع البلد،او ان له الحق في ان يقول رأيه فيما يجري في البلاد.

     

    لقد كان الماضي اوضح صورة من صور التقسيم ،وان بدت البلاد موحّدة من خلال سلطة مركزية ظالمة ومتحكمة ودكتاتورية،استأثرت بالثروة الوطنية (النفطية) الموجودة في الجنوب ومناطق كركوك من اجل الامعان في تكريس المظاهر الطائفية من جهة ، ومن اجل ملذاتها من جهة اخرى.

     

     

     

    والآن بعد سقوط الدكتاتورية في العراق، وتحرر العراقيين من سيئات الماضي ،فانهم يملكون الحرية في اختيار شكل الدولة التي يريدون العيش في ظلها، والدستور الذي يحمكهم، والسلطة التي تحميهم وتعمل وفق الدستور الذي صوّتوا عليه والزموا الحكومة بالعمل به.

     

    لقد اختار الاخوة الكرد الفيدرالية ،واكد الدستور على ان العراق نظام اتحادي ، وعلى هذا الامر صوت العراقيون بأرادتهم الحرة، وهذه هي المرة الاولى في تاريخ العراق الذي يقرر فيه العراقيون امرا مصيريا كهذا.

     

    ان في العراق اليوم نمطين من الفهم والثقافة لمفهوم الدولة والسلطة ،الاول وهو الوريث الشرعي لثمانية من العقود لغياب مفهوم الدولة وسيادة مفهوم السلطة المركزية المستبدة،الذين ما زالوا يعتقدون ان بامكان من يمسك بالسلطة في بغداد –وبغض النظر عن الوسيلة للسيطرة عليها سواء عن طريق الاغتيال او التآمر او الانقلاب العسكري- ان يحكم كما يشاء، ولذلك فانهم يرون في الفيدرالية انتقاصا من السلطة التي يسعون للحصول عليها يوماً ما،وهؤلاء ليسوا فقط من طائفة معينة بل هم من الشيعة والسنة ايضا.

     

    والثاني هو الذي يرى ان لا سبيل لتحقيق نظام سياسي واداري عادل الاّ من خلال الفيدرالية.

     

    ان الفيدرالية لن تقسّم العراق اطلاقاً،بل ربما تثير مخاوف بعض دول المنطقة التي اعتادت على انماط الحكم الفردي الذي يمنع الشعب اساساً وكذلك الاقليات الدينية والمذهبية والقومية من التمتع بحقوها المشروعة.

     

    اننا لانملك الحق في ارغام العراقيين على نمط معين من الادارة، وما زالت موضوعة الفيدرالية قيد التداول بين العراقيين انفسهم،وعندما يحين موعد الاستفتاء عليها بعد سنتين تقريباً سيقولون رأيهم وعلينا ان نقبل رأيهم سواء رفضوها او اختاروها كنظام اداري للبلاد،لاننا عندما نطرح موضوع الفيدرالية فهذا لايعني اننا نقرر بدلاً عن الشعب،بل اننا نطرح رأينا وللشعب ان يختار ما يعتقده صحيحاً.

     

    الحرب الاهلية

     

    ان الحديث عن الحرب الاهلية ووقوعها لايثير مخاوف الآخرين فقط بل يثير مخاوفنا ايضا، وان تطور القتل الطائفي او اعمال الميليشيات لا يقلق الاخرين فقط بل يقلقنا ايضاً.. وهو حديث وقلق لم ينطلق بعد سقوط صدام بل كان متداولاً قبل سقوطه ايضاَ،ولاننا كنا نسعى لتحقيق السلم الاهلي رفضنا فكرة الانتقام العشوائي من البعثيين وقلنا يجب تقديم من ارتكب جرائم ضد العراقيين إلى المحاكم العادلة، ووضعنا التصورات لحل ودمج الميليشيات حتى تلك التي قاتلت صدام حسين وغيرها.. لكن المشكلة تكمن في ان البعثيين الصداميين والزرقاوي من انصار القاعدة صوّروا ما حصل على انه استهداف طائفي للسنة وخاضوا منذ الايام الاولى لسقوط صدام حربا ارهابية ضد الشيعة ساعين لدفعهم باي شكل ووسيلة للرد والانتقام من اجل تسعير الحرب الطائفية،ولما فشلوا في تحقيقها فجروا مرقد الامامين العسكريين فانتفض بعض الشيعة لكن المرجعيات الدينية الشيعية تمكنت من ان تهدئ الغضب الشيعي للاغلبية الساحقة وظلوا يواصلون الاستفزاز ويصعدون من افعالهم البشعة املين ان تسفر ردود فعل بعض الشبان الى تحقيق مراميهم.. وكلكم سمعتم ما حصل في يوم 24/11/2006 حيث فجرّوا مجموعة من السيارات المفخخة في مدينة الصدر ببغداد والتي ذهب ضحيتها اكثر من 200 شهيد واعداد مضاعفة من الجرحى والمعوقين.. وكاد الغضب ان ينفلت لولا المرجعيات الدينية الشيعية والقوى السياسية الواعية التي اوصت بالهدوء وحاولت ان تحتوي الاوضاع الخطرة الملتهبة اصلاً.

     

    اننا نعي كاملا مخاطر هذه الحرب ونعي كاملاً مخاطر ردود الفعل التي صدرت او تصدر من بعض الجماعات المسلحة غير المنضبطة وخارج سلطة الدولة والحكومة.. فهذا كله ليس من مصلحة العراق،بل هي من مصلحة اعداء التغيير في العراق وهم البعثيون الصداميون والتكفيريون والارهابيون والمتطرفون من كل الفئات والذين نشروا الموت والخراب في العراق.

     

    ونعتقد ايضا ان الاجراءات الرادعة المتخذة ضدهم لا زلت لا ترقى إلى مستوى اجرامهم وبشاعتهم،وخطرهم،وان ما يجري فعلا ان الضربات التي توجّه اليهم من قبل المتعددة الجنسيات او قوات الامن العراقية الحديثة النشوء لاتقضي عليهم بل تتركهم ينشطون مرة اخرى، وهذا يعني ان هناك خطأ في السياسات التي تتخذ للتعامل مع هذا الخطر على العراقيين

     

    ان ابعاد شبح الحرب الاهلية في العراق لايتم الاّ من خلال توجيه الضربات القاصمة للارهاب التكفيري والبعثيين الصداميين في العراق، وبغير ذلك سنظل نشهد بين آونة واخرى مجازر يروح ضحيتها العراقيون الابرياء.

     

    ولا اعني بكلامي هذا ان الحرب الاهلية في العراق مستحيلة.. فللصبر حدود كما يقولون.. واخشى ما اخشاه ان تفقد المرجعيات الدينية الشيعية يوما ما القدرة على تهدئة النفوس، مع استمرار القتل والتحريض الطائفي ضد الشيعة من قبل بعض الاعلام المغرض، والعمل على منع العراقيين بكافة مكوناتهم ومنهم الاغلبية الشيعية من نيل حقوقها الطبيعية،والابقاء على نفس السياسات غير الفاعلة تجاه الارهابيين.

     

    ان المرجعيات الدينية في العراق هي الحصن الاخير والقوي الذي يلوذ به العراقيون من اخطار التقسيم والحرب الاهلية وعلينا ان لا نتعامل مع الاخطار التي تواجه العراقيين بالطريقة التي تضعف من تأثير هذه المرجعيات في الاوساط العامة،لان ذلك ان حصل فسيقف العراق في مهب الريح ولن تستطيع أي قوة في العالم ان تعيد الامور إلى نصابها في العراق.

     

    العراق وايران.

     

    لقد اكدّنا في مناسبات عديدة اننا نسعى لبناء عراق مستقل بعيد عن التبعية لاية قوة اقليمية او دولية،لان بناء العراق والنهوض به لا يتم الا من خلال هذه الاستقلالية في القرار،لكن هذا لا يعني اننا نتجه نحو قطع علاقاتنا مع كل الدول،بل يعني اننا نريد تطوير علاقات الصداقة مع الجميع وان نقيم هذه العلاقات على اساس تبادل المصالح.

     

    لقد جرب نظام صدام وطيلة العقود الماضية خلق الازمات مع المجتمع الدولي وخاض الحروب ضد الجيران، فلم يحصد العراقيون سوى الخراب والدمار والتخلف ليس فقط عن ركب العالم بل تخلف ايضا عن ركب الدول المجاورة التي ما زالت بدورها من الدول النامية ايضاً.

     

    ونحن لا نريد ان نكرر نفس التجارب الفاشلة،بل نريد ان نُكوّن علاقات حسنة مع جميع الدول المجاورة لنا ،ابتداءً من الكويت والسعودية جنوباً إلى تركيا شمالاً،ومن ايران شرقاً إلى سوريا والاردن غرباً، وهذا الامر لم نطرحه اليوم بل طرحه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم قبل خمسة عشر عاما، وما زلنا نؤمن به.

     

    نحن لا نريد ان نوزع حصصاً من النفوذ على الدول المجاورة لنا ، بل نريد اقامة علاقات متوازنة معها.

     

    ان من يقف من الدول إلى جانب السلم الاهلي في العراق،والى جانب تنميته واعادة اعماره، سيكون اكثر قرباً إلى نفوس العراقيين،لكن ذلك لا يعني ان له الحق المطالبة بحصة من النفوذ في العراق،فالعراق للعراقيين وحدهم وهو لهم جميعاً ايضاً.

     

    وبهذا فأن العراق لن يكون منطقة لنفوذ اي جهة اقليمية او دولية بل سيكون مساحة لسيادته على نفسه،وسيكون امتداداً لمحيطه العربي والاسلامي،وامتداد لكل الجهد الدولي الساعي نحو السلام والامن العالميين،لانه عندما لا يكون كذلك فهذا يعني انه معزول،ولا نريد تكرار تجربة العزلة التي قضت على صدام ونظام حكمه البغيض.

     

    العراق ليس قاعدة للعدوان.وتصفية الحسابات.

     

    وعندما نتحدث عن استقلال الارادة العراقية، فأننا نتحدث عن سيادتنا على ارضنا،وتأكيدنا على السيادة العراقية،يعني اننا نرفض ان يتحول العراق إلى قاعدة للعدوان على الجيران،والعدوان الذي نعنيه ليس فقط العدوان العسكري المسلح،بل هو أي عدوان عسكري او سياسي او امني او اقتصادي،اننا نرفض ان يتحول العراق إلى مصدر اقلاق للامن الوطني للجيران،وبالمقابل نرفض ان يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول او بين الدول والقوى المعارضة لها التي تتواجد حالياً على ارض العراق.

     

    ان ما نسعى إليه هو ان يتحول العراق إلى قاعدة للامن والسلم في المنطقة والعالم،ونرفض أي جهد او عمل من شأنه ان يمنعنا من تحقيق ذلك،فقد ذاق العراقيون ما يكفي من المرارة والخسائر عندما حول النظام السابق العراق إلى محارب بالنيابة عن الآخرين ومنطلقاً للعدوان على شعوب المنطقة .

     

    هذا هو العراق الذي نريده،فهل حققنا ما يقرّبنا إلى الهدف الذي وضعناه لنا منذ امد بعيد؟

     

    نعم لقد تحقق الشئ الكثير ،فالحرية السياسية في العراق اليوم لا مثيل لها في كل دول المنطقة ، فقد اجريت في العراق ثلاث انتخابات شهد العالم والامم المتحدة على نزاهتها،وان شابها بعض الاعتراضات، وكتبنا دستوراً صوت العراقيون لصالحه بالاغلبية ،ولدينا اليوم مؤسسات للمجتمع المدني وان كانت لم تتطور بعد ولكنها تتجه نحو الطريق الصحيح، ولدينا اعلام حر يحاسب الحكومة ويكشف عن الفساد

     

    ورغم كل التجاذبات السياسية فلدينا اليوم حكومة وحدة وطنية يشارك فيها العراقيون بكل مكوناتهم،وهذه فرصة طيبة وجيدة للتأسيس لنظام سياسي يقوم على اساس المشاركة ، وفرصة طيبة ايضاً للتأسيس لمفهوم الدولة دولة المؤسسات التي يعرف المواطن حقوقه وواجباته من خلالها، وهذا امر لم يحصل في تاريخ العراق الحديث.

     

    لقد خرج العراق توّاً من اتون الدكتاتورية واستبداد الحاكم الفرد إلى فضاء الديمقراطية والحرية الواسع،وهذا التحول المفاجئ يحتاج بدون شك إلى وقت لارساء قواعد العمل الحر الديمقراطي،ونحن لسنا متشائمين مما يجري في العراق رغم كل الصورة المأساوية التي تؤلمنا بدون شك،ولكننا على يقين ان العراقيين قادرون على تأسيس دولة القانون والديموقراطية مع مرور الوقت.فقد صنعوا المعجزات خلال السنوات الثلاثة الاخيرة ويستطيعون تجاوز الصعوبات وتحقيق التقدم المطلوب وفق البرنامج الذي اسست على اساسه حكومة الوحدة الوطنية بعد مراجعته ومتابعة ما نفذ او لم ينفذ منه.

     

    اشكركم والسلام عليكم.

     

     

     

  11. بيكر ـ هاملتون:التوصيات الكاملة

    GMT 8:00:00 2006 الخميس 7 ديسمبر

    الحياة اللندنية

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون:

     

    79 توصية اعتبرها بوش «قاسية» وسينظر فيها «بجدية»

     

    حرب العراق ستتجاوز تريليون دولار ولا سبيل للنجاح ...

     

     

     

     

     

    واشنطن ـ لندن

     

     

     

    اعتبرت المجموعة الاميركية للدراسات حول العراق الوضع «خطيراً ومتدهوراً (...) ولا سبيل يمكن ان يضمن النجاح، ولكن يمكن تحسين الفرص». وأوصت المجموعة في تقريرها الذي أصدرته أمس بخفض دعم الولايات المتحدة «السياسي والعسكري والاقتصادي» للحكومة العراقية اذا لم تحرز تقدما جوهرياً على صعيدي الامن والمصالحة الوطنية.

     

    كما أوصت بعدم تقديم التزام مفتوح بلا أجل محدد بإبقاء على قوات اميركية كبيرة في العراق، ولم توص بانسحاب فوري أو وضع جدول زمني محدد للانسحاب من العراق، لكنها حددت عام 2008 هدفاً لسحب معظم الوحدات المقاتلة.

     

    كما أوصت الادارة بأن تعلن مجدداً انها لا تسعى للسيطرة على قطاع النفط في العراق وطالبتها، في اطار الجهود للتوصل الى حل، بإظهار «التزام متجدد ومتواصل» من اجل التوصل الى «خطة سلام شاملة» بين اسرائيل من جهة والفلسطينيين وسورية ولبنان من جهة اخرى.

     

    وأقرت اللجنة بقدرة سورية وايران على التأثير في أحداث العراق، وأوصت بمحاولة اشراكهما «بصورة بناءة».

     

    وأعلن وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، اللذان يرأسان المجموعة، في مؤتمر صحافي أمس انه «لا يمكن مواصلة النهج، ذاته، المستمر منذ الغزو لأنه غير مجد». ولفت هاملتون الى ان قدرة الولايات المتحدة على حل الازمة في العراق تتقلص، محذراً من ان التكاليف الأميركية يمكن ان تتجاوز تريليون دولار.

     

    وشدد بيكر على ان «الاستراتيجية الحالية لم تعد قابلة للتنفيذ»، مشيراً الى ان اللجنة أوصت «بزيادة القوات الاميركية التي تدرب القوات العراقية الى خمسة امثالها».

     

    وكان الرئيس جورج بوش وصف التقرير بأنه «تقويم قاس»، مؤكدا انه سيتم «التعاطي معه بجدية». وقال عقب اجتماع مع اعضاء اللجنة قبيل نشر التقرير: «أبلغت أعضاء اللجنة ان هذه الادارة ستتعاطى مع هذا التقرير الذي يحمل اسم «الطريق الى الامام» بشكل جدي للغاية». واضاف «ان هذه التقرير يقدم تقويما قاسيا للغاية للوضع في العراق. انه تقرير يحمل بعض الاقتراحات المهمة، وسنتعاطى مع كل الاقتراحات بجدية شديدة، وسنبدأ بالعمل في الوقت المناسب».

     

    وجاءت تصريحات بوش بعد لقاء على مائدة الفطور مع أعضاء اللجنة، فيما تواصل الجدل في الولايات المتحدة، خلال جلسة استماع لتثيبت وزير الدفاع الاميركي المعين روبرت غيتس حول الوضع في العراق، اذ أعرب اعضاء في مجلس الشيوخ عن مخاوفهم من تصاعد العنف في العراق الا انهم لم يتوصلوا الى اتفاق حول سبل وقف العنف.

     

    وفي أول رد فعل عراقي على التقرير وصف النائب الكردي محمود عثمان التقرير بأنه «ليس عادلا» لأنه يوصي بـ «خفض الدعم للحكومة العراقية اذا لم تحرز تقدما جوهريا» على صعيدي الامن والمصالحة، وقال ان «الولايات المتحدة تسمي نفسها بأنها قوات محتلة طبقا لمعاهدة جنيف، واذا كنت محتلا ستكون مسؤولا عن البلاد».

     

    كما أعلن باسم رضا، مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، انه لا يتوقع ان تتخلى الادارة الاميركية عن دورها في العراق «فنحن نحتاج الى دعمهم للتقدم الى الامام»، فيما قلل النائب من التيار الصدري فلاح شنشل من أهمية التقرير وقال انه على العراقيين أنفسهم حل مشاكلهم.

     

    وهنا النقاط الرئيسية في التقرير:

     

    1 - ينبغي على الولايات المتحدة العمل مع الحكومة العراقية لبدء «هجوم» ديبلوماسي شامل جديد، للتعامل مع مشاكل العراق والمنطقة، قبل 31 كانون الأول (ديسمبر) 2006.

     

    2 - ينبغي أن تكون أهداف هذه الحملة الديبلوماسية الإقليمية: دعم وحدة العراق وسلامة أراضيه، ووقف التدخلات وأعمال زعزعة الاستقرار من جانب جيران العراق، وتأمين الحدود، بما فى ذلك تسيير دوريات مشتركة مع دول الجوار، ومنع امتداد النزاعات وتعزيز المساعدات الاقتصادية والتجارية والدعم السياسي والمساعدات العسكرية، إن أمكن، للحكومة العراقية من الدول الإسلامية غير المجاورة، وتحفيز الدول على دعم المصالحة الوطنية في العراق، وتفعيل الشرعية العراقية عبر استئناف العلاقات الديبلوماسية، متى كان ذلك مناسباً، وإعادة فتح السفارات في بغداد، ومساعدة العراق في تأسيس سفارات نشطة في العواصم الرئيسية في المنطقة (الرياض مثلاً)، ومساعدته على التوصل إلى اتفاق مقبول في شأن كركوك، ومساعدة الحكومة العراقية في وضع بنية صلبة في الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية، بما في ذلك تحسين أدائها في قضايا مثل المصالحة الوطنية والتوزيع العادل لعائدات النفط وتفكيك الميليشيات.

     

    3 - استكمالاً لهذه الحملة الديبلوماسية، ينبغي أن تدعم الولايات المتحدة والحكومة العراقية عقد مؤتمر أو اجتماع في بغداد لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو الجامعة العربية، للمساعدة في تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة حضورها الديبلوماسي فى العراق. ولا يمكن أن تنجح هذه الحملة، ما لم تتضمن مشاركة فاعلة للبلدان التي لها دور ضروري في منع سقوط العراق في الفوضى.

     

    وتشجيعاً لمشاركة هذه الدول، على الولايات المتحدة أن تسعى فوراً إلى انشاء «المجموعة الدولية لدعم العراق» التي يجب أن تشمل جميع دول جوار العراق، فضلاً عن غيرها من بلدان المنطقة والعالم. (أشار التقرير إلى أدوار محددة لدول مثل السعودية ومصر وتركيا والأردن والكويت وسورية وإيران، على رغم الدور الذي قال إن الأخيرتين تلعبانه في دعم الميليشيات والتمرد).

     

    4 - يجب تشكيل «المجموعة الدولية لدعم العراق» فور بدء هذه الهجمة الديبلوماسية الجديدة، باعتبارها إحدى أدواتها.

     

    5 - ينبغي أن تتشكل هذه المجموعة من العراق وكل دول جواره، بما فيها إيران وسورية، إضافة إلى الدول الرئيسية في المنطقة، ومنها مصر ودول الخليج، والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي. ويمكن أن تنضم دول أخرى مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، التي قد تكون مستعدة للمساهمة في حل سياسي وديبلوماسي.

     

    6 - الديبلوماسية الجديدة وعمل «المجموعة الدولية» ينبغي أن يتم بسرعة، وأن يكون على مستوى وزراء الخارجية أو أعلى. ويجب ان تتولى وزيرة الخارجية الأميركية، إن لم يكن الرئيس، جهود الولايات المتحدة التي يمكن أن تكون ثنائية أو متعددة الاطراف، حسبما تقتضي الظروف.

     

    7 - يجب أن تطلب «المجموعة الدولية» مشاركة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في عملها. وينبغي أن يسمي الأمين العام مبعوثاً خاصاً له في المجموعة.

     

    8 - ينبغي أن تطور المجموعة نهجاً محدداً للتعاطي مع دول الجوار، يأخذ بعين الاعتبار مصالح هذه الدول واتجاهاتها ومساهماتها المحتملة.

     

    إن التعامل مع إيران وسورية مثار خلاف. ومع ذلك، نرى أن أي أمة، من وجهة نظر ديبلوماسية، يمكنها وينبغي عليها أن تشرك خصومها وأعداءها في محاولة لتسوية النزاعات والخلافات تماشياً مع مصالحها. وعليه، فإن على «المجموعة الدولية» إشراك إيران وسورية في حوارها الديبلوماسي من دون شروط مسبقة. وترى «مجموعة الدراسات حول العراق» أن العلاقات الأميركية مع سورية وإيران تشمل قضايا صعبة يجب ان تحل. لكن ينبغي اجراء محادثات ديبلوماسية مكثفة وموضوعية، تتضمن قدراً من توازن المصالح. ويجب أن تضع واشنطن في اعتبارها نظام الحوافز لإشراك سورية وإيران، كما حدث بنجاح مع ليبيا.

     

    9 - يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط مباشرة مع إيران وسورية في محاولة للحصول على التزام منهما بسياسات بناءة تجاه العراق والقضايا الإقليمية الأخرى. وعلى واشنطن التفكير في الحوافز وكذلك العقبات، في سعيها الى نتيجة ايجابية. وينبغي البحث في إمكان تكرار التعاون الإيراني - الأميركي في افغانستان، لتطبيقه على الحال العراقية، على رغم أن ايران ترى ان من مصلحتها ان تغوص الولايات المتحدة في مستنقع العراق.

     

    10 - يجب أن يستمر التعامل مع مسألة البرنامج النووي الإيراني عبر مجلس الامن واعضائه الخمسة الدائمين، إضافة إلى ألمانيا.

     

    11 - يجب أن تسعى «المجموعة الدولية» إلى إقناع إيران، عبر الجهود الديبلوماسية، بأن عليها اتخاذ خطوات محددة لتحسين الوضع في العراق. كذلك، وعلى رغم أن العلاقة بين الولايات المتحدة وسورية في أدنى مستوياتها، فإن المصالح السورية في النزاع العربي - الاسرائيلي مهمة ويمكن تحريكها. ونوصي بما يلي:

     

    12 - يجب إقناع سورية بمصلحتها وتشجيعها على المساهمة في خطوات مثل مراقبة حدودها مع العراق إلى أقصى حد ممكن، وتسيير دوريات مشتركة مع العراقيين على الحدود، وإنشاء خطوط لتبادل المعلومات، وزيادة التعاون السياسي والاقتصادي مع العراق.

     

    وفي سياق إقليمي أوسع، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تحقيق أهدافها في الشرق الاوسط ما لم تتعامل مباشرة مع الصراع العربي - الإسرائيلي. يجب أن يكون هناك التزام متجدد ومستمر بتسوية شاملة بين العرب والاسرائيليين على جميع الجبهات: لبنان وسورية وفلسطين. وهذا الالتزام يجب ان يشمل المحادثات المباشرة مع وبين إسرائيل ولبنان والفلسطينيين الذين يقبلون بحق اسرائيل في الوجود، ولا سيما سورية التي تعتبر نقطة العبور الرئيسية لنقل الأسلحة إلى «حزب الله» وتدعم مجموعات فلسطينية متطرفة. ولا حل عسكرياً لهذا الصراع.

     

     

    13 - يجب أن يكون هناك التزام متجدد ومستمر من الولايات المتحدة بتسوية سلمية شاملة بين العرب والإسرائيليين على الجبهات كافة.

     

    14 - هذا الجهد يجب ان يشمل الدعوة غير المشروطة في اقرب وقت ممكن إلى اجتماعات تحت رعاية الولايات المتحدة أو اللجنة الرباعية الدولية، بين إسرائيل ولبنان وسورية من جهة، واسرائيل والفلسطينيين من جهة أخرى، بغرض التفاوض حول السلام كما حدث في مؤتمر مدريد العام 1991، على مسارين منفصلين أحدهما سوري ولبناني، والآخر فلسطيني.

     

    15 - يجب أن تشمل المفاوضات مع سورية في شأن السلام بعض العناصر، وهي الامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 الذي يوفر اطارا لاستعادة لبنان سيادته، والتعاون الكامل مع التحقيق في كل الاغتيالات السياسية في لبنان، لا سيما رفيق الحريري وبيار الجميل، والتحقق من وقف المساعدات إلى «حزب الله» واستخدام الاراضي السورية لنقل الاسلحة من ايران اليه، وان تستخدم سورية نفوذها لدى «حزب الله» و «حماس» لإطلاق الجنود الإسرائيليين الأسرى، والتحقق من وقف سورية محاولات تقويض الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في لبنان، والتحقق من وقف شحنات الأسلحة من سورية إلى «حماس» أو غيرها من الجماعات الفلسطينية المتشددة، وأن تساعد سورية في الحصول على التزام من «حماس» بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.

     

    16 - وفي مقابل هذه الاجراءات وفي سياق اتفاق سلام شامل آمن، يعيد الاسرائيليون الجولان، مع ضمانات أميركية لأمن إسرائيل، يمكن أن تضم قوة دولية على الحدود، بما في ذلك قوات أميركية، إذا طلب الطرفان.

     

    17 - في ما يخص القضية الفلسطينية، يجب التمسك بقراري مجلس الأمن 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام ، باعتبارها الأساس الوحيد لتحقيق السلام، وتقديم دعم قوي للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية لأخذ زمام المبادرة في تمهيد الطريق لإجراء مفاوضات مع اسرائيل، وبذل جهد كبير في دعم وقف اطلاق النار، وتقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعقد مفاوضات تعالج قضايا الوضع النهائي الخاصة بالحدود والمستوطنات والقدس وحق العودة ونهاية الصراع.

     

    18 - من الضروري للغاية بالنسبة إلى الولايات المتحدة أن تقدم مزيداً من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لافغانستان، بما في ذلك الموارد التي قد تصبح متاحة إذا انسحبت القوات من العراق.

     

    19 - على الرئيس وفريق الأمن القومي التابع له ان يظلا على اتصال قريب ومستمر مع القيادة العراقية. وهذه الاتصالات يجب أن تبعث برسالة واضحة: يجب ان تتحرك الحكومة العراقية لتحقيق تقدم ملموس.

     

    20 - على الولايات المتحدة أن توضح استعدادها لمواصلة تدريب قوات الأمن العراقية ومساعدتها ودعمها، والاستمرار في تقديم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي للحكومة العراقية. فكلما أصبح العراق أكثر قدرة على ممارسة مهمات الدفاع والحكم، كان خفض الوجود العسكري والمدني الأميركي في العراق ممكناً.

     

    21 - وفي حال لم تحقق الحكومة العراقية تقدماً ملموساً على طريق المصالحة الوطنية وتحقيق الأمن وتثبيت الحكم، ينبغي على الولايات المتحدة أن تخفض الدعم السياسي أو العسكري أو الاقتصادي لها.

     

    22 - ينبغي أن يعلن الرئيس الأميركي أن بلاده لا تسعى إلى اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق. وإذا طلبت الحكومة العراقية إقامة قاعدة موقتة أو قواعد، فعلى الولايات المتحدة ان تنظر في هذا الطلب كأي طلب من حكومة دولة أخرى.

     

    23 - يجب أن يؤكد الرئيس الأميركي مجدداً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى السيطرة على نفط العراق.

     

    24 - الجدول الزمني الذي وضعته حكومة نوري المالكي لبعض المهمات في نهاية 2006 او مطلع 2007، قد لا يكون واقعياً. وينبغي أن يكتمل بحلول الربع الأول من العام 2007.

     

    25 - يجب أن تتشاور الولايات المتحدة عن كثب مع الحكومة العراقية لوضع أهداف إضافية في ثلاثة مجالات: المصالحة الوطنية، والأمن، وتحسين الخدمات التي تمس الحياة اليومية للعراقيين. وينبغي أن توضع جداول زمنية لتنفيذ هذه الأهداف.

     

    26 - مراجعة الدستور العراقي أمر اساسي لتحقيق المصالحة الوطنية ويجب ان يتم ذلك في شكل عاجل. والامم المتحدة لديها خبرة فى هذا المجال، ويجب أن تلعب دوراً في هذه العملية.

     

    27 - تتطلب المصالحة الوطنية إعادة البعثيين والقوميين العرب إلى الحياة الوطنية، مع رموز نظام صدام حسين. على الولايات المتحدة أن تشجع عودة العراقيين المؤهلين من السنة أو الشيعة أو القوميين أو البعثيين السابقين أو الأكراد إلى الحكومة.

     

    28 - تقاسم العائدات النفطية. يجب أن تعود عائدات النفط إلى الحكومة المركزية ويتم اقتسامها على أساس عدد السكان.

     

    29 - يجب أن تجري انتخابات المحافظات في أقرب وقت ممكن. وبموجب الدستور الجديد، يجب ان تكون هذه الانتخابات أجريت بالفعل. وهي ضرورية لاستعادة حكومة تمثيلية.

     

    30 - في ضوء الوضع الخطير في كركوك، هناك ضرورة للتحكيم الدولي لتجنب العنف الطائفي. كركوك يمكن ان تكون برميل بارود. وإجراء استفتاء حول مصير كركوك قبل نهاية عام 2007، كما يقضي الدستور العراقي، سيكون انفجاراً، لذا يجب تأخيره. وهذه مسألة يجب أن تدرج على جدول أعمال «المجموعة الدولية لدعم العراق» في اطار عملها الديبلوماسي.

     

    31 - يجب ان تكون مبادرات العفو متاحة. ونجاح أي جهد في المصالحة الوطنية يجب أن يشمل إيجاد سبل للتوفيق بين ألد الأعداء السابقين.

     

    32 - يجب حماية حقوق المرأة وجميع الأقليات في العراق، بما في ذلك التركمان والآشوريين والكلدانيين والأيزيديين والصابئة والأرمن.

     

    33 - على الحكومة العراقية الكف عن تسييس المنظمات غير الحكومية أو وقف نشاطها. يجب أن يكون التسجيل إجراء ادارياً فقط وليس مناسبة للرقابة وتدخل الحكومة.

     

    34 - يجب أن يكون مستقبل وجود القوات الأميركية على بساط البحث في جهود المصالحة الوطنية. وزيادة إمكان مشاركة قادة التمرد والميليشيات، وبالتالي زيادة احتمالات نجاح هذه الجهود.

     

    العنف لن ينتهي ما لم يبدأ الحوار، والحوار يجب ان يشمل من يسيطرون على السلطة. وعلى الولايات المتحدة أن تحاول التحدث مباشرة مع آية الله العظمى علي السيستاني، والتحدث مباشرة مع مقتدي الصدر وقادة الميليشيات وزعماء المتمردين. الامم المتحدة يمكن ان تساعد في تسهيل الاتصالات.

     

    35 - الولايات المتحدة يجب أن تبذل جهوداً نشطة لإشراك جميع الأطراف في العراق، باستثناء تنظيم «القاعدة». لكن التركيز الشديد على الهوية الطائفية يهدد فرصاً أوسع للحصول على دعم وطني للمصالحة.

     

    36 - على الولايات المتحدة أن تشجع الحوار بين الجماعات الطائفية. ويجب أن تكون الحكومة العراقية أكثر سخاء فيما يتعلق بموضوع العفو عن المسلحين.

     

    37 - يجب ان لا تعوق الولايات المتحدة مشاريع العفو العراقية، سواء عبر السلطة التنفيذية أو التشريعية.

     

    38 - على الولايات المتحدة تأييد وجود خبراء دوليين محايديين كمستشارين للحكومة العراقية في عمليات نزع السلاح وإعادة الاندماج وانهاء التعبئة.

     

    39 - على الولايات المتحدة تقديم دعم مالي وتقني وانشاء مكتب واحد في العراق لتنسيق المساعدة للحكومة العراقية ومستشاريها الخبراء لمساعدة برنامج لنزع سلاح أعضاء الميليشيات وإعادة دمجهم وإنهاء تعبئتهم.

     

    ليس هناك عمل للجيش الأميركي يمكن أن يحقق وحده النجاح في العراق، إنما هناك أفعال يمكن أن تقوم بها الحكومتان الأميركية والعراقية لزيادة احتمال تجنب الكارثة هناك وزيادة فرص النجاح. وعلى الحكومة العراقية تسريع برنامج المصالحة الوطنية الذي توجد هناك حاجة ماسة اليه، وفي تسليم القوات العراقية المسؤوليات الأمنية. كما يمكن الولايات المتحدة أن تزيد عدد العسكريين الأميركيين المنضوين في الوحدات العسكرية العراقية. ومثل هذه الخطوة قد تزيد أعداد الجنود الأميركيين المنضوين في الوحدات العراقية المنتشرة من ثلاثة أو أربعة آلاف منتشرين الآن، الى ما بين عشرة وعشرين ألفاً. كما ستكون مهمة أخرى للقوات الأميركية مساعدة الفرق العسكرية العراقية بالاستخبارات والمواصلات والدعمين الجوي واللوجستي وتوفير بعض المعدات. وسيكون على الجيش الأميركي الحفاظ على فرق تدخل سريع وأخرى خاصة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم «القاعدة» في العراق عندما تسنح الفرصة. وسيتحسن أداء القوات العراقية في شكل كبير لو كان في حوزتها معدات أفضل. وقد يكون أحد مصادر هذه المعدات هو تلك التي تتركها الفرق العسكرية الأميركية المغادرة خلفها، فيما تكمن الطريقة الأسرع للحصول عليها عبر برنامجنا لمبيعات الأسلحة الى الخارج.

     

    وفيما نمضي قدماً بهذه الخطوات، يمكننا البدء بسحب القوات الأميركية من العراق.

     

    وحتى بعد أن تسحب الولايات المتحدة كل فرقها القتالية خارج العراق، سنبقي على وجود عسكري مهم في المنطقة، مع قوتنا المهمة في العراق وانتشارنا الجوي والبري والبحري في الكويت والبحرين وقطر ووجود أكبر في أفغانستان. وستسمح هذه القوات للولايات المتحدة، وبمساعدة الحكومة العراقية، بتنفيذ مهمات بينها ردع تدخلات سورية وايرانية مدمرة أكثر.

     

    40 - على الولايات المتحدة أن لا تقدم التزاماً مفتوحاً لابقاء عدد كبير من الجنود الأميركيين منتشرين في العراق.

     

    41 - على الولايات المتحدة أن توضح للحكومة العراقية أنها يمكنها تنفيذ خططها وبينها عمليات اعادة انتشار مخطط لها، حتى لو لم ينفذ العراق تغييراته المخطط لها أيضاً. لا يمكن أن تبقى الحاجات الأمنية الأخرى للولايات المتحدة ومستقبل جيشها رهينة لأفعال الحكومة العراقية أو عجزها.

     

    42 - علينا السعي الى استكمال عملية التدريب والتسليح في حلول الربع الأول من عام 2008، كما افاد الجنرال جورج كايسي في 24 تشرين الأول (اكتوبر) عام 2006.

     

    43 - الأولويات العسكرية في العراق يجب أن تتغير، مع منح الاولوية الأعلى الى التدريب والتسليح والاستشارة وعمليات الدعم ومكافحة الارهاب.

     

    44 - يجب الحاق أكثر العناصر العسكرية والضباط كفاءة في القوات الأميركية، بالفرق المنضوية في الوحدات العراقية.

     

    45 - على الولايات المتحدة دعم تقديم مزيد من العتاد الى الجيش العراقي عبر تشجيع الحكومة العراقية على تسريع عمليات الشراء الأجنبية، وترك بعض أسلحة ومعدات الفرق القتالية الأميركية لدى انسحابها من العراق.

     

    46 - سيبذل وزير الدفاع الأميركي الجديد كل جهد لبناء علاقات عسكرية مدنية سليمة عبر توفير أجواء يمكن خلالها الضابط العسكري الرفيع تقديم المشورة المستقلة ليس الى القيادة المدنية في البنتاغون فحسب، بل الى الرئيس ومجلس الأمن القومي.

     

    47 - فيما تتواصل عملية اعادة الانتشار، على قيادة البنتاغون التشديد على برامج التدريب والتثقيف للقوات العائدة الى الولايات المتحدة لاعادة تنضيدها لتستعيد درجة عالية من الجهوزية لعمليات انتشار عالمية.

     

    48 - وفيما تعود المعدات العسكرية الى الولايات المتحدة، على الكونغرس تخصيص أموال كافية لاستعادة عمل هذه المعدات خلال السنوات الخمس المقبلة.

     

    49 - على الادارة وباستشارة كاملة مع اللجان المختصة في الكونغرس تقويم التأثير المستقبلي الكامل للحرب في العراق وانعكاساتها المحتملة على الجهوزية المستقبلية لهذه القوة، وقدرتها على التجنيد والحفاظ على موظفين كفوئين.

     

    50 - يجب نقل الشرطة الوطنية العراقية الى وزارة الدفاع حيث ستصبح الوحدات الخاصة جزءاً من الجيش العراقي الجديد.

     

    51 - يجب نقل شرطة الحدود العراقية بأكملها الى وزارة الدفاع التي ستتولى المسؤولية الكاملة عن السيطرة على الحدود والأمن الخارجي.

     

    52 - يجب منح جهاز الشرطة العراقية مسؤوليات أكبر لإجراء تحقيقات جنائية، فيما عليها تعزيز تعاونها مع عناصر أخرى في الجهاز القضائي العراقي، لتحسين السيطرة على الجريمة وحماية المدنيين العراقيين.

     

    53 - يجب إخضاع وزارة الداخلية العراقية الى عملية تحويل تنظيمية تتضمن جهوداً لتوسيع قدرات الوحدة الرئيسية لمكافحة الجريمة وفرض مزيد من السيطرة على قوات الشرطة المحلية. ويجب نقل السلطة الوحيدة لدفع مرتبات الشرطة المحلية الى وزارة الداخلية.

     

    54 - على وزارة الداخلية العراقية المضي قدماً في الجهود الحالية لتحديد وتسجيل والسيطرة على جهاز حماية المنشآت.

     

    55 - على وزارة الدفاع الأميركية مواصلة مهمتها تدريب الشرطة الوطنية العراقية وشرطة الحدود العراقية التي يجب نقلها الى وزارة الدفاع.

     

    56 - على وزارة العدل الأميركية توجيه مهمة تدريب قوات الشرطة الباقية ضمن سلطة وزارة الداخلية.

     

    57 - وفيما تنضوي فرق التدريب العسكرية الأميركية في الوحدات العسكرية الأميركية، يجب توسيع عملية انضواء المدربين الأميركيين في الشرطة.

     

    58 - على مكتب التحقيقات الفيديرالي توسيع تدريبه التحقيقي ومنشآته في العراق، ليشمل الارهاب أيضاً.

     

    59 - على الحكومة العراقية توفير الأموال لزيادة عدد السيارات وأجهزة الاتصالات وتطويرها لدى جهاز الشرطة.

     

    60 - يجب تولي وزارة العدل الأميركي قيادة عمل التحول التنظيمي في وزارة الداخلية.

     

    61 - يجب دعم وتمويل البرامج التي تقودها وزارة العدل لإنشاء المحاكم وتدريب القضاة وايجاد المؤسسات والممارسات لمكافحة الفساد.

     

    62 - يجب على الحكومة الأميركية، وفي أقرب وقت، توفير المساعدة التقنية الى الحكومة العراقية، للتحضير لقانون نفط عراقي يحدد حقوق الحكومات الاقليمية والمحلية.

     

    63 - على الولايات المتحدة تشجيع الاستثمار في القطاع النفطي العراقي عبر المجتمع الدولي وشركات الطاقة الدولية.

     

    64 - يجب زيادة المساعدة الاقتصادية الأميركية لتصل الى درجة خمسة بلايين دولار سنوياً.

     

    65 - يجب أن تكون المشاركة الأوسع للشركاء الدوليين، الذين عليهم أن يفعلوا أكثر من مجرد تقديم الأموال، جزءاً أساسياً من جهود اعادة الاعمار في العراق.

     

    66 - يجب أن تقود الولايات المتحدة تمويل طلبات المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين ووكالات انسانية أخرى.

     

    67 - على الرئيس الأميركي إيجاد منصب مستشار لإعادة الاعمار الاقتصادي في العراق.

     

    68 - على رئيس المهمة في العراق، أن تكون لديه السلطة لإنفاق مبالغ مهمة عبر برنامج القائد للرد الطارئ.

     

    69 - يجب تجديد سلطة المفتش العام لإعادة اعمار العراق خلال فترة برامج المساعدة في العراق.

     

    70 - يجب تشكيل وتنفيذ برنامج مساعدة أمنية أكثر ليونة للعراق، لكسر الحواجز أمام تعاون فاعل بين الوكالات.

     

    71 - يجب توفير السلطات المطلوبة لدمج الأموال الأميركية وتلك القادمة من المتبرعين الدوليين والمشاركين العراقيين.

     

    72 - يجب تضمين تكاليف الحرب في العراق في الموازنة السنوية للرئيس بدءاً من السنة المالية 2008.

     

    73 - على وزيرة الخارجية ووزير الدفاع ومدير الاستخبارات الوطنية منح الأولوية القصوى للتدريب اللغوي والثقافي في شكل عام، وخصوصاً للضباط والعسكريين المكلفين مهمات في العراق.

     

    74 - على المدى القصير ، وإذا لم يتقدم عدد كاف من المتطوعين المدنيين، على الوكالات المدنية شغر هذه الوظائف.

     

    75 - على المدى البعيد، تحتاج الولايات المتحدة من أجل تحسين قدرة وكالاتها على الرد الى عمليات استقرار معقدة كتلك في العراق وأفغانستان.

     

    76 - على وزارة الخارجية تدريب موظفيها لتولي مهمات مدنية مرتبطة بعملية استقرار معقدة خارج السفارة التقليدية.

     

    77 - على مدير الاستخبارات الوطنية ووزير الدفاع تخصيص موارد تحليلية أكبر لمهمة فهم التهديدات ومصادر العنف في العراق.

     

    78 - وعلى مدير الاستخبارات الوطنية ووزير الدفاع أيضاً اجراء تغييرات فورية على عملية جمع المعطيات عن العنف ومصادره في العراق، لتوفير صورة أكثر دقة عن الأحداث على الأرض.

     

    79 - على وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) توفير جنود أكثر في العراق لتطوير وكالة استخبارات فاعلة وتدريبها وبناء مركز لمكافحة الارهاب يمكنه تسهيل جهود مكافحة الارهاب بقيادة.

     

  12. أكد القضاء على مساعدي ابو ايوب المصري

    الربيعي: قائد أنصار السنة يقيم في سوريا

     

     

    أسامة مهدي من لندن: أكد مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي قتل واعتقال قيادات تنظيمي انصار السنة والقاعدة في العراق وقال ان الدائرة بدأت تضيق حول ابو ايوب المصري قائد القاعدة مشيرا الى ان امير امراء انصار السنة يقيم في سوريا التي تجري اتصالات معها لتسليمه. واضاف الربيعي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان القوات العراقية وبمساعدة القوات المتعددة الجنسيات قد حققت نتائج باهرة في ملاحقتها للارهابيين الذين قتلت واعتقلت قيادات وعناصر مهمة منهم. واوضح ان مجموعتي انصار السنة والقاعدة تعانيان الان ازمة قيادة حقيقية. وقال ان المجموعة الاولى تعاني ازمة بعد قتل واعتقال ثلاثة اخماس قيادتها ولم يتبق من امرائها غير اميري الاسناد والاعلام وهما اللذان يثيران ضجة اعلامية الان. وبالنسبة إلى القاعدة اشار الى انها تعاني ازمة قيادة كبيرة بعد اختراق السلطات العراقية للتنظيم اضافة الى ان عناصر التنظيم لا تثق بقائده ابو ايوب المصري.

     

    واضاف ان المحكمة الجنائية العراقية اصدرت احكاما مختلفة ضد مسلحين عرضت صورا لهم قادمين من السعودية ومصر وسوريا والاردن واليمن والسودان وفلسطين والامارات والصومال وتركيا وايران وتشاد وتركمنستان ودول المغرب العربي لكنه لم يحدد طبيعة هذه الاحكام. وقال انه تم اعتقال قادة انصار السنة: رمضان محمد صالح وداود احمد وراضي احمد وعدنان العطيوي وهاشم عبد الغفار وعبد الباسط حسن وعلي حسين عبد الله وامجد الطائي وحمد جاسم الجويتاني مشيرا الى ان امير امراء التنظيم الذي لم يذكر اسمه موجود في سوريا ويوجه المسلحين في بغداد. واوضح ان معظم عمليات انصار السنة تجري ضد المواطنين الابرياء بهدف خلق فتنة طائفية وقيادة البلاد الى حرب اهلية.

     

    وحول تنظيم القاعدة اشار الربيعي الى انه تم قتل المساعد الثاني لقائده ابو ايوب المصري بعد قتل مساعد اخر هو ابو فاروق. واضاف انه تم ايضا اعتقال قادة الصفين الاول والثاني من هذا التنظيم وقال "ان الدائرة بدأت تضيق حول المصري وحبل المشنقة يقترب من رقبته". وعرف ان مجموعة انصار السنة هي جماعة اصولية عراقية تضم متشددين يتعاونون مع عناصر من حزب البعث المحظور .. بينما يتشكل تنظيم القاعدة من عناصر اصولية متطوعة من دول عربية واسلامية دخلت الى العراق لمواجهة قوات الاحتلال الا انها قامت بعمليات استهدفت اشعال فتنة طائفية في البلاد.

     

    وحول دعوة الحكومة العراقية لعقد مؤتمر اقليمي حول العراق شدد الربيعي على رفض تدويل القضية العراقية او عقد أي مؤتمر دولي بشأنها لكنه اشار الى ان المؤتمر الاقليمي يجب ان يعقد في بغداد وباجندة عراقية بهدف مساعدة العراق على حفظ الامن فيه ومن دون التدخل في شؤونه الداخلية. وقال ان القيادات العراقية المسلحة والامنية تجري حاليا تقويما لخطة امن بغداد بهدف تطبيق خطة جديدة وافقت عليها قمة رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش في عمان الخميس الماضي. واوضح ان هذه الخطة وضعها المالكي وتقضي بممارسة الاجراءات الامنية ضد الارهابيين في العاصمة بقوات عراقية تحت امرة قيادة عراقية.

  13. بسم الله الرحمن الرحيم

    ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا .من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له .

    واشهدان لا اله الاالله وحده لاشريك له وأشهد ان محمدعبده ورسوله. أما بعد :-

    فإن شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

    ((ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاتة ولا تموتن ألاوانتم مسلمون ))

    ياأيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيباً))

    ((يايها الذين أمنو اتقوا وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً ))

    أما بعد :-

    لقد كان لنا جميعاً من شرف المقام وعلو المكانة ان جعلنا الله سبحانه مصداقاً لنعمة التغيير الذي مَنَ به تعالى على شعبنا العراقي الصابر عندما تحركت بين جوانحه نوازع الانتفاضة والخلاص من براثن الظلم والديكتاتورية فقدم على ذلك الطريق التضحيات الجسام واستحق بعدئذ عون الرحمن على تغيير واقعه تحقيقاً لوعد وعد به جبار السماوات والارض كل امة عقدت امرها على نية الخلاص فقال تعالى((ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))صدق الله العلي العظيم.

    وقد صدق الله وعده وجعلكم خلائف في الارض لينظر كيف تعملون وتحقق لكم ماكان بالامس حلماً عابراً او امنية يصعب نوالها.وكان لكم مضمار التسابق في رد الإعتبار لهذا الشعب والنهوض بواقعه الى مايستحق من علو المقام ولارضه المطهرة بأجساد الانبياء والاولياء والعظماء.

    وماكان لشعب العراق المنتظر لفرصة الانعتاق وقد اضنته شقة السفر الطويل بين طيات الظلم والحرمان وأعيته احمال الفاقة في مسالك التيه إلا ان ينعم بزمن الحرية وقد بزغت انوارها بعد طول إنتظار.فألقى رحاله في ساحة من إختارهم من ابنائه واسلم قيادته لمن انتخبهم من ثقاته. وحمل مسؤولية شأنه لمن اعتد بهم من طاقاته.املاً بإنتهاز الفرصة وإستثمار النعمة وإنتشال واقعه من تلك الهوة السحيقة التي كان يقبع فيها.

    نعم لقد كرس شعب العراق فينا كل رغباته للنهوض والتطور واللحاق بركب الانسانية دون ان يحدد او يشترط انتماءاتنا او مذاهبنا او مشاربنا ولكنه دفع بأبنائه الى هذه المهمة العظيمة وليس بعنوان اخر واثقاً من صدق إنتمائنا اليه وغيرتنا عليه ولهفتنا لرؤيته في مصاف الامم المتقدمة ولم نكن نحسب او نرغب في ان يحوز كل الى طائفته او قوميته اودينه او حزبه وكأن الامر غنيمة من غنائم حرب غزوا فيها ولكنه قدمنا اعلاماً لوطن واحد وشعب واحد لافرق فيه لأحد على احد إلا بالعلم والتقوى.. والا بمقدار همته في الوفاء لهذه الارض ومن عليها.فكنا نحن نتاج ذلك المخاض العسير وقد صقلتنا الايام والبستنا من لباس قسوتها ما ابليناه ولم نفارق ما نحن عليه من الجد في خلاص هذا الشعب من محنته فبلغنا نحن ماكنا نطلب من زمام امره فإذا بنا نتصارع على غرور حائل وسناد مائل وضوء عافل وتلك لعمري هي الدنيا التي إستهنا بها بالامس لكي نحقق مطلب هذا الشعب وتسابقنا اليها اليوم لكي يحوز كل طرف لحسابه مايستطيع فأهملنا امره وإنشغلنا بغيره حتى تكالب عليه اصحاب الغرض السيء والعملاء والمأجورون واصحاب الاجندات والمصالح السياسية والبرامج التي تملأ حقائب الجوار والمحتل وعصابات الاجرام ومجاميع الظلام.

    وجلسنا بعد ذلك نتباكى على مصابه واقبل كل منا يلقي على غيره اسباب عنائه وكم دإب هذا الشعب على إستنفار غيرتنا لنبذ مصالحنا والخروج من اسوار إنتمائنا للطائفة او المذهب او القومية او الحزب صيانة لوحدته وحفاظاً على تماسكه وتحقيقاً لامنه وإستقلاله فلم نعره اذان صاغية ولم نمنحه قلوب واعية وطفقنا يقذف بعضنا بعضاً ويخالف قوماً اخرين وتاه الشعب بين سندان تقاطع الإرادات وصخب الصراعات ومطرقة الاحتلال ولم نستطع رغم كل الجهود لتقريب وجهات النظر ولم الشتات ورأب الصدع ان نقيم حكومة تنطق بإسم العراق وتتحرك بقوة الوجود الواحد لتكتسب الهيبة وتلبس رداء القوة وتلتحم برباط العصبة.فتكون في مقام الثقة والاعتداد من جماهيرها وجيرانها واصدقائها قادرة على بسط سيادة القانون وملتزمة بقواعد الدستور وممسكة بزمام الامور.تضبط مفاصل الدولة وتمسك بقبضة القيادة وتصون سيادة العراق وامنه وإستقلاله وتحافظ على ثرواته التي تخضمها آفة الفساد اليوم خضمة الابل نبته الربيع حتى تعطلت برامج الاعمار وتوقفت عجلة الاقتصاد عن الدوران وذهبت مخططات النمو ادراج الرياح ونحن على مشارف نهاية العام الرابع من قيام دولة جديدة قامت على قواعد الديمقراطية التي يفترض أن تفعل رأي الشعب وتحترم الاخر وتتبنى لغة الحوار اساساً لحل مشاكلها وبلوغ مآربهاوتتداول السلطة تحت مظلة السلام وتنطلق الى ساحات البناء ودرجات النماء بخطوات واثقة ومسيرة قاصدة.وهاهي دورة الزمن تدور ونحن في مقام التراجع والفشل بعد ان تآلفنا وتحالفنا واتفقنا على العمل سوية في أطار حكومة وحدة وطنية تحرص على تحقيق أمل العراقيين وتطلعاتهم في بناء مستقبل مشرق وأمن .

     

    اخواتي واخوتي ممثلي الشعب :

    لقد إنشغلنا جميعاً في دراسة المشهد العراقي وقمنا على تحليله والنظرفي تداعياته بحثاً عن اسباب الخلل ومصدر التراجع في أداء الدولة سعياً لإنتشال واقعه المتردي وأملاً بالنهوض به الى مشارف العلاج على اقل تقدير فإحتاجت عملية كهذه مراقبة الواقع ودراسته.ليكون ممكناً تحديد الاهداف التي نرومها من خلال بناء قاعدة معلومات شاملة عبر رحلة شاقة من التقصي والبحث عن مكامن اسباب الإضطراب والاختلال ولنستطيع بعد ذلك تحديد نقطة الإنطلاق الصحيحة على طريق علاج المشكلة العراقية وإختيار الآليات المناسبة لتحرك ميداني واقعي الى ساحة الخلاص من هذه الازمة الخانقة.

    وفي كل هذا الخضم يبرزالملف الامني في مقدمة الملفات التي تشكل مهمة الدولة في ديمومة الحياة وصيانتها وتوفير وسائل واسباب النمو والتطور في مختلف الشؤون، بلوغاً الى مايطمح اليه الجميع من عملية التغيير التي اريد لها ان توطد اركان الواقع العراقي الجديد سياسيا ًواقتصاديا ًوخدميا ًوتنموياً وتقوم على اساس بناء الوطن والانسان على حد سواء.ومهما كانت اسباب تداعي الملف الامني الذي يحصد ارواح ألاف الابرياء ويعطل عجلة النماء فان مآله بعد التدقيق الى ضعف الدولة وليس سوى ذلك.

    وبينما تحدّد آراؤنا أسباب الأضطراب الراهن، فمنا من يقول:- دول الجوار الاقليمي ومنا من يلقي تبعة ذلك على بؤر الارهاب على أختلاف مشاربها، ومنا من يعزيه الى الاجنحة العسكرية للاحزاب السياسية تحت عنوان الميليشيات الطائفية ومنا من يعلق ذلك على شماعة الاحتلال ومنا من يشير الى عصابات الاجرام

    ومنا من يجمع كل هذه المصادر ولكن ذلك كله سيعود في نهاية المطاف الى ضعف الدولة التي اسهم الجميع في إضعافها بتصارع الارادات وإختلاف التوجهات ولواقح المخاوف وتعميق التخالف لإنعدام ثقة بعضنا ببعض والتحسب من غلبة احدنا على الاخر فعجزنا عن الخروج من اسوار المصالح الخانقة الى فضاء الحالة العراقية التي تجمع الاجزاء المختلفة نحو بلوغ الأهداف المنشودة وفشلنا في تحقيق مشروع النهوض بالعراق ارضاً وشعباًمن خلال ممارسة ديمقراطية تعتمد الطيف العراقي اساساً في بناء الانطلاقة الوطنية وتتخذ من نسيج التنوع قاعدة لتلك الإنطلاقة التي تتسع للجميع وتفسح مجال المشاركة لهم وتتيح فرصة تحقيق الذات والطموح والمساهمة في إعادة بناء الوطن والحفاظ على هويته العربية والاسلامية بمفهوم الجسد الواحد الذي إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ولكننا إنزوينا في شرانق الطائفية و الحزبية والعرقية وتعصبنا لها على حساب المصلحة الوطنية وإبتعدنا كثيراً عن مضمون التمثيل الحقيقي للإمتدادات التي جئنا لتمثيلها على اساس إنها عموم الساحةالعراقية، فأمعنا في تفكيكها وكنا سبباً في تصارعها حيث لم تكن تعاني سلفاً من التفكك والتصارع فأخفقنا في تجسيد حكومة وحدة وطنية تمثل كل العراقيين وتسعى لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم في الوحدة والتحرر والحياة الحرة الكريمة وان لاتكون اسيرة براثن الفئوية والطائفية والعنصرية في ساحة مفتوحة لاتحصنها الاسوار امام مختلف المطامع المحلية والاقليمية والعالمية .. فخسرنا وبكل صراحة اعتداد الجماهير وثقتها بقدراتنا على تحقيق الحلم العراقي الواحد وانعكست صراعاتنا على ساحتها تصنع الاحتقان وتباعد بين الاخوان وتخرب البلدان فكنا سبباً رئيسياً في زعزعة الامن وتعطيل الحياة دون ان نلتفت الى خطر ذلك علينا كأحزاب وكتل وعلى مصير العراق الذي القينا به في مهب الريح.

    وإنعكست تداعيات فشلنا في التوحد والتماسك على سياسة الولايات المتحدة الاميركية عندما شعرت ان هناك فراغاً سلطوياً واضحاً لضعف الحكومة وعدم قدرتها على ممارسة سلطتها الشرعية مما أنتج هذا الخضم العارم من الفوضى والاخذ بالتفاقم الى درجة الفلتان فإنخفضت مستويات ثقتها بقدرة الحكومة العراقية على إدارة هذه الازمة وربما بلغت حالة اليأس من إمكانياتها على ذلك،مما حدا بالإدارة الأمريكية الى التفكير بمعزل عنا في وضع سياسة جديدة بعد ان إنتابتها حالة من القلق على مصالحها في المنطقة وعلى مقامها بين دول العالم، وبعد ان انعكس الواقع العراقي على ساحتها فأضر بالكثير من برامجها ومصالحها ووضعها السياسي في الداخل والخارج.

    وقد ارادت من هذه السياسة الجديدة ان تجد لنفسها مخرجاً من الوضع الحرج الذي بدت تعانيه داخلياً وعالمياً حتى لو كان ذلك على حساب التجربة الديمقراطية التي اعطاها الشعب العراقي كل مالديه وليس ببعيد عن الجميع لجنة دراسة الاوضاع في العراق والتي تقصت واقع التورط الاميركي وعكفت على تقديم مقترحات تضع في حسابها قبل كل شيء مصلحة بلدانها وشعوبها والخلاص من مأزقهم.ونحن نبحر في سفينة العراق وقد تقاذفتها الامواج وعبثت بها الاعاصير وناءت بها الرياح ولسنا نعلم اين سيكون مستقرها وهي تضرب في التيه ضرب القمار وربما يغمرها موج كالطود بعد حين فتغرق بمن فيها حيث لاعاصم بعدئذ من ذلك الامر إلا الله.

     

    أيها السيدات والسادة:

    لقد ظل شعب العراق يتطلع طوال الفترة المنصرمة الى ان ينهض ممثلوه في البرلمان وقادته السياسين في الأحزاب والكتل المختلفة بمسؤولياتهم التي قبلوها تحت خيمة حكومة الوحدة الوطنية التي تعاهدوا فيها على أن يجعلوا من شعب العراق الذي يمثلوه عمقها وسندها. وهذا للاسف مالم يحدث مما انعكس سلباً على أداء الحكومة التي إتسمت معالجاتها لاهم القضايا واخطرها بالتباطؤ وعدم الحسم وخاصة الملف الامني الذي يعد المؤشر الحقيقي لفشل الحكومة الى جانب ملفات أخرى كالخدمات العامةوالفساد الأداري والبطالة وغيرها.

     

    ان التجربة تؤكد ان مشكلتنا الحقيقية تكمن في فشلنا في إقامة دولة قوية وحكومة موحدة تمتلك الامتداد والسيطرة على البلاد وتقوى على تحصين الثغور ومسك زمام الامور وفرض سيادة القانون والنظام وما فشلنا في ذلك إلا بسبب هذا الصراع السياسي الذي يحجب عنا هذه الغاية ويمنعنا من الوصول الى ذلك الهدف.ولاخلاص من ذلك الصراع السياسي إلا بكسر قيد الولاء للاطراف والاجزاء وخلع رداء التمترس والانتماء . لذلك فان الواجب الشرعي والوازع الوطني يدفعني الى دعوة من يحركهم هذا الوازع بغض النظر عن مذاهبم ومشاربهم وانتماءاتهم الى تجمع وطني عراقي يشكل كتله وطنيه تتخندق للعراق لتتبنى حل المشكلة العراقية وتنطلق في مسيرة أساسها الوحدة ونهجها الاعتدال واحترام الآخر وبعيدة عن التطرف والمطالب الخاصة وطليقة من قيود المصالح السياسية ومتفيأة ظلال التسامح والعفو الا ما يفرضه القانون على الذين اساؤوا لهذه الأمة وأجرموا بحقها ونابذة تصفية الحسابات ومتحررة من أغلال الماضي وساعية الى دولة أساسها الحقوق المدنية والسياسية للجميع على حد سواء وقادرة على لم الشتات وانتشال أمة العراق من خطر العواصف التي تلوح في الأفق ورافضة لكل حل ترسمه الدوائر خارج إطارها ومعيدة ثقة العالم أجمع بقدرة العراقيين على التوحد ومد الوطن بأسباب الحياة. . وإني أطرح هذه الدعوة كمقترح رسمي على طاولة النقاش لكي يأخذ طريقه الى التحقق من عدمه ولكي نبرأ ذمتنا أمام الله والشعب والتأريخ ولنسجل على صفحاته أننا دعونا دعوة الحق التي أردنا منها بلوغ خلاص هذه الأمة من وحل الانهيار والانحسار والتلاشي. وفي الوقت ذاته فإنها دعوة الى كل جماهيرنا التي أعياها الانتظار ومالت بها الأقدار الى ابداء رأيها في هذه الدعوة معبرة عن ذلك بما تراه مناسبا من التعبير. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .

     

    بسم الله الرحمن الرحيم ((وإعتصموا بحبل الله جميعا ًولا تفرقوا))

    صدق الله العظيم والحمد لله رب العالمين.

     

    الدكتورمحمود المشهداني

    رئيس مجلس النواب

  14. الحكيم : لا نريد دولة شيعية تقصي السنة ولا سنية تقصي الشيعة

    GMT 15:45:00 2006 الجمعة 1 ديسمبر

    د أسامة مهدي

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

     

    أسامة مهدي من لندن : اكد السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم رفضه لدولة طائفية في العراق سواء كانت شيعية او سنية وشدد على العمل من اجل الوقوف بوجه أي محاولات لتجزئة بلاده وندد بعمليات القتل على الهوية الطائفية مشددا على ان حل المشكلة العراقية لن يتحقق الا في العراق ومن خلال ابنائه انفسهم والجهود العربية في هذا المجال يجب ان تكون لمساعدة العراقيين وليس بديلا عن الحل العراقي .

     

    واضاف الحكيم في خطاب القاه في مسجد الملك حسين في عمان بعد صلاة الجمعة اليوم قبيل مغادرته الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين المقبل ان الشيعة والسنة في العراق متداخلون فالعشيرة العراقية الواحدة فيها من الشيعة مثلما فيها من السنة والعوائل الشيعية تتزاوج من العوائل السنية والعكس صحيح ايضا . واشار الى انه لذلك فان النسيج العراقي واحد غير قابل للتفكيك وكل الدعوات والمخاوف من اندلاع حرب طائفية لن تقلل من هذه الحقيقة وهي ان العراقيين سيبقون اقوى من كل المحاولات التي تريد تمزيقهم لان اندلاع مثل هذه الحرب ليس فقط ستحرق الجميع بل ستؤدي ايضا الى تهديد الامن في كل المنطقة ودفعها الى متاهات لا يُعلم مداها.

     

    وشدد على الحرص على وحدة العراق ارضا وشعباً "وقد وقفنا وسنقف امام اي محاولة لتجزئة العراق لان قوّتنا جميعاً تكمن في ان يكون العراق واحدا موحّدا ونحن حريصون كذلك على بناء دولة القانون البعيدة عن التمييز المذهبي لاننا لانريد دولة شيعية تقصي السنة ولا دولة سنية تقصي الشيعة بل نريد دولة يشارك فيها الجميع دولة تخدم الجميع وتدافع عنهم وتعبر عن ارادتهم".

     

    ودان الحكيم عمليات القتل على اساس الهوية المذهبية وقال ان العراق للعراقيين جميعاً وللعرب والمسلمين . واكد ان حل المشكلة في العراق لن يتحقق الاّ في بغداد ومن خلال العراقيين انفسهم وكل الجهود الخيرة التي تبذل من هذا الطرف الاقليمي او الدولي يجب ان تكون عاملاً مساعداً للحل لا ان تكون بديلاً عن الحل العراقي للمشكلة والمحنة التي يعاني منها العراقيون .

     

    وفيما يلي نص خطبة الحكيم التي ارسلت الى "ايلاف" :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين.

    السلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته.

    اقف اليوم بينكم ايها الاشقاء العرب والاردنيون المؤمنون لانقل اليكم رسالة الشعب العراقي الممتحن بشتى المصائب والويلات.

    ايها الاخوة الاعزاء،ان الرسالة التي احملها اليها من الشعب العراقي هي رسالة الحب والاخاء والود الصادق، وهي رسالة المسلم الى اخيه المسلم.وهي رسالة التعاون على الخير والبرّ والتقوى كما امرنا الله سبحانه وتعالى.

    اننا ايها الاُخوة الاعزاء ومن هذا المنبر نؤكد لكم ولكل العالم اننا تعرضنا ومنذ ثلاثة سنين لحرب ابادة شنّها علينا عناصرالقاعدة التكفيريون والصداميّون الذين ركّزوا كل عملياتهم الارهابية ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام ،وقتلوا خيرة رجالنا وعلمائنا ، كل ذلك من اجل اذكاء الفتنة الطائفية في العراق، ولكننا وقفنا امام ذلك وقفة الرجل المسوؤل الذي يعض على جراحه من اجل الابقاء على عُرى الاخوة ووشائج العلاقة الوطنية التي عرفها العراقيون بكل مكوناتهم طيلة قرون من الزمن،حتى فجّر هؤلاء مرقد الامامين علي الهادي،والحسن العسكري(ع)، فلم يتحمّل العراقيون هذه الجريمة الكبرى التي تمسّ الصميم من عقيدتهم بأئمة اهل البيت،فاندلع العنف المقابل كرد فعل على الجرائم التي ترتكب،وقد عملت مرجعياتنا الدينية ونحن معهم من اجل ضبط الاوضاع ووضع حدّ لعمليات القتل المتبادل، وما زلنا نعمل من اجل تطويق هذه الحالة ،لاننا نؤمن بحرمة الدم المسلم وهو ما اكد عليه القرآن العظيم والسنة النبوية المطهرة وسيرة اهل البيت عليهم السلام.

     

    اننا ندين ونرفض اشدّ الرفض القتل على اساس الهوية المذهبية ،ونؤكد هنا ان منهجنا الذي تعلمناه من ائمة اهل البيت هو منهج الوحدة الاسلامية ، وان الامل معقود بابناء اهل البيت من علماء ومفكرين ومسؤولين لتعزيز هذا المنهج( منهج التقريب بين المذاهب وتعزيز وحدة المسلمين)في عالمنا اليوم لمواجهة فكر التفكير والاقصاء والقتل والذبح على الهوية.

    ايها الاخوة ان الشيعة والسنة في العراق متداخلون فالعشيرة العراقية الواحدة فيها من الشيعة مثلما فيها من السنة، والعوائل الشيعية تتزاوج من العوائل السنية والعكس صحيح ايضا،ولذلك فان النسيج العراقي واحد غير قابل للتفكيك،وكل الدعوات والمخاوف من اندلاع حرب طائفية والتي تنطلق هنا وهناك بدافع الحرص على العراقيين، او بدوافع اخرى لن تقلل من هذه الحقيقة ،وهي ان العراقيين سيبقون اقوى من كل المحاولات التي تريد تمزيقهم ،لان اندلاع مثل هذه الحرب ليس فقط ستحرق الجميع بل ستؤدي ايضا الى تهديد الامن في كل المنطقة ودفعها الى متاهات لا يُعلم مداها.

     

    اننا نعتقد ان ما تم اقراره في مؤتمر عمّان حول شرعية العمل بكل المذاهب الاسلامية الثمانية شئ مهم وتطور ايجابي على صعيد التوحيد بين المسلمين ، ونعتقد ان وثيقة مكةّ جاءت مكملة لهذا الجهد الخيّر، وان وثيقة عماّن تحتاج الى اقرار من قبل كل مشايخ الاسلام وعلماء المسلمين مثلما فعلت المرجعية الدينية في النجف الاشرف وشيخ الازهر الشريف.

    لقد تعرضتم ايها الاخوة في الاردن الشقيق الى بعض ما اصابنا من جرائم التكفيريين ،الذين اتبعوا منهجا خطيرا ومدمرا وهو يخدم اعداء الاسلام والامة بوعي منها او بدون وعي ،وعلينا جميعا ان نقف سنة وشيعة امام هذا المنهج الذي بدأ يتغلغل في جسد الامة .

     

    اننا حريصون كل الحرص على وحدة العراق، ارضا وشعباً، وقد وقفنا وسنقف امام اي محاولة لتجزئة العراق ، لان قوّتنا جميعاً تكمن في ان يكون العراق واحدا موحّدا،، ونخن حريصون كذلك على بناء دولة القانون البعيدة عن التمييز المذهبي ،لاننا لانريد دولة شيعية تقصي السنة ولا دولة سنية تقصي الشيعة بل نريد دولة يشارك فيها الجميع ،دولة تخدم الجميع وتدافع عنهم وتعبر عن ارادتهم.

    لقد اكّنا على منهجنا التقريبي في اكثر من مناسبة وعبر تاريخ طويل من التجارب التي عاشتها الامة،فأنا انتمي الى عائلة قتل منها النظام السابق اكثر من اثنين وستين شخصاً ثمانية منهم فقط اشقائي، ووالدي الامام الحكيم الذي يعرفه الكبار حرّم على العراقيين قتل الاخوة الكرد في موقف معروف ومشهور، وانا اليوم لا اطلب جاهاً ولا موقعاً ، وقد كان بامكاني ان اتبوء اي موقع اريد في النظام الجديد في العراق ، ولكنني نذرت نفسي من اجل خدمة العراقيين ، وقد قدمنا الشهداء من اجل ذلك وسوف استمر على هذا المنهج ، لانه منهج مراجع الاسلام ، ومنهج الامام السيد محسن الحكيم في الدفاع عن شؤون المسلمين في كل العالم .

     

    ان ما نطلبه من اخوتنا العرب الذين تهمهم وحدة العراقيين وينشدون الاستقرار في العراق، هو مساعدتنا جميعاً في تحقيق ذلك، وذلك بالوعي اولاً بطبيعة المؤامرات التي تنسج ضد العراقيين جميعاً، واحترام ارادة العراقيين الذين عبروا عنها بالطرق الديمقراطية ،وبالوقوف ضد الاجهزة الاعلامية التي تروج للفتنة الطائفية في العراق،واخرها ما نقلته هذه الاجهزة من تصريحات لم نقلها حول اخوتنا السنة في العراق.

    اننا ندعو ومن هذا المنبر ولتعزيز وحدة العراقيين وتأكيد وفائهم لرسول الله وابنائه الكرام البررة الى ارتفاع الاصوات الخيّرة المطالبة بالتعجيل ببناء مرقد الامامين العسكريين في سامراء ،ليكون بناءه سبيل خير يوصلنا الى الوحدة بعد ان كان هدمهما نذير شؤم وتفرقة لوحدة العراقيين والمسلمين ،وندعو كل المسلمين لمباركة هذا المشروع باعتاره عملا صالحا موحدا للمسلمين يمثل جزءاً من الوفاء لذوي القربى كما دعانا القرآن الكريم الى ذلك.

     

    ان الفيدرالية التي قبلها العراقيون من خلال استفتاء حرّ صوّتوا عليه بالاغلبية بجميع مكوناتهم المذهبية والقومية، هي شكل من اشكال النظام الاداري للبلد ، وقد وضعنا كل الضمانات اللازمة في الدستور التي تمنع تجزئة العراق ، ومن تلك الضمانات هي موافقة الشعب العراقي من خلال استفتاء في التحول الى الفيدرالية ، كما اكدّ الدستور على ان ثروات العراق ومنها النفط هي ثروة لكل العراقيين على محافظاتهم وحسب نسبهم السكانية . وليس ثروة لمحافظة دون اخرى، بالاضافة الى الضمانات الاخرى الكثيرة .

    اننا نؤكد هنا وللجميع : للعراقيين جميعاً،وللعرب والمسلمين،ولكل القوى الدولية والاقليمية ، ان حل المشكلة في العراق لن يتحقق الاّ في بغداد ومن خلال العراقيين انفسهم،وكل الجهود الخيرة التي تبذل من هذا الطرف الاقليمي او الدولي يجب ان تكون عاملاً مساعداً للحل ، لا ان تكون بديلاً عن الحل العراقي للمشكلة والمحنة التي يعاني منها العراقيون .

    اننا نرحّب بكل جهد خيّر اقليمي او دولي ونريده ان يكون جزءً من الحلّ، وليس عبئاً اضافياً من المشكلة .

    لقد وجدنا هنا في المملكة الاردنية الهاشمية وابتداءً من جلالة الملك عبد الله الثاني وانتهاءً بالسادة من اعضاء الحكومة والبرلمان تفهمّاً عالياً للمعاناة العراقية ورغبة صادقة في المساعدة على الحلّ، ونحن نرحب بهذه الرغبة الصادقة ، ونأمل منها خيراً انشاء الله.

    ايها الاخوة ان العراق لن ينفك عن هويته العربية والاسلامية،ولن ينفك عن ارث عريق من علاقاته العربية والاسلامية،ونؤكد لكم ان العراق لن يكون سوى العراق، العراق المستقل بارادة شعبه،العراق الصديق لجميع الخيرين شعوبا وحكومات، العراق الذي يجد فيه الجميع الاخ والشقيق والصديق.

    لانريد للعراق ان يتحول الى منطلق للعدوان على اي طرف اقليمي او دولي، ولا ساحة لتصفية الحسابات بين القوى .

    نريد عراقاً مستقلاً،موحدا،مستقراً،يتآخى فيه الجميع على قاعدة ان العراق لكل العراقيين،عراقا تشارك جميع مكوناته بادارته من خلال الوسائل الديمقراطية.

    هذه رسالة الشعب العراقي لكم ، فهل ستساعدوننا على تحقيق ما نريد ، املنا اكيد انكم تريدون ذلك وانكم تستطيعون ذلك ايضا ً.اشكركم على اصغائكم واتاحتكم هذه الفرصة الثمينة للقاء بكم .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

     

     

     

     

     

  15. العراق : وهم الحرب الأهلية الأجوف!

    GMT 4:00:00 2006 الجمعة 1 ديسمبر

    الشرق الاوسط اللندنية

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

     

     

    أمير طاهري

     

     

    منذ الاطاحة بصدام يحاول أولئك الذين يشعرون بالندم على رحيله لأسباب مختلفة تلميع صورته بعدد من الوسائل. والرئيسي من بين هذه الوسائل تشويه سمعة العراقيين كشعب يتسم بالعنف المتأصل فيه.

     

    ويقال لنا إنه لم يكن صدام حسين هو الذي جعل العراق على ما هو عليه وانما العكس: فالجلاد هو نتاج المجتمع العراقي. وهذه نسخة سياسية من لغز الدجاجة أو البيضة: من جاء أولا ؟ ويجري تجاهل حقيقة انه عبر قرون وعندما توفرت الفرصة خلق العراق ايضا متصوفين وفلاسفة وشعراء ولاهوتيين بل وسياسيين أكفاء. ويموت العراقيون بسبب أعمال العنف كل يوم تقريبا لأنهم يستحقون الموت، كما يقال لنا.

     

    ومن أجل البرهنة على أن العراقيين عاجزون عن العيش معا، ناهيكم من بناء مجتمع مهذب، فمن المهم تصوير العنف الراهن في ذلك البلد باعتباره حربا اهلية لا يستحق اللوم عليها سوى ابناء ذلك البلد المنكوب. وفي الحرب الأهلية ما من تدخل خارجي يمكن أن يكون ذا جدوى.

     

    ومنذ سقوط صدام حسين فإن الادعاء بأن العراق في حالة حرب اهلية يجري التعبير عنه او التخلي عنه كل ثلاثة أو اربعة اشهر في المعدل المتوسط. ففي كل مرة هناك موجة مأساوية استثنائية من أعمال القتل ويظهر اولئك الذين يستبد بهم الحنين الى صدام على شاشات التلفزيون للزعم بأن العراق هو في حالة حرب أهلية، وبالتالي فإن من الأفضل أن يترك الى مصيره. ولا يعد السعار الاعلامي الأسبوع الماضي حول «حرب اهلية في العراق» شيئا جديدا.

     

    وقبل التدقيق في ملاءمة زعم «الحرب الأهلية» دعونا نتعرف على المستفيد من هذا الزعم.

     

    المستفيد الأول هو القاعدة التي يوجد قليل من جهادييها في العراق ممن هم من اصل عراقي. ومن بين المئات من مقاتلي القاعدة ممن قتلوا أو ألقي القبض عليهم في العراق منذ عام 2004 لم يزد عدد العراقيين على 13 شخصا. أما الآخرون فكانوا مما يزيد على 12 من الجنسيات بينها الفرنسية والبريطانية والبلجيكية والإسبانية. والمسؤول عن دعاية القاعدة بشأن العراق على الانترنت هو شاب أميركي لم يسبق له ان زار العراق. ولا يأتي الدعم لاستراتيجية القاعدة في العراق من العراقيين وانما من الاسلاميين واليساريين السابقين من غير العراقيين، كما يعرف كل من يشاهد محطات التلفزيون الفضائية العربية.

     

    ان طرح العنف في العراق باعتباره حربا اهلية يمكّن القاعدة من الحصول على بعض الدعم الشعبي بين العراقيين وبالتالي نوع من الشرعية. وارتباطا بذلك المنطق يمكن ان توصف هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولايات المتحدة باعتبارها «حربا أهلية» لأن الأشخاص أنفسهم الذين هاجموا نيويورك وواشنطن هاجموا، أيضا، سامراء ويستهدفون الآن مدينة الصدر.

     

    وتصوير العنف في العراق باعتباره حربا اهلية يفيد ايضا بقايا حاشية صدام. فهو يقدمهم باعتبارهم جانبا واحدا من الصراع الذي يدعي فيه الطرفان بدرجة من الشرعية بفضل القواعد الشعبية المفترضة. غير ان الحقيقة هي ان الصداميين ليست لديهم مثل هذه القاعدة. وحتى الغالبية الساحقة من أعضاء حزب البعث يدركون أن صدام دمر حزبهم بتحويله الى أداة لهيمنته وهيمنة عشيرته التكريتية. وكان القرار الأميركي بحظر حزب البعث قرارا خاطئا وأغضب بشدة كثيرا من البعثيين. غير ان قليلين هم من يحلمون بإعادة عقارب الساعة الى الوراء بإعطاء الحزب والبلد الى صدام وحاشيته.

     

    كما يفيد الزعم بالحرب الأهلية المليشيات المختلفة، التي يتمتع بعضها بغطاء آيديولوجي سياسي، بينما الأخرى ليست سوى عصابات جريمة منظمة، عبر إعطائها دورا لا تستحقه. فبعض المليشيات تجند ويدفع لها من جانب ايران وتتصرف كمرتزقة وليس كمقاتلين في قضية وطنية. وهناك مليشيات هي فرق موت مأجورة لقتل أعضاء طوائف دينية منافسة. ويخشاهم كثير من العراقيين ويقف الجميع ضدهم، وما من أحد يحبهم.

     

    ثمة مستفيد آخر من الحرب الأهلية هم الطائفيون المهوسون الذي سببوا للعراق الكثير من المآسي كلما سنحت لهم الفرصة. الضعف الحالي للحكومة المركزية وغياب الأمن في أجزاء من العراق منح هؤلاء فرصا جديدة لإلحاق الأذى بالآخرين. نفس هذه العناصر تسببت في مآسي الأعوام 1802 و1873 و1920 عندما ادت محاولات تدمير مراقد شيعية الى نزاع ودمار على نطاق واسع.

     

    اما في الغرب، فقد استفادت كلتا مدرستي الاستعمار من مزاعم الحرب الأهلية.

     

    المدرسة الاولى تعتقد ان العراقيين، وكل الدول غير الغربية، عاجزة عن بناء حكومات قائمة على قاعدة شعبية، وان أي تدخل من جانب دولة ديمقراطية أمر محتوم.

     

    المدرسة الثانية، وهي الرائجة الآن، توصلت الى نفس هذه الخلاصة ولكن على أساس آخر. إذ هناك من يرى ان كل بؤس ومآسي الدول غير الغربية ناتج من الاستعمار الغربي والإمبريالية. ومن الناحية الأخرى يقول هؤلاء إن الشعوب غير الغربية تستحق العيش تحت ظل الأنظمة المستبدة لأن الاستبداد يعكس ثقافتهم وحتى أديانهم.

     

    المدرسة الأولى ترى ان الغرب مسؤول عن تنصيب صدام حسين واستمراره في السلطة. وفي نفس الوقت تزعم ان العراقيين يستحقون ان يحكمهم صدام حسين، وان التحالف الذي قادته الولايات المتحدة كان على خطأ في محاولته منحهم فرصة السعي للوصول الى شيء مختلف.

     

    كثير من أنصار نظرية الحرب الأهلية في العراق أتوا بشعار واحد يتلخص في ان «التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يجب أن يترك العراق وان يتخلى عن النظام الجديد في مواجهة اعدائه». ولكن المشكلة تكمن في أن غالبية هؤلاء الذين يؤكدون ان العراق في حالة حرب اهلية يفتقرون الى الشجاعة لمواجهة الاسئلة التي تنشأ عن مزاعمهم في هذه القضية.

     

    السؤال الأول: ما هما طرفا هذه الحرب الأهلية ؟ حدّد.

     

    السؤال الثاني: من اجل ماذا يقاتل كل طرف؟ اشرح.

     

    وأخيرا، في حال تحديد طرفي هذه الحرب الأهلية، اين تقف انت؟ وضِّح موقفك.

     

    التاريخ يعج بالحروب الأهلية التي أثرت على الكثير من الدول، من فارس القديمة، عندما نشبت حرب بين الميديين والفرس قبل اكثر من 2500 عام، الى الحرب الأهلية الاسبانية التي استمرت من عام 1936 حتى عام 1939. في كل حالة كان هناك معسكران محددان لكل منهما نفس القوة في بداية النزاع. وفي كل حالة يمكن لكل معسكر ان يدعي لنفسه نوعا من الشرعية قائمة على التأييد الشعبي. وفي كل حالة تختار قوى خارجية وحركات وحتى أفراد الطرف الذي يقفون الى جانبه.

     

    أعلنت شبكة التلفزيون الاميركية «ان بي سي» انها قررت ان العراق في حالة حرب اهلية. يجب على الشبكة الآن ان تتقدم وتقول لمشاهديها من هم طرفا هذه الحرب وماذا يمثلان وما الطرف الذي يجب ان تقف الولايات المتحدة والدول الاخرى الى جانبه.

     

    الحقيقة هي ان العراق الآن ليس في حالة حرب اهلية، لكنه ضحية عدوان خارجي يرافقه عنف طائفي داخلي وتكتيكات ثأر ونشاطات اجرامية. هذا لا يعني ان العراق يمكن ان ينزلق الى حرب اهلية. هناك رؤى متضاربة فيما يتعلق بالعراق الجديد، مثل الرؤى التي أدت الى حروب اهلية، لا سيما في اسبانيا. الآن الغالبية العظمى التي تؤيد هذه الرؤى ووجهات النظر تفضل ان تقاتل من اجل هذه الرؤى ووجهات النظر داخل إطار الدستور العراقي ومؤسساته التي لا تزال هشة.

     

    الخيار في العراق واضح، إن لم يكن سهلا.

     

    مساعدة النظام الدستوري تعمق من جذوره وتقلل خطر الحرب الاهلية لأن كل الرؤى المتنافسة يمكن ان تكون لديها، من الناحية النظرية على الأقل، فرصة كسب التأييد الشعبي.

     

    التخلي عن العراق الجديد قبل ان يتمكن من الدفاع عن نفسه سيؤدي من المؤكد الى حرب اهلية لا وجود لها حتى الآن سوى في خيال شبكة «ان بي سي».

     

  16. http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2006/11/193863.htm

     

    مفهوم القدرة الإلهية بين البابا وابن حزم

    GMT 21:15:00 2006 الإثنين 27 نوفمبر

    الاتحاد الاماراتية

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    الثلاثاء: 2006.11.28

     

    د. محمد عابد الجابري

     

    في المحاضرة المثيرة التي ألقاها الباب بينديكت السادس عشر، وتعرض خلالها لمكانة العقل في الإسلام، جاء قوله: "وفي هذا الإطار يستشهد خوري بالمستشرق ر. أرلنديز R. Arnaldez الذي ذكر أن ابن حزم قد بالغ في هذا الأمر، إلى درجة أنه يصرح أن الله ليس ملزماً بتنفيذ ما يعد به (العبارة الإسلامية: لا يجب عليه تنفيذ وعده ووعيده كما سنبيِّن)، وأنه لا شيء يلزمه على التصريح لنا بحقيقة ما يريد (بالعبارة الإسلامية: "يقدر على الكذب"). فإذا أراد لنا الله أن نعظم الأصنام، فليس لنا إلا أن نخضع لإرادته (وهذا الذي ينسبه هنا لابن حزم خطأ، كما سيتضح لاحقاً).

     

    في القرآن آيات يفيد ظاهرها معنى وأخرى يفيد ظاهرها معنى مختلفاً، وفي أحيان مناقضاً. وقد ارتأى كثير من المتكلمين أن تجاوز هذا المشكل يكون برد المتشابه من الآيات إلى المحكم. لكن قد يحدث أن تتدخل ميول الفرقاء، فما يعتبره فريق محكماً يعتبره فريق آخر متشابهاً. من ذلك مثلاً أن المعتزلة يعتبرون قوله تعالى "ليس كمثله شيء" (الشورى 11) محكماً، وما يتناقض معه عدُّوه من المتشابه. ولذلك قالوا بالتنزيه المطلق للذات الإلهية فنفوا عنه تعالى جميع الصفات التي فيها تشبيه بالإنسان؛ سواء المعنوية منها كالعلم والإرادة أو الحسية منها كالسمع والبصر... الخ، وقالوا مثلاً هو عالم بذاته لا بصفة زائدة عليها أو هو عالم بعلم وعلمه ذاته. وفي إطار هذا التنزيه المطلق قالوا إن الله تعالى منزه عن جميع أشكال النقص. وبما أن فعل القبيح (كالظلم والكذب.. الخ) نقص، فالله منزه عنه، وبالتالي لا يفعل إلا الحسن والصلاح وجوباً، مستندين في ذلك إلى آيات من القرآن كثيرة، مثل قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" (فصلت 46)، وقوله: "وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً" (الكهف 49)، وقوله: "اللهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" (الأنفال51. تكررت هذه الآية عدة مرات)، وقوله: "كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (الأنعام 12).. الخ، ومن هنا عبارتهم "يجب على الله فعل الصلاح"، وبعضهم قال: "الأصلح".

     

    وقد رد عليهم خصومهم من أهل السُّنة والأشاعرة والظاهرية، محتجين بآيات كثيرة يصف تعالى فيها نفسه: بأنه "عليم"، "حكيم"، "سميع"، "بصير"، "متكلم"... الخ، وأنه "عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، وأنه "لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" (الأنبياء 23).

     

    والذين يعترضون على القول بأن الله قادر على "كل شيء"، يقولون إن ذلك يستتبع أن يكون قادراً على "الظلم" و"الكذب". ويضيفون: إنه ما دام قادراً على "الظلم" و"الكذب"، فما الذي يضمن لنا أنه لم يفعلهما الآن، أو أنه لن يفعلهما في المستقبل؟

     

    هذا اعتراض ذكره ابن حزم على لسان الخصم، ليرد عليه ويفنِّده، وليس هو رأيه كما في خطاب البابا. وفيما يلي نص كلامه: "قال ابن حزم: "فإن قال قائل: فما يُؤَمِّـنُـكم، إذْ هو تعالى قادر على الظلم والكذب والمحال، من أن يكون قد فعله أو لعله سيفعله فتبطل الحقائق كلها ولا تصح، ويكون كل ما أخبرَنا به كذباً"؟

     

    يرد ابن حزم قائلاً: "وجوابنا في هذا هو أن الذي أَمَّنََنا من ذلك ضرورةُ المعرفة التي قد وضعها الله تعالى في نفوسنا، كمعرفتنا أن ثلاثة أكثر من اثنين، وأن المُميِّز مُميِّز، والأحمق أحمق، وأن النخل لا يحمل زيتوناً، وأن الحمير لا تحمل جمالاً، وأن البغال لا تتكلم في النحو والشعر والفلسفة، وسائر ما استقر في النفوس علمه ضرورة".

     

    ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن قول ابن حزم بالضرورة العقلية التي ركبها الله فينا كضامن لليقين، هو عين العقلانية. فالعقل هو الذي يبرهن على وجود الله من خلال تأمل الموجودات وبالنظر في بديع نظامها، إذ يُستنتَج من ذلك أنه لابد أن يكون وراءه صانع حكيم، والعقل هو ضامن اليقين لأن اطراد نظام الكون واستقلاله عنا دليل على أن الله لا يخدعنا... فما يقوله البابا من أن "العقل لا يتنافى مع طبيعة الله"، يعبر الفكر الإسلامي عنه بالقول: إن سنن الكون لا تتنافى مع قواعد التمييز التي ركبها الله في عقولنا، (وبعبارة ابن رشد: "ليس العقل شيئاً آخر غير إدراك الأسباب")، وللقارئ أن يحكم بنفسه: أي القولين أكثر عقلانية؟

     

    وأما ما نسبه البابا إلى ابن حزم على لسان المستشرق أرلنديز، ورواية عن خوري، فهو خطأ في الفهم أو النقل أو فيهما معاً. ذلك أن ابن حزم لم يقل ولا يمكن أن يقول: "إذا أراد لنا الله أن نعبد الأصنام، فليس لنا إلا أن نخضع لإرادته". ذلك أن الله يقول: "وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران 80). أما ما ذكره ابن حزم فهو حكاية عن قوم قالوا للمعتزلة: إذا كان الله لا يفعل إلا الصلاح، كما تقولون وبالتالي لا يشاء الكفر لعباده، فكيف تردون على من قال إن الله صرح بأنه قد يشاء أن يعود الناس إلى الكفر، وذلك بدليل قوله تعالى: "قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا، قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ، قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا، وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا، وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً..." (الأعراف 88-89). فقوله "إلا أن يشاء الله"، يفهم منه المعترض أن الله يمكن أن يشاء رجوعهم إلى الكفر!

     

    ولما ذكر ابن حزم ذلك جاء بجواب كان قد رد به بعض المعتزلة على ذلك الاعتراض، فقالوا لا يمكن أن يرد الله المسلمين إلى عبادة الأصنام: "إلا أن يأمرنا الله بتعظيم الأصنام كما أمرنا بتعظيم الحجر الأسود والكعبة‏".‏ وفي هذه الحالة لا يكون الله قد شاء لهم الرجوع إلى عبادة الأصنام والكفر، بل يكون قد شاء المساواة في التعظيم بين الحجر الأسود، وبين الأصنام. والتعظيم لا يعني العبادة، والمسلمون يعظمون الحجر الأسود لا بمعنى أنهم يعبدونه، بل يعظمونه لما فيه من معنى الرمز، إذ يعود بهم إلى نبي الله إبراهيم الذي وضعه في موضعه كنقطة البدء في الطواف.

     

    ويعلق ابن حزم على ذلك بالقول إذا أمرنا الله بتعظيم الأصنام كما نعظِّم الحجر الأسود والكعبة، فليس معناه أنه أمرنا بالكفر وبالرجوع إلى عبادة العرب للأصنام، بل معناه أنه أمرنا بما به يزيد إيماننا، فلو أمر المسلمين بتعظيم الأصنام فإن ذلك لن يتناقض مع أمره لنا بتعظيم الحجر الأسود والكعبة، بل سيكون قد زاد في إيماننا بامتثالنا لأمره. يقول ابن حزم ذلك "أن الله لو أمرنا بذلك، لم يكن عوداً في ملة الكفر بل كان يكون ثباتاً على الإيمان وتزايداً فيه". فيكون الحال كما قال تعالى‏:‏ ‏"‏في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً‏"‏، والمرض المقصود هنا هو الكفر، والمعنى أن الله شاء لهم الزيادة في الكفر كما شاء لهم الكفر. إن مشيئة الله عند ابن حزم سارية، سواء تعلق الأمر بإيمان من آمن أو كفر من كفر أو ارتداد من ارتد" (الفصل 2 ص 186 وما بعدها، مكتبة خياط بيروت د. ت).

     

    وإذن، فالفرق كبير جداً، إلى درجة التعارض والتنافي، بين ما نسبه البابا إلى ابن حزم، وما قاله ابن حزم في حقيقة الأمر. ونحن نأخذ على البابا مثل هذه الأخطاء ليس لأنه تعمد الوقوع فيها للنيل من عقيدة الإسلام، فنحن لا نحاكم النوايا كما أسلفنا، وإنما نعجب لكونه يقتبس من مصادر غير موثقة ولا مختصة أشياء تسيء إلى علاقته وعلاقة الفاتيكان بالإسلام. في الوقت الذي ختم فيه محاضرته بالدعوة إلى حوار "عقلاني" بين الأديان!

     

    أعتقد مخلصاً أنه قبل أن يكون هناك حوار بين الأديان، يجب أن يتعرف أصحاب كل دين على حقيقة دين محاوريهم. هذا علاوة على أن يعرف أصحاب كل دين دينهم، معرفة ترتفع إلى المستوى المطلوب. ذلك أن الحوار مع الجهل ينتهي حتماً إلى عداوة: وقديماً قيل "الإنسان عدو ما يجهل".

     

     

     

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

     

  17. موت الجميل وضحك المعلم وغضب الضاري وحيرة المالكي

    GMT 10:00:00 2006 الإثنين 27 نوفمبر

    حسين كركوش

     

     

     

     

    من يمثل "المقاومة العراقية"؟ ومن هو "الأمير"؟

    وعلى صعيد "المقاومة العراقية"، فأن ردود أفعالها على عملية التقارب السوري العراقي، اتسمت بالانفعال والغضب والتشاؤم، بل وبالذعر، أيضا. وحالما وطأت أقدام وزير الخارجية السوري مطار بغداد، بدأت بعض وسائل الإعلام المقربة من "المقاومة"، بشن حملات قاسية ضد سوريا. فقد وصف موقع على شبكة الإنترنيت، مقرب من "المقاومة" العراقية، وزير الخارجية السوري ب(الأرنب) و(الخروف)، وقال: ( فجأة تقرر عقد اجتماع ترفيهي على طريقة زواج المنعة "من الممانعة" طويل الأمد بين نظام الاحتلال العراقي الصفوي والنظامين الممانعين في طهران ودمشق)، وأضاف (وحدها المقاومة البطلة العراقية ستعلم المعلم ومعلميه وحلفاءه القدامى والجدد).

    وإذا كانت زيارة وزير الخارجية السوري لبغداد، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قد ولدتا ردود أفعال غاضبة من قبل"المقاومة العراقية"، فأن هذه الزيارة ساهمت، حتى قبل أن تتم، في إحداث بلبلة (حتى لا نقول انقسامات) في صفوف التجمعات والهيئات والأحزاب العراقية السنية، سواء تلك التي شاركت في العملية السياسية، ولكنها ما تزال تنتقدها، مثل كتلة التوافق العراقية، أو تلك التي عارضت العملية السياسية جملة وتفصيلا. وهذه الصراعات ليست بعيدة عن تأثير المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وبين الفصائل العراقية المسلحة المناهضة للأوضاع الحالية في العراق، وبالتالي حول الجهة "الحقيقة" التي تدعي تمثيل "الشارع السني".

     

    فحزب البعث العراقي يرى أنه الجهة الوحيدة التي يحق لها تمثيل "المقاومة"، وبالتالي فهو يرى أنه "المحاور" الوحيد، أو على الأقل الرئيسي" الذي يجب أن تصغي إليه أميركا، إذا أرادت تهدئة الأوضاع. وكتلة التوافق المشاركة في الحكومة والبرلمان، ترى أنها الجهة الوحيدة التي يجب أن تتحاور معها أميركا، لأنها منتخبة من قبل عموم العراقيين السنة. وبعض العشائر العراقية السنية، خصوصا تلك المنضوية تحت تجمع "صحوة الأنبار" بدأت تطارد تنظيم القاعدة، وتطلب عونا عسكريا من الحكومة العراقية لمساعدتها. وتنظيم القاعدة يحاول، بكل الوسائل، مهما كانت قاسية ودموية، أن يفشل الحل السياسي، ويستمر قدما في مسعاه لدفع الأمور إلى نقطة اللاعودة، عن طريق إشعال حرب أهلية شاملة. والملاحظ هو، دخول هيئة علماء المسلمين في العراق، كطرف سياسي منافس، على خط الصراعات السياسية المكشوفة داخل "الشارع العراقي السني"، وتخليها عن مهمة "الوعظ والإرشاد"، أو كونها "مرجعية" لعموم العراقيين السنة، كما كانت تقول سابقا.

    فقد شنت الهيئة حملة "شتائم" قاسية ضد زعماء جبهة التوافق المشاركين في الحكومة، وخصوصا الحزب الإسلامي الذي يمثله في الحكومة الأستاذ طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية. ورافق ذلك هجوم إعلامي شنته "كتائب ثورة العشرين"، وهي فصيل مسلح، يرى البعض أنه مقرب من أمين هيئة علماء المسلمين، ضد حزب البعث، الذي ينشط عسكريا، هو الآخر، ضد العملية السياسية الجارية. وقال بيان "الكتائب" أن حزب البعث هو حزب علماني كافر، ليس له علاقة بالمقاومة الإسلامية، وأتهم البيان الحزب بأنه، عندما كان في السلطة، كان يلاحق ويسجن "المجاهدين" الذين ينشطون الآن ضد القوات الأميركية.

    ثم، توجه أمين عام هيئة علماء المسلمين، الشيخ حارث الضاري، ضد "مجلس عشائر صحوة الانبار"، الذي شرع بمطاردة أعضاء تنظيم القاعدة. ووصف الشيخ الضاري أعضاء مجلس العشائر بأنهم "مجموعة من قطاع الطرق". وكان رئيس عشائر صحوة الانبار الشيخ عبد الستار أبو ريشة، الذي حظى باستقبال رئيس الوزراء ووزير الدفاع، قد هاجم، هو أيضا، الحزب الإسلامي المشارك في الحكومة والذي يدير المجلس البلدي في مدينة الفلوجة.

    لكن الانقلاب الأكبر، أو المفاجأة الأكبر هي التي وردت على لسان الشيخ حارث الضاري، فيما يتعلق بموقفه من مسألتين هما: جدولة انسحاب القوات الأميركية، والموقف من تنظيم "القاعدة" في العراق. فقد طالب الشيخ حارث الضاري، ولأول مرة، "الإدارة الأميركية إلى عدم سحب قواتها العسكرية في العراق، قبل إنشاء قوة أمنية عراقية وطنية لا تدين بولائها إلى الأحزاب الحاكمة". /صحيفة الزمان البغدادية في 23/11/2006. والمعروف أن الضاري كان في مقدمة الداعين لخروج القوات الأميركية، اليوم قبل الغد، كما كان يؤكد. وظلت هيئة العلماء المسلمين تطالب بانسحاب القوات الأميركية كشرط لإجراء أي مصالحة وطنية.

    والانقلاب الآخر هو، إطراء الضاري، علنا، على نشاط تنظيم القاعدة في العراق، ووصفه لهذا النشاط (بالتأكيد مقاومة). لكن اللافت هو، عندما تعلق الأمر بمسألة "الإمارة الإسلامية" التي أعلن تنظيم القاعدة عن قيامها في العراق، فأن الشيخ حارث الضاري أعترض على قيامها، وتساءل :"كيف تقوم الإمارة قبل معرفة من هو أمير هذه الإمارة"/مقابلة الشيخ حارث الضاري مع قناة العربية في 10/11/2006/.

    والذي يبعث على الحيرة هنا هو، أن رئيس هيئة علماء المسلمين يعرف جيدا أن تنظيم القاعدة يستهدف، بشكل متواصل، المملكة العربية السعودية ومصر والأردن وسوريا، وهي الدول التي يجد عندها الضاري استقبالا له. فكيف يدافع الضاري عن تنظيم تعتبره هذه البلدان إرهابيا، وتحملت الكثير من نشاطاته ضد أمنها ؟ أكثر من هذا، أن الشيخ حارث الضاري أختار القاهرة، بالذات، ليطالب منها العرب بسحب اعترافهم بحكومة المالكي !

    والسؤال، هنا: هل كان اختيار القاهرة لإطلاق هذا التصريح، مجرد صدفة، أو مجرد هفوة دبلوماسية، تفتقر إلى الاتيكيت، أم أنه حدث بتشجيع مصري، تريد القاهرة خلاله أن تعبر عن غضبها من محاولة عزلها، وعن امتعاضها من أي محاولة أميركية/سورية إيرانية، للتعامل مع الملف العراقي، تتم على حساب تهميش دور مصر الإقليمي، وأن مصر تريد أن تقول لمن يهمه أمر الملف العراقي، بأنها تملك من الأوراق "العراقية" ما يكفيها لإعاقة هذا التحرك الجديد الجديد ؟

    وعلى أي حال، فنحن نرى أن دفاع الضاري عن "القاعدة"، ورفضه لحكم الإعدام بحق صدام، وتكثيف الحديث عن المقاومة، ومطالبته العرب بسحب الاعتراف عن الحكومة العراقية الحالية، تأتي كلها في إطار الصراعات بين الجماعات العراقية السنية حول من يمثل المقاومة، ومن هو "الأمير" الذي يفرض نفسه قائدا مستقبليا لعموم العراقيين السنة، ومحاورا مباشرا ورئيسيا، إن لم يكن وحيدا، مع الأميركيين والحكومة العراقية.

     

    المالكي سيقرأ أمام بوش مقتطفات من شعر الحاج زاير الدويج

    والآن، ماذا عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وماذا سيحمل معه من اقتراحات وأراء عندما سيلتقي الرئيس بوش في عمان بعد يومين، وماذا سيسمع من الرئيس الأميركي ؟

    لقد دأب بعض المعلقين على القول بأن الرئيس بوش أصبح، بعد هزيمة حزبه في انتخابات الكونغرس الأخيرة، "بطة عرجاء". وهذا كلام غير صحيح. وإذا كان هناك سياسي واحد في العالم كله ينطبق عليه هذا الوصف، فهو رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. بل، أن المالكي هو "بطة مقيدة الأرجل"، و"معقودة اللسان" : الرئيس بوش بانتظاره، والتيار الصدري من وراءه، والمجلس الأعلى تحت إبطه، وجبهة التوافق على يساره، و"المقاومة" على يمينه، فليس له، والله، غير الصبر والسلوان، والاعتماد على ذخيرته من (الحسجة/نوع من أنواع التورية في اللهجة العراقية).

     

    وبما أن غرضنا من هذا المقال هو، التسلية، كما قلنا في البداية، فأننا نسجل هذا السيناريو الذي نتوقع أن يحدث بين المالكي وبوش عندما يلتقيان:

    بعد المصافحة، يسأل بوش المالكي: كيف أحوالك يا سيادة رئيس الوزراء؟ فيجيبه المالكي بمقطع من قصيدة لشاعر العراق الأشهر الحاج زاير الدويج، ويلقيه بصوت أم ثكلت بكل أبنائها:

     

    كطان جني صرت ما بين عجلة فال / واحد يكل للآخر هو ولك نوحهويشرح المترجمون للرئيس بوش، بأن السيد المالكي يقول إن حاله يشبه السمكة العراقية (كطان)، التي أحاط بها جميع صيادي الكون، وكل واحد منهم يحمل (فالة وجمعها فال) وهي أداة عراقية بدائية لصيد السمك، ويريد أن يغرس أسنانها في جسدي، لأكون من حصته وحده. ورغم هذا الشرح الوافي، فأن بوش يسأل المالكي مرة أخرى: أردت أن أعرف أحوال العراق، وأين وصل الصراع بين السنة والشيعة؟ وهنا، تمر في ذهن المالكي أمور عديدة منها، زيارة المعلم للعراق، اغتيال الشيخ بيار الجميل، موافقة الحكومة اللبنانية على تشكيل محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري، استقالة نواب حزب الله وحركة أمل، نتائج الانتخابات في البحرين، مطالبة الشيخ حارث الضاري للعرب، من وسط القاهرة وبالقرب من مقر جامعة الدول العربية، بسحب الاعتراف بحكومة المالكي، استمرار روسيا بتزويد إيران بمفاعلات نووية رغم احتجاج أميركا ودول الاتحاد الأوربي، إمكانية أن تتحول الصين إلى أكبر مستورد للنفط في العالم، اعتراف خالد مشعل بان إيران تزودهم بملايين الدولارات عدا ونقدا، تهديد حزب الله بالنزول إلى الشارع، نشاط أكثر من عشرين جهاز مخابرات دولي داخل العراق....

    وعندما يكرر بوش مرة أخرى سؤاله عن الصراع بين السنة والشيعة في العراق، فان المالكي يمد يده داخل حقيبته اليدوية، ويخرج منها كومة كبيرة من خيوط الغزل، يسميها العراقيون (وشيعة)، مكونة من الحرير الذي ينزلق بين الأصابع لنعومته، بعد أن كان المالكي قد "خربطها" تماما، فلم يعد بالإمكان تحديد بدايتها من نهايتها. ثم يقول للرئيس بوش هذا البيت الشعري، ولكن هذه المرة من ("الملمع": نوع من أنواع الشعر العراقي باللهجة العراقية الدارجة):

     

    إن الصراع معقد ببلادنا / شنهو ال حكي يا بوش، سنة وشيعة

    وإذا شككت بقولنا يا سيدي/ أرجوك دور وياي راس الوشيعة.

     

    ثم يناول المالكي (الوشيعة) إلى الرئيس بوش، وينفض الاجتماع.

     

  18. ديمقراطيو أميركا وديموقراطيونا: آفاق النصر والهزيمة !

    جابر حبيب جابر

     

     

    نظر الكثيرون إلى دعوات الإدارة الجمهورية التي تصاعدت إثر أحداث 11 إيلول 2001 الى دمقرطة الشرق الاوسط كبداية لموجة ثانية في التحول نحو نظم اكثر ليبرالية بعد انكفاء الموجة الاولى بنهاية الانظمة الملكية الدستورية (على ما فيها من عيوب كثيرة) ومجيء العسكرتاريا الى السلطة في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن، وذهب البعض الى ادراج التدخل العسكري الامريكي في المنطقة ضمن استراتيجية متعددة الأبعاد لدعم التوجه الديمقراطي وإجبار الأنظمة الشرق أوسطية على تغيير نفسها واحيانا تغيير هذه الانظمة بالقوة ، وبالطبع فان هذا التصور رغم ما لحقه من تشوش خلق استقطاباته الخاصة، كما أنتج سلوكيات مقاومة للتغيير واخرى متناغمة معه وربما متحايلة عليه.

     

    لقد أحدث الاحتلال الامريكي للعراق هزة استراتيجية افترض الكثيرون ان هزة مفاهيمية ستتبعها، وان التغيير لم يعد خيارا بل مسألة وقت، وبدا عزم اليمين الامريكي على عدم المساومة والذي وصل ذروته في التعبير الصريح الذي استخدمته كونداليزا رايس حين تحدثت عن «فوضى بناءة» قد تكون مقبولة قبل ظهور نظام جديد في المنطقة ، بدا هذا العزم عنصر إضعاف لا عنصر قوة في مشروع التغيير لأنه أنتج ممانعة قوية اتحدت فيها النظم الشرق أوسطية على اختلاف اتجاهاتها ورغم إرثها التصارعي الذي لم يمنع تكاتفا صريحا احيانا وضمنيا غالبا، ضد التثوير الذي تسعى إدارة بوش إلى إحداثه في المنطقة.

     

    لقد استتبعت «المؤامرة» الأمريكية في الشرق الاوسط «مؤامرة» شرق أوسطية ضد المشروع الامريكي، وتم القيام بكل ما من شأنه جعل حياة الامريكيين المتطفلين على هذه البقعة العالمية الفريدة صعبة ومكلفة. والى ذلك فهمت النظم العربية ومعها ايران رسالة الجمهوريين بطريقة سلبية وتصرفت معها وفق نفس المنطق، فيما لم يمنعها ذلك من ان تتخذ هذا الموقف لادراج بعضها ضمن الحلفاء الاقليميين للأمريكين، ذلك ان التحدي الذي أظهرته الادارة كان تحديا وجوديا بالنسبة لأنظمة اعتادت ان تجعل لوجودها وبقائها الاولوية الوطنية «العليا». واليوم تبدو معظم أنظمة المنطقة مرتاحة لما تعتبره نصرا «استراتيجيا» في صراع الإرادات غير المعلن على التغيير وحجمه في المنطقة، ولا ينفع ادارة بوش ان تسمي أي تغييرات جديدة في العراق او في سياستها الشرق اوسطية بالتكتيكية، اذ ان فكرة الحاجة للتغيير وحدها كافية لتؤشر استعدادا للانكفاء لا لمزيد من الانغماس. وتغير الخطاب الامريكي من الحديث عن دمقرطة العراق الى الحديث عن اولوية استقراره بعد ان صارت هذه الاولوية في موضع التساؤل انما يعبر ايضا عن اقرار بتراجع في الأولويات وانخفاض في مستوى المطالب التي تبناها الامريكيون عشية زهوهم بالنصر السريع على صدام حسين .

     

    ويدرك المتخصصون في السياسة الخارجية الامريكية ان هذه السياسة خضعت الى نوع من التناوب بين الاتجاه الانعزالي الذي يدعو الى ان تنأى الولايات المتحدة بنفسها بعيدا عن الانغماس في القضايا الدولية، والاتجاه الانفتاحي ـ التدخلي الذي يدعو الى دور امريكي فاعل في تلك القضايا، واصبح هذا التناوب بين الاتجاهين في توجيه هذه السياسة يعرف بنظرية «الدورية»، وقد كان الرئيس كلينتون من أصحاب الرؤية الأقل حماسا في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والانغماس الدولي من خلال الدعوة الى «ان تحدد الولايات المتحدة مدى التزاماتها الخارجية وان تتناسب هذه الالتزامات مع الموارد المحدودة المتاحة». وخلال ثماني سنوات لم يبد كلينتون رغبة بالتدخل العسكري «في عصر انفراد امريكا بالزعامة» الا تحت الحاح تهديد انساني كبير «حالات البوسنة وكوسوفو». واذا استخدمنا تعبير بول كندي فان «ما تفعله امريكا وما لا تفعله له آثار عالمية» وربما تكون كلفة عدم الفعل بالنسبة للآخرين اكبر من كلفة الفعل نفسه.

     

    لقد ظهر مفهوم الانعزاليين الجدد متناغما مع مفهوم المحافظين الجدد، وليس بالضرورة منافسا له، فالمحافظون الجدد لا يتبنون رؤية انغماسية في القضايا الدولية إلا من زاوية ايديولوجية، فما فعلوه هو مزيد من الأدلجة للفعل السياسي الخارجي يجد جذوره القديمة في الطرح الويلسوني القائل بعدم وجود «تناقض بين القوة والمبادئ»، المشكلة ان هذه الادلجة اخذت تفرض نفسها بقوة على واقع السياسة الامريكية داخل الشرق الاوسط بعد ان كانت هذه المنطقة مجرد ساحة للفعل المنطلق من اعتبارات براغماتية .

     

    وفي الوقت الذي اتجه الامريكيون اكثر نحو السياسات العقائدية في الشرق الاوسط من خلال مقولات «محور الشر، من ليس معنا فهو ضدنا، نشر الرسالة الديمقراطية» اتجهت نظم المنطقة الى سياسات اكثر براغماتية مغلفة بخطاب عقائدي تعبوي استثمر المناخ الاجتماعي غير المواتي للمقولات الامريكية. لقد تم تبسيط فكرة التحول بتناس ساذج لحقائق المنطقة، فالواقع السياسي ـ الاجتماعي لم يعبر بعد عن تحول بنيوي باتجاه تعزيز الرصيد الذي تتمتع به المقولات الديمقراطية واحتلالها الاولوية ولذلك اسباب عديدة من بينها حقيقة ان الاقتصادات العربية هي اقتصادات ريعية، تعد عائدات النفط جسمها الأساسي، مما يمنح سيطرة هائلة للنخب الحاكمة المتحكمة بالموارد وبالتالي بتوزيع الدخول وبتقديم الخدمات في الوقت الذي لا تشكل الضريبة وهي احد أسس العقد الاجتماعي الغربي مصدرا هاما لقوة تلك النخب، وتبدو الزبائنية هي الشكل المجسد للعلاقات الاقتصادية بدل المنافسة الحرة وفق قوانين السوق، وارتباطا بهذه الحقائق لا توجد طبقة وسطى فاعلة اجتماعيا وقادرة بالتالي على الترويج للقيم الوسطية والبراغماتية والاعتدال السياسي. وبالتالي فان الفراغ الفكري يملأ ببساطة بالخطاب الديماغوجي وضعف الدولة او انكفائها في الحالات التي تم تجريبها «لبنان، العراق، فلسطين» ينتهي الى سيطرة التيارات الاصولية ذات الخطاب المعادي للغرب والقيم الغربية والقادر لوحده على تعبئة الجماهير اليائسة في الضواحي الفقيرة ومدن الصفيح خلف النمط الذي تفهمه من الخلاص، وهو ليس الخلاص الذي يروج له اليمين الامريكي بالطبع. ولذلك لجأت نفس النظم العربية عبر قنوات التأثير الإعلامي والدعائي الى خطاب مشابه دون ان تصل في تطرفها الى مستوى الحركات الأصولية المعارضة في إطار سلوك براغماتي يقصد منه الاستمرار بطرح نفسها بديلا وحيدا في ادارة مجتمعات لا تفهم الديمقراطية، وقل لا تريدها، وهي مجتمعات مستعدة ان تسلم زمام الأمر لألد أعداء امريكا والغرب، حتى لو مارست ديمقراطيتها الموعودة بدعم من امريكا والغرب، فضلا عن حقيقة ان فشل مشروع بناء الدولة المرتبط بالفشل في بناء الامة يؤدي بدوره الى اطلاق النزعات تحت القومية والاثنية عندما تلوح فرصة للتعبير عن إرادة الفئات الاجتماعية وهو ما يجعل الديمقراطية نفسها وسيلة لوضع دول المنطقة في موضع التشكيك بجدوى وجودها الجغرافي والسياسي الذي عرفناه بعد مرحلة الاستعمار.

     

    ان النجاح الانتخابي الذي حققه الديمقراطيون في الانتخابات النصفية، أنهى بوضوح حقبة الجنوح الايديولوجي الذي اتسم به سلوك الإدارة الجمهورية في ظل هيمنة المحافظين الجدد، كما ان صعود نجم الجمهوريين التقليديين «البراغماتيين» هو مؤشر آخر على ان سلوك هذه الادارة يتجه للتغيير وان العامين المقبلين لن يشهدا باي حال من الاحوال هيمنة للاتجاه الانفتاحي التدخلي في السياسة الخارجية، وبالتالي فان مشروع الدمقرطة داخل الشرق الأوسط هو اول الضحايا المباشرين، على الاقل لأن انظمة المنطقة ستشعر بارتياح اكبر وقدرة على التنفس خارج المجال الخانق الذي خلقته امريكا في سياساتها الشرق اوسطية خلال الاعوام الستة الماضية، ومن هنا فربما تكون الإصلاحات ذات الطابع المظهري اخر التنازلات التي قدمتها الانظمة، حتى زمن اخر. وهذا درس جديد يؤكد حقيقة ان الضغوط الخارجية بمفردها لا يمكن ان تنتج تحولا ديمقراطيا ما لم يصحبها او قل يسبقها تحول في البنى الاجتماعية الداخلية وفي الأنماط الاقتصادية السائدة كما في المقولات «السردية» الرائجة، وبالتأكيد فان مجتمعات ما زالت تزدهر فيها الصراعات الطائفية والاثنية بأشكالها التي سادت أوروبا قبل ظهور الدولة القومية الحديثة، ويتعالى فيها الخطاب المعتنق لمنطق الفسطاطين ليست جاهزة لنظام ديمقراطي حقيقي يقوم على التصافق والمساحات الوسطى والصراع داخل النظام.

  19. http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphLiterat...6/11/190709.htm

     

    إلى محمد سلماوي: نرفض توصيفكم الجائر لنا

    GMT 12:00:00 2006 الثلائاء 14 نوفمبر

    فاضل ثامر

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    تعقيبا على ما نشرته " إيلاف "

    أدباء العراق: نرفض توصيفكم الجائر لنا

     

    السيد محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصريين المحترم

     

    تحية طيبة :

    قرأ أدباء العراق وكتابه في الداخل والخارج على موقع " إيلاف الالكتروني " في 7 / 11 / 2006 بأسى وغضب تصريحات منسوبة لكم حول مؤتمر اتحاد الكتاب العرب في القاهرة تتضمن توصيفكم للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بأنه " الاتحاد الذي عينته الحكومة العراقية بعد الاحتلال " وهو حكم ظالم وجائر وتعسفي وبعيد كل البعد عن الحقيقة التي يجب ان تتوخاها وانت في مركز المسؤولية، الا ان تكرر التهم جزافاً وتتلقفها من أفواه دهاقنة السياسات السرية في الأمانة العامة للإتحاد خاصة أولئك الذين ينطبق عليهم توصيفكم ممن " عينتهم حكوماتهم " بفرمانات حزبية، وإدارية، سرية او علنية مفضوحة، ويؤسفنا ان نقول لكم ولكل الأدباء والكتاب العرب الذين لا يمتثلون لاملاءات " الحكومات " واغلب الأنظمة الدكتاتورية العربية بأن إتحادنا، مؤسسة ثقافية غير حكومية مستقلة لا علاقة لها من قريب او بعيد بالحكومة العراقية او وزارة الثقافة، وهي ايضاً بمنأئ عن تأثير قوات الاحتلال، بل نعلن هنا بان اتحادنا قد إكتسب شرعية قبل ان تمتلكها اي حكومة عراقية بعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي، ذلك ان الأدباء العراقيين تداعوا لإعادة تشكيل اتحاد الأدباء في 28 / 4 / 2003 أي قبيل الإعلان عن أي حكومة عراقية آنذاك ومارس هذا الاتحاد نشاطه متحدياً كل الصعوبات ومتمسكاً باستقلاليته وقيمه الأدبية والثقافية والمهنية النظيفة ونجح في 25 / 7 / 2004 في إجراء إنتخابات شرعية شاملة وفق القواعد المعمول بها، وبحضور قاضِ من وزارة العدل وبمباركة جميع الأدباء والكتاب العراقيين، وطوال هذه الفترة لم يشعر إتحادنا بأي تأثير على سياسته وقراراته من قبل المؤسسات الحكومية لأننا تمسكنا بحقنا في رسم سياستنا الثقافية والوطنية والمهنية باستقلالية تامة ورفضنا كل الاغراءات التي حاولت تقديم منح مالية لإتحادنا من اية جهة أجنبية كانت، وكنا نشكو خلال هذه المدة من مواصلة سياسة التهميش التي تمارسها الحكومة العراقية تجاه المثقفين والأدباء العراقيين ذلك ان أصوات الانفجارات والمفخخات التي يزرعها الإرهابيون والتكفيريون كل يوم لم تمكن المؤسسات الحكومية من الاصغاء الى مطاليبنا ونداءاتنا، وظلت منشغلة بالملف الأمني وملفات أخرى كانت تبدو لها أكثر سخونة وأهمية من الملف الثقافي المنسي.

    واذا كان من الضروري الحديث عن إستقلالية إتحادنا، نود ان نؤكد ان اتحادنا الآن يمتلك إستقلالية لم يكن يمتلكها خلال العهد الدكتاتوري الغابر وللذين يتباكون على غياب الديمقراطية في انتخابات اتحادنا اليوم نود فقط ان نذكرهم بحقائق معروفة للجميع منها ان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في العهد السابق لم يكن مستقلاً ، وكانت إنتخاباته ينطبق عليها توصيفكم المذكور مما كان يجعله بحق " الاتحاد الذي عينته الحكومة العراقية " ذلك ان وزارة الثقافة كانت تمتلك ولاية على إتحاد الادباء، ويحق لوزير الثقافة على وفق قانون اتحاد الأدباء ونظامه الداخلي عند الضرورة حل هيئات الاتحاد الشرعية وتشكيل هيئة تحضيرية جديدة، اضافة الى ذلك كان الاتحاد مرتبطاً إرتباطاً رسمياً وتنظيمياً بما يسمى بـ " المكتب المهني " التابع للحزب الحاكم آنذاك ( حزب البعث ) وكان بعض قادة الاتحاد آنذاك يتضايقون من هذه العلاقة ويحاولون باستمرار التملص منها ومن إملاءاتها، وبالاضافة الى ذلك فقد كان الاتحاد يأتمر بالخط السياسي والآيديولوجي لما يسمى بـ ( مكتب الإعلام القومي ) الذي كان يشرف عليه مباشرة طارق عزيز ويرتبط مباشرة بصدام حسين.

    اما إنتخابات اتحاد الأدباء فكانت تجري من خلال توجيهات حزبية صارمة حيث يرشح الحزب الحاكم قائمة محددة ويعلن مقدماً رئيس الاتحاد فيها، وكانت هناك شروط قاسية ومعلنة لمن يحق له الترشيح للانتخابات منها توفر ما يسمى بـ " السلامة الفكرية " والمشاركة بما يسمى بـ " الجيش الشعبي " او " فدائيي صدام ".

    وعندما دخل عدي صدام حسين اللعبة الثقافية في العراق شاء ان ينافس قائمة حزب البعث في إنتخابات إتحاد الأدباء بقائمة خاصة تعتمد على الولاءات الشخصية له، وفعلاً تمكن من الفوز في أكثر من دورة انتخابية ضد القائمة الحزبية التي كان يدعمها صدام حسين شخصياً ـ وهذه حقيقة قد لا تكون سرية للصراع بين الأب والابن على مراكز النفوذ آ نذاك ـ الا ان آخر الانتخابات قد رجحت كفة قائمة حزب البعث بعد معركة بالايدي واللكمات داخل قاعة الانتخابات وجه فيها عبد الجبار محسن ـ مسؤول التوجيه السياسي آنذاك لكمة ألقى فيها منافس القائمة الحزبية الشاعر لؤي حقي وممثل قائمة عدي صدام حسين أرضاَ وبالضربة القاضية، وهكذا فازت القائمة الحزبية التي رأسها آنذاك الرئيس الأخير في العهد المباد لإتحاد الأدباء الصحفي هاني وهيب الذي يتباهى بان حزب البعث قد إختاره لينتشل اتحاد الأدباء من الفوضى التي تسبب فيها كما يقول الأدباء الشباب من مؤيدي قائمة عدي صدام حسين، ولا اذيع سراً اذا ما قلت بان رئيس الاتحاد السابق الزميل هاني وهيب لم يكن أديبا بالمرة بل كان إعلامياً ورئيساً لتحرير جريدة " القادسية " التابعة لدائرة التوجيه السياسي في الجيش العراقي، وهو لا يميز بين المرفوع والمنصوب ، ولا يستطيع ان يرتجل كلمة قصيرة وبلغة سليمة لمدة خمس دقائق مما جعل زملاءه في المكتب التنفيذي يتندرون عليه ويطأطئون رؤوسهم عندما يعتلي المنصة خشية ان يرتكب أخطاء ، لغوية وفكرية تحرجهم أمام ضيوفهم من الأدباء والكتاب العرب.

    هذه بعض الحقائق، وهي غيض من فيض، عن ديمقراطية المؤسسات الثقافية في العهد السابق التي يتباكى البعض عليها هذه الأيام وهي حقائق لم تكن تخفى بالتاكيد على ممثلي " المكتب الدائم " الذين يفترض حضورهم آنذاك للدورات الانتخابية المختلفة.

    إننا نعتقد بأن التصريحات المنسوبة لكم ـ ان صحت ـ فهي تمثل إستباقاً منحازاً لقرار جائر سوف تتخذونه ضد اتحادنا، اذ يفترض فيك ان تكون حكماً عدلاً ومنصفاً ويصغي الى جميع الأطراف، لا ان تتماهى شخصية الحاكم والمدعي العام والجلاد بشخصية واحدة.

    واخيراً فنحن نقولها الآن وسبق ان قلناها في العديد من مذكراتنا الى الأمانة العامة والى رئيس الاتحاد ومنها رسالتنا الأخيرة التي وجهناها لكم ولإتحادات الأدباء العرب ونشرت في العشرات من مواقع الانترنيت بان إتحادنا الحالي يمثل الضمير الحي النظيف للأدباء والكتاب العراقيين الشرفاء الذين كانوا يناضلون دوماً ضد الدكتاتورية والتعسف ـ دكتاتورية صدام حسين ـ والتي كان البعض ـ وللأسف ـ من الأدباء والمسؤولين العرب يطبلون لها ويروجون المقالات والقصائد العصماء في الدفاع عنها وتملقها وتصويرها بالبطولة والقومية المدافعة عن " الجبهة الشرقية للوطن العربي " ! وان أدباء العراق اليوم يواصلون سوية مع كل مثقفي شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية نضالهم من اجل إخراج آخر جندي من جنود الاحتلال كما يواجهون بشجاعة ومسؤولية كل المخططات الواهمة التي تحلم بعودة الدكتاتورية وتطبيق الاجندات التكفيرية والإرهابية التي ترمي الى إقامة ما يسمى بـ " الإمارة الإسلامية في العراق " لتكون حاضنه لقوى الإرهاب والعنف في المنطقة والعالم ولذا فنحن ندعوكم ـ بروح المسؤولية ـ الى إعادة النظر في مواقفكم تجاه إتحادنا، وشعبنا ومؤسساتنا النيابية والدستورية وأن تنتصروا للحقيقة وهي اننا نقف مع الحياة والمستقبل والأمل، اما أعداء شعبنا فيقفون مع الموت والإرهاب والتكفير والعنف والدكتاتورية ، ولذا فان وقوفكم ضدنا هو وقوف الى جانب قوى التكفير والظلام والموت التي تحصد أرواح الأبرياء من ابناء شعبنا كل يوم والتي تتستر زوراً وراء شعار " المقاومة " ولأنكم بذلك إنما تغمضون أعينكم عن حقائق واضحة لا يمكن ان تخفى على ممثلي الفكر والثقافة والكلمة الشريفة.

    نحن لا نريد بصرختنا هذه ان نستجدي مقعدنا في اتحاد الكتاب العرب فذلك حق شرعي لنا ـ وانما نستصرخ ضمائركم لكي لا تظل مخدرة او مغيبة مما يدفعكم بالتالي الى ارتكاب مظالم غير مبررة بحق أدبائنا وشعبنا، ولان صحوتكم المتأخرة او المؤجلة ستحملكم مسؤولية تاريخية كبيرة وتضعكم في صف الإعلام العربي المغيب او المخدر والذي إرتضى بمقولات التكفيريين والإرهابيين وأيتام الدكتاتورية حول الشأن العراقي، وظل يلوكها وينشرها مشجعاً ـ بعلم او دون علم ـ قوى الإرهاب والتحريض التي يقودها فقهاء التكفير والظلامية في عصرنا.

    مرة اخرى نعلنها من على كل منابر الدنيا باننا الممثلون الحقيقيون للأدباء والكتاب العراقيين في الداخل والخارج دون ان نعارض حق أي مجموعة أدبية لتشكيل روابط أدبية وثقافية جديدة، وليس من حق أي جهة اخرى ان تدعي تمثيلنا داخل اتحاد الكتاب العرب او خارجه، واننا نظل نطالب بحقنا الشرعي في اعادة عضوية اتحادنا في اتحاد الكتاب العرب وبحضور مؤتمر القاهرة خاصة بعد ان أستكمل العراق مؤسساته الدستورية الشرعية واستعاد منذ زمن بعيد عضويته في الجامعة العربية.

    في الختام تقبلوا منا ومن جميع أدباء العراق وكتابه في الداخل والخارج أطيب التحيات.

     

    فاضل ثامر رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

     

     

  20. المالكي :آراء من داخل التوافق تطالبنا بعدم اعتماد

     

     

     

    قال لن اضع في تاريخي ان انقلب على شركائي .. المالكي: آراء من داخل التوافق تطالبنا بعدم اعتماد تصريحات الانسحاب من العملية السياسية

     

    بغداد/المدى

    اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان التصريحات الاخيرة التي اطلقها عدد من قياديي كتلة التوافق بشأن امكانية الانسحاب من العملية السياسية، لا تعبر عن رأي الكثير من الاطراف المنضوية في (التوافق)، مشيراً إلى انه تلقى اتصالات من اعضاء في الكتلة ينفون فيها ان تعبر تلك التصريحات عن رأي مجمل (التوافق) مشددين على اهمية تمتين عرى التفاهم والتحالف الوطني من اجل انجاز متطلبات العملية السياسية والعمل على انهاء التوترات والاحتقانات واعمال العنف التي تعيق التقدم السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد.

    وقال المالكي في حوار شامل صباح امس مع رؤساء ومديري تحرير عدد من الصحف المحلية:"ان ما نسمعه من تصريحات لا تمثل رأي جميع (التوافق).. لدينا تصريحات اخرى تقابل تلك التصريحات، وتطلب عدم اعتمادها. مضيفاً ان الاخوة الذين اتصلوا بنا يفسرون تلك التصريحات بأنها نتاج لضغط معين او طموحات معينة تخص اصحابها".

    وحول ما اذا كانت تصريحات التهديد بالانسحاب من العملية السياسية نتاجاً لضغوط او طلبات اقليمية، خصوصاً ان معظم التصريحات تنطلق من سياسيين حين يكونون خارج البلاد وفي بلدان معينة، اشار رئيس الوزراء إلى انه لا يملك معلومات مؤكدة حول ما اذا كانت تلك التصريحات تنفيذاً لطلبات اقليمية، لكنه اضاف:"نقول لشركائنا في العملية السياسية ان مثل هذه التصريحات تعطي رسائل توحي انها تعبر عن طلبات اقليمية" قائلاً:"هذه عملية انكفائية مدمرة لا تنفع احداً. ان ادخال العامل الاقليمي لا يخدم احداً، وان الحكومة تمتلك من الشرعية والقوة ما يمكنها ويؤهلها لأن ترفض بأن يأتي احد ما ليصمم حكومات بديلة"، متمنياً على الدول التي تطلق منها التصريحات"ان لا تسمح بهذا حتى لا تحسب تلك التصريحات عليها".

    واشار المالكي إلى ان"بعض الشركاء لم يتحملوا المسؤولية.. لقد كانوا يريدون جني المكاسب ودفع الاضرار. لكن المهم والمطلوب هو جني المكاسب للشعب ودفع الاضرار عنه" قائلاً:"كيف يمكن لهم ان يكونوا شركاء في عملية سياسية من دون ان يتحملوا تبعاتها"؟ حيث وصف البعض بأنه"يفكر بعقليتين، ويتحدث بلسانين". مؤكداً ان الوقائع وبعد التغيير الذي حدث لا تسمح بدعاوى الارتداد والنكوص عن التطور الذي اختطه الشعب عبر الانتخابات والاستفتاء على الدستور ومواجهة العنف والارهاب طوال السنوات الثلاث.

    وأكد ادانته لكل الاثارات والتصريحات التي تخرج عن الخط السياسي المعهود من خلال الدعوة إلى الانسحاب من العملية السياسية او التهديد بحمل السلاح او إطلاق النعوت والتوصيفات لاغراض سيئة. مشيراً إلى ضرورة"ان يرتفع الجميع إلى مستوى المسؤولية ورؤية الواقع بعينين بصيرتين.. حيث ان الالم الذي يعانونه هو ذاته الالم الذي يعانيه جميع العراقيين".

    وانتقد المالكي بصراحة بعض الاخطاء والتصورات التي قادت إلى ان"نجتمع اجساداً في مؤسسات الدولة، ولكن برؤى مختلفة". وقال:"ان اختلاف الاجندات ادى إلى تصادمها وتعارضها". وهذا ما ادى إلى التباين في المواقف والتصريحات لدى اطراف العملية السياسية. وعزا المالكي هذا الوضع إلى اخطاء في الحسابات والقراءات السابقة للوضع الداخلي والاقليمي.

    وحول تصريحات أمين عام هيئة علماء المسلمين حارث الضاري لفضائية العربية امس الاول اكتفى المالكي بالتعليق: لو كانت التصريحات بغير ما هي عليه لاثارت الانتباه .الرجل لايتحدث بغير هذا ..اذا لم يؤمن بهذه القضايا التي يتحدث بها لكان جزءا من عملية بناء العراق.

    وعن التطورات الناجمة عن الانتخابات الامريكية وانعكاساتها على الشأن العراقي قال المالكي:"ان الجزء الظاهر المنظور من الدور الامريكي يؤكد حاجة الولايات المتحدة إلى نجاح مشروعها في العراق، ولعل انعكاس نتائج الاحداث في العراق على الداخل الامريكي يعبر بشكل واضح عن أهمية النجاح في العراق". لكنه اشار إلى انه بالاضافة إلى ان"ازمة العراق ليست امنية وانما هي ازمة سياسية بين مكوناته التي لو اتفقت لحاصرت التدهور الامني" فان"ازمة العراق هي ازمة اقليمية تعاني مشكلة تعاكس السياسات والستراتيجيات بين العاملين الاقليمي والدولي"، مؤكداً على اهمية الالتقاء بالمحيط الاقليمي والاتفاق مع دوله سياسياً وان تكون العلاقات ايجابية.

    وقال:"ان الرؤية المشتركة مع الامريكان كبيرة. ان هذه التجربة يجب ان لا تترك للافكار التي لا ترتفع إلى مستوى المسؤولية. نريد الانتهاء بالعراق إلى مستوى السيادة الكاملة".

    وتعليقاً على ما نشرته احدى الصحف العراقية مؤخراً ونسبته إلى مصادر امريكية مطلعة لم تسمها، حول وجود خيار امريكي لحكومة انقاذ وطني من الممكن ان يقودها المالكي نفسه، نفى رئيس الوزراء بشدة مثل هذه الادعاءات، مشيراً إلى انه "لا يمكن لأمريكا ان تكون طرفاً في انقلاب عسكري في العراق"من الممكن القيام بحركات اخرى لفك الاختناق من مثل سحب قوات او سحب دعم ولكن ليس بالذهاب الى الانقلابات ومؤكداً "لن اضع في تاريخي ان انقلب على شركاء، او ان اغدر بشركاء.. هذه صناعات الغرف المظلمة والأوهام".

    وفي سياق آخر، اكد رئيس الوزراء نوري المالكي مسعى حكومته إلى عدم جواز الجمع بين سلطة الدولة والمليشيات. وقال: "لا أتردد لحظة في القول انه لا يمكن الجمع بين الدولة والمليشيات.. وان الدولة صاحبة الحق والمسؤولية في حماية المواطن واستخدام صلاحياتها لفرض ذلك". وتابع "اذا اعتمدنا خيار المليشيات، فان البلد ممكن ان يقسم ليس إلى مناطق وانما إلى شوارع حسب نفوذ هذه الجماعة او تلك". لكن المالكي اكد "ان حل المليشيات يخضع لحل سياسي واقتصادي وأمني". مشيراً إلى "ان المليشيات المسماة نعرف اصحابها ومن الممكن التفاهم معهم، وهذا ما هو جارٍ، بخلاف امر الجماعات الارهابية المسلحة".

    وحول تطبيع الاوضاع في كركوك، اكد رئيس الوزراء التزام الحكومة بالقانون والدستور فيما يخص معالجة موضوع كركوك. مشيراً إلى انه هو الذي كان وراء مبادرة تشكيل لجنة كركوك، ومؤكداً ان "العجلة في هذا الشأن قد تسبب ارباكات" وهو امر متفق عليه بين الجميع.

    وقال المالكي: "ان القادة الكرد شركاء اكثر صميمية في العملية السياسية واشار بهذا الصدد إلى اتصال يوم امس مع القيادة الكردية في اربيل جرى بموجبه التأكيد من قبل الكرد على عدم السماح لفضائية الزوراء بالبث من اراضي اربيل. نافياً بهذا ما تردد مؤخراً من ان قناة الزوراء التي عاودت بثها لإغانٍ واناشيد من النظام السابق تبث من مدينة اربيل. واشار إلى القول اننا "ننتظر مجيء الاخ مسعود بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان للتشاور في مجمل القضايا العامة، وفيما يخص العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم".

    كما اكد رئيس الوزراء ان التغيير الوزاري المرتقب في حكومته هو "تغيير آتٍ.. ولا يستهدف قائمة معينة" معرباً عن اعتقاده بـ "ان نية التغيير ستشمل وزراء من كل القوائم. لكن هذا لن يحدث على حساب نسب المحاصصة".

    وقال المالكي: "سنبحث عن الافضل.. بعد هذا لن اقبل ما لم اتأكد من صلاحية الوزير وكفاءته".

    ولم يستبعد رئيس الوزراء امكانية ان يطول التغيير وزراء بمناصب امنية قائلاً: "كل شيء ممكن. ولكن المهم هو التوافق في الرأي".

    وحول تأثير الخلافات السياسية على اعضاء حكومته، قال المالكي: "ان الوزراء منسجمون في الاداء باختلاف كتلهم. وان الحكومة تتمتع بقدر عالٍ من الانســجام. ولا تؤثـر الخلافات السياسية في اداء الحكومة وعملها."

     

  21. --------------------------------------------------------------------------------

    هادي العامري عضو مجلس النواب: يشرح امام البرلمان

     

     

     

    هادي العامري عضو مجلس النواب: يشرح امام البرلمان البريطاني استراتيجية الحكومة في استلام الملف الامني

     

    10 / 11 / 2006

     

    كشف العامري امام البرلمان البريطاني ، ان مجلس الامني الوطني السياسي حدد اربع شروط في تجديد قرار مجلس الامن رقم 1546 الذي يعطي الصلاحية في تمديد قوات المتعددة الجنسيات في وجودها بالعراق ، والشروط الاربعة هي:تسليم الملف الامني بيد رئيس الوزراء باعتباره قائدا عام للقوات المسلحة ،تحديد سقف زمني محدد في تاهيل وتدريب القوات المسلحة العراقية بحيث تتمكن من فرض قدرتها على الامن في العراق .تحويل سيادة المناطق المستقرة الامنيا للحكومة العراقية،انسحاب القوات المتعددة للجنسيات الى خارج المدن العراقية

     

     

    بدعوة من اللورد افبري اقيمت ندوة في البرلمان البريطان لعضو مجلس النواب هادي العامري رئيس لجنة الدفاع و الامن في مجلس النواب العراقي ، حيث تحدث العامري عن محاور ثلاثة ،تجسد صورة الوضع العراق الحالي ". .

     

    واكد ان المحور السياسي حدث فيه تطورات عديدة ومهمة منها تشكيل حكومة منتخبة وتاسيس دستور دائم للعراق مصوت عليه من قبل الشعب العراقي ، وفي محور الخدمات فقد حدث ارتفاع في دخل الفرد العراقي رغم الصعوبات التي يواجهها المجتمع العراقي في سؤ الخدمات .

     

    اما في الملف الامني فقد تحدث العامري ان الصداميين والتكفيريين والجريمة المنظمة تتحمل مسؤولية تخريب الوضع الامني في العراق.

     

    وذكر ان عدم وجود صلاحيات واسعة للرئيس الوزراء في استلام الملف الامني من قبل القوات الامريكية ساهم بشكل كبير في عدم قدرة الحكومة العراقية في تحقيق الامن في العراق ولهذا كشف العامري امام مجلس البرلمان البريطاني ، ان مجلس الامني الوطني السياسي حدد اربع شروط في تجديد قرار مجلس الامن رقم 1546لذي يعطي الصلاحية في تمديد قوات المتعددة الجنسيات في وجودها بالعراق ، والشروط الاربعة هي:

     

    1- تسليم الملف الامني بيد رئيس الوزراء باعتباره قائدا عام للقوات المسلحة

     

    2- تحديد سقف زمني محدد في تاهيل وتدريب القوات المسلحة العراقية بحيث تتمكن من فرض قدرتها على الامن في العراق دون حاجة القوات المتعددة الجنسيات.

     

    3- تحويل سيادة المناطق المستقرة الامنيا للحكومة العراقية

     

    4- انسحاب القوات المتعددة للجنسيات الى خارج المدن العراقية ، ويتم استدعائها عند الحاجة.

     

    وقد اجاب العامري عن مجموعة من الاسئلة وجه اليه اللورد افبري وبعض وسائل الاعلام تخص قضية تعديل الدستور العراقي وعملية توزيع الثروات في العراق ، وعن حل الملليشيات ، وقضية التدخل الايراني في العراق.

     

    واجاب السيد العامري : انه تم اعداد لجنة خاصة تعيد النظر في الدستور العراقي ضمن مدة زمنية محددة ووفق الاليات معينة ذكرها الدستور العراقي .

     

    اما فيما يخص توزيع الثروات فقد ذكر العامري نحن مع سيطرة الحكومة المركزية للثروات النفطية في العراق وتوزيعها بشكل عادل في العراق ويجب ان يكون الاستثمارات النفطية والعقود التي ابرمت قانوينة وغير مخالفة للدستور العراقي.

     

    وحول قضية المليشيات فقد اكد العامري: نحن نؤيد تطبيق قرار 91 الذي تم تصويبه في حكومة علاوي والذي وضع الية معينة في دمج وحل المليشيات ، واضاف ان المليشيات في العراق اصبحت شبكة معقدة وكثيرة ، فقوات حماية المنشاءات التي تم تشكيلها في زمن بريمر هي مليشيات خارج سيطرة الحكومة والقوات الامريكية وهي تمتلك امكانات كبيرة وتوجد لدينا ادلة تكشف عن تورط مليشيات حماية المنشاءات في عمليات العنف الطائفي في العراق

     

    امام موضوع التدخل الايراني فقد ذكر العامري ان عملية التدخل الايراني تستخدم كشماعة في تبرير عمليات الارهاب في العراق وان الذي يشكك في وطنية غالبية الشعب العراقي فهو يشكك في عروبة العراق.

     

    وطالب العامري بان تحل امريكا مشاكلها مع ايران وسوريا خارج الساحة العراقية ورحب في مبادرة بيكر التي اقترحت اجراء مفاوضات بين امريكا وايران وسوريا بشكل مباشرة وحل المشاكل العالقة فيما بينهم .

     

    اما نص الكلمة التي القاها هادي العامري عضو مجلس النواب في البرلمان البريطاني فهي:

     

    نص كلمة الاستاذ هادي العامري في البرلمان البريطاني

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    شكرا للجميع على منحي هذه الفرصة للقاء بكم ، وانها فرصة سعيدة بالنسبة لي من اجل عرض صورة متكاملة عن الوضع في العراق ) الصورة الايجابية والصورة السلبية ( ،وارى من الضروري أن يكون حديثي من ثلاث محاور :

     

    1- محور العلمية السيا سية: أن العملية السياسية حققت مكاسب عديدة من اهمها :

     

    · انهاء الاحتلال : العملية السياسية قد حصل فيها تقدم كبير وملموس وذلك ابتداء من تشكيل مجلس الحكم والتسريع في انهاء الاحتلال ، حيث كان الامريكان يتحدثون ان الاحتلال يجب ان يستمر حتى عام 2015 وفي افضل الحالات حتى عام 2012 ولكن بسب ارادة الشعب العراقي حسم الامر في 30 حزيران .2004.

     

    · قانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية

     

    · اجراء انتخابات عام 2005 وتشكيل الجمعية الوطنية

     

    · تشكيل الحكومة الانتقالية

     

    · اعدادمسودة الدستور والا ستفتاء عليه .

     

    · اجراء الانتخابات التشريعية في كانون الاول 2005 ومن ثم تشكيل مجلس النواب .

     

    · تشكيل حكومة الوحدة الوطنية

     

    · طرح مبادرة مصالحة الوطنية

     

    النتيجة ا ن العملية السياسية تمخض عنها دستور دائم مع توافق القوى السياسية على تشكيل لجنة التعديلات اللازمة ، وتكوين حكومة منتخبة دستورية مدعومة من قبل الشعب العراقي الذي تحدى الارهاب في اروع ملحمة بطولية وكذلك من المرجعيات الدينية والاحزاب والقوى السياسية ، و ، وتشكيل مجلس سيا سي للامن الوطني،بالاضافة الى ذلك لدينا حكومات محلية ، و مجالس محلية في كافة المحافظات منتخبة من قبل الشعب العراقي.

     

    2- محور الخدمات والعملية الاقتصادية:بلاشك حدث تقدم ملموس في الخدمات والعملية الاقتصادية الا انه ليس بمستوى الطموح وذلك بسب الوضع اللامني واستمرار العمليات الارهابية .

     

    والحقيقة هناك تطور واضح في المحاور التالية :

     

    · ارتفاع في الرواتب ودخل الفرد العراقي ، حيث كان معدل راتب الفرد العراقي في زمن النظام البائد $5شهريا ، بينما معدل الرواتب وصل 300 الى 400 دولار شهريا .

     

    · تحسن في القدرة الشرائية للمواطن العراقي حيث يستطيع المواطن العراقي من شراء الحاجات الضرورية مثل التجهيزات المنزلية والكهربائية .بينما في السابق كان لا يستطيع الموا طن من شراء تلك المستلزمات

     

    · القيام بمشاريع كثيرة خدمية في كل محافظة من المحافظات ، حيث تنفذ من قبل الحكومات المحلية .

     

    · التخطيط لمشاريع استثمارية ستنفذ من قبل الدولة وبالخصوص مشاريع البنية التحتية مثل مشاريع المحطات الكهربائية ، ومشاريع أسترايجية فيما يخص الموارد النفطية .

     

    · تم تشريع قانون الاستثمار ووضعت الية في الاجراءات الترغيبية في الاستثمار بداخل العراق.

     

    3- المحور الامني : ان المحور الامني هو من الاكثر المحاور تعقيدا للاسباب عديدة ولكن بالرغم من هذا،هناك تحرك من قبل الحكومة نأمل ان يكون بالاتجاه الصحيح، ولعل من اهم تلك البوادر التي تبعث التفاؤل في الجانب الامني هي:

     

    · توجد اكثر من ثلثي محافظات العراق تنعم بالامن .

     

    · هناك تطور كبير في المناطق الساخنة ) المناطق السنية العربية( حيث حصلت في الاونة الاخيرة مواجهات بين الاهالي والارهابيين من الصداميين والتكفيريين ، وهذا يعد تطور جيد وملحوظ .

     

    · رغم الاخفاقات الكبيرة في بناء القوات المسلحة الا انه ما حصل بشكل عام جيد ويبعث على التفاؤل ، حيث تم تشكيل 10 فرق من الجيش وفرقتين من الشرطة الوطنية .

     

    ويمكن ان نقول ان اسباب عوامل العنف في العراق تعود الى)الصداميين والتكفيريين والجريمة المنظمة والشد الطائفي (

     

    اما العوامل التي ساعدت على العنف في العراق :

     

    1- الاخفاقات الكبيرة للقوات لمتعددة الجنسيات في معالجة الملف الامني ، ابتداء من اختيار افراد القوات المسلحة –تدريبهم – تسليحهم –واختيار قادتهم الى الاخطاء الكبيرة في المعالجات الامنية .

     

    2- عدم السيطرة على الحدود والدعم اللامحدود لدول المنطقة للعنف في العراق ، تحت شعارات مختلفة مثل ) مقاومة الاحتلال ، افشال المشروع الامريكي في العراق حتى لا تصل رياح التغيير اليهم – مساندة اهل السنة )حسب ادعائهم (، الوقوف بوجه المد الايراني في العراق (

     

    3- الموقف الضبابي للمشاركين في العملية السياسية من الاخوة السنة العرب في مواجهة الارهاب

     

    4- لا زال الملف الامني بيد قوات المتعدد الجنسيات لحد الان ، وتجريد سيد رئيس الوزراء من كافة الصلاحيات لكونه القائد العام للقوات المسلحة .

     

    5- ضعف القضاء العراقي في مكافحة الارهاب ، وعدم تطبيق قصاص عاد ل يردع عصابات الارهاب في الاستمرار بعملياتها .

     

    6- عدم تفعيل قانون حل ومعالجة المليشيات الذي تم تشريعه في حكومة الدكتور اياد علاوي.

     

    7- تأييد بعض الفضائيات العربية لعمليات الارهاب ووصفه بالمقاومة.

     

    8- اتخاذ الدين الاسلامي الحنيف كغطاء للعمليات الارهابية خصوصا من بعض وعاظ السلاطين تحت شعار مقاومة الاحتلال

     

    ويمكن ان نستخلص ثلاث عوامل اساسية في استمرار العنف في العراق هي : عوامل داخلية ، عوامل خارجية، قوات المتعددة الجنسيات وتدخلهم في معالجة الملف الامني .

     

    المعالجات :المحور الامني في تقديرنا يحتاج الى عدة امور حتى يتحسن الوضع الامني والتي من اهمها :

     

    1- تقوية الحكومة الوطنية المنتخبة ، خصوصا في جانب بناء القوات المسلحة )تدريبا وتجهيزا، وتسليحا،(،والسيطرة على المؤسسات الامنية بشكل كامل والاشراف عليها، وهذا يتطلب تحويل مسؤولية الملف الامني الى الحكومة العراقية وهذا ماتم التاكيد عليه في المجلس السياسي عند مناقشة قانون 1546، حيث اشترط المجلس عند مراجعة القانون يجب المطالبة بمنح صلاحيات لرئيس الوزراء في تسلم الملف الامني وتحديد سقف زمني في تاهيل القوات المسلحة العراقية حتى يمكنها من تسلم الامن في العراق، واستلام الملف الامني في المحافظات المستقرة ، وانسحاب القوات المتعدد الجنسيات الى خارج المدن في المناطق المستقرة امنيا.

     

    2- سيادة القانون ومنع المظاهر المسلحة بشكل جدي وفاعل من خلال حل المليشيات الشبه الرسمية مثلFBS ،قوات حماية الشخصيات ، مليشيات حماية المساجد والحسينيات، ومليشيات شركات الحماية الخاصة.

     

    3- تفعيل قانون 91 ،القاضي بحل ودمج المليشيات بشكل عام.

     

    4- توافق سياسي بين كافة المكونات السياسية لنبذ العنف الطائفي ومحاربة الشد الطائفي والوقوف مع الحكومة ويجب وضع موقف موحد ضد الارهاب.

     

    5- تشكيل لجان في مراقبة الوضع الامني وتكون مشتركة بين السنة والشيعةوتشتمل على علماء دين ، والوجهاء ، ولجان شبابية في مراقبة الخروقات الرئيسية وبالتعاون مع الاجهزة الامنية .

     

    6- توزيع قواطع المسؤولية على وزارة التفاع والداخلية وفي المناطق الساخنة وتكوين قوات مشتركة ، لمعالجة الارهابيين من جهة ومعالجة المتطرفين من الشيعة والسنة بشكل جدي ، وتعيين قيادة لكل منطقة ومحاسبة في حالة وجود اخفاقات ، ومكافئة في حالة وجود نجاحات.

     

    7- الضغط السياسي على كافة دول المنطقة من اجل الوقوف مع العراق في محنته ، ويجب ان تعلم دول المنطقة ان نجاح الارهاب في العراق سيشعل المنطقة وسيكون خطر حقيقي يهدد كل العالم.

     

    8- تفعيل القضاء في محاسبة الارهابيين والمشجعين على الارهاب حسب قانون مكافحة الارهاب المشرع من قبل الجمعية الوطنية السابقة.

     

    9- تكثيف كل الجهود لمعالجة العنف في بغداد وديالى كمرحلة اولى حيث تعتبر تلك المنطقتين نقطة الارتكاز في توتر العنف والشد الطائفي ،وفي حالة نجاح السيطرة الامنية على تلك المنطقتين سينفذ اليأس الى قلوب الارهابيين.

     

    10-انسحاب قوات المتعددة الجنسيات الى المعسكرات الثابتة وتطلب تلك القوات لتدخل عند الحاجة اليها،وبذلك تسد الذرائع لمن يدعي بالمقاومة او ممن يدعمون المقاومة.

     

    وفي الختام نؤكد على مجموعة من الملاحظات حول الوضع السياسي والامني في العراق والتي من اهمها:

     

    1- ضرورة التمييز بين شيعة العراق وشيعة ايران ويجب كسر تلك المعادلة التي تجعل من شيعة العراق امتداد للوجود الايراني.

     

    2- لا توجد مسائل قطعية في المصالح السياسية، فالجيش الايرلندي السري كان يعتبر مؤسسة ارهابية من وجهة نظر الحكومة البريطانية قبل عدة سنوات ، ولكن الان يوجد عمل جاد لاحتوائهم وضمهم الى مسيرة السلام في ايرلندا الشمالية ، ولهذا نعتقد انه من الممكن احتواء حتى حزب الله وحماس في حالة اقناعهم من خلال التخلي عن السلاح.

     

    3- نحن نؤمن بأن المصالحة الوطنية يجب ان تكون مع الجميع وبدون استثناء الا الصداميين وذلك بسب مشروعهم الدموي والمستند على العنف و قتل الأبرياء،والتكفيريين الذي استندت افكارهم على قتل كل من يخالفهم في الفكر.

     

    4- نحن نؤمن بان ادارة الحكم في العراق يجب ان تتم من خلال نظرية مشاركة كل المكوناة المجتمع العراقي دون اي استئثار وحسب الاستحقاقات الانتخابية على اساس الصوت الانتخابي لكل مرشح.

     

    5- نرفض فكر حزب البعث كفكر لانه شبيه بالفكر النازي وهذا مانص عليه الدستور

     

    6- ضرورة التمييز بين الصداميين والبعثيين ، فالبعثيين يجب ان اعادتهم الى وضائفهم ولكن حزب البعث لايمكن قبوله في كتكوين سياسي لان هناك حظر دستوري عليه.

     

    7- الاعتماد على الامة والتاكيد على حق الشعب العراقي في اختيار من يمثله.

     

    8- نؤمن بدور سماحة السيد السيستاني في استقرار العراق ودعهم للعملية السياسية.

     

    9- ضرورة المحافظة على وحدة الائتلاف وتطويره لكي يكون قيادة سياسية ناجحة تعكس توجهات الغالبية من افراد الشعب العراقي

     

    10-ضرور ة بقاء علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية والحكومة البريطانية وذلك على اساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

     

    11-نؤمن بالتداول السلمي للسلطة وبصناديق الاقتراع وبالديمقراطية ورفض العنف ومحاربة الارهاب

     

    هذه اهم النقاط التي احببت ان اعرضها على مسامعكم والتي نؤمن بها كمبادئ اساسية لجعل العراق بلدا مستقرا ومزدهرا يمتلك علاقات طيبة واستراتيجية مع العالم المتحضر.

     

    وبالختام نشكركم لحسن استماعكم

     

    هادي العامري

     

    الامين العام لمنظمة بدر

     

    رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب العراقي

     

    عضو لجنة الامني الوطني السياسي

     

    اعداد التقرير

     

    المرصد العراقي

     

     

  22. لقاء قناة (بي بي سي) مع دولة رئيس الوزراء

     

     

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

    جمهورية العراق

    رئاسة الوزراء

    المكتب الإعلامي

    الخميس 9/11/2006

     

    لقاء قناة (بي بي سي) مع دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي

    في 7/11/2006

     

    - سيادة رئيس الوزراء، عندما التقيتكم قبل ستة اشهر قلتم لي بانكم ستتمكنون من التعامل مع موضوع المتمردين وبناء علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، يبدو لغير المطلع بأن شيئا من هذه الامور لم يتحقق؟

    - في الحقيقة قد اختلف في تقديري للامور، ولكن ربما اتفق من جانب آخر، التمرد لا يزال موجودا، وهو موجود بسبب وجود تحدي بسبب عوامل كثيرة وليس عاملاً واحداً، ولكن ما نتحدث عنه هو مخططات التمرد التي كانت تريد اسقاط العملية السياسية وقد اجهضت. والدولة لديها الان القدرة الكافية لرد المؤامرات والقوى الاقليمية التي تقف خلفها، ولدينا تطور كبير في مجال ملاحقة الاهداف، لكن في الجانب الآخر نعم هناك امتدادات للعمل الارهابي او الذي تقوم به الميليشيات على خلفية القتل الطائفي او التي تقوم به العصابات لاسباب تجارية ومالية، هذه كلها مازالت موجودة، ولكن مشروع المصالحة الوطنية موجود وهو ليس مجرد شعار يرفع فقط، بل هي ممارسة وقبول بالآخر والبحث عن المشتركات فيما بين الفرقاء في العملية السياسية. انا اؤكد اننا استطعنا ان نسحب الكثير ممن دخلوا في المواجهة الامنية لصالح البحث عن افاق للمصالحة الوطنية. هذه محافظة الانبار والحمد لله في اجواء المصالحة الوطنية اتفقوا فيما بينهم من اجل بناء المحافظة من جديد واعادة الامن والاستقرار لها ومواجهة تحدياتها، على مستوى الميليشيات وصلنا الى قرار موقع من الجميع يطالب الدولة بضرورة استخدام القوة لردع كل من يخرج عن القانون، وقد قلت ذلك بصراحة واعطيت امرا للقوات المسلحة العراقية بان تضرب كل من يخرج عن القانون بغض النظر عن انتمائه المذهبي او الديني او القومي.

    - هذا القبول والرغبة لم تكن موجودة سابقاً، انما هو انتصار لثقافة المصالحة على ثقافة الميليشيات والارهاب والعنف، لكنني اؤكد صراحة باننا رغم ما حققناه ماتزال هناك جراحات، استهداف للأبرياء وسقوط ضحايا، اذا استطعنا النجاح وهذا ما نبحث فيه ،ونتعاون مع الادارة الامريكية والقوات المتعددة الجنسيات على تطوير كفاءة قواتنا الامنية واجهزتنا العسكرية والشرطة، فاذا اكتملت خلال الفترة الزمنية التي وضعناها خلال نهاية هذا العام وبداية العام الحالي فانني اؤكد بان العملية ستتخذ مساراً ايجابياً سريعاً في ملاحقة ما تبقى من بؤر ارهابية.

    - القاعدة والتنظيمات التابعة لها تواجه موقفاً صعباً جداً في العراق. المشكلة التي ما زالت تواجهنا هي التنظيمات البعثية والميليشيات، فالميليشيات مثل جيش المهدي حققنا معها نجاحا كبيرا حينما اعلنت براءتها من العناصر التي تقوم بأي عمل ضد القوات الامريكية وضد القوات الحكومية، وهذا الأمر اعطانا تصميماً ضد كل من يخرج عن القانون بإسم جيش المهدي، وهناك تعاون مع الحكومة في ملاحقة هذه الزمر .

    - اما بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية، فبالرغم من رؤية جوانب سلبية صغيرة في بعض القضايا الا اني أؤكد بان العلاقات متينة وقد ترسخت على خلفية الوضوح الذي وجدوه عندي وعند الحكومة العراقية وعند الرئيس بوش والمسؤولين في الادارة الامريكية، ونحن نبحث الآن عن علاقات ذات بعد وليس علاقات تكتيكية، وقد انتقلنا الى البحث عن علاقات طويلة الأمد وهذا هو النجاح، اما بخصوص بعض الخلافات في وجهات النظر الميدانية فهذا شيء طبيعي يحصل عندنا داخل الحكومة العراقية، ويحصل كذلك داخل القوات المتعددة الجنسيات، وهذا لا يؤثر على عمق العلاقة التي نعمل من اجل تثبيتها مع الجانب الامريكي.

    - يبدو أنك غير محظوظ في التعامل مع كلا الجانبين، فالواضح ان الامريكان لا يثقون بك بشكل كامل حيث تحاول احياناً فعل اشياء مضادة لما يحاولون فعله كما حصل في رفع نقاط التفتيش والحواجز حول مدينة الصدر بينما كانت القوات الامريكية تحاول البحث عن جنديها المخطوف. من جانب آخر هناك اناس يعتقدون بانكم تنفذون ما يطلبه منكم الامريكان، كيف تنظرون الى هذا الأمر ؟

    - من حق الناس ان يتكلموا، فهم غالباً ينطلقون من اختناقات وحساسيات، والعمل السياسي هو عمل واقعي تحكمه مصالح وطنية ومصالح عليا، ما حصل بشأن رفع السيطرات فإن الامر تم بالاتفاق مع الجانب الامريكي بعد ان اوضحنا لقيادة القوات المتعددة الجنسيات خطورة هذا الامر واثره على دوائر الدولة وحياة الناس العاديين والحركة اليومية للمواطنين، فتم الاتفاق على ازالة هذه الحواجز وليس كما يردد الاعلام واراد ان يصنع منها مادة للخلافات وتضخيمها، وليس هذا فقط فالاعلام لديه محاولات كثيرة في ان يضع عقبات واجواء سلبية في العلاقة، الكثير الكثير مما يقوله الاعلام مبالغ فيه وليس واقعياً،لكن كما قلت لكم هنالك مسائل نختلف فيها وهذا امر طبيعي، في تقديرنا للقضايا ينبغي ان نختلف ولكن بالنتيجة نتفق. اما بالنسبة للذين يقولون بان رئيس الوزراء او الحكومة العراقية دمية بيد الامريكان فان عليهم الاستفادة من رأي الجانب الاول الذي يقول بان رئيس وزراء العراق متمرد على القرارات الدولية او الامريكان او القوات المتعددة الجنسيات، فالحقيقة ان المسألة هي ليست ان اكون دمية او متمرد، انما هي تقديرات واقعية للمصالح تقتضي منا ان نمشي سوية في عملية توافقية وتفاهمية محكومة بقرارات دولية ومصالح وطنية بالنسبة لنا وللجانب الامريكي. واكرر القول بان هذا الايحاء او التصنيع للخلافات الى الحد الذي يتصور فيه المراقب من خارج المشهد العراقي ان العلاقات ستنفجر عن مواجهات مسلحة فانها ليست كذلك ابداً، وانما كما قلت في دائرة المسموح من الاختلاف في وجهات النظر.

    - الامريكان والبريطانيون يقولون في لقاءاتهم ومؤتمراتهم الخاصة بانك تميل اكثر من اللازم الى الميليشيات الشيعية وبالتحديد الى جيش المهدي؟

    - وهذه واحدة من تصديرات الاعلام الذي لم يقرأ الواقع بشكل دقيق، ، قلت بشكل واضح بانه لا يمكن الجمع بين الميليشيا والدولة، وانا بكلمة ميليشيا اقصد ليس فقط الميليشيات الشيعية، بل الميليشيات الشيعية والسنية وكل ميليشيا تحمل بالسلاح وتخرج على إرادة الدولة. و بقيت اردد هذه الكلمة وامارس على الارض ميدانيا التصدي لأعمال تخرج عن القانون ، لا بد على الاعلام او الطرف الذي يقوم بمراقبة الامور ان يقرأ ما هي التوجيهات او الممارسات التي اطلقها واقول ان من يخرج عن القانون لابد ان يضرب بغض النظر عن خلفيته وانتمائه، من يخرج على القانون يضرب ولو كان متحصنا في اقدس الاماكن، ليس هناك امتياز لطائفة على اخرى فانا رفعت هذا الشعار وتمسكت به، وحبي للعراق وللشعب العراقي يدعوني ان اكون حيادياً مئة بالمئة، لاني احب العراق والعراقيين، وانا عدو وضد كل من يؤذي هذا البلد وهذا الشعب مهما كان انتمائه ومهما كان قربه وبعده بالنسبة لي.

    - ولكن لديك داخل حكومتك اناس يرتبطون بجيش المهدي، وقد يكونون جزء من هذا التنظيم، وانت تعتمد على هؤلاء في داخل حكومتك؟

    - ينبغي التوضيح بان جيش المهدي غير التيار الصدري، فالتيار الصدري فيه سياسيون ووزراء وعلماء ينتمون الى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر، والوزراء داخل الحكومة ليسوا من جيش المهدي، انما هم وزراء يعملون في ظل الحكومة وسياسيون، بل ازيد ايضاحاً بان بعضهم لا ينتمي للتيار الصدري ولكنهم اصدقاء لبعض الشخصيات في التيار الصدري وقد رشحوا لمواقع وزارية وهم منسجمون في وزاراتهم مع الحكومة ويعملون في ظل رئيس الوزراء وقوانين العمل المعمول بها في الحكومة، ومن جانبي انا لا اسمح لأحد بان يكون عضوا في مليشيا وهو عضو في الحكومة، ولذلك فإن المراجعة موجودة وانا قلت بانه ليس بيني وبين اي ميليشيا قرابة او محبة او علاقة، بل انني سابقى على الضد الشديد لفكرة الميليشيات لانها تساوي هدم الدولة.

    - العديد من السنة – وانا التقي كثيراً بهم – يقولون او يرون بانك لست رئيس وزراء العراق، بل انك تركز كثيرا على الشيعة ولم تفعل أي شيء لمد يد الصداقة الى المجتمعات السنية، كيف ترد على ذلك؟

    - مع الأسف، يبدو ان لقاءاتك تتم مع الجانب المتشدد او الجانب غير الايجابي مع العملية السياسية، وانا ادعوك لتقابل جماهير السنة لترى كيف يوالون رئيس الوزراء، ويعتقدون كما يقولون بوحدة العراق.

    - أؤكد لك رئيس الوزراء بأني اتحدث مع العديد من السنة العاديين وليس فقط مع السياسيين وليس مع اعداء العملية السياسية، هؤلاء يقولون ان الطريقة التي تفضل فيها الشيعة تؤذي العملية السياسية؟

    - اولاً انا انفي ان يقال باني افضل الشيعة في العملية السياسية، ولو شئت الآن آتيك برسالة اهل الانبار التي سلموها هذا الصباح يبايعون ويؤدون فيها رئيس الوزراء الذي لم يجدوا فيه ميلاً طائفياً، ومرة اخرى اقول لك بانك تحتاج اكثر الى لقاءات مع اناس بعيدين عن بعض الكتل السياسية التي دخلت في مماحكة واحتكاكات في قضايا ذات بعد اجرائي، انا علاقاتي عميقة جدا حتى مع المسؤولين في المحافظات السنية، كما ان تفاعلهم مع الحكومة لم يكن في اي مرحلة سابقة بهذه الدرجة من التفاعل، كما هو الحال في الموصل وصلاح الدين وديالى واخيرا في الانبار التي تتميز بالاغلبية السنية وانا اعتقد بانها اكثر المحافظات تأييداً لرئيس الوزراء.

    - سأعطيك مثالا حول ما اقول فقد سمعت خلال اليومين الماضيين تصريحاتكم بشأن صدام حيث قلتم بانه يستحق الحكم الذي صدر عليه اضافة الى تصريحات آخرين في حكومتكم حيث يقولون بان كل يوم يبقى فيه صدام على قيد الحياة هو يوم اسود، هذه التصريحات لها تأثيرسلبي او قوي على بعض المناطق السنية التي يشعر بعض سكانها بالإرتباط بصدام ويعتبرون انه يمثلهم كقائد سياسي؟

    - صدام حكم عليه القضاء، وتاريخ صدام يكفي لجعل اسمه مجوزاً للحكم عليه لما ارتكبه بحق الشعب، المسالة ليست سياسية، و صدام لانحسبه على السنة، فقد قلت في خطابي انه ليس محسوبا على فئة لأن اعماله لا تشرف احداً، انما هو رجل قتل الشيعة والكرد والسنة كذلك، واذا لم يكن هناك نفس حجم التفاعل الذي ظهر عند الكرد والشيعة، فلأن بعض المناطق السنية التي تتواجد فيها المنظمات الارهابية ادت الى بعض هذا النوع من التحفظ على الحكم، ولكن اقول بوضوح اذا كان هناك من يصرح بالدفاع عن صدام مقابل قرار القضاء، فانه صدامي، وهؤلاء هم اعداؤنا الذين نقاتلهم في كل يوم، والذين يقومون بتغذية القاعدة والميليشيات، ويملكون الخبرة في المتفجرات والصواريخ ويقتلون الكثير من ابناء الشعب العراقي، نعم هؤلاء موجودون وهم صداميون، وهم عدونا الاول في العراق وليس القاعدة والميليشيات، فالقاعدة في العراق لا تشكل خطراً كبيراً، كما ان الميليشيات نستطيع ان نلغي وجودها ونعمل، لكن حزب البعث لانه حزب مدرب ومتآمر وله دعم من مؤسسات عربية ودولية ولديه اموال ضخمة اضافة الى عناصره المدربة على الجريمة بشكل هائل فانهم يريدون العودة الى الحكم حسب اوهامهم، فهم الخطر الدائم الذي يغذي كل جوانب التحدي بوجه الحكومة، اذا كان هؤلاء يعترضون على الحكم فهو امر طبيعي لانهم اعداء العراق واعداء المسيرة السياسية، اما خارج هؤلاء من اهل السنة فانهم يؤيدون ويفرحون، ولديهم ظروف تمنع من التعبير عن فرحهم باعدام هذا الرجل. ان القاعدة تمثل خطرا على العراق وهي خطر على العالم بشكل اكبر، والميليشيا تعاكس الدولة، لكن معرفتنا بحزب البعث وقدراته على الاختراق هو الذي جعل من تنظيمات القاعدة والميليشيات تشكل خطرا كبيرا على الدولة، واذا عزلنا حزب البعث عنهما، القاعدة بدأت تتفكك في العراق، كما اننا بدأنا باحتواء الميليشيات سياسياً، لذلك كان اصدار الحكم باعدام صدام ضربة لهم في الصميم قضت على امالهم بعودة النظام السابق.

    - هل سيتم اعدام صدام، واذا تم ذلك فمتى؟

    - هناك قانون ينظم عمل المحكمة الخاصة مصادق عليه من قبل البرلمان العراقي وفي تفاصيل عن المدد والاليات لتنفيذ الاحكام التي تصدرها هذه المحكمة، وقد وضعت المحكمة في قانونها الخاص مدة شهر لتمييز القرار، على ان يتم تنفيذ الحكم خلال الشهر او بعد اكتمال شهر من تاريخ صدور الحكم، اعتقد بان المحكمة جادة في المضي والاستمرار في تثبيت الحكم، لكننا لانتدخل في شؤونها انما ننتظر عملية التمييز، فاذا اقرت التمييز حكم الاعدام فانه سيحال الى الحكومة التي من واجبها ان تنفذ حكم الاعدام.

    - وستقومون بذلك بغض النظر عن اي ضغوط من داخل البلد او خارجه؟

    - هذا شأن عراقي يخضع لقانون وارادة والى قضاء، وينبغي ان ياخذ القضاء طريقه بدون اي تدخل لا من الداخل ولا من الخارج. ونطلب من العالم ان يحترم ارادة العراق،وحكومة العراق، وقضاء العراق وان تكون تدخلات مقبولة ولكنها تقف ايضا عند حدود احترام القانون.

    - على هذا الاساس، هل تتوقعون ان يتم الاعدام خلال فترة شهرين او ثلاثة؟

    - حسب فهمي للقانون الذي صادقنا عليه في الجمعية الوطنية، فانه يجب ان تتم عملية التنفيذ خلال شهر واحد.

    - نعم، فقط احب ان توضح لنا هل انه سيتم في الشهر الاول او الثاني من السنة القادمة؟

    - لا، انا اتوقع ان يتم قبل نهاية هذا العام.

    - سيذهب الناس في امريكا اليوم للاقتراع في الانتخابات النصفية وكل الدلائل تشير الى ان الرئيس بوش سيخرج من هذه الانتخابات بصورة اضعف، كيف تتوقعون ان يؤثر ذلك على العلاقة بينكم وبين الادارة الامريكية؟

    - انا مطمئن بان هذا الشأن الداخلي الامريكي يجري ضمن قواعد ومؤسسات مستقرة وقوية ملتزمة باطرها الديمقراطية، كما افهم ,ان امريكا تعمل فيها المؤسسات من اجل المصالح الامريكية في الخارج، لذلك اتوقع بان العلاقة مهما كانت نتائج الانتخابات لن تتغير تغيراً انقلابياً ، واذا ما كان هناك رأي يتولد في الساحة الامريكية بعد الانتخابات باجراء تكتيك او تعديل في التكتيكات فهذا امر طبيعي ايضاً، نحن سنتعامل معه ولكن في نفس الوقت فانا اعتقد، على الاقل، بان الفترة المتبقية من رئاسة بوش لن يكون هناك تغييراً في السياسة العامة تجاه العراق.

    - ولكن سيكون هناك نوع من الضغط لايجاد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية، هل تحدثت مع الرئيس بوش حول هذا الجدول؟ وهل اعطاك فكرة حول الجدول الذي يتوقعه؟

    - ليس هناك حديث عن جداول زمنية في الحقيقة، وكل ما يقال عنها بخصوص الحكومة او سحب القوات هو غير دقيق، لدينا تفاهمات على خلفية قرارات الامم المتحدة في اليات انتقال السلطة الامنية في العراق الى الحكومة العراقية بعد ما استوفت المقدمات اللازمة كونها حكومة منتخبة تستند الى دستور، ولكن ليس هنالك جدولا زمنيا محددا، انما هناك مادة دستورية واردة في القرار 1546 تعطي للحكومة العراقية متى شعرت بقدرتها على مسك الملف الامني ان تطلب من القوات الدولية الانسحاب، وهذا حسبما اعتقد يشكل ضمانة للحكومة العراقية وللقوات الدولية انها قد ادت وظيفتها باستقرار النظام السياسي وايجاد قوة امنية عسكرية قادرة على حماية النظام، عندها تستطيع هذه القوات ان تسلم الملف الامني، ثبتت هذه الحقيقة بان تجربة قواتنا وبناءها وان كان يحتاج الى شيء من التطوير والتجهيز والتسليح، الا انها اصبحت على درجة كبيرة من ان تتولى الصدارة في العمليات الامنية بحيث تكون القوات المتعددة الجنسيات داعمة لها، يعني اننا اصبحنا الان في موقع يمكننا من تغيير المعادلة، فبدلاً من كون القوات المتعددة الجنسيات هي التي تتصدى ونحن ندعم، الان اصبحنا في وضع متفق عليه كوننا نتصدى والقوات الدولية تدعم، وهذا الامر يمثل نجاح للطرفين، حيث استطاعت القوات الدولية ان تساهم في بناء قوات امنية عراقية، ونجاح للقوات العراقية كونها اصبحت بحجم التحدي، لكنها ايضا ما زالت تحتاج الى اسناد عندما تحتاج اليه، لكنها بالدرجة الاولى ستقوم بالتصدي لكل التحديات الامنية.

    - علي ان اقول شيئا، هناك العديد من القادة الامريكان قالوا بشكل علني بان القوات العراقية غير قادرة على تولي القيادة او المسؤولية الامنية، فهنالك درجة عالية من الهروب خلال ايام الخدمة او الطلب من القوات التوجه الى بغداد، هل تريدون ان تلزمون انفسكم بتولي هذه القوات المهام خلال اشهر؟ لانكم اذا الزمتم انفسكم بهذا الامر فانكم قد تجدون هذا القرار يتم تغييره من قبل الامريكان؟

    - اولاً، نحن لدينا عملية اصلاح واسعة في وزارتي الدفاع والداخلية، لان العناصر التي اشرت اليها هي عناصر دخلت الى الخدمة ولا تصلح ان تكون في الخدمة العسكرية او الشرطة، لذلك وهذا دليل نجاحنا عندما بدأت قواتنا تتحرك بفاعلية انهزم هؤلاء لانهم لم يكونوا يصلحون اساساً للخدمة، انما الطريقة التي بنيت فيها القوات كان فيها تساهل وعشوائية، وهذا دليل النجاح كما انه رقم يحسب لنا وليس علينا، اما السؤال الثاني الخاص بقدرتنا على التصدي فانني اؤكد لك بان غالبية العمليات ان لم تكن جميعها في بغداد تقوم بها القوات العراقية وتدعمها الامريكية، وهذا دليل على ثقة القوات المتعددة الجنسيات بقواتنا وقدرتها على التصدي. ثالثاً، لدينا مشروع تحدثنا عنه وهو الان طور التنفيذ يتمثل في زيادة قواتنا 52 الف جندي ومثلهم من الشرطة، وزيادة تسليحهم وتجهيزهم وتدريبهم، وعندما ينخرط هؤلاء في الخدمة ستكون قواتنا حينها اقدر على تسلم الملف الامني، هذه المسألة تحتاج الى شهور وليس الى سنوات.

    - في الولايات المتحدة، حتى الناس الذين أيدوا هذا الغزو بداية قالوا بانه تم تنفيذه بطريقة سيئة، كما ان الاجراءات التي اتخذتها القوات الامريكية كانت خاطئة، ما هو رايكم بما قامت به القوات الامريكية من تصرف ضد العراق؟

    - ربما يكون من خلال المتابعة، وربما كنا نتصور عندما صممت القوات الامريكية ومعها البريطانية والدولية الاخرى دخول العراق انها كانت تمتلك كامل الوضوح عن خريطة الواقع العراقي الاجتماعي والسياسي والامني حتى تكون المرحلة التالية لسقوط النظام على درجة كافية من التخطيط، ولكن يبدو بان ادراك مرحلة ما بعد سقوط النظام لم يكن كافياً بالشكل المطلوب، لذلك بدت هناك حاجة الى معالجات آنية وليس مخطط لها بشكل عميق في مختلف المجالات، نعم هنالك خطة وقد نجحت وهي جيدة، ربما لم تكن للميدانيين الذين اداروا العملية خبرة كافية بالوضع العراقي، وانا اذكر لذلك مثلاً قد يكون من اخطر الامثلة هو ما اشير له دائما في عملية بناء القوات العراقية لتتولى الادارة الامنية، حيث كانت بحاجة الى المزيد من التدقيق وان لا يدخل الى الجيش والشرطة العراقية الا بعد التمحيص عن ولاء افرادها للنظام الجديد. حصلت حالة من التساهل مع الاسف، ونمت داخل القوات المسلحة، والان منذ اشهر نحن نعمل بالتعاون مع القوات المتعددة الجنسيات في تطهير وعزل هؤلاء الذين تسللوا الى العملية الامنية، يبدو ان الامر تحت السيطرة والعلاج ممكناً، لكنه قد عكر ربما من وضوح الصورة لما بعد سقوط النظام.

    - في حال اعدام صدام، نفترض ان الرئيس او احد نوابه رفض التوقيع على قرار الاعدام، هل سيوقف ذلك عملية الاعدام؟

    - الدستور يحوي مادة تقول بانه ينبغي مصادقة قرار الاعدام من قبل هيئة الرئاسة. ووجود رأي آخر يقول بان المحاكم المختصة لا تحتاج الى مصادقة. في الحقيقة ان هذه القضية تعود الى الاصل القضائي القانوني الذي ينظم عملية المحكمة وان كنت اعتقد بان الحكم اذا احتاج الى موافقة هيئة الرئاسة فانها ستصادق عليه حسب تقديري للموقف.

    - انا ممتن جدأ لكم دولة رئيس الوزراء على هذا اللقاء، وآسف جداً على اخذي الكثير من وقتكم الثمين.

    شكراً لكم ونلتقي مرة اخرى ان شاء الله.

     

×
×
  • Create New...