Jump to content
Baghdadee بغدادي

Mutergem

Members
  • Posts

    193
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by Mutergem

  1. تقرير صحفي مأساوي من بغداد // البتاويين حاضنة للمومسات ومروجي المخدرات والكحول - سمسارات يقدمن المال لرجال الأمن لحماية البغايا

    احمد عبد الباقي الأثنين 28/08/2006

    بالرغم مما تمثله حرفة البغاء من ابتذال لكرامة الأنسان وما تواجهه من رفض اجتماعي وديني واخلاقي الا انها تعد من اقدم الحرف وفق ما اشارت اليه المصادر التأريخية التي وثقت وجود تجارة الجسد للأغراض الجنسية في عصر ما قبل الميلاد واشارت الكتب السماوية الي هذه الاعمال وحرمتها لما فيها انتهاك لكرامة الأنسان وما تسببه من تفسخ اجتماعي واختلاط الانساب.

    ولم يخل مجتمع من هذه الظاهرة رغم تفاوت نسبها من دولة لاخري فوجودها في المجتمع الشرقي اقل منه في الغربي فضلاً عن شدة مقت الشرقيين لها انطلاقاً من قاعدتهم الاخلاقية المستمدة من الدين والعرف اللذين يرفضان ويحرمان البغاء وهذا ما خلق جداراً فاصلاً بين المجتمع السوي واوكار الدعارة لايجتازه سوي من انحرف بهم السبيل الي ذلك العالم المملوء بالغموض، المفضي الي العدم.

    البتاويين حي بغدادي له من العمر اكثر من ثمانين عاماً وازقة اضاع معالم سواقيها الوسطية طفح المجاري وشناشيل احنت ظهرها السنون واثقلت كاهلها مئات القصص الحزينة.

    ويختلف دار (أم.ع) عن الدور المجاورة في منظره المتهالك او تأريخه الموغل في القدم والذي يجعلك يائساً من زواله، لكن ما يميزه هو كونه اقدم بيوت البغاء في هذا الحي.

    قبل دخولي الدار استطلعت آراء بعض الأهالي في هذا الحي الفقير المكتظ بالمتشردين وباعة الكحول والحبوب المخدرة، اضافة الي بعض الحرفيين العرب الذين هجروا بلدهم في ثمانينات القرن الماضي ليستوطنوا هذا المكان، وحصلت علي بعض الآراء.

    يقول (م.ع) عامل في مخبز(بيوت البغاء في هذا الحي قديمة وموجودة منذ عشرات السنين وليس لنا احتكاك معهم عدا قدوم بعض المومسات لشراء الصمون).

    ولدي سؤالي له عن(ام.ع) شتمها وقال (لا ادري متي تموت).

    اما بائع الثلج(ح.ك) فيقول (في هذا الحي كلٌ يفعل ما يحلو له علي ان لايتسبب بأذي لاحد ، نحن نحب الديمقراطية عندنا من يشرب الخمر ويمارس البغاء وعندنا من يخاف الله ويصلي اذا لم تصدقني اذهب الي الجامع وقت صلاة الظهر وانظر عدد المصلين)، وعن (ام.ع) قال (انها انسانة طيبة رغم مهنتها السيئة، لقد شاهدتها تحاول انقاذ شاب لاتعرفه امسكه الأنضباط العسكري في العهد السابق لانه لم يكن يحمل هوية لقد عرضت علي الانضباط مبلغ 50 الف دينار مقابل اطلاقه لكنهم رفضوا).

    أما (ابو.ر) صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية فيقول (قد لاتصدقني لو قلت لك بأن هذا الحي كان في الماضي من ارقي احياء بغداد بل ان العوائل التي سكنته كانت من اغني العوائل وكان معظمهم من المسيحيين لكن الحال تدهور في الثمانينات بعد ان بدأ يتخذ طابعاً تجارياً وبدأت ظاهرة البغاء تكثر يوماً بعد يوم، وتوافد عليه المهاجرون من احدي الدول العربية الذين عملوا في شتي انواع الحرف كتجارة الملابس والجلود وتصليح الساعات وغيرها ، وتعرض ايضاً لأهمال كبير من ناحية الخدمات والنظافة بالاضافة الي قدم الابنية والدور التي بات معظمها آيلاً للسقوط) وأضاف (كثرة بيوت الدعارة زادت من قبح المكان، لم يقدر احد علي اغلاقها) وأضاف ضاحكاً (انهم يدفعون الرشوة منذ زمن جدي رحمه الله).

    حارس مراهق

    واخيراً تركت بائع الأدوات الكهربائية لأتوجه الي البيت المطلوب الذي وقف ببابه مراهق لايتعدي عمره 15 عاماً وظيفة هذا الصبي الأسمر الهزيل كما لاحظت تتلخص في اقفال الباب من الخارج بقفل كبير الحجم فور دخول الزبون وفتحه عند سماع طرقات من الداخل، وبذلك يمكنه التسلل بهدوء من مكانه في حال مداهمة المنزل من قبل الشرطة، فالبيت اذاً كان محصن بأجراءات امنية لايستهان بها رغم بساطته.

    لم يكن صعباً علي صحفي ان يدخل هذا الوكر وكأنه زبون عادي ، لذلك لم يثر دخولي اهتمام احد ولافضول السمسارة البدينة (ام.ع) التي اتخذت مقعداً في فناء الدار المربع الشكل ذي الاعمدة والمساند الحجرية المتهرئة القيت نظرة سريعة علي بنات الهوي الجالسات علي ثلاث ارائك كانت وجوههن الشديدة التبرج توحي بكآبة ثقيلة الي حد الوحشة، لم يكن ثمة اختلاف بينهن في الملابس المكشوفة والجلسة الخليعة، فضلت ان اكون صريحاً واطلق الرصاصة الاولي بقولي لـ(ام.ع) بأنني صحفي أود اللقاء ببنات الهوي وتسجيل قصصهن ومعرفة اسباب انحدارهن الي هذه المهنة، كان من الطبيعي ان تصعق السمسارة العجوز بما سمعته آذانها، وتتأهب لطردي فوراً الا ان الأوراق النقدية من فئة 100 دولار كان لها دورها الفاعل في حسم الموقف لصالحي بعد ان وعدت بعدم التصريح بالاسماء.

    تم اخلاء احدي غرف الدار وتخصيصها لي لمدة خمس ساعات حسب الأتفاق المبرم لأجري حوارات مع المومسات كل علي حدة.

    (حكاية .ر)

    بنبرة يثقلها الحزن والأسي روت (ر.خ) (من مواليد 1971) بتفاصيل حكايتها واسباب انحدارها الي هذه المهنة، تقول (ر) (توفيت والدتي وانا في التاسعة من عمري، وتزوج والدي من امرأة ثانية مارست اقسي اساليب الظلم تجاهي وتجاه أخوتي الثلاثة الصغار لقد كانت تعمل السحر لوالدي الذي صار متعلقاً بها مطيعاً لأوامرها فأستطاعت اقناع والدي باجباري علي ترك الدراسة عندما لاحظت تفوقي وحصولي علي درجات عالية وشاءت الظروف ان يتقدم لخطبتي رجل في الخامسة والاربعين من العمر كان يكبرني بـ28 عاماً ، لم يجبرني احد علي الزواج منه بل وافقت هرباً من زوجة ابي التي حرمتنا حتي من الطعام).

    واصلت (ر) حديثها بعد لحظات صمت تخللتها حسرة (انتقلت بزواجي من جحيم الي جحيم آخر، لقد كان زوجي الذي اكتشفت فيما بعد انه مطلق وله اولاد شباب اعلنوا براءتهم منه لسوء اخلاقه كان انساناً شبه مجنون، لقد حاول قتلي مرتين عندما غضب لأسباب تافهة، كان يضربني بشكل يومي حتي انه تسبب بأجهاضي وانتهي زواجنا بالطلاق بعد سنة ونصف).

    واكملت (بعد طلاقي عدت للعيش في بيت والدي وعانيت الأمرين اذلال واحتقار من قبله وزوجته التي لم تعجبها عودتي مما جعلني انتقل الي بين خالتي التي استقبلتني وفاءً لذكري أمي)، وهناك بدأت متاعب جديدة تمثلت بتحرشات ابناء خالتي بي وخصوصاً الكبير الذي اغتصبني عدة مرات واضطررت للسكوت خوفاً من الطرد والعودة الي والدي وزوجته وكان اول شجار بيني وبين خالتي عندما تشاجر الأخوان من اجلي كل منهما يدعي انه يحبني في ذلك شعرت بأن خالتي بدأت تكرهني وفي احدي الليالي شاهدتني في غرفة ابنها الأكبر في وضع غير مقبول فأمرتني بالرحيل فور طلوع شمس اليوم التالي).

    قصة جانحة

    وتضيف قائلة (لم اعد الي البيت بل ذهبت الي بيت صديقتي (م) في منطقة بيت خالتي لم تكن علاقتي قوية بـ(م) ، بينما كانت هي تحاول التقرب مني دائما لقد كنا في مدرسة واحدة وكانت جميع الطالبات يبتعدن عنها لسوء سمعة امها ، رحبت بي(م) وبقيت عندها مدة طويلة وعرفت ان امها الأرملة تستقبل العديد من الشخصيات البارزة في الدولة من ضباط أمن ومخابرات في العهد السابق، وكانت تمارس السمسرة علي بناتها الأربع بما فيهم (م) الصغري في تلك الأيام تغيرت حياتي او تشوهت الي الأبد بعد ان سرت معهم في الطريق نفسه).

    طلبت مني ان تقطع حديثها لتأخذ قسطاً من الراحة ، وبعد ان جففت دموعها اكملت (حالياً اعيش في غرفة بأحدي العمارات القديمة في منطقة (س) بصحبة طفل عمره 9 سنوات ذبحت امه في حملة ذبح البغايا في زمن النظام السابق أحاول ان اعوض هذا الطفل عن الحنان الذي فقده بعد موت أمه لان امي ماتت ايضاً وانا طفلة اذهب صباحاً الي عملي في بيت(ام،ع) لاعود قبل المساء وأجده علي هدوئه جالساً في مكانه).

    وأضافت (ارفض استئجاري في الليل لكي ابقي معه).

    حكاية (ف).

    أما (ف) من مواليد 1974 فلها هي الاخري قصة لاتقل اسي عن قصة زميلتها ، تقول (توفي أبي ولي من العمر 7 سنوات كنت اصغر اخواتي الخمس عندما فتحت عيني علي الدنيا وجدت والدتي تستقبل رجالاً كثيرين في بيتنا وتخرج معهم، وكذلك اختي الكبري المطلقة كنا كلما استأجرنا بيتاً لنسكنه يطردونا منه بعد اشهر ، وعندما اصيبت والدتي بالسرطان وتدهورت صحتها ساءت حالتي المادية بسبب انانية اختي الكبري التي كانت تريد ان تستقل مادياً هي وطفلها وبدأت تأخذ بقية اخواتي معها في مشاويرها للعمل في المهنة نفسها ، اما انا فقد حالفني الحظ بالزواج من شاب احبني كثيراً التقيت به عندما ارسلتني امي للخدمة والسكن في بيتهم لان امه تعرف امي منذ زمان بعيد وهي سيدة محترمة ولها افضال علي الكثير من الناس كان هذا الشاب يرفض الزواج ويحب العيش بحرية ولايفعل شيئاً سوي التجوال بسيارته مع اصدقائه وشرب الخمور، وعندما احبني تغير كثيراً اما امه فقد ضغطت علي نفسها ورضيت ان نتزوج رغم الفارق المادي الكبير ومعرفتها بسمعة عائلتي وبعد زواجنا بمدة قصيرة عاد الي سابق عادته في شرب الخمر منذ استيقاظه صباحاً حتي الليل وفي كثير من الليالي كان اصدقاؤه يسوقون سيارته ويجلبونه الي البيت فاقد الوعي من شدة السكر)، وتضيف (تغيرت معاملته لي تماماً ، لقد بدأ يضربني بشدة عندما يكون سكراناً ويشتم امه ويقسو عليها مطالباً اياها بالمال حتي ماتت من شدة الحزن ليقوم بعد ايام من وفاتها ببيع المنزل وشراء شقة صغيرة سرعان ما باعها هي الاخري ليستأجر بيتاً صغيراً واستمر بأنفاق المال علي الخمر والساقطات)، واكملت حديثها بصوت متهدج (في احد الأيام لم يعد للمنزل لمدة يومين اخبرني بعدها احد اصدقائه ان الشرطة عثرت علي جثته بعد ان قامت عصابة بتسليب سيارته وقتله)، واضافت (واجهت ضغوطاً مادية لاتطاق وكنت بلا عمل فالاطفال بحاجة للطعام ومالك الدار يطالبني بالايجار ويهددني بالطرد، ذهبت الي بيت أهلي فأعطتني اختي الكبري مبلغا بسيطاً من المال واغرتني بالعمل معها من اجلي ولكن انتقاماً مني لاني طالما طالبتها بترك مهنتها ، فأضطررت للعمل معها، وعندما حدث شجار بيني وبين اختي الثانية تدخلت الكبري الي جانب اختي وانتهي الأمر بطردي من البيت وانتهي بي الحال هنا).

    حكاية (ن)

    تقول (ن) من مواليد 1970(ضعف الحالة المادية والعوز والحرمان تسببت في الحال الذي انا فيه الآن، فزوجي معاق ولي 4 اطفال وبيتنا ايجار وليس لدينا مصدر رزق لقد قام زوجي ببيع السجائر علي الخط السريع ولم يتمكن دخله القليل من سد نفقاتنا في مدة الحصار كنا نتحسر علي رغيف الخبز وكنا نتناول وجبة طعام واحدة في اليوم وعندما ضاق بنا الحال قمنا ببيع البطاقة التموينية لتسديد الأيجار)، وأضافت (لم اجد امامي حلاً آخر ) تبكي (أنا اكره نفسي).

    بعيداً عن (السمسارة)

    رفضت السمسارة (ام.ع) التحدث بحرف واحد عن اي موضوع رفضاً قاطعاً نصحوني بعدم الآلحاح عليها بإجراء حوار وهذا ما اضطرني للحصول علي المعلومات من البغايا حول ظروف مهنتهن دون علمها.

    تقول (ر) : (تستقطع (ام.ع) نصف ما نتقاضاه من اجور بأستثناء (البقشيش) فهو لنا ، وهي تحترمنا ولاتجبرنا علي شيء وقد انفقت الكثير من المال علي رجال الشرطة في المنطقة مقابل قيامهم بحمايتنا).

    اما(ف) فتختلف مع زميلتها في الراي تقول ((ام.ع) امرأة مستغلة انها تأخذ نصف اجورنا ولاتنصفنا مادياً).

    اما (ن) فتقول (ام .ع) امرأة عملية صحيح انها تحب المال لكنها افضل من الكثير من السمسارات في تعاملها ، لقد عملت مع الكثيرات قبلها كلهن لايعرن اهتماماً لي كأنسانة)، وتضيف (انا اعرف (ام،ع) منذ مدة لم تكن هكذا ، كانت طيبة جدا لكن الكثيرات غدرن بها وسافرن الي سوريا والاردن فبعد ان قدمت لهن الكثير لم تحصل هي بالمقابل علي شيء).

     

    الزمان

  2. المصادر الشيعية و (الزيادة) و (النقصان) في القرآن

    GMT 21:00:00 2006 الإثنين 2 أكتوبر

    الاتحاد الاماراتية

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    الثلاثاء: 2006.10.3

     

     

    د. محمد عابد الجابري

     

    سنترك جانباً من يعرفون بـ"غلاة الشيعة"، ليس فقط لأنهم قد تجاوزوا حدود التحريف في القرآن، ومنهم من ادعى النبوة وتلقي الوحي، بل أيضاً لأن أئمة الشيعة الكبار قد تبرؤوا منهم، قديماً وحديثاً. سنقتصر إذن على ما ورد في المصادر الشيعية الرسمية.

    كان من جملة ما نسب إلى الشيعة أنهم صرحوا به ادعاءُ بعضهم بوجود مصحف خاص بهم يسمى "مصحف فاطمة" بنت الرسول عليه الصلاة والسلام. غير أن بعض المراجع الشيعية تنفي أن يكون هذا "المصحف" مصحف قرآن، ويقولون إنه تفسير لبعض الأحكام "أملاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإمام علي".

    وفي المقابل تؤكد بعض المراجع الشيعية، كالسيد الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ -وهو من علماء النجف- الذي ألف كتاباً بعنوان: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، يؤكد أن القرآن– كما هو في المصحف الذي بين أيدينا- قد زيد فيه ونقص منه. وعندما أنكر عليه بعض علماء الشيعة ذلك رد بكتاب آخر بعنوان: "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب". وقد أورد هذا العالم الشيعي، الذي بقي يحظى بالاعتبار عند أصحابه، نصوصاً أثبتها في كتابه ذاك على أنها من جملة ما "حذف" من القرآن. من هذه النصوص "سورة" تحمل اسم "سورة الولاية" تقرر أن علياً بن أبي طالب هو الولي بعد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه الخليفة من بعده. ومن النصوص التي من هذا القبيل ما سمي بـ"سورة النورين".

    وإلى جانب هذا النوع من "التحريف" الذي ينسب إلى بعض علماء الشيعة والذي يرقى إلى "حذف" سور بكاملها نزلت في علي بن أبي طالب لتؤكد أنه الولي الوصي، وبالتالي الخليفة بعد النبي، هناك أنواع أخرى من "الحذف" يسجلها هؤلاء وتطال اسم علي. وقد ورد ذكرها في "أصول الكافي" للكليني، ومنزلته عند الشيعة منزلة البخاري عند أهل السُّنة.

    غير أن مراجع شيعية أخرى تنفي أن يكون المقصود من ذكر اسم "علي" في مثل هذه الروايات أنه جزء من نص القرآن، وترى أن المقصود بذلك هو أن المعنى ينصرف إلى عليٍّ، وبالتالي فما ذُكر على أنه محذوف هو "قرآن" على مستوى التأويل وليس على مستوى التنزيل. وقد قال الإمام الخوئي: "إنّ بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه، فلابدّ من حمل هذه الروايات على أنّ ذكر أسماء الأئمّة في التنزيل من هذا القبيل".

    وبعدُ، فماذا يمكن استخلاصه من هذه الروايات السُّنية والشيعية بخصوص مسألة الزيادة والنقصان في القرآن؟

    لنقلْ أولاً فيما ورد في المصادر الشيعية مما ذكرنا أعلاه، فأمره واضح. إنه ينحصر، أو يكاد، في القول بأن ما "ورد في القرآن"، من التنصيص على أن الخليفة بعد النبي عليه الصلاة والسلام هو ابن عمه علي بن أبي طالب، قد "حذف" أو "غيّر" زمن جمْع القرآن. وهذا في الحقيقة لا يمكن التثبت منه خارج المرويات والتأويلات الشيعية، الإسماعيلية منها والإمامية.

    نعم تذكر المصادر السُّنية أحاديث تنسبها إلى النبي عليه الصلاة والسلام يعتبرها الشيعة من الأدلة التي تثبت أن النبي قد صرح– أو على الأقل- ألمح إلى أن الخليفة من بعده هو ابن عمه علي بن أبي طالب. من ذلك الحديث المعروف بحديث "غدير خمْ"، وقد ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام قال فيه: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وتقول رواية أخرى إن النبي أضاف: "اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه" (مسند ابن حنبل). وفي البخاري: «قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعليٍّ: أما تَرضى أن تكونَ منِّي بمنزلِةِ هارونَ من موسى"؟ وفي رواية أخرى ذكرها ابن حنبل: قال له النبي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي". لكن المصادر السُّنية تعتبر هذه الأحاديث من قبيل التنويه بمقام علي، وأنها لا تحمل معنى الوصية له.

    هذا من جهة، ومن جهة أخرى تشير المرويات السّنية إلى نوع من "الاحتجاج"، من طرف علي وفاطمة والعباس وبعض الهاشميين والمستضعفين، على اختيار أبي بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم، وإقصاء علي. وقد لا يشك المرء في كون الهاشميين وكثير من المستضعفين من الصحابة كانوا يميلون إلى تنصيب علي بن أبي طالب خليفة بعد وفاة النبي. غير أن أمور السياسة تسير في الغالب على غير ما تشتهي سفن المستضعفين وأصحاب الحق. وكما يقول ابن خلدون فللعمران البشري طبائع، أي قوانين، تعلو على رغبات الأفراد. ولذلك قررنا منذ أمد بعيد وضع المرويات التي لها مضمون سياسي، سواء كانت أحاديث منسوبة إلى النبي أو غيرها، وضعها بين قوسين. والأحاديث الموضوعة ذات المضمون السياسي أكثر من أن تحصى.

    وفيما يخص المسألة التي نحن بصددها، نرى أن ما يمكن استخلاصه من الوضع السياسي الداخلي في دولة الرسول عليه الصلاة والسلام، هو ما تفصح عنه مبادرة الأنصار الذين سارعوا مباشرة، بعد الإعلان عن وفاة النبي، إلى عقد اجتماع في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة منهم، ثم التحاق أبي بكر وعمر وبعض كبار المهاجرين بهم، ودفاعهم عن استحقاق المهاجرين لذلك المنصب، الشيء الذي أسفر عن تعيين أبي بكر خليفة للنبي.

    والمتأمل للكيفية التي مرت بها الأمور بعد ذلك لا يستطيع إلا أن يلحظ أن الفصل في أمر الخلافة، سواء تعلق الأمر بمبايعة أبي بكر أو عمر أو عثمان، كان لميزان القوى ولرجال الدولة. وقد برز ذلك واضحاً في المشاورات التي انتهت بترجيح كفة عثمان على كفة علي. ذلك أن القوة الاجتماعية (العصبية) والمالية والخبرة السياسية، كانت كلها في بني مروان وبني أمية. أما بنو هاشم ومن ارتبط بعلي، كرم الله وجهه، من المستضعفين من الصحابة وغيرهم فلم يكونوا يشكلون قوة قبلية اجتماعية اقتصادية تستطيع أخذ السلطة السياسية بالقوة أو بالتوافق.

  3. By Shulamit Aloni [long time Israeli peace activist, on the far left of Meretz)

    YNET

    24.9.06

    http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-3307081,00.html

     

     

    Israel's leaders must change mindset, engage in dialogue with Palestinians

     

     

     

    In a few months, we will mark 40 years of `enlightened` occupation by our famed army in Judea, Samaria and the Gaza Strip. Israel pretends to be an enlightened state and signatory of the Fourth Geneva Convention, which rules that `The Occupying Power shall not deport or transfer parts of its own civilian population into the territory it occupies` (Israel ratified the Convention in 1951.)

     

    Over the years we deported, robbed land and stole water, destroyed crops, uprooted trees, turned every village and town into a detention camp, and set up hundreds of communities on land that doesn`t belong to us.

     

    We allowed the settlers to make a living by providing them with huge amounts of money (more than 5 times per capita compared to residents of southern development towns.)

     

    We paved roads for Jews only, a case of blatant apartheid, while defending it using witty Jewish self-righteousness in the absence of fair and public reporting of the budgets involved, dee ds committed, expropriation of land, and disregard for vandalism.

     

    Morality, justice, law and order stopped at the Green Line. Lawlessness prevailed right under the noses and protective and soothing hand of the IDF and police, as lawbreaking settlers made their own laws undisturbed, and at times with the kind help of authorities.

     

    Every illegal settlement enjoys water, hydro, and a paved road. The permanent residents, the natives, which the Israeli regime had to take care of, became seemingly non-existent. As if they are there but not there at the same time. The government only notices them if they bother it by filing complaints.

     

    It`s no wonder that the leader of a political movement in Israel and a Knesset member can declare that we should expel the Palestinians (and also Israel`s Arab citizens) in order to take over what is still left to them.

     

    But as we usually present it - we`re the victim while they`re the murderers with blood on their hands. We never report the number of Palestinians we murdered from the sky and killed by fire - women, children, the elderly, whole families, thousands of them.

     

     

     

    No wonder they hate us

     

    Aerial bombings kill wanted suspects, while eliminating many civilians - yet the hands of the pilot are `clean` of any blood. After all, the victims were killed at the press of a button while their killers returned home safely. None of them committed suicide to kill wanted suspects, who by the way are not a `ticking bomb` and no evidence exists against them.

     

    At times it appears that the IDF, particularly during the last, needless Lebanon war, turn s the Gaza Strip into live-fire training grounds for all army branches. Is it a wonder they hate us, and is it a wonder they elected Hamas in free elections, the same Hamas whose establishment we encouraged in order to undermine the PLO?

     

    Many peace-making windows were opened over the years. We hindered all of them, because we coveted the whole of the Territories. We had the Oslo agreements. Twenty countries, which in the past had no ties with us, recognized Israel. We had welfare, international ties were blossoming, peace was at our gates - but we didn`t want to make concessions.

     

    Rabin was murdered for the sake of the settlers, and the job of burying peace-making attempts was completed by Ehud Barak with his `There`s nobody to talk to!` spin. In order to establish himself in power, Barak also allowed Arik Sharon to visit Temple Mount with armed escorts, even though he was asked by Arafat the night before not to allow this due to the frustration and fury among Palestin ians.

     

    Now, another possibility for dialogue has opened. Yet our government is again turning its back on it. They don`t know how to and don't want to talk. Just now we brutally destroyed half of Lebanon at an immense cost and turned a million civilians into refugees in their own country.

     

    Another superb achievement by the IDF and government of Israel. We`re willing to resort to any provocation and blow any incident out of proportion, just to hold on to the regular pretext that `There`s nobody to talk to`, and that we don`t talk to terrorists.

     

     

     

    Kahane won

     

    Yet the acts we undertake by starving, curfews, deportations, the theft of water and land, false arrests, and targeted killings - all those are, of course, not terror, because the acts are undertaken by a national army through the power of a decision made by legitimate government.

     

    Wonderful, it turns out we forget the fascist states (including Stalin`s USSR) that were very legitimate accordin g to their own logic, while committing a plethora of terror acts.

     

    The time has come for the government of Israel to start talking peace, and end the excuses for disqualifying and boycotting Palestinian representatives. The use of arms does not have to be the first reaction. Starvation, imprisonment, and expropriation by an occupying force attest to an unwillingness to reach an agreement and an addiction to greed.

     

    This is reminiscent of Benny Elon comments: `We`ll embitter their lives so that they transfer themselves elsewhere.`

     

    One cannot escape the impression that the racist and brutal declarations by Effie Eitam gave public expression to government policy over the years. We must note that the courts - the defenders of law and order, including the High Court of Justice - were partners to the developments that led to the legitimization of parties and Knesset members reminiscent of the racist, crude words uttered by MK Eitam.

     

    In fact, it appears that Meir Kahane won, and we continue in his path - we don`t talk, but rather, only kill, raze homes and roads and bridges, cut off electricity, fill prisons with women and children and elected officials, because all of them are the `terrorists` while we, the Jewish state, need to be defended from them. We`re always the ultimate victim.

     

    As Golda Meir said: `I don`t forgive the Arabs for forcing us to kill them.` There you go, she`s the killer, yet she`s the victim.

     

    For our sake, the citizens of Israel, and for the sake of brining peace and quiet - government leaders, start talking and keep doing it until you reach an agreement.

     

    Unruly sons will be brought back into the country, we`ll be respecting UN decisions and international conventions, we`ll earnestly memorize the universal human rights declaration and our own declaration of independence, we`ll rehabilitate our soul, and we`ll attempt to establish a democratic country governed by the law and justice. Shana Tova.

  4. هل كانت موقعة (بدر) إسلامية خالصة؟ (1/2)

    GMT 14:00:00 2006 السبت 30 سبتمبر

    غالب حسن الشابندر

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    قراءة تفصيلية نقدية لوقعة (بدر) الكبرى

     

    مقدمة توضحية

    في هذا الفصل من حياة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم نتحدث بالتفصيل عن معركة (بدر)، نتحدث عنها بلغة نقدية فاحصة، نفتش عما بين السطور، ونستقرئ ما نستطيع استقراءه من أخبار ورويات عن أخطر المفاصل في المعركة، سواء على صعيد الحوادث أو الشخصيات أو النتائج، مستندين على أهم مصادر السيرة والمغازي والتاريخ، من دون التسليم بما تتحفا به من معلومات ومعطيات دون نقدها هي أساسا، فإن نقد المصادر والرواة عمل مقدم على كل محاولة لاستكشاف التاريخ، حيث مرت عملية الكتابة التاريخية بمراحل معقدة ومفصلة، فقد تجاوزت الكتابة التاريخية مرحلة النقل الحرفي، وتخطت مرحلة الاعتماد على مصادر لأن أصحابها ثقاة أو معروفون بالعلم والتتبع، كما أن قراءة الخبر التاريخي هي الأخرى تجاوزت القراءة الحرفية، وتخطت الأخذ بالظاهر، ومن هنا يطالب كثير من العلماء بإعادة كتابة التاريخ، وإعادة كتابة التاريخ تعني قراءة التاريخ من جديد بالدرجة الأولى. إن السند والمتن وورود الخبر في مصادر معتبرة لم تعد هي آليات البحث التاريخي الوحيدة، بل هي أليات أخذت تتعرض للنقد والتشريح، خاصة بعد أن كشفت العلوم عن الفارق الكبير بين الرواية الشفاهية والرواية المكتوبة، وكشفت الدراسات الدقيقة عن أهمية العلاقة بين الرواة والانتساب العشائري، وبين الرواة والإنتماء المذهبي، و كشفت عن علاقات خفية بين كيفية صياغة الخبر وطبيعة عصره... لا أريد هنا أن أطيل في هذه النقطة، فلها وقتها المناسب بإذن الله تعالى، ولكن أردت أن أبين المنهج أو بعض معالم المنهج الذي سوف نتعامل به مع مادة معركة (بدر)، وكل أملي أن نشهد ثورة تا ريخية تعيد قراءة السيرة النبوية، وتهذبها مما علق بها من أكاذيب ومبالغات وتهويمات، فإن ذلك من أهم ما يجب ان يقوم به علماء الإسلام، للدفاع عن شرف رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكي نقطع الطريق على هذه الجماعات الإرهابية التي راحت تغرف من كتب السير والمغازي بلا تحقيق وبلا تدبر، فسببوا لإسلامنا ونبينا ومجتمعنا وجعا مؤلما، أعترف أن هذا البحث سوف يثير الكثير من الاوجاع، وربما الاتهامات، فهو قد يصدم الكثير من الناس، لأنه قد يجرح بالكثير من المسلمات التي درج عليها المسلم، فيما يخص تاريخ بدر وغير بدر، وقد وفقني الله أن اقوم بجولة طويلة معقدة مع كل غزوات الرسول الكريم، فظهر لي أن أكثر اخبارها مبالغ فيه، وكثير منها مشكوك فيه، وهناك فهم مخطوء للكثير من مواقف النبي الكريم وعموم المسلمين في معاركهم مع الأخر، وسبق أن كتبت عن معرجة قريضة وقد استطعت أن ابين ما فيها من دس خطير، شوه سمعة الرسول الكريم، وكما تعرضت لبعض سراياه قبل بدر، ولاحظت كيف انها مجموعة أخبار لا تغني ولا تسمن لمن يريد أن يؤسس تاريخا مضبوطا، يتمتع بالقوة والحيوية. واليوم وبمناسبة شهر رمضان الكريم، أقدم لقراء إيلاف هذه الدراسة المتواضعة عن وقعة بدر، كل أملي أن نقرأها بهدوء وتأني، والله الموفق للحق.

     

    تلخيص المعركة في فصولها الرئيسية

    نعتمد في هذا التلخيص على المصدر الرئيسي ذلك هو (سيرة بن هشام)، مركزين على المافصل المهمة، وربما نطعَّم في الأثناء ما يرد بـ (مصادر) أخرى مع الإشارة إليها ضمنا، ونؤجل علمية نقد المسانيد والمضامين بعد أن نكمل عملية التلخيص هذه.

     

    البداية

    كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سمع أن أبا سفيان بن حرب قد أقبل من الشام إلى مكة بقافلة تجارية عظيمة، وفيها أموال لقريش، يقودها ثلاثون رجلا من قريش أو أربعون، ويروي ابن ا سحق في ذلك قائلا (فحدثني محمد بن مسلم الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن بن بكر، ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا عن ابن عباس، وكل قد حدثني بعض هذا الحديث، فأجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر، قالوا: لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان مُقبِلا من الشام، ندب المسلمين إليهم وقال: هذه عِير قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل الله يُنْفِلُكُموها...).

    هذه هي البداية، قاقلة قرشية عائدة من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان، فأثار الرسول أصحابه ليتصدوا لها عسى أن ينفلوها!

    ويستمر بن اسحق ليقول ما معناه، أن بعض الصحابة خف فيما أخرون ثقلوا، وفيما كان الرسول يستثير أصحابه كان أبو سفيان (يتحسس الاخبار ويسال من لقي من الركبان تخوفاَ من أمر النا س) فعلم ان الرسول الكريم كان قد استنفر أصحابه لملاقاته. فما كان من أبي سفيان إلا ّ أن يخبر قريش بما كان الرسول يخطط له، فأرسل لهم (ضمضم بن بن عمرو الغفاري) ليخبر قريشا بذلك، وبالفعل وصل (ضمضم) إلى مكة مسرعا، وأشاع الخبر هناك بطريقة دراماتيكية مخيفة!

     

    رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب

    وقبل أن يصل (ضمضم) إلى مكة المكرمة بـ (ثلاث أيام)ليخبر قريش بالخبر كانت (عاتكة بنت عبد المطلب) قد رأت رؤيا في منامها وهي كما تقصها لأخيها العباس بن عبد المطلب (رأيت راكبا أقبل على بعير له، حتى وقف بالأبطح ـ والابطح مكان فيه دقائق الحصى بين مكة ومنى ويضاف إلى مِنى لأنه اقرب إليها من مكة ــ ثم صرخ بأعلى صوته: ألا أنفروا يا لَغُدر ـ وهي كلمة شتم ــ لمصارِعكم في ثلاث، فأرى الناس اجتمعوا إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فينما هم حوله مَثُل به بعيره ــ أي قام به بعيره ـ على رأس أبي قبيس ــ جبل مشرف على مكة من شرقيها ــ فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرة فأ رسلها، فأ قبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضَّت ـ أي تفتت ــ فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دارّ إلاّ دخلتها منها فلقة، قال العباس: والله إن هذه لرؤيا، وأنت فاكتميها، ولا تذكريها لأحد...).

    قبل أن يصل (ضمضام) لقريش في مكة كانت عاتكة بن عبد المطلب رأت هذه الرؤيا، وعاتكة هي عمة (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانت الرؤية طبعا في مكة.

    لم يكتم العباس خبر الرؤيا، بل قصًََّها لصديقه (الوليد بن عتبة بن ربيعة)، والاخير كان طريقا لأفشاء الرؤيا حتى وصل خبرها لـ (أبو جهل بن هشام)، فتألم أبو جهل، فلقيه عند البيت الحرام، فقال له (يا بني عبد المطلب، متى حدَثت فيكم هذه النبية؟ قال ـ العباس لابي جهل ـ وما ذاك؟ قال: تلك الرؤية ا لتي رأت عاتكة، قال ـ العباس لأبي جهل ـ فقلت وما رأت؟ قال: يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: أنفروا في ثلاث، فسنتربص بكم ثلاث، فإن يك حقا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شي، نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت العرب...).

    ومن كل هذا نفهم ما يلي:

    1: إن المقصودين بالشتيمة (يالَغُدُر...) إنما هم بنو أمية، فالقائلة هي الهاشمية (عاتكة بنت عبد المطلب) عمة رسول الله.

    2: وقد شخَّص أبو جهل ذلك ـ بطل الرؤيا ــ الذي كان يهتف بهؤلاء، والذي أرسل تلك الصخرة القاتلة، أنه (محمد بن عبد الله).

    لم يصدق أبو جهل رؤيا عاتكة، أعتبرها نوعا من الدجل أو الكذب، ومن هنا تحدى العباس بن عبد المطلب، وكان تحديه للعباس هو تحدي عشائري، لم يكن تحديا للعباس بعينه، بل لبني هاشم.

    نكتفي الأن بهاتين النقطتين.

     

    (ضمضم) يصل قريش في مكة

    بعد أن راجت وماجت رؤيا عاتكة الهاشمية بين القوم، وأخذ الناس يتحدثون بها، وصل رسول أبي سفيان إلى مكة، وهناك جلجل صوته ينذر من خطر محمد على قافلة قريش العائدة من الشام! فقد وقف هذا الرسول المُخبِر ليهتف (... يا معشر قريش: اللطيمة اللطيمة ـ أي الأبل التي تحمل البز والطيب ــ أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تُدركوها، الغوث الغوث...).

    وقد هرع الناس يتحالفون بينهم أن يمنعوا محمدا من أن يعبث في قافلتهم، وقد عبًَت قريش كل رجالها، ولم يتخلف من أشرافها أحد، إلاّ أن أبا لهب كان قد تخلف وأرسل من ينوب عنه.

    إذن توفر لحد الآن عاملان رئيسيان على طريق التجهيز للمعركة.

    الأول: هي مستحقات رؤيا عمة النبي الكريم عاتكة بنت عبد المطلب.

    الثاني: علم قريش أن محمدا كان يدبر التعرض للقافلة.

     

    (إبليس)... ذلك البطل الخفي

    ولم يكن الطريق سهلا لقريش في مسيرها لمواجهة محمد بن عبد الله، فعلى طريقها إليه كان هناك (بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة)، حيث بينهما خلاف على دم، فكيف يعالجون هذه الثغرة، ولكن كان (إبليس) حاضرا لحل هذه المشكلة العويصة، ففي ذلك يقول بن اسحق (وحدثني يزيد بن رومان،عن عروة بن الزبير، قال: لما أجمعت قريش المسير، ذكرت الذي كان بينها وبين بني بكر، فكان ذلك يثنيهم، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جُعشم الدْلجي، وكان من أشراف بني كنانة، فقال لهم: أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشي تكرهونه، فخرجوا سراعا).

    وهكذا نفهم أن كل شي يهي للمواجهة، الرؤيا والخبر الواصل وإبليس في مسعاه الخفي...

    ثم ماذا؟

    يواصل بن اسحق كلامه القصصي السردي الجميل، فلنواصل معه القصة.

     

    يتبعhttp://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/9/180407.htm

     

    هل كانت موقعة (بدر) إسلامية خالصة؟ (2/2)

    GMT 15:45:00 2006 الإثنين 2 أكتوبر

    غالب حسن الشابندر

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    قراءة تفصيلية نقدية لوقعة (بدر) الكبرى

     

    خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    يقول بن اسحق (وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه ـ قال بن هشام ــ خرج يوم الإثنين لثمان ليال خلون من شهر رمضان... الحلقة الأولى

    وكانت أبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين بعيرا... فسلك طريقه إلى مكة...) ويستعرض بن اسحق المواقع الجغرافية التي مر بها رسول الله بمنتهى الدقة. ويشير ابن اسحق ان رسول الله كان يريد بدرا وهو في طريقه إلى مكة، فما أن وصل قريبا من (الصفراء) ــ وهي قرية بين جبلين ــ فقام بعمل مهم، ذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم (بعث بَسبس بن ا لجُهني، حليف بني ساعدة، وعدّي بن أبي الرزعباء الجُهمي، حليف بني النجار، إلى بدر يتحسَّسان له الأخبار، عن أبي سفيان بن حرب وغيره.

     

    خبر قريش يصل للرسول الكريم

    ويستمر بن اسحق [ وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عِيرهم، فاستشار الناس، و أخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصديق، فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب،فقال وأحسن، ثم قال المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، أمض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو أسرائيل لموسى (فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا قاعدون)، ولكن إذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مُقاتلون، فولذي بعث محمدا بالحق لو سرت بنا الى برك الغماد ــ موضع بنا حية اليمن ــ لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرا ودعا له به ].

    وقد سقت الإشارة إلى الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر، لأن هناك رواية أخرى في صحيح مسلم تنبئ عن غير هذا، سوف نتعرض لها في التعليق على الخبر أساسا.

    وكان النبي يتخوف من عدم مشاركة الأنصار، فحسب الذمام الذي كان بينهما يقف عند حد مهاجمة المدينة فقط، ولكن سعد بن عبادة غير المعادلة، فضمن له المشاركة.

    هنا نسجل نقطة مهمة، وهي، أن الرسول حول مهمته من التعرض لقافلة أبي سفيان إلى مواجهة قريش كلها، بل قريش وأخرين!

    هذه النقلة غيرت وجه التاريخ، وقد كانت نقلة في العزيمة وفي الهدف أذهلت بعض الصحابة، فمن له طاقة في مواجهة قريش؟وكان بعضهم يحرص على أن يقنع نفسه بأن المواجهة ستكون مع أبي سفيان ورهطه القلة، وذلك خوفا من وقع الخبر المغاير، الخبر الذي يقول أن قريش أقبلت لتؤدب محمدا وصحبه!!

     

    أبو سفيان يهرب بالقافلة

    يقول بن اسحق (وكان بسبس بن عمرو، وعدي بن أبي الزغباء قد مضيا حتى نزلا بدرا، فأناخا إلى تل قريب من الماء... فسمع عدي وبسبس جاريتين من جواري الحواضر ـ أي النازلون على الماء ـ وهما يتلازمان على الماء ــ التلازم يعني تعلق الغريم بغريمه ــ على الماء، والملزومة ـ أي المديونة ــ لصاحبتها: إنما تأتي العِير غدا أو بعد غدا، فأعمل لهم، ثم أقضيك الذي لك... وسمع ذلك عدي وبسبس، فجلسا على بعيرهما، ثم إنطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه بما سمعا).

    وتقول الراوية أن أبا سفيان ورد هذا الماء، أي ماء بدر، وقد عرف من تفتيت (علائف يثرب) بأن محمدا ربما يتعقبه، فأخذ ناحية الساحل، تاركا بدر، فنجا بالقافلة. وعلائف يثرب هي ما تركه هنا بعيرا بسبس وعدي، وتشير الروايات أن أبا سفيان أرسل بالخبر إلى قريش، ينبئها بأنه نجا والقافلة. وتشير رواية أخرى أن رسا لة أبي سفيان وصلت إلى قريش وقد نزلت (الجحفة).

     

    رؤيا جديدة!

    أقبلت قريش ونزلت في (الجحفة)، وهنا تتجدد قضية الرؤيا، ففي المصدر أن جهيم من الصلت بن مخزمة بن المطلب، بن عبد مناف قد رأي هو الأخر (رؤيا)، وكانت هي كما على لسانه (... إني رأيت فيما يرى النائم،وأني لبين النائم واليقظان، إذ نظرت إلى رجل قد أقبل على فرس حتى وقف، ومعه بعير له، ثم قال: قُتِل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو الحكم بن هشام، وأمية بن خلف، وفلان وفلان، فعدَّد رجالا ممن قُتِل يوم بدر، من أشراف قريش، ثم رأيته ضرب في لَبَّة بعيره، ثم أرسله في العسكر، فما بقي خباء من أخبية ا لعسكر إلاّ أصابه نضح من دمه، قال: فبلغت أبا جهل، فقال: وهذا أيضا نبي أخر من بني المُطلب، سيعلم غدا من القاتل ومن المقتول). هذه الرؤيا جاءت بعد أن أحكمت قريش أمرها، وكان النبي الكريم هو الأخر أحكم أمره، فيما السابقة كانت قبل ذلك، تتطابق الرؤيتان بما يلي: ــ

    1: كلاهما مطلبية المصدر.

    2: كلاهما تتعرض لنذر سوف تصيب قريش وخاصة الملأ منها.

    3: تتطابقان في أكثر العناصر كما هو واضح من أدنى نظر.

    4: كلاهما تلقيا تكذيبا وردا من أبي لهب.

    5: كلاهما تحذير ونذير.

     

    أول الإنكسار

    كان أبو جهل قد أرسل إلى قريش يقول لهم (إنكم إذا خرجتم لتمنعوا عِِيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجاها الله، فارجعوا، فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نرد بدرا ــ وكان بدر موسما من مواسم العرب، يجتمع لهم سوق كل عام ـ فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجُزر، ونطعم العطام، ونسقي الخمر،وتعزف القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا و جمعنا، فلا يزالون يهابونا أبدا بعدها، فامضوا...). ولكن كان هناك من يفكر بطريقة أخرى، أنهم بنو زهرة، فهؤلاء كانوا يرون أن لا داعي للمواجهة بعد، فقد نجت الأموال والرجال، فعلا م هذا القتال، وكان معها بنو عدي بن كعب (فلم يشهد من هاتين القبليتين بدرا أحد)، وكان هذا بداية الإنكسار في تجمع قريش كما يرى بعض الباحثين، ولكن السؤال المهم هنا، ترى ما هي الدوافع الحقيقة وراء تخلف بني زهرة، كذلك بني عدي؟ هل حقا هو نجاة القافلة أم هناك سبب أعمق؟

     

    الجَمعانِ على مقربة من بعضهما

    كان كل من الجمعين يتجه صوب بدر، حتى تقاربا، ولكن من دون أن يعلم أحدهما بموقع الأخر، فيما كانت قريش تنزل بـ (العُدْوة القصوى) من الوادي، كان المسلمون ينزلون في (العدوة الدنيا) من بطن الوادي، وفي ذلك نزل وحي كريم (إذ أنتم بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم ثم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا وليهلك من هلك عن بينة ويحي من يحي عن بينة وإن الله لسميع عليم).

    والعدوة هي شفير أو حافة الوادي، فكانما بينهما واد، وقريش كانت على حافة الوادي البعيد من المدينية، فيما كان المؤمنون ينزلون حافة الوادي القريب من المدينة، ولكن يستفيد بعضهم ان المؤمنين كانوا على قمة التل، فيما كان القريشيون في الوادي، حيث يقول ابن اسحق (وبعث الله السماء، وكان الوادي دهسا ــ أي لينا سهلا ليس برمل ولا تراب ــ فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه منها ما لبَّد الأرض ـ أي جمع بين ذرات تراب الأرض فتتماسك، مما يشير إلى أنهم كانوا على قمة التل فإن أرض الوادي لا تُلبدها المياه بل تجعلها رخوة خطرة، لا يمكن التثبت عليها ــ ولم يمنعهم عن السير وأصحاب قريش منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه، فخرج رسول الله يبادرهم إلى الماء،حتى جاء أدنى ماء من بدر نزل به)، فهذا النص يفيد أن المطر لبّد الأرض للمسلمين، وبالتالي، هم على قمة الجبل، لأن الماء لا يلبّد تراب الوادي،، فلم يسبب لهم المطر مشاكل، بل قدم لهم عونا، حيث يساعدهم على ثبات الخطو، فيما كانت قريش في الوادي فسبب لها مشاكل السير والانتقال. (وأما قوله تعالى (والركب أسفل منكم) فالاشارة إما إلى قريش وهي في الوادي، أو إلى قافلة أبي سفيان التي نجت، حيث كانت في مكان أسفل من مكان المؤمنين، أي على سا حل البحر.وقد أشار الوحي إلى قصة المطر هذه بقوله تعالى (إذ يغشيكم النّعاس أمنةَ منه، وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به، ويًذهب عنكم رجز الشيطان، وليربط على قلوبكم، ويثبت به الأقدام).

    فهذا المطر لبّد لهم الأرض، وبعث في نفوسهم نشوة، فيما لين للقريش الأرض وجعلها زلقة، وربما أربك حالتهم النفسية بسبب تجمع المطر في الوادي.

     

    بناء عريش رسول الله

    قال بن اسحق (فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حُدِّث: أن سعد بن معاذ قال: يا نبي الله، ألا نبني لك عريشا تكون فيه، ونُعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدوّنا، فإن أعزَّنا الله وأظرهنا على عدوِّنا، كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى، جلست على ركائبك، فلحقت بمن وراءنا، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله، ما نحن بأشد لك حبا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم، يناصحونك ويجاهدون مع، فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، ودعا له بالخير، ثم بُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش، فكان فيه).

     

    أول القتلى

    تقارب الجمعان، وقد أقبل بعض رجال قريش يشربون من حوض رسول الله، أي من الحوض الذي حفره المسلمون وجمعوا فيه الماء، لأن المسلمين كانوا قد ردموا كل الآبار التي تلي حوضهم باتجاه مسير قريش، فاشتد العطش ببعضهم، فجازف وأقبل على الماء، فقُتِل، ولم يسلم إلا واحد. وكان هؤلاء هم أول القتلى.

     

    رؤيا ثالثة ولكن من نوع جديد

    في هذه الأثناء وفي سجال الحرب التجسسية أرسل قريش عينا ممترسة لرصد المسلمين، بغية معرفة قوتهم وعددهم وعدتهم، وكان ذلك هو (عُمير بن وهب الجمحي)... فاستجال بفرسه حول العسكر ثم رجع إليهم، فقال: ثلاثة مائة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون، ولكن طلب منهم أن يجول مرة أخرى ليكشف إن كان لهم كمين أو مدد فلم ير شيئا، فعاد لهم بالتقرير التالي (... قد رأيت يا معشر قريش ا لبلايا ــ البلايا هي النوق أو الجمال التي تربط على قبر الأموات، لا تعلف ولا تسقى حتى تموت، كان يفعل ذلك بعض العرب الذين يؤمنون بالبعث والنشور ــ تحمل المنايا، نواضح يثرب ــ النواضح هي الأبل التي يُستقى عليها الماء ــ تحمل الموت النا قع، قوم ليس معهم مَنعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يُقتَل رجل منهم، حتى يقتل رجلا منكم، فإذا أصابوا منكم أ عدادهم فما خير العيش بعد ذلك، فاروا رأيكم)، وهي نبؤة تفيد أن عدد القتلى من قريش سيكون بعدد ما تقتل قريش من المسلمين!!

     

    محاولة لمعالجة الأمر بالعقل

    وقد كان لهذا التقرير وقعه على بعض رجالات قريش، فقد سمع حكيم بن حزام هذا التقرير فأتى (عُتبة بن ربيعة) فقال له (يا أبا الوليد: إنك كبير قريش وسيدها، والمُطاع فيها، هل لك أن لا تزال تُذكر فيها بخير إلى آخر الدهر؟ قال: وما ذلك يا حكيم؟ قال: تُرجِع بالنِّأس، وتحمل أمر حليفك عمرو بن ا لحضرمي ــ وهو الذي قُتِل في أحد السرايا، قتله بعض الصحابة ولم يؤمروا بذلك فقرعهم القران بشدة وكان حليف عُتبة المذكور وقد كانت قريش تتحجج به لحرب محمد علية السلام والصلاة ــ قال: فعلت، أنت عليَّ بذلك، إنما هو حليفي، فعليّ عقْله ــ أي ديته ــ وما أُصيِب من ماله، فإت ابن الحنظلية ــ أي أم أبي جهل ــ... قال حكيم: فانطلقت حتى جئت أبا جهل... فقلت له: يا أبا الحكم إن عتبه أرسلني إليك بكذا وكذا...) ولكن أبا جهل استطار عقله، واسشاط غضبا، رفض المحاولة، متهما (عُتبة) بالجبن، مشيرا أن (عتبة)إنما يريد أن نرجع وأن لا نشتبك مع محمد لان أبنه أسلم! وقد استفز بذلك (عُتبة)، الأمر الذي أضطره لدفع تهمة الجبن عنه، فدعا للمبارزة وقتل.

     

    الالتحام الدامي

    بدأت المواجهة فردية ثم تحولت إلى جماعية، وقتل من قريش جمع من أبرز رجالاتها، من أخطرهم أبو جهل، وكان عدد الذين استشهدوا في بدر من المسلمين أربعة عشر رجلا، وعدد الذين كان نصيبهم القتل من القريشيين وأحلافهم سبعون قتيلا، مضافا لسبعين أسير.

    هذه هي قصة معركة بدر، أختصرتها من سيرة بن اسحق، مطعما أياها ببعض الشواهد من مصادر أخرى، ولكن هل نستسلم لكل ما جاء فيها؟

    هناك أكثر من سؤال وسؤال، وهناك أكثر من مفارقة ومفارقة، وهناك أكثر من إثارة وإثارة، منها ما يتعلق بمصادر الرواية، ومنها ما يتعلق بدوافع القتال، ومنها ما يتعلق بسلوك الفريقين، ومنها ما يتعلق بموقف المصادر الأخرى، ومنها ما يتعلق بهوية المعركة... وأمور أخرى.

     

    نستمر في حلقات مقبلة إن شاء الله تعالى.

    Ketab_ 1@hotmail.com

     

     

    http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/10/180927.htm

  5. ليس دفاعاً عن البابا (2) - د. عبدالخالق حسين

    http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=38045

     

    سيف محمد

    الغريب في هذا المجال، أن داعية السلام الإسرائيلي، السيد أوري أفنيري، هو الآخر ركب موجة الإسلاميين مع الأسف الشديد، وأساء فهم البابا، فكتب مقالاً بعنوان (سيف محمد) في (الحوار المتمدن) ينتقد فيه البابا بشدة ويتهمه بالتبعية للرئيس الأمريكي جورج بوش. فيذكر القيصر عمانوئيل الثاني الذي كان في حالة حرب مع الأتراك والذي اقتبس منه البابا القول الذي أثار كل هذه الضجة العاصفة، أن القيصر سعى إلى توحيد المسيحيين في مواجهة الأتراك في القرن الرابع عشر. وقد حاول أفنيري ربط تلك المحاولة بما يجري الآن من حرب على الإرهاب فيقول: «إن الأمور، من هذه الناحية، تتوازى مع احتياجات القيصر الحالي، جورج بوش، فهو أيضا يحاول توحيد العالم المسيحي ضد "محور الشر" الإسلامي.... ». وفي هذه الحالة فإن السيد أفنيري وخلافاً لموقفه الرافض للأديان إذ يقدم نفسه بقوله:( بصفتي ملحد يهودي..) يقف في صف المتطرفين الإسلاميين ويؤيد ادعاءهم بأن الحرب على الإرهاب هي حرب على الإسلام. ثم يسهب في ذكر ممارسة العنف من قبل المسيحيين واضطهاد الكنيسة للمفكرين في القرون الوسطى وعصر النهضة. ولا خلاف على ذلك، فكما بينا أعلاه أن العنف قد مورس من قبل أتباع جميع الأديان السماوية في مرحلة من مراحل التاريخ، والمسيحية ليست استثناءً. ولكن عندما يشير المسلمون إلى العنف في تاريخ المسيحية، لم يخرج المسيحيون بمظاهرات صاخبة احتجاجاً على أحد ولم يحرقوا مسجداً ولم يعتدوا على مسلم، بل هم أنفسهم ينتقدون تاريخهم ويحاولون استخلاص الدروس والعبر منه. حتى أن البابا جون بول الثاني نفسه اعتذر عن تلك الأعمال، وخاصة عما حصل للعالِم غاليلو، وما حصل لليهود في الحرب العالمية الثانية. وإذا كان المسيحيون قد مارسوا العنف في الماضي باسم المسيحية، فالآن هم مسالمون ويرفضون العنف باسم الدين. بينما يفتخر المسلمون بتاريخهم الدموي وما قاموا به من غزوات وفتوحات في العالم، كما ويمارسون العنف اليوم على شكل إرهاب دموي مرعب يهدد الحضارة البشرية مدعوماً بفتاوى من رجال الدين.

    وهنا أود أن أسأل السيد أفنيري وهو الداعية للسلام بين العرب وإسرائيل، أليست حماس الفلسطينية الإسلامية هي التي ترفض السلام مع إسرائيل؟ أليس مرشد أخوان المسلمين في مصر هو الذي قال على رؤوس الأشهاد أنه يفضل مسلم ماليزي رئيساً لمصر على القطبي المسيحي المصري ليتبوأ هذا المنصب؟ ثم باسم من يجري القتل الجماعي في العراق ولبنان وفلسطين والهند والباكستان وبسلان؟ وباسم من حصلت تفجيرات نيويورك وواشنطن ولندن ومدريد وغيرها، أليس باسم الإسلام؟ وهل قام أحد بهذه التفجيرات غير إرهابيين مسلمين باسم الله والإسلام؟

    لقد وصف السيد أفنيري نفسه بمنتهى الحرية قائلاً: (بصفتي ملحد يهودي...)، فهل بإمكان أي مسلم ملحد في البلاد الإسلامية الـ 55 ، أو خارجها، أن يدلي عن إلحاده بهذه الحرية ويأمن على رأسه من السيف؟ فقبل أسابيع تم قطع رأس الصحفي السوداني محمد طه مع أنه كان مؤمناً متديناً، لأنه تجرأ ونشر حلقة أو حلقتين من كتاب (المجهول في حياة الرسول). ثم لماذا اغتال الإسلاميون أكثر من 120 مثقفاً في الجزائر في التسعينات من القرن المنصرم؟ ولماذا قتل الإسلاميون في مصر ولبنان والعراق عشرات المثقفين مثل فرج فودة وحسين مروة ومهدي عامل وقاسم عبدالأمير عجام وغيرهم كثيرون؟ بل قالها المتطرفون الجزائريون علناً: "من يحاربنا بالقلم نحاربه بالرصاص". وعملياً هذه هي سياسة الإسلامويين في كل مكان. فلولا اسم السيد أفنيري على المقالة لظن القارئ أن كاتبها أحد الإسلاميين المتطرفين في حزب حماس أو حزب الله أو ربما كتبه الشيخ يوسف القرضاوي. فالأخير دعا المسلمين إلى الخروج بمظاهرات صاخبة بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على محاضرة البابا تحت شعار (الغضب العاقل) وقد باءت دعوته بالفشل الذريع والحمد لله. فهذا القرضاوي معروف بتوظيف هذه المناسبات في إثارة الحقد والعداء ضد المسيحيين والغرب. فقد استغل الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية وعقد مؤتمراً إسلامياً بهذا الخصوص، وقال عن الرسوم أنها قدمت خدمة للإسلام حيث وحدت المسلمين!! ولا أدري أية وحدة كان يتحدث عنها، غير أنه جمع عدداً من المخدوعين تحت قيادته لبث مشاعر الحقد والكراهية ووضع العالم الإسلامي في مواجهة دموية مع العالم.

  6. نص تصريحات الرئيس طالباني في حوار مع فضائية (العراقية)

     

    (صوت العراق) - 29-09-2006 | ارسل هذا الموضوع لصديق

     

    في حوار مع فضائية (العراقية)

    الرئيس مام جلال يشرح حقائق هامة عن الوضع في العراق

    الانصات المركزي- مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني 28/9/2006 :

    اجرت فضائية (العراقية) لقاء خاصا مع السيد جلال طالباني رئيس جمهورية العراق، حول تطورات الوضع العراقي والعلاقات مع دول الجوار.

    فيما يأتي نص اللقاء :

    *سيادة الرئيس، انا اشكركم على موقفكم هذا لقناة العراقية.

    -وانا اشكركم جدا لاتاحة الفرصة للحديث في (العراقية) والاجابة عن اسئلتكم.

    *سيادة الرئيس، نبدأ من المحور الاول، حول كلمتكم في الجمعية العمومية، في الكلمة في الجمعية العمومية ذكرتم ان صبر شعبنا آخذ بالنفاد وانه من الصعب على قيادتنا السياسية ان تلتزم السكوت الى ما لا نهاية، فما قصدكم بذلك ؟

    -اود ان اوضح بهذه المناسبة حقيقة انه تم اتخاذ قرار في الاجتماع المشترك بين الرئاسات الثلاث بان استدعي سفير الجامعة العربية وسفير روسيا وابلغهما بهذا النص وابلغت فعلا سفير الجامعة العربية وكذلك سفير روسيا وكان هدفنا ان نقول اكثر من ذلك كما قلت في كلمتي اسمح لي ان اقرأها لك : اننا نعلن من على هذا المنبر حرصنا على امن وسلامة جيراننا وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وتجنب تحويل اراضينا الى قواعد، هذا لكي نعلن بصراحة اننا لا نسمح بتحويل العراق الى قاعدة للعمل ضد هذه الدول المجاورة لنا وليكونوا مطمئنين بان وضع العراق الحالي ليس مهددا لهم وبالتالي لنأخذ منهم ذريعة ان تدخلهم في شؤون العراق هو بسبب وجود قوات اجنبية تهدد امنهم وسلامتهم، وقلت بعد ذلك ان صبر شعبنا آخذ بالنفاد خصوصا وهو يرى دم ابنائه الابرياء يسفك ويستباح وبنيته التحتية تدمر ومساجده وحسينياته تخرب واعادة بناء القوات المسلحة ومؤسساته الامنية تعرقل للحيلولة دون استكمال سيادتنا، ان من الصعب على قيادتنا السياسية ان تلتزم السكوت الى ما لا نهاية، هذا كان تحذيرا حقيقة للاخوة المسؤولين في الدول المجاورة بان يأخذوا بنظر الاعتبار ان العراق ايضا يستطيع اذا اراد ان يعامل بالمثل ولكننا نريد اولا المصالحة مع الجيران، نريد احسن العلاقات معهم، نريد ان نقيم علاقات حسن الجوار وكل الانواع من العلاقات الثقافية والسياسية والتجارية معهم ولهذا السبب بالذات قام السيد رئيس الوزراء الاخ الدكتور المالكي بزيارة ايران وحقق نجاحات باهرة في هذا المجال ولنفس السبب انا التقيت وزير خارجية سوريا الاخ الاستاذ وليد المعلم ودعوته الى زيارة العراق لنجدد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ثم نفكر في جدول لزيارتي انا الى سوريا بناء على دعوتهم التي وافقت عليها مشكورا وشاكرا دعوتهم وكي نذهب ونلتقي مع الاخوة المسؤولين هنالك لنحل المشاكل وجها لوجه، كما تعلمون انا تجنبت دائما الحديث عن تدخل دول الجوار واعتبرت ذلك شأنا داخليا بيننا نحلها، خاصة مع سوريا، كما تعلم ان سوريا لها افضال كثيرة علينا نحن المعارضين السابقين والحاكمين الحاليين للعراق فنحن جميعا كنا في سوريا، سوريا آوتنا وساعدتنا وقدمت لنا مساعدات كثيرة مشكورة لا ننساها ابدا وبالتالي العلاقات التاريخية تفرض علينا نوعا جديدا من حل المسائل ليس عن طريق الاعلام والمهاترات والتشنجات، انما عن طريق الحوار الاخوي الصريح ولكن يجب ان يعلم الجميع بان صبر شعبنا العراقي فعلا آخذ بالنفاد لانه كما قلت الارهابيون يتمادون في جرائمهم والتكفيريون يتمادون في اجرامهم.

    *قلت ان العراق بامكانه ان يتعامل معهم بالمثل، وفي تصريحات لمحطة (NPR) قلتم اننا نطلب من دول الجوار وقف التدخل في شؤوننا الداخلية واحترام سيادة واستقلال العراق والا فاننا سنضطر ان نقول شيئا وان العراق يمكنه اثارة المتاعب لجيرانه اذا لم يتوقفوا في التدخل في شؤونه الداخلية، ما يمكن للعراق ان يفعله ؟

    -يستطيع ان يعمل الكثير الذي يقومون به هم، نحن نستطيع ان نقوم به ولكن نحن لا نريد ذلك ولا نتمنى ان نصل الى هذه المرحلة، نحن نتمنى ان نحل مشاكلنا بالطريقة العراقية الودية السلمية كما فعلنا مع الاخوة كان هنالك حديث عن التدخل الايراني استطعنا ان نحل كل المشاكل في زيارة رسمية للاخ الاستاذ نوري المالكي وانا مقتنع بانه يمكننا ان نحل المشاكل مع الاخوة في سوريا، وتركيا ايضا كما تعلمون لها هواجس وهواجسها مشروعة عن حزب العمال الكردستاني، نحن ايضا قمنا من جانبنا بأعمال تهدئ الاخوة في تركيا وتمنع التصريحات الاستفزازية التي كانت تصدر عن التدخل في العراق وذلك باغلاق المقرات غير المشروعة، ثانيا باقناع قادة (PKK) بايقاف القتال واعلان هدنة، وبالاشتراك في اللجنة الثلاثية المقترحة من قبل الامريكان : (اللجنة الثلاثية التركية – العراقية – الامريكية) كل هذه الاجراءات اتخذناها من اجل تهدئة الاوضاع وكذلك من اجل اقامة احسن العلاقات مع تركيا، نحن نحرص، منفعتنا الوطنية تحتم علينا ان نقيم احسن العلاقات مع ايران وتركيا وسوريا بغض النظر عن علاقة هؤلاء مع التحالف، نحن طبعا ندرك عمق الخلافات بين ايران وامريكا ولكن حرصنا دائما على ان نقيم بيد علاقات جيدة مع امريكا وبيد اخرى علاقات جيدة مع ايران ونفس الشيء نرغب مع سوريا ومع تركيا، نحن نتمنى على الاخوة هناك ان يعاملونا بالمثل وان نعاملهم بالمثل في السراء والضراء.

    *سيادة الرئيس، هل صحيح انكم في تصريحات لمحطة (NPR) قلتم انكم ستدعمون المعارضة في هذه الدول ؟ هناك من قال ان الرئيس طالباني قصد بهذا تحريك (مجاهدي خلق) ضد ايران والمتشددين والمتطرفين ضد سوريا وحزب العمال الكردستاني ضد تركيا ؟

    -اولا، اريد ان اقول لك نحن لنا موقف واضح ضد ما يسمى (مجاهدي خلق)، نحن لا نسميهم مجاهدين، نحن نسميهم جماعات (MM) (مسعود – مريم)، هؤلاء وقفوا مع النظام الدكتاتوري العراقي، وقفوا ضدنا وقاتلونا اثناء حرب تحرير العراق، القوة الوحيدة التي وقفت تقاتل الثيشمرطة في المناطق التي حاولت تحريرها هي قوات ما يسمى بـ(مجاهدي خلق) وهنالك قرار من الحكومة العراقية لاخراج هؤلاء من العراق واجرينا اتصالات مع الاخوة في ايران حاولنا ان نقنع العدد المعقول من الذين يرغبون في العودة الى الوطن واخذنا العفو من الحكومة الايرانية لهم وعاد بضع مئات، بالنسبة للبقية نحن وفق القانون الدولي نريد ان يخرجوا من العراق، اما بالنسبة لحزب العمل، فنحن نسعى الى اقناعهم بايقاف القتال لا بالتحريك ضد تركيا وبالعكس نحن الآن نعمل، بالنسبة لسوريا نحن لنا علاقات جيدة مع سوريا ونريد ان تهدأ الاوضاع في سوريا وان نساعد سوريا على حل، انا قلت القول الذي قلته سابقا كي يدرك الجيران اننا لسنا ضعفاء مساكين مهمشين يستطيعون ان يفعلوا ما يشاءون دون رد او جواب.

    *سيادة الرئيس، لاحظت انك تذكر سوريا وايران وتركيا، هل كل مشاكلنا في العراق هي من سوريا وايران فقط، ماذا عن بقية دول الجوار ؟ وهذه هي المرة الاولى التي نلاحظ فيها مسؤولا عراقيا يذكر فيها تركيا، في السابق لم تذكر تركيا ؟

    -انا طبعا اود ان اقول ان تركيا موقفها واضح من الارهاب، تركيا لم تؤيد الارهاب ولم تتهم في يوم من الايام بالارهاب، تركيا تصريحاتها في موضوع كركوك وتصريحاتها في موضوع التدخل العسكري لمقاتلة حزب العمال الكردستاني داخل العراق اثارت استغرابنا ونوعا من القلق لدينا والحقيقة ان تركيا لم تؤيد الاعمال الارهابية وكذلك اعلنت ايران دائما تأييدها الصريح لنا، الايرانيون ايدوا مسيرتنا عندما تشكل مجلس الحكم هنأونا، عندما جرت الانتخابات الاولى هنأونا، عندما انتخبت رئيسا للجمهورية اول رئيس جمهورية في العالم اتصل بي مهنئا هو رئيس جمهورية ايران، عندما تشكلت الحكومة ايدوها، عندما جرت الانتخابات للدستور ايدوها، عندما صوت للدستور باركوه، الايرانيون وقفوا موقفا جيدا جدا معنا في موضوع العمل السياسي، المسيرة الديمقراطية السياسية كانوا دائما مؤيدين ومباركين وانا هذا العام زرت ايران وكانت علاقاتنا ومازالت جيدة جدا مع ايران ولكن هنالك اتهامات متبادلة بين ايران والقوات البريطانية في الجنوب على اساس ان هناك تدخلات ومسائل من الجانبين نحن حاولنا ان نبعد الخلاف الايراني – الغربي عن العراق وقلنا صراحة وللانكليز وللاخوة الايرانيين رجاء انقلوا خلافاتكم الى بلد آخر وليس الى العراق، فيما يتعلق بسوريا لدينا ملاحظات لكن لا نقولها للاعلام كما تتذكرون انني رفضت دائما ان اتكلم في الاعلام عن ذلك لكن لدينا ملاحظات ولدينا هواجس وسنقولها للاخوة في سوريا عندما نلتقي بهم ان شاء الله.

    *سيادة الرئيس، فيما يخص تصريحاتكم بشأن تركيا، هناك من ذهب الى ان الرئيس العراقي لانه كردي اطلق مثل هذه التصريحات تجاه تركيا، هل انطلقتم في تصريحاتكم تجاه تركيا من منطلق انكم كردي ولستم رئيسا للعراق ؟

    -انا اولا اعتز بعراقيتي وبكوني رئيسا للعراق، ولم اتصرف هنا كما تلاحظ في جميع المجالات الا كرئيس عراقي والا كمدافع عن حقوق العراق والا كحامل مطامح ومصالح العراق الاساسية، فيما يتعلق بتركيا، انا علاقاتي الشخصية جيدة مع تركيا، علاقاتي الشخصية جيدة مع حكومة السيد رجب طيب اردوغان، وانا تدخلت بطلب منه في اقناع حزب العمال الكردستاني بايقاف القتال واعلان هدنة، فلذلك انا لا اتصرف بعلاقاتي مع الدول ككردي، لو اتصرف ككردي يجب الا اسعى لتحسين العلاقات مع هذه الدول، يمكن التناقض بين هذه الدول يفيد بعض الكرد، التواؤم والتوافق والاتحاد بين هذه الدول هو من مصلحة العراق، لذلك انا اعمل على اساس انا مسؤول عن العراق، رئيس الجمهورية مسؤول عن مصير العراق، مسؤول عن سلامة العراق، وحدة اراضيه، استقلاله وسيادته الوطنية، هذه هي مهمة رئيس الجمهورية المعلنة في الدستور، فأنا يجب انه، عندما يصلني تحشد مئات من الجنود على حدود العراق، عندما تجري تصريحات لاقتحام الاراضي العراقية والتجاوز على سيادة العراق، لابد ان نقول شيئا، وما قلته هو ألطف وأنعم وجمل ودية جدا في هذا المجال ولم انجر ابدا الى تصريحات شديدة اللهجة او استفزازية عندما قلت ما هو اخوي وودي لهؤلاء الاخوة في البلدان الثلاثة.

    *سؤال اخير في هذا المضمار سيادة الرئيس، بالنسبة لتدخل دول الجوار في العراق رغم تكرار المسؤولين العراقيين انهم يريدون علاقات ودية معهم وعلاقات قائمة على احترام سيادة هذه الدول وعدم التدخل في شؤونه لكن هي مازالت تتدخل، هل السبب فقط وجود القوات المتعددة الجنسيات في العراق ؟

    -الاخوة لا يعترفون بالتدخل، يقولون انهم لا يتدخلون، وانهم بالعكس يقولون انهم يحاولون ايقاف التدخل وانا اعتقد ان من المصلحة ان نبحث هذه المسألة مع هؤلاء الاخوة، لا في الصحافة والاذاعة والتلفزيون، انا اعتقد هذه التصريحات الصحفية والاعلامية تعرقل التفاهم الجدي بيننا وبين هؤلاء الاخوة في الدول الثلاث، خاصة ان نياتهم المعلنة جدية وطيبة جدا واننا مثلا نحن لنا علاقات جيدة مع هذه الدول تاريخيا، ايران كانت فترة طويلة مساندة لنا وتعاونا نحن مع ايران ضد العدوان الصدامي، سوريا كانت المرجع الوحيد لنا في فترة من الفترات، وعلاقاتنا جيدة مع سوريا ولنا صداقات وعلاقات، كمثل انا عرفت الرئيس الايراني فخامة محمود احمدي نجاد منذ عشرين عاما، وكذلك عرفت الاخوة في سوريا منذ اكثر من ربع قرن، وكذلك لنا علاقات جيدة مع الحزب الحاكم، العدالة والتنمية في تركيا قبل ان يأتوا الى الحكم، فلذلك نحن نريد ان نستثمر هذه العلاقات لاقامة علاقات جيدة بين البلدان الثلاثة، انا مرة قلت اذا تتذكرون، قلت اذا خولتني الحكومة العراقية برئاسة وفد عراقي سأذهب الى طهران وانقرة ودمشق، اذا استطعت حل جميع الاشكالات اعود الى بغداد، والا سأذهب الى السليمانية ارسل باستقالتي من رئاسة الجمهورية الى البرلمان العراقي، لانني واثق اننا نستطيع حل المشاكل مع الاخوة اذا نجحنا في تهيئة الارضية اللازمة وفي حوار جدي وصريح معهم.

    *سيادة الرئيس، الآن ننتقل الى محور آخر وهو محور تصريحاتكم مع صحيفة (واشنطن بوست) حول طلب بقاء (10) آلاف جندي امريكي وقاعدتين في العراق، هل انتم صرحتم بصفتكم الشخصية ام الرسمية ؟

    -اولا، اريد ان اصحح لك، انا لم اطلب، انا سئلت ما هو رأيك في بقاء قواعد عسكرية امريكية، بالعكس انا طلبت في الامم المتحدة بما يأتي، دعني اقرأ لك ما طلبت به :ان جهود بناء قواتنا المسلحة العراقية الوطنية والارتقاء بها الى مستوى الطموحات تتواصل بهمة عالية لكي تبلغ قدراتنا المستوى والكفاءة والجاهزية المطلوبة لايجاد مستلزمات انهاء تواجد القوات المتعددة الجنسيات تدريجيا من البلاد، هذه القوات موجودة بقرار دولي وضرورية لنا في الظروف الراهنة ريثما يتم انجاز مهمة بناء قواتنا المسلحة القادرة على انهاء الارهاب وحفظ الامن والاستقرار وحيث فقط يمكن الحديث حينئذ عن وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق، هذا هو الطلب الذي تقدمت به باسم العراق، اما رأيي الشخصي، فسئلت عن وجود قواعد، انا مقتنع الى الآن ان وجود قواعد رمزية كما قلت وبعدد قليل من القوات ضروري للعراق ريثما يتم بناء قدرات جيشنا العراقي القادر على حماية الحدود، لان الجيش العراقي الآن في مرحلة تهيئة وتعبئة لمكافحة الارهاب لا لحماية الحدود، بصراحة عشر فرق عراقية غير مجهزة بالاسلحة الثقيلة، غير مجهزة بالاسلحة الصاروخية، غير مجهزة بطيران قوي حديث، غير مجهزة باسلحة الدفاع الجوي القوية والقادرة على حماية السماء العراقية، هذه القوات غير قادرة على حماية العراق من التدخل الخارجي، بقناعتي الشخصية ان وجود قواعد، انا اقترحت قواعد ثلاثا، قاعدة الجنوب وقاعدة الوسط وقاعدة الشمال، وفق اتفاق يبرم بين العراق وقوات التحالف ويوضع الاتفاق في مجلس الامن وجود هذا ريثما يتم انجاز قوات عراقية كفوءة قادرة، ضروري لمصلحتنا، انا اقول ذلك بصفتي الشخصية لانني حريص ومسؤول عن حماية العراق واستقلاله وسيادته والتدخل الاجنبي، انا لا استطيع ان اضحي بمصلحة العراق الاساسية من شعارات ثورية، انا حملت كثيرا في حياتي، في شبابي شعارات ثورية كثيرة، لكننا الآن مسؤولون عن الوطن، عن حماية العراق، عن حمايتنا من التدخل، مرة انا كنت اناقش مع احد الاخوة الناصريين في العراق في موضوع القوات الاجنبية، قلت : هل تضمنون لنا دفاعا عربيا عن العراق اذا فرضنا احدى دول الجوار اجتاحت بلادنا ؟ اذا تضمنون لنا هذا الشيء انا غدا اطالب بسحب القوات الاجنبية، ولكن لا يمكن الآن، كما تعلمون ان الدول العربية لم تستطع منع العراق من اقتحام دولة الكويت الشقيقة، هذه حقائق، نحن يجب ان نكون واقعيين ويجب ان نكون في مستوى المسؤولية حرصا على سمعة العراق، انا قلت هذا برأيي الشخصي وهذا الرأي قابل للنقاش ولا يعبر عن رأي الحكومة العراقية ولا عن رأي البرلمان العراقي وانا فرحت بالملاحظات، يعني مثلا سمعت من الاخوة الصدريين قالوا ان هذا رأي شخصي، نعم هذا رأي شخصي، ولهم الحق ان يعارضوا هذا الرأي لانني اعتقد ان هذه المسألة مهمة وخطيرة لا يمكن ان ينفرد بها ليس فقط رئيس الجمهورية، حتى رئاسة الجمهورية، حتى مجلس الوزراء، هذا الموضوع يجب ان يناقش نقاشا وطنيا وليس فقط داخل البرلمان بل داخل القوى الاخرى التي لم تشترك في البرلمان، هذه المسألة خطيرة لكن انا كمواطن وطني لي الحق ان اقول رأيي كما للاخوة المعارضين ان يقولوا رأيهم فأهلا برأيهم ودعنا نقدم الرأي والرأي الآخر ونتناقش على ايهما الاصوب، انا في مكتبي في كردستان العراق احمل وراء رأسي عدة آيات، في أحد المكاتب انا احمل الآية الكريمة التي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم [ فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه ]، الله يبشر بمن يستمع، نحن نبشر بالآراء ولكن يجب ان نتبع احسنها، نناقش ما هو الرأي الاحسن نتبعه.

    *هل افهم من كلام سيادتكم ان هذا الموضوع سيطرح على البرلمان ؟

    -في الحقيقة لا يطرح لانه انا ايضا، تعرف الصحف يسألون اسئلة كثيرة ويجرونك الى مسائل عديدة، هذا ليس مطروحا، انا لم اطرح هذا الموضوع حتى مع الامريكان لكن لما سئلت جاوبت.

    *هذه التصريحات، ألا تعتقد ان دول الجوار تصيبها بعض التخوفات وخصوصا هي تريد ذهاب القوات من العراق ؟

    -لماذا، تركيا عندها اكبر قاعدة امريكية (انجرليك) ؟ لماذا سوريا العربية لا تعترض على الكويت، على قطر، على الامارات، الى فترة قليلة كانت السعودية فيها اكبر قاعدة امريكية، مصر فيها، لماذا لا يعترضون وكانوا يقيمون احسن العلاقات مع هؤلاء الاشقاء العرب فليعاملونا مثل اخوانهم في الجزيرة العربية.

    *في بعض ردود الافعال التي صارت في العراق حول هذه التصريحات سيادة الرئيس هناك من قال انها لا تعدو عن كونها رغبة امريكية، لكن الرئيس طالباني افصح عنها نيابة عنهم ؟

    -بالعكس، الامريكان لا يؤيدون هذا الرأي، الامريكان يريدون الانسحاب بأسرع وقت ممكن وتعرف ان الرئيس الامريكي تعرض الى ضغط شديد بسحب القوات وخلال مقابلاتي مع المسؤولين الامريكان وفي الكونغرس كلهم يناشدوننا ويقولون لنا ان نسرع في بناء القوات المسلحة كي يسرعوا في سحب قواتهم، هنالك نقطة مهمة لا يفهمها العديد من السياسيين العراقيين والعرب وهي طبيعة العصر، العصر الحالي هو عصر العولمة، عصر العولمة لا يتطلب وجود قوات كما كان في عصر الاستعمار القديم، الآن الدول الرأسمالية الكبرى تستفيد عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات عن طريق التكنولوجيا، عن طريق ثورة الاعلام، عن طريق ثورة الاتصالات، عن طريق التقدم في الوضع الاقتصادي والسوق العالمية بأيديهم، هم الذين يضعون اسعار حتى الملابس التي نلبسها، كمثل النفط، لم تعد الدول الاخرى معنية بالسيطرة على منابع النفط وبالسيطرة على انتاج النفط، اعطوا الاستفادة الينا، نضطر ان نبيع النفط اليهم فهم يشترون منا بسعر ويحولونه في صناعاتهم البتروكيمياوية والتحويلية الى ما يفيد عشرة اضعاف السعر الذي يستفيدون منه، هذا العصر ليس عصر بقاء القوات، الآن تتذكرون الرأي العام الامريكي يطالب بسحب القوات الامريكية من البلاد وانا التقيت جميع الاخوان والاصدقاء في الكونغرس، انا لي علاقات قوية مع العديد من رجالات الكونغرس ورحبوا بنا ترحيبا حارا، حتى المعارضون، حتى الديمقراطيون، يجاملوننا في هذا الموضوع، ولكن الكل يؤكد على ضرورة الاسراع في بناء القوات العراقية المسلحة القادرة على ان تحل محل القوات الامريكية، فليست هناك نية وانا اعتقد ان دول الجوار تدرك ذلك، وامريكا عندها من القواعد ما يكفي، عندها قاعدة انجرليك في تركيا، عندها اكبر قاعدة في قطر، عندها قاعدة في الكويت وفي الامارات وعندها حقوق استعمال قواعد في مصر وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة، انا قصدي انه لم يعد تواجد القوات كما في السابق، في العصر القديم، عنوانا للاحتلال، هناك قواعد امريكية في بريطانيا، في المانيا، في ايطاليا التي عارضت الحرب وسحبت قواتها، قواعد امريكية في اسبانيا، قواعد امريكية في اليابان، قواعد امريكية في تركيا، فهذه القواعد لم تعد مثل السابق عنوانا للاحتلال، لم تعد عنوانا للتدخل، انها قواعد يتفق عليها الطرفان من اجل مصالح مشتركة ولا يعدو كون هذه القواعد عنوانا للاحتلال ابدا، فهذه امثلة للبلدان العديدة في العالم.

    *سيادة الرئيس، الجانب الاخير هو في زيارتكم هنا التقيتم المسؤولين الامريكيين، الرئيس بوش وديك تشيني وغيرهم من المسؤولين، ما هي اهم القضايا التي حققتموها والامور التي طلبتموها من الادارة الامريكية ؟

    -اعتقد اننا اعطيناهم صورة واضحة عن العراق وعن التطورات وعن النجاحات في تحقيق المصالحة الوطنية وكذلك الخطة التي وضعناها وسميناها خارطة الطريق في المجلس السياسي للامن الوطني، ثم مطالبتهم بوعودهم التي قطعوها للاخ الاستاذ نوري المالكي فيما يتعلق بتزويد الجيش العراقي بالدعم اللوجستي بالاسلحة اللازمة لتطوير هذه القوات ورفع كفاءتها القتالية ثم مطالبة الاصدقاء الامريكان بالضغط على الدول المانحة والدول التي لديها دين على العراق لمطالبتها بالغاء الديون والغاء التعويضات ليتخلص العراق من هذه الاعباء الثقيلة وكذلك طالبناهم بمواصلة دعم الاقتصاد العراقي والتنمية ومختلف المجالات، مثلا نحن وزراؤنا هنا الدكتور السوداني والاخ جاسم اجريا مباحثات جيدة مع نظرائهما في واشنطن واخذوا الوعود بمساعدة العراق، طالبتهم بتنفيذ هذه المساعدات، ووجدت لديهم تجاوبا شديدا في الحقيقة، تبادلنا الرأي حول مسألة الارهاب وكيفية مقاومة الارهاب وكيفية تعزيز العلاقات العراقية وبجانب ذلك اود ان اقول لك انني توليت الدفاع وكمحام ناجح افتخر به واجعل الوزراء شهودا على ذلك، توليت الدفاع عن مكونات الشعب العراقي ضد الاتهامات الموجهة لهم، توليت دفاعا شديدا عن اخوتنا العرب الشيعة الذين اتهموا بانهم اتباع ايران وبينت للجميع سواء مع الرئيس او نائب الرئيس او وزير الدفاع او مع الكونغرس ان شيعة العراق هم العرب الاصلاء وهم اصل المذهب الشيعي والنجف الاشرف هو المركز الرئيسي وان سماحة السيد آية الله العظمى علي السيستاني هو نعمة من الله للعراق ويلعب دورا كبيرا في تهدئة الخواطر وفي تحقيق الوحدة الوطنية وما يقال عن تبعية الشيعة العمياء لايران باطل وغير صحيح، دافعت عن السنة ايضا وقلت : اخوتنا العرب السنة الذين يتهمون انهم يحتضنون الارهاب وانهم شنيعون، قلت : لا بالعكس، الاكثرية الساحقة من اخوتنا العرب السنة يعادون الارهاب ويريدون العراق المستقر والديمقراطي الموحد، دافعت حتى عن الاخ السيد مقتدى الصدر، وقلت انه ليس كما ترونه من بعيد، فهو رجل ايضا يشارك في المسيرة ويعتقد بعدم فائدة التصدي او الاصطدام وهو يريد ايضا تطبيق القوانين وكذلك دافعت عن الكرد حول موضوع العلم لانهم يريدون رفع علم عراقي مقبول من الجميع، صدقني انا اعتقد والاخوة الوزراء كانوا موجودين معي ويشهدون بانني كنت محاميا للدفاع عن جميع مكونات الشعب العراقي في هذه الاجتماعات.

    *سيادة الرئيس، في لقائكم مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون وايضا مع اعضاء الكونغرس طلبت منهم ان يخرجوا العراق من الصراعات الحزبية الداخلية وانت تعلم ان العراق من اهم المواضيع التي تؤثر على نتائج الانتخابات، هل تعتقد انهم سيستجيبون لذلك ؟

    -انا قلت بالنص : ارجوكم لا تضعوا العراق على نار الخلافات بين الحزبين الكبيرين في امريكا، وانه ارجو ان تدركوا الحقيقة وجدت تجاوبا جيدا جدا من الرئيس بيل كلنتون، كان يتفهم الوضع العراقي وهو طبعا له ملاحظات على نظام الحكم، وانا عندما التقيت به مع الرئيس جورج بوش، الرئيس جورج بوش صحبني من الكونغرس معه الى الفندق حيث كنا ننزل في نفس الفندق وبالطريق التقينا السيد بيل كلنتون والرئيس بوش قدمني له، وهو طبعا كان يعرفني، رحب بي وانا شكرته، قلت : سيادة الرئيس كلنتون نحن نشكرك، في عهدك قدمت خدمات كثيرة للمعارضة العراقية بما فيها توقيعكم على قانون تحرير العراق ولكن الرئيس بوش قام بتنفيذ هذا القانون الذي وقعتموه انتم، وحقيقة رأينا لديه تجاوبا، وكذلك لدى السيناتورة هيلاري كلنتون ايضا كانت متجاوبة ومتفهمة للاوضاع، صحيح، لهم ملاحظات حول استعمال القوات الامريكية، اعادة تمركزها، وكانت لديهم ملاحظات جيدة في هذه المناسبة ولكن لم اجد منهم اي رأي حول ترك العراق وشأنه، بل وجدت ان الرئيس بيل كلنتون كان متفهما جدا لخطورة نتائج ترك العراق دون تحقيق النجاح النهائي، وكذلك اعضاء الكونغرس، كما تعلمون التقينا رؤساء مجلس الشيوخ ورؤساء مجلس النواب وبينهم العديد من الاصدقاء القدامى الذين استقبلونا بالاحضان والقبل فأيدوا مواقفنا وعبروا عن تأييدهم لنا وكنا دائما موضع ترحيب وتأييد ووجدنا الحزبين قريبين منا.

    *سيادة الرئيس، خلال وجودكم هنا كانت هناك تقارير في الصحف الامريكية حول انهم يستشعرون ان رئيس الوزراء نوري المالكي ضعيف وغير قادر على القيام بمهامه ؟

    -انا كما تعلمون دافعت دفاعا شديدا عن الاخ الاعز الاستاذ نوري المالكي الذي هو موضع تأييدنا المطلق وبينت للاصدقاء الامريكان والمسؤولين والصحفيين والآخرين ان هذا الاتهام غير صحيح الاستاذ نوري المالكي رجل قوي مقتدر لكنه رجل مؤدب، رجل نبيل، رجل حضاري، لا يستعمل الاساليب المتشددة ولكنه عندما يجد الجد ويتطلب الموقف هو مستعد لاتخاذ اشد القرارات صعوبة وهو ايضا يحظى بتأييدنا وبينت انه رجل يتفاهم مع القادة العراقيين الآخرين ويؤمن بالقيادة الجماعية ويحرص على استشارة الجميع في هذه المهام وهو يحظى بتأييد الجميع وجدت تأييدا كاملا لموقفه من الرئيس جورج بوش ونائب الرئيس ديك تشيني ومن السيد رامسفيلد، والآنسة رايس، كل الذين التقيتهم اكدوا لي : ارجو ان تبلغوا تحياتي الى الاخ المالكي وان تبلغوه تأييدنا المطلق له، وان لا يستمع الى اقوال الصحافة، وانا طبعا علقت على (نيويورك تايمز) قلت : قبل اشهر نيويورك تايمز كانت تروج لفكرة رئيس الوزراء الضعيف، كانت تقول رئيس وزراء ضعيف احسن للعراق، الآن بدأت بالعكس تقول ان رئيس الوزراء ضعيف، رئيس الوزراء غير ضعيف، رئيس الوزراء قادر ومقتدر وانا اعتقد انه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، رئيس حكومة الانقاذ الوطني، ولا سمح الله، اكرر لا سمح الله اذا فشلت هذه الحكومة فالعراق ينتظره ما لا يرضي احدا من الوطنيين العراقيين.

    *سيادة الرئيس في لقائكم مع اعضاء الكونغرس ومع الرئيس الامريكي وكل المسؤولين الامريكيين، ما هي الرسالة التي ارادها هؤلاء المسؤولون ايصالها الى العراق حكومة وشعبا من خلالكم ؟

    -كانوا يريدون ان تسرع الحكومة العراقية في تحقيق المصالحة الوطنية، كانوا يؤكدون على اهمية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وكانوا يؤكدون على ضرورة تقديم منجزات ملموسة للشعب العراقي قبل نهاية هذا العام وعلى تحقيق الامن والاستقرار وانجاح خطة امن بغداد باعتبار ان بغداد هي العاصمة، ونحن شرحنا لهم ان في العراق اماكن عديدة (10) او (12) محافظة في العراق هادئة وبعيدة عن التسلط الارهابي، ولكن بغداد كونها العاصمة وكونها مقر الاعلام العالمي وخاصة مع الاسف الاعلام يركز فقط على النواحي السلبية، لذلك هم ايضا يؤكدون على ضرورة تأمين الامن في بغداد وايضا اكدوا لي انهم لن يتركوا العراق وسيساعدون العراق اقتصاديا وسياسيا وعسكريا حتى يحقق الامن والاستقرار الكامل.

    *سيادة الرئيس، نحن في نهاية هذا اللقاء، نشكرك الشكر الجزيل.

    -انا ممنون جدا على اتاحة هذه لتوضيح بعض الحقائق للرأي العام العراقي واشكرك جزيل الشكر.

     

     

  7. أبو زيد: السلطة تطارد العقلانية في العالم الإسلامي

    GMT 12:30:00 2006 الأربعاء 27 سبتمبر

    وكالة الانباء الالمانية

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

     

    برلين : يعتبر نصر حامد أبو زيد من أبرز رواد الفكر الإسلامي المعاصر، الذين جعلوا من العقل أداة لفهم وتأويل التراث، وقد جعلت منه أطروحاته لفهم النص القرآني، هدفاً لانتقادات شرسة وصلت لدرجة التهديد بالقتل، كما اتهم بالإلحاد تارة وبالردة تارة أخرى. وذاع صيت أبو زيد عام 1995 حينما فرض عليه القضاء المصري قسراً الطلاق من زوجته. ومند ذلك الحين يعيش نصر حامد أبو زيد في هولندا مع زوجته، حيث يعمل كأستاذ للفكر الإسلامي. وعبر موقعة يقدم ناصر حامد أبو زيد تقييماً نقدياً للمسار، الذي اتخذه ما بات يسمى "بحوار الحضارات" في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، كما يعتبر من المتابعين عن كتب للتناقضات، التي تؤسس وترافق العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي في كل تجلياتها وأخرها الجدل العالمي، الذي أثارته تصريحات البابا بنيدكتوس السادس عشر حول الإسلام. وحول هذا الموضوع أجرى القسم العربي بإذاعة دويتشه فيله الحور التالي مع الأستاذ الدكتور ناصر حامد أبو زيد:

     

     

     

    الدكتور أبو زيد، لنبدأ أولاً بالتداعيات السياسية لتصريحات البابا، كيف تفسرون هيجان الشارع العربي والإسلامي بهذا الشكل؟ وما هو الجانب الذي يبدو لكم إشكالياً أكثر في تصريحات البابا، مضمونها الحرفي أم السياق العالمي الذي قيلت فيه؟

     

    أولاً يعني رد فعل العالم العربي والإسلامي بشكل عام، ليس فقط رد فعل الشارع، وإنما رد فعل المفكرين ورجال الدين والقادة السياسيين، رد فعل مفهوم في إطار المناخ الذي أصبح يسيطر على العلاقات بين العالمين الإسلامي و غير الإسلامي خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001. كل شهر تتوتَر هذه العلاقة، وهذا جو متوتر، وزاده توتراً في العام الماضي مسألة الرسوم الدنمركية. توتر زاد منه هذا العام وصول حماس إلى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية، بالمعنى العام لكلمة ديمقراطية، و ما حدث من تدمير لبنان بسكوت العالم. وصمت العالم هذا يعني أن هناك مناخاً يساعد على ردَة الفعل العنيفة، تمت على أساس العبارة التي استشهد بها البابا من حوار قديم ينتمي إلى القرن الرابع عشر، وبالتالي لا نستطيع أن نقول ان العبارة انتزعت من سياقها، وإنما مجرد أن يذكر البابا الإسلام بطريقة سلبية في المناخ الذي شرحته، فهذا من شأنه أن يخلق رد فعل طبيعي. فلماذا حتى حين يتم تطبيق الديمقراطية فتأتي باختيارات سياسية لا تعجب الغرب، يحدث انقلاب على القيم الديمقراطية، ما يؤدي إلى الإحساس العام بما يسمي بالمعايير المزدوجة والعداء وهذا يتمثَل في أشكال كثيرة جدَا.

     

    البابا عبر عن أسفه للطريقة التي فهم بها كلامه، هل تعتبرون هذا الأسف اعتذاراَ كافياَ ودليلاً على أن نيته لم تكن المس بالدين الإسلامي؟

     

    أنا أعتقد أنَ هناك من سيزايد على هذا ولا يعتبر هذا اعتذاراً، ولكن أعتقد بالفعل أن هذا اعتذار، وأنا أتمنى أن هذا التوضيح أو الاعتذار سيخفف من ردود الفعل التي شاهدناها. لماذا؟ لأن اعتذاراً مماثلاً لم يحدث في الرسوم الدنمركية مثلا، فأنا أعتقد ان توضيح الفاتيكان هو اليوم تصريح مسئول، وأتمنى ان يؤدي هذا إلى إخماد ثورة الغضب وردود الفعل في العالم.

     

    صحيح أن سياسة الغرب مليئة بالهفوات، لكن ألا ترون أن هناك ميلاً لدى الشارع العربي ولدى النخب الإسلامية بشكل عام لتصوير العالم الإسلامي باستمرار في موقع الضحية في علاقته مع الغرب؟

     

    نحن نعرف كل المشكلات، التي يعيشها العالم الإسلامي والعربي. مشكلات غياب الحريات والديمقراطية والمشاكل الاقتصادية إلى آخرة. لكن في كل هذه المشكلات الغرب موجود دائماً. ووجود الغرب الدائم وتدخله يؤدي إلى نتائج سلبية بعكس النتائج المعلنة عند الغرب. فحتى حركة الإصلاح في الفكر الديني الإسلامي التي بدأت في بداية القرن 20، ما الذي يجعلها في مراوحة خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف؟ هذا التدخل الذي يفرض أجندة الإصلاح بل و يجعل من الإصلاح شيئاً مرفوضاً من الجماهير .هذا يجعل الفكر الإصلاحي في أزمة مع الجماهير، لأن هذه الجماهير قد تصنف الفكر الإصلاحي في خانة الفكر الإستغرابي. أعني أن هناك أخطاء في سياسات الغرب لا يستطيع الإنسان ان يقَلل من شأنها.

     

     

     

    دكتور أبو زيد، أنت قرأت محاضرة البابا، الإشكالية التي تناولها ليست جديدة بحد ذاتها وتتعلق باستعمال الدين كأداة للعنف السياسي، وبعلاقة العقل بالوحي. ألا توافقه الرأي عندما يعتبر، بشكل من الأشكال، أن العقل في الفكر الإسلامي يخضع لديكتاتورية الإيمان؟

     

    اذا كنا نتحدث عن الفكر الإسلامي، كنت أتمنى لو غطى البابا في محاضرته تاريخ الإيمان المسيحي ومشكلته مع العقل، وأظهر هذه المشكلة. اي حدود استقرار العلاقة بين الإيمان والعقل، علاقة استقرت من خلال تجديدات في العلم اللاهوتي المسيحي نفسه. بمعنى التفكير العقلي الفلسفي اليوناني الذي مثل تحدياً بالنسبة للمسيحية وهذا أنتج ما يسمى بالهيلينية. نفس الأمر حدث في تاريخ الإسلام، بل بالعكس، العقلانية في تاريخ الإسلام نشأت في القرون الأولى من تاريخ الإسلام. ونحن نعرف أنه في القرن الثاني والثالث الهجري كان هناك المعتزلة، الذين يقولون بشكل واضح أنه لا تناقض بين الإيمان والعقل، وأنه لا يمكن ان يقوم الإيمان إلا على أساس العقل. هذه مقولة المعتزلة في القرن الثاني الهجري.

     

    لكن المشروع العقلاني المعتزلي لم يستطع فرض ذاته في الفكر الإسلامي، فهو مشروع فشل في نهاية المطاف!

     

    أنا أعتقد انه في طرح تاريخ الأفكار، لابد أن نكشف هذا التطور والتدهور، الذي حدث هو أن الفكر العربي الإسلامي العقلاني من المعتزلة وابن رشد كان فكراً موجوداً. لكن في محاضرة البابا هو يستشهد بشخصين من القرن الرابع عشر. انتبه القرن الرابع عشر. حين انتهى ابن رشد وابن عربي وكان العالم الإسلامي قد دخل في حالة ركود فكري. لكن لا نستطيع أن نقول أن الإسلام هكذا. الخطورة في كلام أي شخص حين يصنع صفة ويقول هذه صفة الإسلام أو المسيحية. الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية و الزرداشتية كلها ديانات ديناميكية، تمر بمراحل من التفاعل مع الفكر والفلسفة وتمر بمراحل انحطاط. المشكلة في محاضرة البابا وفي الكثير ممن يتحدثون عن الإسلام بوصفه ظاهرة استاتيكية جامدة، أنهم ينظرون إلى تاريخ الدين ليس باعتباره صيرورة و تطور ولكن لحظة جامدة. لقد مرت المسيحية بتوتر في علاقة الإيمان بالعقل وما تزال تمر بهذا التوتر هم يدخلون الإيمان في الروح، يعني قضية الإيمان في النهاية مازالت شائكة في الفكر المسيحي ولم تحل. المشكلة انه أطلق على الإسلام صفة نهائية وكاملة وهذه الصفة في الواقع لا يجوز ان تصدر عن شخصية أكاديمية ومعرفية مثل البابا. لا يمكن ان نقبل مثل هذا الكلام من علماء الدين مثل البابا.

     

    وماذا عن علاقة الدين بالعنف، ألا تعتقد ان من العوائق الأساسية للحوار بين الشرق والغرب هو تسييس الدين في العالم الإسلامي بشكل زائد واستعماله كأداة تكتسح كل المجالات تقريبا؟

     

    هذه مشكلة داخل العالم الإسلامي، لماذا نتصور أنها مشكلة العالم الإسلامي مع العالم الغربي هي مشكلتنا داخل العالم الإسلامي، الفكر العربي يعاني من الاضطهاد بسبب هذا الربط بين السياسي والديني. وفي الواقع ومع الأسف الغرب ينظر للفكر الإسلامي من خلال مقولات القاعدة. هل تتخيل هذا؟ كما لو أنك تقول إننا نحكم على المسيحية من خلال الحرب الصليبية التي أقامها احد البابوات في القرن الحادي عشر داخل العالم الإسلامي. في إيران وأندونسيا والشرق الأوسط وفي العالم العربي بشكل عام، الفكر يتصدى لهذا الربط بين الدين والسياسة. نحن أيضا نعاني من هذا، ونحن نحاول تغييره. لكن هل هذا هو الإسلام؟ بالطبع هناك مشكلات في الفكر الإسلامي وهي مشكلات عويصة وليست بالسهلة، والفكر الإسلامي متجمد منذ عهد ابن رشد، والعقلانية تطاردها السلطة في كل مكان. السلطة سواء كانت سياسية أو دينية. والمطلوب من الباحثين الغربيين أن يدركوا هذا الأمر. وأنا نشرت بحثاً في هولندا بهذا الصدد، وكان مفاجأة بالنسبة للسياسيين، إنني أطرح الفكر الإسلامي كفكر ديناميكي، وباعتبار ان ما يظهر على الصورة كالتطرف أو الإرهاب، هو أحد أوجه الصورة فقط وليس بالصورة الكاملة. يعني ذلك أن العنف كله أو الذين يقومون به لهم شواهد من القرآن وحتى الآن لم أجد في الفكر الإسلامي الحديث من يتعرض بشجاعة لهذه الآيات في القرآن، التي يبدو انها تحتّ على العنف ويضعها في سياقها التاريخي. المشكلة أننا لنربط النص القرآني بالتاريخ كما تعرف، وهذه مشكلة كبيرة. وبهذا الصدد يبدو الفكر الإسلامي أكثر تقدما في إيران منه في العالم العربي.

     

    قبل أكثر من نصف قرن تقريباً دخل الفاتيكان في حوار مع مفكرين مسلمين عبر ندوات ولقاءات دورية، وتم التوصل في هذا الحوار إلى استيعاب ان الإسلام المتطرف العابس الوجه هذا الذي يعبر عنه الإرهابيون ليس هو الإسلام الذي يعيشه الناس كل يوم. التمييز بين توظيف الإسلام سياسياً بل وتوظيفه إرهابياً، وبين الملايين من المسلمين غير الإرهابيين تمييز ضروري. المفارقة أن تصريحات البابا لا تعكس هذه الحقيقة وهذا أمر مؤسف. يعني أنا شخصياً أحس بالأسف عندما يتعرض البابا لتاريخ العلاقة بين الوحي والعقل في المسيحية أن يعتبر أن الإسلام هو خارج هذا الموضوع. كان بإمكاني أن أقوم بمحاضرة وأرد على هذا الكلام، لكن النيران اشتعلت في العالم العربي كله وفي العالم الإسلامي، ومن المؤسف ان يكون هذا التصريح صادر عن شخصية لها سلطة دينية كالبابا.

     

     

    أجرى الحوار حسن ازنيند

  8. الرئيس طالباني: العراق يحتاج الى دعم عسكري لمواجهة الإرهاب ومنع التدخل الأجنبي (نص المقابلة الصحفية باللغة الأنكليزية)

    الثلاثاء 26/09/2006

     

    "وطن الجميع" نيويورك - نشرت صحيفة واشنطن بوست، في عددها الصادر بتاريخ 25-9-2206 وأسبوعية "نيوزويك" في عددها الأخير مقابلة أجرتها الصحفية لالي ويماوث مع فخامة رئيس الجمهورية. فيما يلي ترجمة عربية لمقتطفات في المقابلة كما نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" في 26/9/2006:

    “ما الذي حدث في لقائك مع الرئيس بوش؟

    ـ ابلغناه بتقدمنا في التجارة والاقتصاد وتدريب الجيش... وطلبنا منه تزويد الجيش العراقي بالأسلحة الضرورية لتحسين قدرة الجيش. كما شكرناه على دعمه المستمر للعراق. لا تنسوا اننا كنا نعيش في ظل أسوأ نمط من الدكتاتورية.

     

    ماذا قال لك الرئيس؟

    ـ قال انه سيستمر في دعم الشعب العراقي وسيبقى هناك الى أن نطلب منه الرحيل.

     

    تشير تقارير الى ان حكومة الولايات المتحدة تفقد الثقة برئيس الوزراء نوري المالكي.

    ـ اكد لنا الرئيس بوش أنه سيدعم حكومة المالكي. وأكدنا له أن جميع الأطراف السياسية العراقية تدعم المالكي. لقد حقق أشياء كثيرة مهمة للعراق. فقد أمر كل المليشيات بوقف نشاطاتها.

     

    ولكنها لم توقفها؟

    ـ انهم لا يعملون كما في السابق.

     

    متى يتعين أن تغادر القوات الأميركية؟

    ـ في سبع محافظات انسحب الجيش الأميركي، ويحل الجيش العراقي محل القوات الأميركية في كثير من المدن. ونأمل أن نكون قادرين في نهاية العام الحالي على السيطرة على 12 محافظة. وسنبقى بحاجة الى القوات الأميركية وقوات التحالف الى ان نكمل تدريب جيشنا ونكون قادرين على مواجهة الارهاب وإلحاق هزيمة به.

     

    كم من الوقت سيستغرق ذلك؟

    ـ أعتقد اننا سنكون قادرين في غضون عامين على تدريب جيشنا وامتلاك القدرة على مواجهة الارهاب... ان وجود القوات الأميركية، حتى وان كان رمزيا، سيخيف اولئك الذين يحاولون التدخل في شؤوننا.

     

    هل تتحدث عن ايران؟

    ـ عاد رئيس وزرائنا للتو من ايران. وقد حصل على وعود جيدة من ايران بشأن الأمن، ووعدوا بانهم لن يسمحوا أبدا بأي نوع من التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.

     

    هل تصدق ذلك؟

    ـ رئيس وزرائنا ابلغني بأنه حصل على وعود جدية. ولنر ما سيحدث.

     

    ما رأيك بالنظرية الشائعة التي تقول إن على العراق أن ينقسم الى ثلاثة أجزاء؟

    ـ لا أعتقد ذلك. العراق لن ينقسم الى ثلاثة اجزاء. العراق سيبقى موحدا، وسيكون لدينا عراق فيدرالي. الأكراد يكافحون من أجل وحدة العراق، وكذلك الحال مع السنة والشيعة. هناك اختلافات بين الشيعة والسنة يجب حلها، ولكن ليس حول تقسيم العراق.

     

    إذن بينما يعتقد كثيرون هنا في الولايات المتحدة بأن الحرب فوضى تعتقد أنت العكس.

    ـ العراق ليس في فوضى. هناك كثير من المحافظات هادئة، حيث يعيش الناس برفاه... اريد أن أؤكد للشعب الأميركي ان العراقيين يتمتعون الآن بالديمقراطية وحقوق الانسان ويكافحون من أجل حماية البلاد.

     

    هل ترحبون بوجود قواعد في كردستان؟

    ـ نعم، انها موضع ترحيب. كردستان تريد بقاء الأميركيين. وفي بعض الأماكن يريد السنة بقاء الأميركيين. ويعتقد السنة ان الخطر الرئيسي يأتي من ايران الان. هناك تغيير في نمط تفكير السنة. ويؤيد السنة اقامة علاقات جيدة مع اميركا. الشيعة بدأوا التفكير بذلك.

     

    هل ستقيم الولايات المتحدة قواعد في كردستان؟

    ـ اعتقد إننا سنكون بحاجة الى قوات أميركية على مدى طويل، الى قاعدتين لمنع التدخل الأجنبي. انا لا أطلب وجود 100 ألف جندي اميركي، بل ان 10 آلاف جندي وقاعدتين جويتين امر كاف. وهذا سيكون في مصلحة الشعب العراقي ومصلحة السلام في الشرق الأوسط”

     

    خدمة "واشنطن بوست"- خاص بـ "الشرق الأوسط"

  9. Last Wednesday, Newsweek-Washington Post's Lally Weymouth interviewed Iraqi President Jalal Talabani in New York. Excerpts:

     

    Q. What happened in your meeting with President Bush?

    A. We told him our progress in trade, the economy, training the army . . . and we asked him to provide the Iraqi army with the necessary arms for improving the capacity of the army. We also thanked him for his continuous support of Iraq. Don't forget, we were living under the worst kind of dictatorship.

     

    Q. What did the president say to you?

    A. That he will continue to support the Iraqi people and will remain there until we ask him to leave.Reportedly the U.S. government is losing faith in Prime Minister [Nouri al-]Maliki.President Bush assured us that he will support the Maliki government. We assured him that all Iraqi political parties support Maliki. He has done many important things for Iraq. He has ordered all of the militias to stop their activities.But they haven't stopped.They are not operating as before.

     

    Q. When should the U.S. troops leave?

    A. In seven provinces, the American army has withdrawn. The Iraqi army is replacing American forces in many cities. We hope that at the end of this year we will be able to control 12 provinces. We will remain in need of the American and coalition forces until we've trained our army and will be able to face terrorism and defeat it.

     

    Q. How long will that be?

    A. I think within two years we will be able to train our army and have the capacity to face terrorism. . . . The presence of American forces -- even a symbolic one -- will frighten those who are trying to interfere in our affairs.

     

    Q. Are you talking about Iran?

    A. Our prime minister just came back from Iran. He got good promises from Iran on security -- promises that they will never permit any kind of interference in the internal affairs of Iraq.

     

    Q. Do you believe that?

    A. Our prime minister tells me he got real and serious promises. Let us see.

     

    Q. What do you think of the popular theory that Iraq should split into three parts?

    A. I don't think so. Iraq will not break up into three parts. Iraq will remain united -- we will have a united, federal Iraq. Kurds are struggling for the unity of Iraq -- Sunnis and Shiites, the same. There are differences among the Shiites and Sunnis which must be resolved, but not about the partition of Iraq.So, while many here in the U.S. believe the war is a mess, you believe the opposite.Iraq is not in chaos. There are many provinces that are calm -- where people live in prosperity. . . . I want to assure the American people that Iraqis are now enjoying democracy and human rights and are struggling to secure the country.

     

    Q. Would you welcome U.S. bases in Kurdistan?

    A. Yes, they are welcome. Kurdistan wants the Americans to stay. In some places Sunnis want the Americans to stay -- Sunnis think the main danger is coming from Iran now. There is a change in the mind of the Sunnis. The Sunnis are for having good relations with America. The [shiites] have started to think that.

     

    Q. Will the U.S. put bases in Kurdistan?

    A. I think we will be in need of American forces for a long time -- even two military bases to prevent foreign interference. I don't ask to have 100,000 American soldiers -- 10,000 soldiers and two air bases would be enough. This will be [in] the interest of the Iraqi people and of peace in the Middle East.

  10. استطلاعات أميركية للرأي تظهر أن غالبية العراقيين يؤيدون انسحابا فوريا للقوات الأميركية والأجنبيه

     

    27/09/2006 16:15 (توقيت غرينتش)

     

    أظهرت سلسلة استطلاعات للرأي أجرتها وزارة الخارجية الأميركية أن غالبية العراقيين يؤيدون انسحابا فوريا للقوات الأميركية من بلادهم، قائلين إن رحيل تلك القوات من شأنه خفض وتيرة العنف الطائفي وجلب الاستقرار الأمني للبلاد.

     

    وطبقا لنتائج الاستطلاع التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأربعاء، فإن ما يقرب من ثلاثة أرباع البغداديين قالوا إنهم سيشعرون بالأمان إن انسحبت القوات الأميركية وسائر القوات الأجنبية الأخرى بشكل فوري من البلاد.

     

    وقد نشرت وزارة الخارجية الأميركية تقريرا حول نتائج الاستطلاع جاء في 20 صفحة تحت عنوان "تزايد المخاوف من الحرب الأهلية في المناطق السنية والمختلطة". وشارك في الاستطلاع 1,870 شخصا تمت مقابلتهم وجها لوجه في الفترة ما بين أواخر شهر حزيران/يونيو وأواخر تموز/يوليو من العام الجاري.

     

    ويشير التقرير إلى أن غالبية السكان في سائر مناطق العراق، ما عدا المناطق الكردية، أكدوا على أهمية الانسحاب الفوري للقوات متعددة الجنسيات من أجل استتباب الأمن وإنهاء دوامة العنف.

     

    هذا وكشفت نتائج استطلاع آخر أجرته جامعة ميريلاند الأميركية في كافة محافظات العراق عن انخفاض في نسبة تأييد العرب السنة لانسحاب فوري من العراق.

     

    ويقول ستيفين كال مدير برنامج "التوجهات السياسية الخارجية" في جامعة ميريلاند إن العرب السنة يبدون "ليونة" في نظرتهم للوجود الأميركي. ويوضح كال أن السنة لم يعودوا في عجلة من أمرهم إزاء انسحاب القوات الأميركية من العراق.

     

    ونقلت الصحيفة الأميركية عن قياديين سنة، معارضين للوجود الأميركي، شاركوا في الاستطلاع قولهم إن القوات الأميركية هي الضمان الوحيد لصد الميليشيات الشيعية ومنع وقوع مذابح بحق السنة.

     

    ولم يوضح تقرير الخارجية الأميركية المنهجية التي استخدمت في عملية الاستطلاع التي نفذتها شركة عراقية لم يكشف عن اسمها، فيما رفض متحدث باسم السفارة الأميركية في بغداد التعليق على نتائج الاستطلاع.

  11. http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=37803

    ليس دفاعاً عن البابا بندكتوس السادس عشر - د.عبدالخالق حسين

    والآن دعونا نناقش بعض المقولات التي ذكرها البابا في محاضرته والتي أثارت غضب الشارع الإسلامي، ونسأل أولئك الذين غضبوا عليها وطالبوا البابا بالاعتذار لهم "جاثيا على ركبتيه" إن كانت هذه المقولات صحيحة أم إهانة بحق الإسلام!!

    1- قال البابا: "إن العنف لا يتوافق مع طبيعة الرب وطبيعة الروح". فما رأي مشايخ الإسلام بهذا القول؟ فهل يتوافق العنف مع طبيعة الله؟ نحن نعرف أن الله ينبذ العنف وهناك آيات قرآنية كثيرة بهذا الخصوص. إذّن، فهذا القول لا يستوجب أي غضب.

     

    2- معاملة "أهل الكتاب كـ"كفار". وهذا ليس بالأمر الجديد، ولا افتراء من البابا كما يدعي البعض، فهي مثبتة في النصوص الدينية الإسلامية، مثل قوله تعالى: "الدين عند الله الإسلام فمن جاء بغير الإسلام ديناً لن يقبل منه". صحيح هناك آيات في القرآن تعترف بالمسيحية واليهودية والصابئة، ولكن يقول مؤيدو العنف أن هذه الآيات نزلت في مكة عندما كان المسلمون ضعفاء في أول الأمر، وبعد الهجرة إلى المدينة تقوت شوكت الإسلام فنزلت آيات أخرى مدينية نسخت آيات التسامح المكية. لذلك على أصحاب الديانات الأخرى اعتناق الإسلام وإلا فهم كفار. وهذه مسألة مسلم بها عند معظم المذاهب الإسلامية. أما وصف المسيحيين واليهود بالكفار وأنهم أحفاد القردة والخنازير فتتكرر في خطب الجمعة باستمرار على لسان أئمة المساجد، واتهامهم بأنهم حرفوا الإنجيل والتوراة، حتى باتت هذه المسائل من الأمور التي لا تقبل النقاش عندهم!!

     

    3- "نشر الإسلام بالسيف": هل ينكر الذين أثاروا الضجة حول استخدام السيف في نشر الإسلام؟ فالحقيقة التاريخية تؤكد وقوع حروب شنتها جيوش المسلمين ضد غير المسلمين في عهد الرسول وعهد الخلافة الراشدية والأموية والعباسية وحتى العثمانية في نشر الإسلام بالسيف، أي بالحروب التي سموها فتوحات. فكانوا يخيرون شعوب البلدان المفتوحة إما إعلان إسلامهم أو قتل الرجال وسبي الأطفال والنساء واستخدامهم كعبيد وإماء وجواري وبيعهم في أسواق النخاسة كغنائم الفتوحات. فكيف تم فتح العراق وإيران وبلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا وأسبانيا وغيرها من البلدان؟هل أرسلوا لهم بعثات تبشيرية كما تفعل المسيحية، أم أرسلوا جيوشاً جرارة مدججة بالسلاح بغية نصرة الدارين؟ ففي فتح أسبانيا مثلاً، أرسل قائد الحملة موسى بن نصير خمسة آلاف عذراء أسبانيات إلى الخليفة الأموي في الشام عملا بقوله تعالى (ولله الخمس مما غنمتم)، أي مجموع العذراوات من الغنائم كان بحدود 25 ألف فتاة. ويتساءل الدكتور علي الوردي: كيف حصل الجيش الإسلامي الفاتح لأسبانيا على هذا العدد من العذراوات؟ هل طرق الجنود أبواب أهاليهن وقالوا لهم أعطونا عذراءً لوجه الله!! أم سبوهن بعد أن قتلوا آباءهن وأخوانهن؟ ويضيف الوردي، نحن ندين جرائم هولاكو في بغداد ونصفها بأبشع الصفات، ولكننا في نفس الوقت نعتز بما ارتكبه أسلافنا من أعمال مماثلة باسم الإسلام في أسبانيا. فهل هذه الأعمال الهمجية مقبولة في عصرنا هذا؟

    لم يتوقف استنكار ما استشهد به البابا على رجال الدين المسلمين المتشددين، بل تعداه حتى إلى رجال دين متنورين مثل شيخ الليبراليين الدكتور أحمد صبحي منصور، حيث ينكر أن الإسلام نشر بالسيف. وحاول تكذيب حديث ذكره البخاري منسوب إلى النبي محمد (ص) قوله: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ..الخ" في مقال له على موقع الحوار المتمدن بعنوان: (حول ما قاله البابا بندكت السادس عشر عن الاسلام). فيقول الدكتور أن "هذا الحديث افتراه البخارى ، والبخارى إسمه الحقيقى (إبن برزويه ) وهو من خراسان التى كانت مشهورة بشعوبيتها وحقدها على العرب والإسلام ،..الخ.". طيب ونحن نتمنى أن يكون هذا الحديث مزوراًً، ولكن كيف يفسر أستاذنا العزيز بعض النصوص القرآنية التي توجب إعمال السيف في نشر الإسلام وهي كثيرة، ولضيق المساحة أكتفي بذكر واحدة منها فقط وهي قوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا بالبوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون." (التوبة، 29). ففي عهد النبي محمد (ص)، نظمت حملة بقيادة أسامة بن زيد، ضد الروم. كذلك احتلال العراق ومصر في العهد الراشدي وأسبانيا في العهد الأموي، حيث كانت شعوب هذه البلدان تدين بالمسيحية، أي كانوا من أهل الكتاب، فلماذا شنت الحروب عليهم؟

    ثم لماذا وقعت حروب الردة في عهد الخليفة أبي بكر، التي راح ضحيتها نحو 28 ألف من الذين ارتدوا عن الإسلام، ولماذا لم يستخدموا معهم أسلوب العقل والمنطق والإقناع؟ وما هو حكم المرتد في عصرنا الحاضر، أي المسلم الذي يترك دينه أو يتحول إلى دين آخر؟ وهذا لا يعني أنه لم يتم نشر الإسلام سلمياً وبالإقناع في بعض البلدان كما حصل في إندونيسيا عن طريق تجار مسقط، ولكن يخبرنا التاريخ بأن تم نشر الإسلام في معظم البلدان الأخرى عن طريق الغزوات التي يسمونها بالفتوحات الإسلامية.

     

    4- كما أكد البابا في الجزء الختامي لحديثه قائلاً إن "الله لا يسر بالدماء، وليس التصرف بعقلانية مناقض لطبيعة الله، فالإيمان يولد في رحم الروح، وليس الجسد، ومن يهدي إلى الإيمان إنما يحتاج إلى القدرة على التكلم حسنا والتعقل، دون عنف أو تهديد أو وعيد". ويضيف: "القصد هنا ليس هو إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته". ويؤكد: "عندها فقط نصبح قادرين على ذاك الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة له اليوم".

    أليست هذه دعوة صادقة للحوار بالتي هي أحسن؟ فلماذا لم يلجأ مشايخ الإسلام والزعماء السياسيون المسلمون إلى الحوار الهادئ بدلاً من إثارة الغوغاء؟ إن لجوء بعض المسلمين إلى العنف بعد أية محاضرة أو رسم كاريكاتيري أو نشر كتاب لا يعجبهم، يجلب عليهم سمعة سيئة ويجعل العالم يأخذ عنهم فكرة بأنهم أناس يتصفون بالعدوانية والمزاجية المتطيرة والسايكولوجية العنيفة. وهذا السلوك الانفعالي المتطير المتشدد يجعلهم في حالة خفة في نظر غير المسلمين ويفقدهم الاحترام من قبل شعوب الأرض. حقاً لقد احتارت شعوب العالم في كيفية التعامل مع المسلمين. أليس من عاقل بينهم لينصحهم بالتعامل مع العالم بالأسلوب الحضاري الأمثل، وكما جاء في القرآن: (وجادلهم بالتي هي أحسن). فهل هذه الآية مازالت فاعلة أم هي الأخرى نسختها آيات السيف. أفتونا يرحمكم الله

  12. As Iraqi Lights Flicker, ‘Generator Man’ Feels Heat

     

    By KIRK SEMPLE

    Published: September 25, 2006

    BAGHDAD — In offices across Iraq, a ritual plays out every morning during the hottest months. Haggard employees drag themselves into the room, mumble a pleasantry or two and slump into their chairs, moaning about what a bad night’s sleep they had: the power went out, the backup generator was broken, the heat was unbearable, the baby would not stop crying, mosquitoes were everywhere.

    Inevitably, these grievances, like hornets, will gather in a single cloud of fury and swoop down on one target: the generator man, probably the most vilified figure in Iraqi society after Saddam Hussein.

     

    Iraq has three sources of electrical power. At the low end is the frail national grid, which provides only about one hour of electricity every four hours — a total of six hours a day — and sometimes less.

     

    At the top is the small, personal-size generator, a feature in many homes, though the steadily rising cost of fuel now makes it a luxury for most families.

     

    Filling the gap, and carrying the load for much of urban Iraq, is the generator man, owner and operator of the neighborhood power plant. Throughout Baghdad, for example, there is at least one generator every few blocks to help power nearby homes and businesses.

     

    The machines sit beneath corrugated tin roofs, on patches of sidewalk or in empty lots — hulking contraptions the size of small cars, jury-rigged with tubes and pipes that sputter and belch and make a deafening racket.

     

    Customers run colored wires from their homes to the local generator by way of utility poles, converging with others into one wild, polychromatic river of wire that plunges through the roof of the generator shack, stopping at a makeshift fuse board.

     

    In theory, the generator man provides 10 to 12 hours of power a day during periods of peak demand, seamlessly switching on when the national grid switches off. His services are especially valued during summer, when temperatures usually hover well over 100 degrees and air-conditioners are essential for sleep.

     

    In addition, the generator man offers a better option, theoretically, than the personal generator, allowing families to pay less for a stronger current that will allow them to run all their major appliances simultaneously, rather than having to decide whether to forgo the television and computer for the washing machine or the air-conditioner and hair dryer for the refrigerator.

     

    A subscription for about 10 amperes from the generator man — typical for an average middle-class family here in the capital — costs about $65 a month, a mere fraction of the cost of drawing a similar current from a personal generator for several hours a day.

     

    But in practice, most here say, the generator man often falls way short of his promises.

     

    “My generator man?” seethed a seemingly well-adjusted, middle-class mother in Baghdad one recent sleep-deprived morning. “I want to cut his head off.”

     

    Many Iraqis say the generator man employs various tricks to try to save himself money: he starts his generator late and turns it off early; he prolongs repairs after breakdowns, both real and bogus; he claims he cannot get fuel because of national fuel shortages. Yet, they say, he never reimburses customers for lost hours.

     

    “They are a bunch of thieves!” said Yusra, 47, an industrial engineer who lives in the relatively prosperous Mansour neighborhood in Baghdad and who requested that her last name not be published for fear of reprisals from her generator man. “We are 99.9 percent dependent on them! They are ruling our lives — not day by day, but hour by hour!”

     

    Firas, 19, a university student who lives in Saidiya, a middle-class Baghdad neighborhood, and who asked that his last name not be published, said his generator man fiddled with the wires that lead to the homes of customers who offended him, causing interruptions to the service, or decreasing the current.

     

    Talk to the generator man, however, and you will meet the self-styled savior of the republic.

     

    “It’s a tiring job,” sighed a generator man who gave his name as Abu Fatma to protect his identity. His generator supplies power to about 95 homes and businesses.

     

    Like the dozen or so other generator men interviewed for this article, Abu Fatma, 28, and his brother and partner, Hatem Abdul Karim, 22, were good-natured and remarkably unfazed by the hate they engendered.

     

    On a recent afternoon, the brothers were hanging out around the corner from the generator, waiting for the national power grid to shut down so they could jump into action. Next to the generator was a small, windowless hut, not much bigger than the generator itself, containing a mattress and a television. This is where Mr. Karim, as the chief operator, lives round-the-clock.

    The way the brothers see it, they are providing a very important service and a very difficult one under difficult circumstances. Rather than complain, they say, their clients should appreciate their hard work in the face of mounting fuel prices, chronic fuel shortages, dirty fuel that clogs up the machinery, the uncertainties of the national grid that require 24-hour vigilance, and costly and time-consuming repairs.

     

    “The people, they only think about themselves,” said Abu Fatma, his fingers stained with grease, sounding not so much resentful as resigned. “They complain and complain.”

     

    During one generator breakdown, his brother’s shack was pummeled with sandals and other shoes, one of the worst insults in the Arab world. Mr. Karim and other generator men say they have been physically attacked by furious customers.

     

    Generally, though, customers will vent by telephone.

     

    “We should start the power at 1 p.m.,” said Moyid, co-owner of a generator in a residential section of the upscale Karada neighborhood, who gave only his first name. “If it turns 1:05 and we haven’t provided the power, the phone won’t stop ringing.”

     

    As if on cue, his cellphone rang. It was past 1 p.m.

     

    “I’m very sorry,” Moyid told the caller, explaining that he had been distracted by a journalist and had lost track of the time. As he cranked up the generator, which erupted in a roar, one of his partners retrieved another cellphone dedicated to the generator and discovered it had received 30 unanswered phone calls in recent minutes. Everyone laughed.

     

    Generator men insist that the laws of the free market apply to their business — the unhappy customer can always run his line to another generator. (Generator men are squirrelly when it comes to questions about earnings and say, simply, that the competition is tough and their profit margins slender.)

     

    But disgruntled customers are often dissuaded from switching by the expense of running a new wire to another generator and paying a new subscription fee. And for many who switch, life remains the same.

     

    “This year we changed our subscription three times, from bad to worse,” said Firas, the university student. His family, he said, had fallen victim to a ploy commonly used by new generator men: they begin by offering more hours and lower rates than their competitors, but once they have captured a share of the market, they lower their hours and raise their rates.

     

    Generator men are supposedly regulated by local district councils, which are charged with ensuring fair rates and energy supply. But many Iraqis say this system is a joke and rarely enforced.

     

    The generator man, said Yusra, the industrial engineer, is just one of many travails Iraqis have to deal with daily, from corruption to foreign meddling to poor public services. “You want to smack him but you have to smile at him,” she grumbled. “You can’t think about dignity.”

     

    “We are a humiliated people,” she said.

     

    The generator man, perhaps because of his visibility and accessibility, becomes the embodiment of all that is wrong in Iraq — or, at least, all that is not working as it is supposed to work, which to most people is just about everything.

     

    “Most of our customers are really angry,” said Muhammad, a university student and the co-owner of a generator in Karada. He also preferred not to give his full name. He was lounging with his two partners on the carpeted floor of a concrete and brick hut next to their machine, waiting for the national grid to shut down.

     

    “Very few people sympathize with us,” he said. “Most care only about themselves.”

  13. مسؤول أزهري كبير يؤكد عدم منع الكتب الشيعية التبشيرية

    توزيع كتاب في مصر لمرجع شيعي لبناني بمناسبة رمضان يثير جدلا

    السبت 23/09/2006

    دبي - فراج اسماعيل ـ العربية نت ـ أكد عضو بارز في مجمع البحوث الاسلامية والمجلس الأعلى للأزهر أنه ليس هناك حظر أزهري على نشر وتوزيع كتب شيعية في مصر حتى لو كانت تبشر بمذهبها، ما لم تتضمن سبا للصحابة.

     

    وكان د. محمد رأفت عثمان الذي يشغل إلى جانب ذلك عضوية مجلس فقهاء الشريعة بأمريكا، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يعلق على جدل أثارته بعض الأراء بشأن توزيع صحيفة تابعة لوزارة الثقافة المصرية لكتاب من تأليف مرجع شيعي لبناني كبير.

    من جهته قال صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة "القاهرة" التي تصدرها الوزارة، إن صحيفته أصدرت الكتاب اليوم الثلاثاء 19/9/2006 بالتزامن مع حوالي 8 صحف عربية أخرى تصدر سلسلة شهرية توزعها مجانا عبر مشروع تتولاه دار المدى في دمشق.

    وأضاف ان الكتاب عبارة عن وصايا قالها المرجع الشيعي اللبناني الراحل محمد مهدي شمس الدين وهو على فراش المرض في باريس ولا يتضمن أي تبشير مذهبي.

    لكن جمال سلطان رئيس تحرير دورية "المنار الجديد" المصرية، اعتبر في مقال نشر له في مصر، ان صدور الكتاب تم بمناسبة شهر رمضان، منتقدا استيراد كتاب من خارج مصر التي تتمتع بوفرة في علمائها الشرعيين، ومؤكدا أن توزيع كتاب لمرجع شيعي لا يمكن قبوله في دولة كل سكانها من السنة.

    واتهم في تصريحات لـ"العربية.نت" مصادر شيعية في الكويت بتمويل نشر هذا الكتاب، متسائلا عن سبب سماح وزير الثقافة فاروق حسني بالنشر.

     

    قصة إصدار الكتاب

    صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة القاهرة تحدث عن قصة نشر هذا الكتاب في حوار مع "العربية.نت" قائلا: هذا الكتاب الذي يحمل اسم "وصايا الامام محمد مهدي شمس الدين" هو الذي أشار إليه وليد جنبلاط النائب في البرلمان اللبناني في حوار شهير مع قناة المستقبل. والمعروف أن شمس الدين كان رئيسا للمجلس الشيعي الأعلى في لبنان وتوفي عام 2001 وكان يعالج من السرطان في باريس.

    وأضاف عيسى: أراد هذا المرجع الشيعي وهو على فراش المرض أن يلخص مجموعة من الوصايا فسجلها على جهاز تسجيل، وبعد وفاته قامت أسرته بتفريغ هذه الوصايا ونشرتها في كتيب صغير جدا نشرته دار النهار اللبنانية.

    والامام محمد مهدي شمس الدين، مفكر شيعي مجتهد ومؤسس المدرسة الشيعية العربية المعروفة باسم مدرسة النجف الفقهية التي تختلف عن مدرسة قم ولا تأخذ بولاية الفقيه، وتقول إن الأمة هي ولية لنفسها، وقد درس في النجف التي ولد فيها، وظل في العراق حتى عاد إلى لبنان في السبعينيات.

     

    منع التبشير المذهبي

    واستطرد رئيس تحرير "القاهرة": النقطة البارزة في الكتاب أنه يدعو الشيعة إلى عدم التبشير بمذهبهم في المناطق السنية والعكس لوقف أي صراع بين المسلمين وبعضهم البعض، ويدعو أيضا إلى تغليب الوطن على الطائفة، وهذا ما دفع وليد جنبلاط وكثيرا من اللبنانيين إلى الاستشهاد بهذه الوصايا.

    ويوضح أن الكتاب أصبح الآن جزءا من المعركة السياسية الموجودة في لبنان فيما يتعلق بأهمية تغليب مصلحة الوطن على مصلحة الطائفة، وقد كتب مقدمته الأستاذ غسان تويني صاحب دار النهار وهو كما نعلم مسيحي، وكان صديقا عزيزا جدا له، ثم نشرت دار النهار الطبعة الأولى منه.

     

    ويشير صلاح عيسى إلى أنه عندما وقعت أحداث لبنان الأخيرة، بدأت دار المدي في دمشق الاشراف على اصدار سلسلة كتب اسمها "الكتاب للجميع" واتفقت مع حوالي سبع أو ثماني صحف عربية، منها "السفير" اللبنانية و"الحياة" اللندنية، و"تشرين" السورية و"البيان" الاماراتية و"القاهرة" المصرية لتوزيع هذه الصحف الكتب مجانا على قرائها مرة كل شهر.

    وعن دور "دار المدى" في المشروع قال "انها تحصل على حقوق النشر من الورثة أو صاحب الشأن وتجهز الكتاب وتعده وترسله الى هذه الصحف لكي تتولى على نفقتها توزيعه مجانا على قرائها، وكل الأطراف المشاركة في المشروع تتنازل عن حقوقها لمصلحة القارئ.

     

    وللمشروع هيئة مستشارين يمثلون العالم العربي كله، وقد حصلت "دار المدى" على حق نشر الطبعة الثانية من هذا الكتاب تبرعا من دار النهار.

     

    وعلق على انتقادات لتوزيع الكتاب في مصر بواسطة صحيفة حكومية بأنها "لا تعبر عن مصر التي تتمتع بتاريخ طويل في حرية النشر والفكر والعقيدة ولا تمنع أي كتب حتى لو تضمنت تبشيرا مذهبيا، رغم أن كتاب "وصايا الامام محمد شمس الدين" ليس كتابا مذهبيا.

     

    لا حظر على كتب الشيعة

    وقال إن طبع كتب الشيعة في مصر ليس محظورا، ومنذ عرفت مصر الطباعة وهي تنشر كتبا في المذاهب الشيعية، علاوة على أن الأزهر منذ عهد شيخه الراحل الامام محمود شلتوت يعترف بالمذهب الجعفري، وهناك كتب كثيرة جدا صدرت عن الثورة الايرانية بوجهات نظر مختلفة، وأخرى تناولت فكرة المهدي المنتظر من وجهة نظر الشيعة، وكتب للحوار بين المذاهب الاسلامية والتقريب بينها.

     

    وأكد رئيس تحرير صحيفة القاهرة "نحن لا نعرف في مصر هذا التعصب المذهبي تحت أي اعتبار، وفي حالة اعتراض الازهر على اي كتاب فإن ذلك يكون مجرد رأي فقهي، وليس قرارا قانونيا الذي هو من اختصاص بالسلطة التنفيذية التي تخضع لمراقبة القضاء".

     

    وأوضح أن مجمع البحوث الاسلامية قد يبدي أراء في بعض الكتب ولا يحدث ذلك إلا بعد نشرها وليس قبل ذلك، ولا يتعلق بمضمون مذهبي أو وجهة نظر، وإنما إذا انطوى الكتاب على اهانة لشخصيات دينية أو للدين نفسه.

     

    لماذا تحريض وزارة الثقافة؟

    وسخر صلاح عيسى من الذين يحرضون وزارة الثقافة على التدخل في سياسة تحرير صحيفة "القاهرة" وتساءل" لماذا يتكلم البعض عن الحرية ثم يصرون على هذا التحريض؟.. مشيرا إلى أن الوزارة مجرد ناشر ولا يمكن أن تكون مسؤولة عما ينشر في الجريدة، وأن هناك عبارة مكتوبة في ترويستها تقول: "الأراء المنشورة في هذه الجريدة لا تعبر عن رأي وزارة الثقافة".

     

    وعقب بأن "هذه مسائل تقليدية معروفة صحفيا، فليس معقولا ان مقالات سلامة أحمد سلامة أو فهمي هويدي في الأهرام على سبيل المثال تعبر عن رأي مجلس الشورى المالك للصحيفة أو عن رأي الحكومة".

     

    واستطرد: لا يمكن أن اكون أنا ايضا مسؤولا عما ينشر فيها، فهي جريدة حرة وكل مسئوليتنا تنحصر في ألا يتطاول أحد على أحد أو يمس حقوق الآخرين أو يتطاول على الدين نفسه. فيما عدا ذلك كل الأمور قابلة للنقاش والخلاف والاتفاق. فنحن ننشر لمن يوصفون بأنهم قرآنيون وهؤلاء متهمون بأنهم ينكرون السنة، وهناك من يرد عليهم، وننشر لهؤلاء ولهؤلاء وليس معنى هذا اننا مع ذلك الطرف أو ذاك. إنه الحوار.

     

    تساؤل عن سبب نشر كتب مذهبية

    وكان الكاتب الاسلامي جمال سلطان قد انتقد صدور الكتاب عن جريدة القاهرة التي وصفها بأنها حكومية ويصرف عليها من أموال الضرائب في مصر التي يعتبر – على حد قوله - كل سكانها المسلمين سنة ما عدا أفرادا متشيعين حديثا.

     

    وتساءل: لمصلحة من نشر كتب تبشيرية للمذهب آخر في مصر، بينما نشهد صراعا مذهبيا في العراق والخليج، وكيف يكون هو هدية صحيفة حكومية لمجتمع سني بمناسبة شهر رمضان المبارك.

     

    وقال سلطان: بغض النظر عن أن الكتاب يروج أفكارا لمرجعية شيعية لبنانية كبيرة، فما الداعي أصلا لاستيراد كتب اسلامية حتى لو كانت لعلماء سنة من خارج مصر التي تتميز بكثرة علمائها وبوجود الأزهر فيها "جرت العادة أننا نصدر الكتب والعلماء الأزهريين إلى الخارج فنحن أثرياء جدا في هذا الجانب، ومن الأولى ان تصرف أموالنا في توزيع كتب المفكرين الاسلاميين المصريين.

     

    اتهام بتمويل من مصادر خارجية

    ورفض جمال سلطان القول بأن توزيع الكتاب مجانا يأتي في اطار سلسلة تنشرها عدة صحف في تاريخ واحد قائلا "مستحيل أن يكون هذا الذي فعلته صحيفة "القاهرة" عملا بريئا، خاصة أنها اعتادت على نشر سلسلة مقالات اسبوعية منتظمة لبعض المتشيعين في مصر يشتمون فيها الشيخ القرضاوي، وقبل ذلك شتموا الصحابة وصلاح الدين الايوبي".

     

    وعبر عن شكوكه بوجود تمويل خارجي بقوله "هناك شبهة دفع اموال من مصادر شيعية خليجية لنشر هذا الكتاب في مصر وغالبا من الكويت". داعيا الأزهر إلى التدخل لوقف توزيع الكتاب.

     

    مسؤول أزهري: للشيعة حق نشر مذهبهم

     

    لكن د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الاسلامية والمجلس الأعلى للأزهر اكد أنه لا يوجد رفض أو حظر أزهري على اصدار وتوزيع كتب شيعية حتى لو اشتملت على تبشير بالمذهب مشترطا ألا تشتمل على سب الصحابة.

     

    وقال "الأزهر يعتبر الشيعة فرقة اسلامية من حقها أن تدعو لمذهبها دون التعرض بالسب للصحابة. ليس هناك ما يمنع قيام صحيفة مصرية بتوزيع كتاب لمرجع شيعي، خصوصا أن العلماء الشيعة المعاصرين في ايران والعالم الاسلامي عموما يرفضون تماما سب الصحابة، وهو امر لم يعد موجودا سوى في الكتب القديمة".

     

    وأضاف: نحن كمجمع بحوث اسلامية لا نملك حق منع أو اباحة كتاب ولا نتدخل إلا إذا جاءتنا شكوى من شخص أو جهة تشتمل على وجود مخالفة في كتاب ديني، وهنا نتخذ قرارنا ونبلغ به السلطة التنفيذية ونترك لها الأمر وفق ما تراه ولا نستطيع أن نلزمها بشئ.

     

    تدريس المذهب الشيعي في الأزهر

    وواصل د. محمد رأفت عثمان: جامعة الأزهر تقوم "بتدريس المذهب الامامي والمذهب الزيدي في كليات الشريعة بجامعة الأزهر، ونذكر في كثير من الاحيان أراء علمائهم في البحوث التي نكتبها أو نتناولها باعتبارها فقها اسلاميا، لكننا لا نجيز اطلاقا اي كتاب يسب أبو بكر وعمر وعائشة".

     

    وحول مهمة مجمع البحوث الاسلامية قال إن نشاطه لا يقتصر على مذاهب معينة، ويمتد إلى كل كل المذاهب الاسلامية المعتبرة، ورغم عدم وجود علماء شيعة بين أعضائه، إلا أنه يجيز كتابات شيعية.

    وقال: المفروض أن يكون اعضاؤه من كافة الدول الاسلامية، لكن في الواقع هذا الأمر مجمد الآن ويقتصر حاليا على المصريين فقط ويرأسه شيخ الازهر، ويجتمع مرة واحدة شهريا

  14. Lebanon Throng Hails Hezbollah Chief, Who Calls Militia Stronger

     

    By MICHAEL SLACKMAN

    Published: September 23, 2006

    BEIRUT, Lebanon, Sept. 22 — Hundreds of thousands of people stood Friday and chanted “God, God, protect Nasrallah.” It was the moment they had waited for: Hezbollah’s leader, Hassan Nasrallah, in person, declaring that his militia was stronger than ever and that no army in the world could force it to disarm.

     

    News Analysis: Lebanon’s Future: Bending Toward Hezbollah or Leaning to the West? (September 22, 2006)

    Iran Leader, at U.N., Skirts Issue of Hezbollah’s Disarmament (September 22, 2006)

     

    At the rally, the leader of Hezbollah, Hassan Nasrallah, declared that the militia had emerged stronger from its recent war with Israel. "Not a single army in the world will be able to dismantle our resistance," he said, and asserted that Hezbollah still had 20,000 missiles in its arsenal. It was Sheik Nasrallah's first public appearance since the war with Isarel started in July. More Photos »

    This was Sheik Nasrallah’s first public appearance since the war with Israel started in July, and it was steeped in defiance: at Israel, the United States, Arab heads of state and those political forces in Lebanon aiming to clip Hezbollah’s political and military power.

     

    If there was any thought the war weakened Hezbollah, Sheik Nasrallah had a different message: “It is stronger.” Even after Israel’s 34-day bombardment of Lebanon, Hezbollah, he said, still has more than 20,000 missiles. “Not a single army in the world will be able to dismantle our resistance,” Sheik Nasrallah said, as he stood beneath a big banner that read “The Victory Rally.” “No army in the world will be able to make us drop the weapons from our hands.”

     

    The crowd was mammoth, packing every corner of the 37-acre square in the southern suburbs of Beirut. There was a plastic chair for nearly everyone, and a baseball cap for protection from the sun. Hezbollah’s martial choir belted out chest thumping music. The crowds waved flags, wildly cheering for Sheik Nasrallah, who has become a folk hero to many here and throughout the Arab world. The audience came on foot, by car and by bus from the south and the north, and in every case, people said they came because Sheik Nasrallah asked them to.

     

    “Whatever Sayid Hassan wants Sayid Hassan gets,” said Hossain Zebara, 29, using a title reserved for descendants of the prophet Muhammad. Mr. Zebara said it took him 24 hours to walk from his home in the southern part of Lebanon to be at the rally. “We came to show the American administration, the British administration, the French administration, that the resistance population is increasing, not decreasing.”

     

    That was exactly Sheik Nasrallah’s point — a show of strength to those who would challenge him from abroad, and those who would challenge him at home. In a country of about four million, turning out hundreds of thousands of people in a disciplined, highly orchestrated event, is a sign of strength.

     

    But the rally also highlighted some of the deep divisions among Lebanon’s different factions, as the crowd at times chanted slogans calling the Druse leader, Walid Jumblatt, a “worm” and “Jew” and calling for the prime minister to leave office.

     

    Sheik Nasrallah sought to overcome some of that by calling for unity in a speech that tried to define him as leader who is not just a local force, but a regional force as well. He gave voice to one of the primary feelings that has fueled anger throughout the Muslim world: a sense that Muslims are being victimized in places like Iraq and Gaza, and the world does not care. “How long will it go on that the world keeps quiet?” he asked.

     

    And he aimed hard at Arab leaders, criticizing them for not being willing to fight Israel. “These Arab leaders prefer to protect their thrones as opposed to protecting Palestine,” he said, taking a shot at the traditional power brokers, like the Egyptian president, Hosni Mubarak.

     

    In Israel, Sheik Nasrallah’s speech was condemned as defying the international community by refusing to disarm.

     

    Sheik Nasrallah had multiple messages to deliver: He said that Hezbollah would not disarm because the state was too weak to protect the people against Israel. He warned the international force deploying along the border with Israel not to spy on the “resistance.” He castigated Arab heads of state who recently asked the United Nations Security Council to help restart the peace process with Israel. He cautioned the Lebanese people about allowing political differences among sectarian leaders to become sectarian differences that might tear the country apart. And he repeatedly criticized the American-backed government of Prime Minister Fouad Siniora, saying it needed to be replaced by a national unity government, which would in turn give Hezbollah even more power.

     

    No one knew if Sheik Nasrallah would appear. People here talk about his assassination by Israel as though it is not just a matter of if, but when. The rally, billed as a celebration of the “divine victory,” presented him a chance to re-energize his supporters, to enhance his standing as a pan-Arab leader, and to try to buttress Hezbollah’s domestic political position. When he entered, he stood on a platform and appeared almost regal in finely tailored religious robes and a black turban. He was taken to the stage where he was protected by a wall of blastproof glass. He said that up until 30 minutes before the rally there were still discussions going on over whether he would attend.

     

    “I couldn’t talk to you from afar,” he said. “I insisted to be with you.”

    Israel began the war after Hezbollah crossed the border and captured two Israeli soldiers. The Israeli onslaught caused heavy damage to the mostly Shiite areas in the south and the north, and cost more than 1,000 lives, mostly civilians. But Hezbollah’s fighters never stopped, shooting hundreds of rockets into Israel, destroying Israeli tanks, an Israeli naval vessel and killing many Israeli troops.

    Lynsey Addario for The New York Times

    Hundreds of thousands of people packed a square in the suburbs of Beirut to listen to Hezbollah’s leader, Hassan Nasrallah, declare a “divine victory” in the recent war with Israel. More Photos >

    Judging from the size of the rally, and the remarks of the participants, Hezbollah’s base did not blame Hezbollah for the death and destruction. They blamed Israel and the United States. “This is good, good,” said Fatima Saad, 50, whose son, Kasem, was killed. There was no hint of sadness in her bearing. “I am very proud,” she said as she patted a picture of her son pinned to her chest. He was 20 when he was blown up.

     

    Ahmed Hussein, 78, made the trip to Beirut from his southern village of Kafr Kila. He said his house and most of his neighbors’ homes were destroyed, but that Hezbollah gave them tents and water tanks to help them get by. “All of us whose houses were destroyed we came here for Nasrallah, to tell him what we lost is nothing,” Mr. Hussein said.

     

    While Hezbollah and Sheik Nasrallah have been hailed as heroes throughout the Arab world, the group’s position in Lebanese politics is more complex. They have been attacked by opponents who fear that an empowered Hezbollah would exert even more influence over the country. Some of Sheik Nasrallah’s opponents said they thought the rally might help undermine his chance of reaching out beyond his Shiite base because he said he was comfortable being aligned with Syria and Iran. For his part, Sheik Nasrallah seemed to try to both embrace his benefactors in Syria and Iran and to distance himself from them. He said it made him angry when his detractors charged that the battle with Israel was a proxy war for Iran, or Syria. “We are with the Iranians, we are with the Syrians, but this was our war,” he said, as he thrust his right hand into the air, and the crowd cheered.

     

    http://www.nytimes.com/2006/09/23/world/mi.../23lebanon.html?

  15. طالباني : قوى عربية واقليمية تخوض معاركها في العراق

     

    دعا الرئيس العراقي جلال طالباني في كلمة بلاده امام الدورة 61 للامم المتحدة في نيويورك اليوم دول الجوار الى اغلاق حدودها مع العراق امام المتسللين الارهابيين واتهم قوى عربية واقليمية بتصدير أزماتها الى خارج حدودها والسعي لتحويل العراق إلى ساحة لتصريف هذه الأزمات وخوض معاركها على أراضيه واكد تصميم العراقيين على تحقيق المصالحة الوطنية وطالب مجلس الامن الدولي بحل لجنة انموفيك لمراقبة الاسلحة الكيمياوي بالعراق لان استمرار تمويلها من الأرصدة العراقية يبدد أموالاً عراقية العراقيون بأمس الحاجة لها في هذه المرحلة من مراحل تطوير البلاد . وفيما يلي نص الكلمة :

     

    "السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    يجتاز العراق بخطى واثقة، استحقاقات نوعية في المرحلة الانتقالية المتميزة بترابط مهام معقدة في عملية إعادة بناء الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، لكنها مفتوحة على وعد بانجاز تجربة ديمقراطية فيدرالية، تعددية، يستعيد فيها الإنسان المقهور عبر الأجيال كرامته وتألقه وحرياته وحقه في أن يجاري الأمم المتقدمة فيما بلغته من تقدم حضاري .

     

    السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    ونحن إذ نتقدم خطوة بعد خطوة، نحرص على أن تكون تجربتنا راسخة الجذور تنطلق من رصيد العراق الغني ومن أصالته، و إشعاعات حضارته العريقة بامتدادها عبر العصور وبتنوعها الذي يجسد مكونات الطيف الوطني. وإذا كانت التجربة العراقية الجديدة قد مرت بمراحل انتقالية متسارعة ومهمة في فترة زمنية قياسية، فان العملية السياسية قد تعززت واتسعت لتضم قوى سياسية واجتماعية ومدنية أكبر وأكثر تأثيراً. فخلال السنة الماضية جرت انتخابات تشريعية كانت الأولى لاختيار الجمعية الوطنية، ثم تلاها الاستفتاء على الدستور العراقي الدائم لأول مرة في تاريخ العراق الحديث، وجاءت الانتخابات الثانية في 15 كانون الأول 2005 لاختيار مجلس نواب لمدة أربع سنوات، تشكل في 1/2/2006. هذه التطورات المدعومة بإرادة القوى السياسية العراقية ويد العون الممدودة من لدن أصدقاء العراق الجديد قد استقطبت معظم العراقيين وتجلياتهم السياسية والاجتماعية والفكرية ... وما تنطوي عليها من اتجاهات ونزعات ايجابية انخرطت في العملية السياسية التي نمت وتطورت، لتفرز حكومة وحدة وطنية برئاسة السيد نوري المالكي .

    وشهد إقليم كردستان العراق انتخاب مجلس نواب تلاه تشكيل حكومة إقليم كردستان الموحدة، الأمر الذي يعكس حالة الانسجام والتناغم السياسي في خضم العملية السياسية المتطورة على صعيد البلاد. ويعكس التطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الكبير فيه حيث يسود الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي والثقافي ويسود فيه الاقتصاد الحر.

    إن ما تحقق على الصعيد السياسي حتى الآن يمثل الإرادة الوطنية المشتركة لتكريس عملية بناء عراق جديد آهل لمواجهة كافة التحديات بميادينها المختلفة, وفي مقدمتها إلحاق الهزيمة بالإرهاب والتكفير والتطرف وتحقيق الأمن والاستقرار .

     

    السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    إن الأعمال الإرهابية ونشاط التكفيريين والجماعات الإجرامية المنظمة في بلادنا، لا تتميز بقتل الأبرياء وإثارة الفوضى الأمنية فحسب بل تستهدف أيضاً تدمير البنى التحتية، وإعاقة الجهود الدؤوبة لإعادة بناء البلاد، ووضعها على طريق الأمن والسلم والديمقراطية. ولابد من التأكيد على أن القوى المعادية للديمقراطية وللقيم الإنسانية الأصيلة التي تقف وراء ذلك كله تتسم بنزعات تدميرية ظلامية تجعل من العراق مركز وثوب إلى أهدافها الأخرى. ومن بين مكوناتها قوى عربية وإقليمية تصدر أزماتها خارج حدودها وتسعى لتحويل العراق إلى ساحة لتصريف تلك الأزمات وخوض معاركها على أراضيه وبين أبنائه.

    وهي إذ تتشكل من بقايا النظام السابق وشبكة الجريمة المنظمة التي أفرزها استبداد هذا النظام والفلتان الأمني بعد انهياره ، فان خطوط إمدادها بالمال والسلاح يمتد إلى دول عربية وإقليمية مجاورة، ويعززها الأفراد المتسللون عبر حدودها من جماعات القاعدة والصدامين الهاربين وهي تتوهم أن بإمكانها قهر إرادة شعبنا بالإمعان في قتل أبريائه وترويعهم وإشاعة اليأس في صفوفهم.وفي مجابهة هذه الإرادة الشريرة، تنبعث الإرادة الوطنية بالانفتاح على كل أبناء العراق لجذبهم إلى العمل الوطني والمشاركة في بنائه، من خلال مبادرة المصالحة الوطنية التي أطلقها السيد رئيس الوزراء على أمل تهيئة الشروط الموضوعية اللازمة للاستقرار السياسي و لخلق وضع أمني هادئ. هذه المبادرة التي أسهم في صياغتها وتطويرها القوى السياسية في البرلمان والممثلة في المجلس السياسي للأمن الوطني وبذلك حققت أولى نجاحاتها.

    لقد أثمرت هذه المبادرة منذ إطلاقها بتأييد وانضمام العديد من الجماعات السياسية المعارضة وقبول عدد من الجماعات المسلحة التي اعتمدت السلاح وسيلتها للمعارضة. و نحن نواصل مساعينا في إطار الرئاسات الثلاث لتوسيع دائرة الأوساط المعنية بالمبادرة على اختلاف مشاربها الفكرية والسياسية والتنظيمية وتشجيعها للانخراط في العمل الوطني وصولاً إلى تعبئة كل القوى واستنهاضها لتأمين متطلبات نقل البلاد إلى مرحلة الاستقرار السياسي والأمني.

    إننا في الوقت الذي نعمل بدأب من أجل عراق آمن ومستقر، نحرص على إعادة تكوين بلد ناهض ومتطور يتحقق فيه الأمن والسلام للجميع. و هذا الهدف لا يخص العراق لوحده، بل دول الشرق الأوسط كلها، و هو ما يعكس اهتمام العراق رغم انشغاله في معالجة الوضع الداخلي بمعاناة أشقائه العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين، ويدرك تبعات الدمار الذي تعرض له لبنان الشقيق وشعبه الأبي نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي. لذلك فإننا ندعو إلى تطبيق القرارات والشرعية الدولية لحل القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر النزاع المزمن والى تنفيذ قرار 1701 بصدد لبنان الشقيق الذي يستحق عطفاً و مساندة فعلية بالمال والتكنولوجيا من جميع الأمم المتمدنة بجانب أشقائه العرب.

    إن استمرار تأزم الأوضاع في منطقتنا، وتفاقمها بين فترة وأخرى، واشتعال الحروب فيها، تفرض على المجتمع الدولي، ودول المنطقة نفسها، مسؤولية التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة تؤدي إلى نزع فتيل الأزمات والمواجهات والحروب، والى السلام العادل الدائم وتخليص المنطقة والبشرية من مخاطر الحروب والنزاعات الدامية والإرهاب. وقد أقر العراق على لسان وزير خارجيته القرارات الأخيرة للجامعة العربية ولذلك فاني أناشدكم والمجتمع الدولي بقبول هذه القرارات العادلة و المنطقية و القادرة على إنهاء النزاعات و تحقيق الأمن و السلام لجميع الشعوب المنطقة.

    وان مما يضاعف هذه المسؤولية على الدول المقررة على الصعيد العالمي، الحيوية الإستراتيجية للشرق الأوسط في سياسة هذه الدول واقتصادها وأهدافها الكونية، وهو ما يستلزم اعتمادها نهجاً حازماً في إقرار حلول تراعي حقوق ومصالح دول وشعوب المنطقة التي تتضمنها وثائق الأمم المتحدة وشريعة حقوق الإنسان.

     

    السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    إن العامل الحاسم لإرساء أسس وطيدة لتفاهم إقليمي يفضي إلى حلول عادلة، وسلام دائم مبني على الشفافية، ومبدأ احترام حقوق جميع الأطراف، واستقرار منطقة الشرق الأوسط يتمثل في تظافر جهود وإرادات دول الجوار، وسعيها الجاد لإلحاق الهزيمة بالإرهاب، وتصفية بؤره وتجفيف مصادره.

    إن اقتصار الحرب العالمية على الإرهاب بالوسائل العسكرية لوحدها لا تكفي لإلحاق الهزيمة به، إذ لابد من استكشاف واعتماد الوسائل والأساليب السياسية والاقتصادية وغيرها لتعزيز عوامل النصر في هذه الحرب، ونرى مفيداً في هذا السياق التوقف عند القرار GA/10407 الصادر عن الدورة الستين للجمعية العامة والذي دعا الحكومات ومنظومات الأمم المتحدة والمجتمع المدني لتطوير جهودها في هذا الاتجاه والعمل على إشاعة مناخ ثقافة السلم ونبذ العنف، وتطوير أدوات توسيع دائرة الحوار بين الثقافات سواء على مستوى الأديان أو الشعوب أو المجتمعات المدنية.

     

    السيدة الرئيس

    ان ما تقدم يعزز رؤية العراق بضرورة خلق شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية أسوة بقارتي أفريقيا وأمريكا اللاتينية، على أن يراعى حق الدول في تطوير القدرات التقنية الخاصة بالاستخدامات العلمية والسلمية للطاقة النووية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. و بهذا الخصوص أود أن أؤكد أن العراق الجديد قد ألزم نفسه بموجب دستوره الدائم،ومن منطق المصالح الوطنية العليا، عدم إنتاج هذه الأسلحة كما ان العراق سينضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية والمواثيق الدولية الأخرى الخاصة بهذه الأسلحة.

    ونحن إذ نؤكد من على هذا المنبر العالمي المسؤول، خلو العراق الجديد من أي نوع من أسلحة الدمار الشامل وهو ما أكدته تقارير آخر فريق أممي معني بهذه القضية، نرى ضرورة أخذ ذلك بنظر الاعتبار ومراعاة مصالح بلادنا بحثّ و دعوة مجلس الأمن الدولي الموقر إلى حل لجنة انموفيك وإنهاء مهامها، أو تحويلها إلى هيئة أو مؤسسة دولية ترتبط بمنظومة الأمم المتحدة وتمول من الميزانية العامة للمنظمة. إن استمرار هذه اللجنة بالصيغة الراهنة، وتمويلها من الأرصدة العراقية يبدد أموالاً عراقية، شعبنا بأمس الحاجة لها في هذه المرحلة من مراحل تطوير البلاد.

     

    السيدة الرئيس

    إن الأهداف العالمية الكبرى، لا يمكن أن تتحقق إلا بتكاتف الجهود وتفاعل الإرادات الخيرة خدمة للإنسانية جمعاء. و لقد أخذت منظومة الأمم المتحدة على عاتقها القيام بدور بنّاء في خلق البيئة العالمية المؤاتية للسلم والأمن الدوليين، والمتغيرات الدولية تفرض علينا مواكبة التطور في القطاعات كافة لتمكين الأمم المتحدة من أداء مهامها من خلال التوظيف الأفضل للموارد والإمكانات خدمة لشعوب العالم وبما يعزز دورها في حفظ السلم والأمن الدوليين واحترام المساواة بين كافة الدول وحقها في المشاركة في اعتماد التوجهات والسياسات وتبني القرارات التي تهم الأسرة الدولية. ولابد من وضع الآليات الديمقراطية المناسبة لمن تتوفر لديه الرغبة والإمكانات لرفد الجهود ودعم الخيارات المؤدية لانجاز برامجنا وتحقيق أهدافنا المشتركة. وفي هذا السياق نرى أن الإصلاح في مؤسستنا الأممية لا بد أن ينطلق من تجسيد مصالح الجميع وتأمين إحساسها بالمساواة والعدالة عبر تحقيق توافق وتوازن شفاف، وفي ضوء هذه الأسس فان العراق يثمن الدور الفاعل للأمم المتحدة في معالجة المشاكل الدولية، ويقدر دور بعثة الأمم المتحدة والممثل الخاص للأمين العام في العراق السيد أشرف قاضي، ويأمل بعودة الأمم المتحدة ووكالاتها وبرامجها المتخصصة للعمل في العراق لتفعيل دورها في برامج التنمية وإعادة الأعمار.

     

    وضمن هذه السياقات، لا بد لي من التطرق إلى العهد الدولي مع العراق والذي جاء بمبادرة من الحكومة العراقية بتشكيل مجموعة اتصال دولية ضمت الدول والمنظمات الراغبة في مساعدة العراق وتحفيز جهوده لإعادة الأعمار وتحقيق شراكة مستدامة بينة وبين المجتمع الدولي للتغلب على التحديات التي تفرضها مرحلة الانتقال السياسي والاقتصادي. و كلنا أمل في أن يفي المجتمع الدولي بالتزامه بتقديم الموارد المطلوبة لمعالجة الأولويات الرئيسية، وتحقيق رؤية مشتركة في إطار عملية التحول الاقتصادي لبرامج التنمية المستدامة من خلال آليات متفق عليها, ونود هنا ان نشكر وزراء الخارجية اللذين ساهموا في الاجتماع الناجح الذي عقد في هذا المبنى قبل أيام وبرهن ان العراق لم يعد معزولاَ عن المجتمع الدولي وان العراق الجديد في طريقه الى احتلال مكانته اللائقة به في العالم الحر والمتطور.

    أما على صعيد إعادة الأعمار والتزامات الدول المانحة تجاه العراق، فإننا في الوقت الذي نشكر فيه هذه الدول على مساعداتها التي ستساهم بشكل فاعل في خلق جو من التفاؤل في التخلص من تركة الماضي والبدء بمشاريع الإصلاح والتنمية الشاملة، نتطلع إلى المزيد من الدعم والتصميم على تنفيذ هذه الالتزامات لإيماننا بأن المباشرة بمشاريع إعادة الأعمار وتنشيط الاقتصاد سيشكل عاملاً حاسماً في تدعيم الوضع الأمني وإعادة الاستقرار للعراق والمنطقة بل وللعالم أجمع، وأود أن أؤكد هنا إننا مصممون وبإرادة وطنية حرة على المضي قدماً في إعادة الأعمار وتنفيذ خطط وبرامج التنمية الوطنية.

    ونرى من حقنا المطالبة بإلغاء التعويضات الكثيرة والباهظة وإلغاء الديون على العراق الديمقراطي الجديد الذي لا يمكن تحميله أوزار دكتاتورية أجرمت بحق الشعب وخانت الوطن.

     

    السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    إن العراق يؤمن بأن تحقيق التنمية المستدامة يتوازي مع احترام حقوق الإنسان وتوفير الأمن وتحقيق العدالة والتوزيع العادل للثروات وتنمية القطاعات الزراعية والاقتصادية والخدمية. وللنهوض بهذه المهام لا بد لنا من احترام المرأة وحقوقها وتفعيل دورها في عملية التنمية والعمل السياسي، ولقد بات هذا الشعور مبدأً ثابتاً في توجهاتنا التي نص عليها الدستور العراقي إذ أكد على حق المرأة في المساهمة بنسبة لا تقل عن 25 % من مقاعد مجلس النواب كما تشارك المرأة العراقية في أربع حقائب وزارية في حكومة الوحدة الوطنية العراقية.

     

    السيدة الرئيس

    ختاماً، أود من هذا المنبر أن أقول للجميع أو لمن يراوده القلق، إننا مصممون ذات التصميم الذي ولد قبل 3 أعوام، على تحقيق المصالحة الوطنية، وأؤكد للجميع من هذا المنبر إن عملية المصالحة تبشر بالخير وتلقى كل الدعم وتمضي بتأييد الكتل السياسية كافة وستتركز جهودنا جميعاً كي تصبح هذه المصالحة إيقاعاً حياتياً ثابتاً للطموحات والآمال لأبناء الشعب العراقي، خاصة وقد حققت خطوات هامة ونالت الإجماع الوطني و مساندة جميع القوى السياسية الفاعلة في البلاد. و قد نجحنا في وضع خارطة طريق لحل المسائل الأساسية العالقة مثل الدستور والأقاليم و النفط و الميليشيات و اجتثاث البعث و العلم و الشعار و النشيد الوطني الجديد.

     

    السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    ونحن إذ نؤكد هذه الإرادة، نأمل من الأطراف العربية والإقليمية، ومن دول الجوار خصوصاً، التفاعل مع هذه الإرادة، والتوقف عن أي نشاط أو دعم أو احتفاء عبر أي وسيلة كانت مع قوى الإرهاب والتكفير وفلول العصابة الدكتاتورية الفاشية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بغلق حدودها أمام المتسللين. إننا نعلن من على هذا المنبر، حرصنا على أمن وسلامة جيراننا وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وتجنب تحويل أراضينا إلى قواعد نشاط مضاد لهم. لكننا نقولها بصراحة، إن صبر شعبنا آخذ بالنفاذ، خصوصاً وهو يرى دم أبنائه الأبرياء يسفك ويستباح، وبنيته التحتية تدمر ومساجده وحسينياته تخرب، وإعادة بناء قواته المسلحة ومؤسساته الأمنية تعرقل للحيلولة دون استكمال سيادتنا. إن من الصعب على قيادتنا السياسية أن تلتزم السكوت إلى مالا نهاية.

    إن شراسة الهجمة الإرهابية التي تستهدف شعبنا ووطننا، لا تثنينا عن العمل بجهود دؤوبة وبإرادة لا تلين للقضاء عليها، معتمدين على وعي شعبنا وقواه السياسية وقدراتنا العسكرية والأمنية التي تتطور و تترسخ على نحو واضح في العديد من محافظات العراق التي ينحسر فيها المد الإرهابي. وإن وجهة بناء القوات المسلحة الوطنية العراقية والارتقاء بها إلى مستوى الطموحات تتواصل بهمة عالية لكي تبلغ قدراتنا المستوى والكفاءة و الجاهزية المطلوبة لإيجاد مستلزمات إنهاء تواجد القوات المتعددة الجنسيات تدريجياً من البلاد. هذه القوات الموجودة بقرار دولي و الضرورية لنا في الظروف الراهنة ريثما يتم انجاز مهمة بناء قواتنا المسلحة القادرة على إنهاء الإرهاب و حفظ الأمن و الاستقرار وحيث فقط يمكن الحديث حينئذ عن وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق.

    و نجدد في هذه المناسبة امتناننا لهذه القوات التي أسهمت في تحرير بلادنا من أبشع دكتاتورية عرفها التاريخ ونخص بالشكر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لقيادته حملة تحرير العراق من الاستبداد وفتح الأبواب أمام عراق جديد ديمقراطي تعددي فيدرالي يعيش بسلام مع نفسه ومع العالم إن هذه المهمة التاريخية قد خدمت شعب العراق والأمن والسلم في المنطقة.

     

    السيدة الرئيس - سيداتي سادتي

    اسمحوا لي في الختام، أن أتقدم لكم باسم العراق حكومةً وشعباً بالتهنئة على رئاسة الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنياً لكم التوفيق بإنجاح الدورة الحالية والوصول بها صوب الأهداف المرجوة. مؤكدين حرصنا على التعاون معكم في هذه المهمة النبيلة.

    وهي فرصة طيبة أيضاً لأتقدم بالشكر والثناء للأمين العام السيد كوفي عنان على عمله الدؤوب في تفعيل الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين ودفع عجلة التنمية واحترام حقوق الإنسان في العالم.

    و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

  16. النص الكامل للرد البابوي

     

     

     

     

    مقتطفات رئيسية من خطاب البابا

     

     

     

    هل تعكس تعليقات البابا تحولا إزاء الإسلام؟

    اجراءات امنية مشددة قبيل قداس للبابا

    الفاتيكان يجدد الحظر على رسامة قساوسة مثليين

    البابا بينيديكت دعا الله "أن لا يصبح البابا"

    البابا الجديد يشارك في قداس اليوم

    من كراكوف إلى الفاتيكان

    البابا والشرق الأوسط: علاقة حذرة

     

     

    النص الكامل للرد البابوي

     

    البابا يأسف لردود الفعل الغاضبة

    عين الكاردينال بيرتوني مؤخرا في منصب وزير خارجية الفاتيكان

    السبت 16 أيلول 2006 تصريح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال تارشيزيو بيرتوني حول ردود فعل الجهات الإسلامية حيال بعض المقتطفات من خطاب البابا في جامعة ريغينسبورغ.

    أمام ردود فعل جهات إسلامية حيال بعض المقتطفات من خطاب البابا بندكتس السادس عشر في جامعة ريغينسبورغ والإيضاحات التي قدمها مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أود أن أضيف ما يلي:

     

    ـ إن موقف البابا حيال الإسلام يتمثل بدون أي التباس في الوثيقة المجمعية "في عصرنا": وثيقة Nostra Aetate (التي تناولت علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية تحت عنوان "في زماننا" وأقرت إثر مجمع الفاتيكان الثاني في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1965):

     

    وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضا إلى المسلمين الذين يعبدون الإله الواحد القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر. ويجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم حتى لأوامر الله الخفية كما يخضع له إبراهيم الذي يُسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي. ولأنهم يجلون يسوع كنبي وإن لم يعترفوا به كإله ويكرمون مريم أمه العذراء كما أنهم يدعونها أحيانا بتقوى. وعلاوة على ذلك إنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت. ويعتبرون أيضا الحياة الأخلاقية ويؤدون العبادة لله لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم.

     

    ولا التباس في موقف البابا من أجل الحوار الديني والثقافي المشترك. خلال لقائه مع ممثلي بعض الجاليات الإسلامية في كولونيا في 20 أغسطس 2005 قال إن الحوار بين المسيحيين والمسلمين يجب ألا يتحول إلى خيار موسمي؛ وأضاف أن خبرات الماضي يجب أن تساعدنا على تحاشي ارتكاب الأخطاء نفسها. نريد البحث عن دروب المصالحة والعيش ضمن احترام هوية الآخر. ـ في ما يتعلق برأي الإمبراطور البيزنطي مانويل باليولوغوس الثاني، الذي أشار إليه البابا في خطابه في ريغينسبورغ، فإن الأب الأقدس لم يشأ ولا يريد بشكل مطلق تبنيه لكنه استخدمه فقط، في إطار أكاديمي ووفقا لقراءة يقظة وكاملة للنص، كي يقوم ببعض

     

    أرني ما الجديد الذي جاء به محمد وعندها لن تجد إلا ما هو شرير ولاإنساني، مثل أمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف

     

    رأي الإمبراطور البيزنطي مانويل باليولوغوس الثاني، الذي أشار إليه البابا في خطابه

     

     

    مقتطفات رئيسية من الخطاب

    التأملات حول موضوع العلاقة بين الدين والعنف بشكل عام والوصول في نهاية المطاف إلى رفض جذري وواضح للتعليل الديني للعنف من أي جهة أتى. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى ما قاله مؤخرا البابا بندكتس السادس عشر في خطابه لمناسبة الذكرى العشرين للقاء الصلاة ما بين الأديان الذي شاءه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في أسيزي في أكتوبر 1986:"... لا يمكن نسب مظاهر العنف إلى الدين إنما إلى الحدود الثقافية التي يعيش وينمو فيها مع مرور الزمن... في الواقع، إن جميع التقاليد الدينية الكبرى تحتوي على شهادات عن الصلة الحميمة بين العلاقة مع الله وأخلاقية المحبة.

     

    ـ وبالتالي إن الأب الأقدس يأسف أشد الأسف أن تكون بعض مقتطفات خطابه قد بدت مهينة لمشاعر المؤمنين المسلمين وفُسرت بطريقة مخالفة لمقاصده. ومن جهة أخرى، فإن البابا، أمام حماسة المشاعر الدينية للمسلمين، حذر الثقافة الغربية المعلمنة كي تتحاشى احتقار الله والاستخفاف به والذي يعتبر الاستهزاء بالمقدسات حقا في الحرية.

     

    ـ إن البابا، إذ يؤكد احترامه وتقديره للمؤمنين المسلمين، يأمل بأن يتفهموا كلماته بمعناها الصحيح كي تتقوى، بعد تخطي هذه الفترة غير السهلة، الشهادة للإله الواحد القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر، والتعاون المشترك من أجل صيانة وتعزيز العدالة الاجتماعية والخيور الأخلاقية والسلام والحرية.

     

  17. البابا " يأسف بشده" من انه تسبب في ايذاء مشاعر المسلمين

    الفاتيكان لم يصل الى حد تقديم الاعتذار عن الملاحظات التي صرح بها بنيدكت خلال جولته

    Pope 'sincerely regrets' he offended Muslims

    Vatican stops short of apologizing for remarks Benedict made during trip

     

     

    Updated: 9:39 a.m. PT Sept 16, 2006

    VATICAN CITY - Pope Benedict XVI “sincerely regrets” that Muslims have been offended by some of his words in a recent speech in Germany, the Vatican said Saturday — stopping short of issuing an apology the Islamic world has demanded.

     

    The new Vatican secretary of state, Cardinal Tarcisio Bertone, said the pope’s position on Islam is unmistakably in line with Vatican teaching that the church regards Muslims with “esteem.”

     

    Thus, the pope “sincerely regrets that certain passages of his address could have sounded offensive to the sensitivities of the Muslim faithful and should have been interpreted in a manner that in no way corresponds to his intentions,” Bertone said in a statement.

     

     

    “Indeed it was he who, before the religious fervor of Muslim believers, warned secularized Western culture to guard against ‘the contempt for God and the cynicism that considers mockery of the sacred to be an exercise of freedom,”’ Bertone said, citing words from another speech that Benedict gave during the German trip.

     

    “In reiterating his respect and esteem for those who profess Islam, he hopes that they will be helped to understand the correct meaning of his words,” the cardinal said.

     

     

    The words, in a speech Benedict gave to university professors earlier in the week during a pilgrimage to his homeland, angered many in the Islamic world and raised doubts over whether a planned trip to predominantly Muslim Turkey in late November would go ahead.

     

    Muslim leaders have been unappeased by previous overtures by Vatican officials and have demanded the pope apologize for his remarks on Islam and jihad, or holy war. The Vatican has said that Benedict only meant to emphasize the incompatibility between faith and war.

     

    Pope called Islam 'evil and inhuman'

    Benedict on Tuesday cited an obscure Medieval text that characterizes some of the teachings of Islam’s founder as “evil and inhuman” — comments some experts took as a signal the Vatican was staking a more demanding stance for its dealings with the Muslim world.

     

    When giving the speech, the pope stressed that he was quoting the words of a Byzantine emperor and did not comment directly on the “evil and inhuman” assessment.

     

    Bertone, referring Saturday to the emperor’s “opinion,” said “the Holy Father did not mean, nor does he mean, to make that opinion his own in any way.”

     

    The cardinal pointed out that the pope was speaking in an academic setting and suggested that a “complete and attentive reading” of the entire text would make clear the pope’s reflections about the relationship between religion and violence in general.

     

    He said the pope’s speech ended with “clear and radical rejection of the religious motivation for violence, from whatever side it may come.”

     

    Bertone also cited other recent statements by the pope which he said makes “unequivocally” clear the pope’s work in favor of intercultural and interreligious dialogue.

     

    He noted that during Benedict’s pilgrimage to Germany last year, shortly after being elected pope, the pontiff called for both Christians and Muslims to walk down the “paths of reconciliation and learn to life with respect for each other’s identity.”

     

    In a recent message to mark the 20th anniversary of Pope John Paul II’s interreligious prayer gathering in Assisi, Italy, Benedict stressed that violence should not be attributed to religion in itself but to “cultural limitations” over time.

     

    Pope to appear in public Sunday

    The pope’s first public appearance to the general public since his return from Germany is set for Sunday, when he is to greet the faithful at Castel Gandolfo, the papal summer residence in the Alban Hills near Rome.

     

    The rage unleashed by Benedict’s comments stirred fears of anti-Western protests like those that followed the publication in a Danish newspaper of caricatures of the Prophet Muhammad.

     

    Two churches in the West Bank were hit by firebombs Saturday, and a group claiming responsibility said it was protesting Benedict’s words.

     

    © 2006 The Associated Press. All rights reserved. This material may not be published, broadcast, rewritten or redistributed.

  18. تقرير مهم // خريطة جديدة للمجموعات المسلحة في العراق في ضوء متغيرات ما بعد الزرقاوي

    «القاعدة» تحاول التكيف مع فكرة الميليشيا السنّية... وتعاظم ملحوظ لدور «البعث»

    السبت 02/09/2006

    الجيران ـ بغداد ـ يختلف المتابعون للشأن العراقي في تحديد الخريطة التي خلصت إليها المجموعات المسلحة العراقية سواء بعد الفاصل الزمني الذي تلا تفجيرات سامراء مطلع العام أم بعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي. وعلى رغم اتفاق جميع الأطراف على ان «القاعدة» في غياب الزرقاوي اقل قوة منها بوجوده إلا ان مثل هذه الحقيقة تجد صعوبة في إثباتها إلا من خلال تأشير مفردة «الحرب الأهلية» باعتبارها منفذاً اساسياً ما زال يغذي «القاعدة» بمقومات تواصل عملها حتى بعد ان ضعف نفوذها في اكثر المدن اضطراباً, وان هذا الوجود تكيف استناداً الى تداعيات إحداث سامراء مطلع العام مع فكرة الميليشيا السنية التي يراد لها ان تكون معادلاً عسكرياً للميليشيا الشيعية لناحيتي الأهداف والبرامج ما ترك المجموعات المقاتلة التي رفعت شعار مقاومة الاحتلال امام تحديات خطيرة لعل أبرزها حتمية اصطدامها مع «القاعدة» لتأمين مناطق النفوذ.

    مقتل الزرقاوي

    لم يكن الزرقاوي مجرد مقاتل مثير للجدل في أطروحاته حول فكرة الجهاد بل ان وجوده على رأس تنظيم «القاعدة» في العراق بين عامي 2004 و 2005 اسهم الى حد بعيد في إضعاف القوى المسلحة التي امتازت بطابع قومي او وطني في مجمل نشاطها القتالي. ويؤكد مطلعون على واقع تلك الجماعات ان الطبيعة القيادية الكارزمية للزرقاوي وأسلوب إدارته للصراع مع تلك المجموعات من اجل ضمان النفوذ على الأرض خصوصاً في محافظات الانبار وديالي والموصل وكركوك قادا الى تبني العديد من المجموعات المسلحة نظاماً عقائدياً مزدوجاً في أطروحاته في محاولة لتجنب الاصطدام مع الزرقاوي وأنصاره يقضي بتجنب استهداف المدنيين والإفتاء بالقتل على الهوية من جهة، وعدم معارضة الزرقاوي في توجهاته التكفيرية وسعيه الى حرب ضد الشيعة بدلاً من القوات الاميركية من جهة اخرى.

     

    ويؤكد بعض الذين انخرطوا في تنظيم «القاعدة» وانشقوا عنه بعد مقتل الزرقاوي ان توازنات مصدر قوة التنظيم في فترات سابقة تعود الى عاملين أساسين هما قوة التمويل (الذي كان لشخص الزرقاوي دور اساسي في تأمينه) وأنظمة العقوبات التي لم تكن تسمح بانشقاق او تخلف الأعضاء في التنظيم, ما يقود في الغالب الى اغتيالهم على أيدي زملائهم, وغياب الزرقاوي كما يبدو اسهم في تراخي كلا العاملين المؤثرين في قوة التنظيم.

    المجموعات الأخرى

    في نهاية عام 2005 برزت للمرة الأولى بوادر صراع طاحن بين الزرقاوي وجماعته من جهة وبقية التنظيمات المسلحة التي كان يتقدمها «الجيش الاسلامي» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش المجاهدين» و «القيادة الموحدة للمجاهدين» من جهة اخرى. ويعزو مطلعون على هذا الصراع تخلي الزرقاوي شكلياً عن قيادة التنظيم لمصلحة تشكيل ما عرف بـ «مجلس شورى المجاهدين» الذي ترأسه عراقي يدعى عبد الله البغدادي ظلت هويته مجهولة الى الآن ما اسهم في إحداث انشقاقات داخل المجموعات الأخرى فيما انخرطت بعض مكوناتها داخل التنظيم الجديد.

     

    يقول أبو معاذ من تنظيم «كتائب ثورة العشرين»: ان الزرقاوي استثمر الاعتدال التنظيمي في صفوف تلك الجماعات وإمكان انتقال افراد منها الى مجموعات اخرى من دون ان يتعرضوا الى عقوبات او اغتيالات مقارنة بـ «القاعدة» فأقدم على حملة علاقات عامة لجذب اكبر قدر ممكن من العناصر المسلحة باستخدام الإغراء المالي او «الإغواء العقائدي» وتحقق له بعض مراده عندما شهد تحالف القوى الأربعة الفاعلة في مواجهة «القاعدة» انشقاقاً تمثل بخروج «الجيش الاسلامي» من التحالف وتسرب البعثيين وضباط الجيش الى بعض تنظيمات «القاعدة», ما شكل خطراً حقيقياً على اتجاهات العمل المسلح في العراق دعمته تداعيات تفجيرات سامراء وبروز الهجمات على السنّة على يد ميليشيات شيعية, وهو ما طرح بقوة فكرة التكيف مع مشروع الميليشيات السنّية كبديل لمقاومة الاحتلال، الفكرة التي قادتها «القاعدة» في العراق ووجدت فيها متنفساً لاستمرار وجودها حتى مطلع شهر تموز (يوليو) عندما نفذت قوات أميركية عملية قصف لمنزل تواجد فيه ابو مصعب الزرقاوي في منطقة هبهب في محافظة ديالى.

    تراجع نشاط «القاعدة»

    على رغم تأكيدات «القاعدة» ان مقتل رجلها في العراق لن يؤثر في طبيعة نشاطها في هذا البلد إلا ان الامور تسري على عكس هذا الافتراض على رغم تصاعد العنف الطائفي في العراق أخيراً وبروز دلالات حرب أهلية تشق طريقها نحو المدن العراقية تباعاً. واللافت في مرحلة ما بعد الزرقاوي بحسب متخصصين في شؤون الجماعات المسلحة غياب خليفته «ابو حمزة المهاجر» عن الحدث الإعلامي بعد الضجة التي أثيرت حول شخصيته, اضافة الى تراجع عام في نشاط «مجلس شورى المجاهدين» الذي يضم ست مجموعات مجهولة اضافة الى تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين».

     

    يقول ابو معاذ: ان «مرحلة ما بعد الزرقاوي افرزت متغيرات جديدة أبرزها حدوث انشقاقات في تنظيم «القاعدة» وعودة بعض المنتمين اليه في عام 2005 الى مجموعاتهم الأصلية اضافة الى بروز تشكيلات جديدة حصدت القدر الاكبر من التركيز الاعلامي اهمها جماعة «مناصرو اهل السنة» و «جيش عمر» وكلاهما اختصا بتنفيذ عمليات قتل واغتيال ضد الشيعة حدث بعضها بواسطة تفجير الأسواق في المدن الشيعية او تنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق على غرار حادثة مساء الخميس في مدن الصدر وبغداد الجديدة والبلديات شرق بغداد التي ذهب ضحيتها اكثر من خمسين مدنياً وجرح قرابة 250».

     

    وعلى رغم تقارب توجهات هذه التنظيمات مع «القاعدة» إلا ان مصادر مطلعة تؤكد ان هذه التنظيمات تكونت على خلفية انشقاقات تنظيمات الزرقاوي، وربما انضم اليها المتطرفون في تلك التنظيمات بعد عودة الأقل تطرفاً الى مجموعاتهم الاصلية ما يعيد بقوة طرح امكان تكيف «القاعدة» في العراق مع متغيرات غياب الزرقاوي في شكل ميليشيا سنية هي عماد الحرب المفترضة مع مليشيا شيعية مع استمرار الغموض حول تمويلها وطبيعة نشاطها.

     

    البعثيون

    وبغياب الزرقاوي ايضاً عادت التنظيمات البعثية الى الواجهة من جديد بعد ان كانت ذابت في الخريطة السابقة للمجموعات المسلحة، والظهور الجديد صاحبه نشاط لنائب الرئيس السابق عزة ابراهيم الدوري الذي كان اختفى عن الساحة اكثر من ثلاثة أعوام ليعاود الظهور في تسجيلات صوتية ومقابلات وبيانات كشف بعضها عن واقع التنظيم أخيراً.

     

    وتؤكد المصادر ان المجموعات البعثية واجهت خلال الاشهر الست الماضية انشقاقات واضطرابات في عملها اثر إعلان فصائل مسلحة معروفة مثل «كتائب ثورة العشرين» و «الجيش الاسلامي» و «جيش المجاهدين» براءتها من حزب البعث.

     

    وكان بيان صدر عن قيادة حزب البعث العراقي الذي يعمل بشكل سري في العراق بفصل محمد يونس الاحمد قائد التنظيمات في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين بالاستناد الى جملة من الاسباب أبرزها تأثيره سلباً في العلاقة مع القوى الاسلامية والوطنية والقومية المقاومة للاحتلال. وجاء في البيان ان الحزب قرر فصل محمد يونس الاحمد من التنظيم وفق المادة 68 من النظام الداخلي لتمرده على اوامر الحزب ومقرراته و «مقاومة منهجه القومي الجهادي واتباعه سلوكاً شخصياً مخالفاً لأخلاقيات الحزب ومبادئه واساءته البالغة لرفاق البعث واستغلاله اموال الحزب في مصالح شخصية وافشاء اسراره لا سيما خلال العامين الماضيين». وانه (الاحمد) «عمد الى اخافة القوى الإسلامية والوطنية والقومية المقاومة للاحتلال بان البعث هو المسؤول الأول عن المقاومة في العراق وانه سيعود ويضع استراتيجية جديدة للبلد من دون اشراك هذه القوى التي اتهم بعضها بالعمالة ما افضى الى انحسار اصدقاء الحزب ومؤيديه لولا الجهد الاستثنائي في تطويق هذه الأزمة».

     

    وزاد البيان ان الاحمد «هرب الى سورية بعد اسر الرئيس صدام حسين وترك مسؤولياته المكلف بها في نينوى وكركوك وصلاح الدين وكان يدير هذه المسؤوليات عبر المراسلات الورقية والشفوية من خارج الحدود الى الرفاق في الداخل يدعوهم الى التمرد على قيادات الحزب والاتصال به مباشرة مدعياً انه اصبح نائب امين سر القطر»، وتابع البيان: «الاحمد كلف عدداً من المسؤولين في العراق حث البعثيين على قطع الصلة مع القيادة الرأسية لاسيما الرفيق عبد الصمد في الانبار والرفيق حسن هاشم في محافظات الجنوب والفرات. وأضاف انه قام بتعيين كوادر بعثية جديدة متقدمة كأعضاء في القيادة القطرية».

     

    ولفت البيان الى ان «الاحمد تلاعب بأموال الحزب حيث أنفق مبالغ كبيرة كانت بحوزته مخصصة لفروع الحزب المسؤول عنها في كركوك واستحوذ على أموال كان القائد صدام أرسلها الى عائلات الرفاق المعتقلين».

     

    وتؤكد مصادر مقربة من المسلحين في العراق ان الأسلوب الذي اتبعته القيادات البعثية كان يذهب الى محاولة إظهار حزب البعث وكأنه قائد للمقاومة في العراق وانه صاحب القرار النهائي في مستقبل هذا البلد فيما ان الحقيقة تشير إلى تواجد البعثيين على شكل مجموعات متفرقة وسط المجموعات الكبيرة حيناً او مستقلة حيناً آخر وان الحيز الذي تحتله لا يؤهلها لاتخاذ قرارات بالنيابة عن تلك المجموعات التي عالجت هذا الخلط بإعلان براءتها من حزب البعث وترك الخيار لأعضائها من البعثيين بالانضمام إليها كأفراد.

     

    خريطة جديدة

    المتغيرات التي حدثت في طبيعة التحالفات في خريطة المجموعات المسلحة بعد مقتل الزرقاوي تمثلت في تشكيل تحالف بين خمس مجموعات هي: «كتائب ثورة العشرين» و «جيش الراشدين» و «الحركة الإسلامية لمجاهدي العراق» و «عصائب اهل العراق» و «سرايا التمكين». بعضها كان منخرطاً في تحالفات مع «مجلس شورى المجاهدين» الذي ما زل تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين الممثل الرئيسي له، وشهد هو الآخر انشقاقات في صفوفه فيما حدث «برود» في العلاقة بين اقطاب اكبر التحالفات السابقة والذي كان مكوناً من مجموعات مثل «الجيش الإسلامي» و «كتائب ثورة العشرين» و «جيش المجاهدين» و «القيادة الموحدة للمجاهدين» وان مجموعتي «الجيش الإسلامي» و «جيش المجاهدين» تنسقان الآن بمعزل عن الأسماء الأخرى مع وجود محاولات لرأب الصدع بين تلك الأطراف فيما تحولت «القيادة الموحدة للمجاهدين» التي تضم في الغالب ضباطاً في الجيش العراقي ومجموعات بعثية الى «القيادة العامة للقوات المسلحة» وأصبحت ممثلاً للجيش العراقي السابق.

     

    وأشارت المصادر الى ان تغير مسارات الدعم المالي واختلاف المواقف من قضايا مثل «مشروع المصالحة» و«ضرب المدنيين» و«الحرب على الشيعة» و«الدعم الإيراني لبعض المجموعات» و«مقتل الزرقاوي» وانشقاقات عقائدية وخلافات مالية اخرى قادت الى تغيير خريطة المسلحين في العراق لمصلحة انشقاق تحالفات قادتها مجموعات متطرفة وسعى ابو مصعب الزرقاوي لتكريسها في الاعوام السابقة واعادة الحياة الى تحالف مجموعات عراقية اخرى مع تنظيم البعث في العراق الذي عاد الى الصورة بعد أنباء عن اتصالات تجريها حكومة نوري المالكي والقيادات الاميركية مع التنظيم عبر وسطاء عراقيين وعرب لقياس موقفه من مشروع المصالحة, اضافة الى ان مراسلات هيئة المصالحة مع بعثيين سابقين لم تعد حتى الآن سوى الى «إعلان مواقف» مازالت متباعدة بحسب مطلعين.

     

    وقال «ابو الحارث»، القيادي في مجموعة مسلحة معروفة ان المجموعات الرئيسية بدأت تنظر بعين القلق الى محاولات أميركية وحكومية لشق هذه المجموعات عبر اتصالات مع كوادرها بشكل فردي او استقطاب القيادات العسكرية فيها.

     

    واضاف أبو الحارث: «الواقع يشير الى قناعة لدى مختلف المجموعات بتشكيل قيادات موحدة ومجالس سياسية وناطق إعلامي ما يؤهلها للمشاركة في اي حوار في شأن مستقبل البلاد بعد رحيل الاحتلال ومحاولة ايجاد مواقف موحدة إزاء انجرار البلاد الى «الحرب الداخلية الأهلية» التي تحمل المجموعات المسلحة العراقية مسؤوليتها الى المتطرفين في بعض المجموعات السنية بخاصة تلك المرتبطة بـ «القاعدة» والميليشيات الشيعية المسلحة.

     

    ولفت الى ان المخاوف من انشقاقات كارثية بين مكونات «المقاومة العراقية» تتضمن مواجهات مع «التكفيريين» على غرار ما يحصل الآن في الفلوجة كانت كفيلة باتخاذ مواقف اكثر جدية إزاء هذا الخيار تتضمن تشكيل تحالفات تفوق في قوتها قوة «المجموعات المتطرفة» وتطرح نفسها كممثل «غير طائفي» للعمل المسلح.

    عن ( الحياة )

  19. َعلَم العراق : هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟ - د. سّيار الجميل

     

    [14-09-2006]

    َعلَم العراق :

    هيبة وطنية أم خرقة سياسية ؟؟

     

    د. سّيار الجميل

    ان ما يجري في العراق اليوم حول علم البلاد لهو مثير جدا ومؤلم حقا ، اذ نجد خلافات محتدمة حول شرعية علم العراق ، فالعلم رمز هيبة وطنية ، يرفرف خفاقا ليجمع الولاء ، وتقّدم له التحية من أعلى رأس في البلاد الى عامة العباد .. ويحدّثنا التاريخ بأن العلم ليس مجرد خرقة بالية تتغّير من زمن لآخر ! انه رمز وطني لا علاقة له بنظام سياسي ولا بتركيب اجتماعي .. ومنذ القدم عّرفه فيكسيلويدس بأنه " الدليل النادر " او " القطعة البارزة " .. اوجده العراقيون القدماء ليتحّول الى الاغريق والى شعوب أخرى ، ولينتقل من مجرد ديكور من علامات عسكرية مهيبة الى رمز وطن تستخدمه دول وأنظمة واسر حاكمة ، ثم غدت الألوان والزخارف والإشكال في البيارق لغة سيمائية لها دلالاتها القوية على ما تتميز به أي بلاد تاريخا وجغرافية .. وبقدر ما نشهد بأن العلم شاهد رمز لهيبة من ثوابت لا تتغير في بلاد قديمة ، مثل : بريطانيا وتركيا وبلجيكا واليابان منذ قرون طوال.. ، لكنه غدا عرضة للمتغيرات في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والاتحاد السوفييتي والصين وغيرها.

    لقد كان للعرب والمسلمين في دولهم القديمة راياتهم الشهيرة ، وصولا الى أيام تكويناتنا الوطنية المعاصرة .. وثمة بلاد عربية لها تقاليدها التاريخية الثابتة في إبقاء أعلامها التي تخفق على ترابها الوطني من دون تغيير كالمغرب وتونس والسعودية والإمارات والكويت والأردن ولبنان مثلا.. في حين غيّر العراقيون والسوريون والمصريون والليبيون واليمنيون على وجه التحديد راياتهم عدة مرات ، فلقد قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتبديل العلم المصري الأخضر القديم وكل من شعار الدولة والنشيد الوطني . وهكذا ، بالنسبة للزعيم العراقي عبد الكريم قاسم الذي قام بتغيير علم المملكة العراقية القديم بعلم الجمهورية العراقية وشعارها الجديدين ، وذلك بعد ثورة 14 تموز / يوليو 1958 ، اذ قضى الزعيم قاسم وقتا طويلا يناقش ذلك مع وزرائه ومستشاريه رموز العراق الجديدة .. وخرج العراق بعلم وشعار ولكنهما جميلين احببناهما في طفولتنا ! ومضى زمن قصير اثر اعدام الزعيم قاسم من قبل الانقلابيين البعثيين في العام 1963 ليجتمع قادة البلدان الثلاثة في ما سمي بالوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق ، فخفّ المشير عبد السلام عارف ليغير رموز العراق كرة اخرى فاستنسخ رموز مصر الناصرية : علما ونشيدا وشعارا ، وكذلك فعلت سوريا ، اذ قامت هي الاخرى فغّيرت رموزها . اما مصر ، فان الرئيس انور السادات قام بعد ان تقّلد حكم مصر بتغّيير اسم دولته فأسماها بـ ( جمهورية مصر العربية ) وغير نشيده الوطني من ( والله زمان يا سلاحي ) ، اذ استعاد اللحن الشعبي الخالد للموسيقار سيد درويش ( بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ) وغير َعلَم بلاده بسرعة ، ليبقى عَلَم عبد الناصر يرفرف حتى يومنا هذا فوق العراق بثلاث نجمات وفي سوريا بنجمتين رموزا لوحدة عربية لا وجود لها مع استفحال حرب عربية باردة تناحرت فيها الاذاعات والصحف بين البلدان الثلاثة..

    لقد بقي النشيد الوطني المصري ( والله زمن يا سلاحي.. ) يعزف في العراق من دون تغيير على امتداد عهدي الرئيسين عبد الرحمن عارف واحمد حسن البكر ! ومضت سنوات حتى قام الرئيس صدام حسين باستحداث نشيد وطني جديد قام بتلحينه وليد غلميه ، وخطّ بيده كلمتي ( الله اكبر ) على علم العراق فغيرّه للمرة الرابعة من دون الاعتماد على أي نص قانوني ، وكلنا نذكر في العراق على امتداد أكثر من خمس وثلاثين سنة ، إن علمين اثنين كانا يرفرفان في سماء العراق : علم جمهورية العراق الحالي وعلم حزب البعث العربي الاشتراكي وهو العلم القديم للثورة العربية الكبرى عام 1916 . وبعد السقوط والاحتلال عام 2003 ، صادق مجلس الحكم على علم للبلاد رفضه العراقيون مباشرة كونهم وجدوا شبها بينه وبين علم إسرائيل ، فرجع العمل بعلم النظام السابق .. ومؤخرا تغيّر شكل كلمتي ( الله اكبر ) من حروف خطها صدام حسين الى الخط الكوفي من دون الرجوع الى أي مادة قانونية لذلك التغيير !! وكم طالبنا منذ ثلاث سنوات إقرار مادة دستورية باستعادة هيبة رمز وطني لواحد من العلمين العراقيين القديمين لشرعيتهما التاريخية ، ولكي يحترمنا العالم بعد تاريخ مرير من العبثية الصارخة !

    إنني أسأل : هل هناك امة على وجه الأرض تتلاعب برموزها الوطنية كما تلاعب بذلك العرب في دول مهمة ؟؟ وهل نجد أمما أخرى قامت بخرق دساتيرها وداست على كل رموزها التي تربت الأجيال في ظلها ؟ ولم أزل أتذكر من عهد طفولتي أيام العهد الملكي أن تقليدا وطنيا كان يجري مساء عند رفع او إنزال العلم في قلب المدينة على إيقاع عزف الموسيقى ، اذ كان الجميع يتوقف عن الحركة تماما في قلب المدينة وفي حالة استعداد شديد .. ولكن هيهات بين ما تربينا عليه من تقاليد وطنية وبين ما يجري اليوم اثر خيانات عظمى بحق رموزنا الشرعية ! ان الرمز الوطني لا تتحكم به الأمزجة الشخصية ولا الأهواء السياسية ، ولقد اقترحت أيضا أن تستعاد شرعية كل من علم العراق وشعار العراق القديمين .. والاستعادة هنا غير التبديل إذا ما استعدنا رموزنا الوطنية والدستورية الشرعية القديمة بعد كل ما حّل بها من تبدلات سياسية .. فهل سيتم ذلك في ظل عبث وتمزق وطني يعيشه العراق ؟ أتمنى حدوث ذلك !

    www.sayyaraljamil.com

    البيان 13 سبتمبر 2006

  20. يبقى السؤال هو من يكون وصفي العاصي وهل صحيح انه رئيس عشيره العبيد.. انا اعرف العبيد من خيره العشائر وهم من جمله العشائر التي ينتمي رجالها للمذهبين الشيعي والسنني . فهل يعقل ان شيخها من داعه التقسيم و الحرب الاهليه. مطلب كهذا يدفع بملايين العراقيين الى ان ينتبهوا ان ازلام صدام ورجال مخابراته السابقين واللذين استبدولو الخاكي بالعبائه النسائيه عند فرارهم المخزي دون قتال ربما قد عادوا اليوه بزي جديد, بعضهم يحتار عمامه والاخر يختار غتره شيخ

     

     

    لاادري

     

    عشائر ترفض الدعوة الى إطلاق صدام

    كركوك - محمد التميمي الحياة - 10/09/06//

     

    عبر زعماء من عشائر العبيد في العراق عن رغبتهم بـ «ايجاد وضع آمن في البلاد» رافضين ما تردد من تصريحات لرئيس العشيرة الشيخ وصفي العاصي ودعوته الى اطلاق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ورفاقه من السجن.

     

    وكان رئيس التجمع العربي الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي اكد في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان الدعوة التي اطلقها ابن عمه وصفي العاصي ونشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية الاسبوع الماضي «صحيحة» واعتبر ان «المطالبة باطلاق صدام ومسؤولين في النظام العراقي السابق والاعتراف بالمقاومة العراقية الشريفة شرط من شروط المشاركة في المبادرة التي اطلقها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بشأن المصالحة الوطنية».

     

    وكانت صحيفة «الصباح» الرسمية نقلت عن نجل شيخ عشيرة العبيد السابق مزهر العاصي ان «العشيرة تؤيد من يساهم في ايجاد وضع آمن للبلاد (...) ويكون وطنياً عاملا على رفاهية الشعب رافضا للتجزئة والتقسيم».

     

    وكان رئيس عشيرة العبيد، الذي يرأس تجمعاً عشائرياً يضم 300 قبيلة عربية، هدد بتظاهرات كاسحة اذا رفضت الحكومة العراقية المطالب، لافتاً الى ان غالبية القبائل العربية تؤيد الدعوة الى اطلاق صدام.

     

    ودانت بعض التنظيمات العشائرية دعوة رئيس عشيرة العبيد، وقال الشيخ عبد العالي العطية، أحد زعماء قبائل كركوك: «فوجئنا بالدعوة التي اطلقها الشيخ وصفي العاصي لاطلاق صدام» واعتبر انها «تزيد من انفلات الاوضاع الامنية في البلد وتؤدي الى تجزئته». واضاف «نتمنى ان يعيد شيوخ البلاد حساباتهم في مسألة اعتقال صدام او اطلاقه. فالعراقيون يعيشون مرحلة جديدة ويتطلعون الى الخروج من اوهام النظام البائد واحلامه».

  21. elaph.com

    Very interesting article by Iraqi Shia writer former Judge Mr. Zuhair Abood

    He showed his disagree with current flag. He considers it as sympole of Tyrani and ignorance to Iraqi history and facts..

    He calls for a new one, some one that is compatable with the current new era of democracy, liberation and humanity. Some flag that makes all Iraqis believe in..

     

    علمنا ونشيدنا الوطني الجديد

    GMT 15:45:00 2006 الثلائاء 5 سبتمبر

    زهير كاظم عبود

     

     

     

    --------------------------------------------------------------------------------

     

     

    صار لنا مجلساً للنواب وانتخب من بين أعضاءه رئيساً للجمهورية صار قاسمنا المشترك، وتم ترشيح واحد منهم رئيساً للوزارة و تم عرض أسماء الوزراء على المجلس ونالوا الثقة. كما صار لنا دستور نتقيد ونلتزم به وستكون لنا محكمة دستورية ومحكمة عليا نتقيد بأحكامها ونلتزم بقراراتها وتفسيراتها ونحتكم اليها في اختلافاتنا وتفسيرنا لنصوص الدستور وصلاحيات الأقاليم والمحافظات..

    وصار لنا رأي في حسابات ميزانيتنا التي سترسم لنا مستقبلنا الاقتصادي، وصار لنا رأي في أن نقبل أو نرفض دون أن يتم إعدام اهلنا وأن يتم عرض صورهم في التلفزيون باعتبارهم خونة وعملاء ويتم أعدامهم ودفنهم في مقابر مجهولة، لامليارات بعد اليوم لأبناء الرئيس ولا مطابع للنقد يستحوذ عليها أولاده، ولا امتيازات لعائلة الرئيس وجيرانه وحراسه، ولا درجات فوق الدستور والقانون.

    وسيكون لنا علم يرمز لوحدة البلاد ويشير الى ألوان وأشكال لها علاقة بالعراق، ويجب أن يتضمن هذا العلم مايشير الى العرب والأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين والارمن، فهو علم العراق وليس علم البعث، وهو علم جميع أهل العراق وليس علم الشوفينية والعنصرية، وسيكون لنا نشيداً وطنياً من المعيب جداً ان يكون بلغة واحدة ولقومية واحدة، ولنا في دول الفيدراليات أسوة حسنة.

    سيكون لنا تأريخاً عراقياً لايمكن ان يتم النظر اليه بعين عوراء ينظر لطرف من التاريخ ويهمل الكثير من تاريخ اخوتنا من الكلدان والأشوريين والأرمن والتركمان والكورد أو العرب، تأريخ عراقي يكتب بأقلام ناصعة وأصيلة لم تستطع أن تطوعها السلطات الشوفينية والطائفية التي تعاقبت على حكم العراق، ولا بذرت فيها جراثيم شوفينيتها القاتلة، ولا انطلت عليها الأصباغ الترقيعية التي تتبرقع بها السلطات لأخفاء ترهلها وعيوبها ولا استطاعت ان تمرر عليها خبث مقاصدها وسوء أهدافها.

    والعلم العراقي ليس رمزاً للسلطة الحاكمة ولامزاجاً يريده الحاكم، العلم العراقي مجرد رمز يشير الى تاريخ العراق بكل مكوناته، و أيضاً بكل أديانه وجغرافيته، ولا يمكن أن يتم اختزاله لقومية واحدة دون غيرها، ولا يمكن أن تكون الكتابات التي يراد بها الباطل مدونة فوقه، كما فعلها الطاغية صدام حين خط كلمة (الله أكبر) بخط يده، وهو الذي حارب كلمة الله أكبر بكل ما وسعت سلطاته الأمنية والمخابراتية من قوة.

    فصدام نفسه الذي أمر بخط كتاب الله بدمه النجس والمحرم شرعاً، وأصر على تدنيس كتاب الله لغاية كامنة في روحه، وصدام نفسه الذي أمر أن يتم رفع كلمة (الله) من نص المادة 108 من قانون الأثبات العراقي رقم 107 لسنة 1979 مع علمه بأن اليمين بغير الله غير جائزة شرعاً وقانوناً، وصدام نفسه من أمر بقتل رجال الدين وكل من كان يعتقد أن الله أكبر في سلطة القهر والظلم، وصدام نفسه من كان يحارب المصلين لله من كل المذاهب.

    وهو نفسه من وظف آيات القرآن الكريم في الجرائم الخسيسة التي أقترفها والتي أراد بها تلويث الدين والتستر بآياته الإنسانية والعميقة المعاني.

    ولم يكن العلم العراقي سوى رمزاً من رموز الهيمنة الشوفينية، ورمزاً من رموز القهر والحرب التي شنتها السلطات على شعب كوردستان في العراق، وتحت هذا العلم ذبح المئات بل الآلاف من البشر، وصار رمزاً قسرياً لكل القوميات الباقية، ولم يكن العلم العراقي في العهد البائد سوى رمز لسلطة البعث وصدام، رمزاً للطاغية والفكر الشوفيني المتعصب ولهذا فقد كان العلم لايمثل شعب العراق بكل تأريخه وبكل مكوناته مطلقاً، فقد تم أختزال التاريخ العراقي في تاريخ البعث ورموزه الديماغوغية التي تتناقض مع الواقع، وفرض هذه الرمزية بأسم الوطن، ولهذا وجد العراقيين أنفسهم يطالبون بعلم لايشير الى الدماء التي سالت تحت رايته تحقيقاً لرغبة الحاكم، كما يشاهدون هذه الدماء وهي تلطخ العلم الذي يتحدى مشاعرهم ووجدانهم ويضحك متشفياً بشهداء العراق دون استثناء، ولا يريدون علماً كانت تصطف تحته مجاميع شباب العراق ليتم حصادهم بالرصاص من قبل جيش الطاغية، ولا يريدون علماً يستخدمه الحاكم برقعاً يمرر به جرائمه على شعب العراق حيث لم تسلم منه طائفة أو ديانة أو قومية ولا حتى الجيران العرب منهم او المسلمين.

    نفس العلم الذي كان يرمز لصدام لم يزل يرف فوق بنايات العراق ومؤسسات العراق الجديد، وكما لم يزل العديد من المخدوعين بعبارات علم الوطن والرمز الأوحد يحرصون على بقاءه ورفعه مع أن صاحب هذا الرمز سقط الى الحضيض والى الأبد، فقد كان علماً مفروضاً ورمزاً مزوراً لتاريخنا ويشير بكل صلافة للحاكم المستبد الدكتاتور، فلم يتم أستشارة الشعب في أختياره ولا برلمانه ولامؤسساته السياسية أو الثقافية.

    حرياً بالعراقيين اليوم أن يصروا على تغيير علم العراق بمايليق بالعراق الجديد بعد ان انتخبنا مجلساً للنواب نكلفه بالمهام التشريعية، وبما يمسح من ذاكرتنا بقع الدم والمعاني الخبيثة التي رسمها الحاكم البائد على ما أسماه ورسمه في تفاصيل العلم، وحرياً بالعراقيين بعد ان فوضوا أعضاء برلمانهم أن يتفقوا على شكل العلم وألألوان التي ترمز للسلطة الاتحادية الفيدرالية العراقية، وأن يكون علمنا بسيطاً بساطة أهل العراق، وبهيجاً مثل تعدد الطيف القومي والديني في العراق، منساباً كما ينساب الزاب ودجلة والفرات والكحلاء وشط العرب وأن يكون علماً نتمسك به جميعاً ولايشير الى قوة السلطات.

    علمنا نابع من أرواحنا ومن معاناتنا، وعلمنا يرمز للعراق الجديد، يضم الوان كوردستان وأطياف الجنوب وبرتقال ديالى وطيبة الرمادي، وعلمنا يضم صفاء وطهارة الأيزيدية والمندائيين، وأصالة اليهود والمسيحيين، وعظمة الرسالة المحمدية.

    وأن يكون نشيدنا الوطني معبراً عن طيبة المدن العراقية، ويجسد شكل التلاحم بين النخيل العراقي المذبوح وبين ربايا جبال كوردستان التي بقيت صامدة وتكسرت فوق صخورها قرون الدكتاتور، نشيداً تفوح منه روائح البرتقال وعبق القباب الذهبية والزرقاء للأئمة والأولياء، يشير الى ملوية سامراء وأهوار الناصرية وطعم الشلب العنبر في المشخاب وكرم الرمادي وطعم الفستق الموصلي، وبساطة السماوة وعبق العمارة ودفء البصرة وطيبة اهلها، نشيداً يردده اطفالنا من القلب ونحفظه في جوانحنا طيباً طيبة خبز اهل العراق الخارج لتوه من تنور الأمهات، وسهلاً كما يريد العراقي حياته القادمة وأحلامه القادمة.

    ليس فقط رئيس أقليم كوردستان العراق السيد مسعود البارزاني من يريد أن يكون لنا علماً ونشيداً وطنياً، فهو يطالب بما يريده معه كل أهل العراق، وبعد أن استكمل أهل العراق كل مستلزمات العملية الدستورية والقانونية، علينا أن نطالب بعلم ونشيد لنرفعه فوق هامة العراق بعد ان ترحل القوات الأجنبية عن بلادنا ليرف والى الأبد فوق هامات العرب والكورد والتركمان والكلدان والأشوريين والأرمن.

    علما ونشيداً يصدح فوق قمم جبال كوردستان ويتردد في جنبات صحراء السماوة، وتردده البلابل في كربلاء وديالى، ونشيداً يعرفه أهل البادية وتغنيه حناجر أهل الموصل بلكنتهم المحببة، نشيداً يعرفه اهل البصرة والعمارة والديوانية يرن في اركان بابل ولايتوقف مع خرير ماء دجلة في الكوت، نشيداً به رائحة السعف والجمار في السماوة، نشيداً يعزف لنا كلمات الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين والسياب وعبدالله كوران ومظفر النواب والشيخ زاير وشيركو بيكه س وخاني وأنور مردان وحسن كوره ومولوي والهمداني.

    علماً بسيطا يشير الى ألوان الطيف العراقي، ونشيداً سلساً وواقعياً مملحاً بطيبة أهل العراق عرباً وأكراداً وتركمانا ً وكلداناً واشوريين وأرمن، ممزوجاً بدياناته الإسلامية والمسيحية واليهودية والمندائية والأيزيدية لكنه بكل الأحوال سيكون علماً حقيقياً للعراق.

     

  22. كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر المصالحة العشائرية

    المالكي : العراق اليوم يجازى جزاء سنمار !

    26/08/2006

    الجيران ـ بغداد ـ فيما يلي كلمة رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي التي ألقاها في المؤتمر العام لشيوخ العشائر للمصالحة والحوار الوطني

     

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".

    أيها الإخوة

    زعماء وشيوخ ووجهاء عشائر العراق المحترمون

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يطيب لي أن أخاطبكم وأن أقرأ في وجوهكم الشمائل الكريمة للقبيلة العراقية والعربية حيث الكرم والشهامة والنخوة والحمية ، وحيث تأريخ العراق المجيد وهويته الذي كتب ومازال يكتب بدماء وسواعد أبناء القبائل والعشائر من الذين بذلوا ومازالوا يبذلون الغالي والنفيس من أجل العراق ، وهاأنتم تجتمعون اليوم في لحظة حاسمة من تأريخ وطنكم ووطن آبائكم وأجدادكم.

    أيها الإخوة إنكم تجتمعون اليوم تحت عنوان المصالحة والحوار الوطني ، وهي المبادرة التي أطلقتها ومازلت أصر على تفعيلها وإنجاحها وتعني في جوهرها أن لايبقى أحد من المواطنين خارج ورشة إعادة بناء الوطن سياسياً وإقتصادياً وعمرانياً فالعراق في هذه المرحلة بحاجة غلى كل أبنائه ، والعراق لكل أبنائه لافرق بين عربي وكردي وتركماني وكلدوآشوري ، ولافرق بين سني وشيعي ، على أن لايعني إننا لانختلف في الرأي ، نعم نختلف ، والإختلاف حالة صحية ، ولكننا نختلف ونلجأ إلى الحوار في حل هذه الإختلافات دون أن نحتكم إلى السلاح ، فالسلاح لايحل خلافاً أو مشكلة وهو بين الأعداء وليس بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد ، ولايمكن أن نبني العراق عبر العنف إنما بناء العراق بالسلم والأمان ومن خلال المصالحة وعبر الحوار الجدي نصون وحدتنا الوطنية التي هي رمز قوتنا ، ونقطع على الأعداء والإرهابيين والغرباء الذين يريدون تهديد وحدة الشعب والوطن عبر إثارة الفتن الطائفية وعبر عمليات القتل والتخريب الذي يستهدف الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ ، ويستهدف البنى التحتية للوطن والدولة.

    إن تحرير الوطن من أي نفوذ أجنبي وقطع يد الأعداء الذين يريدون شراً بالعراق وأهله لايمكن أن يتم دون وحدة وطنية وإجماع وطني ، هذه الوحدة التي صانها آبائنا وأجدادنا عبر عشرات بل مئات السنين ولايجوز لنا بأي حال من الاحوال أن نفرط بما بناه أسلافنا الكرام ، وهنا يأتي دور العشائر التي تمثل نسيجاً إجتماعياً متماسكاً رغم الإختلاف بين أبنائه ، فليس سراً أن تجد العشيرة الواحدة من عشائر العراق تجمع السني والشيعي وإختلافهم المذهبي لم يفرق أخوتهم وإنتمائهم القبلي.

    ثم أن العشائر العراقية بما تمتلكه من نخوة وغيرة على الوطن ، وبما تمتلكه من قوة وشجاعة وعزيمة الرجال ، وبما تمتلكه من إنتشار على مساحة العراق وثغوره لابد أن تلعب دوراً في مواجهة الإرهابيين والمخربين والمتسللين من خارج الحدود ، وتقطع الطريق على كل الذين ينفخون بنار الفتنة الطائفية.

    أيها الرجال الوطنيون:

    إن هذا الوطن العزيز يراد له أن يحترق ويحترب أبناؤه وتتمزق أشلاؤه ، ولايخفى عليكم التدخل الخارجي والأوضاع الصعبة التي نمر بها ، ورغم أن العراق والعراقيين إعتادوا أن يضحوا من أجل الشقيق والصديق ويفتح قلبه للجميع إلا أنه اليوم يجازى جزاء سنمار ، وإذا كنا ننتظر العون من الاشقاء فإننا نؤكد لهم أن العراقيين كلما شعروا بمحنة وطنهم إلتفوا على بعضهم وتعاضدت رجالهم وتناسوا خلافاتهم وكلهم يشعرون بالخسارة الكبرى التي لن يربح بها أحد إذا أضيم الوطن ، فكرامة المواطن من كرامة وطنه ، وإستقراره بإستقراره ، ومستقبل أطفاله مرتهن بمستقبله.

    خير العراقيين خيرهم لوطنهم وشعبهم ، وخيرهم من يعمل لحماية وحدته الوطنية وتماسك الأخوة بين أبنائه ، وخيرنا من يقدم مصلحة العراق على مصالحه الشخصية والحزبية والقومية والطائفية.

    خيرنا من يشمر عن ساعد الجد والعمل والتحدي لعناصر التخريب والإرهاب الذي يريد أن يمزق وطننا عبر حمامات الدم والقتل ، ومواجهة من يريد العراق ساحة لأهدافه وعقائده المنحرفة التكفيرية ، ومساحة لتصفية حساباته الداخلية والخارجية على حساب مصالحنا الوطنية.

    لقد تصدينا بحزم وصلابة للإرهابيين وفتحناها معركة شاملة معهم وتمكنا والحمد لله ونحن نستمر في بناء أجهزتنا الأمنية والعسكرية أن نضربهم ضربات موجعة وأثبتت لهم أن إرادتنا أقوى من الإرهاب وإن بلدنا لن يكون مقراً وممراً للإرهابيين وسيكون مقبرة للأفكار الفاسدة وللإرهاب وللإرهابيين. وإن من توهم من أركان النظام الصدامي إمكانية العودة إلى الحكم فقد خدع نفسه ، بعدما إكتشف العراقيون وحدتهم وقوتهم وطريقهم إلى الحرية والديمقراطية ، ولن يعودوا بعد اليوم إلى الدكتاتورية والقمع.

    مهما عكست وسائل الإعلام من صور الفاجعة ومهما بلغت حد القتل الوحشي للأبرياء يظل العراق يسير في طريق الإنتصار فالحرية السياسية والإعلامية والإقتصادية ، والدولة التي تستند لأول مرة إلى دستوردائم كتبه الشعب وصوت عليه ، والتطور الإقتصادي والمشاريع الكبيرة التي تتجه الدولة لتحقيقها ، والجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الحديثة التي تقوم على أسس قانونية تحمي الوطن وتحترم كرامة المواطن والعلاقات السياسية الخارجية المستندة إلى إحترام الآخر وعدم التدخل في شؤون الآخرين كلها نجاحات أنتجت حكومة الوحدة الوطنية عبر مجلس النواب الذي يجلس تحت قبته كل شرائح الشعب العراقي.

    إن مسيرتنا السياسية والعسكرية تسير بخطوات ثابتة نحو إستلام الملف الأمني وإستعادة كامل الإرادة والسيادة في وقت زمن قياسي.

    الإرهابيون والصداميون يقتلون الأبرياء ، يخربون المؤسسات ويضربون أبراج الكهرباء ويفجرون أنابيب النفط ، وهذا كله يزيد في معاناة المواطنين ويدفع الوطن إلى الوراء من حيث الرفاه والعيش الكريم.

    أيها الأخوة :

    العراق لكل العراقيين وثرواته لهم وأساس لوحدتهم وسلامة وطنهم ، ولن يذهب المال العراقي بعد اليوم إلى التآمر أو الحروب على دول الجوار ولن يذهب المال لشراء الذمم والأقلام المأجورة ، وسيظل المال مقاتلاً ضد الإرهاب وضد الفساد ويعمل لمواجهة تحديات الإعمار والبناء وتطوير الإقتصاد.

    أيها المؤتمر الكريم

    المصالح الوطنية باب واسع نفتحه أمام كل من يريد أن يشترك في بناء الوطن ، والمصالحة فرصة لمراجعة المواقف والأفكار ، ولاتعني البحث عن توفير أفضل الفرص لمحاصرة الخلاف والصراع ، وهي فرصة للإحتكام إلى المنطق والعقل ، وتشكل أفقاً للتسامح والعفو وتغليب لغة الأخوة على منطق العنف.

    لقد جرب من فكر بعقلية طائفية ومارس سياسة الإلغاء والتهميش المذهبي والقومي والسياسي للآخر ، وسقط آلاف الشهداء جراء سياسة الإلغاء والتفرد ، والنتيجة ظلت فكرة الوطن الواحد شامخة وفكرة الشراكة الوطنية أساساً ، وإرتفع بشكل رائع منطق الوحدة الوطنية ورفض الحكماء لغة التهميش وعادت الأمور إلى طبيعتها التي تستند إلى فكرة المساواة بين أبناء الوطن في الحقوق والواجبات ولاتمييز بين المواطنين الذين يحملون هوية الإنتماء إلى العراق لاغير.

    وإيماناً منا بدور العشائر العراقية كان المؤتمر الأول من مؤتمرات المصالحة الوطنية هو مؤتمر العشائر ، فالعشائر لابد أن تكون في الصف المتقدم لصون العراق أرضاً وشعباً وإن إجتماعكم اليوم أيها الأخوة ليس إجتماعاً عابراً إنما هو بداية إنطلاقة عمل نحو المصالحة الوطنية ولكم أيها الإخوة أعراف وسنن في المصالحة وأعاهدكم أن إخوانكم وأبناؤكم في مؤسسات الحكم والدولة يضعون أيديهم بأيديكم لما فيه خير العراق وخير العراقيين جميعاً دون إستثناء أو تفرقة.

    وأعلن لكم إنني مع كل جهد طيب على هذا الطريق وأبوابي مفتحة لكم ولكل أبناء العراق على طريق الخير والبناء .

    إن العبء كبير والمسؤولية ثقيلة ، والعبء الثقيل لاينهض به إلا أهله فمعاً على بركة الله...

    "وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

     

    نوري كامل المالكي

    رئيس وزراء جمهورية العراق

    26 /8/2006

     

     

     

×
×
  • Create New...