Jump to content
Baghdadee بغدادي

salim

Members
  • Posts

    2,660
  • Joined

  • Last visited

Everything posted by salim

  1. Iraqis marked today as a special one.. The opening of the main Stadium "Alshaab " in Baghdad .. With two top famous football teams playing , namely Alzawraa and Alshurta.. The whites and the greens.. There were more than 20 thousands people attenting. This is a great sign that this great city is getting it's normal life.
  2. استمع الى مقابله مع شيخ السلفيه في العراق http://www.radiosawa.com/RadioSawaFeatures...e=ram&id=546933 دعا رئيس مجلس التوعية والإرشاد والدعوى عن المذهب السلفي في العراق الشيخ أبو منار العلمي المقاتلين العرب بالكف عن شن الهجمات الانتحارية مؤكدا على بطلان فتاوى الجهاد في العراق والتي أطلقها بعض رجال الدين السلفيين في السعودية. جاءت هذه التصريحات ضمن برنامج "في صلب الموضوع" الأسبوعي الذي بثه راديو سوا مساء الجمعة. ورفض الشيخ العلمي بقوة الاتهامات التي توجه إلى التيار السلفي وتصفهم بالتطرف وتبني الإرهاب، قائلا إن فكر تكفير المسلمين وتحليل قتل الشيعة ليس له علاقة بأصول المذهب السلفي واصفا هؤلاء بالخوارج الذين يتبنون أفكارا شاذة وخاطئة. وفيما يُعتبر أوضح تصريح يصدر عن اكبر رجال الدين السلفيين في العراق ورأيه بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة ابن لادن، أكد الشيخ العلمي فساد رأي بن لادن وأعرب عن رفضه للأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر هذه المنظمة في العراق ومناطق أخرى من العالم. وأضاف شيخ السلفية في العراق، الذي التقى مؤخرا بصحبة وفد من رجال الدين رئيس الحكومة الدكتور إبراهيم الجعفري، ان الجماعات التكفيرية، التي رفض تسميتها بالسلفية، تقتل الشيعة والسنة وهي تُشيع ان أبناء هاتين الطائفتين يقتلون بعضهم بعضا لغرض إشعال حرب طائفية. وفي إجابته عن سبب عدم ظهوره في وسائل الإعلام خلال السنتين الماضيتين اثر سقوط النظام السابق، ألقى الشيخ العلمي باللوم على انحياز وسائل الإعلام العربية التي قال إنها تتعمد تجاهله بسبب آراءه التي تختلف مع رجال دين آخرين ينتسبون إلى المذهب السلفي ويرفعون أصوات التكفير والجهاد عاليا. واختتم الشيخ العلمي بتوجيه كلمة للمقاتلين العرب داعيا إياهم للعودة إلى بلدانهم، وشدد على ضرورة تكثيف الحوار بين الشيعة والسنة للوقوف في وجه الجماعات التكفيرية التي تجادل في مواضيع "الولاء والبراءة" التي يخرجون بسببها الكثيرين من ملة الإسلام وما يترتب على ذلك من تكفير وقتل. وشارك في الحلقة بالإضافة إلى الشيخ العلمي، عضو الجمعية الوطنية عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد منتصر الإمارة الذي انتقد من جهته دور الحكومة السورية في تسهيل تسلل المقاتلين العرب الذين يتدفقون بالمئات عبر حدودها مع العراق مشددا على أهمية إن تتحمل السلطات السورية مسؤولياتها في وضع حد لمشكلة دخول هؤلاء المقاتلين لتنفيذ عمليات انتحارية يسقط ضحيتها العشرات من العراقيين كل يوم. البرنامج من اعداد وتقديم عادل عوض. اذا كانت لديكم اي مقترحات او ملاحظات يرجى ارسالها عبر البريد الاكتروني على العنوان التالي: aawadh@radiosawa.com
  3. التقليد برأي هو وسيله للوصول الى الحكم الشرعي باعتماد من يثق به المكلف غير المطلع من مجتهدين كاساس للرأي الشرعي واعتقد ان هناك اختلافا بين الشيعه وغيرهم حول هدا المبدأ فبقيه المداهب ايظا تعتمد وسائل مشابهه في الوصول الى الرأي الشرعي وكما هو الحال مع الازهر الشريف و علماء الفتوى في السعوديه وغيرهم اما التقليد بمعنى التبعيه لرأي شخصي و باخده على علاته فهو ما يجب التوقف عنده ان نضام داره الفتوى المستحدث عند اهل السنه هو احد نمادج هدا التقليد كما ان تحمس بعض جهله الشيعه لهدا المجتهد ضد داك هو نمودج اخر بالنسبه للشيعه فالتقليد لايكون لمجتهد لشخصه وبجميع فتاويه انما يكون باختيار الملكلف لراي مجتهد وربما يشترك اكثر من مجتهد كمرجع للفتوى لقايا مختلفه اي انني كشيعي يجوز لي ان اختار السستاني في موضع احكام الصلاه وان اختار فضل الله في موضوع قيود الحجاب فالامر متروك للمكلف ان يختار ما يراه مناسبا له ومن هنا فان اختلاف المقلد هو ضمانه لعدم تحول منضومه التقليد الى بطريركيه يخشى منها كاتب المقال نعم هناك بعض الجهله ممن يدفعون بنظام التلقيد الى هاويه التبعيه العمياء ولكننا عندما ننقد اي منضمومه فكريه لانعتمد على تصرفات شخصيه لعوام الاتباع وهو امر اعتقد ان كاتب المقال قد دهب بعيدا في الاعتماد عليه
  4. لبدء براي لانتفق معه بشكل كامل بالرغم من وجود نقاط جديره بالملاحظه.. وساحاول التعلق عليه لاحقا نقد التقليد لدى الشيعة GMT 5:15:00 2005 السبت 11 يونيو فاخر السلطان -------------------------------------------------------------------------------- التساؤل ـ أي تساؤل ـ بشأن مشروعية نظام "التقليد" عند الشيعة (اي تقليد الشخص العامي لمرجع الدين الفقيه الجامع للشرائط) لا يمكن ان يعتبر موضع اتهام، او في باب تجاوز العرف الاجتماعي والديني!!. فالبعض ممن يضيق صدره حينما تطرح مثل هذه القضية الحيوية، يروج لمثل هذه الاتهامات ويعتبر اي تشكيك في التقليد، ولو من باب التشكيك العلمي لا الفضولي، تطاولا على ارث ديني تاريخي!!. فلا يمكن ان يمارس الحظر على طرح مثل هذه القضايا، اذ انها مرتبطة بمسائل ادارية تنظيمية لا بمسائل فكرية. فتارة يكون الحظر على اساس ان "التقليد" من المقدسات، وتارة اخرى على انه موضوع فكري متشعب ومعقد. فالعديد من المعارضين يزعمون بانه لا يمكن للانسان العادي غير المتخصص في العلوم الدينية والشرعية، والذي بات يضع امام نظام "التقليد" علامات استفهام عديدة وجريئة، ان يطرح حتى تساؤلا عاديا ناهيك عن الخوض في تفاصيله المرتبطة بمناهج المدرسة الدينية الشيعية المسماة بالحوزة العلمية، رغم ان التقليد يتدخل ـ ولو جبرا ـ بتفصيلات حياة الانسان وقضاياه الدينية والدنيوية. فمن البديهي ان يكون "التقليد" محل تساؤل بشأن أصله التاريخي ومشروعية استمراره وامكانية تطوره وتغيره، في ظل التطور والتغير الجاري في الحياة العامة. فقد اصبح بالنسبة للشيعة جزءا من هذه الحياة، كما تجاوز الطرح الخاص والفئوي في الحوزات العلمية وبات موضوع محاضرات عامة، كمحاضرات احياء ذكرى حادثة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي ابي طالب، وهي محاضرات لا ترتبط بفئة ثقافية او مذهبية معينة ويتم تداول اشرطتها في كل مكان.. فهل يعقل بعد هذا ان يخرج البعض ويدعي حظر طرح مثل هذه الاسئلة والموضوعات؟!!.. وهل السؤال في هذا الشأن هو من باب الدخول في منطقة محرمة؟.. وهل يحرم على المريض ـ على سبيل المثال ـ ان يسأل عن المستوى العلمي للطبيب وتشخيصه للمرض والعلاج الذي يشترطه والدواء الذي يصرفه؟!.. فالذين يستشكلون على الانسان العادي ان يطرح تساؤلا حول تاريخ "التقليد" او مشروعيته، هم ممن ساهموا في تكميم افواه الناس وزرعوا ثقافة "اللاسؤال" في المجتمع. يقول جابر عصفور (في الحياة العدد 14136) "ان الاستبداد السياسي من ناحية والتراتب الاجتماعي الصارم من ناحية ثانية فضلا عن لوازم البنية البطريركية التي ظلت متوارثة، كلها عوامل موازية لعوامل التأويلات الدينية في ترسيخ تقاليد التقليد وتثبيتها على مستويات عديدة في كل مجالات الثقافة العربية". ويضيف عصفور انه "من الطبيعي ان تندفع المفاهيم الملازمة للتقليد، وتمارس عنفها القمعي خصوصا في مواجهة التحولات او التغيرات الجذرية التي تهدد تقاليد التقليد او تسعى الى تقويضها بحثا عن آفاق مغايرة او احتمالات واعدة، عندئذ تنهض المفاهيم الملازمة للتقليد بدور حراس الثقافة المدافعين عنها ضد الهجمات الخارجية او حتى الانحرافات الداخلية".. إن نظام "التقليد" عند الشيعة لم يتبلور الا على يد الشيخ مرتضى الانصاري الذي عاش في العراق منتصف القرن الثالث عشر الهجري. وقد قدم اطروحات اتسمت بالاهمية وأسست لمناهج عقلية وفقهية في الفقه الشيعي. غير ان الانصاري هو الذي فعّل موضوع "التقليد" وأفتى ببطلان عمل الشيعي الذي لا يقلد الفقيه او يحتاط. وجاء بعد الانصاري تلميذه صاحب كتاب "العروة الوثقى" السيد كاظم اليزدي ليشرح وينظّر لفكرة استاذه، حيث بحث بالتفصيل في باب "التقليد" ووجوب اتباع المرجع في الاحكام العبادية. وقد التزم الفقهاء الشيعة (اصحاب المدرسة الاصولية) بهذه العلاقة وبنوا على اثرها احكاما وقوانين ترسخ "التقليد" وتبطل عمل الاتباع بدون الرجوع الى مرجع التقليد.. من جانب آخر لم يكن الاجتهاد عند الشيعة معروفا ولم يفتح بابه الا في القرن الخامس الهجري. وقد كان "التقليد" في بداية نشوء الاجتهاد محرما عند الشيعة، اذ كان يقول الشيخ الطوسي في كتابه (تلخيص الشافي) "ان العامي لا يجوز ان يقلد غيره بل يلزمه ان يطلب العلم من الجهة التي تؤدي العلم". كما كان يقول السيد ابن زهرة في (الغنية) بانه "لا يجوز للمستفتي ان يقلد المفتي لان التقليد قبيح ولان الطائفة الشيعية مجمعة على انه لا يجوز العمل الا بعلم، وانما أمر أهل البيت برجوع العامي الى المفتي فقط، فاما العمل بقوله تقليدا فلا، والفائدة من ذلك ان يصير له بفتياه وفتيا غيره من علماء الامامية سبيل الى العلم باجماعهم فيعمل بالحكم على يقين". اما اذا نظرنا الى الوضع اليوم فاننا سنري ان "التقليد" قد بات مسيطرا على حياة الانسان الشيعي، واصبح هذا النظام بمثابة "تبعية" اكثر منه رجوع الى الفتوى. فالمقلد اليوم لا يعتمد على عقله في التفكير او الحوار او المجادلة او حتى في اتخاذ القرار، بل ان العقل الآخر المرتبط بالمرجع اصبح هو البديل لعقله وبالتالي لقراره ومن ثم لفعله. فالمقلد يعتمد على عقله فقط لدعم موقف العقل الآخر واتباعه. ويصف جابر عصفور تلك التبعية بالآتي "ان العلاقة التي ينطوي عليها فعل التقليد تتضمن بعدا من ابعاد القيمة المقسومة بين طرفين: الطرف الاول اسبق في الوجود وأعلى في الرتبة، والطرف الثاني لا حق في الوجود وأدنى في الرتبة، وعلاقته بما قبله علاقة من يستكمل نقصه باستدعاء من يراه اكمل منه في حال تقليده، فهي علاقة تقتضي تسليما أوليا او قبليا بتميز ما سبق وضرورة تكراره بمحاكاته، او اعادة نسخة باحتذائه". ويضيف عصفور بان "تلك العلاقة تسقط من حسابها متغيرات الزمن مفترضة ان القديم او السابق ينطوي على قوة تجاوز المتغيرات، وترد سلبها على ايجاب ثباتها، فتنفي نقص الحاضر بالعودة الى كمال الماضي الذي يظل على اطلاقه افضل من تجليات اي حاضر او متغيراته". ومما هو معروف ان "التقليد" يختص عند الكثير من مراجع الدين الشيعة بالمسائل العبادية والمسائل غير العبادية التي تسمى بالموضوعات. وانشأ المراجع ازاء ذلك مجموعة من الافكار والتصورات قضت بتشييد نمط من العلاقة "القيادية" بينهم وبين الناس او المقلدين، فاستفادوا من ذلك لتأسيس نظام سلطوي "أبوي" من ابرز صوره الراهنة مفهوم "ولاية الفقيه". لذلك يعتبر العديد من المثقفين والناس العاديين أيضا ان "التقليد"، اضافة الى كونه تبعية، فقد وصل الى مرحلة من "الاستسلام" للقائد أو المرجع الديني، وذلك لتفويضه المرجع أو القائد حق التدخل في جميع امور الحياة، ومصادرة حق العامة في تقرير مصائرهم، بل وحقهم ايضا في الاجتهاد، ومحاصرة حريتهم الفطرية تحت مسمى الدين. فباتت صورة "التقليد" ووجهة الكثير من مراجع الدين اقرب الى المؤسسة التي تحتكر تفسير الدين وتأويله والنطق باسمه، وتهيمن على الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية، وبالتالي باتت تلغي دور الناس السياسي والاجتماعي.. فالمرجعية الشيعية في بداية نشوئها لم تكن سوى نظرية بسيطة جدا تقوم على مبدأ ضرورة استشارة الجاهل للعالم، لكنها تطورت لاحقا لتنحصر في تقليد مرجع معين، ثم لتصبح قيادة سياسية ودينية، ثم سياسية كاملة ذات ولاية مطلقة، وتضخمت لتحتكر كل شيء من السياسة الى الفقه الى الفكر والثقافة والاجتماع.. فمن اسباب هذا التوسع والتضخم، الاعتقاد الرائج بان المرجعية قادرة من خلال "التقليد" على ان تجيب على جميع اسئلة الحياة وفي جميع جوانبها. فهذا الاعتقاد راسخ في اذهان غالبية كبيرة من الشيعة، الا انه اعتقاد لا يتماشى مع طبيعة الحياة الراهنة وتطورها. فليس من شأن الفقه التدخل في جميع الامور والقضايا، كما ليس من مسؤولياته الاجابة على جميع الاسئلة. لذلك نجد ان مراجع الدين الفقهاء الشيعة لم يستطيعوا ان يجاروا التغير والتطور الراهن في الحياة، فأصبح نظام "التقليد" مرآة تعكس عدم قدرتهم على طرح حلول واقعية لمشاكل الحياة. وبات المقلدون يعيشون في ظل رؤى ماضوية، وفي اطار أمان بعيدة عن روح المنطق والنقد والتدقيق. ودخل المراجع في متاهات احكام العبادات والموضوعات بحيث فقد الدين بريقه الروحي والاخلاقي في مواقع عديدة.. ومما لاشك فيه أن الانسان بحاجة الى استشارة المتخصص، أي استشارة الجاهل للعالم والرجوع الى الفتوى في المسائل العبادية لا في الموضوعات، فذلك يختلف تماما عن قضية "التقليد" التي باتت تشمل العبادات والموضوعات والتي هي تبعية واستسلام وإلغاء للعقل اكثر من اي شيء آخر. وعليه فإن "التقليد" ليس سوى نظام يسعى الى هذا الالغاء باعتبار انه العقل النقلي المفتقد لابسط آليات التفكير العقلي الناقد. فمنهج النقل يفضي الى الاتباع، وكلاهما يناهض الابداع ويعاديه، بل ويسعى الى القضاء عليه. لذا لا يعقل ان تتم مطالبة المقلد بالاستئذان من المرجع في جميع القضايا، منفذا نظام الوصاية بحذافيره، ومريدا للدين الذي يمثله المرجع ان يمتلك حلولا لجميع المشاكل. فهذا القول يناهض المنطق والعقل ويؤدلج الحياة بصورة كئيبة. كما انه من الخطأ القول بوجود تفكير اسلامي واحد ومحتكر لا يبلغه الا مراجع الدين الفقهاء الذين يجبرون الناس على "التقليد"، اذ ذلك يكاد يشل فاعلية العقل. فمعارضة عملية النقد والتدقيق تجاه ما ينتجه المرجع ستفقد البشر اي قدرة على تغيير واقعهم او تعديله، الا التغيير المرتبط بما يقوله المرجع وينفذ من خلال عملية "التقليد"، فيما سيضرب بعرض الحائط التفكير البشري المتحرر من سلطة التقليد.. إذاً من شأن "التقليد" ان يكون مانعا من الوصول الى حقائق الامور، ومانعا من العبور الى معالم القضايا في الحياة، وبالتالي فان نقد نظام "التقليد" يدخل في اطار نقد المعرفة الدينية مثلما ننتقد المعرفة العلمية.. فلا يمكن وصف نظام "التقليد"، وبالذات في الموضوعات، الا بانه حركة معارضة للتطور ولا تسير باتجاه التغير والتقدم، وذلك لوقوفه بوجه التحرر العقلي والفكري ولان الفقه في ذاته هو علم قديم ولم يتطور، وبالتالي لا يستطيع ان يقدم اجابات وافية وحلولا مقنعة لاسئلة الحياة الجديدة. فالمنهج الفقهي المعمول به في الحوزات العلمية الشيعية، غير قادر على تسريع حركته للسير في الحياة الجديدة، اذ ما زالت خطواته الفكرية ومناهجه تدور في فلك العلوم القديمة، مما يصعب وصول احكامه الى المقاصد الحديثة. فحينما يسعى مراجع الدين الى اصدار احكام في موضوع من الموضوعات، على سبيل المثال ما يتصل بالنظام الاداري للحكم، نجد بانهم يستغرقون وقتا طويلا جدا حتى يصلوا الى مبتغاهم. في حين ان العلوم غير الدينية) غير المرتبطة بالحوزات، تصل الى مرادها بطريقة سريعة وسلسة. ويطرح احد المفكرين قضية "الوكالة" في العصر الحديث للدلالة على موضوع إدارة الحكم. اذ يقول بان هذه القضية اخذت وقتا طويلا من البحث والتدقيق لدى مراجع الدين الفقهاء حتى تساءلوا بانه هل ترتبط بالوكالة الفقهية ام بوكالة من نوع آخر حديث؟، وما هي الاحكام التي قد تنشأ من هذا الامر؟. ويشير هذا المفكر بان المعرفة العلمية التي لا ترتبط بمدرسة "التقليد" او بالفقه والحوزات ومراجع الدين، سوف لن يعرقلها هذا النوع من الاسئلة او هذا الاطار من المناهج العلمية الماضوية.. ان من سلبيات التقليد، وبالذات في الموضوعات، وخاصة في اطار الادعاء بقدرة الفقه على حل جميع القضايا والمشاكل، انه اصبح ارضا خصبة لزراعة تهم الانحراف والخروج عن الدين، والذي يلقي بظلاله على سلامة المجتمع وأمنه. فما حصل في الكويت بالنسبة لتشكيل لجنة الوقف الجعفري خير دليل على ذلك. فتلك المسألة هي في ذاتها مسألة غير عبادية وتعتبر من الموضوعات، لأنها عملية لتنظيم صرف اموال الوقف، الا ان نهج الفقه ونظام "التقليد" لدى الشيعة، والذي يسعى للتدخل في جميع الامور والقضايا، قد تسبب في اشتعال حرب الاتهامات بين الاطراف الشيعية التي اهتمت بالموضوع. حيث ظهر فريقان في هذا الاطار، فريق اعتبر تشكيل اللجنة عملا شرعيا، واستند في رأيه هذا إلى "التقليد" من خلال فتاوى مراجع الدين الفقهاء، وفريق آخر حمل وجهة نظر معاكسة تماما ورفض تشكيل اللجنة واعتبرها مخالفة للفقه واستند ايضا إلى "التقليد" والى فتاوي مراجع آخرين. وفي الواقع فإن الطرفين دعما موقفيهما بالالتزام بنظام "التقليد" من خلال رؤى فقهاء لا يمتون بصلة بالواقع المحلي الكويتي، ولو التزما بنهج "عدم التقليد في الموضوعات" لكانا تجاوزا المشاكل والاتهامات وسعي كل طرف إلى اتهام رأي الطرف الآخر بعدم المشروعية، ولتوصلا الى حلول تلتقي مع الواقع من دون تدخل من اطراف غير كويتية في الشأن المحلي تحت ستار معالجة موضوع ديني. فمن التهم التي تداولت بين الطرفين، رغم استناد كل طرف الى الفقه واعتبار موقفه غير مخالف للدين، تهمة "الشبهات التي تمس الشرع" و"فتنة التفرقة والانقسام"و"الابتعاد عن رضى الله والسعي الى رضى غيره" و"الفسق والفجور". فتلك التجربة تدل دلالة قاطعة على ان تدخل "التقليد" في الموضوعات من شأنه ان يقسم رأي المجتمع تقسيما دينيا مقدسا حيث سيدّعي كل طرف الشرعية لنفسه مما ينفي الطرف الآخر، وهنا تبدو الخطورة على سلامة المجتمع وأمنه.. فالذين زعموا بان الفقه قادر على الاجابة على جميع اسئلة الحياة ومشاكلها، ووجهوا نظام "التقليد" في هذا الاتجاه، افتقدوا الدليل لترسيخ مدعاهم. وقد وظفوا الآية الكريمة (اليوم اكملت لكم دينكم) نحو الموضوع باعتبار ان (لا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين)!!، وهو في الواقع تفسير يحمّل الدين ما لا يريده الدين نفسه. فالقرآن الكريم لم يكن الا نورا وهداية للناس، وما جاء فيه من احداث وقضايا فانها لم تكن من ذات الدين بل ارتبطت بالقضايا الفرعية المسماة بالعرضيات، وبالتالي فهو ـ اي القرآن ـ لم يرسل لتعليم الناس العلوم التي يستطيعون ان يتعلموها من خلال نعمة العقل التي منحهم اياها الباري جل وعلا، او لحل قضاياهم الحياتية التي يستطيعون إدراكها. فعلى سبيل المثال هناك من الفقهاء والمراجع من يقول بان طب الامام جعفر الصادق او طب الامام علي بن موسى الرضا (وهما إمامان شيعيان) دليل على انه بالامكان استخراج حلول من الدين لمشاكل الحياة، وان "التقليد" بالتالي جزء من هذه المنظومة. وهو في الواقع قول خاطىء وتحميل للدين. فما قام به الامامان الشيعيان هو جزء من اعمالهما الفرعية الحياتية التي يحتاجها كل إنسان وليس من ذات الدين، بمعنى انهما لو لم يكتشفا هذا العلم الطبي لما حصل نقص في الدين او في إمامتهما. فالكثير من امور الحياة لم تذكر في القرآن ولم يتطرق اليها الدين كما لا يوجد مفسر للقرآن يستطيع ان يثبت بان جميع العلوم قد جاء ذكرها في الكتاب الكريم، وبالتالي لا يمكن توظيف هذا التفسير من اجل سيطرة الفقه على الحياة والاستمرار في نظام "التقليد". فاذا كنا ننتظر من الدين حلولا طبية ـ كما يريد الفقه ـ او حلولا ادارية وسياسية في الحكم او حلولا اقتصادية فذلك لا يعني بان معرفتنا الدينية كاملة، بل يعني بانها ناقصة ويجب اكمالها. f_ssultann@kwtanweer.com
  5. Today I was astonished by a very interesting interview with an unknown Iraqi poet ,but a great one Mr. Hasan Almarooni. There is a story about it, let me first go briefly through. The Arab top singer Kadim Alsahir, Iraqi, released years ago one of the most striking song named "Me and Layla".. The poem is so striking, people asked about the author, hansan Marwani, but almost no one had heard about him.. He refused to give interviews, even his poem was not well documented and hardly any one heard about it before, though it was written according to Kadim Alsahir twenty years before the song. Any how, many Arab and Iraqi poets falsely claimed the ownership, but no word from the real author. Today I was cemented for about one hour following out the real author , live on the Aliraqea.. He was the most humble , down to earth top human Iraqi scholar, a professor in one of the Libyans university who fled the country ten years ago . Well spoken in standard Arab, he demonstrated the story behind the single known poet . It was in 1971, when he stood at Baghdad university poet festival, he was talking about his own love story.. A story that left into him a real wound. It was once and was last. That what he had said. The interviewer asked, then what.. ? He waited for twenty years until the singer ran into it, and started looking for the author that no one knew about. After ran into and found him in Baghdad late eighties, the signer was afraid to release it. there was one statement that might be interpreted to be anti regime, though the poem is absolutely about lover. The signer waited ten years before releasing after moving to Egypt. The singer couldn't return back to Iraq because of the statement " It says " I left as not able any more seeing strangers inhabited my lover ".. Which some of Auday aids interpreted to mean the Saddam family.. The interviewer asked," Why you kept your self away all this time?" The poet replied " I never stopped , I had a lot non published .There are many reasons why not publishing but one of them is that i was afraid of being forced to release a poem in favor of the regime if I became a well known. I decided rather to scarify my future than go this way,. I was less affording than others who scarified their life's" !!!! The interviewer asked why not now, he replied " a lot of poets , are still feeling fear and might prefer waiting for some time before publishing, I knew some have written a lot about these great days! "
  6. http://www.iraqhurr.org/realaudio/correspo...50609194125.ram الجعفري يتحدث عن زياره الوفد الاوربي
  7. Arabic is written from right to left The alphabet and the statement construction is like english. For example letter A ia almost pronounces as the letter "Aaa" Letter B as the arabic letter Baa There are some arabic letters that don't have equivalent in other laguages, such as "Thadt" which is not read accurately as I wrote it here. Verbs in arabic are past present and future, in difference to english they come first in the statement Verbs are writen with sligh addition when used for female Thahab alwalado , means the boy went Thahabat albinto, means the girl went In Iraqoi slung , rahaa alwalad , and rahat alibnania So it is much different between the slung and the standard Arab language , which by the way no one in Arab world is using, every region has it's own slung..
  8. What is that meaning? As for the Arabic/English.. Let us put a stick in the ground. Iraqi slung might be not understood by a lot of Arabs , specially other than the gulf region. Even inside Iraq, Mosul slung is different than Baghdad , than south. As usual some statements/words might have diffrent meanings in different arab countries. For example "Hama" in Jordan and other countries means the mother or father in law, while in Iraq means sister and brother in law. I remeber the funny situation when my wife mentioned to some of her Jordainaian friends that she has four male " Hama"s !
  9. تابعنا بشغف كبير تلك الوجوهه الباسمه الشابه على هده المحطه الفتيه واقولها بصراحه , لقد كانت اكبر من مفاجئه ان تحتل هده القناه موقع الصداره في متابعاتنا اليوميه من بين العديد من القنوات المنافسه العربيه دات الدعم و الامكانيات الهائله مع دلك وحرصا على نجاحات اكبر لهده المؤسسه الاعلاميه سوف اورد بعض الملاحضات عن امور مختلفه المؤتمر الصحفي الدوري للسيد ليث كبه هو واحد من اهم الامور التي نحتاج الى متابعتها , المشكله ان المؤتمر يعقد بتوقيت بغداد صباحا وهو ما يحرم المتابعين في اوربا و امريكا, ياحبدا تعاد اداعته في اوقات الدوره لاوربا وامريكا وهي اوقات بعد الساعه الواحده ليلا ولا تؤثر على المشاهدين في الشرق الاوسط اليوم صدر اعلان لطبف على العراقيه يدعوا الكوادر الاعلاميه الراغبه بالانضمام الى كادر الفضائيه لتقديم طلباتهم ياريت تمتد الدعوه لمن يرغب من خارج القطر ولو بصفه تطوع ملاحضه خاصه صغيره حول الاعلان , ديل بعباره " والله من وراء القصد" وكأن الامر فيه دهاب الى معركه او مشروع سياسي ومديل بتوقيع المدير العام ياريت يتم استخدام فتره الفجر اي مابعد الثالثه صباحا بتوقيت بغداد لبث اعادات لبرامج رئيسيه حيث انها فتره يبدوا لي تحتاج الى تطوير وهي مهمه لسكان الامريكيتين بالنسبه للبرنامج الديني , اعجبني جدا هدا التقسيم في الادان شيعيا وسنيا ..
  10. Just come to my mind to have this post as a place holder to help people who wanted to learn more about english and arabic and specially Iraqi slung "Aameia" Any interest?
  11. Airdale, This translation is just like reading a text backword! Thanks your effort and help though..
  12. يحب التحرك سريعا لاخراج اؤلئك المتعاطفين من هدا المأزق و مساعدتهم للرجوع الى الحاضنه الاكبر , حضن الوطن[, اوافق الكاتب على تحليله الممتع/SIZE]
  13. لقد اختصر جابرا كل الكلام وكل ما يمكن ان يفال حول العراق في هده العباره الرائعه تحيه لجابر حبيب الدي لااعلم من هو ولكني بالتاكيد اراه في وجوه و عقول كل العراقيين رجاء اعطونا المزيد عن كتاباته وعن خلفيته
  14. Dr Waed Almosawee is calling Iraqis for petition to support the proposal of turning the Iraqi oil industry to be owned by people with one share per person.
  15. Some one might here put Islamic groups as the religous freedom limiting force, however the statement by the head of the Chatholic church in Iraq, Mr. Daly, was disappointing. He accused the US Protestatnt church missions of trying to convert some Iraqi chatholic to Protestant.. He said that this should not be allowed.. He went more to use this as excuse for the terrorist attacks on some churchs in Iraq. In Arab and Moslim world, we used to hear such complains by Moslims clergy, but having it by Chatholic is a new one.. Anyhow I think religous freedom should be extended not only to the right of practicing but the right of choose. ربما يعتقد البعض ان تحديد الحريات الدينيه مرتبط بالمؤسسات الدينيه الاسلاميه ولكن تصريحات بطريرك الكاثوليك العراقيين , البطريرك دالي, كانت اكثر من مفاجئه. فقد اتهم الكنيسه الانجليكيه الامريكيه بمحاوله تحويل الكاثوليك الى برتستانت في العراق.. بل دهب لابعد من دلك عند اعتماده هده الادعاء لتبريره لبعض العمليات الارهابيه على بعض الكنائس بالدول الاسلاميه نحن متعودين على تهم من هدا النوع من قبل رجال الدين المسلمين ولكن ان تاتي من رجال دين كاثوليك فهدا امر جديد على كل حال اعتقد ان الحريه الدينيه يجب ان لا تعني حريه الممارسه فقط بل ان تمتد الى حريه الاختيار ايظا
  16. يقول الجواهري : يا دجلة الخير، يا أمَّ البساتينِ حيّيتُ سفْحكِ عن بعدٍ، فحيّيني لوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِ حيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ به على الكراهةِ بين الحين والحينِ يا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُ نبْعاً فنبْعاً، فما كانت لترويني إنّي وردْتُ عيون الماءِ صافيةً ليَّ النسائمِ أطرافَ الأفانينِ(1) وأنت يا قارباً تلْوي الرياحُ بهِ يُحاكُ منه، غداة البيْنِ، يطويني وددْتُ ذاك الشراع الرّخصَ لو كفني(2) حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا بين الحشائشْ أو بين الرياحينِ أتضمنين مقيلاً لي سواسيةً بين الجوانح أعنيها وتعْنيني خِلْواً من الهمِّ إلا همَّ خافقةٍ كالريح تُعْجلُ في دفع الطواحينِ تهزّني فأجاريها فتدفعُني * * * يا خمر خابيةٍ في ظلّ عُرجونِ(3) يا دجلة الخير: يا أطياف ساحرةٍ يا خنْجَر الغدر، يا أغصان زيتونِ يا سكْتَةَ الموتِ، يا أطيافَ ساحرةٍ متى التبغْددُ حتى في الدهاقينِ(4) يا أمّ بغدادَ، من ظَرْفٍ ومن غَنجٍ للآنَ يعبقُ عطرٌ في التلاحينِ يا أمّ تلك التي من (ألف ليلتها) به الحضارة ثوباً وشْيَ (هارون)(6) يا مُسْتجمَّ (النواسيّ) الذي لبستْ(5) والمُلْبسِ العقْلَ أزياءَ المجانينِ الغاسلِ الهمّ في ثغرٍ وفي حَببٍ والمُنْفقِ اليوْمَ يُفْدَى بالثلاثينِ(8) والسّاحبِ الزقّ يأباهُ ويُكرِههُ(7) والمُلهمِ الفن من لهوٍ أفانينِ والرّاهنِ السّابريَّ الخزّ في قَدحٍ(9) قرْعَ النواقيسِ في عيد الشّعانينِ(10) والمُسمعِ الدّهرَ والدنيا وساكنَها * * * يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يُشجيني يا دجلةَ الخير: ما يُغْليكِ من حَنقٍ في مائكِ الطُهرِ بين الحين والحينِ ما إن تزالُ سياطُ البغْى ناقعةً على القُرى - آمناتٍ - والدهاقينِ ووالغاتٌ خيولُ البغْيِ مُصبحةً به مجاريك من فوقٍ إلى دُونِ يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ أدري على أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً من النواويس أرواحُ الفراعينِ(12) تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً(11) على الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ(13) كما تلوّى ببطن الحوت ذو النونِ الضارعين لأقدارٍ تحِلُّ بهمْ ويفزعون إلى حدْسٍ وتخمينِ يروْن سود الرزايا في حقيقتها والمُفضلينَ عليه جَدْعَ عِرْنينِ(14) والخائفين اجتداع الفقر مالهمو مستعصمين بحبْلٍ منه موهونِ واللائذين بدعوى الصبر مَجْبنةً ومستميتٍ، ومنجاةً لمسكينِ والصبرُ ما انفكّ مرداةً لمحتربٍ(15) وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ آت فترضيك عقبان وتُرضيني لعلّ يوماً عصُوفاً جارفاً عرساً للسمع، ما بين ترخيمٍ وتنوين يا دجلةَ الخير: إن الشعر هدهدةٌ لحن الحياة رخيّاً غَيْرَ ملحونِ عفْواً يردّد في رَفْهٍ وفي عَللٍ كفّ الطبيعةِ لوْحاً (سفرَ تكوينِ) يا دجلة الخير: كان الشعر مُذْ رسمتْ لكنْ لنلْمِسَ أوجاعَ المساكينِ يا دجلة الخير: لم نصحبْ لمسْكنةٍ المُلهمونَ عليها كالعناوينِ هذى الخلائقُ أسفارٌ مُجسّدةٌ أضواءُ حرْفٍ بليل البؤسِ مرهونِ إذا دجا الخطْبُ شعَت في ضمائرهم من راح منهم خليصاً غير مديونِ دَيْنٌ لزامٌ، ومحسودٌ بِنِعمتهِ * * * تُسدى إليَّ على بُعدٍ فَتجْزيني يا دجلةَ الخير: هلا بعض عارفةٍ(16) وألهميني سُلواناً يُسلّيني يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلى خبروا طيفاً يمرُّ وإن بعْضَ الأحايينِ يا دجلةَ الخير: خلِّي الموج مُرتفعاً دفْءَ (الكوانينِ) أو عطر (التشارين)(17) وحمّليه بحيثُ الثلجُ يغمُرني عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها وددّتِ مثلي لو أنّ النوْمَ يجفوني لو تعلمين بأطيافي ووحشتها لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت ويرحل الجواهري عن عالمنا، ولاتزال دجلةَ تشكو الأسْر والقهر والقيود، ولاتزال تغلي بالحنق الذي استثار غضب الشاعر وشجونه، ولاتزال سياط البغي ناقعه في مائها الطاهر، وخيول البغْي والغة على القرى الآمنة، ولاتزال دجلةَ تصغى لأوجاع المساكين، والليل المرهون بالبؤس. ولايزال جرحها ينزف، وشاعرها في الملأ الأعلى تطل روحه على بغداد وأمّ بغداد، فتــرتدّ جازعة مـــــن رجـــــس الشياطين، مفتقدةً طهر الملائك، متطلعة إلى يومٍ عصوف جارف عرم، يطيح بكلّ الذي تشكو منه وتعانيه، لعلّها ترضى عقباه وتغني لحن الحياة، وستظل في أسماعنا وأعماق وجداناتنا - نحن الحالمين بدجلة الخير وبغداد العدل والحرية - نداءاتُ الجواهري وهتفاته الشجية وهو يردد في مستهلّ العديد من أبيات قصيدته: (يا دجلة الخير) فهل آن أوان إجابة هذا النداء? (1) الأفانين والأفنان: الأغصان. (2) الرّخص: الناعم. (3) الخابية: وعاء من الفخار يُعتّق فيه الشراب. العرجون: عذْق النخل إذا يبس واعوجّ. (4) التبغدد: تقليد أهل بغداد ومحاكاتهم في عاداتهم وتحضّرهم. الدهاقين: جمع دهقان: رئيس المدينة أو القرية (فارسية معرّبة). (5) النواسي: أبو نواس. (6) هارون: هارون الرشيد. (7) الزق: وعاء من الجلد يتخذ للماء والخمر. (8) بالثلاثين أي بالثلاثين يوما مجموع أيام الشهر. (9) في هذا البيت إشارة إلى قول أبي نواس من قصيدة له وقد رهن ثيابه الثمينة كلها ومن بينها خلع العباسيين عليه. (10) عيد الشعانين: من أعياد النصارى. (11) تهزيْن: تهزئين (بتسهيل الهمزة). (12) النواويس: التوابيت. (13) العتقاء: من يؤسرون ثم يطلق سراحهم. (14) جدع عرنين: يقال جُدع عرنينه أي قُطع أنفه. (15) مرداة: مهلكة. (16) العارفة: الفضل والإحسان. (17) الكوانين: جمع كانون وهو الموقد. والتشارين: جمع (تشرين) وهو اسم لشهرين من شهور السنة السّريانية: تشرين الأول وهـو أكتوبر وتشرين الثاني وهو نوفمبر
  17. ما يؤكده مقال محمد البغدادي ولو بدون قصد , هو ان نظام صدام لم يكن سنيا او شيعيا ,عربيا او كرديا و لا حتى بعثيا فهو انما كان صداميا . و كما ابدع وصفه الشهيد السيد مهدي الحكيم ,انه ظالما في كل شئ الا في ظلمه , فقد عدل فيه فصدام قتل من البعثيين اكثر مما سقط على ايدي اعدائهم وقد قتل من العراقيين اكثر مما قتله غيرهم. نعم لم يكن هدا النظام ليفرق بين شيعي وسني او كردي وعربي عندما يتعلق الامر بسيطرته , فالصداميين اللدين اولى بنعمته عليهم لم يكن قيمه ثمن خيانتهم لشعبهم مرتبطه بعرق او طائفه او دين وكدلك المناضلين من اجل حريه العراق والعراقيين لم يكن ليجمعهم سوى معتقل او منفى واحد والخدمه في مؤسسات صدام القمعيه الامنيه لم تكن محصوره كدلك بطائفه او عرق فقد كان هناك من الاكراد والشيعه و المسيحيين و غيرهم ما قد يزيد على عدد اقرباء صدام , يجمعهم ضمير ميت باع نفسه للشيطان من اجل نعمه زائله وطمع شخصي , السيد محمد البغدادي يشير الى دلك بوضوح من خلال وضعه لاهداف ثوره تموز كمعيار لاستلام المسؤوليه , ومن يدقق في هد المعيار فاننا نجده يتسع ويضيق على مدى الثلاثين سنه من حكم صدام بما يتناسب مع موقع صدام في السلطه, فما كان معبرا عن هده المبادئ قبل استفراد صدام بالحكم بانقلابه المشؤوم نهايه السبعينات وبدعم خارجي لاسباب اقليميه معروفه, اصبح خيانه بعد دلك وليس اقل من دليل هو اعدام اعضاء القياده القطريه والقوميه بتهمه الخيانه وعدم الولاء للقائد تلك التهمه التي لم تطل الرفيق محمد البغداي الدي ربما لازال يخشى ان تطاله التهمه بعد عوده "رئيسه الضروره" للحكم من رحله شفط الملابس الداخليه منها والخارجيه ا
  18. مبروك لكل من ينتضر بلهفه سجن فضائيات الارهاب العربي بدأ البث وقد استلمناه في امريكا وكندا Congradulations.. Aliraqia started it's satellite broad casting to the US and Canada on Intelsat 5 97 degree freq 12146 v 22 Bye Bye to the jail of the Arab terrorists supporting propaganda! After two years of suffering we are noew free to hear the free voice of Iraq..
  19. مايطرحه عدنان حسين في مقاله اعلاه يمثل في راي انعكاسا لاشكاليه خطيره تواجه العراق كدوله والعراقيين كشعب هده الاشكاليه تستمد خطورتها من الطبيعه الاستثنائيه لاسلوب تاسيس الدوله العراقيه الحديثه قبل ثمانيين سنه.. فبينما يعتقد البعض ان هدا الكيان السياسي قد فرض على شعوب العراق من قبل الانكليز ولاهداف تتعلق بالسيطره و ترتيب اوراق مابعد انهيار الدوله العثمانيه , فان هناك من يشير الى حقيقه كون العراق بمختلف مناطقه يجمعه تاريخ واحد وتحديات مصيريه مشتركه لاقوامه. اعتقد ان الجانبين يملكون مؤشرات جديره بالاعتبار, ما يواجه العراقيين اليوم هو مزج كلا النظريتين للخروج بتصور واضح يحدد طبيعه العراق الدي نريد, عراق الانكليز ام عراق التاريخ والجغرافيا ام عراق اخر عصري ديمقراطي يكون الولاء فيه للوطن قبل العرق والقوميه والطائفه سؤال علينا ان ننتضر سته اشهر اخرى للاجابه عليه
  20. شكرا لماروني الدي دكرنا بهده القضيه الساخنه المفتوحه دائما حول شرعيه ضرب المرأه في الاسلام قبل كل شي فان الرأي الشرعي السائد عند الشيعه والسنه هو جواز الضرب وضمن الضوابط الشرعيه التي تحدث حولها المقال اعلاه منقولا عن الشيخ الكبيسي وليس هنا مجال النقاش حول موضوع شرعيه هدا الراي فهدا باب منفصل, انا شخصيا لا اتفق مع تفسير الايه الخاصه بضرب المراهء بشكل يجيز للرجل ضربها, على كل حال هدا موضوع معقد وانا لااتحدث عنه بصفه شرعيه لانني لا املك تلك المؤهلات التي تنمنحني موقع الفتوى الدينيه انما هو رأي شخصي مستند الى فهمي المحدود لنرجع الى الموضوع, وحيث ان التفسير السائد للمساله هو جوازها فان هناك براي اشكاليه تحتاج الى وقفه . قد يكون مقبولا لبعض النساء ان ترتضي بهده الصلاحيه للرجل الا ان هناك نسبه لاباس بها تعتبر هدا مسا بكرامتها, وخصوصا تلكم اللائي تربين على مفاهيم من الثقه بالنفس وثقافه لاتجيز اهانه الانسان وتحت اي تفسير او اسلوب. اقول بالنسبه لهده الشريحه التي يمكن ان يقال انها النسبه الغالبه من المثقفات على الاقل, كيف نحمي حقوقهن الانسانيه تحت ضل تفسير من هدا النوع هل الضرب اختصاص للزوج على زوجته وبناته ام لاي رجل له حق القوامه؟ , هل يجوز مثلا لاي رجل ان يمارسه على ما خلا دلك هل للابن نفس الحق على امه واخواته هل هناك حدود تحدد لممارس هدا الحق مواضع التنفيد ام انه حق مطلق فيما يراه هو صالح مادا لو انتفت القوامه الماديه, مثلا ان تكون الزوجه معتمده على نفسها ماديا او هي التي تعمل, هل لها نفس الحق, ام انه حق بايولوجي مرهون بمفهوم تفوق الرجل المطلق على المراءه حسب ما بعتقده البعض ان اطلاق الحق بدون وضع الضوابط التقنيه يجعله حقا مخيفا , انا شخصيا لا اوافق ان تكون امي او اختي او زوجتي او ابنتي تحت تهديده , حتى ولو كان لي شخصيا متعه استخدامه هل هناك عقوبه على من مارس هدا الحق تعسفا, انا اعرف ان في الاسلام , على الاقل الشيعي, ديه خاصه على من يضرب شخصا ضعيفا حتى ولو كان محقا ولهده الديه تفاصيل و محددات, فهل يجوز للمرأءه التي يمارس ضدها هدا الفعل ان تطالب بالديه وكيف يمكن دلك اريد ان اصل الى محور الموضوع, كل الاسئله اعلاه قد تثير اجابات وتساؤلات ولكن يبقى الموضوع الاهم , كيف لتلك المعتزه بكرامتها من النساء التي ترفض هدا التعسف من ان تحمي نفسها انني ارى ان تطالب تلك المراءه بان يثبت في عقد زواجها نص يشير صراحه الى ان عقد الزواج المبرم لايبيح للرجل فعل دلك كما عليها ان تنص في عقد زواجها على امتلاك حق العصمه في الطلاق كما منحها الاسلام هدا الحق ان واحد من اهم قيم فلسفه الزواج في الاسلام خلافا عن بقيه الاديان السماويه , انه جعله عقدا مدنيا بين طرفين متكافئين , تلك القيمه الكبيره التي منح من خلالها المراءه غايه ما يمكن ان ان تتمناه في علاقه زوجيه صحيه متفاعله مع الحقوق الانسانيه والشرعيه ا
  21. I personally don't put a lot on his death! Alzarqawee is just a product of an environment, there are many of such thug in Jordan, Suadi and other terrormen's producing land and idiology .. We need to go after the roots, cutting the branches will not save us the hard times..
  22. بدعة العمليات الانتحارية الى أين أوصلت عالمنا العربي؟ الحياة 2005/05/17 العمليات الانتحارية، بعد كثرة استخدامها في أغراض مشبوهة الهدف، المباشر والبعيد المدى، موضوع أسئلة حقيقية. وتصبح الإجابات عنها قضية راهنة لا تقبل المراوغة ولا تحتمل التأجيل. وقد مضى زمن كان المعترضون عليها من الناحيتين المبدئية والسياسية – وأنا منهم – مكرهين على تأجيل الجهر بمواقفهم في شأنها – باستثناء الموقف من العمليات ضد المدنيين في اسرائيل - وذلك احتراماً لمعركة وطنية، في لبنان وفلسطين، تتصل بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم لأراضي البلدين، في ظروف كاد العالم فيها يتجاهل حق الشعبين في الحرية والتحرير والاستقلال. اليوم أصبحت الصورة مختلفة. فقد تحرر لبنان من الاحتلال الاسرائيلي. وانتقل النضال الفلسطيني الى مرحلة جديدة، مختلفة أشكاله وأدواته واستهدافاته المباشرة. وباتت العمليات الانتحارية، في العراق خصوصاً، وكذلك في بلدان عربية اخرى، تتخذ صفة العمل الهمجي الذي يستخدم اشخاصاً مهووسين، مضللين، في اعمال قتل لمجموعات مدنية في أماكن عملها وفي أماكن سكنها، وذلك باسم مقاومة الاحتلال، من دون ان تشكل تلك العمليات أذى حقيقياً لهذا الاحتلال. بل ربما قدمت وتقدم له امام الشعب العراقي مبرر بقائه لمدد أطول، تحت شعار محاربة الارهاب الذي يقلق الأمن الشعبي والوطني. وهو شعار يكتسب أهمية استثنائية بالنسبة الى الشعب العراقي، في هذه المرحلة التي تتخذ فيها العملية السياسية طابع عملية انقاذية، - على رغم كل التباساتها – لاخراج العراق من نفق الاستبداد ونفق الاحتلال الذي أطاح نظام ذلك الاستبداد. في ظل ما نشهده كل يوم على شاشات التلفزة من عمليات انتحارية، ومن سيارات مفخخة، ومن عبوات تزرع في حاويات القمامات وفي جنبات الطرق المزدحمة بالمارة، وفي الأسواق الشعبية التي تغص بالكثرة من الفقراء وبالقلة من الاغنياء، وفي الفنادق التي يرتادها رجال الاعمال من كل الجنسيات الذين يغامرون بحياتهم وبأموالهم من اجل انعاش اقتصاد البلاد ومن أجل جني الأرباح معاً، وفي اماكن تجمع رجال الأمن وأفراد القوات المسلحة، الذين يسعون الى العمل من أجل كسب رزقهم، ويسهمون في الوقت عينه في بناء المؤسسة التي ستحل محل جيش الاحتلال في مرحلة ما بعد التحرر والحرية والاستقلال والديموقراطية المنشودة التي ينتظرها الشعب العراقي بشوق كبير، في ظل كل هذا الذي نشهده من أساليب قتل جماعي عبثي مدمر، نحب ان نعلن، وبصراحة كاملة، ما كنا قد أجلنا اعلانه للأسباب الآنف ذكرها، اعتراضنا المبدئي والسياسي على العمليات الانتحارية من أساسها، أياً كانت الاهداف التي تبرر اللجوء اليها، بما في ذلك أعظم هذه الاهداف شأناً، الحرية والتحرر والتغيير. ونستند في اعتراضنا هذا على هذا النوع وهذا الشكل من العمل السياسي – وامتشاق السلاح في مثل هذه الحالات هو عمل سياسي بامتياز – الا ان قتل النفس عمداً، فضلاً عن التحريض عليه من قبل اصحاب الأمر، هو عمل معاد للحرية وللحياة ذاتها، ومعاد في الأساس للقيمة التي يمثلها الانسان الفرد باعتباره أثمن رأسمال في الوجود. ونزعم ان كل العقائد الدينية، وكل حركات الاصلاح في التاريخ، وكل المشاريع الكبرى حاملة افكار التغيير لتحقيق السعادة والحرية والتقدم للبشر، انما تؤكد في مبادئها الاساسية ان الانسان الفرد هو قيمة انسانية قائمة بذاتها، ومن أجله ومن اجل سعادته توضع القوانين والشرائع. ذلك ان هدف هذه العقائد والحركات والمشاريع هو تأمين الشروط التي تتيح للانسان العيش والبقاء بكامل حقوقه. اما النضال من اجل هذه الغاية الانسانية الكبرى فيتخذ اشكالاً لا حصر لها، من بينها النضال بالسلاح. والمغامرة بالحياة في هذا النضال المحسوبة نتائجها، وحتى تلك التي لا يمكن حساب نتائجها حين تأتي على غير موعد وفي ظروف لا يمكن التحكم بها، انما تفترض دائماً احتمال عودة المناضلين من جبهات النضال احياء، ولو معوقين احياناً، قادرين على الاستمرار في الحياة وفق موجباتها التي يوفرها لكل فرد مكانه وموقعه في مجتمع بلاده. هذا ما قدمته لنا تجارب الشعوب قديماً وحديثاً، في معاركها المتعددة الاشكال والاهداف. وهذا ما استقيناه من قراءاتنا – التي قد تكون منقوصة ونأمل بأن يرشدنا الى الحقيقة عنها العارفون بها – للمعارك التي خاضها الديانة المسيحية عبر تاريخها الطويل من اجل تثبيت مواقعها، والمعارك التي خاضتها الديانة الاسلامية ومثالها الاعلى حروب الرسول، لا تقدم أي صيغة تشير الى ان العمليات الانتحارية كانت جزءاً من اشكال النضال في تلك المعارك. وقد استشرنا في هذا الامر مراجع دينية اسلامية – شيعية وسنية – فلم يأتنا جواب يناقض ما دلتنا إليه قراءاتنا لتاريخ الاسلام. صحيح ان تلك المعارك والحروب كانت ضارية ووقع فيها العديد من القتلى. لكنها كانت حروباً، بكل ما تتصف به الحروب جميعها في التاريخ القديم والحديث من اشكال قتال ومواجهات وضراوة ووحشية في كليهما. وتؤكد كل المعطيات التاريخية ان الامام الشهيد الحسين بن علي لم يختر بنفسه المعركة التي استشهد فيها. بل هي فرضت عليه خارج ارادته، فواجهها بشجاعة المؤمن بعقيدته، الثابت على مبادئها وقيمها، مفضلاً الاستشهاد بكرامة على الحياة بذل. ويروي عن الإمام علي بن أبي طالب ان احد الفرسان من أتباعه اقترح عليه اقتحام حشد من خصومه، فمنعه الإمام قائلاً له بما معناه ان عمله سيكون عملاً انتحارياً. فلما ألح الفارس على الإمام قائلاً إن حياته فداء للإمام وللإسلام، أجابه الإمام قاطعاً وجازماً بأنه ضد عملية محسوم فيها الموت، وهو لذلك يرفضها. ولم نعرف في تاريخ المقاومات، التي اشتهرت في الحرب العالمية الثانية في الاتحاد السوفياتي (السابق) وفي بلدان أوروبا الغربية والشرقية، وكذلك في الحروب الثورية التحررية التي خاضتها شعوب الصين والفيتنام وكوبا، الا مثل البطلة الروسية زويا، التي وجدت نفسها في لحظة امام موت محتوم، فاختارت ان يكون موتها في عملية انتحارية ضد آليات الجيش النازي الزاحف. وكان من نتائج تلك العملية ان توقف زحف القوات المعادية. ولذلك اعتبرت زويا بطلة الاتحاد السوفياتي. ولم نعرف أمثلة اخرى غيرها. آن الأوان لكي نخرج شعوبنا العربية من هذا النمط من الاعمال التي اساءت الينا – على رغم ان بعض تلك العمليات قد أثار إعجاب ودهشة وتقدير العالم – وأساءت الى نضالنا الوطني التحرري، بفعل استمرارها وتحولها الى نمط نضالي راسخ. وصنفتنا تلك العمليات لكثرة استخدامها في اهداف مدنية كشعوب – أو صنفت مناضلين لا نريد لهم ان يكونوا كذلك – «ارهابيين»، أو «همجاً»، نضحي، بدم بارد، بشبابنا الذين هم مستقبل بلداننا، بما في ذلك في المعارك الوطنية الصحيحة. وتركت هذه العمليات، حتى وهي تساهم في تقديم انتصارات لا نشك في أهميتها، آثاراً سلبية مؤكدة، علينا وعلى قضايانا. ولسنا نريد لشعوبنا، ولا للذين يقاتلون بشجاعة من أجل الحرية، باسماء وشعارات ورايات متعددة بما فيها راية الدين، ان تكون وأن يكونوا صنو بن لادن، ربيب الامبريالية الأميركية القديم، وخصمها الحالي – ونسأل هل هو حقاً خصم لها ام حليف من نوع عجيب! – بن لادن القابع في كهوف التاريخ. ومن هذه الكهوف بالذات، وباسم شعارات عنصرية حملها تعسفاً للاسلام، أرسل أناساً مستلبي الارادة، قرروا قتل أنفسهم، وفرضوا بالقسر على اناس أبرياء مشاركتهم في قتل أنفسهم، وذلك في عملية قتل أبرياء آخرين لا ناقة لهم ولا جمل! وكان المثال الفاقع الفظ على ذلك بوحشية وهمجية ما حصل في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) في الولايات المتحدة الاميركية. ثم تكرر المشهد، ولا يزال، في العراق خصوصاً وكذلك في السعودية. وكان قد حصل مثله في المغرب وفي اسبانيا. وهو يحصل في بلدان اخرى ابتليت بهذا النوع من الجرائم الكبرى النادرة المثال في التاريخ الحديث. آن الأوان لكي نتحرر ونحرر شعوبنا من هذا النمط من العمل الانتحاري، وان نتكاتف لتحرير العراق الشهيد من اخطاره التي تثقل هذه المرحلة من تاريخه. وهي مرحلة جديدة بكل المعاني، ينتقل فيها هذا البلد العربي الكبير بصعوبة قصوى وبأثمان باهظة من عصر قديم بائد الى عصر جديد مختلف، ومن واقع ظالم ومظلم الى واقع مشرق، او محتمل الاشراق، ومن نظام استبداد بغيض الى مشروع نظام ديموقراطي تعددي فيديرالي. إنها صرخة من أعماق الروح ومن أعماق الاحساس بقيمة الانسان ومن أعماق الاحساس بالمسؤولية عن قضايانا، نأمل بأن تجد لها صدى في عقول ومشاعر شعوبنا العربية، وعقول ومشاعر القوى الحية فيها من كل التيارات والمرجعيات السياسية والفكرية. كاتب لبناني.
  23. الاعتراف الأخير... قصة البرنامج النووي العراقي يرويها المسؤولان عن انشائه وتطويره (7 من 7): حملة «ثعلب الصحراء» ...صدام يُبدل نظام حمايته تضليلاً للأقمار الاصطناعية جعفر ضياء جعفر ونعمان النعيمي الحياة 2005/05/15 يمكننا أن ندرج في أدناه أحداثاً أوصلتنا إلى 17 كانون الأول من عام 1998 يوم بدء عملية ثعلب الصحراء[7]: > في 5 آب 1998: قرر العراق إيقاف تعاونه مع لجان التفتيش ريثما يقرر مجلس الأمن رفع الحصار عن مبيعات النفط العراقي. > في 9 أيلول: أصدر مجلس الأمن القرار 1194 الذي طالب فيه العراق بإلغاء قراره المتخذ في 5 آب. ودعا قرار مجلس الأمن الجديد إلى عودة التعاون الكامل بين العراق ولجنة الأونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية. > في 31 تشرين الأول: أعلن العراق عن قراره بإيقاف تعامله مع لجنة الأونسكوم ولكن العراق أبلغ الوكالة الدولية أن في إمكانها الاستمرار في أعمالها غير أن الوكالة امتنعت عن ذلك بحجة حاجة مفتشيها إلى إسناد لوجستي من الأونسكوم. > في 5 تشرين الثاني: أصدر مجلس الأمن القرار 1205 والذي طالب العراق بإلغاء قراره الصادر في 31/10. > في 14 تشرين الثاني: قرر العراق التعاون الكامل مع لجنة الأونسكوم ومع الوكالة الدولية بعد إبلاغه أن مجلس الأمن سيجري مطلع عام 1999 استعراضاً شاملاً لجميع أنشطة نزع الأسلحة ومنذ 1991 بمشاركة فاعلة من الجانب العراقي. > في 15 تشرين الثاني: أكد مجلس الأمن استعداده لإجراء تقويم شامل حيث أدرك أهمية التعرف بدقة إلى كل ما جرى منذ عام 1991 بهذا الشأن. > في 17 تشرين الثاني: أعادت لجنة الأونسكوم والوكالة الدولية نشاطها في العراق. > في 15 كانون الأول: أحال الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن تقريري الأونسكوم والوكالة الدولية [8] عن نشاطهما في العراق منذ استعادة عملهما في 17 تشرين الثاني وذكر الأمين العام في رسالته إلى المجلس أن تقرير الوكالة أُحيل إليه من المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي في 14 كانون الأول [8] بينما تقرير الأونسكوم أُحيل إليه في 15 كانون الأول من المدير التنفيذي للجنة الأونسكوم ريتشارد بتلر. وعلّق الأمين العام أن التقريرين احتويا معلومات متناقضة بينما الوكالة الدولية تقول إنها حصلت على قدر مقبول من تعاون الجانب العراقي ولكن تقرير الأونسكوم عن نشاطها للفترة ما قبل 17 تشرين الثاني وأعطى انطباعاً بأن الأونسكوم لم تحصل على تعاون كامل من الجانب العراقي. وبسبب هذه الحالة السلبية في تقرير الأونسكوم عرض الأمين العام على مجلس الأمن ثلاثة خيارات: الأول: يبين أن ما تم إنجازه منذ 17 تشرين الثاني لا يوفر أرضية جيدة لإجراء الاستعراض الشامل مطلع العام 1999. الثاني: يبين أن العراق لم يظهر قدراً كافياً من التعاون لحد الآن ولكن يجب إعطاؤه المزيد من الوقت لإظهار نياته الحسنة بالتعاون الشامل. ثمة معلومات أخرى سربها أصحاب القرار من قوات التحالف أن بتلر كان قد أبلغ سلطات الولايات المتحدة بمضمون توضيحي في يوم الجمعة 11 كانون الأول من عام 1998 أي قبل إرسال تقريره إلى الأمين العام بأربعة أيام وأنه استقبل مكالمة هاتفية صبيحة 16/12/1998 من بيتر بيرلي سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يطلب منه التعجيل بسحب مفتشيه من العراق ولم يظهر بتلر أي قدر من الاستغراب من طلب السفير الأميركي فنفذ التعليمات الصادرة إليه بكل إخلاص وتفانٍ في خدمة ولي أمره. ومهما تباينت الرؤى عن تفسير سلوك بتلر غير أن من المتعارف عليه أن تصرفه ذلك أعطى الضوء الأخضر لعمليات ثعلب الصحراء التي تسببت في زوال لجنة الأونسكوم ذاتها وإقالة بتلر من منصبه كرئيس تنفيذي لها. وبعد أقل من ساعة واحدة فقط من بدء عملية ثعلب الصحراء (أي في تمام الساعة السادسة مساءً بحسب التوقيت المحلي يوم الأربعاء 16/12/1998) أعلن بيل كلينتون (أنه قد أمر تنفيذ ضربات جوية قوية ومتواصلة على العراق وأنها مصممة على تجريد صدام من إمكان تطوير وإطلاق أسلحة الدمار الشامل ولتجريده من إمكان تهديد جيرانه وفي ذات الوقت نرسل رسالة قوية إلى صدام مفادها: إذا نفذت أعمالاً متهورة ستدفع ثمنها غالياً). صدام وساجدة في لقطة عائلية ضمت حسين كامل. تداعيات ثعلب الصحراء... لم تقتصر عملية ثعلب الصحراء على قتل الأنفس وتدمير الممتلكات بل قضت على الآمال المعقودة على إجراء تقويم شامل لملف نزع أسلحة الدمار الشامل المخطط إجراؤه من مجلس الأمن وكان سيتيح للعراق بيان وجهة نظره في رغبته الدائمة بالحصول على قائمة من الأمور العالقة على وفق تقديرات لجنة الأونسكوم والوكالة لكي يتمكن من تناولها وحسمها مرة واحدة إلى الأبد وقد غدا شماعة جاهزة تعلق عليها أميركا جميع نياتها المعلنة والخفية ضد العراق ونظامه كما أصبح في ذات الوقت شماعة يعلق عليها النظام العراقي جميع مشاكل الشعب العراقي المتراكمة، فإن اشتكى العراقيون من الجوع والحرمان قال النظام إنه الحصار الجائر وعدوانية لجان التفتيش، وإن نوّه العراقيون عن حرمانهم من أبسط متطلبات العصر الحديث ومن الأجهزة الحديثة والخدمات، أجاب أركان النظام أن كل ذلك سيتحسن حال رفع الحصار. وحين يسأل مواطن: كيف سيتم رفع الحصار ومتى؟ فهو ما لا يصرح به أحد لسبب بسيط، هو أن صدام نفسه يجهل الجواب فكيف لببغاوات نظامه أن يعرفوا ما لا يعرفه القائد (الضرورة)؟... تحول صدام بعد عملية ثعلب الصحراء إلى حاكم شديد التشكيك بكل إجراءات الأونسكوم والوكالة الدولية. وترسخت لديه القناعة بأن مفتشي هاتين المنظمتين ليسوا أكثر من جواسيس للإدارة الأميركية والحكومة البريطانية وأن مسؤوليهما لن يتوصلا إلى قناعة بتنفيذ العراق لجميع متطلبات قرارات مجلس الأمن مما يعني عدم رفع الحصار بقرار من المجلس ثم اقتنع بالرأي القائل بعدم وجود جدوى من استمرار عمليات التفتيش وبدأ يصرح علناً بأن أميركا وبريطانيا سوف لن يسمحا باستصدار قرار من مجلس الأمن برفع الحصار عن العراق بموجب الفقرة 22 من قرار المجلس 687 (لسنة 1991)، وتبنى صدام مبدأ (عدم رفع الحصار بقرار بل أنه سيتآكل بصبر العراقيين وعزيمتهم). أما كيف سيتآكل الحصار فعلمه في الغيب ولم يظهر صدام أي برنامج واضح لإسناد استنتاجه وكل ما تفتقت عبقريته عنه هو وضع إتاوة بنسبة 10 في المئة على جميع عقود التوريد إلى العراق بموجب برنامج مذكرة التفاهم (النفط مقابل الغذاء والدواء) على أن يدفع المبلغ نقداً وقبل وصول البضاعة المستوردة. وكذلك فرض أتاوة بمقدار 15 سنتا أميركيا على كل برميل من النفط العراقي الذي يتم تصديره بموجب مذكرة التفاهم مما يعني حصول الخزينة المركزية للدولة على سيولة نقدية تصل إلى ثلاثمئة ألف دولار أميركي يومياً من مبيعات النفط فقط... إضافة إلى تحميل المواطن ما يمكنه حمله من التكاليف المختلفة. وسعى صدام إلى استمالة دعم الحكومات العربية بدءاً بسورية وكما غدا واضحاً من إعمار السفارة العراقية في دمشق بمبلغ ثلاثة ملايين دولار أميركي [17] كما أمر بتزويد سورية بمشتقات نفطية ومنتجات عراقية أخرى خارج نطاق مذكرة التفاهم وبأسعار مخفضة على أن توضع الموارد المالية من جراء ذلك في المصارف السورية ولحساب المؤسسة العامة لتسويق البترول العراقي (سومو)، وهي إحدى مؤسسات وزارة النفط العراقية... وأصبح في إمكان الوزارات والدوائر الرسمية العراقية الحصول على العملة الصعبة التي تحتاجها من خلال مفاتحة سومو وبعد حصول الموافقة يتم تزويدها بالمبلغ من الحساب المصرفي في دمشق [18]. وجرت محاولات لعقد اتفاقات تجارية مع عدد من الدول العربية بما في ذلك مصر والأردن وسورية وتونس والجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة ولبنان واليمن وتضمنت الاتفاقات إزالة الضرائب والتعريفات الجمركية على تجارة البضائع المنتجة في كل من بلدي الاتفاق غير أن هذه الاتفاقات كانت لمصلحة تلك الدول نظراً لأن القاعدة الصناعية في العراق كانت وصلت إلى أدنى مستوياتها (أي نحو 30 في المئة مما كانت عليه قبل حرب 1991) مما لا يتيح للعراق تصدير بضائعه إلى تلك الدول. وحاولت السلطة العراقية كذلك فتح أجوائها وتسهيل أمور استخدام الطائرات العربية لخدمات مطار بغداد الدولي، فأمر صدام بتقديم الوقود للطائرات مجاناً وكذلك تقديم كافة الخدمات التي تحتاجها الطائرات مجاناً في مطار بغداد الدولي. وفي ضوء ذلك تم عقد إتفاقات لتسيير رحلات جوية للمسافرين في الفترة 2001-2003 بين بغداد وعمّان على طائرات الخطوط الملكية الأردنية وبين بغداد ودمشق على طائرات صقر الخليج. أما مجلس الأمن فلم يأبه بامتناع العراق عن التعامل مع الأونسكوم ومع الوكالة الدولية، فأصدر رئيس المجلس مذكرة قال فيها (مع التأكيد على أهمية الالتزام بكل قرارات المجلس ذات الصلة، سيستمر المجلس مناقشة كل الخيارات التي تقود إلى تنفيذ القرارات. ولقد قرر المجلس أن من المفيد تشكيل ثلاث لجان استشارية منفصلة تناقش الأمور وتقدم توصياتها إلى المجلس في موعد أقصاه 15 نيسان 1991)[19]. وقرر المجلس أن يتولى سفير البرازيل سيلسو أموريم رئاسة اللجان الثلاث على أن تعنى اللجنة الاستشارية الأولى بمسألة نزع أسلحة الدمار الشامل ونشاط الرقابة والتحقق المستديم وأن تهتم اللجنة الاستشارية الثانية بالمسائل الإنسانية وتعنى اللجنة الثالثة بموضوع أسرى الحرب ومسألة الممتلكات الكويتية. وقرر المجلس أيضاً أن تضم اللجنة الاستشارية الأولى خبراء من لجنة الأونسكوم ومن الوكالة الدولية ومن منتسبي سكرتارية الأمم المتحدة وخبراء آخرين من ذوي العلاقة على أن تقدم توصيات إلى مجلس الأمن عن كيفية إعادة تأسيس نظام محكم لنزع السلاح وللرقابة المستديمة في العراق. مع إتاحة الفرصة للعراق للاشتراك في هذه اللجان الثلاث غير أن العراق لم يعر أي اهتمام لإيحاءات السفير أموريم لأن صدام قد أغلق أذنيه وصرف اهتمامه عن كل ما له علاقة بمسألة أسلحة الدمار الشامل. الجانب النووي في تقرير أموريم... قدم السفير أموريم توصيات اللجنة الأولى المؤلفة من 20 عضواً إلى مجلس الأمن في 27 مارس 1999[20]، وجاء فيها ما يلي قدر تعلق الأمر بالجوانب النووية التي تخص العراق: الإنجازات: أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأعوام الثمانية الماضية تفتيشاً موسعاً وكونت صورة متجانسة ومترابطة للبرنامج النووي العراقي السري وشمل جميع الجوانب من محاولات العراق لشراء اليورانيوم الطبيعي وإنتاجه محلياً إلى تنقيته وتحضير مركبات اليورانيوم المتنوعة ومن ثم محاولات العراق لتخصيب اليورانيوم وإلى الدراسات والتجارب ضمن برنامج استخدام اليورانيوم عالي التخصيب في التسلح النووي. > حظي البرنامج العراقي السابق بدعم مالي سخي من الحكومة العراقية وكان يهدف إلى تطوير وإنتاج عدد قليل من الأسلحة النووية. ولا توجد أدلة على وصول العراق إلى تحقيق هذه الأهداف. > أنجزت الوكالة في نهاية عام 1992 أعمال تدمير أو انتزاع أو تحييد جميع معدات ومواد البرنامج النووي العراقي. > أكملت الوكالة في شباط 1994 نقل جميع أنواع الوقود النووي المتواجد في العراق. > لا توجد أدلة على امتلاك العراق أسلحة نووية ولا امتلاك أي مقادير ذات أهمية من المواد النووية التي يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية كما لا يمتلك العراق أي قدرات واقعية من (مكونات أو مواد) لإنتاج هكذا مواد. صدام حسين... إحباط وغضب... لم نكن نحن الذين جُهدنا طويلاً في البرنامج النووي بأفضل حال من أبناء شعبنا فبعد أن كنا نشعر بالفخر والاعتزاز بعملنا العلمي ونجني ثمار أبحاثنا كل يوم لنحيا مع متعة الإنجاز... وهي متعة كل عالم وفنان ومفكر عبر العصور وسنبقى هكذا ما دام الإنسان يحيا ويعمّر هذه الأرض التي استخلفنا الله عليها.. نقول بعد تلك المتعة العلمية وبعد أن أمضينا نوعاً من بحبوحة العيش مع غيرنا من العراقيين قبل الحصار اللعين أصبحنا الآن كغيرنا نملأ بطوننا بغذاء الحصة التموينية السييء والذي أصاب أمعاءنا بأمراض ما كنا نعرفها ونشكو من أمراض لا نجد من يشخصها ويعالجها ولا نجد من الدواء إلاّ ما تستورده لنا الدولة من أرخص وأدنى أنواع الأدوية في العالم ووجدنا أنفسنا ننشغل ببحوث علمية دون مستوى قابلياتنا ودون مستوى العلم المعاصر بكثير وتدفعنا متطلبات الدولة للبحث عن بدائل لهذه المادة أو لتلك ولهذه الآلة والمعَدة. ويأتي الإنجاز في الغالب سيئاً لا يقاوم قسوة متطلبات المكائن ولا يرقى لمستوى أسوأ المواد المصنعة عالمياً ولكنه يسد الحاجة الآنية فقط فغادر الوظيفة عدد من منتسبينا السابقين وهبطوا إلى أعمال مهنية في القطاع الخاص يتنافسون مع عمال مهَرة اكتسبوا مهاراتهم منذ الصغر وتعودوا على قسوة ظروف العمل كما هاجر البعض إلى خارج العراق يصارعون ألم الغربة وقسوة ظروف معيشية لم يألفوها. صدام... بدأ يناور عن نفسه في هذه الأجواء الكالحة توطدت قناعة صدام بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية صارت تستهدف حياته وعلم أن مفتشي لجنة الأونسكوم قد زرعوا أجهزة تنصت متطورة داخل العراق للتجسس على مكالماته، وساوره القلق من احتمال تسريب صهريه عند هربهما إلى الأردن معلومات تفصيلية عن الإجراءات الأمنية المشددة التي أحاط بها نفسه مما جعله يغيرها جميعاً. كما أجرى تغييرات شاملة في أفراد حمايته الشخصية. ومما يؤيد المسلك التجسسي لمفتشي الأونسكوم ما صرح به رالف إيكيوس في مقابلة مع راديو السويد في 28 تموز 2002 نشرت وقائعها في صحيفة داغبلاديت في اليوم التالي حيث قال: إن الولايات المتحدة تمكنت من زرع جاسوسين ضمن طاقم لجنة الأونسكوم باعتبار كونهما خبيرين ووجهتهما لجمع معلومات استخباراتية عن التشكيلات الأمنية في العراق وعن أماكن تواجد صدام من خلال زرع أجهزة بث بالصوت والصورة في أماكن عدة داخل العراق بافتراض كونها أجهزة مراقبة ضمن نظام الرقابة والتحقق المستديم، وخصصت مركزاً لتحليل تلك المعلومات الاستخباراتية داخل مقر الأونسكوم في بغداد. كما أعلن إيكيوس أن الولايات المتحدة الأميركية حاولت ربط هذه الفعاليات التجسسية ضمن أنشطة الأونسكوم الاعتيادية. واعترف إيكيوس بأن أربعة أعضاء دائمين من مجلس الأمن (في ما عدا الصحافي) حاولوا في السابق الضغط على مفتشي لجنة الأونسكوم بشتى الأساليب لتنفيذ أعمال تجسسية لمصلحة بلدانهم. وفي أحد الأيام من عام 1996 استفسر صدام من مستشاريه عن الوقت اللازم بين استلام الأجهزة الاستخباراتية في أميركا لصور الأقمار الاصطناعية وبين تنفيذ هجوم على المواقع التي حددتها تلك الصور، فتم إخباره أن أقل فترة زمنية هي ساعتان وفي ضوء ذلك أمر سكرتير صدام مركز بحوث الفضاء التابع لهيئة التصنيع العسكري تزويده بجدول زمني عن تواجد الأقمار التجسسية الأميركية فوق سماء العراق. واتخذ صدام إجراءً احترازياً آخر بعدم الإعلان المسبق عن أماكن اجتماعاته الرسمية والشعبية فغدت ومنذ ذلك الحين تصدر التبليغات عن اجتماعاته الرسمية بأقصر ما يمكن من وقت قبل موعد الاجتماع. وأصبح واجباً على الوزراء أن يلتزموا بهذه الإجراءات فاقتصرت اجتماعات المجلس على الوزراء الذين يعنيهم جدول أعمال الاجتماع إذ كان تبليغهم يتم قبل موعد الاجتماع بساعتين أو ثلاث ويطلب منهم التجمع في قاعة ضمن مبنى وزارة التخطيط، ثم يتم نقلهم بسيارة واحدة ذات شبابيك مغطاة بستائر سميكة إلى موقع الاجتماع. وبعد خضوعهم للتفتيش الدقيق يدخلون إلى المكان المعين ويصل صدام بعد دقائق ليترأس الاجتماع بأقل عدد من الأشخاص. ثم تقلصت لقاءات صدام العامة إلى حد الصفر فلم يعد يظهر أمام تجمعات جماهيرية ولم يعد يزور بيوت الناس ليشاركهم أفراحهم أو أتراحهم كما كان يتظاهر في السنين السابقة لا سيما أيام الحرب العراقية - الإيرانية أو في الفترة التي تلت انتهاء تلك الحرب وإلى حين بدء تداعيات حادثة الكويت. وعلى رغم قلة تواجده الجماهيري إلاّ أن صورته لم تغادر شاشات التلفاز. صدام خلال استقباله جعفر ويظهر في الصورة الى اليسار عزت الدوري. صدام... محاولات فشلت في رفع الحصار... وبعد أحداث عملية ثعلب الصحراء حاول صدام دعوة عدد من رؤساء الدول لزيارة بغداد على أن يأتوا إليها بطائراتهم ظناً منه بأن ذلك سيسهم برفع الحصار عن السفر جواً من وإلى بغداد. غير أنه خاب لعدم استجابة أي من الحكام العرب لدعوته، فسمع بخبر قيام بعض القادة الأفارقة بتحدي حظر السفر الجوي إلى ليبيا ملبين دعوات الرئيس الليبي لزيارة طرابلس فأراد أن يفعل ما فعله القذافي وأوفد سفير العراق إلى الفاتيكان وسام الزهاوي (وهو دبلوماسي محترف منذ عام 1955 وغير مرتبط بتنظيمات حزب البعث) لحمل رسائل دعوة إلى رؤساء أربع دول من غرب أفريقيا هي النيجر وبوركينا فاسو والكونغو- برازافيل وبنين. حمل الزهاوي رسائل دعوتهم لزيارة بغداد وحضور المعرض التجاري الدولي في تشرين الثاني من عام 1999. وكانت المحطة الأولى ضمن جولته في النجير حيث اجتمع برئيس جمهوريتها إبراهيم ميناسارا الذي قبل الدعوة واعداً بزيارة بغداد في ربيع ذلك العام غير أنه اغتيل في 9 نيسان 1999 في مطار عاصمته نيامي ولم تتحقق الزيارة [21] كما لم تتحقق بقية الدعوات. معالم على طريق نزع أسلحة العراق أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التقرير الموحد السابق عن فعاليات نظام الرقابة والتحقق المستديم للفترة تشرين الأول 1998 وإلى نيسان 1999 فذكرت في الفِقرة 31 ما نصه: "أظهر نظام الرقابة المستديمة عدم وجود أي دليل لامتلاك العراق أسلحة نووية أو أي مقادير ذات شأن من المواد النووية التي يمكن استخدامها لتصنيع سلاح نووي كما لم يحتفظ العراق بأي إمكانات واقعية (أجهزة ومواد) للتمكن من إنتاج هكذا مواد نووية" [22]. وذكرت في الفِقرة 34 ما نصه: "إن الشكوك وعدم الموثوقية الشاملة التي لا تزال قائمة نتيجة بعض الأمور العالقة لا تؤثر سلباً على تنفيذ نظام الرقابة المستديمة". ولعدم وجود مفتشي الوكالة في العراق للفترة منذ 16/12/1998 ولغاية تشرين الثاني 2002 لم تتمكن الوكالة من تنفيذ التفويض الصادر إليها بشأن العراق بحسب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة غير أنها استمرت بإرسال تقارير نصف سنوية إلى مجلس الأمن لتذكره بأن التزامات الوكالة تجاه العراق لا تزال قائمة. وفي 17/12/1999 أصدر مجلس الأمن القرار 1284 الذي ألغى بموجبه لجنة الأونسكوم وأوجد بديلاً لها لجنة الأمم المتحدة للرقابة والتحقق والتفتيش (UNMOVIC) والتي عرفت اختصاراً بلجنة الأُنموفيك[23]. وتم تعيين هانز بليكس (المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمتقاعد في ذلك الوقت) مديراً تنفيذياً لهذه اللجنة الجديدة لا سيما أن بتلر كان قد استقال (أو أُقيل) من منصب المدير التنفيذي للجنة الأونسكوم منذ حزيران 1999 وتولى هانز بليكس تكوين لجنة الأُنموفيك بموجب ما ورد وفي قرار مجلس الأمن 1284 والتي تضمنت: > اعتماد توصيات لجنة أموريم بشأن الرقابة المستديمة حيثما كان ذلك ضرورياً. > أن يكون للجنة الأُنموفيك إدارة كفية وجماعية. > أن يتم اختيار موظفي اللجنة من أوسع رقعة جغرافية بما في ذلك من لجان الحد من التسلح وأن يعتبر هؤلاء المنتسبون موظفون في الأمم المتحدة وليسوا منسبين من دولهم كما كان الحال في لجنة الأونسكوم حيث كان معظمهم من موظفي الدول الغربية. > أن يتم اختيارهم بموجب خبرتهم وكفايتهم وأن يتم تدريبهم لاكتساب مهارة عالية ومعلومات ثقافية عامة. > تضمن القرار رغبة مجلس الأمن أن يجمد قرار الحصار لمدة 120 يوماً قابلة للتجديد حال استلامه تقريري لجنة الأُنموفيك والوكالة الدولية بوجوب الإشارة إلى التنفيذ الدقيق لنظام الرقابة المستديمة. ولكن العراق رفض العمل بهذا القرار رفضاً قاطعاً ورفض التعاون مع تنظيمات مجلس الأمن بشأن مسألة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. لم يقف السكرتير العام كوفي عنان مكتوف الأيدي تجاه المسألة بل استخدم كل الوسائل الدبلوماسية لحث العراق على الموافقة على عودة المفتشين كمدخل لرفع الحصار عن العراق وانتهز فرصة حضوره اجتماع قمة الدول الإسلامية الذي عُقد في قطر في تشرين الثاني 2000 فعرض على القمة وجهة نظر مجلس الأمن بموضوعية ومهارة كما أوصلها إلى عزت ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر القمة حيث وعد بتقويم الموقف في العراق بدون شروط مسبقة على رغم أن الموقف الرسمي للعراق كان وما زال حينها رفض استقبال المفتشين (أو الجواسيس كما كان يشار إليهم في وسائل الإعلام الرسمية العراقية) وفي ضوء تلك المبادرة تم الإعلان في 29 تشرين الثاني من عام 2000 في نيويروك أثناء لقاء كوفي عنان مع سعيد الموسوي (ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة) عن عقد اجتماع في نيويورك في مطلع عام 2001 بين وفد رفيع المستوى من العراق وكوفي عنان وآخرين يمثلون سكرتارية مجلس الأمن. وفي 6-7 شباط 2001 عقد أول لقاء بين الجانبين منذ أواخر 1998 حيث أصرّ الوفد العراقي على موقف بلده المعلن من أنه قد أوفى بكامل التزاماته تجاه هذه المسألة وحان الوقت لكي ينفذ مجلس الأمن التزاماته تجاه العراق بموجب الفِقرة 22 من قرار مجلس الأمن 687 (لسنة 1991). وتم الاتفاق على استئناف اللقاء في 7 آذار من العام ذاته في نيويورك. وفي 27 آذار 2001 حضر كوفي أنان اجتماع قمة دول الجامعة العربية المعقود في عمّان وبدعوة من الملك عبدالله الثاني ملك الأردن. وفي خطابه إلى القمة عبّر أنان عن عميق أسفه لاستمرار معاناة الشعب العراقي وأنه يتطلع مع الجميع لرفع الحصار عن العراق في أسرع وقت وعبّر عن اعتقاده بأن القيادة العراقية ستجني ثمار تعاونها مع المجتمع الدولي ومع دول الجوار أكثر مما تسببه سياسة المجابهة والعناد[24]. * فصول منتقاة من كتاب سينشره مركز دراسات الوحدة العربية في اواخر الشهر الجاري.
  24. وتطويره (5 من 7): المفتشون يطاردون شاحناتنا التي تحاول إخفاء المعدات النووية... والأقمار الاصطناعية تراقب جعفر ضياء جعفر ونعمان النعيمي الحياة 2005/05/13 اتلاف مواد كيماوية من قبل المفتشين الدوليين في العراق. بعد انتهاء حرب الخليج الأولى وبينما كانت المناقشات تدور في أروقة مجلس الأمن لاستصدار قرار جديد في شأن العراق - نشرت جرائد العراق النص العربي لمسودة القرار المزمع إصداره-، وعند قراءته اتفق عامر السعدي وجعفر أن يتقدما بمذكرتين منفصلتين الى حسين كامل عما يجب اتخاذه في ضوء هذا القرار حين صدوره وقررا أن يتناول عامر السعدي شؤون الأسلحة الكيميائية والبايولوجية وشؤون برنامج تطوير الصواريخ البالستية وان يتناول جعفر شؤون البرنامج النووي. وفي 3 نيسان 1991 أصدر مجلس الأمن القرار 687 (لسنة 1991)[1] والذي وُضعت بموجبه أكثر البنود تشدداً وصرامة في تاريخ التفتيش وضمنه شروط وقف إطلاق النار بين العراق والقوات المتحالفة فدون في الفقرة 12 من الجزء 2 من القرار ما نصه "يتوجب على العراق أن يلتزم دون قيد أو شرط بعدم تطوير أو بناء أو استخدام أسلحة نووية وعدم إنتاج مواد تصلح لتصنيع قنابل نووية وعدم إجراء اي بحوث أو تطوير أو بناء منظومات أو ورش يمكن استخدامها لهذا الغرض"، واشترط على العراق أن يعلن خلال خمسة عشر يوماً من تاريخه عن كميات وأنواع ومواقع هذه الأمور وأن يضعها جميعاً تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) إذ يتوجب عليها تدمير او نقل او إبطال مفعول جميع هذه المواد والمعدات والمنظومات". ووعد القرار في ضوء إكمال كل ما يرد في البنود 8-13 منه وعند حصول قناعة لدى مجلس الأمن من تحقق ذلك بأن تلغى إجراءات الحصار على استيرادات العراق لسد حاجاته وكذلك تصدير البضائع والمواد المنتجة في العراق كما وردت في القرار 661 (لسنة 1990). وفي 10 نيسان 1991 وافق العراق رسمياً على القرار 687 (لسنة 1991) [2] فتولى جعفر ونعمان إعداد مذكرة إلى حسين كامل أوصيا فيها بإعلان جميع أنشطة البرنامج النووي الوطني المتوقف، وذكرا تفاصيل عن المواقع والمنظومات والمواد والانشطة التي نصحا بإعلانها بموجب شروط هذا القرار. أعاد حسين كامل المذكرة فوراً موجهاً بها التقيد بإعلان النشاط النووي المعلن سابقاً والمعروف للوكالة الدولية فقط والامتناع عن إعلان أي من جوانب البرنامج النووي الوطني السابق (أي إخفاء البرنامج بالكامل). وأصدر توجيهاً مماثلاً إلى عامر السعدي بشأن البرامج الأخرى من أسلحة الدمار الشامل فجاءت توجيهاته صدمة مزعجة وكبيرة لنا دون أن نستطيع تخطِئة القرار بعدم واقعيته لا سيما أننا قدّرنا بأن توجيهاً خطيراً كهذا لا بد أنه قد حظي بموافقة رئيس الجمهورية. ونحن نعتقد الآن بأن حسين كامل لم يشرك غيره من كبار المسؤولين عن العلاقات الدولية من أمثال طارق عزيز أو أحمد حسين خضير وأنه اتخذ ذلك القرار بمفرده أو على الاقل، ربما قد أحاط صدام علماً به، وأفلح آنذاك بإقناعه أن إخفاء مكونات برامج أسلحة الدمار الشامل أمر سهل وممكن. وبموازاة ذلك صدر أمر إلى وزير الخارجية حينئذ أحمد حسين خضير أن يقدم إلى مجلس الأمن إعلان العراق حول أسلحة الدمار الشامل وعلى وفق متطلبات القرار 687 (1991)، أي بموعد أقصاه 18 نيسان عام 1991. وفي ذلك اليوم بالضبط أرسل الإعلان العراقي الاول إلى مجلس الأمن وفيه ذكر وزير الخارجية أن العراق لم يمتلك أسلحة نووية ولا مواد تصلح لتصنيع سلاح نووي، وأعلن عن امتلاكه كميات محددة من السلاح الكيميائي فقط وامتلاكه 53 صاروخ أرض-أرض من نوع سكود أو صواريخ الحسين كما كانت تسمى... وتضمن الإعلان عدم امتلاك العراق لأي سلاح أو برنامج تسلح بايولوجي.. وكان هذا الاعلان الاول مدعاةً لاستهجاننا جميعاً لاننا على علم بواقع برامجنا ونعلم أنه لن يقنع مجلس الأمن، وأن هذه الكذبة ستجرنا إلى كذبة تليها كذبة، وأن تبعات هذا السلوك الخاطئ سنتحمله نحن العلميين وسيتحمله الشعب العراقي الذي فقد الحال والمال، ولم يبقَ لديه غير الكرامة. نعمان: المناورة والتمويه انطلقت لجنة موقع التويثة بإجراءات الغش والتمويه فوجدت أن أهم مبنيين يتوجب إخفاء نشاطهما هو مبنى تجارب الفاصلات الكهرومغناطيسية ومبنى مشاريع تجارب الهندسة الكيميائية. ووجدنا أن تمويه المبنى الأول لم يتطلب كثيراً من العناء فلقد تعرض المبنى إلى قصف شديد وتدمير كبير بقنابل وصواريخ الحلفاء خلال عاصفة الصحراء. فما كان علينا إلاّ نقل الفاصلات إلى خارجها وانتزاع جميع خدمات المبنى، من مولّدات قدرة كهربائية وأجهزة إلكترونية، وتابلوات نقل القدرة الكهربائية وأسلاك نقل الإشارة الكهربائية إلى أجهزة القياس والسيطرة التي نُقلت بالكامل إلى خارج المبنى. بعد الاطمئنان إلى إجراءات موقع التويثة انتقلتُ إلى موقع الطارمية والتقيتُ مديره العام ظافر سلبي فوجدتُه متشائماً بشأن إجراءات تفكيك مكونات الفاصلات الكهرومغناطيسية الإنتاجية كبيرة الحجم والوزن، فقال إن تفكيكها ونقلها تطلّب مجهوداً لا يقل إرهاقاً عن مجهود نصبها وتشغيلها التجريبي. سألت المدير العام للموقع عن نشاطٍ بديلٍ غير نشاطهم الحقيقي فأخبرني بأن مباني الفاصلات كانت معدّة لإصلاح المحولات الكهربائية العملاقة العائدة لمؤسسة الكهرباء في وزارة الصناعة والمعادن. أما مباني معاملة اليورانيوم المخصب والمنضب كيميائياً فكانت مخصصة لاستخلاص الفلزات الثمينة من مخلفات تكنولوجيا إصلاح المحولات. وعلى الرغم من كون هذا السيناريو غير مقنع إلاّ اننا لم نستطع اختلاق بديل أفضل، فتمسكنا به. وانتقلتُ بعدئذ إلى موقع الأثير فاجتمعتُ بمديره العام خالد ابراهيم سعيد وبرؤساء فعاليات الموقع، وعلمتُ أنهم قد نقلوا جميع معداتهم وأجهزتهم الثقيلة إلى موقع إخفاء بعيد وعلمتُ أن الاستخدام البديل لموقعهم كان بحوثاً وتجارب في علوم وتكنولوجيا المواد. وإنهم قد أحكموا قصة للبحوث التي تجرى في كل مبنى من مباني ذلك الموقع ولم يكتفوا بذلك بل طبعوا كراساً أنيقاً يشرح النشاط البديل لموقعهم يحمل تاريخ عام 1989. عدتُ من جولتي وبعثتُ بتقرير شامل إلى جعفر الذي أحاله بدوره إلى حسين كامل. جعفر: توجيهات حسين كامل المتسرعة أرسلتُ مذكرة مقتضبة إلى حسين كامل أبلغته فيها بإجراءاتنا في تفكيك البرنامج وإخفائها وأعلمتُه بأن المواقع قد اختلقَت أنشطة بديلة لأنشطتها الحقيقية. وأعلمتُه بأن إجراءاتنا تلك غير محكمة بما فيه الكفاية نظراً لضخامة حجوم المعدات وتنوعها وأعدادها الكبيرة وأعلمتُه أيضاً بهشاشة الأنشطة البديلة التي اختلقنَاها. لم يأخذ حسين كامل تفاصيل مذكرتي على محمل الجد والاهتمام ولما قابلته وشرحتُ له الموقف، أبلغني بانفعال: "إذا كنتم لا تستطيعون إخفاءها سلمونا إياها لنتولى نحن ذلك". غادرت عصر ذلك النهار إلى الموصل لتفقد محطات الكهرباء المدمرة ولم أنفذ توجيه حسين كامل. وعندما عدتُ إلى بغداد وجدتُ الأمور في فوضى كبيرة حيث كانت سيارات النقل الخاصة واقفة في طوابير طويلة أمام موقع مصنع الربيع في الزعفرانية وأمام موقع الطارمية، فكانت تحمّل بالمعدات المتنوعة والثمينة والحساسة دون اهتمام بجردها ولا بترتيبها بعناية على ظهر السيارات الناقلة ثم تغادر السيارة بقيادة مالكها وأحد منتسبينا، وحين وصولها موقعاً محدداً في مركز بغداد يتسلم قيادتها شخص لا نعرفه فينطلق بها ويترك موظفنا ومالك الشاحنة لا يعرفان ماذا سيحل الدهر بحمولتهما وبالشاحنة نفسها، وتعود السيارة فارغة صباح اليوم التالي لتسلم لهما وتعاود عملية النقل ثانية وهكذا... نعمان: هكذا بدأتْ عمليات التفتيش في مساء يوم 14 آذار 1991 أخبرني مدير مكتب جعفر أن فريق التفتيش الأول التابع للوكالة الدولية قد وصل بغداد، وأنه يتوقع بدء عملية التفتيش في الصباح التالي بموقع التويثة. وصلتُ موقع التويثة في الساعة السابعة من صباح 15 آذار واتخذنا مبنىً بجوار مبنى الإدارة العامة للمنظمة موقعاً لعمل فريقنا، وأعددنا مبنى استعلامات موقع التويثة المجاور لنا ليكون مقر عمل فريق الوكالة. وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً لاحظتُ عدداً من سيارات فارهة حديثة تقف أمام المبنى ذاته يرشدها أحد منتسبي أمن واستعلامات بوابة الموقع الخارجية. ترجّلوا من سياراتهم وكلّفت أحد أعضاء فريقي للترحيب بهم وإرشادهم إلى مقر عملهم. كان أول عمل بدأوه، هو نصب طبق متوسط الحجم للاتصال الهاتفي بواسطة قمر الاتصالات البحرية (INMARSAT) متمكنين بذلك من إبلاغ مقرهم في واشنطن وفيينا وكذلك مقرهم في منطقة القناة والذي قد حوّروه ليكون مقراً لعملياتهم بعد أن كان فندقاً لتدريب طلاب معهد التدريب الفندقي في بغداد. ثم تولى مسؤول فريق التفتيش ديمتريوس بيريكوس وهو يوناني الجنسية وأحد موظفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية... فأخبر نائبي سرور ميرزا محمود أن فريقه البالغ عدد أعضائه 34 مفتشاً جاءوا إلى بغداد لتنفيذ ثلاث مهمات للتحقق من صحة معلومات إعلان العراق عن برامجه في 18 نيسان الماضي مبتدئين بتفتيش موقع التويثة، ومن ثم قد يزورون مواقع أخرى يحددها لهم فريق أونسكوم في نيويورك. وسلم بيريكوس إلى سرور مخططاً لموقع التويثة مؤشراً عليه بمربعات على مواقع عدة بأرقام متسلسلة، وطلب منه أن يتم إعطاء اسم لكل مربع ووصفاً موجزاً لنشاطه السابق على أن تكون جاهزة نهاية ذلك اليوم أو صباح الغد كموعد أقصى... جاء سرور حاملاً المخطط فأدركنا في الحال أنه مخطط مشتق من صورة جوية مصورة ربما من أحد أقمار التجسس الأميركية العديدة المكلفة بمراقبة العراق وتصوير كل صغيرة وكبيرة على أرضه ولمرات عدة كل يوم... لم نكن نمتلك أي خارطة لموقع التويثة في حينه، فأمضينا ذلك النهار نخمّن ما يشير إليه كل مربع في المخطط، وقدّمنا أسماء الأبنية ومهماتها باللغة الإنكليزية، وسلمناها لهم قبل مغادرتهم الموقع مساء ذلك النهار. جاؤونا صباح اليوم التالي وسلمونا نسخة من مخططهم مرفقاً بها قائمة مطبوعة بما قدمناه لهم من مسميات. وأشاروا إلى مربع صغير في الجهة الجنوبية الشرقية من المخطط وبمحاذاة الساتر الترابي الكبير المحيط بموقع التويثة. وقال ممثلهم لممثلنا بصلافة: (سوف لن نبدأ عملية التفتيش ما لم تعطونا اسم هذا المكان المحدد ومهماته)... أرسلتُ أحد منتسبي دائرة السلامة بصحبة أحد ضباط أمن الموقع لتفقد المكان المؤشر وإعلامي على عجل فجاءا قائلين إنه مكان حفرة تُرمى فيها نفاياتٍ واطئة الإشعاع مكونة من ملابس وأحذية واقية وأوراق تنشيف قبل اتخاذ إجراءات غسلها أو طمرها فأرسلنا لهم المعلومة. وقال رئيسهم مهدداً: (حسناً فعلتم وإلاّ كنا سنتصل حالاً بمقرنا لنخبرهم رفضكم التعاون معنا). نعمان: جر الحبل مع مفتشي الوكالة استمر فريق الوكالة الأول بعملية التفتيش للفترة من 15 إلى 21 آذار (مارس) 1991 حيث غادرونا بعد ذلك وتنفس أعضاء فريقي الصعداء وتمتعوا بالراحة. ولكن ما أن قدمنا إلى جعفر عرضاً عن صراعنا مع مفتشي الفريق الأول حتى جاءتنا الأوامر بتهديم بنايتين في موقع التويثة كانت أولاهما تضم المنظومات التجريبية للفاصلات الكهرومغناطيسية والثانية تضم المنظومات الكيميائية الساندة لهذا البرنامج، فتولينا تهديمهما بالكامل ونقل الأنقاض خارج موقع التويثة وتسوية موقعيهما تسوية شاملة... كما أكملت الإشراف على إعداد السيناريوات البديلة لأنشطة المواقع الأخرى للبرنامج النووي الوطني. جاءنا فريق التفتيش الثاني من الوكالة الدولية في 22 حزيران (يونيو) 1991 واستمر عملهم إلى 3 تموز (يوليو) 1991. وفي فجر 23 حزيران 1991 توجه الفريق من مقره في فندق القناة لإجراء تفتيش مفاجئ لموقع حددته لهم لجنة الأونسكوم دون أن يخبروا مرافقيهم العراقيين بجهة توجههم. انطلق ركبهم بسياراتهم البيض من نوع تويوتا 4WD الحديثة ولحق بهم الفريق العراقي بسياراته القديمة بدعو الله ألا تتعطل به، وقد انطلقوا بسرعة قد لا تقوى عليها تلك السيارات المستهلكة. كان الركب متوجهاً صوب منطقة أبو غريب فاستنتج منتسبو الفريق العراقي أن المفتشين لا بدّ من أنهم يتجهون إلى موقع حددته لهم الأقمار الاصطناعية نظراً لعدم وجود موقع ذي نشاط نووي في تلك الجهة. وتأكد حدس سرور ميرزا محمود ممثل الفريق العراقي وحدس زملائه ممثلي الجهات الأمنية العراقية (المخابرات والاستخبارات العسكرية والأمن العام والأمن الخاص والأمن العسكري ومنظومة أمن وحماية منشآت التصنيع العسكري). تهريب المعدات النووية المفتشون الدوليون في بغداد. عندما انحرفت سيارات فريق الوكالة الدولية إلى يسار الطريق العام وسلكت طريقاً ترابياً سيئاً وبعد 15 دقيقة وصل ركب السيارات إلى بوابة معسكر تابع للحرس الجمهوري الخاص فمُنعوا من دخول المعسكر من قبل حرّاسه إذ كانت لديهم تعليمات صارمة بعدم السماح لغير منتسبي الحرس الجمهوري الخاص من دخول المعسكر بتاتاً كونه معسكراً خاصاً جداً لا يدخله إلاّ منتسبوه. ارتبك مرافقو فريق التفتيش الدولي وماذا عساهم أن يفعلوا غير الاتصال بمقرّاتهم عبر الأجهزة اللاسلكية التي معهم؟ ولكن لم تصلهم التعليمات حيث كان ذلك اليوم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك ولا يوجد في المقرات غير الخفراء وهم ليسوا أصحاب قرار. وصلني الخبر من ممثلنا سرور ميرزا محـــمود فأسرعتُ بسيارتي إلى دار جعفر فوجدته يتناول وجبة الإفطار وأعلمـــته بالخـــبر السييء، فلم يشأ أن يتخذ قراراً. وارتدى ملابسه ورافقته بســـيارته باتجـــاه وزارة الصناعة والمعادن، فصعدنا مسرعين إلى غرفة الوزير ودخلناها فوجدنا عامر السعدي جالساً في مكتبه. أخبرناه بما يحدث فارتبك هو أيضاً فما كان منه إلاّ أن رفع أحد الهواتف العديدة بجانبه، واتصل عبر رقم صغير كان واضحاً أنه رقم أحد المسؤولين الكبار وافتتح كلامه بالسلام وتقديم التهانئ بمناسبة عيد الأضحى المبارك وأعلمه بخبر فريق التفتيش ولم نسمع من كلامه غير كلمات: (مفهوم سيدي... صار سيدي... سنتصرف هكذا يا سيدي... في أمان الله سيدي) وكنتُ صامتاً أتحرق لسماع التوجيهات الصائبة غير أنني صُدمتُ حين قال لنا: إن المعسكر يضم بعض معدات البرنامج النووي التي سبق أن سُلّمت للحرس الخاص بأمر حسين كامل وتُركت في العراء في المعسكر لقمة سائغة لتصورها الأقمار الاصطناعية التجسسية. فجاء أمر حسين كامل الآن كسابقات أوامره ليداوي الخطأ بخطأ أكبر منه إذ أمر بعدم السماح للمفتشين دخول المعسكر وأن يتم تحميل جميع المعدات فوق سيارات نقل عسكرية بعد غروب الشمس عندما يغادر المفتشون الموقع وأن تنتقل السيارات بحمولتها في اتجاه الغرب. وإلى ذلك الوقت لم يكن أي من منتسبي البرنامج النووي السابق على علم بمكان تواجد معداتهم التي سلمت إلى جهاز الأمن قبل أكثر من شهر كما سبق ذكره. جعفر: وللحادثة تبعاتها الثقيلة عند غروب شمس ذلك النهار غادر مفتشو الوكالة موقعهم إلى مقرهم في فندق القناة فبدأت الناقلات العسكرية تنفذ الأمر بتحميل المعدات وتحريكها بعيداً من المعسكر. وبعد منتصف تلك الليلة رن جرس الدار فعجِبتُ مَن يكون زائر الليل في تلك الساعة المتأخرة. نهضتُ من سريري فأسرعت نحو الباب الخارجي وفوجِئتُ بوقوف اللواء كمال مصطفى سلطان وحاجم خميس (مدير مكتب حسين كامل) فدعوتهما إلى الداخل فاعتذرا كونهما حضرا بأمر مستعجل وهو طلب العون في توفير مكنات رفع ثقيلة يمكنها أن ترفع قطعاً بوزن سبعين طناً وتحميلها على ناقلات الدبابات (من نوع فاون)، وطلبا عوناً آخر بتوفير الفنيين المدربين على رفع القطع الثقيلة وتحميلها ومن ثم إنزالها. ولقد علمتُ لاحقاً أن هذين المسؤولين لم يأتيا إلي لطلب العون إلاّ بعد فشل إحدى الرافعات في تحميل معدة كبيرة فسقطت على الأرض وتسببت في مقتل أحد الجنود وإصابة آخرين. وأدركتُ في الحال أنهما يريدان بذلك نقل الأقطاب المغناطيسية للفاصلات الإنتاجية التي كانت موجودة في موقع الطارمية سابقاً وسُلِّمتْ إلى الحرس الجمهوري الخاص قبل فترة من الزمن لإخفائها، فتيقنتُ من صحة تخوفي السابق عند إصدار الأمر بتسليمها إلى الحرس الخاص من عدم تمكنهم من إخفائها... ولكن كان عليَّ أن أتخذ الإجراء المناسب فاتصلت هاتفياً بمدير هيئة النقل التابع للبترو-3 وأمرتُه بإرسال هذه المعونة إلى معسكر الحرس الجمهوري الخاص في منطقة أبو غريب بصحبة شخص يعرف الموقع. وعلمتُ لاحقاً أن المعنيين بالأمر احتاجوا ليلتين كاملتين لتحميل جمــيع المعدات على ناقلات الدبابات والتي أُمرت بالتحرك على الطريق العام باتجاه آمرية التموين والنقل في أبي غريب من دون تحديد موقع تسليم الحمولة. وبعد انتظار ثلاثة أيام سُمِحَ لمفتشي الوكالة بدخول المعسكر الذي أرادوا تفتيشه فلم يجدوا شيئاً يستحق التفتيش، فأدركوا أن المعدات التي أظهرتها صور الأقمار الصناعية قد نُقِلت وأُخفِيتْ مرة ثانية... خرجوا من المعسكر فشاهدوا في مناظيرهم سحابة من التراب تنطلق من غرب موقعهم فأسرعوا بسياراتهم باتجاه السحابة وعند اقترابهم من الركب تسلق أحد المفتشين عموداً للكهرباء وأخذ يراقب السيارات بحمولتها، والتقط صورة لسيارة تحمل كتلة حديد كبيرة (وهي قطب المغناطيس كما نعرفه). وفي أعقاب هذه الحادثة قدِمَ إلى العراق وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة ضم هانز بليكس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورالف إيكيوس المدير التنفيذي للجنة الأونسكوم وياسوشي أكاشي مساعد الأمين العام لشؤون نزع السلاح. فاجتمع هذا الوفد بطارق عزيز وعدد من كبار المسؤولين عن الأسلحة المحظورة وطلب الوفد السماح الفوري لمفتشي الوكالة من الدخول إلى أي موقع يريدون وأن تتم إعادة جميع المعدات التي تم إخلاؤها من المعسكر لكي يتم تفتيشها بحُريّة ومن دون تدخل من الجانب العراقي. وأعطوا للعراقيين صوراً واضحة لمعدات برنامج التخصيب بالفاصلات الكهرومغناطيسية وهي تُحمَّل على السيارات. وعند ذلك أدركنا عدم جدوى إنكارنا لامتلاكنا برنامجاً للتخصيب بهذه الطريقة كما أدركتُ شخصياً عدم جدوى إنكار الجوانب الأخرى للبرنامج النووي الوطني السابق. فالمفتشون يمتلكون معلومات استخباراتية كثيرة ويتمتعون بدعم فوري من مجلس الأمن وبذلك فلهم اليد الطولى وأن موقفنا ضعيف تجاههم. أدرك صدام فشل حسين كامل في إخفاء المعدات فاتخذ قرارين أولهما تشكيل لجنة تتولى تصريف شؤون العلاقة بين العراق والوكالة الدولية واللجنة الخاصة برئاسة طارق عزيز نائب رئيس الوزراء وعضوية صابر الدوري رئيس جهاز الاستخبارات وقصي صدام حسين المشرف على الحرس الخاص والحرس الجمهوري وجهاز الأمن الخاص وأحمد حسين خضيِّر وزير الخارجية ومحمد سعيد الصحاف وزير الدولة للشؤون الخارجية. وكان أمر تعيين هذه اللجنة رفيعة المستوى إنهاء دور حسين كامل في تسيير شؤون علاقة العراق مع مفتشي الأمم المتحدة واعترافاً واقعياً من صدام بفشل أسلوب تلك المهمة. وأصدر صدام أمراً ثانياً يتضمن تدمير كافة مخلفات برامج أسلحة الدمار الشامل تدميراً أحادي الجانب على أن يتولى منتسبو الحرس الجمهوري الخاص تنفيذ عملية التدمير. كان هذا الأمر بمثابة قرار رسمي بإلغاء جميع برامج أسلحة الدمار الشامل. بدأ منتسبو الحرس الجمهوري الخاص بتدمير جميع المعدات بالمتفجرات في عدد من المواقع ولكنهم لم يدونوا محضراً أصولياً بإجراءات التدمير ولم يعدوا سجلاً بالمعدات والمواد التي دمروها. جعفر: حكاية مثيرة عن فريق التفتيش في صباح الاثنين 23/9/1991 حضر إلى داري سامي الأعرجي مسؤول الفريق العراقي المواجه لفريق التفتيش السادس وأخبرني أن مفتشي الأمم المتحدة في مبنى نقابات العمال يحاولون الاستيلاء على الوثائق وتهريبها إلى مقر الأمم المتحدة في فندق القناة ببغداد. غادرتُ الدار في الحال ووصلتُ مبنى النقابات في غضون دقائق قليلة، فهو لا يبعد عن بيتي سوى مئات قليلة من الأمتار، وأخبرتُ ديفيد كي وروبرت كالوتشي بعدم موافقتنا على استيلائهم على الوثائق ما لم نحصها ونضع سجلاً بها ومن ثم نسلمها لهم. وافقوا في الحال على طلبي وتعجبت لاستجابتهم تلك إذ لم أكن أدرك أنهم قد استولوا على الوثيقة الثمينة وهربوها خارجا،ً أما غيرها فأقل شأناً لديهم. وطلبتُ من الفريق العراقي تفحص الوثائق وعزل الحساس منها وإعداد قائمة ببقية الوثائق بغية تسليمها إلى المفتشين لاحقاً تجنباً لإشكالات، كتلك التي حصلت مع الفريق الثالث. وحيث أننا توقعنا قيام المفتشين لاحقاً بالتفتيش على جميع الوثائق والملفات الموجودة في عمارات الخيرات التي تضم عدداً من منتسبي بترو-3، ومن بينهم منتسبو قسم التوثيق ومنتسبو الإدارة العامة مع جميع ملفاتهم الإدارية والأمنية وغيرها، ووافقتُ على طلب خالد ابراهيم سعيد المدير العام للمجموعة الرابعة بنقل وثائق وملفات مجموعته الموجودة في عمارات الخيرات إلى مكان آمن، فتولى مع جماعته تحميلها على ظهر سيارة نقل عائدة إلى منظومة أمن وحماية منشآت التصنيع العسكري، فتولى قيادتها أحد منتسبي تلك المنظومة وأخذها إلى منطقة الزعفرانية ونُقلت هناك إلى سيارة أخرى أخذت تنتقل في شوارع بغداد طوال نهار 24/9/1991. وفي المساء قررتْ المنظمة إرسال السيارة بحمولتها إلى مزرعة في الطارمية وبعد ثلاثة أيام نُقلت إلى مزرعة في المشاهدة ثم إلى مزرعة في الضلوعية ظناً منا أن هذه الإجراءات ستحمي الوثائق والملفات من أعين مفتشي الأمم المتحدة، وما كنا ندري أن المفتشين كانوا أكثر شطارة منا عندما استولوا على وثيقة واحدة تغنيهم عن جميع الوثائق الأخرى. وعلى رغم ذلك التزمنا بوعدنا وأرسلت الوثائق الموجودة برُمتها في مبنى النقابات، في ما عدا وثائق المجموعة الرابعة، وسلمناها إلى مقر المفتشين في بغداد في الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء 24/9/1991. نعمان: أوامر ارتجالية في بدايات تشرين الأول 1991 اتصل عبدالحميد محمود السكرتير الشخصي لرئيس الجمهورية بجعفر وأبلغه بإعفائه من إدارة شؤون منتسبي بترو-3 التي أُنيطت برئيس المنظمة همام عبدالخالق إضافة لوظيفته، على أن يستمر جعفر بالإشراف على قطاع الكهرباء ضمن وزارة الصناعة وبمنصب وكيل وزارة الذي كان يشغله سابقاً. قرر همام أن يتولى الدكتور عبدالحليم ابراهيم أمان الحجاج (المدير العام لدائرة السياسات العلمية في منظمة الطاقة الذرية) رئاسة الفريق العراقي النووي المكلف بالتعامل مع فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية، وأن يكون سامي الأعرجي ممثلاً لبترو-3 ومعاوناً لرئيس الفريق العراقي. كما أصدر همام أمراً إلى جميع منتسبي بترو-3 أن يسلِّموا جملة الوثائق والتقارير وأي معطيات ذات صلة بالبرنامج النووي السابق إلى الفريق العراقي. وحذر من يُكتَشف حائزاً أي وثيقة أو معلومة فسيواجه أقصى العقوبات... وفي أمسية ذلك اليوم قدِم سامي الأعرجي إلى داري للاطمئنان على صحتي، فأحاطني علماً بالأوامر المستجدة. وقال لي إن اكتشف المفتشون معلومة – مهما كانت قيمتها - لدى أي منتسب فسيكون مصيره الإعدام. فاستفسرت منه: (وماذا لو اكتُشِفتْ لدى أحد منتسبي مكتب حسين كامل أو أحد منتسبي الاستخبارات العاملين في منظومة أمن وحماية منشآت التصنيع العسكري؟). وذكّرتُه بالمثل الانكليزي الذي تنص ترجمته على: (إن كنتُ صائباً لا يتذكرني أحد وإن أخطأت فلن يغفر لي أحد). فأجابني سامي بطيبته المعروفة وحبه لتقديم العون (نحن ننفذ فقط والسلطة تعرف شغلها). فقلتُ له (صدقت). وعلى رغم أن منتسبينا غادروا البرنامج النووي وانتقلت غالبيتهم للعمل في المؤسسات الحكومية ذات الطابع المدني أو يعملون في القطاع الخاص وبعضهم عاطل بانتظار أي استدعاء أو استجواب والويل كل الويل لمن يتلكأ في الاستجابة فسيتهم حالاً باللاوطنية أو بتعريض أمن العراق للخطر. وفي ضوء تلك الظروف كنا نجد المنتسبين حتى من وصل منهم إلى عمر التقاعد أو كان مريضاً ويستدعى ليجلس ساعات طوال ضمن تجمع كبير ليشرح حادثة تافهة يصر مفتشو الأمم المتحدة على معرفتها، أو يجيب على استفسار محدد وإلاّ سيجتمع مجلس الأمن ويصدر قراراً فورياً بإدانة العراق لانتهاك قرارات المجلس ذات الصلة. استمرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فرق التفتيش إلى العراق طيلة الفترة من أيلول 1991 وحتى آب 1995. وجاء ترقيم الفرق المتتابعة (من الفريق السابع وحتى الفريق السابع والعشرين) حيث تولوا خلال هذه الفترة إكمال عملية تدمير جميع منظومات ومشاريع ومعدات ومواد برنامج تخصيب اليورانيوم تدميراً شاملاً.
×
×
  • Create New...