Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by abusadiq

  1. موقف الإعلام العربي من إرهاب العراق

    عبد الهادي الحكيم

     

    بقدر ما استمتعت بقراءة مقال الاستاذ عبد الرحمن الراشد المعنون «موقف الحكومات من إرهاب العراق» المنشور في صحيفة «الشرق الأوسط» ليوم السبت 17 / 9 /2005م بقدر ما استغربت منه.

     

    أما أني استمتعت بقراءته فلأنه وضح مواقف الحكومات العربية من إرهاب العراق، واصفا إياه بأنه «متخاذل» و«غريب» و«مريب جدا»، وبأن الدول العربية «ستندم على اليوم الذي تقاعست فيه عن نصرتهم ـ العراقيين ـ ضد الإرهاب، لأن الإرهابيين ربما يعيثون اليوم في العراق، لكن سيأتي اليوم الأسود الذي سينطلق من العراق ضد المجتمعات العربية» في المستقبل المنظور.

     

    أما أني استغربت من المقال فلأن «الراشد» الذي يمتلك كل هذا الوضوح في الرؤية لإرهاب العراق، ما زال موقف قناته «العربية» وربيبتها ناشرة المقال صحيفة «الشرق الأوسط» حالهما حال موقف الحكومات العربية من إرهاب العراق، موقف إعلام «متخاذل» و«غريب» و«مريب جدا» و«ستندم» كلتاهما على اليوم الذي تقاعستا فيه عن نصرة العراقيين. ذلك أن قناة «العربية» مثلا وصحيفة «الشرق الأوسط» ما زالتا غير صريحتين في محاربة «الإرهاب» في العراق إعلاميا، رغم أنهما تعرفان أنه إرهاب، وأن القائمين عليه «إرهابيون تجمعوا من كل حدب وصوب»، «لكنهما ـ وليسمح لي الراشد» «بتثنية ضميره ـ لا تريدان مواجهة التطرف الداخلي ـ في المملكة ـ الذي يروج بأن ما يحدث في العراق مقاومة».

     

    «أليست العربية» قادرة بما تملكه من قوة تأثير إعلامي ومن ملايين المشاهدين في العراق والعالم أن تحد من تأثير الإعلام المروج للإرهاب في العراق. أو تجلي حقيقة الجرم الإرهابي المقترف في العراق؟

     

    أزعم بملء فمى أنها قادرة.

     

    ما الذي يمنع «العربية» إذاً من أن تحول رؤية «الراشد» الدقيقة حول إرهاب العراق، الى استراتيجية عمل تتجلى في نشرات الأخبار والبرامج والندوات واللقاءات وفي اختيار الضيوف وفي.. وفي....؟

     

    وما الذي يمنع «الشرق الأوسط» من أن تحول رؤية رئيس تحريرها السابق «الراشد» و رئيس تحريرها الحالي «الحميد» الى فعل يحد من تصاعد وتائر الإرهاب الأعمى في العراق. أو يحد من تأثير الإعلام المضاد على الأقل؟

     

    أليس هذا من الحق الذي لا يسكت عنه؟

     

    بلى، لقد عتب العراقيون كثيرا على أشقائهم العرب، حكومات وشعوبا ووسائل إعلام، كما عتبوا على عربية «الراشد»، ووسطية «الشرق الأوسط»، وسيظلون يعتبون ويعتبون.

     

    وقديما قال شاعرنا العربي:

     

    وظلم ذوي القربى أشد مضاضة..

     

    على النفس من وقع الحسام المهند

     

    * عضو الجمعية الوطنية العراقية وعضو لجنة إعداد الدستور

  2. ان رد وزير الدفاع البريطاني مؤسف تماما، كما هو الحال رد الحكومة العراقية، فكما ورد في الخبر .

     

    قال وزير الدفاع البريطاني جون ريد: "لن نستسلم للغوغائيين أو الإرهابيين، بل سنقف جنبا إلى جنب مع العراق حتى ينعم بالاستقرار والديموقراطية. اعتقد أن الحكومة الجديدة ستتمكن من ضبط الأمن والنظام عبر القوات العراقية خلال العام المقبل

    ."

    هذا الخير مؤسف لانه يعتقد بأن الببريطانيين هم دائما على حق، وغيرهم، )(العراقيون) على خطأ، أولا وثانيا انه لم يوضح لنا اسباب وملابسات الحادث ، على الوزير ان يبين لماذا تنكر الحنديين ، ولماذا كان بحوزتهم اسلحة ومتفجرات، والاتعس من هذا لماذا قامت القوات البريطانية باستعمال القوة لاحتطافهم ، بأي ثمن ، ومن ثم مقتل شرطي عراقي، على الوزير ان يبين كل ذلك

    اما موقف الحكومة العراقية فانه فانه لا يتناسب مع خطورة الحدث فالادانة كلمات لا غير ، ان ما يجب عمله هو طلب لحنة تحقيق مستقلة تدخل فيا الامم المتحدة طرفا ، كي نعرف ماذا جرى ولماذا قام الجنديان بهذا العمل

  3. حول حادثة الجنديين البريطانيين

    تناقلت وكالات الانباء خبر الجنديين البريطانيين المتنكرين بزي عربي ومن ثم تخليصهم من قبل القوات البريطانية بالقوة، ان هذا الحدث ومن ثم استعمال القوة فيه يدل بشكل واضح على خلفيات غريبة تحدث ولابد من كشفها ومعرفتها، كما ان على الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب العراقي ان توضح للجميع ملابسات الحادث والتدخل للتحقيق فيه، لمعرفة ماذا كان يقوم به الجنديين البريطانيين بالضبط، ، نتمنى ان لايغلق الملف وان يبقى مفتوحا الى حين معرفة جميع الحقائق حوله

  4. موقف الحكومات من إرهاب العراق

    عبد الرحمن الراشد

     

    في أغرب ما يمكن ان يرصد للحكومات العربية موقفها الذي يستثني الارهاب في العراق من الشجب والتعزية. فهي تبرق منددة عندما يقع انفجار صغير في اي مكان في المنطقة، وتعزي في زلزال او فيضان في آخر العالم، لكن قتل نحو مائتي مدني عراقي في يومين في عمليات ارهابية، لم يحرك احدا في الأمة العربية التي اشعلت الدنيا صراخا عندما لم يلحق الدستور كلمة «عربية» الى اسم العراق.

     

    ان الموقف الرسمي العربي بعمومه متخاذل. يرفض ارسال سفراء بحجة الخوف الأمني، ويغفل ارسال تنديده ضد الارهاب بدون اي حجة. موقف غريب لأن الارهابيين الذين قتلوا هذا العدد الكبير من ابرياء العراق ليسوا الا هم الارهابيون انفسهم في بقية الدول العربية، الذين يعتبرون كل الحكومات العربية كافرة من بغداد الى الرباط ويعتبرون كل الناس اهدافا مشروعة.

     

    ويمكن تلخيص المواقف العربية السلبية في ثلاث خانات. واحدة حكومات ترفض التعزية والتنديد لأنها تعتبر الارهاب مقاومة مشروعة، دون ان تتجرأ على قول ذلك علانية ولا تبالي بمن يقتل. والخانة الثانية حكومات تعرف انهم ارهابيون تجمعوا من كل حدب وصوب، لكنها تعتبرهم يؤدون لها غرضا مفيدا بضرب الاميركيين وإضعافهم، ظنا منها ان واشنطن تنوي الهيمنة وربما احتلالات جديدة لو استقر العراق. هذه الحكومات تخاطر بأمنها المستقبلي بناء على ظنون، وتخاطر بإضعاف التوازن الاقليمي والدولي الذي قد ينقلب ضدها في المستقبل القريب مع عودة المتطرفين الى الحكم في ايران وبناء الارهابيين قواعد قوية في العراق. والفئة الثالثة، وهي الأغلب، حكومات عربية تعرف انهم ارهابيون وتشمئز مما يرتكبونه من جرائم بشعة، لكنها لا تريد مواجهة التطرف الداخلي في بلدانها، الذي يروج بان ما يحدث في العراق مقاومة، وبالتالي تفضل ان تتعاطف مع انفجار في شرم الشيخ او في مسرح قطري او منشأة في السعودية، على ان تعزي عشرين مليون عراقي في قتلاهم.

     

    انه صمت مريب جدا يعطي انطباعا خاطئا، حيث سمعت من عراقيين قولهم ان القتلى لو كانوا سنة، لربما هبت الامة من مغربها الى اماراتها تندد وتشجب، ولكن لأننا شيعة لا احد يريد ولا احد يهتم. طبعا اجبته بان الصمت العربي هو عجز وخوف ولا يستحق تفسيره بأكثر من ذلك، فالمجتمعات السنية نفسها مثخنة بالألم من نفس الارهاب الذي لا يفرق طائفيا.

     

    ويردد العراقيون عن حق ان الدول العربية ستندم على اليوم الذي تقاعست فيه عن نصرتهم ضد الارهاب، لان الارهابيين ربما يعيثون اليوم في العراق، لكن سيأتي اليوم الاسود الذي سينطلق من العراق ضد المجتمعات العربية، وبكل اسف هي قراءة مستقبلية صادقة. فحجم القواعد الارهابية التي تتشكل في ارض الرافدين اليوم، اكثر مما عرفته افغانستان من كل الجنسيات العربية المتحمسة للعودة والقتال في بلدانها.

  5. الاحتراب الأهلي في العراق: الإرادة خارجية.. والذات هي الأداة

    زين العابدين الركابي

     

    عثمان العبيدي رجل «سني» مات غرقا في نهر دجلة وهو يكافح لانقاذ الشيعة الذين سقطوا في النهر إثر حدوث مأساة جسر الأئمة.. مات هذا الرجل بعد ان انقذ ستة من مواطنيه الشيعة.. وطبيعة المأساة، والتكثيف الاعلامي عليها، هما اللذان طبعا هذه المروءة بطابع خاص، وإلا فإن مثل هذه المسالك والأفعال تقع في الحياة اليومية للعراقيين.. وهذا شيء طبيعي تلقائي منبثق من وقائع سكانية اجتماعية في العراق. فتربط بين شيعة العراق وسنته وشائج عديدة : وشيجة النسب. ففي القبيلة أو العشيرة الواحدة تجد فخذا شيعيا، له ابناء عمومة سنة من فخذ آخر، والفخذان يلتقيان في جد واحد من شجرة النسب.. هناك وشيجة المصاهرة والرحم.. وهناك وشيجة العلاقات اليومية في الوظيفة والتجارة والجوار.. و. و. و.. بيد أن هذا النسيج المؤتلف من النسب والرحم والتجاور وسائر المصالح والمنافع : يراد له أن يتمزق ويُنقض.

     

    وعلى يد من؟.. على يد شيعة من الشيعة، وسنة من السنة!!.. وقد يعجل متعجل فيقول: وهل تنكرون الدس والنفخ الخارجيين؟ والجواب: لا.. لا نكران للمكر والتحريض الخارجيين. فهو انكار منقوض بما يضاده من الوقائع والقرائن والارادات.. ومن ذلك: أ ـ انه في سياق التمهيد للحرب على العراق، أي قبل الحرب بشهور ثم بأسابيع، علت نبرة احياء الخلافات بين السنة والشيعة ب ـ تكرر القول والتصريح الصادر عن مسؤولين بريطانيين وأميركيين بأن من الأهداف السامية للحرب على العراق: انقاذ الشيعة في العراق (يأتي ذلك في سياق تكثير ذرائع الحرب) ج ـ توقع جنرالات من قوات الاحتلال: ان (حربا أهلية) ستقع في العراق (كيف تقع هذه الحرب في ظل وجود قوات أميركية ضخمة: أقوى مسوغات بقائها في العراق منع اندلاع حرب أهلية)؟!!.. فهل كان هذا مجرد (توقع).. أو هو (علم مسبق): في صورة توقعات شبيهة بصورة (توقعات المنجمين السياسيين). فقد كان بعض أجهزة الاستخبارات في عالمنا هذا يعلم أو يشارك في اغتيال الزعيم الفلاني، أو متورطا في تدبير انقلاب ما، ويريد ـ لأهداف سياسية ـ أن يروض الرأي العام على التهيؤ للحدث القادم. وهنالك يستنطق كاهنا أو ساحرة لتقول: ان فلانا سيقتل أو ان النظام الفلاني سيقلب.. ثم يتحقق قول الكاهن أو الساحرة !!.. أما القرينة الرابعة المرعبة ـ والدالة على ارادة خارجية في حرب أهلية عراقية ـ فتتمثل في الوقائع والمعلومات والمفاهيم التي جهر بها سناتور أميركي سابق هو توم هايدن. فقد كتب يقول ـ : تحت عنوان: لماذا تدعم أميركا حربا أهلية في العراق؟ ـ .. «فقد ظهر في وقت متزامن وهو 25 اغسطس 2005 مقالان في صحيفة نيويورك تايمز.. ولوس أنجليس تايمز.. المقال الأول لجون يو. والثاني لديفيد بروكس. وكلاهما من أبرز المحافظين الجدد. وقد قال الاثنان: ان الوصول الى عراق موحد لم يكن أبدا أمرا مهما على الرغم من سنوات عديدة من العبارات الطنانة الرسمية للإدارة. على العكس من ذلك فقد سعت الادارة الى تطوير رؤية عن عراق (فيدرالي) تتحول فيه السلطة الى الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال. وقد (تصادف) وجود هؤلاء جغرافيا في مناطق حقول النفط الرئيسية في البلاد.. وكان بروكس قد فضل منذ وقت طويل تقسيم العراق الى ثلاثة أجزاء.. أما جون يو فواضح جدا في معتقده، فهو يرى أن «التجارة الحرة ينبغي بل يجب ان تكسر الدول القومية كالعراق السابق!! ويوغوسلافيا قبله».. ومما لا ريب ان أعتى وسائل كسر الدول هو: اشعال حروب اهلية فيها. فقد تحطمت يوغوسلافيا بحرب أهلية طاحنة، ويجب ان يرد العراق المصير ذاته كما يقول جون يو، وهو من أكثر المحافظين الجدد تنظيرا، وأشدهم تعصبا وقسوة على الأمم الأخرى، وأعجلهم الى تحويل الافكار التدميرية الى واقع على الأرض.

     

    نعم.. لا نكران ـ قط ـ للدس والنفخ الخارجي: ابتغاء تفجير حروب أهلية. ولكن ـ مع ذلك ـ: يتوجب التركيز الأمين المبصر النافع على مسؤولية الذات. فالطرف الخارجي لا يستطيع ان يحقق ما يريد لولا وجود ثغرات في الصف والجبهة، ولولا التهيؤ النفسي للاستجابة للهيجان والغليان والحمق. فإذا تصورنا ان الطرف الخارجي يحمل من الخبث والكيد ما يحمله الشيطان، فإن الشيطان نفسه لا يتسلل إلا إلى النفس الخربة المملوءة بالفتوق والخروق. أما النفس المحصنة بالاعتقاد الحق، والفكر السديد، والرأي الرشيد، فلا سبيل للشيطان ـ الإنسي أو الجني عليها ـ: «إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون».

     

    ان الزرقاوي حين يعلن الحرب على الشيعة في عموم العراق، فإنه ـ بالقطع ـ يؤذي السنة ولا يخدمهم: يؤذيهم بتحميلهم تبعة ما لم يقترفوا، ويؤذيهم باستنفار الشيعة ضدهم، ويؤذيهم بتعريضهم للانتقام.. فالنفوس كلها مهتاجة ـ الا من رحم الله ـ وسوق السلاح رائجة.. ونفوس غضبى هائجة X سلاح في اليد = أنهارا من الدم.. ومن المقطوع به ـ كذلك ـ ان سنة العراق لم يفوضوا الزرقاوي وامثاله لكي ينوب عنهم في قول او عمل، بدليل ان القيادات السنية البارزة وذات الوزن انتقدت مجازر الكاظمية ودانتها بقوة وحسم، انها الفتنة الدامية.

     

    ولن نتردد ان نقول: ان من يسارع الى هذه الفتنة ويباشرها، سواء كان سنيا او شيعيا، زرقاويا او بيضاويا، انما يخدم ـ في الصميم ـ المخططات الاجنبية المعادية لنهضة الأمة: نهضتها المعنوية ونهضتها المادية.

     

    ومن هنا تتضح قاعدة (ان الكيد الخارجي لا ينفذ الا من خلال الفتوق والخروق في الذات).

     

    ومن دون تقليل (ذرة واحدة) من مسؤوليات الذين يتكلمون ويفعلون باسم سنة العراق دون تفويض او رضا منهم بل يفعلون ذلك افتئاتا على السنة أو رضى منهم: يلزم رفع الصوت بمسؤولية المتعصبين في مواقع السلطة: فمهما اشتد الخلاف، فان من قعد على كرسي الحكم يجب ان يكون محايدا غير منحاز، لان انحيازه يزيد البلاء ولا يعالجه، ويغذي النفوس بمزيد من الكراهية والتوتر والاستفزاز.. وهذا الامتحان الشديد هو الذي يميز الكبار عن الصغار.. فالكبير في هذه المواقع هو الذي يترفع عن الصغائر والدنايا ولا يستغل مكانه ومكانته في الثأر والانتقام.. اما الصغير الراسب في الامتحان فهو الذي يجره حقده وغضبه الى قاع الانتقام.. والغريب ان عرب الجاهلية ادركوا هذه المعاني والفروق والتلازم بين رفعة المناصب ورفعة الاخلاق. قال عنترة:

     

    لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب

     

    ما الدليل على (النزوع غير المتوازن) لدى الحكومة المؤقتة في العراق ولدى الذين يحكمون من وراء ستار بحكم اغلبياتهم؟.. الدليل:

     

    1 ـ التسرع ـ غير العقلاني ـ في كتابة دستور قائم على (التغابن)، ويحمل في احشائه بذور مستقبل مشحون بالاضطرابات الرهيبة من كل نوع، فهو دستور لا يستطيع عالم بـ (تحليل المضمون) ان يجرده من الاسقاط الطائفي: في اللفظ والمحتوى والمقصد.. وعلى الرغم من صبغته هذه لا يزال يحاط بسلسلة من الايهامات والاكاذيب، فقد وصفه بعضهم بانه (اعظم وثيقة) في العالم الاسلامي، كما وصفه بعض آخر بأنه (اعظم دستور) في الشرق الأوسط .. ويبدو ان الكذبة التي قامت حرب العراق على اساسها: ستغطى بمئات الكذبات الاخرى. ويظهر ان هناك قانونا لـ (تداعي الاكاذيب) يشبه قانون (تداعي المعاني) المؤصل في علم النفس.

     

    2 ـ الخلل الهائل في تركيبة اعادة بناء الجيش والشرطة.. وبالعودة الى مقال السناتور الأميركي: توم هايدن، نقرأ فيه هذه الفقرة: «ثمة حقيقة ناصعة وهي: ان الغالبية العظمى من قوات الأمن العراقية تتكون من مليشيات الشيعة والاكراد».

     

    3 ـ تقليد صدام حسين في المسارعة المجنونة الى امتشاق السلاح لحل المشكلات. فهم يلومون صدام حسين، بل يلعنونه، بسبب انه بطش بأهل حلبجة وغيرها. ومما لا ريب فيه ان صدام مجرم بفعله هذا: مجرم بالمعنى القانوني والاخلاقي والسياسي للتعبير.. ولكن ها هم اولاء يحاكونه في البطش العشوائي بالمدنيين الابرياء. فعلوها من قبل في الفلوجة، ويفعلونها الآن في تلعفر وغيرها. فقد قتل المدنيون في اكثر من مكان وجرحوا وشردوا. فهل ذهب صدام حسين الفرد ليحل محله (صدامون كثر)؟.. ثم ما علاقة ما يجري في العراق من قصف للمدنيين: بالاصرار الأميركي الشديد في الامم المتحدة على حذف عبارة «ان الهجمات على المدنيين تعتبر عملا ارهابيا» من وثيقة مكافحة الارهاب؟ لماذا تحذف هذه العبارة؟. الا يدل ذلك على تبييت النية على استباحة المدنيين؟

     

    بغض النظر عن نصيب كل طرف من التبعة السياسية والتاريخية عما يجري في العراق، فان الشيء المؤكد هو: ان هذا البلد تتجمع في افقه وعلى ارضه نذر (حرب اهلية) عاصفة.. وهذه شهادة رجل عراقي غير متهم بمعارضة الاحتلال، وغير متهم بالجهل بالوضع العراقي. بل هو من اقوى المؤيدين لازالة نظام صدام حسين، ومن اوسع الناس اطلاعا على الملف العراقي. هذا الرجل هو اياد علاوي. فقد قال ـ منذ ايام ـ: «ان الوضع في العراق يثير القلق، ومن المخاطر الاساسية التي يمر بها العراق حاليا: تصدع الوحدة الوطنية، وغياب مؤسسات الدولة».. ان العراق يمضي نحو الهاوية ويمكن ان يواجه كارثة ستشمل بآثارها المنطقة والعالم».

     

    بيد ان الافق ليس غائما امام من يريد ان يبصر.. وقاعدة الرؤية المجلوة هي: ان يكون معيار الاخلاص للاسلام والوطن عند السنة والشيعة هو: امتناع كل طرف ان يكون اداة غبية لتحقيق اهداف الاعداء في تشويه الدين وضرب الامة، كما فعل ارهابيو لندن مثلا ـ في يوليو الماضي ـ اولئك الذين تؤكد المعلومات انهم نسقوا مع الموساد في صفقة تبادل مصالح!! وما دروا انهم أدوات في مخطط أكبر من قاماتهم وعقولهم.

     

    لقد علم شيعة العراق وسنته: ان الخصم الحقيقي يريد ان يروي أجندته بدم الطرفين، فهل يكونون ادواته لما يريد فيخونون بذلك الله ورسوله والوطن ومن فيه؟

  6. هجوم جماعة الزرقاوي على تجمع للعمال في الكاظمية يوم الربعاء ومن ثم اعلانه شخصيا وجوب قتل الشيعة ، له دلالات كبيرة ، ومن أهمها وضع الشيعة والسنة في العراق على المحك

    فالشيعة الذين يتمنى الزرقاوي قتلهم جميعا سوف يتناسون خلافاتهم ، أما من جانب السنة فانهم الان على مفترق طرق، فاما ان يسلموا بأن الزرقاوي على حق واما ان يكون على باطل،

    وكثير من الشيعة الذين كانوا على الحياد في مسائل عديدة , ,منها مسألة الفيدرالية, سوف يعيدون النظر في رايهم، لانهم سيرون بان الهجمة ليست طبيعية على الشيعة، ، ثم ان الزرقاوي وضع جميع الشيعة في خندق واحد على الرغم من خلافاتهم ، وسوف يساهم في ان يسرع الشيعة في حل مشاكلهم باقصى سرعة لان العدو قادم لا محالة ويهاجمهم في عقر دارهم

    اما السنة فانهم الان على مفترق طرق، فمنهم من سيقف الى جاتب الشيعة باعتبارهم مظلومين ومنهم من سيقف الى جانب الزقاوي ، وهذه السألة بلا شك قد تساهم في تفرق اهل السنة، او اختلافهم فيما بينهم، لان المسألة ليست مسألة اجتهاد او اختلاف وجهات نظر وانما مسألة دماء بشرية تهدر بالمئات في كل يوم، فهل يجوز قتل الشيعي او لايجوز ، وعلى اهل السنة ان يجيبوا بنعم او لا، فالمسالة لا تحتمل النقاش او التفكير

    ان هجوم يوم الاربعاء سوف يزيد الشيعة اصرارا على تنفيذ ممطالبهم وسوف يوطد الاواصر بينهم ، على العكس من الموقف بين اهل السنة فانه سيحرجهم ، ويضعهم امام سؤال صعب لا بد من الاجابة عليه ، هل يجوز قتل الشيعي او لا يجوز

    ولكن مع كل ذلك فهناك أمل في ان ينته الشيعة والسنة على السواء بأن المسألة لا تتعلق بالسنة والشيعة بقدر ما تتعلق بمستقبل العراق، عند ذلك ستختلف المعادلة ولا بد من تحليلها بطرق اخرى

    ،

  7. هل تفيد الانتخابات المصرية في شيى

     

    الكل يعرف ان الرئيس مبارك سوف يفوز في الانتخابات ، ولكن هل لهذه الانتخابات من فائدة

     

    في ظني تعم

    فيها فائدة كبيرة على المدى الطويل ، فهي قد حركت العقل في مصر بأن الرئيس ليس الاله، وانما هو شخص مثلهم، وهذه مسألة مهمة ليس في العقل المصري فقط وانما العربي ايضا

    ان الحكام العرب لا يسمحون بمناقشة من الذي يجلس على الكرسي فالكرسي محجوز لهم، وهم يعاقبون بشدة اولئك الذين ينوون مناقشة مسألة الرئاسة، ولهذا فان الانتخابات في مصر تعني الشيئ الكثير’, واهم شيئ هو من حق الشعب المصري تغيير الرئيس،

    هذه المسألة نظرية والكل يعرف انها نظرية، ولكن مجرد القبول بها تعني تحولا كبيرا في عقل شعب بقي لقرون عديدة متعودا على ان الحاكم هو الله، والقبول بالماقشة في ظني تحول كبير في هذا المضمار

    المهم الان ان الشعب المصري يعرف ان الانتخابات القادمة ، يمكن ان يكون هناك مجال للمناقشة والمنافسة ، وقد تكون نظرية ايضا، ولكن هذه خطوة نحو هدف الالف ميل

  8. رائعة كلمة لسالم، في تصويره للعبور ، الحلم الذي يراود الفكر العربي دائما، وفعلا كان شهداء الجسر على وشك العبور قبل استشهادهم، كما انه لابد من التنويه بموقف أبي حنيفة الشجاع في التزام كلمة الحق، ومن ثم الشاب عثمان في استحابته لنداء استغاثة زوار الامام الكاظم عليه السلام، ودفعه حياته ثمنا لهذا النداء وهو كما عبر عنه باسم المستعار( رمي نفسه في بحر الشهاده يعينه في ذلك انه مثلهم لاينتعل حذاء انيقا يعيقه)

     

    وهنا يمكننا ان نضيف ان عثمان هو رمز لكل عراقي، فكثير من الشيعة انقذوا من اهل السنة وكثير من اهل السنة انقذا الشيع ة، ولا ضير ان يفتخر المرء في كونه سنيا او شيعيا، ولكن الضير ان يحول هذا الاعتقاد الى اعتداء على الاخر أو ان يسلب حقه

    ولا بد للشعب العراقي ان يتأمل هذه الحادثة كي يستلهم منها الدروس البليغة والعبر الكثيرة

  9. >تعليق على مقالة علاء اللامي

     

    ورد في مقالة علاء اللامي التي انتقد فيها تصريحات احد الاشخاص اعتمادا على الذاكرة والفهم التقريبي، حيث قال

     

    >[CODE]سنورد بعضها بالشكل التقريبي وليس الحرفي معتمدين على الذاكرة [/code[/SIZE]]>

     

    ثم يبدأ بالنقد، وهنا لا بد من الاشارة الى ان النقد العلمي الصحيح لا يعتمد الظن وانما النص كما هو، ، واذا اراد الكاتب نقدا علميا صحيحا لا بد له ان يطلعنا على النص، فعند ذلك يمكن مناقشته

  10. فاجعة جسر الائمة ماهو الحل

     

    في مثل هذه الحالات التي يقف فيها المرء مذهولا ولا يعرف ماذا يقول او يعمل، لابد من نظرة متأنية لما يدور من أحداث تدل دلالة واضحة على ان هذه التجمعات المليونية تحتاج الى الكثير من التنظيم واعادة نظر في مسيراتها،

    ان الذين استشهدوا والذين شاركوا في المسيرة كانوا على علم بأن حادثا ما سيقع، خاصة في الفترة الحالية التي يعيشها العراق، اذن لماذا يخرج شخص من بيته طوعا للمشاركة في هذه المسيرة

    ، ان خروج هذا العدد الهائل من المواطنين مع علمهم بوقوع اعتداءات انما هو تحد واضح للعدو، وزيادة في انزال الرعب فيه، ولكن في الوقت نفسه لا بد من ان يتدخل المسؤولون ورجال الدين كي ينظموا هذه المسيرة ويوجهونها بالشكل الصحيح، او حتى اصدار قرار بعددم تنظيمها في حالة الطوارئ، للحيلولة دون تكرار مثل هذه المأسا

    المهم بعد ذلك ماهي العبرة التي نستخلصها من استشهاد حوالي الف شخص،

    هذا هو السؤال

    ة،

  11. تحرير سنة العراق

    احمد الربعي

     

    مؤسف حقا أن تنجح مجموعة صغيرة في اختطاف العرب السنة في العراق، والتحدث باسمهم ودفعهم إلى مواقف سلبية يدفعون ويدفع البلد ثمنها غاليا.

     

    مؤسف أن ينجح بعض بقايا نظام صدام في تحريك مظاهرات تحمل صور الطاغية في المناطق السنية، ومؤسف أن يكون بعض ممثلي السنة العرب ضد إصدار قرار تجريم حزب البعث، ومؤسف أن العرب السنة الذين يمثلون أطرافا عديدة من مثقفين وناشطين سياسيين وأكاديميين وعشائر، أصبح يتحدث باسمهم أشخاص وجماعات لا يمثلون إلا أنفسهم.

     

    مؤسف أن بعض المساجد في المناطق السنية تسيطر عليها جماعات التطرف، وتحول خطب الجمع إلى تحريض للخروج على القانون وإلى مباركة العنف بأساليب ملتوية.

     

    هناك ممن نصبوا أنفسهم ناطقين باسم العرب السنة، يتحدثون بلغة ظاهرها رحمة وباطنها عذاب. فالحديث يتم ضد الاحتلال ولكنه يبرر العنف ضد العراقيين، والحديث عن الفيدرالية باعتبارها تؤدي إلى تقسيم العراق عبر الخلط بين الفيدرالية بالمعنى الديمقراطي، كنظام أثبت نجاحه في دول متقدمة كثيرة، ومفهوم الفيدرالية الطائفية، التي تحدد الجغرافيا على أساس الانتماء الطائفي.

     

    القوى والشخصيات العربية السنية في العراق يجب أن ترفع صوتها عاليا، وألا تسمح باختطاف العرب السنة وتخويفهم وتشكيكهم بأنفسهم وبوطنهم، فقد أدت الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الماضية، إلى إخلال بالتركيبة الاجتماعية والسياسية للمجتمع العراقي، وأدت إلى غياب العرب السنة عن البرلمان المنتخب. والمؤسف أن هؤلاء الذين دعوا إلى مقاطعة الانتخابات، هم الذين يصرخون ضد الأغلبية المنتخبة في مسألة وضع الدستور، ويتحدثون عن إبعاد وعزل العرب السنة، بينما هم يتحملون المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع.

     

    هذه الأقلية التي تدعي تمثيل السنة أربكت الوضع السياسي في العراق، وحاولت خلط الأوراق، وبعضهم يتحدث باسم الوطنية والديمقراطية ، ولكنهم يحنون إلى الماضي الدكتاتوري، وبعضهم أصبح صدى للإرهاب الدولي في العراق.

  12. تعليقا على مقالة الاستاذ باسم العوادي في رده على الكاتب رشيد الخيون نورد هنا نص ما كتبه الخيون كي يكون القارئ على اطلاع تام بالنص وبالرد،

     

    .. ليت الشيعة استمعوا لوصية الشيخ شمس الدين..!

    رشيد الخيون

     

    أحب الشيخ محمد مهدي شمس الدين (ت2001) المسيحي قبل المسلم، والسُنَّي قبل الشيعي. فالرجل عكس ببساطته الروحية، وعمقه الفكري حقيقة الدين المفارقة للتحزب. وبهذا تفوق على أقران له من علماء الدين، رغم حظوتهم من الأتباع والشهرة في الإعلام، لأنه لم يسع إلى أن يكون أباً روحياً لحزب أو منظمة، بل كان يتحرك ضمن ما تملي عليه أممية الإسلام ووطنية المسلم. وقبل وفاته بأسبوعين أوصى الشيخ أبناء طائفته الشيعة أن لا يدفعهم الطارئ السياسي إلى الانغلاق على أنفسهم.

     

    أوصى عبر شريط مسجل وهو يناضل المرض، ولم يكن يهجر بل كان بكل قواه العقلية: «أوصي أبنائي وإخواني الشيعة الإمامية في كل وطن من أوطانهم، وفي كل مجتمع من مجتمعاتهم، أن يدمجوا أنفسهم في أوطانهم. وأن لا يميزوا أنفسهم بأي تمييز خاص. وأن لا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم» (الوصايا، تقديم غسان توينبي، دار النهار). لم يطمئن الشيخ لاندفاع النخب الشيعية إلى تأسيس الأحزاب والمنظمات، وتفرقها إلى كيانات وصلت بالعراق إلى حد التصادم، وكلها تتحدث برفع المظلومية عن الشيعية، وكأنهم أقلية تخشى من التهميش أو التغييب. لبستهم المخاوف المزمنة، والإدمان على عرض المظلومية، من دون الفصل بين طقس عاشوراء السنوي وواقع الحال. يمارسون الانكسار حتى وإن أصبحوا أغلبية في الجمعية الوطنية، وبيدهم زعامة البلاد، ولا ندري ممَنْ تطلب السلطة حقوقها، وهي التي تهب الحقوق! وتعلم قبل غيرها أن صياغة دستور وطني خالص يضمن حقوق الأقلية فما بالك بالأكثرية، بلا مذهب رسمي وآخر ثانوي.

     

    وصلت الفِرقة الحزبية الدينية الشيعية مداها بمدينة البصرة. هناك: حزب الفضيلة، وجماعة الفضلاء، ومنظمة ثأر الله، وحزب الله، وشهداء الانتفاضة، ومنظمة سيد الشهداء، وحركة 17 مارس، وحزب الدعوة تنظيم العراق، وجماعات الصدر على مختلف مشاربهم، وفرع شهيد المحراب وغيرها، ناهيك عن الأحزاب التي انتقلت إلى العراق بعد سقوط النظام مباشرة، والباب ما زال مفتوحاً لظهور تنظيمات أخرى.

     

    حدث كل هذا التحزب أوان وجود الشيعة في السلطة. وهنا تأتي واقعية تحذير الشيخ شمس الدين من عاقبة هذا التحزب، وأثره السلبي على عوام الشيعة المتحملين الإيذاء قبل غيرهم من العراقيين الآخرين في جنوب العراق ووسطه. قال الشيخ، من قبل أن يشهد فظاعة الحال: «هذه التكوينات ـ بحسب رصدنا لما آلت إليه ـ لم تؤد إلى أية نتيجة تُذكر، بل أدت إلى كثير من الأزمات، وعمقت الخوف والحذر، وسوء الظن والتربص في أنفس بقية المسلمين في المجتمع من خصوص طائفة الشيعة، وسعت نحو عزلهم بشكل أو بآخر عن الحياة العامة، وعن التفاعل مع نظام المصالح العامة».

     

    هناك أكثر من محذور وقعت في شراكه الحزبية الشيعية العراقية، فهي إن ظهرت على أساس الدفاع عن الهوية الإسلامية، أو تحت غطاء الدفاع عن الإسلام بعد ثورة 14 تموز، تحولت مع الأيام إلى الدفاع عن حقوق الشيعة فحسب، بينما لم يشهد العراق فترة ألغيت فيها الطائفية، وعطل أي تمايز بين العراقيين على أساس المذهب والدين والقومية مثل الفترة التي انتفضت فيها المرجعية الدينية ضد الدولة. وقد أجازت المرجعية حينها العمل الحزبي المعارض بحدود، بعد ممانعة طويلة. كان الدافع الأساس هو إصدار قانونيَّ «الأحوال الشخصية» و«الإصلاح الزراعي». بمعنى آخر أن تأسيس الحزبية الشيعية جاءت ردة فعل لا فعل طبيعي. فلو ألغى عبد الكريم قاسم القانونيَّن المذكورين لما كان هناك تأييد مرجعي للعمل الحزبي الشيعي.

     

    الأمر الذي قد يتناساه قادة الأحزاب الشيعية، وهو أن ذاكرة المهجرين والمنفيين بإيران ما زالت محملة بما جرى لهم هناك من عوز وفاقة، جعلهم يرمون أنفسهم في أحضان المهربين الباردة، ويغرق المئات منهم في عرض البحار، وقصة تايتنك العراقيين ما زالت حية في الذاكرة. هنا ظهرت مظلومية أخرى شيعية ـ شيعية، ربما أنست العديد من الشيعة المظلومية التقليدية، وليس غريباً أن يتظاهر شباب بكربلاء، وهي عقر دار رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري وأحزاب شيعية، وهم يهتفون: «لا للجعفري ولا للحكيم رجعونا ... القديم). وربما العديد من الذين أعطوا أصواتهم للأحزاب الدينية لا يكررونها مرة أخرى».

     

    أقول كل هذا حدث ويحدث لأن الأحزاب الدينية الشيعية لم تنجح في اللعبة السياسية، جاءت تصرفاتها ردة فعل للتاريخ الطائفي، بدلاً من تحقيق مشروع عراقي يلغي الطائفية من الأساس لا تترك للطرف الآخر أخذ دور المظلوم. ناشد الشيخ شمس الدين الشيعة العراقيين المعارضين، وهم الآن في السلطة، بالقول: «نعم، أقول للقوى الشيعية العراقية المعارضة التي تبحث عن مخرج، أنه لا يجوز أن تجد مخرجاً شيعياً، أن تبحث عن مخرج شيعي. لأن هذا يضر أكثر مما ينفع. ولا يجوز أن تبحث عن مخرج لا ينسجم مع توجهات المحيط العربي حول العراق. ولا يجوز أن تبحث عن مخرج يتهم الشيعة العراقيين بأنهم ملحقون بدولة أخرى». ولا يبدو الشيخ غريباً عن الواقع العراقي إذا علمنا أنه ولد بالعراق (1936)، ودرس بالنجف، وشب فيها، ولم يغادرها إلا بعد أكثر من ثلاثة عقود (1969) قضاها مختلطاً بالهم الشيعي العراقي.

     

    وقبل هذه الوصايا بسنوات حذر الشيخ شمس الدين، بحكمته المعهودة، إسلاميي الجزائر من التباهي بالأكثرية، وكثرة الأصوات في الانتخابات، فعليهم أن يحسبوا حساب الزمن، وموقع الدولة الدينية فيه، وأن لا يلعبوا الديمقراطية لعبة موقتة من أجل الوصول إلى السلطة. فحسب الشيخ اللبناني أيضاً عبد الله العلايلي «الحق لم يعد ينال بالتصويت الغبي». فإسلاميو الجزائر أخذوا يلوحون بحجاب النساء، وأسلمة المجتمع، وهو المعروف عنه الانفتاح مع التدين المرن. ليت الأحزاب الدينية العراقية الشيعية استفادت من وصية محب تتلمذ للسيد محسن حكيم والسيد أبي القاسم الخوئي وزامل محمد باقر الصدر، وعدَ العراق وطنه الثاني بعد لبنان.

     

     

     

  13. تاجيل اعلان نص الدستور واختلاف اراء اللجنة دليل على الديمقراطية

    ا

    تأجيل اعلان نص مسودة الدستور المقترح في ظني كان قرارا صائبا، فليس المهم ان يكمل العمل به ولكن المهم ان يكون هناك نص يطلق

    عليه اسم الدستور بكل معنى الكلمة

    وفي ظني ايضا اذا لم تستطع اللجنة اعداده في الفترة الاخيرة ولا غضاضة ان يتأخر اكثر ، ذلك ان المهم هو اعداده اعدادا جيدا، وكاملا، فأي نص سيكتب فيه سوف يطبق على جميع العراقيين وعلى العراقيين تطبيقه مجبرين او مخيرين ، اي بكلمة اخرى انه قانون عمل المستقبل لجميع العراقيين، من هنا فان اعداده وتنقيحه عملية ليست سهلة ، ثم انه مسؤولية ، مسؤوليتنا جميعا ، ولهذا لا بد لكل واحد منا ان يدلي بصوته من الان حوله ، ثم اننا مسؤولين لاننا سنطبق ما يرد فيه في المستقبل، ومن هنا لابد من التأني في كتابته

    شيئ اخر هو انني أتعجب من البعض وخاصة بعض وسائل الاعلام التي تقول بأن العراقيين غير متفقين على الدستور، فليس العراقيون هم الذين اختلفوا وانما كل العالم الحر والديمقراطي يختلف ساعة اعداد الدستور، ففي كل دول العالم جرت مناقشات ومداولات عند كتابة دساتيرها، هذا في الدول الديمقراطية ، اما في العالم الدكتاتوري فاان عملة اعداد الدستور عملية سهلة لان كاتبه يسير وفق ما يريده الحاكم، وما يرغب به، فلا خلاف ولا اعتراض عليه،

    اذن فمسألة الاعتراض والمناقشة وحتى التناقض في الافكار هي دليل على الصحة وعلى سلامة المسيرة الديمقراطية،

  14. مقترحات لا يسمعها احد

     

     

    حول اسم الدولة لا بد ان يكون اسما يتفق عليه الجميع ولهذا ارى من الافضل ان يسمى (العراق) دون اضافات قد يستاء منها البعض فاسم العراق لوحده كاف ولا يثير اية جزازات بين الفئات

     

    أما كركوك وهي المشكلة الكبرى ، فلا بد

    للقوميات ان تتنازل عن بعض حقوقها كي يمكن التوصل الى حل، والحل الذي اظن بانه انسب للمدينة هي اعلانها مدينة مختلطة من جميع الاجناس ولااديان، مدينة لا تتبع لاي اقليم ، وان يسن لها قانون خاص بها

     

    اما حول الدين فالعراق دولة متعددة الاديان لهذا فالافضل ان تترك تفاصيل الدين للمحافظات والمدن، اي ان تسن كل محافظة خطها الديني ، وفي المجافئات التي يتواجد فيها قرى ذات دين مخالف يقوم المجلس البدي فيها بسن قانون خاص للقرية، بعبارة اخرى مثلا في محافظة كربلاء أو محافظة الموصل او محافظة أربيل، تقوم المحافظة بسن قانونها الخاص بها، وعندما يريد احد ان يوقع عقدا او ينفذ مسألة يختلف فيها مع القوانين الخاصة بالدينة ، يستطيع ان يذهب الى مدينة اخرى لتنفيذ ما يراه مناسبا له،

  15. الاطفال الذين قتلوا لا يعانون

     

     

    قبل أيام رأيت منظرا لفت نظري في احد المحمعات التجارية ، طفل في العاشرة من عمره تقريبا يجلس مع ابيه، وفي كل لحظة يقبل اباه ويشمه ويمزح معه ويعانقه بشكل غير طبيعي، هذا المنظر ذكّرني بآلام الطفل العراقي عندما كان يفارق اباه وآلام الاب عندما يفارق ابنه،

    أقول في العراق لان كل العوائل العراقية تقريبا عانت من هذه المشكلة، وبشكل أساسي أيام الحرب، فإاما ان يكون الاب قد عاني عندما يترك ابنه للالتحاق بالجبهة أو ان يتركه هاربا، أما الطفل فهو لا يفرق بين الحالتين، والمهم عنده هو ان يكون في جوار ابيه

     

    كم عاني الطفل العراقي من قراق ابيه؟

    ودعنا من ألم الاب الآن.

    عندما كنا صغارا كان يقول لنا خال امي ، ونحن نلعب كرة القدم في الشارع ونشتبك في خصام او نصفق فرحين لتسجيلنا هدفا في مرمى الخصم ، وكان هذا قمة ما نفرح به، كان يضحك ويقول أنم لم تتمتعوا في هذه الحياة ، الذين تمتعوا هم ابناء جيلنا

    هذا الكلام تذكرته عندما انخرطت في الخدمة العسكرية، كانت اياما عصيبة ، ولكن كنت محظوظا لان العراق لم يدخل بعد اي حرب، ثم جاء الجيل الذي بعدنا ليدخل الحرب ولتمتد خدمته لسنين عديدة ، وكان محظوظا اذا كتبت له الحيا، ، فقلت في نفسي جيلنا مع كل المساوئ التي مر بها أفضل من الجيل الذي بعدنا، ، ثم جاء حيل آخر هذا الجيل الذي خمدت فيه الحروب ، ولكن ساد فيه جو من الرعب اليومي فضلا عن المعاناة اليومية للمواظن العراقي في ابسط امور حيااته

    نعود الى القصة الاولى، هذا الطفل الذي يقبل اباه بشكل جنوني، كيف سينشأ، وكيف سينشأ أطفال العراق؟

    أطفال العراق الان ، قنابل موقوته، فهم أبناء آباء عانوا كثيرا، ويعاني الان أبناؤهم ايضا ولكن بشكل اخر، لهذا لا بد من مراعاة هؤلاء الاطفال كما يراعي متخصص المتفجرات قنبلة موقوتة، لا بد من الاهتمام البالغ بهم، لانهم نتيجة هموم العراق بالكامل

    ولابد للدستور الجديد ان يحتفظ بحيز مهم لرعاية الطفولة ، فهؤلاء هم الذين سيقودون البلاد غدا، فاذا تغذوا على الالام، فسوف يعكسونها غدا على شعبهم

    وهنا لا بد ان نتذكر ونترحم على شهداء المجزرة الاخيرة التي حصدت عشرات الاطفال، ولا ذنب لهم غير انهم عراقيون، ولكن هناك فرق بين الاطفال العراقيين الاحياء منهم والاموات، فالاطفال الاحياء الان، قد يستعيدوا عافيتهم جسميا ونفسيا، اذا ما خططنا لتربيتهم بشكل صحيح، وهذا لا بد منه ، كي لا ينجروا في المستقبل الى منظمات ارهابية فيصبحوا قتلة لاطفال آخيرن ، أما الاطفال الذين لاقوا حتفهم فلا حول لنا الا ان نأخذ العبرة مما حل بهم، فهم بعيدون الان عن المعاناة

  16. قرأت موضوعا يحمل الاخوان المسلمين مسؤولية احداث شرم الشيخ ، هل هذا صحيح؟

     

     

    قليل من الخجل . أحمد الربعي

     

     

    إذا سرنا مع منطق جماعة الإخوان المسلمين المصرية فعلينا ألا ندين جريمة شرم الشيخ ولا غيرها من جرائم الإرهاب..!

     

    الإخوان المسلمون في مصر لديهم تبريرهم للعنف. ففي بيانهم الذي «أدانوا» فيه جريمة شرم الشيخ وضعوا تبريرهم للجريمة، فالبيان يقول «إن السياسات الاستعمارية التي تتبعها الدول الكبرى في العالم والعدوان على الشعوب هو الذي يولد ثقافة العنف».

     

    مشكلة الإخوان المسلمين أنهم لا يخجلون، فكل الإرهاب الديني الذي نشهده اليوم كانت بداياته على يد الفكر الشاذ والتكفيري للإخوان المسلمين. وكان كتاب سيد قطب «معالم في الطريق» هو الملهم والمعلم لكل الحركات التكفيرية التي خرجت بعد ذلك.

     

    الذين أسسوا جماعات العنف كانوا من تربية الإخوان المسلمين، والذين عملوا مع بن لادن والقاعدة خرجوا من عباءة الإخوان المسلمين.

     

    إذا كانت سياسة الدول الامبريالية هي التي ولدت العنف كما يقول بيان الإخوان، فما الذي يمنع عددا من مواطني فيتنام التي دكتها الطائرات الأميركية بملايين الأطنان من القنابل أن يقوموا بتفجير عمارات سان فرانسيسكو، وما الذي يمنع عددا من مواطني اليابان الذين ضربتهم أميركا بالقنبلة الذرية من أن يفجروا مدينة بوسطن الأميركية. ثم ما علاقة سياح أجانب ومواطنين مصريين أبرياء في شرم الشيخ بسياسات «الدول الامبريالية» هل المطلوب قتل المواطنين الآمنين والعزل في شرم الشيخ وبغداد والرياض وصنعاء ثأرا للدول الامبريالية.

     

    ثم من الذي يفتح الحوارات الواسعة اليوم عبر عدد من السفارات الأميركية في الشرق الأوسط غير الإخوان المسلمين الذين يحاولون إقناع «الدول الامبريالية» وعلى رأسها أميركا بأنهم يمثلون الإسلام المعتدل الذي يجب أن تحاوره هذه الدول..!

     

    بيان الإخوان المصريين هو نموذج لغياب أي نوع من الخجل والحياء، وهو استمرار للغة الاخوانية المتناقضة والمخادعة التي مارسوها لسنوات طويلة باسم الإسلام..!

  17. أيام فاتت

    خالد القشطيني الشرق الاوسط

    انشغل مؤسسو المملكة العراقية بكثير من الامور التي تعلقت بتحديث العراق وتطويره بعد كل تلك القرون من التخلف. كان مما شغلهم في أمر توحيد الشعب الملابس وغطاء الرأس. فضل الملك فيصل رحمه الله لبس السدارة وتحمس لها كثيرا حتى سميت باسمه «فيصلية». جرت حملة واسعة لتعميمها، حتى كلفوا المنلوجست عزيز علي تأليف منلوج خاص بها، فغنى اغنيته المشهورة «شعار الراس اصبح يا ناس اشكال اجناس».

     

    ولكن فريقا آخر لم يستحسنوا السدارة. رأوها غير عملية لا تقي من الشمس ولا من المطر. كان منهم حكمت سليمان المؤمن بالتطور والعصرنة. اتصل به رجل الدولة الآخر نوري السعيد، وعرض عليه منصبا وزاريا، بيد ان حكمت سليمان اصر على الاحتفاظ بلبس القبعة فبقي في صفوف المعارضة.

     

    بعد اشهر قليلة حدث اول انقلاب عسكري في العراق عام 1936، واسندت به الوزارة الى حكمت سليمان، فوقع في ورطة، كيف يذهب لمقابلة الملك والملك لابس سدارة وهو يلبس البرنيطة؟ حل المشكلة بأن ذهب للبلاط الملكي وتسلم الارادة الملكية وهو حاسر الرأس. وبذلك دفع ثمن المنصب بتعريض صلعته للشمس المحرقة صيفا وامطار الشتاء القاسية.

     

    ظلت مشكلة غطاء الرأس تشغل بال الدول العربية وعلى رأسها مصر التي كانت تعاني من مشكلة الطربوش المتخلف، فما ان سمعت صحيفة الاهرام بما فعله رئيس وزراء العراق حتى بعثت بمراسلها ليسأله عن مصير قبعته الاوربية، وما اذا كان سيعود اليها حالما تسقط وزارته، فأجاب بأن ايام البرنيطة قد انتهت الى غير رجعة بالنسبة له. لم يبادر مراسل الاهرام الى تعزيته على هذا الفراق الاليم لشفقته.

     

    هكذا بقي حكمت سليمان بدون اي شيء يغطي به صلعته، ومعه في الواقع بقي هذا الشعب الحائر في مصيره حائرا بين لبس السدارة الوطنية او الشفقة الاوربية او الشماغ العربي او الطربوش العثماني. ولكن المشفقشين ظلوا يثيرون سخرية المشمغشين كما عبر عنهم شيخ المشمغشين المعقلين، الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي بقصيدته التي قال فيها:

     

    البس يا عراقي (سموكن) اسود لون

     

    كي تدخل الى اوتيل كارلتون.

     

    شرط يكون تلبس على الموضه هدوم

     

    سترة وبنطلون وشاربك مقطوم.

     

    وباينباغ والقوله على الزردوم

     

    وشفقه كون راجز مو شغل زابون.

     

    الى اوربا سافر ارجو لا تبقى

     

    ادرس حالهم كي تتوفق وترقى.

     

    بموس احلق الشارب والبس الشفقه

     

    تصير بريطاني من بني سكسون

     

    الكرخي وايامه. وكانت ايام وفاتت

  18. بالفعل لم تكن الترجمة مرضية في ( العراقية )، وهل من المعقول انهم لا يستطيعون التعاقد مع مترجمين فوريين من الطراز الاول؟

    لا حطت ذلك ولم ألتفت اليه الى ان نبهتني ملا حظة سالم ، لانني كنت استمع الى العراقية ثم حولت القناة الى الجزيرة ، فكان المترجم من الطلاقة انني طننت بأن النص تم تسليمه الى الجزيرة قبل القائه ، للسرعة والسلاسة التي كان يتكلم بها المترجم

    الترجمة الفورية علم خاص ، ولا بد من الاهتمام به ، وهنا لا بد من التنبيه الى ان هذا لايعني ان المترجم سيئ وانما يعني انه غير متخصص بالترجمة الفورية، ، قد يكون المترجم جيدا او لا ، فنحن لا نعرف ذلك ، ولكن الترجمة شيئ والترجمة الفورةية شيئ آخر، وهذه نقطة لا بد من الاهتمام بها

  19. هل الفيدرالية صالحة للعراق؟

     

    الفيدرالية مبدأا يقوم على اساس الاستقلال الذاتي للمقاطعات ، ويدور حاليا نقاش كبير حول الفيدرالية في العراق ، فهل من صالح العراق تطبيق مبدأ الفيدرالية؟

    في الدول الاوربية تم تطبيق مثل هذ البدأ، ونجح تماما، فهل هو صالح لدولة مثل العراق؟

    ان مبدأ الفيدرالية سلاح ذو حدين ، فهو اولا يعترف بحقوق الانسان وحقوق الاقليات، وهذا بلا شك مبدأ مهم وأساسي ولكن في الوقت نفسه فيه بعض الخطورة وهي احتمال استغلال البعض هذا المبدأ لتحقيق الانفصال عن الدولة، وتكوين دولة او دويلات ، اي بمعنى آخر تقسيم العراق الى دويلات

    في ظني ان مبدأ الفيدرالية سيكون جيدا لدولة مثل العراق، لتعدد جنسياته وأديانه وطوائفه ، وهناك من يخاف من هذا المبدأ ، ولا أظن ان هناك من داع لذلك، ، ولا أدري لماذا يقول البعض ان هذا المبدأ غير صحيح لانه سيؤدي في النهاية الى انفصال اقليم كردستان واستقلاله أو انفصال الشيعة في دولة خاصة بهم او السنة في دولة خاصة،

    الحقيقة انه ليس من مصلحة اقليم كردستان الاستقلال، ، كما انه ليس في صالح الشيعة الاستقلال بدولة خاصة بهم، فالجميع ، جميع أفراد الشعب العراقي سيشعرون بأن كل واحد منهم محتاج الى الاخر

  20. .. والى متى هذه الجفوة العربية لبغداد؟

    غيدا فخري

     

    العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية والحكومة العراقية ـ أو غيابها ـ، هي من القضايا التي ستُناقش الأربعاء المقبل في بروكسل خلال اللقاء الوزاري الدولي حول مستقبل العراق. ويُتوقع أن تمارس الادارة الأميركية ضغوطاً على المسؤولين العرب المشاركين في الاجتماع، لحمل حكوماتهم على تطبيع العلاقات مع بغداد.

     

    وكانت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية خلال اجتماعها الأخير مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، في واشنطن، عبّرت عن «الحنق» لعدم تبادل السفراء بين أي من الحكومات العربية وحكومة الجعفري، حتى بعد انقضاء خمسة أشهر على الانتخابات في العراق. فهل حان الوقت لتعيد الحكومات العربية مواقفها ازاء بغداد، وتجدد علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة الجديدة؟

     

    لا شك أن أغلبية الحكومات العربية كانت ضد سياسة واشنطن الرامية الى تغيير النظام في العراق، وما يثير استياء بعضها هو التعامل مع حكومة عراقية في ظل استمرار الاحتلال الفعلي للعراق، وان كان مجلس الأمن الدولي قد أضفى شرعية على هذا الاحتلال بتحويله الى وجود لقوات متعددة الجنسيات. بيد أن هذه الحكومة هي حكومة منتخبة، وان جرت الانتخابات في ظروف غير طبيعية.

     

    وتبرر الحكومات العربية مواقفها من بغداد على أساس أنها لا تريد أن تتعامل سوى مع حكومة شرعية، معتبرة أن استمرار وجود 140 ألف جندي أميركي على الأرض في العراق، يقوّض الشرعية التي تتمتع بها هذه الحكومة.

     

    قد تكون هذه الحجج في محلها، ولكن من الواضح في المقابل أن الحكم على العراق يجري وفق مقاييس مثالية، لا تنطبق على كثير من الدول العربية. فثمة تناقض واضح بين المواقف «المبدئية» التي تتخذها الدول العربية، وعدم قيام أية حكومة عربية بسحب سفيرها من واشنطن في أعقاب غزو العراق ـ أو على الأقل استدعاؤه للتشاور. والمفارقة الاخرى تكمن في الانتقاد الذي توجهه الحكومات العربية الى بغداد، بشأن ما يتردد بين الحين والآخر، عن عزمها على اقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، متناسين عدد الأعلام الاسرائيلية التي ترفرف في عواصم عربية.

     

    وما يزداد وضوحاً من خلال الحديث الى الدبلوماسيين العراقيين في الأمم المتحدة وخارجها، أنهم لم يعودوا يبالون الى حد كبير بالموقف العربي، الا عندما يتعلق الأمر بجيرانهم. فهم لا يخفون قلة صبرهم ازاء الجهود «غير الكافية» التي تبذلها الحكومة السورية لمنع «الارهابيين» من التسلل عبر الحدود الى العراق، متجاهلين أن ضبط الحدود هي مسؤولية الحكومة العراقية والقوات الأميركية بالدرجة الأولى.

     

    وإذا كانت هناك أسباب كثيرة لمعارضة الحرب على العراق، فثمة أسباب عديدة أيضاً تحمل الحكومات العربية على اعادة تقييم علاقاتها مع الحكومة العراقية، لعل أبرزها الحيلولة من دون توجه العراق الى دول أخرى للحصول على دعم بديل.

     

    كما أن من شأن اقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة العراقية أن يمنع ابتعاد العراق عن حظيرة الدول العربية وأن يضمن مصالحها في العراق، على غرار ما يفعله الايرانيون والأتراك. فقد أبقت أنقرة على سفيرها في العراق منذ ما قبل سقوط نظام صدام حسين في 9 مارس 2003. وبعثت طهران بوزير خارجيتها، كمال خرازي، الى بغداد أخيراً في اشارة الى أهمية العلاقات بين البلدين، في حين أن أي مسؤول عربي رفيع لم يزر العراق منذ ذلك الحين.

     

    ولا غرو في أن علاقات العراق مع جيرانه تشهد بعض التوتر، فالحكومة العراقية تلوم سوريا علناً في موضوع عدم ضبط الحدود، كما أنها تنتقد الأردن بين فترة واخرى، في حين أن علاقاتها مع الكويت لا تزال رهينة المشاكل المتعلقة بالحدود ومسألة التعويضات. ويُضاف الى هذه المشاكل الثنائية عدم ارتياح الدول العربية عموما للتقارب بين بغداد وطهران.

     

    ومن هنا، فالذي لا شك فيه ان الموقف العربي من الحرب على العراق، واستمرار الوجود الأميركي في البلاد، حالا من دون قيام الحكومات العربية بأي دور في عملية اعادة البناء، بما يعني تالياً أنها ستفقد أي دور مؤثر لها في مستقبل العراق، اذا ما أبقت على تباعدها هذا عن الحكومة العراقية.

     

    ولعل بإمكان الدول العربية الاعتبار من ايران، العدو اللدود للولايات المتحدة، التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد تحقيقاً لمصالحها، وذلك بألا تغالي في مواقفها، سيما أن قلة منها اتخذت موقفاً حازماً ضد غزو العراق في العام 2003 .

  21. []من الصعب الحكم على الجعفري الان ذلك انه لم تمض الا فترة قصيرة على تسلمه الحكم، كماا ان البلاد تغص في فوضى رهيبة ،

     

    هنا لابد من التعليق على بعض المسائل التي وردت ، ان الرسول الكريم في صلح الحديبية لم يتخذ القرار باعتباره نبيا وانما كان قرارا سياسيا، والدليل على ذلك النجاح الكبير الذي أثبته صلح الحديبية وانتصار الاسلام دون الحاجة لقتال، وهذا اهم شيئ ، فلا بد من حفظ الارواح ان كان لذلك سبيلا،

    ولنفترض الآن ان صلح الحديبية كان قرارا الهيا او ان الرسول اتخذه باعتباه نبيا ، ألم نر من الصحابة من اعترض على الصلح؟

    وشيئ اخر ألم نر ان النبي سمح للصحابة بابداء ارائهم ، ولكنه بالطبع خالفهم في تنفيذ القرار، ومع كل هذا حفط لهم منزلتهم، في ابداء الاراء ؟

    ألم يعامل النبي أبا سفيان معاملة حسنة؟ وكلن قادرا على عقوبته، واذلاله او معاقبته انتقاما مما فعله به؟

    الم يحسن الرسول لاخرين وكان في اوج قوته وسطوته ؟

    في ظني ان امور الدولة لا يجوز النظر اليها من القاعدة فقط وانما من الاعلى ايضا، بمعنى ليس فقط ان تكون محكوما وانما حاكما ايضا، ومسؤولية المواطن اقل بكثير من مسؤولية الحاكم، (طبعا في الدول الدكتاترية يكون العكس ،

     

    هذا الكلام ليس دفاعا عن الجعفري ولكن ما دام ان الرجل قد انتخب من قبل الحزب الذي فار بالانتخابات فلا بد من اعطائه الفرصة،

    فالبلاد لاتحتمل الكثير من المعارضة ، وها هو علي بن ابي طالب كان يرى انه احق بالخلافة بعد وفاة الرسول ص ، لم نره يرفع سيفا ضد أبا بكر ، والسبب واضح هو ان الفوضى التي عمت البلاد لا تحتمل معارضة الخليفة، والا لم يكن علي ضعيفا، وكان له أتباغه ومريديه، وكان يمكن له ان يرفع السيف ، ولكنه لم يفعل، لنطرته البعيدة في الحفاط على الاسلام

    وهاهو نفسه، بعد ان كان قد طالب بالخلافة بعد وفاة الرسول نراه لم يقبل بها بعد مقتل عثمان ثم يقبل بها مجبرا، كل ذلك جرى حسب مجريات الامور وتطورات الاحداث، ، وكان يمكن له ان يرفضها ويكون بعيدا عن الهرح والمرج اللذان حلا بالدولة ويعيش بسلام ،بعدا عن المشاكل، ،

     

    أخيرا لابد ان نتفهم ان اعداء العراق كثيرون ، وان الحكم مسؤوللية صعبه للغاية ، ، ولا بد من التضحية بشيئ من الحقوق الى ان تستتب الامور، فليس هناك بلد في العالم اليوم تنفجر فيه عدة قنابل في ا ليوم وليس هناك بلد يقتل فيه العشرات كل يوم غير العراق،

  22. جاء في تعليق لسالم يقول.

    ]

    ارجو من كافه الاخوه ممن يحبون العراق ان لا يدكروا كلمه الارهاب عندما يريدون الاشاره الى من يقوم يالافساد اليوم , فهؤلاء ينطبق عليهم وصف القران " يريدون افسادا" وليس ما يشار اليهم عاده من انهم ارهابيون وهو مفهوم مطاط ربما يجد من كلمه "ترهبون عدو الله" مبررا دينا في تحور معنى الردع الى ورد في القران الى معنى الافساد الدي يتبجح به المفسدسن

    [

    انها التفاتة مهمة لان كلمة الارهاب بالفعل مطاطة ولا تزال موضع جدال، واخذ ورد، حتى في المؤتمرات الدولية ، ولهذا فان تعبير افساد هو المصطلح المناسب فعلا

  23. القاعدة تهدد السنة المتفاوضين مع الحكومة العراقية

     

    خاطفو الصحافية الفرنسية أهدوها زجاجة عطر وخاتمين قبل إطلاق سراحها

     

     

    بغداد ـ لندن:«الشرق الاوسط» باريس: وكالات

    بعد أنباء عن تفاوض جماعات من السنة في العراق مع الحكومة العراقية لوقف العنف، هدد تنظيم القاعدة الذي يتزعمه في العراق الاردني ابو مصعب الزرقاوي، الذين يتفاوضون. وقال بيان على الانترنت يصعب التأكد منه: إن القاعدة تقسم على قتل أي شخص يتفاوض مع الحكومة العراقية. وقد اعتبر ذلك علامة تدل على ان الجماعة تشعر بالقلق من احتمال وقوع انقسامات بين حلفائها من الجماعات السنية. وكانت ترد على ما ذكرت انه تقارير تفيد بأن زعماء العشائر في الموصل ثالثة كبرى مدن العراق يسعون لإجراء محادثات.

    وكانت الحكومة العراقية أعلنت يوم الاحد ان بعض المسلحين اتصلوا بها بحثا عن شروط للسلام، لكنها لم تعط أية تفاصيل عمن أجرى الاتصال.

     

    إلى ذلك قالت الصحافية الفرنسية فلورنس أوبينا أنه في اللحظات الاخيرة التي سبقت الافراج عنها ومترجمها العراقي حسين حنون السعدي تصرف مختطفوها في العراق معها بكرم مفاجئ. وقدم الرجال الذين اختطفوها قدموا إليها زجاجة عطر وخاتمين هدايا لها. وروت ظروف احتجازها طوال 157 يوما في قبو ضيق ومظلم في العراق، وقالت ان حراسها «ضربوها» مع رهينة آخر بعد ان اتهموهما بانهما تكلما معا.

  24. الذين قتلوا العراق!

     

    انيس منصور

    يا ولداه: العراقيون كفروا بالعراق.. تغيرت خريطة الشرق الاوسط.. تغيرت معالم العراق ودول اخرى.. لا الناس هم الناس ولا الانهار ولا الآبار ولا الذي في ايديهم اليوم كان بالامس.. واتخذ كل شيء لون دخان البترول، انه لون النفوس والعيون والايدي وشكل المستقبل. وبأيديهم قطعوا اصابع ايديهم وارجلهم.. ومزقوا جيوبهم.. وصاروا جميعا اعداء للعراق. وليسوا اصدقاء لأحد.. عادت بابل الي بغداد.. وتبلبلت الألسنة والعقول. وانطبقت على بغداد الصورة التي رسمها العراف الفرنسي نوسترادموس عندما قال: دخان كأنه ناطحات للسحاب.. وناطحات للسحاب كأنها انهار وقفت على حيلها.. وجاءتهم سحب.. والسحب وقفت فوق المدينة.. ومن السحب هبط اناس بيض في ايديهم نار وشرار..

     

    او كما وصفهم الشاعر القديم وهو يتحدث عن المستحيلات.. والعراق هو احد مفردات المستحيل:

     

    اذا شاب الغراب اتيت اهلي وصار القار كاللبن الحليب

     

    وصار البر مرتع كل حوت وصار البحر مرتع كل ذيب

     

    وما دام الغراب لا يشيب والحوت لا يرتع في البر والذئب لا يرتع في البحر فلا امل ولا خروج ولا هروب. ان العراق قد انطلق بعضه على بعض: السنة على الشيعة على الاكراد على السوريين على الفلسطينيين على اليهود على الأميركان وبقية الشعوب الاخرى. ضاع الأمن وضاع الامان ومات الامل في أي حل في العراق وفي لبنان وفي سورية وفي فلسطين!

     

    ذهبت تلك الايام التي كنا ننتظر فيها طلوع الشاعر الجواهري والشاعر حافظ جميل... ماذا كانوا يقولون وما اجمل ما قالوا.. اين تلهو الزهور والورود واسماك دجلة والفرات.. يوم كانت الدنيا كلمات موزونة ومقفاة تنتظر لفتة من شاعر لتكون في لحظة فرقة موسيقية ونقول: الله.. الله.. يا استاذ.. الله!

     

    وكان الاساتذة في العراق كثيرين.. نصف سكان العراق شعراء والنصف الثاني يتذوق الشعر.. ويتذوقون الحياة ايضا.. وعلى ايام صدام حسين لا انسى انني كنت اجلس الى صديق يقول شعرا.. الله ما اجمله.. وفجأة وجدته يقول نثرا غريبا عجيبا: يا سيدي ان الخطة الخمسية الاولى.. اسفرت عن نجاح للحزب والسيد الرئيس.. اما الخطة الثانية..

     

    ولم اجد في شكله وصوته ما يدل على هذا التحول الشاذ.. فلا شرب فصار مخمورا.. ابدا.. ان الرجل عاقل فنان ذكي ووطني.. ولم يساعدني في حل هذه اللغز فيقول شيئا. ولم تطل حيرتي.. عندما فأجأني بقوله: لقد سمعت صوت الباب انه ابني قد عاد.. وهو عضو في الحزب وفي المخابرات!

     

    وفي كل بيت في العراق مثل هذا الابن، ولذلك فالناس يتكلمون عن الخطة الخمسية الاولى لانسحاب القوات الأميركية والخطة الخمسية الثانية والثالثة..

     

    فلم تعد (ليلى) واحدة مريضة في العراق، وانما ملايين (الليالي)!

×
×
  • Create New...