Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by abusadiq

  1. أحد المسلحين اختطف ابنة «الأمير» وقتلها بعد اغتصابها

     

    «الشرق الاوسط» في مثلث الموت: عمليات تسفر عن القبض على عناصر مسلحة ومخازن للاعتدة و1500 عبوة ناسفة

     

    بغداد : نعمان الهيمص

    أُجلت عودتنا الى بغداد بعد «رحلة الموت» الى «مثلث الموت» مرات عديدة ولاسباب مختلفة ، كانت احداها هبوب عاصفة قوية منعت طائرة الهليكوبتر التي اقلتنا من الاقلاع عن الارض، وفي اليوم الثاني كانت الهليكوبتر المخصصة لنا قد صارت من حصة الجرحى الذين تعرضوا لعملية مسلحة حيث اقلتهم الى المستشفى. وبعد اتصالات مع اطراف اميركية عديدة عدنا الى بغداد برتل عسكري.

    في تلك الرحلة اختلط الخوف مع المفاجآت في ذلك المثلث وصولا الى حقيقة المنطقة وما فيها بعيدا عن القصص التي ترد منها ، في المثلث الذي يحمل اسما مخيفا عبر العمليات التي شهدتها تلك المناطق .

     

    في ساعات الفجر الاولى كان الانطلاق الى رأس المثلث عبر طرق زراعية مشجرة وبحيرات اسماك ، كان رأس المثلث واضح المعالم يمثل مفترق الطريق بين قضاء المسيب وناحية جرف الصخر امتدادا الى الشمال ، حيث يمثل الحد الشمالي خط مواجهة وتهديدا دائما ، فكانت الحركة من رأس المثلث نحو الشمال باتجاهين، الاول الى منطقة الحامية التي استعادت عافيتها قبل اسبوع من وصولنا وكان مركز الشرطة فيها قد تعرض للتدمير الكامل وعاشت المنطقة في فوضى نتيجة سيطرة العناصر المسلحة على الوضع هناك ، الا ان العمليات المشتركة بين الجيش والشرطة العراقية والقوات الاميركية تمكنت من تأمين المنطقة وفتح مركز شرطة بديل. في تلك النطقة تتراءى امامك بيوت آمنة ارهقتها نقاط الحواجز والتفتيش فرضت وجودها اعمال العنف والارهاب . يقول محمد علي من اهالي الحامية «ان الوقت الحالي افضل بعد افتتاح مركز الشرطة، فقد كنا لا نستطيع الخروج للشارع او الوصول الى مدينة المسيب»، ويضيف عبد العباس حسين «نخرج ليلا مع الشرطة العراقية لتأمين وحماية المنطقة التي كانت تجوب شوارعها سيارات المسلحين لتمارس القتل والعنف»، فيما يوضح خضير عباس صاحب محل خضراوات ان «المنطقة ارتفعت فيها اسعار المواد الغذائية لعدم امكانية ذهابنا فجرا الى العلوة في المسيب للتسوق وكذلك اجور النقل حيث يتردد السواق في المجيء للمنطقة بسبب العنف ، اما الان فقد اختلفت الصورة وتحسنت كثيرا»، الطفل زياد صاحب يقول «عمي قتل»، واخر يقول «مصعب نايف عضو المجلس البلدي قتل»، لكن سعاد حسين كاظم لديها اكثر من قصة مليئة بالحزن، تقول ان ابنها حسين سجين لدى القوات الاميركية وستذهب لمقابلته، وتقول ايضا «زوجي جواد كاظم قتل قبل فترة بتهمة قتل ضابط امن وهو موظف استعلامات في معمل السدة» ويؤيدها الاخرون في هذه القصة ، ولم تنته المأساة عند هذا الحد، فولداها عباس وعلي قتلا هما الاثنان ايضا في النهر عندما كانا يستقلان زورقا لصيد الاسماك مع اخيهما السجين بحثا عن رزق ، وخلال تمشيط المنطقة تعرضوا لهذا الحادث . النقيب حامد حسين ضابط مركز شرطة الحامية قال «تم القاء القبض على عناصر مسلحة تقوم باعمال العنف، والعمليات مستمرة باتجاه الشمال لأن المسلحين يأتون اليها لكون المنطقة مفتوحة باتجاه حدود العراق فضلا عن وعورتها ، ونحن الان وكما ترون في قلب العملية وهي المرحلة الثانية فيما كانت الاولى التطويق، والثالثة الانسحاب ، فقد اعتقلنا 30 عنصرا له علاقة باعمال العنف، ولدينا قوائم مطلوبين من خلال تعاون الاهالي معنا»، وفي ذلك الموقع المتقدم حضر اللواء الطيار قيس حمزة المعموري قائد شرطة بابل وتحدث لـ«الشرق الاوسط» قائلا «بعد العمليات الاخيرة للحفاظ على امن بغداد توقعنا زحف العنف الى جنوب بغداد (اللطيفية) وشمال بابل ، ولدينا خطة شمولية للقضاء على منفذي العنف، فالعملية مستمرة من الفلوجة الى الصويرة ، وقد قبضنا على اعداد منهم وسيتم الاعلان عنهم بعد اكتمال التحقيق»، فيما يؤكد المقدم احمد الشمري مدير شرطة المسيب قائلا «القينا القبض على عناصر مسلحة بينهم تونسي يقود سيارة مفخخة وحكم عليه بالسجن 15 عاما ، وهنالك عناصر من جنسيات بينها سورية وافغانية وانتحاريون اربعة في المسيب نفذوا عملية وبعد جمع الاشلاء ثبت ان هوياتهم سورية».

     

    اما مهدي عبد الحسين النجم، قائمقام المسيب، فيقول ان مدينته «ابتليت بالعناصر المسلحة التي استفادت من الفراغ الامني، لكن الحالة الان اختلفت، وبتعاون الخيرين من الاهالي فالمسيب فيها ظاهرة اجتماعية متميزة في الولاء للمكان ، وهي مشهود لها عبر التاريخ مدينة لم تعرف السلب والنهب ، وليس هناك أي تعاطف مع المسلحين من قبل اهالي المسيب».

     

    «الشرق الاوسط» كانت داخل العمليات التي نفذتها القوات العراقية والاميركية وقد شهدت الاحداث المسلحة هناك، وكان الاهالي هم اكثر من يعاني من وجود هؤلاء المسلحين ويأملون من الحكومة تخليصهم من هذه الاوضاع . في الاتجاه الآخر في منطقة جرف الصخر وعند المفرق المؤدي الى الفلوجة وكربلاء كانت سيطرة عسكرية بانتظار عودة مجموعة المداهمة كانت حصيلتها القبض على ثلاثة عناصر لكن الاشارة الواضحة لنشاط المسلحين في ذلك الشارع الذي تلاشت اطرافه بسبب زرع العبوات الناسفة وما تلحقه من اضرار عليه . المزارع محمد عريمش من سكنة جرف الصخر قال «نحن نبحث عن الامان في منطقتنا التي يتخذ المسلحون منها قاعدة لانطلاقهم لان المنطقة مفتوحة ووعرة»، فيما رحب الحاج عزيز بوجود القوات العراقية والقوات متعددة الجنسيات لدورها في حفظ الامن ، وقال عجوز طلب عدم الكشف عن اسمه «ان القوات الاميركية تبحث عن المعلومات من خلال علاقتها ببعض السكان وتتردد عليهم لكن هؤلاء يلقون حتفهم على ايدي المسلحين عندما يتردد الاميركان اكثر من مرة على هؤلاء»، واشار الى ان القوات العراقية والاميركية تستخدم العنف المفرط وتعتقل العديد من الناس وهم ابرياء وهنالك عوائل خالية من الرجال بسبب القبض عليهم ، والكل يتحدث عن المنطقة وكأن الاهالي يصدرون الارهاب . وفي قاطع العمليات المتقدم التقينا مع المقدم محمد سلمان المحاويلي قائد العمليات العسكرية والذي فقد والده وشقيقه على ايدي المسلحين انتقاما منه ، اوجز لنا حصيلة عمله قائلا «تم القبض على 12 مسلحا اعترفوا بجرائم قتل ، وعثرنا على مستودع كبير للاسلحة في منطقة الحامية لتصنيع العبوات والسيارات المفخخة حيث ضبطنا 1500 عبوة ناسفة»، واضاف قائلا ان «المسلحين اعترفوا بالتمويل من الخارج ، ونحن عازمون على القضاء على العنف والارهاب حيث يتعاون معنا شيوخ العشائر في جرف الصخر ومنهم شخصيات عسكرية كبيرة خدمت بكفاءة في الجيش العراقي في السابق وهم يتفهمون ان ما يحدث ليس عمليات مقاومة ، وتم القبض على اربعة عناصر من الرؤوس المدبرة مع اسلحتهم ولم نكشف عنهم خشية هرب الاخرين ، ونتيجة ضغطنا عليهم ذهبوا الى الدورة جنوب بغداد ، لقد وضعنا خطة محكمة حيث تمت 40 عملية انزال في الحصوة واللطيفية والاسكندرية والميلحة تم خلالها القبض على 850 مسلحا خلال سنة ونصف السنة والكشف عن 25 مستودعا».

     

    ويضيف قائلا «احد المسلحين الذين قبضنا عليهم اعترف باختطافه ابنة ما يسمى بـ«الامير» الذي يقودهم ويأتمرون بأوامره وقام باغتصابها ثم قتلها ، ونحن لا نريد التشهير وفضح الاسماء ، لكن ماذا سيقول «الامير» بعد ان يعرف الحقيقة ، هل هذا العمل مقاومة ؟ ، كما القينا القبض على من قام باختطاف الفرنسيين والروس». الميجر جيبسن، من قوات المارينز، اطلعنا على مجموعة من الذخائر والاسلحة والهاونات والراجمات الثنائية والرباعية وهي مصنعة محليا ، قال «ان تصنيع هذه الاسلحة بهذا الشكل يدل على خبرة كبيرة» ويضيف «حاولنا قدر الامكان ان يكون منتسبو مراكز الشرطة من نفس اهالي المنطقة ، لكن الذي حدث تم تفجير المراكز بالكامل وقتل المنتسبين ، ومقاول قام بترميم وتأهيل المركز الصحي في جرف الصخر من اجل الخدمة الصحية للاهالي فتعرض للقتل». في اليوم التالي من رحلتنا الى مثلث الموت تم الاعلان عن العثور على مستودع كبير عبارة عن خزانات بلاستيكية كبيرة مملوءة بالاسلحة والقنابل والعتاد ومدفونه تحت ارض مزروعة لأغراض التمويه بين منطقة الحامية وجرف الصخر ، وفي مساء ذلك اليوم كانت دورية للجيش الاميركي تمر باتجاه جرف الصخر وقرب الجسر المؤدي الى مخازن الجيش العراقي السابق لاحظت الدورية ان هنالك شخصين يهربان ليلا وبعد تطويقهما والقبض عليهما تم اقتيادهما الى المكان الذي هربا منه ليكتشف جنود الدورية ان هناك اربع قنابل يدوية مربوطة معا واسلاكا وكمية من الديناميت وعُدداً يدوية وبالقرب منها صاروخ كبير جدا لم يستطع ثمانية اشخاص حمله ، ادعى الشخصان انهما لا يعرفان شيئا عنها ، فتم اعتقالهما واحالتهما الى مركز الشرطة . كانت عملية «البرق» الامنية قد بدأت بينما انتهت رحلتنا الصحافية الى مثلث مشحون بالمتفجرات ومخازن الاسلحة وبعناصر امتهنت القتل والترويع والاختطاف.

  2. الإعدامات الجماعية في القائم تجدد مخاوف الحرب الأهلية

     

    العثور على 16 جثة مقيدة الأيدي

     

     

    بغداد ـ لندن:«الشرق الأوسط» والوكالات

    اثار العثور على 16 جثة على الاقل، مقتولة بطريقة توحي انها عملية اعدام جماعية في بلدة القائم العراقية قرب الحدود السورية، حيث تنشط الجماعات المسلحة، المخاوف من محاولات زج العراق في حرب أهلية. وكانت الشرطة العراقية قد قالت ان 22 جنديا معظمهم من جنوب العراق خطفوا يوم الاربعاء الماضي بعد مغادرتهم قاعدتهم في بلدة القائم. وكانت جثث الاشخاص الذين جرى اعدامهم وعثر عليهم امس بملابس مدنية وعدد منهم مقيدة ايديهم وبينهم جثة مصابة بطلق ناري في الرأس وثانية قطع عنقها.

    وكان بيان منسوب لجماعة «القاعدة» التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي في العراق قد زعم اول من امس ان الجماعة تحتفظ بـ 36 جنديا عراقيا رهينة وحددت مهلة 24 ساعة للافراج عن كل السجينات، والا سيتم قتلهم وجرى تمديد المهلة الى 72 ساعة.

     

    من جهة اخرى نسبت صحيفة «الغارديان» في لندن امس الى دبلوماسيين في السفارة الاميركية في بغداد قولهم إن دبلوماسيين وعسكريين اميركيين انخرطوا في اول مفاوضات من نوعها منذ الحرب مع جماعات من المتمردين المسلحين وذلك في تغير رئيسي بالسياسة الأميركية تجاه هذه الجماعات. وقال مسؤول ان ذلك يأتي من اجل هدف تحقيق الاستقرار بالعراق.

  3. بعد محاولة الانقلاب الفاشل الذي قام به حرب البعث ضد عبد الكريم قاسم والقاء القبض على بعض أعضائه ، وقف الشاعر محمد مهديالجواهري في حفل امام عبد الكريم قاسم وخاطبه مناشدا اياه ان يتصور لو كان الانقلاب قد نجح ماذا سيحصل

     

    تصور الامر معكوسا وخذ مثلا مما يجرونه لو انهم نُصِروا

    والله لاقتيد (زيد) باسم (زائدة) ولاصطلى (عمرو) والمبتغى (عمر)ــ

     

    هل تحقق كل هذا بعد ان افترض في وقتها الجواهري انتصار حزب البعث؟؟

  4. اشيع اخيرا ان صدام حسين يعكف على كتابة مذكراته ، واذا كان هذا الخبر صحيحا فانه خبر مهم ، لان مذكرات صدام حسين تكتسب اهمية غير عادية ، طبعا اذا كتب مؤلفها كل الحقائق كما هي

    ان مذكرات صدام حسين ستكون من أغنى المذكرات ليس في تاريح العراق فحسب بل على المستوى العالمي ، فهي لاتتعلق بالعراق او الدول العربية وانما لها علاقة كبيرة مع دول اخرى

    انها تاريخ العراق في العصر الحديث، ولهذا لابد ان يفسح المجال لصدام حسين ان يكتب مذكراته ، لان هناك اسرار غير عادية وقد تكون خطيرة لم يكشف عنها حتى الان،

    مذكرات تمتد من محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، والاعداد لانقلاب عام 1963، ومن ثم عام 1968، وكيفية تصفية الكثير مم مناوئي حزب البعث ثم تصفية كل من يشك في اخلاصهم للحزب وحتى قيادات مهممة في الحزب ، ومن ثم تاريخ اخماد الثورات المتعاقبة ضد السلطة، ، وتاريخ الحروب العراقية واين حلت الاموال العراقية الهائلة ، وغير ذلك كثير، انها مذكرات ضرورية ، ولكن على فرض انه سيكتب كل الحقائق، فهل سيسمح للجميع الاطلاع عليها ، وهل سيسمح بنشرها؟؟

  5.  

    الجعفري يقبل التحدي لاخطر منصب في العالم

     

    لا شك ان الجعفري منذ اعلانه الوزارة العراقية الجديدة فانه قد قبل تحديا صعبا لا يحسد عليه، وهو مسؤول منذ اليوم عن كل ما سيحدث في العراق، لقبوله هذا المنصب

    ان قبول منصب رئيس وزراء العراق في هذا الظرف بالذات مهمة صعبة وخطيرة للغاية ، فالعراق بالذات ليس سهلا منذ مئات السنين، وهذا الحجاج يقول للعراقيين ان الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان رمى كنانته فوجدني اصلبها عودا فرماكم بي، ، فالعراق بلد صعب في كل عصوره، ولكن الفترة الحالية اصعب بكثير من كل الفترات السابقة ، بلد محطم ، مصالح دولية متصاربة ، وضع امني منهار، تفجيرات في كل يوم، معاناة المواطنين تزداد يوما بعد يوم ، الخ

    من يطمح ان يكون رئيس وزراء لبلد كهذا

    انها مهمة صعبة صعبة للغاية ، وبقبول الجعفري هذا المنصب فانة مسؤول منذ الان امام العراقيين عما سيحدث، ، ، فهل سيستطيع الجعفري تحقيق هذه المهمة

  6. بغداد: نعمان الهيمص ومحمد عبد الواحد والوكالات

    اختار اول رئيس وزراء عراقي منتخب، منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين قبل سنتين، ان يشكل حكومته في اليوم نفسه الذي اعتاد فيه الرئيس المخلوع المسجون حاليا ان يقيم الاحتفالات الباذخة باعتباره يوم ميلاده.

    وقدم ابراهيم الجعفري، زعيم حزب الدعوة الاسلامية (شيعي) الذي كان من اشد معارضي صدام، تشكيلة حكومته غير المكتملة امس الى الجمعية الوطنية الانتقالية التي صادقت عليها باغلبية 180 صوتا مقابل خمسة اصوات ، فيما لم يحضر الجلسة 89 عضوا قالت مصادر في «الائتلاف العراقي الموحد» الذي ينتمي اليه الجعفري ان الغياب كان بسبب عدم تبلغ هؤلاء الاعضاء بجلسة الجمعية الطارئة للمصادقة على التشكيلة الحكومية.

     

    وأنهى إعلان حكومة الجعفري، وهي الاولى المنتخبة في العراق منذ نصف قرن، ثلاثة اشهر من الجمود السياسي وفراغ السلطة. وتضم الحكومة بالاضافة الى رئيسها اربعة نواب للرئيس و32 وزيرا، 17 للائتلاف العراقي الموحد الشيعي، و8 لقائمة التحالف الكردستاني، و6 للعرب السنة، وواحدة للكلدوآشوريين، وهي بهذا تعد اكبر حكومة في تاريخ العراق. إلا ان نائبين لرئيس الوزراء وخمس حقائب وزارية، هي النفط والدفاع والكهرباء والصناعة وحقوق الانسان، لم يتم اختيار اسماء لها حتى الآن ما يؤكد مدى انقسام الزعماء الجدد بشأن شكل الحكومة. وبحسب الجعفري فانه «سيتم خلال الايام القليلة المقبلة الاتفاق على اسماء هذه المناصب».

     

    وعين أحمد الجلبي، الذي كان مقربا في فترة من الفترات من وزارة الدفاع الأميركية، في احد مناصب نائب رئيس الوزراء ، كما اسند اليه منصب وزير النفط بالوكالة، بينما شغل الجعفري نفسه منصب وزير الدفاع بالوكالة انتظارا لتعيين شخصية سنية. وتولى التركماني الشيعي بيان باقر صولاغ وزارة الداخلية التي تعتبر اساسية بالنسبة للأمن. ولم تضم الحكومة أي عضو من قائمة اياد علاوي بعد انهيار المحادثات مع رئيس الوزراء السابق هذا الاسبوع بعد ان تردد انه طالب بالعديد من المناصب الوزارية.

     

    وواجهت التشكيلة الحكومية فور اعلانها انتقادات من شخصيات وقوى سنية عربية، بينها نائب الرئيس غازي الياور، اخذت عليها عدم تمثيلها بشكل جيد لهذه الطائفة.

     

    وضمت حكومة الجعفري 6 نساء نصفهن كرديات، ولم تتضمن إلا خمسة من وزراء حكومة اياد علاوي، اربعة منهم اكراد، بينهم وزير الخارجية هوشيار زيباري ونائب علاوي برهم صالح الذي اسند له في الحكومة الجديدة منصب وزير التخطيط ونسرين برواري وزيرة الاشغال والبلديات.

  7. هذا مقال طريف يذكرنا بأشياء كثيرة ومنذ سنين عديدة

     

    للكاتب / كمال سبتي ( مجلة الأفق )

     

     

    نشر الشاعر العراقي سامي مهدي مجموعة قصائد في مجلة الآداب بعنوان (قصائد عراقية من منفى مؤقت) قرأنا منها في "النت" قصيدة واحدة هي رحلة الطير. ولقد اهتممت بقصيدة سامي مهدي هذه لأنها تختلف عما قرأناه قبلها لشعراء (من داخل العراق وخارجه) كتبوا شعراً عن مرحلة ما بعد الحرب. ولأنها قد تكون أول قصيدة لقائد ثقافي في حقبة الدكتاتورية عنا ومرسلة إلينا. عنوان مجموعة القصائد التي ضمت قصيدة رحلة الطير (قصائد عراقية من منفى مؤقت) هو عنوان سياسي مباشر متعمد. إنها عراقية أي أن شاعرها عراقي ، ومن منفى مؤقت أي أنه لن يستوطن وطناً آخر كما فعل غيره الذي هو (نحن).

     

    تلغي قصيدة سامي كل سبب للمأساة من (الداخل الذي عمره خمسة وثلاثون عاماً) وتخلق داخلاً آخر تكوّن بعد سقوط بغداد في القصيدة كما أظن. وسامي مدافع صلب عن نظامه كلاماً وروحاً. وقد يكون الوحيد من البارزين في ثقافة الدولة السابقة ممن عاش تجربتين قتاليتين فعليتين على الرغم من أن عمره لم يكن عمر جندية إلزامية فقد كان آمر مجموعة للجيش الشعبي في سيحان ثم متطوعاً كرفيق حزبي في ألوية المهمات الخاصة وقد كاد يُقتَلُ أو يؤسَر في الهجوم الإيراني الكاسح عليهم في منطقة ديزفول والشوش ، الذي سبق معارك استعادة المحمرة من الجيش العراقي. تبدأ القصيدة بداية محيرة فالطير (أي الشاعر) عجل في طيرانه لا يملك قلباً للغناء أو حتى جناحاً قادراً على الاستدارة : (وأنا عجلانُ في سربٍ من الطيرِ أَطيرْ،/ دونما قلبٍ يغنِّي أو جناحٍ قادرٍ أن يستديرْ،/ أَخَذَتْنا الريحُ نحو الغربِ حتى لم نعد ندري: أهذا شوطُنا الأوّلُ في السبْقِ أَمِ الشوطُ الأخيرْ ؟). زمن المقطع الأول (عندي) هو مرحلة الحرب الأخيرة وليس بداية طيران الشاعر في الحزب (والدولة في ما بعد) منذ أربعة وأربعين عاماً.. ووضعت (عندي) كما تلاحظون بين قوسين فلماذا ؟

     

    أولاً : لأن سامي مهدي أراده عاماً ، ليشمل "ربما" رحلته كلها في الحياة. ولأنه في حال دفاع عن نفسه أمامنا وفي الوقت نفسه في حال هجوم علينا فقد احتال كثيراً على نفسه وعلينا بإسقاط خمسة وثلاثين عاماً من الحساب الشعري والزمني معاً. أي أن الاستنتاج الأخير في هذه الفقرة يناقض الاستنتاج الأول في الفقرة ذاتها.

     

    وثانياً : لأنه ما كان ليلجأ إلى كل هذا لو لم تسقط بغداد. فالقصيدة مكتوبة بعد الحرب وبعد سقوط الدولة التي كان شاعر رحلة الطير أحد رجالاتها.

     

    والقصيدة مكتوبة - في ظني - وفي ذهن سامي عدد من الأسماء ولن يكون إلا لشعراء من جيله ومن جيلي. وليس صعباً على القارئ الفطن أن يحدسه..

    هؤلاء الشعراء موجودون في المنفى منذ سنوات عديدة وكان سامي في حالة كتابته عنهم يأخذ عليهم اعتياشهم من فتات الدول الأجنبية ويفتخر بأنه أفضل كرامة منهم على الرغم من جور الحصار ، هذا ما أتذكره من مقال له نشره عام 1993 في الصفحة الأخيرة من مجلة الأقلام. وقد كتبت وقتها مقالاً عنه في صحافة المعارضة.

    لكنه الآن خارج العراق فماذا يقول ؟

    سيقول : قصائد عراقية من منفى مؤقت !!

    نحن نعتاش من الفتات الأجنبي وهو يقيم في منفى مؤقت ! أيْ طرطرا تطرطري .. بقولِ أبي فرات الجواهري.

     

    في خروجي من العراق عام 1979 إلى باريس قاد لقائي بالشاعر خالد علي مصطفى في أحد شوارع باريس مصادفة إلى أن يعرف مدير المركز الثقافي العراقي في باريس ، آنذاك، الشاعر سامي مهدي بوجودي وأن يرد على تألمي من ضرب الشيوعيين العراقيين كل خمس دقائق.

    في واحد من ردوده قال : هم لديهم الاتحاد السوفييتي والدول الشرقية . مَنْ للبعثيين إذا ضُرِبَ حزبهم ؟

    ولم يكن ما قاله جواباً. الأمر يتعلق بقسوة استخدمت ضد مواطنين عراقيين لن يبرّرَها أبداً امتلاكهم الاتحاد السوفييتي والدول الشيوعية الأخرى مكاناً للجوء.

    وفي مرة ثانية وكنت قد عدت إلى بغداد مواطناً من درجة لا أقل منها درجة أخرى جلست معه ومع صديقنا الراحل غالب هلسا في مقهى البرلمان عام 1981 وكان غالب قادماً إلى بغداد لأمر لا أتذكره بعد أن غادرها بداية الحرب مع إيران . كان سامي يجأر في البرلمان : ليس السؤال من بدأ الحرب ؟ هذا سؤال سخيف. السؤال من هو معنا في الحرب ومن هو ضدنا ؟

    نظر إليَّ المتلكئ غالب كما تشي به شفتاه وكلماته المتقطعة ، وكنت ساكتاً.

    القصيدة ذكَّرتني بالجوابين في محنتين عبدتا الطريق لدخول الجيش الأميريكي بغداد.

    أنت تقول له : لماذا يُضرَبُ الشيوعيون ؟ يقول لك : عندهم الاتحاد السوفييتي ودول شرقية أخرى.

    وحين يتحاور حول الحرب يستبق المحاور بالسؤال - الإجابة : السؤال من هو معنا في الحرب ومن هو ضدنا ؟

    وقتها عرفت معنى أن يكون الشاعر رجلَ حزب وموظفَ دولة.

    رجل الحزب منذ أربعة وأربعين عاماً وموظف الدولة منذ ما قبل عام 1968 كتب لنا قصيدة بعنوان رحلة الطير.

     

    إن الرحلة العراقية لم تكن نحو الغرب (كما ينبئنا المقطع الأول) بل نحو موسكو منذ عام 1958 حتى نيسان عام 2003 . فهل بدأ سامي قصيدته منذ وقت ما قبل الحصار بقليل؟

    لا..

    هذا تمويه.. ومفتتح يتقصد الالتباس.

    قصيدة سامي ليست فتحاً شعرياً ، إنها شغل تقليدي لكنه محكم مبنىً ومعنىً وإن تقصَّدَ الالتباس.

    إذن فإن (الطير الراوي) ينبئنا بأن الريح قد أخذت سربه نحو الغرب ويقول :

    ( لم أكنْ أَعْرف أنّا فُرَقاءْ / ولنا آلهةٌ شتّى، وأنّا سُفَهاءْ / لم نُصِبْ من منطقِ الطيرِ وَمِنْ سرّ "فريدِ الدينِ" إلاّ الغُلَواءْ.).

    طيب.

    لدينا إحالة هنا إلى كتابِ صوفيِّ نيسابور فريد الدين العطار "منطق الطير" والذي هو رحلة رمزية قامت بها آلاف الطيور لملاقاة طائر خرافي اسمه سيمُرغ (ملك الطير الأعظم). الرحلة هي محاولة للتقرب من الحقيقة التي هي الذات الإلهية. أخذ فريد الدين العطار اسم كتابه من الآية في سورة النمل : (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ). هذا التعريف من عندي إذ لم يكن ثمة تعريف مع القصيدة.

     

    الالتباس ازداد أكثر في ما يخص زمن المقطع الأول: بـ (لم أكنْ أَعْرف أنّا فُرَقاءْ / ولنا آلهةٌ شتّى، وأنّا سُفَهاءْ) وازداد أكثر مع مفردة (الغُلَواء) فهل هي غلواء الأحزاب كلها ؟ وماذا عن غلواء الحكم السابق ؟ أهو مشمول بها ؟ المكان هنا محيَّر أيضاً. فقد اتجهت الطيور نحو الغرب (الغرب كله). والزمن محيَّر أيضاً. أهو إذن زمن سامي كله ؟ نعم ولا. وهذا هو التمويه : رحلة رمزية إلى الغرب انتهت بفاجعة. والزمن ؟ إنه كل حقبة زمنية عاشها سامي مهدي منفردة وعشناها أيضاً (إذا سمح لنا سامي بهذا التعبير) ولكنها ليست الزمن الشخصيّ كله. بل أن في القصيدة إيحاءً قوياً كل مرة إلى زمن الحصار وزمن ما قبل الحرب :

    (ونَظَرْنا: فإذا نحن، كما كنّا بدأنا، فُرَقاءْ،/ وإذا الغابةُ لا مَنٌّ ولا سَلْوى، ولا أيُّ عزاءْ؛ / وأرسطو يُلْهم الإسكندرَ الغزوَ وقهرَ المدنِ التعبى ويغريه بقتلِ الأمراءْ.).

     

    لكن القصيدة - محكمة الشغل مبنىً ومعنى - قد تكون أرادت ترسيخ الالتباس زمناً شعرياً في ذهن القارئ وهو حق للشاعر ، طبيعي ومشروع بل هو الشغل الزمني المعروف في الشعر. ولكننا لأننا نعرف الشاعر ومسعاه الحالي فإننا نبحث عن تحديدٍ زمنيّ مّا لإيحاءاته المضمونية في رحلة ترمز إلى رحلتنا جميعاً كما أظنّ.

     

    لقد أقرّ الشاعر في ما بعد رحلة أخرى وشوطاً أخيراً ، وسيتساءل :

    (رحلةٌ أخرى؟ إلى أين؟ وكلُّ الأرضِ بستانٌ لقيصرْ/ وعلى أطرافِهِ الجندُ يقيمونَ له ألفَ معسكرْ / ويغنُّون سكارى شِعرَ فرجيلَ وروما تتبخترْ ؟). و : (رحلةٌ أخرى ولم يبقَ من السربِ سوى بعضِ بغاثٍ يتطيّر؟). وهذا وصف جديد لمشهد جديد هو مشهد ما بعد الحرب بلا أي تمويه . ولدينا فيه فرجيل وبغاث الطير. فأمّا فرجيل70-19 ق.م ، فهو شاعر روماني له ملحمة "الإنياذة Aeneid" . تروى عنه شعبياً حماقات قد يكون سامي مهدي مطلعاً عليها. وأما بغاث فإليكم ما يقوله المعجم الوسيط :

    ( بغِثَ لَوْنُه -َ بَغَثاً: وبُغْثَةً: كان فيه بُقَعٌ بيض وسُود. فهو أبْغَثُ وهي بَغْثَاء. (ج) بُغْثُ.

    (البُغَاثُ): طائرٌ أبغثُ اللونِ، أصغرُ من الرَّخَمِ، بَطيءُ الطيران. (ج) بِغْثان. وفي المثل: "إِنَّ البُغَاثَ بأرضنا يستنسِر": يراد: مَنْ جاوَرَنا عزَّ بنا.

    (البَغْثاء): أَخْلاطُ النّاس.

    (البَغِيثُ): رديء البُرّ، والعامة في مصر تسميه البَغيت، على عادتهم من جعل الثاء تاء.)

    ها هو الشاعر يبدو في قراره أكثر تصميماً على رحلة أخرى في نفق الإنسان بين الخير والشرّ وفي كهف ظلام النفس ، في بئر الضمير. فيطير ثانية ويعلن في نهاية قصيدته :

    (ولتكنْ رحلتُنا في نَفَقِ الإنسانِ، بين الخيرِ والشرِ، وفي كهفِ ظلامِ النفسِ، في بئرِ الضميرْ، / قلتُ: لا بدّ لنا من أملٍ آخرَ غيرِ العيشِ في هذا السعير./ ثم أَطْلقتُ جناحيَّ وحلّقتُ بعيدًا، وعميقًا،*/ غير أنِّي لم أزلْ وحدي أطير.) [* إضافة الواو من كمال سبتي حتى يستقيم الوزن (بحر الرمل).]

     

    ونقرأ توقيعاً للقصيدة : القاهرة (سامي مهدي شاعر عراقي مقيم مؤقتاً في القاهرة).

    وبين بداية القصيدة ونهايتها لا نجد ندماً إنسانياً على فعل مّا بل مكابرة بالنزاهة والتقليل من صدق الآخرين عبيد قيصر أو غنمه في مقطع ورد في القصيدة.

    العنوان قصائد عراقية من منفى مؤقت والتوقيع بشاعر عراقي مقيم مؤقتاً في القاهرة لهما معنى رسالة موجهة إلى الجميع (في ظاهرها) ولربما حين يتحقق تخصيصٌ مّا ستكون الرسالة موجهة إلى شاعرٍ مّا أو إلى عدد جد قليل من الشعراء.

     

    يرى سامي مهدي أنه هو الضحية وهو ممثل المأساة أمام العرب وهو بعثي لم يخرج من بغداد إلا بعد الاحتلال الأميريكي وهو ليس شيوعياً مهزوماً أو أحداً آخرَ هارباً ولاجئاً في الغرب منذ وقت طويل ، فهو أقرب إلى العرب وأعزّ عندهم من غيره. وأنَّ ما يفعله غيره من معاداة للاحتلال الأميريكي وللوضع الجديد في العراق هو سطو على مأساته وتسويق لشخص غيره قومياً. وقد لا يكون اختيار سامي مهدي القاهرةَ (قلبَ الأمة النابض عند القوميين) بلا معنى. فهو قد قرر المنازلة والتنافس والتحدي فها هو يعلن : (غير أنِّي لم أزلْ وحدي أطير). بعد أن كان قد تساءل في بيت سابق : (رحلةٌ أخرى ولم يبقَ من السربِ سوى بعضِ بغاثٍ يتطيّر؟). وحتى إتيان "فرجيل" لربما كان من أجل تذكير من قصده بـ (بغاث يتطير) وغنم قيصر ، معاً ، بحالهم في نصرة جنود سكارى يغنون شعر نصرهم "هم".

     

    * * *

     

    وأين نحن من كل هذا ؟

    ليدع كل واحد منا فعله يتكلم ، وفي ما يخصني :

    لقد وقفتُ ضد الحرب بقوة ، ورفضت الاحتلال ، ورفضت المقاومة – وقد هاجمتني مواقع الزرقاوي بسبب موقفي الرافض المقاومةَ المهلكةَ الناسَ الأبرياءَ – آملاً أن يتحقق برنامج للتحول الديمقراطي السلمي..

    ويرى القارئ الكريم أن رفضي الحربَ والاحتلالَ والمقاومةَ هو رفض للعنف. وهذا هو مبدئي في العيش بهذه الحياة من أجلي شخصياً ومن أجل الشعر.

    وأما الحركة الحزبية العراقية فقد آذت الشعر قصائدَ وشعراءَ آدميينَ (بفعل كتابتهم الشعرَ الحزبيَّ أو بفعل عدائهم له) كثيراً..

    وها نحن سنشهد (في ظني) مرحلة جديدة من التنافس المحتدم حول مجد تَمثّلِ المأساة وإعلان النفس ضحيةَ القيصر ومقاوِمَةَ القيصر بين حزبيي المنفى من الشعراء وبين الحزبيّ المنفيّ مؤقتاً ، الشاعر سامي مهدي..

  8. العراق.. رئاسة جلال طالباني إيذان برفع احتكار الإمامة

    رشيد الخيون*

     

    بعد انتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق، تعدى العراقيون حاجز احتكار الإمامة أو الرئاسة، لكن ما حصل هذه المرة كان باتفاق وتراضٍ، وليس بانقلاب ومؤامرة. حدث هذا بعد أن ظلت إمامة الدولة محتكرة للعربي القرشي السنُّي، منذ أصبحت بغداد عاصمة للدولة العباسية (145هـ)، وحتى سقوطها بيد المغول التتار (656هـ). فبعدها لم يعد منصب الإمامة مشروطاً بقومية حتى آخر والٍ عثماني طرده البريطانيون من بغداد. وبدعم بريطاني أعيد العمل بشرط العروبة والإسلام في الإمام، حيث توج فيصل الأول ملكاً على العراق (1921)، وظل الحال كما هو عليه حتى سقوط بغداد مرة أخرى (2003) بيد الأمريكان والبريطانيين، فقد ألغي أثر ذلك شرط العروبة بتوافق سياسي، تحقق نتيجة الانتخابات العامة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

    وقبل هذا كثيراً ما كان شرط العروبة أو القرشية، على وجه التحديد، والإسلام والمذهب السُني في شخص الإمام أو الخليفة شكلياً، فبعد وفاة جعفر المتوكل هيمن على الخلافة الأتراك والفرس، حتى قيل في شأن الخليفة «خليفة في قفص بين وصيف وبغا». وعقود طويلة هيمن البويهيون الديالمة والسلاجقة الأتراك على الدولة، وكان منصب السلطان أرجح من منصب الخليفة، بل يحدد للأخير راتبه ويحصي عليه أنفاسه. وكان للخليفة المستعصم أن يبقى مع المغول مثلما كان أجداده مع آل بويه وآل سلجوق، محافظاً على وجوده بالاسم، وهذا ما أراده له وزيره ابن العلقمي، وهو على خلاف ما شاع عنه، كان حريصاً على وجود الخلافة حتى زوال أمر المغول، فهيبة الخلافة دعت صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس الى الاعتراف بوجودها الشكلي في الأقل. وقيل بعث الأول بصليب الجيوش المطرودة من القدس إلى الخليفة العباسي، ودفن عند عتبة دار الخلافة ليوطئه الداخل والخارج. ولربما استوحى النظام السابق فكرة دفن راية الصليبيين فجعل رسم بوش الأب، وهو من عمل الفنانة ليلى العطار، عند عتبة فندق الرشيد، توطئه الأقدام، حتى إزالته بعد التاسع من إبريل 2003. أما الملك بيبرس فاستقبل أحد أقارب الخليفة المستعصم بمصر وبايعه، وعمل على مساعدته في استرجاع عرشه من يد المغول ببغداد، لكن المحاولة انتهت عند تخوم مدينة هيت غرب العراق.

    وظلت الإمامة بعد العهد الإيلخاني بيد غير العربي طوال العهد الجلائري والدويلات التركية، ثم العثمانية والصفوية، فوالي بغداد، وهو وزير العراق، حتى سقوط الدولة العثمانية، كان إما تركياً وإما مملوكاً. وقد فسر البعض، مثل علي الوردي، سبب اتخاذ العثمانيين المذهب الحنفي دون سواه من المذاهب السُنَّية، مذهباً رسمياً، بأن الإمام أبا حنيفة أسقط شرط العروبة والقرشية من الإمامة. لكن الحقيقة، كما ترويها كتب الإمامة والسياسة، وتؤكدها كتب الملل والنحل، أن التصريح بمثل هذا الرأي كان من الخطورة، في العهدين الأموي والعباسي، وما كان قتل أبي حنيفة إلا بالتواطؤ مع ثورتي محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم، وهما من قريش ومن الفاطميين العلويين. لكن ما أفاد به كُتاب مناقب الإمام المذكور، مثل المكي والكردري، أنه أسقط الشرط الأموي في عروبة إمامة الصلاة، وليس إمامة الدولة. وكان الحجاج بن يوسف الثقفي قد منع أبا حنيفة وكل الفقهاء الأعاجم من إمامة الصلاة والقضاء.

    لم يعد شرط العروبة والقرشية معمولاً به، لا فعلاً ولا شكلاً، بعد سقوط الدولة العباسية، حتى تتويج فيصل الأول، وكان، كما تقدم، مقترحاً بريطانياً، حاول الجمع بين مذهبي مسلمي العراق، السُنَّة والشيعة. حصلت موافقة السُنَّة عليه لأنه كان عربياً قرشياً وابن شريف مكة ومن أتباع السُنَّة، وضُمنت موافقة الشيعة لأنه كان هاشمياً من سلالة الرسول (صلى الله عليه وسلم). وظل الحال كما هو عليه في ظل النظام الجمهوري (1958)، إذ أصبح رئيس مجلس السيادة، وهو منصب شرفي، العربي السُنَّي محمد نجيب الربيعي، وكان الحاكم الفعلي عبد الكريم قاسم، من أب سُنَّي وأم كردية شيعية، والأخير كان خالياً من أي أثر طائفي، حتى أن المحيطين به والمقربين منه لم يعرفوا أنه على مذهب الأب أم على مذهب الأم؟ كذلك ظل شرط العروبة والسُنُّية قائماَ في الانقلابات الأخرى. تولى رئاسة الدولة العارفان عبد السلام وعبد الرحمن، ثم أحمد حسن البكر، وأخيراً كان صدام حسين، وجميعهم من العرب السُنَّة. وعلى هذه الخلفية دعت هيئة علماء المسلمين إلى الحفاظ على هذين الشرطين في تعيين رئيس الجمهورية، فقال أحد أعضائها أن الرئاسة لا تُعقد إلى لعربي سُنَّي.

    وفي الفكر الشيعي التقليدي لا تعقد الإمامة إلا لفاطمي. والشيعة طوال التاريخ لم يعترفوا حقيقة بإمامة دنيوية، غير إمامة المهدي المنتظر متجسدة في سفرائه الأربعة، ونوابهم ثم مراجع المذهب. وكانت وما زالت سلطة المرجع موازية للسلطة السياسة. ففي العصر العباسي كان السفير ونائب الإمام يهيمن على دولة سرية لها أعوانها وأموالها (راجع جواد علي، المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية). وما هيمنة مرجعية آية الله علي السيستاني إلا استمرار لذلك التوازي بين الدولة السياسية والدولة المذهبية. أما التشيع السياسي، حسب الخط الإيراني، فحسم الأمر لولاية الفقيه. لكن إلى أي مدى سيقل التوازي بين الكيانين، السياسي والمذهبي عند الشيعة، بعد المشاركة والفوز في الانتخابات، والتراضي، بمباركة المرجعية، في مناصب الدولة؟ أم أن تلك الموازاة ستبقى فاعلة رغم الوئام غير المنقوص مع السلطة السياسية.

    إن وضع العراق الإثني والديني والمذهبي، مع تبني الديمقراطية، منهجاً في الحياة السياسة، لا يسمح أولاً بإمامة مشروطة، ولا يسمح ثانياً بالتوازي مع سلطة منتخبة، ومؤيدة من قبل دولة المرجعية المذهبية، إن صح وصفها بالدولة. فرفع شروط الإمامة كان في مقدمة مطمئنات وتأكيدات الديمقراطية، يضاف إلى ذلك كم لها من الفعل الإيجابي في تقوية أواصر الأخوة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي. فعلى حد عبارة مسعود بارزاني: إما مواطنة كاملة وإلا فلا. ومن حقوق المواطنة غير المنقوصة هو فتح باب الرئاسة للكردي أو التركماني وغيرهما من القوميات العراقية. وثانياً أن تكف المرجعية الدينية من لعب دور الدولة داخل الدولة، عبر التصرف في الهيمنة الروحية سياسياً. فما فائدة الديمقراطية إذا كان الانتخاب يجري وفق مبدأ الثواب والعقاب، كما حصل في الانتخابات السابقة، حيث جرى دعم قائمة الإئتلاف بتصريح ظهر على لسان نجل آية الله السيستاني مَنْ لا ينتخب هذه القائمة سيسأل يوم القيامة، وهو يقترب إلى حد ما مع ما حصل بروما من بيع صكوك الغفران.

    ما حصل في العهود السابقة، أن يعين الكردي لشخصه، مثلما حصل مع صاحب كتاب «تاريخ الكرد وكردستان» محمد أمين زكي، وسعيد قزاز، وأحمد مختار بابان، أو للمجاملة والدعاية، مثل تعيين عبيد الله بارزاني، شقيق مسعود بارزاني، أو الحرب على والده وقوميته في منتصف السبعينات، وربما ضرب تعيين محيي الدين معروف نائباً لرئيس الجمهورية مثلاً في الشكلية والدعاية. لكن ما نراه في تعيين جلال طالباني تأكيد لتحقيق حق من حقوق الكرد بالعراق، وهو المساواة بالمواطنة، وهو خطوة فاعلة في تصفية آثار النزاعات والحروب، وما خلفته السياسة القومية الشوفينية طوال عقود من تاريخ الدولة العراقية. وبطبيعة الحال قوض هذا الاجراء السلفية السياسية ممثلة بالعلمانية القومية في احتكار الرئاسة أو الإمامة لعربي دون غيره من العراقيين، وممثلة بالسلفية الدينية السياسية بفرعيها السُنَّي والشيعي على السواء ما دمنا نعني بها نمطا في التفكير والفهم . فكل هؤلاء يرون في تولي غير العربي رئاسة الجمهورية خروجاً على الثوابت، ومنها العروبة والقرشية والفاطمية العلوية.

    لهذا قد لا نبالغ إذا قلنا أن تولي شخصية كردية علمانية رئاسة العراق بمثابة الثورة في الفكر والعقل السياسي العراقي. وسابقة في تاريخ العراق الحديث أن يكون رئيس الجمهورية الكردي طرفاً حكومياً فاعلاً في تسوية معضلة القضية الكردية من موقع المسؤولية. فكم سيتذكر العراقيون، ما تذكره رئيسهم جلال طالباني، في إحدى لقاءاته بعد انتخابه رئيساً، أغنية ذات شجون كتبها ولحنها كرديان، على ما أعتقد، هما زاهد محمد وأحمد خليل، وهي تتحقق على أرض الواقع وهي أغنية «هربجي كرد وعرب»، بعد أن حرمت إذاعتها عقوداً من الزمن، وقبلها استخدمت كشعر دعائي ليس إلا.

    * باحث عراقي

  9. الجعفري لـ«الشرق الأوسط»: كان من حقنا تشكيل الحكومة مع الإخوة الكرد لكننا حرصنا على استيعاب الأطياف السياسية الأخرى

    في أول حديث لرئيس حكومة العراق المنتخب لمطبوعة عربية: القضاء العادل سيتعامل مع ملف صدام وليست هناك أية صفقات لإنقاذه

     

    معد فياض

    لم يأت الدكتور ابراهيم الجعفري الى رئاسة الحكومة بقرار تعيين كما تعين كل رؤساء الحكومات العراقية. الجعفري وصل الى رئاسة الحكومة عن طريق صناديق الاقتراع، واصوات العراقيين هي التي حملته مسؤولية هذا الموقع، كما ان مسيرة نضاله الطويلة هي التي اسست لموقعه بين العراقيين.

    الجعفري زعيم اقدم حزب سياسي اسلامي في العراق (حزب الدعوة الاسلامية)، الذي تصدى بكل قوة لوجود نظام صدام حسين ما جعل النظام السابق يشن حربا شرسة ضد هذا الحزب فحصد الآلاف من رؤوس شبابه من طلبة ثانويات وجامعات وعمال وفلاحين وشيوخ. اعدم صدام بكل من كان يشك به عضوا او قريبا من هذا الحزب. الجعفري، أول رئيس حكومة عراقية منتخبة، تحدث لاول مطبوعة عربية منذ تكليفه تشكيل الحكومة، فكان الحوار التالي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد امس:

    * ما هي الاسباب الحقيقية لتأخير الاعلان عن تشكيل الوزارة ؟

    ـ اصرارانا على ان تستوعب الوزارة اكبر عدد من الاطياف السياسية العراقية سبب في تأخير تشكيلها. البداية كانت مباحثاتنا طويلة مع الاخوة الكرد في «التحالف الكردستاني» ثم مع بقية الشرائح الاخرى بمن فيهم اخواننا العرب السنة، وهذا أخذ وقتا طويلا. ان مبدأنا الاساسي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية من جانب والاهتمام بالكفاءات من جانب آخر على ان تتمتع بقدر عال من الوطنية والنزاهة الى جانب الكفاءة، والأخذ بنظر الاعتبار التنوع.

    * هل هناك أي مؤشر لإعلان الوزارة قريبا ؟

    ـ بالتأكيد، وأملي كبير بان ننهي الحوار مع بقية الاخوة حول مشاركتهم في الحكومة من اجل ان تشق الوزارة طريقها الى النور، وان تعلن الوزارة ان شاء الله في غضون اسبوع، وسيكون الاسبوع القادم هو اسبوع تشكيل الوزارة.

    * هل ستشارك القائمة «العراقية» التي يترأسها الدكتور اياد علاوي في هذه الوزارة ؟

    ـ نحن لم نرفض الحوار مع أي طرف من الاطراف بما فيها الشخصيات التي هي من خارج الجمعية الوطنية من اجل استيعاب الجميع، وكذلك مع «العراقية» اذ يبقى مدى استعدادها للمشاركة في هذه الحكومة، نحن نبحث عن اوسع مشاركة للقوى السياسية.

    * هل هذا يعني ان «العراقية» وافقت على المشاركة ام لا ؟ هم قالوا نريد 4 وزارات بينها واحدة سيادية، ما رأيكم في ذلك؟

    ـ نحن ايضا سمعنا بذلك وانهم يتطلعون للمشاركة على مستوى نائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية وان تكون بين وزاراتهم واحدة سيادية. انت تعلم ان مع وجود الوضع البرلماني الخاص، هناك فرصة لـ«الائتلاف العراقي الموحد» مع «التحالف الكردستاني»، على تشكيل الحكومة منذ البداية وان نتعامل فقط مع الاخوة الكرد، اما بقية المكونات فهو اصرارنا على التحاور معها بالرغم من ان امكانية جمع ثلثي اصوات الجمعية قد تحققت لنا. نحن مصرون على استيعاب كافة القوى الوطنية في هذه الحكومة ولكننا لا نتوقع ارضاء جميع القوى فهناك استحقاقات انتخابية حصلت لتشكيل الكتل الانتخابية ومع ذلك نحن نريد استيعاب الجميع.

    * هل فرض دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الاميركي، خلال زيارته لكم الاسبوع الماضي اية شروط او احاديث تدل على انها تدخل في تشكيل الوزارة ؟

    ـ لا ابدا ليست هناك اية شروط على الاطلاق، بل لم تتدخل اية شخصية سياسية استقبلتها او تطرح علينا اية شروط. لقد استقبلت رامسفيلد وتحدثنا عن الوضع الراهن وليست هناك اية شروط.

    * وماذا عما قاله حول خشيته على العاملين في الاجهزة الامنية وخشيته من الانتقام من قبل بعض عناصرها؟

    ـ ابدا، انا شخصيا كنت اتحدث باستمرار عن مساعينا لبناء قوى امنية وطنية مخلصة وكفوءة، ونعرف حساسية الشعب العراقي في هذا المرفق. نحن ندرك ان كافة الاجهزة العراقية قطعت شوطا من البناء ولا نستهدف هدم شيء تم بناؤه ولكننا في نفس الوقت اذا ما وجدنا بعض العناصر غير مناسبة فبالتأكيد سوف تقتصر عملية التغيير على هذه العناصر غير الكفوءة وبشكل شفاف وسريع. لكننا الان نحاول استثمار ما تم بناؤه بشكل جيد.

    * اليوم آية الله العظمى علي السيستاني وجه بعدم رغبته في اسناد مناصب وزارية لنواب «الائتلاف الموحد».. ما رأيكم في ذلك ؟

    ـ سبق ان وصلتني وجهة نظر السيد السيستاني هذه وانا احترمها لان للبرلمان اهمية خاصة، ووجود عناصر جيدة من «الائتلاف» في الجمعية الوطنية امر مطلوب للمشاركة في بناء الجمعية ولجانها وصياغة الدستور وكذلك دعم بناء الدولة. وفي نفس الوقت قد نحتاج الى عناصر وجودها في الحكومة، هناك موازنة بين الامور وسماحة السيد (السيستاني) اشار مرة الى ان الاصل في المشاركة في الجمعية، وان كانت هناك ضرورة، فيقتصر الامر على قدر الضرورة، وهذا في تقديري شيء صحيح ونحن نحاول ايضا من طرفنا تشجيع الاخوة والاخوات في البرلمان للتفرغ للجمعية الوطنية باستثناء الحالات المشددة.

    * ما هو مدى تدخل المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني في أمور الدولة او تشكيل الوزارة؟

    ـ ابدا، سماحة السيد (السيستاني) لم يتدخل سواء في تشكيل الحكومة او اسناد هذه الوزارة او تلك لجهة او لشخص معين على الاطلاق، وانما كل ما هناك توجيهات عامة وشفافة وصريحة ومهمة لانجاح العمل السياسي وتقوية الحكومة.

    * هل هناك صفقات لإنقاذ رأس صدام حسين ؟

    ـ نحن نعتمد القضاء العادل الذي يقوم على اساس القصاص بقدر الجناية، وفي تقديري فان المحاكمة اخذت وقتا اكثر مما ينبغي، وما كانت العملية بحاجة لكل هذا الوقت، ومع ذلك نؤمن بشفافية وعدالة القضاء، واعتقد انه يجب انهاء هذا الملف بسرعة وليست هناك اية صفقات سرية او علنية.

    * امامكم ملفات صعبة اهمها الامن والبطالة، كيف ستتصدون لها ؟

    ـ بالنسبة للأمن اتصور انه لا بد من التعامل مع الاسباب الحقيقية الكامنة وعدم الاكتفاء بالمعالجات العرضية وضرورة تحريك القضاء في التحقيق والتعامل مع الجناة بشكل عادل وشفاف. من جانب آخر التعامل مع مشاكل الحدود ومسألة القضاء على ظاهرة التسلل من دول الجوار الجغرافي ومعالجة عوامل البطالة التي شكلت بعض عوامل الدخول في هذا النشاط الاجرامي. على صعيد آخر الارتقاء بالاجهزة الامنية العراقية الى مستوى التحدي في المرحلة الراهنة من حيث الكم والنوع والاداء الجيد والتجهيزات المتطورة.

    * نواب الجمعية المنحدرون او الممثلون لجنوب العراق يعتبون على تهميشهم وعدم منحهم وزارات تتناسب ووضعهم في البرلمان؟

    ـ انا اتعاطف واتفهم هذا العتب، ليس فقط لانهم من الجنوب ، بل لان هذا الجنوب مثلما كان زاخرا في تاريخ العراق بالعطاء السياسي والنضالي والتضحيات كذلك هو زاخر اليوم بالكفاءات، ومن غير الانصاف عدم شمول الجنوبيين بتوزيع الوزارة او المرافق السياسية الاخرى؟

    * ما هو برنامج زياراتك الخارجية لاعادة العراق الى واجهة العالم؟

    ـ هناك دعوات كثيرة من دول الجوار وبعض الدول العربية الشقيقة وان شاء الله وبعد تشكيل حكومتنا نتطلع لزيارة الدول العربية والاجنبية واقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية ودول العالم حسب شروط تبادل المصالح واحترام الحقوق ازاء تلك الدول، والجانب الاخر رسم الحدود مع هذه الدول.

    * كيف ستتعاملون مع موضوع الدولة والدين؟

    ـ نحن ننفتح مع الخارج وفق دستور يضم كافة القيم والمبادئ المشتركة لدى شعوب العالم من اجل صناعة عراق جديد يسوده العدل والحرية واحترام عقائد العراقيين ويجعل من البرلمان الجهة التي تحدد الدستور الجديد الذي سيعتمد بالتأكيد ثقافة العراق وتاريخه وقيم ومبادئ الشعب العراقي.

    * في ختام هذا الحديث هل لنا ان نسأل عن أولوياتكم؟

    ـ توفير افضل الخدمات للشعب العراقي، واهمها الجانب الامني، وبناء اقتصاد جيد، وامور اخرى لا تتأخر عن سلم الاولويات، اتمنى ان تدخل الدولة الى جميع المرافق التي تهم المواطنين.

    * اذن نستطيع الان ان نقول ان اعلان الحكومة سيتم بعد اسبوع من الآن؟

    ـ اتمنى ان يتحقق ذلك بإذن الله تعالى.

    * شكرا السيد رئيس الحكومة؟

    ـ شكرا لكم ولمبادرتكم هذه.

  10. حول اعفاء مغتصبي امراة باكستانية وتزويد الباكستان بطائرات ف 16

     

    قد يبدو العنوان غريبا ولكن اريد ان اقول ان الغرب لا يتعامل مع حقوق المراة الا من خلال مصالحة ، فقبل عشرة ايام اعلتنت محكمة باكستانية الافراج عن مغصتبي امرأة ، دون ان يثير هذا الحادث ضجة لا في الشرق ولا في الغرب باستثنا ء احتتجاجات رمزية من قبل بعض المنظمات النسائية

    وفي نفس الاسبوع اعلنت الولايات المتحدة ، بعد ايام من وقوع هذا الحادث ، بانها ستزود الباكستان بطائرات ف 16 ، وهي طائرات متطورة جدا،

    كما هو معروف

    السؤال اذا كانت الولايات المتحدة لا تريد تزويد الباكستان بهذه الطائرات فماذا سيكون الجواب

    الجواب سيكون ان الباكستان تنتهك حقوق المراة ،

    اذن حقوق المراة حجة لدى الغربيين يستعملونها متى ما يحلو لهم ولو كان الغرب فعلا حريصا على حقوق المراة كان عليه ان يناقش هذه المسالة مع حكومة ا لباكستان ، طبعا الغرب سيناقش هذه المسالة عندما يغضب على الحكومة الباكستانية بلا شك

    ابو صادق

  11. لا اظن ان هذا الموضوع هو الذي يحتاجه العراقيون الان ، ومناقشته خاصة في هذا الوقت من مسيرة الديمقراطية الحرجة في الوقت الحاضر في العراق

    انظر الى سويسرا والى اسبانيا والى الولايات المتحدة وغيرها من الدول ، فيها لغة عامة او رسمية واحدة او أكثر، وعدة لغات اخرى لشعوب هذه الدول، ولامشاكل حقيقة بينهم (على هل هذه المنطقة لك او لي )، فالدولة الديمقراطية لا تحتاج الى مثل هذه المناقشات لان كل مواطن د يعرف حقه ويعيش متساويا مع الاخرين

    وانطر بعد ذلك الى ا لدول المحرومة من الديمقراطية البعيدة عن الحرية ، فانها تتناحر بسبب اللغة والدين والعنصر والمكان ، او بعبارة اخرى هذا لي وهذا لك

    لو افترضنا ان البصرة ايضا كردية او افترضنا ان اربيل عربية هل هذا مهم اذا كانت هناك حكومة دكتاتوية؟

    بعبارة اخرى اذا كانت المنطقة الكردية من الموصل الى البصرة تحت ظل حاكم دكتاتوري هل هذا يعني شيئا للمواطن الكردي؟

    أنا شخصيا لا يهمني ان يتم اعلان كركوك كريدية ، أو عربية او تركمانية ، ان ما يهمني هو ان المواطن في كركوك حر ويعيش في ديمقراطية حقة ، ويعبر عن رأيه بحرية ، ويستطيع ان يذهب لانتخاب المجلس البلدي لانتخاب ممثليه بشكل ديمقراطي وان يدرس ابنه في المدرسة التي يريد، وان يتكلم باللغة التي يريد وان يسكن في المكان الذي يريد وان يفكر كما يشاء وان يكتب كما يشاء وان يقرأ ما يشاء

    المهم الديمقراطية وكل ما عدا ذلك فهو زوبعة سريعة الزوال

     

     

    ابو صادق

  12. حذار من الانجرار الى قتل الابرياء خاصة الاردنيين

     

    اشيع اخيرا خير مقتل اثنين من الاردنيين واتمنى ان يكون الخبر كاذبا ، ، ان التعرض لاي مواطن بسبب موقف حكومته موقف خاطئ بلا شك ، ثم انه سيؤخذ ذريعة للتذرع باشياء كثيرة ويضيع حق العراقيين في دوامة الفوضى التي تعيشها المنطقة

    من حق العراقيين التعبير عن موقفهم الرافض لموقف النظام الاردني بالطرق السلمية، ولا شك ان الشعب الاردني ليس هو النظام الاردني وهذا ما يجب التنبيه عليه،

    هل تتذكرون المصائب التي تعرض لها العراقيون عندما غزا صدام حسين الكويت؟

    كيف يتقبل انسان عراقي ان يظلم شخصا اردنيا بريئا وكان هو نفسه عرضة لظلم الاخرين بسبب مواقف جائرة اتحذتها حكومة صدام حسين؟

     

     

    ابو صادق

  13.  

    ان موضوع القران والاعجاز العلمي موضوع شائك ومعقد، ولكن لا يعني ان القران لم يتعرض للظواهر العلمية ، بل وحتى ظاهرة الغيب ، فها هو القران يقول (غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون) وفعلا حدث ذلك،، وبماذا نفسر قول القران في ظاهرة علمية اكدها العلم الحديث مثل (انما السوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما) بل ان القران طرق مواضيع لم نفهمها حتى الان مثل (ا ل م ) اذن فالقران ليس كتاب تعاليم دينية فقط،

    اما من جهة العلماء العرب والمسلمين فكانت لهم حرية كبيرة في الراي واليحث ، فنظرية شكل الارض قال بعضهم بانها مسطحة ولكن اخرين قالوا انها كروية ولم يقسروا الايات القرانية كي تكون حسب ما يرون، وانما كل واحد مههم قال بما يعتقد فها هو الحغرافي

    >المسعودي أثبت ذلك في كتابه مروج الذهب بقرون كثيرة قبل اكتشاف أوربا لهذه الحقيقة العلمية . يقول المسعودي في برهانه على كروي

    ة الارض: "ان الشمس إذا غابت في اقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة في بحر اوقيانوس الغربي. واذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في أقصى الصين، وذلك نصف دائرة الارض"

    وذهب الادريسي الى "ان الارض مدورة كتدوير الكرة

    وقال العالم المسلم ابن رسته في كتابه الاعلاق النفيسة ان الارض "على مثال الكرة والدليل على ذلك أن الشمس والقمر وسائر الكواكب لا يوجد طلوعها ولا غروبها على جميع من في نواحي الارض في وقت واحد، بل يرى طلوعها على المواضع المشرقية من الارض قبل طلوعها على المواضع المغربية وغيبوبته)

    من كل ذلك يبدو ان العلماء العرب والمسلمين كانوا يتمعون بحرية الفكر فكل منهم له فكره ورأيه ويستند الى القران عندما تدتعو الحاحة[لذلك ولا يستند اليه عندما لا تدعوا الحاجة اليه، ولكن آخرين ممن لم بؤمنوا بحرية الفكر او يرون انهم غير قادرين على الرد بشكل علمي او يريدون اجبار الاخرين على ان يتبعوا آراءهم فانهم يعمدون الى قسر الايات القرانية لتفسيرها بالشكل الذي يريدونه ،

    ان القران واحد ولكن التفسير مختلف بلا شك ، وآلا ا لاكتفينا بتفسير الطبري او بتفسير ابن كثير واغلقنا باب الاجتهاد ومنعنا التفاسير الاخرى ، ان العقل الانساني قادر على ان يقرأ النص بشكل مختلف حسب اختلاف الزمان والمكان، وحسب قدرة الانسان، فليس الجميع بنفس القدرة ولا الجميع بنفس الذكاء

    ]ابو صادق

  14. يلاخط ان موضوع المراهقين مهمل للغاية مع انه من اكثر المواضيع حساسية واهمية ، فلا بد من عرض مشاكل المراهقين وتطلعاتهم في هذه الصفحة كي تناقش ، ولكن العقل العربي او العراقي لا يريد ان يناقش هذه المواضيع وهي مواضيع مهمة جدا لانها تتعلق بمستقبل البلاد فهؤلا ء هم الذين سيقودون هذه الامة، واذا كانوا يحملون العقد والمشاكل فانهم سوف يعكسونها على واقعهم في المستقبل

    فلنناقش هذا الموضوع بجدية مثما نناقش موضوع السياسة والسياسيين

    اقتراحي ان يعرض القارئ مشلكة لابنه او لاي شخص يعرفه من المراهقين كي نستمع الى الاراء في حل المشكلة ، وليس معنى هذا هو ان ان المشكلة ستحل ولكن المهم هو عرض الاراء ومناقشة المقترحات وخاصة تلك التي يتقدم بها المراهقون انفسهم

    أبو صادق

  15. موضوع في محله ، شيق وجدي ويعلل سبب المشاكل التي تراكمت على المواطن العراقي، خاصة (البسيطة الصعبة المستحيلة الحل) مثل الكهرباء والنفط ، ولكن كان على الكاتب ان يوضح لنا اكثر ما يعني بوزارة الزراعة وما يعني بوزارة الدفاع ، وما هي قصص هذه الوزارات، قد يعرفها الكثيرون ولكن امثالي لا نعرف ، لكي نكون على دراية بذلك
  16.  

    ما هو سر قبول العراقيين السريع للديمقراطية؟

     

     

    فوجئ الكثيرون بالنضج غير العادي للفرد العراقي لمفهوم الديمقراطية ليس من قبل طبقة واحدة أو فئة معينة وانما اشتركت كل الجهات في الاتفاق على الديمقراطية كمصير وكحل، من علمانيين ودينيين وقوميين وغير قوميين من الرجال ومن النساء صغارا وكبارا وكأن العراق اي بلد متطور يفهم تماما معنى الديمقراطية مع ان الفرد الذي يذهب الى الانتخابات لم تمر عليه مثل هذه التجربة الديمقراطية، (نعم مر بتجارب غير ديمقراطية على نمط العالم الثالث، ولكن ليس على النمط الديمقراطي الحقيقي)، فاذا كان هذا الشاب الذي يبلغ من العمر عشرين عاما لم يعرف ما هي الديمقراطية ولم يخبره أبوه عنها، لان أباه كان ايضا محروما منها، فكيف اذن عرف المجتمع هذه الديمقراطية في بلد كانت الديمقراطية ممنوعة فيه تماما. ؟

    من الممكن ان يحصل الشعب على الديمقراطية، ولكن لا بد من ان يمر بمراحل حتى يصل الى مرحلة النضوج ، ولكن ما لا حطناه عند الشعب العراقي انه كان ناضجا تماما، فما هو السر في هذا؟

    ومقارنة مع الدول الاوربية فان نسبة الاشتراك في الانتخابات عندما تجتاز الخمسين في المائة تعتبر علامة على وعي الجماهير، وما لا حطناه من نسبة الاشتراك في العراق كانت افضل من النتائج الاوربية نفسها

    اضف الى ذلك الطروف الحرجة التي كان يمر بها الشارع العراقي وفقدان الامن كانت تدفع الكثيرين الى عدم المشاركة في الانتخابات، ومع ذلك فاقت نسبة الاشتراك كل التوقعات، ما هو السر؟

    كنا نسمع ان الحرية والديمقراطية اغلى من الحياة وان كثيرين ضحوا بانفسهم في سبيل الحرية والديمقراطية، وها هو الفرد العراقي يضحي بحياته من اجل ان يصل الى صندوق الاقتراع، ويعرف سلفا انه من الممكن ان تصيبه رصاصة طائشة او شضية انفجار تودي بحياته، فما هذا السر الذي دقع العراقي الى ان يدفح حياته ثمنا للحرية والديمقراطية؟

     

    من علم هذا الشعب المبادئ الديمقراطية؟

     

    هل الشعب العراقي متميز؟

×
×
  • Create New...