Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by abusadiq

  1. يمكن لهذا الموضوع ان يحمل هدفا سياسيا طائفيا، او قد يحمل هدفا علميا بحتا، فاذا كان هدفه سياسيا فانه يأتي في وقت غير مناسب، في وقت احتقان طائفي شديد، ومن الافضل تجنبه ، لان من الواجب الان هو حل العقد والدعوة الى التهدئة، والتعايش وتناسي الخلافات، وعدم اثارة النعرات ايا كان مصدرها

    اما اذا كان هدف المقال علمي بحت، اي انه يريد مناقشة النصوص التاريخية، أيا كانت، ليس غير، وليس له هدف غير الوصول الى الحقيقة ، مهما كانت نتيجة هذه الحقيقة ا،،،، فلا بأس من مناقشة الموضوع

     

    ان المقال جمع الكثير من الروايات، وكان عليه ان ينقل النص ، لا ان ينقل المعنى، لا نها روايات حساسة ، وكل كلمة يمكن ان تحمل عدة معان، وهي اراء تخالف الشائع المعروف ،

     

    وهناك ملاحظات وقفت عندها، لانها جديرة بالمناقشة منها

     

    في الملاحظة رقم 11 يقول مايلي

     

     

    11 - كان يحيى بن معين من المشككين برواية حضور أبي بكر في الغار الواردة عن طريق أنس بن مالك. فكانت الشكوك تحوم حول ذلك الحديث بصور متعددة. (سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 10 ص 362، تهذيب الكمال للمزي: ص 29].

    وقد ذكر حديث الغار العباس بن الفضل الأزرق عن ثابت عن أنس، فقال فيه يحيى بن معين: (كذاب خبيث)! [تاريخ بغداد: ج 12 ص 133].

    وإذا نظرنا إلى رواة حديث الغار، نجدهم بين كذاب ومدلس وضعيف، فقد كان سليمان بن حرب يضعف حديث الغار الذي ذكره خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب بن نافع عن ابن عمر. [سؤالات الآجري لأبي داود سليمان بن الأشعث: ج 1 ص 399].

    ولقد ازدادت الطعون في رواة الحديث المكذوب في حضور أبي بكر في الغار. [طالع تاريخ بغداد: ج 8 ص 302، تهذيب الكمال للمزي: ج 1 ص 314، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 1 ص 27، تاريخ دمشق: ج 5 ص 235، سير أعلام النبلاء: ج 12 ص 232، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 73 وغيرها).

     

     

     

     

    على الباحث ان يوضح بالنص ، لا ان يشير الى كذا وكذا صفحة ، بمعنى اخر ان يقول قال ابن حجر، وينقل النص حرفيا، وجاء في تاريخ بغداد كذا،، وقال صاحب اعلام النبلاء كذا،،، وبذلك يعطينا بالظبط الرواية واضحة دون التدخل فيها

     

     

    في الملاحطة رقم 13 يقول مايلي

     

     

    13 - الظاهر أن الماكرين قد قاموا بتصحيف وتزوير كبيرين، ليوافق اسم (أبي بكر) اسم (ابن بكر).. فقد غيروا اسم أبي بكر الحقيقي (عتيق) وجعلوه (عبد الله) ليوافق اسم (عبد الله) بن أريقط بن بكر. [مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 13 ص 35].

    وبهذا بقي التغيير بين (ابن بكر) و(أبي بكر) وهو سهل وبسيط، لأن الكتابة في السابق لم تكن منقوطة، لذا فإن اسم أبي بكر وكذلك ابن بكر يكتبان بالطريقة نفسها.

    ولهذا نظائر في التاريخ، فقد قام العباسيون بتصحيف اسم عباس بن نضلة الأنصاري، الصحابي الذي استشهد في معركة أحد، ليسرقوا فضائله ويلصقوها بالعباس بن عبد المطلب.

     

     

    في هذا النص غير واضح اين رأي الباحث واين رأي ابن عساكر، لابد من وضع نص ابن عساكر واضحا كي نحكم عليه

     

    لا شك ان هناك الكثير من الروايات حول كل حادثة من حوادث التاريخ العربي والاسلامي، وهناك تفسيرات عيديدة لكل رواية، بل ان هناك روايات كاذبة ، ولكن من أجل رفض الرواية السائدة لا بد من الاتيان بالدليل، الدليل القاطع، ومما يلاحظ في هذه المقالة انها تشير اشارات سريعة، وكان على الباحث ان يورد النصوص كما هي

  2. لاشك ان الموضوع مهم ومشوق وينبه الى قضايا عديدة، ويدعو القارئ الى التامل في الكثير من المواضيع ا المهمة التي تربط الماضي بالحاضر، اولها استعلال الحكام الدكتاتوريين لمسالة المذاهب ومحاولتهم الاختباء تتحتها كي يبرروا طمعهم في السلطة وعلى مدى التاريح العربي والاسلامي كان هناك من ادعى بالاسلام ليتحكم بمصير الامة ، وهو ليس اكثر من دكتاتور، قتل الابرياء وشرد الالاف ولم يسمح بمن يناقشه او يعارضه، وهذا موجود في تاريخنا القديم والجديد

     

    وينبه ايضا الى ان العرب لا بقرأون التاريح، ولهذا يعيدون نفس الاخطاء ، ولا يزالون يعيدونها،

    ولو ان العرب درسوا حروبهم الاهلية، وهي كثيرة، لاخذوا العبرة منها ولما نشاهد اليوم ما نشاهده

     

    لكننا لا نتفق مع الكاتب في قوله

    يختلفون في الكثير من قوانينها. صلاتهم لله و لكنهم يختلفون في مواقيتها و طقوسها . صيامهم كذلك ولكنهم يختلفون في مواعيد امساكهم والافطار. تاريخهم واحد ولكنهم يتقاطعون في تقييمه

     

    وهنا لا بد من الاشارة الى ان ما يسمى بالخلاف هو ليس اكثر من اختلاف في الاجتهاد ،،، والخلاف موجود في كل الامم وفي كل الاديان وفي داخل كل مدهب من المداهب الاسلامية وفي كل الشعوب ديمقراطية او غير ديمقراطية، قديمة او حديثة،،، ولكن المشكلة هي لماذا يبالغ العرب في خلافاتهم ويشعلون الحروب بسببها مع انها خلافات ليست جوهرية، وحتى لو كانت جوهرية ، أليس هناك من سبيل للتعايش والسلام كما تفعل باقي الامم.؟

     

    فمسالة الصلاة ومواعيدها مختلفة قليلا ولكن من الممكن للسني ان يصلي حسب توقيته وللشيعي ان يصلي حسب توقيته، بل من الممكن للسني مثلا اذا اراد ان يصلي مع الشيعي ، ان يؤخر صلاته دقائق قليلة ، ونفس الشيئ ينطبق على الصيام ، ومسائل اخرى عديدة هي ليس من صلب الدين وانما من ضمن تفسيراته، بمعنى ان الطرفين يعترفان بوجوب الصلاة، وهذا هو الاساس، والطرفان يعترفان بوجوب الصيام وهذا هو الاساس،[،،، فليس لكل واحد منهم قبلة تختلف عن الاخر ولا لاحدهم قران يختلف عن الاخر ولا احدهم يصوم في شهر اخر، او يصوم في الليل ويفطر في الصباح،

    فاذا كان القران ومن ثم النبي ص قد سمحا بالتعايش مع المسيحيين واليهود فما يمنع من تعايش السنة مع الشيعة، مع ان مكان صلاة المسيحيين مثلا مختلف وصبامهم مختلف وطقوسهم مختلفة ، وهما نعود الى نص المقال الذي اوضح لنا استغلال الحكام للاسلام كي يبرروا اطماعهم في الحكم فكثيرا ما قام قواد المسلمين الشنائع بالمسيحيين في الاندلس ، وقام المسيحيون بالمثل ايضا، ولكن الحكام المسليمن نسوا او تناسوا بان الاسلام لا يقبل اهانة الانسان او تعذيبه او قتله لالشئ الا لانه مسيحي

     

    فاذا كان التعايش بين الاسلام والمسيحية واليهودية ممكن في نظر الاسلام، فلماذا لا يمكن ان تتعايش الفرق الاسلامية

  3. خطباء الجمعة يعتبرون الخطة الأمنية باباً للخروج من الأزمة والقبانجي يدعو الميليشيات السنية والشيعية إلى نزع سلاحها

    بغداد , النجف - خلود العامري , فاضل رشاد الحياة - 17/02/07//

     

     

    اطفال عراقيون يبيعون صوراً للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ووالده آية الله محمد صادق الصدر. (ا ب)

    ركز خطباء الجمعة في العراق أمس على ضرورة بذل الجهود لانجاح الخطة الامنية الجديدة في بغداد وفرض سلطة القانون واستهداف كل الخارجين على القانون. وشدد خطيب وامام جامع دلال الكبيسي الشيخ محمود الصميدعي على ان نجاح الخطة الامنية «ينطلق من استهدافها الخارجين على القانون»، وقال: «اذ كانت الخطة الامنية الجديدة تستهدف الخارجين على القانون من تنظيم القاعدة وجيش المهدي فستنجح في مسعاها. اما اذ كانت كسابقاتها فستزيد الطين بلة»، مشيراً الى ان «تنظيم القاعدة وميليشيات جيش المهدي هما من اكثر الخارجين على القانون، اذا انهما اوغلا في العنف ودماء الابرياء كما اوغلا في الاساءة الى العراق والعراقيين». ودعا كل السياسيين «الى المشاركة في استقرار البلاد والابتعاد عن التصريحات النارية» كما دعا الحكومة الى «الجدية في العمل لفرض الامن في البلاد لا سيما في بغداد» وطالب قوات الامن العراقية بـ «الابتعاد عن الانحياز الطائفي اثناء تنفيذ مهماتها في مداهمة الاحياء السكنية في العاصمة وتفتيشها».

     

    وفي النجف (180 كلم جنوب بغداد) اعتبر «القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» الشيخ صدر الدين القبانجي في خطبة الجمعة ان تطبيق الخطة الامنية مسألة ضرورية لفرض القانون في بغداد» معتبراً انها «الحل الوحيد للوضع المتأزم والخروج من المأزق الأمني والسياسي». ولفت الى ان «الخطة الأمنية ليست طائفية كما يصفها بعضهم، وهدفها ينصب على بسط سلطة القانون وفرض وجود الدولة ومواجهة من يستهدف الابرياء شيعياً كان او سنياً» داعياً الميليشيات الشيعية والسنية الى نزع سلاحها، واعترف بوجود بعض الاخطاء التي تصاحب تنفيذ الخطة معتبراً ان هذه الاخطاء لن تقلل من اهميتها.

     

    من جهة أخرى، رحب القبانجي بالتوافق الفلسطيني - الفلسطيني في مؤتمر مكة داعياً جميع الفلسطينيين الى الوقوف يداً واحدة حفاظاً على وحدتهم ودمائهم.

     

    وفي الكوفة (10 كلم شمال مدينة النجف) اتهم القيادي في التيار الصدري الشيخ عباس الساعدي في خطبة الجمعة القوات الاميركية «بانتهاج منهج الفوضى ومحاولة افساد اذواق المواطنين وزعزعة ثقتهم بحضارتهم». وطالب الساعدي، الذي اقام صلاة الجمعة بدلاً من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، المواطنين بـ «الصحوة والالتفات الى محاولات القوات الاميركية نشر العولمة في البلاد على كل الاصعدة» داعيا الى اعادة النظر بقوانين الامم المتحدة وقال «يتوجب على الرأي العام العالمي ان يعيد حساباته في دور الامم المتحدة التي باتت تسخر لخدمة دول محدودة في الوقت الذي تخضع فيه كل دول العالم الى قوانينها».

     

    وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) دعا ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني الشيخ مهدي الكربلائي السياسيين العراقيين الى «تجنب توجيه الاتهامات الى بعضهم بعضاً من دون ادلة واضحة» مشدداً على ضرورة ابتعاد رجال الدين والسياسيين عن اثارة الفتن والاحقاد بين افراد المجتمع العراقي. كما دعا الحكومة الى فرض سلطة القانون بحزم، وبذل الجهود لانجاح الخطة الامنية الجديدة ومكافحة الفساد الاداري الذي قال انه لا يقل خطورة عن الارهاب والعنف الاعمى الذي يستهدف المواطنين الابرياء.

     

    وانتقد الكربلائي ما سماه «النهج الطائفي» الذي تنتهجه بعض وسائل الاعلام التي قال انها كانت سبباً رئيسياً في زرع الاحقاد والضغائن في نفوس العراقيين ازاء بعضهم.

  4. خطة أمن بغداد

     

    علي الدباغ *

     

    كثُر الحديث عن خطة أمن بغداد، وعن حجم التوقعات من نتائجها في ظل وضعٍ سياسي يخضع لتجاذباتٍ ليست قليلة إقليمية ومحلية، ومن المناسب جداً أن لا يتم اخضاع هذه الخطة المأمول منها أن تُخفّض حجم العنف الذي يعصف بالأبرياء ويحوّل بغداد السلام الى مدينة أشباح، هذا العنف الذي استشرى بطريقةٍ عبثية خالية من أي محتوى سياسي ذي قيمة، غير التدمير والقتل الذي لا قاع له ولا نهاية. ومرة أخرى تطل علينا الخشية من ردّات الفعل التي ستطلق الشرارة التي يخشاها الجميع فمستعظم النار من مستصغر الشرر.

     

    وهناك شبه إجماع عند القوى السياسية بأن تحقيق الأمن هو مطلب وهدف يسعى له الجميع ويحقق من خلاله رؤيته السياسية، عدا مجموعة صغيرة ترى في هذا العنف مشروعاً سياسياً لإعادة الجميع للمربع الأول لكي يتم إرساء بناء آخر يعتقدون بأنه سيحقق لهم مكاسب اضافية وهؤلاء ليسوا مورد حديثنا وليسوا معنيين بهذا الخطاب.

     

    إذن فهناك فائدة للجميع تتحقق من تحقيق الأمن لبغداد، لكن البعض مثلاً في جبهة التوافق يريد الاطمئنان الى ان هذه الخطة محايدة وتستخدم نفس المكيال للجميع دون تمييز مذهبي أو سياسي أو مناطقي وهذا حقٌ طبيعي لا أحد ينكره، وبنفس الوقت يجب بذل الجهود الذاتية والموضوعية لكف أي تدخل سياسي عن هذه الخطة وأن تبقى بعيداً عن أي مؤثرات غير مهنية، وواجب نجاحها فرضُ عين على الجميع ولا يجب أن يكون فيها غالب ولا مغلوب، بل يجب أن يكون الغالب فيها هو كل العراق والمغلوب فيها هو الشر والرعب.

     

    التردي الأمني الذي ازدادت وتيرته كماً ونوعاً بعد تفجير سامراء والذي اطلقت عليه أنه (11 سبتمبر العراق) لما حمله من هزة عنيفة تم تداركها ولكنها أحدثت هزات ارتدادية لا زالت تفعل فعلها وكذلك ازدادت كماً ونوعاً في ظل حقن سياسي طائفي خطير يسهم به بعض السياسيين.

     

    تحقيق تقدم في المجال الأمني لبغداد سيوفر فرصة عظيمة للقوى السياسية التي تتجاذب بقوة الآن وتتعرض العلاقات فيما بينها لأزمة ثقة، لأن تهيؤ الأرضية المناسبة للتفكير الهادئ والمتعقل الذي لا يستجلب سرداً للأحداث المرعبة اليومية في كل لقاء يجمعهم، بل سيكون الحديث عن مشتركاتٍ كثيرة تغيب بسبب الضغط من التداعي الأمني.

     

    الحديث عن المشتركات سيوفر الأرضية ويقرب المسافة البعيدة الآن بين هذه القوى للبدء بإصلاح سياسي يجب أن يتزامن مع التحسن الأمني ويعضده.

     

    عندما نخفف الضغط الأمني سيصبح الحديث عن المصالحة الوطنية له واقعاً وله صدى وستصبح مراجعة الدستور ممكنة بتوافقاتٍ مقبولة غير الذي نراه الآن من استقطاب ينحدر لأبسط مناقشة في مجلس النواب ويضيع زمناً وجهداً ويزيد من الإحباط الذي يلف الشارع من سياسيين يتباطأون في إكمال نصاب لمجلس نواب قام هذا الشعب بتحدي الرعب من أجل انتخابه وجيء بأشخاص لا هم لهم إلاّ السفر والمخصصات والامتيازات، في وقت يتحدى هؤلاء الفقراء الموت يومياً في تصميم أودعه الله عند خلقه.

     

    هناك أيضاً مصلحة لبعض دول الإقليم التي تشعر بأن أمن واستقرار العراق هو مصلحة لها وواجب عليها من أجل أن لا تنتقل النيران لأبوابها، أن تبذل الجهود والمساعي من أجل إنجاح هذه الخطة ليصار للحديث عن مشتركات مع العراق.

     

    ويبقى السؤال مطروحاً على من يملكون بعض المفاتيح أن هذه الخطة هي امتحان بكالوريا لهم.

     

    * الناطق الرسمي للحكومة العراقية

  5. هل هناك امل في مصالحة عراقية جادة، ها هنا رأيان الاول لاحمد الربعي والثاني لجابر حبيب جابر

     

     

     

    زززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززز

     

     

    لنجرب.. مصالحة عراقية في مكة..!

     

    احملد الربعي

     

    تجربة اتفاقية مكة بين الفلسطينيين، وتوقيع الاتفاقية الفلسطينية، التي تتضمن تشكيل حكومة موحدة، والعمل طبق الاتفاقيات الدولية والمبادرات العربية هي خطوة كبيرة، ودرس لمن يريد أن يتعلم كيفية وإمكانية حل المشكلات العربية من دون تدخل أجنبي..!

     

    الاتفاق يؤكد أن هناك إمكانية واقعية لحل المشكلات العربية، إذا توفرت ظروف نزيهة لمثل هذا الحل، ولقد دفع العرب ثمنا كبيرا لإهدار فرص حلول مشكلات معقدة، عبر عمل عربي مشترك، واللجوء إلى تدويل القضايا العربية، وإدخال الأمم المتحدة وأوروبا وأمريكا في القضايا الخلافية العربية. وفقط لنتخيل لو أن النظام العراقي السابق أخذ مبادرة الراحل الشيخ زايد مأخذ الجد، ولنتخيل لو لم يعقد اجتماع الطائف، الذي أدى إلى وضع حد للحرب الأهلية اللبنانية..!

     

    مشكلتنا الكبرى أن حل مشكلاتنا يتم خارج العالم العربي، الخلاف اليمني الاريتري حل في محكمة العدل الدولية، وكذلك الخلاف بين قطر والبحرين، مشكلة الصحراء الكبرى تتم معالجتها بلجنة دولية يرأسها وزير خارجية أميركي سابق، احتلال الكويت حل بتحالف دولي قادته الولايات المتحدة..!

     

    نحتاج إلى مؤتمرات في مكة نجرب فيها حل المشكلات المعقدة. ماذا عن اجتماع في مكة بين الدول المغاربية المختلفة على آلية حل قضية الصحراء. ماذا عن اجتماع في مكة لحل للمشكلة السودانية. ماذا عن «المشكلات الصامتة» بين بعض الدول الخليجية..!

     

    هل نحلم حين نطالب بالتفكير الجدي بحل المشكلات العربية عبر حوار عربي هادئ، بعيدا عن الإعلام وحرب الفضائيات. ألم تثبت التجربة أن ترك المشكلات تكبر حتى لحظة التدخلات الأجنبية، هو مغامرة غير محسوبة النتائج، دفعنا ثمنا كبيرا بسببها. وإننا نترك المشكلات تكبر من دون أن نفعل شيئا، فإذا تدخل الآخرون ووقع الفاس بالراس بدأنا حرب الإدانة للأجنبي والمحتل، من دون أن نتحمل مسؤولية أخلاقية عن

     

    صمتنا..!

     

    لماذا لا نجرب. لنبدأ بحوار عراقي في مكة، تدعى له كل الأطراف المتناحرة..! إذا لم ينفع فهو بالتأكيد لن يضر، وربما ينجح كما نجح الاتفاق الفلسطيني. دعونا نجرب..!

     

     

    .................................................................

     

     

    العراق: لا مصالحة بدون فضاء لها

    جابر حبيب جابر

     

    عندما تتقاطع وتتناقض الرؤى، لا بد من إيجاد مساحات بديله خارج هذا الاختلاف، والحلول لا تكون بالضرورة كلية أو كبيرة، إذ لا ضير أن تبدأ صغيرة، وربما ستكون بذلك للنجاح أقرب، خصوصا إذا بدأت من القاعدة صعوداَ لا من القمة نزولا، فالعملية السياسية في العراق يتجاذبها فريقان (مع اختلاف حجميهما). فريق انخرط فيها يرتكز على مشروعيتها ويدعو الآخر للالتحاق بها، في حين أن الآخر يريد ويشترط تصفير عداد العملية السياسية، والعودة بها إلى نقطة البدء. لكن إذا اعتبرنا أن دعوات الاندماج هي الأقرب للمنطق ولإرادة الشعب ولضرورة التراكم الديمقراطي، فلا بد لها أن توفر فضاءات جديدة للملتحقين، وبذلك نحل جزءا من المشكلة العراقية المزمنة والتي تستبطنها كل الإطراف وهي «مشكلة السلطة».

     

    الفضاء الجديد الذي ندعو إليه، يرتكز إلى الدستور والى الممارسات الديمقراطية المعروفة، والى إجماع الأطراف على أن تعددية العراق تستوجب الإدارة اللامركزية، يمر عبر انتخابات مجالس المحافظات ومجالس البلديات بقانونها الذي هو قيد التشريع، والذي سيحدد مدة إجرائها بمضي شهرين على إقراره.

     

    والغريب أن أهمية هذا المستوى من ممارسة الحكم عندنا، تعطى قيمة متدنية من الأهمية، وهذا يعود لطبيعة ثقافة إنساننا التي تجعله منشغلا بالقضايا الكبرى فقط. فهو ينشغل بالعلاقات الدولية وبصراعات القوى الكبرى، ويعرف بما يجري في نيكاراغوا ويهتم بصحة كاسترو، ولا ينشغل بنظام عائلته الصحي، أو بنظام تعليم أبنائه، أو سياسة إدارة مدينته أو بيئتها....الخ، وهذا يعود في جزء منه للإرث الشمولي ولمركزية الدولة وللأهداف الطوباوية التي جعلتنا الحكومات معها نقضي العمر نحلق في أوهامها، في حين في الدول الأرسخ في الديمقراطية يحرص الناخب على الاشتراك في الانتخابات المحلية ويعزف أو تقل مشاركته في الانتخابات القومية، كون الأولى تختار من يقررون وينفذون السياسات التي تمس حياته اليومية، بينما الثانية تسفر عن اختيار صناع ومنفذي القرار على المستوى القومي والسياسات الدفاعية والخارجية والأمور السيادية. فالناخب الغربي يرى أن عمل مجالس بلدياته ومدنه مرئي وملموس له، وهذا ما ينمي لديه حس المحاسبة والمساءلة، فيقول أنا أعرف المسؤولين وأين يقيمون وعناوين مساكنهم، فالحكومة المحلية تنشأ أمامه وعملها بيّن له، ولأهمية دورها بات يطلق عليها تسمية الحكومات المحلية، وأصبحت دراستها متنامية في علمي السياسة والإدارة.

     

    الأهمية والتعويل الذي نراه على انتخابات مجالس المحافظات والبلديات ينبع من كونها ستحقق عددا من الغايات، في مقدمتها انها ستسهم في حل مشكلة السلطة والتي تأخذ عندنا شقين، لجهة الصراع الضاري عليها وأنها الغاية المستبطنة من كل الأطراف وأن أخفيت وراء أهداف وطنية أو مقاومة محتل أو لرفع المظالم عن الطائفة، أو لجهة فهمنا الخاص للديمقراطية، وهي أن لا يحكمك الآخر المغاير؛ فالكردي يرضى بأن يحكمه كردي مستبد على عربي عادل، وكذا السني وأيضا الشيعي، والدليل الاختلاف البين في الموقف أو حتى في توصيف النظام السابق. كما ان الحديث عن المصالحة وجدوى مؤتمراتها يظل محدودا إذا لم يعقبه إيجاد أطر لممارسة السلطة، وإلا لماذا هم مختصمون؟

     

    والى ذلك وبالحديث عنها لجهة السلوك الانتخابي، فإنها ستتخلص من عيوب التصويت التي جرت في الانتخابات البرلمانية والتي كان دافع الناخب فيها الخوف من الآخر فاتجه للاصطفافات الطائفية والقومية، فنظراً لكون أغلب المحافظات متجانسة، فان ذلك سيسقط التصويت للهوية لمصلحة التصويت للبرامج والمصالح، كما لن يكون هناك محل للخطاب التهييجي والتضليلي والذي صعد في الانتخابات البرلمانية بهدف استقطاب شارع مأزوم، بل حتى السياسة لن يكون لها محل، إذ ان انصباب عمل ومهام مجالس المحافظات والأقضية والنواحي هو على الخدمات والتنمية والإعمار..الخ

     

    والأهم انها ستفرز القوى الحقيقية الممثلة على الأرض، وستوجد طرفا مقابلا للحكومة تتعاطى معه، وهو المرتكز على مشروعية وعلى إرادة أبناء مدينته، بدل أزمتها الحالية في إيجاد الحليف أو الطرف الذي تفاوضه، إذ ان الذين التحقوا بالعملية السياسية على مستوى الحكومة والبرلمان لم يتقدموا بوصة واحدة باتجاه تهدئة مناطقهم المضطربة، بل ظل واقع ما بعد المشاركة لا يختلف عن واقع ما قبلها، بل أنهم لا يستطيعون حتى زيارة لا الإقامة في المناطق التي يحتكرون تمثيلها، ناهيك عن فتح مقرات لقواهم السياسية فيها، في حين فاز البعض الآخر بعضوية البرلمان وانتقلوا لإدارة أمور ناخبيهم عن بعد من عواصم الجوار الآمنة أو عواصم الدعم المالي وعبر الفضائيات.

     

    وأخيراً فالمجالس البلدية والحكومات المحلية تمثل تدريبا جيداً على الممارسة الديمقراطية، وعلى إدارة الحكم وتحقق غاية المشاركة والإدارة الحديثة التي تنحو باتجاه اللامركزية، كما ستكون مرحلة انتقالية وممهدة للفدراليات، أو بديلا عنها لدى البعض الآخر، وستأتي بقادة مرتكزين على منجز الأداء والكفاءة والقبول المجتمعي، بل انها تمثل مختبرا للقيادات اللاحقة التي عادة ما تأتي من المحليات، فشيراك (مثلا) جاء من بلدية باريس، وأحمدي نجاد من بلدية طهران، وأردوغان من بلدية اسطنبول.

  6. متى تهاجم الولايات المتحدة ايران

     

    طالما هدد الرئيس بوش بمهاجمة ايران، ولكن متى سيقوم بهذه العملية

    في ظني ان الضربة قادمة

    فايران اذا استمرت في برنامجها النووي فعليها ان تتوقع ضربة امريكية او اسرائيلية

    والان متى ستكون هذه الضربة، ان كان لها ان تقع

    ان الوضع الحرج في العراق الان ، لا يسمح للولايات المتحدة بعملية مثل هذه، ولكن الضربة قادمة لا محالة، بعد الانتهاء من مهمة العراق، والسؤال هو متى؟

    ان الهجوم على ايران يعتمد بشكل اساسي على الوضع في العراق، وهناك احتمالان لا ثالث لهما، الاول هو نجاح الامريكان في بسط السيطرة على العراق ، والاحتمال الثاني هو عدم نجاحهم

    والان، ماذا يحدث اذا فشل الامريكان في العراق؟

    لا شك انهم سيهاجمون ايران لانهم في هذه الحالة سوف لا يخسرون شيئا

    فاذا سمعنا غدا بان امريكا هاجمت ايران، فهذا يعني انها ايقنت بانها قد خسرت في العراق

    والاحتمال الثاني هو ماذا سيحدث لو ان الولايات المتحدة بسطت سيطرتها على العراق، فهل سيهاجم ايران؟

    هذا هو الموقف الصعب، لان احتلال العراق كلف الامريكان الكثير، اذن لا بد من التمسك به، ولا بد من تجنب اية مشكلة تعرض قواتهم للخطر، ولكن ضربة امريكية لايران، في وقت تسيطر فيه امريكا على العراق، تعني ضمن ما تعني، اختلال الوضع في العراق، فهل ستضرب امريكا ايران في هذه الحالة معرضة مصالحها في العراق للخطر؟

    اذا قامت امريكا بضرب ايران بعد بسط السيطرة علىالعراق، فهذا يعني انها تجازف بمستقبلها في العراق، لانها في هذه الحالة يجب ان تتوقع تعرض قطعاتها في العراق لضربات الايرانيين ، وهو امر علىالولايات المتحدة ان تاخذه بنظر الاعتبار

    بالنسبة لايران فمن السهل عليها ان تتوغل في العراق وفي اوساط عديدة، وليس ذلك سهل على الاميركان، واذا ما قامت الولايات المتحدة بضرب ايران فعليها ان تحسب حساب العراق ايضا، فمن الصعب على العراقيين ان يقفوا مع امريكا ضد ايران، واذا شنت امريكا الحرب على ايران، فهذا يعني انها ستستانف القتال في العراق مرة اخرى،

    قد تستطيع امريكا الاتفاق مع كل دول المنطقة للهجوم على ايران، ولكن من غير الممكن ان تحصل على موافقة العراق، وهذه مشكلة سيواجهها الرئيس بوش، وعليه ان يحلها،

    ان افضل حل يمكن ان يتخذه الرئيس بوش هو ان يكون صديقا، من موقع المقتدر، للطرفين العراق وايران ، ويبدا صفحة جديدة من العلاقات، وتستفيد بذلك الولايات المتحدة وتستفيد ايضا كل دول المنطقة، بما في ذلك ايران والعراق، وبذلك تتجنب المنطقة حربا اذا اشتعلت لا يعرف احدا متى تنطفئ

  7. العراق: جسامة المخاطر وتواضع المطالب

    جابر حبيب جابر

    إذا كانت السنين الماضية قد سمحت بهذا العبث المفضي للشلل والانحدار، فانه لم يبق من الوقت متسع ولا للشعب الصبر ولا للمعادلات الإقليمية الثبات ولا للإرادة الدولية ترف وخيار الحياد، ولا للامريكان التعهد المفتوح، لهذا فإن عامنا الحالي هو عام الحسم.

     

    لم يعد مجدياً التذكير بفرادة التجربة الديمقراطية وأنها تأتي بعد عقود من الحكم الشمولي، أو أن تقنع انظمة تقف معها الشعوب بسريالية عجيبة بان خسارة أمريكا يجب ألا يكون ثمنها نحر العراق، فشرعية الانتخابات بهتت وضاعت بين ضجيج القتل وأنين الضحايا وانكسار الأمن وتشقق المجتمع في خضم صراعات توجهها الغرائز البدائية. فلم يعد كافياً الاتكاء على شرعية الانتخابات بدون أن تصحبها شرعية المنجزات، إذ أن الانتخابات وسيلة وليست غاية بذاتها، وسيلة الوصول إلى حكم عادل ورشيد عبر تحقيق سياسات القوى الفائزة والبرنامج الحكومي المنبثق عنها.

     

    الذي يبدو ويطغى على السطح، بسبب التدهور على مدى سنين ثلاث وحكومات ثلاث، أن الأمور سائرة وبتعجيل متسارع نحو مفترق طرق كل اتجاهاته خطيرة، أو أن الأزمة استعصت على العلاج وعقمت فيها الحلول، فاقم من ذلك انتقادات امريكية وتشكك في عدم قدرة الشريك العراقي على إنجاح الخطة الأمنية، وان امكانيته في ذلك إن لم تكن معدومة فهي ضئيلة، إلا أنني بخلاف ذلك أرى أن الوضع الأمني سيشهد خلال الشهور الستة القادمة تحسناً بيناً، ليس مرد ذلك موقفي الذاتي ومنهجي في البحث عن الأمل مهما كان ضئيلاً وإشاعته، كون بديل ذلك اليأس والقنوط أو الطلب من الناس الانتحار أو هجرة البلد جماعياً، بل لأسباب موضوعية ترتكز على الفرضية التالية: «جسامة المخاطر وتواضع المطالب». فرغم جسامة الرهانات لكن الفشل ستترتب عليه أيضا نتائج جسيمة ليست فقط للعراق وأمريكا، بل في عموم الشرق الأوسط والعالم كله، إذ أن الفوضى يمكن أن تعم كل أنحاء العراق، ثم ستغرق المنطقة برمتها في هذا النزاع، فضلاً عن انه سيكون بيئة خصبة وحاضنات تفريخ للتطرف وملاذاً آمنا وفضاء سيملؤه ويسيطر عليه المتطرفون من كل الأطراف.

     

    أما تواضع المطالب، فتبدأ من المواطن الذي اختزل كل أمانيه وطموحاته في تحقيق امن واستقرار الأمر الذي دفع باقي الاولويات إلى مرتبة عاشرة، كالتطلع للرفاهية أو زيادة دخل أو تحسين مستوى معيشة أو إعمار أو توفير أو تيسير الحصول على خدمات، وهذا ما يرفع عن الحكومة عبء انشغالات كل حكومة، كما أن الامريكان لم يعودوا يتحدثون عن نموذج ديمقراطي في العراق يمثل نقطة إشعاع وحافز للتبني ونموذج يحتذى، بل عراق قابل للحياة والاستقرار، حتى دول الجوار التي استهدفت بالتغيير وأدرجت على قائمته اختزلت وتراجعت المطالب منها من تغيير الأنظمة إلى تغيير سلوكها إلى إدماجها في الحل، وبالعودة إلى الخطة الأمنية فهي اختزلت أيضا من امن العراق إلى امن بغداد كونها مفتاحه وليس هناك بلد آمن بلا عاصمته، وحتى بغداد فهي لا تحتاج إلى نشر متساو على جميع أرجاء المدينة، وحتى الهدف وإن كان في مطافه الأخير يرمي لهزيمة الإرهابيين والقضاء على التمرد وقوى العنف، إلا انه مرحلياً لا يغالي في ذلك فانه يطمح الى حرمان المتمردين من ملاذاتهم الأمنية وإفقادهم السيطرة على مناطق باتت توفر لهم بنية تحتية لعنفهم.

     

    لا أغفل صعوبة محاربة المتمـردين فهـم يتحركــون ويتمترسون بنسيج مجتمعي اختطفوه وجعلوه مرتهناً لعنفهم، ولا استسهل حفظ النظام وصعوبة تأمينه بالنظر إلى اشتداد النعرات الطائفية وتعدد قوى العنف والميليشيات، وتنوع مرجعيات وأهداف المتمردين، وتداخل قوى الجريمة معهم، يقابله ضعف الحكومة المركزية التي هي أسيرة التوافقات الصعبة. فرئيس الوزراء هو مرشح الائتلاف المكون من سبع كتل وشركاؤه في التحالف الكردستاني من كتلتين والتوافق من ثلاث كتل، وكل هذه الأطراف تتباين رؤاها وأحيانا تعز المشتركات فيما بينها، إلا أن أثقال رئيس الوزراء نفسه بمراعاة التوازنات لا يقود إلا إلى إعاقة حركته وشل فاعليته. فمن الاستحالة إرضاء كل هذه الأطراف، أو تحقق الإجماع، فلم يشهد لنا التاريخ أو يخبرنا عن تجارب أو دول بنيت على قاعدة الإجماع، بل إن رئيس الوزراء يستطيع أن يحاصر وحتى يعزل الكتل والاطراف المعيقة له بالاتكاء والركون على مواطن بات همه حكومة قوية تحميه، وعلى مرجعية رشيدة لها ثقلها المجتمعي، وعلى الأغلبية الصامتة المحايدة التي باتت وحدها تدفع الأثمان الباهظة.

  8. فتاوى العنف الطائفي: جرعة التجريم المطلوبة

    حمد الماجد

    كل منتمٍ لهذا المذهب فهو «إرهابي ناصبي كافر، وحشي يجب قتله، وكل من يؤيده بنحو أو بآخر من رجل دين أو رجل غير دين يجب قتله، ومن لا يقول بقتل هؤلاء وقتـل مؤيديهـم فهو علانية يكفر بالقرآن الكريم.. إلخ»، هذا النص شاهدته بنفسي صوتا وصورة. وأما النص التالي فصدر عن أحد أتباع المذهب المقصود بالنص الأول يقول فيه «يجوز قتل المنتمين للمذهب... لإنهم حرفوا القرآن الكريم وسبوا صحابة رسول الله.. إلخ».

    هذه التعميمات الخطيرة يا سادة ليست سبابا وقع في مناقشة حامية ساخنة بين طرفين متوترين موتورين، فلت كلامهم ومفردات سبابهم عن نطاق الضبط والسيطرة بسبب الحماس والتشنج الجدلي، ولا هو تلاسن بين مراهقين يعبثون في أحد منتديات المحادثة على الإنترنت من غير حدود ولا قيود، هذه للأسف فتاوى صريحة صدرت عن سبق الإصرار والترصد عن رموز علمية معروفة، أو قل هي دمامل تفجر قيحها الطائفي بعد الأزمة العراقية وبدأ يطفو على سطح منطقة الشرق الأوسط بكل وضوح وقوة، ويهدد أمنها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

     

    في تقديري أن الإشكال ليس في صدور هذه الفتاوى الخطيرة فحسب، فكل أمة ومذهب ومعتقد على وجه الأرض ـ قديما وحديثا ـ لا بد أن يوجد فيه متشددون موتورون يتفوه أحدهم بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به وبمجتمعه وبكل طوائفه وأعراقه ومقدرات وطنه في جحيم الفتن ومستنقعات الدم الحرام، الإشكال أن مثل هذه الفتاوى تجد من يعجب بها من باب لم آمر بها ولم تسؤني، أو تجد من يصمت عنها صمت القبور أو لا تلقَى تنديدا واضحا وصريحا من المرجعيات والرموز العلمية والفكرية عند الأطراف كلها، كل ما نسمعه عبارة عن همس خجول وفي المجالس الخاصـة تمـامـا مثل سلبية أغلب المواقف من القتل العشوائي وتفجير أماكن العبادة وقتل المصلين في المساجد السنية والحسينيــات الشيعـيــة فـي العراق، فالأغلبية في الداخل العراقي وخارجه في ظني لا تجيزه ولا ترضى به، ولكننا في الوقت نفسه لم نسمع ما يكفي من التنديد والشجب والتجريم الواضح الصريح الذي يستحقه مرتكبو هذه الجرائم البشعة.

     

    والمصيبة أن هذه الأغلبية الصامتة لا تدرك أيَّ خطر يترتب على مثل هذا السكوت عن الفتاوى التي تجيز القتل العشوائي تحت شعار الانتماء المذهبي، فشرارة يطلقها دموي متطرف في إحدى دول الجوار العراقي بسبب هذا السكوت أو بسبب استماعه واقتناعه وتأثره بفتاوى هوجاء كالتي صدرت بها المقالة قد تؤدي لا سمح الله إلى جحيم يصطلي بناره الجميع، ولا يقوى أحد على إطفائه وكفى بفتن العراق عبرة، والأخطر أن الفتن إذا وقعت ينجر أو يجر إليها من لا يؤمن أصلا بها ولا بمبرراتها ومسوغاتها.

     

    ومع الأسف، ففي زمن اشتعال الفتن وبروز المحن يعلو صوت التشدد وترتفع رايته ويصبح رموزه في نظر الدهماء هم الأكثر شعبية والأحرص في عيونهم على حماية الحمى المذهبي والأكثر غيرة في الذود عن السياج العقدي، والعكس صحيح فكل من أراد أن يجرم الخطأ ويندد بمرتكبي جرائم القتل العشوائية ومن وراءهم من مطلقي فتاوى تحليل الدم الحرام بغض النظر عن شعارهم وانتمائهم ومذهبهم ويحاول أن يريق دلو السلم على نيران المحرقة الطائفية حتى لا تتجاوز إلى المناطق المجاورة، بدا في أعين الدهماء مفرطا متساهلا رماديا مترددا جبانا رعديدا، لا يقول كلمة الفصل في وقت الفتن، «ألا في الفتنة سقطوا».

  9. في هذا المقال يرد مصطلح انكليزي ، علق عليه احد القراء ، ارى ان اضعه في هذا الباب لاه الهدف هو ترجمة المصطلح

     

     

    من يهب يملك

    عبد الرحمن الراشد

     

    يبدو ان هذا هو التفسير المعقول للمعركة المحتدمة في لبنان، منذ خراب حرب الصيف، تدور حول من يستلم المعونات ويمنحها للناس. فرئيس الوزراء فؤاد السنيورة ينتقد ايران، لانها تقدم معوناتها المالية لحزب الله المتمرد على الحكومة، ويطالبها بأن تقدمه لقنواتها الشرعية. وسبق أن سمعت من مسؤولين خليجيين قولهم إن حزب الله طلب ان تسلم له أموال الإعمار مباشرة، بدعوى انه خير من يديرها حتى لا يطولها الفساد، في حين ان الجميع مقتنعون بأن الحزب لا يريد لأحد علاقة بأهل الجنوب غيره. كما ان القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني «اليونيفيل» تتعرض هي الأخرى لنقد من اطراف في حزب الله، لأنها تهب مساعداتها لأهل الجنوب مباشرة، من دون المرور على الحزب. فهي تريد علاقة حسنة مع الاهالي في حين ان المقاتلين يريدون حالة الحرب قائمة.

     

    وصراع المال أكثر علانية في اراضي السلطة الفلسطينية، حيث ان حماس وفتح تتصارعان على حق الامساك بتصريف الاموال الحكومية والمساعدات الخارجية. الدليل على ذلك الخلاف على المعونات الدولية. فالمجموعة الاوروبية، التي زادت من دعمها للفلسطينيين في الآونة الأخيرة، تقدم اموالها مباشرة للمستشفيات والمدارس والجمعيات الانسانية. هي تعتقد ان اضافة المال الى الصراع السياسي سيجعله سلاحا مدمرا، وطالما ان الهدف مساعدة المواطن الفلسطيني، فالأجدر منحه للمستشفى او المدرسة مباشرة، والتأكد من سلامة انفاقه. وفي فلسطين السبب واضح، ففتح متهمة دائما بالتسيب الاداري والفساد المالي، أما حماس فتتهم بأنها تحول أموال المعونات الخارجية لخدمة أجندة سياسية. لكن كما قال شاعر العرب المتنبي معبرا أيضا عن حال اليوم «لامجد في الدنيا لمن قل ماله».

     

    والمال هو السلطة حتى عند غيرنا بدليل ان الرئيس الاميركي هاري ترومان، منذ نصف قرن، وضع لوحة على مكتبه تقول «هنا يقف الدولار» او بمعنى عربي أكثر فصاحة «هنا يمر الدولار». والسيناتورة هيلاري كلينتون تهدد الرئيس جورج بوش بأنه سيلقى مصير حماس فتمنع عنه الاموال قائلة إن الديموقراطيين سيقفون شوكة في حلقه، من خلال اللجنة المالية في الكونجرس، بمنع التمويل المالي عن نشاطاته العسكرية. وفي ظني ان التفسير التاريخي الصحيح للفشل الاميركي في العراق في أساسه يكمن في منح البنتاغون ادارة ميزانية العراق، الذي مكن وزارة الدفاع من ادارة الدولة وأقصى وزارة الخارجية، التي كانت مؤهلة لترتيب الوضع الجديد، والتي جاءت بافكار بلا أموال، واضطر الوزير حينها كولن باول الى الاعتكاف ثم الاستقالة. وقد بددت وزارة الدفاع الاميركية، بكرم غير معهود، اكثر من ثلائمائة مليار دولار على مشاريع سياسية فاشلة لتثبت للجميع انه ليس بالدولار وحده يمكن حكم العراق، بل يحتاج الى عقل راجح أيضا.

     

    alrashed@asharqalawsat.com

     

     

     

    التعليــقــــات

    محمد صالح الدهام، «المملكة العربية السعودية»، 20/01/2007

    صباح الخير. نحن العرب نعتقد أنه لا عز لنا إلا بالمال لدرجة أن السياسيين العرب يفضلون إدارة المال العام وإهداره عن إدارة مصالح الدولة. متى يكمن الخلاف بين السياسيين عندما يكون المال هو الفيصل. حزب الله يعتبر نفسه أيدي أمينة على سلامة لبنان وتعميرها فهذا منطقي لأنه هو من تسبب في تدميرها وهو الذي يريد إعمار الجنوب فقط. أما حماس وفتح فسوف يتأجج الصراع بينهما كلما منح أولمرت للحكومة الحالية مساعدات من أموالها المتجمدة وأعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأ يلعب بهذا الكارت الرابح لأناس لا يفكرون إلا في مصالحهم. ولك حبي وتقديري أستاذي عبد الرحمن.

     

    علي احمد الخياط، «الكويت»، 20/01/2007

    يقول الشاعر أحمد شوقي:

    رأيت الناس قد مالوا لمن عنده مال ومن لا عنده مال فالناس عنه قد مالوا

     

    غسّان غصن - لبنان، «لبنان»، 20/01/2007

    مع تقديري للأستاذ عبد الرحمن الراشد، أودّ أنّ ألفت انتباهه إلى أنّ كلمة (buck) في الجملة المُشار إليها على مكتـب ترومان لا تعني الدّولار، وإنّما المسؤوليّة: (the buck stops here)، أي أنه يتحمّل كامل المسؤوليّة عمّا يحدث. وهذه نقيض القـول (to pass the buck): أي يتهرّب من المسؤوليّة، أو المَلامة، بإلقائها على الغَير.

     



  10. ما احوج المفكرين العرب ان يناقشوا بهذه الطريقة المفتوحة البعيدة عن التعصب، وها هنا نلاحظ مناقشة تشجع على الاستمتاع في القراءة والاطلاع على الاراء الاخرى مع احترم بالغ لرأي الاخر، انها الطريقة المثلى التي نتمنى من العرب ان يتعلموها ويتبعوها
    والى مزيد من هذه المناقشات الرائعة
  11.  

    المالكي بين نارين

     

    مما يؤسف له ان رئيس الوزراء العراقي المالكي لم يرد على تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الاخيرة والتي حذرت فيها حكومة المالكي ووصفتها بانها تجاوزت المهلة التي منحت لها لحل المشكلات)

     

    الم تقل وزيرة الخارجية الامريكية في وقت مضى بان المالكي قد تم انتخابه من قبل الشعب بعد انتخابات نزيهة؟

    . اذن من الذي له الحق في تغيير المالكي ؟ البرلمان العراقي ام وزيرة الخارجية الامريكية؟

     

    الغريب ان المالكي لم يعترض على هذه التصريحات، وكان عليه ان يفعل، بل كان من واجبه ان يعترض على هذه التصريحات، فمنصب رئيس الوزراء يتغير باستمرار، ولكن الذي له الحق في تغييره هم العراقيون انفسهم عن طريق البرلمان،

     

    يبدو ان الامر سينتهي في النهاية الى التالي., إذا استتبت الامور فان وزيرة الخارجية ستقول ان هذا بفضل الولايات المتحدة، واذا ساءت الامور فسوف تقول ان هذا بسبب حكومة المالكي

  12. الطائفية .. وطيوف السياسة!

     

    مشاري الذايدي

     

     

    لو كنا في غير هذه الظروف السياسية الساخنة، هل كان بالإمكان أن يثير كتاب للشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين جدلا في قاهرة الأزهر وسيدنا الحسين؟

     

    هذا الشيخ الشيعي اللبناني، الذي يمثل صورة من أرفع صور الاعتدال الديني، أصبح موضوعا إشكاليا وشائكا، ورأى البعض في بلاد الكنانة، أن «ترويج» كتابه شكل من أشكال التبشير بالمذهب الشيعي في قلعة من قلاع الإسلام السني!

     

    لو كنا في غير هذه الظروف والغليان السياسي في المنطقة، والذي تسهم إيران في تصعيده بسهم وافر، هل كان بالإمكان أن يثار هذا الجدل الديني، والتاريخي، والاجتماعي، حول المذهب الشيعي، أو حول مذهب أهل السنة ؟!

     

    في كثير من الأحوال، فتش عن العامل السياسي في الاشتباكات والصراعات ذات الطابع الديني، وإلا فما الذي يفسر لك تقارب منظمة حماس (السنية) مع نظام إيران ذي (الصبغة الخمينية) ؟، أو يفسر لك من قبل سرعة مساندة الإخوان المسلمين للخميني منذ أن كان في باريس، كما في اعترافات يوسف ندا «رئيس حكومة الظل» للإخوان المسلمين في العالم، حسب لقاء احمد منصور معه في برنامج «شاهد على العصر» في وقت سابق.

     

    الصراع السياسي هو وقود كثير من الخلافات الطائفية والمذهبية في التاريخ، وليس وقفا على تاريخنا الإسلامي وحسب.

     

    وبالعودة الى تاريخنا الإسلامي، والى رحى الخلاف الشيعي السني، الذي اندلع مع بداية أول سطر في التاريخ الإسلامي بعد وفاة نبي الإسلام، وانفجر بشكل دموي في معارك الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، واستمر يشطر مياه الذاكرة الإسلامية إلى ضفتين... منذ تلك الحقبة إلى يومنا المعاصر، لم يتغير شيء، تهدأ الأمور وتثور تبعاً لميزان القوى بين الطرفين.

     

    الصراع السياسي، والتهديد المباشر، هما أكبر ما يحرك مياه الأدبيات الطائفية، والتاريخ يخبرنا الكثير في هذا الصدد. ومن ذلك ملحمة الصراع بين العثمانيين والصفويين، تلك الملحمة التي دشنت بدايتها الهائلة في معركة«جالديران» الشهيرة في أغسطس سنة 1514 ميلادية بين الشاه إسماعيل الصفوي، مؤسس الدولة الصفوية ومكرس الثقافة الصفوية، وبين السلطان العثماني سليم الأول، وهي المعركة التي كان دافع السلطان سليم الأول فيها هو حشر «الإمبراطورية» الصفوية الطامحة للتوسع، تحت شعار الطائفية الشيعية، والغريب في الأمر أن جد الأسرة الصفوية، الولي صفي الدين الاردبيلي، كان زاهدا صوفيا سنيا، ثم بالتدريج بدأت سلالته بالتحول إلى المذهب الشيعي، وفق تعقيدات معينة، لنصل إلى لحظة الشاه إسماعيل الصفوي.

     

    بالغ الشاه اسماعيل في تشيعه، وقمع السنة، ونشر المذهب في إيران، وطمع في العراق وفي الأراضي المجاورة لإيران من جهة الشرق والشمال، ولطمعه في العراق دوافعه المعلومة حيث العتبات المقدسة.

     

    والأمر المثير الآخر في القصة، أن والد السلطان سليم الأول، وهو «بايزيد» كان يتراسل مع الشاه الصفوي، وكان محبا للشعر والفلسفة، ولم يكن يشعر بوجوب منازلة الصفويين، ولما تواترت الأنباء عن القمع الذي يقوم به الشاه ضد السنة، بدأ السلطان العثماني ينصحه بالرفق وعدم الاعتداء على السنة، بحكم مسؤولية السلطان عن رعيته، لكن السلطان سليم الأول لم يكن يرى الأمر كذلك، وكان تقديره أن الامبراطورية الصفوية تشكل خطرا حقيقيا على الدولة العثمانية، وأن حماسة الشاه في نشر الصيغة المتشددة من التشيع تأتي في إطار سعي إسماعيل إلى توفير أرضية ثقافية ملائمة لتمدد الدولة الصفوية. وهنا يشتبك السياسي بالديني والاجتماعي. وفي الأصل فربما كان سبب، أو قل من بين الأسباب، اختيار أسلاف إسماعيل للتشيع ، وتكريس إسماعيل له ، الهاجس السياسي ، في سياق خلق هوية ثقافية للإمبراطورية الجديدة ، هوية تقوم على التمايز المذهبي والاختلاف في المرجعية التاريخية والذاكرة المحلية من أجل استكمال أدوات الهوية المختلفة... ولنا هنا أن لا نستغرب ذلك، فأطماع الإنسان، على كثرتها، لا حدود لها، ولا محرمات عليها، حين تقترن بالسلطة.

     

    على كل حال، نجح العثمانيون في محاصرة التمدد الصفوي في حدوده الحالية، لكن جبهة الصراع المفتوحة ظلت في العراق، فمرة يدخل الشاه الصفوي الى بغداد فينكل بالسنة، ومرة يدخل السلطان العثماني فينكل بالشيعة، ويعمر قبر أبي حنيفة ... وهكذا.

     

    التشيع بالنسبة لـ«دولة» إيران، أيا كان النظام الحاكم فيها ، حتى ولو كان علمانيا تقريبا ، هو قناة توسع سياسي قومي خارج الحدود الإيرانية ، وبالذات في العراق، ومن هنا كانت أهمية الأصوات الشيعية الوطنية التي تؤكد دوما على التمييز بين التشيع العربي والتشيع الإيراني أو «الصفوي».. بصرف النظر عن تجسيد هذا الفرق على الأرض.

     

    يحدثنا معروف الرصافي في كتابه «الرسالة البغدادية» كيف كان شاه بهلوي، وهو رجل علماني، أو هو «أتاتورك إيران» لكنه مع ذلك كان شديد النصرة لحوزة النجف وللخط الشيعي المرتبط بإيران لأسباب سياسية بحتة، مع انه كان يحارب علماء الدين الشيعة في الداخل، أي أن الأمر برمته يشتعل بمحرك الطموح السياسي، حتى ولو بدا لنا ذا صبغة دينية بعيدة.

     

    هذا الأمر لم يكن محصورا بالصفويين ، فسلاطين بني عثمان حاربوا الصفويين بكل الأوراق المتاحة، واشتدت في تلك المرحلة من الصراع بين الصفويين والعثمانيين حرب الفتاوى المتبادلة، وكانت حربا منهجية، ولذلك فإن أكثر الأدبيات الشيعية المتطرفة، والتي «ثقفنت» التشيع ومنحته موسوعاته الكبرى، مثل «بحار الأنوار» للمجلسي ذات المجلدات التي ناهزت المائة، تنتمي لتلك الحقبة، وهو أمر لو منح المجلسي كل عمره لما أطاق كتابته، خصوصا ان كتاب «بحار الأنوار» ليس إلا كتابا واحدا من كتب المجلسي، الأمر الذي يدل على وجود جهد (دولتي مؤسسي) كما يلمح الى ذلك علي الوردي.

     

    وأيضا في تلك اللحظة تواترت فتاوى شيوخ الإسلام في «الاستانة» وغيرها ضد الشيعة، تبعا لسخونة المواجهة أو برودتها بين السلطان والشاه، ويذكر الوردي أيضا كيف انه في إحدى فترات الهدنة خرجت فتوى من الاستانة لينة الجانب وتتحدث عن الشيعة بلغة ودية، ثم لما خربت الهدنة وتوتر الوضع مجددا بين الطرفين، اشتعلت حرب الفتاوى مجددا.

     

    لماذا نتحدث عن الماضي البعيد؟! دعونا نشير إلى القريب والحاضر، فمشروع التقريب بين السنة والشيعة تحمس له شيوخ الأزهر في مصر، وجماعة الإخوان حينما كان التشيع لا يمثل هوية سياسية، بالنسبة لشيوخ الأزهر مثل الشيخ شلتوت، أو يمثل حليفا سياسيا في الجماعات ذات النهج الحركي مثل جماعة نواب صفوي، الذي ألقى محاضرة شهيرة برعاية الإخوان في القاهرة أول الخمسينات.

     

    وحينما نجحت الثورة الخمينية «الإسلامية الحركية» نظر لها الإخوان المسلمون بود، كما في حديث يوسف ندا، وخبر وفود الإخوان لطهران، لكن حينما أصبحت الثورة تريد تصدير نفسها، واندلعت الحرب، باردة وساخنة بين الخليج والعراق من طرف ، وبين إيران الخميني من طرف آخر، انكفأ مشروع التقريب، وتقدم مشروع المواجهة، وتقاطرت الأدبيات المتبادلة التي تهاجم الطرف الآخر مستندة الى ارث الصراع الطويل بين السنة والشيعة. ولكن أيضا، وحينما وصل رفسنجاني إلى الحكم لاحقا، وتعب رجال الثورة، وبدأت الثورة تصبح دولة، عادت لغة التقريب و«ثقافة التقريب» بين العالم السني والعالم الشيعي، وظل «شهر العسل» هذا حتى اندلعت مشكلة العراق، ودخلت إيران أحمدي نجاد بقوة على الخط وألقت بظلها على رجالها هناك، وبزغ «الهلال الشيعي» ـ بالمعنى السياسي للتشيع ـ حتى انبعثت معارك الماضي مجددا ...

     

    نحن الآن في بداية فصل جديد من فصول الحكاية السنية الشيعية، وهي حكاية، في كل فصولها، كانت مطلية بالدين والعقائد والخلافات اللاهوتية... الخ ولكنها مبطنة بالخلاف السياسي.

     

    المثير للسخرية، أننا نكرر أساليب الماضي بحذافيرها، والمثير للسخرية أكثر أن هذه الأساليب دائما تنجح وتفعل فعلها ! فهل المشكلة في انه قد قدر على العرب والمسلمين أن يخففوا في استيعاب وهضم هوية وطنية عابرة للطوائف والأعراق... أين الخلل ؟

     

    ستنتهي المشكلة مع إيران، إما بالحرب أو بالسلم ، او يقضي الله ما لا تعلمون داخل إيران ... لكن من ينهي هذه الحرب الخالدة بين المسلمين أنفسهم، هذه الحرب التي وقودها الناس والأمن والنور....؟!

     

     

    mshari@asharqalawsat.com

     

     

     

    التعليــقــــات

    كاظم مصطفى، «الولايات المتحدة الامريكية»، 09/01/2007

    بارك الله بكم على هذه المقالة القيمة. لما لا نسمع ونقرأ مثل هذه التحقيقات الخلابة والقيمة التي تكشف السبب وراء اشتداد التطاحن بين المذهبين من قبل الذين يطلقون على انفسهم رجال الدين ليقودوا الناس الى الطريق المستقيم وكشف الحقيقة التي مؤداها بانه لا فرق بين المذاهب الاسلامية والمسلم من نطق الشهادتين وعبد الله وخدم اهله وبلده والعالم اجمعين بدلا من تأجيج النار وجعلنا اضحوكة العالم.

    وهل كتب علينا ان نكون عبيدا لفقهاء السياسة والسلاطين دائما .

     

    مصطفي ابو الخير-مصري-نيوجرسي-امريكا، «الولايات المتحدة الامريكية»، 09/01/2007

    فائق الشكر والتقدير للاستاذ الذايدي على المقالة المحترمة التي توضح وتكشف الكثير من معالم التاريخ البعيد والقريب ايضا وان خير تعليق عليها هو انني اهديها لكل من يدافع عن ايران من السادة الشيعة منهم والسنة ايضا

    لنعلم جميعا ان ما تقوم به ايران دائما قديما وحديثا ما هو الا الشر تجاه العرب السنة.

    فهل يقبل العرب الشيعة موقف ايران الجديد القديم ، استسمح الاستاذ الذايدي واهدي هذه المقالة للجميع لتكون نورا لمن لم ذهب نوره.

     

    فكري الجزيري، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2007

    سؤال للكاتب والقراء معا:

    لماذا عندما يأتي ذكر دول اسلامية غير عربية (الباكستان النووية، افغانستان الطالبانية، ...) لا يشار لها بمذهبها السني، لكن عندما ياتي ذكر ايران يضاف له مذهبها الشيعي؟! وهل الموقف ضد المذهب الشيعي ام القومية الفارسية، ام كليهما؟

     

     

    منصور المعيرفي، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2007

    الاعتدال مهم ...

    أحسنت يا أستاذ مشاري بغض النظر عن أصول التشيع في العراق والخليج ولكنه مقال شامل ورائع يدق في العظم .

    الطائفية هي الشغل الشاغل للكثير من الناس الآن ولكنني واثق من أن ثمة ماسيتوحد عليه المسلمون والعرب بالتحديد بالقريب العاجل إن شاء الله ...

    أنا على الأقل سألغي مصطلحات طوائف ومذاهب ولكن سأقول طرق توصل إلى الله (وأنا لا أتنكر للواقع ولا أدفن رأسي كما تفعل النعامة ) وأقول مثلا يتعبد المسلمون بعدة طرق منها :

    الحنفي والجعفري والمالكي والإسماعيلي والشافعي والزيدي والحنبلي ويوجد متصوفة في كل المذاهب .

    تبقى محاولة على الأقل وشكرا .

     

    عزة هاشم، «الامارت العربية المتحدة»، 09/01/2007

    السيد الكاتب: تحيه طيبة ، اتفق معك تماما في ان الشيخ مهدي شمس الدين من ابرز كتاب ومجتهدي الشيعة في القرن العشرين بل ومن رموز التقريب الحقيقي السني الشيعي، حيث جاءت غالبية مؤلفاته موثقة بمراجع سنية في إشارة إلى وحده التراث والثقافة الإسلاميين، فضلا عن أن كتابه المذكور بمقالكم المعروف بالوصايا يؤكد فيه على منع التبشير بالتشيع في اوساط السنة، والغريب انني التقيت الشيخ الراحل في القاهرة حينما منح جائزة على اسهامه في التقريب بين المذاهب في التسعينيات وعلى جهوده العلمية وكان اللقاء في الازهر!، وما أحوج الأمة الآن إلى إبراز شخصيات مثل شمس الدين ومحمد جواد مغنية وغيرهم من الشيعة العرب الوطنيين لخنق الفتنة المحاكة بين شيعة العرب وسنتهم ولبيان أن ما يحدث انما بفعل السياسة لا المذاهب.

     

    عبدالله سعيد الغامدي، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2007

    ان مشكلة السنة عبر التاريخ برغم أكثريتهم عددا وعدة وبرغم ان السلطة بأيديهم في أغلب البلاد الإسلامية ـ الا انهم متخاذلون عن نصرة بعضهم البعض وغير مكترثين بما يجري في غير دولهم وبلدانهم لإخوانهم السنة ؛ يضاف الى ذلك أن وسائل اعلامهم ـ سطحية واقصائية ولاتهتم أو تتوجس من المخاطر التي تحيط بالإسلام ، بل انها في أغلب البلاد الاسلامية تتولى محاربة الإسلام والدعوة الى التغريب والعلمنة نيابة عن الأعداء.

    لقد ذهب الكاتب يقلب صفحات التاريخ ويحاول ان يقنعنا ان المشكلة بيننا وبين الروافض أو الخلاف بيننا وبينهم ـ سياسي ـ بحت وليس ـ عقدي ـ ولم تهزه بعد ،أو تزكم انفه رائحة المجازر الصفوية المجوسية الرافضية التي ترتكب ضد اخواننا أهل السنة في العراق.

    أود تذكير الكاتب بحديث يرويه الروافض ويؤمنون به ومعناه: ان من أستطاع منهم ان يقتل ناصبي سني او يلقي عليه حائطا ويأخذ ماله ويدفع الخمس فان له أجر.

    ان الروافض شر مستطير ، وقد أدرك خطرهم و كذبهم القاصي والداني ، بما في ذلك امريكا التي ركبوا على ظهرها لتحقيق مأربهم.

     

    خالد الركابي بغداد العراق، «فرنسا ميتروبولتان»، 09/01/2007

    شكرا للسيد مشاري الذايدي على هذا المقال التحليلي، واود ان أضيف بان امتنا مصابة بعقم فكري، وعقولنا غير قابلة لانتاج الافكار الجديدة بما يتلائم مع روح العصر، ولهذا نركز على استنساخ الماضي، أفكارا واحداثا واخطاء. وما يحصل الان في العراق هو استنهاض واستنساخ كامل لحقب قديمة تجلت بابشع صورها بالمصطلحات المقيتة المستخدمة اليوم على الساحة السياسية والاعلامية، كالصفوية، الاموية، الروافض والنواصب...الخ. نعم انها ازمة فكر وسياسة. مالم نخرج من دائرة الاستنساخ والاجترار الفكري لثوابت اكل الدهر عليها وشرب، سنبقى امة متخلفة ماضوية بامتياز.

     

    محمد الموالي، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2007

    نعم كان الخلاف ومازال سياسيا منذ يوم السقيفة الى الآن، و ربما يقضي الله ما لا نعلم و لكن داخل الطرف الاضعف و هو الانظمة العربية التي تفتقد الى ابسط مقومات البقاء من غياب للمؤسسات المدنية و الحريات العامة و سيادة القانون و الفشل في تصنيع اي شيء من الابرة الى الصاروخ.

     

    مريم علي، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2007

    سؤال بسيط : ماذا يعني تصدير الثورة ؟

    إن كان يعني الإنقلاب على الحكم .. فليس إيران أو أمريكا أو غيرها من يساعد على حدوث الانقلاب بل سوء إدارة الحكام هو السبب الرئيس لذلك دائما .

    أما إن كان المقصود به تصدير الفكر الشيعي .. فالناس أحرار يختارون أي فكر أرادوا ولا أحد وصي على أحد .. فلا داعي للخوف من هلال شيعي فكري ..

    أشكرك سيدي الذايدي على مقالك الرائع وفكرك الحر.

     

    محمد الكعبي، «المملكة المتحدة»، 09/01/2007

    سؤالي للأستاذ الذايدي بما أن المسألة مسألة تأرجح تاريخي عمره ألف وأربع مائة سنة فبأي ميزان اخترت أن ينتهي الصراع في داخل ايران أو في ايران أو على ايران؟ ماهو المرجح لذلك؟ ولماذا لا ينتهي في الدول المعادية لإيران مثلا؟

     

    محمد عبدالعزيز، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2007

    أين الخلل؟ سأل الأستاذ الذايدي في نهاية مقاله عن الخلل؟ وأزعم ان كاتبا مثل الأستاذ يعرف بالتحديد اين يكمن الخلل. نحن نعرف جميعا ان الخلل ليس بسبب واحد و انما بعدة اسباب من اهمها في اعتقادي الشخصي هو الفكر الأصولي الأحادي الذي ادى الى الخلط بين ما هو شخصي ( الدين ) و بين ما هو عام ( السياسة ) وبالتالي كل شيء يجب ان يكون دينيا او ذا مغزى ديني من وجهة نظر ذلك الفكر وما عدا ذلك مرفوض. عليه اصطبغت السياسة بالدين و العكس صحيح ثم اختلفوا - وذلك منطقي - على من هي الفرقة ذات الفوز العظيم الأمر الذي ادى الى ما نحن فيه.

    الفكر السليم الذي يجب ان يسود هو ان ما يخص الدين يبقى شأنا شخصيا أخرويا و ما يخص السياسة يبقى شأنا عاما دنيويا و لا يجب الخلط بينهما لأن من شأن ذلك الاستمرار في التخبط الى ما لا نهاية.

     

     

    علي جاسم / العراق، «هولندا»، 09/01/2007

    ان الصراع بين معاوية وعلي لم يكن في حقيقته صراعا سنيا_ شيعيا، بل كان صراعا سياسيا هدفه الفوز بالسلطة والحكم والاحتفاظ بهما. هذا من جانب، ومن جانب آخر لم يكن قد تبلور آنذاك مفهوم المذهب او الطائفة بالمعنى الذي عليه الآن اذ لم يكن علي حينها شيعيا ولم يكن معاوية سنيا. تبرز الطائفية الى السطح في الممارسة السياسية والادارية عبر سلطة تمارس وتكرس التمييز الطائفي في المجتمع وتنمو الطائفية وتنتعش في ظروف غياب الديمقراطية كوسيلة للحكم في بلادنا العربية اضافة الى غياب منظمات المجتمع المدني الدمقراطية. ان الحوار العقلاني بين الطوائف المختلفة والابتعاد عن لغة العنف والغاء الاخر واستيعاب ضرورات وظروف عصرنا وحاجات مجتمعاتنا الى النمو والتطور والتقدم الى الامام تتتطلب بالحاح اللجوء الى السلم لأن فيه مستقبل شعوبنا ولنا في تجارب الشعوب الأخرى أحسن الدروس، فهل نستوعب الدرس؟

     

  13. [size=4]المعارضة المسلحة قتلت صدام حسين

    لا شك ان المعارضة المسلحة لها دور كبير اعدام صدام حسين، فامريكا كانت مترددة في امره، وكان صدام حسين ورقة رابحة بيدها، ولم تنتبه المعارضة المسلحة الى ان ورقة صدام هي بيد امريكا، ولو انها كانت قد ساومت مع الامريكان على حياة صدام حسين لكانت امريكا قد ابقته على قيد الحياة الا ان المعارضة المسلحة استمرت في عملياتها، مما دفع الامريكان الى فقدان الامل في الحصول على امتيازات ما مقابل هذه الورقة الثمينة، بل تحولت الى مدعاة للمشاكل، والاضطرابات، ، ومن ثم فان ورقة صدام لم تعد رابحة، وعندما تكون الورقة غير رابحة فلا يهم امريكا عند ذلك اعدامه ، بل ان اعدامه قد يريح، لان المعارضة المسلحة تكون قد فقدت رمزا مهما من رموزها،

    ملخص الكلام ان المعارضة المسلحة كان بامكانها انقاذ صدام حسين من حبل المشنقة، ولكنها لم تفعل

  14. في ظني ان فوز الديمقراطيين قد يعقد المشكلة العراقية، وليس معنى هذا ان الرئيس بوش كان قد حل المشكلة، ولكنه كان قويا وكان مسندا من قبل البرلمان، اما الان فان وضعه ليس كالسابق، فهو اضعف، ولا يستطيع اتخاذ القرارت كما يريد، ، وهذا بلا شك سيؤثر على المشكلة العراقية، فقد كان العراق قطار يسير في نفق ولا يعرف احد الى اين يؤدي هذا النفق، ولكن القطار كان يسير، اما الان فان هذا القطار ستتعرقل مسيرته، وقد يقف في داحل النفق، وويل لقطار يقف داخل النفق،

    قد يعطي فور الديمقراطيين املا في ان يتفاهم الحزبان على طريقة موحدة للخروح من الازمة بعدما كانا في السابق في صراع مستمرحول هذه القضية، ، ولكن لكل حزب مصالحة ايضا، و على كل حال فان الازمة العراقية لا تتعلق فقط بالوضع في الولايات المتحدة وانما في داخل العراق ايضا ومجمل قضايا الشرق الاوسط والقضايا العرببة ودول الجوار والمصالج الدولية وغيرها، من هنا فان المشكلة لا تحل من داخل الولايات المتحدة فقط وانما هي رهن لاطراف وتيارات ومصالح واحزاب عديدة ومتنوعة

     

  15. --------------------------------------------------------------------------------

    مفارقات في مواقف مجموعات سياسية ... الفيديرالية العراقية بين الحاجة الموضوعية والتهويلات

    مهدي الحافظ الحياة - 17/10/06//

     

    من المقارقات المحزنة في العمل السياسي العراقي ما أثير من لغط وتشكيك في شأن الموقف من قانون الاجراءات التنفيذية لتشكيل الأقاليم على أساس اتحادي (فيديرالي) الذي أقره مجلس النواب.

     

    مبدئياً لا ينبغي انكار حق أي أحد أو جهة في الاختلاف حول هذه المسألة، فهي من المسائل المهمة المتعلقة برسم مستقبل العراق بشكل عام والشكل الاداري للدولة بوجه خاص. غير أن الانحراف عن هذا الحق واطلاق الاتهامات ضد اصحاب الرأي الآخر أمر مرفوض بكل الأعراف الديموقراطية، فضلاً عن أنه مناف للاعتبارات السليمة المطلوبة في التعامل السياسي والانساني بوجه عام.

     

    فالمعروف أن الدستور الدائم وكذلك برنامج الحكومة الحالية المسماة حكومة الوحدة الوطنية والمتمثلة فيها الأطراف السياسية جميعاً، تضمنا الالتزام بالمبدأ الفيديرالي في بناء الدولة وتوزيع سلطاتها الادارية بين المركز والاقليم وفق صيغ معينة.

     

    وترتب على ذلك أن يقوم مجلس النواب باتخاذ الاجراءات التنفيذية خلال ستة أشهر من بدء عمله، الأمر الذي طرح مهمة البحث في مشروع القانون أخيراً والمتعلق بكيفية اقامة الاقاليم. أي أن مجلس النواب كان أمام استحقاق دستوري لا بد أن يلتزم بانجازه بصرف النظر عن الآراء والمقترحات الخاصة بمضامين هذا القانون وتفاصيله. وفي الوقت نفسه كانت هناك مهمة ملحة أخرى أمام مجلس النواب تتطلب استحداث لجنة خاصة لمراجعة الدستور واقتراح التعديلات الضرورية على مواده. وكان ينبغي أن تنجز هذه المهمة خلال الأشهر الاربعة من بدء العمل في مجلس النواب.

    مجلس النواب العراقي في احدى جلساته

     

     

    وبذلك يتضح أن المجلس كان يواجه ضرورة معالجة هاتين المسألتين من غير تأخير ووفقاً لأحكام الدستور، كما برزت الحاجة لأن تبحث هاتان المسألتان بصورة مترابطة أو بحزمة واحدة من الاتفاقات لما لهما من أهمية جوهرية بسبب التنوع في الآراء والمقترحات الداعية لتعديل الدستور الدائم وكذلك للشكل الفيديرالي للدولة. لذا عقد ممثلو الكتل النيابية مداولات مضنية خلال الأسابيع الماضية في شأن هاتين القضيتين، وتوصلوا الى اتفاق يقضي باعطاء الأولوية لحسم التعديلات الدستورية خلال سنة واحدة تمهيداً لمعالجة القضايا الأخرى، ولكي تكون أساساً يوفر تقارباً في وجهات النظر للبحث في موضوع الوحدات الفيديرالية وكيفية تشكيلها. كما اتفق على أن ينفذ قانون الاجراءات التنفيذية لاقامة الأقاليم في مدة زمنية لا تقل عن ثمانية عشر شهراً، أي بعد الانتهاء من التعديلات على الدستور الدائم خلال سنة. وبهذا توافرت ضمانة جدية لتأجيل موضوع الأقاليم وتشكيلها في الظروف الراهنة العسيرة التي تمر بها البلاد.

     

    هذه هي خلفية التصويت الذي تم أخيراً على قانون الاجراءات التنفيذية لتشكيل الاقاليم، وهي تؤكد أن تفاهماً واضحاً توافر بين الكتل النيابية حول طريقة العمل التي من شأنها أن تؤجل التورط بأي معضلة أو خلاف حاد في هذا الوقت، والتركيز في المقام الأول على انجاز التعديلات الواجب ادخالها على مواد الدستور، وهي التعديلات التي تمس الكثير من المجالات الحيوية ولا تنحصر في الشكل الفيديرالي للدولة فقط.

     

    عدا ذلك من الضروري ان نؤكد على النقاط التالية لاجلاء الصورة عن الموقف الذي اتخذناه في شأن قانون الاجراءات التنفيذية لتشكيل الأقاليم:

     

    1 – ينحصر القانون بشرح التدابير العملية والادارية لتشكيل الاقاليم طبقاً لأحكام الدستور الدائم ولا يتضمن تحديد أي صيغة للوحدات الفيديرالية. وهو يشترط توافر 50 في المئة من الناخبين المسجلين وليس المصوتين لتأكيد صلاحية الاستفتاء على اقامة الاقاليم. كما تخضع اجراءات الاستفتاء ونتائجه لمراجعة مجلس الوزراء ومفوضية الانتخابات المستقلة.

     

    2- تنفيذ هذا القانون مؤجل ثمانية عشر شهراً الى حين انجاز التعديلات الدستورية، وهذه نقطة جوهرية مهمة توفر ضمانات حقيقية لمنع أي خطوة لاقامة الأقاليم قبل الاتفاق على الدستور الدائم في شكله النهائي. لا سيما أن مجلس النواب شكل اللجنة المطلوبة من 27 عضواً ويشترك فيها جميع الكتل النيابية. لذا فإن التراجع الذي حصل في موقف بعض الكتل ازاء جلسة التصويت على قانون الاقاليم هو أمر غير مفهوم وغير مبرر.

     

    3 – من حيث المبدأ لا نرى أي مشكلة في اعتماد الشكل الفيديرالي للدولة النابع من مبررات ومعايير موضوعية تقتضيها الحاجة لتقسيم السلطات وفق المبادئ السليمة للادارة الحديثة، كما تؤكدها التجارب الناجحة لعشرات الدول الفيديرالية في العالم (كالهند والولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا والامارات العربية المتحدة وغيرها).

     

    4 – لذا فإن اختيار الصيغة المناسبة للوحدات الفيديرالية في المستقبل يجب أن يقوم على دراسة الحاجات والمتطلبات الموضوعية (اقتصادية واجتماعية وسكانية) واختيار القرار المناسب.

     

    5 – كما اننا عارضنا ونعارض التورط بافتعال الكيانات الفيديرالية على أساس طائفي أو مذهبي. إذ ان أي خطة أو مشروع من هذه الشاكلة سيلحق ضرراً بالوحدة الوطنية والمصالح العليا المشتركة للبلاد.

     

    6- أي صيغة للهيكل الفيديرالي للدولة يجب أن ترتكز على وجود مركز قوي قادر على ادارة الدولة الاتحادية وسياساتها العامة ضمن صلاحيات وسلطات محددة، ويسهر على حماية وحدة البلاد ومصالح الفئات الاجتماعية والسكانية المختلفة ضمن ضوابط دستورية ومؤسسية قوية، ويقطع الطريق على أي محاولة لتقسيم البلاد.

     

    نعتقد أن التعرف الكامل على حقائق الأمور والاحتفاظ بمنهج موضوعي في إدارة الحوار وصراع الآراء بين جميع الأطراف مسألة حيوية بغية التوصل الى حلول سليمة ازاء هذه القضية أو تلك من قضايا البلاد. ولعل الحاجة تبرز وتشتد هذه الأيام للتذكير بمخاطر التورط بأي نوع من أساليب التهويل والمبالغة وحرف الوقائع لأغراض الكسب السياسي الضيق. فما أحوجنا هذه الأيام لتهدئة أحوال البلد وخلق المناخ المناسب لمعالجة القضايا المختلفة في جو من التسامح والتفاعل الايجابي والابتعاد عن اساليب الابتزاز والاتهام والتهديد وافتعال المعارك الجانبية.

     

     

    كاتب وسياسي عراقي.

  16. النهر الثالث

    سمير عطا الله

     

    في الخمسينات قررت الناصرية الاطباق على الشيوعيين. وعندما قامت حركة الشواف في الموصل، خرج شيخ ومؤسس السعادة العربية احمد سعيد يقول: «اقتلوهم حيث وجدتموهم». ولم يتخط احد هذه الهمجية اللفظية سوى شيوعيي العراق. فلم تكن لديهم اذاعة يدعون فيها الى القتل، ولكن كانت لديهم حبال جاهزة يسحلون بها كل من رأوه في الشوارع وهم يهتفون «ماكو زعيم الا كريم». اما لماذا «ماكو زعيم الا كريم» فلأن العقل العربي، خصوصاً الفرع الشيوعي منه، لم يكن قد اخترع بعد ذلك الهتاف الرخيم «بالروح، بالدم».

     

    11 قتيلا في هجوم على محطة تلفزيون ليس فيها سوى مذيعين ومذيعات ومحررين. و40 جثة «مجهولة الهوية» في امكنة اخرى. وما هو الا يوم آخر من يوميات بغداد. فماذا تسمي ذلك؟ انا، شخصيا، اسميه مقاومة. وسوف تظل المقاومة نابضة في العروق الوطنية الملتهبة حتى لا يبقى من يهتف لها. دعوني اكرر من دون ان تسأموا من ذلك. المسؤول عن مذابح بغداد، المجهولة المعلومة، هو العقل العربي الذي يرفض استنكارها. وهو العقل العربي الذي يطرب لها ويشارك في احصاء الجثث ويتفرج على النعوش الخشبية الرخيصة التي تعطى لاهل العراق يدفنون فيها قتلاهم. لماذا لا نسمع رأي الازهر وكافة المرجعيات الدينية في العالم العربي في مهرجان القتل المجاني القائم في العراق؟

     

    اين هي مجموعات ونقابات وجمعيات الكتاب والادباء والصحافيين التي تهب لاستنكار اعتقال شاعر او «مثقف» في الاناضول، ثم تذهب الى النوم عندما يقتل العراقيون بالآلاف تحت شمس العرب. ما هذا التقبل المريب للنهر الثالث في بلاد ما بين النهرين: نهر الدماء وسهول الجثث.

     

    ما هذا السكوت العربي الرسمي والديني والفكري والحزبي وطبعاً الشعبي؟ فداء مَن يقتل بالرصاص مذيعون ومذيعات؟ وفداء مَن ترمى الارواح «المجهولة» على قارعة الطرق؟ وكيف يهون على امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، ان يكون هذا هو حال ومآل بلد عربي في هذا الموقع وهذا الحجم؟ ام اننا قوم متخلفون لم نبلغ بعد ان العراق لم يعد بلداً عربياً، فلندعه وشأنه وجثثه. ولنتركه يشكو، علناً، من قلة المقابر وكثرة الطلب؟ أليس ذلك اقصى حالات الانحطاط الانساني: ان يترك بلد يعلن افلاسه في المقابر، كما روت الزميلة «الحياة»؟ ألا يستحق موتى العراق كلمة صغيرة او دقيقة صمت او لحظة حياء او ثانية تأمل عربي، او بالاحرى تأمل عربي ـ اقليمي مشترك، بلغة هذه الايام؟

  17. لم أقرأ الكتاب، ولهذا لا استطيع الحكم عله، ولكن من خلال ما قرات ، ارى ان رجال الازهر قد أقحموا انفسهم فيما لا يعنيهم،، فالرجل يكتب من ناحية جمالية ، وهم يحاججونه من ناحية دينية ، وهذا غير ممكن، فعشق الجمال غير خاضع لاحكام الدين، بل قد يدعو العشق الى الدين ، وقد يدعو الدين الى العشق ايضا، ولكن من غير الممكن تطبيق احكام احدهما على الاخر،

    من جهة اخرى فان حب الجمال معترف به من قبل القران (ان الله جميل يحب الحمال) ثم ان ما يقوله الشاعر لا يمكن ان يحاسب عليه ، وكذا الشاعر الذي يتتغنى بالخمرة ، وهي من المحرمات، ، من هنا فان الكتابة عن الجمال او العشق او الحب شيئ والدين شيئ اخر، بل ان الاسلام يقف مع العاشقين ويتوعد المفرقين بينهم، ويدعو الى جمع الشمل بينهم، كما يتوعد من يحاول التفرقة بينهما، كما ان الرسول عليه الصلاة والسلام، والصحابة كانوا ايضا ممن احبوا، وليس في هذا ما يدعو الى العجب، ، من هنا فان من واجب الازهر هو الالتفات الى القضايا الخطيرة التي تعصف بالعالم الاسلامي والانسان المسلم وان يعالج مشاكل المجتمع الخطيرة كالجوع المرض والجهل ، وما الى ذلك، ، ان اقحام الازهر نفسه بهذه المسائل سوف يدخله في مهاترات ومناقشات عقيمة هو في غنى عنها

  18. صدقات وأي صدقات!

     

    خالد القشطيني

     

    هاتان ظاهرتان طالما حيرني أمرهما في أمتي. ما من دين يحث على النظافة كالدين الإسلامي. إنها ركن أساسي في سائر فرائضه. ومع ذلك فطوال أسفاري العديدة والمديدة لم أجد ديرة تختنق بالأوساخ والأزبال كديار المسلمين. هل من ابن حلال يعطيني تفسيرا لذلك؟ متى نفيق لذلك ونبادر لعلاجه؟

     

    نحن الآن في شهر رمضان الكريم وعلى أبواب عيد الفطر المبارك. كلاهما المناسبتان الرئيسيتان في تقاليدنا وديانتنا. وهذه فرصتي لأنفس فيها عن همومي في هذا الصدد. ما من دين يحث على فعل الخير والصدقة وعمل المعروف كالدين الإسلامي. ومع ذلك فأرجو ألا أبالغ إذا قلت إنني لم أجد أمة تبخل في عمل الخير كأبناء أمتي، وبصورة خاصة كأبناء بلدي. قلما سمعت عن أحد منهم يقوم بفعل خير بدون طمع بمردود. إذا تبرعوا لمشروع خيري أو علمي، فعلوا ذلك طمعا بالحصول على عقود اسمن وأكبر مرباحية، أو بالنفوذ في الدولة أو الشهرة في المجتمع. وحتى في الصدقات تراهم يقدمونها كعربون لمكان لائق في الجنة. لا شيء بدون عوض.

     

    حدثني زميل إنجليزي ممن أضاعوا عمرهم في دعم القضايا العربية، فعبر عن خيبته وقال إنه وجد حتى الكرم العربي الذي كثر الكلام عنه وهما وخرافة. قال: إنكم لا تقدمون هدية أو تستضيفون أحدا بدون أن تحسبوا ما ستجنونه من ورائها.

     

    كتبت قبل أسابيع أناشد أغنياءنا ومترفينا، ولا سيما العراقيون منهم ممن جمعوا الملايين مما سرقوه أو اختلسوه أو كسبوه من عهد صدام حسين وعهد العم سام، في أن يسدوا هذا المعروف البسيط في إنقاذ ديوان الكوفة في لندن بمبلغ لا يتجاوز المليون والنصف باوند ثمنا للبناية برمتها. ولم يتقدم أي منهم لإنقاذ هذا المركز الحضاري المشرف لكل العرب وكل المسلمين. تحدثت حتى مع المسؤولين العراقيين بشأنه ولم أجد غير أذن صماء. وكل ذلك في البلد الذي سرقت وما زالت تسرق منه الملايين سنويا إن لم اقل يوميا.

     

    متى نسمع عن ملياردير عربي أو مسلم يتبرع بثروته لأمته كما يفعل أغنياء الغرب الذين يقضون حياتهم في السعي والمغامرة وإقامة المشاريع وبناء الصناعات والكسب والجمع حتى إذا وصلوا الى الشيخوخة ونطروا المليارات في حساباتهم، تبرعوا وأوصوا بها وبكل ما يملكون، لا لأولادهم ولا إخوانهم ولا نسائهم وإنما لشعبهم وبلدهم ولمؤسسات العلم والطب والفن حول العالم.

     

    أكثر هؤلاء المحسنين لا يؤمنون بالآخرة أو الجنة، وما هم بحاجة الى الشهرة أو النفوذ، ولا يتطلعون الى مقاولات وعقود من جورج بوش أو توني بلير. إنهم يؤمنون فقط بمسؤوليتهم تجاه أمتهم، لا بل مسؤوليتهم تجاه بني الأنسان عموما، فالكثير من تبرعاتهم يذهب الى بلدان غير بلدهم وشعوب غير شعبهم.

  19. كيسنجر: الحياة بلا انسحاب

    الشرق الاوسط،

     

    90% من سمعة السياسي الجيدة تذهب ضحية الـ10% من سمعته السيئة

     

     

    واشنطن: محمد علي صالح

    «لا يمكن ان تكون هناك ازمة جديدة الاسبوع المقبل، فجدول اعمالي ممتلئ بالفعل».. واحدة من عبارات هنري كيسنجر الشهيرة، وهو وان قالها وهو في عز انشغاله وانهماكه، الا انه يمكن ان يقولها الان بعد ان بلغ 83 عاما. فهو حاليا وكما كشف كتاب الصحافي الاميركي بوب وودورد «حالة انكار: بوش في الحرب» يعمل مستشارا للرئيس الاميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني للعراق، بالاضافة الى عمله في مكتب للاستشارات يحمل اسمه، وكتابته الدورية للصحف، والقائه محاضرات هنا وهناك. وكيسنجر، الذي غادر عمله كوزير لخارجية اميركا عام 1976 بعد هزيمة الرئيس الاسبق جيرالد فورد امام الرئيس الاسبق جيمي كارتر، لم يحافظ فقط على ذهنه المتقد والعمل بدوام كامل طول اليوم، بل حافظ ايضا على كونه اكثر الشخصيات المثيرة للجدل في اميركا والعالم. وأكثر الشخصيات حبا وتمتعا بالحياة وبمباهجها العديدة، فهو في شبابه كان «بلاي بوي» السياسة الاميركية وارتبط اسمه باكثر من جميلة، بدون ان يؤثر ذلك على مستقبله السياسي. ويمكن وصف فلسفة كيسنجر في الحياة عموما «عدم الانسحاب»، فهو يرفض الانسحاب من الحياة العامة والسياسية، كما رفض الانسحاب من فيتنام برغم الهزائم، كما يرفض الانسحاب من العراق. وقال وودورد في كتابه ان نصيحة كيسنجر الاساسية لبوش وتشيني هي عدم الانسحاب.

    وذكر وودورد ان كيسنجر قال لبوش:«احسن استراتيجية للانسحاب هي النصر على المعارضة العراقية المسلحة». وشدد «لا تنسحبوا. اذا عرف الصحافيون وأعضاء الكونغرس والاميركيون الذين لا يحبون المشاكل انكم ستنسحبون، ستكون هذه نهايتكم.» كان كيسنجر وزير خارجية في ادارة نيكسون عندما انسحبت القوات الاميركية من فيتنام الجنوبية، بعد انتصار ثوار «فيات كونغ» الشيوعيين بمساعدة حكومة فيتنام الشمالية. وقال الكتاب ان كيسنجر حذر بوش ونائبه من تكرار ما اسماه «خطأ الانسحاب» وكان كيسنجر حذر، قبل 37 سنة، الرئيس نيكسون من الانسحاب من فيتنام، وكتب له خطابا يوم 10 ـ 9 ـ 1969 قال فيه: «تعرف، يا سيادة الرئيس، ان الاميركيين يحبون الفول السوداني. كلما ننسحب من فيتنام، جنديا بعد جندي، كأننا نقدم للاميركيين الفول السوداني، حبة بعد حبة. سيطلبون المزيد».

     

    وقال وودورد ان كيسنجر زار البيت الابيض، في السنة الماضية، وأعطى نسخة من خطابه الى الرئيس نيكسون الى واحد من مساعدي الرئيس بوش. وحذره: «لا تكرروا خطأ فيتنام في العراق.» فمن هو عدو الانسحابات هذا؟ ولد كيسنجر في 27 مايو (ايار) 1923 في المانيا من ابوين يهوديين، انتميا الى اقليم «بادكسنغن»، ومن هنا جاء اسم «كيسنجر». وهاجرت العائلة الى نيويورك في اميركا عندما بدأ الزعيم الالماني هتلر حملته لابادة اليهود. وكان عمر كيسنجر 15 سنة عندما وصل الى نيويورك. وغير اسمه الاول من «هاينز» الى «هنري»، في محاولة لتقليل اهمية يهوديته. وبالرغم من انه تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة بمانهاتن، الا انه لم يفقد لكنته الالمانية. وخلال دراسته، كان يعمل صباحا في مصنع لفرش الحلاقة، وفي الليل يحضر دروسه. وخلال دراسته في جامعة «سيتي كوليدج» في نيويورك عام 1943 استدعي الى الخدمة العسكرية، واستفادت القوات الاميركية المسلحة من لغته الالمانية، وعمل مترجما خلال الحرب في وحدة الاستخبارات، وبعد نهاية الحرب وهزيمة المانيا، انتقل الى المانيا حيث عمل في ترجمة اوراق الاستخبارات الالمانية، وساعد على القبض على الذين عملوا فيها. درس كيسنجر، بعد عودته من المانيا، في جامعة هارفارد. وقال بعض الناس انه كان اذكى طالب في تاريخ الجامعة لأنه حصل على اعلى رقم مع نهاية كل سنة من السنوات الاربع (لكن، فتش معارضوه وثائق الجامعة، ووجدوا انه حصل مرة واحدة على درجة اقل).

     

    نال كيسنجر شهادته الجامعية في العلوم السياسية من جامعة هارفارد عام 1950، ثم نال الماجستير 1952، ثم الدكتوراه 1954 وكانت اطروحته عن الدبلوماسي النمساوي مترنيخ. ولم يخف كيسنجر حبه للرجل الذي وحد النمسا بالقوة، وترأس مؤتمر برلين الذي قسّم اوروبا (بعد سقوط امبراطورية نابليون بونابرت الفرنسية)، وافتخر بأنه يؤمن بالتدخل في شؤون الدول الاخرى لتحقيق اهدافه. وبعد ذلك ومع تبلور طموحه السياسي، عمل كيسنجر مستشارا لعمدة نيويورك في الستينات نيلسون روكفلر الذي سعى للترشح للرئاسة الاميركية عن الحزب الجمهوري 1960 و1964 و1968 بدون نجاح. لكن قدرات نيكسون ظهرت للعيان خلال هذه السنوات، والأفكار التي طورها مع روكفلر لفتت الانظار اليه، ولهذا عندما فاز نيكسون بالرئاسة 1968 لم يكن غريبا ان يعرض على كيسنجر منصب مستشار الامن القومي الاميركي، فوافق الاخير بدون تردد. وكان كيسنجر اول يهودي وأول شخص ولد خارج اميركا يعين في هذا المنصب، وانتقد ذلك بعض المعارضين. لكن، قالت اغلبية الذين عارضوه وانتقدوه انها فعلت ذلك ليس لأن كيسنجر يهودي او اجنبي، ولكن لسببين آخرين: اولا، ركز كيسنجر في سياسته على «ميزان القوى»، وتأثر بالجنرال الالماني كارل كلاوسفتس الذي قال ان «الحرب امتداد للسياسة». وتأثر بالدبلوماسي كلمنت مترنيخ، الذي وحد النمسا بالقوة. وتأثر بالجنرال الالماني اوتو بسمارك، الذي وحد المانيا بالقوة، ثم توسع داخل اوروبا بالقوة ايضا. ثانيا، اتبع كيسنجر، في معاملته مع الناس والدول، اسلوب المناكفات والمناورات والمراوغات. وفقد، لهذا، بالاضافة الى اعدائه، اصدقاءه الذين لم يعودوا يثقون به. تفانى كيسنجر في عمله تحت رئاسة نيكسون (كمستشار للامن القومي من 1969 الى 1973، ثم وزيرا للخارجية حتى 1974 تحت رئاسة نيكسون، ثم اكمل وزيرا للخارجية حتى 1977 مع فورد بعد فضيحة ووترغيت واستقالة نيكسون). ووجد كيسنجر هذه السنوات فرصة مناسبة لتطبيق نظريات كلاوسفتس، وبسمارك، ومترنيخ، وغيرهم من فلاسفة «ميزان القوى» و«السياسة الواقعية». ويعود الفضل الى كيسنجر في اتفاقية الوفاق بين اميركا وروسيا، وفي اعتراف اميركا بالصين. وخلال سنوات عمله اثبت كيسنجر انه استاذ السياسة الواقعية ليس على المستوى الاميركي، بل على المستوى العالمي، فهو وان كان من أشد المناصرين لمبدأ توازن القوى العالمية، الا انه ايضا لا يغفل أهمية المصالح بين الدول، ولهذا لم يجد صعوبة في الاقتراب من الصين وروسيا اللتين كانتا عدوتين ايديولوجيتين لدودين لاميركا، لكنها ايضا شريكتان محتملتان اقتصاديا واستراتيجيا. وليس من قبيل المبالغة القول ان كيسنجر أهم وزير خارجية في تاريخ اميركا، وأكثرهم نفوذا وتأثيرا. وسنواته الذهبية كانت تحديدا بين 1969 و1977. وخلال هذه السنوات كان كيسنجر العقل المدبر لكل العلاقات الخارجية الاميركية. ولا تنطلق افكار كيسنجر من الايمان بجدوى التعاون الدولي على غرار جوزيف ناي، ولكن على اساس ان حماية امن اميركا ومصالحها ترتبط بتعزيز علاقاتها بالقوى الكبرى، حتى اذا كانت منافسة اقليميا او دوليا. وكجزء من هذا الاستراتيجية وقعت اميركا والاتحاد السوفيتي السابق اتفاقية «سالت ـ 1» من اجل الحد من انتشار الاسلحة الاستراتيجية والصواريخ البالستية مع الزعيم السوفيتي ليونيد برجنيف. وهذه الاتفاقية تعد حجر الاساس حتى اليوم في اتفاقيات منع انتشار الاسلحة الاستراتيجية بين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق. ومن اجل الضغط على الاتحاد السوفيتي، قام كيسنجر بزيارتين سريتين الى الصين في يوليو واكتوبر 1971 والتقى مع رئيس الوزراء الصيني شو ان لاي، وقد مهدت هذه الخطوات الطريق امام قمة تاريخية بين كيسنجر وماو تسيتونغ زعيم الحزب الشيوعي الصين انذاك وشو 1972، ادت الى تطبيع العلاقات بين البلدين وانهاء مقاطعة سياسية استمرت 23 عاما. اما النتيجة الاهم، فكانت تشكيل محور صيني ـ اميركي لاحتواء النفوذ السوفيتي في اوروبا الشرقية واسيا، وفتح ابواب التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين الصين واميركا، وهو ما ادى الى ترك الصين تدريجيا سياسة الانغلاق الاقتصادي والمركزية في الادارة لتصبح واحدة من أهم القوى الاقتصادية في عالم اليوم، وبالتالي لا غرابة في ان يعرف كيسنجر حتى اليوم بين السياسيين الصينيين، بأنه «اقدم صديق للشعب الصيني». وبرغم ان كل ادارة نيكسون كانت بلا شعبية بسبب رفض الحرب، الا ان كيسنجر كان الاكثر شعبية بين المكروهين وذلك بسبب ذكائه، وبراعته الدبلوماسية. لكن هناك سببا اخر، وهو ان كسينجر لم يكن متورطا في ووترغيت بأي طريقه، وبالتالي وفيما استقال نيكسون والعديد من مساعديه، لم يضطر كيسنجر للاستقالة، وعرف بأنه «الرجل الوحيد النظيف» وسطهم. وفي وصفه لاستقالة نيكسون قال كسينجر «كانت مأساة على الطريقة الاغريقية. نيكسون اقتفى اثر طبيعته. وما ان بدأ الامر، لم يكن لينتهي الا بهذه الطريقة».

     

    وربما يعود السبب في ان كيسنجر لم يكن على معرفة بفضيحة التجسس على مكالمات الحزب الديمقراطي، هو ان نيكسون لم يكن يثق به. وقد كشفت ذلك وثائق تسجيلات تلفونات نيكسون، التي اوضحت ان نيكسون لم يكن لا يثق فقط باليهود، ولكن كان، ايضا، لا يحبهم. وقال نيكسون مرة لكيسنجر انه لا يثق «بيهود وزارة العمل». وطلب من كيسنجر كتابة قائمة باسمائهم لمراقبة تلفوناتهم ومراجعة دفعهم للضرائب. كتب نيكسون في كتاب مذكراته: «يشكل اليهود شلة قوية وغنية، ويتفانون في خدمة اسرائيل» وكتب كمال فهمي، وزير خارجية مصر خلال مفاوضات وقف النار بعد حرب اكتوبر، سنة 1973، في كتاب مذكراته ان نيكسون كان يشير الى كيسنجر بأنه «الولد اليهودي». وكتب جون ارلخمان، مستشار نيكسون، في كتاب مذكراته ان كيسنجر كان يتعمد عدم الحديث عن يهوديته، بسبب نيكسون. وقد قلل ايزاكوف، مؤلف كتاب «كيسنجر»، من أهمية تأييد كيسنجر لاسرائيل، بسبب كونه يهوديا. وقال ان كيسنجر، طبعا، «حريص على امن اسرائيل، ويعرف انها محاطة باعداء، ويخشى من ان نهايتها ستكون كارثة اخرى لليهود، ليس فقط في اسرائيل، ولكن في كل العالم».

     

    لكن كيسنجر، حسب كلام ايزاكوف، «انتقد اسرائيل عندما احس ان سياستها تهدد امنها». طبعا، لم ينتقد كيسنجر اسرائيل علنا، لكنه اكد مرات كثيرة انه نقل نقده الى قادة اسرائيل او الى قادة يهود اميركا خلال اجتماعات سرية. لكن كيسنجر الذي يكثر من المزاح، وتندر مرات كثيرة على اسرائيل، في صورة نقد غير مباشر، قال مرة: «لو لم اكن يهوديا، كنت معاديا للسامية». وقال مرة اخرى: «اي شعب ظلم الفي سنة لا بد ان يكون ارتكب خطأ ما». وكتب ايزاكوف ان مدلكا اسرائيليا كان يدلك كيسنجر في فندق في القدس، خلال واحدة من زياراته لاسرائيل. وسأله كيسنجر: «ماذا تقولون عني؟» اجاب المدلك: «هل انت معنا او ضدنا؟». وكما تمكن كيسنجر من التفاوض مع الصينيين والسوفيات خلال الحرب الباردة، تمكن من الحوار مع المصريين حول السلام بينها وبين اسرائيل بعدحرب 1973. وهو في هذا الصدد قال مرة «لا يمكن ان ندخل حربا في الشرق الاوسط بدون مصر ولا يمكن ان نصنع سلاما بدون سورية». وكما ارتبط اسم كيسنجر باسرائيل، ارتبط بحرب فيتنام. فقد وجد كيسنجر فيتنام، مرة اخرى، فرصة لتطبيق نظريات كلاوسفتس، ومترنيخ، وبسمارك. وفي دفاعه عن الحرب قال مرة «الحرب الفيتنامية حتمت علينا ان نركز على المصلحة القومية الاميركية، أكثر من المبادئ المجردة». لكنه، فشل لأن الفيتناميين هزموه وهزموا فلاسفته. وجاءت الهزيمة على الطريقة الشرقية: بطيئة، وهادئة: اولا، قال كيسنجر، سنة 1970، قبل الهزيمة بخمس سنوات، انه سيحقق في فيتنام «سلاما مشرفا»، وقاد وفدا الى باريس للتفاوض مع ثوار «فيات كونغ». وكان ذلك اول فشل، لأن الاميركيين كانوا يرفضون التفاوض مع «الاعداء». ثانيا، اعلن كيسنجر نظرية «الفيتمنة» (سحب القوات الاميركية تدريجيا من المدن والارياف، وتسليمها للقوات والشرطة المحلية). وفشلت هذه ايضا لأن هذه القوات المحلية كانت ضعيفة او فاسدة او الاثنتين معا. ثالثا، وسع كيسنجر نطاق الحرب، وذلك بضرب كمبوديا المجاورة لفيتنام، وذلك بحجة ان الثوار يتسللون من الاولى الى الثانية. لكن حرب كمبوديا، كما صور فيلم «حقول القتل» (الذي صدر بعد الحرب بثلاثين سنة) كانت، نفسها، كارثة انسانية واستراتيجية كبرى. وهكذا، رغم ان الصحافيين الاميركيين والشعب الاميركي ايدوا حرب فيتنام في البداية، لكنهم، بعد سنوات قليلة، احسوا ان كيسنجر اما اخطأ عندما وعد بتحقيق «سلام مشرف»، او اخطأ عندما لم يقدر على تنفيذ وعده، او الاثنين معا. وغضبوا على اسلوب كيسنجر الشخصي، على مناكفاته، ومناوراته، وحيله. وبالرغم من ان كيسنجر نال سنة 1973، جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع وزير خارجية فيتنام الشمالية، لي دوك ثو، الذي وقع معه اتفاقية نهاية الحرب، الا ان كيسنجر لم يقدر على ان يسافر الى النرويج ليتسلم الجائزة خوفا من المظاهرات المعارضة للحرب (تسلم الجائزة السفير الاميركي في النرويج، وارسلها له). كما رفض لي دوك ثو، وزير خارجية فيتنام الشمالية قبول الجائزة، ولم يسافر الى النرويج، ولم يرسل من ينوب عنه. قال ان الحرب لن تنته حتى تسقط سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية، وحتى تسقط حكومتها الفاسدة الموالية لأميركا. وحدث ذلك بعد سنتين.

     

    لكن هذا لا شيء مقارنة بما سيأتي، فخلال السنوات الماضية فتحت أكثر من منظمة حقوقية قضايا بحق كيسنجر على أساس ارتكابه جرائم حرب في فيتنام وكمبوديا، وبعضها سلم الاميركيين طلبا لاجبار كيسنجر على المثول امام محاكمة دولية للنظر في التهم الموجهة اليه. لكن سمعة كيسنجر لم تتضرر من هذا فقط، بل تضررت ايضا من توفير واشنطن دعما للديكتاتوريات في اميركا اللاتينية واسيا لمجرد عدائها للشيوعية. وأسوأ شيء تورط فيه كيسنجر كان موافقته على التدخل في شؤون تشيلي واطاحة الرئيس المنتخب ديمقراطيا سلفادور الليندي، وتنصيب حاكم موالٍ لاميركا هو اوغستو بينوشيه. وخلال التحقيقات في جرائم حرب موجهة الى بينوشيه، طلب قاضي التحقيق استجواب كيسنجر. لكن بالنسبة لكيسنجر لم يكن هذا تدخلا سلبيا في الشؤون الداخلية لبلد اخر، بل كان اصلاحا لامر فاسد وهو قال في هذا الصدد «لا ادري كيف يمكن ان نقف لنراقب دولة تتجه للشيوعية بسبب عدم مسؤولية شعبها. القضية أكثر أهمية بكثير من ان تترك لشعب شيلي ليقرر هذا بنفسه» وخلال سنوات عمله لم يتمتع كيسنجر بشعبية بسبب نهجه، فالليبراليون والمعادون للحرب، انتقدوه بسبب التدخل في شؤون الدول الاخرى، والصقور المناوئون للشيوعية انتقدوه بسبب سياسته التي تقوم على الحوار مع دول الكتلة الاشتراكية. وهو في هذا وذاك كان يردد عبارتين شهيرتين له «كل نجاح يقود صاحبة الى مشاكل أكبر»، و«القائد لا يستحق هذه الصفة، ما لم يكن مستعدا في بعض الاحيان للوقوف وحده». ترك كيسنجر منصبه كوزير للخارجية عندما فاز في انتخابات الرئاسة حاكم ولاية جورجيا الديمقراطي والقادم من خارج واشنطن جيمي كارتر عام 1976 على فورد. وقد انتقد كارتر كيسنجر حلال حملته الانتخابية قائلا انه ادار وحده السياسة الخارجية الاميركية لسنوات. لكن كارتر لم ينجح في ولايته الثانية، وفاز الجمهوريون ثانية ممثلين في رونالد ريغان 1980. غير ان دور كيسنجر في ادارة ريغان كان محدودا جدا، وذلك ان المحافظين الجدد الذين كانت لهم اليد الطولى في ادارة ريغان، لم ترق لهم افكار كيسنجر حول التعاون والانفتاح مع اعداء ايديولوجيين مثل الصين والاتحاد السوفيتي السابق. وخلال السنوات اللاحقة كرس كيسنجر عمله في مجال الاستشارات السياسية، والتعليق والكتابة للصحف والقاء المحاضرات، الى ان عينه الرئيس الاميركي جورج بوش عام 2002 على رأس لجنة للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر. غير ان الديمقراطيين عارضوا القرار، وقالوا ان كيسنجر لديه مشكلتان، الاولى انه يميل للسرية عموما، وان اي تقرير عن 11 سبتمبر ينبغي ان يكون بعيدا عن السرية، ثانيا ان هناك تضاربا في المصالح بين عمله في اللجنة واعماله الاخرى، وفي النهاية اضطر كيسنجر الى الانسحاب من رئاسة اللجنة 13 ديسمبر 2002 . وبرغم عمله المتواصل والقضايا الشائكة والصعبة التي كان يتابعها ومنها حرب فيتنام، والعلاقات مع الصين، والاتحاد السوفيتي السابق، الا ان كيسنجر كان يحب ايضا السهر والحفلات والخروج مع الجميلات والشهيرات من نجوم السينما الاميركية. كما كان كثير الظهور في المناسبات الخاصة، وارتبط اسمه بعلاقات عاطفية مع ممثلات مثل شيرلي ماكلين، وجيل جون. كما انه يحب الرياضة ومعروف عنه انه يشجع فريق «نيويورك يانكيز»، وهو خفيف الظل يحب النكات، ويحب الضحك حتى ان لم يضحك مرافقوه او اصدقاؤه، وهو في كل هذا مستفيد من حالة النجومية التي يتمتع بها. فهو السياسي الذي كسر الحاجز بين السياسة وبين النجومية، وهو قال مرة في مزايا الشهرة والنجومية «افضل ما في الشهرة، هو انك اذا كنت تتكلم وأصيب الناس بالضجر، يعتقدون ان هذا خطأهم». تزوج كيسنجر مرتين، الاولى آن فلايشر وله منها اليزابيث وديفيد، والثانية نانسي ماجنيس. وحاليا يرأس «مؤسسة كيسنجر» للاستشارات، كما يكتب مقالات من آن لآخر في «واشنطن بوست» تعكس خبرته ورؤيته للسياسة الخارجية.

     

    لكن ما الذي يتبقى من كيسنجر الأنيق المحب للحياة؟، على الارجح الجوانب المثيرة للجدل. فهو القائل ذات مرة ان «90% من سمعة السياسي الجيدة تذهب ضحية الـ10% من سمعته السيئة».

  20. موجة تحول من المذهب السني إلى الشيعي في سورية

     

    بسبب الإعجاب بنصر الله

     

    دمشق: الين نيكمايير

    ادت الحرب في لبنان وموجة الاعجاب بحسن نصر الله زعيم حزب الله الى موجة تحول متزايدة من المذهب السني الى الشيعي في سورية. وقال مصطفى السادة وهو رجل دين شيعي شاب يعمل مع العديد من السنة الذين يأتون الى المؤسسات الدينية الشيعية يطرحون تساؤلات حول اعتناق المذهب الشيعي، «لقد قدم الينا جورج بوش خدمة. فقد وحد العرب». وقال سادة انه يعرف ان 75 سنياً من دمشق اعتنقوا المذهب الشيعي منذ بداية المعارك في لبنان في منتصف شهر يوليو. وقد صعدت الحرب ما وصفه بأنه اتجاه متزايد نحو اعتناق المذهب الشيعي في السنوات الاخيرة. وقال «يمكننا الاحساس به. لدينا اتصالات من دول اخرى، يطلبون منا فتح المجالس وارسال رجال دين».

    ويقول وائل خليل، 21 سنة، الذي يدرس القانون الدولي بجامعة دمشق، «لأول مرة في حياتي ارى حربا ينتصر فيها العرب» وقد بدأ خليل السني بعد ذلك باتباع العادات والطقوس الشيعية، ويخطط للتحول بشكل كامل من المذهب السني الى الشيعي.

     

  21. العرب في أمريكا.. ماذا ينقصهم؟

    ثريا الشهري، الشرق الاوسط

     

    بوصول أبناء طالب الدكتوراه حميدان التركي الخمسة بصحبة والدتهم إلى الأراضي السعودية، عائدين من الولايات المتحدة في بداية الشهر الفضيل، ومع بقاء التركي في السجون الأمريكية بعد الحكم عليه بـ28 سنة بتهمة الاختطاف والتآمر والتحرش الجنسي بخادمته، أملاً في تحريك قضيته باستخدام ورقة الاستئناف، أقول مع تفجر الأحداث المتشابكة والمؤلمة لهذا الطالب السعودي الملتزم بسجن زوجته، وبقاء الأبناء بمفردهم لحين إطلاق سراحها بدفع كفالة مكلفة، نجد أنفسنا أمام استفسارات محيّرة، فمن غير الجديد في الموضوع التعريف بمدى التأثير السلبي للفروق الثقافية والتداعيات السياسية والمرتبطة تحديداً بالشرق الأوسط، على الجالية العربية في أمريكا، ولكن: كيف أسهم العرب أنفسهم في هذا الوضع؟ وهل يتعامل النظام القانوني الأمريكي معهم مثلما يفعل مع غيرهم ممن يواجهون مشكلات مشابهة؟ ثم ما مقدار استيعاب العرب لتلك القوانين وآليات نظمها من رعاية اجتماعية إلى ممارسات ثقافية واجتماعية وتأمينية وغيرها؟ فمن قبيل الافتراض المنصف قبول حقيقة وجود التحيز على اختلاف نتائجه ضد العرب وبالتحديد بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكن من السذاجة أيضاً التسليم بأن هذا التمييز لا دخل لنا فيه، ولا قدرة لنا على تخفيفه على الأقل، فوفقاً لإقرار المقيمين في أمريكا يحصل أن تصدر الأحكام ضد العرب أشد من تلك التي يتحملها غير العرب عن جرائم مماثلة، وهو عقاب يستند في أغلبه إلى أسباب عرقية (أو سياسية أمنية، كما في حالة التركي) وليس إلى براهين قاطعة، كما يمكن أن تعتمد درجة العدالة على موقع المحاكمة والقاضي الذي ينظر فيها، مما يعد من العوامل المؤثرة على هيئة المحلفين التي قد يرضيها قبول شهادة المدعي ورفض شهادة المدعى عليه إذا صادف أنه عربي، نعم، يجوز القول بذات الشيء عن المتهمين غير العرب، غير أن عرباً كثيرين يعترفون بالتجربة العملية أنهم مستهدفون على نحو أكبر وبتحامل، خاصة مع تعرض وسائل الإعلام الغربي غير الإيجابي لصور العرب.

     

    على كل، من غير المفهوم ومع ثمانية ملايين مسلم يعيشون في أمريكا أو يزيد ذلك، الافتقار الواضح إلى الحرص على الالتحاق بهيئة المحلفين في المحاكم الأمريكية، الأمر الذي كان من شأنه المساهمة في إصدار أحكام أكثر عدلاً وتجرداً، فالواقع الملموس يؤكد أن كثيراً من أفراد الجالية المسلمة والعربية على وجه الدقة غير مسجلين كناخبين، ولهذا لا يمكنهم أداء مهام عضوية هيئة المحلفين، وحتى أولئك العرب الذين يدعون لتولي واجبات هيئات المحلفين تراهم يمتنعون بحجة عدم تحمل كلفة الابتعاد عن أعمالهم، ولا أدر كيف أن غيرهم يستطيع! بل إن بعضهم يستميت في تقديم الأعذار لاستبعاده، من هنا تجد أن أغلب المحامين الذين يمثلون العرب يميلون إلى تجنب المحاكمات بوجود هيئات محلفين، متجاوزينها إلى تلك التي تعقد أمام قاض واحد، بيده البت في القضية والتي قد تمثل أفضل الحلول، فهل وقف الأمر عند التهرب من هيئة المحلفين؟ أبداً، فكثير من المقيمين لا يجيدون التحدث بالإنجليزية، أو بالأحرى مصطلحاتها القانونية، ومع هذا، تجد بعض المتهمين يصرون على رفضهم طلب مترجم فوري لاعتقادهم بكفاءة إنجليزيتهم، وحتى عند حضور المترجم، فقد لا تؤدي ترجمته المعنى الأصلي تماماً مما قد يجعلها مضرة بالشاهد أو المدعى عليه، بل لا نستغرب إذا علمنا أن طريقة الكلام أو السلوك من شأنها هي الأخرى أن تعيق تحقيق العدالة، كمثل المتهم الذي شعر محاميه بفرصته الجيدة في البراءة ليفاجأ بالنتيجة غير المتوقعة، بسبب إساءة فهم أسلوب المدعى عليه في عدم إظهاره لبوادر الخوف أو القلق أثناء محاكمته، التصرف الذي فسره القاضي بالغطرسة وعدم الشعور، والذي هو في الحقيقة مجرد يقين الرجل ببراءته.

     

    يذكر المحامي العربي المقيم في ولاية مشيغان مصعبي حامد في إحدى مقابلاته، حادثة كان بطلها شاباً يمنياً في الـ12 من عمره، ويعمل في محل بقالة تملكه أسرته، اتهم بالاعتداء على فتاة صغيرة فصلت من عملها في البقالة بسبب السرقة، وجل ما فعله الشاب أو لنقل الطفل، أن حاول دفعها إلى خارج المحل بإمساكها من ذراعها حين دخلت عليه يوماً ورفضت المغادرة، وبالرغم من عدم وجود أي دليل مادي على وقوع الاعتداء، غير أن الاتهام قد وجه بالفعل إلى اليمني، ولأن كلام الفتاة كان من الاحتمال الأكبر أن يقبل كدليل مقابل كلام الشاب، ومع هيئة محلفين مستعدة للإدانة بـ20 عاماً، لم يكن أمام المحامي سوى «عدم» الاعتراض على تهمة لم ترتكب أصلاً، ليصدر الحكم بسجن الشاب لمدة عامين، وبعامين تاليين تحت المراقبة، وذلك فقط لخلو سجله من السوابق.

     

    إن حقوق الأجانب وباعتراف المحكمة العليا في الولايات المتحدة أقل من حقوق المواطنين الأمريكان وبموجب الدستور، فقد ارتأت المحكمة عام 1976 أنه: «في ممارسة الكونغرس سلطته الواسعة في منح الجنسية والهجرة، إنما يضع قواعد تكون غير مقبولة إذا طبقت على مواطنين»، وهذه واحدة من تناقضات السياسة الأمريكية التي تدعو العالم إلى العدل والديمقراطية، كتب القاضي جون بول ستيفنس أحد قضاة المحكمة العليا: «العادة وليس التحليل، هي التي تجعل الأمر يبدو وكأن من الاعتيادي والمقبول التمييز بين الأجنبي والمواطن»، وهكذا... وكنتاج اصطناعي للبناء القانوني لهوية المواطن الأمريكي، وبينما ترتبط المواطنة عندهم بأوضاع قانونية بعينها مثل إقامة الدعوى في محاكم معينة، أو المطالبة بالحصانة والحماية، إلا أنها تبقى حقوقا غير مساوية بين الأجنبي وللأسف وتلك المعترف بأنها تعود للمواطن. كلمة أخيرة: يجب على العرب في أمريكا الوعي أولاً بالقانون المتعلق بحقوقهم وإقامتهم، ثم إدراك المشكلات التي يواجهونها جيداً وتعيينها لمعالجتها كما فعلت الأقليات الأخرى طوال تاريخ الولايات المتحدة، ولا يكون الرفع من حس نظام المحاكم والشرطة بمعاناة العرب في أمريكا بغير المشاركة العربية السياسية والاجتماعية على أرضهم بشكل يؤثر ويغيّر.

     

     

     

     

    التعليــقــــات

    براء سراج، «الولايات المتحدة الامريكية»، 02/10/2006

    هذا موضوع مؤلم أنه بدل الرجوع بدكتوراه يصبح المرء سجينا في أميركا. لكن الأمر الذي أهملتيه أيتها الأخت هو: أين المملكة من هذه القضية؟ أين السفارة واتصالاتها بالجهات المعنية في واشنطن لفك أسر هذا الأخ المسكين؟ واضح عدم العدالة في هذه القضية لكن الحل البسيط الذي يجب على المملكة المسارعة إليه هو ترحيل هذا الشخص إلى بلده وأهله. لا أدري ما الذي تكسبه أميركا من سجنه فهو ليس أميركيا. أمر يغيظ أن لا نستطيع إزالة هذا الجور. حسبي الله ونعم الوكيل.

     

    إبراهيم الخليل مصطفي، «الولايات المتحدة الامريكية»، 02/10/2006

    ما قالته الأستاذة ثريا الشهري ، حقيقي وواقع، هو أن بعض إخوتنا يجهلون قوانين هذا البلد ، بل يجهلون بعض مستحقاتهم .

    لقد تكاثرت ظاهرة هروب بعض مستخدمي الأسر الخليجية بعد وصولهم الى بلدان الغرب ، خاصة بريطانيا وأميركا . بعضهم يقدم شكاوي ملفقة بحجة سوء معاملتهم ، أو محاولات التحرش الجنسي ، بغرض حصولهم على اللجوء السياسي ، أو الإقامة . علما بأن مثل هذه الدعاوي تجد تعاطفا كبيرا ، خاصة إذا كانت موجهة ضد عربي أو مسلم . والسؤال هو لما يجلب هؤلاء الأسر مستخدميهم معهم؟

     

    محسن حسن، «كندا»، 02/10/2006

    أحسنت يا أخت ثريا على مقالك هذا، وباعتباري مقيما في إحدى دول الغرب أؤكد أن كل ماذكرتيه يوافق الواقع المؤسف.

     

    د.عمر عطية، «المملكة العربية السعودية»، 02/10/2006

    الأخت ثريا كل ما قيل صحيح ولكن يسعفنا هنا قول الشاعر :

    من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.

     

    ماجد الخالدي، «المملكة العربية السعودية»، 02/10/2006

    الأخت الفاضلة ثريا مع احترامي لما اقترحتيه ولكنه للأسف لن يفي بالغرض لأن للقوم مآرب لا تخفى على أحد واسمحي لي أن أدلي برأيي المتشائم ولا أجد خياراً آخر وهو عدم الذهاب للغرب إلا للضرورة القصوى لخطورة ذلك كما تبين في أكثر من حادثة. والمستقبل سينبئنا بالغرائب!.

     

    دكتور أحمد إبراهيم عبد السلام، «مصر»، 02/10/2006

    دراسة النظام الأميركي للعرب والمسلمين بدأت قبل أحداث 11 سبتمبر بفترة طويلة ، كما سجلت ملاحظات عدد كبير من الأميركيين منذ الثمانينات عن تمسك معظم الفتيات العربيات في الولايات المتحدة بالزي والسلوك الإسلامي ، والتزام عدد كبير من الشباب المسلم بعدم الاندماج في نوادي القمار وعدم التردد على النوادي الليلية أو البيوت التي تشجع على السلوك المنحرف . أما الدراسات العليا في النظام التعليمي الأميركي فهي مرنة بدرجة كبيرة مع الوافدين من رعايا المملكة العربية السعودية الذين سافروا إلى الولايات المتحدة للدراسة ، حيث يفضل عدد كبير منهم الاتجاه نحو البحث وعدم الالتحاق بنظام المقررات الدراسية ، وبذلك لا يحدث اندماج مع زملائهم من الطلاب الأميركيين ، كما يعتمد معظمهم على المراكز البحثية الخاصة ، وهي مؤسسات ربحية منتشرة ، يمكنها تجهيز ما يطلب منها نظير مبالغ معينة . وعندما يعود الحاصل على الدرجة العلمية إلى بلاده فإنه غالبا لا يسهم بدرجة كبيرة في التنمية الحقيقية لبلاده ، حيث تنقصه المهارات الأساسية في البحث ، كما يحتاج إلى فهم الأساس العلمي للميدان الذي تخصص فيه ، ولذلك يكتفي المتخصصون في الحاسب مثلا بتعريب التطبيقات الجاهزة ولا يكلفون أنفسهم عناء اكتشاف لغة برمجة عربية .

     

  22. من خلال قراءة هذا الموضوع المهم الذي جمع أبرز الاراء حول تفسير (لا اكراه في الدين) يلاحظ ان البابا لم يأت بشئ من عنده، وهنا لا بد من التنبيه الى ان هذا لا يعني انه على حق، ولكن لا بد من الانتباه الى ما ذكره الكتاب والباحثون القدماء، ولا بد من تمحيصها ، ومن ثم نقدها بجرأة ، فكتب التراث ليست مقدسة، ولا بد من مناقشتها، ، من اجل اعطاء الصورة الصحيحة للاسلام، ولا بد ان ننتقد انفسنا قبل ان ننقد الاخرين، و ان ندرس ونحقق النصوص القديمة بكل حرية
  23. العراق: العلم والمآرب.. وما تشابه

     

    أميرة الطحاوي ، الشرق الاوسط

     

    يمثل الساسة في غالب العالم الثالث الطبقة التي أتت بهم للحكم أو التي يحكمون لصالحها، ومع ذلك يهتم الساسة أيضا بالمسحوقين والمهمشين، حيث يجري استغلال عواطفهم الدينية والقومية، وحتى تاريخ الشقاء الذي لاقوه، كل شيء قابل للتوظيف لإبقاء الزعماء مرفوعين على الأكتاف؛ إذ كيف سيصبح الرئيس زعيماً من دون أكتاف يرتفع عليها وحناجر تهتف باسمه؟ ورغم أن الحكم لا يتم لصالحهم أبداً إلا إنهم الأغلبية العددية التي يمكن الحديث باسمها في الخطب الرنانة، الجماهير التي سيتم التفاوض والمساومة باسمهم، لإبقاء القادة على كراسيهم ولترتفع تلال أموالهم التي جمعوها من عرق الملايين وليبقوا على مجدهم الأدبي الذي حصدوه أيضاً من صدق وحماس وتضحيات البسطاء والمناضلين الحقيقيين.

     

    في فيلم «Wag the dog» يسأل الرئيس الأميركي مساعديه لماذا كل هذه الاجتماعات والحملات لإعادة الاحترام والقدسية لعلم بلاده والتي تطالبوني بحضورها؟ هل تشهد البلاد موجة جماعية لإحراق العلم الوطني؟ هل هناك منظمات ظهرت لاستهداف العلم؟ لكن مستشاري الرئيس يفكرون بطريقة أخرى؛ لقد أرادوا إلهاء المواطنين عن أمر ما وتوحيدهم وراء هدف فكانت حملة إعادة الهيبة للعلم، عنوان الفيلم يعني هز الكلب، شاكسه، اتشاقى وياه وشد ذيله بخبث لجر شكله.

     

    لا أحد يعلم لماذا اختار السيد مسعود برزاني الإعلان عن رفضه رفع العلم العراقي بإقليم كردستان، وفي ذكرى مرور عشر سنوات على استدعائه لقوات صدام حسين لتدخل أربيل، ليرتفع نفس العلم مكان أي علم آخر، وليقتل في هذا اليوم أكثر من 90 عراقيا عربيا من معارضين اختاروا كردستان باعتبارها أرضا محررة من قبضة الطاغية ومنطلقاً لإسقاط حكمه، قتلوا مع عدد أكبر من ميليشيا غريم الأمس طالباني.المدهش أن يعلن القرار ولم يكن العلم العراقي مرفوعا أصلاً في كردستان منذ أغسطس1991عندما انسحبت الإدارة العراقية قبل أن يستدعيها هو لاحقاً، دائما هناك فرق توقيت؛ مثلما أثير سابقاً حول الدينار العراقي الجديد «لماذا لا يكتب عليه باللغة الكردية من جهة والعربية من أخرى» بعد أن تمت طباعة الدنانير الجديدة بالفعل.

     

    في عهد مجلس الحكم أجيز علم جديد من تصميم «معماري» وكان شقيقه «السياسي» أحد أعضاء لجنة الفصل بين النماذج المقدمة، وطبعت منه آلاف القطع بهولندا ثم لم يرفع أي منها لأنهم غيروا رأيهم، لم يفكر أحد وقتها لماذا طباعته بالخارج ومن سيتسلم الكمية المطبوعة من العلم الملغى؟ وقبل كل هذا: من أي ميزانية ستخصم تكاليف هذه اللعبة؟ لقد عادوا لعلم حقبة صدام المعدل في 1991 المضاف له «الله أكبر»، وجدوا مخرجاً: يحتفظ العلم بنفس العبارة لكن بخط مخالف، قال البعض إنهم اضطروا لذلك بسبب مظاهرات اعتبرت العدول عن لفظة الجلالة كفراً ونزعاً للعراق من محيطه الإسلامي!

     

    جاءت تصريحات برزاني قبل أيام من انعقاد البرلمان الكردي، ثم ليصرح بعدها أن انفصال إقليم كردستان وارد إذا أجمع عليه البرلمان، ثم لقاء مع رئيس جمهورية العراق الاتحادية جلال طالباني يسبقه تصريح للأخير يعزز قرار برزاني بإعطاء تكييف قانوني له، قد تستشعر أن هناك توحدا فعليا بين غريمي الأمس، لكن عليك لتصدق أن تتناسى العنف الذي قوبلت به مظاهرات بمناطق برزاني حملت صورة طالباني عند اختياره رئيسا للعراق، وتعثر توحيد الإدارتين منذ انقسامهما الدموي عام 1994 حتى اتفاق واشنطون للمصالحة في 1998 والذي طبق جزئيا وببطء، يكفي لتتصل بهاتف محمول من محافظة لأخرى داخل الإقليم أن تضيف رقم دولة ثالثة، أي توحد؟.

     

    تتوالى ردود الأفعال على القرار، انظر ماذا حصدت التصريحات على المستوى الشعبي؟ تغدو مادة ثرية لخطب الجمعة مع بعض الرتوش الدينية، جيش المهدي يعتبر إنزال العلم طاعة لإسرائيل، تحطيم سيارات أجرة فقيرة لسائقين من الجنوب والوسط تحمل ملصقا لعلم العراق قد لا يزيد أحيانا عن بضعة سنتيمترات، مظاهرات في مدن بالوسط يقودها بعثيون، أخرى يقودها معممون بعضها يرى القرار كفراً ورفضاً للفظ الجلالة، كتابات كردية: انظروا..إنهم يكرهوننا فلا تلومونا إذا أردنا الانفصال، تصريحات بها استعلاء قومي أو تهديد مبطن ضد الأكراد، تصريحات مضادة، لقاءات ورسائل متبادلة، حافلات تحمل موظفين يحرقون العلم العراقي أمام مقر البرلمان الكردي، ظهور مكثف للعلم في كثير من مدن الوسط، كلها مادة مثيرة وسهلة للإعلام؛ فلا يمكنك أن تنقل طوال الوقت من العراق أخبار الموت، ستبدو جد عادية من فرط تكرارها اليومي، ومرهقة إذا أردت أن ترصدها بدقة.

     

    من حق مواطني إقليم كردستان أن يرفضوا رفع العلم العراقي الحالي على أية بقعة من أراضيهم، ولهم كشعب حق تقرير مصيره، هذه بديهيات يقرها المدخل الإنساني والاعتراف بهم كشعب، الحقوق هنا أصيلة مبدئية، لأنها حقوق شعوب وجماعات بشرية، أحد أجيال حقوق الإنسان، حقوق الشعب الكردي معترف بها من قبل أطراف عراقية، موقف الحزب الشيوعي العراق قبل عقود مثال يوضح هذا، سؤالنا فقط لماذا تختزل كل مطالب الأكراد في عدم رفع العلم؟ ولصالح من توتير الصراع بين المواطنين؟ وبينما مواطني الجنوب والوسط ينتظرون تصريحات حقيقية تحل مشاكل الأمن وتردي الخدمات، كان مواطنو مدن كلار وجمجمال ودربندخان بكردستان بانتظار تصريحات من نوع آخر غير العلم، كانت هناك عائلات مئات المعتقلين تنتظر قرار إفراج، اعتقلوا لتظاهرهم مطالبين بالماء والكهرباء واستئصال أو ترشيد الفساد بإدارة إقليم كردستان، أحدهم كان محكوما بالإعدام في زمن صدام وخرج بعد حبسه لـ13عاماً، اعتقال محامين وإعلاميين وأطفال دون الـ16، عمال اعتصموا بمصنعهم في طاسلوجة بالسليمانية فأطلقت عليهم النيران داخل المصنع!، محاصرة مظاهرات في دهوك احتجاجا على الغلاء، مظاهرات عدة مشابهة شهدها الإقليم منذ 29 يونيو الماضي تستكمل مظاهرة 16 مارس الذي رفض فيها آلاف المواطنين من حلبجة استقبال مسؤولين أكراد في ذكرى قصف المدينة من قبل صدام عام 1988 «إنكم تاجرتم بمأساتنا، ومناطقنا لم تشهد تنمية تذكر» فضربوا بالرصاص ومات فتى دون الـ17 من عمره، ومع بزوغ قصة العلم نظمت مظاهرات أخرى رحب فيها بالصحافيين الذين ضربوا واعتقلوا قبل أيام لأنهم غطوا العنف الذي قمعت به مظاهرات الخبز، حقاً ما قيمة الخبز أمام العلم؟

     

    أمام القادة الأكراد فرصة ليصالحوا مواطنيهم، وأمام أصحاب الضمير العراقي الآن مهمة ثقيلة، فمناخ الكراهية للآخر الذي يغذيه الكثيرون بدعاوى قومية ودينية يجب أن يحاصر، فمن سيستفيد؟ قوى إقليمية ومد الوجود الأجنبي ثم العمليات العسكرية ضده وضد المتعاملين ـ وفي رواية أخرى المتعاونين ـ معه أو مع الحكومة، دوامات عنف، دعك الآن من الساسة فمكاسبهم مهما عظمت هي مكاسب رخيصة ووقتية، طالما واصلوا إلهاء الشعب بالثانوي من الأمور والملاعيب: افتعل عداوات وانفخ النار في أخرى انطفأت، انقل شكل الصراع من صراع حكومات وساسة ومصالح وكراسي لصراع شعوب وقوميات وأديان ومذاهب، ستضمن مزيداً من التصفيق، لكن بعد قليل سيعود المهللون لمنازلهم ويكشفون أن الكهرباء مقطوعة وأن ابن المسؤول يحصل أسرع على وظيفة أفضل، وبينما يلملم المواطن العراقي جنوبا جراحه ويدفن ضحايا العنف اليومي، فإن المواطن شمالاً ـ الكلمة على أساس جغرافي ـ سيشمله السيناريو الذي سيعم العراق كله، البحث عن حريات سياسية حقيقية، عن نصيب من موارد وثروات البلاد، تشخيص المسؤولين عن مناخ القمع السياسي والفساد والركود الاقتصادي، وبالطبع أثناء هذه الرحلة سيتم فرز العناصر الصادقة من بين المتاجرين بمصالح وأقوات وتاريخ وتطلعات شعب، ومصير وطن مهدد حقا بكوارث أقلها حرب أهلية، ومثلما كان التصويت لقائمة ما في الانتخابات الأولى بعد إسقاط صدام تصويتا أعمى لمجرد أن القائمة مباركة من السيد، فيما بعد تحتم على المتاجرين بالسيد وبالدين أن يفعلوا الكثير لإرضاء ناخبيهم، بعدها سيختار العراقيون على أساس الجدارة،، شمالا وجنوبا ووسطاً: سيفيق الشعب، سيسائل ويحاسب، سيختار ممثليه الحقيقيين، هي مسألة وقت ليس إلا.

     

    * صحافية مصرية

  24.  

    اولا لا بد من تقديم الشكر لنشر الخطاب كاملا ومن ثم ترجمة النص المتعلق بالرسالة المحمدية، فوسائل الاعلام كثيرا ما تبالغ او تحرف الاخبار، ولا يصلنا الخبر الا من خلال وسيلة الاعلام التي تعرضه لنا بالشكل الذي تريد، واتفق تماما مع سالم في رده الواضح والمنطقي، خاصة في ان البابا رجل مثقف ومطلع على الدين الاسلامي فلماذا يأخذ بطرف واحد ويترك الاطراف الاخرى ، لماذا يعتبر نظرية ابن حزم دون غيره ويعتبرها بانها الاسلام، وهو يعرف ان الاسلاام مذاهب واراء ، وحتى يصل اختلاف الاراء الى حد التصادم؟

    السؤال هو لماذا يصرح البابا بهذا في وقت حرج جدا تمر بنه العلاقات بين العرب والمسلمين مع الغرب؟ وهو اعرف من غيره بان المجتمعات العربية ولااسلامية الان في حالة هياج فلماذا يصرح الان بالذات بمثل هذه التصريحات التي لا تنفع الحوار الاسلامي المسيحي، ولا تنفع حل المشاكل القائمة بالطرق السلمية، وانما ستعقد العلاقة بين الطرفين

  25. لبنان: ما هو المطلوب من الشيعة حالياً..؟

     

    السيد علي الأمين

    الشرق الاوسط

     

     

    توجهت الانظار في الفترة الاخيرة الى اللبنانيين الشيعة وانطلقت مجموعة من التساؤلات حول الدور والانتماء والمستقبل والمصير داخل الوطن والمحيط، ومن هذه الاسئلة المطروحة اليوم سؤال: ما هو المطلوب من الشيعة حاليا؟

     

    هذا السؤال يجب ان يوجه في الحقيقة الى الواجهة السياسية في الطائفة الشيعية التي امتلكت القرار السياسي والعسكري فيها، لان عموم ابناء الطائفة الشيعية في لبنان لم يكن لهم رأي في ما وصلت اليه الامور وكانوا قد عبّروا عن آرائهم وتطلعاتهم منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي في محطات عديدة عندما اقتطع الجنوب اللبناني من الدولة اللبنانية واصبح تحت سلطة الاحزاب والتنظيمات، ورغم الضغوط التي كانت تمارس على اهل الجنوب في تلك الفترة كانت اصواتهم ترتفع مطالبة بمشروع الدولة وبسط سلطتها الكاملة على الجنوب اللبناني وسواه من المناطق اللبنانية. وهم ـ اهل الجنوب ـ لم يختاروا قيادتهم السياسية والدينية الا لاعتقادهم ان هذه القيادات واحزابها يعملون على تحقيق مشروع الدولة الواحدة التي تنتظم فيها جميع الطوائف اللبنانية بما في ذلك الطائفة الشيعية التي آمنت بالعيش المشترك مع سائر الطوائف والذي تنبثق منه مؤسسة الدولة الواحدة التي ترعى الجميع وتكون المسؤولة وحدها عن الوطن والمواطن في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من الحقول والميادين التي تتولى شؤونها الدول في شعوبها واوطانها.

     

    وليست الدولة انعكاسا لرؤية ايديولوجية خاصة بطائفة او حزب او جماعة خصوصا في المجتمعات المختلطة والمتعددة كما هو الحال في لبنان البلد المتعدد الطوائف الذي تنبثق فيه فكرة الدولة وتنشأ من خلال عقد اجتماعي بين جميع الفئات تتكرس ميثاقا وطنيا يتجاوز الاطر الضيقة والنظرات الاحادية.

     

    وقد التزمت بهذا العقد الاجتماعي المستمر كل الطوائف اللبنانية بما في ذلك الطائفة الشيعية منذ قيامة لبنان، ولا يزال هذا الامر اساسا يحظى بإجماع اللبنانيين من كل الطوائف، وهو اليوم اكثر رسوخا وثباتا في نفوسهم وقناعاتهم وهم اكثر تمسكا به كثابت من ثوابت الوطن النهائي الذي لا يتبدل مهما تغيّرت الظروف وتبدلت الاحوال.

     

    وهذا الذي ذكرناه كان جزءا لا يتجزأ من مشروع الامام موسى الصدر الذي اعطته الطائفة الشيعية التأييد على اساسه لما فيه من تأكيد للوحدة الوطنية التي تتعاظم قوتها وتزدهر امكاناتها من خلال مشروع الدولة الواحدة ولذلك قال في 30ـ7ـ1978 (لا حل للبنان الا في اقامة الشرعية ولا شرعية الا بتذويب الدويلات ايا كانت صيغتها وشكلها وفعلها) وقد كان مشروعه في غاية الوضوح في شأن الانتماء الوطني والعربي للشيعة اللبنانيين والاندماج الكلي في مشروع الدولة الواحدة.

     

    والمطلوب من القيادات السياسية في الطائفة الشيعية اليوم ان يجسدوا مشروع الامام الذي يحملون لواءه وليس المطلوب ان يذكرونا بأقواله فنحن لا نريد الايقاع الصدري في الاقوال (كما يقول بعض الكتاب) ولكننا نريد ذلك في المواقف والاعمال لان الامام الصدر لم يكن نشيدا او اغنية ذات ايقاع شعري وموسيقي وانما كان صاحب مشروع سياسي اراد من خلاله عودة الجنوب الى احضان الدولة اللبنانية المسؤولة وحدها عن الامن والدفاع عن الوطن والتي يشارك الجميع فيها من خلال المؤسسات الدستورية والقانونية التي تشكل المرجعية الوحيدة في البلاد في مختلف الشؤون والمجالات وهي الحكم في فصل الخلافات والمصدر الوحيد في اتخاذ القرارات. ومن داخل المؤسسات يتم العمل على اصلاح النظام السياسي وتطويره وصولا الى غاية الحماية والعدالة الاجتماعية.

     

    والفرصة اليوم متاحة اكثر من اي وقت مضى لتحقيق هذا المشروع لوجود اهتمام غير مسبوق من الداخل اللبناني حكومة وشعبا بمشروع الدولة وبسط سلطتها الكاملة على الجنوب اللبناني وسائر المناطق اللبنانية. ويواكب هذا الاهتمام الوطني اهتمام دولي كبير يتمثل في ارسال قوات طوارئ دولية لتعزيز ومساعدة الجيش اللبناني في مهمة بسط سلطة الدولة وحماية البلاد من الاعتداءات الاسرائيلية وبذلك يتحقق مطلب الشعب بعودة الدولة سلطة وحيدة في الجنوب وتتحقق حماية البلاد من الاعتداءات الاسرائيلية حيث توجد ضمانات دولية من خلال وجود قوات الطوارئ الدولية ودورها الذي يمنع اسرائيل من تنفيذ اعتداءاتها وتحقيق اطماعها. ويتعزز هذا المنع من خلال تقوية الجيش اللبناني بالعدة والعدد، ولا شك في ان انضمام عناصر المقاومة الى هذا الجيش سيعطيه المزيد من القوة وليس في الانضمام الى الجيش الوطني والاندماج فيه تراجع عن الهدف المعلن بحماية لبنان، وأيضا ليس الانخراط في صفوف الجيش اللبناني تراجع عن المطالبة بقوة الدولة لان انضمام المقاومة القوية الى الجيش وسائر المؤسسات سيعطي الدولة المزيد من القوة في مختلف المجالات، وايضا ليس في انضمام المقاومة الى مؤسسات الدولة العسكرية وغيرها انتقاص من موقع حزب الله لانه لا ينضم الى الجيش والدولة من موقع المهزوم والضعيف لانه لا يزال قويا عسكريا وشعبيا وبذلك يكون ما لديه من سلاح منه واليه عندما يصبح جزءا من المؤسسة العسكرية. وهذا الامر يجعل حزب الله في الموقع الاقوى في الدولة ومؤسساتها والاكثر حظوة وتأييدا عند الشيعة وسائر اللبنانيين التواقين الى دولة واحدة طال انتظارها، يقوى بها جميع اللبنانيين وتقوى بانضمام الجميع اليها. وعندئذ يتحقق مشروع الامام الصدر بالدولة الواحدة التي ينضوي جميع اللبنانيين تحت لوائها ونؤسس بذلك لقيامة لبنان القوي في مواجهة الاخطار الخارجية والمتماسك داخليا وننطلق جميعا في عمل سياسي لتحقيق كل الاهداف لأهلنا الصابرين وشعبنا الصامد الذي يستحق الحياة الآمنة والمزدهرة.

     

    * المفتي الجعفري

     

    في صور وجبل عامل

     

     

     

     

    التعليــقــــات

    جليل النوري، «ايطاليا»، 14/09/2006

    سيدي الفاضل لا اتصور ان عاقلا يرفض اليوم اي مشروع يصب في مصلحة الاوطان ووحدتها وتقوية اسسها ومرتكزاتها، ولا يمكن لاي حر ان يقبل بالتبعية، الا ان كلامك سيدي فيه كثير من التوقفات والنقاش وسأستعرضه في عدة نقاط:

    1ـ لا اتصور ان حزب الله بعيد عن سياسة الدولة ومنهجها، والا ما الداعي لوجود وزراء ممثلين له في هذه الحكومة التي هو منها واليها.

    2ـ ان حزب الله هو جزء لا يتجزأ من لبنان فبالتالي يبقى اولا واخرا رافعا لعلم لبنان ودفاعه مكسب للبنان وحدها لا لغيرها ويطلق على النصر الذي يحققه بالنصر اللبناني.

    3ـ قد تكون لاي حركة او حزب مرجعية دينية تؤمن بها وليس شرطا ان تكون من داخل البلد او من نفس القومية وانت سيدنا الفاضل اعرف بامور التقليد لمكانتك الدينية وهذا في كل الاحوال لا يخرجها من دائرة وطنيتها.

    4ـ ان التهم الملصقة لحزب الله بالتبعية لايران هي نفس التهمة الموجهة لشيعة البحرين والعراق وسوريا وغيرها من مناطق تواجد الشيعة في العالم، لذا فالمشكلة في حزب الله انه ليس تبعا وانما شيعيا.

    5ـ لا اتصور ان هناك الزام بالتحاق عناصر حزب الله في مؤسسات الجيش والشرطة، فقد يؤمن مسؤولو هذا الحزب بالعمل خارج مؤسسات الدولة العسكرية وهو ليس بعيب ولا اعتقد ان انضمام مقاتليه من عدم انضمامهم سيسبب اي مشكلة.

    6ـ هناك تحرك نظامي لقوات ما يسمى بالبيشمركة في شمال العراق وهي جهاز نظامي يقود التنظيم المؤسساتي في شمال العراق ولم ير العراقيون فيه اي خطورة على العكس فهو قد وفر ما تريده منطقته منه من كل الجوانب وما يشترك به مع حزب الله هو ان عناصره من نفس المنطقة وبالتالي هم اقرب الى ابناء منطقتهم من غيرهم ويقومون بممارسة نفس الدور على الارض مع اختلاف العقيدة.

    7ـ ان المسؤولين الاكراد يعتبرون ان هذا التنظيم هو رمز وعنوان لجهادهم وتضحياتهم وعنوان عزهم وفخرهم فكذلك فان حزب الله يرى في مقاتليه عنوان لعزتهم ومجدهم ومقارعتهم لاسرائيل وبهم قد تحقق الانتصار لذا تغييبه وتمييعه في اي جهاز يعني غياب عنوانه الاصلي.

    8ـ نحن نتفق معك سيدي على ان التكاثف والمؤاخاة ونبذ العنصرية والتفرد هي امور مرفوضة من كل الجوانب ويجب ان نترك خلافاتنا جانبا ونلتفت الى عدونا المشترك المتمثل اليوم بالثالوث المشؤوم (اسرائيل ـ امريكا ـ بريطانيا) ولا اعتقد ان الاخوة في حزب الله قد غاب عنهم هذا وانت اعرف بنا منهم لقربك منهم.

     

     

    جيولوجي /محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 14/09/2006

    نشكر السيد علي الأمين على المقال وكنت اتمنى ان يكون العنوان لهذا المقال ماهو المطلوب من اللبنانيين وليس من الشيعة فقط لأننا نحن كعرب نتمنى ان يكون المواطن الذي يعيش في لبنان سواء كان سنيا ام شيعيا ام مسيحيا ام درزيا ان يكون مسماه (مواطن لبناني فقط لاغير) يخضع لنظام دولة لبنان ونترك المسيات الأخرى جانبا لأنها تسبب وتؤجج النعرات الطائفية التي غالبا ما تفرق وتشرذم ابناء الوطن الواحد وبالطبع مهام رجال الدين لا تقل عن مهام رجال السياسة في تثبيت هذا المفهوم واعتقد ان المشوار في اكمال هذا المفهوم طويل ويحتاج الى صبر شديد وتأن في الأقوال والأفعال.

     

    د. هشام النشواتي,CA، «المملكة العربية السعودية»، 14/09/2006

    مقال رائع.

     

    خالد الركابي بغداد العراق، «فرنسا ميتروبولتان»، 14/09/2006

    أتمنى أن يقرأ هذا المقال شيعة العراق على المستوى القيادي والشعبي، لكي لا تتكرر تجربة جنوب لبنان في جنوب العراق. فيدرالية الجنوب التي تطلقها بعض الأطراف إنما يراد بها تعويض إيران مما خسرته في جنوب لبنان لكي يصبح جنوب العراق ورقة الضغط الإيراني الجديدة، ولكي يتحول الجنوب إلى ساحة المواجهة بين المجتمع الدولي وإيران.

     

×
×
  • Create New...