Jump to content
Baghdadee بغدادي

abusadiq

Members
  • Posts

    405
  • Joined

  • Last visited

Posts posted by abusadiq

  1. من شحوم الهمبرغر .. إلى اللويحات الضارة على جدران الشرايين

     

    عمليات ودورات معقدة في خريطة الطريق التي يتبعها الكوليسترول والدهونات

     

     

    المأكولات السريعة.. مشبعة بالدهون الضارة للانسان (كي آر تي)

     

    تقرير هارفارد

     

    * كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط» * الطريق من الهمبرغر الى البطاطا المقلية.. الى اللويحات المتراكمة على الجدران المبطنة للشرايين والمؤدية الى تضيقها، هو طريق صعب وشاق فيه الكثير من المضاعفات والدورات. وقد تكونون قد سمعتم الكثير عن الاجزاء والمكونات التي تنطوي عليها هذه العملية، لكنكم قد لا تعلمون كيفية ارتباطها بعضها بعضا، وماذا يحصل للجسم عندما تتجول تلك اللويحات في مجرى الدم؟.

     

    * خريطة مخيفة وإليكم خريطة الطريق التي قد تساعد على ذلك:

     

    1 ـ يقوم الجهاز الهضمي بتحطيم الجزيئات الدهنية الى اجزاء اصغر تدعى الحوامض الدهنية، وتقوم الانزيمات بربط ثلاثة من هذه الحوامض معاً لتشكيل الشحوم الثلاثية التي يجري بدورها ربطها وتوضيبها معاً ببعض البروتينات والكوليسترول لتحويلها الى اجزاء كبيرة رقيقة وخفيفة تظهر على شكل مستحلب مثل "كريم" الحليب المخفوق، تدعى "كيلومايكرونس" chylomicrons. ومثل هذا التوضيب ضروري جدا، لأن من دونه يمكن للشحوم الثلاثية والدهونات المعقدة الاخرى، التجمع في كتل داخل مجرى الدم اشبه ببقع الزيت على الماء.

     

    2 ـ تقوم "كيلومايكرونس" هذه مع الحوامض الدهنية الحرة والسكريات، بالعبور عبر جدار الامعاء الى مجرى الدم.

     

    3 ـ يعمل الكبد جاهدا ايضا في صنع المزيد من الشحوم الثلاثية، بحيث يوضبها ويرزمها بالكوليسترول والبروتين ويتم تحويلها الى اجزاء تدعى "ليبوبروتينات" lipoproteins (VLDLs)، التي هي اصغر من الـ "كيلومايكرونس"، والتي تملك نسبة دهونات الى بروتين اقل. ويقوم الكبد ايضا بصنع "ليبوبروتين" واق عالي الكثافة HDL.

     

    4 ـ يقوم الكبد باطلاق VLDLs في مجرى الدم.

     

    5 ـ تقوم الخلايا بامتصاص الحوامض الدهنية الحرة من مجرى الدم لحرقها كوقود للحصول على الطاقة، او تخزينها للمستقبل. كذلك تحصل هذه الخلايا على كميات من الشحوم الثلاثية، بحيث عندما تلتصق "كيلومايكرونس" وVLDLs بشكل مؤقت بالخلايا التي تبطن جدران الاوعية الدموية تنقل حمولتها إليها، اي الى هذه الخلايا. وعندما تفرغ شحنة الشحوم الثلاثية هذه وتنضب تصبح الـ "كيلومايكرونس" وVLDLs، اكثر صغرا وكثافة، ويتحول الـ VLDLs الناضب في مجرى الدم، الى شكل من اشكال اجزاء الـ "ليبوبروتين" المنخفض الكثافة LDL.

     

    9 ـ يقوم الكبد بسرعة بترشيح (فلترة) بقايا الـ "كيلومايكرونس" وبعض اجزاء LDL واعادة تدويرها.

     

    * بداية المشاكل يحاول جسم الانسان تنظيم كمية الدهونات في مجرى الدم في اي وقت من الاوقات. لكن اذا كانت هناك كميات كبيرة من LDL تدور في مجرى الدم بسبب الوجبات الغذائية الغنية بالدهونات المشبعة، او بسبب كثرة السعرات الحرارية، لا يستطيع الكبد مجاراة ذلك. وفي هذه المرحلة تنتهي بعض اجزاء LDL في المكان الذي لا تنتمي اليه. وأحد هذه الامكنة هو البطانة الداخلية لجدران الاوعية الدموية.

     

    1 ـ بعد تسلل اجزاء LDL الى داخل بطانة الجدران، تتعرض الى الهجوم والاكسدة. ومثل هذه الاجزاء المؤكسدة، بمقدورها اتلاف تبطين جدران الاوعية الدموية.

     

    2 ـ ومثل هذه الاجزاء تستقطب ايضا البلاعم، اي خلايا الدم البيضاء التي تحاول تنظيف ما تخلف عن هذه العمليات المتداخلة المضطربة عن طريق التهام هذه الاجزاء المؤكسدة. ومع استمرار قدوم هذه الاجزاء، يجري الامر كذلك مع البلاعم.

     

    3 ـ ويحاول الجسم التصدي للبركة المتنامية من اجزاء LDL المشبعة بالبلاعم، والحطام الآخر الناجم عن هذه العمليات عن طريق تنمية نسيج كامل حولها مع غطاء ليفي. ومثل هذا النسيج الجديد يدعى لويحات. وبعض هذه الاخيرة متينة جدا وتدوم طويلا، وبعضها الآخر هشة وقابلة للانكسار والتهشم.

     

    4 ـ اللويحات الضعيفة يمكن ان تتحطم ناشرة محتوياتها في مجرى الدم، وتتشكل خثرة دموية لسد مكان التهشم.

     

    5 ـ اذا قامت الخثرة الدموية بسد مجرى الدم، فإنها قد تسبب نوبة قلبية، او تغييرا مميتا في ايقاع ضربات القلب. واذا ما حدث ذلك في وعاء دموي يغذي الدماغ فانه قد يسبب سكتة دماغية.

     

    * تأثير العقاقير ـ العقاقير المستخدمة لتعديل مستويات الكوليسترول تعمل في الاجزاء المختلفة لمجرى الـ "ليبوبروتين".

     

    ـ زمرة ادوية الـ "ستاتن": تحد من قدرة الكبد على صنع الكوليسترول، مع تثبيت اللويحات وموازنتها، بحيث يكون غطاؤها اكثر مداومة وبعيدا عن احتمالات تهشمها.

     

    ـ نياسين: يقلد عمل الخلايا ويتشبه بها في استقبال الحوامض الدهنية الحرة والحد من VLDLs الآتي من الكبد وزيادة انتاج HDL. ـ "إزيتيمبي" (زيتيا Zetia) Ezetimibe: يمنع او يحصر امتصاص الكوليسترول من الطعام.

     

    ـ كوليسيفيلام (ويل شول WelChol) Colesevelm و"كوليستيبول Colestipol وغيرها: تتحد مع الحوامض الصفراوية الغنية بالكوليسترول في الامعاء، بحيث يجري طرحها خارجها مع الخروج بدلا من اعادة امتصاصها.

     

    ـ فايبريتس": يحول دون انتاج البروتينات التي تنقل الكوليسترول ويقلل من انتاج VLDLs.

     

    ومجرى الدم مثله مثل طريق سريع في ساعات الازدحام ينقل العديد من الاحجام والاشكال من الاجزاء الناقلة للدهونات التي تعرف بـ "ليبوبروتينات" VLDLs. وكلما احتوت المزيد من الدهونات، كانت اخف وزنا واكثر رقة كالكريم المخفوق ذي الكثافة المنخفضة.

     

    والاجزاء الكبيرة هي "كيلومايكرونس" ومهمتها تسليم الدهونات العالية الطاقة على شكل شحوم ثلاثية الى الخلايا الموجودة في جميع انحاء الجسم. وتقوم "ليبوبروتينات" المنخفضة الكثافة جدا VLDLs بنقل الدهونات الى انسجة الجسم. وعندما يجري تصريف الشحوم الثلاثية المكونة من اجزاء VLDL تصبح صغيرة واكثر كثافة لتلتقط بروتينات جديدة لاغلفتها الخارجية. وبهذا الاسلوب تتحول الى "ليبوبروتينات" منخفضة الكثافة LDL التي يشار إليها غالبا بالكوليسترول السيئ. اما الـ "ليبوبروتينات" العالية الكثافة HDL التي تدعى احيانا بالكوليسترول الجيد، فتمتص الكوليسترول الزائد من بطانة الاوعية الدموية لتحمله الى الكبد لاغراض اعادة تدويره او تصريفه.

     

    ويبدو ان الـ "ليبوبروتينات" العالية الكثافة HDL، تقوم باشياء عديدة اخرى منها حماية الشرايين عن طريق وقاية الـ "ليوبربروتينات" المنخفضة الكثافة من عملية الاكسدة وتخفيف الالتهابات والمحافظة على اللويحات المسببة للتصلب من التحطم والتهشم.

     

    * خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد

  2. البرلمان العراقي يوافق على قانون استثمار مصافي النفط والمشهداني إلى التقاعد نهاية الأسبوع ... إتفاق أميركي - إيراني على تفعيل اللجنة الأمنية وكروكر يتهم طهران بزيادة دعمها الميليشيات

    بغداد الحياة - 25/07/07//

     

    لم ينتظر السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر طويلاً، ليضفي أجواء التشاؤم على لقائه نظيره الايراني حسن كاظمي قمي، معلناً فور نهاية الجولة الثانية من المحادثات بين الجانبين أمس أن طهران تزيد وتيرة دعمها العنف في العراق، مناقضاً تفاؤل المسؤولين العراقيين الذين أكدوا لـ «الحياة» أن «روحا ايجابية سادت قاعة الاجتماع»، وأن الطرفين «اتفقا على تفعيل عمل اللجنة الأمنية الثلاثية».

     

    على صعيد آخر، وافق البرلمان العراقي أمس على قانون يسمح بالاستثمارات النفطية. وقالت مصادر مطلعة ان «الصفقة» التي سمحت لرئيس المجلس النيابي محمود المشهداني بالعودة الى منصبه تضمنت تقديمه الاستقالة قبل نهاية الاسبوع الجاري.

     

    وبدأ اللقاء بين الوفدين الاميركي والايراني لدى العراق أمس في مقر رئيس الوزراء نوري المالكي الذي افتتح الجلسة بكلمة دعا فيها الطرفين الى دعم سيادة العراق، مشيراً الى أن «الحوار هو السبيل الأفضل للتعاون بين البشر، وإننا نتطلع إلى بناء عراق جديد على أساس التعاون والرغبة في إقامة علاقات طيبة مع الجميع، كما نتمنى دعمكم استقرار العراق الذي لا نريد أن يتدخل في شؤون الآخرين ولا نريد أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية».

     

    وقال مصدر حكومي حضر اللقاء في اتصال مع «الحياة» ان «أجواء ايجابية سادت المحادثات وجرى الاتفاق على تفعيل ما تم الاتفاق عليه في الجولة الاولى، خصوصاً ما يتعلق بتشكيل اللجنة الأمنية الثلاثية التي يفترض ان تتابع بشكل دوري الاتهامات الاميركية لايران»، موضحاً ان أهم ما توصل إليه لقاء الأمس هو «الاتفاق على وضع آليات محددة لعمل تلك اللجنة».

     

    وأكد القيادي في كتلة «الائتلاف» الشيعية المقرب من المالكي علي الأديب لـ «الحياة» ان «الموقف بشكل عام ايجابي من كلا الطرفين» و «تشكيل اللجنة الثلاثية كان مطلباً ايرانياً. والاميركيون طلبوا دراسة الموضوع من كل جوانبه للوصول الى اتفاق نهائي».

     

    لكن التفاؤل العراقي لم ينعكس في تصريحات كروكر الذي قال في مؤتمر صحافي أعقب نهاية المحادثات ان «الدعم الايراني للميليشيات التي تهدد استقرار العراق ازداد بعد الجولة الأولى من المحادثات في بغداد في أيار (مايو) الماضي. وأضاف ان «ما شهدناه على الارض على مدى الشهرين الماضيين يمثل تصعيداً وليس تراجعاً».

     

    اتهامات السفير الاميركي كانت متناغمة مع سلسلة من التصريحات أطلقها قادة عسكريون اميركيون اتهموا ايران بتقديم دعم مالي وتسليحي لميليشيات تساهم في تأزيم الوضع، اذ أكد الاميرال مارك فوكس الاحد «اعتقال شخصين يرتبطان بـ «فيلق القدس» الايراني كانا يديران شبكة لتهريب العبوات الخارقة للدروع ويعملان على تهريب العبوات والاسلحة عبر الحدود».

     

    لكن طهران التي تحاول الاحتفاظ بعلاقة وطيدة مع حكومة المالكي المدعومة اميركيا نفت بشدة اتهامها بإرسال اسلحة الى العراق وتدريب الميليشيات. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني في بيان أمس ان «اطلاق المسؤولين الاميركييين تهماً كاذبة لا يساهم في تعزيز مناخ المحادثات الجارية حالياً في بغداد».

     

    وأكد أن سبب اطلاق مثل هذه الاتهامات والتصريحات يعود الى «تضليل الرأي العام القلق أساساً من السياسات الاميركية المثيرة للحروب»، داعياً البيت الأبيض الى «البحث عن كيفية الخروج من الأزمة الناجمة عن سلوكها الخطأ والقبول بالنظرة الايرانية الواقعية».

     

    واعتبر ان الحل الوحيد للخروج من الأزمة «يتمثل باحترام حق الشعب العراقي في تقرير مصيره بنفسه ونقل المسؤوليات الى حكومته المنتخبة وانهاء الاحتلال».

     

    الى ذلك رأى سياسيون عراقيون مطلعون أن عدم تحقيق تقدم ملموس في العلاقة الاميركية - الايرانية خلال جولتي المحادثات في بغداد سببه «عدم وجود أجندة متفق عليها تؤطر الحوار». وقالوا ان الولايات المتحدة «مستمرة في سياسة الاملاءات غير المجدية سياسياً في هذه المرحلة الخطيرة، وكان عليها ان تقر بالفشل وتقدم تنازلات واضحة الى الجانب الايراني». أما السبب الآخر فهو أن طهران «لا تبدي حماسة كبيرة لتقديم تنازلات الى الادارة الحالية في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الداخلية الاميركية، حيث تتنامى جبهة المعارضة لسياسة الرئيس جورج بوش».

     

    وكان ممثلو الولايات المتحدة وايران عقدوا في 28 أيار أول اجتماع منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين عام 1980 حين احتل طلاب ايرانيون السفارة الاميركية في طهران لمدة 444 يوما.

     

    من جهة أخرى، تبنى مجلس النواب العراقي أمس «مشروع قانون الاستثمار الخاص بمصافي النفط الخام «لتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في القاعدة الصناعية للبلاد عن طريق إنشاء مصاف تنشئها الشركات العراقية وغير العراقية منفردة او مجتمعة ويكون لها رأس مال خاص بها، وتلتزم الشركات بتعيين نسبة 75 في المئة من الأيدي العاملة العراقية في المشروع».

     

    والقانون واحد من قوانين وصفها بوش بـ «المهمة»، وقد تعطل إقرارها بسبب انسحاب كتل «التوافق» و «الحوار» و «الصدر» من البرلمان، قبل عودة الأخيرة عن قرارها، وتبعتها «التوافق»، فيما تمسكت «الحوار» التي يتزعمها السياسي صالح المطلك بموقفها.

     

    وتوقع برلمانيون عراقيون ان يقدم المشهداني استقالته من منصبه، او يحال على التقاعد قبل نهاية الاسبوع الجاري، «بناء على صفقة»، سمحت لكتلة التوافق بإقرار القوانين المعلقة مقابل المشاركة في القرار السياسي على ان تراعى القضايا «الاعتبارية» و «المالية» خلال إزاحة المشهداني من منصبه.

  3. العراق.. مسؤولية عربية

    عبد المنعم سعيد

     

    وصلت إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل فوجدت حديث تقسيم العراق شائعا بأكثر مما كان عليه الحال من كل المرات السابقة، بل بأكثر مما يمكن معرفته عند الوجود في العواصم العربية. فعندما تبدأ كل مراكز البحوث السياسية والاستراتيجية في أمريكا في الحديث عن الموضوع في شكل ندوات ومؤتمرات وبحوث منشورة وغير منشورة، سوف تعرف أن الموضوع قد أصبح مطروحا على الدوائر السياسية العليا وهي تحتاج إلى المشورة والمعرفة حول نتائج خطوة بعينها.

     

    وعندما يكون الحديث فى الموضوع فى صيغة خيار واحد لم يعد هناك خيار آخر بعده ولا قبله للخلاص من المحنة الأمريكية فى العراق، فمعنى ذلك أن الخيار أصبح قريبا للغاية من دائرة القرار. وعندما يكون الحديث قائما على أن الإدارة الأمريكية قد بذلت أقصى ما في وسعها من أجل وحدة العراق ولكن العراقيين أنفسهم لا يريدون ذلك وأنهم لا يعتبرون أنفسهم عراقيين في المقام الأول أو حتى الثاني أو الثالث، بل انهم لا يريدون عراقا من الأصل، فمعنى ذلك أن التقسيم قد أصبح هو البديل للسياسة الحالية التي بدأ تنفيذها مع مطلع العام وتقوم على مزيج من استخدام القوة، ودعم الحكومة المركزية الحالية في العراق. وسواء كنت في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، أو في معهد بروكينغز، أو فى معهد ودرو ويلسون للعلاقات الدولية، فسوف تجد الحديث واحدا مهما تغيرت القوالب وتعددت الأساليب.

     

    والقول هكذا منتشر بين كل مراكز البحوث بلا استثناء، خاصة في تلك الدائرة الواقعة حول العاصمة واشنطن، وهو قول قد يرى بعض العرب أنه لا جديد فيه طالما أن الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا لا تريد خيرا بأهل المنطقة وتريد تقسيمها شيعا وأحزابا منذ وقت طويل. ولكن بغض النظر عن الآراء والنوايا فإن الضرورات الاستراتيجية للصعود الإيراني في المنطقة حتى الوصول إلى الحافة النووية، ومن ورائه أشكال مختلفة من الأصوليات الإسلامية، قد جعل وجود العراق موحدا ضرورة استراتيجية لموازنة هذه القوة الصاعدة. بل ان ذلك كان السبب الرئيسي وراء الإبقاء على نظام صدام حسين وعدم الإطاحة به إبان حرب تحرير الكويت، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالتكلفة ورغبات ومصالح الدول المجاورة والحليفة لواشنطن.

     

    ولكن إدارة جورج بوش ارتبكت أخطاء فادحة ليس فقط عندما دخلت حربا لم يكن واجبا خوضها، ولا عندما أرادت دولة فيدرالية لم توفر لها مقوماتها الوحدوية. وعلى عكس ما هو شائع الآن في مراكز البحوث الأمريكية، فإن الفيدرالية التي حاولت أمريكا تطبيقها في العراق وإن اعترفت بالطبيعة التعددية للشعب العراقي، فإنها لم تضع الأسس التي تبقيه موحدا، لا من خلال الحفاظ على الأمن الذي يبقي الاختلاط السكاني، ولا من خلال خلق المؤسسات والآليات السياسية التي تكفل المساواة والتفاعل الوحدوي بين الأطراف العراقية. فالولايات المتحدة نفسها، والقائمة على 50 ولاية شبه مستقلة فى مؤسساتها التشريعية ولها الحق في حمل السلاح وحتى التمثيل الخارجي، فإنها أبقت الولايات موحدة من خلال اقتصاد واحد، وعملة واحدة، وحق انتقال مشروع بين الولايات، وحكومة فيدرالية ومجلس تشريعي يكفل المساواة ـ مجلس الشيوخ ـ وآخر ـ مجلس النواب ـ يكفل التنوع والتعبير عن الأعداد.

     

    أيا من هذا لم يحدث في العراق، وتركت أمريكا حلفاءها الأكراد يتصرفون كما لو كانوا في دولة مستقلة، كما جعلت الديمقراطية العراقية ديمقراطية طائفية وليست شعبية، وفي النهاية عملت بالإهمال أو بالخطأ على وصول السلاح لكل من يريد حمله طالما أنه يدعي بالحق أو بالباطل أنه سوف يقاتل إلى جانبهم. وبالطبع من الممكن المضي قدما في لوم الأمريكيين حتى نهاية التاريخ، ولكن المشكلة أن هذا اللوم لن يحل من المعضلة العراقية أمرا، بينما تبقى على عاتق المنطقة شئنا أم بينا. ففي النهاية فإن الولايات المتحدة سوف تترك العراق مدحورة ومهزومة وفاقدة المصداقية كما حدث في فيتنام من قبل، ومن الجائز أن تكسب قوى دولية أخرى من الفشل الأمريكي، أو أن تعود أمريكا بما حباها الله من ثروة وتكنولوجيا وقدرة على التصحيح من خلال انتخابات حرة إلى سابق جبروتها مرة أخرى، ولكن كل ذلك يخصها، أما بالنسبة لنا فإن ذلك سوف يعني كارثة بلا حدود.

     

    وأول الكوارث سوف تصب على الشعب العراقي نفسه، فالحرب الأهلية لن تكون استمرارا لما هو حاضر، بل ستكون أكثر ترويعا من كل ما سبق ولمن اقشعرت أعصابه من المذابح الحالية فإن عليه توفير أعصابه حتى المذابح المقبلة. وإذا كان الأكراد يعتقدون أنهم سوف يحصلون على دولة مستقلة نتيجة الخلاف والصراع الشيعي السني، فإنهم يتجاهلون تأثيرات هذا الصراع عليهم، بل وصوله في أشكاله الأصولية وغير الأصولية إلى داخلهم. ولا يقل أهمية عن ذلك ما سوف ينتج عن الفراغ الاستراتيجي الهائل الذي سوف تتركه الولايات المتحدة من تمدد إيراني من ناحية، وتمدد تركي تجد بشائره معلنة على كل حوائط الانتخابات التركية الراهنة.

     

    وثاني الكوارث ناجمة من موقع العراق التاريخي في المنطقة، ومن دون الذهاب إلى عصور بعيدة، فإن العصور الحديثة جعلته واحدا من الركائز الأساسية في المنطقة، وعندما تنهار واحدة من هذه الركائز فإن نتائجها تقع على البقية الباقية، ليس فقط نتيجة رابطة العروبة والإسلام والجوار الجغرافي والروابط التاريخية المعروفة، وإنما أساسا للحفاظ على توازن القوى في المنطقة بما فيه من أبعاد عسكرية ومذهبية أيضا. وثالث الكوارث هو أن كل الجهود الحالية لتحديث الدولة العربية ووصولها إلى البر الديمقراطي، وقاعدة المواطنة سوف تنهار وتنتهي لأن الوطنية والخيانة سوف تتوزعان من الآن فصاعدا على أسس مذهبية ومن ورائها سوف تتدفق جماعات اللاجئين بين البلاد والأمم.

     

    كل ذلك معروف وشائع، ولكنه لم يصل بعد لا إلى العناوين العراقية ولا العربية ولا إلى كل من يهمه الاستقرار في المنطقة ويعرف جيدا أنه إذا كانت الحرب الأهلية اللبنانية قد كلفت المنطقة ستة عشر عاما من الكرب والغم، فإن العراق سوف يكلفها ما هو أكثر أضعافا مضاعفة. وهناك قدر غير قليل من الشماتة في الولايات المتحدة من الثوريين العرب لأنهم غزوا بلدا عربيا، وقدرا آخر من الشماتة من غير الثوريين العرب لأنهم أضافوا موضوع الديمقراطية إلى غزو العراق فصار الأمريكيون مسؤولين عن جريمتين في جريمة واحدة. ولكن حجم الشماتة فى أمريكا مهما طال وكبر وتراكم لن يحل واحدة من المعضلات العربية في العراق، ولن يحل معضلة العراقيين أنفسهم إزاء أولادهم وأجيالهم القادمة.

     

    وبالتأكيد فإن هناك من سيسأل: ما العمل في هذه المعضلة؟ وبالتأكيد أكثر فإن هذه مهمة أكبر من قدرة فرد، ولكن التسليم بأن قضية العراق هي قضية استراتيجية في المقام الأول، قد يكون مقدمة، ومعرفة أنه لا توجد دولة عربية يكون بمقدورها وحدها التعامل مع العواقب، سيكون خطوة أولى، والعلم أن الشماتة فى الولايات المتحدة ربما يكون لها قيمة لدى المؤرخين أو المشاركين في الانتخابات الأمريكية، لكنها لن تقدم أو تؤخر في فداحة ما يجري، سوف يكون خطوة ثانية، واليقين بأن وقت العمل الآن وليس غدا سوف يكون خطوة لا بديل لها.

  4. في مواجهة هروب الفتيات.. من المسؤول؟

    محمد صادق دياب

     

    تتحدث الصحف السعودية عن تزايد أعداد الفتيات الهاربات من منازلهن، ففي مكة المكرمة وحدها 95 حالة هروب للفتيات خلال 8 أشهر، وفي العام الماضي أشارت صحيفة «عكاظ» إلى 850 حالة هروب، نصفهن دون الرابعة عشرة.. وهذه الأرقام تثير القلق، إذا ما نظرنا إليها في ضوء النتائج الخطرة التي يمكن أن تترتب عليها.

     

    وفي الكثير من النقاشات لهذه المسألة يتجه الكثير من الآراء إلى تحميل الفتيات مسؤولية الهروب، وبالتالي يوجه أصحاب هذه الآراء خطابهم الوعظي إلى الفتيات، ويتناسون ـ في الغالب ـ الأسباب الأسرية التي قد تتسبب في خلق هذه المشكلات، فنسبة من الأسر تفشل في خلق بيئات آمنة لفتياتها، خاصة تلك الأسر التي يسودها العنف والقسوة والاضطراب، وكذلك البيوت المتهدمة التي انتهت فيها علاقات الازواج بالطلاق، لتحل زوجة الأب ـ الجائرة أحيانا ـ في بيت، وزوج الأم ـ الذي قد يكون غليظا ـ في بيت آخر، وعلى الفتاة أن تتأرجح بين جائرة وفظ.. وقد تواجه الفتيات في بيوت ذويهم تعاملات ظالمة قاسية، ونظرات ذكورية دونية مهينة تدفعهن إلى المغامرة بالهروب، رغم ما يحمله الهروب من مخاطر تفوق معاناة الصبر في بيوتهن.

     

    ونحن كمجتمع لا نحسن ترتيب أولوياتنا، فلو خيرت كمثال بين أندية أدبية نخبوية تهتم بالبنيوية والتشريحية والتفكيكية... الخ, وبين مراكز تثقيف أسري لآثرت الانحياز إلى وعي الأسرة، فهي حجر الزاوية لكل محاولاتنا الإصلاحية. وهروب الفتيات مجرد مشكلة واحدة من مشكلات عديدة يفرزها غياب الوعي الأسري.. وأنا أحمل التربية الأسرية نصيبا مما آل إليه حال بعض الشباب من تطرف أو عنف أو إدمان للمخدرات، أو أي خروج على السلوكيات السوية، فالأسرة كالقلب إن صلحت صلح المجتمع.

     

    لذا كم أتمنى أن تضم مدننا وقرانا مراكز للتثقيف الأسري تلعب أدوارا مكثفة لإيصال رسالتها إلى كل بيت، وأن يكون ضمن فرق عملها اختصاصيون في التربية والأسرة وعلم النفس والاجتماع يمارسون أدوارا علمية منهجية بعيدا عن النصائح الجاهزة والوعظية التقليدية، فنحن في حاجة ملحة إلى أن تتوازى الإصلاحات في الحقلين التعليمي والأسري لكي لا يهدم البيت ما بنته المدرسة، أو تنزع المدرسة ما غرسته الأسرة.. فهل نفعل؟

  5. العراق.. امنح السنّة الأمن والأسلحة لمواجهة «القاعدة»

     

    تشارلز كروثمر

     

    خلال جلسة معركة الوسائد الليلية المطولة لمجلس الشيوخ الاسبوع الماضي كانت تحدث في العراق تطورات متلاحقة اكثر من مجرد مسألة زيادة عدد القوات الاميركية العاملة هناك. فالجنرال ديفيد بتراوس والسفير ريان كروكر شرعا في خطوات تتعلق بتغيير سياسي اساسي، يمكن ان نسميه «حل بنسبة 20 في المائة».

     

    ظلت واشنطن تنتظر منذ الانتخابات العراقية في ديسمبر 2005 مصادقة الحكومة العراقية على الاتفاقيات الخاصة بالنفط والفيدرالية واجتثاث البعث بغرض توحيد البلاد وتهدئة الأوضاع. اثبتت حكومة المالكي انها طائفية الى حد بعيد وضعيفة وأكثر ميلا الى المصالح الايرانية على نحو لا يمكّنها من أداء المهام المنوطة بها بصورة فاعلة.

     

    وأشار الديمقراطيون الى هذا العجز كسبب في التخلي عن المهام المراد تنفيذها والخروج من العراق، هذه فكرة مثيرة للاهتمام، لكنها ستلحق ضررا بمصالحنا. تبعا لذلك، توصل بتراوس وكروكر الى ان الخطة (ب) يمكن ان تساعد على تهدئة الاوضاع في البلاد منطقة تلو الأخرى، خصوصا من خلال إشراك السنّة في محاربة تنظيم «القاعدة». بدأ ذلك يحدث في الأنبار وديالى، اولا لأن مسلحي «القاعدة» أجانب. نحن ايضا اجانب، إلا اننا ـ السبب الثاني ـ على العكس منهم لسنا همجيين. أننا لا نبتر الأصابع ونستمتع بتقطيع الأوصال ونقتل الشيعة بغرض التسلية.

     

    ثالثا، أهداف «القاعدة» ليست السنّة. أتباع «القاعدة» يريدون حربا بلا توقف وعودة للخلافة. وفي نهاية الأمر انهم يعيشون كي يموتوا. سنة العراق لا يتطلعون الى 72 حورية في الجنة، وإنما يريدون التوصل الى اتفاق، وربما مجرد البقاء عقب مغادرة القوات الاميركية. لهذا السبب قبل كثير من السنّة عرض بتراوس وانخرطوا في قتالنا ضد «القاعدة» وزودناهم بأسلحة ودعم عسكري. بذلك يمكن ان يخلصوا انفسهم من سرطان «القاعدة». وعندما تغادر أميركا العراق سيصبحون في وضع يمكّنهم من الدفاع عن انفسهم في مواجهة الغالبية الشيعية ـ الكردية التي تشكل 80 في المائة.

     

    الوضع الجديد يشكل نجاحا بالنسبة لنا، إذ ان إلقاء القبض مؤخرا على قيادي عراقي بارز في «القاعدة» لم يكن صدفة، ذلك ان اعتقال مثل هذه العناصر لا يتم إلا من خلال توفر معلومات استخباراتية جيدة، ومثل هذه المعلومات لا تتوفر إلا عندما ينقلب السكان على الارهابيين.

     

    ومكان القبض عليه ـ الموصل ـ له دلالات كثيرة. فالموصل هي المكان الذي تصل اليه اذا كنت قادما من الانبار وديالى وليس لك مكان اخر تذهب اليه. فأنت لا تذهب الى الجنوب الشيعي او الشمال الكردي حيث ستتعرض للقتل على يد السكان المحليين.

     

    والاتهام ضد استراتيجتنا القديمة للحرب هو اننا كنا نلعب لعبة لا طائل من ورائها، فهم يهربون من مكان ثم يثبتون اوضاعهم في مكان اخر. اما خطة بتراوس فهي تعمل على القضاء على كل ملاجئ «القاعدة». لقد انتظرنا فترة انتقالية استغرقت 18 شهرا من اجل حل 80 في المائة ـ لكي يتواصل التحالف الشيعي الكردي بزعامة المالكي مع السنة. وخطة بتراوس ـ كروكر هي حل العشرين في المائة: اخرج السنة من التمرد بمنحهم الامن والأسلحة لمواجهة العدو المشترك الجديد ـ القاعدة في العراق. والمالكي وشركاه يخشون من اننا نسلح السنة من اجل الحرب الاهلية القادمة. ومن ناحية اخرى، ربما نتسبب في خلق توازن صعب للقوى يمكن ان يكون قوة ردع ضد حرب اهلية شاملة ويشجع حدوث توازن سلمي نسبي. وفي الحالتين، سيصبح ذلك مشكلة العراق بعد ان نغادر. وفي الوقت الراهن فإن مشكلتنا هي القاعدة في الجانب السني والميليشيات المتطرفة في الجانب الشيعي. وربما يستمع الديموقراطيون لفهم مدى تغير الوضع تغييرا كبيرا على ارض الواقع، ويفكرون مرتين قبل القضاء على هذه «الرؤية الاميركية الخالصة» المعقدة والقاسية والواعدة.

     

    * خدمة كتاب

     

    «واشنطن بوست» ـ

     

    خاص بـ«الشرق الأوسط»

  6. واشنطن ومراجعة الذات.. أولوية المصلحة الأمريكية

    جابر حبيب جابر

     

    الجدل الأمريكي الداخلي يعكس مجددا، وكما في الكثير من لحظات التاريخ الأمريكي، وعند مفترقات طرق السياسة الخارجية الامريكية، صراعا بين رؤيتين ومنهجين، هو أولا صراع بين الرؤية المثالية التي تعتقد أن أمريكا يجب أن تنهض بمهمة رسالية تتمثل بنشر الديمقراطية والمثل الأمريكية في انحاء العالم، وأخرى واقعية تعتقد ان السياسة الامريكية يجب ان تحكمها الاعتبارات البراغماتية وحسابات الربح والخسارة، وهو ايضا صراع بين منهج التدخل الذي يعتبر ان مسؤوليات القوة العظمى لدى امريكا ترتب عليها ان تتدخل عسكريا وسياسيا في مناطق العالم المختلفة، ومنهج الانكفاء الذي يعتقد ان اي تحرك عسكري امريكي خارج حدود الامريكيتين، يجب ان يرتبط بوجود عدوان حقيقي على الأرض الامريكية.

     

    لقد تبادل الحزبان الجمهوري والديمقراطي المواقع طوال التاريخ الامريكي في تبني الرؤيتين والمنهجين بحسب اعتبارات التنافس السياسي الداخلي، ورغم ما يبدو من طابع تاريخي في الصراع الراهن داخل الكونغرس الامريكي حول موضوع العراق الذي بات يجسد رمزيا وواقعيا احتدام الصراع بين المثاليين والواقعيين وبين التدخليين والانكفائيين، ورغم ما قد يتركه العراق من اثر ممتد زمنيا على رؤية الامريكيين للسياسة الخارجية وأثمان التدخل الخارجي وشروط الانغماس العسكري، الا أن كلا الحزبين الرئيسيين سينتهيان في لحظة ما الى ادراك ان انكفاء الولايات المتحدة قد يكون ثمنه اكبر من اندفاعها، وان الحفاظ على منزلة القوة العظمى ليس هبة مجانية، بل انه يتطلب صراعا لا يقل حدة وخطرا عن صراع التسلق الى هذه المنزلة.

     

    قد ينتهي الجدل حول العراق في مرحلة ما الى صفقة مؤقتة كما هو حال التسويات السياسية التي تحكم النظام السياسي الامريكي، وعندما سيصل الديمقراطيون الى السلطة، سيكونون في وضع مختلف، فهم سيتجردون عندها من عبء منافقة الشارع لكسب تأييده، ومن القوة التي يمنحها منبر المعارضة في مواجهة حكومة تتآكل مصداقيتها، سيكون عليهم ان يتصرفوا كأمريكيين اكثر من كونهم ديمقراطيين، وقد يختارون الانسحاب من العراق، ولكن في الغالب بطريقة مختلفة عن ما يدعو اليه بعضهم الآن Cut and Run، وقد يختارون بقاء محدودا لأنهم عندها سيحملون عبئا مشابها لذلك الذي حملته ادارة بوش: الحفاظ على تفوق القوة العظمى الامريكية. في لحظة ما سيغدو الموضوع العراقي مسألة تكتيكية وهيمنة امريكا قضية استراتيجية، وعندها قد يصبح الديمقراطيون دعاة للتدخل، وقد يعيد الجمهوريون تبني الرؤية الانكفائية.

     

    جزء مهم خاف من الجدل الراهن لا يدور حول مبدأ التدخل بل حول ادارته، وهذا الجزء يعبر عن مكنون الاختلاف الحقيقي، فاللوم يقع عادة على فشل الادارة بوضع استراتيجية واضحة لمرحلة ما بعد احتلال العراق، وعن اخفاقها في تحديد سلم للأولويات: مكافحة الارهاب، دمقرطة الشرق الاوسط، البحث عن اسلحة الدمار الشامل، الحفاظ على منابع النفط. قد تغير امريكا وقد فعلت سلم اولوياتها، الا انها ستجد صعوبة في المجازفة بالتنازل عن هيمنتها ومصالحها. ان الفرق بين امريكا التي يقودها بوش وتلك التي سيقودها خلفه هو الفرق بين امريكا التي تفترض لنفسها رسالة اخلاقية وتعتنق لأجلها رؤية ايديولوجية يعاب عليها عدم اتساقها الكامل مع المصلحة الامريكية، وامريكا الاقل التزاما بالمقولات الايديولوجية والأكثر اخلاصا لـ«المصلحة الوطنية»، انه اختلاف حول الاولويات اكثر من كونه اختلافا حول الهدف.

     

    لقد دخلت امريكا المنطقة في مرحلة انفرادها بالزعامة العالمية ونمو تيارات العولمة التي باتت تفرض تحدياتها الخاصة على قدرة التفرد تلك، ولم يكن هناك انسب من جمهوريي بوش للترويج ايدولوجيا لمثل هذه الخطوة الثورية التي غلفت بمنطق الحرب الوقائية، كان هناك ادراك مفاده ان هذه المنطقة ظلت عصية على التغيير والانفتاح امام مشروع العولمة المتمثل بالديمقراطية السياسية واقتصاد السوق، وهي تهيمن في الوقت نفسه على عصب رئيس في الاقتصاد العالمي، فالتقت المنظومتان الاخلاقية والمصلحية الامريكية في تبرير التدخل وإعطائه زخما شعبيا في بدايته بسبب بروز المشروع الجهادي ـ الاسلاموي الذي اصبحت منظمة القاعدة رمزا له، قبل ان يؤدي الفشل في ادارة الوضع العراقي الى عرقلة هذا الاندفاع.

     

    كان التدخل خلطا غير مسبوق لأوراق المنطقة وتقاليدها، البعض عارضه بسبب كراهية منهجية تم ارضاعها للعقل العربي تجاه امريكا، والبعض رأى فيه بداية خلاص من أنظمة حكم غير ديمقراطية، والغريب ان السلوك الشعبي العربي اظهر تناقضا صارخا بين تعويله على ان ترفع امريكا يدها عن دعم النظم غير الشعبية، وربما ان تسعى لإسقاط هذه النظم، وبين التصويت للتيارات والأحزاب المعادية لامريكا وإيصالها الحكم عندما تسنح الفرصة، ثم بعد ذلك مطالبة امريكا والغرب بدعم هذه التيارات عندما تصل للسلطة، تناقض يبرزه عدم القدرة على ادراك ان امريكا الساعية الى دمقرطة المنطقة هي امريكا الساعية وراء مصالحها، وهي ربما ستقبل الممارسة الديمقراطية، لأن ذلك ينسجم مع مثلها المعلنة، لكنها ليست مضطرة لقبول نتائجها عندما لا تكون منسجمة مع مصالحها.

    قد تكون نظم المنطقة نجحت الى حد ما في ايقاف الاندفاع نحو دمقرطتها، وفي استثمار التوجس الشعبي من التدخل الامريكي والتخوف من تكرار النموذج العراقي لإضعاف المطالب بالتغيير الديمقراطي، وربما فعلت ميكانيزمات الثقافة العربية ومقولاتها المهيمنة فعلها في اضعاف اي تقبل لمنطق التدخل الأمريكي الجديد، لكن دفع امريكا، ديمقراطية كانت أم جمهورية، الى التخلي عن مصالحها سيكون اكثر صعوبة، وانفاذ الخزين الأيديولوجي لمواصلة التدخل ليس سهلا، اذ ان تنامي دور الجهاديين وظهورهم في مواقع جديدة بات يعطي مبررا «اخلاقيا» ربما اكثر قوة لتواصل التدخل الامريكي ولمزيد من الضغط على أنظمة المنطقة، فليس من المحتمل ان يقرر الأمريكيون المغادرة، وترك خزين النفط الهائل تحت رحمة الجماعات الجهادية والأصوليين المتشددين.

     

    قد تتغير التكتيكات ومناطق الانتشار وطبيعة المواجهة وحجم الجرعة «المثالية» في السلوك الأمريكي، لكن ما يصعب تغييره هو النزعة الامريكية نحو البقاء في موقع القوة العظمى المتحكمة، والاعتقاد ان مثل هذا البقاء يشترط أشياء من بينها الوجود القوي والمهيمن في الشرق الأوسط، طالما كان للرحيل تكلفة أكبر.

  7.  

    الجندي الغارق في التفكير

     

    خالد القشطيني

     

    مررت في حياتي الفنية بمئات التماثيل، كان منها ما رأيته أو عملته أو قرأت عنه. رأيت تمثال فينوس للإغريق وتمثال ديفد لميخائيل انجيلو، وتمثال القبلة لرودان، وتمثال السجين السياسي لجواد سليم، ولكن لم يثر تفكيري ويعلق في ذهني كتمثال الجندي الغارق في التفكيرBrooding Soldier الشاخص الى ارتفاع عدة أمتار فوق هضبة من ساحة معركة الفلاندرز في الحرب العظمى التي قتل فيها ما يقرب من المليون شاب. يقف هذا الجندي وهو يحتضن بندقيته ويتكئ بحنكه على فوهتها يفكر ويتأمل بوجه مكتئب.

     

    لقد رأينا عشرات التماثيل التي تصور شجاعة الجندي وبطولته وانتصاراته. كلها كذب وزيف. لم أجد تمثالا يعبر بصدق عن مشاعر الجندي قبيل المعركة أو بعدها كهذا التمثال.

     

    ما الذي يدور في ذهن هذا الجندي الشاب وقد أمسك ببندقيته على مشارف المعركة؟ لماذا يطأطئ برأسه ويحدق في الأرض تحت قدميه؟ أتراه يفكر بمقتله الوشيك؟ ما الذي سيشعر به عندما ستخترق رصاصة صدره، أو تطيش شظية قنبلة برأسه أو تمزق بطنه وأمعاءه حربة لئيمة في ذلك الخندق من خنادق الموت عندما ينبغي عليه ان يقتحمه بدوي بوق الهجوم؟ هل سيكون هناك من يخف لإسعافه؟.

     

    ما الذي يفكر به البرودنغ سولدجر، وقد أسند رأسه على بندقيته؟ كيف سيقتضي عليه أن يحمل حربته ويمزق بها بطن جندي ألماني؟ شاب مثله؟ لا يسحب الحربة الدامية منه حتى يواجه حربة جندي ألماني آخر يباغته بطعنة ماضية من الخلف. أي صرخة سيصرخ؟

     

    ما الذي يفكر به؟ أتراه يفكر بزوجته أو حبيبته؟ اين هي الآن؟ ماذا تفعل؟ كيف تقضي وقتها؟ أتراها في أحضان عشيق حظي بها رجل لم يتطوع للحرب؟

     

    أترى هذا الجندي المكتئب يتذكر والدته؟ لم تصله منها رسالة منذ أشهر. لقد نسيته. أتراها هي أيضا وقعت في أحضان عاشق آخر لم يتطوع لنداء الواجب ويلتحق بالمعركة؟

     

    لماذا أسند حنكه على فوهة بندقيته؟ أتراه يفكر بالانتحار خلاصا من كل هذه الأفكار الكئيبة وهروبا مما سيواجهه في خنادق العدو؟ أيليق به أن يهرب من المعركة؟ ولكن الى أين وكيف والضابط المسؤول عنه يحمل مسدسه موجها ضد كل من يتخاذل؟

     

    أتراهم سيكتبون اسمه على قوس النصر بعد أن يموت؟ أسيقف والداه في استعراض النصر ويصفقان ويهتفان والدموع تنساب من أعينهما؟ يذهبان لقراءة اسم ابنهما على سجل الشرف منحوتا على الصخر. ولكنه لن يكون هناك ليقرأ اسمه. ماذا إذا لم يكسبوا النصر في الأخير؟ أي ضياع سيكون كل هذا الجهد والدمار والتضحية!

     

    ما الذي يفكر به البرودنغ سولدجر؟ وكل جندي في ليلة المعركة يتحول الى برودنغ سولدجر. يفكر ويتأمل ويتذكر والخوف والقلق والاكتئاب يجتاح ضميره وجوارحه. ينظر في وجوه رفاقه ويتأمل، من منهم سيعود ومن ستمزق أحشاءه حراب العدو. و كل واحد منهم يفكر ويتأمل ويتذكر.

     

    تمثال البرودنغ سولدجر خير تجسيم على الصخر لعالمنا الغارق في الحروب والعنف.

  8. تحذيرات جديدة من تأثير مستحضرات التجميل على البشرة

     

    تحذيرات جديدة من تأثير مستحضرات التجميل على البشرة

     

     

     

    لندن: «الشرق الاوسط»

    كل مرة يطل علينا تقرير طبي أو علمي يهلل لجديد، وما أن تمر فترة حتى يظهر آخر يفنده، الأمر الذي يصيب المستهلك بحيرة. أخيرا ظهر تقرير بريطاني جديد يفيد بان مستحضرات التجميل قد تؤدي الى أضرار صحية، فيما قال خبراء آخرون ان نقاء بشرة المرأة من أي مستحضرات قد يحمل مخاطر من نوع آخر. وتأتي نتائج هذه الدراسة في تقرير نشرته مجلة «إن-كوزميتكس» المعروفة لدى العاملين في صناعة التجميل، أفاد بان جلد المرأة يمتص في المتوسط نحو كيلوغرامين من المواد الكيميائية سنويا. وتنفق المرأة البريطانية خلال كل حياتها ما مقداره في المعدل 186 الف جنيه استرليني (372 الف دولار تقريبا) على مستحضرات التجميل، وهي مساهمة كبيرة لقطاع صناعي ضخم تقدر قيمته بـ 6.4 مليار جنيه استرليني (12.8 مليار دولار) سنويا. ويفترض ريتشارد بينس، وهو متخصص في الصيدلة، وواحد من سلسلة من المختصين الذين ينبهون الى مضار مستحضرات التجميل، ان مئات المواد الكيميائية التي تدخل في تركيب هذه المستحضرات المستخدمة يوميا، يمكن ان تضر بالبشرة والجلد بدلا من حمايتهما، حيث تسرع من شيخوختهما. وجاءت النتيجة بعد تجارب ثلاثة اعوام من البحث حول محتويات مواد التجميل الشائعة، ومنها كريمات الأساس، والمسكارا، والكريمات المرطبة بل وحتى مستحضرات الاطفال السائلة مثل اللوسيونات.

    ويعدد بينس الذي اسس لنفسه موقعا الكترونيا على الانترنت العام الماضي للترويج لمستحضرات التجميل المنتجة من مواد طبيعية، بعض المواد المهيجة للجلد، مثل مركبات سلفات صوديوم اللاوريل التي توضع في الشامبو وفي معاجين الحلاقة الرغوية، ومركبات «بارابين» التي تضاف كحافظات في منتجات حماية الشعر والجلد، والتي يعتقد انها تحاكي مفعول هرمون الاستروجين المسؤول، كما تعتقد بعض الجهات، عن حدوث سرطان الثدي، واخيرا مركبات «كوكامايد» التي تستخدم لربط محتويات المواد المرطبة.

     

    ويقول الباحث البريطاني ان «امتصاص هذه المواد الكيميائية يبدو اخطر من بلعها» ونقلت عنه صحيفة «التايمز» في لندن انه «إن حدث وكسر احمر الشفاه في فمك، فان انزيم اللعاب سوف يكسر تلك المواد الكيميائية الموجودة فيه، الا انه لن تكون هناك أي حماية لدى وصول تلك المواد الى مجرى الدم».

     

    الا ان بعض اطباء الجلد يعارضون افتراضات بينس ويصفونها بأنها «مجرد حملة تخويف»، ويعتبرون ان وضع الماكياج افضل من عدم وضعه. وفي الواقع، كما يشير هؤلاء، فان المواد الكيميائية التي تحتويها كثير من المنتجات، وخصوصا المواد المرطبة والكريمات الليلية، يمكنها ان تقوم بالكثير من المهمات لوقاية الجلد من الاضرار الناجمة عن تعرضه لمواد ضارة من الوسط المحيط بالانسان.

     

  9. هل عكس «فن الاستشراق» فعلا نواحي الحياة الشرقية؟

     

    هل عكس «فن الاستشراق» فعلا نواحي الحياة الشرقية؟

     

     

    لوحة للفرنسي يوجين دي لاكروا في صالون حلاقة مغربي

     

    لندن: سونيا الكساندريان

    كما يحدث في بداية كل مزاد يقوم أصحاب المجاميع الخاصة بزيارة الصالات لتفحص ما هو معروض والتأكد من ان البيانات التي تقدمها دور المزاد، حيث تحمل كل لوحة من اللوحات المعروضة اسم مدرسة الفن التي ينتمي اليه الرسام الذي نفذ اللوحة، مثل المدرسة الهولندية، او ان اللوحة نفسها تشير الى جنسية الرسام وتاريخ ميلاده ووفاته. الجامع للأعمال الفنية، خصوصا هذه الأيام، لا ينتمي بالضرورة الى جيل المقتنين المهتمين بالجانب الجمالي للعمل الفني، كما كان الحال بالنسبة لارستقراطية القرون الماضية، فهو مستثمر اولا وأخيرا، حتى ولو كان عنده بعض الاهتمام بالنواحي الفنية الأخرى.

    وفي مقابلة نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية اليومية قال مخرج الأفلام الأميركي دنيس هوبر انه خسر الملايين لعدم احتفاظه بلوحة اشتراها ببضع مئات من الدولارات في الستينات من القرن الماضي. واحتفظت زوجته باللوحة بعد انفصالهما، وباعتها بأضعاف ثمنها الأصلي، لكن المشتري الجديد احتفظ بها وباعها هو الآخر بأضعاف أخرى. لكن اللوحة بيعت أخيرا بعدة ملايين. ويرى هوبر خسارته بما لم يجنه من الملايين بسبب عدم احتفاظه باللوحة، وليس بعدم قدرته النظر اليها وهي معلقة في بيته. ومزاد لوحات «فن الاستشراق» الذي نظمته دار «سوذبيز» اخيرا شأنه شأن جميع المزادات تهيمن عليه لغة السوق. فهو يأتي ضمن سلسلة المزادات للفن الأوروبي الحديث والانطباعي والفن المعاصر.

     

    خبراء المزاد، ومنهم رئيس قسم «فن الاستشراق» في «سوذبيز» أدريان بدييل يرى ان سوق هذا الفن هو سوق متطور تماما لكن هناك دائما مجالا للمزيد من النمو في هذا السوق، آخذين بالاعتبار النشاطات التي تتواصل في مختلف اقتصادات العالم. ولذلك هناك دائما مقتنون جدد وبالتالي فلا بد من ان يتأسس سقف جديد لأسعار اللوحات في هذا المزاد. وردا على سؤال عن الموضوعات المفضلة والذوق المهيمن في سوق الاستشراق يقول بدييل ان هناك أصحاب مجاميع للوحات «فن الاستشراق» في اوروبا وفي الشرق الاوسط وهم ما زالوا يشترون هذه اللوحات، ونجدهم يميلون دائما الى اقتناء قطعة او لوحة تكمل الموضوعات او الفترة التاريخية لمجموعتهم. وطبعا استكمال سلسلة لوحات نفذها فنان حول موضوع محدد قد يزيد من القيمة الاستثمارية للأعمال الفنية، خصوصا ان لوحات المستشرقين تصبح احيانا وثائق لفترات تاريخية تمكن الباحثين استنباط الكثير من نواحي الحياة الاجتماعية عن تلك الفترات عندما يكون هناك صعوبة في ايجاد وثائق تاريخية اخرى تشرحها. خبراء المزاد يقولون إن هذا الفن رافق أدبيات الرحالة الأوروبيين في القرن التاسع عشر، وفيه ايضا جانب من توثيق للديكور المنزلي والتاريخ الاجتماعي عن التقاليد والمفردات الحياتية ودور الرجل والمرأة في هذه المجتمعات والتي كانت مختلفة جدا للحياة في أوروبا الغربية. بمعنى انها تسد ايضا الثغرات الموجودة في معلومات أكاديمية وتتيح توثيقا لما سجله رسامون من هذه البلاد عن موضوعات حياتية في بلدان الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر. ويرى بدييل ان السبب في وجود اهتمام كبير من المقتنين بهذه الأعمال يعود في جانب منه الى النطاق الواسع للموضوعات التي عالجها الرسامون في هذه اللوحات. وان المقتنين لهم ما يفضلون من بين هذه الموضوعات. وغالبا ما نجد هذه اللوحات في بيوت أصحابها تحقق انسجاما من حيث موضوعاتها ايضا. بمعنى ان هناك نطاقا واسعا من الأذواق لدى المقتنين من حيث الموضوعات التي تجذبهم او تكمل مجاميعهم، وذلك لأن صاحب المجموعة يريد في نهاية الأمر ان تعطية مجموعته ارتياحا كبيرا، وهذا بالضبط ما نجده في بيوتهم، حيث مجاميع من هذه الرسومات التي يرجع تاريخها للقرن التاسع عشر تنسجم مع بعضها بشكل جيد.

     

    بالطبع هذه التجارب في حياة الرسامين أثرت بالتأكيد على الألوان المستخدمة لدى الرسام، من انعكاسات الشمس الساطعة والألوان الدافئة للنسجيات والأقمشة. والبعض منهم بذلوا مساعي كبيرة لتحقيق الأصالة في رسوماتهم.

     

    لكن هناك ايضا بينهم من تعامل مع موضوعاته بشكل عام، ولذلك نجد في بعض هذه الرسومات حالات رسمها الفنانون وهي لن تحصل اطلاقا في أي من هذه البلدان التي قصدوا بها، وكانت من وحي خيالهم. والمعروضات التي قدمت في المزاد تعكس الأسلوب الفني لكل فنان ولكل مدرسة اوروبية. فهناك رسومات الفرنسي يوجين دي لا كروا لعام 1830، وهي تأتي ضمن مهمته كمبعوث الى المغرب وأعماله توثيقية للغاية وينقل فيها صورا من داخل صالون حلاق للرجال مثلا.

     

    ومع ان كثيرا من هؤلاء الرسامين زاروا الشرق الأوسط فعلا لكن يوجد بينهم من نقل في أعماله تفسيرات من مصادر اخرى، والسبب في هذا يعود الى كونهم شغفوا بما وجدوه في الشرق الأوسط من موضوعات الحياة والتقاليد، فكل هذا كان بالنسبة لهم غريبا جدا ومختلفا جدا عن الحياة في بلدانهم.

     

    ولذلك نجد انهم جلبوا معهم من البلدان التي زاروها قوارير وصحونا وفخاريات وبسطا وسجاجيد ووضعوها في مراسمهم الخاصة يوم نفذوا هذه اللوحات. بمعنى ان هذه القطع التي نقلوها معهم من بلدان الشرق الأوسط لعبت دورا في المدارس الفنية الأوروبية، سواء كانت في النمسا او ألمانيا او لندن. وهذا يفسر الى حد ما سبب استعانة الأكاديميين في تاريخ الفن بمثل هذه اللوحات لتوثيق ما فيها من معلومات مثل تصاميم وألوان النسجيات والسجاجيد التي كانت تصل مثلا من تركيا الى ايطاليا.

  10. علماء يكتشفون هرمونا لمعالجة الخجل

     

    يرش في الأنف

     

    لندن: «الشرق الاوسط»

    بعد أن هلل له العلماء، بوصفه هرمون «الثقة»، يبدو ان هرمون «اوكسيتوسن» oxytocin سيساعد الأشخاص الخجولين، والمتهيبين من التفاعل البشري مع الآخرين.

    واجرى ماركوس هنريكس وزملاؤه في جامعة زيوريخ السويسرية دراسة على 70 شخصا من المصابين بحالة «الخوف من الاختلاط الاجتماعي»، وعلى دور هذا الهرمون في علاجها. وتظهر اعراض هذه الحالة على شكل مخاوف وقلق هائل، اضافة الى حدة في الوعي الذاتي لدى وجود المصابين بها في محافل اجتماعية. وقدم الباحثون قنينة صغيرة تحتوي على الهرمون لرش جرعة منه داخل الأنف، قبل نصف ساعة من حضور المصابين بالحالة، لجلسات علاج حول «السلوك الإدراكي»، وهو العلاج الموجه عادة لتغيير الافكار السلبية والسلوك السلبي.

     

    وقال هنريكس ان النتائج الأولية تشير الى ان هرمون «اوكسيتوسن» قد أدى الى تحسين تهيؤ المصابين بهذه الحالة للتفاعل بينهم وبين الآخرين، وعزز ثقتهم بأنفسهم في ظروف بعض التحديات الاجتماعية التي وضعت امامهم، وذلك خارج جلسات العلاج. ونقلت عنه مجلة «نيوساينتست» العلمية البريطانية ان الهرمون يقلل من استجابات الدماغ للخوف، ولذلك فان المصابين بحالة الخوف الاجتماعي، يصبحون مهيئين اكثر للتفاعل مع الآخرين اجتماعيا.

     

    التعليــقــــات

    محمد علي، «عمان»، 19/07/2007

    أحياناً الترجمة تعطي معاني غير دقيقة وتشوه وعي الجمهور بالمفاهيم والمصطلحات. فالخوف من الاختلاط الاجتماعي هو ترجمة لـ Social anxiety أو Social Phobia، وتترجم للعربي القلق الاجتماعي أو الرهابات الاجتماعية. ولا وجود لما يسمى بالعلاج الادراكي وإنما هو العلاج المعرفي أو الاستعرافي (أدق) cognition Therapy.

     

     

  11. واشنطن: الجمهوريون يحبطون قانون الانسحاب من العراق.. بعد ليلة بيضاء

     

    البيت الأبيض يتراجع عن تصريحاته بشأن حرارة الصيف في بغداد * اعتقال قيادي عراقي بارز في «القاعدة»

     

     

    أسرة متحركة نام عليها اعضاء مجلس الشيوخ في ليلتهم البيضاء (اب)

     

    واشنطن: طلحة جبريل

    أحبط الجمهوريون في الكونغرس أكثر المحاولات جدية يقوم بها الديمقراطيون لسحب القوات الاميركية من العراق، بعد جلسة ماراثونية تعد الأطول في تاريخ جلسات مجلس الشيوخ. وكانت نتيجة التصويت التي جرت نهار امس، بعد ليلة بيضاء أدخلت فيها اسرة بيضاء الى غرفة ليندون جونسون في الكونغرس حتى يستريح فيها الشيوخ خلال المناقشات الماراثونية التي استمرت طوال الليل.

    وكان الاعضاء ينامون قليلاً ثم يعودون الى قاعة الاجتماعات لمتابعة نقاشات صاخبة.

     

    وكانت النتيجة 52 مع قرار يدعو الى سحب القوات من العراق في نهاية ابريل (نيسان) من العام المقبل، و47 ضد القرار.

     

    وبعد جهد كبير لم يستطع الديمقراطيون استمالة سوى ثلاثة من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الى جانبهم، وبذلك فشل الديمقراطيون في الحصول على 60 صوتاً المطلوبة لتمرير مشروع القانون .

     

    الى ذلك تراجع المتحدث باسم البيت الابيض، توني سنو، عن تصريحات ادلى بها واظهرت ان الادارة مستسلمة الى ان مجلس النواب العراقي سيكون في عطلة في اغسطس، ملمحا الى ان ذلك سيعني تأخير اصلاحات مطلوبة. وقال للصحافيين امس «استخدمت عبارة غبية، والواقع اننا نتوقع من الحكومة العراقية ان تواصل العمل للوصول الى الاهداف السياسية للمصالحة». وكان سنو قد قال الجمعة الماضية ان البرلمان العراقي امامه عمل كثير ولكن علينا تذكر ان درجة الحرارة 54 في بغداد في اغسطس» وادى ذلك الى موجة انتقادات من قبل سياسيين قالوا ان القوات الاميركية ليست لديها تلك الرفاهية ويتعين عليها ان تعمل في درجة الحرارة هذه.

     

    وفي بغداد اعلن الجيش الاميركي امس انه تم اعتقال شخص يعتقد انه قيادي عراقي بارز في تنظيم القاعدة، وانه حلقة الربط مع اسامة بن لادن. كما اشار الجيش الاميركي، الى انه عرف من خالد المشهداني المعتقل، ان ابو ايوب المصري، الذي تعتقد واشنطن انه يرأس القاعدة في العراق هو شخصية وهمية.

  12. باحث يمني يكتشف علاجاً للمرض المزمن ... الصبّار «مفتاح» السكري

    صنعاء الحياة - 15/07/07//

     

    أكد باحث يمني فوائد نبتة الصبّار في علاج مرض السكري بأقل الإمكانات، جراء توافر النبتة في شكل واسع.

     

    وأبرزت الصــحافة اليمنية أمس، ما وصفته باكتـــشاف الباحث عادل البكيلي علاجاً طبيـــعياً لمرض السكري من طريق تناول الصبار، أثبتها في رسالة ماجستير قدمها لجامعة عدن جنوب البلاد.

     

    وأثنت اللجنة المشرفة على الدراسة الأولى من نوعها، على النتائج التي توصل إليها الباحث لدى استخدامه نبات الصبار المنتشر فى البيئة اليمنية على حيوانات التجارب في محاولة لعلاج مرض السكري.

     

    وتوصل الباحث، بحسب الدراسة، إلى نتائج مثيرة تشير إلى أن الصبّار يخفض سكر الدم غير المعتمد على الأنسولين، وفي إمكان المرضى المصابين بهذا النوع من سكر الدم الاعتماد على هذا النبات بتناوله في شكل طبيعي مثل أي غذاء آخر.

     

    وأجريت الدراسة وفق معايير علمية عالية، وكذلك نتائجها التي تمنح مرضى السكري أملاً جديداً يريحهم من تناول الأدوية التقليدية، وحصل الباحث على درجة الماجستير بامتياز عن هذه الدراسة.

  13.  

    الزمن العراقي الضائع بين زمنين

     

    جابر حبيب جابر

     

    اليوم هو احد الايام التي اشيعت لاسقاط حكومة المالكي وفقاً لواحدة من السيناريوهات المتعددة، والثاني موعده في نهاية الشهر الحالي والثالث قبل او بعد 15 سبتمبر موعد تقديم ديفيد بترايوس القائد الامريكي في العراق وريان كروكر السفير الامريكي في بغداد لتقريرهما امام الكونغرس. ووفقاً لهذا السيناريو الذي يمكن تجزئته لاثنين، ان يتم اسقاط الحكومة قبل تقديم التقرير لتجنب هذا الموعد او لإلقاء الفشل عليها وجعلها كبش فداء له، والثاني ان يتم بعده على اعتبار ان هذا التقرير لن يخلص الى تحقيق تقدم على الناحية الامنية والسياسية رغم زيادة عديد القوات الامريكية.

     

    من هنا فان الوضع العراقي بات مرتهناً لازمان الآخرين، الزمن الامريكي المتسارع بسبب الصراعات الداخلية والتي باتت نافذة الصبر وهي تتطلع الى احراز تقدم لتخفيف اعباء التورط في العراق حيث اتسم ذلك بتوقيتات زمنية متسارعة وقيود يضعها الكونغرس، وزمن دول المنطقة الفاعلة بالسلب في الشأن العراقي والتي تخوض في ساحته حربها لإفشال المشروع الامريكي وجعل كلف الاستقرار باهظة لتقايض ثمنه بعد ذاك بملفات تخص هذه الانظمة، وهذه الدول تشد للخلف وتعمل جاهدة على تبطئة الزمن لتعظيم اوراقها وإيقاف اي تحسن يمكن ان تستفيد منه الادارة الامريكية للتخفيف من ضغط الديمقراطيين والمنشقين الجمهوريين عليها، وثالثهما الزمن العراقي المشدود بلا حول من هذين الزمنين واستحقاقاتهما المتعارضة، من دون ان يكون له زمنه الخاص يحسب فيه المتحقق ويتطلع الى اهداف محددة ومجدولة لبناء الدولة وملاقاة حاجات مواطنيها التي اختزلت بحق الحياة والأمن وادنى الضروريات. ووفقاً لازمان الآخرين ايضاً باتت تصاغ مشاريع الجبهات والحراك السياسي، فمن مشروع جبهة المعتدلين التي تضم القوى الرئيسية في المشهد السياسي لدعم الحكومة وتوفير الاغلبية الساندة لها، الا انه من غير المرجح ان يتجاوز هذا التحالف الصيغة التنسيقية الى مشاريع جبهات لم تكتب لها الحياة والفاعلية والتي لا تستطيع بأي حال وعلى المدى المنظور ان تحصل على الاغلبية التي تؤهلها لتوفير النصاب الحاجب للثقة عن الحكومة وإسقاطها، ولذلك فان هذه المشاريع تحاول ان تعوض عن هذا النقص في الشرعية بان تأتي عبر منصة اقليمية وعربية داعمة مستثمرة مخاوف هذه الدول من احتمالات تدحرج الاوضاع في العراق الى هاوية التقسيم او الحرب الاهلية او من تنامي نفوذ ايراني يقترب من خاصرة الدول العربية المتوجسة منه.

     

    الا ان هذه المشاريع ظلت تحمل بذور الاخفاق، فهي تقع في عدد من المفارقات، ففي الوقت الذي تدعي بان تشكلها هو من اجل مشروع وطني فإنها لا تكف عن التحشيد الخارجي لدعم مشروعها المنقذ، وفي حين تدعو للانسحاب الامريكي وتبارك المقاومة فإنها تبث رسائل ومشاريع تطمين الى الامريكان وتتوسل دعمهم لكي تعتمد كبديل عن الحكومة الفاشلة! والمفارقة الثالثة هي رغم ان بعضها قوى ديمقراطية وارتضت الدخول في لعبتها وانتفعت منها الا انها تبرمت من انتظار اوان التداول السلمي للسلطة وبشرت وروجت لمشروع حكومة انقاذ تنقلب على الشرعية الانتخابية والدستورية.

     

    قبل تقييم حظوظ هذه المشاريع من النجاح لابد من التنبيه الى خطورة بعضها، فهي فضلاً عن الجانب المشخصن في اغلبها وأنها تختزن اصطراعا ضاريا على السلطة وتضم فرقاء لا يجمعهم الا العداء للحكومة ويفرقهم كل ما بعده، الا ان الاخطر فيها انها بدل ان تؤهل العراق في محيطه العربي فإنها تجعل هذا المحيط متردداً ومحجماً عن التعامل معه ايجابياً وفي مساعدة او التعاطي او الاستثمار في حكومة تخبره هذه الاطراف بان عمرها اسابيع اذ لم تكن ايام، والمؤلم في هذا جانبه الذي يطيل من عذابات العراقيين.

     

    مع ذلك فانه من غير الراجح لهذه المشاريع ان تحقق الاغلبية القادرة على اسقاط الحكومة اذ رغم الدفق الاعلامي الذي يصاحب هذه المحاولات فإنها لا تستطيع على احسن الفروض ان تجمع في تكتل حتى نصف العدد المطلوب، وثانياً انه وبسبب من الانقسامات المجتمعية الحادة التي اوجدها العنف فانه وان خرجت او تناقضت اطراف في الائتلاف الحاكم مع توجهاته فإنها لا تبتعد وتذهب لحد الانضمام لمناوئيه الساعين لإسقاطه اذ انها بذلك ستجازف بالانتحار سياسياً عندما تستعدي شارعها، وثالثاً فان الملاحظ ان الاطراف الساعية لتقويض اغلبية الحكومة هي نفسها اكثر هشاشة وتختزن الصراعات وبعضها انقسم والآخر ينتظر عند اول مفترق طرق، ورابعاً فان التهديد بالانسحاب من العملية السياسية لإفشالها الذي يكرره بعض قادة الكتل من مقر اقامتهم في عواصم الجوار بات لا يعدو الا ان يكون سلاحا للتلويح اذ انهم لا يجازفوا بالانسحاب لكي لا يستعدوا الامريكان من جهة وهم ايضاً لا يضمنون امتثال اعضاء كتلهم لذلك من جهة اخرى، وخامساً استحالة التفكير بامكانية انقلاب الامريكان على نتائج العملية الانتخابية اذ فضلاً عن ان هذا يتناقض مع كل ما يؤمنون ويبشرون به فانه سيقضي على المعلم البارز من ركام العراق وهي العملية الديمقراطية.

     

    الا ان هذه المحددات لا تعني منح الحكومة شيكاً مفتوحاً يقيها من الاطاحة ويعفيها من مراجعة مواضع فشلها العديدة وضعف الاداء والانسداد في افق الاصلاح السياسي وتواضع النتائج لجهة تحقيق الاستقرار وحكم القانون او يغنيها عن استقطاب الشركاء في الوطن وإشراكهم في صنع القرار ومسؤولية الحكم، كما عليها ان لا تستغل حالة عدم وجود البديل المتفق عليه او تخوف الامريكان من تغيير يفضي الى جمود سياسي او فراغ حكومي كونه اخر ما تحتمله توقيتاتهم المتسارعة، وعلى الائتلاف الحاكم ان لا يركن لشرعية الانتخاب من دون الانتقال لشرعية المنجز.

  14.  

    كيف نوفق بين حرية المعتقد في القرآن وحد الردة في السنة النبوية؟

     

    كتاب للشيخ طه جابر العلواني يقدم فيه اجتهاده حول قضية خلافية

     

     

     

    الدمام: حمد العيسى

     

    تعتبر قضية الردة من المواضيع الخلافية التي اشتد حولها النقاش في السنوات الأخيرة وذلك لصدور فتاوى وأحكام قضائية – بل وتهديدات مؤخراً - عديدة تعلن ردة بعض المفكرين والأدباء المسلمين. ولذلك شن الغرب حملات تشهير ضد الإسلام بصفته ديناً يعتدي – بزعمهم - على أعلى قيم العصر وهي الحرية. وإشكالية حد الردة في الإسلام تكمن في كون القرآن الكريم يدعو إلى حرية المعتقد بصورة واضحة لا تحتمل اللبس ولا التأويل: ?وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر?. ولكن السنة النبوية الشريفة توجد بها أحاديث تدعو إلى قتل المرتد، وهناك أيضا قضية حروب الردة. فكيف نوفق بين حرية المعتقد من جهة وحد الردة من جهة أخرى؟

     

    يطرح الشيخ الدكتور طه جابر العلواني في كتابه الذي يحمل عنوان «لا إكراه في الدين» اجتهاده في إشكالية حد الردة، التي يخشى الكثير من علماء الدين المعاصرين الاجتهاد فيها. والكتاب صادر عن «مكتبة الشروق الدولية» بالقاهرة، ويقع في 198 صفحة من القطع الكبير.

     

    الجدير بالتذكير أن معظم علماء الدين المحافظين والتقليديين ينتقدون اجتهادات بعض المفكرين المعاصرين في موضوع حد الردة نظراً لأنهم، كما يقولون، مجرد مثقفين لم يتخصصوا في الشريعة الإسلامية ولا يملكون الأدوات العلمية لجعل اجتهاداتهم تكتسب أية مصداقية. ومن هنا تكمن أهمية هذا الكتاب، لأن مؤلفه ليس مجرد مثقف عادي أو مفكر إسلامي غير متخصص، بل شيخ أصولي وعالم دين عراقي حاصل على الدكتوراه في أصول الفقه من جامعة الأزهر عام 1973. وهو عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، ورئيس جامعة قرطبة بالولايات المتحدة، والرئيس السابق للمجلس الفقهي لأمريكا الشمالية. ومصدر قوة هذا البحث أنه لم يخضع للمؤثرات الليبرالية في تفسير مفهوم الحرية، بل استعمل المنهج الإسلامي الأصيل في التعامل مع الخطاب القرآني والنبوي.

     

    ويعترف العلواني بحساسية الاجتهاد في هذا الموضوع وخطورته، إذ يشير في المقدمة أنه أعد مسودة هذا الكتاب عام 1992 ولكنه تردد في نشره خوفاً على علاقات المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا الذي كان يرأسه آنذاك مع بعض المؤسسات الدينية المحافظة في العالم العربي. ولكنه بعد تركه رئاسة المعهد، وتقدمه في العمر، قرر نشر هذا البحث الجريء خوفا من كتمان العلم رغم ما قد يسببه له من إحراج شخصي مع تلك المؤسسات. ومن دون شك أن مثل هذا الاعتراف مؤسف للغاية، ويصور بدقة البيئة المحيطة بحرية الاجتهاد والبحث العلمي في القضايا الدينية.

     

    ويشير العلواني إلى أن حد قتل المرتد أصبح في حكم المجمع عليه رغم مخالفته لآراء فقهاء كبار لهم وزنهم مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإبراهيم النخعي، وسفيان الثوري، وغيرهم. ولذلك فهو يشكك في دعوى الإجماع. ولولا تحديات الحضارة المعاصرة التي جعلت النقد والمراجعة خطوات منهجية لها صلاحية مطلقة في تناول أي شيء بالنقد والتحليل لما فُتح ملف الحديث والجدل حول هذا الموضوع في العصر الحديث منذ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده مروراً بمحمود شلتوت ومحمد أبو زهرة إلى حسن الترابي وغيرهم في وقتنا هذا.

     

    ويؤكد العلواني أن قضية حد الردة بدأت سياسية، واستمرت سياسية، وستظل كذلك، والجانب الديني فيها ضئيل ولا يثار إلا لخدمة الجانب السياسي في الغالب. ويورد العلواني مجموعة من النماذج للتدليل على أن حد الردة كان سلاحا استغله بعض الحكام عبر السنين في وجوه معارضيهم وخصومهم، بمن فيهم بعض كبار العلماء الذين تصدوا لبعض الطغاة. ويسرد العلواني تجربة شخصية مهمة وذات مغزى ليبرهن على الاستغلال السياسي لحد الردة. فقد حاول الشيوعيون العراقيون القيام بمحاولة انقلاب ضد حكومة عبد السلام عارف البعثية عام 1963، لكن المحاولة فشلت، واعتقلت الحكومة البعثية خمسة آلاف شيوعي تقريبا. ثم قرر مجلس قيادة الثورة إعدامهم بتهمة الردة، وحدد يوم التنفيذ وجهازه. وأسندت المهمة إلى اللواء الركن عبد الغني الراوي، وكان اللواء الراوي من المصلين، فلما رأى ضخامة العدد الذي أُمر بقتله شعر بخطورة الأمر، وطلب من الحكومة الحصول على فتوى من كبار علماء البلد من السنة والشيعة. فاقترحت عليه الحكومة مراجعة السيد محسن الحكيم والإمام الخالصي بالنسبة للشيعة، ومفتي السنة نجم الدين الواعظ. وأفتى الثلاثة بوجوب إعدام الشيوعيين باعتبارهم مرتدين لأن السؤال صيغ لهم بخبث. وكان اللواء الراوي صديقا للعلواني ويتردد على المسجد الذي يخطب فيه الجمعة. وفي صباح يوم التنفيذ كان اللواء الراوي ما زال مترددا، فقرر استشارة العلواني. فكان رأي العلواني أن القضية «سياسية» لأن دستور حزب البعث في ذلك الوقت كان يؤمن بالماركسية اللينينية بتطبيق عربي، بل ويعتبر «الإرث والهبة كسبا غير مشروع» وهذا إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة. فإذا كانت المسألة مسألة ردة، فردة البعثيين لا تقل عن ردة الشيوعيين! واقتنع اللواء الراوي برأي العلواني، واعتذر عن تنفيذ حكم الإعدام، وأُسقط في يد الحكومة، ولم يُنفذ الحكم. وبعد أسابيع قليلة، كتب ميشيل عفلق نفسه مقالة، نشرت في جميع الصحف وأُذيعت بالراديو والتلفزيون، يدعو فيها الشيوعيين للانضمام إلى حزب البعث العراقي، والتحالف معه! وذكر عفلق في مقالته أن حزب البعث استطاع أن يحمي الرفاق الشيوعيين من مؤامرة رجعية خطيرة كانت تستهدف إبادتهم جميعاً!

     

    ويستعرض العلواني أشهر قضايا الردة في العقود الثلاثة الأخيرة. فيتطرق إلى قضايا محمود محمد طه، وسلمان رشدي، وفرج فودة، ونصر حامد أبو زيد، وحسن حنفي، ونوال السعداوي، وأخيراً الأفغاني عبد الرحمن عبد المنان. وبسبب تلك القضايا – يقول العلواني - اشتد هجوم الغرب على الإسلام كدين متهم بهدر حقوق الإنسان. ويتساءل العلواني - بذكاء – قائلا: لو كان حد الردة قائما ومطبقا في بلاد المسلمين كلها، هل كان أولئك الذين تبنوا تيارات فكرية إلحادية أو مناقضة للإسلام ثم عادوا من أنفسهم ودون تدخل قضائي ليكتشفوا هويتهم، ويتبنوا من جديد نهج الإسلام، هل كان هؤلاء اليوم أحياءً يدافعون عن الإسلام؟ وهذا السؤال الجوهري هو ما دفع العلواني لدراسة حد الردة. وهو يؤكد أن قضية البحث الأساسية هي الردة الفردية المسالمة بمعنى: تغيير الإنسان عقيدته بطريقة مسالمة ليس فيها رفع للسلاح أو خروج على الجماعة أو دعوة لهدم الإسلام.

     

    ثم يناقش العلواني حقيقة الردة في القرآن الكريم. فيسرد ويفسر الآيات المتعلقة بهذه القضية. ومن ذلك يتضح أن حرية العقيدة في القرآن أحيطت بسائر الضمانات القرآنية التي جعلت منها حرية مطلقة لا تحدها حدود، وأن القرآن المجيد لا يحتوي على حد للردة أو عقوبة دنيوية لها، لا إعدام ولا دون ذلك، ولم يشر لا تصريحا ولا على سبيل الإيماء إلى ضرورة إكراه المرتد على العودة إلى الإسلام، وأن العقوبة على الردة هي عقوبة أخروية موكولة إلى الخالق لقوله تبارك وتعالى ?ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون?.

     

    ويتناول العلواني قضية الردة في السنة النبوية حيث يشير إلى أنه يستحيل عقلا وشرعا أن يأتي في السنة النبوية - الثابتة الصحيحة - شيء يناقض مبادئ القرآن الكريم، فضلا عن أن ينسخه. وإذا كانت مبادئ القرآن الكريم قد حددت بوضوح إطلاق حرية الاعتقاد، وأحاطتها بسائر الضمانات، وجعلت جزاء المرتد لله تعالى في الدار الآخرة، فلا يتوقع من السنة أن تأتي على خلاف ذلك. خاصة وأن هذا الأمر لم يرد في آية واحدة، أو اثنتين، بل جاء في ما يقارب مائتي آية بينة وكلها متضافرة على تأكيد حرية الاعتقاد. ونطالع سردا لعدد من وقائع الردة التي حدثت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الهجرة إلى يثرب لنخلص منها أن الرسول لم يقتل مرتدا أو زنديقا طيلة حياته إلا في حالة كونه مرتكبا لجريمة أو محاربا.

     

    ثم يعرض العلواني للسنة القولية وأشهرها حديث «من بدل دينه فاقتلوه» فيورده بكل طرقه ومتابعاته وأقوال العلماء فيه. ويخلص العلواني إلى أن هذا الحديث حديث آحاد يعد في المراسيل في الغالب، ولا يؤخذ على إطلاقه ومعناه الحرفي، بل يرتبط بواقعة محددة وهي مؤامرة اليهود التي ذكرها القرآن الكريم «وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون» بهدف تحطيم الجبهة الداخلية للمسلمين وزعزعة ثقتهم بدينهم، خاصة من هم حديثو عهد بالإسلام. وبدون مثل هذا التقييد، يؤدي الأخذ بهذا الحديث على إطلاقه إلى نسخ أو إيقاف العمل بما يقرب من مائتي آية قرآنية كريمة نصت على إطلاق حرية الاعتقاد، ونفي الإكراه على الدين، وعدم ترتب أي عقوبة على مبدل دينه في الدنيا إذا كان مسالماً ولم يرتكب جرائم أخرى كما ذكرنا سابقاً. وهذا ما لا يقبله العقل. ويستشهد المؤلف كذلك برد الرسول على من اقترح عليه قتل بعض المنافقين: «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه».

     

    ثم يناقش العلواني مذاهب فقهاء جميع الطوائف الإسلامية ليخلص إلى أن هؤلاء الفقهاء كانوا يعالجون جريمة مركبة غير التي نعالجها اختلط فيها السياسي والقانوني والاجتماعي بحيث كان تغيير المرتد دينه يصاحبه خروج على المجتمع والقيادة السياسية والنظم التي تتبناها الجماعة.

     

    أما بخصوص حروب الردة، فيؤكد العلواني أنها كانت سياسية في المقام الأول. فهي لم تكن بسبب الامتناع عن أداء الزكاة فقط، بل لإلزام مواطنين هددوا وحدة الأمة وسيادتها واستقرارها على الخضوع للسلطة الشرعية.

     

    ويخلص العلواني في نهاية بحثه القيم إلى أن الإنسان المكرّم المستخلف المؤتمن أكبر عند الله وأعز من أن يكلفه ثم يسلب منه حرية الاختيار، بل إن جوهر الأمانة التي حملها، والتي استحق بها القيام بمهمة الاستخلاف، إنما يقوم على حرية الاختيار التامة الكاملة: ?لا إكراه في الدين?.

  15. فتوى مفتي مصر بإباحة فوائد البنوك تجدد الجدل بين علماء الأزهر

     

     

     

    تباينت وجهات النظر الشرعية بين العلماء حول مشروعية فوائد البنوك.

     

    القاهرة: محمد خليل

    تباينت آراء علماء الأزهر حول فتوى الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية بإباحة أخذ الفوائد على الأموال المستثمرة في البنوك بحجة أنها معاملات مستحدثة وأن الواقع النقدي قد تغير. فقد أعادت الفتوى الجدل الفقهى من جديد حول الحلال والحرام في معاملات البنوك بين علماء الأزهر.

    وكان الدكتور جمعة قد اصدر فتوى أجاز فيها أخذ الفوائد البنكية على الأموال المودعة في البنوك وأكدها في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» نشر في وقت سابق حيث بين ان تحديد نسبة مستحقة مقدما من الأرباح على الأموال المودعة في البنوك بغرض الاستثمار جائز لأن الواقع النقدي قد تغير.

     

    واستند المفتي في ذلك الى أن غطاء العملات لم يصبح كالسابق بالذهب والفضة، وأنه مع فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، التي تجيز تحديد قيمة الأرباح مقدماً على الأموال المستثمرة في البنوك أصبحت الفائدة حلالا.

     

    وأكد ان تحديد الربح مقدما أمر لا علاقة له بالحل أو الحرمة، مشيرا إلى أن الدراسات التي تقوم بها البنوك تستطيع ان تحدد مقدما نسبة الربح فيما سيشارك فيه مال المودع من أعمال تجارية.

     

    وأيد فريق من العلماء فتوى الدكتور جمعة بينما رفضها فريق آخر ، ولكل فريق حججه وأسانيده الشرعية. ومن المؤيدين الدكتور عبد الرحمن العدوى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر عضو مجمع البحوث الإسلامية، حيث يرى أن استثمار الأموال في البنوك التي تحدد الربح مقدما جائز.

     

    وأضاف أن كثيرا من الناس تكون لديهم مدخرات لا يحتاجون إليها وليست لديهم الخبرة لاستثمار هذه المدخرات أو تمنعهم مكانتهم في المجتمع ووجاهتهم عند الناس أن يباشروا بأنفسهم عملا من أعمال التجارة أو الصناعة لاستثمار هذه الأموال فيه.

     

    وأشار إلى أنهم مع ذلك يخشون ان تمتد الى هذه الأموال يد بالسرقة أو الإنفاق غير الرشيد أو غير ذلك من المهلكات، وهم لذلك في أشد الحاجة لاستثمار هذه الأموال لدى جهة مأمونة لا يخشى ضياعها أو ادعاؤها أن المال إصابته جائرة أهلكته.

     

    وذكر أن كثيرا ما يحدث أن يلجأ الأفراد الذين يثق فيهم أصحاب الأموال ويأتمنونهم على القيام باستثمار أموالهم بالمشاركة أو المضاربة أو بأي عقد من عقود الاستثمار. وتابع العدوى قائلا: إزاء عدم الخبرة أو عدم الاستطاعة والخوف على ضياع الأموال فإن الحاجة ماسة إلى استثمار المدخرات لدى هيئة مأمونة لا يخشى معها ما يخشاه صاحب المال في المعاملة مع الأفراد، ومن هنا كانت البنوك التجارية أو المسماة بالبنوك الاسلامية ضرورة من ضرورات استثمار الأفراد لأموالهم.

     

    واسترسل «إنها من ضرورات تنمية المجتمع وإقامة المشروعات الكبيرة التى يحتاج إليها والتي يعمل بها عدد كبير يتعيش من هذا العمل وينفق منه على من هم تحت ولايته ومسؤوليته». ويضيف: لقد صار استثمار الأموال في البنوك من المصالح الضرورية فليس من الحكمة أو المعقول تعطيل هذه المصالح وتضييعها على أصحاب الأموال وعلى المجتمع وضرورة التنمية فيه وتشغيل أفراد مما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع والخير. وأشار إلى أنه بعد أن كثرت تساؤلات الناس عن حكم استثمار أموالهم في البنوك التي تحدد الربح مقدما وهل هذا النوع من التعامل حلال أم حرام عرضت هذه التساؤلات على مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر منذ أكثر من ثلاثة أعوام وبعد مناقشات الأعضاء ودراستهم قرر المجمع الموافقة على أن استثمار الأموال في البنوك التي تحدد الربح مقدما حلال شرعا ولا بأس به.

     

    وأفاد أن المجمع أصدر بيانه في هذا الشأن مدعما بالأدلة الشرعية التي استند إليها في فتواه للرد على الشبهات التي أثيرت حول شرعية التعامل مع البنوك التي تحدد الربح مقدما حتى تتجلى الحقائق وتطمئن القلوب إلى سلامة التعامل مع هذه البنوك. ويسوق الدكتور العدوي بعض الأدلة التي تبرهن على صحة حديثه حيث يؤكد ان التعامل مع البنوك، وهي هيئات معنوية أمر مستحدث لم يكن في عهد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد أئمة الفقه الإسلامي وأن المعاملات المستحدثة يجب على أهل العلم بالفقه ان يجتهدوا لبيان الحكم الشرعي الذي يغلب على ظن أهل الاجتهاد.

     

    وأبان أن ما يقوى صواب الحكم أن يكون الاجتهاد جماعيا كما هو في المجامع الفقهية المتخصصة، والحكم الاجتهادي مقبول شرعا ما لم يصادم نصا صريحا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي السياق نفسه يؤكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر عضو مجمع البحوث الإسلامية إن عوائد الأموال المستثمرة في البنوك سواء كانت في شكل حسابات إيداع أو شهادات استثمار وغيرها من الأوعية الاستثمارية الأخرى لدى البنوك حلال شرعا ولا شبهة فيها.

     

    وأفاد، كما يمكن للمسلم أداء الواجبات الشرعية منها، كالحج والعمرة والصدقة على المحتاج وإطعام أهل بيته، وأن تحديد نسبة معينة مقدما تستحق على الأموال المستثمرة في البنوك أو ما يسمونه (الفائدة) جائزة شرعا.

     

    وأكد أن هذه من المعاملات الحديثة التي تختلف عن الربا والذي جاء تحريمه بنص آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقياس معاملات حديثة على المعاملات القديمة لا يجوز كما أنه من المنطقي أنه لا يجوز القياس فى غير محل القياس، كما أن العلاقة التي تربط بين العميل والبنك هي علاقة تعاقدية مبنية على اتفاق ورضا الطرفين.

     

    وقال إن هذه العلاقة تحقق النفع للطرفين فضلا عن ذلك فإن أي أموال يتم إيداعها في البنوك تستحق عوضا معقولا لأن هذا المال إن لم ينم قلت قيمته. ومن ثم فالتعامل مع البنوك بهذه الصورة يمثل ضرورة لتحقيق التنمية المادية والبشرية للمجتمع.

     

    وفي تعليقه يقول الدكتور احمد عبد الرحيم السايح الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة: إن البنوك المنتشرة في مجتمعات العالم اليوم لم تكن موجودة عند ظهور الإسلام ولا قبل الإسلام فضلا عما جاء في الفقه الاسلامي من ان كل ما يقضي مصالح الناس فهو من المصالح المرسلة. ويستند في ذلك الى ما ذكره الإمام الطوفى، «فالمصالح المرسلة التي تؤدي لخدمة وقضاء مصالح الناس أمر مشروع بمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد شرعه للناس مشيرا إلى أن نظام البنوك القائم في المجتمعات الإنسانية ليس كنظام الأفراد في عهد الجاهلية لان البنك يقوم بما يقوم به الإنسان فهو نائب ووكيل وأن الوكالة في الإسلام جائزة شرعا. بالتالي ـ والحديث ما زال السايح ـ فإن ما يقوم به البنك نيابة عن الأفراد الذين يستثمرون أموالهم فى البنوك أمر مشروع لا شيء فيه. ويضيف قائلا: إن المعاملات البنكية تيسر للناس التعامل المضمون وهذا أمر شرعه الله عز وجل ونتيجة لهذا فان البنوك المنتشرة في المجتمعات الإنسانية جاءت من اجل مصالح الناس وهذا أمر مشروع. ويرى الدكتور السايح أنه لا يوجد فرق بين ما يسمى بالبنوك الإسلامية او ما يسمى بالبنوك غير الإسلامية والاختلاف في المسميات فقط لان المعاملات البنكية معاملات واحدة وفي ذات الوقت هي معاملات إنسانية تعم الناس أجمعين.

     

    ويأتي على رأس الفريق الرافض فتوى إباحة اخذ فوائد البنوك الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر الخبير بمجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة حيث يؤكد ان المعاملات الحديثة بالبنوك غير الإسلامية لم تختلف عن المعاملات القديمة بالربا بل هي الربا بعينه. وأشار إلى أن مجامع البحوث الإسلامية والمجامع الفقهية وجامعة الأزهر ورابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي الدولي أجمعت كلها على ان فوائد البنوك هي الربا المحرم ومن اجل ذلك تم إنشاء البنوك الإسلامية. ويؤكد إدريس أن معاملات البنوك وخاصة تحديد سعر الفائدة مقدما مخالف لما جاء به الإسلام لأن البنوك تحصل على الأموال من أصحابها مقابل سعر فائدة محدد وليكن 10 بالمائة ثم تعيد ضخه في شكل قروض مقابل 12 بالمائة مثلا والفرق بين العرضين يحصل عليه البنك.

     

    ويخلص الدكتور إدريس إلى أن القاعدة الشرعية هي التي تحكمنا والقاعدة تقول: (الغنم بالغرم) أي أن الموضوع مكسب وخسارة أي أن الفرصة في الحصول على المكسب تعادله الفرصة في التعرض للخسائر.

     

    ويتفق مع الرأي السابق الدكتور أسامة عبد السميع أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة قائلا: يجب أن يعلم الجميع أن الأدلة الشرعية التي أوجبت تحريم الربا سارية في كل عصر وفي كل مكان طالما وجدت علة الربا في البنوك أو غيرها وبخاصة أننا لم نجد عقدا ينطبق على هذه المعاملة المصرفية إلا كونها عقد قرض فكيف نعتبرها معاملة جديدة؟

     

    ويشير إلى أن القول بأن التعامل بفائدة مع البنوك فيه مصلحة للناس قول مردود عليه لأن العلاقة حسب ما تقضي الشريعة الإسلامية بين البنك والعميل ليست علاقة مضاربة. إذ يبين أسامة أن البنوك الإسلامية هي البنوك الوحيدة التي تطبق تعاليم الإسلام في المعاملات البنكية ويشترط في من يتولى المعاملة مع البنوك الإسلامية الخبرة والأمانة.

  16. الانكماش السني يقلل من جدوى الحل الأمريكي في العراق

     

    هل أصبح الانكماش السني أمرا واقعا في العقد الحالي؟

     

    خالد السهيل

     

    هذا السؤال، وإن بدت الإجابة عنه بشكل جازم عسيرة، إلا أنه ما انفك يتعزز منذ الحادث الإرهابي المشؤوم الذي اعترف تنظيم القاعدة بتنفيذه في أمريكا في 11 من سبتمبر 2001، وأودى بحياة الآلاف.

     

    على مدى السنوات، كانت الخسائر تتزايد، في مقابل تناقص الفرص من أجل دحر الإرهاب، الذي غدا ظاهرة عالمية. ولا يكاد يمر أسبوع، من دون عودة الحديث عن ملاحقات لعناصر إرهابية في المشرق والمغرب العربيين. وهناك من يرى أن المعالجة الأمريكية المتعجلة لقضايا العالم، أذكت هذا التيار، وبدلا من تقليم أظافره، أصبح له أكثر من وطن عامر بالخراب الذي يغذي إيقاعه.

     

    لم تفلح أمريكا من خلال قضائها على حكومة طالبان في إشاعة الأمن بين الأفغان، أو على الأقل الحد من الإرهاب. كما أن تدخلها غير المدروس في الشأن العراقي، وارتكابها سلسلة من الأخطاء، أفرز حالة لا يمكن الاطمئنان إلى المسارات التي تتجه إليها. فقد أصبح السنة هناك، مع انكماشهم، بين سندان التيارات المتطرفة من الشيعة والسنة. ومع كل تحرك لقاعدة العراق، يدفع السنة الثمن مضاعفا، باعتبار أنهم الوقود الذي عليه أن يدفع الثمن.

     

    والحالة نفسها، يمكن الحديث عنها في المسألة الصومالية، التي تم تنفيذها من خلال وكيل إفريقي ساعد في تقليم أظافر المحاكم الإسلامية، التي جاءت حاملة نفس غباء طالبان في التعاطي السياسي، فأطلقت العنان لهامش الممنوع الذي يهتم بالشكليات، بدءا من الأغاني ومرورا بالأمور الأخرى، في تحد لمجتمع كان ولا يزال مرتهنا ومختطفا من قبل الميليشيات المتحاربة، وعندما حاول الصوماليون ـ كمواطنين ـ احتضان المحاكم، كانوا يرون فيها المنقذ الذي سينالون على يديه المن والسلوى، فإذا بهم يفاجأون بتصدير أيديولوجية شكلية لا تسبر أغوار المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع هناك. وهكذا وجد الوكيل الأمريكي، الطريق ممهدا أمامه، ووجدت الميليشيات أنها أخطأت في قراءة مستقبل البلاد على يد المحاكم الإسلامية. لكن الوكيل لا يزال يتخبط ويعاني من جحيم التورط في حرب بين أطراف تقول في النهار ما تنقضه في الليل.

     

    لقد قايضت أمريكا، في مقابل مشاركة غلاة محسوبين على السنة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، السلم والأمن من أجل انتقام ما انفك يتواصل حتى وصلنا إلى مرحلة من «الفوضى الخلاقة» وفقا للمصطلح الذي تم ترويجه عبر الإدارة الأمريكية. لكن هذه الفوضى، لا يمكن أن تكون خلاقة. فالنفخ في قربة الطائفية، يجعل الاحتقان يتزايد، ولقد شهدنا كثيرا من المشاهد، التي جعلت حتى أكثر المحايدين يتخوف مما يمكن أن تسفر عنه هذه الأمور من نتائج، يمكن أن توقد نيرانا سبق أن اشتعلت منذ قرون وأكلت الأخضر واليابس.

     

    في مقابل ذلك تقلصت الفرص أمام العقلاء في العالم الإسلامي، من مختلف المذاهب، وأصبح المأزق أكثر صعوبة.

     

    إن وجود بلدان مثل مصر والسعودية، على رأس القمر السني ـ كما يحلو للبعض أن يردد ـ وتمتعهما بالقوة، هو الشيء الذي كان يمثل الإطار وصمام الأمان. إلا أن تراجعات ما بعد أحداث 11 سبتمبر، أسهمت في إشاعة أجواء عدم الثقة، وساعدت في إيجاد نوع من الفراغ، الذي إن لم يملأه وعاء معتدل، فإن النتائج ستكون أكثر صعوبة وخطرا. ولعل هذا الشعور هو الذي دفع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى العمل من خلال سلسلة محاور عربية وإقليمية، في سعي حثيث لنزع الفتيل الذي يبدو أنه يحتاج إلى تضافر جهود دولية تتعامل مع الموقف بمنتهى الجدية والحرص. ولعل زيارة نجادي إلى السعودية، ثم انعقاد القمة العربية في الرياض في ظل حضور دولي لافت خير دليل على ذلك.

     

    لقد استشعر كثيرون أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تحولت إلى نوع من المحاكمة، حتى للنوايا الحسنة، وهكذا رأينا أن الاتهامات المتتالية، أسهمت في إغلاق جمعيات خيرية، وتقليص نشاطاتها خارجيا، من باب «الباب الذي يأتيك منه ريح»، وهذا حق مشروع للدول التي سارعت إلى ذلك، ما دام أن الأمر أخذ اتجاها لا علاقة له بالأغراض النبيلة المرجوة من مثل هذه النشاطات.

     

    ليس معنى ما سبق أنه لم تكن هناك أخطاء. لكن كثير من الدول ـ مثلها مثل أمريكا ـ عكفت على دراسة ومراجعة كل خلل يمكن أن يتسلل منه الإرهاب، وبادرت إلى إغلاقه. هذا التجفيف للمنابع الخاصة بالتمويل، والمراجعة للجوانب الفكرية، لم يساعد أبدا في إعادة إنعاش ومعالجة الانكماش الذي فرضته الأحداث الإرهابية التي شهدتها أمريكا تحديدا.

     

    نحن هنا لا يمكن أن نغفل سلسلة الخسارات التي نالت المسلمين في الغرب بشكل عام، فقد خسروا مزايا كانوا يتمتعون بها، وحقوقا كانت من البدهيات بالنسبة لهم، مثل قضية الحجاب التي لا تزال فصولها تشهد مزيدا من الخسائر بدءا من فرنسا وانتهاء بريطانيا.

     

    لكن كل هذا لم يحقق السلامة التي تنشدها المجتمعات، فالتضييق الذي حصل، في مقابل الصفقات التي تم إبرامها مع جهات أخرى، في مقدمتها إيران سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لم يحقق لصانع اللعبة سوى تغيير اللاعب الرئيسي في مناطق معينة، مع الإبقاء على حالة الفوضى، وهذا ما أثبتته الأيام.

     

    وإذا كان الاعتقاد أن الحكومة العراقية الحالية، جاءت بشكل ديموقراطي، فقد أسهمت ممارساتها في عدم تفعيل سطوتها بالشكل الذي يحقق الأمان لكل الأطياف.

     

    صحيح أن النموذج العراقي، من التعقيد، بحيث لا يمكن تحميل الحكومة هناك المسؤولية، لكن هذا النموذج يحمل في ثناياه مزيدا من التفجيرات للأوضاع.

     

    والصحافة العراقية، وعدد لا يستهان به من قنوات التلفزة هناك، وكذلك منابر المساجد تخوض معركة موجهة وذات خط واحد يذكي الروح الطائفية، ويذكرنا بالحملات التي كانت تشنها إيران مع وصول آية الله الخميني إلى سدة الحكم في أعقاب سقوط الشاه. كما يذكرنا بالحركة المضادة التي كان يؤججها النظام العراقي الآفل، إبان الثمانينيات بدعوى حماية البوابة الشرقية، فيما كان يطلق عليه «قادسية صدام» حينها.

     

    إن انكماش السنة، أو تهميش الشيعة، حالات لا يستقيم معها أي سلم مدني في منطقة الشرق الأوسط. وإذا كان بوش الابن جادا في البحث عن استراتيجية جديدة، تفضي إلى نتائج إيجابية، في ما تبقى له من وقت في سدة الحكم، فإن عليه أن يفكر كثيرا في إيجاد حل يعيد مارد الطائفية إلى قمقمه. فالعراق، الذي تشتعل فيه هذه الجذوة، كان حتى ما قبل احتلال العراق، لا يعاني من هذا النفس الخبيث، بنفس الحدة التي وصل إليها الوضع الآن. ولكنه عاد مجددا، لأن لاعبا ـ مختلفا هذه المرة ـ في البوابة الشرقية يريد أن يستحوذ سياسيا، فأدار الموجة على الشأن الطائفي وعزف عليها. النتيجة تكريس الفوضى الخلاقة ـ على الطريقة الأمريكية ـ لكن هذه الفوضى، بدأت تحرق أصابع بوش، وأصبح على اللاعبين الآخرين أن يتدخلوا من أجل إنقاذه، أو إنقاذ العراق ـ سيان. ولكن حتى التدخل المطلوب، لا يتم وفقا لأجندة حقيقية وملمة بالتفاصيل، وهنا مكمن الخطورة والتحفظ أيضا، فالنار مشتعلة، وإن لم يكن أي تدخل يحمل بشارات الغيث وهطول الماء لإطفائها، فلا داعي له. وهذا هو المضمون الذي تؤكد عليه الرسائل السياسية السعودية والمصرية وأيضا التركية في أكثر من مناسبة.

     

    إن الحلّ الأسلم، يكمن في إعادة النظر لكل الأطياف ـ في العراق وسواها ـ باعتبارهم مواطنين. هذا التأكيد على مفهوم المواطنة، بإمكانه أن يقلص من أوار هذا الحقد الذي تم زرعه، ولا يمكن نقضه، كما أنه يعيد رسم الخارطة بشكلها الأمثل. إن السنة والشيعة في العالم العربي ـ وفي العراق حاليا ـ هما جزء طاغ ضمن الطيف العراقي، إلى جانب الأطياف الأخرى، ومن المهم السعي إلى عدم تهميش أي طرف أيا كانت الأسباب. هو أمر يحتاج للتسامي عن الأحقاد والحسابات «الماضوية»، من أجل بناء مستقبل زاهر، يمكن بعدها تصديره إلى المحيط للاقتداء به، ففي سوريا اللصيقة بالعراق تتحكم طائفة أقلية في مصائر أكثرية، وفي إيران اللصيقة بالعراق تتحكم أكثرية غالبة بمصائر أكثر من أقلية، وتمارس ضدها سلسلة من المظالم المسكوت عنها.

     

    إن العنوان الحالي، للحالة العراقية، هو: انكماش سني بسبب الأذى والضيم، وعدم استقرار ـ تستفيد منه أطراف كثيرة في مقدمتها إيران ـ من أجل خدمة أجندة بعيدة المدى، ربما لا تستحضر هم طائفة أو أخرى، بقدر ما تتربص من خلال هذا المد الطائفي، من أجل تحقيق أبعاد أكثر خطورة مما نتصور.

     

    * كاتب سعودي

  17. الجماعة الاسلامية تتحدى التعليمات وتجتمع برئاسة أميرها في مسجد جمجمال ... بارزاني يؤكد وجود انتهاكات في السجون الكردية

    السليمانية، كركوك - محمد التميمي الحياة - 06/07/07//

     

    اقر رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني بوقوع حالات انتهاك لحقوق المعتقلين في السجون الكردية، فيما تحدت الجماعة الاسلامية في كردستان قرار حكومة الاقليم بالامتناع عن عقد اجتماع في مسجد جمجمال.

     

    وذكر في مؤتمر صحافي «ليس بإمكاني القول ان ما تضمنه تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش غير صحيح او صحيح، في الواقع هناك انتهاكات ونحن في حكومة إقليم كردستان اجرينا اصلاحات جيدة في السجون وتعاونّا وفتحنا ابواب السجون امام المنظمة في الوقت الذي ترفض فيه الكثير من الحكومات دخولها الى سجونها، وهذا خير دليل على اننا مصممون على اجراء اصلاحات جذرية على هذه السجون».

     

    وزاد: «طالبنا الجهات المعنية ومسؤولي السجون بإجراء تحقيق في ما تضمنه التقرير وأنا شخصيا كنت من دعاة نشر التقرير واعلانه بكل شفافية».

     

    واعتبر وزير حقوق الانسان في الحكومة الكردية محمد عزيز ان التقرير، الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية حول أوضاع السجون في الإقليم، «مبالغ فيه» وأوضح أنه شمل المدة ما بين نيسان (ابريل) الماضي وتشرين الأول (أكتوبر) 2006 وهي المدة التي لم تكن اكتملت فيها عملية توحيد إدارتي الإقليم.

     

    ولفت إلى أن «الوزارة تتفق مع بعض ما جاء في التقرير» مؤكداً أنه «أهمل الأمور الإيجابية التي تحققت في الإقليم أخيراً لتحسين الأوضاع في السجون فضلا عن الإفراج عن 400 شخص إثر تطبيق قانون العفو العام».

     

    وتنفي الحكومة الكردية حصول انتهاكات لحقوق المعتقلين والسجناء في كردستان في وقت تطالب فيه الاحزاب العربية الكشف عن مصير 250 معتقلاً نقلوا سراً من كركوك الى السجون الكردية في عقرة واربيل والسليمانية.

     

    من جهة ثانية أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الكردية قراراً يمنع أي نشاط سياسي أو تجمع حزبي داخل مساجد الإقليم وشددت على ضرورة جعل المساجد «أماكن للعبادة وليس للنشاط السياسي»، وحذرت من انها ستتخذ اجراءات صارمة ضد كل جهة تسعى الى استخدام المساجد وأماكن العبادة الأخرى للأغراض الحزبية.

     

    وتحدث بيان اصدرته الوزارة أن «الجماعة الإسلامية طلبت الحصول على ترخيص لعقد اجتماع داخل مسجد جمجمال الكبير لكن الوزارة رفضت وعلى رغم ذلك تحدت الجماعة الوزارة وعقدت الاجتماع برئاسة أميرها وعليه فان وزارة الاوقاف والشؤون الدينية تحذر الجهات السياسية من استخدام المساجد التي هي أماكن للعبادة و تسخيرها للأغراض السياسية أو الحزبية كما ستتخذ الوزارة جميع الإجراءات القانونية ضد كل من يخالف قراراتها».

     

     

    <h1>الجماعة الاسلامية تتحدى التعليمات وتجتمع برئاسة أميرها في مسجد جمجمال ... بارزاني يؤكد وجود انتهاكات في السجون الكردية</h1>

    <h4>السليمانية، كركوك - محمد التميمي الحياة - 06/07/07//</h4>

    <p>

    <p>اقر رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني بوقوع حالات انتهاك لحقوق المعتقلين في السجون الكردية، فيما تحدت الجماعة الاسلامية في كردستان قرار حكومة الاقليم بالامتناع عن عقد اجتماع في مسجد جمجمال.</p>

    <p>وذكر في مؤتمر صحافي «ليس بإمكاني القول ان ما تضمنه تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش غير صحيح او صحيح، في الواقع هناك انتهاكات ونحن في حكومة إقليم كردستان اجرينا اصلاحات جيدة في السجون وتعاونّا وفتحنا ابواب السجون امام المنظمة في الوقت الذي ترفض فيه الكثير من الحكومات دخولها الى سجونها، وهذا خير دليل على اننا مصممون على اجراء اصلاحات جذرية على هذه السجون».</p>

    <p>وزاد: «طالبنا الجهات المعنية ومسؤولي السجون بإجراء تحقيق في ما تضمنه التقرير وأنا شخصيا كنت من دعاة نشر التقرير واعلانه بكل شفافية».</p>

    <p>واعتبر وزير حقوق الانسان في الحكومة الكردية محمد عزيز ان التقرير، الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية حول أوضاع السجون في الإقليم، «مبالغ فيه» وأوضح أنه شمل المدة ما بين نيسان (ابريل) الماضي وتشرين الأول (أكتوبر) 2006 وهي المدة التي لم تكن اكتملت فيها عملية توحيد إدارتي الإقليم.</p>

    <p>ولفت إلى أن «الوزارة تتفق مع بعض ما جاء في التقرير» مؤكداً أنه «أهمل الأمور الإيجابية التي تحققت في الإقليم أخيراً لتحسين الأوضاع في السجون فضلا عن الإفراج عن 400 شخص إثر تطبيق قانون العفو العام».</p>

    <p>وتنفي الحكومة الكردية حصول انتهاكات لحقوق المعتقلين والسجناء في كردستان في وقت تطالب فيه الاحزاب العربية الكشف عن مصير 250 معتقلاً نقلوا سراً من كركوك الى السجون الكردية في عقرة واربيل والسليمانية.</p>

    <p>من جهة ثانية أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الكردية قراراً يمنع أي نشاط سياسي أو تجمع حزبي داخل مساجد الإقليم وشددت على ضرورة جعل المساجد «أماكن للعبادة وليس للنشاط السياسي»، وحذرت من انها ستتخذ اجراءات صارمة ضد كل جهة تسعى الى استخدام المساجد وأماكن العبادة الأخرى للأغراض الحزبية.</p>

    <p>وتحدث بيان اصدرته الوزارة أن «الجماعة الإسلامية طلبت الحصول على ترخيص لعقد اجتماع داخل مسجد جمجمال الكبير لكن الوزارة رفضت وعلى رغم ذلك تحدت الجماعة الوزارة وعقدت الاجتماع برئاسة أميرها وعليه فان وزارة الاوقاف والشؤون الدينية تحذر الجهات السياسية من استخدام المساجد التي هي أماكن للعبادة و تسخيرها للأغراض السياسية أو الحزبية كما ستتخذ الوزارة جميع الإجراءات القانونية ضد كل من يخالف قراراتها».</p>

    </p>

     

    ---------

  18. لفت نظري بيان قوات التحالف في الهجوم على مدينة الصدر قوله ان الارهابيين( يشتبه في ارتباطهم بخلية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران الى العراق) . أقول هل يجوز قانونيا واخلاقيا اقتل كل هذا العدد لمجرد الاشتباه؟

    ان اعمالا كهذه لن تجلب الا المزيد من الدماء والفوضى والتطرف واستمرار الحرب التي يذهب ضحيتها الابرياء ولا بد من وضع حد لمثل هذه العمليات التي لن تنفع لا من قريب ولا من بعيد محاولات التهدئة واحلالالامن و السلام

     

     

    هاهو نص الخبر

    »مقتل 26 مسلحاً في مدينة الصدر في عملية «ضد خلية مرتبطة بايران»

    بغداد الحياة - 01/07/07//

     

     

    عنصر من «كتائب ثورة العشرين» يحرس مدخل منزل في بعقوبة. (ا ب)

    انتقدت الحكومة العراقية أمس، إقدام الجيش الأميركي على تنفيذ عملية في مدينة الصدر حيث أعلن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين في حملتي دهم استهدفتا «خلايا ارهابية» يشتبه في أنها مرتبطة بإيران في معقل «جيش المهدي» الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي خطوة لافتة، حضت الحكومة العراقية في بيان قوى الجيش والشرطة الى عدم الاستجابة للأوامر الأميركية. وجاء في البيان أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى (أمر) بتنفيذ أي عملية عسكرية من دون إذن»، وحذر «كل من يخالف أوامر القيادة من تعرضه للمساءلة واحالته على القضاء».

     

    وكان بيان للجيش الأميركي أوضح أن قوة عراقية خاصة ترافقها قوات «التحالف» شنت «عمليتي دهم استهدفتا خلايا إرهابية سرية فجر السبت في مدينة الصدر شرق بغداد»، ما أسفر عن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين. وأضاف أن «الارهابيين يشتبه في ارتباطهم بخلية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران الى العراق». وغالباً ما يشن الجيش الاميركي حملات دهم في مدينة الصدر تستهدف ميليشيات «ترسل ناشطين الى ايران لتلقي تدريبات ارهابية».

     

    وأضاف البيان الذي تلاه الناطق باسم الجيش الاميركي أن القوة المهاجمة تعرضت الى اطلاق نار كثيف عند وصولها الى المكان واستُهدفت بالعبوات وصواريخ (آر بي جي) خلال العمليتين.

     

    وقال شهود في المدينة لـ «الحياة» إن «قوات عراقية بمساندة قوات أميركية دخلت المدينة منذ ليل أول من أمس، وبدأت بالهجوم على مناطق الاورفلي والحبيبية والجوادر وحي الاكراد». وأشاروا الى إطلاق مروحيات أميركية قذائفها باتجاه المنازل.

     

    في المقابل، نفى التيار الصدري أن يكون القتلى أو المعتقلون مسلحين أو تابعين لـ «جيش المهدي»، لافتاً إلى أنهم كانوا من المدنيين العزل. وقال الشيخ وميض العبيدي أحد كبار مساعدي الصدر في المدينة إن «القوات المحتلة استهدفت أحياءً فقيرة وقتلت مدنيين بينهم كبار في السن». وشدد العبيدي في تصريح الى «الحياة» على أن «قوات الاحتلال بدأت تمارس حملة اعلامية كبيرة ضد التيار الصدري بعدما عجزت أساليبها المعروفة»، مشيراً الى أن القوات الأميركية بدأت تستهدف المدنيين العزل في المدينة بكل حرية تحت حجة وجود مسلحين داخل المدينة يهاجمونها بين الحين والآخر».

     

    ولفت العبيدي الى أن «الاوامر الصادرة عن السيد مقتدى الصدر تؤكد عدم مجابهة المحتل بالسلاح في الوقت الراهن، وأن السيد الصدر يؤكد أن التيار الصدري في حالة مقاومة سياسية»، داعياً الى «ضبط النفس ضد الوسائل الاستفزازية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد التيار الصدري وعدم الوقوع في فخ المواجهة».

     

    إلى ذلك، أعلن مصدر طبي في مستشفى الصدر «تسلم ثماني جثث و20 جريحاً أُصيبوا خلال المواجهات». كما أكد مصدر عسكري أن «خمسة أشخاص قُتلوا وأُصيب 11 آخرون خلال عملية للجيش الاميركي وقوات عراقية في مدينة الصدر»، مشيراً الى أن «العملية بدأت بعد الواحدة فجراً وانتهت في الخامسة صباحاً». وأشار الى أن «أضراراً جسيمة لحقت بعدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات».

     

    واستهدفت «العملية مناطق الحبيبية (شرق بغداد) والاورفلي (جنوب بغداد) وقطاع 25 في مدينة الصدر». وتشن قوة عراقية خاصة والجيش الاميركي حملات دهم في الضاحية الشيعية لاعتقال عدد من الاشخاص المتهمين بمهاجمة قوات التحالف بعبوات خارقة للدروع. وتطلق هذه العبوات الخارقة للدروع لحظة انفجارها شظايا من معادن سائلة تخترق الدرع الصلب للعربات العسكرية. ويتهم القادة العسكريون الاميركيون في صورة متكررة عملاء إيرانيين بزعزعة الوضع الامني في العراق حيث تواجه الحكومة وحلفاؤها الاميركيون تحديات «ارهابية» وأخرى طائفية.

     

    من جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه، إن الحكومة «ترفض في شكل قاطع قيام القوات المتعددة الجنسية بعمليات عسكرية من دون الحصول على موافقة مسبقة من قيادة القوات العراقية أو التنسيق معها». وأضاف في بيان أن «الحكومة ستطلب من القوات المتعددة الجنسية توضيحاً لما حدث في مدينة الصدر فجر اليوم». وتابع أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى تنفيذ عمليات عسكرية من دون إذن وموافقة تسلسل القيادة العسكرية العراقية، بل عليها أن تلتزم أوامر الجهات العليا وكل من يخالف أوامر القيادة سيتعرض إلى المساءلة القانونية وسيحال الى القضاء».

     

    من جهة أخرى، اتهمت «هيئة علماء المسلمين» القوى الحكومية بالتواطؤ مع المليشيات في تنفيذ جريمة مروعة في حق المدنيين في حي الدورة السني جنوب بغداد. وجاء في بيان «هيئة العلماء» أن «ميليشيات طائفية شنت بمشاركة ما يسمى بلواء البرق التابع لوزارة الداخلية صباح الجمعة هجوماً على الأهالي في حي الميكانيك في الدورة (جنوب بغداد) راح ضحيته عشرات بين قتيل وجريح وهم في منازلهم». وأضاف البيان أن «هذه العصابات الضالة لم تكتف بذلك، بل عمدت إلى إحراق منازل الضحايا، ما أدى إلى تفحم جثثهم إلى درجة يصعب معها التعرف على أصحابها. كما خطفت أربع عائلات. وكان بين هؤلاء الضحايا والمخطوفين نساء وأطفال». وزاد أن «هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد في حق المدنيين الأبرياء، جاءت لتدل على الارتباط الوثيق بين الميليشيات والقوات الحكومية». وأشار البيان الى «صمت المسؤولين في الحكومة والاحتلال عن الجريمة التي لم يلقوا لها بالاً، فيما يصنعون من أحداث غيرها ضجيجاً إعلامياً وسياسياً يرمون من ورائه تمزيق وحدة شعبنا المبتلى ونهب خيراته والحصول على مكاسب دنيئة وإن كانت على حساب الدماء والحرمات».

     

     

    <h1>مقتل 26 مسلحاً في مدينة الصدر في عملية «ضد خلية مرتبطة بايران»</h1>

    <h4>بغداد الحياة - 01/07/07//</h4>

    <p>

    <p>

     

    <table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image">

    <tr>

    <td><img alt="عنصر من «كتائب ثورة العشرين» يحرس مدخل منزل في بعقوبة. (ا ب) " src="armed_03.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td>

    </tr>

    <tr>

    <td class="caption">عنصر من «كتائب ثورة العشرين» يحرس مدخل منزل في بعقوبة. (ا ب) </td>

    </tr>

    </table>انتقدت الحكومة العراقية أمس، إقدام الجيش الأميركي على تنفيذ عملية في مدينة الصدر حيث أعلن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين في حملتي دهم استهدفتا «خلايا ارهابية» يشتبه في أنها مرتبطة بإيران في معقل «جيش المهدي» الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي خطوة لافتة، حضت الحكومة العراقية في بيان قوى الجيش والشرطة الى عدم الاستجابة للأوامر الأميركية. وجاء في البيان أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى (أمر) بتنفيذ أي عملية عسكرية من دون إذن»، وحذر «كل من يخالف أوامر القيادة من تعرضه للمساءلة واحالته على القضاء».</p>

    <p>وكان بيان للجيش الأميركي أوضح أن قوة عراقية خاصة ترافقها قوات «التحالف» شنت «عمليتي دهم استهدفتا خلايا إرهابية سرية فجر السبت في مدينة الصدر شرق بغداد»، ما أسفر عن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين. وأضاف أن «الارهابيين يشتبه في ارتباطهم بخلية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران الى العراق». وغالباً ما يشن الجيش الاميركي حملات دهم في مدينة الصدر تستهدف ميليشيات «ترسل ناشطين الى ايران لتلقي تدريبات ارهابية».</p>

    <p>وأضاف البيان الذي تلاه الناطق باسم الجيش الاميركي أن القوة المهاجمة تعرضت الى اطلاق نار كثيف عند وصولها الى المكان واستُهدفت بالعبوات وصواريخ (آر بي جي) خلال العمليتين.</p>

    <p>وقال شهود في المدينة لـ «الحياة» إن «قوات عراقية بمساندة قوات أميركية دخلت المدينة منذ ليل أول من أمس، وبدأت بالهجوم على مناطق الاورفلي والحبيبية والجوادر وحي الاكراد». وأشاروا الى إطلاق مروحيات أميركية قذائفها باتجاه المنازل.</p>

    <p>في المقابل، نفى التيار الصدري أن يكون القتلى أو المعتقلون مسلحين أو تابعين لـ «جيش المهدي»، لافتاً إلى أنهم كانوا من المدنيين العزل. وقال الشيخ وميض العبيدي أحد كبار مساعدي الصدر في المدينة إن «القوات المحتلة استهدفت أحياءً فقيرة وقتلت مدنيين بينهم كبار في السن». وشدد العبيدي في تصريح الى «الحياة» على أن «قوات الاحتلال بدأت تمارس حملة اعلامية كبيرة ضد التيار الصدري بعدما عجزت أساليبها المعروفة»، مشيراً الى أن القوات الأميركية بدأت تستهدف المدنيين العزل في المدينة بكل حرية تحت حجة وجود مسلحين داخل المدينة يهاجمونها بين الحين والآخر».</p>

    <p>ولفت العبيدي الى أن «الاوامر الصادرة عن السيد مقتدى الصدر تؤكد عدم مجابهة المحتل بالسلاح في الوقت الراهن، وأن السيد الصدر يؤكد أن التيار الصدري في حالة مقاومة سياسية»، داعياً الى «ضبط النفس ضد الوسائل الاستفزازية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد التيار الصدري وعدم الوقوع في فخ المواجهة».</p>

    <p>إلى ذلك، أعلن مصدر طبي في مستشفى الصدر «تسلم ثماني جثث و20 جريحاً أُصيبوا خلال المواجهات». كما أكد مصدر عسكري أن «خمسة أشخاص قُتلوا وأُصيب 11 آخرون خلال عملية للجيش الاميركي وقوات عراقية في مدينة الصدر»، مشيراً الى أن «العملية بدأت بعد الواحدة فجراً وانتهت في الخامسة صباحاً». وأشار الى أن «أضراراً جسيمة لحقت بعدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات».</p>

    <p>واستهدفت «العملية مناطق الحبيبية (شرق بغداد) والاورفلي (جنوب بغداد) وقطاع 25 في مدينة الصدر». وتشن قوة عراقية خاصة والجيش الاميركي حملات دهم في الضاحية الشيعية لاعتقال عدد من الاشخاص المتهمين بمهاجمة قوات التحالف بعبوات خارقة للدروع. وتطلق هذه العبوات الخارقة للدروع لحظة انفجارها شظايا من معادن سائلة تخترق الدرع الصلب للعربات العسكرية. ويتهم القادة العسكريون الاميركيون في صورة متكررة عملاء إيرانيين بزعزعة الوضع الامني في العراق حيث تواجه الحكومة وحلفاؤها الاميركيون تحديات «ارهابية» وأخرى طائفية.</p>

    <p>من جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه، إن الحكومة «ترفض في شكل قاطع قيام القوات المتعددة الجنسية بعمليات عسكرية من دون الحصول على موافقة مسبقة من قيادة القوات العراقية أو التنسيق معها». وأضاف في بيان أن «الحكومة ستطلب من القوات المتعددة الجنسية توضيحاً لما حدث في مدينة الصدر فجر اليوم». وتابع أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى تنفيذ عمليات عسكرية من دون إذن وموافقة تسلسل القيادة العسكرية العراقية، بل عليها أن تلتزم أوامر الجهات العليا وكل من يخالف أوامر القيادة سيتعرض إلى المساءلة القانونية وسيحال الى القضاء».</p>

    <p>من جهة أخرى، اتهمت «هيئة علماء المسلمين» القوى الحكومية بالتواطؤ مع المليشيات في تنفيذ جريمة مروعة في حق المدنيين في حي الدورة السني جنوب بغداد. وجاء في بيان «هيئة العلماء» أن «ميليشيات طائفية شنت بمشاركة ما يسمى بلواء البرق التابع لوزارة الداخلية صباح الجمعة هجوماً على الأهالي في حي الميكانيك في الدورة (جنوب بغداد) راح ضحيته عشرات بين قتيل وجريح وهم في منازلهم». وأضاف البيان أن «هذه العصابات الضالة لم تكتف بذلك، بل عمدت إلى إحراق منازل الضحايا، ما أدى إلى تفحم جثثهم إلى درجة يصعب معها التعرف على أصحابها. كما خطفت أربع عائلات. وكان بين هؤلاء الضحايا والمخطوفين نساء وأطفال». وزاد أن «هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد في حق المدنيين الأبرياء، جاءت لتدل على الارتباط الوثيق بين الميليشيات والقوات الحكومية». وأشار البيان الى «صمت المسؤولين في الحكومة والاحتلال عن الجريمة التي لم يلقوا لها بالاً، فيما يصنعون من أحداث غيرها ضجيجاً إعلامياً وسياسياً يرمون من ورائه تمزيق وحدة شعبنا المبتلى ونهب خيراته والحصول على مكاسب دنيئة وإن كانت على حساب الدماء والحرمات».</p>

    </p>

     

    لفت نظري بيان قوات التحالف في الهجوم على مدينة الصدر قوله ان الارهابيين( يشتبه في ارتباطهم بخلية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران الى العراق) . أقول هل يجوز قانونيا واخلاقيا اقتل كل هذا العدد لمجرد الاشتباه؟

    ان اعمالا كهذه لن تجلب الا المزيد من الدماء والفوضى والتطرف واستمرار الحرب التي يذهب ضحيتها الابرياء ولا بد من وضع حد لمثل هذه العمليات التي لن تنفع لا من قريب ولا من بعيد محاولات التهدئة واحلال الامن و السلام

     

     

    هاهو نص الخبر

    »مقتل 26 مسلحاً في مدينة الصدر في عملية «ضد خلية مرتبطة بايران»

    بغداد الحياة - 01/07/07//

     

     

    عنصر من «كتائب ثورة العشرين» يحرس مدخل منزل في بعقوبة. (ا ب)

    انتقدت الحكومة العراقية أمس، إقدام الجيش الأميركي على تنفيذ عملية في مدينة الصدر حيث أعلن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين في حملتي دهم استهدفتا «خلايا ارهابية» يشتبه في أنها مرتبطة بإيران في معقل «جيش المهدي» الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي خطوة لافتة، حضت الحكومة العراقية في بيان قوى الجيش والشرطة الى عدم الاستجابة للأوامر الأميركية. وجاء في البيان أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى (أمر) بتنفيذ أي عملية عسكرية من دون إذن»، وحذر «كل من يخالف أوامر القيادة من تعرضه للمساءلة واحالته على القضاء».

     

    وكان بيان للجيش الأميركي أوضح أن قوة عراقية خاصة ترافقها قوات «التحالف» شنت «عمليتي دهم استهدفتا خلايا إرهابية سرية فجر السبت في مدينة الصدر شرق بغداد»، ما أسفر عن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين. وأضاف أن «الارهابيين يشتبه في ارتباطهم بخلية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران الى العراق». وغالباً ما يشن الجيش الاميركي حملات دهم في مدينة الصدر تستهدف ميليشيات «ترسل ناشطين الى ايران لتلقي تدريبات ارهابية».

     

    وأضاف البيان الذي تلاه الناطق باسم الجيش الاميركي أن القوة المهاجمة تعرضت الى اطلاق نار كثيف عند وصولها الى المكان واستُهدفت بالعبوات وصواريخ (آر بي جي) خلال العمليتين.

     

    وقال شهود في المدينة لـ «الحياة» إن «قوات عراقية بمساندة قوات أميركية دخلت المدينة منذ ليل أول من أمس، وبدأت بالهجوم على مناطق الاورفلي والحبيبية والجوادر وحي الاكراد». وأشاروا الى إطلاق مروحيات أميركية قذائفها باتجاه المنازل.

     

    في المقابل، نفى التيار الصدري أن يكون القتلى أو المعتقلون مسلحين أو تابعين لـ «جيش المهدي»، لافتاً إلى أنهم كانوا من المدنيين العزل. وقال الشيخ وميض العبيدي أحد كبار مساعدي الصدر في المدينة إن «القوات المحتلة استهدفت أحياءً فقيرة وقتلت مدنيين بينهم كبار في السن». وشدد العبيدي في تصريح الى «الحياة» على أن «قوات الاحتلال بدأت تمارس حملة اعلامية كبيرة ضد التيار الصدري بعدما عجزت أساليبها المعروفة»، مشيراً الى أن القوات الأميركية بدأت تستهدف المدنيين العزل في المدينة بكل حرية تحت حجة وجود مسلحين داخل المدينة يهاجمونها بين الحين والآخر».

     

    ولفت العبيدي الى أن «الاوامر الصادرة عن السيد مقتدى الصدر تؤكد عدم مجابهة المحتل بالسلاح في الوقت الراهن، وأن السيد الصدر يؤكد أن التيار الصدري في حالة مقاومة سياسية»، داعياً الى «ضبط النفس ضد الوسائل الاستفزازية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد التيار الصدري وعدم الوقوع في فخ المواجهة».

     

    إلى ذلك، أعلن مصدر طبي في مستشفى الصدر «تسلم ثماني جثث و20 جريحاً أُصيبوا خلال المواجهات». كما أكد مصدر عسكري أن «خمسة أشخاص قُتلوا وأُصيب 11 آخرون خلال عملية للجيش الاميركي وقوات عراقية في مدينة الصدر»، مشيراً الى أن «العملية بدأت بعد الواحدة فجراً وانتهت في الخامسة صباحاً». وأشار الى أن «أضراراً جسيمة لحقت بعدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات».

     

    واستهدفت «العملية مناطق الحبيبية (شرق بغداد) والاورفلي (جنوب بغداد) وقطاع 25 في مدينة الصدر». وتشن قوة عراقية خاصة والجيش الاميركي حملات دهم في الضاحية الشيعية لاعتقال عدد من الاشخاص المتهمين بمهاجمة قوات التحالف بعبوات خارقة للدروع. وتطلق هذه العبوات الخارقة للدروع لحظة انفجارها شظايا من معادن سائلة تخترق الدرع الصلب للعربات العسكرية. ويتهم القادة العسكريون الاميركيون في صورة متكررة عملاء إيرانيين بزعزعة الوضع الامني في العراق حيث تواجه الحكومة وحلفاؤها الاميركيون تحديات «ارهابية» وأخرى طائفية.

     

    من جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه، إن الحكومة «ترفض في شكل قاطع قيام القوات المتعددة الجنسية بعمليات عسكرية من دون الحصول على موافقة مسبقة من قيادة القوات العراقية أو التنسيق معها». وأضاف في بيان أن «الحكومة ستطلب من القوات المتعددة الجنسية توضيحاً لما حدث في مدينة الصدر فجر اليوم». وتابع أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى تنفيذ عمليات عسكرية من دون إذن وموافقة تسلسل القيادة العسكرية العراقية، بل عليها أن تلتزم أوامر الجهات العليا وكل من يخالف أوامر القيادة سيتعرض إلى المساءلة القانونية وسيحال الى القضاء».

     

    من جهة أخرى، اتهمت «هيئة علماء المسلمين» القوى الحكومية بالتواطؤ مع المليشيات في تنفيذ جريمة مروعة في حق المدنيين في حي الدورة السني جنوب بغداد. وجاء في بيان «هيئة العلماء» أن «ميليشيات طائفية شنت بمشاركة ما يسمى بلواء البرق التابع لوزارة الداخلية صباح الجمعة هجوماً على الأهالي في حي الميكانيك في الدورة (جنوب بغداد) راح ضحيته عشرات بين قتيل وجريح وهم في منازلهم». وأضاف البيان أن «هذه العصابات الضالة لم تكتف بذلك، بل عمدت إلى إحراق منازل الضحايا، ما أدى إلى تفحم جثثهم إلى درجة يصعب معها التعرف على أصحابها. كما خطفت أربع عائلات. وكان بين هؤلاء الضحايا والمخطوفين نساء وأطفال». وزاد أن «هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد في حق المدنيين الأبرياء، جاءت لتدل على الارتباط الوثيق بين الميليشيات والقوات الحكومية». وأشار البيان الى «صمت المسؤولين في الحكومة والاحتلال عن الجريمة التي لم يلقوا لها بالاً، فيما يصنعون من أحداث غيرها ضجيجاً إعلامياً وسياسياً يرمون من ورائه تمزيق وحدة شعبنا المبتلى ونهب خيراته والحصول على مكاسب دنيئة وإن كانت على حساب الدماء والحرمات».

     

     

    <h1>مقتل 26 مسلحاً في مدينة الصدر في عملية «ضد خلية مرتبطة بايران»</h1>

    <h4>بغداد الحياة - 01/07/07//</h4>

    <p>

    <p>

     

    <table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image">

    <tr>

    <td><img alt="عنصر من «كتائب ثورة العشرين» يحرس مدخل منزل في بعقوبة. (ا ب) " src="armed_03.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td>

    </tr>

    <tr>

    <td class="caption">عنصر من «كتائب ثورة العشرين» يحرس مدخل منزل في بعقوبة. (ا ب) </td>

    </tr>

    </table>انتقدت الحكومة العراقية أمس، إقدام الجيش الأميركي على تنفيذ عملية في مدينة الصدر حيث أعلن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين في حملتي دهم استهدفتا «خلايا ارهابية» يشتبه في أنها مرتبطة بإيران في معقل «جيش المهدي» الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وفي خطوة لافتة، حضت الحكومة العراقية في بيان قوى الجيش والشرطة الى عدم الاستجابة للأوامر الأميركية. وجاء في البيان أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى (أمر) بتنفيذ أي عملية عسكرية من دون إذن»، وحذر «كل من يخالف أوامر القيادة من تعرضه للمساءلة واحالته على القضاء».</p>

    <p>وكان بيان للجيش الأميركي أوضح أن قوة عراقية خاصة ترافقها قوات «التحالف» شنت «عمليتي دهم استهدفتا خلايا إرهابية سرية فجر السبت في مدينة الصدر شرق بغداد»، ما أسفر عن مقتل 26 مسلحاً واعتقال 17 آخرين. وأضاف أن «الارهابيين يشتبه في ارتباطهم بخلية تهرب الاسلحة والمتفجرات الخارقة للدروع من ايران الى العراق». وغالباً ما يشن الجيش الاميركي حملات دهم في مدينة الصدر تستهدف ميليشيات «ترسل ناشطين الى ايران لتلقي تدريبات ارهابية».</p>

    <p>وأضاف البيان الذي تلاه الناطق باسم الجيش الاميركي أن القوة المهاجمة تعرضت الى اطلاق نار كثيف عند وصولها الى المكان واستُهدفت بالعبوات وصواريخ (آر بي جي) خلال العمليتين.</p>

    <p>وقال شهود في المدينة لـ «الحياة» إن «قوات عراقية بمساندة قوات أميركية دخلت المدينة منذ ليل أول من أمس، وبدأت بالهجوم على مناطق الاورفلي والحبيبية والجوادر وحي الاكراد». وأشاروا الى إطلاق مروحيات أميركية قذائفها باتجاه المنازل.</p>

    <p>في المقابل، نفى التيار الصدري أن يكون القتلى أو المعتقلون مسلحين أو تابعين لـ «جيش المهدي»، لافتاً إلى أنهم كانوا من المدنيين العزل. وقال الشيخ وميض العبيدي أحد كبار مساعدي الصدر في المدينة إن «القوات المحتلة استهدفت أحياءً فقيرة وقتلت مدنيين بينهم كبار في السن». وشدد العبيدي في تصريح الى «الحياة» على أن «قوات الاحتلال بدأت تمارس حملة اعلامية كبيرة ضد التيار الصدري بعدما عجزت أساليبها المعروفة»، مشيراً الى أن القوات الأميركية بدأت تستهدف المدنيين العزل في المدينة بكل حرية تحت حجة وجود مسلحين داخل المدينة يهاجمونها بين الحين والآخر».</p>

    <p>ولفت العبيدي الى أن «الاوامر الصادرة عن السيد مقتدى الصدر تؤكد عدم مجابهة المحتل بالسلاح في الوقت الراهن، وأن السيد الصدر يؤكد أن التيار الصدري في حالة مقاومة سياسية»، داعياً الى «ضبط النفس ضد الوسائل الاستفزازية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد التيار الصدري وعدم الوقوع في فخ المواجهة».</p>

    <p>إلى ذلك، أعلن مصدر طبي في مستشفى الصدر «تسلم ثماني جثث و20 جريحاً أُصيبوا خلال المواجهات». كما أكد مصدر عسكري أن «خمسة أشخاص قُتلوا وأُصيب 11 آخرون خلال عملية للجيش الاميركي وقوات عراقية في مدينة الصدر»، مشيراً الى أن «العملية بدأت بعد الواحدة فجراً وانتهت في الخامسة صباحاً». وأشار الى أن «أضراراً جسيمة لحقت بعدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات».</p>

    <p>واستهدفت «العملية مناطق الحبيبية (شرق بغداد) والاورفلي (جنوب بغداد) وقطاع 25 في مدينة الصدر». وتشن قوة عراقية خاصة والجيش الاميركي حملات دهم في الضاحية الشيعية لاعتقال عدد من الاشخاص المتهمين بمهاجمة قوات التحالف بعبوات خارقة للدروع. وتطلق هذه العبوات الخارقة للدروع لحظة انفجارها شظايا من معادن سائلة تخترق الدرع الصلب للعربات العسكرية. ويتهم القادة العسكريون الاميركيون في صورة متكررة عملاء إيرانيين بزعزعة الوضع الامني في العراق حيث تواجه الحكومة وحلفاؤها الاميركيون تحديات «ارهابية» وأخرى طائفية.</p>

    <p>من جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه، إن الحكومة «ترفض في شكل قاطع قيام القوات المتعددة الجنسية بعمليات عسكرية من دون الحصول على موافقة مسبقة من قيادة القوات العراقية أو التنسيق معها». وأضاف في بيان أن «الحكومة ستطلب من القوات المتعددة الجنسية توضيحاً لما حدث في مدينة الصدر فجر اليوم». وتابع أن «الحكومة تمنع منعاً باتاً استجابة القوات العراقية الخاصة إلى تنفيذ عمليات عسكرية من دون إذن وموافقة تسلسل القيادة العسكرية العراقية، بل عليها أن تلتزم أوامر الجهات العليا وكل من يخالف أوامر القيادة سيتعرض إلى المساءلة القانونية وسيحال الى القضاء».</p>

    <p>من جهة أخرى، اتهمت «هيئة علماء المسلمين» القوى الحكومية بالتواطؤ مع المليشيات في تنفيذ جريمة مروعة في حق المدنيين في حي الدورة السني جنوب بغداد. وجاء في بيان «هيئة العلماء» أن «ميليشيات طائفية شنت بمشاركة ما يسمى بلواء البرق التابع لوزارة الداخلية صباح الجمعة هجوماً على الأهالي في حي الميكانيك في الدورة (جنوب بغداد) راح ضحيته عشرات بين قتيل وجريح وهم في منازلهم». وأضاف البيان أن «هذه العصابات الضالة لم تكتف بذلك، بل عمدت إلى إحراق منازل الضحايا، ما أدى إلى تفحم جثثهم إلى درجة يصعب معها التعرف على أصحابها. كما خطفت أربع عائلات. وكان بين هؤلاء الضحايا والمخطوفين نساء وأطفال». وزاد أن «هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بدم بارد في حق المدنيين الأبرياء، جاءت لتدل على الارتباط الوثيق بين الميليشيات والقوات الحكومية». وأشار البيان الى «صمت المسؤولين في الحكومة والاحتلال عن الجريمة التي لم يلقوا لها بالاً، فيما يصنعون من أحداث غيرها ضجيجاً إعلامياً وسياسياً يرمون من ورائه تمزيق وحدة شعبنا المبتلى ونهب خيراته والحصول على مكاسب دنيئة وإن كانت على حساب الدماء والحرمات».</p>

    </p>

  19. استغراق المراهقين في النوم أيام العطلة الاسبوعية.. يؤخر تحصيلهم الدراسي

     

    اضطرابات إيقاع النشاط اليومي تؤدي الى اعراض مماثلة لـ«الجت لاغ»

    الشرق الاوسط

     

    لفتت مجموعة من الباحثين الأميركيين أنظار المراهقين والمراهقات إلى مغبة تماديهم في النوم لساعات طوال في أيام عطلات نهاية الأسبوع، وقالت إن ذلك قد يكون أحد أسباب معاناة شهاداتهم المدرسية من تدني مستوى الدرجات فيها! وضمن فعاليات اللقاء السنوي لمجاميع رابطة المختصين بالنوم، الذي عُقد بمدينة منيابولس 13 يونيو (حزيران) الحالي، قال الباحثون من جامعة براون في بروفيدانس بولاية رود أيلند الأميركية، إن الذين يغطون في نوم عميق صبيحة يومي السبت والأحد، هم عرضة بشكل أكبر إلى تدني درجات شهاداتهم المدرسية مقارنة بالمراهقين الذين يُحافظون على وتيرة نظام نومهم اليومي المعتاد خلال أيام الأسبوع الدراسية.

    لكن الإشكالية الصحية، عند النظر بموضوعية علمية، في نوم المراهقين أو المراهقات، هي أبعد من تحميلهم تبعات اضطرابات إيقاع ونظام نومهم اليومي التي تطول تحصليهم الدراسي ومستوى درجات شهادتهم، لأنهم وإن كان لهم دور في اضطرابات وتيرة وعدد ساعات نومهم عبر تماديهم في العبث غير المبرر أثناء النهار أو الليل، إلا أن ثمة تغيرات فسيولوجية طبيعية تطال في مرحلة المراهقة أنظمة عدة في أجسامهم، منها الهرمونية ومنها العصبية المركزية في الدماغ ومنها جوانب النمو الجسمي ومنها التغيرات النفسية والسلوكية لشخصياتهم في تعاملهم مع أنفسهم وفي تعاملهم مع الغير، وهي أمور تتطلب من الآباء والأمهات فهم تغيرات تلك الجوانب كما تتطلب من المراهقين والمراهقات تفهمها كي تسير الأمور المتعلقة بالنوم والاستيقاظ بطريقة لا تتأثر بها صحتهم ولا نفسيتهم ولا أداء واجباتهم العملية أو الاجتماعية.

     

    ولذا فإن ملامتهم أو تعنيفهم على تأخرهم في النوم أو في الاستيقاظ صباحاً أو نومهم أثناء حضور ساعات الدراسة، هو سلوك غير حكيم من قبل الآباء أو الأمهات، أو حتى من قبل المُدرسين، لو أرادوا النظر إلى طلابهم وطالباتهم بعين التربية النفسية والرعاية الصحية، إضافة إلى التعليم، لأن المراهقين، كما تقول المصادر الطبية، يختلفون بشكل تام عن الأطفال الصغار وعن البالغين في وتيرة نظام إيقاع النوم.

     

    * نوم وتحصيل دراسي وقالت ستيفاني كراولي، الباحثة الرئيسة في الدراسة من جامعة براون، إن المراهقين حينما يسهرون إلى أوقات متأخرة أثناء أيام عطلات نهاية الأسبوع فإنهم حتماً سينامون أوقاتا طويلة في صبيحة الأيام التالية. وكذلك لو أنهم حُرموا من النوم خلال أيام الأسبوع الدراسية، فإنهم سيُحاولون تعويض ذلك بالنوم لساعات طويلة أثناء العطلة الأسبوعية. وقالت إن هؤلاء المراهقين بسلوكهم هذا إنما يعبثون بوتيرة انتظام الساعة البيولوجية الموجودة لديهم في أدمغتهم. ويجعلونها بالتالي مبرمجة بطريقة مختلفة عن المعتاد. وهو ما يُؤخر نشاط منبهات الدماغ للاستيقاظ والذهاب إلى المدرسة في صبيحة أيام الاثنين من بداية الأسبوع. وبالنتيجة سيكون المراهقون في أسوأ حال عند إجبارهم على الاستيقاظ المبكر للذهاب إلى المدرسة. ويشعرون آنذاك بأنهم ليسوا في حالة ذهنية جيدة، ما يُؤدي إلى ضعف تحصيلهم العلمي أثناء ساعات اليوم الدراسي في بداية أيام الأسبوع.

     

    وأضافت أن المراهقين بهذا الاضطراب المفتعل، في وتيرة نظام النوم اليومي، يُعرضون أنفسهم في الحقيقة لآليات مشابهة لتلك التي تحصل مع الإنسان عند السفر بالطائرة لرحلات ومسافات بعيدة، أي نشوء حالة من «جيت لاغ» خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدون ركوب أي طائرة على الإطلاق.

     

    وتوصلت إلى هذه النتيجة بعد دراستها لوتيرة النوم ومؤشرات الساعة البيولوجية لدى مجموعة من المراهقين عند انتظامهم الطبيعي في النوم وعند تعريضهم لاضطرابات مفتعلة في نظام نومهم اليومي.

     

    وقالت إن أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بحالة «جيت لاغ» نهاية الأسبوع، هي بالتأكيد على المراهقين والمراهقات الانتظام في وتيرة يومية من النوم والاستيقاظ المبكر طوال أيام الأسبوع. والعمل على إبقاء ذلك النظام في النوم حتى أثناء راحة أيام عطلة الأسبوع.

     

    * ساعات نوم المراهقين وذكّرت الباحثة عموم الآباء والأمهات بأن الإرشادات الطبية لصحة المراهقين لا تزال تُصر على أن هؤلاء بحاجة إلى نوم تسع ساعات يومياً، وأثناء ساعات الليل بالذات. وذلك للإبقاء على مستوى جيد من صحة الجسم وللاقتدار على أداء الأنشطة اليومية، الذهنية والبدنية، بكفاءة عالية.

     

    ومع هذه النصيحة الطبية بنوم المراهقين تسع ساعات يومياً للحفاظ على مستوى جيد من الوعي أثناء النهار، إلا أن الإحصائيات تُشير إلى أن 15% فقط منهم ينالون ذلك بانتظام يومي، وأن حوالي ثلثهم ينامون ست ساعات فقط أو أقل خلال أيام الأسبوع الدراسية.

     

    والمتاعب المترتبة على هذا الحرمان تطال مستوى التحصيل العلمي كما دلت الدراسة الأميركية الحديثة عليه، ناهيك من التوتر والعصبية و«النرفزة» التي يتميز بها المراهقون بالأصل. كما تطال ارتفاع احتمالات ارتكاب الأخطاء في أداء الأمور التي تتطلب مستوى عاليا من الوعي والمهارة كقيادة السيارة، التي يُمارسها كثير من المراهقين بعيداً عن رقابة الوالدين، أو الدراجة بنوعيها الهوائي أو الناري.

     

    ولعل أبسط الأمثلة هي الإحصائيات العالمية حول حوادث الطرقات، حيث تشير تقارير الإدارة القومية لسلامة الطرق السريعة (الهاي وي) بالولايات المتحدة إلى أن حوالي 1500 شخص يموتون سنوياً فيها بسبب الحوادث التي تنتج عن قيادة منْ هم بين سن 15 و 24 سنة، وذلك لأنهم كانوا مُتعبين ويشعرون بالإرهاق حال قيادتهم للسيارة أوقات الحوادث المميتة تلك.

     

    * ساعة بيولوجية مختلفة

     

    * وما تقوله المصادر الطبية هو أن المراهقين والمراهقات يمرون في مرحلة انتقالية من النواحي الجسدية والنفسية في تلك المرحلة من العمر، وأنه خلال أوقات تلك المرحلة غير المستقرة، يتم إعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية لديهم، بحيث أنها من الطبيعي، في مرحلة المراهقة تلك، أن تقول للولد أو البنت: نم متأخراً واستيقظ متأخراً، أيضاً. هذا بخلاف نفس تلك الساعة البيولوجية التي تقول للطفل وللبالغ : نم مبكراً واستيقظ مبكراً، أيضاً.

     

    والساعة البيولوجية للإنسان، الموجودة داخل تراكيب الدماغ، هي التي تُنظم حرارة الجسم وتضبط إيقاع النوم، وتتحكم في تغيرات وتيرة إفراز الهرمونات المتنوعة في الجسم. والعمليات البيولوجية الحيوية والنفسية التي تتبع دورة الـ 24 ساعة للساعة البيولوجية تُسمى بالإيقاع اليومي المتحول.

     

    ولذا فإن لدى غالبية الناس ارتباط بين حرارة الجسم ووتيرة النوم، إذْ تبدأ حرارة الجسم بالارتفاع خلال الساعتين التي تسبق الاستيقاظ، ما يُسهل الاستيقاظ عملياً في الصباح. كما أن لدى غالبية الناس انخفاض طفيف في درجة حرارة الجسم في الساعات ما بين 2 إلى 4 بعد الظهر، ما يُسهل للبعض أخذ نصف ساعة كنوم خفيف. ثم لا تلبث حرارة الجسم بالارتفاع فيما بين 5 و 7 مساء، ولذا يصعب على كثيرين النوم اختياراً في تلك الفترة.

     

    والسبب في هذا الاختلاف بين عمل الساعة البيولوجية لدى المراهقين عنها لدى الأطفال والبالغين هو أن لدى المراهقين يتم إفراز هرمون ميلاتونين في أوقات متأخرة من المساء مقارنة بالإفراز المبكر له لدى الأطفال والبالغين. وهو ما يجعل من الصعب على المراهق أو المراهقة النوم مبكراً. لأن الأطفال عموماً، والبالغين الذين يتبعون نظاماً طبيعياً في التعرض لضوء الشمس، ينامون في الغالب ما بين الساعة 8 و 9 مساء نتيجة للإفراز الطبيعي المنضبط لهرمون ميلاتونين، وتفاعل الساعة البيولوجية بشكل طبيعي مع الارتفاع المتدرج لنسبة هذا الهرمون في الدم. أما المراهقون أو المراهقات فإن الأمر يتأخر لديهم حوالي الساعتين بشكل طبيعي.

     

    * عطلات نهاية الأسبوع.. ليست للتغلب على نقص النوم

     

    * إن متطلبات أداء الواجبات الملقاة على المراهقين في تلك المرحلة، كزيادة المواد الدراسية وضرورات التفوق فيها، لأنها مفتاح نوعية مستوى حياة المستقبل لهم، مع زيادة الرغبة في ممارسة الأنشطة الرياضية أو الواجبات الاجتماعية والأسرية.. كلها تجعل وقت المراهق أو المراهقة أضيق من أن يتسع لأي شيء. ولذا نلحظ عبارة «أنا مشغول جداً» يكثر استخدامها من قبل المراهقين. وبإضافة إشكالية الانشغال الدائم، لضرورة أو لعبث، إلى إشكالية تأخر إفراز ميلاتونين أصلاً، فإنه يغدو من الصعب على هؤلاء المراهقين النوم مبكراً، وبالتالي يصعب عليهم الاستيقاظ مبكراً لا محالة.

     

    وإذا ما أُضيف إلى هذا أن وقت حضور المراهقين إلى المدرسة هو نفس وقت حضور الأطفال الأصغر سناً إليها، فإن المراهق أو المراهقة التي تنام متأخرة عليها الاستيقاظ مبكراً للحضور إلى المدرسة بعد نوم 6 أو 7 ساعات فقط أي أقل بساعتين أو ثلاث مما يجب. ومع مرور الأيام، تتراكم المدة الزمنية التي يُحرم منها الجسم من أخذ كفايته من النوم، ما تتأثر به الصحة البدنية لهؤلاء المراهقين ومستوى تحصيلهم الدراسي، وغير ذلك.

     

    ومحاولة كثير من المراهقين، التعامل مع هذه التغيرات بسذاجة لأنهم يُتركون وحدهم للتغلب عليها، خاصة مع عدم تفهم الآباء أو الأمهات للتغيرات الطبيعية لديهم في وتيرة النوم، وعدم مساعدتهم للمراهقين التعامل معها بحكمة، ويبدون بالتالي في لعبة شبيهة بمطاردة القط للفأر، حيث يُحاولون تعويض ذلك النقص في النوم خلال أيام الأسبوع الدراسية، من خلال النوم لساعات أطول أثناء عطلات نهاية الأسبوع، وهو ما يزيد الأمور تعقيداً داخل الساعة البيولوجية، ويُبعدها حتى النظام الطبيعي غير المستقر لها خلال فترة المراهقة! ولذا يظل المراهق ينام لساعات أطول أو يقضي ساعات على السرير يتقلب بدون نوم، خاصة مع بدء لجوء المراهقين إلى المنبهات الموجودة في القهوة أو الشاي لمساعدهم في الحفاظ على مستوى، ولو أدنى، من اليقظة، لتزداد مشكلة النوم تعقيداً أكثر بدخول عمال المنبهات على الخط، كما يُقال.

  20. شيعة العراق: العقبة أمام تحالف التثوير

    جابر حبيب جابر

     

    العراق، فلسطين، لبنان، تبدو مناطق الصراع الرئيسية بين القوى الدولية والإقليمية المتنافسة في المنطقة، وحيث برز استقطاب جديد ناتج عن التغير الحاصل في توازنات القوى والحراك السياسي الداخلي في هذه البلدان وعلاقته بسياسات القوى الاقليمية، فالمراقب يدرك ان استقطابا جديدا يتمحور حول الصراع بين القوى الاقليمية ذات الاتجاه الوسطي الأميل الى المحافظة على الوضع القائم والمتخوفة من تغييرات ثورية، وبين القوى الثورية الساعية لتغيير جذري في التوازنات والتحالفات القائمة وتتقدمها ايران وسوريا.

     

    ومثل هذا الصراع يجد افضل تجلياته في المناطق الرخوة التي تغيب عنها سلطة الدولة القوية والتي لم تحسم بعد جدليات الهوية والمشاركة والشرعية، وتتنازعها اتجاهات سياسية وايديولوجية متقاربة القوة ومتعاكسة الاتجاه، وقد حصل ذلك بشكل واضح في لبنان حيث فريق 14 آذار يبدو حليفا لمعسكر «الاعتدال»، وفريق 8 آذار يتحالف مع معسكر «التثوير»، كما ان الاحداث الاخيرة في الاراضي الفلسطينية ساعدت في انهاء الحيرة الاقليمية ووضعت حدودا اكثر جلاء للاستقطاب عبر ما يبدو انه تحالف لسلطة الرئيس محمود عباس مع معسكر «الاعتدال» في مقابل تراصف تجاوز صيغ الاستتار بين حماس ومعسكر «التثوير».

     

    لكن ملامح الاستقطاب في العراق لم تكتمل بعد، وهناك قوى دولية وإقليمية تراهن على جعل الساحة العراقية رهينة هذا الصراع ، الا ان حقائق مقابلة مازالت تمنع ان يكون الارتهان كاملا، ومحددات اخرى تعطي بعض الامل بتجنب الانزلاق نحو مثل هذا الاستقطاب.

     

    ورغم حقيقة ان البعض يميل الى منح الصراع الاقليمي بعدا طائفيا خالصا، الا ان هناك ما ينفي ان تكون الطائفية اساس هذه التحالفات، فحماس المحسوبة على تيار الاخوان المسلمين ليست حزبا شيعيا، وسوريا ذات الاغلبية السنية والمحكومة من البعث العلماني ليست دولة شيعية، وفكرة الهلال الشيعي التي قد يروج لها هنا او هناك تبدو قراءة سطحية لتركيبة التحالفات ومنطلقاتها تحاول التسويق لوهم يطرح نفسه كحقيقة.

     

    ان جوهر الصراع يقوم على النفوذ وامتلاك عناصر القوة وموارد التأثير للحصول على دور اكبر ، وتدخل الايديولوجيا لتملأ الفراغات وتمنح اللاعبين ادوات الجذب الفكرية وعناصر التبرير العاطفي لاتجاهاتهم. ولكن ما يمكن ان يقال هنا، هو ان الهلال الشيعي قد يغادر وهميته ليتحول الى تجسد حقيقي، والاستقطاب قد يستكمل تشكله ليخلق انشطارا كاملا، وحرب الوكالة قد تتجاوز حدودها لتزج الاقليم في صراع واسع النطاق قد لا تدرك تداعياته، قد يحصل كل ذلك اذا استسلمنا لوهم ان ما قد يحصل يجب ان يحصل، وانقدنا خلف بعض الطروحات الديماغوجية التي تغذي العشق العربي المحموم لثنائية الخير والشر، وحيث الكل في عالم السياسة يدعي انه يحارب الشر !

     

    ولكن شيعة العراق، وللمفارقة، مازالوا حائلا دون ظهور الهلال الشيعي المتخيل، لأنهم ببساطة اظهروا منذ نيسان 2003 ميلا الى الاعتدال وإحجاما نسبيا عن الاصطراع متأثرين ربما بوعي انتجته مرارات العيش سنين طوال على حافة الهاوية التي خلقها الثوريون بلباسهم البعثي. ورغم سعي البعض الى زج الشيعة العراقيين قسرا في المعسكر الايراني، الا ان ذلك ينطوي على مفارقة مفادها انهم ليسوا بمعرض تثوير المنطقة بقدر سعيهم الى استقرار بلادهم، وليسوا في وارد الصراعات الكبرى بقدر ميلهم لحياة آمنة، وليسوا منشدين لطروحات خلاصية توحي برسالة عابرة للحدود بقدر انهماكهم بقضاياهم المحلية ونشدان ضروريات الحياة.

     

    بل يخشى الكثير من الشيعة من تجاوز اراداتهم وتجاهل آمالهم كما حصل لزمن طويل ، وهم لذلك لا يريدون ولا يجدون ان من الحصافة رهن مصائرهم بارادات القوى الخارجية سواء كانت من الشرق ام الغرب، لذا فان مرجعيتهم الدينية لعبت دورا في لجم المندفعين منهم نحو تحويل العراق الى نموذج آخر لولاية الفقيه، بل حتى الملاحظ انه لم يتخذ الشيعة العراقيون موقفا تجاه حرب حزب الله مع اسرائيل يختلف عن مواقف بقية الشعوب العربية «السنية»، ولم ينخرطوا لا وقتذاك ولا فيما بعد في لعبة فتح الجبهات للتخفيف عن الضغط في ساحة ساخنة اخرى كما تستوجبه الحروب بالوكالة، ولم يجد غالبيتهم منطقا قويا في دخول الصراع الاقليمي بل اختار حيادا تبرره عروبتهم الميالة للانتماء القومي، وشيعيتهم الميالة للانتماء المذهبي، ومازالوا يجدون مساحة ممكنة لحفظ الهويتين من دون الانغماس تماما في جدل الهويات المتصاعد داخل اقليم يكاد يفقد بوصلته تحت الحاح افعال متقابلة يعوزها بعد النظر.

     

    في حين ان موقف البعض المتشدد تجاه شيعة العراق سيدفع لموقف شيعي متشدد تجاه سنته، وحماية اي من الطائفتين لا تأتي عبر شيطنة الاخرى، وسد الافق امام مسالك العملية السياسية لا يؤدي إلا الى دفع الناس الى التخندق خلف الميليشيات المتصارعة، وعزل الحكومة عن اقليمها لأنها «تخضع لهيمنة الشيعة» لن يحررها من هذه الهيمنة بل سيدفعها ويلجئها الى البحث عن دعم بديل لا يفرض عليها تقديم شهادة بحسن السلوك.

     

    ليس خطأ القول ان العملية السياسية العراقية تعاني من مكامن خلل عديدة، وان الكثير من شيعة العراق يشاركون الكثير من سنته في التذمر من اداء الوزارة والبرلمان، لكن مسالك الحل لن تتأتى بدفع الشيعة الى الانضمام لتحالف «التثوير»، وبالإصرار على قطع خطوط التواصل معهم، وبالتمسك بأحكام مسبقة روج لها الكثيرون من ضيقي الافق.

  21. تطور الإنترنت في العالم العربي

     

    البلدان العربية تجاهد لردم الهوة الرقمية مع الدول المتقدمة

     

     

    جدّة: خلدون غسّان سعيد

    تُعتبر الإنترنت وسيلة الاتصال الأسرع نموّا في تاريخ البشرية، ففي حين احتاج الراديو إلى 38 عاما للحصول على 50 مليون مستخدم لاستقبال برامجه، احتاج التلفزيون إلى 13 عاما للوصول إلى العدد نفسه، فيما احتاج تلفزيون الكابلات إلى 10 أعوام. اما شبكة الإنترنت فلم تحتج سوى إلى 5 أعوام للوصول إلى ذلك العدد، وأقلّ من 10 أعوام للوصول إلى 500 مليون مستخدم! ومما لا شكّ فيه أنّ الإنترنت أصبحت عاملا أساسيّا في حياة الكثير من الشركات والأفراد والحكومات، وأصبح الجيل الجديد من الأطفال يسمّى بالجيل الرقمي، نظرا لأنّه يتعرّض للإنترنت منذ بداية نموّه. وتقدم جميع الدول العربية حاليا خدمات الإنترنت بمستويات متفاوتة، وتوجد لديها معوقات تختلف عن بعضها البعض. وهي ما تزال تحتاج إلى المزيد من التطوير في خدماتها الإلكترونيّة، وتثقيف الشركات والأفراد بأهميّة الاستثمار فيها، واستخدامها للتعليم والترفيه والبحث عن المعلومات والتواصل والتجارة، والكثير غيرها من المجالات المهمّة. وفي ما يلي نظرة عامة حول تطور الانترنت في بعض الدول العربية:

    * الاستخدام في الدول العربيّة

     

    * يقدّر عدد مستخدمي الإنترنت المتكلمين باللغة العربية حوالي 28 مليونا ونصف المليون، أي حوالي 2.5% من تعداد المستخدمين في العالم، وهي المرتبة العاشرة في العالم، بعد اللغة الإنجليزيّة 28.9% والصينيّة 14.7% والإسبانيّة 8.9% واليابانيّة 7.6% والألمانيّة 5.2% والفرنسيّة 5% والبرتغاليّة 3.6% والكوريّة 3% والإيطاليّة 2.7%. وحقق مستخدمو الإنترنت الذين يتكلمون اللغة العربية أكبر وتيرة نموّ في العالم كله في الفترة 2000 ـ 2007، حيث بلغت نسبتها 931.8%.

     

    الجدير ذكره أنّ ما نسبته حوالي 60% من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي موجودون في منطقة الخليج العربي، والتي تمثل حوالي 11% من تعداد سكان العالم العربيّ. أمّا بالنسبة لعدد المستخدمين في كلّ دولة عربية (مارس 2007) فإنّ الأعداد هي: مصر 5.5 مليون، المغرب 4.6 مليون، السودان 2.8 مليون، المملكة العربية السعودية 2.54 مليون، الجزائر 1.92 مليون ، الإمارات العربية المتحدة 1.397.200، سوريا 1.1 مليون، تونس 953 ألفا، الكويت 700 ألف، الأردن 629.500 ألف، لبنان 600 ألف، اليمن 330 ألفا، عّمان 285 ألفا، فلسطين 243 ألفا، قطر 219 ألفا، ليبيا 205 آلاف، البحرين 155 ألفا، الصومال 90 ألفا، العراق 36 ألفا. موريتانيا 20 ألفا، جيبوتي 10 آلاف. أمّا نسبة السكان الذين يستخدمون الإنترنت بشتى أنواعها (العادية وعالية، اي عريضة، النطاق) لتعداد السكان في الدولة، فهي كالتالي: الإمارات العربية المتحدة 35.1%، قطر 26.6%، الكويت 25.6%، البحرين 20.7 %، لبنان 15.4%، المغرب 15.1%، الأردن 11.7%، المملكة العربية السعودية 10.6%، عُمان 10%، تونس 9.2%، فلسطين 7.9%، السودان 7.6%، مصر 6.9%، الجزائر 5.7%، سوريا 5.6%، ليبيا 3.3%، جيبوتي 1.1%، اليمن 1%، الصومال 0.7%، موريتانيا 0.5%، العراق 0.1%.

     

    ويمكن ملاحظة أنّ النسبة الأعلى هي لدول الخليج العربي حيث تكون تكاليف شراء الكومبيوترات واشتراك الإنترنت أقلّ بكثير من الدول الأخرى، بالإضافة إلى كون الكثير من هذه الدول تواكب التقنية بشكل مستمرّ وتقوم بتطوير البنية التحتية للإنترنت، بينما تنخفض النسبة بشكل ملحوظ في الدول الإفريقيّة، مع وجود العراق كحالة خاصّة بسبب الأوضاع السياسيّة فيه.

     

    أمّا بالنسبة للإنترنت عالي النطاق، وحسب تقرير أجري في نهاية عام 2006 من حيث نسبة الانتشار لتعداد السكان في كلّ دولة من دول العالم العربي، فإنّ البحرين تفوّقت بنسبة 5.79%، تليها قطر 5.58% ثمّ الإمارات العربيّة المتحدة 5.03% والمغرب 1.28% والكويت 1.17% والأردن 0.98% والمملكة العربيّة السعودية 0.80% وفلسطين 0.69% وعُمان 0.53% وتونس 0.45% ومصر 0.28% وموريتانيا 0.06% وسوريا 0.04% واليمن 0.01% والسودان 0.01%. وهذه الأرقام تشدّد على أنّ الفكرة السابقة (مواكبة دول الخليج للتقنيات وسهولة شراء الكومبيوترات وانخفاض تكاليف الإنترنت) لها دور كبير في انتشار الإنترنت في المجمتع.

     

    وإن قمنا بمقارنة أعلى 5 دول عربية بنظيرتها العالميّة من حيث نسبة الإشتراك بالإنترنت عالي النطاق لتعداد السكان، فإنّنا نجد بأنّ الدنمارك احتلت المرتبة الأولى في العالم بنسبة 32%، تليها كوريا الجنوبيّة 29%، ثمّ بريطانيا 22% والولايات المتحدة الأميركيّة 19.5% وإسبانيا 15.1%. الفروقات بين هذه الأرقام مهولة، حيث يمكن ملاحظة الفارق الكبير بين أفضل دولة عربية، وخامس أفضل دولة في العالم. وتدلّ هذه النسب على أنّ بعض الدول العربية بدأت بخطواتها الأولى نحو نشر الإنترنت، ولكنّها ما زالت تحتاج إلى المزيد من الجهود والتطوير للتقدم والوصول إلى نسب أعلى بكثير.

     

    وبالنسبة لأعلى 20 دولة التي يوجد فيها أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في العالم في عام 2007، فإنّ خطوات الدول العربيّة تبدو خجولة، حيث لم تصل أيّ منها إلى هذه اللائحة. وحصلت الولايات المتحدة الأميركيّة على المرتبة الأولى بعدد 211.1 مليون مستخدم (من أصل 302 مليون مواطن)، بينما كانت المرتبة 20 من نصيب الأرجنتين بعدد 13 مليون مستخدم (من أصل 38.2 مليون مواطن).

     

    وعلى الرغم من الترويج الإعلاميّ الإيجابيّ لإنتشار المعلومات على الإنترنت واستخدام الناس لها في العالم العربيّ، فإنّ الكثير من الدراسات وصلت إلى أنّ ما نسبته حوالي 45% من المستخدمين لم يزوروا موقع أخبار، و20% يتصفحونه مرة في الأسبوع. ولا توجد دولة عربية اليوم إلا وتقدم معلومات حكوميّة أو خاصّة، مثل مواقع هيئات الأنباء والجرائد والمجلات ومحطات التلفزيون والراديو، بغضّ النظر عن مستوى الخدمات المقدمة. ووصل عدد مستخدمي الهواتف المحمولة إلى 160 مليون مستخدم (35 مليون في الشرق الأوسط و135 مليون في شمال إفريقيّا)، ولا يقوم معظم المشتركين بالدخول إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة بسبب ارتفاع أجور الاشتراك وعدم توفر الشبكات اللاسلكيّة السريعة.

     

    * معوّقات التقدم

     

    * ومن المعوقات التي تحدّ من تقدم الإنترنت في العالم العربي وترقيته إلى المستويات العالميّة:

     

    ـ البنى التحتية: توصلت دراسة أجريت في مصر إلى أنّ تكلفة تطوير البنية التحتية لتناسب تلك المفترضة تصل إلى 15 مليار دولار أميركيّ، بينما يتمّ استثمار ما مقداره 0.2% من إجماليّ العائدات الوطنيّة للمنطقة في هذا المجال. ويؤثر هذا العامل بشكل كبير جدّا، نظرا لاحتكار بعض الحكومات أو الشركات للإنترنت ورفع الأسعار بشكل كبير جدّا. وكمثال على ذلك فإنّ متوسط الدخل في ليبيا هو حوالي 200 دينار، بينما تبلغ تكلفة ساعة الاتصال بالإنترنت لمقدمي الخدمات حوالي دينار ونصف الدينار، من دون حساب تكلفة أجرة المكالمة الهاتفية.

     

    ـ نوعيّة المحتوى: يمكن ملاحظة هذه المشكلة بتصفح الكثير من المواقع العربية للمعلومات والأخبار، حيث تقوم معظمها بنشر المعلومات نفسها، نظرا لأنّ أغلبها يقوم بترجمة المعلومات من مصادر عالمية، أو نقلها عن هيئات الأنباء العربية. كما أنّ الكثير من محتوى الجرائد والمجلات الإلكترونيّة يماثل المحتوى الموجود في النسخ الورقية، ولا يتمّ إضافة عناصر التفاعل مع المستخدمين أو إضافة أيّ صور أو عروض فيديو إلى المواقع.

     

    ـ عوامل تشريعيّة: ما تزال الكثير من البلدان العربيّة تتحكم بالمحتوى الذي يمكن نشره من الناحية الأمنية، الأمر الذي يؤثر على محتوى الصفحات العربية ودور النشر والطباعة، حسب كلّ بلد.

     

    * نظم الرقابة والحجب

     

    * ينبغي الاشارة مسبقا الى أنّ أكثر الدول الغربيّة المتقدمة تقنيا وسياسيّا تقوم بفرض نوع من نظم الرقابة، خصوصا فيما يتعلق بالأمور الإرهابيّة والتحرش الجنسي بالأطفال والقاصرين، والكثير غيرها من الأمور التي تمسّ بأمن الدولة بشكل من الأشكال. وفي هذا المضمار تقوم الكثير من الدول العربية بفرض آليّات لتنظيم ومراقبة محتوى الإنترنت للحدّ من نوع المحتوى الذي يمكن الوصول إليه. وتتنوّع طرق وأساليب الرقابة، ويختلف نوع المحتوى الممنوع من معلومات سياسيّة ودينيّة واجتماعيّة وجنسيّة. وتقوم أجهزة الترشيح (الفلترة) بمقارنة العناوين المطلوبة بمجموعة من العناوين الممنوعة، وحجبها عن المستخدم إن كانت ممنوعة. وبعض أنظمة الفلترة هذه تقوم بمسح محتوى الصفحة المطلوبة، حتى وإن لم تكن من ضمن قائمة الصفحات الممنوعة، والبحث عن كلمات محدّدة، وحجبها إن تمّ العثور عليها.

     

    وتحتوي بعض أنظمة الفلترة المتقدمة على برامج تقوم بفحص الصور وتحليلها ومعرفة دلالاتها قدر المستطاع، وحجبها إن كانت ممنوعة. وتقوم بعض الأنظمة بعرض صفحة خاصّة لإخبار المستخدم أنّ الصفحة المطلوبة محجوبة، وتقدم طريقة للتواصل وطلب حجب أو عدم حجب صفحة محدّدة، مع ذكر السبب، ولكنّ لا يتمّ تنفيذ ذلك إلا بعد أيّام أو أسابيع من تقديم الطلب. بعض الدول الأخرى تقوم بعرض صفحة تُظهر أنّ برنامج التصفح لم يستطع العثور على الصفحة المطلوبة إن كانت الصفحة محجوبة.

     

    وسنقوم باستعراض عدد من البلدان العربية وذكر تميّزها عن غيرها من الدول، ووفرة مقاهي الإنترنت فيها.

     

    * تونس تونس هي أوّل بلد عربي أدخل الإنترنت (في عام 1991، ولكنّها لم تنتشر إلا في عام 1996) عبر 7 شركات حكوميّة لتقديم الخدمات و5 شركات خاصّة. وتقدّم الحكومة تخفضيات للعائلات تصل إلى النصف (حوالي 18 دولارا أميركيّا في الشهر لسرعة 256 كيلوبت / 32 كيلوبايت في الثانية) بالإضافة إلى تعرفة الهاتف البالغة 15 دولارا أميركيّا. ويجب على مقدمي خدمات الإنترنت تقديم لائحة شهريّة بأسماء المشتركين لوكالة الإنترنت التونسيّة. ويتمّ حجب المواقع الإباحيّة والإرهابيّة التي تمسّ بأمن الدولة وعادات وتقاليد المجتمع. ويوجد العديد من مقاهي الإنترنت في تونس، وقامت الدولة بمنح قروض لنصف تكاليف إنشاء أوّل 100 مقهى، ليتمّ دفعها على شكل أقساط خلال عامين.

     

    * الإمارات العربية

     

    * الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي قامت بتوقيع معاهدة التجارة الإلكترونيّة، حيث يتمّ بموجبها منع الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت من تقديم معلومات عن مستخدميها، عدا عن الجرائم الإلكترونيّة ولحماية المعلومات الإلكترونيّة. وتطمح الإمارات إلى إيجاد سوق إتصالات مجاني لجميع سكانها بحلول عام 2015. وبالنسبة لمقاهي الإنترنت، فإنّها غير منتشرة بشكل كبير نظرا لشعبية الكومبيبوترات والإنترنت في المنازل ومقار العمل، ووجود أسعار مناسبة للجميع. وتتكوّن غالبية رواد المقاهي من الزوار والعمال من آسيا. إلا أنّ شركة الاتصالات الإماراتيّة طالبت أصحاب المقاهي بتسجيل أسماء الروّاد والزمن الذي استخدموا فيه الإنترنت، لمتابعة الجرائم الإلكترونيّة.

     

    ويتمّ حجب المواقع المتعلقة بالنواحي الاجتماعية والدينية، ولكن لا يتمّ ذلك في بعض المناطق «الحرّة» (مثل مدينة الإنترنت في دبي). هذا وتقوم شركة الاتصالات الإماراتيّة بمنع استخدام الدردشة الصوتية عبر الإنترنت، وخصوصا برنامج «سكايب» Skype، نظرا لأنّ الشركة تخشى من الخسارات الكبيرة في مجال الاتصالات الدولية (شركة الاتصالات الإماراتيّة تقوم بتقديم خدمات الإتصالات الأرضيّة والمحمولة والإنترنت، بالإضافة إلى شركة دو (Du)، وتمّ سجن شخصين في الإمارات قاما باستخدام البرنامج المذكور، ولمدة 3 أشهر بالإضافة إلى فرض غرامات ماديّة عليهما.

     

    * السعوديّة

     

    * تقوم شركة الاتصالات السعودية بتقديم الخدمات الحصرية للإنترنت لكافة شركات الإنترنت العديدة في المملكة. ويمكن الدخول إلى الإنترنت بدون الحاجة إلى وجود اشتراك مع مقدمي الخدمات، عبر أرقام خاصة ليتمّ احتساب التكاليف ضمن فاتورة الهاتف. ويتم اتباع نظام صارم لحجب المواقع التي تخلّ بالآداب العامّة وأمن البلد واستقراره وعاداته وتقاليده والمواقع التي تحرّض على الإرهاب. ويتمّ عرض صفحة تسمح للمستخدم بطلب حجب أو إزالة الحجب عن موقع ما، ليتمّ تنظيم الرقابة عن طريق الشعب وهيئة الاتصالات في الوقت نفسه. اما مقاهي الإنترنت فمتعددة ومنشرة في المملكة، وتقدم خدماتها بسرعات متفاوتة وبأسعار مناسبة، وتخضع إلى تعاليم صارمة لمنع أيّ تسيّب أخلاقيّ.

     

    * العراق

     

    * الإنترنت في العراق حالة خاصّة، نظرا للوضع السياسيّ والاقتصادي والعسكري المتقلب. وقفز عدد المستخدمين من 21.500 في عام 2001 إلى حوالي 120 ألف مستخدم في عام 2004، مع توقع النمو ليصل إلى نسبة 500% خلال الخمسة أعوام المقبلة. ولكنّ هذه الأرقام تُظهر ضعفا كبيرا في البنية التحتية لشبكة الإتصالات، في ظلّ الظروف الموجودة في البلد. وتقوم الحكومة بتقديم خدمة الإنترنت عالي النطاق لقاء 100 دولار أميركيّ لسرعة 64 كيلوبت (8 كيلوبايت في الثانية)، وأجور إضافية تصل إلى 300 دولار أميركيّ في الشهر الواحد.

     

    وبالنسبة لنظام الرقابة في العراق، فقد كان له وضع خاص قبل عام 2003، حيث لم يكن استخدام الإنترنت مسموحا من المنازل، بل عن طريق مقاهي إنترنت حكومية أو مراكز محدّدة تحتوي على برامج تقوم بمنع المواقع غير المرغوبة (مثل المواقع الإسلامية والإباحيّة والسياسيّة). وتمّ لاحقا السماح باستخدام الإنترنت في المنازل بعد منتصف الليل ولمدة 6 ساعات، ولاستخدام البريد الإلكترونيّ فقط. أمّا بعد عام 2003، فقد تمّت إزالة الكثير من نظم الرقابة، ولكن ليس بشكل كامل، حيث يتم مراقبة المواقع الإشتراكيّة والتحرريّة والإباحيّة والإرهابيّة ومواقع حقوق الإنسان وبعض الأخبار التي تصف الأحداث في البلد، ولكن بدون وجود إقرار رسميّ بوجود هذه الرقابة. هذا وتقوم قوات التحالف بشنّ غارات على بعض مستخدمي الإنترنت ومصادرة كومبيوتراتهم، وإقفال مقاهي الإنترنت بسبب اعتقادها أنّ بعض الإرهابيين يقومون بتنظيم أعمالهم عبر الإنترنت.

     

    * لبنان

     

    * لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي لم يكن لديه إنترنت عالي النطاق قبل عام 2006 وهو الأكثر تميّزا من حيث أنظمة الرقابة، حيث لا تُفرض قوانين حكومية على شركات الإنترنت، بل تتمّ الرقابة حسب الجهود الشخصية للشركات ومقاهي الإنترنت والمدارس والجامعات. ولم تحدث أيّة مشاكل متعلقة بالرقابة، عدا تلك التي حدثت في عام 2000 والتي كانت تتعلق بطلب الحكومة من صاحب موقع لبناني للشاذين جنسيا تقديم أسماء المشتركين فيه، الأمر الذي رفضه صاحب الموقع وقام بإغلاقه، لتتمّ محاكمته وتبرئته من التهم الموجهة إليه. هذا وتقوم الحكومة بمنع استخدام التخاطب عبر الإنترنت. ويوجد الآن في لبنان 11 شركة تقدم خدمات الإنترنت. مقاهي الإنترنت منشرة بشكل كبير، وبعض المقاهي تقدم خدمات إنترنت لاسلكيّ لزبائنها، وتتراوح الأسعار بين 0.7 ـ 2.7 دولار أميركيّ للساعة الواحدة.

     

    * مؤشرات النجاح

     

    * لا يجب أن يتمّ تقييم الثورة الرقمية حسب كمّ المحتوى الذي يتمّ ضخه وتشييده على الإنترنت، ولا حسب عدد المواقع التي يتمّ صُنعها يوميّا، بل حسب التغيرات الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة. ولغاية هذا اليوم، فإنّ الولايات المتحدة الأميركيّة تقوم بالتحكم وإنشاء أكثر من 70% من محتوى الإنترنت، بينما تستمرّ دول أوروبا بالتأخر وراء الولايات المتحدة، على الرغم من الرخاء العلميّ والاقتصاديّ والقانونيّ الموجود فيها. ومن أجل تقدّم الدول العربية في مجال الإنترنت، فإنّه يجب منح المزيد من الحرية بصنع المحتوى حسب حرية المستخدمين، مع الحفاظ على أسس هوية الدولة وعاداتها وتقاليدها. ويجب تطوير كوادر بشرية قادرة على صُنع محتوى متطوّر ومتقدم، ولا ننسى بأنّ تطوير البنى التحتية للإنترنت ومنع احتكار الخدمات وخفض التكاليف هي أحد أكبر العوامل التي ستقوم بأخذ العالم العربي إلى المرحلة القادمة، خصوصا بالنسبة للتعليم الإلكترونيّ. ويجب أن تزاد ثقة الشركات في قطاع التجارة الإلكترونيّة لتطوير خدماتها والحصول على مردود أكبر لاستثماراتها. نتمنى أن يكون اليوم الذي لا نسمع فيه عبارة «نحتاج إلى عشرات السنين للحاق بالدول الغربيّة» قريبا.

     

    * التعليم الإلكترونيّ: أولى الخطوات لاعتماد وسائل التقنيات الحديثة في المنطقة > التعليم الإلكترونيّ هو إيصال المعلومات اللازمة للدراسة أو التدريب المهني عبر الوسائط الإلكترونيّة، مثل الكومبيوتر والهواتف المحمولة لتخطي حواجز المكان والزمان. وقد يتفاجأ القارئ أنّ معدل الإنفاق على التعليم العادي في الشرق الأوسط أعلى بكثير من المعدل الدولي، الأمر الذي قد يكون حافزا لدى الكثيرين نحو التوجه إلى التعليم عن بُعد عبر الكومبيوتر (باستخدام الأقراص الليزرية) والإنترنت. ولكنّ هناك عقبات عديدة تواجه التعليم الإلكترونيّ في البلدان العربيّة.

     

    وفي لقاء خاصّ بـ«الشرق الأوسط» مع السيدة رفاه الخطيب، الاستشارية في تطوير المهارات في المملكة العربية السعودية، تمّ تحديد المعوّقات، حيث تقول إنّ أساليب الدراسة الالكترونية أصبحت إحدى المعالم البارزة في تطور استخدام التقنيات في مجال التعليم. وتمّ استخدام الدراسة الالكترونية في تطبيقات مختلفة في الدول المتقدمة، لتشمل الدراسة الأساسيّة في المدارس، وتمتد لتشمل الجامعات والشركات للتدريب على مختلف المجالات وتطوير الكوادر البشرية. وتبيّن في دراسة حاليّة عن واقع الدراسة الالكترونيّة والجامعات الافتراضيّة في الشرق الأوسط أنّ المنطقة لا تزال تخطو الخطوات الأوليّة في اعتماد وسائل التقنيات الحديثة، وخاصة في مجال الجامعات الافتراضيّة التي تطرح برامج كاملة للدارسين عبر الإنترنت. وقد تبيّن أنّ من أهم معوقات التوسع في هذا النوع من البرامج قلة نسبة مستخدمي الانترنت مقارنة بالدول المتقدمة، كما أنّ تكلفة الاشتراك بالإنترنت تسبب عائقا لشريحة لا يستهان بها من الراغبين بالتوسع أكثر في الشبكة، أضف إلى هذا عدم كفاءة شبكات الاتصال في الكثير من دول المنطقة. وغني عن الذكر أنّ زيادة الإلمام باستخدام الكومبيوتر ستشجع نسبة كبيرة من المهتمين بخوض مجال التعليم الإلكترونيّ كوسيلة لمتابعة التحصيل العلمي. ولا توجد برامج ومناهج وكتب متنوّعة باللغة العربية ليختار منها المستخدم.

     

    * التجارة الإلكترونيّة.. قدرات الإنترنت لا تزال غير مستغلة في العالم العربي

     

    * في ظلّ النسب السابقة، فإنّ تردد المستثمرين في استثمار أموالهم في قطاع الاتصالات المزدهر في الدول الأخرى هو أمر مفهوم ومنطقيّ، حيث أنّ حجم التجارة الإلكترونيّة سيكون صغيرا وغير مقنع على الإطلاق. والجدير ذكره أنّ الكثير من الدول العربية قامت بخصخصة ما نسبته 43% من شركات الاتصالات فيها لترقية مستوى الخدمات المقدمة، وفق ضوابط كلّ دولة.

     

    وتُعرب السيدة نور محمد المصري، استشارية في التجارة الإلكترونيّة في الإمارات العربية المتحدة، في لقاء أجري معها أنّ شريحة مستخدمي الإنترنت الأكبر في العالم العربي هي للجيل الصغير الشاب، حيث يمكن العثور على جزء كبير منهم في غرف الدردشة والمنتديات والمدوّنات Blog، وخصوصا مواقع التعارف والارتباط (مثل موقع «بنت الحلالش Bentelhalal الذي يُعتبر أكثر مواقع الارتباط زخما). ويجب تحليل هذه المعلومات قبل الخوض في عملية التجارة الإلكترونيّة، نظرا لأنّ هذه الفئة من المستخدمين ستكون ذات احتياجات ومطالب تختلف عن الفئات العمريّة الأخرى. وتحاول الكثير من الشركات تقديم خدماتها ومنتجاتها عبر الإنترنت، خصوصا بين الشركات نفسها (مثل موقع «تجاري» Tejari الذي يحظى بتأييد حكوميّ)، ولكنّ هذه المواقع ما تزال تواجه العقبات من حيث عدم اقتناع الشركات بفعالية وجدوى هذه المواقع.

     

    وتضيف نور المصري أنّ بعض الشركات لاقت نجاحا كبيرا في خدماتها على الإنترنت، مثل موقع طيران الإمارات الذي يسمح للعملاء بحجز التذاكر والسداد الإلكترونيّ بشكل فوريّ، ومن منازلهم. ولكنّ الكثير من الشركات العربيّة الأخرى ما تزال متخوّفة وقلقة من الاستثمار في تطوير مواقعها الإلكترونيّة لتقديم الخدمات الرقميّة. واختارت بعض الشركات تقديم خدمات وسطيّة للربط بين المستهلكين الأفراد على الإنترنت، مثل موقع «سوق» Souq، أحد أكبر الأسواق الإلكترونيّة في المنطقة، الذي يسمح لمتصفحيه بيع وشراء المنتجات والخدمات بشكل سهل وميسّر. ويمكن تحميل صور للمنتج وكتابة شرح عنه وتبادل الرسائل والاستفسارات حوله قبل بيعه، الأمر الذي أدى إلى اعتماد الكثير من المستخدمين في الأردن والإمارات العربية المتحدة لهذا لموقع بشكل رئيسيّ (الشركة تتطلع إلى إنشاء فروع للموقع في مناطق أخرى من الشرق الأوسط). وتبدي الشركات اهتماما متزايدا في توفير الوقت والجهد والمال لإجراء العمليات التجارية أو شراء الخدمات والمنتجات، حيث أصبح بالإمكان الآن شراء منتج ما بواسطة نقرتين بالفأرة، عوضا عن البحث المضني في الأسواق. ولكنّ الكثير من الشركات تتخوّف من تجربة هذه القناة الإعلامية الجديدة وتتجاهلها، بدون أن تعرف الفوائد الكبيرة لها. وترى نور المصري أنّ المستخدمين الأفراد يبدون أداء واعدا ويُظهرون نتائج مرضية في استخدامهم للإنترنت للتواصل والبحث عن المعلومات أثناء دراساتهم الأكاديميّة، ولكنّ الشركات لم تواكب هذه النزعة بالقدر المطلوب وبالسرعة الكافية، وبالتالي سيضطرّ جيل الشباب اليوم إلى الانتظار لبضع سنوات إلى حين استيقاظ الشركات من سباتها الرقميّ.

     

    * مواقع مهمّة

     

    * موقع إحصائيّات الإنترنت في العالم: http://www.internetworldstats.com استبيان حول الدراسة الإلكترونيّة في الدول العربيّة: http://www.knowedge.ch/survey.html «سوق»: http://www.souq.com «بنت الحلال»: http://www.bentelhalal.com «تجاري»: http://www.tejari.com

  22. عراق المستقبل: البصرة نموذجه

    جابر حبيب جابر

     

    لو قدر لمدينة من مدن العراق ان تكون اول من يلحق بركب التقدم وتردم بعجالة فجوة التأخر وتعوض عن التنمية المفوتة لكانت البصرة، فهي ليست بلدة لها تأريخ، بل عندها بدأ تأريخ العرب والمسلمين، فهي موضع فكرهم وعلم كلامهم وفلسفاتهم ومهد تياراتهم العقلية، فيوم كان للاعتزال مدرستان كانت البصرة احداهما، وتقاسمت مع الكوفة علم نحوهم، بصرة الفراهيدي والحسن البصري والجاحظ، بصرة الشناشيل وبويب، الذي ظن الدارسون من فرط وصف السياب له بأنه يضاهي نهر الفولكا او الدانوب، وليس ساقية صغيرة مندثرة، السياب الذي مات في الكويت بعيداً عن بصرته، وشيعه اليها اربعة خامسهم المطر، كأن المطر الذي كتب فيه السياب احلى قصائده ابى الا ان يودعه يوم مماته، ثم لحقه البياتي قامة الشعر الحر الاخرى، الذي وارته بعيداً عن وطنه مقبرة الغرباء في دمشق، وأمس طوت منافي ومقابر الغربة في القاهرة ثالثة اعمدة الشعر الحر ورائدته نازك الملائكة المتمردة بقصائدها على عروض شعر ابن البصرة الخليل بن احمد الفراهيدي.

     

    عندها يلتقي نهرا العراق وفيضان خصبه ويصب في شطها فراتاً عذباً وهي عطشى منذ عقود، بها رئة العراق البحرية الوحيدة على العالم، وهي مصابة بذات الرئة، من عندها تخرج انابيب النفط الذاهبة لأصقاع الارض لتدفئتها، وفي دروبها تجول عربات الخيول تحمل مشتقات نفط لا قبل لسوادها الاعظم بشرائها، ارضها تزود العراق بـ90% من دخله وأبناؤها ينسحقون تحت خط الفقر، ظلت هي الشذوذ عن عالم اخواتها المدن اللاتي يتشاطأن معها الخليج، منفتحة كباقي مدن الموانئ على الثقافات من جهة وعلى التأريخ والحضارات من جهة اخرى، لذلك عندها تعايشت الاديان متآخية ناهيك من المذاهب، لا تذكر الطيبة والتسامح إلا وكان قرينها البصري من بين كل ابناء العراق، فكيف الغوا تسامحهم وباتوا يتبارون بالظلامية مع قوى التكفير، فالغرابة كلها ان يكونوا طرفا في حرب المساجد، وعندهم بني اول مسجد في الاسلام خارج الجزيرة العربية عام 13 هجري، وعلى ارضهم ماثلة قبور الصحابة طلحة والزبير ومقبرة سيد التابعين الحسن البصري منذ اربعة عشر قرنا.

     

    لا ريب انها السياسة عندما تدار بغرائزية وبكل مخزون التخلف الذي يسيطر على المشهد السياسي فيها وعلى حكومتها المحلية وإداراتها قوى سياسية دينية، يفترض نظرياً، انها ذات مرجعية سياسية وفكرية واحدة، يساعدها وييسر لها انها تحكم مدينة ذات بنية مجتمعية متجانسة بعيدة عن إعاقة قوى الارهاب وعدم الاستقرار الضارب في مدن عراقية اخرى، وارث من المحرومية بما يمثله من حافز على التقدم وتعويض الحيف وعناصر للثراء، يجب ان تتحول منطقياً الى دفق نمو ومعالم نهضة ومؤشرات رفاه. فكما حلقت اقتصاديات النمور الآسيوية بنموذج الاوز الطائر وتراصفت في البزوغ معاً، كان عليها ان تستحث الخطى للحاق بشقيقاتها اقتصاديات الخليج الناهضة، او على اضعف الفروض ان تقتدي بنموذج اقليم كردستان على الطرف الاخر من العراق.

     

    بدلا من ذلك انشغل سياسيوها بإدارة معاركهم وصراعاتهم وتنافسهم، معرضين بذلك عن حاجات مواطنيهم الذين انتخبوهم، «الايادي المتوضئة»، تتسابق على الفساد، حيث تحالفت بعض التيارات والأحزاب الدينية مع مافيات وعصابات التهريب، الذي تنوع ما بين مافيات تهريب النفط الخام الى تهريب مشتقاته الى استيراد السيارات غير المسموح بها الى فتح عشرات الموانئ غير الرسمية، بالمناسبة كنت اذهل عندما اسمع اثناء الحرب اللبنانية أن ميليشيات القوات تدير لحسابها ميناء جونيه في بيروت الشرقية، لكن يبدو ان ديمقراطياتنا العربية تحتذي ببعضها بعضا، ففي حين يقوم البعض بسبب من ضياع هيبة الدولة بإحداث ثقوب بأنابيب النفط الطويلة المارة، ونصب مضخات لسحبه وتهريبه بالصهاريج، نافست سلطة الميليشيات سلطة القانون، بل في مفاصل عدة تداخلت حتى صعب التمييز بينهما.

     

    والنفوذ الاجنبي بات يخترق كل مرفق، ففي الوقت الذي تتنافس مدينتا اربيل وسليمانية في كردستان على توسيع مطاراتهما فان مطار البصرة يومياً يهدم بالصواريخ. تعيش المدينة منذ اشهر صراعات انقسام مجلس محافظتها وحرب الصلاحيات والعزل والعزل المقابل مع محافظها، والحكومة المركزية عاجزة عن حل المشكل، فهي ترسل اللجان الوزارية التي فضلا عن انها لا تحل شيئا فإنها تخاف ان تلوم احدا فلا تجد غير البريطانيين لتحملهم وزر ضياع الامن والتدهور، لا ادري عندما ينسحبون من ستلوم؟ ثم اذا كان البريطانيون هم أس البلاء وانه بجلائهم ستتحول البصرة الى سيادة سلطة القانون وواحة للهدوء والأمن وورشة للاعمار ومدينة فاضلة في نزاهة وعدالة القيمين عليها فلتتنادى الاطراف الى فترة تبريد وفاصل راحة يبرر التعجيل بطلب مغادرة البريطانيين. ان ما يجري في البصرة لا ريب سيلقي بظلاله على كل التجربة الديمقراطية. اذ اولا فان جدواها سيكون موضع شك عندما تصبح فضاء للعابثين والمفسدين ومتشددي النمط والرأي الواحد ووكلاء النفوذات الاجنبية، وثانياً كيف نقنع الجمهور بجدوى فيدرالية، في حين لم نستطع ان ندير مدينة تملك كل مقومات النجاح، وثالثاً بتوجه دفع السلطات من المركز الى الاطراف وان الحكومات المحلية هي المدخل الى التنمية والإدارة الكفوءة بعيداً عن هيمنة وبيروقراطية المركز، ورابعاً وفي قدرة الوعود المبشرة بتعويض الظلم المتراكم والحيف الذي لحق من جراء حقب الاهمال والتمييز والدكتاتورية، او اخيراً في ان نعطي مثالا وحافزا للمناطق الساخنة وحواضن العنف على ترك ما هي فيه واللحاق بالرفاه.

  23. فضيحة دار الحنان للأيتام: بغداد تتهم الأميركيين بـ «الفبركة» و«المبالغة»

     

    وزير العمل والشؤون الاجتماعية: الصور التي عرضتها وسائل الإعلام التقطت بانتقائية

     

     

    بغداد: نعمان الهيمص ونصير العلي

    دخلت فضيحة الأطفال في دار الحنان للأيتام مرحلة جديدة بتبادل الاتهامات بين الجيش الأميركي ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الجهة الحكومية الرسمية المسؤولة عن رعاية الدار.

    وأكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي محمود الشيخ راضي، انه وعلى الرغم من التسلسل الهيكلي الوظيفي لتوزيع المسؤوليات سيكون مسؤولا مسؤولية أخلاقية وإنسانية قبل القانونية عن أي تأخير في تهيئة مستلزمات تقديم الخدمات بصورتها الطبيعية المقننة للدار التي التقطت فيها الصور إذا اثبت ذلك التحقيق القانوني الجاري حاليا. وأشار الشيخ راضي في بيان «إن الصور المعروضة ليست لأطفال من أي دار من دور الأيتام التي ترعاها دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما هي لأطفال من دار الحنان لشديدي العوق للبنين». واضاف ان اللجنة الطبية الخاصة كانت قد أجرت الفحوصات الطبية على نزلاء الدار «قبل خمسة أيام من دخول الجنود الأميركيين إليها، واصدرت كتابا موثقا يؤكد خلو الأطفال من أية أمراض خطيرة».

     

    وفي ما بدا تبريرا لنحول الأطفال، وافتراشهم وهم عراة الأرض، بيّن الشيخ راضي أن الأطفال المعنيين، هم من شديدي الإعاقة المصابين بأمراض عقلية وجسدية مستديمة اضطرت ذويهم إلى إدخالهم إلى هذه الدار لعجزهم التام من رعايتهم، لكونهم غير قادرين على الحركة أو السيطرة على حركاتهم وقضاء حاجاتهم الطبيعية فهم مرضى فعلا، وأنهم يتناولون الطعام بصعوبة بواسطة العاملات المعينات غالبا، وأن ما يبدو عليهم من هزال، سببه أمراضهم المستديمة أو عاهاتهم التي إصابتهم بها أقدارهم.

     

    وانتقد الشيخ راضي طريقة اثارة الموضوع من خلال وسائل الأعلام، وقال «إن الصور الملتقطة بانتقائية وباحتراف إعلامي ذي أهداف متعددة الوجوه والنيات، كانت لأطفال الدار في أثناء انقطاع التيار الكهربائي ونضوب وقود المولد الكهربائي، وفي ذلك الوقت المتأخر من الليل، حيث لا يتمكن العراقي من الخروج إلى أي مكان».

     

    من جهته، أكد الجيش الأميركي في بيان، أن عملية الدخول إلى دار الأيتام، تمت «بوجود أعضاء من المجلس البلدي للمنطقة التي تقع فيها الدار، للوقوف على حقيقة الوضع». وأشار البيان إلى أن القوات الأميركية «قامت بإحضار ثلاث سيارات إسعاف لنقل الأطفال إلى (مستشفى الإسكان للأطفال) القريب من مكان موقع دار الأيتام، من أجل تلقيهم العلاج» اللازم.

     

    من جهة أخرى، قالت انتظار مهدي مديرة قسم المعوقين جسديا في «دار الحنان» لشديدي العوق، ان الموظفين في الدار «هربوا من الخوف، لقد ضخمت وسائل الاعلام الموضوع بينما هم اطفال فاقدو الرعاية الاسرية ومتخلفون ومشلولون». ونسبت اليها وكالة الصحافة الفرنسية قولها «اذا البستهم ثوبا فسرعان ما يخلعوه».

     

    من جهتها، قالت مديرة الدار كريمة داود خضير «ليس جميع المستفيدين، وهم 24 ذكرا و76 انثى، ايتاما، فبعضهم يستغني اهلهم عنهم او يتطلق الوالدان فلا يستطيعان تقديم الرعاية لهم». ومن الصعوبة بمكان توجيه سؤال للاطفال لانهم متخلفون عقليا لدرجة يتعذر معها محاورتهم، فبعضهم كان يضرب وجهه بيده لكن مروة (9 اعوام) ونورة (10 اعوام) اجابتا بالنفي على سؤال حول تعرضهم للضرب. لكن احمد فارس (13 عاما) اجاب بنعم، فيما اومأت امل (10 اعوام) برأسها ايجابا لدى سؤالها عن اضطرارهم الى خلع ملابسهم ليلا بسبب انقطاع الكهرباء. وقالت المديرة ان «بعض الاهالي يهملون اطفالهم تماما، فغفران الموسوي (13 عاما) لم يأت ذووها لتسلم جثتها من المستشفى بعد موتها بالسرطان». بدورها، اوضحت نضال المعالجة الطبيعية في الدار «يعاني بعض الاطفال امراضا جلدية كالتقرح الناجم عن البقاء فترة طويلة في الفراش فنعطيهم الدواء وان حدثت حالة طارئة فمستشفى الكرخ قريب منا». وتابعت ان «كثيرا منهم يعاني شللا دماغيا او التلف في العصب الحركي او الحسي في الدماغ جراء الاصابة بالتهاب السحايا او بحمى شديدة القوة (...) يزور الدار الطبيب خمس مرات في الاسبوع».

     

    واضافت نضال «كنا بحاجة الى جهاز تقوية عضلات اليد والارجل لكن الجهات المسؤولة اعطتنا دراجة لتخفيض الوزن (...) الدار بحاجة الى عاملات خدمة». يذكر ان الذكور ينقلون الى دار الحنان في كربلاء بعد بلوغهم سن 18 عاما.

  24. العراق: الإحباط من حكومة المالكي يشق الإئتلاف الشيعي

     

    عبد المهدي يحاول الاستقالة

     

     

    بغداد: جوشوا بارلوا وروبن رايت

    كشف مسؤولون اميركيون وعراقيون عن تقديم نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي استقالته الأسبوع الماضي وتفكير مسؤولين آخرين بتقديم استقالاتهم في الأسابيع الماضية بسبب إحباطهم من أداء حكومة نوري المالكي. وقال عبد المهدي، الذي علق طلبه بعد تلقيه وعودا، إن قراره كان نتيجة للتفجير الثاني لمئذنتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء يوم 13 يونيو (حزيران). وقال «كانت المئذنتان مهمتين بالنسبة لنا مثل 11 سبتمبر، ونحن محاسبون عنهما أمام الشعب. علينا أن نعمل أكثر كي نتحرك بالاتجاه الإيجابي لمواجهة الفساد ولفرض المحاسبة وللدفاع عن الأمكنة المهمة».

    وقال همام حمودي، أحد الزعماء الكبار في المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، بزعامة عبد العزيز الحكيم «سيعطي الشهران المقبلان مؤشرا قويا حول مسألة بقائه في الحكم أو أن ندخل في أزمة أخرى للبحث عن رئيس وزراء آخر». من جهته، قال ناصر الربيعي زعيم الكتلة الصدرية في البرلمان التي يعود اليها الفضل في وصول المالكي الى سدة الحكم «بالتأكيد ستنهار حكومة المالكي إذا بقي الوضع كما هو عليه».

×
×
  • Create New...