Jump to content
Baghdadee بغدادي

tajer

Members
  • Posts

    489
  • Joined

  • Last visited

Everything posted by tajer

  1. President Open to Benchmarks in Iraq Measure By CARL HULSE and JIM RUTENBERG Published: May 11, 2007 . http://www.nytimes.com/2007/05/11/washington/11cong.html
  2. رايس تحاول دبلوماسية الفن للتقارب مع الإيرانيين GMT 17:15:00 2007 الجمعة 11 مايو سي.ان.ان -------------------------------------------------------------------------------- بعيدًا عن السياسية رايس تحاول "دبلوماسية الفن" للتقارب مع الإيرانيين واشنطن: إلتقت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مجموعة من الشبان الإيرانيين في واشنطن مساء الخميس، في لقاء غابت عنه القضايا السياسية، بعد أن غلب عليه الطابع الفني. وشهدت رايس معرضًا فنيًا لعدد من الفنانين الإيرانيين الشبان، الذين يقومون بزيارة للولايات المتحدة، ضمن برنامج للتبادل الثقافي، الذي تتبناه إدارة الرئيس جورج بوش، كوسيلة للتقارب مع الشعوب الأخرى. وقد افتتح المعرض الجمعة، تحت عنوان "آمال وأحلام... صور من الجيل الجديد في إيران"، ومن المقرر أن يقوم الإيرانيون الشبان بجولة لعرض أعمالهم الفنية في عدد من الولايات الأميركية، خلال الأشهر الثلاثة القادمة. وخلال اللقاء تجنبت رايس الإشارة إلى أي خلافات سياسية بين واشنطن وطهران، بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي تخشى الولايات المتحدة أنه يتضمن أهدافًا تسليحية سرية. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، في تصريحات للصحافيين أثناء زيارتها للمعرض، إن إيران تمتلك ثقافة عظيمة، وقد استمتعت برؤية هذه الأعمال للفنانين الكبار، الذين تقل أعمارهم جميعًا عن 40 عامًا. واعتبرت رايس أن هؤلاء الفنانين يمثلون بشكل جيد الثقافة العظيمة التي تمتلكها إيران، والتي تعود إلى قرون عديدة، مشيرة إلى أن إقامة هذا المعرض على الأراضي الأميركية سيمكن الشعب الأميركي من رؤية "جانب آخر لإيران، والتعرف على ما يفعله الفنانون الإيرانيون". وأضافت قوله إنه في الوقت الذي تمثل فيه الموسيقى لغة عالمية، فإن ذلك المعرض يجعل الفن لغة لشعوب تحتاج إلى التعرف إلى بعضها البعض، وتبادل الحديث في ما بينها". كما تجنب الإيرانيون أنفسهم الخوض في أي قضايا سياسية، حيث أعربت إحدى المشاركات، وتدعى جولناز فتحي، عن شعورها بـ"صدمة"، عند قيامها بمصافحة رايس، بعد أن شاهدتها لسنوات على شاشات التلفزيون. وأضافت الإيرانية الشابة قولها: "لقد كان شعورًا رائعًا"، مشيرة إلى أن هذا البرنامج للتبادل الثقافي يعتبر فرصة رائعة للجميع. كما قالت مشاركة أخرى من طهران، ميترا كافيا، إنها تأمل في أن تساعدها تلك الزيارة للولايات المتحدة، في تعميق الفهم المتبادل بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أنها استدركت بقولها: "ولكنني لا أعرف، فأنا لست سياسية، أنا فنانة فقط". ويضم المعرض أعمالاً لثلاثين فنانًا شابًا من إيران، ويقوم مكتب الشؤون التعليمية والثقافية الأميركي بتمويل مشاركة 14 فنانًا منهم في المعرض، عبر برنامج القيادات الدولية الزائرة، الذي تموله وزارة الخارجية
  3. بانوراما: هل تحول الاقتتال في العراق إلى صراع داخل المذاهب؟ اسم البرنامج: بانوراما مقدم البرنامج: منتهى الرمحي تاريخ الحلقة: الثلاثاء 8-5-2007 ضيوف الحلقة: الشيخ حسن الزرقاني (التيار الصدري) عمار طعمة (عضو مجلس النواب العراقي) د. محمد جواد علي (محلل سياسي) مشاري الزايدي (كاتب صحفي) - هل تحول الاقتتال في العراق من صراع مذهبي إلى صراع داخل المذاهب؟ - وبعد اعتقال سبع خلايا وإفشال أكبر مخطط تخريبي, هل ما زال تنظيم القاعدة يمتلك مقومات التحرك داخل السعودية؟ منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا إلى بانوراما الليلة, هذان العنوانان سيكونان محور حلقتنا لكننا نتوقف أولاً مع موجزٍ لأهم الأنباء. [موجز الأنباء] منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد، تبدو الخلافات بين القوى الفاعلة سياسياً وعسكرياًً في العراق متجهةً نحو مزيد من الإنفلات والاتساع مع ازدياد الخلافات بين الأطراف داخل مؤسسات الحكم أو خارجه. لكن اللافت أنه مع التراجع النسبي لحدة الصراعات والخلافات المذهبية, تقدمت إلى الواجهة صورة الخلافات داخل المذهب الواحد, وإذا كانت صورة هذا الخلاف داخل الطائفة السنية تتجلى بالصراع بين عدد من العشائر بشأن دعم أو رفض وجود تنظيم القاعدة والموقف من الوجود الأميركي, فإن الخلاف داخل الطائفة الشيعية يبدو أنه متعدد الأطراف والأوجه. فالخلاف بين التيار الصدري وحزب الفضيلة تبدو أجلى صوره في الصراع السياسي والعسكري الذي تشهده مدينة البصرة, وقد يكون الصراع على النفط والتزام عقود إعادة إعمار المدينة أحد أسبابه. وفي كربلاء والنجف يدور صراع كبير بين التيار الصدري ومنظمة بدر تمظهر في اشتباكات عدة بين الطرفين, وتدخل في هذا الصراع الخلافات على تقاسم الموارد وخصوصاً منها عائدات أضرحة الأئمة في المدينتين. وتشكل مدينة الديوانية ساحة صراعٍ بين التيار الصدري ومجموعة من العشائر, حسمته عملية النسر الأسود التي نفذتها القوات الأميركية للسيطرة على المدينة. فإلى أين يتجه الصراع بين التنظيمات المسلحة داخل الساحة الشيعية؟ إلى أين يتجه الصراع الشيعي الشيعي في العراق؟ التعليق الصوتي: التيار الصدري من جديد إلى المربع الأول الذي ذكرت أنباء صحفية أن بدأ إنطلاقة جديدة على الساحة السياسية في العراق, تتمثل أولى خطواتها بخطة للإصلاح والمصالحة, وفي معلومات ذكرتها صحيفة الحياة نقلاً عن مسؤول في التيار الصدري ويدعى الشيخ أبو جعفر العبادي, فإن الخطة تنصب على إعادة غربلة بعض القيادات, ومحاسبة من اتهموا بالقيام في عملية تصفية عرقية. وتهدف الخطة أيضاً إلى عزل بعض القيادات التي وصفت بالمسيئة والتي استغلت واستأثرت بالمناصب الحكومية, والقسم الآخر من الذين استسملوا لأجنداتٍ سياسية خارجية, وهنا يبرز تلميحٌ آخر من خلال نائب آخر محسوب على التيار الصدري وهو ناصر الساعدي الذي قال: إن التيار يرغب بالانسحاب من الائتلاف لخلافات حول الموقف من جدولة انسحاب القوات الأميركية من البلاد. فصل آخر في الخلاف بين الائتلاف يتمثل في استبدال وزراء التيار الصدري, ويقول الصدريون إن انسحاب وزراءهم كان يهدف إلى فسح المجال لتعيين وزراء جدد ومن التكنوقراط, إلا أن الائتلاف أصر على أن يكون الوزراء من نفس الائتلاف أو من المحسوبين عليه. ويواجه التيار الصدري أيضاً خلافاتٍ مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وميليشياته بدر, حيث اشتبكت تلك القوات في موجهاتٍ مع أنصار التيار الصدري في النجف وكربلاء والسماوة والبصرة, ناهيك عن الخلاف الفكري والجذري بين آل الحكيم والصدر والذي يتمثل بالسيطرة على ما يسمى بمدرسة المحكمة من قبل الصدريين, وهو الأمر الذي أزعج آل الحكيم على اعتبار أنها تعود لتصرف السيد محسن الحكيم. إذن التيار الصدري المثقل بالاتهامات من كل حد وصوب يقف اليوم أمام تحدي جديد, هذا إذا صحت الأنباء بشأن خطته للإصلاح والمصالحة, تحدي التغيير والتجديد والإصلاح, والهدف المعلن هو العودة لتوحيد الصف الوطني". منتهى الرمحي: ولمناقشة هذا الموضوع معنا هنا في الاستديو الدكتور محمد جواد العلي المحلل السياسي, ومعنا من بيروت الشيخ حسن الزرقاني مسؤول العلاقات الخارجية في التيار الصدري, ومن بغداد عبر الهاتف السيد عمار طعمة عضو مجلس النواب العراقي, أهلاً بكم جميعاً واسمحوا لي أن أبدء مع ضيفي من بيروت الشيخ حسين الزرقاني, شيخ حسن أهلاً بك معنا, وفي التقرير الذي استعرضناه قبل قليل وفيما يتردد من أنباء عبر الصحف أو عبر وكالات الأنباء, الخلافات الشيعية الشيعية العامل المشترك فيها جميعاً يبدو أنه التيار الصدري, ما الذي يحدث؟ حسن الزرقاني: بسم الله الرحمن الرحيم، في مسألة الخلاف الشيعي الشيعي الذي يُعطى أكبر من حجمه حقيقةً عبر وسائل الإعلام, إذا كانت التيار الصدري هو القاسم المشترك ما بين هذه الخلافات فذلك سببه لسعة انتشار هذا التيار الصدري, ولكونه عصياً على التغيير أو التطويع باتجاهات لا يرضى بها ضمير المواطن العراقي أي عراقي أصيل وشريف ينتمي إلى هذه التربة, فمثلاً جاء في التقرير بأن التيار الصدري وحزب الفضيلة في مدينة البصرة يتنازع من أجل النفط, وهذا بعيد كل البعد عن واقع التيار الصدري, فنحن لا نتنازع من أحل النفط ولا من أجل المكاسب وإعادة الأعمار كما جاء في التقرير, ونحن أيضاً لا نتنازع من أجل أموال الأضرحة في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف, وأهل كربلاء وأهل النجف الأشرف يعلمون تماماً بأننا بعيدون كل البعد عن ذلك, ولم نتسلم إدارة هذه المراقد ولا نريد أن نتسلمها ولا نريد أن نأخذ درهماً واحداً من ما في داخل الأضرحة هذا من جهة, ومن جهة أخرى حينما تتحدث عن مسألة الانسحاب عن الائتلاف هنا يكمن حقيقة مخالفة التيار الصدري لكثير من الفصائل المختلفة, ألا وهو موقفنا الواضح والثابت والأصيل الذي لا يتغير من الاحتلال, نحن نطالب بجدولته ولا نرضى بالاتفاق مع أي جهة تطالب ببقاء الاحتلال أو تسعى لعرقلة عملية الجدولة حتى ولو في الوضع الراهن رغم كل التبريرات. ما صحة الأنباء عن حملة تطهير داخل التيار الصدري؟ منتهى الرمحي: طيب, سيد حسن يعني إذن قل لي أنت لماذا الخلافات بين التيار الصدري وحزب الفضيلة, وبين التيار الصدري والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية تحديداً منظمة بدر, والتيار الصدري ومجموعة من العشائر الشيعية, يعني كل هذه المعلومات وردت عبر تقارير مختلفة وأنباء مختلفة, أنت تنفي أن يكون لها علاقة بالمال عملياً, هل فقط مشكلتها مشكلة سياسية؟ هل هي خلافات سياسية فقط؟ حسن الزرقاني: يعني لو تأملنا في الوضع العراقي بعد غياب السلطة المركزية التي كانت تحكم الشعب العراقي بالقوة وبالسيف وبالدم وبالإرهاب وتضيق على خناق أبناء هذا الشعب, بعد أن غابت هذه السلطة أصبحت جميع الأطراف تحاول أن تبسط نفوذها على أرض العراق, وهنا لا بد أن نشير إلى نقطة أن بعض الخلافات المتحدث عنها من خلال التقارير لا أريد أن أنكرها, بالتأكيد هناك خلافات موجودة بسبب الحالة الفوضوية الموجودة في العراق, حتى أن هذه الخلافات تصل إلى مستوى أبناء الأسرة تجاه المواقف والآراء والرؤى المختلفة حيال الكثير من القضايا والأزمات التي يمر بها العراق, فما بالك في أطراف سياسية كل طرف له رؤيته, وهذه الرؤيا قد يتشنج لها البعض من الصغار من الأطراف الوسيطة التي تثير هذه الخلافات ويحتويها الكبار, ولكن لو تأملنا في مدينة البصرة لوجدنا أن المشكلة هي ليست مع حزب الفضيلة بالذات بما يمثله من عنوان وبما يمثله من مرجعية لا على العكس, وإنما كان هنالك شخص قد صوّت جميع أعضاء مجلس المحافظة على إقالته وهو محافظ البصرة, ولكنه متمسك بهذا المنصب, ويحاول أن يثير الفتنة ما بين أبناء التيار الصدري وما بين أبناء الفضيلة الذين ينتمون إلى مدرسة واحدة وهي مدرسة محمد صادق الصدر, وهنالك مثلاً بعض التحرشات البسيطة التي صدرت من الصغار في.. من الأطراف الصغيرة في المجلس الأعلى بإعاقة موكب أحد قيادي التيار الصدري فثارت من خلالها فتنة وقد احتويت سريعاً, ولم يسمح لها بأن تأخذ مدىً أبعد من ذلك, لأن لأن الكبار يعلمون دائماً أن كل شيء ممكن أن يُحل بالحوار والتفاهم, إلا أن بعض الأطراف التي يحكمها التشنج والانفعالات هي التي تثير الأزمات وهذا حال الكثير من الأزمات في الشارع العراقي. منتهى الرمحي: دعنا نأخذ رأي السيد عمار طعمة ضيفي من بغداد عبر الهاتف وهو عضر مجلس النواب العراقي, أهلاً بك سيد عمار, واستمعت إلى ما قاله الشيخ حسن الزرقاني, لكن فيما يبدو أن الصراعات يعني حسب ما تُقرأ على الأقل إعلامياً ومن قبل المراقبين هي صراعات نفوذ, يعني أكثر منها صراعات على تفاصيل صغيرة في الحياة السياسية اليومية العراقية؟ عمار طعمة: بسم الله الرحمن الرحيم، في البدء أود التعقيب على ما ذُكر في التقرير وعلى ما ذكره أخي الشيخ الزرقاني, فتسوية الخلافات ما بين الكيانات الشيعية وتأطيرها في إطارات بعيدة عن الواقع, أعتقد أنها تنطلق في دوافع مغرضة وليس موضوعية, ما ذُكر من حصول خلاف ما بين التيار الصدري والفضيلة حول نفط البصرة هو عارٍ عن الصحة لسببين, السبب الأول هو أن رسم سياسة النفط هو منوط وتحت إشراف وزارة النفط وليس للمحافظة أي دخل أو أثر هذا من جانب حزب الفضيلة, ومن جانب التيار الصدري فإنه شيء ليس له أي تشكيل في مجلس المحافظة حتى يكون طرف في النزاع على النفط, وبالتالي تسويق مثل هذه الاتهامات هو عاري عن الصحة, وأعتقد أنه يستبطن دوافع مغرضة, وما سُوق أيضاً أن هناك خلاف فكري بين آل الحكيم وآل الصدر حول مدرسة الحكمة, أعتقد أنه يصب في نفس الخانة, فعندما تصف الخلاف بأنه فكري وتستشهد عليه بمصداق اختلاف على مدرسة, فإنه يمثل مفارقة تستدعي البكاء قبل أن تستدعي الضحك حقيقة, وما ذُكر من أن شخص المحافظ هو الذي يُعترض عليه وليس هنالك خلاف مع المرجعية أو مع حزب الفضيلة, أعتقد أن شخص المحافظ أثبتت التجربة وكثير من المعترضين عليه أو الذين حاولوا إثارة زوبعة ضد المحافظ, لم يستطيعوا أن يأتوا بقصاصة ورقة تثبت الطعن بنزاهته أو بعدم كفاءته, بل لاحظنا أن تلك الجهات وكان التيار الصدري بعيداً عن تلك الممارسات في الموقف الرسمي الذي أعلنه الأخ المطيري رئيس اللجنة السياسية والموقف الذي أعلنه رئيس الكتلة الصدرية الأخ نصار الربيعي اللذان أعلنا عدم دعمهما لتلك المظاهرة التي كانت تنطلق من دوافع.. منتهى الرمحي: طيب لكن سمعنا من مسؤول العلاقات الخارجية في التيار الصدري الشيخ حسن الزرقاني أشار.. عمار طعمة: الابتزاز والتهديد لبعض أعضاء مجلس المحافظة بالقتل إن لم يصوتوا على المحافظ, فبيان الأمور يكون بشكل موضوعي حتى لا نخلط الأوراق إن كنا نستهدف الحقيقة والموضوعية. بروز الائتلاف الشيعي كان تلبية لدعوة السستاني منتهى الرمحي: يعني شخص المحافظ يبدو أنه ما زال الخلاف حوله قائم, وهذا ما أشار له السيد حسن الزرقاني, سأعود إليك إذا كان لديك أي تعليق سيد عمار ولك شيخ حسن زرقاني, لكن اسمحا لي أن انتقل إلى الدكتور محمد العلي ضيفنا في الاستديو, دكتور محمد دعنا نتذكر معاً بداية الصراعات في العراق, الصراعات المذهبية لنقل في العراق, كان كل المتحدثين الذي يظهرون على شاشات التلفزة أو في الصحف أو في أي وسيلة إعلامية يقولون أنه لا يوجد هناك أي صراع طائفي, يعني القضية ليست قضية شيعية وسنة حتى بدأت الأمور تأخذ مناحي أبعد ودفع الشارع العراقي ثمناً له، الآ، نستمع إلى أن الحديث في هذا الموضوع هو تسويق الخلافات وتأطيرها بإطارات بعيدة عن الواقع, فيما يبدو أنه في العراق يعني تعود المتحدثون أن يغطوا الحقائق التي تجري بغطاء شفاف ينتهي بسرعة وتظهر الحقائق لاحقاً, هل سيحدث نفس الشيء الآن بين التيارات الشيعية مع بعضها والتيارات السنية مع بعضها أو داخل المذهب نفسه هذا الصراع؟ محمد جواد العلي: هناك حقيقة, بالأمس القريب كان هناك خلافات شيعية شيعية قبل سقوط العراق واحتلاله من قبل قوات التحالف, هناك خلاف حقيقي بين المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وبين حزب الدعوة, هناك خلاف بين حزب الدعوة بين تنظيم العراق والتنظيم الآخر الأصلي اللي هو يعود الأول للدكتور جعفري والأخ عبد الكريم الثاني, والخلاف الآخر بين حزب الفضيلة وحزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية, هناك خلافات شيعية شيعية, إلا أن بروز الائتلاف كوحدة موحدة كان السبب الرئيسي له هو بتدخل آية الله السستاني, قال السيد السستاني: سوف لن أبارك أي ائتلاف أو أي تجمع شيعي إذا لم يدخلوا تحت راية واحدة, لهذا السبب دخلت جميع الأحزاب الشيعية تحت راية واحدة هي راية الائتلاف, إلا أن هذا الزواج الذي حدث بين الأحزاب الشيعية يمكن أن أطلق عليه زواج المتعة, زواج مؤقت برزت فيما بعد خلافات حقيقية بين هذه التجمعات, خلاف بين المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والتيار الصدري, خلاف بين المجلس الأعلى وحزب الفضيلة, خلاف بين التيار الصدري وحزب الفضيلة, الخلاف بين بدر وحزب الفضيلة, فبرزت أمامنا جملة خلافات, ما هي أسباب هذه الخلافات؟ هو ثلاثة أسباب رئيسية, عدم وجود استراتيجية وطنية حقيقية لجميع هذه الأحزاب, اثنين تغليب النزاعات الفئوية على النزاعات مع المحتل أو لتحرير البلد, ثلاثة التكالب على المناصب الوزارية سعياً وراء الحصول على مناصب وعلى امتيازات مادية, إذن معنى ذلك لنصل إلى نقطة أساسية أن أي حزب من الأحزاب إذا ما بني على أساس طائفي أو عرقي سوف يكون مشكوك بولائه الوطني أو حسه الوطني, لهذا السبب نرى الآن هناك خلافات في مدينة البصرة بين حزب الفضيلة والتيار الصدري, لا يعني أن حزب الفضيلة هو متمسك بمحافظة البصرة, أنا ليس دفاعاً حزب الفضيلة, أنا أتذكر أن حزب الفضيلة حينما شُكلت الوزارة انسحب من الوزارة ورفض أن يأخذ أي وزارة لا يعني.. منتهى الرمحي: التيار الصدري الآن انسحب من الوزارة أيضاً.. محمد جواد العلي: لا يعني أن الوزارة هي أهم من منصب المحافظ.. منتهى الرمحي: والتيار الصدري الآن انسحب من الحكومة, القول أنه فيه صراعات على النفط وعلى صراعات على عقود إعادة الإعمار.. محمد جواد العلي: الخلافات الحقيقية هو مدى تدخل القوى الخارجية الأجنبية في الشأن العراقي, حزب الفضيلة يحاول أن يرفض الطرح الطائفي باللحظة اللي الأحزاب الأخرى داخل الائتلاف اللي هي الأحزاب السبعة, اللي هي المجلس الأعلى الثورة الإسلامية, تنظيم حزب الدعوة وحزب الدعوة الآخر والتيار الصدري وحزب الفضيلة وبدر والمستقلون, الآن خلافات بين هذه الفئات كالخلافات بين الأحزاب السنية, أنا لن أدافع عن فئة من الفئات إذا كانت سنية أو شيعية, أي تكتل بناءه طائفي يجب أن يبرز خلافات داخلية, فمصلحته أولاً قبل أي مصلحة وطنية, لهذا السبب نلاحظ أنه تباعاً ستبرز خلافات سنية سنية وخلافات شيعية شيعية إذا لم يُطرح المبدأ الوطني والحس الوطني لمواجهة الاحتلال, حتى الأحزاب الموجودة الآن التيار الصدري يدعو إلى جدولة انسحاب القوات الأجنبية, والتيارات الأخرى أيضاً تدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية, وجميع هذه القوى موجودة في مجلس الأمن الوطني العراقي وافقت على تمديد وجود القوات الأجنبية في العراق, كيف من جهة توافق على وجود القوات الأجنبية وكيف تدعو إلى الانسحاب؟ هناك تناقض, تناقض سعياً وراء المواقع سعياً وراء الأرباح المادية سعياً وراء المناصب, 22 مليار مدخول النفط العراقي أين ذهبت؟ الآن الموارد الدينية للعتبات المقدسة يوم أمس أعلنت أن المدخول اليومي هو 600 ألف دولار يومياً, أين تذهب هذه الـ600 ألف دولار لمن؟ أنا لا أتهم أحداً, هل تذهب للمجلس الأعلى أم لبدر أم للتيار الصدري؟ الجميع يسعى لشراء سلاح, الجميع يفكر أن هناك مواجهة وتخندق طائفي, فهذا اللي يهدد المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية في العراق لمواجهة الاحتلال. منتهى الرمحي: شيخ حسن الزراقاي أين إذن دولة العراق من كل هذا, إذا كل طرف يشتغل لمصلحته ونفوذه وسلطته فقط ويفكر بهذا الشكل الطائفي الضيق؟ حسن الزرقاني: يعني بحسب ما تفضل به الأخ في الاستديو فعلى العراق السلام ولن تقوم له قائمة, لأن العراق اليوم تشكل بحسب التركيبة الطائفية من أطراف شيعية وأطراف سنية وأطراف كردية, فإذا سلبنا عن هذه التشكيلات مجتمعةٍ صفته الوطنية فأعتقد أنه لم يعد هناك عراق حتى نتحدث عن قضية الوطن, وهي الدراسة غير موضوعية وتحليل غير مستقي أصولاً من الواقع العراقي, لأنه إحنا ما يصنف مثلاً التيار الصدري ويضعه في خانة الأحزاب السياسية هو لا يدرك أن التيار الصدري ليس بتشكيلاً سياسياً, ولكنه تيار تشكل بولائه وانتمائه إلى القائد الوطني العظيم وهو محمد محمد صادق الصدر, الذي كان همه الوحيد أن يوحد ما بين السنة والشيعة في العراق, فبالتالي إذا كان هؤلاء الذي تبعوا ذلك السيد وقلدوه وانتهجوا نهجه هم أبناء الشيعة, فهذا ليس بسلب لوطنية أبناء ذلك التيار الذين كانوا تحت فوهات بنادق الأنظمة الأمنية السابقة في ظل النظام السابق, وهي تذهب لتصلي جماعةً خلف أئمة السنة, ولا زالت تنتهج هذا النهج وذلك السلوك من خلال المظاهرة الأخيرة التي طالب بها سماحة السيد مقتدى الصدر والتي لم نرفع بها علماً للتيار الصدري, لو كان هذا الرجل يتحدث بالأنصاف نتذكر أننا جميعاً رفعنا راية العراق, وأردنا أن تكون هويتنا هي العراق, وكان الآف الرايات من العلم العراقي ترفرف في سماء مدينة النجف حينما اجتمع السنة والشيعة والأكراد والعرب والتركمان يرفعون هذه الراية الموحدة, لماذا نتجاهل هذه الوحدة ونتحدث عن جزئيات من تناحرات سياسية هنا وهناك ونضفي عليها صفة الطائفية التي تمزق عرى هذه الوحدة الوطنية التي تحاول أن تنهض من جديد, يا أخي جماعة علماء العراق من السنة كلهم يسعون إلى التوحد مع إخوانهم من أبناء الشيعة, والتيار الصدري لا زال يشكل مظلة وطنية تحتضن كل هذه الأطراف التي تسعى إلى مشروع وطني لا زلنا نرفض وجود الاحتلال.. بوجود الاحتلال لا بد أن تكون هنالك خلافات منتهى الرمحي: طيب شيخ حسن إذن على ماذا الخلافات وأن تصل إلى هذا المدى, وأن يتم الحديث عن أن الصدامات ربما تأخذ أبعاداً أكثر يعني إذا كانت كل الأمور تمام بهذا الشكل؟ حسن الزرقاني: يعني الرائع في مسألة بانوراما أنه حوار هادف وليس حوار تحريضي, لذلك استطيع أن أقول في ظل وجود الاحتلال لا بد أن تكون هنالك خلافات, وإلا أين نكون نحن في سياسة فرق تسد, في ظل وجود حالة من الضغط الشديد والمستمر على أبناء الشعب العراقي, يقولون في الحكمة إذا صفعت الإنسان حولته إلى حيوان, الشعب العراقي تأتيه المفخخات من السموات ومن الأرض, يقتل في كل مكان في كل صوب في كل حدب, يتمزق تتمزق أشلائه من أجل مكاسب سياسية للبعض, كيف نطالب من هذا الشعب صغاره وكباره أن يتحلون بحكمة كبيرة ومتناهية إلى حد أن لا يكون هنالك نزاع, بالطبيعة الإنسانية هنالك نزاع وهنالك صراع حينما يتحول هذا الصراع من مثلاً ألا يوجد صراع عربي عربي! ألا يوجد صراع إسلامي إسلامي! هنالك الآن تسليط كبير على.. إعلامي كبير على العراق لنستطيع أن نخلق من القصة الصغيرة رواية كبيرة, نعم الكل يختلف ألا يوجد في السعودية الآن جيوب تحاول أن تنشق على الحكومة وتحاول أن تثير إضرابات, ألا يوجد في الكويت في كل مكان في مصر في سوريا في الأردن هذا موجود في كل مكان, ولكن حينما تصبح القضية عراقية يعطى عليها حزمة من الضوء أكبر من اللازم لتتحول إلى واقع.. منتهى الرمحي: صحيح لأن العراق ربما شيخ حسن يعني لا ينقصه.. لأن العراق ربما لا ينقصه المزيد من الخلافات يكفيه ما فيه, لذلك تسلط عليه الأضواء أكثر من غيره من الدول.. حسن الزرقاني: يعني ست منتهى كنا في بداية السقوط نقول كلنا ظهرنا وبقلوب ملؤها التفاؤل بغدٍ مشرق لكل العراقيين, ووضعنا أيدينا بأيدي إخواننا من أئمة الجماعة والسنة ونادينا جميعاً إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه, بالتالي كان وسائل الإعلام تتحدث عن اختلاف سني شيعي, اختلاف سني شيعي اختلاف سني شيعي إلى أن تحول إلى اختلاف سني شيعي حقيقي, بالتالي هذه عملية ترويض للأنفس وعملية زرع الثوابت داخل هذا العقل العراقي الذي اصبح يستقبل معلوماته ويستقيها عبر وسائل الإعلام, لذلك هناك قصة صارت مضحكة مبكية قصيرة جداً إذا سمحت لي أن أرويها بسرعة سريعة.. يقال أنه قد قتل شخص اسمه حيدر من قبل ميليشيات سنية, وقتل شخص اسمه علي من قبل ميليشيات.. عفواً قتل حيدر من ميليشيات سنية وقتل عمر من ميليشيات شيعية, ولكن خفي عليهم أن هذا حيدر كان حيدر العاني وهو من عشيرة سنية وأن عمر عمر الساعدي من عشيرة شيعية, بالتالي أصبحنا نقتّل أنفسنا بأنفسنا بلا مبرر وبلا سبب, الشعب العراقي يا إخوان ينزف الكثير, فلا بد أن تسلطوا حزم من الضوء على نقاط الأختلاف لا على نقاط الاتفاق بدلاً من نقاط الاختلاف التي أصبحت تثقل كاهل العراقيين. منتهى الرمحي: يعني نحن دائماً نحاول ذلك, وربما أنت ضيفنا كثيراً شيخ حسن الزرقاني لكن ما يثار في كثير من وسائل الإعلام ومن التقارير, لا بد أن ألقي الضوء عليه. سيد عمر طعمة يعني القضية ليست شيعية فقط.. ضيفي من بغداد, القضية ليست شيعية فقط, ولكن بالأمس مثلاً طرحنا في بانوراما الخلاف العشائري مع تنظيم القاعدة يعني الخلافات السنية السنية إذا ما صح تأطيرها بهذا الشكل, اليوم نطرح هذه الخلافات الشيعية الشيعية, إذا كانت يعني تفضل الدكتور محمد العلي وقال بأن السيد آية الله السستاني كان وراء وضع الجميع تحت مظلة واحدة تحت اسم الائتلاف, هل سنشهد تدخلاً مباشراً جديداً لكي يتوقف هذا النزيف فهو قطرة قطرة قبل أن يصبح نزيفاً فعلاً؟ عمار طعمة: آمل أن أعطى وقت كبقية الزملاء لأنه هنا منتهى الرمحي: أعذرني ليس تقصداً لذلك فقط حتى تكون الصورة سيد عمار, لأن الصوت صعب عن طريق الهاتف فقط.. عمار طعمة: أن تكون في متناول النقاش, حقيقة قضية الخلاف التي ذُكرت نعم هنالك خلافات, ومناشئ خلافات هي مناشئ سياسية وليست مناشئ مذهبية تؤطر أحياناً من قبل السياسيين أو المذهبيين بأطار ديني أو مذهبي بغرض تحجيم بعض السذج وذوي الوعي البسيط لغرض إداخلهم في معمعة وفي مواجهة ليس لهم ناقة فيها ولا جمل ولا عودة بنفع إلا على أؤلئك الانتهازيين والنفعيين, والخلاف بنفسه لو انضبط بالضوابط الأخلاقية واستحضر المصلحة الوطنية العامة فسيكون عنصر إطراء وتكامل للجميع وليس عنصر شقاق أو عنصر سلبي على أرض الواقع. القضية الأخرى ما ذكره الأخ الضيف من بيروت بأن كل الاحزاب وعمم وأطلق تعميماً لا تمتلك استراتيجية وطنية وتغلب النزاعات الفئوية والتكالب على المناصب كفاني مؤنة بعض الجواب, عندما ذكر موقف الفضيلة بالانسحاب الإيجابي من تشكيلة الحكومة عندما شخص المذهبية الخاطئة التي سادت تشكيل الحكومة وكان موقفه التصويت وهذا موقف إيجابي, وكذا ما لاحظناه في الأيام الأخيرة من الأخوة في التيار موقف إيجابي بالانسحاب من التشكيلة.. (الصوت مقطع من المصدر).. ومعونة الحكومة بالاستعانة بالتكنوقراط, هذه أجوبة عملية وشواهد عملية تدلل على وجود تيار وطني يستحضر المصلحة الوطنية ويترفع عن المصالح الفئوية الضيقة, أما غياب الاستراتيجية الوطنية واستشهاده بتشكل الائتلافات, أنا يمكن أن ألقي نظرة تحليلية على تشكل الائتلافات, إن كل الائتلافات على أساس الطائفة كان في وقته له مبرارات موضوعية بالاعتبار المخاوف والهواجس التي كانت لدى الجميع من الحقبة الماضية, ومن احتمالية الوضع الجديد الذي ساهم في تغييره أيادي حقيقية من احتلال وغيره, فهذا التخوف والهاجس كان يشكل أرضية قد تكون في ذلك الوقت منطقية ومقبولة لتشكل على أساس الطائفة, ولكن التشكل بشكل إيجابي يمنع تشرذم وبنفس الطائفة أو نفس المكون أو نفس القومية.. تلك المرحلة وتلملم صفها لتنطلق بعد ذلك مع المكونات الأخرى بجهد أخوي وطني لبناء عراق مستقل ومزدهر, لكن الذي حصل من الناحية العملية هو الانكماش والتقوقع بين محاولة البعض الاستئثار على حقوق الآخر, فالمشكلة لم تكن بالمفهوم في وقته إنما كانت بالممارسة التي انحرفت عن الأسس والأهداف الصحيحة في تلك المرحلة المؤقتة. منتهى الرمحي: سيد عمار وصلت الفكرة أرجو أن تعذرني على المقاطعة, ولكن كما قلت لك الصوت عبر الهاتف غير واضح يعني بشكل جيد, دعني آخذ.. يعني فهمت منك وسأحمله للدكتور محمد جواد العلي بأن التشكيلات في البداية كانت تشكيلات طائفية أصلاً أيام بريمر ووضع قانون الدولة, وثم الدستور بني على هذا الشكل, لكن المشكلة الأكبر إذا كانت الخلافات ستصبح داخل الطائفة نفسها, الآن هناك أطراف في العراق تتحدث عن ربما بتفاؤل شديد أنه سنعود من البداية بحيث نلغي الطائفية في التعامل مع المناصب السياسية داخل العراق حتى يصبح العراق عراق, لكن وجود خلافات داخل المذهب نفسه وداخل التيارات نفسها, يعني هل يمكن أن يعطي أمل بأن يتحرك شيء إيجابي نحو المستقبل على الأقل قريباً؟ أم أنه علينا أن ننتظر انسحاب فعلاً القوات الأميركية؟ محمد جواد العلي: أنا أحب أ، أطمئن السيد الزرقاني أن المسألة الأساسية التي يعاني منها العراق تختلف عما يعانيه بقية الوطن العربي, الخلافات الآن داخل أي تجمع داخل العراق أو أي حزب أو أي ائتلاف هو لا يخدم مصلحة الوطن لا يخدم مصلحة العراق, على عكس ما موجود في الوطن العربي الخلافات هو نوع من الديمقراطية وتبادل السلطة, لأن العراق يعاني من احتلال وجود قوات أجنبية, المسألة الأساسية التي تعانيها الأحزاب السياسية ككتل سياية كائتلافات هو عدم وجود الثقة مع بعضها عدم تبادل الثقة, التشكيك بين القوى داخل البرلمان حقيقة.. منتهى الرمحي: كم الاحتلال يلعب دور في ذلك تغذية هذا الشعور؟ محمد جواد العلي: الاحتلال هو بالأساس بناءه بنى البرلمان وبنى الحكومة وبنى النظام المؤقت بعد الاحتلال على أساس طائفي, غذى هذه المسألة وعززها من خلال المحاصصة داخل البرلمان, من خلال المحاصصة داخل الوزارة, أنا أحب أن أذكر السيد بمقولة للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي قبل شهرين, قال أنا أعاني معاناة كاملة من التدخلات الطائفية والضغط الطائفي وعدم قدرتي على تشكيل وزارة أو إعطاء مناصب للتكنوقراط لأجل حكم هذا البلد وقيادة هذا البلد, وهذا ما ثبت من شهر كانون ثاني من بداية السنة إلى اليوم السيد رئيس الوزراء لا يسيتطع أن يعدل وزارة أو يعطي بدلاء للتيار الصدري الثقة اللي انسحبوا, إذاً حالة عدم استقرار في البلد, البلد لا حكومة لا نظام لا أمن, بطالة, عدم وجود تنيمة, استمرار الفساد الإداري استمرار الفساد المالي, فقدان الأمن هو العامل الأساسي بس فقدان الأمن أساسه شنو؟ أساسه وجود بطالة, عدم وجود تنمية, معاناة الشعب, ناس أشخاص معينين من فئات معينة من البلد تجني الأرباح وتجني الملايين والنسبة العظمى تعاني وفيه بطالة. منتهى الرمحي: الصراع على مناصب سياسية في كل هذه الظروف وما ذكرته نوع من الرفاهية والترف, يعني العراق ما زال أمامه وقت طويل حتى.. محمد جواد العلي: نعم الوصول إلى الموقع الإداري هو ليس لخدمة البلد هو لجني الأرباح ليس إلا. منتهى الرمحي: الدكتور محمد جواد العلي المحلل السياسي ضيفي في الاستديو شكراً جزيلاً لك, ضيفي من بيروت الشيخ حسن الزرقاني المسؤول العلاقات الخارجية في التيار الصدري شكراً جزيلاً لك, ضيفي من بغداد عبر الهاتف السيد عمار طعمة عضو مجلس النواب العراقي شكراً جزيلاً لك. نعود إليكم بعد قليل لنتابع معاً في بانوراما: بعد اعتقال سبع خلايا وإفشال أكبر مخطط إرهابي, هل ما زال تنظيم القاعدة يمتلك مقومات التحرك داخل السعودية؟ [فاصل إعلاني] منتهى الرمحي: أهلاً بكم من جديد, التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية السعودية مع موقوفين خلال العملية الأمنية التي نفذتها الأجهزة في السابع والعشرين من نيسان أبريل الماضي, كشفت تفاصيل كبيرة ومهمة بشأن طرق العمل والتخطيط التي يتبعها تنظيم القاعدة في تنظيم خلاياه المكلفة بتنفيذ هجمات إرهابية داخل السعودية, والقواعد التي تنطلق منها مجموعاته من الدول المجاورة. وبعد سلسلة العمليات الناجحة التي نفذتها الأجهزة الأمنية السعودية ضد خلايا تابعة للقاعدة, والضربات الموجعة التي وجهتها لهذا التنظيم, إلى أي حد يمكن القول أن عمل هذا التنظيم قد شُلّ أو حوصر داخل المملكة؟ خصوصاً وأن التحقيقات مع الموقوفين من عناصر التنظيم قد جعلته مكشوفاً أمام الأجهزة الأمنية السعودية, وهذا ما يؤكده إحباط الأجهزة الأمنية الشهر الماضي لعملية بهذه الضخامة, يشارك فيها أكثر من 170 عنصراً وتستهدف منشآت نفطية وقواعد عسكرية وشخصيات عامة في مناطق عدة من المملكة. هل ما زال تنظيم القاعدة يمتلك مقومات التحرك داخل السعودية؟ التعليق الصوتي: ما كشفته صحيفة الوطن السعودية اليوم من تفاصيل حول تلقي خلية من الخلايا السبعة التي ألقي القبض عليها نهاية الشهر الماضي في المملكة تدريباتها في اليمن, وحول استخدام خلية أخرى ما يمكن تسميته ببيوت آمنة في سوريا للاجتماع والتنسيق مع عناصر القاعدة الناشطين في العراق, يوحي بأن تنسيق أكيداً تقوم به عناصر هذا التنظيم إنطلاقاً من هاتين الدولتين لتنفيذ مخططها في الدول المجاورة, وهو ما يمكن اعتباره فتيلاً يهدد المنطقة كلها بالانفجار, ما لم تتحرك هذه الدول لردم منابع تصدير هذه العناصر المسلحة. وبحسب ما أوردته الوطن فإن الخلية الأولى كانت تتلقى تدريباتها في اليمن دون علم السلطات هناك, وكانت تخطط لتنفيذ ما وصف بأبشع العمليات الانتحارية في السعودية حيث أن عملها كان يتم في سرية مطلقة, وعمد قادتها إلى التسلل عبر الحدود لمعسكر التدريب الخاص بها قبل أن تكتشفه السلطات السعودية, وما هو يعطي انطباعاً بأن مراقبة ما يحدث على الحدود لم تكن بالدرجة العالية التي تحول دون تسلل هذه العناصر. كذلك اتخاذ سوريا منطلقاً للتسنيق مع هذه العناصر يضع تساؤلات كثيرة حول كيفية دخول هؤلاء وخروجهم من العراق إلى سوريا وبالعكس, الأمر الذي يسلط مزيداً من الأضواء على حجم الدور السوري من الذي يحدث في العراق, ويضع دمشق في موقف لا تحسد عليه حيال جيرانها والمجتمع الدولي, إضافة إلى أثر ما يحدث في العراق على مستقبل المنطقة ككل. وفيما يبدو أن هذه الخلايا لا ترتبط ببعضها ببعض, وهي منفصلة تماماً كي تمنع وقوعها جميعاً في أيدي السلطات في حال تم القبض على إحداها والحفاظ على سرية مخططات التنظيم, فإن العملية الأخيرة للأمن السعودي عُدت ضربة قاصمة لهذه العناصر, وعلى الرغم من ذلك فهل ما تزال القاعدة تمتلك مقومات التحرك داخل السعودية؟ سليم أبو عسلة - العربية. منتهى الرمحي: ومعنا من الرياض السيد مشاري الذايدي الكاتب الصحفي أهلاً بك سيد مشاري معنا, ودعنا نبدأ من ما انتهى إليه التقرير, هل حوصرت القاعدة في المملكة العربية السعودية بعد العملية الأمنية الناجحة الأخيرة؟ مشاري الذايدي: من الصعب الحديث عن محاصرة, هي العملية لا شك أنها كانت عملية ناجحة ومفاجأة الحقيقة يعني لجهة ضخامة التنظيم وتشعب الخلايا وتنوع أعمالها, وأيضاً وجود أساليب جديدة أو كان مزمع تنفيذها أو عمليات كان مزمع تنفيذها لم تكن في جدول حسابات القاعدة سابقاً مثل الطائرات الانتحارية, مثل استهداف شخصيات عامة هذه لم تكن بنفس هذا الزخم أو بنفس هذا التركيز, أيضاً من الأشياء الجديدة الإشارة التي لم.. الحقيقة البيان لم يشر صراحة إلى الدول التي.. وإن لم لمح إليها الدول التي كانت يتدرب فيها بعض عناصر هذه الخلايا الجديدة الخلايا السبع, من الواضح حقيقة أن الإشارة وهذا أذكر أنه أشير له في صحيفة الشرق الأوسط بعد يوم واحد تقريباً من نشر بيان الداخلية, أن الدولة المعنية بالتدريب هي اليمن, وأعتقد أن هذا بالنسبة لي كمتابع ليس مفاجئاً, لأنه إذا نذكر أحد قاعدة تنظيم القاعدة في السعودية القائد الثالث أو الرابع سعود العتيبي الذي قتل في مواجهة الرس, أشار في مقابلة مع مجلة صوت الجهاد الناطقة باسم التنظيم, أنه قد فر إلى اليمن أثناء المطارادت, وأنه في اليمن تعرف على أبو علي الحارثي, أبو علي الحارثي كان قائد تنظيم القاعدة في اليمن وقتل بطائرة قيل أنها طائرة أميركية بدون طيار في صحراء مأرب في 2002, وذكر أنه تعرف على أبو علي الحارثي وتلقى تدريبات - هو أشار إلى ذلك - تلقى تدريبات في اليمن ريثما تسنت له الفرصة وعاد مرة أخرى إلى السعودية, فأعتقد أن هذا الرابط أو هذه الروابط بين القاعدين هنا وهناك ليست جديدة, لكن الإشارة هنا تكمن في وجود معسكرات وأعتقد أن هذا الذي يؤشر إلى خطورة المستوى الذي وصل إليه التنظيم, وإن كنت شخصياً وجود معسكرات في اليمن أيضاً ليس بجديد, نحن نذكر أنه بعد حرب الخليج الأولى تحرير الكويت حدث ما يشبه الفلتان في بعض أطراف اليمن, وتحت عنوان حرب الوحدة عام 94 اللي انضم فيها السلفيون والإسلاميون في صف الحكومة في محاربة الاشتراكيين, أصبح هناك هامش من الحركة وهامش من التدريب أفسح لهم المجال, كان على حدود السعودية يعني وراء جبل نجران كان في بعض مناطق قبائل وائلة كان هناك معسكرات للتدريب تحت عنوان محاربة الانفصاليين الاشتراكيين, لكن في الحقيقة كان فيه هناك تدريبات لعناصر أخرى. الحلقة اليمنية السورية السعودية هل يمكن السيطرة عليها؟ منتهى الرمحي: ربما الآن في هذه الأيام نتحدث كثيراً عن الحدود, وعدم القدرة على السيطرة على الحدود, هو الخطورة يتدرب هؤلاء في معسكرات في اليمن ثم يذهبون إلى السعودية, وقد يذهبون بعد ذلك إلى سوريا لاجتماعات في مجالس أمنية كما قالت التقارير, ثم يذهبون إلى العراق ويعودون من العراق, يعني هي الحلقة هذه كيف يمكن السيطرة عليها؟ مشاري الذايدي: والله أعتقد في أحد بيانات الداخلية الاحصائية عن 2006 طبعاً يجب أن نعرف أن التهريب أنواع, التسلل عبر الحدود اليمنية السعودية هو على أنواع ليس كله من قبيل يعني الإرهاب أوالعمليات, التسلل القديم إما بسبب عمليات تهريب المواد المخدرة أو بسبب تسرب العمالة أو لأسباب أخرى, يعني تعرفي الحدود طويلة جداً, ولذلك كان فيه حديث أكثر من مرة عن وجوب السيطرة على الحدود وإبرام اتفاقيات وما إلى ذلك, لكن ضمن هذا المجموع فيه بعض الاحصائيات تتحدث عن مليون ونصف حالات تهريب قصدي تسلل تتم عبرة الحدود السعودية فقط في عام تقريباً 2006 حسب ما أذكر بعض الاحصائيات, من المؤكد أنه ضمن هذا العدد الضخم القدرة على السيطرة تصبح صعبة, هو فيه جهود في هذه الاتجاه وهناك محاولات للسيطرة وبعض الأساليب الحديثة وما إلى ذلك, أعتقد أنه فيه صعوبة بسبب تشعب وطول الحدود, أما عن الحلقة التي تتحدثين عنها فأنا أعتقد الأخطر من قصة يعني الذين يتسللون إلى اليمن هم على نوعين, إما أن يتسللوا وهذا الجديد عندنا الآن بشكل منظم كان يتم حالات فردية أو شبه فردية في السابق للتدرب ومن ثم العودة إلى السعودية, أو الذهاب إلى اليمن كمحطة عبور ترانزيت ومن ثم الذهاب إلى بعض البلدان خصوصاً سوريا للتسلل إلى العراق, يعني تصبح لا يتم الذهاب مباشرة إلى سوريا وإنما يتم عبر اليمن هذا بالدرجة الأولى, أو أحياناً إذا الشخص ما عنده شبهات أو يخرج مباشرة من الحدود السعودية إلى بعض الدول المجاورة, أي دولة من الدول الخليج أو الدول العربية ومن ثم يتجه إلى سوريا, سوريا هي منصة الاستقبال على الحدود, وهذه أعتقد.. الحدود لعراقية.. مكمن الخطورة الحقيقية من الصعب السيطرة عليها. منتهى الرمحي: الخلايا معروف خلايا القاعدة.. أصبح معروف مشاري أن خلايا القاعدة لا ترتبط ببعضها البعض حتى لا يتم كشفها, لكن العملية الأمنية السعودية الأخيرة عند الحديث عن سبع خلايا مختلفة, ألا يؤشر هذا على أنه بدلاً من أن نقول أنه فيه سيطرة ومحاصرة للقاعدة, أنه خطورة أن تنقسم الخلايا بهذا الشكل وبهذه الاعداد الكبيرة وتكون غير مرتبطة ببعضها يمكن أن يؤشر إلى أن القضية ما زالت طويلة, والمحاربة الأمنية لهذه الخلايا قد لا تجدي نفعاً في الوقت القريب؟ مشاري الذايدي: لا المحاربة الأمنية مطلوبة وأنا أعتقد أن أجهزة الأمن السعودية يعني مع الوقت من المؤكد أنها تمتعت بكفاءة عالية والدليل إحباط هذه المجموعات, لكن الحديث الذي نقوله دوماً ويقوله الكثيرون أن الحل الأمني لا يكفي, حتى المسؤولين السعوديين بدؤوا يتحدثون بوضوح عن هذ القضية, لأنه لاحظي أنه فيه بعض العناصر انضمت الآن لهذا التنظيم حدثاء الأسنان, من المؤكد لم يذهبوا إلى أفغانستان لم يذهبوا إلى أي مكان آخر, فمعناه فيه عناصر جذب, فيه مغناطيس داخلي يتم في بعض الجيوب من بعض الأشخاص, إذا كنا نتحدث خلية ذات 61 عضو اللي أشير لها في البيان كلهم قدموا البيعة للشخص في الحرم المكي, لا يستبعد أنه ممكن جلهم لم يخرجوا خارج الحدود السعودية, فيه جدل حقيقي في السعودية, البعض يعتقد أن هذا شيء دخيل من الخارج دخيل على البلد, وأنه مرحلة مؤقتة سرعان ما تنتهي, وفيه وجهة نظر أخرى تقول لا أنه صحيح أن هناك عناصر خارجية تؤثر في هذا الموضوع سواء من أفكار أو حتى من دول مخابرات دول تناصب السعودية العداء, لكن هذا لا يجعلنا نغض النظر والطرف عن وجود أسباب داخلية وأسباب داخلية حقيقية لأناس يعني في بعض القصص تحكي واحد يذهب يستشير إمام مسجد عن أنه ابنه سيذهب إلى العراق يريد أن ينصحه حتى لا يعود, وفوجئ أن أمام المسجد هذا ربما يكون هو من المشجعين على هذه القصة, القصة معقدة حقيقة, يعني فيه سلة من الحلول بعضها متقدم وبعضها متأخر وبعضها متعطل أصلاً, أنا أعتقد أنه مثل ما قلت أننا محتاجين لمبادرة وخطة وطنية شاملة وليكن لجنة وطنية لجنة مختصة تكون هي المرجعية لملف الإرهاب, يعني يكون فيها خبرات أمنية خبرات فكرية وغير مسيسة فعلاً لجنة مثل لو أصاب البلد لا سمح الله وباء طاعون أوكوليرا أو أي شيء تكون لجنة طوارئ, وليكن لجنة معنية فعلاً بهذا الموضوع تدرسه بعيداً عن أي تحيزات أو آراء مسبقة, ولتنظر بالفعل من أين يأتينا هذا الإرهاب لأن موضوع الإرهاب سيس أكثر مما يجب. منتهى الرمحي: ونحن نتحدث عن أن الحل الأمني لا بد منه, لا بد أن يكون هناك تنسيق مع الدول التي يشار إليها مع اليمن تحديداً ومع سوريا لضبط الحدود أكثر ولتعاون استخبارتي أكبر, هل موجود هذا التنسيق؟ هل هناك فيه ثقة بين كل هذه الأطراف من أجل أن تتبادل المعلومات الاستخباراتية؟ مشاري الذايدي: يعني فيه اتفاقيات أمنية وقعت بين السعودية واليمن, فيه تبادل لمطلوبين أكثر من مرة, الثلاث وعشرين اللي فروا من سجن الأمن السياسي في اليمن في فبراير 2006 كان تقريباً ربعهم أو ثلثهم مسلّمين من قبل السلطات السعودية لليمن, والعكس أيضاً يعني فيه مستوى من التنسيق بلا شك, لأن اليمن يجب أن لا ننسى اليمن متضررة أيضاً, يعني اليمن تمت على أراضيها عمليات أخلت بالأمن الداخلي اليمني, يعني بصرف النظر عن قصة المدمرة كول أو الناقلة الفرنسية, فيه خلايا يعني تناصب الحكومة العداء وفيه عملية ثأر وقتل, لا ننسى تنظيم جيش عدن الذي اعتصم بالجبال في عام 98 واعتقل بعض زعماء هذا التنظيم وحوكموا وقتلوا, القاعدة في اليمن قامت بقتل سياسيين كبار مثل جار الله عمر الرمز الاشتراكي الكبير, وأيضاً قتل السياح الأجانب أظن في عام 99 على يد جيش عدن أبين, يعني اليمن نفسها متضررة من هذا التنظيم, فمن المؤكد أنها بحاجة إلى تبادل الخبرات بحاجة إلى التنسيق الأمني, لكن أنا أعتقد الوضع في اليمن شوي صعب لأن طبيعة وتركيبة اليمني أول شيء انتشار السلاح.. انتشار السلاح الطبيعة الجغرافية الطبيعة القبلية الطبيعة يعني فيه بعض الجيوب لا أعتقد أن الدولة تستطيع بسط هيمنتها على كامل الأراضي اليمنية. منتهى الرمحي: مشاري الذايدي الكاتب الصحفي ضيفي من الرياض شكراً جزيلاً لك. ودائماً للإطلاع على مضمون حلقات بانوراما وتقاريرها وعلى آخر الأخبار والتحقيقات ندعوكم لزيارة موقع العربية على الإنترنت www.alarabiya.net إلى هنا تنتهي حلقة بانوراما لهذه الليلة موعدنا يتجدد وإياكم غداً بإذن الله تحية لكم وإلى اللقاء.
  4. I found the following book ver informative.. The Prize : The Epic Quest for Oil, Money & Power by Daniel Yergin (Author) http://www.amazon.com/Prize-Epic-Quest-Mon...r/dp/0671799320
  5. الحلقة الثانية / عمر وعلي الأول يمنع الفراغ والثاني الانشقاق «عمر والتشيع... ثنائية القطيعة والمشاركة» «إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه»، فكيف الحال إذا ظهر ما هو أخطر من البدع، يكتسي رداء المقدس الذي لا يمكن التشكيك فيه على الإطلاق؟ حسن العلوي في كتابه الأخير «عمر والتشيع... ثنائية القطيعة والمشاركة»، الصادر عن دار الزوراء في لندن (2007)، فعل ما تغاضت عنه العمائم، وتجنبه الكثيرون من اصحاب اللحى، وهو العلماني الهوى، الهاشمي النسب، العراقي الجنسية، والعربي القومية، والاسلامي الدين. لقد اقتحم العلوي، ابن السبعين عاما، مدارات صلبة الاختراق من دون تدوير الزوايا الخلافية، او الابتذال بالطرح، فكان معالجا بارعا لعلاقة سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مع سيدنا علي (كرم الله وجهه) بلغة بسيطة استقرأت المرويات وحللتها بما لا يخرجها عن السياقات التاريخية والاعراف الاجتماعية. العلوي بهذا الطرح خرج عن المألوف او المتعارف عند البعض بوضع علي في منصب المستشار لعمر، فهما عنده يتحركان مع بعضهما، يؤسسان الدولة الفتية الجديدة، وينظران إلى مرضاة الله والاقتداء بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى محمد (عليه افضل الصلاة والسلام)، فعلي عند عمر يؤتى ولا يأتي، وعمر عند علي مكانه عند العرب مكان النظام من الخرز يجمعه ويمسكه. هذا اذا ما تناسينا مصاهرة عمر لعلي من ابنته ام كلثوم التي انجبت له زيدا. انها علاقة بين شخصيتين ينحدر عنها سيل المشاركة ولا يرقى اليها طير القطيعة. ثمانية عشر الف صلاة اقيمت في المسجد النبوي خلال حكم سيدنا عمر... كم كانت ايام المدينة الخوالي سعيدة وعظيمة رغم الدموع على فراق رسول الرحمة والمحبة والهدى للعالمين. لكن الدولة استمرت، لان فيها رجالات مثل عمر وعلي يقيمون القسط في ارجائها من مركزها المنور. العلوي غاص في بساتين التاريخ الغضة المرتوية من اللجج النقية، متحسرا على الواحات التي أحرقتها المياه الاسنة بالجهل، ورغم غوصه الرائع كان العلوي يتحرك بتواضع معترفا بانه ليس فقيها او عالما بالدين، بل يسبر غور واحته بمنهج علمي النفس والاجتماع، مستفيدا من تجربتي المفكر العراقي علي الوردي، والمفكر الايراني علي شريعتي من دون ان يغفل تعاطي المدرسة المصرية مع شخصيتي عمر وعلي. لقـــــد اقــــــام العـــلوي اسقاطــــــات تاريخيـــــة وخصوصا في تأسيس الخمينــــــي في ايران للجمهوريــــة الإسلاميــــــة، اذ يـــــرى العلــــوي ان التجـربــة العمريـــــة كانـــــت امـــــام الخميني شاخصــــة بعـد تأسيســـه الدولـــة الشيعية. هذا كله والعلـــــوي يكتــــب بمـــــداد ترفده شهـــــادة ابن الاعظمـــــية عـــــثمان بن علي العبـــــيدي، ذلك الشـــــاب الذي انقذ سبعة اشخاص من الغرق في نهر دجلة بعــــد حادث تدافع جسر الائمة الشهير في بغداد خلال اقامة مراسم الذكرى السنوية لاستشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عام 2005، لكن العبـــــيدي اثناء انقـــــــاذه للشخص الثامن خارت قواه، فهبط الجســــدان في الماء وتعانقت الروحان سمواً إلى بارئهما، «فســـــلام على النخل ذي السعفات الطوال، وسلام على التشيع، وعلى ابن حنتمة (سيدنا عمر) الف سلام». الحلقة الثانية / عمر وعلي الأول يمنع الفراغ والثاني الانشقاق يكمل العلوي رحلته الممتعة في رحاب شخصية سيدنا عمر بن الخطاب وفي هذه الحلقة سيتم استعراض سياسته القرشية وسياسته العلوية، ومناحي تميزه. سياسة منزوعة الحلاقيم تبدو للعلوي شخصية عمر متصلة بحياة الناس البسطاء، فقد قلص المسافة بينه وبينهم ولم يكن سهلا على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ان يترسم خطى عمر، يعس في الليل ويخفق بالدرة ويلتحف الرمل ويجلس على قارعة وغيرها من امور وهذا عائد الى النشأة التي ترعرع عليها كل منهما. في المقابل، كانت علاقة عمر حين اصبح خليفة بقريش ذات منحى خاص، فهو لم يكتف فقط بمنع السفر على رجالاتها كي لايبنوا مراكز تجارية تضعف قوة مراكز الدولة الفتية، ويروى انه وقف في منفذ حدودي هو شعب الحرة وقال انه سيأخذ قريشا من حلاقيمها. ولذلك؛ انتقدت قريش سيدنا عمر، لانه كان يريد تطويعها باشراكها في ادارة السلطة والافادة من مهاراتها السياسية والاقتصادية والحربية، وفي هذا الصدد يصف العلوي حال علي بن ابي طالب مع قريش بالقول: «لم ينهج علي نهج عمر في الاستفادة من قريش، ولا كانت قريش لينة طائعة معه، كما كانت مع عمر ولا هي ستخضع لقرار يصدر من الخليفة علي بن ابي طالب بعزل احد رجالها عن ولاية أو امارة وليس لاحد منها ان يستسلم لعمار بن ياسر في ولاية الامام علي، كما استسلم زعماء قريش لمحمد بن مسلمة الانصاري، عندما كان يشاطر بعض اموالهم لصالح بيت المال». ويضيف: «لقد خبر عمر حياة قريش ورجالها، وعرف ما يستبطن رجالها فاستبطنهم، وتحدث فيهم حديث عالم النفس، ورسم شخصياتهم بأسلوب الروائي المعاصر، وكان امينا على علمه وخبرته، فيعطي الرجل منهم في السلب والايجاب، فعنيت فئة بسلبه واخذت اخرى بالايجاب، ولم يمت عمر حتى ملته قريش كما يقول الشعبي. وعمر كما يقول الوردي يتهم اشراف قريش بأنهم لا يخلصون في الجهاد للاسلام ولايعرضون انفسهم للموت في سبيله». سياسة التصفيات يستقرئ العلوي الأسباب المعتمدة في سياسة العزل والتعيينات، فلا يعثر على حالة واحدة كان فيها دافع العزل او التعيين سياسيا او شخصيا فكانت مسافته من الجميع واحدة، ويستدل العلوي برواية تقول ان خالد بن الوليد بعد ان عزله عمر من ولاية قنسرين في بلاد الشام قال: «لقد استعملني على الشام حتى اذا كانت بثينة (الحنطة) وعسلا عزلني»، فقام اليه رجل فقال: «اجد انها الفتنة»، فرد عليه خالد: «أما وابن الخطاب حي فلا». القصاص من ابي سفيان يرى العلوي انه لو ترك الخيار لعمر اثناء فتح مكة لقام بمحاكمة مجرمي حرب قريش، وعلى رأسهم ابو سفيان بن حرب لولا شفاعة العباس بن عبدالمطلب عم النبي (عليه افضل الصلاة والسلام) فعمر طلب من رسول الله ان يضرب عنق ابي سفيان، لكن الرسول رفض ذلك. ومن هذه الحادثة يلفت العلوي الى بعد سيدنا عمر عن الامويين وعدم ارتباطه بهم كما هو مركوز في اذهان البعض ولذلك يقول: «لو جرى تثقيف الناس بتاريخهم لعلم خلق مهموم بربط عمر حتى هذه اللحظة بتاريخ الأمويين ان الرجل وحده عند فتح مكة كان مهموما بانزال القصاص بأبي سفيان وجماعته، لكن لرسول الله رؤية الهية». احترام الكرامة الإنسانية يستعرض العلوي جملة مرويات تفيد عن الحس الانساني لدى سيدنا عمر، واحدى هذه المرويات تقول انه «كان لعمر وال على الحيرة يكثر من الهزل، وقد حدث مرة، ان دعا رجلا، فأمال عليه بالطعام والشراب، مادعا به، فمسح بلحيته، فركب الرجل من العراق الى المدينة ليشكو عمر قائلا: لقد خدمت كسرى وقيصر فما اتى الي ما اتى في ملكك. قال: وماذاك؟ قال: نزل بي عاملك فلان فأملنا عليه بالطعام والشراب ما دعا به فاحتبس الهزل فدعاني فمسح بلحيتي، فأرسل اليه عمر، فقال: هيه؟ أمال عليك بالطعام والشراب ما دعوت به ثم مسحت بلحيته؟ والله لولا، ان تكون سنة ما تركت في لحيتك طاقة إلا نتفتها. ولكن اذهب فو الله لا تلي عملا ابدا». وقد اخذت الرحمة عمر الى ان يعفي المعيل لعائلته من الذهاب الى الجهاد إلا بموافقة ابيه، ولذلك كان يخاطب المجاهدين على الثغور بالقول: «لكم عليَّ ألا القيكم في المهالك ولا اجمركم في ثغوركم، واذا غبتم في البعوث، فأنا ابو العيال، حتى ترجعوا اليهم». الجوع مع الناس من سمات شخصية سيدنا عمر انه كان يحس بجوع الناس، فكان يجوع معهم، حتى اذا جاء عام الرمادة لم يبعث جباته كي يجبوا الزكاة، بل اخرهم حتى يرتفع الجدب. و«حدث بعدما اشتدت المجاعة ان جيء عمر بخبز مفتون بسمن، فدعا رجلا بدويا فأكل معه فجعل البدوي يتبع باللقمة الودك الى جانب الصفحة، فقال له عمر: كأنك مقفر من الودك؟ واجابه الرجل: اجل! ما اكلت سمنا ولا زيتا ولا رأيت آكلا له منذ كذا وكذا الى اليوم، فحلف عمر لا يذوق لحما ولا سمنا حتى يحيا الناس، وظل على هذا العهد حتى اذن الله فعاد المطر وزال عن الناس الجدب». العلاقة مع النصارى كانت علاقة سيدنا عمر مع المسيحيين تتميز بالحكمة، فهو قبل صدقة بني تغلب، وعين عليهم فرات بن حيان واليا عليهم بدلا من الوليد بن عقبة، وذلك من اجل استتباب الأمن واستقرار الطمأنينة في ربوعهم، ولعل العهدة العمرية الى مسيحيي بيت المقدس تنم عن شخصية عمر السمحة التي تقتدي بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى (عليه افضل الصلاة والسلام». مسمات أخرى يستحضر العلوي سمات أخرى لسيدنا عمر تنم عن عظم هذه الشخصية. فعمر منع ما يتعارف عليه في يومنا هذا بالتشهير الاعلامي، إذ انه كتب الى واليه في البصرة أبي موسى الاشعري ان يأمر الناس بمجالسة من شرب الخمر في السابق وتاب بعدما شهر به الوالي. ولذلك كان يمنع كشف ما ستره الله عز وجل، كما ورد في حديث له. وفي أثناء زيارته الى الشام دخل عمر الى بيت أحد ولاته هناك يزيد بن أبي سفيان، فرأى قماشا يتدلى على الحائط، فاستغرب ان تلبس الحيطان ثيابا زاهية من مصنوعات حلب أو دمشق، فاتجه اليها قبل ان يأخذ مكانه في الجلوس وشرع يقطع اوصالها. قائلا: «ويحك أتلبس الحيطان ما لو ألبسته قوما من الناس لسترهم من الحر والبرد». سياسته العلوية يعود العلوي مبحرا في أمواج التاريخ الهادئة بسكون حكم عمر وعلاقته بعلي. لقد منع عمر الفراغ وعلي منع الانشقاق. ورغم عدم مبايعة الامام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) لسيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ودخوله في قطيعة دامت ستة أشهر، إلا انه قد «سيطر الامام علي على مستوى لا يتحول فيه الخلاف الى معارضة والمعارضة الى حركة مسلحة خلافا للمألوف العربي الطويل وتقاليد المعارضة والاحتجاج، التي كانت لا تضع حواجز بين الرأي والخلاف والتعبير المسلح عنه، فلم يكن ثمة برلمان تتحادث داخله المعارضة، ولا صالة يجتمع اليها السلطة والمعارضة، والقاعدة العربية المعمول بها في تاريخ العرب والمسلمين ان الاعتراض السياسي ينتهي في أقصر زمن بالاحتكام الى السيف. وقومي تميم والفلاة ورائيا. خرج الامام علي على تقليد سائد في اللجوء الى قوة السلاح أو حتى الى حجج اللسان، فأحال الشهور الستة الى معتكف علمي لدراسة القرآن ومراجعة الاحاديث النبوية وترتيب الاوراق والاولويات واوراقه الشخصية وتنشيط الذاكرة وتسجيل شهادته في اسباب النزول، فأسست في شهور القطيعة الستة لأول مرة في تاريخ العرب والمسلمين ظاهرة السياسي المثقف والخليفة الفقيه ومن يسمى الآن آية الله أو المرجع الدستوري في الدولة. فجددت تلك المرحلة عشرين عاما من التلمذة الروحية لمريد النبي (ص) والتربية العائلية لربيب ابن عمه والمشاركة اليومية في حياة داخل مسكن واحد فكبر مقامه الكبير في نفوس المسلمين وأضيفت لنفوذه الروحي أسباب الورع والزهد والبعد عن النفس في الرياسة وتعال عن الخلاف، ولم يكن لرجل بدور الامام في بناء الاسلام ان يبتعد في القطيعة الى اكثر مما انتهى اليه قراره. وكان من الطبيعي ان يكون اصحاب الامام وهم من رجال الصحبة الاوائل قد بايعوا معه ومعهم الهاشميون الذين لم يبايعوا بعد، ولم يقاطع أي من أصحاب الامام وبني هاشم مركز الخلافة، واندمجوا في الدولة الجديدة ولاة وقادة وأمراء ما بين البصرة والكوفة والمدائن». وبعد هذا العرض، يلفت العلوي الى ان القطيعة الدائمة عند القائلين بها حدثت في يوم واحد «وهو اليوم العمري عند فريق الغالبية من أهل التشيع المكرر كل يوم والموجود في التاريخ والمنقوش في الذاكرة الموروث للأجيال، هو ليس يوما في التاريخ، انما اليوم الذي ألغى التاريخ، فخرجت حركة ذلك اليوم عن كونها فعلا سياسيا وخطة قرشية الى البعد المعياري المقدس الذي تجرب على ضوء القبول به ورفضه نوايا الاتباع واختبار الحقائق، ودخل مصطلح السقيفة أو يوم السقيفة وأهل السقيفة في المعجم السياسي للتشيع بما يفقد المكان دلالته المكانية الى دلاته المعيارية، ويكتسب ميكافيلية مبكرة معجونة بالكيد والاصرار على التآمر والاتفاق على استلاب الحق وانتهاك المقدس النبوي. ولهذا كان السؤال الاكثر احراجا عند السائل يصوب نحو كاتب السطور من موقف عند السقيفة ستتبناه هذه السطور، وكيف سيكون الموقف الشرعي ازاءه وازائي؟». ويضيف: «أما جوابي فليس معقدا وليس فيه من الاحراج ما يجعل الخروج منه صعبا. وسيكون التعامل مع مصطلح السقيفة بطريقة سياسية واقعية، والسقيفة مكان غاب عنه المقدس، وهي فعل بشري خالص، لكنها يوم التأسيس الثاني للدولة الاسلامية بعد اليوم الذي أعلن فيه النبي (ص) نزول الوحي وليس مهما، أمام مشروع دولة ناهضة وكبرى، من سيكون الرجل الاول في السلطة سواء كانت البيعة لسعد بن عبادة أم لعلي بن أبي طالب أم لأبي بكر مادام مؤتمر السقيفة سياسيا لم يأت به قرآن ولا حديث نبوي ولا سنة ولا سابقة. وأظنه موقفا مشتركا للمؤرخين والكتاب والعاملين في السياسة العربية، الذين هم خارج ميدان الخلاف الفقهي في موضوع الولاية نصا كانت أم انتخابا. وعندهم ان السقيفة يوم تقرر فيه مواصلة العمل في مشروع الدولة فلم يؤد الخلاف الى انشقاق مسلح وانقسام بين أتباع وأتباع وظهور إمامين أو خليفتين». ويتابع: «والسؤال الذي يوجه من كاتب السطور الى سائليه، لو ان الامام علي بن أبي طالب ذهب الى اتخاذ قرار باعلان خلافته وحوله صحابة مؤيدون وأتباع، وحدث الانشقاق المسلح، هل كان ليوم السقيفة ان يواصل بين مرحلتين رحل النبي فيها عن الاولى وبدأت الثانية متصلة بالاولى، من دون فراغ في السلطة والادارة؟ أقول... إذا كانت براعة عمر بن الخطاب، قد سجلت ليوم السقيفة ان يملأ الفراغ، فالذي منع الانشقاق وحال دون الانقسام هو الامام علي بن أبي طالب الذي اكتفى بالاحتجاج العلمي والعيش مع البحث العلمي في القرآن والى جانبه زوجته فاطمة بنت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). إن الامام علي رافض الانشقاق، ولم يكن من روافض خلافة الشيخين». علي وعمر وآل البيت لقد أخذ عمر برأي علي بشأن بداية التقويم، اذ اعتمد من هجرة الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) من مكة الى المدينة، كما ان عليا بين مخصصات عمر من بيت المال. وإذا كان علي قد نصح عمر بالذهاب الى ايلياء (القدس) فإنه لم ينصحه بالذهاب الى بلاد فارس خوفا عليه. وفي احدى الروايات سأل علي عمر: أرأيت لو جاءك قوم من بني اسرائيل، فقال لك أحدهم: أنا ابن عم موسى أكانت له عندك اثرة على اصحابه، قال: نعم، قال، فأنا والله أخو رسول الله وابن عمه، فنزع عمر رداءه فبسطه، وقال: والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نتفرق، فلم يزل جالسا عليه، وعمر بين يديه حتى تفرقوا بخوعا لأخي رسول الله وابن عمه! وفي رواية أخرى ان رجلا شكا عليا الى عمر فلما جلس عمر لينظر في الدعوى، قال عمر لعلي: ساو خصمك يا أبا الحسن! فتغير وجه علي، وقضى عمر في الدعوى، ثم قال لعلي: أغضبت يا أبا الحسن! لأني سويت بينك وبين خصمك؟ فقال علي: بل لأنك لم تسو بيني وبين خصمي يا أمير المؤمنين! إذ كرمتني، فناديتني يا أبا الحسن! بكنيتي، ولم تناد خصمي بكنيته، فقبل عمر رأس علي وقال: لا أبقاني الله بأرض ليس فيها أبو الحسن. وفي رواية اخرى عن الحسين بن على بن أبي طالب أنه قال: «إن عمر قال لي ذات يوم. أي بني! لو جعلت تأتينا، وتغشانا؟ فجئت يوماً وهو خال «بمعاوية، وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت، فلقيني بعد، فقال: يا بني لم ارك أتيتنا؟ قلت: جئت، وأنت خال بمعاوية، فرأيت ابن عمر رجع، فرجعت. فقال: أنت أحق بالإذن من عبدالله بن عمرو، إنما أنت من رؤوسنا ما ترى! الله، ثم أنتم، ووضع يده على رأسه». وروى ابن سعد عن جعفر بن محمد الباقر عن ابيه على بن الحسين، قال قدم على عمر حلل من اليمن، فكسا الناس، فراحوا في الحلل، وهو بين القبر والمنبر جالس، والناس يأتونه، فيسلمون عليه ويدعون له، فخرج الحسن، والحسين يتخطيان الناس، ليس عليهما من تلك الحلل شيء، وعمر مقطب بين عينيه، ثم قال والله ما هنأ لي ما كسوتكم! قالوا: يا أمير المؤمنين! كسوت رعيتك، فأحسنت، قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس، وليس عليهما من شيء، كبرت عنهما، وصغرا عنها، ثم كتب إلى واليه في اليمن ان ابعث بحلتين لحسن، وحسين، وعجل، فبعث اليه بحلتين، فكساهما. وعن ابي جعفر: انه لما اراد ان يفرض للناس بعدما فتح الله عليه، جمع ناساً من اصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال عبدالرحمن بن عوف: ابدأ بنفسك: فقال لا والله! بالاقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض للعباس، ثم لعلي، حتى والى بين خمس قبائل، حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب، فكتب من شهد بدراً من بني امية بن عبد شمس، ثم الأقرب، فالأقرب، ففرض الأعطيات لهم، وفرض للحسن والحسين لمكانهما من رسول الله (صلى الله عليه وسلم). عمر والعلويون ضد الاجتثاث ينقل العلوي انه عندما أمل أبو بكر بحضور عمر على وفد الصلح في حروب الردة خيارين، «إما الحرب المجلية وإما السلم المخزية قالوا هذه المجلية فقد عرفناها فما المخزية؟ قال أبو بكر: ننزع عنكم الحلقة والكراع، ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما اصبتم منا، وتدون قتلانا، أي تدفعون الدية، وتتركون أقواماً يتبعون أذناب الإبل. نهض عمر فوافقه على شروط واعتراض على اخذ الديات منهم على قتل المسلمين بعذر شرعي مقبول، وان كنت اميل إلى وجود عامل آخر دفع عمر إلى الاعتراض لرؤيته زعماء القبائل في ذلك الوضع الذليل، فأراد ان يخفف عنهم ماداموا قد عادوا إلى الاسلام مرة اخرى. قائلاً عن رفض الدية: ان قتلانا قاتلت على امر الله وأجورها على الله وليس لها ديات، فتتابع القوم على ما قام عمر». ويشير العلوي في هذا الصدد إلى رفض العلويين استئصال الدولة العباسية لبني امية. إلى ذلك فقد وضع عمر سابقة بعدم جواز سبي المرأة العربية، كما انه اطلق سراح الأسرى من القبائل العربية. الإمام علي يرثي عمر يشير العلوي إلى انه «قد دخل الإمام علي بن أبي طالب على عمر اثر وفاته فألفاه مسجى بثوب في ناحية من غرفته فرفع الثوب عن وجهه. يرحمك الله أبا حفص ما احد احب إليّ بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ان التقى الله بصحيفته منك. والأكثر تواتراً ان علياً وقف على عمر بعد ان غسل وكفن وحمل إلى سريره فأثنى عليه وقال والله ما على الأرض رجل أحب اليّ من ان القى الله بصحيفته من هذا المسجى بالثوب». 18 ألف صلاة يحصي العلوي عدد الصلوات في المسجد النبوي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بـ 18 الف صلاة ولذلك يرى ان «سكان الحي الذي يتوسطه المسجد، قد التقوا هناك (41) الف لقاء نستقطع منها ايام الغياب، التي يكون فيها بعض هؤلاء السكان مسافرين إلى مكان آخر، وهم قلما يسافرون. وقد جرت العادة ان يجلس المصلون مع امامهم في حلقات بعد كل صلاة، يتساءلون عن امور دينهم ودنياهم، فاذا امتدت الجلسة نصف ساعة بعد كل صلاة، فسيكون مواطنوا المدينة قد التقوا في عهد عمر عند المسجد (9000) ساعة، عدا ساعات الغياب، فهل كان من بين هؤلاء المصلين رجل يدعى علياً، واخر يسمى عمر، وثالث يدعي عثمان، ام تراهم كانوا يصلون في بيوتهم؟ واذا ما حضروا والتقوا تسعة آلاف ساعة، هل كان الواحد منهم يجلس وظهره على الآخر، ألم يتحدثوا في امر هذه الدولة الجديدة وشؤونها، ويتشاوروا في أذمتها؟ أو يتحدثوا عن عرسهم الجديد. المطلوب ان يتفرغ جيل من الدعاة والباحثين، للبحث عن هذه السنوات المفقودة في حياة الإمام علي، والتي حجبها الفريقان الا قليلاً لكي لا يري اتباع علي المعاصرون، ان امامهم كان إلى جنب عمر، اذناً لفم، ولكي لا يعترف الفريق الآخر ان عمر كان على هذه الصلة بعلي، نشعر بالحاجة إلى مزيد من الأسئلة الساذجة، لنقفوا اثر الإمام، خارجات من بيته ليسأل عن صغرى بناته ام كلثوم، التي طلبها عمر، فاستجاب علي ليولد لهما زيد حفيداً مشتركاً، ألم يحدث ان زار الإمام علي ابنته، وداعب حفيده، وقد رأى بأم عينيه، كيف كان جد اولاده يلاطف الحسن والحسين فيركبان ظهره وهو يصلي، أم ان الإمام قاطع ابنته، لأنها تزوجت من عمر دون رغبته!». وبناء على ذلك يقول العلوي: «ان العثور على المحاضر الشفهية لـ 10 في المئة فقط، من 18 الف جلسة و9000 ساعة، سيجهز المؤرخين والدعاة بمادة تزيد على ما كتبه الطبري والبلاذري اضعافاً! فكيف اختفت احدى عشرة سنة، و18 الف صلاة و9000 ساعة، ومن وضع الحجز على سكان المدينة، فمنعهم من التجوال، ومكثوا في بيوتهم لا يرى الواحد منهم الآخر، ولا يزاوجه ولا يضاحكه ام انهم كانوا حيين، مثل احياء فلسطين واسرائيل،يترامى فيها الأطفال بالحجارة على جمال السلطة، او ان تكون سلطة المدينة في وضع البحث عن المارقين والمنشقين عن دين الله؟ لا بد من ان واحداً من هذه المشاهد. كان قائماً، والذي يبدو ان الصراع السياسي والطائفي قد فضل مشهد الأحياء الفلسطينية على المشهد النبوي في مسجده، وهذا اجتهاد الفعل اما برهان النقل، فلم يذكر المؤرخون ان الإمام عليا كان لا يحضر إلى الصلاة في المسجد احتجاجاً مثلاً على الخليفة. وإنما ذكروا ان سعد بن عبادة مرشح الخزرج وصاحب السقيفة، هو الذي قاطع الصلاة في المسجد أيام ابي بكر وفي السنة الأولى من خلافة عمر». الرأي العام
  6. Looks like these are what salim was talking about more than five months before LA times put more exposure on them.. Acccording to Salim, Almaliki had a lot of faith in them and had supported their wakeening movement that brought Sunni ansd Shia together more than any other intiative did .. On Aliraqia , Shiekh Sattar gave a speach in which he give special attribute to Almaliki and claimed that the movement is moving accross factions and race and to join a larger Iraqi nationalism one
  7. وكالة (الملف برس) تفتح ملف العلاقة المزدوجة لانصار الاسلام بايران والقاعدة 14/04/2020 بنجوين، السليمانية، اربيل، بغداد - واشنطن – الملف برس لم تفتأ الولايات المتحدة توجيه الاتهامات للنظام الايراني بانه يسعى لاستمرار التدهور الامني في العراق، من خلال دعم الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة، على حد سواء. وفي تصريحات الجنرال وليم كالدويل الاسبوع الماضي مايشير الى امتلاك واشنطن ادلة على ما تقوم به ايران في العراق. مخبأ سري يقدم الدليل على ان الايرانيين قدموا ادوات التفجير للمتمردين السنة كما أن الجنرال الأميركي "ري أوديرنو" كشف النقاب مؤخرا : إن القوات الأميركية والقوات العراقية اكتشفت أدلة تقود الخبراء العسكريين الى الشك في أنّ التورط الإيراني يذهب إلى أبعد من مساعدة الميليشيات الشيعية. وقال الجنرال إنّ الكثير من الأدلة وجدت ، عندما اكتشفت القوات المشتركة مخباً سرياً كبيراً من معدات صنع القنابل في بغداد. وأوضح قائلاً: "عثرنا على أنواع مختلفة من مكونات القنابل الكيمياوية، وبضمنها المحسِّسات، التي قادت محللينا العسكريين الى الاعتقاد بأنّ تقنيي أدوات التفجير الارتجالية الإيرانيين قد زوّدوا المتمردين السنة والشيعة في جميع انحاء العراق بهذه المعدات. لكنَّ الجنرال الأميركي عاد وأكـّد بأنـّه لا يمتلك "برهاناً" حتى الآن، ولهذا فإنّ الخبراء المختصين في القوات الأميركية يحققون هذه الأيام في ما لديهم من أدلة خطيرة. وقال: "نحن نعمل في الوقت الحاضر على تحديد فيما إذا كان الإيرانيون يساعدون مجموعات التمرد الشيعي فقط أم أنّ هناك مساعدات حقيقية تصل الى مجاميع المتمردين السنة". وأضاف: "نحن لا نمتلك الآن أدلة محددة بهذا الشأن، لكنَّ هناك بعض المؤشرات التي يمكن أنْ تقود الى إثبات الحالة". وأكد الجنرال "ري أوديرنو" إنّ المساعدات الإيرانية للمتمردين في العراق تصل اليهم من النخبة العسكرية الإيرانية المسماة "قوة القدس"، وأوضح الجنرال أنه لا يستطيع حتى الآن تأكيد فيما إذا كان القادة الإيرانيون الكبار، يشرفون على جهود عمليات تهريب هذه الأسلحة للمتمردين أم لا. واذا كان الدور الايراني في دعم الميليشيات الشيعية هو الاوضح على الساحة العراقية عبر عناصر فيلق القدس الايراني، فان وكالة ( الملف برس) ارتأت ان تفتح ملف الدور الايراني في دعم جماعات عراقية متمردة بعضها يرتبط بشكل وثيق مع تنظيم القاعدة كانصار الاسلام ، برغم الافتراق بين الطرفين فكراً ومنهجاً. فقد سجل الموقف العسكري في المناطق الحدودية الوعرة بين اقليم كردستان وايران ، نشاطا ملحوظا لمسلحي جماعة ( انصار الاسلام ) خلال الفترة الماضية، حيث تعرضت نقطة ( باشماخ ) الكمركية الحدودية في منطقة ( بنجوين ) ضمن محافظة السليمانية ، لهجوم مسلح من قبل عناصر الجماعة المذكورة اواخر آذار الماضي، اسفر حسب البلاغ الرسمي للسلطات المحلية عن اصابة اثنين من شرطة الكمارك وحارس برج للأتصالات تابع لشركة ( سانا تيل ) للهواتف الخلوية . وكشفت مصادر امنية كردية النقاب عن انفجار كمية من مادة الـ TNT السبت( 14-4- 2007 ) بعجلة تابعة لقوات حرس الحدود بالقرب من قضاء بينجوين على حدود اقليم كوردستان – ايران. وأضافت المصادر ان الاسابيع الماضية قد شهدت قيام جماعات مسلحة مجهولة بفتح نيران اسلحتها على عجلات قوات حرس الحدود بالقرب من القرى التابعة لقضاء بينجوين ومنها قرية "كونه ورج" . جماعة ( انصار الاسلام ) حليف مزدوج للقاعدة ولطهران تنامي النشاط المسلح لعناصر جماعة ( انصار السنة ) في مناطق بنجوين وهورامان ، صار يربك الوضع الامني الهش اصلا هناك، ويشكل مصدر قلق وازعاج للسلطات المحلية في الاقليم ، التي تبدي اهتماما مكثفا بتلك المناطق الحدودية التي تضم نقاطا كمركية تدر عائدات مالية ممتازة على حكومة الاقليم. ويعتقد ان طهران ليس بعيدة عن هذه التحركات المستجدة لعناصر انصار الاسلام ، فمعلوم ان هذه الجماعة التي يتزعمها رجل الدين الكردي المتطرف، الملا ( كريكار ) المحتجز قضائيا في (النرويج ) بتهم تتعلق بممارسة الارهاب، كانت قد تعرضت قواعدها ومعاقلها الرئيسة في قصبتي ( طويلة وبيارة ) وبلدة ( حلبجة ) في مناطق (هورامان ) ضمن محافظة السليمانية ، لضربات قاصمة بالصواريخ الاميركية بعيدة المدى اثناء حرب ( تحرير العراق ) ربيع عام 2003 ؛ ما اضطرها الى نقل ما تبقى من عناصرها ومعسكراتها الى داخل الاراضي الايرانية التي غدت الملاذ الوحيد لها، بعد ان فقدت حليفها وممولها الرئيس، النظام العراقي السابق بالرغم من الخلافات العقائدية والمذهبية والسياسية الجذرية بين الطرفين. وفي الواقع لم يكن هذا المشهد المثير غريبا على السياسة الخارجية لأيران التي واصلت مد الجماعات الكردية الاصولية المسلحة بكل اشكال الدعم المادي واللوجستي ، منذ عام 1992 لتمكينها من بسط سيطرتها على مناطق هورامان ، المحاذية لأيران ، وتحويلها الى ورقة ضغط رابحة على الفصائل الكردية الحاكمة في اقليم كردستان . وقد حققت ايران بالفعل الكثير من مصالحها الاستراتيجية في المنطقة ، من خلال تلك السياسة الواضحة المعالم ، التي خلقت لدى الاحزاب الكردية العلمانية ومعظم سكان كردستان ايضا قناعة تامة مفادها، ان ايران لن تتوانى في دعم اي فصيل او جماعة مسلحة مهما اختلفت معها في الفكر والنهج والمذهب، ما دامت تحقق لطهران اهدافها في المنطقة. وبغض النظر عن ذلك ، وبحسب المعلومات المتراكمة من المصادر الغربية والعربية ، فإن الحرس الثوري الايراني وجيش القدس بالذات استطاع ان يجند العديد من عناصر " انصار الاسلام " ليصبحوا واحدة من الادوات التغلغل الايراني ومن ثم تقديم المساعدات لفصائل المسلحة العربية السنية في مناطق غرب العراق. ولكن ليس هناك تقديرات واضحة عن المدى الذي استطاعت عبره عناصر انصار الاسلام ان تساعد فيه الحرس الثوري واستخبارات جيش القدس من اقامة وتوثيق الصلات فصائل المقاومة السنية في مناطق الرمادي والانبار وصلاح الدين وتكريت وديالى وكركوك ، غير ان الامر المتفق ان علاقات طهران واجهزتها الاستخبارية وفي المقدمة منها الحرس وجيش القدس تنامت مع فصائل المقاومة السنية في العراق خلال سنتي2005 و2006 بشكل متزايد ومتسارع ، ولا يعرف فيما اذا كان الفضل في ذلك يعود لعناصر انصار الاسلام او لعناصر القاعدة التي فرت من افغانستان واتجهت الى ايران لتقوم الاخيرة باعتقال معظم هذه العناصر وقياداتها وعملت على تجنيد بعض هذه العناصر وتسهيل دخولها للعراق تحت شعار محاربة " الشيطان الاكبر " ؟. ايران اعتمدت على انصار الاسلام في تجسير العلاقة مع المتمردين السنة ولا يستبعد الكثير من المراقبين ان يكون تنامي العلاقة الايرانية مع فصائل التمرد السنية في العراق قد تنوعت فيه ادوات الاتصال وبالتالي نسجت هذه العلاقات عبر تعدد الادوات والقنوات وباسلوب توزيع الادوار مرة وباسلوب الجوقة مرة اخرى . لكن الامر المؤكد ايضاً ان الحرس الثوري الايراني يستفيد من علاقته الوثيقة مع انصار الاسلام ليس فقط لنسج الصلات مع حركات التمرد السنية في العراق وانما لتصبح اكثر في التأثير في كردستان العراق وبالتالي امكانية ممارسة الضغوط على الاطراف الكردية الحاكمة . وفي هذا الصدد تشير معلومات وكالة ( الملف برس ) أن نحو ( 300 ) مسلح من عناصر الجماعات الاصولية المتطرفة، بينهم العشرات من الاكراد يتدربون حاليا، على استخدام مختلف صنوف الاسلحة، في المعسكرات المهجورة لميليشيا ما كان يسمى بـ ( مجاهدي خلق ) الايرانية المعارضة، والموجودة في مناطق (حمرين وجلولاء وقرتبة )، المحاذية للحدود الحالية لأقليم كردستان. ووفقا لمعلومات مصادر استخبارية كردية، ان العشرات من عناصر الجماعات والفصائل المتطرفة في العراق ( كالجيش الاسلامي والقاعدة )، يتدربون ايضا، في تلك المعسكرات المحكمة، التي تبعد حوالي ( 25 ) كيلومترا من مناطق اقليم كردستان المحاذية لمدن ديالى وكركوك. واضافت المصادر ذاتها ان تلك المعسكرات المتفرقة، تمتد من مناطق جلولاء وشهربان ( المقدادية )، وصولا الى سلاسل جبال حمرين، وتضم مشاجب ومخازن كبيرة للأسلحة والذخائر الحربية، التي تم تهريبها الى هناك من دول الجوار عبر طرقات وعرة ومنافذ غير خاضعة لرقابة السلطة. ونقلت تقارير بهذا الشان عن مسؤولين اكراد في محافظة ديالى واقليم كردستان، قولهم ان العشرات من المسلحين الكرد، يتولون تدريب اقرانهم العرب، تمهيدا للتسلل في وقت لاحق نحو مناطق اقليم كردستان. ولعل تنامي نشاط مسلحي انصار الاسلام في المناطق الحدودية الايرانية مع كردستان انما يأتي ايضا في اطار الرد المباشر على تزايد النشاط المسلح لجماعة " بيجاك" الكردية الايرانية والتي تتخذ منطقة جبال قنديل في كردستان العراق مقرا لمعسكراتها . ويؤكد ضباط " البيجاك" انهم اعتادوا شن الهجمات المنظمة على إيران ، وترد طهران على هذه الهجمات بالمدفعية، فيما تتهم حكومة نجاد " البيجاك" بقتل العشرات من قواتها المسلحة في هجمات إرهابية . وكانت طهران قد اثارت موضوع نشاط بيجاك الارهابي ضد ايران انطلاقا من العراق مع المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم المسؤولين الاكراد العراقيين. ومع ان طهران تكرر التأكيد على حرصها في الاحتفاظ بعلاقات مميزة مع حزبي الطالباني والبارزاني الحاكمين في كردستان، وتؤكد لهما باستمرار حياديتها ازاء القضايا الداخلية التي تخص الاقليم، الا ان الكثير من المسؤولين الاكراد يشعرون ان اقتراب موعد تنفيذ خطوات المادة ( 140 ) من الدستور العراقي والقاضية بتطبيع الاوضاع في محافظة كركوك، يعطي تعليلا وتفسيرا واضحين، لتنامي النشاط المسلح لجماعة ( انصار السنة ) في المنطقة ، لاسيما وان ايران لا تخفي معارضتها لتلك المادة، التي تحاول عبر اتباعها والجهات الموالية لها في الحكومة والبرلمان العراقيين، عرقلتها وتأجيلها الى ان تتوفر الفرصة المناسبة لالغائها من الدستور كليا. ويفسر مسؤولون اكراد الدعم الايراني للانشطة المزعجة للسلطات الكردية في العراق بانه مسألة متوقعة في ظل التجاذبات الاميركية الايرانية التي شهدت تطورات دراماتيكية لم يكن الاكراد العراقيون بمنأى عنها. وكانت القوات الاميركية شنت في الحادي عشر من كانون الثاني الماضي هجوما مفاجئا على مكتب الارتباط الايراني في عاصمة كردستان اربيل واحتجزت خمسة مسؤولين ايرانيين لازالوا سجناء. والهجوم الذي جاء مفاجأة بالنسبة الحكومة الكردية عمل على تصعيد مهم في المواجهة بين الولايات المتحدة وايران. وفي الحقيقة كان يمكن للهجوم الاميركي ان تكون له عواقب اكثر اهمية، اذا اعتقل الاميركيون المسؤول الايراني الرئيسي الذي كانوا يستهدفونه. وقد اعترف فؤاد حسين رئيس مكتب الرئيس مسعود البرزاني وقال :" لقد كانوا يلاحقون محمد جعفري، نائب رئيس مجلس الامن القومي الايراني ". وبحسب المعلومات التي توفرت لوكالة ( الملف برس ) ان محمد جعفري الرجل الايراني الامني القوي الذي حاولوا اختطافه، كان في اربيل كجزء من البعثة الايرانية، وكان قد زار للتو السيد برزاني في مقر قيادته على رأس الجبل في صلاح الدين وانتقل منها ليبقى مع الرئيس العراقي جلال الطالباني في دوكان في شرق كردستان. طبعا من الناحية الاستراتيجية معظم القادة السياسيين العراقيين، عربا او اكرادا واعون بان الولايات المتحدة ستنسحب في يوم ما من العراق ولكن ايران ستبقى.. ايران جارة على الدوام ، كما ان العديد من القادة العراقيين ايضا عربا واكرادا كانوا في وقت او اخر لاجئين لوقت طويل في ايران وسورية وحلفاءهم للامد الطويل، وبالتالي يهتم هؤلاء القادة او معظمهم ان يتحقق السلام بين طهران وواشنطن وان تتوقف بينهما الحرب القائمة على الاراضي العراقية. ولكن ليس بالضرورة ان تتغلب علاقة التحالف السابقة للساسة العراقيين مع ايران ولا حتى النظرة الاستراتيجية لحقائق الجيبولتك في التعامل السياسي المرحلي بين البلدين ، فليس الكل في العراق ولا حتى في كردستان يقيس الامور باطر مقننة . وبحسب تقديرات مراسلي ( الملف برس ) في كردستان فان بعض رجال الاعمال في اربيل يتعقبون فرص الكسب السريع اذا عمقت الامم المتحدة في فرض حصارها على التجارة مع ايران والتي برزت طلائعها في قرار مجلس الامن الاخير بشأن ايران والذي اتخذ في اذار الماضي. رجال أعمال أكراد يبحثون عن منافع اقتصادية من العقوبات على ايران ويتطلع هؤلاء التجار لتحقيق مكاسب مادية ومنافع اقتصادية وتجارية عبر احتمالات التعويض لتهريب البضائع الى ومن ايران بعد ان التضييق على التجارة الرسمية مع ومن ايران. وقال احد رجال الاعمال متحمسا :" الايرانيون سيحتاجون الى جميع انواع البضائع وسنزودهم بها ". واشار الى ان الحدود بين العراق وايران تبدأ من مياه الخليج الى الجبال الكردية ،وهي طويلة بحيث انه لم يتم ابدا السيطرة الفعلية عليها حتى تحت حكم صدام حسين. واقتصاديا فان شمال العراق يحتاج الى ايران اكثر من حاجة ايران له، وخارج كل قرية ومدينة ، هناك رجال ييعون النفط باسعار سوق حرة من مستودعات بلاستيكية واضحة.ويحظى البترول الايراني بافضلية لانه يعتبر اكثر نقاءا ، في حين ان البترول العراقي رغم ان اسعاره منخفضة ولكنه مخلوط بالماء ، وبالاضافة الى ذلك فان كردستان متلهفة لزيادة حصتها من الكهرباء التي تاتي بشكل مؤقت من ايران. ومن المؤكد ان الازدواجية الايرانية في التعامل مع العراق باتخاذ مواقف معلنة مؤيدة للحكومة العراقية التي اغلب مكوناتها صديقة لايران في نفس الوقت الذي تعمل فيه الاجهزة السرية الايرانية على تغذية وديمومة العنف المقوض للسلم الاهلي وتقويض جهود الحكومة لتحقيق الامن والاستقرار في العراق . ولعل هذه الازدواجية الايرانية من شأنها ان تدعو بالمقابل الاطراف العراقية الى تغليب المصالح الانية والمكاسب المصلحية الربحية المرحلية على حساب الرؤية الاستراتيجية في التعامل مع ايران .
  8. خاتمي في الأزهر... خطوة صائبة GMT 4:15:00 2007 الثلائاء 10 أبريل الحياة اللندنية -------------------------------------------------------------------------------- مصطفى الفقي زيارة جاءت في وقتها تماماً، فالغيوم تتجمع في الأفق القريب والفتنة تنمو سريعاً والطائفية البغيضة تطل بوجهها الكئيب على العالمين العربي والإسلامي حتى خرجت دعوة واعية من المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في مصر إلى الرئيس الايراني السابق السيد محمد خاتمي المعروف باعتداله الفكري ووسطيته الدينية ومكانته الدولية، لحضور المؤتمر السنوي للمجلس في القاهرة وسط حشد من علماء المسلمين من كل أرجاء الدنيا وبحضور عدد من القيادات المسيحية المرموقة يتقدمهم البابا شنودة الثالث بابا الاقباط الأرثوذكس الذين يمثلون أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط. وأقبل الرئيس خاتمي على مصر بسماحته المعروفة وبشاشته المعهودة على نحو دفعني لمتابعة ما يقول ورصد ما يفعل والتحاور معه لأن الرجل جمع بين القيادة الروحية والزعامة السياسية كما اتسمت فترة رئاسته للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالاعتدال النسبي والرؤية المتوازنة مع فتح جسور المودة مع معظم الأطراف. وأذكر أنني زرت طهران منذ سنوات قليلة ممثلاً لمصر في مؤتمر حاشد لدعم الانتفاضة الفلسطينية والتقيت طويلاً مع السيد محمد على ابطحي نائب رئيس الجمهورية حينذاك، وكان يقول لي في كل لقاء إن الرئيس خاتمي يضع في مقدم أولويات فترة رئاسته هدف تحسين العلاقات وتدعيمها مع الدول العربية وفي مقدمها مصر، ولفت نظري أثناء الزيارة أن معظم المعلومات التي تصلنا عن إيران تأتي مغلوطة إلى حد كبير وفيها انتقاء تحكمي من أجل التشويه المتعمد لصورة إيران الدولة وليس فقط إيران الثورة، فقد رأيت المرأة الإيرانية تجلس معنا حول موائد الحوار في ندية واحترام ولاحظت أن الأقليات المسيحية بل واليهودية تتمتع بحريتها على نحو لم يكن متوقعاً كما أن إيران تمتلك ثاني صناعة سينما متميزة في آسيا بعد الهند ولديها واحد من أكثر برامج تنظيم الأسرة انضباطاً ونجاحاً، لذلك تكونت لديّ قناعة بأنه يتعين علينا أن ندرس إيران بشكل مباشر وألا نكتفي بما يصلنا عنها من طرف ثالث. ولقد تذكرت - وقلت ذلك للرئيس خاتمي في القاهرة - أنني قلت في محاضرة لي عند افتتاح الموسم الثقافي لنادي «الجسرة» في الدوحة عام 1988 بدعوة من الصديق يوسف درويش رئيس ذلك النادي وقتها، قلت صراحة وأمام جمع كبير من مثقفي الخليج العربي، إن إيران يجب أن تكون قوة مضافة للعمل العربي المشترك وليست حسماً منه أو عبئاً عليه، لذلك أزعجني كثيراً كما أزعج الملايين معي أن نتحدث عام 2007 عن الصراع الشيعي - السني وكأن أربعة عشر قرناً لا تكفي لرأب الصدع والتئام الجراح التي عرفها الربع الثاني من القرن الأول الهجري عندما استقبلت مصر وغيرها من الأقطار الإسلامية الجديدة فلول أهل البيت النبوي الشريف ممن تعقبتهم سيوف بني أمية بعد استشهاد الإمام علي وولديه الحسن والحسين، وتميز الشعب المصري بعد ذلك بفهمه العميق للتراث الشيعي الذي صنعته الدولة الفاطمية عندما شيدت الأزهر الشريف لكي يكون قلعة للتشيع الذي اعتنقته تلك الدولة القادمة من شمال أفريقيا. ولا يغيب عن بالنا أن المصريين مغرمون بمزارات أهل البيت وأضرحة أولياء الله كما أنهم يحتفلون بيوم عاشوراء ويتشكل الجانب الاجتماعي لإسلامهم من خلال ما ترسب في أعماق الذاكرة المصرية من الحقبة الفاطمية بما لها وما عليها، ولقد أثارت زيارة الرئيس الإيراني السابق لمصر خواطر عديدة خصوصاً أنني حرصت على الاستماع لمحاضرته في الأزهر الشريف بحضور الإمام الأكبر مع حشد ضخم من قيادات الأزهر وعلمائه وطلابه، وكان رائعاً أن يأتي اللقاء في قاعة رمز التنوير والتجديد إمام الإصلاح الشيخ محمد عبده، كما حرصت أيضاً على حضور لقاء ضيق آخر في حوار محدود تحدث فيه الرئيس خاتمي وحضره رئيس هيئة صيانة الدستور في إيران إلى جانب الإمام التسخيري المسؤول عن ملف التقريب بين المذاهب الإسلامية، ودار الحديث صريحاً وقوياً باللغة العربية في مجمله وبالفارسية أحياناً في ظل وجود المترجم، ولي الآن عدد من الملاحظات يدور بعضها حول توقيت الزيارة ومكانها والبعض الآخر يدور حول التأثير الإقليمي لإتمامها في هذه الظروف: 1- إن التقريب بين المذاهب الإسلامية خصوصاً بين السنة والشيعة أمر استحوذ على اهتمام علماء مصر وإيران منذ الأربعينات من القرن الماضي عندما نشأ مكتب تقريب المذاهب الإسلامية في القاهرة برعاية شيخ الأزهر حينذاك الإمام عبدالمجيد سليم وأسهم فيه الإمام القمي من إيران والشيخ عبدالعزيز عيسى من مصر وغيرهما من أصحاب الفضيلة والسماحة من علماء الإسلام السنة والشيعة بجهود مستنيرة جرى تتويجها بالفتوى الشهيرة للإمام محمود شلتوت شيخ الأزهر الراحل والتي أصدرها منذ قرابة نصف قرن وساوى فيها بين فقه أهل السنة بمذاهبهم الأربعة وأهل الشيعة الأثني عشرية ومنذ ذلك الحين دخل الفقه الجعفري إلى الأزهر الشريف جنباً إلى جنب مع المذاهب الأخرى التي يجري تدريسها باحترام متبادل ومساواة كاملة، وشرح لنا آية الله التسخيري تاريخ تلك الجهود بعلم واسع ورؤية ثاقبة في حضور الوكيل السابق للأزهر الشريف الشيخ محمود عاشور الذي خطب الجمعة في مسجد جامعة طهران أثناء زيارة وفد الأزهر الشريف للعاصمة الإيرانية منذ سنوات قليلة. 2- إن أحداث العراق الدامية - خصوصاً مع انتهاء المواجهة القتالية بين «حزب الله» واسرائيل في تموز (يوليو) 2006 - أفرزت مؤامرة كبرى لضرب وحدة المسلمين من خلال إشعال الفتنة الطائفية بين ابناء بلاد الرافدين من الشيعة والسنة وهو أمر انتشرت عدواه بسرعة في العالمين العربي والإسلامي على نحو صدرت خلاله تصريحات متطرفة من الجانبين وأقوال غير مسؤولة تخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وحلفائهما دولياً وإقليمياً. ولفت نظري ما قاله السيد محمد خاتمي في جامعة الأزهر عن ضرورة تجاوز هذه الخلافات الطفيفة ووأد المؤامرة في مهدها مشيراً إلى ابتعاد روح الإسلام الصحيح عن ظاهرة الاستبداد السياسي بل ومقاومتها في كل العصور ثم توجه الى الأزهر الشريف بكلمات طيبة للغاية دعا فيها الى استعادة دوره في القيادة الروحية للمسلمين والحفاظ على تراثهم الديني والحضاري واللغوي، واستقبلت كلماته من جموع الأزهريين بالحفاوة البالغة والاهتمام الشديد. 3- تحدث الرئيس الإيراني السابق عن حوار الحضارات والاحترام المتبادل بينها وضرورة التوقف عن المفاضلة بين مظاهرها باعتبارها ميراثاً إنسانياً مشتركاً ولا غرو في ذلك فهو صاحب المبادرة الشهيرة باعتبار عام 2001 «عام حوار الحضارات» وهي المبادرة التي طرحها عندما كان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك لم يكن غريباً أن تتضمن محاضرته في الأزهر الشريف إشارة إلى أهمية إعلاء العقل في الإسلام وضرورة التفكير باعتباره فريضة إسلامية مع الابتعاد عن التطرف والتشدد بغير مبرر والغلو بلا سبب، وتجلت في حديث ذلك الإمام الشيعي المستنير روح التسامح واتساع الأفق ورحابة الصدر والرغبة في التعايش السلمي بين الأمم والشعوب. 4- لقد طرحت على الرئيس الإيراني السابق في الجلسة المصغرة بحضور عدد من كبار علماء السنة والشيعة ضرورة الاهتمام بالخطاب السياسي والديني وضربت له مثالاً بإنكار وجود المحرقة اليهودية أو «الهولوكوست» على نحو لا يفيدنا في شيء بل قد يفتح علينا أبواباً جديدة للصراع لسنا في حاجة إليها، فليس هناك ما يمنع من أن نعترف بالمعاناة التي تعرض لها اليهود على يد النازيين في أوروبا ثم نضيف إلى ذلك أن إسرائيل تمارس هي الأخرى نوعاً جديداً من «الهولوكوست» ضد الفلسطينيين والعرب، ولعل قضية قتل الأسرى المصريين بعد وقف إطلاق النار في حربي 1956 و1967 دليل يؤكد ذلك، ويجب أن أعترف أن الرئيس الإيراني السابق استقبل حديثي بصبر وسماحة وقال لي في نهايته إنه يود مزيداً من الحوار بيننا. وجدير بالذكر هنا أن الرئيس السابق السيد محمد خاتمي قام بتصحيح بعض التصريحات الإيرانية المتطرفة التي صدرت في الشهور الأخيرة أثناء زيارته للولايات المتحدة الأميركية. 5- إن الذي يعنيني من هذه الزيارة المهمة في ذلك التوقيت ذي المغزى هو أنها كانت واضحة وقوية حيث استقبل الرئيس المصري الضيف الإيراني الكبير على إفطار عمل في بداية زيارته لمصر، وأسعدني ما ذكره الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق من أن الخلافات بين السنة والشيعة لا تتجاوز 5 في المئة من اجتهادات الفقهاء مردداً أن الشيعة والسنة يؤمنون بإله واحد ويدينون بدين واحد ويشتركون في رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وكتاب الله (القرآن الكريم) ولا يختلفون في الأركان الخمسة الأساسية للإسلام وبناءً عليه فإن ما عدا ذلك لا يبدو مبرراً على الاطلاق للخلافات الدينية أو الصراعات المذهبية التي يسعى الغرب إلى إشعالها في هذه الظروف الملتهبة حسبما اعترف بذلك كاتب أميركي مشهور منذ اسابيع قليلة وهو سيمور هيرش، ولقد عقبت أثناء جلسة الحوار تعليقاً على ما قاله الشيخ عاشور في حضور الرئيس السابق محمد خاتمي حيث دعا إلى أن تكون صلاة المسلمين من شيعة وسنة متاحة لكل منهم بلا تخصيص في مساجد منفصلة فكلها بيوت الله تجمع المسلمين بلا تفرقة، خصوصاً أنه لاحظ أثناء ادائه لصلاة الجمعة في مسجد واشنطن أن الشيعة يصلون وحدهم في مكان آخر. وهنا قلت إنه ليس هناك ما يمنع أن تكون هناك مساجد للسنة وأخرى للشيعة بشرط جواز اداء كل أصحاب مذهب للفريضة الإسلامية الأولى في مسجد الفئة الاخرى إن اقتضت الظروف من دون تزمت او تعنت، ولتبقى الأضرحة والحسينيات والمزارات والعتبات المقدسة إلى جانب المساجد الكبرى ميراثاً إسلامياً شامخاً على مر العصور. إن الملاحظات الخمس السابقة لا يجب ان تؤخذ من منظور ديني فحسب بل يجب أن تكون لها أبعادها السياسية وآثارها المباشرة على وحدة المسلمين والعرب في هذه الظروف الحافلة بكل أسباب التوتر والاضطراب، ولنمضِ جميعاً نحو رؤية مشرقة للإسلام الحقيقي الذي لا يستعدي الآخر ولا يسمح بوجود ثغرات لشق صفوف أتباعه. إنه إسلام الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والابتعاد عن عوامل الفرقة والخلاف والعداء.
  9. http://switchboard.real.com/player/email.h...%2F4%2Fzekra.rm مين يجرأ يقول هذا مش معقول أغنية ذكرى سمعنا عن المغنيه ذكرى التي تم اهدار دمها من قبل احد المشايخ لاتهامها باهانه قبر الرسول سمعنا انها قتلت على يد زوجها غسلا للعار سمعنا ان زوجها انتحر بعد قتلها ما لم نسمعه هو السبب الحقيقي وراء كل تلك الاتهامات و الاحداث الدراميه التي اسكتت مبكرا واحد من اقوى الاصوات الغنائيه العربيه لنستمع و لنتعرف على ما يمكن ان يكون السبب اضغط على الرابط اعلاه واقرء كلمات الاغنيه التي قتلت الرائعه ذكرى و وصمت سمعتها بالوحل ه مين يجرا يقول هذا مش معقول بنزور وبنبكي ع الكعبة وقبر الرسول قالولي دمعك بيهدد أمن الرسول قالولي صوتك بيهدد أمن الرسول إبكي في صدرك هنينا لا تقلب راحة راعينا راعينا حاكم مش حاكم حامي بصول واهم مش فاهم مسطول بيحمي البترول مين يجرا يقول أخوتنا عن بيت الله منعتنا مين يجرا يقول أخوتنا عن حج البيت منعتنا من قال إن الدمعة بتهدد بيت الرسول مين يجرا يقول هذا مش معقول ننصحكم حجو للبابا والفاتيكان اسهل من مكة والكعبة وأكثر أمان مكة حاميها حراميها خلي في صدري باقيها مين يجرا يقول للحاكم كرسيك يزول ما تفاضي فينا مسطول بنارك بنصول مين يجرا يقول أخوتنا عن بيت الله منعتنا مين يجرا يقول أخوتنا عن حج البيت منعتنا من قال إن الدمعة بتهدد حكم الأصول مين يجرا يقول هذا مش معقول قلتلهم أراضينا مكة فاتحها بسيف قالولي الغرب بيحميها ونفلي الضيف إبكي في صدرك فرحنا لا تسيل دموع تفضحنا خافوا ندعي عند الكعبة والحق نقول نسيوا لو ندعي من عندي دعايا مقبول مين يجرا يقول أخوتنا عن بيت الله منعتنا مين يجرا يقول أخوتنا عن حج البيت منعتنا من قال إن الدمعة بتهدد بيت الرسول من يجرأ يقول هذا مش معقول لا النصر يجينا من قصرك والحج إن كان من فضلك ملحوق عليه في أرض الله نطوف ونسعى ونكتب سبعة وتسعة لمزيد من اغاني ذكرى , انظر الرابط البحثي التالي. لماذا لم تدرج الاغنيه اعلاه.؟ سؤال متروك اجابته لاؤلئك اللذين يسيطرون على ما نسمع و نقرا. من قال ان عدي صدام قد مات فهناك الف رقيب على اذاننا و ابصارنا. اسئلوا الامير فهو الوليد الجديد http://www.cools4u.com/songz/singer.php?id=285§ionid=7
  10. http://news.independent.co.uk/world/fisk/article2323413.ece Robert Fisk: How easy it is to put hatred on a map Our guilt in this sectarian game is obvious. We want to divide our potential enemies Published: 03 March 2007 Agree on "keys left with neighbors" It 's laways that way! They kept saying it is a a secterian war ! Who are "They" that is the question..
  11. بوش يكشف للمالكي عن خطته للعراق قبل ايام من اعلانها http://www.msnbc.msn.com/id/16476822/
  12. http://www.msnbc.msn.com/id/15873863/ If there is a curfew , then how come they laft the Friday prayer? One might argue that these are local comunities where they can walk to near by Mosques. If that is the case then the Mosque is in a sunni neighbohood.."which is not" , then how these Shia criminals get into that neighborhood? Every one in baghdad know that this is no more than a propaganda by Arab media to cover the acts of mass killing of Alsader city .. Have a look So , who is this guy? is he a known name or just some one called Alrabia TV. What credibility he got to make his allegation on main pages of westren media? What agenda this media ia holding for Iraq? Many questions. No answers!
  13. موضوع جيد وابيات تثير الكثير من الشجن والتساؤل ابا ذر يمثل حاله متميزه في التأريخ الاسلامي والبحث في سيرته ومواقفه ربما يلقي الكثير من الضوء على فتره مجهوله في فهمنا لتطور الصراع داخل المنظومه الفكريه للفتره التي اعقبت وفاه الرسول محمد يقول المؤرخون ان الخليفه الثالث عثمان اضطر الى نفي ابا ذر الى صحراء الرمذاء المحرقه حيث مات وحيدا بعد انتقاداته اللاذعه للطبقه الطفيليه المحيطه بالخليفه و ذلك بعد ان استدعاه الخليفه من دمشق حيث كان لسانه سيفا شديدا على معاويه والي الشام منتقدا اياه باتهامه بسرقه اموال وعدم العداله في توزيع الثروات
  14. What!!!? As if the Iraqis are the one who run the security file over the last three years.. Hand cuffed Iraqis are facing the highest wave of the the terror of well financed and equiped Qaeda and baathists, and some one is talking about ability.. What did you achieve as far as ability in commiting to your UN mandate of responsibilty of protecting the Iraqis ? Mr. Abaility! Let take it by us and then you can talk about what is ability
  15. I think this is a tricky question.Leave when? Now ? Latter?. You need also to add a third option: to stay until Iraq ellected Parliament call them to leave.. This is how the current UN mandate is saying People want to stay for now but not for ever..
  16. الجواهري: وعي على ذكرياتي(2) GMT 14:00:00 2006 الأربعاء 8 نوفمبر فلاح الجواهري -------------------------------------------------------------------------------- تنشر "إيلاف" بمناسبة اقتراب الذكرى العاشرة لرحيل الجواهري، ذكريات ابنه فلاح الجواهري التي تتضمن مقتطفات من "ذكريات " الجواهري بقلمه، اما لتكمل صورة عجز عنها وعي الطفولة او لتباين الرؤية او الرواية: هنا القسم الثاني: القسم الأول المدرسة غرفة الاستقبال والجميع يجلس منصتاً باعجاب الى شاب وسيم ببدلة بيضاء وهو يتحدث عن ايفاده الحكومي الى امريكا في بعثة دراسية، اسمعهم ينادونه دون كلفة ب"جليل". - والمحبوبة رزيقة، تنتظرك اربع سنين ؟ تقولها خالتي وهي تنظر اليه بمكر وتبتسم.. خطبتها من ابوها؟ - ابوها قال: من الآن الى ان ترجع يحلها الف حلال. قالها جليل وهو يداري خجله واحمرار وجهه. - يعني رفض؟!.. شيخ رؤوف شديد وقاسي احيانا. - فضيها سيرة ام نجاح، العلم وامريكا اهم، قالها والدي ليداري ارتباك الشاب الشديد. - تعال يا فلاح! واشار اليّ بيده مشجعاً قالها جليل ومدّ يده في جيبه مخرجا قطعة نقود فضية ومعقباً - هذه حق السلامة. خذها واشتري بها صباح الغد دفاتر واقلام فقد سمعت انك ستذهب الى التمهيدي. - ما يخالف، روح وخذ من عمك! حثتني خالتي ملاحظةً ترددي. - بس ليش مدرسة يهود، ام نجاح ؟ - هذه احسن مدرسة في المنطقة. لم استطع النوم فرحا فوق سريري فوق السطح لفترة طويلة، كنت خلالها اتأمل لمعان القطعة الفضية في الظلام واقلبّها ثم احكم قبضتي عليها خوفا من ان تفلت مني ان انا اغفيت. ذهبت معي اختى الكبيرة عند الصباح لشراء كل ما احتاج من قرطاسبة، ولا باس من ان استمتع ببعض الحلوى ايضاً من هديتي الضخمة، التي لا ازال احكم قبضتي عليها دون ان أئتمن ايّ من اهل الدار على مسّها. وحين يسأل احدهم ان اريها اياه، كنت انسحب الى الوراء مبتعداً قبل ان ارفعها باصبعيّ عالياً لبرهة خاطفة قبل ان اعيد احكام قبضتي عليها من جديد. اشترت اميرة لي من دكان المنطقة كل ما احتاج وربما لاكثر من عام دراسي.. كررتُ طلبي بالحلوى اثناء انتقائها القرطاسية المناسبة خوفاً من ان تنسى. واخيرا اكملت شراء اللوازم المدرسية. - شنو من حلويات تريد؟ - حلقوم.. اي نعم من هذا عمي.. اي إي من هذا.. واثنين حلقوم(..... )الملك! *** غدا تفتتح المدارس وانا نشوان بالمغامرة الاولى الكبرى القريبة فكم كنت احسد بضعة من رفقة الدرب حين كانوا يعودون متراكضين زاعقين، ببدلات مدارسهم الخاصة، حتى وإن كانت هذه مترّبة مجعدّة او ممزوقة الجيوب احيانا، وكانوا يلوحون بحقائبهم اواكياس متاعهم الفارغة او يتضاربون بها، جادين او مازحين. لكن يبدو ان القرار لم يرس بعد بين خالتي ووالدي، على االمدرسة التي ارسل اليها، وقد سمعت جزءا من الحوار: - مدرسة يهود لا بيها قرآن ولا ذكرفيها لديننا.. تاليها الولد يطلع إلنا يهود.. والجيران ش راح يقولون ؟.. لالاما يصير.. ؟ كان هذا صوت خالتي. - قرآن وديانة ؟ ليش ش راح يفهم منها بهذا العمر.. يهود؟!.. والجيران! ؟ قالها ساخرا.. وش بيهم اليهود ؟، مو أم الياس جارتج اللي تحبيها ؟.. بعدين هذه اقرب مدرسة واحسنها ! - شرط بس هذه السنة.. وهذا البيت اصلاً مرهون ويمكن راح يبيعوه وننتقل غصباً ما علينا هذي هم وحدة من نذالات " اصدقائك الاعزاء ".. الدويك، الدويك صديقك العزيز.. الله لا يوفقه، ربي يهجم بيته مثل ما هجم بيتنا ! وسمعت صوت بكاء ونحيب اضاع نشوتي. *** اغلق رجل متجهم الوجه يلبس بدلة عاتمة، البوابة الحديدية العالية ولف السلسلة الطوبلة الحديدبة حول قضبانها واحكم القفل الضخم فيها. فأحسست بحزن لا اعرف مصدره. عدد لا يحصى من الاطفال في الساجة الواسعة المتربة والصخب يتعالى ويشتد وكذلك الركض و التدافع وتصاعد الاتربة... اقف وحيدا في اقصى الساحة قرب الجدار.. لااحد يقترب مني من كل هؤلاء الاطفال المنشغلبن بالعابهم واحاديثهم... مجاميع صغيرة تتفرق من هنا لتلتم في مكان آخر.. هنالك مجموعتين تتقاذف الكرة واخرى تلعب " حرامية جرخجية " وثالثة " سمبيلة السمبيلة ".. اعرف كل هذه اللعب ولكن لم يشركني احد منهم، حتى عندما اقتربت بخجل من احدى تلك المجاميع ووقفت لفترة غير قصيرة بالقرب منهم، لم يلتفت احد تجاهي.. مد احدهم لسانه وبحلق بعينيه معاكساً... وحشتي تتزايد. خرج رجل عجوز يلبس بدلة زرقاء كالحة، وبدء بهز جرس كبير بيده من على عتبة مدخل بناية المدرسة.. استمر يدق الجرس.. بدء صوته يصل اليّ ويتعالى رنينه مع خفوت اصوات التلاميذ في الساحة. خرج من بناية المدرسة الى الساحة ثلاثة رجال نحاف طوال يتبعون آخر قصير بدين متجهم، بيده عصا رفيعة وبدء بالزعيق حالما وصل منتصف الساحة و بعصبية مخيفة " إصطفاف.. إصطفاف.. اصطفاف " في الصف-التمهيدي-، لم تكن الحالة افضل، بل كانت اسوء بكثير.. كنت اجلس وحيدا وراء رحلتي آخر الغرفة، على حين كان الجميع يجلسون ازواجا فوق كل رحلة. وخلال وقت طويل –لا نهاية له-، لم ينقطع المعلم النحيف ذو العوينات الثخينة عن الزعيق والتلويح بعصاه الطويلة والدق بها على رحلات التلاميذ مهددا... لم يسمح لي للخروج للتبول.. اخذت ابكي. في الفرصة كانت الساحة المتربة اكثر صخبا وكانت وحشتي تتزايد مع تزايد حركة الاطفال وصياحهم. تحركت من ركني القصي في الساحة مقتربا بخشية وتوتر وحذر من البوابة الحديدية الضخمة. نظرت يمينا وشمالا.. لا أثر للحارس.. اخذ قلبي يخفق بعنف وانا اقترب اكثر من منتصفها.. مددت يدي بحركة مفاجئة سريعة يائسة ساحبا احدى الضلفتين. لم تنفرج إلا عن مسافة اصبعين لااكثر، على حين اهتزت السلسلة الحديدية وقفلها الضخم مصدرين ضجيجا.. اهرب بعيدا عن الباب خوفا من قدوم الحارس... عدت اجرجر قدميّ الى ركني المنعزل بخيبة ومذلة وغصة تملأ حلقي. رفعت بصري بعد مدة حين استعدت بعضا من هدوئي، ناظرا الى السياج الطويل العالي، ومن جديد اصابني يأس خانق.. ولكن ما الذي اراه في الركن الاخر من الساحة ؟!! هناك في تلك الزاوية القصية شجرة كبيرة ترتفع عاليا وتعبر بعض فروعها سياج المدرسة. لم تمض إلا دقائق.. انا في الجانب الاخر من السياج انهض منفضاً الاتربة عن الملابس التي كانت جديدة، والممزقة الآن... كيس المتاع لا يزال متدليا من رقبتي، أما الحقيبة الصغيرة بكراستيها الملونتين واقلامها والممسحة الخضراء ذات الرسوم ومبراة الاقلام، فقد بقيت في الجانب المقيت الاخر. يا لها من فرحة تندى لها العين !!.. انا طليق.. انا حر.. الدروب حلوة.. الشمس حلوة. . انا حلو. وجدت دربي عائدا.. عشرة دقائق لاغير من التسكع الحالم الجميل وها هو البيت يبان. اخترت زقاقا قريبا وجدت فيه ثلاثة من رفقة التسكع من الصغار. كان اول شي لتمتين الاواصر، هوان افتح زوّادة اكلي (العليجة ) ولننتحي عند دكّة عريضة من بيت قريب، لنتقاسم لذائذ طعام يوم المدرسة الاول. في ذلك العام تعددت البيوت التي انتقلنا اليها وتعددت معها المدارس وتعددت معها اساليب مغامرة الهروب المثيرة. *** المقصورة .. الزرقة الكثيفة الشديدة العتمة تتسرب من خلال القضبان الغليظة وتغرقني.. اصعد الى السطح دون عناء يذكر. اضواء نمنمية تسبح في الزرقة الداكنة مشوشة الانارة.. في القعر فانوس صغير يتأرجح ويقترب.... الزرقة ليل، والاضواء النمنمية نجيمات متباعدة. فانوس القعر نجمة الراعي، وانا افتح عينيّ بكسل.. اسمع مع حوار النقيق المتقطع همسات منغمّة.. ادفع الاغطية عني واجلس على حافة السرير مرخيا ساقّيّ ومنصتاً بامعان .. النقيق يتواصل والهمس ينقطع.. الهمس يعود غناءاً.. حدواً.. اسرح بعيداً في متاهات ضبابية شفافةدون أخيلة واضحة المعالم.. انهض وامسح عينيّ. أتكيء على حافة السياج الخشبي واسند ذقني الى راحة كفي.. حبر الليل الازرق يسيل ويذوب في عتمة دجلة.. لاحدود بين النهرالداجي وبين الستارة المنسدلة المرصّعة بالماسات الصغيرة المتلامعة وجوهرتها الكبيرة الساقطة الى القعر. ازيز جنادب يتجاوب. صوت مجذاف يقترب.. اصوات ضربات المجذاف تمتزج بالنقيق.. اضواء ذابلة، وانعكاسات متكسرة تتحرك فوق سطح الماء.. يعود الحادي لغنائه المهموس. أتأمل الحادي منسرحا فوق( شازلونج) في الشرفة الشبه دائرية الممتدة داخل النهر ومسرحّاً بصره في الافق اللا محدود للظلمة.. يتوقف الحادي عن الغناء وينصت.. النقيق يتواصل مع حوار الجنادب وانغام ضربات المجداف.. الانغام تقترب من حافة الشرفة.. تعبر ساحة الدار المكشوفة. .. تنساب- صاعدةً- فسحة الدور الثاني حيث اقف. .. وجهي يَندى بنثّ قطرات ماء المجذاف. سلالالام علىىى هضبات العرااااق .. هضبببات العراااق .. وشطيييه.... والجرررف.. .. رررف.. والمننحننىىى سلام على جاعلالات.. .. النقيييق.. سلامٌ على جاعلات النقيق.. سلامٌ على جاعلات النقيققققْ.. النقيق.. الهوى.. الهوى.. بريدَ الهوىىى .. جاعلات النقيقْقققِ.. بريد الهوىآآآ.. على الشاطئيييين.. بريدَ الهوى.. بريدَ الهوىآآ سلامٌ على جاعلات النقيقِ .. على الشاطئييييين سلامٌ على جاعلات النقيقَ على الشاطئينِ بريدَ الهوىىى يستمر الحدّاء في الغناء منتقلا من صورة لأخرى وتختلط انغامه بانغام الجنادب، ونقيق الضفادع وضربات المجداف، وصيحة ديك مبشر بأن " بأنْ قد مضى الليل ُ إلا إنى ".. ينهض الحدّاء فينقطع الغناء.. يتوجه الى حافة الشرفة. يقف منصتا دون حراك ومجيلا بصره بين آن وآخر من اضواء الجسر المترائي على اليمين الى موقع الشاطيء الرملي الذي يشّف بين ستارة الليل الكثيفة وحبرالنهر الداكن، ثم يسارا حيث يتمايز شعر سعالي النخيل المشتبك، كتلة مكثفة من ظلمة الليل. .. اسمع انغام الحادي تتعالى برفق من جديد.. على الجسر ما انفكَ من جانبيييه.. على الجسر ما انفكَ من جانبيه.. .. على الشاطئيييين.. على الجسرِ ما انفكَ من جانبيه أأأأأأأأ الهوى ى آآ يتيح الهوى.. .. الهوىآآآ يتيحُ الهوى.. من عيونِ المهآآآ على الجسرِ ما انفكَ من جانبيهْ يتيحُِ الهوىىى.. من عيونِِ المهااااِ علىا النخلْ على النخلِ ذي السعفات الطوالْ ويستمر الغناء واستمر في السرحان في الظلمة وفي متابعة الحادي الذي يخترق الظلمة بقامته الفارهة والذي يٌنظِّم بايقاعاته سمفونية الفجر المقترب. ايه دنيا !! يلقي الحدّاء نظرة اخيرة سريعة من الشرفة على( بانوراما) دجلة الليل، ويستدير ويخطو، ويبدو أن تأملاته لم تنقطع تماماً و هويرتقي السلالم، دون أن ينتبه الى موضع اطلالتي عليه من متكئي على سياج ممر الدور العلوي، ولا في انني كنت اتابعه في حدوه وتغنيه بالابيات المنظومة. - انت هنا ؟ يسأل مبتسماً وفي دهشة.. منذ متى وانت هنا ؟.. ما الذي صحّاك في مثل هذه الساعة والفجر لم يَبن بعد ؟ انه يعرف انها لم تكن المرة الاولى لمثل هذه الاطلالة والمتابعة، ولا في انني ساذهب وارتدي ملابسي على عجل، لاسبقه الى الممر قرب باب الدارلمرافقته.. او الاصح اللحاق به في خروجه اليومي عند الفجر. لقد فات وقت محاولة الاقناع، بثنيّ، لامنعي، عن هذا الامر، والعودة الى سريري، فقد مر على ذلك زمن، وكاد ان يصبح لحاقي به، عادة يومية اثناء العطل المدرسية. بل لقد اصبحتْ وربما ومن المرة الاولى مرافقةً، تقابل بالجذل،.. وإن لم يخلو من استغراب مصحوب بحنان، يحاول جاهدا ان لا يكون معلناً تماماً. خطواته واسعة، لم احاول ان اجاريها. لا ولم احاول ان يكون موقعي، في شبه هرولتي، مجاورا له في سيره.. إلا ما ندر، حين ياخذني إما فضول، او رغبة في ان اشعره، انني لا ازال موجودا، وأن لا حاجة به الى الالتفات الى الخلف للاطمئنان، انني لست بعيدا عنه كل البعد.. حينها ارفع راسي، وانا لا ازال مواصلا خطوي السريع، واتمعن في وجهه. فأما اجده مبحرا في عالم بعيد المتاهات او منشغلا في دمدمة حداءه المنغم الخافت. الظلام لا يزال سائدا، إلا ان اضواء المصابيح اليسيرة المتباعدة، تلقي ظلالها الشبحية على الشارع اكثر مما تنيره، فتبعث فيه الكثير من الغموض، واجواء من الخرافات والاساطير.. هذه الازقة الجانبية الغارقة في العتمة.. كم فيها الآن من الطناطل والسعالي، تلك التي تناقلنا حكاياها انا وصحابي في الليالي، ونحن نجلس عل عتبة دار احدنا.. كم فيها من ارواح هائمة.. خصوصا في تلك الازقة الضيقة المؤدية الى ارصفة دجلة وشرائعها..، هناك حيث الغرقى يخرجون من اعماق دجلة، ملتفين بألاعشاب، وملطخين بكتل غريّن القاع اللزج الكثيف، وبعين واحدة محدّقة، وتقحور الاخرى التي اكلتها الاسماك.. حين اصل الى مشهد الغريق الهائم، يتصاعد الوجيب في صدري وتصخب به اذناي.. اسرع اكثر مقترباً من ساقّي والدي. .. انظر من جديد الى الزقاق، فاما ان بكون شبح الغريق قد هرب واختفى، او انه يبدء الآن في الاستدارة عائداالى مكانه من ظلامات النهر القريب. ها هي اضوية الجسر الجديد تتلألأ.. لقد انتصر النور اخيراً ! عند مدخل رصيف الجسر يستدير والدي نحوي، فافهم الرسالة المعتادة.. اقترب على عجل فيمسك بيدي ويبتسم ونواصل السير سوية، جنبا الى جنب ويدا بيد. ثم عند الربع الاول من الجسر يترك كفي ويبطأ سيره.. نواصل العبور شبه متلاصقين.. حين نصل نهايته، يمسك بكفي من جديد لنستدير داخلين سوق السراي. .. يبدء بعض باعة الكتب فيه بفتح ابواب دكاكينهم، فتصبح بقع اضويتها كافية لانارة اجزاء من السوق. .. حينها يترك كفي من جديد، وكل منا يعود الى مساره وعوالمه.. - صباح الخير استاذ، يرفع احد الباعة صوته. - صباح الخير والسلامة ابني - صبحكم الله بالخير ابو فرات، تنطلق التحية من دكان ثان. - صبحكم الله بالخير حجي، يجيب الوالد رافعاً يده بالتحية وهو يواصل سيره - أبوفرات.. كبة تلوك لهل الحلك الذهب، خلي استفتح بيك رزقي اليوم ! - تشكرْ ابو بهية.. صارْ.. لِفْ اثنين ودزهنْ للجريدة.. تفضل ! - خليها علي ابوفرات.. الله يزيدك. بس هاي هواية ! - لُطفكْ أَزيَدْ.. هذا إِستفتاحْ ابو بهية وانشالله بيه البركة. ننعطف على شارع المكتبات وتستمر تصابحات الخير،.. وتتزايد حين نستدير على شارع الرشيد، مقتربين من مقهى"حسن عجمي". يدخل المقهى دون أن يلتفت صوبي ويلقي التحايا، ويتوجه الى ركنه المعهود قرب الزاوية اليمنى. اقف عند المدخل الواسع ماسحاًً ببصري تفاصيل المقهى.... على اليسار من المدخل، تصطف اباريق الشاي المختلفة الحجوم على رفوف متدرجة، الوانها زاهية ونقوشها في الغالب اوراد متباينة الاحجام، واغصان مورقة، واشكال نجمية ودائرية متداخلة.. على يمبن الاباريق، هنالك سماور نحاسي ضخم يضيء بلمعانه، وآخر مماثل تماما له على اليسار... تصطف امامهما ومن الجانبين سماورات اصغر، تتدرج في ارتفاعها. في ارجاء المقهى تنتشر تخوت من خشب عاتم، بصفوف متقابلة، عدا تلك التي تستند على جدران المقهى الثلاثة.. يغطي سطوح التخوت وظهورها سجاد ايراني. ارضية المقهى مرصوفة بالطابوق الفرشي النظيف والمندّى دائما. أما انارته فهي مما يسمح بالهدوءوالتأمل، وقراءة الجرائد بالطبع، وهي تأتي من فوانيس كهربائية نحاسية مزخرفة تتدلى من اماكن عديدة من السقف. يجلس "حسن عجمي" بجسمه الضخم الممتليء وراء طاولة فوقها صوان ٍ نحاسية مختلفة الأحجام، يضع فيها الخارجون حساباتهم من القطع المعدنية.. وجهه وادع بشوش على الدوام.. يستقبل حسن عجمي رواده بالتحايا ويودعهم، وهو جالس وراء طاولته، بالسلامة او بمعية الله.. يقوم احيانا لنجدة " الجايجي " العجوز، والمنشغل دائما في ملءِ اباريق الشاي بالماء المغلي من احد السماورين الضخمين، او بدلق الشاي من ابريق لآخر، او بغسل اقداح الشاي الصغيرة ( الاستكانات ) وصحونها، وبالطبع، في ملئها وفق طلبات الزبائن، والتي ينادي مساعده ( صانع المقهى ) بها بصوت عالي منغّم. (صانع المقهى )هوالذي يقوم بإيصال الطلبات الى رواد المقهى.. اما الماء فيدور به ساق ٍ خاص يدور باستمرار بين التخوت حاملا دورق الماء في يمينه ومنغّماً رنات الاقداح العديدة، التي يحملها بيساره. هذه التفاصيل في المقهى، والتي احبها اكثر من اي مكان ارتاده مع والدي , ليست هي التي تثيرني.. الفرحة المشرقة دائما هي في ببغاوات حسن عجمي الثلاث بالوانها الصاخبة، ولغوها المدمدم ذو النبرة الجادة.. انها تصدر اوامراً.. تلقي حكماً ومواعض.... اياً هي المفردات التي ترددها، فأنها كانت دائماً تدمدم بها على عجل شديد. اخطو بحذر وببعض الخجل من الحاج حسن.. .. يبتسم مشجعاً.. هويعلم كل العلم انني اقترب لا منه، ولكن من ببغواته الثلاث. ها هي الكبيرةمنها، و التي يغلب اللون الاصفر على بقية الوانها، تفلح ودون جهد، من تسلّق ذراعه الايسر وتقف شامخةفوق كتفه.. .. " سلامُ عليكم.. سلامُ عليكم " تدمدم العابثة الصفراء، عاقفة رأسها المتوّج الممدود تجاه الجانب الايسر للحاج حسن.. تلوي رأسها اكثر لتظهر تساؤلها الواضح وانتظارها الملّح بعينها المدورة البراقة، و التياصبحت تواجه عين الحاج اليسرى. .. يرفع الحاج حسن يده اليسرى بهدوء ودون اكتراث ظاهر، مقدماً حبة يقطين بيضاء كبيرة.. تلتقطها الببغاء اللعوب بهدوء ودون عجلة وتبدء في تكريزها، غير ناسية ان تلقي بالقشور المنزوعة، ومن موضعها ذاك، الى( الصينية) الموضوعة على المنضدة تحتها. .. تتناول الببغاء الضاربة الى خضرة عشبية براقة باناقة، حبة من بضعة حبوب منثورة فوق المنضدة دون ان تلقي بالا ً، لا الى الحاج ولا غيره. الثالثة منشغلة بحل معضلة كبيرة وهي تروح وتجيء بكبرياء ملكية وقورة فوق المنضدة، مطرقة برأسها ونافشة ريش عنقها. .. يناولني الحاج بضعة حبات بيض سمان.. .. اقترب من الصفراء اللعوب المنتصبة فوق الكتف الايسر .. تعقف رأسها و تدير لي عينها المدوّرة اليسرى متفحصة متسائلة .. تلمح الحبة البيضاء بين اصبعيّ : .. " سلام ُعليكم.. سلامُ عليكم ". اجلس على التخت بهدوء الى جوار والدي المنشغل بقراءة احدى الصحف.. بعد حين ينتبه الى وجودي: - شَرَبتْ شيْ ؟ .. اهز رأسي بالنفي. - ابو محمد ! من فضلك !.. يخاطب ساقي الماء. .. فد كَلاصْ شربت زبييب وصمونة بيها قيمر من ابو شربت الزبيب اللي يمكم، لحضرة الافندي !!.. يشير اليّ مبتسماً. يمر بائع الجرائد الصباحية، والتي توزع الى الباعة المتجولين عند الفجر، ويعرضها على يديه، بشكل تظهر اسمائها وعناوينها واضحة للجالسين على تخوت المقهى .. يشتري البعض يضعة اعداد. الأ كثرية ممن يقلب في صفحات الجرائد من رواد المقهى هم من زبائن شخص آخر، وهومن يؤجر قراءة الصحف. .. يدور عليهم مسرعا، معيراً اياهم الصحيفة المطلوبة، ورافعا الجريدة التي انهى الزبون قرائتها والتي يضعها جنبه على التخت، ثم يعيرها مؤجر الصحف الى زبون ثان ٍ لم يطالعها بعد. " كبه يا الله.. كبة ياالله، " تدمدم على عجل الببغاء الصفراء..." كبة يا الله.. كبة يا الله " تكررها ذات اللون الاخضر،.... ويستمر سجال المناداة المنغم، حتى يتناهى من على رصيف الشارع، الذي يطل عليه المقهى، صوت جهوري مبحوح:" كبة يا الله.. كبة يا الله ".. يظهر رجل ضخم متقدم في العمر يحمل (طنجرة) كبيرة فوق راسه المعتمر بمخدة دائرية، يستقر فوقها القدر. " كبة يا الله.. كبة يا الله "، يكرر الرجل النداء. يقف مستديرا بحذر ومواجهاً المقهى وروادها ويكرر ندائه: " كبة يا الله.. كبة يا الله ". *** نعبر شارع الرشيد شبه الخالي من السيارات وعربات الخيل.. نمر ببضعة محال كانت قد فتحت ابوابها.. نتعدى جامع "الحيدرخانة"، لنصل بعده بقليل الى سلالم تنحدر الى زقاق ضيق، تمتد على جانبيه دورمتراصة، ذات ابواب ضخمة قديمة خشبية، بنقوش بارزة ومطارق نحاسية كبيرة. بعد اجتياز بضعة بيوت، تبان قطعة خشبية علقت فوق باب مفتوح بضلفتين.. القطعة، مؤطرة بإطار متواضع، كتب عليها بخط جميل، "جريدة الرأي العام" وتحت هذا العنوان وبخط اصغر "جربدة يومية سياسية "... دخل الوالد، وبخطى واسعة اجتاز الممر الصغير ونصف الساحة المكشوفة، ناهباً درجات السلم الى الدورالثاني. .. لم ينتظر جواب تحيته الصباحبة لعمال الطباعة في الدور الاول، وربما لم تصل الى مسامعه وهويقطع المسافة الى غرفة تتوسط الجانب الايمن من الدور الثاني وتشرف، عبر نوافذها العديدة الطويلة ذات القضبان الحديدية، على الدار كله بطابقيه. في اقصى زاوية من الغرفة، يجلس شاب نحيف قصير وراء منضدة صغيرة، واضعا اذنه لصق مذياع صغير، ومدونا غلى عجل ما يتنصت اليه.. يهبّ الشاب عند دخول والدي. - اهلاً استاذ.. صباح الخير، يسبق الشاب الوالد بتحيته. - صباح الخير،.. ها سليم ؟! التقطت شي مهم من الصبح ؟ يقول والدي ذلك، دون ان يلتفت تجاه سليم، منشغلا بخلع سترته على عجل وتعليقها على ظهر كرسيه. يجلس وراء طاولة غير كبيرة، مزحومة بالصحف الصباحية، وقصاصات اوراق مطبوعة، واجندة صغيرة، واوراق مكتوبة بخط مختلف. *** "جون" و "وني" كان الظلام قد حل حينما ترجلت من قطار الضواحي. الرصيف كان خاليا وكانت هناك ريح باردة ندية ترش وجهي برذاذ بارد فاحكمت معطفي وانا اغادر المحطة مستديرا الى اليمين. وبعد ان عبرت بضعة بيوت بدأت بالتمعن في اللوحات الصغيرة المثبتة قرب حواشي الابواب.. 52.. 50.. 48. ربما كان52. وعد ت من جديد اتمعن في شكل الابواب والنوافذ. لقد مضى قرابة العام، والبيوت و الابواب تتشابه وما الفرق بين 50 و5 او 52، كلها ارقام.. كم من الارقام علينا ان نتذكر، ارقام الباصات، والبيوت، والتلفونات، واعمار الناس، والنقود التي نصرف ونستدين، وجداول الضرب والجذور التربيعية.. ليس هو 46، وهو ليس بهذا البعد عن نهاية جسرالقطار.. 52 فلنجرب، فالنور مضاء في الصالة، وهذا هو الوقت الذي يجلس فيه" جون" على كرسيه الهزاز للقراءة، وتنشغل فيه" وني" بالحياكة على الكنبة القصية وفي الطرف الآخر من جون. امسكت باقة الورد بيدي اليسرى ونفضت بعضاً من الرذاذ العالق عل المعطف قبل ان ادق جرس الباب. اضيء نور الممر وفتحت الباب عن وني، بشعر معقص منسرح، و برداء بيت وردي انيق.. شيئ ما قد تغير. - مفاحئة.. اليس كذلك ؟! - فلاح !!.. فلاح، حقا انها مفاجئة سارة. عبرت عتبة الباب وقبل ان امد يدي مصافحا وجدتها تعانقني بترحاب ومودّة.. هبّ شذى عطرشرقي.. وجدتني انسى التجفظ المزمع في لقائها، واجيب بعناق ودود دافيء. - هل حقيبة السفر تلك عائدة لك ؟ اجبت بابتسامة، وعد ت خطوة الى الوراء لادخل الحقيبة المنسية الى الداخل. نهض جون من كرسيه بفرح واضح، مصحوب ببعض الدهشة، تاركا جريد ته تسقط على الارض وتقدم الى مدخل الصالة حيث اقف وتعانقنا بحرارة.. وقفنا نتأمل بعضنا فترة.. شىء ما قد تغير !!.. " وني ".. هنالك نضارة وحيوبة جديدة ملحوظة.. " جون" يبدو متعبا واكبر سنا. - انت قادم لقضاء اجازة قصيرة معنا؟، سأ ل جون بفرح، حين انتبه الى الحقيبة المتروكة في الممر. - أنا عائد الى وطني - تعني فيي اجازة ؟ - كلا - For good - ودراستك هنا؟ - هناك، سابدء كل شيء من جديد.. كفاني ضياعاً. - يبدو انها قصة طويلة.. هل تعشيت ؟ بامكان وني ان تحضر شيئا سريعا ودافئا. - كلا، شكرا لقد تعشيت. أنا جئتكم مودعا فقطاري الذاهب الي نيوهافن سيغادر في التاسعة. ضاع جون في لحظة ذهول وانتفض وكانه يصحو من غفوة عابرة. - يبدو ان الموضوع جدي ! سنتحدث فيه مع كوب دافيء من الشاي تعده لنا وني. هبت وني من مقعدها بعدما كانت تتابع الحوار القصير بدهشة وصمت. - يبدو انك جاد فيما سمعته، ستذهب وتنسانا دون شك.. ساذهب لاعداد الشاي. صبت لي وني كوبا من الشاي و قدمت احدى فطائرها الساخنة - هل ستعود الى دراستك الطبية في بغداد.. انتهت اذا مشاريع المعمار والفن وكلية همارسمث الفنية؟ - لن اعود الى بغداد في الوقت الحالي، فوالدي في سوريا كلاجيء سياسي بعد ان غادر العراق، لاعناالنظام والسلطة و(حلف بغداد) في قصيدة ملتهبة في مهرجان شعبي ضخم في دمشق.. حسب علمي ليست هنالك كلية للهندسةالمعمارية في دمشق ولا اكاديمية فنون.. لا شيء غير العودة الى دراسة الطب هناك. - هل تعتقد ان الجو مناسب للعودة الآن في هذا الجو المحتقن الخطر في المنطقة، بعد ان قام هذا الهتلر المجنون بتأميم قناة السويس ؟. قا ل جون عبارته الاخيرة باستياء ظاهر. - ربما كان حسم قراريعودتي قد تم، لأن الجو محتقن كما تقول، ولأن احداثا هامة كتأميم القناة - التي ذكرت - تحدث في بلادي، و هي التي حقزتني اكثر، كي لا اكون بعيدا عن المعركة. - اذا انت تقر بأنها معركة تلك التي اعلنها ناصر علينا. - نعم، ولكنها معركة لاسترداد حقوق مغتصبة.. معركة عادلة ومشرفة !! - ولكن القناة قناتنا والشركة ملكنا.. جهدنا وبنائنا. قالها جون بغضب وقد علا صوته. - القناة فوق ارض مصرية، وحفرت بأيدي مصرية وبجهد عمالها اللذين مات منهم عشرات الآلاف، ضحية السخرة والسياط التي الهبت اجسادهم. - انكم قوم جاحدون متخلفون تنكرون دورنا في تحضيركم.. نهض عن كرسييه وقد احتقن وجهه واردف -.. نعم جاحدون وليس غريبا انكم ستستولون على شركات نفطنا !! - نفطنا؟!.. نفطنا؟!.. هذا وكنت تقول انك اشتراكي !!.. هل العراق ارضكم ؟!.. وما في هذه الارض من بترول هو بترولكم؟! نهضت بغضب ورميت منديل الطعام على المائدة، واكملتكلامي وانا اتجه لمغادرةالصالة: - نعم سنفعل ذلك قريبا، سنامم النفط.. وسنكسر كل يد تحاول منعنا من ذلك. قبل ان أصل الى مدخل غرفة الاستقبال، كانت وني، واقفة تحول بيني و بين المدخل بوضع يمنعني من التقدم، طوقتْ عنقي بذراعيها.. قبلتْ خدي، ثم استدارت بغضب عارم تجاه جون - لاشك انك جننت يا جون، لقد اتاك مودّعا قبل عودته الى الوطن. ! قادتني برفق الى كنبة قريبة.. جلست مطرقا بكآبة شديدة. لم تمض الا لحظة قصيرة حتى سمعت دمدمة جون تقترب مني.. التقطت منها ما ادركت انه اعتذارا. رفعت رأسي ببطء لاجد جون واقفا بارتباك ظاهر ووجهه المتغضن قد توهّج بالاحتقان.. مدّ ذراعه تجاهي: - هل تقبل اعتذاري.. اني جد آسف، قال ذلك بصوت مرتجف غلب عليه الانفعال. نهضت واحتضنته بحرارة دون ان انطق. - يبدو ان ضجيج الصحافة والاذاعة والتلفزيون حول التأميم قد بثت الهستيريا في كل مكان، ووصلت الى بيتي. قال ذلك وهو يختار الكنبة المجاورة لي لجلوسه.. كان هادئا وحزينا وبعد صمت ثقيل لم يطل، نهض فاركا كفيه بنشاط ومرح: - هيا يا وني، حضري من فطائرك تلك التي يحبها فلاح، فيبدو ان طريق عودته طويل، ولا تنسي ان تججفي معطفه وتضعي فيه وشاحا صوفيا يقيه رياح عبور المانش. ثم مستديرا نحوي: - اطلعني على تفاصيل مسار عودتك.. وهل أن كل شيء قد اتممت ترتيبه، أم ان الطريق مغامرة من مغامراتك، وكل مفاجئات المجهول العارضة فيه، تحل في حينه ؟ *** كانت الساعة قد قاربت التاسعة، حين فتح باب سيارته الصغيرة السوداء لاجلس الى جواره. اوقف السيارة قرب محطة فكتوريا.. لم ينزل مباشرة وبالطبع لم اتحرك انا بدوري، فلا يزال هناك متسع من الوقت. - هل تذكر آخر مرة خرجنا معا بهذه السيارة.. لقد كان الوقت ليلا ايضا. قال ذلك بسهوم وبصره يخترق الواجهة الزجاجية للسيارة امامه ويخترق الضباب العاتم الكثيف، وكانه يحاول جاهدا ان يخترق الغيب : - بالطبع لم تنس ما بحت لك به.. ولم تنس مخاوفي التي صارحتك بها. وبعد لحظة صمت متوترة،.. لقد كنت محقا ياصد يقي. لقد افلت المارد من قمقمه .. لقد تغيرت وني، ويبدو انني قريبا سأُرمى وحيدا في العالم المخيف. ثم مبدلا نبرة حديثه، ماعلينا، لن احملك متاعا ثقيلا في سفرك. أخرجَ امتعتي من صندوق السيارة الخلفي، ورافقني الى عربة القطار المتجه الى نيوهافن، وقبل أن اصعد الى العربة، تناول المعطف المعلق على ذراعي والبسني اياه بعد ان أحكم وشاحه الصوفي على عنقي: - حاذر من الرياح الباردة عند عبورك المانش!! لم يغادر رصيف المحطة حتى طواه الضباب المتكاثف. *** سكنت مع جون و وني فترة عدة اسابيع بعد ان طلبت منهم صديقتهم وجارتهم السيدة ستيفنسون، وبرجاء حاران ياخذوني لديهم كطالب مقيم، وبنفس المبلغ الذي كنت ادفعه للسيدة ستيفنسون، لقاء كل تكاليف السكن والرعاية، ريثماينتهي البناءون من الترميم الكامل لدارها حيث كنت اقيم. اعتذر الاثنان جون و وني عن ذلك، لأن ذلك سيغير طبيعة حياتهما، البالغة الاستقرار والعزلة "طيران وادعان فوق دوح متفرد" وفق ما كانت تصفهما السيدة ستيفنسون. كان لالحاح تلك الجارة العجوز الطيبة، وصديقة العمرالتي لا تعوض، اثره في عودتهم عن ممانعتهم القطعية وقبول بقائي معهم فترة الترميم التي تمتد اسابيع قليلة لاغير. بعد تحفظ وتعامل حذر مهذب مع الطاريء الجديد، والذي لم يدم طويلا، بدأت الامور تتغير في البيت، فالسكون الذي كان يلف مائدة العشاء والذي كان يقطعه صوت الملاعق او ابدال الصحون، اخذت تدخل عليه عبارات مجاملة واستفسار عن سير الدراسة، او عن المواصلات التي توصلني الى كليتي، وعن الصعوبات التي قد اجابها في اللغة والمجتمع الجديدين علي. وتطورت لتنتقل الى حياتي السابقة في بلدي وعن مشاريعي المستقبلية، واخذنا نتبادل ابتسامات فيها دفء ومودة، وبدء الاهتمام يتزايد بكل ما يتعلق براحتي في سكني ومأكلي وحتى ملبسى، الذي اصبح محط اهتمام وني قبل مغادرتي الى دراستي كل صباح. لم يمض اكثر من اسبوعين إلا وكانت العلاقة بجون تتطور من الحديث الهاديء الذي يدور بيننا بعد عودته من عمله في يانصيب كرة القدم : )، الى دور في لعبة الشطرنج، او الى اسماعي صوته المسجل على اسطوانة، والت كان دفعPools( ثمن تسجيلها لغنائه، ليستمع البها وقت راحته، او ليُسمع زائرا اوصديقا يأمن تماما الا يقول فيه غير اطراء معقول، حتى مع علم جون، بان ذلك لايتعدى المجاملة التي تقتضيها حسن الضيافة. أما وني، فاخذت ابتسامها لا تغيب عن وجهها حين نتقابل صدفة في الممر او عندما ترفع راسها من لوح تطريزها بين آن واخر في غرفة الجلوس بعد العشاء، وكانت بين الحين والاخر تشترك معي وجون في الحديث الذي غالبا ما يتناول سيرة جون السابقة ومواقفه المتعاطفة مع الشعوب المقهورة، او ايمانه التام بالاشتراكية الفابية، ودورها الاكيد في حل مشاكل البشرية جمعاء. *** انتهت الترميمات في دار السيدة ستيفنسن وآن اوان عودتي اليها، وكنت احس ان هذا الامر، بدء يؤسف جون و وني و بدءا يسائلاني، وان بشكل غير مباشر، هل هنالك إلزام في قضية عودتي الى سكني السابق؟، وانهما في حالة رغبتي للاستمرار في البقاء معهما، فليس من الصعب الاتفاق مع السيدة ستيفنسن حول ذلك، وان مسألة ما سادفع اسبوعيا ليس بقضية ذي بال. لقد احببتهما حقا. وكانت علاقتي بجون اكثر عمقا مما هي مع زوجته. ورغم انه كان يأخذ مكانة الاب في الارشادوفق تجاربه، الا انه في الوقت ذاته قد اذاب جليد فارق العمرلنتعامل - في معظم الاحيان – كاصدقاء خلص. لم يمض طويل من الوقت على مغادرتي اياهم، حتى كان جون يطرق علينا الباب في احد الاماسي، واثناء تناوله الشاي معي ومع السيدة و والدتها التي تجاوزت الثمانين، والتي كانت ترقص لي ال " كان كان "، كلما عقصت حاجبيّ ونكّست رأسي، في احدى كآباتي المتكررة. عرض جون شكواه علينا، ولم تكن هذه الشكوى إلا من الوحشة والفراغ الذي يعانيانه، هو و وني بمغادرتي لهما. وكان الحل المقترح والذي اتى اساسا جون من اجله، ايجاد احد الطلبة ممن يبحثون عن اقامة مع احدى العوائل الانكليزية. أخذت الامر على عاتقي. ولم اترك ايا من الاصدقاء إلا وابلغته عن مرشح، خلوق وامين، لمثل هذا المكان والعائلة الطيبة التي تملكه. لم يمض اكثر من اسبوعين، إلا وكان ثابت، وهو ابن عائلة بغدادية موسرة، والقادم الى لندن للدراسة على حسابه الخاص، يحظى بنفس تلك الرعاية التي حظيت بها في بيت جون و وني، إن لم يكن اكثر. من خلال زياراتي لهما اول الامر، ثم زياراتي الخاصة له لاحقا، ربطتني به صداقة، ذات حدود حذرة، فضلت ولسبب لا ادركه، غير احسا س داخلي مبهم، عدم اختراق تلك الحدود لصداقة اكثر دفئا وعمقا. وكان قبولي في سندرلاند لمرحلتي الدراسية التالية سببا في ان اغيب عن زيارة جون و وني فترات طويلة، اقابل بعدها بترحاب شديد كلما اتيحت لي الفرصة لزيارتهم، اثناء نزولي بضعة ايام الى لندن لانجاز عمل اومهمة. وكنت اجدهما على وضعهما القنوع الآمن، ولم يتركني جون مرة واحدة دون ان يوصلني بسيارته القديمة السوداء اما الى حيث اقيم موقتا، او الى محطة قطارات الشمال التي اغادر منها عائدا. مرت عدة اشهر بعد آخر زيارة لجون. كان الوقت متاخرا وكنت مترددا في ان اطرق الباب، غير ان موعد عودتي في منتصف تلك الليلة سوف لن يتح لي فرصة اخرى للزيارة. استقبلني جون على غير ما عهدت.. ترحاب من وراء وجه متعب كئيب. تبعته الى الصالة. - ساذهب لاعد الشاي، فقد خرجت وني لزيارة بعض الاصدقاء ولن تعود الا في وقت متاخر. - لا ضرورة للشاي يا جون، فقد تناولته قبل اقل من ساعة عند احد الاصدقاء، ثم ان قطاري سيغادر بعد ثلاث ساعات. - اذا، هل لديك اي مانع في ان نخرج بسيارتي في جولة قصيرة اوصلك بعدها الى المحطة.. أحس اني مختنق وبحاجة الى شيء من الهواء النقي. كان المكان الذي ركن فيه جون سيارته عند احد المتنزهات اللندنية الواسعة والتي تكاد تقفر في ليالي الخريف والشتاء. اطفأ جون انوار السيارة تماما، وعمت ظلمة بدأت سرعان ما بدأت تتلاشى حواشيها من الاضاءة الخافتة القريبة في المتنزه. وضع جون يداه على المقود متكئا، وسّرح بصره في ضباب الظلمة.. طالت فترة صمته، ووجدتني اخشى واحذرمن خدش ذلك الصمت، حتى ولو بحركة تململ يسيط. - هل تدري يا فلاح ان حياتي قد تقوضت تماما !! قالها جون بصوت مرتجف وهو لايزال يحد ق في المجاهل الضبابية امامه، وكانه يحدث شخصا آخر غيري. طال صمته ولم اجد غير الانتظار لما يلي ذلك. - قبل مجيئك كانت حياتنا انا و وني رتيبة نمطية، وقنوعة في الوقت ذاته، لكنها لم تكن تخلو بالطبع من، متع هادئة ومودةبيننا وانسجام. - تزوجنا قيل اكثر من عشرين سنة، عن حب وتفاهم، ولم يكن هنالك فارق سن كبيرفقد كنت في التاسعة والعشرين وهي في الحادية والعشرين، وحين يأسنا من الانجاب، ولم اكن انأ السبب في ذلك، من الناحية الطبية، تأقلمتْ وني بعد وقت، لم يخلو من معاناة وصبر وكآبة، مع الواقع الجديد.. رتبنا حياتنا وفقا لذلك وكنا سعداء على طريقتنا.. بل وهكذا كان الاخرون يروننا ايضا. اما علاقتنا الجسدية فقد توقفت، ولنقل انتهت منذ خمسة سنين، وتاقلمنا دون اي اشكال مع هذا ايضا. جئت انت وبدأت اشياء تتبدل في حياتنا. عزونا ذلك في البدء الى كسر الروتين الذي كنا قد فرضناه على انفسنا لفترة طويلة، ثم اخذت ادرك مع الوقت وبسرعة، ان السبب في الحقيقة، يعود الى توقنا الطويل المكبوت الى إبن لم يسعدنا الله به لم ابح بما توصلت اليه لوني، كي لا اثير شجونها، ولكني واثق من انها سبقتني في مثل هذا الادراك ولم تصارحني، كي لا تثير شجوني.. هل تتابعني يا صديقي، كم تمنيت ان اقول يا ولدي، قال ذلك وهو يلتفت تجاهي لاول مرة منذ يدء حديثه وقد تقطع صوته بعبرة خانقة.. عاد الى وضعه في مواجهة الظلمة والسرحان في اغوارها وواصل حديثه: - بعد مغادرتك ومجيء ثابت مكانك استمرت الاوضاع بالضبط كما كانت معك، إلا بفارق صغير، انه لم يكن على نفس البساطة والانفتاح الذي كنت انت عليه. كان اكثر صمتا وهدوئا وعزلة، ومع ذلك فقد شاركنا في معظم اماسينا بعد العشاء وكنت ادخل معه في هذا الحديث او ذاك، وان كانت حواراتنا لا تصل الى ما كانت تصل اليه معك من الانفعال والتحدي. لم تتغيررعايتنا له عن تلك التي منحناها لك إن لم تكن اكثر، وسار كل شييء على مايرام، حتى تلقيه نبأ وفاة والده. كان حزنه كبيرا، وتاثرنا انا و وني لحزنه واحترمنا ذلك الحزن وخصوصا وني، التي طالما كانت تحتضنه مواسية، كلما داهمته موجة من البكاء المفاجيء. غير ان اياما كثيرة مرت وهو على نفس وضعه من العزلة والكابة. لقد تحدثت معه مواسيا في احدى المرات، بأن والده قد توفي عن عمر كبيرودون عذاب والم، وكلنا فقدنا وسنفقد احباء لنا وهي مشيئة الحياة، ناهيك عن انه ترك له وللعائلة ثروة طائلة لعيشة رخية. كان يبقى مطرقا صامتا في قاعة الجلوس حتى ساعة متأخرة، واصعد انا الى غرفتي لاتهيأ للنوم، وانت تعلم ان عليّ الخروج الى عملي عند الصباح الباكر. اما وني فكانت تبقى في الصالة مع لوح تطريزها كي لا يترك ثابت وحيدا لهمومه. افقت في احدى الليالي، وكانت الساعة التي بجانبي تشيرالى الثانية وكان فراش وني خاليا. نهضت وفتحت باب غرفة نومنا لاجد ان الظلمة تغمر البيت.. ضوء صالة الجلوس مطفأ. لم اكد اصل الى منتصف السلم، حتى بدأت تتناهى اليّ اصوات خافتة آتية من الصالة المعتمة. بدأ قلبي بالوجيب حتى ان ضجيجه في اذني غطى على اي صوت آخر.. وهنت قدماي عن الحركة، غير اني واصلت نزولي ببطأ وجسدي يرتعش بكامله، والاصوات تزداد وضوحا وتتمايز عن تأ وهات ومناغات ناعمة وحشرجات.. وعند مدخل الصالة مددت راسي لاجدهما، وتحت ذبالة النورالنافذ من الشارع، يتضاجعان عاريين على سجادة ارضية الصالة. تراجعت قليلا لاستند بظهري على حائط الممر خشية الانهيار. .. أن افاجئهما وهما بوضعهما هذا فهذا معناه ان احدنا سيغادر الدار والى الابد.. إن اكتشفا وجودي واكتشافي لوضعهما، فهذا سيضعني امام مجابهة صارمة تغادر بعدها وني الدار دون عودة. عدت على اطراف اصابعي بذلة وانكسار الى غرفتنا. كانت الدموع لا تزال تبلل وجهي في الظلمة، حين صعدت وني الى سريرها بحذرشديد محاولة تجنب اصدار اي صوت مسموع. صمت جون من جديد وزدت من حذري من اصدار اي صوت او حركة تخدش هذا الصمت الحزين. - انا قد جاوزت الخمسين،.. ويصعب علي، ان لم يكن مستحيلا، ان ابدء من جديد. إن وني وكما لاحظت، تكاد ان تكون صلتي الوحيدة للترابط مع العالم الذي احياه.. ليس خوفي الآن الا اتقألم مع الذي حصل، ولا حتى مع استمراره مع ثابت، فهي علاقة عابرة ستنتهي حال مغادرته.. ما يفزعني، وبعد سنين من نسيان العلاقات الجنسية او لنقل اغفائتها عند وني، ان يصحو هذا المارد النائم في اعماقها بعد هذه العلاقة ويجرها نداء الجسد بعيدا عني.. واترك انا وحيدا في هذا العالم الموحش. *** وضعت معطفي علي والتفعت بالوشاح، وانا اخرج من عنبر العبّارة العلوي الى السطح.. اتجهت الى مقدمةالسطح، وكانت الريح عالية ندية. وضعت يدي في جيبي المعطف. هنالك علبة مسطحة كبيرة في الجيب الايمن ومظروف في الايسر. اثار ذلك دهشتي. اخرجت العلبة فاذا هي علبة شوكلاتة كبيرة واما المظروف فكان مغلقا وغفلا عن اي عنوان او كتابة. عدت الى ممر العبارة القريب حيث الانارة افضل واسترخيت على احد كراسي الراحة وفتحت الظرف. كانت هنالك ورقة نقدية من فئة الخمسة باونات ورسالة قصيرة: " عزيزنا فلاح اننا واثقون، ايها الرحالة اليافع، انك ستجد شاطيء الامان، وانك ستبدء حياة مثيرة جديدة وتفتح ابواب مستقبل واعد، رغم اننا نعرف تماما انك لست من اولئك الذين يركنون الى ركود الاستقرار، وإن عاجلا او آجلا ستشتاق الى مغامرة جديدة وعالم جديد تخوض مجاهله. احببناك محبة الابن الذي لم يرزقنا الله به، فلا تنسنا !اتقي برد الخريف الرطب حتى عبورك فرنسا ولا تُضع حقيبتك التي اضعتها هنا مرتين، فليس كل مكان هو انكلترة كي تعود الحقيبة اليك. اكتب الينا حال وصولك. وليرعاك الله. قبلاتنا جون و وني" باريس كانت باريس تلتفع في صباحها الباكر البارد بوشاح من الضباب. الخدر والنعاس يخيم على كل شيء فيها بعد سهرتها الحالمة هنا، والصاخبة هناك، فاليوم هو الاحد، وقطار كاليه وصل متثاقلا قبل قليل الى رصيفه بعد اجهاد السرى العجول في فيافي الشمال المظلمة. الشوارع الندية بالضباب شبه خالية. افراد معدودون يسيرون على مهلهم على ارصفة الشوارع العريضة. واجهات المحلات المغلقة، ببضائعها المعروضة، تبدو كبيوت هجرها قاطنوها على عجل. من بعيد اتت اصوات قرقعة، ظهر اثرها من بعيد ترام يتقدم مترنحا. - هل لك ان تدلني على السوربون رجاءً، سألت بالانكليزية قاطع التذاكر في الترام. لم يفهمني، او انه لم يرغب في الاجابة على لغة غير فرنسية: La Sorbonne? - فقط حينها ابتسم قاطع التذاكر وهزبالايجاب راسه. لم تكن عراقة الجامعة او اسمها الشهير هو الذي دعاني لمعرفة مكانها ولكن، لابد ان احد العراقيين مقيم في قسمها الداخلي... عبر مجموعة من الصعوبات في الايضاح بالانكليزية ومفردات فرنسية باقية في الذاكرة، استطاع خفر الاستعلامات في مدخل سكن الطلبة من اعطاءي رقم الجناح والغرفة واسم طالب عراقي يسكنها. *** اطل من باب الغرفة الموارب وجه يغالب النعاس. - صباح الخير اخي ثامر.. قلتها بابتسامة - صباح الخير.. أجاب ثامر وقد امسك بظلفة الباب مستنداً، وقد بدى على وجهه علائم ترقب لما هو آت. - يبدو انك قد اخذت كفايتك من النوم، وقبل ان ادعه يرد على ذلك، واصلت بلهجة ملئها الثقة : - ما دمت قد نمت جيدا، سادخل لاحتل سريرك على الفور ولمدة ساعة، ساعة واحدة، لان ارهاق السفرالليلي قد هدني، ايقظني بعدساعة وبعد ان تعد الفطور لنتناوله سوية، بعدها نخرج، فالبرنامج كبير ولا يحتمل التاخير، والوقت شحيح جدا. لم تدم بهتته طويلا وانا اقف امامه منتظرا تنفيذ الايعاز، فقد اكمل فتح الباب الموارب لادخل حاملا حقيبتي الثقيلة واتوجه الى اليسار، الى الغرفة الوحيدة عبر الصالة الصغيرة.. لابد ان تكون هذه غرفة النوم!!. اندسست دون ابطاء في السرير المبعثر الاغطية، ووضعت رأسي على الوسادة وتظاهرت بأغلاق عينيّ... من خلال رموشي، شاهدت خياله داخلا و لبرهة متاملا رقدتي، ثم ساحبا ملابسه ليلبسها على حذر وليخرج من الغرفة.. سمعت صوت اغلاق باب السكن الصغير فأيقنت انه خرج. سمعت صوت مكنسة كهربائية ثم اطلت من الصالة امرأة كهلة، وبانت على وجهها علائم الدهشة والارتباك واسرعت بالاعتذار.. سمعت صوت اغلاق الباب فأغفيت من جدبد. حبن افقت مرة اخرى، تناهت الى سمعي، وشوشة ابريق الماء المغلي، وصوت ملاعق وصحون.. تلامعت حزمة من اشعة الشمس نفذت من باب غرفة النوم المفتوحة. كان ثامر جالسا وراء طاولة صغيرة قد اعدت لافطار شخصين. - صباح الخير - صباح الخير. قالها ثامر بابتسامة ترحيب صادقة. ثم معقبا: - هل اخذت راحتك في النوم ؟.. هل ازعجتك المنظفة ؟.. يبدو انها شاهدتني جالسا في حديقة مدخل البناية فتصورت ان الغرفة فارغة، لقد قصد تني بعدها هناك عند خروجها، لتعتذر عن عدم علمها بوجود ضيف معي.. لقد عدت بعد ساعة ووجدتك غارقا في نوم عميق فلم تبح لي نفسي ايقاظك. - لقد عدت واغفيت من جديد بعد خروج المنظفة. - ِشاي؟ ام قهوة على عادة الفرنسيين عند الصباح ؟ - شاي !، على عادة العراقيين لو سمحت. بعد رشفة من الشاي، رفعت راسي مبتسما - الآن اعرفك بنفسي، فلاح الجواهري.. ارجو انني لم اكن سمجا اكثر من اللازم، وانني لم اكن الكابوس الذي ايقظك من عز نومك. - لابد واننا معرفة سابقة انستني اياها الغربة؟.. اوقرابة عائلبة لمم تتح لنا الايام ان نوثقها ؟ - ابدا !.. اجبت مبتسما، ثم واصلت تناول افطاري. - كيف فاتني ذلك !؟.. بالطبع، انك قادم بامانة من الاهل !! قالها ضاحكا وكأنه قد حل لغز الجائزة - ابسط من ذلك كله يا اخي،.. لم اتشرف بمعرفة اسمك قبل ان اسأل خفر بوابة سكن الطلبة هذا الصباح عن عراقي مقيم.. انا في طريق عودتي الى الوطن قادما من انكلترة، مرورا بباريس جوهرة المدن، وعاصمة الفنون، وقد لا تتاح لأي فرصة عمر اخرى، ان اشاهد بعض معالمها، وهل هنالك الا متحف لوفر واحد في هذا الكون؟!..انها جريمة ان اعبر باريس بالقطار، وربما ان أمر غير بعيد عنه، دون ان اودي حق زيارته.. سوف لن اغفر لنفسي ذلك ماحييت. قلت ذلك بحرارة ومضفيا جديّة تامة على الحديث.. ثم مسائلا - الاتقرني يا اخي ثامر ؟ - تمام الاقرار.. قالها ضاحكا. بعد ساعة كنا نسير على احد ارصفة سان جرمان. كان الجو صحوا وقد ذاب الضباب ليخلف ندىً طريا، متلامعا تحت حزم الشمس، وقد دبت حركة متمهلة على الارصفة وخرجت موائد وكراسي ليقوم بترتيبها ومسحها ندّل المقاهي، النشطين المتأنقين.. هنالك بعض الزبائن ممن كانوا يستمتعون برشف فنجان قهوتهم ساهمين. - انا شخصيا، لا علاقة لي بالفن ولا افقه فيه، وما قد يثير دهشتك انني ورغم وجودي هنا لما يزيد على العام لم ازر اللوفر.. ولكن انت محظوظ حقا، فهنالك رسام عراقي حالم، قدم في اجازة واظنه بحاجة ماسة اليك، فالكل منشغل عنه بملاهيهم اومشاغلهم الخاصة، البعيدة عن الفن طبعا.. لقد قتله الضجر في باريس بعد ان لاقى فشلا ذريعا في كل احلامه الرومانسية، والتي وضع لها كل مدخرات العمر، وكل امانيه الموعودة بقصص غرام خالدة مع الحسناوات الفرنسيات... اصارحك الكل يجعل منه موضع مزاحه في مقهى العراقيين، المسكين لا يعرف مكان آخر غيره، بعد متاحفه.. وفجأة سألني ثامر: - كم سيطول بقائك في باريس. - علي ان اغادر باريس غدا.. ليلا في اقصى الاحوال. فالسفينة التي ستقلني من مرسيليا الى بيروت تغادر بعد غدٍ مساءً. - وفق ما سمعت، ان اسبوعا كاملا سوف لن يكون كافيا للتعرف على اقسام اللوفر. – ان ما يهمني اكثر من اي شيء آخر، هو الاطلاع على اعمال الرسامين الانطباعيين في المتحف. حين وصلنا بعد تجوال ساعة، الى المقهى الذي يلتقي فيه العراقيون، توجه ثامرالى احدى الموائد فوق رصيف المقهى وبدأ يعرفني بالثلاثة الجالسين حولها، ولم يكن الفنان فيهم والذي حدثني عنه ثامر، إلا استاذ فؤاد، مدرسنا للرسم في ثانوية الاعظمية والذي كنت احبه وامنع عنه مشاكسات رفاقي من الطلبة حين يخرج بنا " الى الطبيعة " في بعض حصص الرسم. *** "المهاجرين" - هيا بنا استاذ !!، ادعوك اليوم بمناسبة قبولك في كلية الطب، الى كوب شاي في المهاجرين،. - وانا قبلت الدعوة استاذ جواهري. لا ازال وانا في العشرين، لااستطيع اللحاق بخطواته الواسعة، حالي قبل اربعة عشر عاما، ولازلت اعرف متى اسرع في الخطو لاوازيه في المسير، ومتى ادع بيني وبينه مسافة خطوتين ليكون طليقا في عوالمه الخاصة. كما انني اعي الآن، ان السير قي الدروب او فوق ارصفة الشوارع، بالنسبة له هو للسيرفقط وليس للحديث والحوار، ولم اره العمر كله يجاذ ب احدا حوارا اثناء مشيه في الشوارع. انعطفنا الى اليمين وبانت بناية البرلمان بهندستها القديمة المتواضعة الجميلة. جرنا الترام وهويجأر ويهتز ويترنح، متسلقاً منعطفات الشوارع الضيقة االمزدحمة بعربات السير وكثرة من السابلة، ممن ينتظر نسمات المساء المعتدلة ليخرج للنزهة، او التسوق في المخازن التي تحسن زينتها في المساء والليل. اخترنا مقهى ذي موقع جميل على سفح قاسيون، يشرف على اجزاء كبيرة من المدينة العريقة. اطلق الوالد آهة نشوى وهو يجيل بصره في الشفق الوردي البنفسجي لللافق، والذي اخذ ينعكس على معالم المدينة محيلاً زجاج بعض نوافذها الى بحيرات متباعدة صغيرة من الالوان البراقة. - اليست هذه اجمل من مدينة الضباب والضجيج التي كنت مطمورا فيها ؟، أأنت مقتنع الان بعودتك الى دراستك االقديمة التي هربت منها.. الطب!، اجمل واقدم المهن التي عرفتها البشرية واكثرها رحمة وانسانية. - القلب وما يهوى، استاذ ! اجبت بابتسامة. - حضرتك تقصد، الهوى، من الهواء ؟!.. قالها بسخرية مرحة.. افندينا، اين الرسم من هذه المهنة العظيمة !! - الم تختر الفن انت.. وين ( خلك ) طبيب من شاعر مثلك ؟ - انا لم اختر الشعر ! الشعر هو الذي اختارني.. بل قل تقمصني كبلاء منزل دون ارادة مني، الم اقل : "وعللتُ اطفالي بشرِ تعلةٍ.. "، وهل كل شاعر جواهري، اوكل فنان بيكاسو ؟!.. ثم معقبا بعتاب، والله حرنا وياك، الناس يحسدوك على دراستك وكليتك.. شتريد اكثر من هذه ؟ - اريد رضاك !! واريد مزاجك ما يتعكر بهل الكَعدة الحلوة بسبب صعلوك صغيّر مثلي.. صحتك استاذ جواهري ورفعت كاس ( السينالكو ) بمرح محييا. رقت نسائم المهاجرين بعد أن ذابت بهرجة الوان الغروب بالزرقة الكثيفةالمتحدرة، وضوّت عناقيد ملونة من مصابيح المقهى، وبدأ رواد المقهى يتقاطرون وبينهم صبايا الشام الحسان .. زاد انتعاش الجواهري واعتدلت قامته اكثر وبدأت عيناه تمسح بجذل اسراب القادمات. حرك كرسيه واعطى ظهره للسفح، ووجهه لمنحدرات المدينة وزينة اضوائها.. مد ساقيه وانتصب جذعه بشموخ، رافعا هامته وسرحت عيناه بالزرقة العاتمة فوق خط الافق وبدأ بدندنة خافتة كحادٍ يستعد لمسيرة الركب .. استطاعت اذناي أن تلتقط عبر رنات الحدو الخافت : " مشىىى وخطُ وو.. المششييب.. " .. ادركت انه آن الاوان، لانسحب بهدوء. عندما عدت من جولة تسكعي على المشارف المطلة للماهجرين على المدينة، و اللتي بدت في كامل زينتها من الاضواء، كانت قد مضى ساعة ونصف تقريبا، وكان الجواهري يجلس محاورا بمرح، الشاعر الجميل بكل آفاق هذه الكلمة، وصديق الجواهري المحب، "شوقي بغدادي ". - أسمعنا يا استاذ، فقد شاهدتك وانا أهّم بالدخول الى المقهى، سارحا في عوالمك التي لا تخفى علي، فتركتك حتى تيقنت، انك عدت الى عالمني الارصي المتواضع. - لاشيء يذكر لحد الآن.. نتف صغيرة.. من وحي صباياكم، اللواتي لا يتواضعن حتى ولا بلحاظهن، على كهل مثلي.. الساحة قد خلت لك ياشوقي ! - فشر ! زين الشباب، ابو فرات !.. سمّعنا دخيل سماك!.. دخيل سما الجواهري ! وضع الجواهري علبة سجائره امامه، و التي امتلأ غلافها بكلمات ومقاطع صغيرة متراكبة ومشوشة الخطوط، وقرّب وجهه من شوقي : - " مشى وخط ُ المشيبِ بمفرقيهِ وطارَ غرابُ سعدٍ من يديهِ " " مشى وخط ُ المشيب ِ بمفرقيه ِ.. وطارَ غراب ُ سعد ٍ من يديه ِ " " وراحتْ منْ زهاها أمسِ حباً تقولُ اليوم : وا أسفا عليه "ِ " رماداً خِلتًه ً لولا بقايا توقدِ جمرتين ِ بمقلتيه ِ " " تبدل َ غيرَ رونقه ِ ولاحت تضاريس ُ السنين بأخدعيه ِ " " مشى وخط ً المشيب به فألوى بأيكته.. ِ وعاث َ بوجنتيه " ِ "وئيدَ خطى ً كأن َ عذاب َ جيل ٍ تخيَّره ً.. فحط َ بمنكبيه ِ " " مشى وخط ً المشيب فرنّتْ مناحة ُ ثاكليه ِ بمسمعيه ِ " http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphLiterat...6/11/189097.htm
  17. مفكّر عراقي:5 أسرار خطيرة ستدفن مع صدام حسين ابتعد عن" المشروب والمركوب"..وحكم العراق عبر "غرف مغلقة" مفكّر عراقي:5 أسرار خطيرة ستدفن مع صدام حسين في حال إعدامه دبي- حيان نيوف قال المفكّر والكاتب العراقي البارز حسن العلوي إن أسرارا كثيرة ستدفن مع صدام حسين في حال تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، متوقعا تنفيذه في مدة أقصاها شهر نيسان/أبريل 2007. وتحدث العلوي، في حوار مع "العربية.نت" عن 5 من هذه الأسرار، مشددا على أن تفاصيلها مجهولة ولا يعرفها أحد سوى صدام نفسه، ومنها أسرار حربه مع إيران وتسليحه وغزوه للكويت وعائدات مبيعات النفط والاغتيالات، مشيرا إلى أن صدام في حياته الخاصة ابتعد عن النساء والشرب لسبب أمني وليس أخلاقيا. وفي سياق متصل، يكشف حسن العلوي تفاصيل مثيرة عن طريقة حكم صدام للعراق، عبر "الغرف المغلقة"، عندما كان يتخلص من رئيس كل غرفه أمنية، أو نفطية، بعد استخدامه لفترة زمنية، لتبقى الاسرار محصورة فيه فقط. ويلقب العلوي بـ"شيخ الكتاب والصحفيين العراقيين" ويعتبر من مؤسسي البعث في العراق ورئيس تحرير مجلة "الف باء" الرسمية الوحيدة في فترة قفز صدام للحكم ومرافقه الاعلامي في نشاطات داخلية عديدة قبل أن ينشق عليه. أسرار ترحل مع صدام وبدأ حديثه عن أسرار صدام حسين، بأسرار الحرب العراقية الإيرانية، ويشير إلى أنه كان بإمكان صدام حسين في المحكمة أن يسقط بوش لكنه بقي متصالحا مع الإدارة الأمريكية، ولم يتكلم عن اتفاقاته مع أمريكا لأن هذا يمس وطنيته ويظهر للناس أنه كان متفقا مع الأمريكيين. ويضيف: ما حصل بين صدام وأمريكا أسميته "التخادم السياسي"، أي هو يقدّم شيئا لهم وهم يقدمون له بالمقابل، وهذا التخادم السياسي لا يقبل صدام أن يعترف به مع أنه عمل بهذه النظرية خلال الحرب العراقية الإيرانية وحصل تخادم سياسي مع أمريكا، وفي السبعينيات كان تخادما سياسيا مع الاتحاد السوفيتي عندما كان نائبا للرئيس وأسس الجبهة الوطنية واعترف بألمانيا الشرقية. لغز الاغتيالات ثم ينتقل لأسرار الإعدامات والاغتيالات التي حصلت في فترة وجود صدام في الحكم ووصوله لسدة الرئاسة، ومنها: إعدامه للقيادتين القومية والقطرية لحزب البعث وعددهم 21 شخصا ووزيرا لأسباب لا أحد يعرفها. أسرار اغتيال حردان التكريتي (اغتيل عام 1970 وكان نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع). أسرار إقالة أحمد حسن البكر(كان رئيس الجمهورية في العراق من 1968 إلى 1979قبل أن يحدد صدام إقامته في منزله حتى وفاته في 4 أكتوبر 1982). أسراره مع الرئيس أحمد حسن البكر. اسباب إعدام فاضل براك ( مدير مخابرات صدام وأعدم في نهاية التسعينات). اغتيال عدنان خير الله في الطائرة (شغل منصب وزير الدفاع في العراق منذ عام 1979 حتى مقتله عام 1989). لغزا دخول الكويت وأسلحة الدمار ويقول حسن العلوي إن من بين الأسرار الأخرى " لغز دخوله للكويت رغم الكشف عن بعض الدوافع التي دفعته لغزو الكويت، وأنا كنت دائما أتوقع الخطوة التالية لصدام حسين حيث كنت أول من توقع غزوه للكويت فور توقف الحرب مع إيران، ولماذا ذهب للكويت هل لتفريغ القوة العراقية العسكرية وفق صفقة معينة، دائما الأسباب المعلنة هي غير الحقيقية وتبقى للاستهلاك الإعلامي". ومن الأسرار الأخرى التي ستذهب مع صدام حسين- حسب العلوي-" سر التسليح العراقي وأقصد به سلاح الدمار الشامل". ويضيف أيضا أن إنفاق عائدات النفط سر آخر ويوضح "عندما تأمم النفط فإن 5% من عائداته ذهبت للحزب وحتى الآن لا أحد يعرف كيف ذهبت وقد كان عدنان حمداني مسؤولا عنها وبعده برزان ولا أحد يعرف سرها الآن سوى صدام". غرف صدام المغلقة وفي جانب متصل، يكشف العلوي أسلوب حكم صدام حسين للعراق عبر "الغرف المغلقة"، قائلا: حكمه كان قائما على نظرية الغرف المغلقة التي تقضي أن هذه الغرفة لا تعلم بما يجري في الغرفة الثانية ولهذا غرفة الاعلام لا تعرف شيئا عن غرفة الأمن، والشخص في غرفة التربية لا يعرف شيئا عن غرفة الاقتصاد. وكان صدام يعتبر أن كل غرفة مسؤولة عن نفسها ولا يجوز لها أن تعرف شيئا عن الغرفة الأخرى وإذا احترقت الغرفة المجاورة عليك أن تعمل وتتصرف وكأنه لا يوجد حريق بجانبك حتى لا يتأثر عملك إذا انهارت وحدة من الوحدات الإدارية. ويضيف : هذه نظرية استخباراتية عممت على الدولة وليس نظرية عمل لدولة، وأعتقد أن هذا موروث من أوروبا الشرقية لأنه ليس لها نظير عربيا. بالتالي من يدعي أنه يعرف أسرار الدولة العراقية فهو كاذب على الناس، يمكن أن يتكلم عن غرفته مثلا ولكن لا يعرف شيئا عن صدام. وكان صدام دائما يقتل رؤوساء الغرف هذه. مثلا غرفة النفط شكلوها وفق نظام دولة المنظمة السرية، وزارة النفط لم تكن مسؤولة عن النفط وإنما هيئة أخرى اسمها هيئة اتفاقيات النفط رئيسها صدام حسين وسكرتيرها العام عدنان الحمداني، وهي التي تعرف المبيعات والأسعار وأين تذهب الواردات فأعدمه وبقيت الأسرار مع صدام حسين. وأعطى بعض المعلومات عنها لأخيه برزان التكريتي. ويزيد متحدثا عن هذه الغرف "غرفة الأمن، وفيها أهم أسرار الدولة، تتألف من مدير الأمن وصدام، وكان ناظم كزار مديرها أعدم 1973 وجاء بعده فاضل البراك وأصبح مدير أمن ومدير مخابرات وأعدم، وصارت كل الأسرارعند صدام حسين. وايضا في المكاتب العسكرية دائما كان يقتل الموجودين في المكتب العسكري المسؤول وأعضائه يتم إعدامهم" . ويشير حسن العلوي إلى أن صدام كان يجرف كل المحيطين به "لأنه يعمل بنظرية تجريف المحيط وعندما يجرفهم يجرف معهم الأسرار فيكذب من يعتقد أن هناك الآن من يعرف تفاصيل أسرار صدام حسين". ويستطرد العلوي " لم تكن هناك غرفة مسؤولة عن العائلة لأن صدام لم يسمح بذلك حتى خاله الذي هو أهم شخص بالعائلة لم يسمح له وكان ينتقده وهو خير الله طلفاح والد وزير الدفاع الذي قتله صدام عدنان خير الله ". صدام والنساء وعن علاقة صدام حسين بالنساء، يقول حسن العلوي: لم يكن صدام يميل للمركوب والمشروب أي لا يلاحق النساء ولا يشرب وهو تعبير في الفقه الاسلامي، وما قيل عنه في هذا هو نوع من التشهير، لأن السلطة أخذت كل عواطفه وكان يعتقد أن هذه الأمور تضعفه، وكان حذرا حتى لا يعطي فرصة لخصومه وخاصة الحذر من اختراق الاستخبارات الدولية له عبر النساء، وابتعاده عن هذا الشيء قد لا يكون تعففا وإنما احتياطا أمنيا. وأضاف: ذات يوم قلت له لماذا تستقبل النساء في الليل وبعضهن زوجات بعض الرفاق فقال ماذا أفعل إذا كان هؤلاء ومنهم رفاقنا يبعثون بنسائهم حتى تتوسط لبعض الأمور أو بعض النساء لديهن مشاكل ووقع عليهن ظلم، وإذا الرجال ما عندهم غيرة ماذا أفعل. وقال "أربأ بنفسي أن أتناول موضوع أخلاق صدام، خاصة بعد أن صار أسيرا لأني كنت أنتقده وهو في السلطة وليس في وضعه الحالي، كما أرفض السخرية من زوجته وقلت عنها إنها سيدة فاضلة فقامت الدنيا ضدي". ويعتقد العلوي أن حكم الاعدام سينفذ على صدام حسين في مدة أقصاها نيسان/أبريل 2007، مشيرا إلى أن الانتقادات "كانت ضد الجهة التي أصدرت الحكم وليس ضد الحكم لأنه لو كان حصل أي انقلاب حتى لو قام به ابن خاله عدنان خير الله كان سيحكم عليه بالإعدام". العراق .. بلد الاغتيالات والاعدامات وشهد تاريخ العراق الحديث إعدام واغتيال عدد من الزعماء والقيادات، منها: إعدام الرئيس عبد الكريم القاسم، قتل وسحل الوصي على العرش العراقي الأمير عبد الإله خال الملك فيصل الثاني، مقتل الملك فيصل الثاني بعد قتل والده غازي الأول في حادث سيارة اعتبر مدبرا. مقتل عبد السلام عارف في حادثة طائرة يقول حسن العلوي إن أسرارها ستموت مع صدام حسين. ويضيف: كنت أتمنى على صاحبي القديم صدام أن يترسم خطى عبد الكريم قاسم عندما ذهب بنفسه إلى غرفة الموت في دار الإذاعة العراقية ليتم تنفيذ الحكم فيه حتى يتحمل المسؤولية وحده دون أن يكون سببا في حرب العراقيين مع بعضهم. وأخيرا، يشير المفكر حسن العلوي إلى أن الموت كان "نظرية عمل عند صدام، علما أن العقل السياسي يتسع لكثير من الاحتمالات ولكن العمل يبدأ عند صدام بقرار الموت وهو أعلى قرار يمكن أن يتخذه القانون أو القاضي في أي بلد بالعالم، ولكن عند صدام كان الموت قراره الأول وإذا ثبت أن من أعدمه كان بريئا يسميه شهيد الغضب أي التحقيق يحصل بعد الإعدام ". العربيه نت
  18. In Egypt last week.. The male youth revolution against "who" have a look -------------------------------------------------------------------------------- http://misrdigital.blogspirit.com/ http://malek-x.net/node/268 http://t5at5a.blogspot.com/2006/10/blog-post_25.html http://hakazaana.blogspot.com/2006/10/blog-post_26.html
  19. C.I.A. Is Reviewing Its Security Policy for Recruitment By Published: June 8, 2005 WASHINGTON, June 7 - The Central Intelligence Agency is reviewing security procedures that have led the agency to turn away large numbers of Arabic-language linguists and other potential recruits with skills avidly sought by the agency since the attacks of 2001, Congressional and intelligence officials say. Many of those rejected, the officials say, have been first-generation Americans who bring the linguistic facility and cultural knowledge that the C.I.A. has been trying to develop in seeking to improve its performance in penetrating terrorist organizations and otherwise gathering intelligence in the Middle East and South Asia. Many of these applicants still have relatives abroad, often in countries that raise alarm among security officers. Former intelligence officials say that besides the problems of conducting thorough background checks in those countries, the agency also worries that recruits could be blackmailed if their families were vulnerable. The C.I.A. prides itself on security guidelines that are the strictest in government, allowing the hiring only of American citizens with a top-secret clearance. In recruiting for its clandestine service, the agency invites applications only from those under 35 years old. The officials would not say how many otherwise-qualified applicants had been turned away for security reasons, and they cautioned that in some cases the security concerns might have been well-founded. But they suggested that the numbers could range from the scores into the many hundreds, at a time when President Bush has ordered the C.I.A. to increase the ranks of its clandestine service and its analytical branch by 50 percent each over the next five years. "We are taking a fresh look at the process to determine what works, what doesn't, and what can be done better," said Jennifer Millerwise, the top C.I.A. spokeswoman. Ms. Millerwise said the agency was "incredibly focused from the top down on looking at new ways to get new people who have the right skills, the right experience and would make great officers." Among the possibilities under review are revised standards for background checks and the creation of new job categories subject to less stringent requirements. But the C.I.A. is likely to resist anything that would be perceived as a scaling back of security restrictions. Representative Jane Harman of California, the top Democrat on the House intelligence committee, said the goal of any review should be "to allow people who have relatives in other countries to help us out if they are law-abiding patriotic Americans," and added, "We have cut them out at our peril." In a unanimous report issued last week, Republicans and Democrats on the committee joined in complaining that the C.I.A. was still lagging far behind targets set by Congress in developing expertise in languages like Arabic; Chinese; Farsi, spoken in Iran; and Pashtu, spoken in Pakistan and Afghanistan. But Congress and intelligence officials appear divided over how best to address the problem, with C.I.A. officials concerned that any lowering of security barriers could prove disastrous. "The answer is not to weaken the standards," a former senior intelligence official said. "But it may be that we are using the standards in a way that is archaic by the needs of the time." Any final decision is likely to fall to John D. Negroponte, who as the new director of national intelligence oversees the C.I.A. and 14 other agencies. In its report, issued on June 2 to accompany a bill authorizing spending for intelligence programs in 2006, the House committee urged Mr. Negroponte to put in place a more flexible security system devised "to leverage the cultural and linguistic skills" of unconventional hires that it says may be "critical to national security." Former intelligence officials said the fact that a potential C.I.A. employee had close relatives abroad would not automatically be disqualifying. But they said the C.I.A.'s security office had traditionally treated such relationships as a major obstacle to a top-secret clearance, particularly if those relatives were in countries like Syria or Iran, where it would be difficult for the C.I.A. to conduct a full background investigation, or if there was any hint that relatives had ties to terrorist organizations. Among other concerns, the former officials said, C.I.A. officers who had close relatives abroad might be more susceptible to blackmail if threats were made against their family members.
  20. http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/conte...5052001868.html Lebanon's Election: Free but Not Fair By Annia Ciezadlo Sunday, May 22, 2005; Page B01 BEIRUT Every week, my husband and I take a rickety old taxi to Hezbollah country. The emerald city of downtown Beirut, with its glittering luxury towers, drops away behind us; ruined buildings, their shell-shocked hulks festooned with laundry, loom ahead like ghost ships. Entrenched imbalance: Posters in downtown Beirut tout Lebanon's upcoming parliamentary elections. But the "confessional" electoral system purposely gives more weight to Christian votes than those of Muslims. (By Jamal Saidi -- Reuters) We soon leave Beirut proper and reach the dahiya -- the dense and sprawling Shiite crescent, half suburb, half slum, that cradles the city's southern borders. In the dahiya, home to my in-laws and a large swath of Beirut's population, the recent anti-Syrian protests that became known as the Cedar Revolution seem like a fairy tale. "As an area, as dahiya, we're not concerned about what's happening in downtown," one college student told me in March while demonstrations raged in Martyrs' Square. "We regard what's happening as a joke." Around the world, however, the candy-cane banners and multilingual college kids of the uprising caught the imagination of millions. Holding parliamentary elections on time, free of Syrian influence, became democracy's new rallying cry. President Bush cautioned against delaying the poll, scheduled to run on four consecutive Sundays beginning May 29. But Bush and other well-meaning Americans are ignoring a fundamental problem: With Syria gone, Lebanon's elections will be free, but they won't be fair. In Lebanon, Muslim votes, especially Shiite votes, count less than those of Christians. Literally. This inequality dates back to 1943, when the French handed Lebanon over to the country's French-speaking Maronite Christian elite and founded what is called the confessional system, with parliamentary and executive offices parceled out among the major religious sects. In theory, it provides a balance of religious power; in practice, it's an entrenched im balance -- and a writhing rat's nest of corruption, with outside influences like Syria easily playing one sect off another. Lebanon's election law creates a byzantine web of provinces and districts, exquisitely gerrymandered to give each of 18 sects a certain number of seats in parliament. The number of seats each sect gets bears little relation to its current weight in the population. The U.S. State Department estimates Lebanon's population at about 70 percent Muslim and 23 percent Christian. (Estimates vary, because Lebanon hasn't held a census in 73 years, but few question that Muslims are a majority, with Shiites outweighing Sunnis. ) Yet to this day, the parliament must be split equally between Christians and Muslims. During the last election, in 2000, politicians running in the primarily Muslim south had to get three times as many votes to win a seat as those running in some Christian areas. In order to maintain this political skew, Lebanese electoral law requires all voters to return to their family's ancestral home towns to cast their ballots, regardless of where they actually live, or even where they were born. Shiites have to travel to a "Shiite area" to vote for mostly Shiite candidates, and so on. Thus my husband's parents, who have lived in the dahiya for more than 40 years, will have to travel to Bint Jubayl, almost to the Israeli border, if they want to vote. They're old and frail--most likely, they won't bother to make the two-hour journey, just to elect somebody who won't even represent them. "Nobody deserves it!" scoffs my mother-in-law, setting down plates of savory stuffed zucchini and hand-rolled grape leaves. Another of the many ironies of the system is that Lebanon's preeminent politician can't ever be president; he's barred from running for prime minister; and he isn't even eligible to be speaker of parliament. Why? Because that politician -- opposition leader Walid Jumblatt -- is a Druze Muslim. The confessional system mandates a "troika" of leadership, where the president has to be a Maronite Christian, the prime minister a Sunni Muslim, and the speaker of parliament a Shiite Muslim -- regardless of who has the best qualifications for any job. This state-sponsored discrimination extends all the way down to the lowest levels of the public sector, where government functionaries choose civil servants, from cops to college professors, by how they pray. Our friend, science professor Mahmoud Faraj, experienced this firsthand. With a French doctorate and 18 academic publications to his name, Mahmoud is well qualified to work in any Lebanese university. But one of the colleges he applied to already had its quota of Shiites. "We're going to try to smuggle you in," the dean told him, "but don't tell anyone." Smuggle him in? Mahmoud was disgusted. "You don't really belong to this country," he says. "You belong to your sect." In America, where he lived for 17 years, Mahmoud worked for a Fortune 500 corporation and voted -- twice -- for George W. Bush. In Lebanon, if he goes to the trouble of voting, he'll have little alternative to Hezbollah, the armed Shiite militia, because that's who dominates the slate in his ancestral village. He's thinking about casting a blank ballot. In America, Mahmoud felt as though his vote mattered. Here, he doesn't. "I'm 50 years old, and I've never voted in my own country," he says, with a sad laugh. "With this system now, I think my votes will be insignificant." I see the results of this disenfranchisement every week. In the summer, when Beirut's seaside breeze turns to a steamy blast, the Electricite du Liban stops bringing electricity to the dahiya, as it does every summer. The people turn to ishtiraq, literally Arabic for "subscription": You pay a fee to some neighborhood Croesus who owns a generator. Look up, anywhere in the dahiya, and you'll see the sky through a snarl of electrical wires that siphon ishtiraq from one concrete-block building to another. Entrenched imbalance: Posters in downtown Beirut tout Lebanon's upcoming parliamentary elections. But the "confessional" electoral system purposely gives more weight to Christian votes than those of Muslims. (By Jamal Saidi -- Reuters) Enter Hezbollah -- a political machine for people left out of the political system. The party's special status as an armed faction is the Shiites' de facto consolation prize for being disenfranchised. For Lebanon's underrepresented Shiite plurality, guns are the great equalizers: Arms and money flow through Syria from Iran, which is believed to finance the militant group to the tune of millions of dollars per month. In the dahiya and southern Lebanon, Hezbollah has become a powerful shadow government, building a network of schools, hospitals and charities. The consensus outside Lebanon is that Hezbollah should disarm, as required by United Nations Resolution 1559, and take its place in Lebanon's evolving democracy. But the question is, how? In the endless horse trade of Lebanese politics, Hezbollah will want something in exchange for surrendering its arms. If the party stops being Iran's gun-for-hire against Israel, it stands to lose not just political power, but millions in subsidy. Hezbollah won't consent to giving all that up while Lebanon's political deck is stacked so heavily against Shiites. The Bush administration seems to be waiting until after the elections to address the Hezbollah issue. But the upcoming elections are a rare opportunity: If Bush wants to help Lebanon disarm Hezbollah peacefully -- and if he wants to deserve his reputation as a liberator of the Arab world's downtrodden Shiites -- he'll encourage Lebanon's Christians to give up their special privileges. And if Hezbollah leader Hasan Nasrallah is the pragmatist he's reputed to be, he'll accept ballots and a census in exchange for his rocket launchers. The Taif Accord, the 1989 agreement that has governed Lebanon since the civil war, requires the country to abolish the confessional system. So far, very few politicians have made any sincere attempt to do so. But the Lebanese people feel differently. A recent Zogby poll showed that 63 percent wanted to abolish the troika, and 69 percent wanted the president to be elected in a one-person, one-vote poll, instead of being chosen, as he is now, by parliament. Not surprisingly, Maronites were divided on both questions, while Muslims clearly preferred a secular system. A new Lebanese civil society group, Hayyabina (meaning "Let's go"), recently called for a referendum to end religious affirmative action. The Bush administration and the United Nations should support them -- not only because it might help disarm Hezbollah, but because it's the democratic thing to do. Meanwhile, politicians are plastering their grinning faces all over most of Beirut. But in the dahiya, few bother: Most people who live there can't vote there anyway. Many of them plan to sit out the elections -- my mother-in-law included. Would she vote if she could do it close to home, in Beirut? She can't quite believe the question: "What do you think this is?" she asks sardonically, picking up our dishes. "America?" Author's e-mail: anniaciezadlo-outlook@yahoo.com Annia Ciezadlo is a Beirut-based freelance writer who has reported from Lebanon, Syria and Iraq for the New Republic and the Christian Science Monitor.
  21. Bellow is an article about the visit by Iranian froegn minster to Iraq. The right title for the article should be "Kurd Sunni Forieng mister admitted Saddam's responsibility to the war " But such accurate title would not match what the writer is heading to.. First it was during a non offical speach by the Zybaree, seconfd this has nothing to do with Sunni Arabs in Iraqs , becuase 70% of solieders who was working in Saddam army where non Sunni arab. Third , if there is any harms by this statement , then the new governemnt, rollrd by Shia would pay for it, not the former Saddam's Iraqi Government, in Statement With Iran, Admits Fault for 1980's War By SABRINA TAVERNISE Published: May 20, 2005 BAGHDAD, Iraq, May 19 - In a move that is likely to inflame further Sunni Arab resentments, the Iraqi government publicly acknowledged for the first time on Thursday that Iraq was the aggressor in 1980 when it touched off a bloody eight-year war with Iran. In a joint statement at the end of a three-day visit by the Iranian foreign minister, Kamal Kharazi, the new Shiite-led Iraqi government said that Saddam Hussein, the overthrown Iraqi leader, and other officials in his government must be put on trial for committing "military aggression against the people of Iraq, Iran and Kuwait," as well as crimes against humanity and war crimes. It was an effort to bring to a close the bitter legacy of the war in which nearly a million people were estimated to have died and tens of thousands more were displaced as refugees. An Iraqi Foreign Ministry official who helped write the communiqué, Labeed Abbawi, said the admission was intended not as an acknowledgement of guilt on the part of the Iraqi state or people, who also suffered staggering casualties in the war. Rather, he said, it was meant to lay the responsibility for the war squarely on Mr. Hussein and other leaders of his government, many of whom face trials later this year for their roles in the killing of Iraqis. "The file of the war, we want to put it behind us," he said. "We want to open a new path of cooperation." Even so, it was a gesture of warmth toward Iran, which has long sought formal recognition of Iraq's use of chemical weapons against it during the war, and underscored how the political landscape here has shifted, with Iraqi Shiites, many of whom spent years in exile in Iran, now running the government. The statement is not likely to sit well with Iraq's Sunni Arabs, who ran the country for decades but have been largely left out of the National Assembly, which will draft the new Iraqi constitution, since boycotting national elections in January. Shiites control the government for the first time in modern Iraqi history, and Sunni Arabs, isolated politically, have begun to chafe under their rule. Sunni resentment has hardened recently, with a leading Sunni cleric accusing a government militia, made up largely of Shiites, of carrying out mosque raids and killings. On Thursday, two Sunni groups called for the temporary closing of dozens of Baghdad mosques as a protest. "People will not accept it," said Saleh Mutlak, a member of the National Dialogue Council, a coalition of Sunni Arab political leaders, of the admission of responsibility for the war. "It looks like these people want to pay back the favor that Iran did for them," he said, referring to Iraq's new government. Historians still debate the precise reasons for the start of the war between the two countries in 1980. It began during the Iranian revolution, and some experts say the new Iranian leader, Ayatollah Ruhollah Khomeini, agitated for a religious war to incite Iraq's large Shiite population to rebellion. Others have accused Mr. Hussein of starting the war, saying he was seeking to capitalize on the chaos in Iran to overturn a 1975 agreement that fixed what he considered an unjust border in the Shatt al Arab, the waterway the two countries share at its southern end, and to seize the oil-rich Iranian province of Khuzestan. A United Nations investigation after the war effectively assigned responsibility for the start of the war to Mr. Hussein, said Farideh Farhi, a professor of Iranian politics at the University of Hawaii, but Iran's claims of huge sums in war reparations unresolved. Ms. Farhi said the statement Thursday appeared to be directed more at Mr. Hussein's use of chemical weapons against Iran, an issue very important to Iranians. As the Iraqis drew up guidelines for the trials of Mr. Hussein and other Baath Party leaders, they decided not to extend prosecution to any crime perpetrated outside Iraq's borders, and Iranians want international recognition that they suffered under Iraqi gas and chemical weapons attacks. "The issue for Iranians is not whether or not Iraq is identified as the aggressor," she said. "That was something that had been settled before. The issue that is not settled for them is the issue of war crimes. During the time the Iraqis were using chemical weapons on Iran, the international community was not willing to take a side on that issue." Skip to next paragraph Forum: The Transition in Iraq Underscoring Iran's ties to the religious leadership in Iraq, Mr. Kharazi called on the Shiite Grand Ayatollah Ali al-Sistani in the holy city of Najaf on Thursday. The Iranian minister's visit began on Tuesday, just two days after Secretary of State Condoleezza Rice visited Iraq. Meanwhile, in an incident likely to provoke more anger among Sunni Arabs here, eight people, including guards working for a National Assembly member, Sheik Fawaz al-Jarba, were killed in a firefight involving American troops in the northern city of Mosul on Thursday. The American military said in a statement that an American helicopter had been called to the home of Sheik Jarba, and fired at gunmen it described as terrorists on the roof. A gun battle ensued, the military said, and some members of the sheik's security force were killed. The statement did not say whether the men died in the helicopter fire. Mr. Jarba said terrorists attacked his house as well as the car of some some relatives traveling nearby, but that in a case of mistaken identity American troops who responded killed three of his own guards. Mr. Jarba said he did not witness the deaths of those three guards, but that his other guards told him they had been killed by the Americans. Also on Thursday, a car bomb exploded outside a Shiite mosque in Baghdad, killing two Iraqis and injuring six more, an Interior Ministry official said. Earlier in the day, gunmen shot and killed a senior official in the Oil Ministry, another in a series of assassinations. Three American soldiers were killed, one in an attack on an American base in the city of Ramadi, and two others in central Baghdad, when gunmen attacked their convoy. In another sign of just how far the relationship between Iraq and Iran has progressed since the administration of Prime Minister Ibrahim al-Jaafari was sworn in, the communiqué said Iran had agreed to open consulates in Basra and Karbala, Shiite-dominated cities in southern and south central Iraq. For its part, Iraq will open consulates in Kermanshah and Khorramshahr, cities in western Iran near the Iraqi border. The communiqué pledged border security improvements, condemned Israel and, in a clear appeal to Iraq's Sunni Arabs, called for the participation of all nationalities and sects in the new government.
×
×
  • Create New...