Jump to content
Baghdadee بغدادي

tajer

Members
  • Posts

    489
  • Joined

  • Last visited

Everything posted by tajer

  1. التفجيرات الأخيرة في العراق.. ظهور للبعثيين وصراع بين الأجهزة اشتدت في ذكرى البعث وميلاد صدام دبي- نجاح محمد علي بعد هدوء نسبي واستقرار أمني وصفته القوات الأمريكية بالهش، شهد العراق عودة غير طبيعية للتفجيرات في بغداد ومدن أخرى، حصدت مئات المدنيين، وفق برنامج أخذ بعدا خطيرا منذ ليلة السابع من نيسان.. ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وليشتد أكثر، يوم 28 من الشهر ذكرى ميلاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ومنذ اللحظة الأولى، وانطلاقا من هوية الضحايا، وهم عراقيون شيعة، وإيرانيون، لا يجد المراقب صعوبة في الإستنتاج أن من يقف خلف التفجيرات، يريد تحقيق ابتزاز سياسي من الحكومة، أو من فئة معينة فيها، لها موقف "انتقامي" من حزب البعث ومن صدام شخصيا، أو أنه يعمل على جر العراق إلى حرب طائفية، لا تُبقي ولا تذر، وبخسائر تفوق بكثير ما أسفر عنه العنف الطائفي منذ العام 2005 من ضحايا تجاوز الرقم فيها ألـ 87 ألف عراقي. 7 نيسان البداية لا تحتاج إلى تفسير، فمنفذو تفجيرات ليلة 7 نيسان، فجروا سبع سيارات مفخخة في رسالة مكشوفة، قرأها الجميع، ومفادها أن فشل مشروع المصالحة مع البعثيين لأي سبب كان، لن يمر دون ثمن. وقد انطلقت التفجيرات الأخيرة، تصاعديا، بعد الحديث عن تعثر جهود المصالحة التي توجهها السلطة الأمريكية في العراق بالتعاون مع بريطانيا، وإثر احتدام الخلافات بين المشاركين في العملية السياسية، حول تسمية رئيس لمجلس النواب، وحول وضع مدينة كركوك، وحول تشكيل الحكومة المحلية في الموصل وغيرها. كما ارتفعت حدة تفجيرات نيسان بشكل لافت مع الاستعدادات الجارية على قدم وساق لانسحاب القوات الأمريكية من المدن في يونيو - حزيران المقبل، تمهيدا للانسحاب شبه الكامل في العام 2011 (والإبقاء على 35 ألف جندي)، وكأن الذين يفجرون، يبعثون برسالة واضحة تؤكد أنهم لا يبحثون عن نهاية سياسية لاحتلال، يُعتبر نظام صدام، السبب الأول في مجيئه. مخاوف في البصرة مثلا، وبعد عملية صولة الفرسان العام الماضي، استتب الأمن، واختفت فرق الموت، وفتحت المقاهي الليلية أبوابها على ضفاف شط العرب، وعادت الحياة بكل ضجيجها الإيجابي الجميل إلى سوق"المغايز" (سوق الهنود سابقا)، وإلى شارع الكويت، وحدائق الأندلس، والخورة وأبي الخصيب. لكن الوضع بدا مختلفا هذه الأيام، في ضوء ما يُقال عن "تحالف وشيك" بين المالكي والتيار الصدري لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، واستحقاقاتها الحكومية، بما سمح لمن سماهم المالكي بالقتلة والخارجين على القانون، المطلوبين الذين دسوا أنفسهم في التيار الصدري، وهربوا إلى إيران، بالعودة مجددا إلى البصرة، وعودة الاغتيالات المشبوهة المريبة التي تزامنت مع الانتخابات المحلية وما بعدها من تسليم المحافظة بهدوء وسلاسة، من المحافظ السابق "محمد مصبح الوائلي" المنتمي إلى حزب الفضيلة الإسلامي، إلى المحافظ الجديد، والداعية الإسلامي المعروف، شلتاغ عبود. وبعد أن بدأت القوات البريطانية - أواخر مارس الماضي - الانسحاب من المدينة النفطية التي ينام أهلها عطشى فقراء من دون ماء ولا كهرباء ولا شوارع نظيفة، وهم الذين قدموا قوافل الضحايا قرابين على مذبح "التحرير"، قررت لندن الإبقاء على بعض قواتها بحجة التدريب، فيما حلت القوات الأمريكية محل القوات البريطانية التي انسحبت بالفعل من مطار المدينة ومواقع أخرى. وقد سلم الميجر جنرال أندي سالمون المواقع التي كانت بيد القوات البريطانية، إلى الجنرال الأمريكي مايكل أوتس، حيث ستغادر القوات البريطانية البالغ عددها 4 آلاف جندي العراق بحلول 31 مايو/أيار، بينما سيبقى 400 عسكري بعد ذلك التاريخ للمساعدة في تدريب عراقيين. أما القوات الأمريكية، فإنها باتت تمسك بالملف الأمني، وهي تضطلع اليوم بدور للإبقاء على خطوط الإمدادات مفتوحة بين بغداد والجنوب، ومراقبة الحدود مع إيران، مع ملاحظة أن الأمريكيين في الجنوب، يحاولون أن يتعاملوا مع الملف الأمني بطريقة تجعلهم خلف الستار، وكأن شيئا لم يتغير، وأن لا يكون وجود القوات الأمريكية ملفتا للانتباه. التوقيت صحيح أن هناك فروقا كثيرة جدا بين تفجيرات بغداد وديالى وغيرها من المدن العراقية، والعنف الذي قد يعود مجددا إلى البصرة بالقياسات السابقة أو بأكبر منها، بما يتعلق بالأسباب والدوافع، وأيضا بالجهات التي تقف وراءها. غير أن المشترك البارز بينهما، ولنقل: الوحيد، هو التوقيت، وخدمة أهداف جهات وأطراف لا تريد الاستقرار للعراق. والغريب في كل هذه التفجيرات أنها اندلعت فجأة كحزمة واحدة كبيرة، بعد أن اتهمت الحكومة قوات "الصحوة" في بغداد خصوصا، بأنها مُخترقة من قبل البعثيين ومن عناصر القاعدة. اليوم.. فهم العراقيون ما يجري خلف الكواليس، وأصبحوا خبراء في فك رموز معادلة الحكم، وعرفوا كيف تُدار الصراعات ولماذا، وكم هو راتب عضو مجلس النواب، وما هي الصفقة التي أبرمت مع رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني لكي يستقيل من منصبه، وكم يتقاضى شهريا كراتب تقاعدي (ومن هنا فإن التهويل باحتمال انزلاق العراق إلى حرب طائفية، يراها العراقيون مجرد "محاولات يائسة". قبل الموجة الجديدة من التفجيرات، كان العراقيون أنفسهم، مندهشين، وهم يرون عودة الاستقرار - نسبيا - إلى بلادهم، وتحديدا المناطق ذاتها التي كانت مسرحا للقتل المباح، ولتقطيع الرؤوس، كاليوسفية والمحمودية واللطيفية، ومناطق أخرى كالفضل في بغداد، أُعتبرت إلى وقت قريب، معقلا من معاقل البعثيين. وكان العراقيون يجيبون حين يُسألون عن السبب في هذا التحول، بالقول "الله هداهم"، مشددين، وبثقة كبيرة، على أن القتلة أنفسهم، هم من يحافظ على الأمن في العراق، وأن الريموت كونترول، أو جهاز التحكم يُوجد بيد واحدة . وما من شك فإن اعتقال القوات الحكومية زعيم "الصحوة" في منطقة الفضل، عادل المشهداني ومساعده، بتهمة أنه لم يقطع صلته بحزب البعث، ولتورطه بجرائم قتل طائفية، فجر الصراع مرة أخرى مع البعثيين المتسللين إلى السلطة بعناوين شتى، ومع القاعدة أيضا التي لاينفي الكثير من قادة وعناصر قوات الصحوات، إنتماءهم لها في فترة ما بعد أبريل/نيسان 2003، وكأن حزب البعث، والقاعدة، كانا وافقا، قبل ذلك، على عودة الأمن إلى بغداد ومدن أخرى عندما حققوا مكاسب معينة. "العراق لصدام" وحتى قبل ظهور عادل المشهداني، قبيل اعتقاله، في شريط متلفز بُث عبر الإنترنت وهو يندد بالإحتلال وبرئيس الوزراء نوري المالكي ويشيد بصدام وبحزب البعث بالطريقة نفسها التي كان البعثيون يحتفلون بها أيام نظام صدام، فإن بعض العراقيين، ربما يكون قد تأثر بالحملة الإعلامية التي يلجأ لها - عادة – الساسة الجدد، خصوصا أولئك الذين تخرجوا من مدرسة البعث، وإن لم يكونوا منتمين لها، لتفسير أي واقعة تستجد في العراق الجديد، من منطلقات طائفية. لقد ظهر المشهداني في الشريط، وسط مجموعة من رفاقه وهو يردد: "نحن الشباب إلى المشانق نصعدُ وفي سبيل البعث وصدام لا نترددُ"، ليقطع الشك باليقين حول انتمائه لحزب البعث الذي يجب أن "لا يكون له مكان في عراق ما بعد صدام"، وفق الدستور الجديد. واللافت في ما يجري في العراق، وهو أيضا يشجع على العنف ويدفع باتجاهه ويبرر له، أن مسؤولين في حكومة المالكي، منهم من هو في منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية، ووزراء، ونواب في البرلمان، يجهرون بتأييدهم لـ"المقاومة" ويتحدثون بنفس لهجة "عادل المشهداني" عن الحكومة "العميلة" وعن الذين "جاؤوا مع المحتل من الخارج"، بينما هم يقيمون أفضل العلاقات، والتنسيق المتميز، مع الإدارة الأمريكية. فهم لا يرفضون الوجود الأمريكي في العراق، وإنما يرفضون المعادلة الجديدة، التي تريد الانفكاك من عقلية "القائد الضرورة" والحزب الواحد. متهمون ولكن أصبح من البديهي تماما، وبعد الاتفاقية الأمنية، وتأكيدات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الانسحاب المبرمج من العراق وفق مواعيد محددة، أن الجهة التي نفذت التفجيرات الأخيرة، لا تخدم مبدأ الانسحاب، وعلى العكس، تصب في غير صالح المنادين – بإخلاص - بخروج المحتل. وبينما وجه بعض "القوميين" ومنهم بعثيون سابقون في "القائمة العراقية" بزعامة إياد علاوي، وشيوعيون مؤيدون للعملية السياسية وللإحتلال، أصابع الاتهام إلى إيران، في تفجير الكاظمية، وديالى، وقد استهدفا إيرانيين قدموا لزيارة العتبات المقدسة، اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الجيش الأمريكي بالمسؤولية عنها ووعد بمعاقبة المجرمين. نفس الاتجاه مضت عليه "عصائب أهل الحق" وهي منظمة عراقية، مع "كتائب حزب الله العراق"، اللتان تتهمهما واشنطن بتلقي الدعم من فيلق القدس الإيراني، وتتبنيان شن هجمات تستهدف فقط القوات الأمريكية، حيث توعدتا الأمريكيين بالقصاص، انتقاما لدماء العراقيين. وقال قياديان في المنظمة في اتصالين منفصلين، "إن القوات الأمريكية هي التي نفذت التفجيرات الأخيرة"، مشيرين إلى أن اتهام قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال ديفيد بيترايوس، عناصر تونسية، يأتي في إطار أمريكي مبرمج، "يرمي إلى زرع الفتنة بين الشعبين العراقي والتونسي". وأوضحا أن القاعدة في العراق تجذب لها عناصر من بلدان مختلفة، ومن العراق أيضا، وأن هذه "أول مرة يتحدث فيها الأمريكيون عن تونسيين في العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين". صراعات أمنية وحتى في الحديث عن صراعات الأجهزة الأمنية التي سمحت بحصول خرق في الكاظمية وبعض المدن الأخرى التي شهدت تفجيرات عنيفة، فان المعلومات المتداولة تؤكد أن البعثيين اخترقوا بالفعل الأجهزة الأمنية. ويؤشر على ذلك التطهير المتواصل لهذه الأجهزة في وزارتي الدفاع والداخلية، وما يردده البعض في الوزارتين، عن تطهير سابق للأجهزة الأمنية من الميليشيات، أبقى على ميليشيا قوية هي ميليشيا حزب البعث، بحجة الاستفادة من خبرات أمنيين من النظام السابق، ومن واقع أن منتسبي أجهزة أمن نظام صدام، هم حصرا بعثيون على الرغم من الضجة التي أثيرت حول ما يُعرف بـ "اجتثاث البعث". وأيضا يمكن القول هنا، إن هناك أجهزة معينة كالمخابرات برئاسة محمد الشهواني، لا يدخلها إلا بعثي، وهي مشكّلة أساسا من نفس عناصر مخابرات النظام السابق، وبنفس السياقات التي لم تكن تقبل في صفوفها غير البعثيين المؤدلجين. والمثير في هذا السياق أن جهاز الشهواني غير الخاضع لسلطة الحكومة، والمرتبط أساسا بالقوات الأمريكية، مسؤول فقط عن الملف الإيراني وصلة أعضاء الحكومة بإيران، سـرّب معلومات للإعلام المحلي، سرعان ما نفاها لاحقا عن "تورط " منظمة بدر، التي كانت تُعرف بأنها الجناح العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى، في ارتكاب بعض التفجيرات التي شهدها العراق. مصالحة ومع تلاشي احتمال هدف جر العراق إلى الحرب الطائفية، يبدو أن التفجيرات الأخيرة لها صلة ما بفشل جهود للمصالحة مع البعثيين، جرت في عمّان وصنعاء، ودمشق وبيروت والقاهرة ودبي، وعواصم أخرى، إضافة مفاوضات في بغداد التي احتضنت لقاءات على مستوى عال مع كبار قادة الحرس الجمهوري في النظام السابق، وتم بحث سبل إنهاء معضلة "حل الجيش" السابق، وكيفية إعادة دمج ضباط الجيش، بالنظام الجديد. وتؤكد مصادر من الحكومة أن المالكي أرسل وفودا إلى عماّن وصنعاء والقاهرة ودبي ودمشق وغيرها من العواصم التي يتواجد فيها ضباط كبار، وبعثيون مدنيون، استجابة لضغوط أمريكية، ورغبة دول إقليمية نافذة في الملف العراقي، واستكمالا لما قام به عدد من الأميركيين والبريطانيين يعملون ضمن وحدة سرية تدعى "خلية قوة الارتباط الإستراتيجية"، في تلك العواصم. وفرضت الإدارة الأمريكية على المالكي أن يوافق على عودة الضباط إلى القوات الحكومية، برغم أن القادة الحاليين في الجيش العراقي، وقادة الشرطة وباقي أجهزة الأمن، هم من ضباط النظام السابق، وكذلك الحال مع البعثيين الذين يسيطرون على معظم مفاصل الدولة الحالية، وينتشرون داخل الحكومة ومجلس النواب، وفي مجالس المحافظات، وفي جميع المؤسسات الحكومية، بينما يعاني الكثير من المعارضين للنظام السابق، ومن ضحايا حكم حزب البعث، من إجراءات الحصول على هوية الأحوال المدنية لأبنائهم، ولا يجدون فرصة عمل داخل العراق، بل يؤكد البعض منهم أنه تجري معاملتهم من قبل موظفي الحكومة الحالية، بالكثير من التعسف، والمهانة والإذلال.. وقد وفرت القوات الأمريكية والبريطانية الحماية الأمنية للقاءات التي جرت داخل العراق، وجرى بحث عدة مقترحات شملت إحالة الضباط "المترهلين" إلى التقاعد، وصرف رواتب لهم تتناسب مع رتبهم العسكرية وبأثر رجعي. غير أن أخطر ما في المقترحات التي واجهت رفضا من المالكي، وأربكت جهود المصالحة، هو أن يجري التعامل مع قوى الأمن الداخلي بما فيها فدائيي صدام وعناصر الاستخبارات العسكرية، وكل أجهزة القمع في النظام السابق، كعسكريين ينفذون أوامر حكومية. المالكي الذي مرر إلى مجلس النواب، أوائل عام 2008، قانون المساءلة والعدالة، لإلغاء قانون اجتثاث البعث، واجه ضغوطا من حلفائه ومن حزب الدعوة الإسلامية الذي ينتمي إليه، خصوصا من أسر "شهداء" الحزب الذين أعدمهم صدام بقرار جائر أصدره بعد توليه السلطة. وعلم من مصادر وثيقة أن نائب صدام السابق، عزت الدوري وهو أمين عام حزب البعث، "موافق على جهود المصالحة التي تعيد البعثيين المدنيين والعسكريين إلى وظائفهم السابقة"، وينضم إلى ذلك خصمه في قيادة المنشق عنه محمد يونس الأحمد، بما يثير مخاوف لدى تيار واسع من حزب الدعوة، ومن المجلس الإسلامي الأعلى، أن البعثيين ينوون تغيير النظام الجديد، بكل الوسائل، ومنها الإستحالة التدريجية، وهم ماضون في قتال الحكومة والقوات الأمريكية، بحجة "تعنت المالكي بشأن المصالحة مع البعثيين".. ومهما تكن ذريعة الإدارة الأمريكية في الضغط على المالكي، وإقناعه أن المصالحة ستؤدي إلى عزل المتشددين أمثال الدوري وأتباعه، فإن المخاوف تزداد لدى المالكي وأتباعه في حزب الدعوة تحديدا، بشأن ماوراء هذه المصالحة من أهداف، استنادا الى حقيقة تاريخية تؤكد أن أفكار الحزب الخطرة، تتحدث باستمرار عن التآمر والنفوذ والإنقلابات
  2. قصة الإرادة التي قهرت عجز الجسد لقاء الكاتب سهيل أحمد بهجت و والدته الكاتبة سلوى غازي سعدالدين مع راديو صوت ألمانيا على الرابط: http://www.dw-world.de/dw/article/0,,4074561,00.html
  3. http://www.cnn.com/video/#/video/world/200...rystal.ball.cnn تقرير من السي ان ان من داخل شارع المتنبي الذي حاول الارهاب تدميره ولكن اراده العراقيين جعلت منه مربدا ادبيا رائعا وبما لم يشهده الشارع في تاريخه من قبل التقرير ربما لا يغطي الجوانب المختلفه من هذا الشارع بعد بنائه في حلته الجديده ولكنه يعكس الانطباع السائد بين رواد مقهى الشابندر المعروفين بخلفياتهم الثقافيه والسياسيه كما اوردت محطه امريكيه اخرى تقريرا نادرا حول الاستقرار الذي يسود بغداد http://cosmos.bcst.yahoo.com/up/player/pop...php?cl=12539358 BBC Baghdab cafe : http://www.youtube.com/watch?v=CsaeKA2shgw
  4. هل تعلم أن خليط من عصير الليمون وفصان من الثوم والزنجبيل وملعقة من زيت الزيتون النقي يعتبر خليط ممتاز لتنظيف الكبد ، حيث يؤخذ هذا الكوب من الخليط على الريق قبل الافطار بساعة .... وينصح باستعمال هذه العملية مرة كل ستة شهور ... > هل تعلم أن الفراولة مفيدة للقلب، وذلك لأنها من أفضل مضادات الأكسدة، وغنية بالألياف الغذائية القابلة للذوبان، وهذه الألياف تعمل على تخفيض معدل الكوليسترول في الدم، وزيادة كفاءة الدورة الدموية. > هل تعلم أن الملح الزائد = ترقق العظام، نظن جميعاً أن الافراط في تناول الملح يسئ الى الضغط الدموي، لكن الملح ليس سبب ارتفاع الضغط الا لدى 30 في المائة من المصابين بهذا المرض. إلا أن ضرر الملح يصيبنا في عظامنا، فعندما يتخلص الجسم من الملح الزائد، يرمي معه الكالسيوم فيسئ الى العظم. يعجل الافراط في تناول الملح في حصول ترقق العظام. ولذا علينا قصر استهلاكنا من ملح الطعام على 2400 ملليغرام يومياً، علما أن في قطعة واحدة من الجبن الأمريكية 300 ملليغرام من الملح، وفي قطعتين من الخبز الأبيض 269 ملليغرام من الملح، وفي نصف كوب من صلصة الطماطم> المعلبة 740 ملليغرام .. > هل تعلم أن تناول كمية من الألياف بين 25 الى 35 جراما يومياً يخفف من خطر الاصابة بأمراض السرطان وأمراض القلب، والسمنة، وداء السكري، والاسهال . > هل تعلم أن حبوب زيت السمك يمكن أن تفيد في التخلص من أعراض مرض التهاب المفاصل الروماتزمي الذي تشمل الكثير من الآلام والتعب وتيبس المفاصل في الصباح اضافة الى تورمها. التهاب المفاصل الروماتزمي يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، وحتى الأطفال منهم ويتم تشخيص هذا المرض بواسطة تحليل خاص للدم. وقد وجد أن هذه الحبوب تحتوي على مواد مضادة للالتهاب ومع التخلص من الالتهاب يمكن التخلص من الآلام المصاحبة لالتهاب المفاصل. > هل تعلم أن جزرة واحدة متوسطة الحجم تحتوي على أربعة أضعاف حاجة الانسان اليومية من فيتامين-أ .. وهناك أطعمة أخرى تحتوي على قدر كبير من هذا الفيتامين مثل اليقطين واليام (نوع من البطاطا بعضه حلو) والبطيخ الأصفر والسبانخ والكرنب. > هل تعلم أن نصف طبق من الفليفلة الحمراء الحلوة يحتوي على أكثر من مثلي الجرعة اليومية الموصي بها من فيتامين ج©. كما أن الأطعمة التالية زاخرة بهذا الفيتامين (البرتقال، الجوافة، القرنبيط الأخضر والبازيلاء). > هل تعلم أن نصف كيلوا جرام من سمك ال-هلبوت يحتوي على مثلي حاجة الانسان اليومية من فيتامين د D، ويليه سمك الرنجة. > هل تعلم أن طبق واحد من الل وبيا الجافة المطبوخة، يمد الانسان بـ 90% من حاجة الانسان اليومية من مادة الفولات ويليها فول الصويا المطبوخ. > هل تعلم أن ثلاث رخويات من البطليموس البحري المطهوة بالبخار تمد الانسان بكامل حاجته اليومية من الحديد ولا يجاريها في ذلك أي طعام آخر، مع العلم أن هناك أطعمة كثيرة تحتوي على مقادير جيدة من الحديد، ولكنها لا تنافس البطليموس في وفرة الحديد. > هل تعلم أن شاي الأعشاب طريقة غير فعالة للتخلص من السمنة ... إنما الطريقة الفعالة والوحيدة للتخلص من السمنة هي ممارسة الرياضية والعناية بنوعية وكمية الغذاء التي نتناولها يومياً > هل تعلم أن الثوم والبصل علاج شاف وناجع لكثير من الأمراض، حيث أنهما يحتويا على مركبات السلفايد (الكبريت)، وهذه المركبات تعمل على ابعاد خطر الجلطة الدموية، كما أنها تخفض من مستوى الكوليسترول في الدم وخاصة النوع الضار من نوع LDL ، كما أنها تعمل على خفض احتمال الاصابة بأمراض السرطان. > هل تعلم أن تناول موزتين الى خمس موزات في اليوم يبعد خطر ارتفاع ضغط الدم، ويمكنه أن يخفض ضغط الدم المرتفع الى المعدل الطبيعي خلال أسبوع واحد فقط ودون استعمال أدوية خافضة للضغط، حيث أن الموز يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم ونسبة قليلة من الصوديوم وهو النوع الموجود في ملح الطعام، ومن الجدير بالذكر أن الطعام المحتوي على عنصر البوتاسيوم يساعد على التخلص من مادة الصوديوم التي تساعد على ارتفاع ضغط الدم. > هل تعلم أنه يمكن الآن تشخيص الأمراض عن طريق قزحية العين، وهو ما يسمى بعلم القزحية IRIDOLOGY ومن خلاله يمكن للمعالج تشخيص كثير من الأمراض الوراثية والالتهابات التي تصيب الجسم. حيث تظهر بقعة صغيرة أو علامة على القزحية يعرف منها الطبيب مكان ونوع المرض، والعلم يعني بتشخيص الأمراض وليس علاجها. > هل تعلم أن الفائدة الغذائية العالية التي يتمتع بها الترمس تجعله شبيهاً بأنواع أخرى من الحبوب كالحمص أو الفاصولياء. فه ذا الصنف من الحبوب يحتوي على مقدار هائل من البروتين تصل نسبته الى 30 % من وزنه. كما أن الترمس غني بالألياف التي تعلب دوراً كبيراً في مقاونة الامساك من خلال ترحيض الأمعاء، اضافة الى مقادير أخرى من المعادن. إن المرارة التي تشوب طعم الترمس والتي يمكن ازالتها عند غلي الترمس جيداً ونقعه لبضعة أيام، تشكل دواءاً فعالاً للتخلص من الدود في الأمعاء خصوصاً اذا أكل الترمس مع العسل. وكانوا قديماً يطحنونه ويضيفون دقيقه الى دقيق> القمح. > هل تعلم أنه دلت الأبحاث على أن زيت النعناع يساعد على التخلص من اضطرابات الأمعاء ، وذلك بسبب فاعليته كمضاد للتقلصات والتشنجات، وهو يعمل على استرخاء عضلات المعدة والأمعاء ، ويعمل أيضا كمضاد بكتيري. > هل تعلم أن حفنة من اللوز تزن حوالي 25 جراما ويصل عدد حبات اللوز فيها الى حوالي 25 حبة توفر للانسان حوالي 12% من البروتينات اللازمة لصحته يوميا، وحوالي 35% من فيتامين E ، و 25 جراما من الكالسيوم . واللوز أيضا غني بالألياف الغذائية والحديد والزنك والنحاس، وهي كلها لازمة لنظام غذائي سليم وصحي. > هل تعلم أنه تم استخلاص مادة فعالة من طحلب السيستوزيرا فيجرياتا أمكنها القضاء على خلايا سرطان المعدة حيث تمت التجارب على فئران التجارب المصابة بسرطان المعدة وقد أحدثت المادة تجويفات داخل الخلايا السرطانية وسببت تهتك الجدار الخلوي لها، وكان هذا عند حقن الفئران بأقل تركيز للمادة. بينما التركيزات العالية (500 ملجم/كجم) تحلل الخلايا السرطانية نفسها. وقد لوحظ عدم وجود أي تأثيرات سمية للفئران المعالجة، سواء حقنت بالتركيزات القليلة أو العالية.>
  5. معايير الإنسحاب من العراق بقلم دانييل بليتكا* ترجمة: سهيل أحمد بهجت كانت مفاجأة للبعض أن انتخابات السنة الماضية لم تتمحور حول العراق. و الآن التحدي الذي تواجهه إدارة أوباما أن تكون انتخابات 2012 كذلك. في 27 فبراير أعلن الرئيس أوباما خطته للإنسحاب من العراق "كيفية إنهاء الحرب في العراق" و ذلك في معسكر ليجون. خطط الرئيس لانسحاب انتقالي سوف "ينهي" العمليات القتالية بحلول 31 أوغسطس 2010 و ترك "بقية" القوات التي تتراوح من 35000 إلى 50000 و التي من شأنها توفير الحماية، مكافح الإرهاب، و تدريب القوات العراقية حتى نهاية عام 2011 و هو موعد مغادرة كل القوات. البعض انتقد وتيرة الانسحاب و حجم "المتبقي" من القوات. و بالفعل، بعد اجتماع خاص مع الرئيس، راح الديمقراطيون يصفون الخطة بما هو سيء. في مقابل ذلك، قدم الجمهوريون، و من ضمنهم جون مكاين، دعمهم العلني للخطة. و في واشنطن حظيت بموافقة المعارضين من الحزبين بتحفظ و في أوساط المؤيدين للحرب في العراق. شكلت إدانة الناطقة باسم مجلس النواب نانسي بيلوسي و زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد تأكيدا على سلامة خطة أوباما. لكن الخطة تستحق أن يحكم عليها من خلال الوقائع الموضوعية، يجب أن تراعي المكتسبات الشرسة و تسهم في تثبيت الاستقرار طويل الأمد و يخدم مصالح الولايات المتحدة و هو ما لم يتوضح إلى الآن. انخفض العنف في العراق إلى أدنى مستوياته خلال أربعة أعوام، و هناك مجاملة واضحة بين الأحزاب الطائفية و القومية داخل الحكومة و في المناطق القلقة سابقا في هذا البلد. و القوات العراقية ارتفع ملاكها المسلح 463000 عنصر إلى 618000 خلال السنة الماضية. و في حين أن القاعدة لم تتبخر كليا من العراق إلا أن البيئة السنية لم تعد تتسامح معها في حرية العمل. و في حين يعاني الاقتصاد العراقي، ككل الدول المنتجة للنفط، من انخفاض أسعار النفط إلا أنه يعود للظهور ببطء مع توقعات متفائلة للنمو إجمالي الناتج المحلي 7 و نصف بالمائة هذا العام. يعود الفضل في هذا التحول الكلي تقريبا إلى تدفق القوات إلى العراق في 2007 و إلى العاملين و العاملات في العراق و قادتهم ـ خصوصا ـ الجنرالات دافيد بيترايوس و راي أوديرنو الذين صمموا و نفذوا الخطة الاستراتيجية و إلى شركاءهم في الجيش العراقي الذين صعدوا إلى الواجهة. استراتيجية مكافحة التمرد هي قلب النجاح الأمريكي في العراق و هي ستراتيجية كان يعارضها السيناتور "آنذاك" أوباما و زملائه في مجلس النواب مستندين في ذلك على الفهم القائل بأن الانتصار في المعارك لا يؤكد الاحتفاظ بالأرض و الأمن للعراقيين و أنه لا يحصل إلا على مكاسب سريعة الزوال أمام عدو مرن. و خطاب معسكر ليجون لا يوضح ـ "لماذا" العائدة للنجاح ـ أنه قد تم فهم هذا الدرس من قبل الإدارة الجديدة. في الواقع، بدا الرئيس أوباما بدلا من أن يكون جاهز لتكذيب مصداقية فكرة أن ضعف العراقيين كان الدافع الأساسي للإحباط الأمريكي و "سحب رجال و نساء الولايات المتحدة المرتدين للزي العسكري, كذلك حاربتم عائقا تلو العائق و محافظة تلو المحافظة و سنة بعد سنة، لإعطاء العراقيين الفرصة لاختيار مستقبل أفضل" إلى أن ردّد قائلا:" الآن يجب أن نطلب من العراقيين أن ينتهزوا الفرصة". صحيح أنه و في نهاية المطاف فإن مصير العراقيين يجب أن يكون في أيديهم، إلا أن الولايات المتحدة إذا لم تمتلك مصالح في العراق فلماذا البقاء هناك سنة أخرى؟ في الواقع، الولايات المتحدة لديها مصالح قصيرة و متوسطة و طويلة الأجل في العراق. كما أقر الرئيس بذلك, العراق لا زال غير مستقر. هناك نقاط ساخنة في الموصل و كركوك ـ تحديدا بين العرب و الأكراد ـ تحوي طاقات كامنة لاضطرابات خطيرة في مناطق مهمة منتجة للنفط. حيث مات سبعة جنود أمريكيين جراء العنف في الموصل في الشهر الماضي وحده. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الولايات المتحدة وجود قوي و يعمل على الحد من الزحف الإيراني، لتقييد الطموحات الأقليمية الإيرانية ، ويضعف الجهود المبذولة لإعادة الميليشيات الشيعية. أخيرا، السؤال الأكثر ديمومة بشأن الشراكة الاستراتيجة مع العراق يجب أن لا يكون محدودا. قد لا يتضمن حضور قوات أساسية، الفكرة القائلة بأن لا مصالح أمريكية إقليمية و الحضور العسكري الأمريكي سيفعل هذه المصالح هو من السذاجة. النجاح في العراق ما زال مستمرا من قبل قواتنا والرائع نوعية القادة والدبلوماسيين على الأرض. السفير رايان كروكر قد غادر الآن العراق، و تم ترشيح مبعوث بديل لم يسبق له أن خدم في الشرق الأوسط و لا يتكلم العربية في التناوب المتوفر. و من المقرر أن يغادر أوديرنو في 2010. نعم كل هذا عمل على استقرار العراق و نعم لأمريكا أولويات ملحة، لكن تأمين النصر المكتسب بصعوبة يبقى الأولوية و قد حذر قادتنا من التسابق إلى الخروج و عودة مخاطر العنف. كان لدى الرئيس السابق جورج بوش العديد من الأخطاء، لكنه امتلك الشجاعة للاستماع إلى القادة العسكريين و للالتفاف على الاستراتيجية القذرة في العراق. أمريكا بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب بشكل لائق، و هذا سيتطلب قائدا أعلى آخر للقوات المسلحة على استعداد للاستماع، كان ينبغي عليه عدم إعداد ألعاب نارية لسنة 2008 قد تشتعل عام 2012. *نائبة رئيس الدراسات الدفاعية و الخارجية في معهد إنتربرايز يمكن قراءة المقال باللغة الإنكليزية على الرابط: http://www.aei.org/publications/pubID.29509/pub_detail.asp Website: www.sohel-writer.i8.com Email: sohel_writer72@yahoo.com
  6. أزمة تحالفات بعد انتخابات مجالس المحافظات ... العراق: توزّع القوى السياسية سيعقّد تشكيل أقاليم فيديرالية بغداد - مشرق عباس الحياة - 31/01/09// حاجز للشرطة العراقية في الرمادي. (ا ف ب) لم يترك الزعماء والقياديون والنواب العراقيون مدينة او بلدة من دون زيارة لحشد الأصوات في الانتخابات المحلية. وشهدت الحملات الانتخابية تحركاً واسعاً للسياسيين التقليديين، اتخذ طابع صراع مصيري على الوزن السياسي والنفوذ في الخريطة السياسية بعد 31 كانون الثاني (يناير) الجاري. وفيما تشير المعلومات الى عدم حدوث متغيرات كبيرة، تذهب مؤشرات اخرى الى صعوبة حصول أي جبهة على نسب طاغية في مجالس المحافظات، ما يحتم إعادة الحسابات والدخول في تحالفات جديدة، أو وقوع انشقاقات في التكتلات سيكون المستقلون فرس الرهان فيها. وسينعكس ذلك خلافات تعيق تمتع أي حزب بقوة تتيح له اتخاذ قرارات كبيرة مثل تشكيل إقليم فيديرالي مستقل. ويشغل حزبان معظم مقاعد مجالس المحافظات، هما «المجلس الأعلى» بزعامة عبدالعزيز الحكيم (النجف وبابل وواسط والديوانية والسماوة والناصرية والعمارة ونسبة كبيرة من محافظات البصرة وبغداد وكربلاء) والحزب الإسلامي (الانبار وصلاح الدين بالإضافة الى نسبة من محافظات بغداد والموصل وديالى)، فيما يشغل «الاتحاد الوطني الكردستاني» نسبة كبيرة من مقاعد محافظات ديالى وصلاح الدين والموصل. وتتوقع الأحزاب الثلاثة بأنها ستفقد الكثير من النفوذ في المحافظات لأسباب تتعلق بطبيعة الانتخابات الحالية، مقارنة بانتخابات عام 2005 التي كانت في معظمها شكلية، وبمشاركة محدودة، ولاعتبارات تتعلق بظهور منافسة شديدة من احزاب تختلف عن تلك التي شاركت في الإنتخابات السابقة. لكن حجم المشاركة الكبير (14431 مرشحاً يتنافسون على 440 مقعداً) سيسمح للاحزاب الكبيرة، على ما أفادت منظمة «تموز» المختصة بمراقبة الانتخابات بـ «استثمار التشتت الانتخابي لصالحها». وفي مقابل حاجة كل مرشح من 30 الى 50 ألف صوت للحصول على مقعد في مجلس المحافظة، سيكون الوصول الى هذه النسب أكثر صعوبة بالنسبة إلى المرشحين المنفردين والقوائم الصغيرة التي ستساهم في ضياع اكثر من نصف الأصوات. ويتوقع مراقبون مستقلون حصول 500 مرشح بين 5 الى 25 ألف صوت لا تؤهلهم للمنافسة فتتشتت الأصوات لمصلحة الكتل الكبيرة، ويصبح تحقق التغيير الذي ينشده العراقيون أكثر صعوبة. وعلى رغم ان تشتت الاصوات يخدم عمليا الاحزاب والقوائم الكبيرة، إلا أن تلك الأحزاب ستتقاسم نصف أصوات الناخبين ولن تحظى في أفضل الأحوال بأكثر من ثلث المقاعد في كل مجلس. وستكون أوزان القوى موزعة عملياً بواقع 10 الى 25 في المئة، فيما تتوزع اليوم بواقع 10 الى 70 في المئة. ويتوقع ان تتقاسم قوائم رئيس الوزراء نوري المالكي والحكيم ووزير الداخلية جواد البولاني، وتيار الصدر (على رغم عدم مشاركته رسمياً بقائمة مستقلة) و «الحزب الإسلامي» ورئيس الوزراء السابق إياد علاوي، وصالح المطلك، مجلس محافظة البصرة (35 مقعداً) وستغادره قوى معظمها متحالف مع حزبي الحكيم و «الفضيلة»، مع وجود مستقلين وعشائر وأحزاب صغيرة. وتبدو المعادلة مختلفة في محافظة الناصرية (31 مقعداً)، إذ يحتل «المجلس الأعلى» نحو ثلث المقاعد، مقابل نسبة أقل للمالكي، ونسب اخرى للأحزاب الليبرالية، وحيز للمستقلين والأحزاب الصغيرة التي ستجد موطئ قدم في مدن المثنى (26 مقعداً) والديوانية (28 مقعداً) وميسان (27 مقعداً)، حيث يتوقع ان تتقدم فيها أحزاب الحكيم والمالكي والصدر ولكن من دون غلبة لأحد. في كربلاء (27 مقعداً) والنجف (28 مقعداً) ستكون المعادلة أكثر صعوبة بين المالكي والحكيم، مع فرص لتفوق الأخير الذي لن يتمكن بأفضل التوقعات من نيل نسبة ربع المقاعد مقابل بروز قد يكون الأول للقوى الليبرالية والمستقلة والمرشحين المنفردين، وسيشكل ذلك مفاجأة في اكثر محافظتين تتوقع فيهما الأحزاب الاسلامية نفوذاً. في بابل (30 مقعداً) حيث يقابل نفوذ حزب الحكيم فيها نفوذ تيار الصدر، ستكون فرص «المجلس الأعلى» أكبر لنيل ثلث الأصوات، فيما تتراجع تلك الفرص في محافظة واسط (28 مقعداً) حيث سيبرز تيار الزعيم السنّي صالح المطلك الذي سينال بدوره مقاعد في محافظات شيعية اخرى. معادلة الكبار ستكون أكثر وضوحاً في بغداد (57 مقعداً) حيث يتوقع ان لا يحرز أي حزب او قائمة تفوقاً ملحوظاً (اكثر من 15 في المئة)، فيما سيكون لقائمة رئيس الوزراء الحصة الأكبر، مع وجود ملحوظ للقوائم الاخرى، خصوصاً المجلس وعلاوي و «التوافق» والمطلك وقائمة الصحوات والصدر. ويتوقع أيضاً أن لا تتمكن العشائر من ازاحة «الحزب الاسلامي» عن المشهد السياسي في الأنبار (29 مقعداً) وان تتفوق عليه في عدد المقاعد، مقابل وجود ملحوظ لصالح المطلك وعلاوي وسيكون ذلك مؤشراً جديداً إلى اختلاط الأوراق. اما في ديالى (29 مقعداً) حيث التخندق الطائفي والإثني يشكل العنوان الأبرز، من خلال تقاسم قوائم «المجلس الأعلى»، والأكراد و «التوافق» والعشائر، فستحظى قوائم ليبيرلية ومستقلة ببعض المقاعد. صلاح الدين (28 مقعداً) ستنحاز بدورها الى القوائم الليبرالية والقومية، ومنها قائمتا صالح المطلك وعلاوي، مقابل وجود لا بأس به لقوائم محلية وتراجع تأثير «الحزب الاسلامي» والقائمة الكردية وقامة المالكي. وانحسار تأثير الأكراد والإسلامي عن المحافظة قد لا ينسحب على الموصل (37 مقعداً) حيث ستبرز، للمرة الأولى، القوائم الليببرالية المتحالفة من طوائف مختلفة وربما تكون بدورها مفاجأة الانتخابات المحلية هناك. بصرف النظر عن دقة الخريطة المتوقعة لمجالس المحافظات، فالثابت هو عجز أي من القوى الرئيسية الكبيرة عن نيل حصة مريحة تؤهلها تمرير قوانين أو اتخاذ قرارات مصيرية في استحداث أقاليم منفصلة، ما يجعل مرحلة ما بعد الانتخابات أشد صعوبة من قبلها. وسيتبادل معظم الأطراف اتهامات واسعة النطاق، ويخوضون صراعات داخل المجالس التي لن تشهد استقراراً كبيراً.
  7. الرقص السياسي) في جنوب العراق.. طوفان الشكاوى والسخط على امتداد الجنوب لم يمنع الأحزاب الدينية من (الثقة) بنفسها مرشح عن المجلس الأعلى: ليس عندنا مشكلة مع المالكي..لكنه لن يأتي ويحكمنا في النجف!! شؤون سياسية - 21/01/2009 - 8:22 pm بغداد-واشنطن-النور: ينتهي مراسل صحفي أميركي من رحلته عبر محافظات الجنوب إلى وصف تناقضات التنافس على "كراسي المجالس المحلية" بأنها تشبه "الرقص السياسي" فبرغم الثبات على مسار "حرص أكبر الأحزاب الدينية" على إبقاء هيمنتها في الجنوب، ثمة "خلافات سياسية" فيما بينها تنتقل سريعاً من جانب إلى آخر، ومن "رؤية" الى أخرى، فقط بهدف "كسب الانتخابات". أما الذي يجري بعدها فهو "ما تريده الأحزاب لا ما تريده الناس أو ما ترفعه البوسترات من شعارات مرهونة بوقتها". حتى "مشروع الأقلمة" جرى التراجع عنه من قبل المجلس الأعلى، لا بمعنى الإلغاء، إنما بمعنى "تأجيل الحماسة" في الدعوة إليه، نظراً لـ"شدة" الرفض له، لكن التركيز يبقى مستمراً على "إضعاف الحكومة المركزية في بغداد". وبرغم طوفان الشكاوى والسخط والتجزّؤ الذي يطوي امتدادات الجنوب، لم يمنع ذلك الأحزاب الدينية من أن تعلن الثقة بنفسها، وبفوزها الساحق. ويهبط "التنابز السياسي" الى مستوى "الاتهام الولائي" حيث يركز مسؤولو حزب الدعوة على أن حزبهم تأسس في النجف سنة 1957 مقارنة بتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي في إيران سنة 1982. وإذ يصرح مرشح معروف للمجلس الأعلى في النجف أنْ ليس لحزبه مشكلة مع (المالكي) لا يمنع نفسه من "التهكم" بأنْ يقول: ((لكنه لن يأتي ويحكمنا في النجف!)). ومع أن موازنة رئيس الوزراء بين (قيادته للدعوة) وبين دعوته لـ "إبراز الهوية الوطنية للعراقيين جميعاً" تشعر الكثيرين من الشيعة والسنة بالإرتياح، فإنّ المنافسة بين حزبه وبين المجلس الأعلى تكاد تكون "مشتعلة". ووسط توقعات أميركية بأن يحقق "الدعوة" نجاحات كبيرة، لاسيما في البصرة وكربلاء، تُظهر استطلاعات أجراها المجلس الأعلى أنه سيفوز بنسبة 90 بالمائة من المقاعد في محافظات النجف، بابل، القادسية، ذي قار، وسيشكل كتلة قوية في كل محافظة من المحافظات الباقية. وتدعم هذا المسار كما تقول مصادر المجلس عشرات الصحف والمجلات وفضائيتان و9 قنوات محلية و8 منظمات للنساء والطلبة و1000 مكتب سياسي تنتشر في محافظات الجنوب جميعا. ويقول (أنطوني شديد) مراسل صحيفة الواشنطن بوست: بقدر ما في نمط الحياة والسكن والطبيعة وطريقة العيش من رتابة، تفرض "تناقضات رهيبة" في المشهد السياسي نفسها على سكان جنوب العراق، وقد رأيت ذلك على امتداد 340 ميلاً في الطريق من بغداد الى البصرة. الناس قلقون من "الاستبداد" ومن "الحرب" ومن "الفساد". وهم يدركون أن الديمقراطية –الناشئة في العراق- لها حدودها!. وهو يعتقد أن الناس في الجنوب يفكرون كثيراً في مسألة أن الانتخابات المحلية التي ستُجرى نهاية الشهر الحالي، سوف تعيد توصيف "السلطة" في عموم العراق، فهناك ألوف المرشحين يتنافسون على مئات محدودة من مقاعد مجالس المحافظات. وبرغم أن القوة –كما تبدو الأمور- للقوائم الحزبية، إلا أنّ هناك أشخاصاً رشحوا أنفسهم بشكل منفرد. ولاحظ مراسل الصحيفة أنّ "السلطة" في المحافظات تركـّز في جانب كبير منها على "المحسوبية" في الرعاية وفي توزيع الوظائف الحكومية –كما في الشرطة والجيش- وأن "الهدايا والمنح" تذهب بحساب الى القبائل، أما زوّار العتبات المقدسة فهم "جموع ضخمة" لا يشملها غير تلك الصور والمنشورات التي تدعو لانتخاب قوائم معينة أو مرشحين معينين. وعرف (أنطوني شديد) أنّ السخط الشعبي والنفور من سياسات السياسيين، لم تمنع الأحزاب الإسلامية من أن تفرض "هيمنتها" على الجنوب، منذ أن ورثت "حكم صدام حسين" سنة 2003 بمساعدة الأميركان والبريطانيين على حد تعبير مراسل الصحيفة. وقال إن هذه الأحزاب تبدو متأكدة من أنها ستحتفظ بـ "سلطتها" على الرغم من أن السخط الشعبي ضدها يتدفق على امتداد نهري دجلة والفرات في شرايين المحافظات الجنوبية جميعا التي يصفها بأنها "موبوءة بالشكاوى" بأنْ لا أحد –لا الأحزاب الدينية، ولا القوى العلمانية الضعيفة أو التكنوقراط- يعرض على الناس "التمثيل الحقيقي في الانتخابات" كما تتمناه أو تريده الناس. يقول (أبو منعم التميمي) عامل يدوي في مدينة البصرة: ((لم أعد أثق بأي من الأحزاب الدينية. إن سياسييها لم يقدموا لنا أي شيء مما نستحقه فعلاً)). ومع ذلك يعترف (التميمي) أن الأحزاب الدينية تبدو مطمئنة لسيطرتها على جنوب العراق لسنوات تأتي، وأنها هي التي تقرر القضايا الحاسمة التي تتعلق بمستقبل البلد: قوة الحكومة في بغداد، واستقلالية المحافظات، ونفوذ إيران،والسؤال فيما إذا كان الجنوب الذي يتمتع بـ"بركات الثروة النفطية" وبـ "لوثة" النزاع الفئوي، يمكن أن يدرك طموحه أم لا!. ومن جانب آخر –يتابع مراسل الواشنطن بوست حديثه- يشعر (خالد الجهشاني) المرشح عن حزب ديني بـ "الزهو والفخار" وهو يقول: ((ليس هناك منافسة..هنا..ليس عندنا منافسة)). قال ذلك وهو جالس بين أكوام من ملصقات وبوسترات الحملة الانتخابية لحزبه. أو كما يقول أحد المراقبين للانتخابات في الجنوب: "ثمة غرور يسود ممثلي الأحزاب الدينية ناجم عن شعور الناس بأنهم مهدّدون أو أنهم مجبرون على التصويت لا كما يريدون، لكن كما تريد الأحزاب التي تفرض إرادتها بطرق مختلفة، والتهديد أحد أبرز تلك الطرق". النجف: الطريق الى السلطة ويقول المراسل (أنطوني شديد): إن (عبد الحسين عبطان) أحد المرشحين البارزين في قائمة (الجهشاني) وهو تحالف اسمي، يستمد قوته من المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، الحزب الشيعي الذي يدير 4 من أصل 9 محافظات جنوبية. ويتوقع (عبطان) الذي يدير منظمة "بدر" في المحافظة، وهي الميليشيات العسكرية السابقة للمجلس الأعلى، فضلا عن كونه نائبا للمحافظ، أن قائمته سوف تفوز في الأقل بعدد من الأصوات في كل محافظة جنوبية. وأضاف قوله: ((أنا واثق، إنها الحقيقة.أنا واثق من ذلك)). ثم توقف (عبطان) عن الكلام للحظة تواضع.. وقال: ((إن شاء الله)). إن أكبر حزبين متنافسين هما الحزبان المؤتلفان واللذان يشكلان "السلطة الشيعية" المجلس الأعلى، وحزب الدعوة الذي يقوده رئيس الوزراء (نوري المالكي). وكل منهما "يكافح" من أجل أن يبني "هويته الخاصة". وفي حملته، حاول حزب الدعوة مدّ اليد الى القبائل، والمجموعات العلمانية، وحتى الجماعات الموالية لـ (الصدر) والتي كانت "عدوة" له، وفئات شيعية أخرى، والجيش العراقي. وفي عمله هذا، يصف الدعوة نفسه ليس حزبا إسلاميا سياسيا وحسب، إنما كمكافئ لحزب ديمقراطي اجتماعي، يشدد على الوطنية العراقية والدين. وفي أي حوار، يؤكد مسؤولو الدعوة على تأسيس الحزب في النجف سنة 1957 بالمقارنة مع تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي سنة 1982 في إيران. ومع أن المجلس الأعلى نضج –كما يقول مراسل الواشنطن بوست- فهو مازال يتنفّس هواء "المنظمة السرية" التي تعيش في المنفى. وفيما يعد رجال (الصدر) واثقين من طريقة تحركهم في الشارع، ويتصرف حزب الدعوة بذكاء أحياناً، فإن مسؤولي المجلس الأعلى يميلون الى التحديق بـ "نظرة شك" في كل ما حولهم. إنهم يصرّون على "رسالتهم الشيعية" من دون أي حرج على الرغم من "تعافي" العراق المتردد من آثار "الفُرقة الطائفية"!. وبهذا الصدد يعلن أحد بوسترات المجلس الأعلى الملصق على جدار في الطريق المؤدي الى الضريح في كربلاء: ((معك..معك..لا مع عدوك)). ويقول (فايد الشمري) المرشح في الانتخابات ومسؤول حزب الدعوة في النجف: ((أنت لا تستطيع انتزاع أصوات الناخبين فقط بتأثير الولاء)). ويؤكد المراسل أن مسؤولي حزب الدعوة يبالغون في "الاختلافات الأيديولوجية" مع منافسيهم. ومع أن كلا الحزبين دينيان وينتميان الى طائفة واحدة، لكنّ الأسئلة عما يجب أن تفعله الدولة "تفصلهم" وبشكل خاص مسألة "الحكومة المركزية" التي تحمل "طابع" السياسة التي يرسيها (المالكي) بشكل خاص. ويشر (أنطوني شديد) الى أن المجلس الأعلى الإسلامي في العراق يركز –ومنذ وقت طويل- على مسألة الإقليم الفيدرالي في الجنوب، ناظراً الى أنه يمكن أن يتشكل من 9 محافظات، وبما يشبه الإقليم الكردي. والذريعة التي يعرضها المجلس هي الحرص على تشكيل جنوب قوي يكون الحامي للأغلبية الشيعية في العراق التي حرمت من حقوقها لمدة طويلة. ولأن المجلس هو السلطة الأقوى في الجنوب، فإنه يعتقد أن "الفيدرالية" هي الطريق الوحيد لإبقاء تأثيره الخاص فيها. أما حزب الدعوة فهو يقاوم الدعوة الى "الأقلمة" معتبراً أنها "تقسيم حقيقي للعراق ضمن الأطر الطائفية والقومية": العرب السنة، والعرب الشيعة، والأكراد. ويقول حزب الدعوة إنه لا يعارض إعادة رسم الخطوط الإدارية، مثل اجتماع ثلاث محافظات حول البصرة، لكنه يعارض أي تحرك لانتزاع السلطة من بغداد. ويحظى الرأي الأخير بدعم السنة والشيعة الذين يهتمون بالنظرة الوطنية أكثر من النظرة الدينية. وحاكم البصرة، الموالي لحزب إسلامي آخر، المعروف باسم (حزب الفضيلة) وجد أن هناك حماسة ضئيلة لفكرة منطقة حكم ذاتي في البصرة التي يؤيدها هو شخصياً. والمجلس الأعلى الإسلامي نفسه تراجع عن الدعوة القوية لهذه الفكرة. ربما يقتصر ذلك على ظروف الحملة الانتخابية. ويقول (أحمد الفتلاوي) المرشح عن المجلس الأعلى في النجف: ((نحن نحتاج أن نعطي الكثير من الوقت للعراقيين لفهم إيجابيات الفيدرالية قبل تنفيذ مشروعها)). ومثل هذا الأمر قد يحرج رئيس الوزراء (نوري المالكي) فهو –إذ يطرح نفسه رجل دولة القانون بشكل متاوز مع كونه قائد حزب الدعوة- لا يمكن أن يرفض أو يقف ضد حقوق يضمنها الدستور. ومن جانب آخر، يقول مراسل الواشنطن بوست أن المسؤولين الأميركان يؤكدون أن الاقتراع سيظهر المزيد من التأييد لـ (المالكي) في الجنوب منذ أن أرسل القوات الأمنية العراقية السنة الماضية لحسم مسألة سيطرة ميليشيات جيش المهدي على البصرة، وحقق بذلك مكاسب أمنية في الجنوب وفي بغداد. ولكن في مقابلات متعددة –بحسب المراسل- يميّز الناس الجنوب بين (المالكي) وبين حزب الدعوة، ويطرحون ذلك بشيء من السخرية، ويقولون: إنّ نجاح (المالكي) جعله شخصية وطنية، وأقل تمسكاً بطريق الحزب، محبطاً بذلك محاولة الحزب ترجمة شعبيته الى نجاح للحزب. ومنذ سنة 2005، سيطر الدعوة فقط على محافظة واحدة هي كربلاء. ويقول (الجهشاني) بطريقة فيها نوع من المراوغة: ((ليس عندنا أية مشكلة مع المالكي)). ويضيف قائلاً: ((لكن المالكي لن يأتي ويحكمنا في النجف)). ويرى (الجهشاني) أن ابتعاد (المالكي) من السباق –لأنه يمضي أكثر وقته في بغداد- يفتح نافذة للمجلس الأعلى. وفي مكتبه بالنجف، ثمة اجتماعات تعقد على مدار الساعة. والمجلس يصدر العشرات من الصحف والمجلات، ويمتلك فضائيتين، وقنوات محلية في كل محافظة جنوبية. وتعزز كل ذلك خمس منظمات للنساء، و3 مجاميع للطلبة وأكثر من 1,000 مكتب سياسي في أنحاء الجنوب. وعلى الرغم من أن الإقبال على الانتخابات سيكون ضئيلاً، كما يرى مراقبون كثيرون في الجنوب، فإن التوقعات –يقول مراسل الصحيفة الأميركية- تذهب الى أن الأحزاب الدينية ستفوز بنسبة 90 بالمائة من الأصوات. ويقول مسؤولون في هذه الأحزاب إنهم يضمنون الفوز الساحق في 4 محافظات هي: النجف، بابل، القادسية، وذي قار. وسيظهرون كتلة قوية واحدة في المحافظات الأخرى. ويقول (الفتلاوي) مخاطباً مراسل الصحيفة: ((سوف تتذكر هذه التوقعات بعد أن تظهر نتائج الانتخابات)). ويقال أن المجلس الأعلى الإسلامي يجري ومنذ مدة استبياناً كل 15 يوماً بشأن توقعات نتائج الاقتراع. http://www.almalafpress.net/?d=143&id=79398
  8. الصديق العزيز انيس المحترم بعد التحية،، أولا أتمنى لك ولمن تحب سنة جديدة سعيدة تتحق فيها أمنياتك وأمنيات من تحب. في الواقع أن السيناريو الذي رسمته في رسالتي يجافي الواقع المعاش في العراق تحت حكم صدام فما كان ممكن أن يحدث للسيد الزيدي كان سيكون أسؤ بكثير مما سطرته لكم في رسالتي ألمختصرة تلك. في البدء من المفيد ان تعلم إنني لم انتمي في حياتي إلى إي حزب سياسي من أي لون أو شكل وفي نفس الوقت ارى نفسي فوق المسميات الدينية والمذهبية لسبب بات معروف لديك. لذا فان رأيي الذي سأقوله هنا يجب أن يقرا من هذا الواقع والنابع عن معايشه حقيقية وبنظرة محايدة تماما لما كان يحدث في عراق الأمس. نشات داخل عائلة ليبرالية علمانية مختلطة المذهب والدين وعلى الرغم من كوني ولدت لابوين مسلمين (من مذهبين اسلاميين مختلفين) الا ان لي أولاد عم من أم أرمنية واولاد عم ثاني من أم مسيحية وحتى ابن خالة متزوج من يهودية يسارية. ومع كوننا كنا نسافر كل صيف إلى أوربا أو الدول المحيطة بالعراق ألا أنني قضيت كل سنوات شبابي في العراق ولغاية عام 1989 (غادرت العراق وأنا بعمر 32 سنة) تخرجت من كلية الهندسة العراقية عام 1978 ودخلت الخدمة العسكرية الإجبارية كجندي مهندس لأقضي ما مفروض أن لا تزيد عن سنتين لأفاجأ وقبل أسأبيع قليلة من نهاية خدمتي بالحرب العراقية الإيرانية لتمدد خدمتي العسكرية ستة سنوات أخرى قضيت معظمها متنقلا بين جبهات القتال أبني ملاجئ عسكرية وسواتر ترابية لوحدات مشتبكة مع القوات الإيرانية. رأيت كشاهد عيان كيف كان يذبح الشباب العراقي والإيراني دون شفقة أو رحمة أو أنسانية، شباب لم يتجاوز الـ 18 سنة لم يتذوقوا بعد طعم القبلة الأولى او يلمسوا نهد أمرأة يفقد حياته بحرب عبثية لأناقة لهم فيها ولا جمل. في شباط من سنة 1985 وفي منطقة خانقين- قصر شيرين تحديدا رأيت بعيني ساحة اشتباك سقط فيها الأف القتلى من الجانبين (أقول الأف القتلى حتى لا استعمل تعبير عشرات الأف من القتلى فاظهر كمن يبالغ في كلامه) اختلطت فيها جثث الجنود القتلى العراقيين بالإيرانيين فلا مجال لتفرق بينهم وكأنهم خرجوا توا من لوحة "معركة فينا" الأسطورية للرسام كوزاك ولكنها بألوان باهتة ترابية ورائحة موت لا توصف ولن أنساها ماحييت. كانت أخبار المساء تلك الليلة على تلفزيون الجهورية العراقية (حصول اشتباكات متقطعة في قاطع قصر شيرين) !!! هذا كل ماحضي به هؤلاء الآف من الشباب في حياتهم، خبر من 5 كلمات.... يالها من موتة شنيعة. كان البريد العسكري السري القادم إلى وحدتي العسكرية يحمل ضمن مايحمله كل أسبوع استفسارعن ما اذا كان احد من جنود او ضباط الوحدة يحمل لقب عوائل عراقية بذاتها ويامر فيها مسؤولي الوحدات بالتقصي عنهم والابلاغ ليتم التأكد من انهم لا يشغلون مناصب قيادية في الوحدة العسكرية وفي اغلب الاحيان يتم نقلهم لوحدات مصابيح الحرام (وحدات عسكرية كانت اغلب الخسائر البشرية منها) وكان السبب في هذا الأجراء هو في الغالب قيام احد أفراد هذه العائلة او تلك بالانضمام لحزب محظور أو بالهرب إلى الجانب الإيراني أو شيء مشابه لذلك فتزل العقاب جماعيا على جميع افراد العائلة حتى البعيد منهم. كانت أسهل تهمة تلقيها على من تريد أن تتخلص منه هي أن تكتب رسالة إلى آمرك العسكري أو ضابط التوجيه السياسي في الوحدة العسكرية (أو الرفيق الحزبي في الدوائر المدنية) تقول فيها انك تشك (مجرد شك) بكون فلان ينتمي إلى حزب محظور... كان هذا كافيا لتتخلص منه إلى الأبد. كان الإباء يخشون بتوجيه إي نقد مهما كان بسيط أمام صغارهم واولادهم او اقرب المقربين فكثيرة هي الحوادث التي تم استنطاق اطفال المدارس للوشاية بابائهم وكيره هي الحوادث التي ذهبت بها زوجة أو ابن أو أب ليخبر السلطات أن أحبتهم يعارضون النظام او ينتقدوه، بل أتذكر ويتذكر كل من عاصر تلك الفترة حصول احد الإباء على وسام الرافدين من الدرجة الأولى (وهو ارفع وسام عراقي) قلده له صدام شخصيا وعلى شاشات التلفزة لانه قتل ابنه بعد أن سمعه يسب رئيس النظام. سقط لي عشرات الأصدقاء قتلى لحروب عبثية أو اختفوا في سجون النظام أما نتيجة دسائس ومكائد لفقها لهم حساد من حولهم أو لأنهم فعلا انتموا إلى حركات فكرية يعتبرها الحزب الواحد تشكل خطرا على بقاءه. كانت ما يسمى (الفرقة الحزبية) في منطقتك تحصي عليك انفاسك وتتاكد من وجود صورة القائد في غرفة الجلوس في منزلك ومن مهامها ان تمرر لك كل شهر بانتظام غريب استمارة معلومات من 16 صفحة تكررعليك أسئلة لتبيان ما استجد عليه وضعك الشخصي ووضع عائلتك وفيما أذا كان لديكم قريب ولغاية الدرجة الرابعة موقوف أو معدوم وتذيل عادة تلك الاستمارة بخانة تتعهد فيها بانك تقول الحقيقة ومستعد لأقصى العقوبات (الموت) أذا ثبت أن المعلومات كانت غير دقيقة. (قريب الدرجة الرابعة هو ابن ابن عمك أو ابن ابن خالك) في عام 1988 تم أيقاف والد زوجة أخي وهو يحمل شهادة دكتوراه في مجال تخصصه كان يدعى سنويا ليلقي محضرات علمية على الطلبة في جامعتي أوتأوه الكندية وجامعة إمبريال كولج في لندن، تم حبسه لمدة شهر ثم إعدامه هو واحد اصدقاءه دون محاكمة في سجن أبو غريب، سبب اعدامه كان إلقاءه نكتة تمس النظام على مسمع من ضيوفه في بيته وسبب اعدام صديقه الطبيب انه ضحك على تلك النكته أذ تبين لاحقا وجود جهاز تنصت في بيته. عند سقوط النظام وجدنا ملفه وكان ممضي بالحبر ألأخضر وبتوقيع صدام الشخصي وبكلمه واحدة... يعدم..... كان ملفه ضمن 564 ملف لأشخاص آخرين تم إعدامهم بنفس اليوم واستطعنا أن نتعرف على خط يد الدكتورعلى شهادات وفاة معظم من تم إعدامهم معه تلك الليلة أذ يبدو أن إدارة السجن طلبت منه بصفته طبيب أن يصدر شهادات وفاة من تم اعدامه قبل أن يصدر شهادة وفاته شخصيا ويتم إعدامه. كانت هذه الحادثة كارثية بكل معنى الكلمة على زوجة أخي وعلى العائلة بصورة عامة حيث اصبحنا الآن بدائرة الشك في ملء استمارة المعلومات الشهرية فاصبحنها نكتبها ونجيب بكلمة نعم في خانة وجود شخص معدوم من العائلة واصبح هناك سيارة أمنية تتابع تحركات والدي وتحركات أخي. عندما خرجت من العراق عام 89 تركت ورائي زوجتي و أولأدي لمنع السفرعن المواطنين وكان الوضع خلفي يشبه يوم الحشر الموصوف في الكتب الدينية، فالداخل مفقود والخارج مولود ولكن ولادتي الجديدة هذه لم تكن ولادة طبيعية أذ أضحت وخلال سنوات قليلة ولادة مستعصية بعد أن تم أيقاف والد زوجتي بتهمة تشويه هيبة الدولة وفي الحقيقة كان السبب منافسة تجارية غير مقصودة مع احد أركان النظام قضى خلالها والد زوجتي سنة كاملة لا نعرف اين هو ولا نستطيع الوصول أليه وبعد سنة تم الإفراج عنه فجأة بمعجزة تشابه معجزة ولادة سيدنا المسيح، ففي زيارة مفاجئة لاحد فرق التفتيش عن الأسلحة العراقية زار الفريق أحدى مقرات المخابرات العامة السرية للبحث عن الأسلحة الكيمياوية فوجدوا مجموعة من المساجين المنسيين قام فريق الأمم المتحدة بتصويرهم وأخذ أسماءهم ومعرفة أسباب توقيفهم الأمر الذي اجبر الحكومة على أخلاء سبيلهم دون تهمة أو محاكمة ولكن ليس قبل أن يعطى حقنة قتلته هو وكل من كان معه بعد مرور حوالي السنة من خروجهم من السجن. كانت الزنزانة التي قضى فيها عمي تلك السنة بمقاس 1.5 متر طولا بـ 1.5 عرضنا بـ 1.5 ارتفاعا يحرم فيها السجين من التمدد أو الوقوف، عند خروجه من السجن كان مظهره مشابه لمظهر ضحايا مجاعات أفريقيا او ضحايا معسكرات اعتقال هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، كان بامكانك ان تحسب عدد أضلاعه وفقرات ظهره. كان أي سوء فهم مع أي عنصر مهما كان صغيرا في الحزب الحاكم (ولو كان الحارس الليلي في الفرقة الحزبية في منطقتك ناهيك عن عناصر حماية الرئيس والأبناء المسؤولين البالغ عدده عشرات الآف من الرجال) كان سوء الفهم هذا كفيلا بان يجعل حياتك على المحك. في عام 86 قام احد اقرب صدام بتأجير أحدى البيوت المملوكة لنا في منطقة 52، كان اسمه عمر الهزاع التكريتي (شخصية معروفه لمن عاصر العراق في خقبة الثمانينات)، كان على ما يبدو يستخدم بيتنا هذا في تمضية لياليه الحمراء، قامت أحدى صديقاته بتسجيل صوته وهو يسب ويهزأ من صدام حسين. في ليلة لا قمر فيها، تم هدم بيت عمر الهزاع بواسطة الجرافات وعند حضور صدام لمشاهده بقايا البيت لاحظ وجود سياج غير مهدم بصورة كاملة فأمر بإحضار سائق الجرافة ليتم إعدامه في الحال لعدم تنفيذه الأوامر بصورة دقيقة، تم أحضار اثنين من اولاد عمر الهزاع ليشنقوا إمام عينيه ومن ثم تم إعدامه ، كنا نرتجف طوال اشهر خوفا من أن ينالنا عقاب السلطة لان عمر الهزاع كان مؤجر لدينا وعندما تم استدعاء عمي إلى الأمن العام كاد أن يصاب بنوبة قلبية ليلتها لنكتشف انهم قرروا مصادرة البيت من أصحابه بسبب ما حصل من قبل المؤجر. أتذكر أمي وهي تبكي فرحا وهي تصلي طوال الليل شكرا لله لان الموضوع انتهى بمصادرة البيت. اصيب عمي من ساعتها بمرض الرعاش العصبي لم يشفى منه لغاية وفاته. هذه بعض يسير وعلى عجاله من معايشتي للعراق والتي اعتبرها ويعتبرها إخواني إننا كنا من المحظوظين فنجينا بأقل الخسائر وكنا أوفر حظا من كثيرين غيرنا مع أننا لم نكن يوما من معارضي النظام ولا دخل لنا بأي جهة سياسية. كان خطأ بسيط او هفوه تافهه كفيله بان تؤدي بصاحبها الى حدفه، فمثلا كادت بضعة مئات من الدولارات تودي لان يفقد يده اليسرى عقوبة له على تعامله بالدولار الامريكي، ومن المهازل ان يصبح تداول الدولار الامريكي قانونيا بعد مضي اشهر فقط على تلك الحادثة، فهل لك أن تتصور شعور الاف المواطنين الذين لم يكونوا بمثل حظ xxxxxx ففقدوا فعلا ايديهم او آذانهم او السنتهم او تم وشم جبينهم ليكتشفوا بعد مرور أسأبيع فقط أن جريمته تلك لم تعد جريمة مع انه فقط جزء من جسده إلى الأبد عقابا عليها ؟؟ بالطبع هناك في الطرف المقابل عشرات الآف ممن كانوا مستفادين من تلك المرحلة التي كانت ذهبية بالنسبة لهم فالنظام كان حريصا على شراء الذمم والأفراد في كل مفاصل الدولة وتعرض الشعب الى عملية "بعثثة" نضامية وصار الغير بعثي مشبوه في كل تصرفاته. كلنا سمعنا قول صدام الشهير: لا نسلمها إلا كاع (اي لا نسلم السلطة إلا بعد أن نسوى العراق بالأرض) وهو فعلا ما قام ويقوم به اغلب رجال النظام السابق من قتل وتخريب واغتيال وتفجير للبنايات والشوارع والبشر بل حتى لأنابيب الماء والمجاري والأعمدة والطير والحجر. فما حدث بعد سقوط النظام لم يكن وليد تلك الحرب، بل هو وليد تلك الرحلة الدموية التي بدأت عام 1968 وازدادت دموية عام 1979 لتنتهي بمسخ اسمه العراق عام 2003 بلد يتجول فيه الآف القتلة والآف الانتحارين الذي حرص النظام في بغداد على استيرادهم قبل الغزو الأمريكي وكانوا نواة لانتحاريين لاحقين ساروا على نفس الطريق. عندما سقط النظام في 9 نيسان 2003 سرق حارس الروضة روضته وحارس المستودع مستودعه وموظف الدائرة دائرته، لم يكن هناك مواطنه ولا حتى بمفهومها المجازي، فكل شيء قابل للبيع في هذا الوطن الذي لم يعد يشعر احد انه وطنه. 35 عام من مسخ لإنسانية المواطن والوطن واختصار كل هذا بحب القائد الواحد الأوحد كان كفيلا بانجاب ما انجب من مآسي في السنوات التي تلت عام الغزو. فلا يمكننا أن نرى ما يحدث في العراق اليوم في بمعزل عما زرعه نظام الـ 35 سنة الدموي الذي انتهى بحفره بائسة في بستان مهجور، فمن كان عمره 15 سنه عام 68 هو اليوم بعمر 58 سنة وهو وليد مباشر لتلك المرحلة الممسوخة والوحشية من تاريخ العراق. أن نظره سريعة على مئات ألأقلام التي ظهرت بعد سقوط نظام صدام من إعدامات بالجملة ووحشية وصلت الى حد فرامات لحوم بشرية في مقرات المخابرات تدلل على مدى الوحشية التي كان يمارسها النظام تجاه شعبه ومدى تشبع الشعب بتلك الدموية الماسوشية فكان التعبير الشعبي المتداول المشهر (طكوه بالدهن) يعني ببساطة أن المومأ إليه قد تم إعدامه أو تصفيته من قبل السلطة ... هكذا بسهوله وكان المتكلم يقول فعلا أن بيضة قد تم طبخها بالدهن وليس بشرا بتاريخ ومستقبل وأحلام وعائلة و و و . اعلم أن اغلب شخصيات المجموعة البريدية التي أنشأتها هم بمجملهم أشخاص لم يعايشوا تلك الفترة لهم أحلام وردية عن عراق تتوق أليه امالهم ورسمتها لهم أحلام الشباب والطفولة التي عاشوها في العراق لعراق بات غير موجود إلا في مخيلتهم. وهو السبب الذي يجعلني ابتسم كلما قرات جواب السيد منير أو السادة الذين لم يعايشوا العراق في عهد صدام حسين ونظامه. اعتقد أن ادق وصف لعراق ما قبل الغزو هو رواية جورج اورويل George Orwell المسماة 1984 فهي نموذج لما جرى في العراق في تلك الفترة بالذات وكأن اورويل قرأ المستقبل وتنبأ بما سيحدث لنا في عام 1984 عندما كتب روايته عام 1948. في الواقع أعتقد ان العراق عانى من متلازمة ثنائية أحدى اطرافها كان عالم اورويل البشع وطرفها الثاني كان عالم الامير لورينزو الثاني الذي خلقه له وزيره مكيافيلي فاصبح العراق بحق يمر بفترة ميكافيليه-اورويليه بابهى تجسداتها. نعم أنا متفائل من المستبل، فكل ما يحث ألأن في العراق هو بأشواط كثيرة لامجال لمقارنته بما كان يحدث قبل الغزو فالحكومة لا تستهدف معارضيها وعدد الصحف في العراق اليوم يتجاوز الـ 180 صحيفة لا تملك الدولة أي منها اكثر من ثلثيها يعارض الدولة ويشتم القادة السياسيين الأمر الذي ينزع عنهم قدسية الحاكم المعبود المشهورة في العالم العربي ويجعلهم تحت المجهر كل الوقت. بالأمس حكمت المحكمة الاتحادية العليا بقضيتي نقيب المحامين العراقيين والنائب مثال الآلوسي حكما يلزم الحكومة العراقية على اعادة الاول نقيبا للمحامين واعادة الثاني الى مجلس النواب فما كان من الحكومة العراقية الا ان رضخت من فورها لحكم المحكمة في سابقة لم تحدث في تاريخ العراق لا القديم ولا الحديث، سابقة تؤسس لدولة القانون في عراق جديد لم تشهد المنطقة له مثيل. انا لا اقول ان ماحدث هو طموحي وطموح العراقيين في بلد حضاري على الطراز الاوربي، ولكني اعتقد اننا بدانا الان مسيرة في الاتجاه الصحيح بعد 35 سنة خضناها ببحر من الدماء. أرجو أن لا أكون قد أضجرتك برسالتي الطويلة هذه ولكنك سالت فتحمل طول الجواب كل الود سلام
  9. دنك راسك اجاك انعال يسقط الصاروخ تحيا القندرة * للعروبة اليوم صارت مفخرة *** انهزمت اجيوش العرب يوم النزال * والسلاح انهار في سوح القتال گمنه نتحدى القنابل بالنعال * واليعادينه بحذاء اندمره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** بالقنادر ننتصر مو بالسلاح * والنعل بالمعركة سر النجاح الزيدي عنده كروز حي اعلى الفلاح * ومن رماه بالكون صارت ضغبره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** استأذن القعقاع من گبره وطلع * شالته الغيره وعلى حصانه رجع شگگ اهدومه وگطفهن من سمع * ركضه اجوا حفاي هو وعنتره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** شافوا الزيدي البطل رمز وفه * ولابس ابرجليه عبوة ناسفة من شمرها شلون صارت عاصفة * وسوه لجيوش الاعادي مقبرة يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** هلهل القعقاع ودموعه جرت * وعنتره اخدوده السويده حومرت صاحوا الارض السليبة تحررت * وتل ابيب بنص حذاء انفجره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** ومصطفى البكري سعيد ابهل خبر * ايبارك الامة العريقة ابهالنصر صارت بلميار چزمة منتظر * اغلى من سعر الشبح يمعتبره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** التمت العربان من بان وبني * وامة الامجاد ابد ما تنثني امة تنجب منتظر ما تنحني * وبوش اجه لبغداد ياهو القشمره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** رجعت الجولان والمقدس رجع * والعدو الغاشم لگف بشته وشلع ثاري عدنه سلاح لو بيهم وگع * محد يلحگ يشغل الصافرة يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** قندره ازغيره وشفت كلشي ارتبك * والله لو بسطال چا سوه فلك حتى سور الصين چا طاح وهلك * وبجزر هاواي صارت مجزره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** احنه عدنه اسلاح يسوا النووي * اصله جلد ابعير فعال وقوي ابساحة الميدان يشويهم شوي* وخلي ينتظرون جلد البقره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** احنه عدنه سلاح ابد ما ينگحم * بيه نهز الكون نتحدى الامم حتى ابو بريص النذل خل يفتهم * لو سحگنه عليه راسه نكسره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** احنه حتى الدود من نمشي يزل * والصراصر تختفيلك بالعجل كعب عالي وضربته تهز الجبل * وقوة التفجير تمحي القاهرة يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** بالمتاحف علگوها اعلى الرفوف * خاطر العربان من تدخل تشوف تنذرلها نذور كل واحد خروف * يستعد يمها وتصوره الكامره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** ارتفعت اسعار القنادر والجلود * عمله صعبه وهربوها امن الحدود قاذفات اتحولت تمحي اليهود* وحتى باليابان صارت شوشره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** انتصرت الامة بعد طول انتظار * وصارتلها القندرة راية وشعار نحرر المقدس تره وكل الديار * ونمشي للصومال هم نحرره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** دخلوا التاريخ هالمره العرب* وگلبوا الدنيا وموازين الحرب هذه جديات صارت مو لعب* والسلاح الاسود اول بادره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** خل حماس تهوس وخل تحتفل * وخل تسمي الزيدي مغوار وبطل ارتفع مجد العروبة واكتمل * بالتفاهات السخيفة المنكرة يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** هذي امه مسودنه تعيش ابخيال * بلا شعور ولا وعي تقدس النعال قشمروها وبدلوا بس الجلال * وهي تهتف كل عمرها امخدره يسقط الصاروخ تحيا القندرة *** يمته تخلص يا بشر هالمهزلة * ويمته ترجع للطريق القافلة ويمته نزرع مو قنابل سنبله * ونخلص ونرتاح من هالمسخرة *** يسقط الصاروخ تحيا القندرة * للعروبة اليوم صارت مفخرة
  10. تعليق: بعد ان قام الدكتور محمد المشاط بنشر مذكراته خلال عمله كسفير للعراق في واشنطن في كتاب عنوانه " كنت سفيراً للعراق في واشنطن: حكايتي مع صدام في غزوه للكويت" ثارت ثائرة عصابة صدام ومن لف حوله من الّذين استفادوا مادياً وسلطةً وجاه حيث بدأوا يختلقون الأكاذيب بشكل خال من أي وازع للضمير أو ذرة من الأخلاق للنيل من الدكتور المشاط. لقد اختلقت هذه الفئه الأكاذيب التالية والتي سأوضح بان كل منها خالي من الصحه وذلك لعلمي التام بهذه الحقائق من خلال علاقتي الوثيقة بألدكتور المشاط: 1- تدعي هذه الفئه ان الدكتور المشاط من اصل ايراني وان له اخ لازال على قيد الحياه ويسكن في ايران واسمه احمد. ان الدكتور المشاط هو من سلاله السادة الهاشمية ولقد اشير الى هذه الحقيقة في كتاب الشيخ يونس ابراهيم السامرائي في كتابه " القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق" حيث انه بين في الصفحة 160 ان عائلة المشاط هم من السادة. ومن المعروف ان جده السيد عيسى كان من القاده العراقيين الذين ناضلوا ضد الأحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى وقد نفي الى جزيرة هنكام في الهند من قبل البريطانين. ومما يؤسف له حقا أن هنالك الكثير من ألناس يعتبرون كل شيعي هو أيراني. من هذا ألمنطلق ألواطئ يأتي ألهجوم على المشاط ونعته بالأكاذيب ألرخيصه. أما ادعائهم بأن له اخ اسمه احمد يسكن في ايران فهو ادعاء مختلق اذ ان له اخ واحد على قيد الحياه والاخر متوفى وليس هنالك اخ آخر في ايران إلا في مخيلة كاتب الأدعاء. 2- يدعي الكاتب ان صدام حسين قد انعم على المشاط بمنحه الجنسية العراقية وهذا ايضاً إدعاء عار من الصحة تماماً وذلك لأن المشاط سبق وان كان موظف في الحكومة العراقية منذ زمن طويل سابقاً لمجيء صدام الى الحكم فلقد حصل المشاط على بعثه حكومية للدراسة في امريكا للحصول على شهادة الدكتورا سنة 1952 وانه تقلد في الدولة العراقية مناصب عديدة منذ سنة 1962 وحتى استقالته سنة 1991 احتجاجاً على سياسة صدام الدموية الّتي حولت العراق من اغنى بلدان العالم الى افقرها تلك السياسة الّتي دمرت العراق ونسيجه الأجتماعي. 3- يدعى الكاتب ان لقب المشاط كان لقبا ايرانياً وقد ابدله حينما منحه صدام الجنسية العراقية. وهذا ادعاء آخر لايمت الى الحقيقة بصلة إذ ان جد المشاط وهو السيد احمد كان يملك احدى المعامل الكبيرة في العراق لصنع الأمشاط من الخشب وعندما ظهرت الصناعات الحديثة تحول الجد وكذلك والد الدكتور المشاط الى التجارة بألجملة لذا فأن لقب المشاط لم يتبدل منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الوقت الحاضر. أن لقب ألمشاط ليس لقبا أيرانيا كما يدعي ألكاتب, حيث أن كلمة شونه ساز هي ترجمة كلمة المشاط باللغه ألفارسيه ولم تترجم من قبل ألعائله نفسها. 4- يدعي الكاتب ان الدكتور المشاط قبض مبلغاً عن عمليه جراحية لم تجر على زوجته في فينا عندما كان في طريقه الى العراق وقبل قراره بألأستقالة والذهاب الى كندا. ان هذا مرةً اخرى إدعاه كاذب ومن بنات افكار الكاتب المريضة. ان الدكتور المشاط في الحقيقة لم يستلم مبلغ العملية الّتي اجريت لزوجته في فينا إذ ان السفارة العراقية في فينا قد دفعت نصف اجور العملية الجراحية الى المستشفى مباشرةً وحسب تعليمات الخارجية العراقية. علماً ان الخارجية لم تقم بدفع كامل اجور العملية كما تنص عليه قوانين وتعليمات الخارجية. اذ ادعت بأنه لايستحق الأجور كاملةً لأنه كان خارج محل عمله في واشنطن. هذا ومن السهل الرجوع الى سجلات السفارة في فينا او في الخارجية لإثبات تلفيق كاتب الرسالة. كما يدعي الكاتب ان المشاط وبرسالة رمزية استعطف صدام لصرف مبلغ 30,000 دولار اخرى لغرض بقاء زوجته في المستشفى للنقاهة وتمت الموافقة على ذلك وان المشاط قد قدم وصولات مزورة وان السفارة في فينا قدمت استشهاداً بهذا الخصوص وان المشاط قد تسلم مبلغ 90,000 دولار عن طريق الغش والأحتيال. مرةً اخرى ان هذا التلفيق لايمت بأي صلة من ألواقع إذ ان المشاط لم يستعطف ولم يستلم أي مبلغ من العراق حيث ان الخارجية العراقية صرفت نصف مبلغ العملية المطلوب للمستشفى مباشرةً كما اشرت له في الفقرة اعلاه. 5- ادعى الكاتب ان الدكتور المشاط حاول استرضاء نظام صدام بعد قدومه الى كندا وذلك بعرضه التعاون مع النظام عن طريق تصدير الأدوية الى العراق. مرةً اخرى ان هذا الأدعاء يدل على تفاهه كاتب الرسالة فمن المضحك حقاً ان يدعى الكاتب ان المشاط قد التمس من الخارجية العراقية بعرض خدماته وذلك بتصدير الأدوية الى العراق سنه 1998. أذ ان سجل الخارجية لايزال قائماً وان هذا التلفيق لااساس له من الصحة بتاتا. لقد عاش المشاط في تلك الفترة في كندا خارج الأضواء تماماً وبعيداً عن الحياه العامة كي لايوشي بمكان وجوده إذ ان استقالته من الخارجية كسفير يعتبر تحدياً لنظام صدام حيث من المعروف ان الطاغية كان لايسمح بأستقالة اي مدير عام فما فوق من جهاز الدولة. لذا ان هذا ينفي الأدعاء اعلاه تماماً. وختاماً فمن المؤسف جداً ان تتداور مثل هذه الأكاذيب ألباطله دون التأكد من صحتها. الدكتور عبد اللطيف الجبوري ك1 2008
  11. صدور الإحصائية السنوية للعراق لسنة 2007 بزنس واقتصاد - 15/12/2008 - 12:00 pm الملف برس ـ وكالات أصدر الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي المجموعة الإحصائية السنوية الجديدة لسنة 2007 . وذكر بيان لوزارة التخطيط تلقى القسم الصحفي في المركز الوطني للإعلام نسخة منه أن الإحصائية توفر حزمة شاملة من المعطيات والإحصاءات عن الأوجه المختلفة للحياة الاقتصادية والاجتماعية وسواهما في العراق. وقد تضمن تقرير المجموعة الإحصائية السنوية لسنة 2007 عن تقديرات إعداد سكان العراق، إذ بلغ (29682) تسعة وعشرين مليونا وستمئة واثنين وثمانين الف نسمة، منهم (14943) مليون نسمة من الذكور و(14739) مليون نسمة من الإناث. وفي باب الإحصاءات الصناعية أظهر التقرير أن مجموع المنشآت الصناعية الكبيرة في العراق بلغ 411 منشأة يعمل فيها (166.245) ألف عامل يتقاضون مامجموعه (692494.688) مليون دولار خلال العام 2006. وتشير إحصاءات البناء والتشييد إلى منح (40519) إجازة بناء خلال عام 2006 بكلفة (1774719749) مليار دينار. ثم تأتي إحصاءات النقل والاتصالات لتكشف عن تعبيد (40755.5) كيلو متر خلال عام 2006 كطرق رئيسة وثانوية وريفية. فيما بلغ عدد الشركات السياحية (134) شركة. أما ما يتعلق بالاتصالات فقد أكد التقرير أن عدد البدالات في البلاد بلغ (288) بدالة. كما بلغ عدد مقاهي الإنترنيت (358) مقهى. وأوضح التقرير أن عدد السيارات المسجلة (فحص مؤقت) بلغ (83849) سيارة بنوعيها (حمل وركاب) إذ شكلت سيارات الركاب مانسبته (70,4%) أما سيارات الحمل فقد شكلت (29.6%) . وفي مجال إحصاءات التربية والتعليم بيّن التقرير أن عدد رياض الأطفال في العراق للعام 2006-2007 بلغ 589 روضة فيها 81536 طفلا وطفلة و5256 معلمة. وبلغ عدد المدارس الابتدائية 12141 مدرسة، فيها 4150940 تلميذا وتلميذة وعدد اعضاء الهيئة التعليمية 236968 معلما ومعلمة. وبلغ عدد المدارس الثانوية 4109 مدرسة، يتعلم فيها (1491933) طالبا من خلال (113556) مدرسا ومدرسة. وفي الفرع المهني بلغ عدد المدارس المهنية (زراعية ،صناعية ،تجارية ، فنون بيتية ) (276) مدرسة انخرط فيها (58707) طالبا يدرسهم 11023 مدرسا ومدرسة. وبلغ عدد معاهد المعلمين والمعلمات ومعاهد الفنون الجميلة 263 معهدا فيها 6055 طالبا وعدد المدرسين 4161 مدرسا ومدرسة. وبلغ عدد الطلبة المقبولين في الجامعات والمعاهد خلال العام الدراسي 2006-2007 (99695) طالبا وطالبة. أما عدد الأساتذة الجامعيين فقد بلغ (29080) أستاذا أما مجموع الطلبة المتخرجين فقد بلغ (74349) طالبا وطالبة وفيما يتعلق بالإحصاءات الصحية والحياتية فقد بلغ عدد المستشفيات (219) مستشفى و(1605) مؤسسة صحية و(374) عيادة طبية شعبية وبلغ عدد سيارات الإسعاف (1520) سيارة إسعاف وتم إجراء (183367) عملية جراحية مختلفة وبلغ عدد الولادات الحية (442996) ولادة خلال عام 2006 وبلغ عدد المختبرات (598) مختبرا وعدد الصيدليات 3927 صيدلية وفي باب الإحصاءات الاجتماعية كشف التقرير أن عدد المتقاعدين المدنيين في أجهزة الدولة الذين تم منحهم رواتب خلال سنة 2007 بلغ (104914) متقاعدا، وبلغ عدد العمال المشمولين بالضمان الاجتماعي 89999 عاملا وتم تسجيل (268638) عقد زواج . أما باب الحسابات القومية فقد ضم بيانات إحصائية عن الحسابات القومية الخاصة بالدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي وإجمالي تكوين رأس المال الثابت إذ بلغ الدخل القومي (15013422.2) مليون دينار عراقي خلال سنة 1998 ، ارتفع إلى (85431538.8) مليون دينار عراقي سنة 2006 بمعدل نمو بلغ (24.3%) خلال الفترة (1998-2006). أما متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي فقد بلغ (661326) دينارا سنة 1998 ثم ارتفع إلى (2926339) دينارا سنة 2006 بمعدل نمو بلغ (20.4%). وفي الإحصاءات النفطية سجل التقرير إجمالي الانتاج النفطي السنوي لسنة 2007 بحوالي (100.3) مليون طن متري وبلغ المعدل اليومي للإنتاج (1.600) مليون برميل يوميا بمعدل تصدير يومي بلغ (1.640) مليون برميل يوميا وفي باب إحصاءات التنمية البشرية الذي يعد إضافة نوعية جديدة للمجموعة الإحصائية السنوية أشارت إلى أن عدد المقاعد التي تشغلها النساء في البرلمانات الوطنية خلال سنة 2007 بلغت (75 )امرأة وعدد النساء اللائي يشغلن منصب مدير عام في مؤسسات الدولة 86 امرأة، واللواتي يشغلن منصب خبير ومعاون مدير عام (251) امرأة، وعدد المستشارين من النساء (33) امرأة، وعدد وكلاء الوزارات من النساء (8) نساء. وذكر التقرير أن مجموع النساء في مراكز القرار خلال سنة 2005 بلغ (412) امرأة. وبلغ معدل البطالة بين السكان (30.3%) خلال عام 2006 . وبلغت نسبة المدخنين (21.9%) من السكان. هذا وتضمنت المجموعة الإحصائية السنوية للعراق لسنة 2007 الكثير من التفاصيل والمؤشرات والبيانات الإحصائية في مختلف جوانب الحياة.
  12. http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2008/11/380079.htm تفاسير قرآنية غير مقبولة (5) GMT 11:00:00 2008 الأربعاء 5 نوفمبر عاطف العزي
  13. المسكوت عنه في تاريخ عمر من مصر الكاتب المصري المعروف د . أحمد صبحي منصور مقدمة : في اعتقادنا انه ليس في الاسلام ايمان بشخص ، انما الايمان بالوحي الذي يصير به النبي مرسلا . وعمر بن الخطاب شخصية تاريخية انسانية ، فيها كل ما في الانسان من ضعف وقوة ، وظلم وعدل ، الا ان التأريخ لعمر وقع بين طرفي نقيض ، فالشيعة لم يتركوا فيه منقبة حسنة ، بل ملأوا سيرته سبا وذما ، والسنة جعلوه ملاكا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، واتفق الشيعة والسنة معا على خلق شخصية لعمر من خيالاتهم الشخصية بعيدة عن التصور الانساني ، وضاعت الشخصية الانسانية الحقيقية لعمر بين هؤلاء وهؤلاء ، ونحاول في هذه الورقة المتعجلة ان نتوقف مع اقدم روايات اهل السنة عن عمر لنخرج منها بالجانب الاخر لتكون الصورة متوازنة ، مع تأكيدنا على ان الحقائق التاريخية حقائق نسبية يجوز فيها الصدق والكذب ، وبهذا فهي تختلف عن حقائق القرآن التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، ولأن عمر ليس من حقائق القرآن وانما هو من حقائق التاريخ ، فكل ما يقال عنه يخرج عن دائرة الايمان ويدخل في دائرة البحث التاريخي . فتعالوا بنا الى المسكوت عنه في تاريخ عمر مما كتبه مؤرخو السنة : 1. يقول ابن سعد في الطبقات الكبرى ان عمر كان يأمر الولاة بأن يوافوه في موسم الحج ، ثم يخطب في العرب المسلمين فيقول ( ايها الناس اني لم ابعث عمالي عليكم ليصيبوا من ابشاركم ' أي اجسادكم' ولا من اموالكم ، وانما بعثتهم ليحجزوا بينكم وليقسموا فيئكم بينكم ، فمن فعل به غير ذلك فليقم ) فقام رجل فقال ان الوالي فلان ضربني مائة سوط ، فأمر عمر ان يضرب ذلك الوالي مائة سوط ، فتوسط عمرو بن العاص حتى ارضوا الرجل الشاكي بأن دفع له الوالي مائتي دينار بدلا من ان يضربه الرجل مائة سوط .( الطبقات الكبري 3/211) .الواضح في الخبر هو ان عمر كان يتحرى العدل بين العرب في الامصار المختلفة المفتوحة ، لا فارق بين جندي وقائد ، وهذا شئ جميل. ولكن المسكوت عنه انه اذا كان الظلم يحدث بين العرب المسلمين بحيث يضرب احدهم الاخر مائة سوط ظلما ، فماذا كانوا يفعلون مع الغلابة ابناء البلاد المفتوحة ؟. اذا حاولت ان تجد الاجابة .. يقال لك : اسكت هس !! ومشهورة قصة المصري مع ابن عمرو بن العاص ، حين تسابقا فسبقه المصري ، فاغتاظ ابن عمرو ، فضرب المصري قائلا : كيف تسبق ابن الاكرمين ، فجاء المصري الي المدينة وشكى ابن عمرو واباه ، فأمر عمر بأن يضرب المصري ابن عمرو، وقال لعمرو : ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) . وقد اصبحت تلك المقولة من مآثر عمر ، واصبحت مثلا من الامثال الدالة علي المساواة والعدل . وهذا كلام جميل ، وان لم ترد هذه القصة في اقدم المصادر التاريخية الموثقة ، ولكن مع افتراض صحتها ، فأن ذلك المصري الفارس الماهر كان من ابناء الاكابر ، لذلك لم يحتمل الاهانة وسافر على نفقته وتحدث بالعربية شاكيا ، او ربما وجد له مترجما ووجد بأمواله من يساعده للوصول الى الخليفة في المدينة ليطلب منه حقه .. فما بالك بملايين المصريين وقتها ( كان عدد المصريين حينئذ يزيد عن عشرة ملايين ) . المسكوت عنه هنا هو ملايين الآهات في الريف المصري الناطقة باللغة القبطية ، والتي لا تستطيع التفاهم مع عمر ، ولا تستطيع ان تصل له ، والتي لم يأبه بها احد . فاذا حاولت ان تعرف حجم الظلم الذي تعرض له اجدادانا المصريون في الدلتا والصعيد في عصر عمر والذي تجاهله الرواة ، يقال لك : اسكت .. هس !!. وحدثت مجاعة الرمادة في الجزيرة العربية فاستغاث عمر بوالي مصر عمرو بن العاص وكتب له يقول ( من عبد الله امير المؤمنين الى العاصي بن العاصي .. سلام عليك ..، اما بعد فتراني هالكا ومن قبلي ، وتعيش انت ومن قبلك ، فياغوثاه .. ثلاثا ). وسرعان ما كتب له عمرو : لأبعثن لك بعير اولها عندك واخرها عندي ( فبعث له بالطريق البري الف بعير بالدقيق والمؤن ، وبعث له بالطريق البحري عشرين سفينة محملة بالغذاء . والمسكوت عنه هنا .. كيف تم الاسراع بجمع كل هذه الاغذية من المصريين في الدلتا والصعيد ..هل بالتبرع عن طيب خاطر .. ام بالمصادرة والضرب ؟ .. اذا حاولت ان تعرف الاجابة قيل لك .. اسكت .. هس !! ويروي الاحنف في مناقب عمر: : كنا جلوسا بباب عمر فمرت جارية فقالوا : سرية امير المؤمنين ( أي محظيته ) فقالت الجارية : ماهي لأمير المؤمنين بسرية وما تحل له ، انها من مال الله ، فقلنا فماذا يحل له من مال الله ؟ فما هو قدر الا ان قد بلغت ، وجاء الرسول فدعانا ، فأتيناه ، فقال ، ماذا قلتم ؟ ( فأخبروه ) فقال : انا اخبركم بما استحل منه : يحل لي حلتان ، حلة في الشتاء وحلة في القيظ ، وما احج عليه واعتمر ، وقوتي وقوت اهلي كقوت رجل من قريش ، ليس بأغناهم ولا بأفقرهم ) - طبقات ابن سعد 3/ 197 . الواضح هنا عدل عمر في انه لا يميز نفسه عن باقي المسلمين .. ولكن المسكوت عنه هو حكاية الجارية التي جئ بها ظلما من اهلها الاحرار في البلاد المفتوحة ، واصبحت سلعة تباع وتشتري ، او حسب قولهم وقولها ( من مال الله ) . فاذا حاولت ان تجد توضيحا قيل لك : اسكت … هس !! ويقول ابن سعد ان عمر كان لا يأذن للسبي من الاسرى من الرجال بدخول المدينة . واستأذن المغيرة بن شعبة حتى سمح عمر بأن يأتي للمدينة ابو لؤلؤة فيروز المجوسي ، وكان من سبي نهاوند ، ويقول عنه ابن سعد ( كان خبيثا ، اذا نظر الى السبي الصغار يأتي فيمسح رؤوسهم ويقول ان العرب اكلت كبدي ..) وفي النهاية قتل عمر انتقاما . والمسكوت عنه هم هؤلاء الأالوف من الصبية والأطفال أو الذراري الذين سباهم العرب المسلمون من اهاليهم من ايران والرافدين ومصر ، وفرقوا بينهم وبين اهاليهم وجعلوهم رقيقا بدون ذنب جنوه هم واهاليهم .. وهل يصح هذا في عدالة الاسلام .. اذا تحدثت تطلب المزيد من المعلومات ، ولم تجد شيئا عنهم وعن آلامهم قيل لك .. اسكت .. هس !! حسنا .. نحن لن نسكت … ولن نهس !! سنبحث الموضوع المسكوت عنه .. ليس طلبا للموضوعية العلمية فقط ، ولكن لتوضيح الرؤية الاسلامية القائمة علي القسط والعدل .. ولأن من بين اولئك المظاليم اجدادنا المصريين ، ونكاد نتحسس صراخهم بين روايات تاريخنا الاسلامي ، تلك الروايات التي تدور دائما حول الحاكم وتترك المظاليم .. و اذا كان الله تعالى يتسامح مع المظلوم اذا رفع صوته جاهرا بالسب واللعن ، بل ان الله تعالى يحب ذلك ، ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم : النساء 148 ) فكيف صادر اولئك المؤرخون حق اجدادنا في الصراخ .. انحيازا منهم للظالم ؟؟!! تعالوا بنا الي بداية الموضوع : ماهو حكم الاسلام في الفتوحات الاسلامية ؟ هل الفتوحات العربية في عصر الراشدين تتفق مع تشريعات القرآن للدولة الاسلامية ؟ ان هذه الفتوحات كانت رد فعل لهجوم المرتدين على المدينة في اول خلافة ابي بكر ، وقد هزمهم ، ثم طارد المرتدين الاخرين الى ان وصل الى اطراف الجزيرة العربية حيث تخوم الامبراطوريتين الفارسية والرومية . وبعد اخضاع المرتدين اراد ان يتخلص من شوكتهم الحربية بتصديرها الى الهجوم على ممالك وولايات الامبراطوريتين ،و هكذا بدأت الفتوحات أو الغزوات ، والويل فيها للمغلوب دولة او شعبا . وكان الشعار المرفوع وقتها لتسويغ الفتوحات هو تخييرهم بين واحدة من ثلاث : اما الاسلام واما الجزية واما الحرب ، وهذا التخيير من جيش يقتحم حدود الاخرين متأهبا للهجوم عليهم لا يعني سوى اجبارهم علي الاسلام او دفع الجزية مع الذلة والعبودية او الدخول في حرب مع عسكر ( يحبون الموت كما يحب اولئك الناس الحياة ) .. وبذلك اكتسب الجهاد عند المسلمين معنى جديدا يخالف معناه القرآني الذي كانت عليه دولة الاسلام في عصر النبي عليه السلام . فالجهاد ان تضحي بالمال والنفس دفاعا عن عقيدتك وعن حرية العقيدة لك وللاخرين ، و ليس بأن تقتحم على الاخرين بلادهم لتجبرهم علي الاسلام والا فالجزية ، والا فالحرب . ان ما كتبوه في سيرة النبي يؤكد على الطبيعة الدفاعية للغزوات مع كثرة الاكاذيب في الروايات ، والتي تختلف عن حديث القرآن عن غزوات النبي (ص) ، ثم ان هذه الفتوحات تتناقض تماما مع القرآن في تشريعاته وقصصه . ان تشريعات الجهاد في الاسلام تبدأ بالكلمة والموعظة القرآنية ، أي الجهاد بالقرآن ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا : الفرقان 52 ) ويقترن ذلك بتحمل الاذى . و الطرد ومصادرة المال والهجرة . ثم يضطر المسلمون للدفاع عن انفسهم مخافة الاستئصال ضد عدو يطاردهم حتى بعد هجرتهم ، وحتى لا تنهدم بيوت العبادة لكل المؤمنين من صوامع لليهود وبيع للنصارى وصلوات لكل صاحب عقيدة ، ومساجد للمسلمين ( الحج 40 ) وفي كل الاحوال فتشريعات القتال في الدولة الاسلامية تدور بين اوامر تشريعية تخضع لقواعد تشريعية ، فالاوامر هي ( قاتلوا ) والقواعد التشريعية هي ( في سبيل الله ) بمعني ان يكون القتال دفاعيا فقط او قتال اولئك الذين يقاتلونكم وبدون اعتداء عليهم ، يقول الله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ، ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) .. ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ، واتقوا الله : البقرة 190 ، 194 ) .أي ان المسلمين حين يعتدون على من لم يعتد عليهم فانهم لم يتقوا الله .!! وذلك العدو المعتدي اذا هزمته الدولة الاسلامية فمن حقها ان تجبره على دفع غرامة حربية هي الجزية ، وذلك عرف مألوف في تاريخ العصور الوسطى ، وفي التاريخ الحديث والمعاصر ، ولنتذكر ما حدث لألمانيا بعد الحربين العالميتين ، وما حدث مع صدام حسين ، ومن حقها ايضا ان تحصل منه على غنائم تركها في ميدان المعركة ، ولكن ليس من حقها ان تحتل ارضه لأن آية الجزية ( التوبة 29 ) بما فيها من اوامر انما تخضع للقواعد التشريعية والمقاصد التشريعية التي تؤكد علي القسط والعدل ، ومعنى ان الدولة المعتدية تعطي الجزية بعد هزيمتها أي انها تظل قائمة علي ارضها وشعبها ومواردها دون ان يحتلها المسلمون ، بالضبط كما حدث حين دفع الروم البيزنطيون الجزية للدولة الاموية والعباسية والعكس ، في اطار الحروب وما تداولوه من نصر وهزيمة ، وكل من الدولتين كانت في موقعها وعلي حدودها . ولكن كل ذلك كله يخالف ما جرى في الفتوحات العربية في عهد عمر ، لأن عمر بعد ان اسقط الدولة الفارسية فرض على اهلها الجزية وفرض على ارضها الخراج ، وهؤلاء الناس ( الغلابة ) لم يحاربوا احدا ، بل ان الدولة الفارسية نفسها لم تعلن الحرب علي الدولة العربية ، ولم تقتحم الجزيرة العربية ، بل العكس هو ما حدث ، فالعرب المسلمون هم الذين اقتحموا على الفرس دارهم ، وبعد ان هزموا الجيوش في مواقع متعددة داخل بلادها ، سلبوا كنوز الفرس في كل مدينة ، واسترقوا الذرية من النساء والاطفال فيما بينهم ، ثم بعدها فرضوا على المساكين اهل البلاد المفتوحة جزية على الرؤوس ، ثم ضريبة على الارض ، ولا يتفق ذلك مع تشريعات القرآن بكل تاكيد . وما حدث في مصر كان افظع .. فالفرس كانوا اصحاب الملك ، وكانوا احدى أقوى قوتين في العالم ، لذلك حاربوا دفاعا عن النفس ، اما المصريون فقد كان البيزنطيون يحتلون ارضهم ويضطهدونهم في دينهم ، لذلك عاونوا العرب في فتح بلادهم نكاية في الروم ، واسهب المقريزي في توضيح انواع المساعدة التي قدمها المصريون لجيش عمرو الضئيل منذ ان نزل الفرما الى ان فتحوا له ابواب الاسكندرية خلسة .. ومع ذلك كافأهم عمر وعمرو بفرض الجزية عليهم !! لقد اتسعت الفتوحات العربية في عهد عمر فيما بين ( 14 : 23 هـ ) لتمتد فيما بين اصفهان في شرق ايران الي طرابلس ليبيا ، ففي سنة 14 كانت فتوحات دمشق وحمص وبعلبك وموضع البصرة وهي الابلة ، وفي سنة 15 تمت فتوحات الاردن وانتصر العرب علي الروم في اليرموك ، وعلى الفرس في القادسية ، وفي سنة 16 تمت فتوحات الاهواز والمدائن والانتصار في جلولاء وهزيمة الامبراطور الفارسي يزدجرد وهروبه ، ثم فتوحات تكريت شمال العراق ، ثم تسلم عمر بن العاص بيت المقدس ، وتمت فتوحات قنسرين وحلب وانطاكية ومنسج وسروج وقريقساء ، وفي سنة 18 تمت فتوحات جندباسبور وجلوان و الرهاد وسميساء وحران ونصيبين والموصل والجزيرة فيما بين العراق وسوريا ،وفي سنة 19 فتوحات قيسارية ، وفي سنة 20 فتحوا مصر غربا ، وتستر في ايران ، وفي سنة 21 فتح الاسكندرية ، ثم في نهاوند في ايران ، وفتح برقة في ليبيا ، وفي سنة 22 فتح اذريبجان والدنيور وماسبذان وهمذان والري وعسكر وقومس في اواسط اسيا ، وفتح طرابلس الغرب في ليبيا . وفي السنة التي قتل فيها عمر كان فتح كرمان وسجستان ومكران واصفهان سنة 23هـ . وخلال هذه السنوات العشر سالت دماء مئات الالوف من الابرياء في كل تلك المناطق ظلما وعدوانا تحت اسم الاسلام والجهاد ، وتشتت مئات الالوف من العائلات والاسر فيما بين اواسط اسيا الي ليبيا ، ونهب العرب كنوز المنطقة بعد المعارك وقسموا بينهم الذرية والنساء . ونأخذ مثالا على احدى المعارك التافهة ، والتي سجلها الطبري في اربع صفحات وقام بتلخيصها ابن كثير في ثلاثة اسطر ، تحت عنون ( خبر سلمة بن قيس الاشجعي والاكراد : بعثه عمر على سرية ووصاه بوصايا كثيرة ، فساروا فلقوا جمعا من المشركين فدعوهم الي احدى ثلاث خلال ، فأبوا ان يقبلوا واحدة منها ، فقاتلوهم ، فقتلوا مقاتليهم ، وسبوا ذراريهم وغنموا اموالهم ، ثم بعث سلمة رسولا الى عمر بالفتح والغنائم ) ( تاريخ ابن كثير 7/ 133 ، التفاصيل في تاريخ الطبري 4/ 186 : 190 ) لم تكن للاكراد دولة ، ولم تكن لهم علاقة بالعرب من أي نوع . وكل ما هنالك انهم فوجئوا بجيش لا يعرفون لغته يقتحم عليهم ديارهم ، فدافعوا عن وطنهم واموالهم واعراضهم ، فانهزموا ، وبعد ان قتل العرب ( مقاتليهم ) اخذوا النساء والاولاد والبنات سبيا ، واخذوا الاموال ، وكالعادة بعثوا بالخمس الى عمر ، واقتسموا فيما بينهم الاربعة اخماس من الغنائم المالية والبشرية . وتخيل نفسك تعيش في قرية ثم فوجئتم بجيش يهزم المدافعين عن القرية ، ثم يستبيح بيوت القرية ويستحل الدماء والاعراض والاموال ويصل الي بيتك ، يأخذ اموالك ، ويأخذ امك وزوجتك واختك وبناتك واولادك ، وقد يقتلك اذا قاومت ، فاذا استسلمت يفرض عليك جزية بحجة انه يحميك !! ثم يفرض ضرائب على بيتك ، وارضك وانتاجك ، ثم تكون بعدها مواطنا من الدرجة الثانية ، وذلك تحت لافتة انك اهل ذمة النبي ، والنبي عليه السلام لم يشهد هذه الفتوحات ، ولم يكن يعلم الغيب حتى يعرف ما سيحدث بعده ويضع له تشريعا ، ناهيك ان النبي لا يملك التشريع ، وانما يتلقي التشريع ، و الا ما كان الله تعالي يقول له ( يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك). وسلب الاموال وسبي الذرية لم يكن قاصرا على البلاد التي يختار اهلها الحرب دفاعا عن انفسهم ، فقد كان يلحق السلب والنهب بالبلاد التي تختار الصلح والجزية ، يقول ابن كثير ( وساق القعقاع الي حلوان فتسلمها ، ودخلها المسلمون ، فغنموا وسبوا واقاموا بها ، وضربوا الجزية على من حولها بعد ما دعوا الى الاسلام فأبوا الا الجزية : تاريخ ابن كثير 7/ 71 ) أي تسلموها بدون حرب ، ولكن على ان تدفع الجزية ، ومع ذلك فقد سلبوا وسبوا واخذوا الجزية !! . أي ان الهدف الاساسي هو السلب والنهي والاسترقاق بحرب او بدونها . وهذا يذكرنا بتلك المقولة التي نسبوها لعمر ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) ونرى انها رواية كاذبة .. لأن الواقع انهم استبعدوا الاحرار … وفي تاريخ الطبري مئات الصفحات عن القتل والسلب والسبي ، نقتطف هذه الاسطر التي يحكيها احد الجنود العرب وهو ' محفز' الذي شارك في موقعة جلولاء سنة 16 هـ ، في ايران ، يقول ( ودخلوا المدائن ، ولقد اصبت بها تمثالا لو قسم في بكر بن وائل لسد منهم مسدا ، عليه جوهر فأديته ) أي سلمه للجيش .. الى ان يقول ( فاذا امرأة كالغزال في حسن الشمس فأخذتها وثيابها ، فأديت الثياب ، وطلبت في الجارية حتى صارت لي ، فاتخذتها ام ولد : الطبري [4/ 26 : 27 ) ويذكر الطبري عن غنائم العرب بعد فتح المدائن ما يفوق الخيال ، من الذهب والجواهر وكنوز كسرى وعرشه ، حتى كانوا يجدون بعض البيوت مليئة بالذهب والجواهر ، وجمعوا اطنانا من عطر الكافور وحسبوه ملحا فخلطوه بالطعام فأصبح شديد المرارة ( تاريخ الطبري 3/19 :20 ، تاريخ ابن كثير 7/ 66 : 67 ) . ونعود اليك ونطلب منك ان تتخيل نفسك شاهدا محايدا ، ترى جيشا يستبيح مدينة آمنة في وطنها لم تعتد مطلقا على هذا الجيش الذي يعتدي عليها ، ثم الدماء هنا وهناك ، وبعدها استباحة البيوت وتجميع الاموال في كومة كبيرة ، وتجميع النساء والاطفال والفتيات في صفوف اخرى ، ثم يقسم المال اخماسا ، يبعثون بالخمس الى الخليفة ، ويفرقون الاربعة اخماس بين المقاتلين ، بالعدل والقسطاس ، ثم يلتفتون الى النساء والاطفال ، فيأخذون منهم الاربعة اخماس يفرقونه على افراد الجيش ، ثم يبعثون بالخمس الباقي منها الى المدينة مع تنفيذ وصية الخليفة عمر الي امراء الجيوش ، بألا يبعثوا الى المدينة الا بالصبية الصغار … وتخيل ما تسمعه من صرخات الامهات وعويل الاطفال حين تتشتت الاسرة الواحدة ، بين رجال قتلى امام بيوتهم حين كانوا يدافعون عن انفسهم ، وزوجة قد اخذها فلان ، واخت امتلكها علان ، وصبي صغير يبكي وقد بعثوا به الى المدينة ، واخت له استحسنها القائد فاستأثر بها لنفسه . وما تتخيله هو ما حدث فعلا وتردد بين سطور التاريخ في الفتوحات . ودين الله تعالى القائم على القسط والعدل والسلم يأبى ذلك . ونعود الى ابن سعد وهو يقول عن عمر ( وضع الخراج علي الاراضين ، والجزية على جماجم اهل الذمة فيما فتح من البلدان ، ووضع على الغني ثمانية واربعين درهما ، وعلى الوسط اربعة وعشرين درهما ، وعلي الفقير اثني عشر درهما ، وقال : لا يعوز ' أي لا يرهق' رجل منهم ' أي الفقراء' درهم في الشهر : الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 202 ) . وتأمل نبرة الاحتقار في صياغة الخبر في قوله ( وضع الجزية على جماجم اهل الذمة ) أي الجزية علي الرؤوس كالانعام ، مع ان الجزية في شريعة القرآن الكريم هي مجرد غرامة تدفعها دولة معتدية مهزومة جزاء عدوانها ، ولا توضع الجزية على الافراد المساكين في بلاد احتلها العرب وعاملوا اهلها بالظلم والاحتقار . ثم انهم فرضوا الجزية على الجميع ، حتي الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم ، الا ان عمر يرى انه ليس من الارهاق عليه ان يدفع درهما كل شهر .اما الغني والمتوسط الذي يملك ارضا او حانوتا فأنه يدفع خراجا او ضريبة بالاضافة الى الجزية .. وهذا بعد ان سلب العرب ثروة البلاد المنقولة واسترقوا افضل من فيها من نساء وذرية ، وقتلوا الشباب الابي الذي حاول الدفاع عن ارضه وعرضه . والمحصلة النهائية ان الفقراء المعدمين في البلاد المفتوحة كانت تؤخذ منهم الاموال لاثرياء العرب الذين تكدست لديهم الاموال من الغنائم والخراج والجزية . ذلك ان كل كنوز وثروات الفرس والمصريين وثروات وكنوز الروم التي تركوها في الشام ومصر ، كل ذلك سلبه العرب في الفتوحات ، واقتسموه فيما بينهم ، فأصبحوا وقتها اثرى اثرياء العالم ، ومع ذلك لم يتورعوا عن اخذ الجزية حتي من الفقراء المعدمين لتصب في جيوب اولئك الاثرياء المتخمين بالكنوز . وذلك ليس مجرد تخمين ولكنه استنتاج لما جاء في تاريخ ابن سعد عن عمر ، فأبو هريرة جاء لعمر بخمسمائة الف درهم فوزعه على الناس ، وجاء الى عمر كل من عثمان وابن عباس فأعطاهما مالا كثيرا ، يقول ابن عباس معبرا عن كثرة ذلك المال (اما عثمان فحثا ، واما انا فجثيت لركبتي ) أي كانوا يعبئون المال بكل ما يستطيعون ، وفي موقف اخر يقول ابن عباس ( دعاني عمر بن الخطاب فأتيته فاذا بين يديه نطع عليه الذهب منثور حثا ، قال : هلم فاقسم هذا بين قومك ) وبعث عمر الى ام المؤمنين زينب بنت جحش بكومة ذهب ، فلما رأتها فزعت منها واستترت منها ، ثم القت عليها ثوبا ، وقالت لخادمتها ( اقبضي منه واذهبي به الى بني فلان ، وما زالت توزعه حتى نفذ ) ، واستمر عمر يوزع هذه الكنوز والاموال وهو يقول : لأزيدنهم ما زاد المال ، لأعدنه لهم عدا ، فأن أعياني لأكيلنه لهم كيلا ، فأن أعياني حثوته بغير حساب ) ويقول في موقف اخر ( واني لأرجو ان اكيل لهم المال بالصاع ) : ( الطبقات الكبري لابن سعد 3 / 207 ، 215 :[ 218 ) أي ان الذهب اصبح لديهم اكواما يوزعه عمر كما يوزع القمح والشعير ، بينما يأخذون الجزية والضريبة من فقراء مصر والعراق والشام وفارس ، وهم - أي الفقراء - مستحقون للزكاة اصلا في شريعة الاسلام التي تنهي عن اكتناز الذهب والفضة ، فضلا عن سلبها من اصحابها ظلما وعدوانا . ومن الغريب ان شرع الله تعالى يوجب الزكاة على المسلمين لتذهب للفقراء والمساكين وبقية المستحقين المذكورين في الاية 60 من سورة التوبة ، واولئك المستحقون يستحقون الصدقة بالوصف وليس بالدين او الجنسية والعنصر ، أي يكفي ان يكون فقيرا او مسكينا او غارما ليأخذ الزكاة ، سواء كان مسلما او غير مسلم ، عربيا او غير عربي ، ولكن الفتوحات العربية وسياسة عمر اوجدت تشريعا اخر كان فيه الفقراء هم الذين يدفعون الاموال لمن يكنزون الذهب و الفضة والجوهر بالسلب والنهب والظلم . ومنذ ان جاءت الاموال لعمر انشأ الديوان حرصا منه على توزيعها بالعدل على العرب المسلمين سنويا ، بحيث كان لا يبقي منه شيئا للعام التالي وبدأ انشاء الديوان في محرم سنة 20هـ بتسجيل اسماء جميع العرب وفرض مرتبات لهم حسب قواعد معينة ، وتراوح المرتب السنوي لكل عربي مسلم فيما بين خمسة الاف لأهل بدر الى اثنتي عشر الف لأمهات المؤمنين ، ثم الفين الى ثلاثة الاف للباقين . وكان يفرض للوليد الرضيع العربي مائة درهم فاذا ترعرع فرض له مائتين ، وبسبب غياب الرجال في الغزو ، فقد تكاثر اللقطاء في الجزيرة العربية ، فاضطر عمر ان يفرض للقيط مائة درهم ، ويجعل رضاعته ونفقته على بيت المال ، وكان من قبل لا يفرض للوليد حتى يفطم ، فسمع بكاء طفل عربي فسأل امه فعرف انها تريد ان تفطمه قبل الاوان ، فبكى وقال : يا بؤسا لعمر .. كم قتل من اولاد المسلمين ، وامر بأن ينادى ( لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام فأنا نفرض لكل مولود في الاسلام عطاءا ) . وشمل عمر برعايته كل العرب ، ليصلهم المال مهما تباعدوا ، فقال ( والله لأن بقيت ليأتين الراعي بجبل صنعاء حظه من هذا المال وهو في مكانه ) والتفت بعين الرعاية الى سفلة العرب ومجرميهم ليجعل لهم حظا من هذا المال ، فقال ( لئن بقيت لأجعل عطاء لسفلة الناس ألفين ) وهكذا لم يدع احدا من العرب الا فرض له مرتبا من الرضيع الى البعيد الى السافل . ( طبقات ابن سعد 3/ 212 ، 216 ، 219) . هذا العدل الرائع حرمه عمر على غير العرب من الفقراء و النساء والاطفال ، اذ كانت تتعالى صرخات اطفال السبي في المدينة بالقرب منه دون ان يشعر بهم ، وهو يعلم ان اهلهم قد تعرضوا للقتل والسبي والاسترقاق ، وان ذلك الطفل قد فرقوا بينه وبين امه كما فرقوا بين الاب وابنائه والزوجة وزوجها والاخ واخوته ، وبينهم وبين اوطانهم . تعصب عمر للعرب والمسلمين : ان الواضح في سيرة عمر انه كان لا يرى غير العرب المسلمين وغير الجزيرة العربية ، لذلك اخرج اليهود من الحجاز واخرج النصارى من نجران ، واسكن اليهود في الشام واسكن النصارى في الكوفة ، ومنع الرجال من سبي البلاد المفتوحة من دخول الجزيرة العربية ، حتى تكون الجزيرة خالصة للعرب . ثم قام بتمهيد الطريق بين مكة و المدينة واقام فيه محطات للمؤن لاستضافة المسافرين ، وحين اصيب العرب بمجاعة عام الرمادة بلغ من شفقته بهم انه امتنع عن اكل اللحم والسمن ومعاشرة زوجاته ، أي اجاع نفسه باختياره ، حتى تحول لونه الى السواد . وهذا التطرف في العدل والشفقة بالعرب ، يقابله تطرف اخر من عمر في ظلم المساكين من ابناء البلاد المفتوحة بلا ذنب جنوه ، وكان الاولى بعدل عمر ان يتسع ليشمل كل الفقراء والجوعى ، خصوصا ضحاياه من اهل البلاد المفتوحة ، ولكن عمر - الذي ما ترك الجزيرة العربية بعد الاسلام الا مرة واحدة - لم يكن يعتبر نفسه خليفة مسئولا الا عن العرب المسلمين وحدهم ، ويتردد هذا في أقواله ، فهو القائل ( لا يسألني الله عن ركوب المسلمين البحر ابدا ) أي يخاف عليهم من ركوب البحر ، ولذلك كانت وصيته الاخيرة تقول : ( اوصيكم بكتاب الله فأنكم لن تضلوا ما اتبعتموه ، و اوصيكم بالمهاجرين .. واوصيكم بالانصار ، واوصيكم بالاعراب .. فأنهم اصلكم ومادتكم .. وفي رواية ، فأنهم اصل العرب ومادة الاسلام ، واوصيكم باهل الذمة فأنهم ذمة نبيكم وارزاق عيالكم .. : طبقات ابن سعد 3/ 243 ') فالأعراب الذين وصفهم القرآن بأنهم (اشد كفرا ونفاقا ) يجعلهم عمر اصل العرب ومادة الاسلام . ويجعل اهل البلاد المفتوحة اهل ذمة للنبي عليه السلام ، مع ان النبي لم يرهم ولم يكن يعرف ماذا سيحدث معهم لأنه عليه السلام لا يعلم الغيب . ويرى عمر ان وظيفة اهل الذمة هي ان يكونوا بقرة حلوبا لرزق عيال العرب ولهذا يوصي بهم ، أي كما يوصي الرجل ولده بالعناية ببقرته التي يقوم عليها رزقه . ووصلت عناية عمر بأفراد الجيش الي درجة هائلة يحس بها من يقرأ وصاياه الى قادة الجيش ، فقد كتب الي حذيفة: ( ان اعطي الناس اعطيتهم وارزاقهم ) فكتب له حذيفة ( ان قد فعلنا وبقي شئ كثير ) فكتب له عمر ( انه فيؤهم الذي افاء الله عليهم ، ليس هو لعمر ولا لآل عمر ، اقسمه بينهم ) . ووضع عمر قواعد للتجنيد تقوم بها رعاية العرب المسلمين ، فالافضلية للتجنيد للاعزب عن المتزوج ، و للفارس عن الراجل أي المترجل . وكان يجعل لهم اجازات ، وكان ينهى ان يحمل الغازي معه ذريته الى الحرب ، أي كان يخشى علي ذرية العربية ويحتفظ بها ويحافظ عليها داخل الجزيرة العربية . وفي نفس الوقت لا يؤرقه ان تمتلئ طرقات المدينة بصبيان السبي ، وكلهم اطفال ايتام فقدوا آباءهم بالقتل او بالاسر ، أو بالاسترقاق وتباعدت بينهم وبين وطنهم واهلهم المسافات فيما بين المدينة وفارس او مصر او الشام او العراق . وامتدت عناية عمر لتشمل نساء المقاتلين الغزاة، واثناء طوافه الليلي بالمدينة سمع امرأة تنشد شعرا: تطاول هذا الليل تسري كواكبه وارقني ، الا ضجيع الاعبه فسأل عنها عمر فعرف ان زوجها غائب في الغزو منذ عدة اشهر ، فكتب الى امراء الجيش الا يغيب زوج عن اهله اكثر من اربعة اشهر ، وجاءته شكوى بالبريد تتهم ( جعدة بن سليم ) بأنه يدخل على نسائهم وهم في الغزو ، فاستدعاه ، وضربه مائة جلدة بدون اثبات او بينة ونهاه ان ( يدخل على امرأة مغيبة ) أي غاب عنها زوجها في الغزو . ونفى نصر بن حجاج بدون ذنب ، لمجرد ان امرأة عشقته ، اذ كان يمر ليلا فسمع امرأة تقول : هل من سبيل الى خمر فأشربها .. ام هل سبيل الى نصر بن حجاج فأصبح عمر فاستدعى نصر بن حجاج فرآه وسيما جميلا ، فنفاه الى البصرة خوفا علي نساء المقاتلين من جماله . واسترق عمر السمع الى نسوة يتحدثن فسمعهن يقلن ان اصبح ( اجمل ) رجال المدينة هو ابو ذئب ، فاستدعاه عمر فاذا هو اجمل الناس ، فقال له ( انت والله ذئبهن ) ونفاه الى البصرة حيث نفى ابن عمه نصر بن حجاج من قبل . هذا مع ان اولئك الغزاة كانوا يتمتعون في البلاد المفتوحة بالسبايا الحسناوات من فارس و العرlق و الشام مصر ؛ وما كان يحدث من انتهاك لأعراضهن تحت شعار السبي ، لا يؤرق ابدا عمر. انهم دائما يمدحون عمر بقوله ( لو ان دابة عثرت على الفرات لخشيت ان يسألني الله عنها لماذا لم تمهد لها الطريق ؟ ) ويتخذون من ذلك دليلا على اهتمام عمر بالبلاد المفتوحة بأرضها وناسها ، ويتناسون ان عمر لم يمهد طرقا في البلاد المفتوحة .واصل الرواية كما جاء في طبقات ابن سعد - اقدم مصدر تاريخي - هو قول عمر ( لو مات جمل ضياعا على شط الفرات لخشيت ان يسألني الله عنه ) ( طبقات ابن سعد 3/ 220 ) ، أي ان عمر يهتم بالجمل العربي حتى ولو كان في العراق ، ومبعث ذلك اهتمامه الاساسي بالعير ، أي ابل الصدقة والغزو ، لذلك ذكر ابن سعد مقالة عمر السالفة ضمن اخبار اخرى عن عناية عمر بأبل الصدقة وابل الجهاد ، حتى انه كان يحمل على ثلاثين الف بعير سنويا للجهاد ، وقد جعل لها اماكن محمية ، أي نزع ملكيتها لترعى فيها تلك الابل وهي مناطق الربذة والشرف . وقد احتج اعرابي ، فقال لعمر ( يا امير المؤمنين بلادنا ، قاتلنا عليها في الجاهلية ، واسلمنا عليها في الاسلام ، ثم تحمى علينا ) أي تمنع عنا نرعى فيها ، يقول الراوي ( فجعل عمر ينفخ ويفتل شاربه ) وكان يفعل ذلك اذا حمي غضبه ..أي بعد ان عمل للأعراب كل ما عمل يأتي هذا الاعرابي فيحتج عليه في امر تافه كهذا . وكان عمر يصلح بنفسه ادوات الابل المعينة للجهاد ، يصلح براذعها واقتابها ؛ وليته اعطى بعض هذا الاهتمام الي ابناء البلاد المفتوحة .. ليته عاملهم كما عامل حيوانات العرب … تشريع السبي باسترقاق الاحرار : لقد نزل القرآن بحقوق الانسان ، الا ان خرق هذه الحقوق بدأ في عصر عمر الذي اعاد تشريع السبي والاسترقاق من خلال الفتوحات ، ثم جاء تراث المسلمين ليقيم تشريعا يجيز هذا وذاك ، ونقول ان الجاهلية هي التي عرفت تشريع السبي والاسترقاق ضمن ما تعارف عليه العصور الوسطي ، ثم جاء الاسلام فأبطل ذلك ، الا ان عمر بفتوحاته اعاد عادات الجاهلية حين كانت تستحل الاموال والاعراض في الغارات المتبادلة بين القبائل ، ولم يكن عيبا سبي النساء العربيات وتداولهن بين ايدي الغزاة حسب الاكثر قوة ، وكان فارس الجاهلية اثناء ظهور الاسلام هو عمرو بن معدي يكرب اشهر من سبي السبايا في الجاهلية ، ثم اسلم ثم ارتد ثم عاد الى الاسلام ، وعاد معه طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة في حركة الردة ثم عاد الى الاسلام ، وقد بعث عمر بطليحة بن خويلد وعمر بن معدي يكرب للمشاركة في فتوحات فارس وليمارسا نفس ما كانا يفعلان في الجاهلية ، ويذكر المسعودي في مروج الذهب ( 1/ 538 : 541 ) ان عمر بن معدي يكرب روي لعمر بن الخطاب مآثره في سبي النساء في الجاهلية وكيف لم يفلح في سبي زوجة الشاب ربيعة بن مكدم الذي غلبه في المبارزة واضطره للهرب من امامه . وبنفس العقلية توجه عمر بن معدي يكرب للفتوحات يقتل ويسلب ويسبي . وذكر ابن حجر بلاءه في الفتوحات في ( الاصابة 3/ 18 ) وبعد ان اصبح الاسترقاق والسبي والاستحلال شريعة لدى المسلمين في الفتوحات في تعاملهم في البلاد المفتوحة ، انتقل هذا داخل المسلمين في الحروب الاهلية بينهم ، حتي ان قتلة عثمان قد فكروا في سبي زوجته ، ثم توسع المسلمون في ذلك في العصور الوسطي اللاحقة بنفس ما كان يحدث بين العرب في الجاهلية قبل الاسلام ، ثم جرى تدوين التراث في العصر العباسي على اساس تشريع ذلك السبي وتسويغه بأدلة مصنوعة . ولكن يبقى كتاب الله تعالى حكما في هذه القضية ، وبأيجاز شديد نقرر الآتي في موضوع السبي والاسترقاق : 1. لا يجوز استرقاق الاسرى ، لأن الله تعالى يقول ( فشدوا الوثاق ، فأما منا بعد واما فداء ، حتي تضع الحرب اوزارها - محمد 4) وفي ارض المعركة يشد وثاق الاسير وبعدها يتم باطلاق سراحه ، اما بالافتداء بالمال وتبادل الاسرى واما بالمن عليه لاطلاق سراحه بدون مقابل . وان طابت نفس الاسير بما يدفعه من مال الافتداء ، فأن الله تعالى يعده بتعويض افضل وبغفران اشمل ان كان في قلبه خير ، وان خان الاسير المسلمين بعد اطلاق سراحه بدون مال ، فالله تعالى هو الذي يتولي عقابه ( الانفال 70 : 71 ) وبعد اطلاق سراحه يتحول الاسير الي ابن سبيل ، له حقه على المسلمين في الصدقة والزكاة والرعاية ، طالما يسير في بلادهم . اذن فالاسر للمقاتلين ليس من منابع الاسترقاق في شريعة الاسلام ، خصوصا وان الله تعالى يقول ( وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه : التوبة 6) أي ان المقاتل في الجيش المعتدي اذا استسلم مستجيرا من القتل فعلى المسلمين حمايته وايصاله سالما الى اهله بعد ان يسمعوه كلام الله تعالى ليكون حجة عليه ، واذا كان هذا بالنسبة للمقاتلين المعتدين ، فأنه بالتالي يحرم استرقاق المسالمين الذين لا شأن لهم بالقتال اصلا وخصوصا الذرية والنساء . الا ان العصر العباسي كي يسوغ العرف السائد في السبي والاسترقاق فقد افترى ان النبي عليه السلام قتل اسرى بني قريظة و سبي ذريتهم ونساءهم ، هذا مع ان الله تعالى يقول عن معركة بني قريظة الذي نقضوا العهد وتآمروا على المؤمنين في موقعة الاحزاب ( وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب ، فريقا تقتلون وتأسرون فريقا واورثكم ارضهم وديارهم : الاحزاب 26 : 27 ) أي في المعركة انهزموا وقتل المسلمين بعضهم واسروا البعض الاخر ، وعومل الاسرى حسب الشرع ، وورث المسلمين ارضهم وديارهم بعد الاتفاق على الجلاء ، وجلا يهود بني قريظة عن المدينة وهم اولئك الاسرى والنساء والذرية ، دون قتل او سبي . 2. المصدر الوحيد لوجود الرقيق في الدولة الاسلامية هو الفئ الذي يأتي من الخارج بدون قتال ( الحشر : 6) وقد يأتي الفئ بهدية قد يكون فيها بعض الرقيق الاتي من الخارج ، كما حدث حين اهديت للنبي عليه السلام السيدة مارية القبطية فتزوجها النبي ، وذلك معنى قوله تعالى للنبي ( يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك : الاحزاب 50) وملك اليمين طبقا لتشريع القرآن يوجب على المالك ان يعقد زواجه على من ملكت يمينه ويدفع لها الصداق اذا اراد الزواج بها . ولكن لا يلتزم بالعدل بينها وبين زوجته الحرة ( النساء 3، 25، الاحزاب 50). 3. وفي كل الاحوال فأن تشريعات القرآن تعمل على تحرير ذلك الرقيق الوافد من الخارج بعد تجفيف منابع الرق في الداخل ، وتعمل على حسن رعايته ، وشرح ذلك يطول ، وليس موضعه هنا ، ولكن نكتفي منه بتأكيد القرآن على حق الرقيق في ان يتساوى مع سيده في الرزق ( النحل 71 ، الروم 28 ) لذا كان النبي يامر ان يلبس العبد مما يلبث سيده وان يأكل مما يأكل منه سيده ، أي يكونون سواء ، كما امر القرآن . وخلافا لحث القرأن على عتق الرقيق فأنه لم يرد في سيرة عمر مطلقا انه اعتق عبدا ، كل ما هنالك ان عمر اوصى عند موته بعتق السبي العربي ومن اسلم من السبي فقط ، قال ( انه من ادرك وفاتي من سبي العرب من مال الله فهو حر ) واوصى ( ان يعتق من كان يصلي السجدتين من رقيق الامارة ، وان احب الوالي من بعده ان يخدموه سنتين فذلك له )( ابن سعد 2/ 264 ) والواضح ان عمر يعتبر اولئك المساكين ملكا خاصا له يتصرف في حياتهم كيف يشاء ، مع انهم لا يستحقون السبي والاسترقاق اصلا . وقبل موته كان عمر لا يعطي احدا من الرقيق حقه من الزكاة ، خلافا لتشريع القرآن في الامر بتحرير الرقيق العادي وعتقه ( النور 33، البلد 13 ) فكيف باسترقاق الاحرار وظلمهم ، وقد قال عمر ( ما على الارض مسلم لا يملكون رقبته الا له في هذا الفئ حق ) أي ان كل مسلم حر له حق في الفئ ، اما العبد حتى لو اسلم فليس له حق في الفئ ، وقال عمر ايضا ( والله الذي لا اله الا هو ، ما من الناس احد الا له في هذا المال حق .. وما احد بأحق من احد الا عبد مملوك ..)(ابن سعد 3/ 215 ، 216 ) وحدث ان قسم عمر اموال الفئ بين اهل مكة فأعطى رجلا منهم ، فقيل له انه مملوك ، فقال : ردوه .. ردوه ، ثم قال : دعوه )(ابن سعد 3/ 218 ) أي انه في النهاية ترفق به وتركه . وهذا الظلم الشنيع للبلاد المفتوحة نتجت عنه كوارث هي اغتيال عمر نفسه ، ثم اغتيال عثمان ودخول المسلمين في الفتنة الكبرى التي لا زلنا نعيش اثارها حتى الان . كيف أدى هذا الظلم الى اغتيال عمر ؟ وكيف ادى للفتنة الكبرى ؟ السبب هنا هو السبي . يقول ابن سعد ان عمر كان يكتب الى امراء الجيوش ( لا تجلبوا علينا من العلوج احدا جرت عليه المواسي ، فلما طعنه ابو لؤلؤة قال : الم اقل لكم لا تجلبوا علينا من العلوج احدا فغلبتموني )( الطبقات الكبري 2/ 253 ) أي كان يصف ابناء البلاد المفتوحة بأنهم علوج جمع علج ، وذلك احتقارا لهم ، وينهي عن احضار الشباب والرجال منهم الى المدينة خوفا من ان ينتقموا منه ، فكل من استعمل الموسى في حلاقة لحيته كان محرما عليه ان يأتي الي المدينة ، ولذلك كان يتجول حاملا الدرة يضرب بها من يشاء تأديبا وهو آمن مطمئن وسط قومه ، ورآه الهرمزان وهو اسير فارسي سابق دخل في الاسلام – رأى عمر مضطجعا في المسجد – فقال : (هذا والله الملك الهنئ )( ابن سعد 3/ 211). وبالطبع كان الهرمزان الامير الفارسي السابق الذي اخذ امانا من عمر – مع اسلامه – يحقد على عمر . وجاءته الفرصة حين وفد الى المدينة اثنان من الموالي باذن خاص وهما جفينة وابو لؤلؤة المجوسي ، كان جفينة قد اتى بتوصية من سعد بن ابي وقاص '، وكان ابو لؤلؤة قد اتى بتوصية من سيده المغيرة بن ابي شعبة . وابو لؤلؤة المجوسي كان من سبي نهاوند اضاع العرب المسلمون بيته واسرته واطفاله ووطنه دون ان يقدم لهم اساءة وبعد ان فقد كل شئ جئ به اسيرا الى المغيرة بن شعبة ليعمل لديه ، ثم ارسله الى المدينة ، حيث كان يؤرقه منظر الاطفال من السبي وهم يملأون طرقات المدينة ، ولعله كان يبحث فيهم عن ملامح اطفاله واطفال عائلته ، يطوف بينهم يستمع الى بكائهم وصراخهم ويتخيل معاناتهم حين كانوا يساقون ويحشرون على طول الطريق من بلادهم الى صحراء الجزيرة العربية حتي يصلوا الي المدينة ،وهذه المعاناة ضمن المسكوت عنه ، ويذكر ابن سعد ان ابا لؤلؤة اعتاد ان يلتقي بأطفال السبي ، وانه حين كان يراهم يبكي ويتحسس رؤوسهم ويقول ( ان العرب اكلت كبدي ) ثم قتل عمر انتقاما مما فعله بالسبي ، وحين اغتيل عمر قال ( ما كانت العرب لتقتلني ) وسأل من حوله ( عن ملأ منكم ومشورة كان هذا الذي اصابني ؟) فلما عرف ان قاتله لم يكن عربيا حمد الله . وتلك هي النتيجة الاولي . النتيجة الثانية لظلم البلاد المفتوحة هي اغتيال عثمان وما تبع لك من الفتنة الكبرى ، واذا كان السبي للاطفال والرجال هو السبب في قتل عمر ، فان المال الذي سلبه عمر والمسلمون من البلاد المفتوحة كان السبب في النتيجة الثانية ، وهي اغتيال عثمان والفتنة الكبرى . لقد حرص عمر على العدل في تقسيم الاموال بين العرب المسلمين ، وجمع مع العدل الحزم في تعامله مع العرب ، ولم يكن عثمان في نفس عدل عمر او حزمه . وحتى لو كان في عدل عمر او حزمه ، فأن ذلك المال الحرام كان بتكدسه لدى العرب سيوقع التنافس والاختلاف فيما بينهم ، وكان حتما سيؤدي بهم الي الاختلاف فالاقتتال . أي كان حتما مقتل عثمان بعد عمر ، ولعل ذلك ما تنبأ به ابو عبيدة بن الجراح الذي مات في طاعون عمواس قبل عمر ، اذ قال ( سترون ما اقول لكم ان بقيتم ، اما هو- أي عمر - فان ولي وال بعد عمر فأخذهم بما كان عمر يأخذهم به لم يطع له الناس بذلك ، ولم يحملوه . وان ضعف عنهم قتلوه )( ابن سعد 3/ 271 ) . وفعلا فقد تبرم العرب بحزم عمر اذ كانوا يريدون الانطلاق بالتمتع فيما امتلكوه من خزائن الدنيا وكنوزها ، واحس عمر بذلك فكان في اواخر ايامه يدعو الله ( كبرت سني واتسعت رعيتي فأقبضني اليك ) وجاء عثمان لينا هينا مع اقاربه ضعيف الشخصية ، فاتسعت عليه المشاكل وجرفته الاحداث فقتله المسلمون واقتتلوا فيما بينهم ، وكانت الاموال المكتنزة هي اساس الخلاف ،وربما نفهم من توزيعها موقع كل منهم مع الحق او مع الباطل . وهنا نرجع الى اشهر المصادر التاريخية في الفكر السني لنتعرف على ثروات الصحابة التي جاءت منذ من فتوحات عمر ، ثم تكاثرت بعده: عثمان نفسه مع شدة كرمه وكثرة عطاياه كان له يوم مقتله ثلاثون الف الف درهم وخمسمائة الف درهم ومائة الف دينار ، وقد نهبها الثوار الذين قتلوه ، بالاضافة الي ما قيمته مائتا الف دينار من الاصول . الزبير ابن العوام : كان لديه 35 الف الف درهم ومائتا الف دينار ، ويقال 51 الف الف درهم او 52 الف الف درهم ، بالاضافة الى مساكن وعقارات وخطط في الفسطاط والاسكندرية والبصرة والكوفة ، كما ترك غابة او بستانا هائلا بيع بـ الف الف وستمائة الف . عبد الرحمن بن عوف : الذي مات سنة 32 هـ قبيل عثمان ، ترك ذهبا كانوا يقطعونه بالفؤوس حتى محلت ايدي الرجال منه . سعد ابن ابي وقاص : ترك 250 الف درهم ، ابن مسعود : توفي 32 هـ وكان من ضحايا عثمان وقد حرمه عثمان من عطائه سنتين ومع ذلك ترك 90 الف درهم . طلحة بن عبيد الله : كان في يده خاتم من ذهب فيه ياقوته حمراء ، وكان ايراده من ارضه في العراق الف درهم يوميا او ما بين 400 الى 500 الف درهم سنويا في رواية اخرى ، وترك بعد موته الفي الف درهم ومائتي الف درهم ، و مائتي الف دينار ، وترك اصولا وعقارات بثلاثين الف الف درهم .وترك مائة بهار مليئة بالذهب في كل بهار ثلاثة قناطير او اثنين من الارادب ، أي ترك 300 اردبا ذهبا او 200 قنطار ذهبا ( طبقات ابن سعد 3/ 53 ، 76 ، 77، 157 ) ( المسعودي مروج الذهب 1/ 544 : 545). عمرو بن العاص : ترك عند موته سبعين بهارا من الذهب ، أي 210 قنطارا او 140 اردبا من الذهب ، واثناء موته عرض هذه الاموال على اولاده فرفضوا وقالوا : حتى تعطي كل ذي حق حقه ، أي اعتبروها سحتا ، فلما مات عمرو صادر معاوية هذا المال وقال ( نحن نأخذه بما فيه ) أي بما فيه من سحت وظلم ( خطط المقريزي 1/ 140 ، 564 ) ويذكر المسعودي في مروج الذهب ( 1/ 544 ) ان زيد بن ثابت حين مات ترك من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس سوى الاموال والضياع ، ومات يعلي بن امية وخلف خمسمائة الف دينار وديونا على الناس وعقارات تبلغ 300 الف دينار). وهذه مجرد امثلة لأن الثروات الاكبر لم تقترب منها الروايات التاريخية ، مثل ثروات معاوية ومروان بن الحكم لأن ثرواتهم استغلوها في اقامة ملكهم الاموي لتتسع هذه الثروات وتكون بيت المال الذي كان ملكا للخليفة الاموي نفسه . الا ان هذه الامثلة تثبت ان ما تم نهبه من اموال وثروات الامم المفتوحة قد تحول الى اطنان من ذهب لدي افراد قلائل ، فمن المنتظر ان تسهم هذه الاموال في اشعال نار الفتنة بين الصحابة الذين كانوا من قبل اصدقاء مناضلين في طريق الحق ، فانتهى بهم الامر الى العداء والاقتتال ، خصوصا وان من بين الصحابة من رفض هذا السحت وذلك الظلم ، وحاول ارجاع الامر الى ما كان عليه في عهد النبي ( ص) ونقصد به الامام علي بن ابي طالب الذي عانى في خلافته الشاقة العسيرة التي استمرت حوالى 5 سنوات ومات قتيلا سنة 40 من الهجرة ، وكانت تركته 700 درهم فقط ويقال 600 ويقال 250 درهما ، وهذا هو الفارق بين علي و بين اصحابه الذين حاربوه دفاعا عما اكتنزوا من الاموال الحرام . ونعود الى عمر ونعتبره مسؤولا عما حدث والذي مازلنا نعاني منه ، وقد دفع الثمن من حياته هو ومن اتي بعده خلال الفتنة الكبرى التي انقسم بسببها المسلمون الى شيعة وخوارج وغيرهم ولا يزالون مختلفين .. ومع ان كلمة ( لو ) ليس لها محل في التاريخ ، الا اننا في احلام اليقظة نفترض انه ( لو ) اكتفى المسلمون بعد النبي بما فعله النبي عليه السلام من ارسال الكتب للحكام المجاورين تدعوهم سلميا للاسلام وتحملهم المسئولية امام الله تعالى ، دون الفتوحات التي حملت اسم الاسلام واستهدفت حطام الدنيا واشاعت سفك الدماء وظلم الاحياء ممن تبقى من ابناء الامم المفتوحة . لو اكتفى المسلمون بذلك لدخل الناس في الاسلام – دين السلام – افواجا ، كما حدث في عهد النبي – ولنتذكر ان الاسلام انتشر بالتجارة في آسيا وافريقيا في العصور الوسطى اكثر من انتشاره بالسيف والعنف والظلم .. بل بالعكس ، ان احتلال العرب المسلمين للبلاد المفتوحة هو الذي اوجد المذهبية والفرقة بين المسلمين العرب وغير العرب .. ونفترض في احلام اليقظة ( لو ) اخرى .. ( لو ) اكتفى عمر بحرب الملوك الجبابرة المستبدين ، وبعد اسقاط عروشهم شمل اهل البلاد بعدله مثلما فعل مع العرب ، وجعل هدف حربه تخليص الشعوب من الظلم واعطاءهم حقوقهم التي كفلها الاسلام من العدل وحرية العقيدة والمساواة بين الجميع .. لو فعل ذلك لتجنب المسلمون وغيرهم فظائع كثيرة .. نقول ( لو ) مع ان التاريخ لا يعترف بها .. لكنها واحة نلجأ اليها من قسوة تاريخنا العربي الاسلامي المكتوب منه والمسكوت عنه .. والمسكوت عنه افظع .. ولله تعالى الامر من قبل ومن بعد .. اقرا المزيد في موقع الدكتور احمد صبحي منصور http://www.ahl-alquran.com/arabic/profile.php?main_id=1
  14. كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ..! الشاعر عبدالرحمن يوسف القرضاوي فَرِيقَانِ يَخْتَصِمَان.. وَبَيْنَهُمَا شَاعِرٌ حِينَ يَهْجُو سَتُفْضَحُ طَائِفَتَان وَحَوْلَ الْجَمِيعِ بَدَا أُفْعُوَان أُقَاومُ فَكًّا لِذَا الأُفْعُوَانِ وَحِيدًا فَتَلْعَنُنِي جِهَتَان وَيَنْسَى الْفَرِيقَانِ أَنَّ قَرِيضِي صِمَامُ الْأَمَان..! أَرَى مَنْجَنِيقًا يُكَشِّرُ فِي وَجْهِ تِلْكَ الْمَدِينَه.. أَرَى أَلْفَ خَرْقٍ بِجِسْمِ السَّفِينَه أَرَى أَلْفَ أَلْفِ دَعِيٍّ يَبُثُّ الضَّغِينَه أَرَى مُرْجِفًا يَسْتَحِثُّ خُطَاهُ لِقَتْلِي وَإِبْلِيسُ صَارَ قَرِينَه أَرَى أَلْفَ أَلْفِ اتِّهَامٍ بِدُونِ قَرِينَه أَرَى فِي الظَّلامِ الْتِمَاعَ الْخَنَاجِرِ تَزْحَفُ نَحْوِي (لأَنِّي عَلَى عِزَّتِي ثَابِتٌ) وَغَيْرِي يُبَدِّلُ وَفْقَ الْمَصَالِحِ دِينَه أَرَى الْحُزْنَ فَوْقَ قِبَابِ الْمَرَاقِدِ فِي كَرْبَلاء كَمَا قَدْ رَأَيْتُ مَآذِنَ مَسْجِدِ عَمْرٍو حَزِينَه..! خَيَالُ الْقَصِيدَةِ يَا مَنْ تُعَادُونَ شِعْرِي يَذُوبُ حَزِينا يَكَادُ خَيَالُ الْقَصِيدَةِ يَلْطِمُ لَكِنْ يَخَافُ اتِّهَامًا سَخِيفًا مِنَ الْحَاقِدِينا..! خَيَالُ الْقَصِيدَةِ يَحْتَارُ أَيَّ الْفَرِيقَيْنِ يَهْجُو..؟ وَفِينَا مِنَ الْخِزْيِ مَا هُوَ فِيكُمْ وَفِيكُمْ مِنَ الْخِزْيِ - يَا عِتْرَةَ الْبَيْتِ – ما هو فينا ويبدو كلانا بعين المعادين صَيْدًا سمينا فَصَبْرًا جَمِيلا فَأَنْتُمْ بِنَا - وَبِكُمْ - قَدْ بُلِيتُم وَنَحْنُ بِكُمْ - وَبِنَا - قَدْ بُلِينَا فَلَعْنَةُ رَبِّي عَلَيْنَا إِذَنْ أَجْمَعِينا..! أَرَانَا شُغِلْنَا بِفِقْهِ الْعَفَن بُحَيْرَةُ أَفْكَارِنَا فِي عَطَن أَرَى طَائِرَاتِ الْعَدُوِّ تُحَلِّقُ فَوْقَ رُبُوعِ الْوَطَن حمولتها جهزت ألف ألف كَفَن وَيَشْغَلُهُمْ كُلَّ وَقْتٍ حَدِيثُ التَّجَارِبِ وَالْعِلْمِ لَكِنْ أَرَانَا شُغِلْنَا بِبَثِّ حَدِيثِ الْفِتَن.. سَتَسْقُطُ تِلْكَ الْقَنَابِلُ فَوْقَ الْجَمِيع عَلَى الْحَقْلِ وَالْبَادِيَه قَنَابِلُ أَعْدَائِنَا لا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَذَاهِبِ فَالْكُلُّ فِي دَاهِيَه وُجُوهُ الْعَدُوِّ بِفُرْقَتِنَا رَاضِيَه وَأَجْهِزَةٌ لِلتَّخَابُرِ تَسْكُنُ فِي حَوْزَةِ الْعِلْمِ تَسْكُنُ صَحْنَ الْمَسَاجِدِ تَدْفَعُ لِلْهَاوِيَه قَنَابِلُهُمْ سَوْفَ تَسْفَعُ بِالنَّاصِيَه تَمُوتُ بِهَا فِرَقُ الْكُفْرِ وَالْفِرْقَةُ النَّاجِيَه..! يُذِلُّ الْعَدُوُّ الْجَمِيعَ وَنَدَّخِرُ الْكِبْرَ كَيْ نَتَكَبَّرَ فِي وَجْهِ إِخْوَانِنَا وَرَبِّي لَهُ الْكِبْرِيَاءُ كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ الْجَاثِيَه.! وَلَسْتُ أُحَوِّلُ شِعْرِي لِدُفٍّ.. وَلَسْتُ لآمُرَ نِصْفِي لِيَقْتُلَ نِصْفِي..! وَلَسْتُ خَصِيًّا لأَعْجَزَ عَنْ رَدِّ مَنْ قَدْ يُحَاوِلُ بِالزُّورِ قَذْفِي.. عَلَى أُهْبَةِ الْجَهْرِ حَرْفِي.. سَأَخْتَارُ أَشْنُقُ نَفْسِي وَلَسْتُ لأَجْدَعَ أَنْفِي.. وَلَسْتُ بِمُتَّهَمٍ بِالْمُرُوقِ لأَنْفِي..! وَلَسْتُ أَخَافُ أُوَاجِهُ فِي الْحَقِّ سَيْفَ الْغَرِيبِ وَسَيْفَ الْقَرِيبِ وَلَسْتُ أَخَافُ أُوَاجِهُ فِي الْحَقِّ حَتْفِي .. أَرَى مُهْجَتِي نَحْوَ بَيْتٍ حَرَامٍ تَطِيرُ كَلَحْنٍ وَلَسْتُ لأُوقِفَ عَزْفِي وَلَمْ يَكُ يَوْمًا فُؤَادِي مَعَ الْحَقِّ لَكِنْ عَلَى الْحَقِّ سَيْفِي..! وَلَسْتُ أَرَى بَيْنَكُمْ ذَا الْفَقَارِ وَلَيْسَ يَزِيدُ بِصَفِّي..! أَنَا شَاعِرٌ مَا أَعْتَذِر.. أُجَاهِدُ قَدْرَ اسْتِطَاعَةِ شِعْرِي وَأَرَضَى بِحُكْمِ الْقَدَر.. تُصَوَّبُ نَحْوِي السِّهَامُ مِنَ الْجِهَتَيْنِ كَأَنَّ السِّهَامَ مَطَر أَصُدُّ السِّهَامَ مِنَ الْجِهَتَيْنِ وَأَكْتُبُ شِعْرَ الظَّفَر.. وَفِي الْفَمِ مَاءٌ.. سَأَبْصُقُهُ نَحْوَ كُلِّ الْجِهَاتِ فَيَلْعَنُنِي لاعِنُونَ.. وَيَغْفِرُ لِي مَنْ غَفَر..! أَيَا سَادَتِي.. بَعْضُ حِلْمٍ.. فَجُلُّ عَمَائِمِكُمْ قَدْ تَبَرَّأَ مِنْهَا عَلِيّ وَجُلُّ عَمَائِمِنَا قَدْ تَبَرَّأَ مِنْهَا عُمَر..! وَلَوْ كُنْتُ مُنْتَظِرًا لِلإِمَامِ كَغَيْرِي لَمَا صُغْتُ شِعْرَ الْهِجَاءِ..! وَلَوْ كُنْتُ أَعْبُدُ رَبِّي بِبِرْمِيلِ نِفْطٍ لأَتْقَنْتُ شِعْرَ الْمَدِيحِ مَعَ الأَدْعِيَاءِ..! وَلَوْ كُنْتُ أُسْلِمُ أَمْرِي لأَمْرِ وَلِيٍّ فَقِيهٍ لَجَاهَرْتُ صُبْحًا لَهُ بِالْوَلاءِ..! وَلَوْ كُنْتُ بَدَّلْتُ مَا أَرْضَعَتْنِيهِ أُمِّي لأَعَلَنْتُ جَهْرًا بَرَائِي..! أَنَا شَاعِرُ الْكُلِّ أُومِنُ بِالشِّعْرِ رَغْمَ ابْتِلائِي تَشَيَّعْتُ لِلْحَقِّ.. لا لِلْمَذَاهِبِ فَهْيَ أَسَاسُ الْبَلاءِ.. أَنَا شَاعِرٌ لِلْجَمِيعِ وَلَسْتُ أُشَارِكُ - مِثْلَ الْجَمِيعِ - بِمَعْرَكَةٍ لِلْفَنَاءِ تَحَيَّزْتُ لِلْحَقِّ لا الأَصْدِقَاءِ وَلا الأَقْرِبَاءِ أُصِيبُ وَأُخْطِئُ مِثْلَ الْجَمِيعِ فَلَسْتُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ..! أَحِنُّ عَلَى الْبُسَطَاءِ.. وَأُوغِلُ فِي الْعُمَلاءِ .. عَنِيدٌ أَمَامَ الْعَنِيدِ رَقِيقٌ مَعَ الضُّعَفَاءِ .. قَوِيٌّ أَمَامَ الطُّغَاةِ.. ضَعِيفٌ أَمَامَ النِّسَاءِ.. كَرِيمٌ مَعَ الْكُرَمَاءِ.. صَفِيقٌ مَعَ السُّفَهَاءِ.. أَشِفُّ إِذَا مَا تَغَزَّلْتُ يَوْمًا وَأُفْحِشُ عِنْدَ الْهِجَاءِ.. بِيُسْرَاي كَفْكَفْتُ دَمْعَ الْفَقِيرِ وَيُمْنَاي تَطْعَنُ فِي الرُّؤَسَاءِ.. أُحِبُّ أَبَا بَكْرٍ لَكِنْ تَوَجَّعْتُ مِنْ حَالِ قومي فَأَجْهَرُ بِالْوَجَعِ الْكَرْبَلائِي..! وَأَمْنَحُ شِعْرِي لأَرْضِي طَاقَةَ وَرْدٍ (بِلا أَيِّ سِعْر) وَأَعْجَزَ أَلْفَ رَئِيسٍ شِرَائِي.. فَيَا مُغْرَمِينَ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ بِحُجَّةِ حَقْنِ الدِّمَاءِ.. وَيَا مَنْ تَحُطُّونَ مِنْ قَدْرِ شِعْرِي حَذَارِ حَذَارِ مِنَ الشُّعَرَاءِ.. وَيَا مَنْ حَلُمْتُمْ بِأَنَّكُمْ قَدْ تَمَسُّونَ عِرْضِي صِغَارًا أَرَاكُمْ حِذَائِي.. لِذَاكَ.. كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ حِذَائِي..!
  15. سيناريو مستحيل التصوّر قبل 6 شهور عشاق بغداد تحت الحراسة..و((عيون)) ترصد القبل والأحضان شؤون سياسية - 23/09/2008 - 10:33 pm بغداد-لندن-النور: قبل 6 شهور تقريباً، لم يكن سكان بغداد قادرين على مغادرة بيوتهم، طلباً للتنزه أو اللقاء أو تناول الآيس كريم أو تناول وجبة عشاء في مطعم. كانت ممارسات بريئة وبسيطة كهذه (شبهة محرّمة) والذين يجازفون قد تكون مجازفتهم (آخر مغامرة) في حياتهم. الآن أصبح مثل هذا (السيناريو المستحيل) ظاهرة بهجة، يشاهدها المرء، أينما ذهب في المطاعم والمتنزهات والحدائق العامة. حتى (عشاق بغداد) بدأوا يستردون بعض (أمجادهم) القديمة في هذا المتنزه أو ذاك، لكنّ (عيون الحراس) ترصدهم من بعيد أو في السر، خشية أن يقع ما لا تحمد عقباه (طبقاً لدستور الحراس) فتبادل القبل والأحضان ممنوع، لأنه سبق أنْ انتهى في التمادي ولمرات، وصولاً إلى ((ممارسة الجنس)). وهذا أمر يتنافى مع تقاليد مجتمعنا الشرقي المحافظ على موروثه الإنساني الجميل. يقول (تيم ألبون) مراسل صحيفة التايمز البريطانية في بغداد: كان مطعم غوتا مكتظاً بالزبائن. والسيارات تصطف في الشارع، ولذا كان عليك أن تنتظر طويلاً، لتشغر منضدة في المطعم.. الضحكات تملأ المكان، فيما تتجمّع العوائل لتناول طعام الإفطار بعد يوم شاق من الصيام في حي ممتاز ببغداد. وحتى قعقعة إطلاق النار في خلفية هذا المشهد الجميل، لم تفسد مزاج الناس، إذ لم تكن بسبب عملية إرهابية قام بها متمردون، إنما هي الطريقة التي اعتاد المواطنون التعبير بها عن بهجتهم في حفل عرس. يقول (سرمد) 29 سنة، وهو شاب مهني منتج وواثق من نفسه: ((إنّ الحال التي نعيشها كالحلم، لكنها أصبحت حقيقة)). ويضيف مراسل التايمز قوله: هذا أول رمضان منذ اندلاع العنف، وخروجه عن السيطرة سنة 2005، يشعر فيه العراقيون أنهم في مستوى من الأمان يسمح لهم بالإفطار في المطاعم. وفي الأشهر الأخيرة، الناس أيضا كان لها الثقة الكافية أن تزور المتنزهات، وتمضي العصريات والأماسي في التسوق، وهو ((سيناريو مستحيل التصوّر قبل ستة شهور)). وبالنسبة للرجال العازبين الشبان مثل (سرمد) فإنها نعمة من الله، بحسب تعبيره. ويقول: ((نستطيع أن نقابل بنات الآن)). الهواء مفعم بالحب في بغداد، لكن الشبان، متلهفون لمواعيد العشق، وما يزالون يواجهون تهديداً حقيقياً فيمشكلة (الحماية الزائدة عن اللزوم) من الأب والأخ الأكبر. ولهذا يصبح من شبه المستحيل الاقتراب من بنت بشكل مباشر، والحديث معها علناً. ومثل هذا الأمر –يقول مراسل التايمز- يحدث بسهولة وبشكل مريح جداً في الجامعات. فملاحظة على ورقة صغيرة تحتوي (رقم هاتف) يمكن أن تُسقطها بجانب البنت التي تحب، لكن الى حد بعيد فإن الطريقة المستعملة الآن والشائعة هي في أن يرسل الشاب رسالة بريدية (مسج) مستخدماً تقنية البلوتوث. وتعد محال الآيس كريم والحدائق العامة أماكن شعبية لمصادقة بنت أو مقابلتها في موعد غرام. وفي أيام الأسبوع العادية مئات الشبان، كثيرون منهم طلاب جامعة، يلتقون في المتنزهات، لسبب واحد: الحب والاختلاط بين الجنسين، والدردشة، وكل تلك الممارسات الإنسانية قد تقود الى اختيار شريك المستقبل بالنسبة للشاب أو الشابة. يقول (أحمد جاسب) 28 سنة، الذي يذهب الى المطعم ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، بحثاً عن البنات، كما يقول. ويضيف: ((قد يحدث أن أرسل إليها رقم تلفون بطريقة البلوتوث، ومن ثم قد أنتظرها لتكلمني على الهاتف. ومن ثم نتحدث، ونخرج لمواعيد غرام، أو نأكل شيئاً في هذا المطعم أو ذاك. واحتاج الى موعدين أو ثلاثة لكي أشعر أنني أحب البنت التي أخرج معها، وليس الأمر مجرّد البحث عن الجنس)). وفي مطعم (غوتا) يقول تيم ألبون: كان (سرمد) متلهفاً ليوضح المزيد من أفكاره، كأنه يريد أن يعكس أحاسيسه المكبوتة. لقد فتح نافذة البلوتوث في هاتفه الجوّال، سامحاً للآخرين ممن يستخدمون التكنولوجيا نفسها، لكي يتصلوا به، وفي الحال رن هاتفه. خمسة أو ستة أسماء، ظهرت من المستعلمين الآخرين لهذه الوسيلة كانوا في المطعم. واحد منهم فقط كان رجلاً. قال (سرمد) إنّ اسمه (عبودي) ويمكن أن أخمن أنه رجل كبير. والرسالة الأخرى حملت اسماً مستعاراً ((أمي هي عالمي)). وعلق (سرمد) على ذلك بقوله: ((تستطيع أن تحزر أنها بنت)). ويقول مراسل التايمز: لقد رأى بنتاً يحبها في زاوية المطعم، والآن سيحاول أن يجرب حظه معها، ويتبعها أو يتعقبها. وتعبيراً عن فخره وإصراره، استطاع (سرمد) على الفور أن يحقق اتصالاً. تبادلا الرسائل لأول وهلة، ثم الصور، ثم استمعا الى أغنية رومانسية. ويقول (سرمد) عن ذلك: ((إن البنات يحببن جداً أن يجرين اتصالات هاتفية بعد الساعة 12 ليلاً، لأن المكالمات تكون رخيصة، والعائلة تغط في نومها)). وأكد (سرمد) أنه في المدة الأخيرة رتب موعداً غرامياً مع بنت كان قد اتصل بها عن طريق البلوتوث. وبسبب فوائد زيادة التحسن الأمني -يضيف مراسل التايمز- كانت الحكومة قادرة على إعادة فتح المتنزهات. وعن ذلك يقول (سراج صبار) 26 سنة، الحارس في متنزه كبير بمركز المدينة، وهو طالب جامعي: ((هذه هي الحرية..وهذا مكان يمكن للناس أن يلتقوا فيه)). وفي كل حال، فإن دخول المتنزه ليس سهلاً. ويؤكد مراسل التايمز أنه وزميله منعا من دخول المتنزه. كان الحارس (سراج) قد هزّ كتفيه، قائلاً: ((إنك تحتاج الى أن تكون مع بنت أو مع عائلة..الشبان لوحدهم، حتى لو كانوا مجموعة، ممنوعون من الدخول)). من جانب آخر فإن التقبيل والتحاضن ممنوع في كل الأحوال. يقول (سيد عقيل) 37 سنة مشرف الأمن: ((هناك حراس يشاهدون، وإذا ما رأوا الشبان يفعلون أي شيء، أكثر من المعتاد، سوف يطلبون إليهم التوقف عن ذلك)). وأوضح (سراج) قائلاً: ((إن الحراس غالباً ما يمسكون الكثيرين من الشبان يمارسون الجنس)). والحراس –كما يبدو- لديهم قاعدة صارمة جداً، بعدم السماح للرجال بجلب بنات تحت عمر الـ 18 سنة. يقول (سيد عقيل): ((إنهم بعض الأحيان يحاولون ذلك)). وعلى الرغم من مزاج التفاؤل –يؤكد مراسل التايمز البريطانية- ماتزال هناك مخاطر، فمحال الآيس كريم، والمطاعم، غالباً ما تُستهدف من قبل الانتحاريين أو السيارات المفخخة. وهذا الأسبوع فجر انتحاري سيارته في منطقة الكرادة، وقتل شخصين أمام محل للآيس كريم. ولهذا فإن (عشاق بغداد) يبقون في كل الأحوال (هيّابين) ومتوجسين، وأحياناً خائفين مرعوبين من مغامرة البحث عن (حبيب) أو (حبيبة) في مثل هذه الأماكن.
  16. http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2008/9/365594.htm أثر الشعر في التفسير GMT 10:15:00 2008 الأحد 14 سبتمبر عبدالله المالكي -------------------------------------------------------------------------------- في حلهم وترحالهم وسلمهم وحربهم وسمرهم وخمرهم يبقى ديوانهم بلا منازع وإن إختلفت ميولهم وطباعهم لما لهذا الديوان من أثر في تأريخ العرب، حتى نال النصيب الأكبر في حفظ مفردات لسانهم، وقد عني به من قبل العلماء عناية لا مثيل لها قبل وبعد الكتابة، وكان لهذا الفن المنزلة الرفيعة بين القبائل كما كان للشعراء مكانة لا تقابلها مكانة ويشهد لهذا الإحتفال الكبير الذي تنظمه القبيلة حين ولادة شاعر لهم لما للشاعر من أثر في إظهار قبيلته والرفع من شأنها بين القبائل. وخير مثال على ذلك قبيلة بني أنف الناقة التي فقدت مكانتها بين القبائل إلى أن ولد شاعر لهم إستطاع إنتزاع قبيلته ورفع شأنها بقوله: قوم هم الأنف والأذناب خلفهم******ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا وقيل: غيرهم بدلاً من خلفهم ويساوي بدلاً من يسوي. ومع كل هذا الرواج الذي ناله الشعر إلا أن البيان القرآني قد سحر أفصحهم لساناً حتى أن الوليد بن المغيرة حين سمع النبي (ص) يتلو سورة غافر قال سمعت من محمد كلاماً لم أسمعه من قبل لا من إنس ولا من جن والله إن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإن فيه لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو ولا يعلى. أي ولا يعلى عليه. وهذا لبيد بن ربيعة الذي يعد من كبار شعراء الجاهلية ومن أصحاب المعلقات وقد أدرك الإسلام إلا أنه رفض الطلب الذي أراده عمر بن الخطاب من أن يقول شيئاً من الشعر حتى قال ما كنت لأقول شعراً بعد إذ نزلت البقرة وآل عمران. علماً إنه صاحب واحدة من أروع المعلقات وقد قال في أولها: عفت الديار محلها فمقامها******بمنىً تأبد غولها فرجامها فمدافع الريان عري رسمها******خلقاً كما ضمن الوحي سلامها ورغم إعترافهم بمنزلة القرآن الكريم إلا أنهم لم يهجروا الشعر بل كان المعين لهم على فهم غريب القرآن ومعضله وقد أصبح مرجعهم المعتمد في التفسير حتى أن عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس عليكم بديوانكم لا يضل فقالوا: وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم. وقصة نافع بن الأزرق مع بن عباس لا يكاد يخلو منها مصنف في علوم القرآن، وكيف أن بن عباس أجابه عن جميع أسئلته بشواهد شعرية وكان من بينها قوله تعالى: (عن اليمين وعن الشمال عزين) المعارج 37. الذي قال فيه بن عباس أما سمعت عبيد بن الأبرص يقول: فجاؤوا يهرعون إليه حتى******يكونوا حول منبره عزينا حتى وصل إستشهاد بن عباس في مئتين وخمسين موضعاً من القرآن وقد ذكر ذلك السيوطي في الإتقان جزء1 ص121. ولو قمنا بركن الشعر جانباً لما عرفنا أن القرآن معجزاً في نظمه وفصاحته وبلاغته لأن أصحاب الذوق السليم هم الذين شهدوا بمنزلة القرآن وتفوق أسلوبه ولذلك نال الشعر المكانة الرفيعة التي تعنى بتفسير القرآن الكريم. وما ذهب إليه الأديب طه حسين من أن شواهد الشعر في التفسير من وضع وإنتحال الرواة أو إختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين إلى آخر ما قال لا ينطبق على كل الشعر أو جميع المفسرين وإلا كيف يتفق المفسرون على نفس الشواهد في أغلب ما ذهبوا إليه. وإستعمال الشواهد الشعرية لا يقلل من منزلة القرآن الكريم بل على العكس من ذلك فإن التحدي لا يتحقق بين الأطراف المتقابلة إلا بإستعمال نفس الأدوات، فالمكانة التي نالها القرآن بين أصحاب الفصاحة وأهل البلاغة كانت أهم أسبابها تتمثل في اللغة المشتركة بين القرآن وبينهم، أما إذا كانت حروف القرآن من نوع آخر فالقضية تكون سالبة بانتفاء محمولها. والطريقة التي إعتمدها علماء التفسير في تتبع الشواهد الشعرية لا تعتمد على البحث عن معاني غريب القرآن فقط بل إمتدت تلك الطريقة إلى معرفة الكثير من القواعد التي كانت مألوفة لدى الشعراء وسيمر عليك خلال البحث المخصص لهذا المقال. لذلك نجد أن بعض المصطلحات القرآنية لا يمكن حملها على بابها لأن ذلك لا يناسب موضعها في السياق كقوله تعالى: (أفلم يأيس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) الرعد 31. ولو أردنا حمل اليأس في هذه الآية على بابه فلن نجد المعنى المراد منه لذلك بحث المفسرون في ديوان العرب حتى وجدوا أن اليأس في كلام العرب قد يأتي بمعنى العلم، كما قال الشاعر: ألم يأييس الأقوام إني أنا ابنه******وإن كنت عن أرض العشيرة نائياً. يعني ألم يعلم الأقوام...... إلخ، وبهذا يكون معنى الآية [أفلم يعلم الذين...... إلخ]. وهناك نوع آخر من التفسير يعنى بالرابط البديل لأداة العطف كقوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين) البقرة 2. وهذه الآية أشارت إلى أن الكتاب لا ريب فيه وكذلك فيه هدىً للمتقين دون ذكر أداة العطف كقولنا [حامض حلو] ولم نقل حامض وحلو، وقد وجدت هذه القاعدة نفسها لدى الشعراء فهذا أحدهم يصف الذئب بقوله: ينام بإحدى مقلتيه ويتقي******بأخرى الرزايا فهو يقضان نائم. وأيضاً فإن التكرار الذي يتبعه القرآن لأجل الأهمية مدحاً أو ذماً قد وجد في الشعر العربي فقوله تعالى: (والسابقون السابقون) الواقعة 10. نجد له المثيل في أشعارهم، فهذا أبو النجم العجلي عندما أراد أن يظهر أهمية شعره قال: أنا أبو النجم وشعري شعري******لله دري ما أجن صدري تنام عيني وفؤادي يسري******مع العفاريت بأرض قفري وكذلك فإن إستعمال الكلمة في موضعها المناسب كان من المسلمات التي يهتم بها العرب فكان من باب أولى أن يكون القرآن آخذاً بهذه القاعدة فمثلاً مصطلح [الكأس] أين ما ذكر في القرآن لابد أن يكون للخمر وكذلك لايراد منه معنى القدح لأن العرب تستعمل مصطلح القدح لكل أنواع الشراب وفي جميع حالاته سواء كان فارغاً أو مملوءاً، فقوله نعالى: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً) الإنسان 5. وكذلك قوله: (يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم) الطور 23. ومنه قوله تعالى: (يسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً) الإنسان 17. فعند التأمل في هذه الآيات لا نجد ذكر لنوع الشراب الذي في الكأس لأن الكأس يتضمن معنى الخمر وهذا كقول عنترة: إذا اشتغلت أهل البطالة في الكأس******أو اغتبقوها بين قس وشمأس جعلت منامي تحت ظل عجاجة******وكأس مدامي قحف جمجمة الرأس أما الصاحب بن عباد حين أشار إلى الإناء الفارغ من الخمر لم يصفه بالكأس لذلك قال: رق الزجاج وراقت الخمر******فتشابها فتشاكل الأمر فكأنما خمر ولا قدح******وكأنما قدح ولا خمر وكذلك عندما فرق القرآن الكريم بين القوم والنساء بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن) الحجرات 11. فإن هذا التفريق وجد على لسانهم كما قال زهير: ولا أدري ولست أخال أدري******أقوم آل حصن أم نساء. وهناك بعض القواعد القرآنية المهمة ومنها الكلمات التي تأخذ المعنى المضاد لوضعها كقوله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها...... الآية) البقرة 26. فقد ذهب الكثير من المفسرين إلى أن المراد من قوله تعالى: [فما فوقها] يعني فما دونها وذكر كل منهم أسباب ذلك وأهم ما ذكر في هذا الباب أن الذي فوقها يكون في الصغر فلابد أن يكون دونها، وهذا كثير في القرآن كقوله: (ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) ص 7. وأرادوا هنا الملة الأولى أي التي سبقتهم. وكذلك قوله: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً) الكهف 79. وقوله: [وراءهم] يعني أمامهم. وكذلك قوله: (إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى) طه 15. فقوله: [أكاد أخفيها] يعني أكاد أظهرها أي سأجعل لها علامات. وهذا من الأبواب الكبيرة في القرآن الكريم، وقد كان من المتعارف عليه في كلامهم فهم يطلقون على اللديغ سليماً تيمناً له بالشفاء ويطلقون على الأعمى بصيراً وهكذا لذلك أطلقوا على شاعرهم الأعشى [أبو بصير] وقد قال الأخير هذا مادحاً الرسول (ص) بقوله: ألم تغتمض عيناك ليلة أرمداً******وبت كما بات السليم مسهداً وما ذاك من عشق النساء وإنما******تناسيت قبل اليوم صحبة مهددا وأراد بالسليم اللديغ، وهذا الإستعمال لا زلنا إلى اليوم نصطلح عليه في مستحدثات لغتنا، لذلك فإن المرأة التي تعمل في علاج المرضى تريد أن تزيل عنهم المرض لا أن تزيدهم مرضاً ونحن نطلق عليها ممرضة فتأمل. عبدالله بدر إسكندر المالكي Abdullahaz2000@yahoo.com
  17. جعفر رجب / تحت الحزام / الشيعة (1 - قوم من المريخ) نط الحديث عن الولاء الشيعي مرة أخرى بوجهنا، ومازال مستمرا كمسلسل تركي! الرئيس حسني مبارك يؤكد ان ولاء الشيعة في المنطقة لإيران! الملك عبد الله يحذر العالم من الهلال الشيعي! في لبنان المفتي يحذر من دخول «الغرباء» الشيعة الى بيروت! في السعودية وثيقة «العلماء» تحذر من الحوار مع الشيعة! في المغرب يعتقل مثقفون لأنهم شيعة! في الجزائر يطرد مدرسون لأنهم شيعة! في مصر يمنع بناء مسجد لأنه للشيعة! في البحرين ما زال الحديث مستمرا عن الوثيقة الطائفية! في العراق تفجر المساجد والمواكب وتقطع رؤوس الشيعة الصفويين! في الكويت فيلم التأبين والولاء مستمر وبنجاح كبير عبر الصحف! الحديث عن الشيعة صار حديث من لا حديث له، وموضوع من لا موضوع له، وصار كل كاتب يكتب شوي يسب فيهم الشيعة لان «الرزق يحب الخفية»... ما لنا وحديث «الجاهلية»، وقال فلان وكتب فلان وشتم فلان، ولندخل في صلب الموضوع وهو ما نريد ان نكتب نحن! وصلب الموضوع هل الشيعة مخلوقات فضائية نزلت من المريخ على الوطن العربي بالذات لافساد شبابه، وتفتيت وحدته وسرقة ثروته، وتحويلهم من عبادة الله إلى عبادة القبور؟ أم إنهم طالعون قبل يومين من مؤتمر حكماء صهيون وهدفهم تدمير شباب الأمة؟ أم إنهم مجموعة من المجوس المتخفين تحت رداء الإسلام من اجل الانقضاض على الأمة وإعادتهم إلى عبادة النار، وهذا واضح من خلال عمل الإيرانيين كخبازين، وبيع بعض تجار الشيعة للأفران! والموضوع الأخر، سأتحدث أيضا عن ولاء الشيعة، لان الجماعة مشغولون هذه الأيام بحثا في ولاء الشيعة، ومع إن الجميع يتحدث عن الولاء، إلا ان الجميع أيضا لم يجب على السؤال البسيط: الولاء لمن؟وما هي الحكومة التي تستحق الولاء في هذا الوطن العربي؟ أنا أتحدث عن الحكومات لا الأوطان! وبما ان الموضوع شيعة وسنة، فان موضوع العرب والعجم أيضا يطرح نفسه، وهو موضوع قديم بقدم العلاقة بين الشعبين، ولعل أبوحيان التوحيدي- قبل ألف عام- في كتابه الإمتاع والمؤانسة تحدث عن هذه العلاقة، حيث يعتبر الفرس في نظر العرب عبدة النار ويتزوجون من أخواتهم، والعرب قوماً يأكلون الجراد والفئران في رأي الفرس! الحديث طويل، والكلام متعب، والموضوع محرج، والزاوية قصيرة... لذلك سأكمل غدا! ********* جعفر رجب / تحت الحزام / الشيعة (2 - اللبنانيون هم السبب) بعد أن اكتشفنا بالأدلة العلمية، وبمساعدة وكالة ناسا للفضاء، ان الشيعة ليسوا من المريخ ولا أي كوكب آخر، فهم يحملون صفات بشرية، وانهم يأكلون ويشربون ويأخذون قروضا من البنوك، وعندهم معسرون، وتنقطع عنهم الكهرباء، وتخترب سياراتهم، مثل بقية البشر... وقد تم إثبات هذه النظرية في جامعة هارفارد زيادة في الحرص! فحمدنا الله ثم تساءلنا: طيب إذا لم تأت هذه المخلوقات الغريبة، التي تسمى بالشيعة من المريخ، فمن أي أتى هؤلاء الحبربش؟ بحثنا في كتب التاريخ، مع إن كتب تاريخنا «لكم عليه»، فهي ليست بتاريخ بقدر ما هي سوالف ...! ولا تتعدى إن فلانا قال، وفلانا سمع من فلان، ويقولون انه حصل كذا وكذا... يعني لاتوجد لا وثائق نستند عليها، ولا كتب رسمية محفوظة، ولا آثار مكتوبة... باختصار تاريخنا يعتمد على «يقولون»...! ونحن مشينا مع المؤرخ التاريخي «يقولون» بحثا عن أصول هؤلاء القوم الذين مازال البعض متأكدا ان لديهم ذيولاً يخفونها عن الناس! قيل انهم كانوا موجودين من زمن الرسول، وقيل بعد وفاته وخلاف المسلمين في السقيفة، وقيل في زمن عثمان، وقيل بعد حرب صفين، وقيل إن نشأتهم سببها شخص يهودي يمني أمه سوداء... حيث كان يغرر الناس، ويقول لهم وهو يفرك يديه:صيروا شيعة... فصاروا شيعة، وقاموا يلطمون، ويروحون الحسينيات، ويطبخون مرق قيمة، ويوزعون فيمتو في محرم...ويقال انه أول من وزع الفيمتو في محرم! تركت ما يقولون وذهبت إلى مقولة ولاء الشيعة لإيران أو «للعجم»،فقلت إذا لم يأتوا من المريخ إذاً من إيران سباحة، فبحثت في كتب التاريخ لاستدل على صحة مقولتي بان الشيعة ذو أصول أعجمية وسبب كونهم شيعة حتى «يحرون» العرب السنة! بعد البحث والتحري تبين انهم كانوا يحكمون مصر العروبة أيام الدولة الفاطمية العربية، وبنوا القاهرة والأزهر إلى أن سقطت بيد «الاعجمي» الكردي صلاح الدين! في الوقت الذي بنى العباسيون دولتهم «السنية» بمساندة ابو مسلم الخراساني الايراني! والحمدانيون العرب كانوا شيعة، وكانت ولايتهم في الموصل وحلب أي العراق وسورية، ومع انهم شيعة إلا إنهم اضطروا الدفاع عن الخليفة المتقي بالله العباسي ضد نفوذ الاتراك «العجم» السنة في بغداد... وفي الوقت الذي كان الحمدانيون مشغولين في حروبهم ضد البيزينطيين - أميركا القديمة - بينما كان الخليفة يأكل الفالوذج الإيراني! ذهبت بعيدا الى المغرب فاذا الأدارسة الشيعة العرب يحكمون المغرب، وبني الأحمر وهم من الخزرج يحكمون الاندلس وبنوا القصر الأحمر بأسوده الاثني عشر الشهيرة! رجعت للشرق بني عمار الشيعة العرب يحكمون طرابلس إلى أن سقطت بيد السلاجقة الأتراك! نزلت جنوبا نحو اليمن، أصل العرب وأصولها، واذا بالزيديين يحكمون اليمن، ثم عاشت افضل ايامها عندما حكمها الصليحيون لمئة عام، وهم قبائل أيام العربية الإسماعيلية في صنعاء حتى أسقطتها الدولة الايويبة «الكردية السنية» - كما ورد في أطلس التاريخ الإسلامي للدكتور حسين مؤنس- ثم عاد حكم الزيدية الشيعة العرب الى سنة 1962! اعلم اني طولتها عليكم اما الحجاز ارض العرب «الوكالة»،على اساس ان عرب الاطراف «تجاري» وحنا العرب يا مدعين العروبة، فكانت لا تعترف لا ببني أمية ولا العباس، ولذا بقيت الحجاز وتهامة بيد «الاشراف» الشيعة العرب يحكمونها الى سقوطها بيد الاكراد الايوبيين أيضا وتحويلها إلى يد الأشراف السنة بداية من 500 للهجرة! أما الساحل الغربي من الخليج وهي البحرين والتي كانت تمتد من الكويت وحتى الإمارات... فقبائلها كانت شيعية الولاء، وقد حكمها القرامطة - ولم يأتوا من عبادان بعبارة بل كانت ماركتهم عربية - وسقطت دولتهم بيد السلاجقة الأتراك السنة... ومازالت القبائل العربية في الجزيرة تميل إلى الشيعة إلى ما قبل ثلاثمئة عام، ومع التغييرات السياسية والتأثيرات «العثمانية الأعجمية» التي حولت بعض القبائل ولاءاتها بسبب الأوضاع السياسية...ولم نسمع يوما قبائل شككت بولاء أبنائها بسبب مذاهبهم! كان هذا تاريخ العرب أما تاريخ الفرس «العجم» فكان أن حكمها بعد العباسيين، السلاجقة العجم السنة، والليثيين السنة الذين قطعوا السن من يتحدث العربية، ثم أقيمت الدولة السامانية «العيمية» السنية التي منعت استخدام العربية في سلطانها، وتبعهم الغزنويون ولم تصبح شيعية إلا مع الصفويين قبل أربعمئة سنة، الذين أتوا براياتهم الحمراء- وليست الخضراء لأنهم كانوا يشجعون مانشستر يونايتد- وأصبحوا شيعة لدوافع سياسية بعد ان كانوا سنة! باختصار «العجم» لم يعرفوا سوالف الشيعة إلا قبل أربعمئة عام بينما كانت القبائل العربية في الجزيرة العربية، والعراق، ومنذ الامويين ذات توجهات علوية ويميلون للهاشميين أتوماتيكياً! بقية القصة ان الصفويين «ابتلشوا بالعيم السنة» فهذه مناطق سنية متعصبة، فقد كان الناس في اصفهان - عاصمة الصفويين-يعتبرون التراب الذي يمشي عليه الشيعي نجسا... وفي نفس الوقت يقول «ناصر خسرو» الرحالة العيمي في كتابه «السفر نامة» انه كان ينوي زيارة قبر أبوهريرة في طبرية ولم يستطع لان أهل طبرية شيعة متعصبون يرمون من يزور القبر بالحجارة، فقد كانت فلسطين تحت سيطرة الشيعة حتى دخول الايوبيين العجم! المهم في النهاية استعان الصفويون بالعلماء العرب الشيعة من جبل عامل في لبنان، لنشر الدعوة الشيعية في ايران...وهذا يعني ان العرب واللبنانيين هم من «خربوا» الايرانيين وخلوهم شيعة! ما الفرق بين الولايات السنية والشيعية في تلك السنوات...لا فرق، فالكل كان يستغل المذهب والدين لأغراضه السياسية، يعني الموضوع خربان من كل الأطراف! طال الحديث، وسأتوقف، وسأكمل غدا،لا تروحون مكان! ********* جعفر رجب / تحت الحزام / الشيعة (3 - متسترون بالعلمانية) سأل أحد العراقيين الشيعة البسطاء: - من هم أئمتك؟ بعد تفكير أجاب «علي... الحسين... العباس» - العباس أخ الإمام الحسين-! فقيل له: لكن العباس ليس إماما! بعد تفكير رد بكل ثقة: لعد الرضا إماماً! - ويقصد وهل الإمام الرضا ثامن أئمة الشيعة، والمدفون في مشهد يعتبر إماما - ببساطة أعلن انه ليس إماما، مادام دفن بعيداً عن العراق! هذا التفكير البسيط يشير إلى قضية معقدة في ذات الوقت، القضية ليست مجرد سنة وشيعة، ومن أحق بالخلافة، أو نصوم اليوم أو غدا، أو نتبرك بالقبور أم لا... إنها قضية حملها المسلمون على ظهورهم لألف وأربعمئة عام من دون أن يجدوا لها حلا بل عقدوها... ولا أعتقد انها ستحل، لسبب بسيط، لأن هناك الكثير من يسترزقون، ويقتاتون على هذه القضية، وحلها يعني بوار تجارتهم الطائفية، حتى لو حاولنا حله فلن نستطيع، متى حلينا مشكلة حتى نحل هذه! نعم الأمور معقدة، والقضية ليست كل شيعي إيرانياً وكل سني عربياً، فالأمور يا قوم «متلخبطة» بين العرب والعجم... من أسسوا وساهموا في دعم المذاهب السنية أغلبهم من العجم، وما البخاري ومسلم والترمذي... والأسماء كثيرة إلا كانوا من الفرس ومستمتعين بالبراد في إيران، في نفس الوقت الذي كان الشيخ المفيد والمرتضى والحلي العرب يضعون أسس المذهب الشيعي في حر العراق بل وحتى في وقتنا الحاضر، فأشهر دعاة السنة الفضائيون منهم والأرضيون «عيم»، وقاعدة التوجهات السلفية والاخوانية «عيم» دون أن يقلل ذلك من شأنهم أو يشكك في ولائهم! لخبطة أخرى تاريخية شعراء العرب الكبار من المتنبي إلى أبوفراس والفرزدق وابو تمام وأبو العلاء.... كانوا ذوي ميول شيعية واضحة، في نفس الوقت الذي نجد شعراء الفرس «العيم» من عمر الخيام الى سعدي والفردوسي ومولانا جلال الدين الرومي وهو أكثر الشخصيات تقديسا في إيران حتى يومنا هذا،لاعلاقة لهم بالتشيع ولم يجد شاعر مثل حافظ الشيرازي حرجا من الاستدلال بشعر يزيد بن معاوية في أشهر أشعاره التي يرددها الإيرانيون حتى الآن! لا أريد أن ادخل في «نظرية المؤامرة» ولكن ألا تشعروا بان هناك من يحرك المسائل نحو هذا الاتجاه الطائفي، ألا تشتموا رائحة المخابرات، والإعلام الموجه، وانتم تقرؤون المدونات وما يطرح فيها، من تخوين وتخويف للسنة من الشيعة وبالعكس! الموضوع يبدو سخيفا ومخيفا في نفس الوقت، ايميل يصل يحذرنا من تغلغل الشيعة في المؤسسات الإعلامية، وينشر أسماء الكتاب والاعلاميين في كل دول الخليج وبالتفصيل الممل... هل هذا فعل شخص أم جهاز متكامل! إيميل آخر يحذر: الشيعة أصبحوا يلبسون عباءة العلمانية، حتى يضربوا الدين من الأساس بعد أن فشلوا في تمزيق الأمة فانتبهوا من المتسترين بالعلمانية! إيميل آخر تحذير شيعي: السنة يصدرون فتاوى تحلل دم الشيعة! ادخلوا إلى «البالتوك» لتكتشفوا حجم المأساة التي نعيشها، وحجم التغييب والغباء، الذي يعيشه الناس في صراعهم مع أعداء وهميين... لا فرق بين «خميس» و«ياسر» فكلاهما يعاني من عقده النفسية، التي يريد أن يحلها على ظهر الطائفية ويصعد عليها! من وراء ذلك، كالعادة ابحثوا عن المستفيدين من الجريمة، ومن يستفيد من جريمة الطائفية؟ مع الأسف الكثيرون من الملوك، والرؤساء، ورجال الدين، ووزراء، ونواب، ومخابرات، وتلفزيونات، ومجلات وجرائد، ولصوص، وأفاقين، وهمج رعاع... يعيشون في مساحة ممتدة من ساحل المغرب الى سواحل اندونيسيا، وأيديهم ملطخة بدماء من يقتل طائفيا! أعلم انه «ماكو فايدة» واني انفخ مثل غيري في «قربة مقطوعة» ومخرمة من كل اتجاه، ولن يفيق الميت بكثرة الصراخ على رأسه... فالمسافة بيننا وبين أن نفيق، ونحمل قيما إنسانية، تحمل الاحترام للجميع دون تمييز، كالمسافة بين أبو لهب والجنة! غدا لنا لقاء لأنهي كلامي بالفرق بين السنة والشيعة في الكويت! جعفر رجب jjaaffar@hotmail.com
  18. http://www.inciraq.com/pages/view_page.php?id=14214 التاريخ :2008-09-06 صور من المحاولة التي استهدفت الدكتور الجلبي مساء امس في منطقة المنصور في بغداد
  19. مناصب كبيرة شاغرة في العراق 2 ـ2 GMT 11:00:00 2008 السبت 6 سبتمبر إبراهيم أحمد http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2008/9/363279.htm
  20. نزار قباني Nizar Kabbani في بلاد يغتال فيها المفكرون، ويكفر الكاتب وتحرق كتب، في مجتمعات ترفض الآخر، وتفرض الصمت على الافواه والحجر على الافكار، وتكفر اي سؤال، كان لابد ان استأذنكم ان تسمحوا لي.. In a country where thinkers are assassinated, and writers are considered infidels and books are burnt, in societies that refuse the other, and force silence on mouths and thoughts forbidden, and to question is a sin, I must beg your pardon, would you permit me? فهل تسمحون لي ان اربي اطفالي كما اريد، وألا تملوا علي اهواءكم واوامركم؟ Would you permit me to bring up my children as I want, and not to dictate on me your whims and orders? · هل تسمحون لي ان اعلم اطفالي ان الدين لله اولا، وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟ Would you permit me to teach my children that the religion is first to God, and not for religious leaders or scholars or people? · هل تسمحون لي ان اعلم صغيرتي ان الدين هو اخلاق وأدب وتهذيب وامانة وصدق، قبل ان اعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟ Would you permit me to teach my little one that religion is about good manners, good behaviour, good conduct, honesty and truthfulness, before I teach her with which foot to enter the bathroom or with which hand she should eat? · هل تسمحون لي ان اعلم ابنتي ان الله محبة، وانها تستطيع ان تحاوره وتسأله ما تشاء، بعيدا عن تعاليم أي أحد؟ Would you permit me to teach my daughter that God is about love, and she can dialogue with Him and ask Him anything she wants, far away from the teachings of anyone? · هل تسمحون لي الا اذكر عذاب القبر لاولادي، الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟ Would you permit me not to mention the torture of the grave to my children, who do not know about death yet · هل تسمحون لي ان اعلم ابنتي اصول الدين وادبه واخلاقه، قبل ان افرض عليها الحجاب؟ Would you permit me to teach my daughter the tenets of the religion and its culture and manners, before I force on her the Hijab (the veil)? · هل تسمحون لي ان اقول لابني الشاب ان ايذاء الناس وتحقيرهم لجنسيتهم ولونهم ودينهم، هو ذنب كبير عند الله؟ Would you permit me to tell my young son that hurting people and degrading them because of their nationality, colour or religion, is considered a big sin by God? · هل تسمحون لي ان اقول لابنتي ان مراجعة دروسها والاهتمام بتعليمها انفع واهم عند الله من حفظ آيات القرآن عن ظهر قلب دون تدبر معانيها؟ Would you permit me to tell my daughter to revising her homework and paying attention to her learning is considered by God as more useful and important than learning by heart Ayahs from the Quran without knowing their meaning? · هل تسمحون لي ان اعلم ابني ان الاقتداء بالرسول الكريم يبدأ بنزاهته وامانته وصدقه، قبل لحيته وقصر ثوبه؟ Would you permit me to teach my son that following the footsteps of the Honourable Prophet begins with his honesty, loyalty and truthfulness, before his beard or how short his thobe(long shirt/dress) is? · هل تسمحون لي ان اقول لابنتي ان صديقتها المسيحية ليست كافرة، والا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟ Would you permit me to tell my daughter that her Christian friend is not an infidel, and ask her not to cry fearing her friend will go to badWord? · هل تسمحون لي ان اجاهر، ان الله لم يوكل احدا في الارض بعد الرسول لان يتحدث باسمه ولم يخول احدا بمنح 'صكوك الغفران' للناس؟ Would you permit me to argue, that God did not authorize anyone on earth after the Prophet to speak i n his name nor did he vest any powers in anyone to issue 'deeds of forgiveness' to people? · هل تسمحون لي ان اقول، ان الله حرم قتل النفس البشرية، وان من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، وانه لا يحق لمسلم ان يروع مسلما؟ Would you permit me to say, that God has forbidden killing the human spirit, and who kills wrongly a human being is as if he killed all human kind, and no Moslem has the right to frighten another Moslem? · هل تسمحون لي ان اعلم اولادي ان الله اكبر واعدل وارحم من كل فقهاء الارض مجتمعين؟ وان مقاييسه تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين، وان حساباته أحن وارحم؟ Would youpermit me to teach my children that God is greater, more just, and more merciful than all the (religious) scholars on earth combined? And that his standards are different from the standards of those trading the religion, and that his accountability is kinder and more merciful? هل تسمحون لي Would you permit me?
  21. نائب في الفضيلة يدعو إلى تفكيك الائتلاف والتوافق والتحالف الكردستاني 27/08/2008 16:36 (توقيت غرينتش) شدد حزب الفضيلة الإسلامي على ضرورة تفكيك الكتل النيابية القائمة على أساس الاصطفاف الطائفي والقومي لضمان وحدة العراق. جاء ذلك على لسان النائب عن الحزب محمد المحميداوي والذي أكد إصرار حزبه على تبني المشروع الوطني ونبذ ما وصفه بالاصطفاف الطائفي والقومي لضمان وحدة العراق على حد تعبيره ، حيث قال في تصريحات لـ "راديو سوا": "الاصطفافات الطائفية والقومية والعرقية أصبحت متحكمة ، وأعتقد بأن من الضروري أن يصل اللاعبون السياسيون إلى قناعة مفادها، بأن الحل يكمن في الخيار الوطني لأنه الوحيد القادر على الحفاظ على وحدة العراق". وشدد المحميداوي على ضرورة تفكيك الكتل النيابية الكبيرة كالائتلاف العراقي الموحد وجبهة التوافق والتحالف الكردستاني ، وهي الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية موضحاً ذلك بقوله: "الحل يكمن بضرورة تفكيك الكتل الكبيرة ، والخطوة الأولى كما حددناها سابقا هي بضرورة تفكيك الكتل القائمة على الاصطفافات الطائفية والعرقية ، واعتماد خطاب وطني يشمل الجميع". ويعد حزب الفضيلة الإسلامي واحدا من القوى المعروفة باسم "الثاني والعشرين من تموز" التي صوتت في مجلس النواب على قانون انتخابات مجالس المحافظات، قبل نقضه من قبل هيئة رئاسة الجمهورية.
  22. http://www.alarabiya.net/programs/2008/08/25/55427.html الإثنين 24 شعبان 1429هـ - 25 أغسطس 2008م بانوراما: الاتفاقية الأمنية.. وتناقض التصريحات الأمريكية العراقية الاتفاقية الأمنية ما هي الصعوبات التي تعيق توقيع الاتفاقية؟ هل هناك سقف زمني للوصول لهذه الاتفاقية؟ نجومية أوباما.. وخبرة بايدن هفوات بايدن وتأثيرها على حملة أوباما الانتخابية اسم البرنامج: بانوراما مقدم الحلقة: نجوى قاسم تاريخ الحلقة: السبت 23-8-2008 ضيوف الحلقة: هادي العامري (لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي) أحمد العلواني (نائب عن جبهة التوافق العراقية) محمود عثمان (نائب عن التحالف الكردستاني العراقي) هشام ملحم (خبير في الشؤون الأميركية) سلامة نعمات (كاتب صحفي) - كيف يمكن تفسير التناقض في التصريحات الأميركية والعراقية حول مسودة الاتفاقية الأمنية؟ - هل يكون بايدن الورقة المرجحة لكفة أوباما على منافسه ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ نجوى قاسم: مساء الخير، من العربية أهلاً بكم إلى حلقة بانوراما لليلة التي تناقش هذين العنوانين، لكن في البداية نتعرف على أبرز أخبار اليوم. [فاصل إعلاني] نجوى قاسم: من جديد أهلاً بكم، يسود تصريحات المسؤولين الأميركيين والعراقيين بشأن مسودة الاتفاقية الأمنية الإستراتيجية بين البلدين تناقض وغموض، ففي حين يؤكد المفاوضون العراقيين أن مسودة الاتفاق قد أُنجزت وأحيلت إلى المراجع المسؤولة لدراستها والموافقة عليها، ينفي المسؤولون الأميركيون ذلك مؤكدين أن المفاوضات بشأنها لا زالت مستمرة، كما ينفون وجود مهل محددة لإعادة الانتشار والانسحاب النهائي للقوات الأميركية وهو ما كان قد أشار إليه المسؤولون العراقيون. إضافة إلى ذلك فإن ما تسرب من بنود تتضمنها مسودة هذه الاتفاقية تحمل أكثر من تفسير وتأويل بسبب الصياغة المبهمة لهذه البنود التي تسمح بإعطاء أكثر من تفسير للصياغة. فما مرد هذا الارتباك والتناقض في التصريحات؟ وهل مسودة الاتفاقية لا تتضمن فعلاً تواريخ ومهل محددة للانسحاب الأميركي؟ وماذا حول البند الخلافي بشأن حصانة القوات الأميركية؟ وهل اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري مرتبطة بشكل مباشر بالاتفاقية الأمنية؟ الاتفاقية الأمنية نجاح محمد علي: خلافاً لكل ما يصرح به مسؤولون عراقيون لم تحدد مسودة الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن أي جداول زمنية لانسحاب القوات الأميركية من العراق، غير أن الجانب العراقي يتمنى أن تنهي القوات الأميركية دورياتها في المدن والقرى العراقية بحلول منتصف العام القادم، وأن تغادر الوحدات القتالية العراق بنهاية العام 2011 وأن ترحل كل القوات الأميركية بعد ذلك بثلاث سنوات. وبموجب المسودة قد تبدأ القوات الأميركية بالانسحاب من المدن العراقية إلى قواعد معينة غير معروفة داخل العراق بحلول يونيو حزيران من العام القادم إذا سمحت الظروف بذلك، وكلمة الظروف تبقى مطاطة مرنة بمقاسات الوضع الأمني الهش أو القابل لأن يتحول إلى وضع هش في العراق، وما بين الرغبة العراقية الرسمية في الحصول على تواريخ زمنية ولو بعد سنوات، والإصرار الأميركي على أن يستند أي خفض للقوات الأميركية إلى الظروف الميدانية التي تتحكم القوات الأميركية في معظم مفاصلها، تحرص واشنطن على توجيه الاتهام لإيران بأنها وراء تعقيد المحادثات حول الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد مع العراق. إيران نجحت بالفعل في تعقيد المفاوضات بل وفي عرقلة التوقيع على الاتفاقية حيث كان مقرراً ذلك في نهاية يوليو تموز الماضي، كما حصلت إيران كما هو واضح على وعود تظل مجرد وعود رغم أنها وضعت كبند في الاتفاقية الموعودة لتطمينها بعدم استخدام العراق قاعدة للعدوان عليها. وحتى إذا أنجزت مسودة الاتفاقية من دون تحديد تواريخ لرحيل القوات الأميركية، يبقى إعلان ما إذا كانت القوات الأميركية ستُمنح حصانة من المساءلة القانونية العراقية من النقاط الصعبة التي لن تمرر الاتفاقية دون عبورها. ويتردد في نفس السياق أيضاً أن الحكومة العراقية وبضغط إيراني واضح، طالبت بتوضيحات عن حجم أي تفويض من قبلها للعمليات العسكرية الأميركية، وما إذا كان سيتم منح المقاولين غير العسكريين حصانة من المساءلة القانونية العراقية. انتهاء مهلة تفويض الأمم المتحدة في نهاية هذا العام الذي تعمل بموجبه القوات الأميركية في العراق، يزيد من حراجة الحكومة العراقية. فبينما تريد واشنطن أن يتحول المقترح من تفويض الأمم المتحدة إلى اتفاق بين العراق والولايات المتحدة، تسرب أن أطرافاً داخل الحكومة العراقية تحبذ أن يتم ترحيل التوقيع على الاتفاقية إلى الإدارة الأميركية المقبلة، فيما تُصر الإدارة الحالية على توقيعها هذه السنة. نجاح محمد علي - العربية نجوى قاسم: لمناقشة الموضوع معنا من بغداد السيد هادي العامري رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أيضاً من العاصمة العراقية السيد أحمد العلواني عضو مجلس النواب العراقي عن جبهة التوافق، وعبر الهاتف من بغداد كذلك الدكتور محمود عثمان عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني العراقي، أهلاً بكم جميعاً إلى بانوراما. معك أبدأ سيد عامري بهذا النقاش، لماذا كل هذا الغموض؟ لماذا كل هذا الإبهام حول طبيعة بنود هذه الاتفاقية بشقها الأمني طبعاً؟ هادي العامري: لأنها لم تكن.. أول مرة نرحب بك أجمل ترحيب نشكركم على هذه الفرصة.. لا يوجد مسودة نهائية لهذه الاتفاقية، ولذلك هذا الغموض الذي يلف الجميع هو عدم وجود مسودة نهائية، وأتفق مع الجانب الأميركي هناك ورقة تعدل مرات باليوم مرتين أو ثلاثة مرات، ولذلك المفاوض العراقي الذي يقول أنه انتهت المفاوضات حديثة غير دقيق، المسودة لا زالت.. نجوى قاسم: على ماذا يستند الذي أعلن من الجانب العراقي الجهات التي أعلنت بأنه تم التوصل إلى اتفاقية؟ هادي العامري: لا، يعني أنا أؤكد لكِ أنه باليوم تتعدل بعض المسودات أكثر من مرة، لذلك لا توجد ورقة نهائية للتوافق بيننا وبين الأميركان هذا بشكل قاطع، وهناك لا زال مجال بحث مجال نقاش، خلافات موجودة على بعض النقاط، ومستمر البحث حول هذه نقاط الخلاف اللي بيننا وبين الأميركان. نجوى قاسم: طيب سيد عامري بهذا المعنى هل هذا يعني بأن مسألة إعلان التوصل إلى مسودة نهائية أو تسريب معلومات إلى الإعلان حول هذا الموضوع هو نوع من الضغط ربما يأتي من الجانب العراقي، لذلك سارع الجانب الأميركي إلى النفي؟ هادي العامري: لأ أنا أقول بصراحة إذا صارت نهاية للمسودة النهائية، هذه المسودة النهائية ستُعرض على المجلس السياسي للأمن الوطني، وإذا تم الموافقة عليها بشكل كلي يُعرض على مجلس الوزراء للتصويت عليها ثم تأتي للبرلمان، نحن وضعنا مجموعة من الخطوات للاتفاقية الأمنية، أولاً عرضها على المجلس السياسي الوطني، اثنين مجلس الوزراء، ثلاثة مجلس النواب، أربعة تذهب إلى هيئة الرئاسة لإقرارها أو عدم إقرارها، أكو سلسلة من الأعمال. لذلك عندما تكون الورقة بشكل نهائي ستتخذ جميع هذه الإجراءات، أنا أؤكد لكِ لا توجد ورقة نهائية، توجد خلافات لا زالت قائمة بين الجانب العراقي والجانب الأميركي. ما هي الصعوبات التي تعيق توقيع الاتفاقية؟ نجوى قاسم: سيد أحمد علواني أيضاً ضيفي من بغداد ولكن طبعاً نذكر بأنه حضرتك عضو في مجلس النواب عن جبهة التوافق كبرى ممثلي السنة في مجلس النواب، برأيك هل الصعوبات التي تعيق وصول هذه الاتفاقية إلى مسودة أو إلى اتفاق بين الطرفين هي مسائل تتعلق بهواجس طرف عراقي معين؟ أم أن هناك المسائل الأمنية العالقة هي هم الكل؟ أحمد علواني: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية المفاوضات مع الأميركان منذ ثمانية أشهر لم تسفر عن شيء، المسودة الأولى التي قدمتها الإدارة الأميركية كان سقفها عالياً جداً، وكانت تعطي الجندي الأميركي صلاحية وحصانة دبلوماسية وخطوط الطيران والاتصالات كلها تحت سيطرة الإدارة الأميركية، بعد اعتراض الجانب العراقي الوفد المفاوض تم تعديل هذه المسودة، قُدمت عدة مسودات من قبل الأميركان وكل مرة مثلما قال السيد العامري تقدم مسودة يتم المناقشة ما بين الوفد الحكومي العراقي والوفد الأميركي من أجل تعديلها، هناك الهدف الأساسي من الاتفاقية هو يجب العراق أن يحافظ على سيادته، نحن لا نريد اتفاقية تمس بسيادة العراق وتعطي حصانة للجندي الأميركي وأجل مفتوح لبقاء القوات الأميركية، نحن نريد اتفاقية مع الأميركان تضمن خروج القوات الأميركية المحتلة من العراق وفق جدول زمني، خلال هذه الفترة يتم بناء أجهزة أمنية لملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأميركية، وجود القوات الأميركية إن بقت قوات أميركية يجب توصيف وضعها القانوني على الأرض العراقية، وكيفية التعامل مع هذه القطاعات.. الأميركان إن بقوا في العراق هناك تبقى مؤسسات دبلوماسية أو تجارية حالهم حال أي مواطن أجنبي مقيم على الأرض العراقية تنطبق عليه شروط الإقامة، وبخلافه لن نسمح بوجود أي أميركي أو أي جندي أميركي على أرض العراق. نجوى قاسم: طيب أعود إليك طبعاً سيد علواني، أتوجه إلى الدكتور محمود عثمان عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني، دكتور محمود إلى أي مدى كان هناك تعديلات حقيقية في النقاط الأساسية في الاتفاقية، خاصة طبعاً النقاط الأمنية نتحدث هنا. النقاط الأمنية التي أثارت جدلاً، مسألة القواعد التي ستبقى، مسألة استعمال الأراضي العراقية، سجون سرية، الاعتقال بدون العودة إلى الحكومة العراقية، يعني ما سماه سيد علواني بالسقف العالي إلى أي مدى استطاع الجانب العراقي إخفاض هذا السقف؟ محمد عثمان: والله مع تحياتي للأخ هادي وللأخ أحمد أيضاً ولكم.. أنا في تصوري أن الموضوع منذ البداية نحن قلنا أنه يجب أن توفر شرطان أساسيان في هذه المفاوضات، الشرط الأول وجود شفافية، الشفافية المطلوبة غير موجودة توجد بعض الشفافية لكن ضعيفة جداً، لأن المفاوضات جرت في أجواء غير منفتحة غير مفتوحة، وكان الغموض يلف الكثير من خطوات التفاوض هذا طبعاً شي أعتقد ليس لصالح العراق يمكن يكون لصالح الجانب الأميركي أكثر، ثانياً قلنا أنه يجب أن يكون مواقف الأطراف العراقية أو على الأقل الإخوة العراقيين المسؤولين الذين لهم علاقة بهذا الموضوع موحدة بأن نختار ما يكون موحدين لنختار ما يصل إلى نتائج أقل ضرراً للعراق وأكثر فائدة.. نجوى قاسم: هل هذا يحصل دكتور محمود؟ هل أنتم موحدين.. دكتور محمود هل العراقيون موحدين؟ محمد عثمان: نرى في تصريحات المسؤولين العراقيين أنهم غير موحدين وجهات نظرهم مختلفة، واحد يعلن بشيء والآخر يعلن شي آخر، فيه اختلاف بوجهات النظر أي أنه لحد الآن لم يصلوا بالنتائج إلى وجهات نظر موحدة، وكذلك نرى تصريحات متناقضة أيضاً مختلفة بين الجانب العراق والجانب الأميركي، الجانب العراقي يقول اتفقنا أن تخرج القوات الأميركية في 2011 ثم يخرج ممثل البيت الأبيض ويقول هذا لم نتفق عليه. كل هذه الأمور يلف الاتفاقية غموض وأنا أعتقد هذا الغموض ليس في صالحنا، أنا في تصوري هذه الاتفاقية إذا كانت هنالك مسودة لحد الآن ولو يقولون أنهم لم يصلوا إلى مسودة، وعلى هذه المسودة أن تذهب إلى مجلس الوزراء والمجلس السياسي الوطني ثم تأتي للبرلمان أيضاً، البرلمان يجب لا يكون مغيب عن هذا الموضوع حتى يناقش هذا الموضوع، وهنالك مشكلة أخرى الجانب الأميركي يقول هذه الاتفاقية لا تلزم الحكومة القادمة ولا تمر على الكونغرس، إذاً لماذا إذا الموضوع مفعوله يدوم أشهر لماذا.. نجوى قاسم: يعني هيدي النقطة دكتور محمود في الواقع هذه النقطة ملفتة للانتباه، إن كان من الجانب العراقي هناك توجس عندما تصل هذه المسودة إلى مجلس النواب بسبب الاختلاف في وجهات النظر حولها، أيضاً من الجانب الأميركي هناك تسريبات بأنه يفضّل أن لا يناقشها الكونغرس الآن، هذه مسألة فعلاً ملفتة للانتباه. أعود إليك دكتور محمود ولكن أذهب إلى السيد هادي العامري، مسألة الخلافات العراقية نفسها التي تحدث عنها الدكتور محمود، إذاً نحن أمام نوعين من الخلاف خلاف عراقي.. عراقي حول الاتفاقية، وخلاف أميركي عراقي حول الاتفاقية، هل سيكون فعلاً الحل بالإبهام بالغموض في صياغة بعض البنود الخلافية؟ هادي العامري: أنا أعتقد لا يوجد خلاف عراقي عراقي كما يتفضل الدكتور محمود، هناك مشكلة لدى بعض الذين يصرحون في الإعلام من الجانب العراقي، يريد أن يقول أنا أعرف كل شيء وأصرح عن كل شيء ولدي علم بكل شيء، فلذلك مرات يصرح بدون علم وبدون دراية وبدون إطلاع هذه المشكلة في التناقض. أنا أؤكد لك أن الجانب العراقي لا زال المجلس السياسي الأمن الوطني رأيه موحد، نحن لا نوافق على أي اتفاقية أمنية تمس بالسيادة الوطنية، نُصر على ضرورة جدولة الانسحاب لأنه إذا كان في يوم من الأيام جدولة الانسحاب يعبّر عن هزيمة، اليوم جدولة الانسحاب وانسحاب القوات الأميركية من العراق يعبر عن نصر وتقدم في الملف الأمني ولذلك هذه من المسائل التي أصبحت.. نجوى قاسم: سيد هادي بهيدي النقطة أنا رح أدخل معك على كل نقطة من النقاط، تحدثت الآن عن مسألة جدولة الانسحاب، كل المعلومات اللي تتحدث عن هذا الموضوع تتحدث عن العام 2011 كسقف زمني للانسحاب، ولكن الأمر مرهون بالوضع الأمني يعني يمكن أن يمتد البقاء إلى سنوات أخرى بعد ذلك، جدولة الانسحاب على أي قاعدة؟ هادي العامري: لا يوجد أي جدول واضح، التحديد الزمني واضح فيه أن لا يتعدى هذا الجدول الانسحاب في هذا التاريخ المحدد بعده ما موجود، التمديد غير إلا حسب الدستور العراقي. ولذلك أنا أعتقد الجدول الزمني محدد بشكل واضح وصريح وشفاف، ولا يوجد فيه أي تمديد أو بقاء للقوات الأميركية إلى أمد غير معلوم. وإنما هذا اللي كنا نُصر عليه لا بد من جدولة الانسحاب بجدول واضح صريح شفاف، وإذا كان الأميركان سابقاً يقولون أن جدولة الانسحاب يُعد هزيمة ويُعد نصر للإرهاب، نحن نقول جدولة الاحتلال اليوم يعد نصر ويعد نصر إلى الحكومة العراقية وتقدم كبير في الملف الأمني، هذا أؤكد لك أنه الحديث اللي.. التقرير اللي كان مقدمة الحديث أنه بقاء القوات الأميركية إلى أمد غير معلوم وغير مشخص هذا مرفوض، هذا يمس بالسيادة الوطنية ولا نقبل به بأي حال من الأحوال. كان أؤكد لكِ جدولة الانسحاب مسألة محسومة ومسألة منتهية يجب أن تكون وفق جدول زمني محدد وواضح وشفاف وصريح. هل هناك سقف زمني للوصول لهذه الاتفاقية؟ نجوى قاسم: نعم، دكتور محمود عثمان ضيفي عبر الهاتف من العاصمة العراقية، فيما يتعلق بالسقف الزمني للوصول إلى مسودة الاتفاقية، الوجود العسكري الأميركي بموجب قرار الأمم المتحدة ينتهي نهاية هذا العام بعد أربعة أشهر من الآن، والانتخابات الأميركية في نوفمبر بعد شهرين أقل.. شهرين من الآن، هل هناك سقف زمني للوصول إلى هذه الاتفاقية برأيك؟ محمد عثمان: يعني أعتقد لا يوجد سقف زمني، قالوا سابقاً السقف الزمني هو نهاية تموز ومر هذا التاريخ، الآن لا يوجد سقف زمني، أنا أعتقد الجانب الأميركي يستعجل هذه الاتفاقية ولكن الجانب العراقي غير مستعجل تماماً، لأن الجانب العراقي يريد ضمانات لسيادة العراق، وضمانات لأن وجود القوات وتحركات القوات وصلاحيات القوات تكون مرهونة بموافقة الحكومة العراقية والقضاء العراقي وغيرها، ولكن بالنسبة للجدول الزمني اللي تفضل به الأخ هادي الجانب الأميركي لا يقبل جدول زمني، عدة مرات سمعنا من البنتاغون والبيت الأبيض والخارجية يقولون نحن ننسحب، والانسحاب يعتمد على الوضع الميداني لا يريدون أن يلزموا نفسهم بأي تاريخ، هذا خلاف واضح بين الجانب العراقي والجانب الأميركي طبعاً.. نجوى قاسم: طيب دكتور محمود هل هناك عوامل إقليمية أخرى تدخل في حسابات الموقف العراقي؟ محمد عثمان: أنا أعتقد الضغط الإيراني موجود وبعض الضغط الإقليمي، ولكن الجانب العراقي حسب معلوماتي أكد في أكثر من مجال أن هذا موضوع عراقي، وأن الاتفاقية سوف تتضمن بند يؤكد أنه لا يُستخدم العراق للاعتداء على أي بلد آخر وللتحرك نحو بلد آخر، وأكثر من هذا ليس من حق الآخرين التدخل وإنما العراقيين.. الجانب العراقي هو الذي يقرر لأن هذا الموضوع يخص العراق، حسبما يراه يعني الجانب العراقي المجلس السياسي الوطني في مجلس الوزراء، وأعتقد في مجالات أخرى. يعني هنا الضغوط موجودة ولكن لا يستطيع الجانب العراقي أن يخضع لهذه الضغوط لأن هذه قضية عراقية بشكل أساسي. نجوى قاسم: نعم، طيب في هذه النقطة التي تتحدث عنها دكتور محمود، وكان يعني يرد فيها على السيد هادي العامري. إذا فعلاً كانت الحقيقة كذلك سيد هادي بأن الأميركيون لا يريدون سقفاً زمنياً، ماذا يستطيع الجانب العراقي أن يفعل؟ هادي العامري: قلت لك الدكتور محمود غير مطلع أنا مطلع أن الجدول الزمني أصبح أمر واقع ولا يمكن الهروب منه، وأصبح الجدول الزمني حقيقة واضحة في أي اتفاقية مع الأميركان، وبدون تثبيت جدول زمني واضح للانسحاب سوف لا يكون هناك اتفاقية أمنية، أنا هذا اللي أؤكده ومطلع على كثير من المسائل.. نجوى قاسم: طيب، وين العقدة بعد سيد هادي.. هادي العامري: نعم.. نعم، نحن نُصر على موضوع.. موضوع الحصانة موضوع لا يمكن المرور عليه، موضوع الحصانة موضوع معقد وهناك إصرار يعني من قبلنا لأن موضوع الحصانة موضوع هو السيادة الوطنية تتمثل بالولاية القضائية، عدم الولاية القضائية يعني هذا مس واضح وصريح للسيادة الوطنية، ونحن منذ البداية أكدنا أن السيادة الوطنية أي اتفاقية أمنية يجب أن لا تمس بأي شكل من الأشكال بالسيادة الوطنية. نجوى قاسم: اسمح لي باستيضاح صغير هنا سيد هادي، هل الحصانة التي تتحدث عنها هي مع المقاولين يعني الشركات الأمنية عناصر الشركات الأمنية؟ أم أيضاً تطال الجنود الأميركيين اللي يمكن أنه يعني ينخرطوا بأعمال عنف في داخل العراق؟ هادي العامري: نعم، نحن بالنسبة إلى الولاية القضائية شاملة للجميع، هذا الذي نصر عليه، أكو في جانب معين الولاية القضائية للجندي الأميركي موجودة، أما في جانب آخر غير موجودة ويجب أن يكون في حالات معينة أن يخضع للقضاء العراقي، هذه نقاط خلاف موجودة بيننا وبينهم. ولكن مهما يكن كما أقل لك موضوع الحصانة مسألة مهمة ما ممكن أن تمرر اتفاقية أمنية إذا لم تحسم موضوع الحصانة أو الولاية القضائية. نجوى قاسم: نعم أعود إليك سيد هادي ولكن من جديد أذهب إلى السيد أحمد العلواني ضيفي من بغداد أيضاً، مجلس النواب العراقي هل فعلاً سيكون مكاناً للاشتباك حول هذه الاتفاقية؟ أحمد العلواني: الكثير من الكتل الموجودة في البرلمان الحالي أبدت امتعاضها وتحفظها على الكثير من بنود الاتفاقية المزمع إجرائها مع الإدارة الأميركية، في تقديري هذه الاتفاقية سوف لن تمر بسهولة، معظم الكتل عدا بعض الاستثناءات البسيطة في مجلس النواب كلها ترفض الاتفاقية الأميركية، وكلها ترفض الوجود الأميركي على الأرض العراقية، حتى إن بقي وجود فيكون مشروط ومقيد وفق القوانين العراقية لا أن يكون الأمر متروك مثلما يريد الأميركان، كما أسلفت الكتل الموجودة في مجلس النواب العراقي بدون استثناء لديها تحفظات، وهذه الاتفاقية إن جاءت إلى مجلس النواب سوف تكون عرضة لمناقشة وعرضة لتقديم الفقرات وحذف أخرى إلى أن نخلص إلى اتفاقية تضمن سيادة العراق والمحافظة على كرامة الشعب العراقي، هناك بعض الكتل السياسية لديها تناغم مع المشروع الأميركي.. نجوى قاسم: سيد أحمد كيف تتابع كتلة مثل كتلة جبهة التوافق النقاشات والتصريحات والتسريبات المتعلقة بهذه الاتفاقية، هل أنتم تتأهبون لمعركة من هذا النوع؟ أحمد العلواني: جبهة التوافق كانت سباقة في هذا المضمار وقدمت عشر نقاط إلى المجلس السياسي للأمن الوطني حول طبيعة الاتفاقية الأميركية، منها جدولة الانسحاب، وضع القوات الأميركية، مسألة القواعد مسألة، وضع العراق تحت البند السابع من عدمه، موضوع القواعد الأميركية، موضوع يعني كل ما يتعلق بالوجود الأميركي على العراق. جبهة التوافق حريصة على أن تخرج.. نحن بحاجة لاتفاقية مع الأميركان ولكن اتفاقية تضمن كما أسلفنا سيادة العراق وكرامة العراق، لا أن نأتي باتفاقية أو اتفاقيات سرية مثلما سُرب من هنا وهناك، الآن سُرب أخيراً أن الإدارة الأميركية قدمت مسودة اتفاقية للحكومة العراقية ويجب الموافقة عليها بدون أي موافقة.. نجوى قاسم: اتضحت فكرتك سيد أحمد للأسف.. سيد أحمد لم يعد لدي الكثير من الوقت، ولكن اتضحت الفكرة التي تتحدث عنها. سؤال سريع أخير للدكتور محمود عثمان، هل تعتقد بأن المسائل الخلافية تحتاج إلى القيادات العليا في البلدين لتُحل؟ د. محمود عثمان: أنا أعتقد أنه مثلما تفضل الأخ هادي أنا لست مطلعاً بقدر الأخ هادي لأن هو رئيس لجنة الدفاع والأمن، ولكن أنا آخذ التحليلات من التصريحات العلنية للمسؤولين الأميركان والمسؤولين العراقيين هنالك خلافات كثيرة، وأنا أعتقد أنه يجب أن يحاول المسؤولين الكبار والأساسيين حلها ولذلك توجد اتصالات الآن مستمرة بين الرئيس بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي كما صرحت أوساط مطلعة لحل هذه الخلافات، لأن هنالك خلافات يجب حلها بدون شك، وإلا لا يمكن الوصول إلى هذه الاتفاقية على الأقل بالسرعة الممكنة. نجوى قاسم: شكراً جزيلاً لك دكتور محمود عثمان عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني العراقي، وفي السياق نفسه أود أن أسمع تعليق سريع للسيد هادي العامري، هل الأمور ستحتاج إلى تدخل قادة البلدين بشكل سريع لو سمحت؟ هادي العامري: أنا أعتقد أنه كثير.. ما تحتاج إلى تدخل، أنا أعتقد هذه المسائل مسائل أساسية وحياتية بالنسبة للشعب العراقي، الاتفاقية الأمنية اتفاقية قد تحرر العراق وقد ترهن العراق، ولذلك هذه مسألة لا يمكن أن تمرر مجرد اتفاق بين القيادات السياسية، نحن نصر يجب أن تكون الشفافية العالية، ويجب أن تمرر الاتفاقية الأمنية من خلال البرلمان العراقي، وأكدنا منذ البداية وكان السيد رئيس الوزراء أحرص في المجلس السياسي للأمن الوطني.. أحرص الجميع أحرص من الجميع كان يصر أنه لا اتفاقية أمنية بدون موافقة المجلس السياسي للأمن الوطني، ولا اتفاقية أمنية دون أن تمرر على البرلمان العراقي، ولذلك منذ البداية حتى قالوا إذا مذكرة تفاهم، السيد رئيس الوزراء كان يصر أن هذه المذكرة يجب أن تمرر من خلال البرلمان العراقي هذه نقطة، والنقطة الثانية بعيداً عن المزايدات السياسية أنا أؤكد هناك إجماع عراقي رائع جداً إلى هذا اليوم وإلى هذه اللحظة بخصوص الاتفاقية الأمنية، يجب أن لا تمس بالسيادة الوطنية. وإن شاء الله بعيداً عن المزايدات السياسية يبقى الشعب العراقي وتبقى القوى السياسية العراقية موحدة باتجاه الاتفاقية الأمنية. نجوى قاسم: شكراً جزيلاً لك سيد هادي العامري رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، وأيضاً شكراً للسيد أحمد العلواني عضو مجلس النواب العراقي كذلك عن جبهة التوافق. بانوراما تعود إليكم بعد الفاصل لنتابع فيها: هل يكون بايدن الورقة المرجحة لكفة أوباما على منافسه ماكين في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ [فاصل إعلاني] نجوى قاسم: أهلاً بكم من جديد. رد فعل إدارة حملة المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين على اختيار المرشح الديمقراطي باراك أوباما للسيناتور جوزيف بايدن كمرشح لمنصب نائب الرئيس، يشير إلى انزعاج لدى الجمهوريين. فهؤلاء كانوا يراهنون على كسب أصوات قسم من الديمقراطيين المترددين في انتخاب أوباما. ويبدو أن اختيار بايدن الذي يحظى باحترام كبير في أوساط كل الحزب الديمقراطي قد أسقط هذا الرهان، وبالإضافة إلى نزاهته وإخلاصه، فإن بايدن يُعتبر أحد أهم السياسيين في مجلس الشيوخ، وخبيراً كبيراً في القضايا الدولية. فإلى أي مدى سينجح أوباما وإلى جانبه بايدن في كسب المعارضين والمترددين داخل الحزب الديمقراطي إلى جانبهما؟ وهل سيفرض هذا الخيار على ماكين إعادة حساباته بشأن الشخصية التي سيختارها لخوض الانتخابات معه؟
  23. http://www.alarabiya.net/programs/2008/08/10/54610.html من العراق: أزمة المواطنة في كركوك
×
×
  • Create New...